لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-16, 03:15 PM   المشاركة رقم: 701
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



-
-

السلام عليكم ورحمة الله، مساء الورد والسعادة على قلوبكم الحلوة ()
البارت باقي منه تقريبًا المُنتصَف ، محتاجة حاليًا أنـام لي ساعتين أو ثلاث وبقوم اكمله لكم بما أنّي كنت مواصلة أمس وما نمت غير ساعتين عشان امتحاني اللي جبت فيه العيد اليوم :( . .
بينزل بالليل وأتمنى يكون قبل 12 بس على الأرجح بينزل بعد منتصف الليل بوقت ، اللي عندهم دوامات ناموا وبتصحون الصُبح وتلاقونه عندكم واللي ودهم يسهرون يسهرون معاي يا حبي لكم :""

يلا أشوفكم على خير ()



 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 23-02-16, 03:54 PM   المشاركة رقم: 702
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 295614
المشاركات: 280
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليل الشتاء عضو على طريق الابداعليل الشتاء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليل الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

ولا يهمك حبيبتي براحتك اهم حاجه امتحاناتك
في الانتظار

 
 

 

عرض البوم صور ليل الشتاء  
قديم 23-02-16, 09:45 PM   المشاركة رقم: 703
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185747
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: noryan عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
noryan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

و عليكم السلام و رحمة الله
مساء النور و السرور
ننتظرك حبيبتي ❤

 
 

 

عرض البوم صور noryan  
قديم 24-02-16, 03:49 AM   المشاركة رقم: 704
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحّة وعافية


بسم الله نبدأ ،
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبـادات


(68)*2



ورودٌ بيضـاء، ترصّها في المزهريةِ الزُجـاجيّة الشفافةِ كشفافيّةِ عينيها لينعكسَ اخضـرارُ ساقِها للعيُون العابِرة، صورةٌ من الجمـال تتجسّد، مُختلطًا بالرقّة، بعنفوانِ الورود في حمايـة ذاتِها بـ " أشواك "! .. الرقّة لا تعنِي الضعف دائِمًا! فالخطـر حين يداهمُ أيّ مخلوقٍ من الطبيعيّ أن ينسلخَ من كلّ معانِي الرقـة ليحمِي ذاتِه ، وهي التي وقعَت في الخطر، كيف لم تستطِع حمايـة نفسها؟
ابتسمَت ابتسامةً ضيّقة وهي تُلامسُ بتلاتَ الوردِ النـاعمة، نقشَت نقشًا شفافًا لم ترهُ سوى عينيها، بتلقائيةٍ تهلكُ هذا القلب وتسلبـه " Saif " . . اتّسعت ابتسامتها بسخريـة، اسمهُ المنقوشُ على قلبها!! ليت هذا القلبَ كـان ماءً ولم يوشِمه، ليتهُ كانَ هلاميًا يستطِيع تكوين نفسه من جديدٍ ومحـوه، ليته! وليتَ تبقى ليتْ.
بللت شفتيها وهي ترفعُ كفّيها عن الوردِ وتُلامس ظفيرتها التي اتّكأت على إحدى كتفيْها، لوَت فمها وهي تنظُر للوردِ ومن ثمّ تحرّكت لتستديرَ حتى تبتعد، لكنّها تجمّدت فجأةً شاهقـةً ما إن رأت سيف يقفُ خلفها مباشـرة، ابتسمَ بوداعـةٍ في حين عقدَت هي حاجبيها ما إن استوعبَت وجوده لتلفظَ بغيظ : فجعتني ، ما تعرف تقول شيء لمّا تدخل؟
سيف ببراءة : ماقصدت * نظر للورودِ البيضـاء خلفها ليُردف * وش تسوّين؟
ديما تُميل فمها بضجر : أنظّم هالورد ما تشوف؟
سيف : من وين جايبته؟
نظرت لعينيه ببرودٍ لتلفظَ بتحدّي : جاتني هدية من إحدى زميلاتي اللطيفات ، ماش ما حصلناها من غيرها.
سيف يبتسم وهو يرفعُ إحدى حاجبيه وقد فهم رميها للحديثِ نحوهُ جيدًا : ماقد أهديتك أنا يا ناكرة العشير؟
ديما ترفعُ إحدى حاجبيها : ورد؟ هيّا احلف وقول اهديتني.
سيف : هدايا الورود للرومانسيين وأنا ماني رومانسي.
ديما : هدايا الورود للمحبين، تقُول تحبني؟
سيف : قيس سُمّي مجنون ليلى وما أظن أهداها ورد!
كتّفت يديها : وش دراك أنت؟ عمومًا كافِي إنه ترجّل قصائد كثيرة باسمها.
سيف : أصير لعيونك شاعر.
ديما : بس؟
سيف : أصير لعيونك شاعر وبستانيّ.
ديما بسخرية : تعبت نفسك حبيبي ..
سيف : والله أنا بستاني لأني دايم أقطف من شفايفك بوسة.
ديما ورغمًا عنها احمرّ وجهها بخجلٍ من جرأته : سخيف، البستاني يهتم بالورد ما يقطفها وأنت ما تعرف شلون تهتم! أنت البستانيّ اللي رعَى ندَى عيُوني بس وضمن إنّها تسقي جذُور حزني.
تنهّد بعجزٍ من هذا السوادِ الذي يدورُ حولهما ولا يرضى أن ينحصرَ بضوء : بدينا؟
ديما : هو احنا انتهينا أصلًا؟
سيف : الله يصبّرني على البلوة اللي أنا فيها.
عضّت شفتها السُفلى بحنقٍ وعيناها اشتعلتا بغضب : بلوة؟ لا والله أنا اللي ابتليت في أكبر خيـاس وعفن مرّ علي بحياتِي.
سيف بحدة : ديـــمــــا !!
زمّت شفتيها وهي تُكتّف يديها أكثر وتصدّ عنهُ بقهرٍ ترتّلهُ سرعـة أنفاسِها، وبغيظٍ دون أن تنظُر نحوه : ليش معصّب؟ الحين أنا قصدتك بالخياس والعفن يا ألطف ما مرّ بحياتِي؟
سيف يرفعُ إحدى حاجبيه وهو يحلّي ذاتهُ بالصبرِ والتغاضِي : أجل مين تقصدين يا أجمل ما مرّ بحياتِي؟
وجّهت أحداقها المُهتزّة إليه وهي تُرخِي شدّها على ذراعيها أسفل صدرها، بللت شفتيها، لم تُشر بوجهها كلّه نحوهُ عدا من أحداقِها فقط، لم تُشر بملامحها نحوَ وجههِ - المعشُوق -، لمْ تُثبت بالالتفَافٍ أنّ عينيه الجاذبيةُ في الحُب، أنّه التيمّم الذي يبطلُ بهِ وضوؤها عنه، أنّه الباطل الذي يزهق الحقّ في مُعاناتِها! أنّه الموسيقَى الحلال، الخمـر المُباح، لم تُخبره - بالتفافةٍ - عن كلّ معانِيه فيها المُنافيةُ للمنطِق .. همسَت بحشرجة : حبّك القاسي.
عقدَ حاجبيهِ لترتخِي ملامحهُ في ثانيتين، في كلمتَين وتحشرجْ، في بحّتها التي تخبـرهُ عن الكلماتِ التي تأسِرُ صوتها في حُنجرتها فلا تهربُ سوَى البحّة، سحَب شفتهُ السُفلى بأسنانِه، بل حكّها بقسوةٍ بالمعنى الصحيح، فقطْ حتى يُعاقب ذاتهُ إن فكّر الآن بلفظِ ماقد يؤذِيها منه أكثر، حررَ صوتهُ المُلتحفَ بنبرةٍ خافتـةٍ فيها الكثيرُ من العتـاب : ماهو مثل قسوة عيونك ، يا قوّ قلبك شلون تصدّين؟
ابتسمَت بسخرية لتلفظَ ببحّة صوتِها المجروحِ ذاتِه : يا قوّ الزمَن شلون طـال بصدّك ! .. أنتْ ، أنت بس اللي لازم تبرر شلون تقُول تحبني وأنت صـاد هالزمَن كلّه.
اقتربَ منها الخطوةَ الفاصلـة بينهما لتتراجعَ للخلفِ فجأةً وقد استدارَت بالكاملِ إليه، لم يكُن خلفها سوى الطاولـة، لذا اصتدمَت بها وكـادت المزهريةُ أن تسقُطَ بورودِها، وضعَت كفيها على الطاولـةِ من جانبيْها بينما كـاد سيف أن يلتصقَ بها وهو يضعُ كفيْه على ظاهِر كفيها ويُحاصرَها، همَس وأنفاسهُ تعتلِي هواءها : منتظرة مني تبرير؟
ازدردَت ريقها بتوترٍ لكنها لم تُخفض نظراتها عن عينيه الواثقة بل ظلّت تنظُر نحوهُ بثقةٍ حاولت مجاراتهُ بها وهي تلفظ : ما عندَك.
سيف ووجههُ يقتربُ من وجهها أكثر : عندي ، عندي عشر وعشرين ومئة منه ! تبين تعرفينها؟
رفعَت إحدى حاجبيها بتحدي وهي تُعيد وجهها للخلف : ما عندك شيء مُقنع وأنا واثقة بس أطرِبنِي.
قطعَ المسافة الفاصلـة بين ملامحهما لتجدَ ملمسَ شفتيه قد التصقَ بجبينها، اتّسعت عيونها وحُبست أنفاسُها بصدمةٍ بينما كـان هو يقبّلها بعمقٍ قبل أن يهمس : هذا واحِد .. * أخفضَ شفاهه ليقبّل ما بين حاجبيها * وهذا الثاني .. * اتّجه لعينها اليُمنى فقبّلها * الثالث .. * طـافتْ شمَالًا ليقبّل اليُسرى بعمقٍ أكبر * الرابـع ..
أكمَل طوافهُ إلى وجنتها اليُسرى، ومن ثمّ اليُمنى ليُلحقها بأذنها اليُمنى كذلك، أنفها، ذقنها، وهو يُكرر بصوتٍ متحشرجٍ مبحوح : الخامس، السادس، السابع ، الثامِن ، التاسِع . .
بينمـا كانت هي قد شهقَت بثانِي أكسيد الكربون المغادرِ من رئتيهِ واختنقَت به، غادرَها الزفيرُ وعيناها تبهُتـان بذهول، ارتعشَ جسدها وكفوفها تشدُّ على طرفِ الطاولةِ ومن فوقِها كفوفه، عـادت للخلفِ أكثر لتتعرقَل المزهريّةُ من فوقِ الطاولةِ وتسقطَ فتنـاثر الوردُ والمـاء، بينما كـان هو يضعُ التبرير الأخيـرَ على شفتيها، قبّلها بعمقٍ فأظلمَ كلّ ثباتِها وسقَط، شهقَت مرّةً أخرى وكفيها هذه المرّة ترتخيانِ على أطرافِ الطاولة، أغمضَت عينيها في حينِ رفعَ هو كفيه ليُحيطَ رأسها برقّة، ابتعدَ عنها قليلًا بعدَ ثوانِي ليهمسَ بخفوت : العاشر .. وبعوّضك عن الوردِ اللي طـاح بعشر باقات توليب تشبهِك.
ارتعشَت شفاهُها التي التهبَت بنارِ قُبلتِه، تنفّست بقوّةٍ بعد أن اختنقَت بعجزِها عن التنفّسِ لتُشتت حدقتيها وتُخفضَ رأسها قيدَ أنملتينِ للأسفلِ وهي تعُود للشدّ على طرفِ الطاولةِ لتبيضّ مفاصلُها من شدّةِ ضغطها، ارتفعَ صدرها في شهيقٍ عنيفٍ لتزفُر بعمقٍ تُحاولُ إراحـة رئتيها من حشرجةِ قبلتِه لها، لكلّ أعضائِها، في حينِ كَـان هو لا يزالُ بذاتِ القُرب، يديهِ خلفَ رأسها، وذقنهُ يكادُ يلامسُه، يبتسمُ محرّكًا لسانهُ على شفتيه وهو يستشعرُ البعثرة التي أثارها فيها، أفرجَ فمهُ حتى يتحدّث، لكنّها تحرّرت في تلك اللحظـة من قيدِ بعثرتِه، رفعَت رأسها إليهِ وهي ترفعُ كفّها بالمقابل لتضعَ أطراف أناملها على شفتيها وتلفظَ بصوتٍ يعوجُّ وملامحها المُصابةُ بهِ تتشنّج : هذي مُبرراتك؟
اتّسعت ابتسامته : مُبرراتِي للحب ، ماهُو للصد .. أنتِ ما حددتي، قلتِ " شلون تقول تحبني وأنت صاد " ، ما حددتي المطلوب فاخترت أنـا.
شدّت على أسنانِها بغيظٍ لتلفظَ بصوتٍ استفزّهُ تلاعبهُ بها : حقيييييييير.
بترَ آخر - نصفِ مسافةٍ - بينهما ليقبضَ على معصميها بحدة، شهقَت بصدمةٍ ما إن حرّكهما بخفّةٍ ليضعهما خلفَ ظهرها بشدةٍ لم تكُن مؤلمة لكنّها أرعبتها وكادت تجعلها تعتذرُ عمّا قـالت، لكنّها عضّت شفتها السُفلى تمنعُ ضعفها واعتذارها، شدّت على أسنانها وهي تجهّز شتيمةً أخرى، إلا أنهُ دفَن وجههُ في شعرها ليُقاطعَ شتيمتها التي لم تبزغ بصوتٍ هامِس : بعد التبريرات العشر صرت رايِق لدرجة إنك لو تفلتي بوجهي بعتبرها بوسة.
ديما وهرمُون البذاءةِ يتصاعدُ فيها، تراجعَ رأسها الخلفِ لترفعهُ نحوَ وجههِ وتلفظَ بشراسة : دامك تبي بوسة فخُذها.
تركَ معصمها الأيمنَ بخفّةٍ لتصعدَ كفّه اليسرى إلى رأسها ويدفنها بصدرِه قبل أن تتمكّن من البصقِ عليه، ضحكَ بتسليةٍ ليُردف : حطّي في بالك بعد إنّي أرد الهدايا فلو عطيتيني بوسة من هالنوع بعد بعطيك.
ديما بقهر : ما تقدر وراها قطع راس.
سيف : ههههههههههههههههههههه يا حليك مو كأنّك من شوي كنتِ بتطّيحين بحضنِي من شويّة تبرير! أجل لو كمّلت تبريري وش بتسوين؟
ديما وهي تُقاومه حتى تتحرّر من دفءِ جسده ورائحةِ عطرِه : وقح وش أرتجِي منك؟
سيف : حضن ودفا ما يكفي هالشيء؟
ديما : الله ياخذك.
سيف بـ " رواق " فعلي : تبين بنتنا تتيتّم؟
ديما بحدة : ماهو بنت.
سيف : أبصم لك ماهي ولد.
ديما : أجل خنثى هذا اللي بقى.
اهتزّ جسدهُ ليُحررها ويبعد عنها مستديرًا وهو يضحكُ بصوتٍ كتمهُ بكفّه التي وطأت على فمه، لكنّه لم يستطِع منع ضحكاته العنيفة التي غلبَت كفّه وظهرَت بقوّةٍ جعلتهُ يضغطُ بطنهُ بكفيه وينحنِي للأمامِ بينما احترقَت هي خلفهُ بقهرٍ صـارخة : لا تضحك جعل ضروسك تطيح يا تافه يا بارد يا معفّن ..
ضحكَ بقوّةٍ أكثر وهو يلفظُ بكلماتٍ تختنقُ بين ضحكةٍ وأخرى : حسبي الله على ابليسك أجل خنثى؟ .. حسبي الله على ابليسك هههههههههههههههههههههههههههههه
ضرَبت الأرضَ بقدمها وضحكهُ يستفزّها ويجعلها تشتعلُ أكثر أمام هدوءِ مزاجِه، ابتعدَت عنهُ لتتّجه نحوَ بابِ الجنـاح حتى تنزل للأسفل وتغيب عن استفزازِه وبرودِه أمام كل القهر الذي تشعر به في حينِ كان هو يحاول الصمتَ عن ضحكاتِه حتى يتبعها ويوقفها لكنّه لم يستطِع.


،


راقَب الهاتفَ بصمت، بعينينِ مستنكرتين بعضَ الشيء لهذا الاتّصـالِ وتوقيته، لم يكُن ليتردد في الرد! أبدًا. لربّمـا لو كـان سلطان لتجاهلهُ نظرًا لمزاجهِ السيء، لكنّ شخصًا كعناد لم يكُن ليتجاهلَه، شخصًا يُدرك ثُلثيّ الحقيقة ويُهدد أسراره، لـذا جـاء الردُّ ولم يجيء التردد، رفعَ الهاتفَ إلى أذنهِ ليلفظَ بصوتٍ جامِدٍ يشرحُ التضويق الذي يُحيط بِه : نعم !
ابتسمَ عناد من الجهةِ المقابلة : افا ! شدعوى يا عمِي العزيز وش له هالمزاج المتعكّر؟
سلمان بصوتٍ جامد : اخلص عليْ وش عندك.
عناد باستفزاز : لا جد شفيك معصّب؟ ترى ما يسوى اللي صار يخليك كذا ، هذا وهو توّه البداية.
سلمان من بينِ أسنانه : عناد عندك شيء ماني فاضي لك الحين!
عناد ببساطة : سلطـان ودّه يتدخل بسالفة وليد ويطلعه منها.
اتّسعت عينـا سلمان بصدمةٍ ولم يكُن يحتاح للكثيرِ من الذكـاء حتى يفهم كلّ شيء، عن تحليلِ ما سيحدث ومعنى كلّ ذلك، شدّ على أسنانِه بحنقٍ ليلفظَ بصوتٍ غاضب : وش اللي تقوله أنت؟!!.
عناد بسخرية : تو تو تو شايف وين بتوصل؟
سلمان بغضب : عـــنــــاد . .
عناد بضحكة : عفوًا بس السالفـة صارت تضحّك واضح إن الموضوع بيصير خارج سيطرتك.
عضَّ شفتهُ بتعبٍ وهو يُغمضُ عينيه ويمسحُ على وجهه، والآن ماذا؟ كيف لم يتوقّع أن يفعلها سلطان؟ كان لابد من أن يضعْ هذه الخطّة في عقله، فكيف غابَ عنه؟
لوَى عنـاد فمهُ من الجهةِ الأخرى ومن ثمّ ابتسمَ بلؤمٍ ليلفظَ بنبرةٍ امتلأت مكرًا : تبيني أساعدك؟
فتحَ سلمان عينيه ليبتسم بسخرية : تساعدني؟
عناد : أيه ، وأكيد ماراح يكون ببلاش.
سلمان بحدة : أقول لا تضيع وقتي أنا اللي بتصرّف مع الزفت أخوك ، هذا اللي ناقص سلطان يسوي فيني كِذا!
عنـاد بثقة : نشوف إذا بتقدر تحدّه عن اللي بيسويه ، مع إني ما أظن.


،


الواحـدةُ ظهرًا . . عـاد بعد الصـلاةِ وهو يدلكُ كتفهُ الأيسر بيدهِ اليُمنى، ملامحه الجامـدةُ قابلتها حينَ دخُوله، أدركَت بعد رحـلة الصمتِ والبرودِ سببَه وأنّه لم يُعجبهُ ذاك الاتصـال، إلّا أنها لم تكُن لتُبَالي كثيرًا أو تشعر بالذنبِ فهي لم تفعل شيئًا! وعلى الوجهِ الصحيحِ كـان مقصدها حسنًا، تُدركُ جروحه، وحدته، لذا لربّما ظنّت لوهلةٍ أنّ مكالمـةً من أحدِ عائلتهِ ستُسعدُه ولو في الخفـاء.
كـانت تمسحُ يدها المُبللـةَ بالمناديل في حين يتجاهلها هوَ بصدٍّ واضحٍ متّجهًا نحو الدرج حتى يهرب لغرفته وينزوِي في حُفرةِ " زعله "، إلا أنها لم تسمحْ لهُ حين تبعتهُ وهي تلفظ بصوتٍ هادئٍ كمن لا يُدرك أنّ الآخر غاضبٌ منه : الغداء جاهز ، لا تتأخر.
أدهم ببرودٍ توقّف على أولى عتباتِ الدرجِ دونَ أن ينظُر نحوها : ما ودي بشيء.
سُهى تتكئُ على " الدرابزين " بكتفها الأيسر في حين كتّفت ذراعيها أسفل صدرها لتلفظ : ليه؟
أدهم : كذا مالي خـاطر بالأكل.
سهى بجمود : وأنا ما أحب آكل بروحي.
أدهم : ماهي مشكلتي.
رفعَت إحدى حاجبيها : احلف! وبتتركني جوعانة لأنّ مالك خاطر بالأكل؟ استحى على وجهك شويْ.
تأفأف بحنقٍ ليتراجع للخلفِ ويتحرّك متّجهًا نحوَ المطبخ بينما كتمت هي ضحكتها وتبعتهُ بهدوء، دخَل ليجدَ الأرزّ لازال على النـار، حينها تأفأف من جديدٍ واستدارَ بحدةٍ ليجدها خلفهُ مبتسمةً بوداعة، رفعَ زواية فمه بغضبٍ ليهتف : وش حركات البزرنة ذي ؟!!
سهى بوداعةٍ تطوّق ذراعهُ بذراعها لتسحبهُ معها : قلت لك الغداء جاهز لا تتأخر ، عاد أنت فهمت بكيفك.
أدهم بصبر : يا صبر أيوب.
سهى : يلا حبيبي ساعدني دامك الحين معاي.
اتّجهت نحوَ صينيّةِ السلطةِ التي لم تُكملها ومن ثمّ أمرتهُ بتجهيز الصحون على الطاولة وهي تُحرر ذراعه، تحرّك بملامح متجعّدةٍ بضجرٍ ليُخرج صحنيْن ويصفّفهما على الطاولـة متأففًا مرارًا وتكرارًا بينما كانت هي تُجهّز السلطة مُبتسمة بتسلية.
لفظَت وهي تُديرهُ ظهرها وتهرسُ القليلَ من الثومِ على سلطةِ الخيـار : طلع العصير من الثلاجة.
اتّجه للثلاجة ليُخرج العصير وهو يمطُّ فمه بحنق، وضعهُ على الطاولـة ومن ثمّ جلسَ مُسندًا مرفقهُ على الطاولةِ ومن ثمّ خدهُ على كفِه حتى ينتظر ما بقيَ لتفعله، لكنّها لم تكُن لتتركه إذ هتفت وهي تكتم ضحكتها : خرّج الأكواب تدرِي إنّي ما أحب أشرب الكولا من العلبة.
أدهم بخفوت : استغفرك ربّي.
ومن ثمّ وقفَ ليُحضرَ كوبين في اللحظـة التي استدارَت وقد صدّت ابتسامتها لتقتربَ من الطاولة وتضع السلطةَ عليها لافظةً باستفزاز : بشوف الرز نضج أو لا ، كل لك شويّة سلطة أخاف يتأخّر بعد.
رمقها بنظراتٍ حادّة لتضحكَ هذهِ المرة دونَ أن تستطيع السيطرة على ذاتها أكثر وهي تتّجه للأرز لافظةً بتسلية : أمزح يا عُمري أمزح . .


،


بقيَت تُقلّب الهاتفَ في كفّها، تنظُر للأرضِ بشرودٍ وملامحها البائسةُ تتحجّر عند هذا البؤس، هل تبقى في هذا السجنِ أم تفعلها وتنسلُّ منه؟ .. جنــون! تدرك أنّ ذلك جنون! لكنّ الجنون الأكبـر كان منه! كيف يتركها بكلِّ ثقةٍ طليقةً وكأنّه يضمن عدم هربها؟ وهاتفها لديها أيضًا!! ألم يخشى أن تفعلها وتتّصل بوالدها ومن ثمّ تعلمه بما حدثَ وتهرب! لم تكُن لتفعلها بهذهِ البساطة! لم تكُن لتتّصل بوالدها وتُخبره حتى تجيء عواصفه، على الأقل ليس في خضم هذا التردد، لكنْ هو! هل يملك من الثقة الكثير حتى يتركها بحرّيتها؟ . . ازدردَت ريقها وخوفها من تلك النقطةِ يجعلها تتردّدُ في أيّ فكرةٍ للخروجِ من هُنا، يستحيل أن يتركها بهذهِ الحريّة لـ اللاشيء!
بللت شفتيها وهي تخنقُ غصّة ضعفٍ وتشتت، هاهيَ تتوهُ في دوامـةٍ أخـرى قد تكون الأكبـر والأعمق، ما الذي ستفعله؟ ما الذي ستفعلهُ يا الله؟ .. أغمضَت عينيها بوهنٍ وهي تُكرر صور الأيـام السابقةِ ومآسيها في دماغِها، تُعيد سينـاريو العذاب، تلك الحفلةَ الصغيرة/اللطيفة، تردّدها أمـام ما يُريدهُ والدها، كلماته وغضبه، ومن ثمّ اكتشاف سلطان لها حتى هذهِ اللحظـة! ما الذي يحدُث؟ كيفَ ينحصرُ البؤس بمخلوقٍ بهذا الشكل؟ وكيف يكُون مخلوقًا في أشدّ اللطفِ والحنـان لينقلب للنقيضِ بصورةٍ مُرعبة! هـل كان خداعًا منه؟ تمثيلًا؟! لا لا ، لم يكُن تمثيلًا هذهِ المرّة، لم يكُن تمثيلًا وإلا لانطـفأ صدق تلك الأيـام حينَ جاء النقيض، لو أنّه كـان كاذبًا واكتشفت الآن لرأت الصدق الذي كـان قبلًا في عينيه كاذبًا/مُهتزًا، لازال صدقُه ثابتًا! لازالَ عرشهُ ثابتًا، فكيف جاءها بهذهِ الصورةِ الآن؟ .. شتت عينيها في زوايا الغُرفة وهي تقوّس شفتيها .. هل يُمكن أن تقول أنّها السبب وهي التي ترى أنّه كله يكمن في والدها! لم تكُن تمتلك خيارًا آخرًا، حاولت! واللهِ حـاولت! لكنّها لم تستطِع سوى الانصيـاع كعادتها فماذا تمتلك أكثر؟
شهقَت بخفوتٍ وهي تنهضُ عن سريرهِ الذي باتَ سريرها أيضًا، ويا مُصيبتها الكُبرى! . . اتّجهت نحوَ الخزانةِ حتى تُخرج ما ترتديهِ لتستحمّ وتُطفئ نارَ أفكـارها، نـار صورِ المستقبل التي تتقاذفُ نحوَ عقلها، موتِي يا غزل! موتِي دونَ أن تتوقّعي كيفيّةَ مماتِك ، اجعلِيهِ موتًا فُجائيًا ولا تتوقّعيـه ، يكفي هذا البؤس .. يكفِي !!


،


في المشفى .. رائحـة المطهّراتِ التي باتَ يكرهها من زيارتيْن مأساويتين للمستشفيات، البيـاض العصيُّ على القبُول، الوجعُ الذي يقطُن هنا ولا يُغادر . . . دخَل الغرفـة بأحداقٍ تهتزّ، البرودةُ تخترقُ عظامهُ وتجعلُ مفاصلهُ تتصلّب، تنفثُ على عينيه فتُجفّفها من كلّ شيء عدا نظراتِ الحنـان الصافيـة للمُسجّاةِ على السريرِ بصورتِها الموجِعة، بجسدها المُغطّى بدلالاتِ المأسآة التي داهمتها، الرضوضُ المنتشرة على جسدها مؤذيةٌ له! إصاباتها التي كانت داخلـيةً أكثر من كونها خارجيّةً لذا بقيَ متوجسًا حتى هذهِ اللحظـة مما قد يحدثُ بعد استيقاظها، لا يُريد التنبّؤ بشيء، يخافُ كثيرًا مما قد يتوقّع! يكفِي الاحتمـالات التي أطلقها إليه الطبيب وقاطعها هو بذعرِه، ضربـةٌ قويّةٌ في الرأسِ يخافُون عواقبها، عواقب! لا يريد المعرفـة ، غيرَ أنّه ذاكَ قد أخبرهُ باحتمـال أن يكُون مجـال التوقّعـات أكبر وقد تؤذى بالشلل!
ازدردَ ريقهُ بألمٍ وهو يقفُ بجانِب سريرها، اهتزّت أحداقهُ بوجَع، تمايلَ حاجبـاهُ بضعفٍ وهو يرفعُ كفّه ويُلامسَ ظاهـر كفّها البـاردة والشاحبـة كملامحها الغائبـة عن الوَعي، أجفـانها المُنسدلـة كستائِرَ حمـراءَ أعلَنت انتهـاء مسرحيّةِ بهجَة .. زفَر بتحشرجٍ صامِتْ، وصمتُ هذا الروحِ مُهلك، صمتُ العيُون مهلك، صمتُ اللسـان مُهلك، صمتُ الحنـان والحبِّ مُهلك .. لم يكُن ليصمتَ أكثر، أبدًا! لم يكُن ليُهلك روحه الزجـاجية أكثر فيُحطّمها، لـذا انخفَض، وقبّل كفّها الميّتةَ بشفاهٍ حنُون، تَرك لدمعةٍ أن تسقط، وبهذا صرخَ الروحُ وصرخَت العيُون عن صمتِها، لو يكُون الدمعُ ندَى يسقِي جفافَ بتلاتِها، يسقِي جذُور هذا السكُون الموجِع فيثمرُ بنهوضْ .. لامسَت تلك الدمعةُ المالحـة بشرتها الجافـة، وانحلّ صمتُ اللسـان حينَ أفرجَ شفتيهِ وتحدّث عن صدرِه، عن الضيق، عن الوجَع، عن الحُب، عن الحنـان .. فراحَ صمتُهما أيضًا .. همسَ بنبرةٍ متحشرجةٍ تغصُّ في الكثيرِ من الأسى، في لزوجةِ هذا الوجَعِ والحُزن : حبيبة أبوك ، لهالدرجـة صايِرة دموعي تهون عندك؟ .. أوجعتيني يا بوك، أوجعتيني كثير عليك .. أوجعتني الاحتمالات واوجعني كلامه! .. فال الله ولا فال هالوجَع! ... إذا باقِي لي خاطر عندك ارجعِي ، ارجعي يا بنتي بألف سلامـة . .


،


ارتشفَت من قهوتِها وهي تنظُر للعابِرين من خلفِ النافـذة، ملامحها تعُود للضيقِ الذي تُحاول تغليفه أمـام حُسام في حينِ كـان بدر يبتسمُ وهو يُدرك سبب ضيقها جيدًا، فهما قبل أن يدخلا هنا كانا يتحادثان بخفوتٍ عن عودتها هي وحسـام للسعوديّة عند عمّه، يدرك أنّ هذا الموضوع يُضايقها، ويُضايقه قبلها! لكنّه لابد من أن يصير ، لا بدّ من ذلك .. هتفَ بنبرةٍ حنونة : بعض الوجِيه ما يناسب لها الضيق والله.
وجّهت أحداقها نحوهُ دونَ أن تديرَ رأسها عن النافذةِ وهي تُمسك بكوبِ القهوةِ بيديها قُرب فمها، نفَخت بحنقٍ أقرب لزمجرةٍ غاضبة ليتّجه دُخان القهوةِ للأمـام، وبنبرةٍ حاقـدة : وبعض الناس يبيلنا نقولهم بس .. دقُّوا لحييك لعشر سنوات قدّام.
بدر : ههههههههههههههههه افا ! مشكلتك ما تعلمتي من الجنوبِي إلا الكلام العنيف.
غادة : الكلام العنيف لفئة مُعيّنة فقط.
بدر : يلا عاد اتركي عنّك سخافة البنات يقُولون فيه ممثلة تركية قاعدة تتمشّي حول بروكسيل وتحديدًا قُربنا ، نشوف؟
غادة : طلعت خروف يا عزتي لك.
بدر بمداعبة : مستحيل أصير خروف لأحد من بعد الغلا.
أدارَت وجهها بأكملهِ نحوهُ هذهِ المرّة، وابتسمَت بأسى وهي تلحظُ البريق الذي اختطفَ عينـاه حين ذكر " الغلا/أروى " : عيب عليك ، وش هالمصطلح المتخلف اللي تقُوله.
بدر يبتسم ابتسامةً خافتة : أنتِ بديتي.
غادة : والله الحب شيء جميل ياخي شوهوه بهالمصطلحات البايخة . . * بـ مكر * أنا أصلًا قررت أجرب أحب لي واحد من هالشقر نحسّن النسل شوي.
بدر بحدة : احشمي الحمار اللي قدامك لا أتوطّى في بطنك.
غادة : هههههههههههههههه نمزح ياخي محد يمزح عند سعودي؟ وبعدين لا جاني مسلم أشقر يبيني على سنّة الله ورسوله ما راح توافق عليه؟
بدر يُجاريها وهو يرفعُ إحدى حاجبيه، وبنبرةٍ مازحـة : تبيني أزوجك لمـرَة؟
غادة بذهول : صدق إنّك متخلف يعني لازم تكون ملامحه عربية عشان يصير رجّال؟
بدر يرفسُ ساقها من أسفل الطاولة : انطمي عطيتك وجه وأنتِ ما تستحين على وجهك.
غادة بألم : اححح حسبي الله على ابليس جد محد يمزح معك.
بدر : كملي شربك بس عشان نمشي مليت من الجلسة كذا * نظر إلى حُسام ليبتسم في حين كان الآخر يصدُّ عنه * ومنها نجنّب على أي محل ألعاب عشان حسوم الحلو.


،


خرجَت من الحمـام تُجفف شعرها الطويلَ وهي ترتدي بنطالًا قطنيًا أسودَ وبلوزةً بيضـاء، خصلاتٌ من شعرها تلتصقُ بملامحها السمراء وأخرى بعنقها الطويل في حين كانت تجمع المتبقِي على أحد أكتافها لتجفّفه بالمنشفة، لم تنتبه لمـن كـان معها في الغرفـة، والذي ما إن خرجَت حتى رفعَ أنظـارهُ البـاردة نحوها، رمقها لوقتٍ دونَ صوتٍ يُنبئها عن وجودهِ تاركًا لها للحظـاتٍ قصيرةٍ قبل أن ترفعَ أحداقها نحوَ السرير الجالسِ عليه وتشهق شهقةً خافتـة مذعورة، ابتسمَ بسخريةٍ في حين كانت توسّع عيناها ناظرةً لهُ كمَن يرى أمامهُ وحشًا، ليلفظَ ببرود : بسم الله عليك ، وش دعوى شايفة وحش؟
تلعثَمت كلماتها في فمها لتشتت أحداقها عنه وتصمت، بينمـا وقفَ هوَ بهدوءٍ ليتِجه ناحيتَها ويسمحَ برعشـاتٍ اعتـادتها أن تداهمها في لحظـة اقترابٍ منـه، وقفَ أمامها مباشرةً وهو يردف ببرود : عسى ما سوّيتي شيء غلط منا والا منّاك؟
أخفضَت رأسها قليلًا بخضوعٍ وهي تهمسُ بتحشرج وقد فهمته جيدًا : لا.
سلطان يرفع إحدى حاجببه : متأكدة؟ ما فتحتِي جوالك؟
غزل بخفوتٍ كاد ألّا يسمعه : لا.
رفعَ نظراته نحوَ شعرها المبلول، وفي لحظـةٍ خاطفةٍ كانت يدهُ قد ارتفعَت ولامسَت بأطراف أنامله شعرها، انتفضَت وكـادت تتراجعُ لكنّ يدهُ الاخرى ارتفعَت ليقبض على عضدها قبل أن تبتعد، وببرود : في المرات الجايـة قبل لا تدخلين الحمـام خذي احتياطاتك وقفلي المكيف مو ناقصني مرض.
عضّت شفتها السُفلى بضعفٍ وبشرتها تتجمد أسفل ملمسِ كفّه الخشنـة، وبالرغم من دفئها إلا أنها كانت تتجمّد! كـان جسدها يبرُد أكثر، هذه الحرارةُ حين تُغادرُ تعنِي الموت، وهي باتت تموتُ ببطء، تموتُ ببطءٍ دونَ أن يسعفها أحـد.
مـرر أنامله بين خصلاتِ شعرها الرطِبَة ليُضيف بنبرةٍ هادئةٍ وهو ينظُر لعينيها المُغطّاةِ بجفونها، المُحصّنةِ بأسوارِ رموشِها عن غبـارِ حديثه : وش تعرفين عن اللي يبيه أبُوك بالضبط؟ أبي أفهم أكثـر.
استشعرَ تصلّب جسدها بخوفٍ ليشدّها نحوهُ بحدّةٍ ويردف من بين أسنانه : لو أكتشفت إنّ عندك شيء وما علمتيني صدقيني ما راح تشوفين مني خير.
غزل بضعفٍ وهي تُخفضُ رأسها للأسفل ولا تُقابل أحداقه، لفظَت بصوتٍ مُرتعش : قلتلك اللي عندي ، أنا نفسي ما أدري عن شيء.
سلطان : ما أقدر أثِق بكلامك ، عمومًا الزمن كافِي عشان أدري بكل شيء وأنتِ بروحك تكفين لهالشيء ، الحين تفتحِين جوّالك وتنتظرين أيْ اتصـال منه ، بتظلين طول الوقت قُربي وما تبعدين أبد.
تركَ عضدها وانسلّت أناملهُ من بين خصلاتِ شعرها ليتراجعَ للخلفِ بينما بقيَت هيَ في مكانِها ترتعشُ بشكلٍ خافتٍ وأقدامها العاريـة تجتذبُ برودةً أكبـر من الأرض، ابتعدَ عنها حتى يخرجَ من الغرفـة، لكنّه قبل خروجه لفظَ بصوتٍ حازمٍ صلبٍ يبعثُ في روحها المزيدَ من الأسى : لا تتأخرين شوي والحقيني تحت ، * أدارَ رأسه ناحيتها ليُردف بجمود * ونسيت أعلمك إنّ غيداء اليوم بتجي تتعشّى ويّانا عاد حنّت على راس أمي تبيك ، تعرفين وش المطلوب منّك .. كونِي عاقلة.


،


ليلًا . . ضحكَاتٌ تنتشـر، ورائحـة النعناعِ تفُوح من الشـايِ مُختلطةً برائحةِ القهوةِ العربية، نظَرت رانيـا نحوَ هديل وهي تبتسم بلطف، ومن ثمّ سألت باستنكـار : غريبة إلين ماهي موجودة!
ابتسمَت هديل بربكَة، إلين لم تخرُج من غرفتها منذ ما حدثَ ليلًا! تشعر بالقلقِ نحوها يدفعها لمعرفـة ما حدث، لكن من الواضح أنّه سيبقى غامضًا عنها ولن تعلَم . . أجابت بهدوء : في غرفتها .. تعبانة شوي.
رانيا ترفعُ إحدى حاجبيها : اهــا
وكزتْها أماني بمرفقها لتهمسَ من بين أسنانها : أنتِ وش تبين منها بالضبط؟
رانيا تعقدُ حاجبيها وهي تنظر نحوها : عن سوء الظن بس ، وش أبي منها يعني بس استغربت!
أماني : والله يا إن وراك شيء صايرة معفنة وكأنك ضرتها.
رانيا بحنق : أنتِ المعفنة وش قلت الحين؟
فتحَت أماني فمها لترد، لكنّها أطبقتهما بتفاجئٍ ما إن رأت من تقترب، ترتدِي فستانًا أسودَ مشجرًا وشعرها ترفعهُ بشكلٍ كلاسيكيٍّ بينمـا ملامحها الجميلة تغطّيها بمكياجٍ ناعمٍ لم يغيّر منها سوى أنّه أخفى الإرهـاق الذي كـان يغزوها . . . إلين !

.

.

.

يُتبـــع

عارفة إنه مرة مرررة قصير بس بينزل جزء ثاني بعد يومين ، يوم الجمعة بالضبط وبيكون ضعف طول هالبارت ، بارت اليوم قصِر عشان ضيق وقتْ معضمه كتبته اليوم بسبب امتحانات الكويز واضطريت أبتر مواقف كثيرة كانت المفترض تكون موجودة ويصير طويل عشان ما أتأخر عليكم . . من بعدها بنزل بارت كل جمعة لمدة أسبوعين فقط عشان امتحانات الميد اللي راح تبدأ من الأحد :" بالتوفيق للجمِيع ..


ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 24-02-16, 12:42 PM   المشاركة رقم: 705
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218314
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: سمرو عضو على طريق الابداعسمرو عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 180

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سمرو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

السلام عليكم
غاليتي كيد روايتك جميله وفيها أسرار وغموض واحب اقرا البارتات وانا اتطلع لكشف الغموض
بس ياغاليتي ولا تزعلين من نقدي احس احداثها متشابهه ورتيبه واصبحت اتوقع احداث كل جزئيه قبل مااقرأ مثلا اعرف ان الحدث بين ديما وسيف انها بتتمنع بكل غثاثه وثقالة دم وبتطول لسانها وهو زي الاهبل يتقبل كلامها ولمن تجي جزئية غزل وسلطان اعرف انه بيستفزها بحركاته وهي تظل مرعوبه تنتظر وش بيسوي وجزىية الين وعبدالله ووووو يعني نبغى احداث سريعه وجديده .سامحيني كيد احس انك كانبه رائعه وقارئه ممنازه فحاولي تجددين في الاحداث .تحياتي.

 
 

 

عرض البوم صور سمرو  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 10:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية