لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-16, 01:41 AM   المشاركة رقم: 751
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





،


استفاقَت من نومِها باقترابِ السـاعةِ من العاشـرة، نظـرت حولها ورأسها يشقّ سكُون الصـداع من بكائِها الطويلِ على صدرِ سلطان، جلَست تضعُ كفًّا على رأسها وهي تضوّق عينيها من الألـمِ والنعاسِ في آن .. لو أنّ للخـواءِ شكلًا لتشكّل أمـامها في سلطان - بعد أن رحـل! لمَ رحـل؟ لمَ لم يبقى جانبها لتفتحَ عينيها وهي في حُضنه! هـذا الصُداع لم تكُن لتُبـالِي بهِ لو أنّه كان جانبها وترتـاح بحُضنه، لقد قالها لها، قـال لها سيساعدها في محقِ هذهِ الحـاجة، وهاهو بدأ في ذلك الآن، ابتعدَ في أوجِ حاجـتها له!! كيفَ تراه يحتضنُ غيداء ويمدّها بالحنـان ويريدها أن تقتل هذهِ الحاجة؟ كيف تقتلها؟ وهي ترى كلّ ذلك الحنـان في سواها. .
رفعَت ركبتيها إلى صدرِها لتحيطَهما بذراعيها وتضعَ ذقنها عليهما بضيـاع . . أحتـاجك! ما معنى ذلك؟ ما معنـى هذا الاحتيـاج في صدري؟ هـذهِ الروح التي تنـاديك، هذا الانعكـافِ في أهدابي يشرحُ كلّ انكساراتي يا سلطان، كلّ احتياجـاتي إليك! إلى كلمـاتِك التي تواسِي حُزني حتى في اشتعـال حقدك! يؤلمنـي أن أعترف، أحبّ هذا الاحتيـاح لأنّه ينتهِي بالرضا! ترضيني وأخـاف! أخـاف أن تنهدمَ حصوني وأقـع بِك.
عضّت شفتها بقوّةٍ وهي تدفُن وجهها بأكمـله من تلك الاعترافاتِ التي أصابت الجمـاد حولها، قالت أنّها محصّنةٌ ضدّ الحُب، كيفَ جعَل ثقتها بذلك تهتزّ الآن، هل يُمكن أن تقعَ به؟ هل يُمكـن أن تـنهي نفسها بتلك الطريقـة؟!!
انتفضَت وهي تسمعُ صوتَ رنينٍ يصرخُ بجانبها، رفعَت رأسـها بضياعٍ لتنظُر نحوَ هاتفها الذي تركتهُ على الكومدينة قبل أنْ تنـزل من الغرفة وتحترقَ في الأسفـل، مدّت يدها لهُ لتأخـذه ويقشعَ ضوؤهُ ظـلام هـذا الصمت ، هل يكفِي أن تشتكِي للجمـادات؟ انظـروا لمَن أنسانِي معانِي الحيـاة، لمَن ولّد فيّ هذا الاحتيـاج لسلطان، لمَن قصّر في حقّي وجعلني أنتهِي في سواه! جعلنِي أخسـر حنان سلطان، لن أظفـر بهذا الحنـان أبدًا! لن أظفـر بهِ والسببُ والدي، السبب بمَن جعلني أخسرنِي . . أريدك يا سلطان، أعترف أنّي أريدك، لا أدري إن كـان حبًا أم احتياجًا وحسب! لكنّني أريدك .. لا تكرهني! لا تجعـل غزل التائهـةَ في حضنِ رجُلٍ آخر تعلّمك أشدّ أنـواع الكرهِ إليّ.
كرهَت نفسها، كرهَت والدها، كرهَت من لجـأت إليه سابقًا، كرهَت الحُضن الحـرام، كرهـت الحيـاة، الغنَى الفاحـش، السفـر، الدلالَ الماديّ! كرهَت كلّ ذلك الذي لم يرزقها بنصفِ ابتسامتها الحقيقةِ مع سلطان، بحضنهِ الذي دفّأها قبل ساعـات، حضنه الذي جعلها تعترفُ كم تحتاجـه، أضعفها أكثر، وتُدرك أنّ هذا الضعف انهَى حياتها معــه !! كيفَ يقبل بأنثى ناقصةٍ مثلها؟!!
ردّت عليهِ بأصابـع تنتفضُ انفعالاً، هذا الضغطُ في صدرِها سيجعلها تصرخُ في وجهه، لمَ ظلمتني؟ لمَ أرغمتني على إيذاءُ سلطان؟ لمَ جعلتنِي أخسر نفسي؟ . . نسيَت تحذير سلطان لها من أن تحادثهُ وهو غيـر موجود، نسيَت ذلك وأرادت الصـراخ بلوعـة فقدها لذاتِها، بلوعةِ هذا الاحتياج! بلوعـة هذهِ المشـاعر!!!
حينَ أفرجَت شفتيها لتصـرخ بغضبٍ كـان صوتُ أحمـد يقطعُ كلّ وسـائِل الصـراخ، لفظَ هو في المقابـل بنبرةِ غضـبٍ مكتومة، بكلماتٍ حـادةٍ حـارقة، هتفَ بصوتٍ كـان مستعجلًا وكأنّه خائفٌ من حقيقةٍ مـا : خــــــلاص ارجـعي .. اللي أبــيــه ماهو عند سلطان ، اللي أبيــه ماهو عنده اتركي بيته واهربي قبل لا يصير شيء يطيح فوق روسنا . .


،


عـاد في وقتٍ متأخرٍ من الليل، السـاعة اقتربَت من الواحـدة بعد منتصفَ الليل، وجـد أنـوار المنزلِ مُطفأة، تركَهُ مُضاءًا، وكأنّما كان هو الاشتعـال وحين غـادر انطفأت شُعلته وعمّ الظـلام، مشتعلًا بمشاعره، مشتعلًا بحقدِه، مشتعلًا بكرهِه وشفقتهِ على غزل في آن! مشتعلًا بالوعيدِ الذي قطعهُ على نفسه ليغسـل بهِ غزل من كلّ شوائِبها، من كلّ نتانتِها !! مشتعلًا من بين كلّ تلكَ وأعلاها بـالماضِي، بفهد وسلمان! بسلطـان الطفـل.
أغمضَ عينيه قليلًا يُكمل حضورَ هذا الظـلام، يغيّب النظـر الباقِي، ويحضّر طقُوسَ خيباتِه، بالظـلام! .. في الليل ، مات والده، في الليل، اكتشف قاتله، في الليل، احترقَ وكرُ والده، في الليل، جاءه القاتل وقال لهُ تزوّجها! لا تتركها، " حرام "! .. في الليل، كـاد يقتلهما بشاحنتِه، في الليل، صرخَ غاضبًا في مجلسهِ وركل طاولةً بما عليها ليفتضحَ سر الخمسَ عشر عامًا أمامَ صُحفيّ، في الليل، حدَث الكثيـر ، فكيفَ لا يكرهُ الليل! ، في النهار اكتشف غزل، وقبلها فقدَ امّه " ليلى "، لمْ تحدُث مآسى تعدّدت كما في الليل ، فكيفَ لا يكرهه؟
ظـلامُه، أشبـه بحربٍ سجـال، لم ينتصر، ولم يُنتصَر عليه، ولربّما أُنتصـر عليهِ ولا يريد التصديق !!
تحرّك نحوَ الدرجِ بعد أن أشرقَ نظرهُ بتحرير أجفانه لأحداقِه، صعدَ ليتّجه لغرفته/غرفتهما وهو لا يريد فعلًا رؤيتها الآن، لكن ذلك لم يعُد بيديه، ستَزور أحداقهُ كلّ ليل، بل كلّ وقت، ولن يستطيع تغيير ذلك ، لأنّه لا يُريد !
فتحَ البـاب ليجدَ غزل تجلسُ على السرير تضمّ ركبتيها إلى صدرها وتهزّ جسدها للأمام والخلف ناظرةً للفراغ بشرود، لم تنتبه إليه لذا أطبق الباب من خلفه بقوّةٍ لتنتفضَ وتنظر إليهِ بسرعةٍ وهي تُخفضُ ساقيها وتعدّل بنطال بجامتها الواسعةِ بعض الشيء . . تعلّقت نظراتها المتوترة بعينيه الجامدتيْن، اهتزّ فكها قليلًا لترسمَ بسمةً مضطربةً على شفتيها وهي تهمس : صباح الخير.
تجـاهل ما قالت واقتربَ من السرير ليجلسَ على طرفهِ مواجهًا لها بظهره، انحنَى حتى يخلعَ حذاءه بينما مررت لسانها على شفتيها وهي تُخفض نظراتها لتجاهله .. هتفَ ببرودٍ وهو مُنشغلٌ بحذائِه : كيفها رجلك؟
غزل تشتت عينيها بالزوايا لتهمسَ ببحّة : توجعني شوي.
رفعَ جسدهُ ليُديره نصفَ استدارةٍ وينظُر إليها بحاجبٍ مرتفعٍ في اللحظة التي سقطَت أنظارها عليه .. تلعثَمت الكلمات في حنجرتها لتعُود وتشتت عينيها وهي تهتفُ باندفـاع : قلت لي أول إنّي كذابة عشان كذا بقول الصدق الحين.
صدّ عنها ببرودٍ وهو يهتف بلا مبالاة : طلعيلي ملابس لين أطلع من الحمام.
بهتت قليلًا دونَ استيعابٍ بينما نهضَ هو بجمودٍ واتّجه للحمـام بعد أن خلعَ ثوبهُ وعلّقه، وقفَ عند البابِ وهو ينظُر نحوها جامدةً في مكانها تنظُر حيث كانت تنظر قبل أن يقول ما قال وكأنّها لم تستوعب، لذا أردف بنبرةٍ أشدّ : أكلّم جدار أنـا؟!!
انتفضَت لتومئ مباشـرةً ومن ثمّ اتجهت لخزانـة الملابس في اللحظـة التي دخلَ بها للحمـام وأغلقَ البـاب.
وقفَت أمام بابِ الخزانـة، وتنهّدت برعشـة أهدابِها الواهنـة، مالَ جسدُها قليلًا لتسند رأسها على البابِ وتُغمض عينيها وهي تُفرج شفاهها لعبُور هواءٍ غير صافٍ - بعطره! هذا العطر الذي ما إن دخَل سلطان الغرفـة حتى انتشـر كعينٍ انبثـقت من الأرضِ أسفلها وعرقلَت حركتها، .. شدّت على أجفانها دون شعور، واستنشقَت رائحتهُ بعمق .. يكفِي! انـتــهى كلّ شيء! انتهى! لـن تُساند والدها مرةً أخرى، لن تصمُت، ليس من أجلها، بل من أجلِه! من أجـل الذي حتى في احتقارِه لها وجَدت منه الحنـان ولو للحظـات، هذا الحنـانُ الذي أنسـاها كلماته، أنساها قسوته، أنساها جراحـه واهاناتِه لهـا، هـذا الحضن - الجنة -! لمَ لم تجدهُ قبلًا؟ لمَ لم يظهر في حياتِها قبل أن تقع؟ لو أنّه تراجَع سنتينِ وتقدّم إليها، ليتهُ بكّر قليلًا، ليته جـاءها حين ما زال النهـار يسطعُ بشمسِه في بداياتِه، نهارٌ دافِئ، نسيم، ورائحةٌ فجريةٌ ساحـرة، كـان سيكُون ندَى أهدابها، لا تسقُط سوى لسُقيـاها . . لمَ تأخّرتْ؟ جئتنـي كحصـادٍ بعد ممات، لم تأتِي باكرًا يا سلطان، لم تأتِي باكرًا وعثرتُ عليكَ وأنـا جفّفني خريفُ الحيـاة، ليتكَ جئت باكرًا.
ابتعدَت قليلًا عن باب الخزانة وهي تمسحُ أنفها وتفتحُه بأنامِل فاتـرة، تفقّدت بجائمه التي كـانت تجاورُ بجائمها في مشاركةٍ زوجية، ابتسمَت رغمًا عنها بأسى، ومن ثمّ مدّت يدها لتُخرج بجامةً رمادية كانت تعتلي بجائمه، جهّزت ملابسه كلّها ووضعتها على طرفِ السريرِ ومن ثمّ اتّجهت لبابِ الغرفـة تسيّرها طاقـةٌ غريبة، نزلَت بهرولةٍ لتدخل المطبخ، تُريد تحضير شيءٍ لـه، لا تدري ماهذهِ الطاقة التي تُرغّبها في إرضـاء ولو جزءٍ منه، أرادَت أن تحضّر شيئًا يأكله لكنّها تراجعت وهي تضعُ نصب عينيها أنّه سينام وربّما لن يأكل، فكّرت أن تحضّر له قهوة، لكنّها تراجعت حين تذكّرت كيف أنّه سابقًا لم يتقبّلها وقال " السم أفضل "، ابتسمَت بتلقائيةٍ وهي تستذكُر ذاك اليوم، حين سرقَ كوب قهوتها وامتعضَت متمتمة " فيه سم " فارتشف بعنادٍ لينقلب وجهه في ثانيةٍ ويقُول ما قال . . لو يعُود لابتسامتِه معها! كيف فرّطت فيها بكلّ غبـاء؟!!
فتحَت الثلاجـة حتى تبحث بعينيها عمّا يناسبُ كي تجلبه له، التقطَت بعينيها العصـائر، فتنـاولت عصير البرتقـال وظلامُ المطبخ أُضيء قليلًا بنورِ الثلاجة . . صبّت لهُ من العصير في كوبٍ زجاجي، وأضافَت ماءً في آخر، خرجَت من المطبخ تحمل الصينية في يدها ومن ثمّ صعدَت إليهِ من جديد . . حينَ دخَلت وجدتهُ قد ارتدَى ملابسه وبقيَ صدرهُ فقط عاريًا بينما كان يحملُ في يديه قميصَ بجامته .. توتّرت رغمًا عنها وانتفضَت يدُها وهي تُشتت عينيها، تحرّكت وقد توتّرت وبدأت الصينية تهتزّ بين يديها كالبلهاء! اقتربَت من الطاولة الزجـاجية لتضعَ الصينية عليها، وكـانت نظراتُ سلطان من الجهةِ الأخرى تتابعها باستنكـار، يرفعُ إحدى حاجبيهِ مستغربًا ما أحضرته ... التوَت شفتيه في ابتسامةٍ مستخفّةٍ وكأنّه فهمَ ما يحدث، وبسخرية : هذا لي؟
توتّرت وهي لا تستطيعُ رفعَ عينيها إليه، مررت لسانها على شفتيها وقد استشفّت من نبرتِه الاستخفاف والسخرية الملازمتين لكلماتِه، وبخفوت : إذا ما تبيه برجّعه عادي.
سلطان بسخريةٍ أكبـر : وش قصّتك اليوم ، غريبة! لا يكون فيه شيء تقتليني فيه؟
رفعَت نظراتها مباشرةً إليه ليصوّب إليها سهمَ نظراتِه المحتقرة، انتفضَت خلايـاها لسوءِ الظن الذي وصَل إليه، وبصوتٍ باهتٍ واهن : مستحيل.
سلطان : اووووه صح يمكن عشان الحُضن! تشترينه والا كيف؟
اتّسعت عيناها بصدمةٍ واهتزّت أحداقـها لعمقِ طعنـةِ كلماتِه، بينما تابعها هوَ ببرودٍ واللا مبالاة تكتنزُ في ملامحه، يريدها أن تكرهه، يريدها أن تنفُر منه كما ينفر منها، يريدها أن تقتلَ حاجتها إليه فلا يعذّبها بمشـاعرها التي بات يخشى أن تكُون حبـًا !!
تراجعَت للخلفِ ببعثرةٍ وهي لا تستوعبُ جرحَ كلماتِه ونبرتِه المستخفّة بهـا، كمشرّدة! هذا ما يقصده، وحضنهُ مأواها، تقايضهُ بعصيرٍ ومـاء! يا للقســوة !!!
بقيَت متجمّدةً في مكانِها تنظُر للأرضِ بفراغِ عينيها الميّتتين، يدها ساقطتانِ بجانبها، عينيها المهتزّتـان تنثُر على الأرضِ كلمـات جرحها، مواساتِها .. أستحق! أستحقّ كل شيء، أستحقّ القسـوة، الجـراح التي لم اعتدها منه، أستحـقُّ وإن كـان ما فيّ لا يتّسع للمزيد ... لا يتّسع !!
تحرّك سلطان بجمودٍ أمـام تحجّرها بعد قسوةِ كلماتِه، وقفَ أمامها تفصُل بينهما الطاولة، ومن ثمّ أخفضَ يدهُ ليتناولَ كوبَ الماء ويرتشفه دفعةً واحـدة، ابتعدَ عنها ليتّجه نحوَ السريرِ ومنشفةٌ تستقرُّ على كتفيه، يتقاطرُ الماءُ من شعرهِ الرطبِ بعد حمّامه السريعِ كيْ يُطفئ انفعالاته .. وضعَ القميصَ جانبًا وبدأ يُجفّف شعره الكثيف، بينما رفعَت هيَ رأسها بضعف، نظـرت إليهِ بنظراتٍ تعطّل فيها الإدراك، بالرغم من توتّرها لحظة دخُولها حين وجدته عاري الصدر إلّا أنّها الآن بقيَت تنظُر نحوه، يجبُ أن تُخبره ، يجبُ أن تخبره !!!
أفرجَت شفتيها بتوترٍ وخوف، يجبُ أن يعلم .. لن تبقى تغدُر بهِ وتساندَ والدها كلّ مرة، يجبُ أن يعلم حتى وإن كان جرحها بقسوتِه لتوّه! ... همسَت بضعفٍ ورعشة : سلطـــااان
وجّه نظراتهُ مباشرةً إليها وهو يعقدُ حاجبيه بضيق، وببرود : نعم !
ابتلعَت ريقها بتوترٍ وهي تشبكُ أناملها ببعضها البعض وتشتت عينيها في زوايـا الغرفـة، نطقَت بتردد : اليوم ، آ يعني صـار . .
رفعَ سلطان إحدى حاجبيه : وش عندك تكلّمي زي الناس!
مررت طرف لسانها على شفتيها لتركّز بعينيها على عينيه مباشرةً، وبنبرةٍ مترددة : اليوم أبُوي اتّصل . . و ...
صمتت رغمًا عنها حين وقفَ بانفعـال، تراجعَت للخلفِ بذعرٍ وهي تراقبُ عينيه اللتينِ اشتعلتا غضبًا أسودًا، ملامحه التي اشتدّت، شفاهُه التي امتدّت قليلًا تُنبئ عن كلمـاتٍ قادمة، كلمـاتٍ سترتحلُ إليها فوقَ نبرةٍ قاسيـة .. ارتعشَت أطرافها في اللحظـة التي بتـر فيها الخطواتِ الفاصلة بينهما، أصبحَ فجأةً أمامها والمنشفةُ سقطَت عن كتفيهِ إلى الأرض، وحين كـادت تتراجعُ للخلفِ بذُعرها وجدت يده قد امتدّت نحوها لتقبضَ على عضدِها بقسوة، كُاد يغرس أصابعه في جلدِها وهو يهتفُ بنبرةٍ حادةٍ من بين أسنانه، بنبرةٍ تُنبئ بالخطـر : ورديتي عليه؟
كانت ترفعُ رأسها إلى ملامحهِ وتوسّع عينيها في وجههِ الغاضبِ بذعر، هتفت بلعثمة : أي بـس ...
سلطان يُقاطعها بحدّةٍ وهو يشدّ على عضدها أكثر : أنا وش قلت لك قبل؟ وش قلت لك يا الوضيييييعة؟!! طبعًا صاحب طبع ما يجُوز عن طبعه، ترجعين لأصلك وتثبتين إنتمائِك لأبوك، بعد كل شيء صار للحين معاه وما عرفتي تخافين منّى أو حتى تتّقيني كويس ... وش أسوّي فيك أنا عشان أعدّل خريطة استيعابك؟ وجاية بكل قواة عين وتقوليلي؟ يمكن بتكذّبين بعد شوي وعلى بالك بثق فيك لأنّك بس اعترفتي !!!
كانت قد أخفضَت رأسها ويدهُ تشدّ عضدها للأعلى قليلًا حتى ارتفعَت على أصابعِ قدميها، تُغمضُ عينيها بقوّةٍ وهي تتألّم من قسوةِ كفّه، وبنبرةٍ مرتعشة : لاا والله ما نويت بهالشيء .... آآآه
ارخَى قبضته حين تأوّهت واستشعرَ قوّة كفهِ على عظامها الهشّة، لكنّ صوتهُ لم يرتخِي أو تنخفض وطأةُ الغضبِ والاحتقـار عنه، إذ لفظَ بحدّةٍ تتجاوزُ حدّة السيوفِ فتُصيبُ صدرها مباشرةً : كم مرة أقولك لا عاد تجيبين اسم الله على لسانك الوصخ؟
غزل بنبرةٍ باكية وهي لا تزال تُغمض عينيها ولا ترفعُ رأسها إليه : بغيت أحذرك ، صدقني بغيت أحذرك باللي قاله.
سلطان بصرخة : كذّابة .. ليه أصلًا تردين لييييه؟ مو كنت محذّرك ما تكلمينه وأنا مو موجود؟ وش اللي صاير من وراي؟ علّمتيه إنّي دريت صح؟ وبتسوين نفسك معي وأنتِ أساسًا معه ، يا قذارتك ! أعجز أستوعب اللي أنتِ فيه ، بس بنت أحمد وش نتوقّع منك؟ ماراح تطلعين من نجاسته.
عضّت شفتها تكتمُ أنينَ بُكائِها ودمُوعها تساقطَت تباعًا، أخفضَت رأسها أكثر بهـوان، ما الذي كانت تظنّه؟ أن يثق بها الآن وبما ستقُول ! أن تتغيّر نظرته إليها في لحظةٍ ويأخذ بكلامها على محملِ الجد، أن يتغيّر ! واهيـةٌ هيَ، إن ظنّت أنّها بعد خداعـها وغدرها ستستطِيعُ بعثرة حقدِه بسهولة، واهيـة! وسلطان الذي صُدم في حياتِه كثيرًا لن يثق، أبدًا لن يثقَ بسهولة !
تركَ عضدها بازدراءٍ وهو يتراجعُ للخلف ويرمقها بنظرةٍ لو أنّ عينيها كانتا في تلك اللحظةِ مرتفعتين إليها لشعـرت أمامها أنّها حشـرةٌ من شدّة الاحتقـار في نظرتِه ، باتَ صوتُ بكائِها يُزعجه، دموعها الكاذبـة تجعلهُ يتمنّى لو يقتلها وقبلها والدها .. هتفَ باستخفافٍ وهو يرمقها بذاتِ نظراته المحتقرة من أعلاها لأسفـلها : مشكلتي لمّا بديت أتلوّث بهالحيـاة تلوّثت فيك ... يا كثر ما صرت أحتقر نفسي بسببك! ... تبيني ما أقسي عليك؟ بس أنتِ ما تساعدين لهالشي يا غزل، لا تتوقّعين مني غفــران !!
استدارَ عنها وهو يُغمضُ عينيه ويزمّ شفاههُ بقهرِ النـار التي تشتعلُ فيه، بشدّةِ البطـش الذي مارسُوه كلّهم، وسيمارسهُ هو! لم يعُد يريد أن يهتمّ لذاتِه إن كانت ذاته ستجعلهُ يشفقُ عليها وعليهم، لم يعُد يريد سلطان! يريد فقطْ أن ينتقمَ لوجعـه، أن ينتقم ممن غدروا به!!
تحرّك خطوةً يُريدُ بها الابتعـاد عنها قبل أن يصرخ في وجهها صرخةً أخـرى غاضبة، صرخةً يفرّغ بها قهـره منها ومن الجميع، لكنّ خطوتهُ تلك وأدت من بعدها الخطوة الأخـرى، أجـفل فجأةً حين شعرَ بذراعينِ تُحيطانِ خصره، ووجنةٌ ناعمة رطبةٍ بالدمُوع التصقَت بظهرهِ العارِي ، كـانت غـزل ، بكلّ جنونِ اندفاعها إليه عانقت ظهرهُ إليها، لم يجيء العنـاق منهُ هذهِ المرة، بل جـاء اندفاعًا منها وكأنّها لم تكُن لتجبره على الاستمـاع إليها والتبرير إلا بهذهِ الطريقة، جـاء ليجعلهُ يبهت في مكانهِ بينما كانت هي مُغمِضةً لعينيها النازفتينِ دمعًا، هامسةً بتحشرج : ما علمته ، ما غدرت فيك من جديد ، قالي اهربي منه ورفضت ، ما رضيت .. ما غدرت فيك يا سلطـااان ، والله ما غدرت .

يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 30-03-16, 01:43 AM   المشاركة رقم: 752
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





،


تمدّدت على ظهرها وهي ترتدِي روبًا أسودَ فوقَ قميصها الذي حمَل ذاتَ اللون ، وضعَت ذراعها على عينيها بعد أن أغمضتهما وسـافرت بأصابعها تلعبُ بطرفِ الروبِ من جهةِ صدرِها وهي تُحاول جلبَ النومِ لعينيها، تركَت سيف في الاسفلِ مع امّه وكانت تصدُّ عنه كلّما نظر إليها وابتسم ، شخصيته الجديدة والتي انحلّت عن تسلّطها باتت غريبة، تشتمهُ فيضحك، تغضب فيضحك، باتَ مستفزًّا لها وكم تتمنّى لو أنّه بقيَ كما هو حتى يردّ عليها وتردّ عليه إلى أن تفرّغ كل قهرِها منـه.
فُتحَ البـاب لتتوقّف أناملها عمّا كانت تفعلُه، وتركَت ذراعها على عينيها كما هيَ، تتجاهلُ وجودهُ وتحـاول النوم . . شعرَت بالسرير ينخفضُ بجانبها، كـان سيف الذي اقتربَ منها بعدَ جلوسهِ بجانبها، لفـح بأنفاسِه كتفها، أذابَ بشرتها بحرارةِ أنفاسِه، وتوتّرت في تلك اللحظـةِ رغمًا عنها واضطربت نبضاتُ قلبها التي صرخَت في الوقت الذي همسَ فيها برقّة : أسود؟ أفهم منها أيش؟
ارتعشَت شفاهُها وقد فهمَت مقصده، ابتلعَت ريقها لتهتفَ بصوتٍ متحشرج : لا تسيء الظن !
سيف يبتسمُ وهو يمدُّ يدهُ ليداعبَ طرفَ الروبِ عند كتفها الذي أذابَ جلدهُ بأنفاسِه، وبخفوت : قاعد أحسنه ترى.
أزاحَت ذراعها عن عينيها لتنظُر نحوهُ بحدة : لا تفهمها دعوة لك!
انحنَى قليلًا إلى كتفها ليقبّله برقة، وبصوتٍ لازال يخفت أكثر وأكثر : تدرين إنّي ما أقاوم الأسود عليك! وفوق كذا توّك قايلة لي اليوم مشتاقة لي . . وش تتوقّعين مني أفهمها؟
ابتعدَت عنهُ بضعف : أكرهك أصلًا ما أبيك.
سيف : ههههههههههههههه جملتك هذي تقولي إنّك مشتاقة لي فوق المعقول !
ديما بحقد : يا شين الثقة عليك.
عضّ طرفَ شفتهِ وهو يمدّ يدهُ نحوها ليُخحيط خصرها ويسحبها إلى حضنه قسرًا بينما انخفضَت شفاهه ليقبّل فكّها وهو يهمس : خلاص بطلي تكابرين أكثر ! تعالـي لسيفك يا ديمتي ..
ارتخَى جسدها ولم تقاومهُ بينما كـان صوتُها يعترضُ بقوّةٍ واهيـة : ما سمعت الاسم اللي قبل من فترة طويلة ، بس مع كذا لازلت للحين تستخدم صيغة التملك هذي!
سيف بابتسامة : تراني قايل سيفك خلّيك حيادية !
ديما بوجع : مقهووورة منك ، مشتاقة لك ، أحبّك ، بس أنت ودّك تحرقني فيها !
رفعها إلى صدرها يشدّها بقوّةٍ وهو يقبّل خدّها بحنان : خلّيك من هالموضوع ، حتى أنا مشتاق لك وتعبت من صدّك ذا !
رفعَت يدها باستسلامٍ لتُحيطَ عنقهُ بذراعها، تدفنُ وجهها في عنقهِ بعد قبلةٍ أحرقتها في جبينها، قُل أحبّك ، حتى تُرضيها وتمحُو بثينة ولو قليلًا، قُلها، حتى تنهزمَ بأشواقها وتندفعَ إليكَ أكثر ، تريدُ أن تسمعها ، تُريد غيرَ الشوق الذي أخبرها عنه كثيرًا ، ملّت كلمات الشوق دونَ الحُب، قالها سابقًا، بعد أن ظاهرها وأعـادها، قالها لها قبلًا أكثـر من مرّة، لكنّها لم تعُد تُرضيها ، تريد أن يقُول " أحبّك "، لتسقطَ أهدابُ الصدّ من عينيها تباعًا وتشتـاق أكثر.
همسَت بضعفٍ وهو يهبها قُبلاتِ أشواقها : طيب قُول أحبّك ، ما عاد يرضيني الشوق !
سيف يُغمضُ عينيه ، يُحرقها بأنفاسِه وتُحرقه، أحضانهُ اشتاقتها، كيفَ لا يعترفُ بهذا الشوقِ الجـارف! كيف لا يعترفُ بهذا الفـراغِ في صدرِه والذي امتلأ الآن بأنفاسِها؟
همسَ وهو يُخلخل خُصلات شعرها ليدفن وجهها في صدرِه بحنان : أحب فتنة الأسود عليك ، أحب عيُونك ، وأحبّك . .
وكـأنّ شمعةً انطـفأت، تلك الشمعةُ كانت تحترق! كـانت تُستنفدُ بانفعالاتِها . . انطفأ نـارها، وتأوّهَت آهـةً عن كلّ جنـاحٍ أحرقته من فراشةِ أيامِهما ، عن كلّ قبلةٍ أحرقتها بصدّها ، تأوّهت وهي تضمّه إليها أكثر، تكـاد الجـراحُ تتلاشَى بينَهما، تكادُ أضلـع اليأس تتكسّر . . دفنَت وجهها في صدرِه أكثر، وهي تهمسُ بنبرةٍ متحشرجةٍ عن حبّها له، عن شوقِها، وتركَت العتـاب يطوف بعيدًا عنهما لأجلٍ غيـر مسمّى.


،


استشعـرت تجمّد جسدِه، الثلجيّة التي ناورتهُ بِها باحتضانها لهُ الآن، لم ينبس ببنتِ شفة، صمتْ، وصمتهُ أصابَ كلّ أعضائِه، لم تجد منهُ ردّة فعل، حتى أنفاسهُ كـانت كما هي، لم تنفعل أو تخفت، شدّت عليه أكثر وهي تُتابع متجاهلةً صمتهُ هذا : اتّصل ورديت ، صح غلطت لما رديت بس قالي إنّ اللي كـان يبيه طلع ماهو عندك ، وقالي أهرب منّك وأرجع له ، بس أنا قلت له الحين ما يمديني ، بيشك، فسكَت ووافقني ... صدّقني ما بغيت أغدر فيك من جديد ، أنا آسفة على حقارتِي قبل ، آسفة بس لا تقسي عليْ أكثـر ...
لمْ يرد، كـانت ملامحه جامدة، ينظُر للأمـامِ بسكُون، عينيْه تحرقـان نظرهُ بنـارٍ خافتـة، تحرقـان صدرهُ بانقباضاتٍ متعرقلـة، لن يقُول انطفأ غضبه بكلماتِها، بتبريرها، لن يقُول صدّقها أو لا، لن يقُول كانت على خطأ أم على صـواب، ولن يقُول سيغفر! لـن يقُول شيئًا ، اختلطَت الأفكـار في رأسه، وهو يُخفض عينيه بجمودٍ ينظُر لذراعيها المطوّقتين لخصره دونَ رعشـة! دونَ خوف، ما الذي فعله؟ صنـع في صدرها أمانًا ناحيته حتّى اقتربَت بهذهِ الطريقة ولم تخشى أن تجدَ بحضنِه كدرًا !!!
احتدّت نظـراتهُ فجأة، وارتفعَ كفّاهُ قليلًا ليضعهما على ذراعيها، شدّ على أسنـانه قبل أن يهتفَ من بينهما بخفوت : قالك اهربي من سلطان ، ورفضتي ، والحين تحضنيني ... وش يعني هالشيء؟
حرّكت رأسها وهي تتنفّس بانفعالٍ وتسندَ جبينها على ظهرهِ عوضًا عن وجنتها، وبصوتٍ خافتٍ ارتعـش رغمًا عنها : ما يعني شيء ، بغيتك تسمعـ . .
سلطان بحدةٍ يُقاطعها : كذّابة ! للمـرة الألف كذّابة . . الحين ماراح أسألك ، الحين صرت متأكّد ، حبيتيني وطحتي؟ تذكرين يوم قلتِ أتحدّاك تخليني أحبّك وقبلت التحدي؟ شكلي كسبته.
قالها بسخريةٍ قاسية وهو ينزعُ ذراعيها عنه بشدّة، استـدار إليها بينما تراجعَت للخلفِ متفاجئةً بكلماته، عينيه تشتعلان، كـانت تريد أن تقُول لهُ لا ، أن تخدع نفسها ربّما قبل أن تخدعه، هي ذاتها لا تعلـم ، لكنّ عينيه منعتـا كلِ كلمةٍ قد تقُولها ، عينيه القاسيتين، والحنونتين رغمَ قسوتها ، هل سقطتُ فعلًا؟
اقتربَ منها وشفتيه تلتويان بقسوةٍ وسخريـة، نظَر إليها من أعلاها لأسفـلها ليلفظَ بنبرةٍ شامتـةٍ مستخفّة : قلتلك بعدها بفترة ما كنت مآخذ هالموضوع بمحمل الجد، ما ودي أتلاعب بمشاعرك! وكنت صادق بكلامي ... الحين حبّيتيني بدون ما أحـاول، كسبت التحدّي بدون ما أخوض فيه !!
أمالَت الجزء العلوي من جسدها للخلفِ في صورةِ دفاعٍ ضدّ كلمـاتِه، عينيها اتّسعتـا في نظرةٍ رافضـةٍ لمـا يقُول، ابتسـامته السـاخرة، المستخفّة بها والشامتـة في آن ، قتلتها نظرته، ووجدَت الكلمات تغوصُ ولا تخرج . . اقتربَ أكثر منها، وتابعَ بنبرةٍ تشتدُّ سخريتها منها : لا تناظريني كذا، ما قلت شيء غلط .. وش معنى رفضك للهرب مني؟ مو كنتِ تبين الخلاص؟ مافيه تفسير إلّا إنّك تبين تكونين قُربي ، وفوق إهاناتي لك تراكضين ورى أحضانِي على قولتك ! عطيني تفسير مُقنع غير الحب يمكن أصدّقك !
تراجعَت للخلفِ لاقترابِه منها، لم تجد ما تقُول، واحتقَنت عيناها بحُمرةٍ من شدّةِ الكلمات التي يُمارسُ بها نثر الملـح على أوجـاعها، وهَن صوتُها، صغُرت، وتمنّت في هذهِ اللحظـة لو أنّها لم تردّ على والدها، لو أنّها لم تُخبر سلطان، لو أنّها لم تحتضنه !! نظـراته الآن كانت وحدها كفيلةً لتغوصَ في مُحيطِ الهـوان ، وكلماتُه ! استطاع بها هزيمتها بكلّ قسوة ، أرادَ جرحها أكثـر وفعل . .
كسـر المسافة الفاصلة بينهما، ووقفَ أمامها مباشرةً وذراعيه امتدّتا ليُحيط بهما خصرها ويُلصقها بِه، وبابتسامةٍ عابثـةٍ داعبَ ظهرها بأنامله وهو يلفظُ بصوتٍ خافت : وش تبين من الحب؟ هالقُرب؟ * ألصقها بهِ أكثر وأردف * بوسة؟ * انحنى ليقبّل وجنتها التي جفّ من فوقِها الدموع * والا تبين بوسة من نوع ثاني؟
ارتعشَت بضعفٍ وكادت تصرخُ بأنينٍ مستوجع، لكنّ شفتيه اغتـالت صرختها، أغمضَت عينيها بقوّةٍ وللعجبِ جفّت من مقلتيها الدمـع، أرادَت البُكاء، هي تبكِي فعلًا! لكنّ الدمُوع نفدَت، من حجمِ مُعاناتِها نفدت.
قبّلها قبلةً أقسى من سابقتيها، ومن ثمّ ابتعدَ قليلًا دونَ أن يُبعد ذراعيه عنها، مرر لسانه على شفتيه ليُتـابع بصوتٍ احتدّ ونبـرةٍ كانت قاسية : وش تبين بالضبط؟ علّميني عشان أرضي حبّك الوضيع وأقتله؟ تدللي يا غزالتـي ، تدللـي ...
كـاد جسدها أن يسقط، وهنَت ساقيها واهترَأت، لكنّ ذراعيه كانتا تحملانِ ثقلها، يستشعر ثقلها الذي يتضاعف فلم يتركها ... أردف بحدّة : تدللي يا حلوتي ، تدللي يا الغـزال ، تدللي عشان أرضيك .. تبين حضن والا بوسة؟ والا تبين أكثر؟ أوعـدك بكفّر عن يميني ، بكرا أو بعده أو قريب ، عشان أرضي حبّك بس، حبّك الوضيع مثلك .. ما يروح بعيد عنّك.
وضعَت كفيها المرتعشتين على صدره، تُحـاول دفعهُ عنها بوهن، رعشتـها تضاعفت، فقدَت القدرة على الثبات، فقدت القدرة على النظر حولها بصفاءٍ حتى تشوّشت ملامحه وملامح المكـان، أنفاسـها اضطربت، وتلاشَى الوضوح من صوتِها، استطـاع قتلها مؤقتًا، استطـاع ببراعةٍ إشعـارها أنّها لا شيء في كلمـات ، منذ متى كانت الكلمـات تحملُ كلّ هذهِ القدرة في القتـل؟ في تسويتها بالرمـاد! منذ متى كانت النبـرات تكفِي لإمحـاق قطرات الدمُوعِ من شدّتها .. حتى دموعي وجدَت أنّ مقام كلماتك أكبر ، لا يكفيهِ سقُوطها.
اتكأت على صدره رغمًا عنها، وهنُ جسدها واهتزازها جعلها تسندُ ذاتها عليه قبل أن تسقط، التصقَ وجهها بصدرِه العـاري لتُخرَسَ نبضات قلبه عن أذنيها المشبّعتين بكلماتِه ، شدّت على كتفيه بأناملها بضعفٍ واضح، وانفرجَت شفاهُها عن كلمـاتٍ ضعيفة، عن نبرةٍ ميّتةٍ كنظـرات عينيها، عن صوتٍ اختنـق بحسرتها : لا تصطاد الغزال وتجرحه بأنياب الكلام ، اقتلني بقسوتك، ماهو بمشـاعري !
ارتخَت ذراعيه من حولها وهو يخفضُ وجهه الجامدَ إلى كتفِها ليسندَ ذقنه عليهِ هامسًا بحدّة : حذّرتك ، قلتلك ماراح تضرّين إلا نفسك.
غزل بضعف : قلت لا تحبيني ، ودّي أنتقم بس ماهو بمشـاعرك .. عشان كذا تحاول الحين تكرّهني فيك بأسلوب ماهو أسلوبك!
ابتسمَ بقسوة : تطوّر الحُب وصرتِي تعرفيني كويّس يعني؟
شدّت على كتفيه أكثر، ومن ثمّ ارتخَت قبضتاها لتنزلقا وتُحيطا عنقه، وبهمسٍ ووجهها يغوصُ بين أضلعه : أهنيك، تمثيلك واقع ، قدرت تجرحني بكل قسـوة ، بس ما أدري إذا مشاعري انطعنت الحين أو لا! ما أدري إذا ماتت أو لا !!
سلطان بنبرةٍ مشدودة يهتفُ قرب أذنها : تعترفين إنّك تحبيني؟
غزل بصوتٍ يخفت أكثر : ما أدري ... وأتمنى إنّه لا ..
سلطان بصوتٍ خافتٍ لم يفقد حدّته : أتمنّى هالشيء أكثر منّك ، لا تضرّين نفسك أكثر ، لا تضرين نفسك أكثر ..!
زمّت شفتيها وهي تُغمض عينيها بإرهـاق، ابتعدَ عنها وبقيَ يسندُ ثقلها بيديه التي امسكتا كتفيها كي لا تسقُط، وبنظراتٍ جامدة : نامـي الحين ، وأنا بجلس تحت انسدّت نفسي من النوم .. ورانا بكرا كلام طويل عن موضوع أبوك.


،


بعينٍ أشـرقت يُلامسُ الأرضَ بقدمينِ عاريتين، يقفُ بوهنِ عظـامه التي تنشّطت بمرور أيـامٍ عديدة، أصبحَ جسدهُ أقوى، باتَ يحرّك قدميه وقد غادره بعضُ الوهنِ وإن بقيَ منهُ الكثير . . صبـاحُ يومِ عُطلـة، وصبـاحُ اشتياق، اليومَ قرر أن يذهبَ إليها بقدميه، يدهُ المكسورة لن تضرّه، سيُلاميها بيدهِ الأخـرى، يمسحُ على وجنتها، يمرّ على دوبِ رموشِها ، رائحة المشفى التصقَت بأنفه، كرِهها، وواسَى كرهه وجودها قُربه.
وقفَ وبرودة الأرضِ تلسع عظامه الواهِن، تحرّك ببطءٍ يريد أن يجعل قدميه تعتادان المشي قليلًا بعد رحـلة المنام التي كانت تعاني منها الأيـام السابقة، جـال في الغرقة لدقائق، ومن ثمّ استنشقَ الهواءَ المُعطّر بالمطهرات بعمقٍ ليُطلقه في تنهيدةٍ قويّة ، تحرّك نحوَ البـاب وهو متأكدٌ من عدمِ تواجد يوسف الذي أطربه كثيرًا بكلماته الحادة في أنّه لن يقترب من غرفتها مادامت تريد الطـلاق .. لوى فمهُ بحنق، يظنّون بأنّهم سيهزمُونه، ليس هو من يتركُها، ليس هوَ من ينهزمُ أمام دلالِها.
اتّجـه لغرفتها في اللحظـة التي كانت هي ترمِي مجلدًا كان في يدها على الأرضِ بعد أن قطّعت أوراقه بانفعـالٍ أعمى، تصرخُ عينـاها بغضب، بدموعِ قهرٍ لم تتبخّر بالرغم من نارِها المستعـرةِ في صدرِها، يرتعشُ صدرها بغيرةٍ أنثويةٍ عميـاء وهي تستذكرُ كلّ ما كـان سابقًا وقبل دقائق ، عرفتها ، عرفت من هيَ زوجته ، تلك الأنثى التي اصتدمَت بها قبلًا ، تلك الصارخـة بجمالها !! تلك التي حين نظرت إليها وجدَت نظراتها تتجمّد على ملامحها الجذّابة للعيـان، أرغمتها بجمالها على تأمّلها فكيف بِه؟ كيف لا يراها ويُفتن؟ آآه يا إلهى ، ومائةُ آه! تريد أن تحترق الآن، تلك هي خصمُها، تلك عدوّتها! لا يُمكن! ليست ندًّا لها أبدًا ، ليست ندًّا لجمـالها .. عضّت شفتها بقوّةٍ حتى كـادت تُدميها وهي تضربُ السرير الأبيض بقهرٍ وتبكِي ، لهذا تزوّج بها ، لم يستطِع مقاومة جمالها الذي لم تحمله، لم يستطِع مقاومـة احمرار وجنتيها البيضاء، شفتيها، ذقنها ! ذقنها الذي يُضيف إليها جاذبيةً فوقَ جاذبيتها بانقسامِه .. سحقًا ، سحقًا لكَ يا فواز سحقًا !! سحقًا أيها الخـائن !!
مسحَت دموعها بعنفٍ وهي تئنّ بقهر، في اللحظة التي فُتح فيها بابُها ودخـل فوّاز مبتسمًا ، رفعَت نظراتها إليه لتتجمّد برؤيتـه ، اشتدّت أناملها على الوسادةِ خلفها دونَ شعورٍ وشفتيها ترتعشـان، بينما كانت ملامحها تصرخُ ببكائها، كـانت محمرّةً كفايةً ليُدرك في تلك اللحظة أنّها كـانت تبكِي ...


.

.

.


غرقَت أناملها في شعرِه، تذوّقت بالأخـرى ملامحه، هذهِ المرِة لامسَت شفتيه بأطرافِ أصابعها، وأناملها الأخرى تمتّعت بملمسِ شعـره بأريحيّة . . لا يكفيها تذوّق ملامحه بالنظر، حتى إن نهضَ وجرحها بكلماتٍ أخرى . .

،

شبـح متعب بات يزورُه كثيرًا ، ما الذي يحدُث؟

،

تعــــال إلي، عانقنـي، فظلم الأرض أبكـــاني!

..

انـــتــهــى . .

موعدنا القادم بإذن الله بيكون خلال أسبوع مع أقوى بارت في الرواية للحين ، البارت الجاي بيكون آخر بارت قبل لا ندخل بالشطر الأخير بالرواية ، بيكون طوله عن ثلاث أو أربع بارتز، أتمنى ما تستعجلوني عليه لأنّه بيكون مهم مهم مهم جدًا ويبيله تركيز تـام، ومثل ما قلت بيكون بارت نقلة زمنية وبنخترق الزمن كم شهر لذلك طبيعي الأحداث بيصير فيها انقلابة كبيرة . .

+ على فكرة ، كاتبتكم الموقّرة من ضرائب روايتها صارت غبية ! معليش يا أنا ، بس قبل لا أحدد موعد هالبارت جلست أفكر ، عندي امتحان يومتها؟ وبعدها قلت أي عندي الأربعاء عشان كذا بنزله يوم الثلاثاء مستحيل أنزّل يوم الامتحان !!! يمه يا الغبـاء الموجع :( طبعًا للحين ما ذاكرت، ادعوا ما أجيب العيد وأخلص مذاكرة درجاتي هالميد تفشّل مرررة ماهو ناقصني أكثر :"(

قراءة ممتعة عسى ربي يسعد الجميع بكل ماهو طيب، برجع لتعليقات البارت السابق بعد ما أرجع من الجامعة - إن شاء الله ما يكون نهار منيّل بستين نيلة - :(


ودمتم بخير / كَيــدْ !


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 02-04-16, 08:25 AM   المشاركة رقم: 753
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدعتي ابدعتي هنودتي...

بصراحة صدمتيني في بعض المواقف اللي ما كنت اتخيل انها تطور هيك .. بس كله منطقي وبطريقة ما هو اللي لازم يصير .

طلعا أدهم خطييير .. بتمنى انه يتكلل مسعاه النجاح ويفوز بحب الين او حتى قبولها المبدئي ..

غزل وسلطان بصراحة خايفة من اللي ممكن يصير بينهم .. لو فراق او اجتماع وبتمنى ترضي فضولنا وتعرفينا ع نتيجة الكر والفر اللي بينهم .


مروري سريع اعذريني ﻹنقطاعي الذي قد يطول قليلا،، ولكن تأكدي انه روعة بارتاتك تغلغلت جوات قلبي

متشوقة للقادم كثيرا
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 02-04-16, 02:17 PM   المشاركة رقم: 754
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279084
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضَّيْم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 79

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضَّيْم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


حقيقة هالبارت رائع جدًا، تطور كبير ومُشبع نوعًا ما،
يعني من زمان مانزلتِ بارت من أوله لآخره أحداث مهمّه ولا جزئية حسيت إنّها روتينية ....

سيف وأخيرًا نطق بالكلمة اللي تتمنّاها ديمه وبترتاح شوي نفسيتها وتريّحنا
بس الموضوع للحين ما انتهى، بثينة واقفه في بلعومها وبلعومنا ...

المخ الجبّار أدهم و المغلوب على أمرها إلين، التقدم بينهم قوي جدًا ومشوّق!

غزل والشعور الجديد اللي طغى عليها، الحين نقدر نقول بدأ الأكشن بينهم
لكن للحين ماضيها غامض، وللحين مانعرف عنّه شي ومتشوّقين للآخر ....
بالنسبة لسلطان المستفزّ، متى ناوي يتلحلح؟
صحيح إنّه غاضب عليها بس مواقف التتش اللي تصير بينهم معقوله ماتأثّر فيه نقطة؟
وكأنّه شي روتيني متعوّد عليه .

فواز مو طبيعي، شخصيته مستفزّه أكثر من سلطان حتّى مايتقارن فيه!
يعني مو راضي يتكلم على الأقل عن سبب زواجه عشان يحافظ على حياته معها!
أقل شي خبّرها هي وأبوها مو لازم الدنيا كلّها تدري

شيهان قلبي معه حتّى لو ما شفته اليوم، أحسّه ياعميري بيتعب جد بيتعب
وضعه معقّد مرّه
صحيح أخوه موقفه صعب، بس أنا متعاطفه مع شيهان أكثر...
أما أسيل خلّيها تموت أزين كذا الطرفين بيرتاحون


موفقه كيد وخذي وقتكِ بالبارتز القادمة

 
 

 

عرض البوم صور ضَّيْم  
قديم 03-04-16, 05:03 PM   المشاركة رقم: 755
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





السلام عليكم ورحمة الله ، مساء السعادة على أرواحكم الطيبة :$$
بحاول أرد عليكم الحين ، + ليلاس من أيـام عامل عمايله وأعتقد مو بس عندي :( كل ما جيت أدخل برد أو حتى أقرا ما أقدر فجأة كذا يعلق وما تتحمل الصفحة ، حتى البارت بالحيل نزلته ,وهالتعليق بعد إذا وصلكم فاعرفوا إنه بعد جهد ، فإذا اختفيت فجأة اعرفوا إنه منه :((
- ضيم - مين شيهان؟ -> قلب مشقوق :(

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 07:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية