علاج نقص الأكسجين في الدماغ

سبب نقص الأكسجين في الدماغ نقص التروية الدماغية أو نقص الأكسجين -مستويات الأكسجين- في الدماغ (cerebral ischemia) ينجم عن نقص كميات الدم المُتدفِّقة إلى الدماغ وبالتالي نقصان كميات الأكسجين، وبالتالي حدوث ضرر جزئي أو كلي للدماغ، وإذا لم يتم إعادة مستويات الدورة الدموية لوضعها الطبيعي في الدماغ سينجم عن ذلك ضرر دائم، في بعض الأحيان ينجم عن نقصان التروية الدموية في الدماغ تجلّطات  تؤدّي لحدوث تمزّقات في الشرايين الفرعية وهو الذي يسبِّب نزيفًا داخليًا (internal bleeding) في الدماغ والذي يُصاحبه تلف الدماغ ككل أو تلف في المخ أو الدخول في الغيبوبة (Coma)، وأحيانًا حدوث الشلل الدماغي.

أعراض نقص الأكسجين في الدماغ

أعراض نقص الأكسجين في الدماغ تختلف باختلاف المنطقة المُتأثَّرة من جرّاء حدوثه، حيث أنّ مناطق التحكّم بتوازن الجسم كالمخيخ وجذع الدماغ تظهر عليهما أعراض تتمثّل في انعدام اتّساق في توازن الجسم، أمّا أعراض نقص التروية في الفص الدماغي الأمامي فيمكن أن تظهر على شكل ضرر كامل يشمل مناطق الذاكرة والعمليات العقلية العُليا، ومن الأعراض الشائعة لنقص الأكسجين في الدماغ: 1)

  • مشاكل في الرؤية وتتمثّل في العمى أو الرؤية المزدوجة (Double vision).
  • ضعف عام وشلل في أطراف الجسم.
  • دوار ووهن.
  • تشويش في أداء العقل لمَهامه وإداركه للواقع من حوله.
  • فقدان الاتساق العام بين أجزاء الجسم.
  • شلل في عضلات الوجه.

أسباب نقص الأكسجين في الدماغ

إن نقص الأكسجين في الدماغ -والذي ينتج عن نقص أو تباطؤ كميات الدم الواصلة إليه مما يزيد من خطورة حدوث الجلطات الدماغية – ينجم عن حدوث تخدّش في جدران الشرايين الدماغية مما يؤدي لتخثّر يحدث على شكل جلطة (Clot)، و تعمل هذه الجلطة على حدوث تناقص إضافي في كميات الأكسجين الواصلة إلى الدماغ، ويتم تقسيم أنواع الجلطات المتعلّقة بنقص الأكسجين في هذه الحالات إلى أربعة أقسام: 2)

  • جلطة التخثّر (Thrombotic stroke): ويحدث هذا النوع عندما تُغلِق الخثرة إحدى الشرايين التي تغذّي الدماغ، وتحدث هذه الخثرة نتيجة تراكمات دهنية، والتي تؤدي فيما بعد إلى تصلّب الشرايين (atherosclerosis) أو اضطرابات دماغية أخرى في الشرايين.
  • الجلطة الصميّة (Embolic stroke): ويحدث هذا النوع عندما تنتقل خثرة -تكوّنت سابقًا في القلب مثلًا- إلى الدماغ عبر الدورة الدموية مما تُسبِّب انسدادًا يمكن أن يُحدث أضرارًا دماغية مؤقتة أو دائمة ترافقًا مع نقص الأكسجين الواصل للدماغ أيضًا.
  • الجلطة النزيفية (Hemorrhagic stroke): وتحدث هذه الجلطة نتيجة تمزّق في أحد شرايين الدماغ، والذي يكون ناجم غالبًا عن ارتفاع شديد في ضغط الدم أو الجرعات العالية من مضادات التخثّر التي تمّ استخدامها لمعالجة أعراض جلطات في مناطق أخرى في الجسم أو ظهور تفرّعات شريانية أو انتفاخات تُسمَّى (aneurysms).
  • النوبة الإقفارية العابرة (Transient ischemic attack): تحدث هذه الحالة عندما تقل مستويات تدفّق الدم إلى الدماغ بمعدّلات ثابتة لفترة وجيزة نتيجة اضطرابات قلبية.

علاج نقص الأكسجين في الدماغ

إن العلاج السريع لأعراض نقص الأكسجين في الدماغ يتوقّف على الضرر الحاصل نتيجة نقصان كميات الدم المتدفقة إلى الدماغ أو نتيجة حدوث نزيف دماغي صامت، ومن طرق العلاج المُتَبعة: 3)

  • استخدام عوامل التخثّر (Thrombolytic agent): يتم استخدام مذيبات الجلطات لإذابة الجلطة الدموية في الأوردة الدماغية التي تم تحديد وجود الخثرة فيها، وذلك من أجل عودة الدورة الدموية في الدماغ لوضعها الطبيعي وبالتالي عودة مستويات الأكسجين لوضعها الطبيعي أيضًا، ولكن هذه الطريقة لا تُعد آمنة لجميع المرضى وذلك لأنّها يُمكن أن تُسبِّب جلطات في مناطق أخرى بعد إذابة الجلطة الأولى.
  • استخدام عوامل الحماية العصبية (Neuro-protective agents): تشمل هذه الطريقة استخدام مجموعة من الأدوية العصبية التي يمكن أن تُحسِّن من كفاءة الدورة الدموية بالتأثير على الجُملة العصبية في الدماغ.
  • استخدام مضادات التخثر أو مُعطِّلات عمل الصفائح الدموية: تُستخدَم هذه المضادات لمنع تكوّن جلطات إضافية في الدماغ وبالتالي التقليل من خطورة نقص كميات إضافية من الأكسجين الواصل للدماغ.
  • الجراحة المُصحِّحة للشريان السباتي (Carotid Endarterectomy): تُعد من طرق التدخل الجراحي الشائعة والتي تقوم على إزالة الجلطة جراحيًا، وذلك إذا لم تنفع الوسائل الدوائية في إذابة الجلطة أو الخثرة.
  • جراحة الدماغ الالتفافية (Brain Bypass Surgery): تعمل هذه الطريقة على محاولة تغيير المسار الدموي القلبي اتجاه الدماغ حيث كانت الخثرة مستعصية ولم يستطع الطبيب إزالتها جراحيًا أو دوائيًا، حيث أنّ زيادة الضخ الدموي للدماغ عبر مسار آخر يمكن أن يعوّض كميات الأكسجين الناقصة فيه لحين إيجاد طريقة بديلة لإزالة الخثرة في المسار الأساسي.
  • استخدام الأشعة العصبية التداخلية (Interventional Neuroradiology): يتم في هذه الطريقة استخدام أنابيب دقيقة (catheters) لإزالة الخثرة.
  • معالجات التخثر الوريدي (Endovascular Thrombolysis): يتم في هذه الطريقة إجراء عملية قسطرة شريانية دخولًا من منطقة الفخذ وصولًا إلى الشرايين الدماغية التي تُقيم فيها الخثرة، وذلك لمحاولة إزالتها.
  • استخدام الدعامات الوعائية (Cerebral Angioplasty and Stenting): يتم استخدام الدعامات الوعائية لتعريض الشرايين الدماغية التي تُقيم فيها الخثرة، وذلك لمحاولة زيادة الضخ الدموي هناك، وبالتالي زوال الخثرة بشكل طبيعي.
  • العلاجات ما بعد مرحلة الطوارئ (After emergency treatment): هناك العديد من الإجراءات التي يقوم بها الأطباء بعد نجاح إزالة الخثرة، حيث أنّهم يساعدون المريض من خلال بعض الأدوية في تحسين التدفق الدموي إلى الدماغ تجنّبًا لحدوث أيّة خثرة في المستقبل.