منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   حصري بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى (https://www.liilas.com/vb3/t198232.html)

لولوھ بنت عبدالله، 25-12-14 08:36 PM

بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
روابط الفصول
الجزء الاول والثاني
في الصفحة الاولى
الجزء الثالث
http://www.liilas.com/vb3/t198232-2.html
الجزء الرابع
http://www.liilas.com/vb3/t198232-4.html
الجزء الخامس
http://www.liilas.com/vb3/t198232-5.html
الجزء السادس
http://www.liilas.com/vb3/t198232-7.html
الجزء السابع
http://www.liilas.com/vb3/t198232-8.html
الجزء الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t198232-10.html
الجزء التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t198232-13.html
الجزء العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-17.html
الجزء الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-23.html
الجزء الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-23.html
الجزء الثالث عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-27.html
الجزء الرابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-32.html
الجزء الخامس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-36.html
الجزء السادس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-38.html
الجزء السابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-43.html
الجزء الثامن عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-43.html
http://www.liilas.com/vb3/t198232-49.html
الجزء التاسع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t198232-49.html
الجزء العشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-53.html
الجزء الواحد والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-56.html
الجزء الثاني والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-62.html
الجزء الثالث والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-65.html
الجزء الرابع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-71.html
الجزء الخامس والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-76.html
الجزء السادس والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-79.html
الجزء السابع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-80.html
الجزء الثامن والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-89.html
الجزء التاسع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-95.html
الجزء الثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-104.html
الجزء الواحد والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-109.html
الجزء الثاني والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-120.html
الجزء الثالث والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-132.html
الجزء الرابع والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-143.html
الجزء الخامس والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-144.html
الجزء السادس والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-150.html
الجزء السابع والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-155.html
الجزء الثامن والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-159.html
الجزء التاسع والثلاثون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-167.html
الجزء الاربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-177.html
الجزء الحادي واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-187.html
الجزء الثاني واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-195.html
الجزء الثالث واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-206.html#post3528819
الجزء الرابع واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-213.html
الجزء الخامس والسادس واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-227.html#post3530089
الجزء السابع واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-245.html
الجزء الثامن واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-278.html#post3531650
الجزء التاسع واﻷربعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-313.html#post3532692
الجزء الخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-347.html#post3533916
الجزء الحادي والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-374.html
الجزء الثاني والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-421.html#post3535953
الجزء الثالث والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-452.html#post3536752
الجزء الرابع والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-494.html
الجزء الخامس والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-514.html
الجزء السادس والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-548.html
الجزء السابع والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-579.html
الجزء الثامن والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-592.html#post3545397
الجزء التاسع والخمسون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-625.html#post3546843
الجزء الستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-645.html
الجزء الحادي والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-673.html
الجزء الثاني والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-687.html
الجزء الثالث والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-693.html#post3553334
الجزء الرابع والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-698.html#post3554837
الجزء الخامس والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-706.html#post3556807
الجزء السادس والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-719.html
الجزء السابع والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-724.html#post3563241
الجزء الثامن والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-733.html#post3565066
الجزء التاسع والستون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-753.html#post3567178
الجزء السبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-771.html
الجزء الحادي والسبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-789.html
الجزء الثاني والسبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-803.html
الجزء الثالث والسبعون (ج1)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-815.html#post3576403
الجزء الثالث والسبعون (ج2)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-818.html
الجزء الرابع والسبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-824.html
الجزء الخامس والسبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-838.html
الجزء السادس والسبعون
http://www.liilas.com/vb3/t198232-845.html#post3581804
الجزء السابع والسبعون (ج1)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-855.html
الجزء السابع والسبعون (ج2)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-860.html#post3588473
الجزء الثامن والسبعون (ج1)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-864.html#post3589708
الجزء الثامن والسبعون (ج2)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-870.html#post3591198
الجزء التاسع والسبعون (ج1)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-879.html#post3592577
الجزء التاسع والسبعون (ج2)
http://www.liilas.com/vb3/t198232-888.html#post3593595
الجزء الثمانون واﻷخير
http://www.liilas.com/vb3/t198232-903.html#post3594835

حفل خاص بنهاية الرواية

رابط تحميل الرواية

بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الاول.pdf



بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الثاني.pdf



بات من يهواه من فرط الجوى .. خفق الأحشاء موهون القوى .. الجزء الثالث.pdf







الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركــاته ..

.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
"يونس:10"

.
.

اللهم ارزقني وارزق كل من يدخل هذه الصفحة جنةً عرضها السماوات والأرض بغير حساب ولا سابق عذاب ..

اللهم آمين ..
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين

.
.


آل ليلاس اعزائي وكل من له غلا في قلبي
اقدم لكم اليوم روايتي .. بنتي الأولى
اتمنى تنال على اعجابكم ورضاكم على قد ما نالت على حيز كبير من حياتي وفكري ..

،

(بـــاتَ مــن يهـْــواه مــن فرْط الجـوَى، خفْــق الاحشَــــاء مــوهُـــون القـــوّى)

.
.

الرواية حصرية على منتديات ليلاس .. لا ابيح ولا احلل اي احد ينقلها لمنتدى آخر أو ينسخها بدون حفظ الحقوق ..





المقـــــدمـــــة



في زمن أقرب من البعيد .. وأبعد من القريب .. زمن غارق بوحل الحسرة/المرارة ..

قبــل ثــلاث سنــوات ..




بزمجرة قاسية غاضبة لـ رجل ليس بيده فعل شيئ:
حسبي الله عليكم .. حسبي الله عليكم
أنتو شو تبون منا شو تبووون ..!!
ما سدكم اللي سويتوه إلين الحينه
خليتوا ابويه يتعاطى السم اللي اتاجرون به
عقب تبليتوا عليه وشوهتوا سمعتـــــه
وودر شغله بسبتكمممم

أكمل بصراخ مبحوح .. محترق بالوجع الملتهب .. القاسي .. وبعينان حمراوتان تبرقان غضباً/مرارةً علقمية:
خليتوه يا جلاااااب يذبح امممممممي .. ذبح امممممي بـ سبتكم يا الـ.... يا عياال الـ... ياللي ماتخافون الله
شو تبووووون زووود شو تبووووون ..!!!!

ضحك أحدهم بعد أن لمح بطرف عينيه منظر ذاك الرجل الهرم بملابسه المتشققة وعقله/ناظره غائمان من أثر المخدر الذي حقن به قبل قليل .. وبخبث كريه قال: والله ابوك اللي سوى بعمره جيه .. يينا معاه بكل الطرق ما فاد .. باللول يينا معاه باللين والسياسة .. ويوم سوى فيها الرجل الشريف الأمين اللي يغار على وطنه قلنا ها ما بيخضعلنا الا بطريقتنا الخاصة
هههههههههههههه وسمحليه أبوك طلع غبي وطاح في الفخ

زمجر بذات غضبه الناري الكاسح المبطن بآسى بالغ: أبويه يسووووواك ويسوووى كل زبالة يفكررر إنه يتعدى على بلادناا ويهدد أمنهااا .. نحن عيااااال زايد .. عيااال زاااايد يا عبيد الفلسسس
تعرف شو يعني عياال زاااايد ..!!!!
نحن شعب أصغررررنا شبببببل يا إمععععععه ..
وأكمل بوعيد صارخ فاق كل حدود القهر/الغضب: اقسم بالله العلي العظيم انكم بتندمووووون .. والله لأنفيكم واحد واحد يا عيااااال الـ...

رد عليه ذات الرجل السابق بضحكة خبيثة مقرفة لامبالية : هههههههههههههه خف علينا يا ريال روعتنا .. شوفنا نتراقل من الروعه ..
(نتراقل = نرتجف)
ضحك معه كل الموجودين في المكان .. وقهقه معهم الرجل الهرم ذو العقل الغائب بشكل أوجع تلابيب فؤاد ابنه
موجع لدرجة الخزي والعار وقلة الحيلة ..

لكن ما ذنب أبيه ..!
مـــا ذنبـــــــــه ..!


وأكمل الرجل بجدية عصبية: اتكلم على قدك يا بابا مب انت يالياهل اللي بتهددنا وتروعنا
بتتعاون ويانا وتنفذ اللي نباه ولا أخلي أبوك يحترق جدامك ويتفحم ؟

فقد حاسية التفكير للحظة .. ماذا يفعل .. أبوه فاقداً وعيه بلا حول له ولا قوة .. لا يريد أن يرضخ لهم
تبــــاً .. ليس حارب من يرضخ لمجموعة حثالة سفلة ..!

في ذات الوقت يريد أن يحمي أبيه
يالله رحمتك .. ماذا أفعـــل ..!!
ماذا أفعـــــــــــــل ..!

وفجأة تلقى لكمة قوية على فكه جعلت الدم يسيل من فمه

: يا غبي قاعد تحل مشكلة الشرق الأوسط ولا شووه ؟
خبرني يلا بتنفذ اللي بنقولك عليه ولا لا ؟

غمغم حارب بألم جسدي وروحي مغلف بغضب ساحق: شو يضمني إنك بتخلي ابويه في حاله عقب ما اسوي اللي تبونه ؟

اجابه الرجل بنظرة خبيثة: أبوك خلاص ما منه فايدة النا .. يوم بتسوي اللي نباه بنودره في حاله .. هو ما يقدر يهددنا في شي عقب ما الكل الحينه يشوفه مجرم مدمن مخدرات عربيد ما يسوى بيزة ..

شعر حارب بوخز بقلبه ينتهك كبريائه وفخره بأبيه الشامخ .. الشامخ المهيب ..!!!!

أخفض رأسه وأغمض عينيه بأسى وهو يعلم أن هذا الحقير صادق في ما قاله
فالناس لا يعلمون عن أبيه إلا انه مجرم قتل زوجته وهو سكران وارهابي باع وطنه وأرضه للأعداء .. حتى لو كانت عائلته على معرفة تامة ان الذي طال سمعة والده ماهي الا شائعات .. "عدا حقيقة قتله والدته المأساوية" .. الا ان غيرهم من الناس يجهلون ما خلف هذه الاشاعات المقيتة ..!!!!

وبعزة نفس محطمة هتف بغلظة مبحوحة: حسبي الله ونعم الوكيل .. لكم اللي تبونه
وأردف بعينين حادتين تشعان غضب: لكن والله ماسوي شي قبل ماشوف ابويه في بيته صاحي وماعليه شر
فاهميييييييين ..!!

رد الرجل بنظرة تلمع خبثاً ينم عن مخطط حقير وعميق: إن شااااااء الله كم حااااارب عندنا نحن ..!!
أبوك بنوصله البيت معزز مكرم .. لا وقبلها بنوديه المستشفى جان تبا عشان تطمن على صحته
هذا الغالي بو الغااااااالي ..
لكن حروبي حبيبي ابا خدمة ثانية صغيرونة ئد كده هو "وأشار بيده بوضع السبابة على الإبهام"

اعطاه حارب نظرة حادة متوجسة غاضبة تشع بالقرف: ما يسدكم انيه بتعاون معاكم يا حثااااالة
وأردف باحتقار: إخلص عليه شو تبا ؟
(يسدكم = يكفيكم)

هتف الرجل بعد أن جلس مقابل حارب ونظر إليه وجهاً لوجه وقال بدهاء شيطاني:
أباك تتصل الحينه بـ ولد ظاعن الـ.. وتقوله اييك هنيه
وخل الباجي علينا

اتسعت محاجر بـ صدمة/استنكار .. وصرخ بصوت مشتعل: نعممممممممم ..!
ليش اتصل بـ سلطان الـ... شتبووووبه ..!
(شتبوبه = شو تبون به)
ضميرك المنحط الين وين ناوي يووووووصل !!! لأي درجة من السفــــــــــاله أنت تبا توصــــــل ..!
مايسد اللي سويتوه في أبويه وفينـــــــــا ..!! هـااااا ..!!

حارب من شدة انفعاله وصراخه انقطع نفسه وأخذ يسعل بشدة ..

قال الرجل بنبرة شيطانية لامبالية وغير قابلة للتفاوض: بتتصل بـ سلطان بن ظاعن ولا أخلي أبوك يتعفن هنيه ..!

اخذ يتوسل الرحمن بقرارة نفسه بعينان غائمتان بسحائب آسى وحرقة قلب انبثقت من وجهه الشاحب

يــــــالله ارحمني .. ارحمني يــــارب
هو ليس بـ حقير ولا قليل أصل لـ يورط سلطان في المصيبة التي هم فيها ..
ماذا يريدون منه ..!
لا يستطيع ..
سلطان عزيز وغالي عليه .. لا يستطيع الكذب عليه واستدراجه إلى هنا ..!
لا يستطيع اذ انه لا يعلم ما الذي يريدون منه ..!!
الله وحده يعلم ما الذي يخططون له هؤلاء الخونة الاوغاد ..!!
يــــــــارب ..

أخذ يفكر بطريقة تخرجه من المأزق الذي وقع فيه ..
حسنا
ليس عليه إلا أن يعتمد على فطنة وذكاء سلطان المعروف بهما
هذا هو الحل الوحيد

يـالله أعنــي ..

رد حارب مكرهاً بنبرة حاقدة ملؤها الكره/الغل: انزين

ضحك الرجل ضحكة صفراء منتصرة: حلوو حلووو انت جيه تعيبني يا ولد محمد
وأكمل وهو يعطيه الهاتف:
اندوك .. اتصلبه وقوله موترك بنجر على خط الغربية وتبا فزعته ..
(اندوك = امسك)
حارب بابتسامة استهزاء: بس سلطان بيستغرب لو اتصلتبه عشان هالشي .. بيقول وين أخوه وين ربعه !!
ابتسم الرجل ابتسامة خبيثة .. وقال: لا تخاف ما بيسأل .. سلطان لو حد طلب معونته ما بيقعد يتنشد ويسأل .. بيفزع على طوول ..
حارب بنظرة احتقار: ما شاء الله تعرفون خصومكم وطبايعهم بعد
أجاب بنظرة شيطانية مليئة بالدهاء: ونعرف كل شي عنك يا حبيبي .. خصوصا أختك الطرما اللي قاعده روحها في البيت الحينه ههههههههههههههه
(الطرما = الخرساء)
هبّ واقفاً من مقعده بسرعة الفهد وصرخ بصوت مرعب متفجر بالغضب/الثوران: والله ثم والله ثم والله ان فكرتوا ادقووون شعرة من ختيه لجلب حياتكم جهنمممممم .. وإنت تعرف ززززين حارررررب يا مووووينع ..

كانت عينا حارب تشعان بحمار أسود تنبأ بالشر الشيطاني الصرف
يقسم ذلك الرجل المدعو مانع أنه لو سنح لحارب الفرصة الآن فلن يتوانى عن حرقه لمجرد ذكر أخته
يعرف مانع مع من يتعامل الآن !!
ولأنه يعرف سيخفف من ضغطه على حارب

رد بتهديد مبطن بتوتر حذر: أعرف زين إنت منو .. ولازم تعرف إن اللعب معانا مب سهل
رمّس سلطان الحينه وخله ايي .. ضيعت وقتنا وايد

صرخ حارب بنظرة احتقار تنضح حقداً اسوداً: يا غبي انت ناسي إنكم مربطين عيني من ظهرت من بوظبي وماعرف أنا وين الحيييين ..!!!

شعر مانع بالغضب من الإهانة التي وُجهت له ولكن عليه أن يمسك أعصابه حتى تنتهي هذه المهمة .. فإن لم تتم بسلام وبأقل خسائر ممكنة .. فهو لن يفلت من عقاب الزعيم ..
قال بعصبية مكتومة: قوله يعدي الطريف ويوقف في الشارع اللي يودي على .....

وأخد يلقنه عنوان المكان بالضبط ..

هتف حارب في قرارة نفسه
" حسبي الله عليكم عقيتونا وسط الصحرا .. شو اتريا من هالاشكال الا انها تنخش في برور وبقع ما يعلم ابها الا الله "

،

كان الهاتف يرن .. ومع كل رنة يدعو حارب برجاء يائس في قلبه أن لا يرد سلطان

لا ترد ..
أرجوك يا سلطان لا ترد على الهاتف
أرجـــــــــــوك ..

أتاه في ثواني هتافاً حازماً قوياً: ألـــــو
أغمض حارب عيناه من شدة القهر/قلة الحيلة .. وبصوت خشن مرهق مغلف بـ حزم قوي لا ينثني:
السلام عليك بومييد
(اسم سلطان عند المحليين يُلقب بـ بومايد، او بومييد تصغيراً لإسم مايد)
رد سلطان بود رجولي دافئ: وعليييك السلام بن محمد .. مرحبا ملايين ولا يسدن في ذمتيه

قرر حارب أن يتلاعب بنبرة صوته وحديثه علَ سلطان يفهم بفطنته أن هناك مصيبة حلت به ..
وبذلك لن يأتي خالي اليدين من غير سلاح يحميه ..!!

تكلم حارب بنبرة مرهقة مرتجفة "بتصنع": مرحبابك زود يا سلطان .. اشحالك ..؟!!

سلطان بحزم أخوي مليئ بالود: طيب طاب حالك .. ومن جداااااك ؟
(جداااك = ومن عندك)

حارب بذات النبرة المتصنعة المليئة بالأرتجاف والارهاق الظاهر:
الحمدلله رب العالمين يسرك الحال

سلطان بطبيعته المتحفزة المتيقظة أحس أن هناك أمر يحدث الآن عند حارب .. قال بحزم متوجس:
حارب بلاك ؟ صوتك هب عايبني .. فيك شي يا خويه ؟

حارب بصوت مرتجف متقطع وتمثيل متقن: أ أأ أأأ أ أ شسمه .. ابا فزعتك يا سلطان
دخيلك .. متورط أنا وماعرف شقى أطلع منها ..

انتفض سلطان بحمية متفجرة مبطنة بقلق/حذر: ابشر بعزك يا بومحمد
الروح ترخصلك والله .. خبرني وينك ؟ وين داااااارك ؟
شو صاير عليييك ؟

رفع حارب عيناه .. ورآى مانع مكتف الأيدي وينظر له بنظرات فاحصة وكأنه يريد سبر أغواره وتحليل حديثه .. ومن جهة أخرى رآى كل افراد العصابة موزعين بطريقة منتظمة بحيث كل رجلين يحرسان المخارج المتعددة في المكان الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لا يظن أن لها نهاية ..

حارب بذات الصوت المرتجف "بتصنع" ويكرر كلمته لكي يفهم سلطان إنه في ورطة حقيقية:
سـ سـ سـ سلطااان .. بنجر موتريه وانا مويّه صوب الغربية .. وما عندي حد يفزعلي غيرك

شعر سلطان بغرابة .. واجاب بنبرة كمن لم يصدق أن هذا الأمر يجعل من صوت حارب "مرتجفاً"
فـ هو يعرف حارب ..!! ويعرف كم هو فولاذي القلب ولو إنه ضاع في صحراء الربع الخالي ما كان ليتكلم بهذا الضعف ..!
: بس السالفة جيه حارب ؟

حارب بذات النبرة المتصنعة وأخفض صوته هذه المرة لكي يصل احساس الخطر لسلطان:
دخيلك إلحق عليه يا بومييد .. دخيلك يا خويه

نبضت فجأة فكرة في عقل سلطان .. وهتف بسرعة بنبرة متسائلة واثقة: إنت تحت تهديد سلاح .. صح ؟

ابتسم حارب ابتسامة داخلية لم تظهر على وجهه واجتاحته رغبة شديدة في تقبيل رأس سلطان على دهائه وفطنته .. ثم أردف بنبرة خافتة أظهرها كارتجافات متقطعة: يلا يا سلطان تعال .. اترياك انا


علم سلطان أن حدسه قد أصاب فـ حارب لم ينكر أو يعترض على ما قاله للتو .. والذي أكد على هذا صوت رجل هرم يصرخ بألم ..

كان ذلك الصوت هو صوت أبو حارب بعد أن رفسه أحد أفراد العصابة نكايةً في حارب

أخذ سلطان يمشي بسرعة وسيطرة كاملة كمن يتأهب لاصطياد فريسة وبصوت حازم قوي جبار كـ "هو" هتف: تمممم يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟

تنفس حارب الصعداء براحة وهو يحمد الله على نجاح لعبته .. فهو بهذا قد ضمن أن سلطان سيتسلح ولن يأتي خالي اليدين ..
ومن جهة ثانية يؤمن أن سلطان سيساعده بالخروج من هنا أو خروج أبيه على الاقل ..
ومن جهة ثالثة حجته بأن سيارته قد توقفت قد ساعدته ..
فلو لم يقترح مانع الغبي تلك الحجة لما استطاع أن يمثل باتقان ويتلاعب بنبرة صوته وحديثه


.
.
.


فـي نفـس الزمـان
باختـلاف المكـــان

أبـوظبـــي


كانا يدرسان بجد .. كل واحد منهما منهمك في حل المسألة المعقدة التي قررا حلها ..
بعد أن أحس بتعب وصداع في رأسه نتيجة التركيز التام .. مدد ساقاه أمامه وهتف بسأم:
ها عبود عرفت تحل المسألة ولا لا ؟
أجاب عبيد بتأفف متجهم: لا ماعرفت أحلها .. قسم بالله تعبت ياخي لين متى بنتم على هالمسألة
خلاص بنخلي الدكتور يحلها حقنا قبل ما ندخل قاعة الامتحان ..
قال الأول بتثائب مرهق وعيناه دامعتان من قلة النوم: ابا اررررررقد .. سهران طول الليل على هالماده الزفتة ..
انا اذا خلصت هالامتحان بحس انيه خلااااص خلصت كل الامتحانات اللي عليه .. هم يا ريااااال هم على القلب
تبسط عبيد أرض المجلس بكامل جسده وتثائب بإرهاق كـ صديقه .. وقال:
الذيب .. فديتك سِر هاتلي قلاص ماي بااااارد ولا عصيير .. عطشان قسم بالله .. من الصبح مابليت ريجيه بشي
(سِر = روح)

لم يسمع رد بتاتاً وكأنه يحادث الجدار ..

ضرب رأس صديقه بقلم حبر .. وصاح بحنق: ذيااااااااااب
نش هاتلي شي اشربه .. لعنبووه هالمذهب اللي لك .. جاني من الصبح متفيزر عندك ولا يبتلي شي آكله ولا اشربه
تأوه ذياب بكسل ونعاس شديد: اووه يا عمي حسستني انك واحد توني مرابعنه .. مب جني الا مجابل ويهك 24 ساعه من 15 سنة
نش انت وهاتلك هاذوه المطبخ جريب .. ولا ازقر كوسينوه " الخادمة" وهي بتييبلك ..
(ازقر = نادي)

وقف عبيد بتأفف متهكم من هذا الكسول: خس الله العدو .. ما منك فود موليه
(موليه = ابداً)


.
.
.


بينما عبيد يخرج من المجلس .. سمع صوت أحدهم وهو يتحدث على الهاتف .. لم يقصد التنصت
ولكن استوقفه اسم يعرفه على لسان هذا الرجل ..!!

: ابششششر يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟

حـــارب ..!!
ماذا يريد حارب من سلطان !!
امممممم من الممكن إنه شخص آخر

لا
عليه التأكد
فـ هو ذاته غير مطمئن من الذي يجري
فأبيه وأخيه مختفيان منذ ساعات طويلة
ولا يجيبان على هواتفهما ..!!
ما الذي يجري بالضبط ..!! .. الارتياب العاتي يهاجمه بلا هوادة .. يشعر منذ مدة بأن هناك امر جلل سيحدث ..
"او انه يحدث الآن" ..!!

وبدون أن يشعر تحرك باتجاه سلطان: سلطااااان
إلتفت سلطان بتحفز صارم للذي يناديه وبعد أن رأى عبيد ابتسم بود: أوووه عبيد عندنا ما شاء الله ..!
ابتسم عبيد بنظرات لم تخلو من التوجس/الحذر .. وقال وهو يسلم عليه بأنفه: هيه من الصبح هنيه .. ييت عسب أراجع مع ذياب امتحان اليوم ..
هز سلطان رأسه وبحزم: اهااااااا .. زين عيل من رخصتك .. اسمحليه عاده مستعيل شوي ورايه شغله مهمة

وبعد أن إستدار ليخرج من الممر المؤدي لموقف السيارات .. استوقفه عبيد بحزم مغلف بأدب جم: بومييد
سلطان بحزم متحفز كما هو دوما: يا لبيييه
رد عبيد بنظرات فاحصة متوجسة : لبيت حاااي ياربي .. إنت ساير عند حارب اخويه ..؟

رمقه سلطان بنظرات سوداء هادية .. نظرات رجل لا يعرف التلاعب أو الكذب
فـ هو صادق .. صريح .. لا يعرف المواربة .. ولا يهاب أحد الا ربه:
هيه نعم .. اتصلبيه أخوك وقال إن موتره بنجرت وعالق في الخط ..

تفاجأ عبيد بشدة .. ليس لأن شقيقه الاكبر اتصل بـ سلطان بالرغم أن الأثنين نادراً ما يلتقيان
لا يلتقيان الا في الأعياد والمناسبات ..
بل لأن حارب لم يتصل به هو ..!!

سأل عبيد بنظرات متوجسة قلقة: وشحقه ما دق عليه أنا ؟؟

هز سلطان كتفيه هاتفاً بحزم هادئ: مادريبه والله .. يمكن لأن وراك مذاكره وامتحان .. فـ ما يباك تحاتي وتتعبل

لم يصدق عبيد ما قاله سلطان .. هو في الحقيقة لا يصدق الآن الا دقات قلبه العنيفة غير المريحة/المرتعدة ..
هناك أمر يحدث الآن .. قلبه لا يكذب ..!!!

هتف عبيد بحزم وقد اتخذ قراره: بخاويك
عقد سلطان حاجبيه باستنكار خفيف: شو تخاوينيه !! وراك انت امتحان عقب شوي ..
غير انه أخوك عالق في بقعه بعيده ما بتلحق تروح وترد ويانا ..!!
ثم اضاف بصرامة: يلا سر كمل مذاكرة ويا ذياب .. نحن ما بنبطي ان شاء الله .. بنرد على الغدا اذا الله راد

هتف عبيد بنبرة حازمة قاطعة غير قابلة للنقاش: يا بومييد في خاطريه اخاويك .. الامتحان الساعه 4 العصر .. ونحن الحينه 11 .. بلحق اروح وارد ان شاء الله
رد سلطان بنظرة حازمة مبطنة بـ توجس/قلق: يا عبيد الله يهداك شحقه يباسة الراس ..!!
ترى السالفة هينة .. انا الا رايح اييب اخوك وراد ان شاء الله
دراستك أولى الحينه ..

هتف عبيد بقرارة نفسه بقلق متفجر " لا والله أخويه وأبويه أولى .. احساسي ما يخيب .. في شي مستوي الحين ولازم اعرفه بنفسي"
ثم قال بعزم بالغ: قلتلك يا بومييد امتحاني العصر .. بيواحيلي ارد قبل اذا الله كتب ..
(بيواحيلي = اي لديه وقت كافي)
وأكمل بابتسامة: ولا طويل العمر ما يبا مخاواتي ؟؟

ابتسم سلطان ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه: حد يعوف مخاواتك يا ولد محمد ..!!
ثم اكمل بحزم: يلا انزين امش .. تحيرنا على أخوك حليله
(تحيرنا = تأخرنا)

وسارا باتجاه السيارة .. وبعد أن ركبا وتحركا اتصل عبيد بـ ذياب ليخبره بما حصل وإنه سيذهب مع سلطان لجلب حارب

قال عبيد بنبرة متفجرة بحب أخوي: الذيب

شعر ذياب كما لو أن نبرة صديقه قد جرحت عرق في قلبه من شدة عاطفتها المؤلمة: لبييييه

عبيد بنبرة عميقة صادقة كـ " صدق ايمانه بالقدر خيره وشره" : يالله عساك تلبي حاي قول آمين

ذياب بذات النبرة العميقة المبطنة باضطراب لا يعرف مصدره: آمييين وانت وياايه ان شاااء الله

ابتسم عبيد بدفئ متفجر وعيناه غائمتان بـ حب/مشاعر غريبة مجهولة تجتاحه لأول مرة في حياته: ان شاء الله يارب ..
أكمل بنبرة رجولية أخوية متفكهة مبطنة بـ "حزن غامض": يالذيب .. أحبك ياخي هههههههههههههههه
حط بالك على روحك .. ادريبك بتتوله عليه هههههههههههههه

وأردف بحزن ظاهره حزم وصرامة:
اسمعني الذيب .. ان بطيت عليك قدم الامتحان .. لا تترياني .. اعرفك خبل عليك حركات ماعرف شقايل
(شقايل = كيف)

هب ذياب واقفاً .. وهتف بعصبية: إنت ما قلت على الغدا بتردوون !!! ليش تقول الحين بتتأخروون !!
لا تستهبل عبيدان رد و لا احلم اقدم الامتحان بليااااك
(بلياك = من غيرك)

عبيد بذات النبرة الموجعة التي لا يستطيع تفسيرها ولكن أظهرها بحزم: ان شاء الله .. يلا مع السلامة

اجابه ذياب بنبرة متوجسة قلقة وقلبه يكاد يسقط من شدة الارتجاف: عبيدان رد بسرعة دخيلك
هز عبيد رأسه بـ " نعم " كما لو أن صديقه يراه
ذياب بقلب قلق متوجس: الله يحفظكم بحفظه .. مع السلامة

أغلق ذياب الهاتف عن رفيق دربه وجليس ضحكته وحزنه ..
الأخ .. الرفيق .. الخليل .. العضيييد ..
كان عبيد كل تلك الألقاب .. كل تلك المسميات العبقة الحنونة ..
لم يكن يعرف ذياب إنها المرة الأخيرة التي سيسمع بها صوت " سبايب ضحكته "
المرة الأخيرة التي سيستمتع بعزف نبرات صوت صديق الطفولة
فـ لو كان يعرف .. لما تركه يذهب لحتفه ..!!

،

لم تستغرق الرحلة سوى 45 دقيقة أو أقل بقليل .. فالمنطقة المنشودة تقع تقريباً في أول المنطقة الغربية من البلاد .. والمسافة إليها لا تستغرق الكثير وهذا من حسن حظ سلطان ..

سلطان الذي كان طول الرحلة يفكر ويحلل ما قاله حارب ..
حسنا ..
هو أيضا يشعر بأن دقات قلبه تنبأ بحدوث أمر جلل
لكن عليه الحذر .. !
وأول خطوة يفعلها هي أن يضمن عدم خروج عبيد من السيارة
هو في الحقيقة لا يعرف ما الذي سيحدث وما نوع الخطر المحاط بهم ..

بعد أن وصل للإشارة التي تحدث عنها حارب .. اتصل به


.
.
.


بعد مرور ثواني على الرنين

رد حارب بصوت مترقب مُرتبك ظاهره حزم صارم: هلا سلطان .. وصلت ..؟!!
سلطان بنبرة حازمة متوجسة حذرة: هيه وصلت للإشارة اللي قلتليه عنها
وين مكانك بالضبط ..؟

وأخذ حارب يرشده إلى مكان المزرعة بالضبط كما لقنه المدعو مانع

قاطعه سلطان بنبرة متشككة تخللها حزم من التربص: إنت في مزرعة ؟؟؟

استخدم حارب تلك النبرة المرتجفة التي تثير فطنة سلطان والتي تجعله متأكداً أكثر ان حارب تحت سيطرة أحدهم ..
هتف بكذب لم ينطلي على صاحب العينين السوداوتين: هيه .. في واحد يزاه الله خير وقفلي وحلف عليه اروح وياه مزرعته عسب اتغسل وارتاح شويه يلين ما اتوون ..

فهم سلطان ما يقصده حارب وبنبرة حازمة واثقة لا يريد بها اثارة قلق عبيد هتف: انزين حارب فهمت عليك .. دقايق ونحن واصلين

لم ينتبه حارب لكلمة "نحن" فهو كان مشغول البال ويحاول المحافظة على توازن عقله لكي يخرج من المأزق الذي هو فيه ..


وصل سلطان وعبيد للمزرعة المقصودة .. ولكنه اوقف سيارته تحت ظل اشجار كبيرة كثيرة بمحاذاة منزل ضخم مقابل تلك المزرعة ..
ف بذلك لن يستطيع أحد رؤية سيارته ورؤية من فيها ..!!
ويضمن أن عبيد في مأمن من الخطر
وفي حالة حدوث أمر سيأمره بالذهاب والاتصال بالشرطة ..

إلتفت سلطان ليواجه عبيد واخذ يلقنه ما يجب أن يفعله وبحزم صارم اردف: عبيد انا بنزل وانت خلك هنيه
عبيد باستنكار: ليش مانزل وياااك ؟ شو مستوي يا سلطان ؟ انا قلبي حاس ان حارب فيه شي
قولي سلطان لا تخش عليه شي
لم يكن يعلم سلطان بحاسة عبيد السابعة .. ولكنه قال بحزم وبنبرة غير قابلة للنقاش: عبيد خلاص قلتلك تم هنيه
بروح اييب اخوك وبرد .. ما ببطي .. اسمعني .. خل التلفون في ايدك وانا بخلي سويج الموتر معاك ..
(سويج الموتر = مفتاح السيارة)
لو اتصلتبك وبندت عقب رنة وحده اعرف إنك لازم تحرك وتظهر من هالبقعه .. واتصل بأقرب مركز شرطة وعطهم هالعنوان

كان سلطان يتكلم بسرعة وحزم قوي صارم كأن الذي يكلمه أحد عناصره الذين يعملون تحت أمرته: فهمت اللي قلته ولااا ؟؟
عبيد لم تعجبه نبرة التوجس التي غلفت صوت سلطان ولا الغموض الذي يكتنف نظراته ..
مع ذلك قال: فهمت اللي قلته .. لكن يا سلطان حلفتك بالله تخبرني
شو مستوي .. خبرني واوعدك ماسوي شي انت ماتباه

رمقه سلطان بنظرة سوداء مغلفة بالغموض والترقب: صدقني لو قلتلك إنيه انا نفسي ماعرف شو اللي بوايهه داخل ..
يلا نازل انا .. ولا تنسى اللي قلتلك عنه
هز عبيد رأسه بطاعة ونظرته غدت كغيمة سوداء من فرط القلق/الخوف/الحيرة/التوتر العارم ..


.
.


كان يمشي برشاقة كرشاقة الصقر المحلق في السماء .. وعيناه الحادتان الحذرتان تمسحان المنطقة حوله كلها .. يريد التأكد أن لا أحد يراقبه او يتربصه به حول المزرعة ..
وقبل أن يقترب من البوابة الرئيسية .. ذهب ليتفقد الأحوال وراء المزرعة
في الحقيقة هو يريد التأكد من وجود أي بوابات جانبية أو منافذ تمكنه من الهروب هو وحارب عبرها في حال ساءت الأمور وخرجت عن سيطرته

رآى بوابة خشبية منخفضة الطول تفصل مابين المزرعة الداخلية وحديقة صغيرة خارج المزرعة لا يوجد فيها سوى مجموعة جراء حديثي الولادة يرضعون من أمهم ..

حسنا .. الى الآن يبدو ان حظه حليفه اليوم ولله الحمد ..

بعد أن تأكد من خلو المكان في الأمام والخلف .. رجع للبوابة الرئيسية وقرر أن يرن الجرس


.
.
.


في المزرعة
وبعد أن سمعوا رنين الجرس



قهقه مانع بشر خبيث ملؤه الانتصار: هههههههه والله وطحت في ايدنا يا ولد ظاعن
ثم أشار بعينيه لأحد الرجال المفتولين بالعضلات بأن يذهب ليفتح البوابة ..

بابتسامة صفراء موجهة لـ حارب اردف: ماله داعي اقولك إن أي تصرف منيه ولا مناك خارج عن خطتنا .. أبوك بيكون في الـ باي باي .. سمعتني ؟؟

حرك حارب جانب شفتيه باحتقار وقرف .. وغمغم: والله يا موينع طلع لك لسان وقمت تطاول على شيوخك ..!!
أكمل بشموخ وكبرياء لا يليقان الا "به": اعرف زين ما زين إنك مهما سويت .. رووسنا بتم فوووق .. في العلالي وما بنوطيها لا لك ولا لكل خوان معتدي .. ووصل رمستيه لمعزبينك ..

اسودّت عينا مانع بقسوة/حقد دفين .. وصرخ بما فيه من غضب متفجر: مانع الـ... طوول عمره فوووق .. فوووق يا حروب

ولم يتمالك نفسه فوجه ضربة ضارية على بطن حارب

كتم حارب صرخة ألم بقوة يُحسد عليها .. وابتسم بشراسة حادة خبيثة: الصدق دومه يزعل يا منوع .. هااه ..!!

تصلب جسد مانع وهو يحارب غضبه كي يهدأ ويحافظ على تجلده .. من غير تجلد النفس لن يتمكن من الامساك بـ سلطان .. اولاً سلطان .. ثم بعد ذلك سيعرف كيف يتعامل مع لسان هذا الحارب المستفز:
جــــب ... خلك مؤدب وحلو إلين مانزخ ولد ظاعن ..

اشاح حارب وجهه بنظرة مظلمة متوجسة ويدعو من كل قلبه أن تمر هذه المحنة على خير .. وجّه نظراته لأبيه المتوسد الأرض بكل قلة حيلة ووهن ضعيف للغاية ووجهه المريع بهالاته السوداء وتجاعيده التي ازدادت بشكل أليم اعطى هيئته عمراً يفوق عمره الخمسين بعشرين سنة واكثر ..!!!!

لم يستطع رؤيته وهو بهذه الحالة المذلة المخزية .. لم يستطع ..!!!
آآآآآآآآآآآآآآآه يا محمد .. ماذا فعلوا بـ صاحب عينا كتلة الكبرياء المغلفة بمعدن صنديد لا ينكسر ..!!
ماذا فعلوا بصاحب الأنف الطويل المنبثق من نار عزة وكرامة ..!
ماذا فعلوا بك يا أبا حــــــــارب ..!!!
ماذا فعلــــوا بــــك ..!!


.
.
.


في الخارج



بعد أن فُتحت له البوابة .. بدأ توجسه يزداد وهو يرى رجل ضخم ذو عضلات مفتولة بشكل مبالغ فيه ومنفر .. يعلو ثغره ابتسامة مقرفة ماكرة ..!!!

الرجل بصوت ثقيل جدا وخبث: هلا والله هلا
سلطان بنظرة حازمة متيقظة: هلا ومرحبا اخويه .. بغيت حارب ما عليك أماره
(ماعليك اماره = ما عليك امر)
الرجل الضخم بنظرات شيطانية: حارب داخل .. حيااك حيااااك قرررب
(قرب = تفضل/ادخل)
رد سلطان بذات النظرات المتيقظة الحازمة: يحييك ويبجيييك اخويه .. بس مستعيل وبغيت حارب يظهر اليه الحينه

الرجل الضخم وهو يمسك كتفي سلطان ويدخله بقساوة/عدم صبر .. وأظهر حركته على إنها ترحيب ودود:
يا ريااااااال دش .. ربيعك منسدح داخل .. حليله ضربته الشمس من الوقفة في الحر وتعب شويتين ..
(دش = ادخل)

لم يستلطف سلطان الأجواء المحيطة بالمكان .. يجزم بأن هذا الرجل من عصابة لا يستهان بها

ولكنه مشى إلى حيث يمشي الرجل الضخم إلى أن دخل لمجلس خارجي تابع للفيلا الموجودة في المزرعة
لم يرى أحد بالمكان وقال بنظرات سوداء حادة: حارب وين ؟؟

الرجل الضخم بضحكة خبيثة مكتومة وهو يخرج من المجلس: حارب بييك الحين لا تحاتي

وبرشاقة سريعة أخرج سلطان مسدسه الصغير المختبئ تحت لفة إزاره
وقرر أن يخبئه في مكان قريب من باب المجلس
فـ هو عند لحظة الصفر لن يستطيع اخراج مسدسه بسهولة ومرونة

يعترف إنه اخطئ عندما لم يستبدل ثوبه بالتي شيرت والبنطلون
ولكن الوقت لم يسعفه اذ كان مستعجلاً عندها ولم يتنسى له التفكير بهذا الأمر

رآى نافذة قريبة من الباب بستارة ثقيلة مربوطة في زاوية الحائط .. وقرر وضع سلاحه داخل كومة الستارة المجمعة بشكل يخفيه بالكامل عن الأعين ويمكّنه بسهولة وخفة أن يتناوله ..

وبعد مرور دقائق كانت طويلة بالنسبة لـ سلطان

دخل عليه رجل اسمر طويل عريض المنكبين بـ ملامح رجولية وسيمة رغم قسوتها تعلوها نظرات فاحمة حادة تشع بالغموض ..
اقترب سلطان من الرجل هاتفاً بنبرة حازمة حذرة: حـــــارب ..!!

كان حارب قد فك وثاقه قبل أن يدخل المجلس .. ولكن وجهه المغبر المتسخ وفكه المنتفخ بإحمرار طفيف كان يوحي للناظر أنه لابد وأنه تلقى بعض الضربات .. وهذا تماما مافكر به سلطان عندما رآه

تنهد حـارب بحرقة آسفة وغضب مكتوم كمن يلوم نفسه على هذا الوضع كله: بومييـد .. آســف
آســـف .. ما كان بيديه حيلـــة والله

وقبل أن يرد سلطان .. دخل ذاك مانع الخبيث بضحكة رنانة شيطانية: هههههههههههه شحقه حارب ..!! شحقه تتأسف ؟
ها يزاتنا الحينه نبا نتشرف بزيارة الشيخ سلطان بن ظاعن عندنا .. لا لا لا عيب عليك حروب ما يستوي جيه ..!!

قطب سلطان حاجباه وعيناه تنضحان حدة جلمودية تخللها غضب مكتوم .. فهو علم منذ أن رآى وجه حارب وبعد أن ظهر مانع .. أن كل الذي يحدث الآن مخطط للإيقاع به هو .. ولا يلوم حارب فهو ضحية منذ البداية ولا يشك بذلك ..!!
ليس حارب من يتعاون مع مجموعة حثالة ضده وضد وطنه ..!!

وجّه نظراته لـ حارب .. وياللهول .. لم يكن ليصدق أن نظرة عينا الاخير تعرف معنى كلمة "انكسار" ..!
ما الذي حصل لكي تخرج تلك النظرات منك يا فهد بني قومك ..!!!

حارب في هذا الوقت كان كل تفكيره وعقله منصبان على ابيه .. وعلى سلطان الذي يشعر بالضآلة نحوه
يقسم أن الذي يشعر به الآن كثيرا على نفسه العزيزة الأبية ..
يالشـدة تراكم الذل في روحه العصية على الإنكسار
يالشدتهااااا ..!!!

وجع سلطان حديثه لـ حارب بزمجرة قاسية صارمة: حااااااارب
اصلب طووولك يا ولد محمد .. تخلي شوية كلاب يسوون بك جيه ..!!!!

وأردف بذات صوته الصارم القاسي: هب إنت اللي بتخلي كمن واحد خمام يكسرون عيييينك .. هب إنت يا حااااااارب

رفع حارب رأسه ووجه نظرات حادة قوية ذات عزم شديد بدأ ينولد في روحه بعد كلام سلطان .. شعر بأن حان الوقت لكي يسيطر على الأمور التي انفلتت من تحت سيطرته ..
يجب عليه التصرف بتعقل وذكاااء ..!!

هتف حارب لـ مانع "الواقف بغضب لتجاهل سلطان له" بقسوة واحتقار: مانع .. خل اوراقنا مكشوفة ..
شو تبغي من سلطان ؟ .. قلتلك كل اللي تباه مني بيصير بشرط أبويه يظهر من هنيه
بس سلطان شو تبغي منه ..!!!
خله في حاله هو أصلا ماله خص في شي

جلس مانع ووضع رجل على رجل قبل ان يرد ببسمة خبيثة صفراء: أصلا الدنيا كلها في جفة .. وسلطان في جفة ثانية

(جفة اي كفة .. الحرف يُنطق كـ حرف الإتش الانجليزية)

عقد سلطان ساعداه امام صدره بوقفةٍ متحفزة شامخة كالصقر هاتفاً بنبرة لا تخلو من قوة انبعثت من عينيه الحادتين:
حارب .. هاييل الكلاب مسويين كل هالتمثيلية لأنهم يبونيه أنا بالذات .. لأنيه سلطااااان ..

واستمر بتجاهله لـ مانع الذي اشتعل غضبا وحقدا .. وأردف بحزم صارم: منو بعد معاك هنيه ؟
غمغم حارب بقهر ناري مغلف بالقسوة: حابسين ابويه هنيه من البارحة ..
وما خلوه ياكل ولا يشرب .. وفوق ها عطوه جرعة زايده من السم اللي يتاجرون به

سلطان بذات النبرة المغلفة بالثقة الغاضبة: شل أبوك واظهروا من هالمكان
يلا بسرعه جدامي
هتف حارب باستنكار مشتعل ساخط: واخليييك رووحك عند هاييل ..!!!
ماااااااااشي ..
(ماشي هنا تعني مستحيل)
سلطان بنظرة حادة اخفى خلفه رجااء شديد: حارب طالعني ..
نظر حارب لعيني سلطان ورآى الرجاء المغلف بحدة ناظريه
صاح حارب بقلة حيلة/انفعال: مارووم اخليك هنيه روحك مااروووم ..
قاطعه سلطان بغضب متفجر هذه المرة: حارب افهمني
ابوك اكيد الحينه تعبان ولازم يروح المستشفى .. في شي ابدى عن شي
اسمع كلامي دخيل كل من يعز عليك ..
وأكمل بثقة متفجرة: لا تخاف على سلطااااان .. اعرف زين كيف اظهر عمريه من هالبقعه
اغمض حارب عيناه بفك يرتجف من القهر العاتي المكتوم: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
كرر سلطان بحزم اشد: يلا حارب روح عند أبوك وظهروووا ..

كان يريد أن يخبر حارب بأن هناك سيارة بانتظارهما في الخارج ولكن لم يستطيع أن يتكلم بحضور كل هؤلاء المتربصين

فجأة سمع تصفيق قوي .. التفت ليرى مانع يصفق بقوة وعيناه تنضحان غيظ: برافوو برافوو والله .. اشوف تخطيطات جدامي وانا وجودي والعدم واحد
وأردف بابتسامة خبيثة: بس ممكن تخبروني منو اللي بيسمحلكم تطلعون من هنيه بليا شوري أنا ..؟!
وأخيرا وجّه سلطان نظرته للمدعو مانع وهتف بحزم قاسي واحتقار شديد: يا أنت .. اعتقد إنت وهالخمه تبونيه انا ما تبون حارب وأبوه .. مالكم مصلحة معاهم ..
خلهم يروحون بحال سبيلهم احسن لكم
ضحك مانع بنشوة شيطانية: ههههههههههههه والله في هاي صدقت وخصوصا بوحارب اللي طايح الحين مثل الجلب داخل بس حارب لا .. ماظنتي ماعندي مصلحة ويااااه .. "واكمل بسخرية مقيتة ثقيلة دم" ده أنا محتاجلوو أووووي ..
ثم نظر لـ حارب ورآى بعينيه جحيم من الغضب والاحتقار ..
قال سلطان بحزم صنديدي مغلف بالاشمئزاز: خطتك معروفة موينع .. وانصحك ماتفكر تنفذها .. خل حارب في حاله هو وأبوه
مصلحتك معااااايه وبس

مانع بسخرية: انا اللي احدد مع منو مصلحتي مب انت
وحك لحيته بتفكير هاتفاً بعدها بمكر: امممممم بس اوكي ماشي خلاف ..
تقدر يا حارب تطلع مع أبوك .. ههههههههههه ووقت ما اباك بحصلك
وين بتختفي يعني ..!!!
نظر سلطان لـ حارب ورآى التردد بعيناه .. وهتف بصرامة: حاااارب .. يلا روووح شو تتريااا

في هذا الوقت سمعوا صوت صراخ آتٍ من الداخل
تبا لهم ..
إنهم يعذبون والده ..!!!

غمغم حارب من بين اسنانه وقد تمكن منه فجأة صداااااع شديد عنيف: الله يلعـ......
وأكمل وهو يلتفت لـ سلطان: يا بومييد اوعدني تطلع من هالزرييبة
اوعددددني
اجابه سلطان بنظرة صقرية واثقة وايمان قوي: بإذن الله بطلع من هنيه ..
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. لا تحاتي يا خويه .. لا تحاتي
رمقه حارب نظرة اخيرة .. نظرة أليمة خاصة لرجل لا يمتلك الا ان يتمسك بحبائل الدعاء/رحمة الله .. ثم خرج من باب المجلس الكبير المفتوح على مصراعيه .. وذهب إلى حيث يوجد والده ..
عندما دخل رآه متوسد الأرض ووجهه مورم من اللكمات .. حمله بغضب وكبرياء مؤلم متفجران ومر أمام المجلس
وقال بنبرة نضحت رجاءاً/قهراً/غضباً مريراً: استودعتك الله يا سلطان


.
.
.


في تلك اللحظة
في المجلس



مانع بضحكة انتصار خبيث: ههههههههههههه مرحباااا السااااع بـ ولد ظااااعن الغاااالي
تو ما انور المكااااان والله
ثم أردف بنبرة ضبع قد حاصر ضحيته بعد دهر من الانتظار: تعرف إنك غالي حتى على الراس العود وبيستاااانس وااااايد يوم يعرف إنك ضيفنا ..

اخذ سلطان يمشي بخطوات واثقة ثابتة .. وعيناه تمسحان كل شبر من المجلس بتيقظ/تحفز صقري
وقال بقسوة ثلجية محتقرة: ومعزبك شو يبا فيه ..!!
انتو تتحرونيه طمة هب عارف باللي سويتوه في محمد بن حارب وكيف لبستوه قضايا هو بري منها وخليتوه يدمن بليا علمه ..!!
تتحرونيه ماعرف شو اللي تبونه من حارب ..!!


في هذه الأثناء كان قد وصل للستارة التي خبئ فيها مسدسه .. وأكمل من غير أن يلاحظه أحد تحركه غير المفهوم:
حبيبي اصحى .. واعرف زين مع منو انت تتعامل .. هب نحن اللي يلوون ذراعنا ..

تقدم مانع خطوتين بقهر غاضب من هذا المتعجرف الواثق من نفسه .. يرغب بـ كسر أنفه الطويل الشامخ

تباً لهذا السلطان
كم يكرهه كما لم يكره أحدا من قبل ..!!!
وسيحرق قلبه مثلما حرق قلبه هو على والده ..
ويقسم على هذا ..!!!!

ولكنه اخفى هيجانه/افكاره المتصارعة المليئة بالغل بأن قال بعدم اكتراث: مب مهم شو اللي تحريته وشو اللي عرفته
المهم إنك الحينه عندي وجريب بتكون عند ريل الراس العوود


.
.
.


في الخارج


كان يحمل أبيه ويعبر الساحة الطويلة ليخرج من البوابة الرئيسية

تبا لهم
كيف سيستدل على مكان الشارع العام لكي يعود إلى العاصمة ..!!
كيف يفعل وهو بلا مال .. ولا هاتف .. ولا حتى سيارة ..
وقبل كل هذا وذلك .. هو في وسط صحراء واسعة لا يبدو ان لها نهاية سوى السراب ..!!!


وقبل أن يقترب من نصف المسافة
رآه أحد افراد العصابة الذي لا يعرف بما جرى داخل المجلس الخارجي
وما اتفقوا عليه ..!!

فأخذ يركض بغضب يريد الإمساك بـ حارب وأبيه
وقبل أن يمسكه
قام أحدهم بالقفز على الرجل وامساك زمام رقبته بيده اليمنى القاسية وبيده اليسرى وضع المسدس على رأسه
بصوت جبار زمجر: فكر بس تأذي اخويه وأبويه .. راسك ها بجلعه من مكانه يا حقير ..

إلتفت حارب لصوت يعرفه تماما
كيف لا يعرف صوت شقيقه الغالي ..!!

ولكنه مصدوم
مصدوم للغاية

مالذي جاء بـ عبيد لهذا المكااااان ..!!!!!

وبصوت مصدوم غاضب: عبيييد
انت شو يايبنك هنييييه ؟؟
كيف أصلا عرفت نحن وييييين ؟؟

عبيد بجسده القوي الرياضي كان ممسكاً برقبة الرجل الذي كان كـ الريشة عكس باقي أفراد العصابة الضخام .. اخذ الرجل يتلعثم بصدمة ورعب من هذا المجهول الذي يخنقه وبصوت مرتجف مليئ بالاختناق: أ أ أ ل ل ل لا لا ما بسوي فيهم شي دخيلك اعتقني
صاح عبيد بصرامة ووحشية تنافت تماماً مع وداعة شخصيته الطبيعية: تخسي أصلا تسويبهم شي ..
وإلتفت لـ حارب وهاله منظر أبيه وحاله المخيفة المزرية

يا إلهي .. أهذا أبــــــاه ..!!
أيـــن محمـــــد ..!!
هــو لا يعــرف هــذا الرجـــــل .. لا يعرفــــــه ..!!

لم يتمالك نفسه وهو يصرخ بغضب ناري وحشي: منوو اللي سوابه جييييه ..!!!
خبرني عشان أنسيه حلييب أمه الـ....
منوووه ...!!!!
هز حارب رأسه بتفكير مشوش/معدوم التركيز من الصداع القاتل .. وهمس بخشونة: الحينه هب وقت الأسئلة .. خل عنك هالجلب واظهر من هالبقعه بسرعه
وعندما لم يتحرك عبيد من مكانه .. صرخ بـ صوت جلمودي ملتهب: يلااااااااااا


.
.
.


في المجلس



بلمح البصر وكالصقر الجارح إلتقط سلاحه المخبئ داخل الستارة وبصوت جبار متفجر بالقساوة: بدون أي حركة انت وهو ..

ووجه سلاحه لـ مانع وبتمكن وصرامة خُلقا في شخصيته اكمل بنبرة آمرة قاطعة: مانع قول حق زبالتك ايعقون كل اسلحتهم
(ايعقون = يرمون)
تسمر مانع بصدمة بمكانه وانربط لسانه وكأن على رأسه الطير ..!!!

هتف سلطان بصراخ اشد قسوة وجبروتاً: يلااااااا

غضب مانع والصدمة تلبست مقلتاه بقوة من الذي يحدث ولكنه لا يستغرب .. فهذا سلطان الـ..

سلطان الذي لم يتمكن أحد للآن من رؤية ذبذبات تغافل في ناظره والاحساس بـ جزيئات الهوان والخنوع في تصرفاته الواثقة على دوام ..!!
وبصوت جامد مبطن بالحقد الدفين أمر رجاله بإلقاء جميع اسلحتهم .. واعطى سلطان نظرة نارية ممتلئة بالبغض ثم غمغم: بتندم يا سليطين .. صدقني بتندم ..

رد سلطان بابتسامة شيطانية قاسية لم تتجاوز عيناه بتاتاً: خلينا الندم لك ولأشكالك ..
وأكمل بحزم قاسي بعد أن استطاع أن يمسك مانع من رقبته وتوجيه المسدس على رأسه .. وهتف بفولاذية صرفة لرجال مانع:
بظهر الحينه .. واللي يفكر بس يقرب بفجر راسه تسمعوون !!



واستطاع الخروج بسهولة من المجلس

ولكـــــــن ..

سمع الجميع صوت صراخ قادم من جهة البوابة الرئيسية
لم يكترث سلطان فهو في وضع غير قابل لأن يركز في شي آخر ..!!

يجب عليه الخروج من هنا في أسرع وقت ..!!

وعندما اقترب من الصوت وهو ممسك بخناق مانع .. رآى مالم يتمنى ابداً رؤيته في حياته ..!!

صرخ بصدمة متفجرة بالغضب/القهر: انت شو مطلعنك من الموووتر ..
ما قلتلك تم فيهاا يلين مادق انااااا ...!!!

زم عبيد شفتيه وقال بحزم صارم: بطيت عليه وايد خفت شي استوابك داخل .. والحمدلله اني ييت في الوقت المناسب وقدرت احمي اخويه وابويه اللي الله اعلم شو حالته الحينه ..

كان الموقف كأنه من أحد مشاهد فلم أكشن لا يمكن لـ عبيد تخيله ولا تصديقه .. هو لأول مرة يرى رجال كـ هؤلاء ..!!!

تبـــاً .. هو لأول مرة في حياته يمسك سلاح و لا يعرف كيف يصوب به .. هو فقط يضع الآن فوهته على رأس هذا الحقير
ولكن في الحقيقة لا يعرف كيف سيستخدمه وقت الضرورة ..!!

عقل حارب يرتعد بتفكير غاضب مشوش مرتبك ..!!!
لا يستطيع التحرك بسهولة فهو يحمل والده الغائب عن الوعي .. ولا يستطيع أن يحمي ظهر عبيد ولا سلطان ..!!!

يالله ما أقبح هذا الشعور ..!!
شعور قلة الحيلة .. الخنوع .. الضعف .. الذل الكريه على النفس الأبية ..!!
و .. وشعور خذلان يذيق صاحبه العلقم ..!!

اتسعت عيناه حارب فجأة .. وصرخ بقوة: عبييييييد انتبه

ولكن عبيد قد تأخر .. فقبل أن يلتفت ويرى من خلفه .. أحس بفوهة مسدس تلامس فروة رأسه
يلا يا حبيبي يلا .. اسمع الكلام وعق السلاح .. ما تعرف أن اليهال لازم ما يزخون هالأشيا الخطرة ..!
" كان هذا أحد رجال مانع والذي ابتسم بخبث شيطاني"

مانع بضحكة شيطانة مختنقة بسبب ذراعي سلطان الفولاذية اللتان تقبضان على عنقه بشراسة: انصحك يا سلطان تستسلم لنا ولا بينفد هالولد ..

صرخ بغضب ناري بسبب انفلات الامور من بين يديه: جــــــــــــب ..

قال الرجل الذي يمسك برقبة عبيد بنبرة تهديد صارخة: عق سلاحك سلطان بسرعه ..

صاح عبيد بنبرة مبحوحة "صارمة" لا يعرف كيف أخرجها في هذا الوقت العصيب بالذات: حاااااارب شل ابووويه واظهروووا ..

ولكن حارب قد تيبست جميع حواسه وتسمر بذهول ..

ليس لديه سلاح حتى ..!!
وكيف يا هذا أخرج من غيرك وسلطااااان ..!!
أجننت وانتهى عمر عقلك ..!!

هتف حارب بصراخ جنوني وهو يتمسك بأبيه الذي ينافسه بالطول تماماً .. ولكن جسده قد فقد وبكل آسى رونق قوته/جبروت طلته: ما بظهر من هنيه بلياااااك وبلياااا سلطااااان ..

عبيد يشعر بالعجز .. وسلطان يفكر بسرعة بطريقة للخروج من هذا المأزق ..!!

ويالصدفة .. لمح عبيد بطرف عينيه مقص كبير خاص بقص الأشجار فوق صخرة موجوده في زاوية قريبة منه .. واخذ يتحرك ببطئ بشكل مبهم ومن غير أن يدرك الرجل الذي يشهر عليه السلاح أنه يتحرك أصلاً فهو أيضا منعدم التركيز ويصرخ بغضب في تلك اللحظة من التوتر وهول الموقف ..
واستغل عدم انتباه الرجل للوضع ككل واستطاع بسرعة خاطفة إلتقاط المقص وطعن الرجل ببطنه بكل ما أوتيَ من قوة وشجاعة ..!!!
فـ هو في الاخير ، ابن محمد بن حارب ..!!

صرخ الرجل بألم غير طبيعي وعم الصراخ وأصوات الأسلحة كل المكان وبدا المكان كله كساحة معركة طاحنة مجنونة ..!!

وبلمح البصر ..

وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة

والمكان أصبح كصورة مشوشة من مسلسل عربي قديم ..

والقلوب توقفت دقاتها واعلنت انسحابها

في ثانية واحدة فقط ..!!!

اطلق الرجل المصاب خمسة طلقات موجهة على رأس وجسد عبيد ..




حــارب

كأن حاضره قد اصبح ماضي
وماضيه أصبح مستقبله
ومستقبله أصبح أسود كـ سواد افكاره المبهمة المقبورة ..
كأن الحياة قد تلونت بألوان شاذة .. مبهمة .. عتماء .. ميتة

ما هذا ..!!
هل هذا أخاه عبيد الذي اُطلق عليه النار الآن ..!!
هل هذا الغالي عبيد الغارق بدمائه على الأرض ..!!

هز حارب رأسه بـ لا وبدأ يهذي بنبرة عدم تصديق ويحاكي نفسه بخفوت "يقتل" واحساس "تصلّب":
عبيد هـ هـ هـ هذا دمك انت ..؟؟

عبيد لا
لا
لا
لا لا لا لا
ارتفع صراخه بـ غضب دامي أليم .. وانزل بعنف والده وبدأ يركض باتجاه اخيه:
لااااااااااااااااا .. عبييييييد
وضع رأس أخيه في حضنه وبذات صراخه القاسي المتفجر بالحرقة الصرفة: عبييييد قوووم قوووم يا عبييييييد .. دخيلك يالغاااالي قووووم
عبييييييييييييييييييددددد ..
يا جلااااااااااااااااااااب ذبحتوا أخوووويه .... ذبحتوووووووه يا جلاااااااااااااااااااااااااب
عبييييد قوووووم ... يا خووويه لا تقهرني علييييك
قووووووم
وبجنون غاضب زمجر بكل ما اتاه ربه الآن من قوة عاصفة: ذبحتوووه يا عياااااال الجلب ذبحتوووووا اخووووويه

امسك سلاح الرجل المصاب بعينان اظلمتا بسواد صدمة الفقد/الجنون الكاسح وبدأ يطلق النار بعشوائية على الرجل ذاته وجميع الرجال وفي المقابل كانو هم يطلقون النار أيضاً .. ولكن سلطان استطاع قتل ثلاثة منهم بطلقات ثلاث محترفة من رجل محترف كل منها أتت على أدمغتهم ..

أصيب حارب في رجله الأيمن .. ولكنه لم يصرخ .. ولم ترف عيناه الحمراوتان حتى .. بل كان ثباته يشتعل .. وغضبه يلتهب .. وأطلق رصاصته على رجل آخر .. وكان سيلحق رجلاً آخر به لولا انه لم يهرب ويحتمي بأبا حارب ..!!!

صرخ الرجل وهو يمسك برقبة أبا حارب ويهدد بتوتر: اللي يتحرك يا ووويله ..
تسمر حارب بمكانه والشياطين تتقافز فوق رأسه بينما اخذ الرجل يسير باتجاه البوابة الرئيسية بتوتر/خوف/حذر إلى أن وصل .. وقبل أن يخرج دفع بعنف أبا حارب للداخل مراد أن يتركه ليهرب قبل ان يُقتل هو الآخر ..!!

وسقط الأخير على الأرض .. وصُدم رأسه بقوة شديدة بـ صخرة ذو زاوية حادة قاسية ..

وانبثق الدم من رأسه كالسيل الجارف ..
ولم يتوقع أو يصدق أحد بتاتاً أن هذا الرجل سيحيى بعد هذا ..!!!



"يتبــــع"


لولوھ بنت عبدالله، 25-12-14 09:05 PM

الجزء الأول
 

الجـــــزء الأول


.
.


في وقتنــــا الحــــــاضـــــر




سجد للذي فطر السماوات والأرض، هنــــاك، في أطهر بقعة على وجه الخليقة ...


بكى كما لم يبكي من قبل
هل حدث وبكى بهذه الحرقة/المترمدة الممتلئة بالشفافية؟
لا ..لا يظن هو ذلك ..!!
مؤكداً ليس بعد ان تعدى عامه الثالث من عمره
بكى ودعا للحي القيوم بكل رجاء وتضرع مثقلان بالآسى الأسود:

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك.. اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته احدا من خلقك أو انزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي
يارب.. يالله.. ارحمني يارب.. الحزن قد نهش عظااامي.. القهر في روحي يحرقني بضراوة ويحولني لكائن لا أعرفه .. الحقد في قلبي استعمرني وحول قلبي لساحة معركة أرضها دم وحيطانها براويز لوجوه ارتجي موتها على يدي.. يارب أنت الرحمن انت الرحيم أنت ناصر المستضعفين .. يا رب اغثني بغيث رحمتك .. اغثني يارب وأخرجني من ظلمة الحزن والظلم المكتسية بناااار القهر .. أناا تعبت ..تعبت يالله .. استنزفت طاقة تحملي ... تحمل فاق كل معايير العقل ..
لم يبق لي أحد يجبر كسر وتين قلبي .. ليس لي غير وجهك الكريم .. ليس لي غيرك يا أرحم الراحمين

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


تنهد الشاب بحرقة تقطر دماً واستمر بالسجود ومناجات ربه حتى اُغرقت لحيته بالدموع .. دموع أبت إلا ان تسقط وهو بين يدي خالقه ..

أليس هو بعلام الغيوب ويعرف ما تخفي الأنفس اليتيمة من وجع وقهر ..؟
أليس هو الله .. المعين .. المنجي من الكرب والهموم ؟؟
أليس وحده ربي الأحق برؤية ما سببه حثالة البشر بقلوب لم تعرف الغدر والخيانة يوما ؟
بأرواح تشربت الفضيلة، الصلاح، والتضحية من أجل الغير ..؟


عندما أحس بالسكون والراحة قام من سجوده وسلم من صلاته وذهب ليستمع لإحدى الحلقات التعليمية الموجودة في الحرم المكي الشريف .. عله ينسى بعض من همومه المتكدسة في صدره ..

.
.
.
.
.
.
.

دبــــي
في إحدى قاعات لجنة الشؤون الداخلية والدفاع للمجلس الوطني الاتحادي




قام من مقعده بعد أن استأذن من الحاضرين بكل حزم وأدب .. فهذه المكالمة ما كان ينتظرها من الصباح بكل صبر

سلام عليك طويل العمر :
أكمل بانفاس متقطعة أثر تدريبات شاقة كان منغمسا بها :
اسمحلي سيدي ادري اني متصل بوقت غلط وكنت باجتماع .. لكن إنت
وصيتني اتصلبك لو جد اي شي على موضوعنا


وعليك السلام يا سعيد : رد بحزم
لا ماعليه انت تدري انيه مجرد مشرف عام على اللجنة .. ولو ما الشيخ طوليه بعمره شخصيا دق عليه ووكللي هالمهمة ماكنت بمسكها .. على راسيه ألف شغلة ومشاكل الشغل كل مالها في زود ..

سعيد: يعطيكم العافية سيدي .. والشيخ طول عمره عنده بعد نظر .. ولو ما يعرف انك افضل من ينظم امور اللجنة عقب التسيبات اللي صارت مؤخراً والتخريب الاداري فيه ما كان وكلك هالمهمة

هز رأسه ببال شارد تماماً: ان شاء الله اكون قدها .. ان شاء الله
خبرني انت .. لقيت هالمينون ولا ؟!

قال بصوت رجولي حزين لحال من سمع صوته قبل قليل: هيه نعم لقيته .. طلع مسافر السعودية يعتمر ..

زفر الرجل القلِق أنفاسه بكل قوة وغضب كأن الهواء قد فارقه في الأيام الماضية ..

يا لاستهتار ذلك الشاب .. إنه يهوى اللعب بقلب/عقل كل من يهتمون لأمره ..!!!
كيف يسافر من غير أن يعلمه بالأمر ..!!!
أليس هو من علمه ابجديات الحياة بعد المصائب التي حلت به ..!!!
أليس هو من وقف بجانبه بعد أن كاد اليأس يتلف أخر معاقل
التعقل في رأسه ؟
ياللــه ..
أليس هو بمقام أخيه الأكبر وعضيده قبل أن يكون .....

قطع الرجل الآخر أفكاره الغاضبة المتفجرة بالعاطفة نحو ذاك الشاب العنيد

سعيد: طويل العمر أنت معايه ..!!

معاك يا سعيد :

سعيد برجاء واحترام: سيدي .. أبا أقولك شي
صح أنه غلط يوم أنه سافر من غير شورك بس دخيلك ماباك تعصب عليه
صوته وهو يرمسني مساعه يهز ايبال من قو حزنه وهمه .. لا تزيد عليه ارتجاك سيدي
(مساعه = قبل قليل) (ايبال = جبال)

كان الرجل ذو الأربعين عاماً يمشي ذهابا وايابا باضطراب وانفعال شديد لم يظهرهما على سطح ملامح وجهه الجليدية ..
كان يمشي كأسد يريد امساك زمام الأمور التي انفلتت من بين يديه، بفكه الشرس ..!!

بالرغم من ذلك ..!!
هتف بحزم صارم مبطن بأسى شفاف لم يظهره: أعرف هالشي وادريبه ما يزداد .. خلاص يا سعيد خبره ان سلطان بن ظاعن يقولك ايلس هناك يلين ما ترتاح وتحس عمرك زاهب ترد للشغل .. هو لو يرد على تلفوناتي الله يهداه ماكنت بحاتي وأعصب
(ما يزداد اي الذي فيه يكفيه)
.
.
.
.
.
.
.

العيــــــــن
يـــوم الجمعــــــــــة




تـــرننن تــــرنن
تــــرنن تــــرنن
تـــــرنننن

.
.

خرجت من المطبخ وهي تنادي:
ميووووووووووود حمووووووووووووود
ردوا على التلفووون

لم تسمع إجابة من أحد .. خرجت من المطبخ وهي تتذمر من أولادها الذين يفقدون حواسهم السمعية والبصرية ما أن يمسكون الهواتف والألعاب الالكترونية ..

صرخت حتى بح صوتها الغاضب: ماااااااااااايد التلفووووون احتتتتتترق

خرج مايد من غرفته وهو خائف: زين زين امايه يلا ساير



رد وهو يضخم صوته كأبيه: ألــو
: السلام عليكم
رد الصغير برجولة مبكرة كثيراً عليه: وعليكم السلام ورحمة الله

: منو ويايه ؟ .. مايد ؟

رد بذات الصوت المضخم :
هيه نعم وياك مايد بن سيف بن عبدالله بن خويدم الـ..

وأكمل: إنت منوووه ؟

رد الآخر بصوت ضاحك رجولي: والنعععععم وسبعة انعااااام
أنا عاده بطي بن خويدم الـ.. جانك تعرفه ولا قد سمعت به

رد الفتى بذات النبرة الثقيلة: والنعم بحاااااالك راعي سمحه ..
مرحبابك ملايين ولا يسدن بذمتيه
اسمحلنا عميه والله كنا مشغولين شويه وما ردينا بسرعه

(راعي سمحه = من المقولات القديمة المتوارثة وتُقال عند التفاخر/المدح أو الشعور بالاستهجان لقول ما، وسمحه هي إحدى النوق الأصيلة)

رد بطي بمزاح محبوب وود لهذا الفتى "الرجل": هلااا بك زووود
مشغولين ف شو بعد .. !! ما وراكم الا أكل ورقاد ولعبان ..

ثم أردف بتساؤل:

أبوك وامك وينهم ؟
حرقت تلفوناتهم محد يرد عليه

مايد : ابويه راقد وقال ما نوعيه الا يوم يأذن اليمعة وأمايه في المطبخ

بطي : هيييييه .. زين اسمع
يوم ينش أبوك قوله عميه بطي يباك ضروري
خل يتصلبي
(ينش = ينهض)
مايد : إن شاء الله عميه فالك طيب
وأضاف بسرعة : عميه وين خدوم وسلطون ؟

بطي : خويدم وسلطان محد .. بايتين في بيت خالهم عيسى
مايد : هييييه زين
بطي : يلا مع السلامة ولا تنسى تخبر أبوووك
مايد بتلك النبرة الثقيلة المحبوبة: لا لا ابد ما بنسى .. مع السلامة

.
.
.
.
.
.
.

في نفـــس المدينــة
والحــــي ذاتـــــه ..
لكــن في منزل مجـــاور ..




أغلق الهاتف وهو يبتسم بـ حب أبوي من طريقة مايد في الحديث

أتت وهي تمسك بيد ابنتها الصغيرة
كانت تمشي ورائحة عطرها الفاتنة كـ "هي" تسبقها .. وجسمها الريان بخصرها المنحوت الرقيق باغراء تجذب دقات قلبه

بابتسامة ناعمة خبيثة قالت: يعله مديم هالابتسامة الحلوه
بمنووو تفكر يا بوخويدم ..؟!

وازدادت ابتسامته بمجرد أن شم رائحة حبيبته وخليلة قلبه: فيييييج يالحب منو شاغلن فكري وقلبي غيرج ..!!

اسبلت اهدابها بحياء فطري وقلب نابض بحروف اسمه هو .. "حبيبها" ..
ما زالت تخجل منه ومن كلماته الغزلية ونظراته الجريئة حتى بعد مرور اكثر من 8 سنوات على زواجهم ..
تحبه ..
تجزم أن لا أحد يستطيع السيطرة على نبضات قلبها غير همساته ..
لا أحد يستطيع اختلال توازن تفكيرها غير نظراته العاشقة ..
لا أحد بامكانه التحكم بمجرى سيلان الهوى في عروقها غيره هو ..
رجلها الأول، والوحيد ..
صديق طفولتها
حبيب مراهقتها
رجل صباها
لا أحد غيره غاص في أعماق فؤادي كما فعل هو
صديقي .. حبيبي ..
كم أحبك يا هذا ..!

ردت بغنج فطري: حبيبي عااااد .. صدق ارمس .. منو مخلنك جي ما شاء الله اتبوسم ؟!

رد بضحكة رجولية مبحوحة لا تليق الا "به" :
هههههههههههههه ها مايد ولد سيف .. تعرفينه مايوز عن سوالفه الا يجلب حسه
(مايوز = لا يدَع/ لا يترك) (يجلب حسه = يغير صوته)

بضحكة رقيقة حسناء كـ "هي": هههههههه فديت هالولد محلااااات رمسته

حمل بطي ابنته لطيفة وأخذ يلاعبها ويعضها بخفة وهي تضحك: علني افدا دلوعة بابا انا ..
وأردف: اووه اليوم آمنة وبنتها مطقمات مع بعض .. ياووويل حالي شو هالزززين "واعطى آمنة نظرة اعجاب فاحصة شملتها كلها جعلت الدماء تصعد لوجهها"

آمنة بابتسامة خجلة: هيه فديتني انا وبنتيه كشيخات .. هاي من المخاوير اللي يبتهن انت أول البارحة من الخياط

اخذ بطي يتأمل جسدها بعينان جريئتان تلمعان بإعجاب: هييييه ، ما شاء الله تبارك الرحمن لايق عليج حبيبي
وأكمل وهو يقبل ابنته التي افسدت لباسها بالحلوى: وعلى لطوف العذول
آمنة بضحكة ناعمة: هههههههه حرام عليك بطي بسك عاد ذليتها .. قلتلك ماروم اخليها تروح مع خويدم وسلطان بيت خالهم .. ما تصبر عنيه هي

أجلس ابنته في عربتها الصغيرة .. وبسرعة البرق جذب آمنة وأمسك بخصرها بقوة
وقال بهمس ثقيل ونظرة تنضح جرأة خبيثة متلاعبة:
عيل أنا اللي اروم اصبر عنج ..!؟

واقترب
ثم اقترب

حتى باتت تستنشق انفاسه العودية .. وقلبها بكل دقاته العنيفة باتت مسموعة له
وقبل أن يتمكن من ارتشاف منبع العسل الخاصة "به"

بكت الصغيرة واعترضت بطريقتها الخاصة

تراجع قليلاً متأففاً بغيظ: استغفر الله العظيم .. يوم اقول انها عذوول ما تصدقووني

ضحكت آمنة بحياء ووجه ذائب من الحرارة وأفلتت نفسها من حصار ذراعي المتيم وذهبت لابنتها
.
.
.
.
.
.
.

أبـوظبـــي


بصوت مبحوح مليئ بدفئ وحكمة سنوات طويلة :
يا خويه لا تستهم
هي رايحة مع هيئة التدريس وادارة المدرسة .. واللي يشرفون عليهم مجلس بوظبي التعليمي
وانت تعرف اني مرمس الخييلي مدير المجلس بنفسي ووصيته عليهم ..
وبعدين انت ناسي ان ذياب معاها ..!!!

رد بحزم ودود دافئ كـ"صوته" : يا بوذياب ماختلفنا
كل السالفة انيه ولهان عليها
هب ظاريين نيلس العصرونيه ونتفاول بليا حسها
(ظاريين = معتادين .. فلان ظاري اي معتاد على أمر معين)

رد الرجل الكبير بحنان كبير تخلله شوق شاسع: انا شو اقول عيل .. علنيه هب بلاهااا حبيبة ابوهااا ..
خلها يا سلطان
هي من متى في خاطرها تروح اسبانيا
شفت بنفسك جيف تخبلت من الفرحة يوم استلموا مدرستها موافقة المجلس على طلبهم للسفر لاسبانيا
الليل ما رقدته هههههههههههههههه

ابتسمت عينا سلطان لتلك الذكرى .. أجل فـ مدللته لم تنم ليلتها من فرط سرورها وحماسها ..
وسهرت الليل كله وهي تحكي عن مدى عشقها لاسبانيا .. وطبيعة اسبانيا .. وتراث اسبانيا ب، فنونها العريقة .. وأمجادها السحيقة .. وجامعاتها الشهيرة .. والخ ..

كانت سعيدة للغاية
لم تصمت ثانية واحدة ..!!!

كيف لم أرَ يا ابن امي وهي لم تدعني أذهب الى بيتي .. وأصرت على أن أجلس معها في الصالة بالرغم من أني كنت منهك كثيراً من العمل ..!!

سلطان بحزم ودود: الله ايردها بالسلامة هي وذياب
.
.
.
.
.
.
.

مكـــــــة المكــــرمة


خرج من الحمام "اعزكم الله" بعد أن نام بعد صلاة الجمعة وأخذ حماماً ساخناً يزيل عنه إرهاقه الجسدي ..
لف على خصره منشفة صغيرة ووقف على الشرفة ليتأمل منظر الحرم المكي الشريف ..!!!

منظر تجلى بجمال رباني معتق بمشهد الطيور المغردة مع صوت الآذان ..
وضيوف الرحمن يطوفون حول الكعبة سبع ..
ويسعون بين الصفا والمره سب ..
ومنهم من يسجد بين يدي الرحمن يطلب مغفرته ورحمته ..
ومنهم من يزاحم الناس ليقبل الحجر الأسود ..

يالطهارة الصورة .. لبيت الله منظراً نقياً طاهراً يجذب قلوب البشر باختلاف أصولهم، ألوانهم، وأجناسهم

التفت وهو ينظر للجناح الكبير الناطق بالأناقة والرقي .. وتحرك وهو يفكر بكل الأمور التي حدثت له مؤخراً

حسناً .. كان في حالة نفسية شديدة اليأس/البأس لا يعلم بها سوى الله ..!!
كان ضعيفاً ولم يفكر ملياً بنتائج تمرده وتصرفه الأرعن ..!!

لا .. كان يائساً
يائساً للغاية ..!!

ولن يرضى بسماع أي تهكمات ولا تقريعات من أي أحد ..!!
هو لا يُلام .. لا يُلام ابداً ..!!!

وغاب بالزمن مع ذكرياته المضّرجة بالوجع الصرف .. لذلك اليوم المتشح بسواد الآسى والفقد ..
فقد الأب .. وفقد الشقيق .. في ذات المكان .. وذات الزمان ..

وكأن حياته كان تنقصها فقداً آخراً بعد رحيل جنته/بسمة عمره/ضحكة سنينه ..!!
أمــــــــه ..

آآآآآخ أيتها النجلاء .. يـــا جرحــاً عجــزت يومــاً عــن تطهيـــره ..!!!
يــا ألمــاً جلمــودي لم أرد زوالــه ولا نسيـــانه ..!!


يالعظــــم وجعـــــه .. !!
حرقـــة فـــؤاده مضـــرمةً الـــى الآن في روحــــه ..!!


مضـــــرمةً تاركـــــةً لــ قلبــــه بنبضــــــاته كلهـــــا التــــــرمد التــــــام ..!!!
وصــورة بشعـــة ضبــابية لـ حيــاة لـم ترســـم قبـــلاً/لـن تُرســـم مثلهـــا أبـــداً ..!!!




بدأ حارب باسترداد وعيه الذي سُلب للحظات لا يعرف كم دامت !!
واخذ مسح وجهه بيديه واستغفر 100 مرة
ثم نظر الى ساعته الرجولية كـ "هو" .. وهمس بغلظة مليئة ببحات اختنقت من أثر غبار ذكرياته المريعة:
أوووه عوذ بالله منك يا بليييس .. تحيرت على الصلااااه

وبسرعة شديدة لبس ثوبه الناصع بالبياض وتعصم بغترته الحمراء ونزل الى الحرم ..

.
.
.
.
.
.
.

اسبــانيـــــا
مــدريــد


ضحكت بكل ما أوتيت من فرح وسعادة وهي تمشي وتدور حول نفسها ..

هي تجزم الآن أن لا أحد يمتلك الجزء القليل من سعادتها
هي سعيدة .. سعيدة للغاية

وأخيراً هي في

اسبـــــــــــانيــــــــــــــا

وأخيرا يا حضارة الجمــــال
وأخيرا يا بــــلاد الأنـــــــدلس

تنفست الهواء بعمق وبضحكة ناعمة كإسمها همست:
هههههههههههه يالله هب مصدقه .. والله هب مصدقه يا ناس
حشى مابغيت اشوف هالبلاد
من وأنا ياهل احلم بها واترقب شووفتها
والله لو ما ذياب علنيه افدا خشمه ما هان عليه يكسر بخاطريه جان ماييت هنيه

وفجأة صرخت: آآآآآآآآآآآآآآيييييييي

: يالمستلغثثثة ياللي هب شايفة خير صكي ثمج فضحتيييينا ..
الحينه الناس بتقول هاي عمرها ما سافرت ..

تأوهت الفتاة الأولى بألم: اييييه ليش تقرصيني حرام علييج .. الحين بيعلم ولا بيخوز افففف

ثم أردفت بحدة رقيقة:
وبعدين تعالي .. شعليه انا من الناس .. كييفي أسوي اللي اباه في الوقت اللي اباه .. والله ..

هزت الفتاة الثانية رأسها يميناً ويساراً وغنت بطريقة مضحكة:
شعلي أنا من الناس وشعلى الناس مني
ههههههههههههه واي واي فديتني دمي شربااااات

لم تضحك الفتاة الأولى على ما فعلته صديقتها إنما اعطتها نظرة متهكمة من تحت رموشها المعقوفة الطويلة

قالت الفتاة الثانية بضحكة مكتومة: وابوووويه خلاص خلاص .. اسفة والله بسكت
انتي عاده صكي ثمج فشلتينا الصراحة
عرفنا انج في بلاد الأحلام وهاجس الطفولة ..

ظلت الفتاة الأولى صامتة ولكن هذه المرة ابتسمت بهيام لآخر جملة قالتها صديقتها حتى بانت غمازتها اليتيمة التي على خدها الأيسر .. وأخذت تجول بناظريها على الأرض الخضراء التي تحيط بهم من كل جانب ..

هتفت في سرهـا بحالميــة ..
"أجل والله إنه هاجس الطفولة" ..!!!


جاءت فتاة بعمر السابعة عشر تركض وتنادي: مس نـــــاعمة مس روضــــــة .. الأخصائية مريـم تقولكن يلا تعالن
الدكتورة حصة العتيبه دقت عليها يوم عرفت إن نحن وصلنا مدريد .. ومسويه عزيمة على شرفنا

روضة بسعادة عميقة: فديت بنت عبدالله مبونها راعية معنى وتعرف المواييب ..

تلألئت عينا ناعمة بفخر وهتفت: هيه والله .. غير ها رافعة راسنا واسمنا فوق ..
الله يحفظها للبلاد ..
يسد انها أول سيدة تعينت كسفيرة في الفاتيكان .. وهالشي ماصار في تاريخ الفاتيكان من قبل
غير ها حصة اعتمدت كسفيرة فوق العادة في اسبانيا
لازم نفتخر في بنت بلادنا ..
اللي تسويه للوطن هب شويه

تدخلت الفتاة بضجر طفولي : يلاااااا عااااد من متى اترياكن اتين .. ريولي عوووورتني من الوقفة
(اتين = تأتين)

رمقتها ناعمة بنصف عين: يلا انزين امشي جدامنا .. بنات آخر زززمن

.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن




كانت تجلس كعادتها اليومية منذ الصباح الباكر في الصالة وأمامها دلال القهوة، الشاي، والحليب بالزنجبيل
و "طاسة التمر"
كانت في عالم آخر، عالم كان فيه ذكريات جميلة، بيضاء، طاهرة كالطفلة الصغيرة

ذكريات لحياة كانت كاملة بالنسبة لناظريها البريئة .. كاملة لتحمد رب العزة على نعمها التي لا تحصى
كان ذهنها في مكان هناك .. بعيد .. عند زوجها الحبيب

الصديق
الوالد
الأخ
الأبن


أسودت عيناها وهي تسرح بتوهان تام أمام دلال القهوة .. وتمردت عليها ذكرياتها الموجعة
وتذكرت أخاها الغالي .. محمد


آآآآآآآآآآآآه .. أهذا ما كتبه لها رب العالمين ..؟
أن تفقد زوجاً .. وأخاً ..؟


اغمضت عينيها بقسوة وحرقة قلب لأنثى تتألم


يـــــــــارب ..
اعطني القوة لأتحمل مصابي بإيمان وتقوى
الدموع لا تليق بغاليان شامخان "كبيران"
ليست الدموع من ستواسيني بهما ..!!!

قلبي وحده من يعرف كيف يواسيني

فأنين القلب
وصراخ الشوق الجبار ..
هما من يستحقان شرف مواساتي ..!!


رفعت رأسها ورأت صورة في برواز معلق على الحائط لشابين اُلتقطت أيام السبعينيات

ومن غير وعي قامت كالمسحورة لمكان البرواز ونزعته من الحائط
ثم فتحت الاطار وأخرجت الصورة
كان تنظر للصورة وهي تبتسم ابتسامة مليئة بحنين مصفى بالألم
وعينيها الصغيرتين اللتي شهدتا مصائب كبيرة تلمعان بعاطفة شوق مدمرة


قلبت الصورة وقرأت ما كُتب ورائه "للمرة الألف"


محمد بن حارب و سعيد بن خويدم في الأقصر "مدينة الشمس"
مصـــــــــر
5/4/1976


وبنبرة أليمة مرتجفة كألم رجفة قلبها الآن: الله يرحمكم ويجعل مثواكم الجنة ..
يا عسانا نلتقي في الفردوس يا أغلى من رحل ..


شعرت بذبذبات صوتية تأتيها من مكان بعيد لا تمت لعالمها الوردي هنا بصلة
: أمــــــــــــايه
ام عنوووده
عووووويش
وبصراخ قلق: أماااااااااااااااايه

انتفضت من مكانها بجزع وهي تصيح: انا بنتك يا بويه ..
حسبي الله على بليسج عنودووه
زيغتينييييه
(زيغتيني = أرعبتيني)
ماتعرفين تزقرين شرا النااااس يالطفسة ..

قطبت العنود حاجباها بقلق: امايه حرام عليج انتي اللي زيغتيني .. من متى ازقرج وانتي ما تتوايبيليه
فيج شي ؟ يعورج شي ؟
(ما تتوايبيليه = لا تردين علي، فلان يتوايب اي فلان يرد على النداء)
أم العنود بتنهيدة عميقة: لا لا مافيه شي لا تتروعين ..
وأكملت بتساؤل دافئ: مايد ومحمد وينهم ؟
العنود بتهكم من أولادها الأشقياء: راقدين بعد وين
طلعوا عييييييني إلين مارقدوا
تخيلي رقدوا عقب صلاة الفير ..!!!
ضحكت أم العنود وبنبرة دافئة: هههههههههههه فديتهم ياربي
هاي الاجازة تلعب فيهم جيه .. الله يهديهم بس
أعطت العنود أمها كوب الحليب بالزنجبيل وقالت: عشان جيه انا ماحب الاجازااااات
في كل اجازة انا اتلعوز متى يرقدون ومتى ينشون
نظرت لساعتها وأكملت: فديتج امايه ذكريني أوعي سيف الساعه تسع
أم العنود بتساؤل: شعنه متأخر ..؟؟
(شعنه = ليش)
العنود: اونه يبا يشبع رقاد .. مارقد البارحة عدل
ام العنود بنظرة ضحوكة: وتتهندقين من عيالج بعد ..!!
(تتهندقين = تتذمرين)
اذا ابوهم يخم الرقاد كله ما شاء الله عليه ههههههههههههه
هذا ويهي لو نش تسع على قولتج
العنود بضحكة رقيقه: ههههههههههه هيه والله ما شاء الله عليه
أردفت وهي تلتفت بتساؤل: الا موزانه وين ماشوفها ..!!


إلتمعت عينا م العنود ألماً وحسرةً على حال ابنة اخيها اليتيمة

فقدت الأم
قبل أن تفقد الأب .. والشقيق ..

يالشدة قساوة هذه الكلمة
"يتيمة" ..!!!

تنهدت بعمق مبطن بحزن شفاف: فديتها موزانه ناشة من غبشه بس مساعه سارت تتسبح


.
.
.
.
.
.
.

هـي
تحت رشاش المــــاء
واقفة
كالصنم الجامد ..
رافعة رأسها
والماء يضرب وجهها كالسهام
سهام تشابه سهام تضرب قلبها
منذ سنين ..!!!

سنين مضت .. وعمر يمضي
وما زال آسى شديد العتمة/الشناعة يتصارع بضراوة مع رِباعها العشرون ..!!

سنين لا تعرف كيف عاشتها
وعمر مظلم ..
لا تعرف كيف تعيشه ..!!

هي في ظلام تام .. مع كمال سلامة عينيها ..!!

تشعر بأنها تعيش كجسد يأكل .. يتحرك .. ينام
ولكن كروح ..!!

لا

هي فقدت روحها منذ أن فجعت بفقد والدتها ..
منذ أن رأتها تنتفض .. وتصارع روحها كشاة تُذبح

فقدت في ذلك اليوم ألواناً كانت سبباً في جمال
صورة الدنيا بعيناها العسليتان الناعمتان ..


وانقطع وتين الحياة فيها بعد أن سمع ذبذبات صوت شقيقها الأكبر وهو يخبرها بـ وفاة والدهم .. وشقيقهم ..



آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
يالحرقة الدنيا بعيناها ..!!
ويالتفحم الشوق بقلبها ..!!


نزلت دمعة حارة يتيمة شقت مرمرية خديها وسط مجرى لمياه في وجهها .. وتأوه قلبها حزناً لا يضاهيه حزن


اشتقــــــت لكــــــــم يـــــا وجــــــع عمــــــــري ..!!


تنهدت تنهيدة ألم حادة "صامتة" لم تتجاوز قطرات الماء المنصبة على وجهها .. تنهيدة فقدت الرغبة بالتحاور معها ..

وفتحت عينيها بعد حوار شفاف مع روحها "المفقودة" .. ثم أغلقت رشاش الماء بوجه شاحب ميت قبل ان تخرج وهي تلف حول جسمها الغض روب الحمام وتضع على رأسها المنشفة ..


جلست على السرير وشخص واحد يداهم تفكيرها .. شخص ابتعد عنها في الآونة الأخيرة روحاً/جسداً ..!!

لقد اشتاقت له .. أين هو ذلك القاسي ..!!!

لا تعرف كيف يحمل بين جنباته قلب قاسي جبار بهذا الشكل ..!!
قسوة تخرج بغير وعي منه منذ ذاك اليوم المشؤوم ..!!!


وفجأة سمعت صوت ينبأ بقدوم رسالة من هاتفها

فتحت الرسالة واُضيئ الجزء الأسود الجميل بعينيها وابتسمت وهي تقرأ:
قوليلي على الاقل يالبخيلة ولهت عليك الحربي

وبابتسامة متسعة كتبت: ما ولهت عليك الحربي

وبعد ثواني جاء رده: افااااا يا ذا العلم
جييييه ؟!!

بدأت تكتب بشوق متألم وتغلي: بس جيه
انت لو متذكر ان لك اخت في البلاد .. ما رحت وخليتها

تنهد حارب وأحس بضميره يأنبه ورد بكلمات كانت صادقة "كإحساسه":
والله يا موزانه كنت محتاي اتم روحيه شوي .. كنت مضغوط نفسياً من الشغل والدوام .. دخيلج لا تزعلين عليه يالغاليه

ردت موزه بتسامح أخوي عميق لا يعرف الغضب أبدا:
مازعل منك انا فديت قلبك .. بس انت اختفيت مرة وحده الله يهديك .. رد حارب والله ولهت عليك

حارب بحزم ودود دافئ: باجر ان شاء الله راد على طيارة الساعة 12 الظهر توقيت الإمارات

موزه بفرح تلألئ في عينيها وابتسامة جميلة: احللللللف ...!!!!
صدق حرووووب ..!!!

حارب بابتسامة حنونة: صدق يا عيون حروب

ردت موزة بذات الفرحة والشوق:
الله يردك لنا بالسلامة يا قلبي

رد حارب بعينان تتفجران شوقاً لشقيقته الصغيرة: الله يسلمج فديتج ..


.
.
.
.
.
.
.


في نفس المنطقة
بيت الجد خويدم بن زايد الكبير


كان بيت الجد الكبير بمحاذاة بيت أبنه البكر المرحوم سعيد وإبنه الآخر بطي، وبيت حفيده سيف ابن ابنه الثاني عبدالله كان ملاصقاً لبيت عمه سعيد وبناه هناك ليسهل على زوجته العنود الخروج والدخول بسهولة وبراحة ..
أما أبو سيف عبدالله وابنه الصغير أحمد فهما في البيت الكبير نفسه




كن نساء العائلة مجتمعات يشربن القهوة الصباحية بعد أن تناولن وجبة الإفطار، فهنا ترى التي تمشط شعر ابنتها ولسان حالها يهتف بكل انواع الكلمات الموبخة/المتهكمة/المتجهمة، وهنا التي تطعم طفلها ذو الأربع سنوات، وهناك التي تمسك هاتفها النقال وتدردش مع صديقاتها خلاله،
وهنـــــاك .. في كرسي بزاوية الحائط، تجلس هي، بوداعة تامة كظبي وديع


تقرأ كتاب أسعد إمرأة في العالم للدكتور عائض القرني
"في كل مكان تجدين ظلاماً في حياتك ..ماعليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك"
وصلت لهذه الجملة وتوقفت ..


تمتمت بكلمات روحية لم تتعدى لسانها وبحديث شفاف مع ذاتها:
صدقت يا عائض، لا يُخرج المسلمة من كربتها ولا من ظلمة حياتها إلا نفسها، كثير من النساء يعتقدن أن أمورهن اليومية، مشاكلهن العاطفية وهمومهن متعلقة بدخول رجال أو بشر آخرين لحياتهن وهم من سيأتون بالنور وستنقشع الظلمة على ايديهم ..
لدى البشر عامة وليس النساء فقط مفهوم خطأ في كيفية تنوير حياتهم بأنفسهم
فوحده رب العزة من يزيح الكرب والمصائب والهموم بدعاء صادق في سجدة صادقة من عبد صادق ..!!

وهذا الدعاء الخارج من لسان صادق ماهو إلا رسالة سماوية مغلفة بظرف ايماني خاشع تذهب للرحمن في الحال

ويرد الرحمن على عبده بكل رحمة وحب بأن ينعم عليه براحة البال، والقدرة على التأمل بالحياة
ومشاهدة ماهو يستحق رؤيته "بالنور"، والاحساس بماهو يستحق الإحساس "بكل حواس الإدراك"
فيولد في نفس العبد إحساساً يزداد بقوته الروحية والنفسية، ويبدأ بأن يرتب أولياته في الحياة
بخطوة مهمة، ألا وهي ابتسامة صادقة ثم الحمدلله على ما كان والحمدلله على ما سيكون
ثم نسيان ما يجب نسيانه والمضي قدماً، لأن العمر يمضي والحياة تستمر والماضي قد أصبح ماضي
فلا عمر يرجع، ولا حياة تتوقف على شيئ ..!!!!!

بهذا سيتفاجئ العبد من غير ادراك منه، أن حياته بالفعل قد أُنيرت وبفضل الله وبفضل إيمانه ..


ابتسم ثغرها برقة متفجرة ببراءة عذبة وقالت في نفسها
"الحمدلله يارب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"


أحست براحة نفسية كبيرة بعد أن ادركت أن ما تمر به "تافه ولا يساوي شيء" مقارنة بمصائب البشر وهمومهم

فالحمدلله رب العالمين .. فهي لا تشتكي إلا من قلبها العاصي .. الذي لا ينفك أن يردد حروف إسمه المتكبرة
ذلك القاسي الوسيم .. ذو عينا الصقر ..
مالك قلبها لآخر يوم من عمرها


آآآآآآآآآآآآآآآه
أمازلتِ أيتها الساذجة تتذكرين عيناه ..!!!!
حتى بعد جرحه الذي لا يبرأ ..!!
انها ضعيفة أمامه يا قلب .. ضعيفة حد البؤس المذل ..!!!!

يارب
أنسني اياه
ولتمحِ من ذاكرتي كل تفاصيل رجوليته الموجعة ..
يارب ..!!


أفاقت من حديث النفس وهي تسمع صراخ زوجة أخيها على ابنتها: خس الله هالكششششششة .. ألف مرة قلتلج كل يوم ادهنيه وسحيه .. كم بتم أعلم فيج يا ميروووه ..!!!
(سحيه = مشطيه)

صاحت ميره الجالسة على الأرض متوجعةً من تمشيط أمها الشديد لشعرها: اماااااايه حرام عليج شوي شوي .. هئ هئ ياربيييييه ..
انا الحمارة اللي نزلت .. لو تميت فوق احسلي عن هالعذاااااااب ..
الأم بعصبية: قري بقعتج لا تتحيسين اليه ..
ميره بصياح طفولي: امااااايه ماباج تعقصينه مابا مابااااااا ..
ضربتها امها على كتفها واسكتتها بحنق: جب .. هب يالسة انا على هواج ..
وأضافت بتهكم: عنبوووو دارج بنية عوده في ثانوية عاااامة وبعدج ما تعرفين تسحين شعرج ..!!
اممممممف عليييييييييج
زمت ميرة شفتيها بقهر/تجهم: اسحيه كل يوم انا الا البارحة بس ما زخيته ..
ماكان اليه بارظ
(زخيته = مسكته) (بارظ = رغبة او مزاج)

الأم بتذمر لم ينتهي و"لن ينتهي": ها طاعي شعر شما ما شاء الله عليه
تف تف تف اللهم صل على سيدنا محمد .. مغواااااااه .. كل يوم فديتها ادهنه وتسحيه يلين غدا طايح عند ركبتها
(طاعي = انظري لـ) (غدا = أصبح)

التفتت ميرة الى عمتها .. ثم قالت بعبوس: عموه شما لأنها قاعده في البيت وما وراها شي .. لا وراها مدرسة ولا كراف
(كراف = عمل أعمال شاقة)

ردت شما بنبرة رقيقة كرقة الورد وعيناها تبرقان بلمعان الضحك: شو مدرسته ويه ويهج .. نحن في اجازة الحينه
وأكملت بخبث باسم: أم سيف عليج ابها هاي ماتيوز عن الخرط ..
(الخرط = الكذب)

هزت أم سيف رأسها فاقدةً الأمل بأن تعقل ابنتها الصغيرة: استغفر الله بس .. نشي نشي كسرتي رويلاتيه
حشى بركتي بركه عليهن ..
قامت ميره من الأرض وهي تتذمر بقوة وبصوت عالي .. ثم ذهبت لتجلس بجانب أختها الكبرى
هاتفةً بنبرة دلع ورموشها تتحرك بشكل كرتوني: حصحوووصتي
حصتي ختيه الغالية الثمينة ..
حصة وهي تطقطق على هاتفها النقال: هااا شو تبين ؟؟
زمت ميره شفتيها بحزن وهمست: حصوه اقنعي ابويه عسب يسويلي حفلة تخرجيه في قااااعة ..
هتفت حصة باستخفاف وعينيها لم تفارقا شاشة الهاتف: هيه ان شاء الله بن عروه ..

(بن عروة هو رجل ضرب فيه المثل قديما .. وعروة هو بعير .. ويقال بن عروة اي راعي عروة مثله مثل راعي سمحة .. راعي فرحة .. راعي رقيه .. وهذه الثلاثة كلها نوق اشتهرت مع شهرة اصحابها .. وبن عروه تقال عند الطلب او السخرية من احد .. على سبيل المثال: اذا رفضت لأحد طلباً تقول "ماعليه بن عروة" اي بمعنى لن ألبي طلبك او انتظر بن عروه ليأتي ويلبي طلبك هذا .. وكما نقول بأسلوبنا الشعبي "يوم يبيض الديج" ^^ .. وفي حالة أخرى ممكن ان تُقال بن عروة عند السخرية والاستخفاف ومثالاً على ذلك جملة حصة لأختها .. اي تقصد ان من المستحيل والدها يرضى بطلب ميرة)


هتفت ميرة بضيق: بليز حصيصي بليز رمسيييه ..
حصة: خلصي اول وانجحي خلاص فكري بالحفلة ..
ميره بتهكم رقيق غاضب: حصوه حرام عليج كل ربيعاتي يالسات يتزهبن من الحينه حق حفلات تخرجهن .. لا وحفلات في قاعات وفنادق خمس نجوم .. انا في شو اقل عنهن ..!!!!
اعطتها حصة نظرة بنصف عين .. وردت بتقريع ناعم: مب قاصرنج شي يا بنت عبدالله بس تعرفين انتي ابويه .. لازم تراوينه قبل شهادتج ونسبتج ..
قامت ميره وهي تتأفف بصوت عالي: اففففف شو هااااا حرام عليكم .. ابا استانس بنجاااااااحي
ضحكت حصة ضحكةً ساخرة لم تستطع كتمها: ههههههههههههههههه واثقة الأخت إنها بتنجح
ميره بعصبية طفولية: استغفر الله .. أقصد ابا استانس إن شاء الله إذا نجححححت
استدارت حصة لـ والدتها وقالت: أم سيف شلي بنتج عنيه لعووزتنيه ..
أم سيف بتوبيخ: امبونها ميروه وذى .. قومي قومي اتصلي بـ محي الدين "السائق"
(امبونها/امبونك : اي هذا من طبعه فان او هذا الشي من عادته وليس بغريب عنه)
(وذى = مزعجة)

قوليله سِر الجمعية هاتلنا روب وخضرا
ميره بعبوس: محي الدين وده يديه ويدوه العزبة
أم سيف بتذكر: هييييه صح نسيت والله


.
.
.


بزاوية آخرى من الصالة


قالت وهي تطعم ابنها الصغير سعيد: إلا بتخبرج شموه .. أمون ما قالتلج متى بتيي ..!!
(بتخبرج = اريد ان اسألك)

ابتسمت شمـا بحنان متفجر لمنظر سعيد ذو القم الممتلئ .. واجابت: يوم بيرد بطي بوظبي ..
قالت تلك بنظرة خبث مبطنة بكراهية وحقد: اهااا .. انزين ما قلتيلي .. شو رايج بالخاطب الايديد ..!!
هتفت شما بلا مبالاة وهي تمسح فم سعيد باصابعها القمحية: قلت رايي حق ابويه .. ماباه
تلك وهي تنظر مباشرة لعيني شما وبتساؤل مقصود: شعنه ..!!
هالمعرس رقم خمسين اللي تردينه .. إنتي ما تبين تعرسين شو ..!!!
تنهدت شما وقالت بنبرة كمن لا يريد أن يخوض حديثاً كهذا النوع الآن: ولازم اعرس يا عوشة ..؟؟
الحمدلله قاعدة في بيت ابويه معززة مكرمة شو ابا في الريل والعيال..!!!
قطبت عوشة حاجباها وهتفت بنبرة اخفت ما فيها من غيرة وحقد مثقلان بالكره: البنية مصيرها العرس
ما جد سمعنا ببنات ما يبن يعرسن ..!!
شما برأس مرفوع شامخ ذو كبرياء ينضح ونظرة لا تهتز كـ"شخصيتها": شما هب شرات باجي البنيات يا عوشة .. وان بغت تعرس ما بتظوي الا شييييخ ..
أردفت عوشة بغل دفين ونظرة ساخرة: ترى حتى الشيوخ خطبوج وانتي ما طعتي ..!!
وكم من ودية افتضح أبوج جدام العربان وطاح ويهه ..
(ودية = مرة) (طاح ويهه = انحرج)


هتفت شما في قرارة نفسها بعشق أليم حد الموت ..
لم أوافق لأنهم ببساطة ليسم "هــــــو" ..!!

لكنها هتفت بنظرة لامبالية .. نظرة تنضح شموخ: ها عرس هب لعبة
وانا مابا اخذ حي الله ريال ..
ثم اردفت بنظرة ساخرة مبطنة بكبرياء مكسور: يسدنيه غلطت مرة ووافقت على واحد
وفي الأخير طلع هب ريال
مايسوى حتى دوسة نعاليه ..
(يسدنيه = يكفيني)

رمقتها عوشة بنظرة شامتة ولكن اظهرتها بتعاطف وحب ممتلئان بالنفاق: لأن عمَي مايشووووف
ولا حد عنده هاللولو الثمين ويدور على أرخص ما خلق ربي ..!!!!
شما بنظرة حب وطيبة ولا تعرف ما تخفي قلوب البشر من ضغينة: فديت قلبج يا ام زايد
وأكملت لتغير مجرى الموضوع: إلا إنتي ما خبرتيني
بوزايد متى بيرد من السفر بالسلامة ..!!
هتفت عوشة بداخلها
"الله لا يرده إن شاء الله .. ماصدقت أصلا إنه سافر وذلف عن ويهي"
لكنها ابتسمت هاتفةً بصوت زوجة مُحبة:
فديت الطاري .. قال بيرد بالأربعا إن شاء الله ..
هتفت شما بنظرة حنونة تتدفق حب أخوي: فديت أحمداني ولهت عليه والله
حملت عوشة ابنها لتغسل فمه ويديه .. وقالت في نفسها الحقودة المتشحة بسواد معتم ..
"الله ياخذكم انتو الأثنينه .. محد مكرهني في عيشتيه غيركم"



نهـــاية الجــــزء الأول


لولوھ بنت عبدالله، 26-12-14 12:59 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركــاته ..



يسعــــدلي مســـــا كـــــل الغـــــوالي


شحـــالكم .. علـــكم الا بخيــــر ..؟!



اممممم بحط الحين البارت الثاني عسب تتوضح الرواية اكثر في مخيلتكم وتتعرفون على الشخصيات بشكل اوضح ..

اتمنى اشوف التشجيع منكم حبايبي .. واعرف لو اثارت الرواية اعجابكم من البداية ولا لا ..؟!

رايكم يهمني وايد وايد وايد يالغوالي .. :)


.
.


دقايق وبينزل البارت إن شاء الله ..

لولوھ بنت عبدالله، 26-12-14 01:09 PM

الجزء الثاني
 



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)


.
.


الجــزء الثانــي



قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حـيـناً فـعاد يحضنُ دمعه
راعـه أنَّ عــمـره يـتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ
وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه
قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا
فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ
قل لها .. إنه يهيم .. وأخشى
أن تواريه رحلة دون رجعهْ

لـ غازي القصيبي ،.




،




اسبــانيـــــــا
مــدريـــد
فنــدق ويــستن بــالاس تحديــداً





بعد يوم طويل مليئ بالمغامرات الشيقة حول مدريد الفاتنة
أو مجريط "أي مجرى الماء كما سماها المسلمين قديماً"



عادت المجموعة السياحية إلى الفندق القاطنين فيه ..
فـ هم منذ الصباح الباكر قد قرروا بأن هذا الأسبوع مخصص للسياحة داخل مدريد والأماكن التي حولها مثل توليدو (طليطلة)
وفي الأسبوع الثاني سيخرجون للخارج .. إلى أقصى جنوب اسبانيا بالتحديد

كان يوما ممتعاً للمجموعة كلها بلا استثناء
و المكونة اساساً من عشرة طالبات من السنة الثانية من الثانوية ..
الهيئة التدريسية والإدارة وتضم معلمتان التاريخ والجغرافيا وهن ناعمة وروضة
والإخصائية المشرفة مريم


وكانت الجولة السياحية بإشراف شركة سياحية ذات خدمة عالية المستوى كما أوصى مدير مجلس أبوظبي للتعليم .. واضافة إلى هؤلاء .. ذياب أخو ناعمة الذي لولاه لما رضي والدها بأن تسافر لمكان بعيد ..


بدؤوا رحلتهم من قلعة مجريط .. المبصومة ببقايا الإرث الإسلامي العتيد .. والتي تعتبر أول قلعة تبنى للمسلمين في مدريد أو مجريط التي كانت جزء لا يتجزأ من شبه الجزيرة الأندلسية ..

ثم ذهبت المجموعة بعد ذلك إلى متحف برادو الذي يعتبر من أكبر متاحف العالم وأشهرها .. والذي يضم أشهر الأعمال وأكثر جاذبية مثل أعمال الفنانين آل غريكو .. بيكاسو .. ريبيرا .. ودييجو فيلاكسيز صاحب لوحة وصيفات الشرف الشهيرة ..

ثم بعد المتحف .. قرروا السير في شارع قران فيا أشهر وأهم شارع في العاصمة مدريد .. وساحة اسبانيا الخضراء .. ثم إديفيسيو دي اسبانا وتورو دي مدريد وهما إثنان من أقدم وأطول ناطحات سحاب في العالم ..
وبعدها إلتقطوا بعض الصور الذكارية عند بوابة القلعة التي بنيت لتكون البوابة الشرقية لمدريد قديماً ..

كانت الجولة السياحية مبهرة بكل المقاييس للمجموعة كلها وخاصة لذات المحاجر السوداء الشقية التي ما ان تلمح معلماً تاريخياً من بعيد حتى تهرع إليه وتلتقط عشرات الصور بآلتها ذو الحجم المتوسط ..

كان من يرى طفوليتها في القهقهة وخطواتها المتلهفة السريعة بحجابها السكري وجاكيتها البني الطويل الممتد لكاحليها ..

لا يظنها قط معلمة في مدرسة ثانوية ..!!
كانت كفراشة متمردة نشيطة لا تعرف معنى للصمت

كانت ناعمة إسم على مسمى .. فحتى ثرثرتها كانت ناعمة درجة الوجع
لدرجة الذوبـــــــــــان ..!!!


قفزت على الأريكة بقوة وبنبرة ألم متأوهة من كثرة المشي: آآآآآآآآآآخ يا رويلاااااااتي تكسرن من المشي اليوووووم
آخخخ آآآخخ آآخخخخخ
وأردفت بشقاوة لذيذة: الذيب هاتلي سطل ماي حار عليه ملح بسسسسرعه
رفع حاجبيه ذياب باستنكار مزمجراً بتهكم: انا راعيهاااا ..
اكمل وهو يرمي ناعمة بوسادة صغيرة بقربه: مسودة الويه تطلبين منيه انا سطل ماي وملح..!!
ناعمة بضحكة رقيقة مبحوحة: هههههههههه ذياااااب والله تعبانة أنااااااا
من الصبح بس الا أمششششي
ذياب: انتي السبة .. قلنالج خلينا نسير قلعة مدريد ثم نتغدا .. ونرد الفندق نريح شويه وخلاف نظهر ودية ثانية .. انتي اللي ما طعتي .. الا تبين تلفين البلاد كلها في يوم واحد ؟؟
ناعمة بتهكم أنثوي "طفولي": عيل تبانيه اتم في الفندق طول ما انا في اسبانيا ..!!
لا حبيبي مستحيييييييل
لازم اشوف كل شبر هنيه .. عقب اروح المدن اللي برع مدريييد
ذياب: اسبانيا فيها ألف مكان سياحي لا تتحرين بتشوفين كل البقع في يوم واحد ..!!
ناعمة بتفكير: لا ماعليك انا مسوية جدول خااااااص
ذياب بنظرة مبتسمة حنونة: زين يا مس ناعمة
وبضحكة رجولية صرفة: هههههههههههه والله اللي يشوفج إنتي وبناتج اليوم ما يقول هاي أبلة تاريخ مع طالباتها
كل ما توقفين في مكان .. تبدين درس تاريخ ايديد وتتكلمين بالتفصيل عن تاريخ المعلَم
لا والمشكلة تتعمقين بشكل غريب تخلين اللي يسمعج يتخربط ومايفهم بسرعه
ناعمة بتهكم ناعم: لااااا والله .. ها مدح ولا ذم أخ ذيااااااب ..!!

ذياب بضحكة لا يستطيع مقاومتها: ههههههههههههههه مب سالفة مدح ولا ذم بس والله انتي كنتي تحفة اليوم
احلى شي يوم كنا عند القلعة .. انتي قاعده ترمسين عن تاريخ هالقلعة وتقولين أن الأمير محمد الأول هو اللي بناه
عقب تدخلين بلا حاسية في تاريخ الأمير محمد وحياته وانجازاته وتنسين تكملين رمستج عن القلعة هههههههههههه

قطبت ناعمة حاجبيها برقة وهتفت بتهكم: يا دب إنت ليش ما تنبهني انيه افوت في الرمسة ؟؟
ذياب بنظرة حب أخوية: كان عايبني شكلج وانتي تشرحين لبناتج ف ما حبيت اقاطعج .. وكنت ادري إنج جيه من الحماس الزايد ههههههههههههههههه
ضربته ناعمة بكتفه بإحراج تام: دب دب دب دب
ذياب بضحكة رجولية صرفة: ههههههههههههههه يلا انا ساير
ناعمة بدهشة: على ويييين ..؟!!
ذياب وهو يحك رأسه ويبتسم: بروح احجز حق مباراة مدريد وبرشلونة .. آخر هالأسبوع المباراه ..
ناعمة بذهول: يالشيطاااان عسب جييه طعت تيي وياااااااااااايه ..!!!
ذياب بضحكة عالية رنانة: هههههههههههههههه عيل ييت وياج لجل سواد عينج
تبينيه افوت عليه هالمباراة !! لا يا حبيييبي ..
ناعمة بقهر رقيق: ثرك ما تخيل يا ذيااااااب ..
وانا تحريت ماتبا تكسر بخااااااطريه وييت عشاااااانيه ..!!
(تحريت = ظنيت)
ذياب بنظرة رجولية مازحة: اسولف وياج بنت هامل
السالفه كلها صدفة في صدفة والله
وأكمل بتذكر: على طاري هامل .. رمستي ابويه اليوم ولا بعدج ؟

اعطته ناعمة ابتسامة مشعة ظهرت لمجرد سماع إسم أبيها الغالي: هيه عقب ما تغدينا رمسته هو وفطيم وحمدان وعموه سلامة ..
وأردفت بحب مُشع: وقبل شويه عميه سلطان اتصلبيه بعد .. يتنشد عنك يقول تلفونك مبند ..
ضرب ذياب رأسه كمن تذكر شيئ: اووووه نسيييت .. التلفون مفضي لازم اجرجه
وأكمل بقهر: اففففف كيف بطلع احجزلي تذكرة وها مفضي ..!!!
ناعمة بضحكة رقيقة شامتة: ههههههههههههههاي تستااااااااااااااهل ..


.
.
.
.
.
.
.


في مكان بعيد
بعيدا جداً


لا يمت لعالم البشر الحقيقيون بصلة .. وانما هو فقط لبشر تربوا على تحطيم مبادئ ترسخت في الوطن ..
مبادئ كانت ولازالت هي جوهر نهضتنا كعقليات مستقلة وتنميتنا كأفراد في مجتمع اسلامي عربي "حر"



بعد أن اخذ نفساً عميقاً من سيجارته .. صمت قليلاً قبل ان يهتف بنظرة حمراء مخيفة: اسمعني يا مانع
أنا قدرت اهربك من السجن بأساليبي الخاصة
لكن والله لو مرة ثانية سويت شي غبي من ورايه
محد بيحميك مني
فاهم ..!!!!!

أخفض مانع رأسه بضعف مُذل/ارتباك: يا طويل العمر انا بغيت افرحك يوم اييبلك سلطان وهو منذل تحت ريولك،
ما كنت ادري إن الأمور ما بتمشي مثل ما كنت مخطط له

بغضب شديد صرخ: لا تتفلسف على حسابي يا موينع .. انا طول هالسنين احاول اخفي كل أثر من ورايه .. مب إنت اللي بتيي تخرب اللي ابنيه من سنين بغباااائك ..

مانع باضطراب مليئ بالخزي: السموحة منك .. اوعدك إنها بتكون آخر مرة

وضع الرجل رجلاً على رجل .. وقال باحتقار: لا تطلع من هالمكان إلين ما اقولك .. لو سلطان ولا حد من جماعته عرفوا إنك شردت بنفتح على رواحنا بيبان ما بنقدر نصكهاا ..

وأردف بتفكير شيطاني نمرودي: وتبا الصدق انا داخل على اتفاق مهم مع جماعتنا في اوروبا ومابا شي يوقف بدربي
مانع بتساؤل: ما بكون معاك في وقت الاجتماع ..؟؟

رمقه الرجل بنظرة قوية تهكمية: لا طبعا يا ذكي، يبالنا فترة مب قصيرة لين ما نطلعلك جواز ايديد بإسم ايديد مزور
واردف بتفكير عميق وهو يحك لحيته: ابا واحد معايه يكون كفو وقدها .. ويقدر يتفاهم مع الجماعة لو كنت محد أو يحمي ظهري لو حد فكر يأذيني .. افففففففف .. كلكم ما منكم فايده والله
لو ما انت يالغبي سويت اللي سويته جان الحينه حارب يشتغل معاي ومخلنه ايدي اليمين ..
هالحارب كنز وانت ضيعته ..
مستحيل يفكر مجرد تفكير إنه يشتغل معانا عقب ما انجتل ابوه واخوه جدامه وعلى ايدنا ..

هتف مانع في نفسه بنبرة تنضح حقداً/كرهاً
"الله يلعـ... هو وسلطاااان متى بس باخذ بثاري واذلكممم شرات ما ذليتووووني .. متى بسسسسسس ....!!!!"


.
.
.
.
.
.
.


بوظبــــــي
يـــــوم جديــــــــد



كان يشع هيبة .. وفخامة رجولية فذة "تتفجر نفوذاً" وهو يسير بثوبه الأبيض وغترته المنسوفة تحت العقال ...
ثوب لم يتمكن ابداً من اخفاء عضلات صدره العامر "المصقول من أثر تدريبات يومية على مدى سنين" بعرضٍ كتفاه القويان وطولٍ لا يقل عن المتر وخمسة وتسعين من السنتيمترات ..!!!

كان الذي يراه يظنه أحد لاعبي رياضة الملاكمة
وله صولات وجولات في هذا المجال ..

وكان كثيراً ما يضحك على تعليقات الرجال والشباب والمراهقين
ويغضب عندما يرى النساء والفتيات يرسلن له نظرات الإعجاب والابتسامات
هو هكذا ..!!!
يخاف الله ويخشى الوقوع في الرذيلة ..

خاصة وهو يعرف جيداً تأثيره الواضح على القلوب الأنثوية حوله اذ كان لا يجهل البتة وسامته الرجولية الشديدة ..!!!!



كان يمشي بخطوات واثقة ثابتة ويفشي السلام على كل من يرى بحزم واثق وسيطرة رجولية يراها البعض
"غـــرور" ..!!!!


دلف الى مكتبه وسلم على سكرتيره بصوت حازم جهوري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قام السكرتير من مقعده بكل احترام و مودة: وعليكم السلااام و رحمة الله و بركاااته
تو ما انور المكتب والمكااااان كله والله

رد بنظرة ودودة: تسلم يا حميد تسلم .. النور نوركم
وأكمل يتساءل: ها جهزت الملفات اللي قلتلك عنهن البارحة ؟

السكرتير حميد: هيه نعم جهزت كل الملفات اللي طلبتها

إلتمع المزاح بنظرة عينا سلطان وقال: اوووه والله زيين .. الملفات هاي بالذات على ما اطلعهن من الارشيف يبالك يومين على الاقل ..
ثم اعطاه نظرة جانبية .. وبابتسامة كسولة اضاف: الظاهر تعبت هااه ؟!

ابتسم حميد ابتسامة خالية من التحفظ ورد: افا عليييك يا بومييد لجلك نسير البحر ونرد عطشانين مب الا نطلع لنا كمن ملف جديييم ..

ضحك سلطان ببحة رجولية صرفة : ههههههههههههههههه والله انت سوااااالف .. يلا هاتليه الملفات المكتب ..


دخل سلطان مكتبه الرئيسي الذي كان تصميمه فخم وعصري خليط بين اللونين البني العودي والأبيض السكري
لطالما كانت هذه الألوان تجذبه

هو لا يعرف هل هو من ينال اعجابهاا ؟
أم هي تنجذب لا اراديـاً لطبيعتـه الفــذة
القــــوية .. ؟


جلس على مكتبه وقرر أن يتصل بـ حـــارب
للمرة الألف
عله يجيب ..!!


مرت عدة ثواني وهو مع كل رنة كان يدق بسبابته سطح المكتب بحزم صارم وحاجبان معقودان على الدوام .. كأنه في اعتياد دائم على تعرج طياتهما منذ "زمن بعيد"
بعيداً جداً


.
.


بصوت مثقل بالتباعد والفتور رد: السلام عليكم
هتف سلطان بحزم شديد مبطن بشوق لسماع صوت هذا العنيد: وعليكم السلام ورحمة الله
صبحك الله بالخير حارب
حارب بذات النبرة المتباعدة: صبحك الله بالنور والسرور
وأردف ببرود تام: اشحالك سلطان ..؟؟
ابتسم سلطان ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه وهتف بنبرة مقصودة:
لو حاليه يهمك يا بومحمد ما اختفيت مرة وحدة بهالشكل .!!!
اغمض حارب عيناه متنهداً بعمق مثقل بالهموم: انتو خليتوني اطلع عن طوري
ثلاث سنين وانا متحمل الضغط النفسي اللي فيه ..
في الأخير استخسرت يا سلطان تخبرني أي حايه توصلني للي هدم حياتي وفقدني أعز ما أملك ..!!!
استخسرت تقولي عن اي شي يخفف حرقة فواديه وانا اللي اترجاك صارلي دهررررر ..

ألان سلطان صوته الحازم ليستميل عاطفة حارب "المغلفة بحديد": لولا الغلا والمعزة ما قسيت عليك في هالثلاث سنين وانت تعرف هالشي ..
بغيت اجهزك عشان تكون رجل المهمات الصعبة على أعلى مستوى .. ولا تنكر إنك الحينه بفضل الشغل المتواصل والتعب صرت أكفئ رجل نقدر نعتمد عليه هالفترة ..!!!

وأضاف بحزم رجل واثق: واذا على سالفة انيه ما قلتلك عن اللي كان ورا سالفة أبوك الله يرحمه ويغفرله فهذا لأنك ما كنت متهيأ نفسياً .. ولأن من الأساس السالفة أكبر بوايد من اللي انت متخيلنه يا حارب ..!!
حط بعين الإعتبار إنك لازم تعرف كل شي لأنك ما بتنتقم لأبوك بس .. بتنتقم لناس ثانيين راحوا ضحايا لهالجماعة الضالة ..
ومن ناحية ثانية بتخدمنا وتخدم وطنك اللي خيره مغرقك ومغرقنا
غمغم حارب بتساؤل مليئ ببحة قوية .. بحة مختنقة: ومتى بتقولي اللي صار ..؟؟

تمايل ثغر سلطان بابتسامة منتصرة ماكرة فهو قد علم الآن أن حارب بدا يزيح عنه الغضب والعناد .. والحمدلله على ذلك فحارب رجل لا يسهل التعامل معه وقت الغضب ابداً
ابــــــــداً

وأردف بصوت قوي رنان: بإذن الله جريب ياخويه جريب
إنت وين دارك الحينه ؟؟

كتم حارب زفرة انفعال حارقة .. ورد بحزم: الحينه ساير المطار .. طيارتي بطير على الـ12 إن شاء الله

سلطان بصوت ثقيل متفجر بالرجولة: وماغير بومييد اللي بيستقبلك إن شاء الله
خل اللي مواعدنّه يستريح في بيته

لانت ملامح حارب القاسية .. واجاب بنبرة لينة هذه المرة وبرجولة أخوية صرفة: واللي يقول عليه بومييد تم


.
.
.
.
.
.
.



كانت سيارته المرسيدس كوبيه ذات نوعية الإس إل إس تشق شوارع العاصمة بانفرادية تامة ذات ألق فخم وخصوصية جذابة لا تليق الا بهيبة صاحبها ...
ومن عادته لا يتجاوز بسيارته السرعة المتوسطة .. وإن صدف وفعلها فهو حتماً في عجلة من أمره أو في مهمة عاجلة لا تتحمل التأخير ..
هو هكذا ..!!
لا يتعجل في شيئ .. ولا يتعجل لشيئ ..
صبور لأبعد حدود حتى في تعامله مع البشر واصطياده للمجرمين

كان يتعامل مع المجرمين بأسلوب الضغط النفسي الذي يعمل على اضعافهم نفسياً ومعنوياً مما يفقدهم تماسكهم واختلال توازنهم الذهني والنفسي
وما أن يرى المجرم أنه أصبح أكثر استجابة له .. حتى يصبح هو أكثر تجمدأ من ذي قبل

كان ولازال الرجل الأمهر والأدهى في مجاله .. ولذلك وثقت به المؤسسة وأعطته منصباً لا يُستهان به في مدة قصيرة لا تتجاوز الأربع سنوات.

هتف بنبرة حازمة مغلفة بدفئ وعيناه على الشارع: ها يالخوي ما خبرتنا .. شو كانت عمرتك ..؟؟
تلألئت عينا حارب بشكل دافئ جميل وقال: والله الحمدلله ما كان شي زحمة وايد
واضاف بحبور: أهم شي قدرت أحب الحجر الأسود .. زين ما ادعسوني الناس يا ريال
سلطان بضحكة مبحوحة جذابة: هههههههههههه زين الحمدلله
واردف بدعابة رجولية خرجت من نظرة حانبية سريعة منه: دعيتلنا عاااده ..!!!
رفع حارب جانب شفتيه بابتسامة خفيفة خبيثة: لا .. دعيت عليكم ..

قهقه سلطان هههبقوة هذه المرة: ههههههههههههههههه افااااا لو يهود مادعيت علينااا

حارب بذات الابتسامة ولكن دافئة صادقة: مادعي عليكم انا .. اعرف إن كل اللي سويتوه لي كان لصالحي ..
وأكمل بألم حارق وذكرياته تؤلمه: دعيت لكم .. ودعيت من الخاطر أن الله يرحم والديني وعبيد ويغفرلهم ..
وبغصة حارقة جعلت من نبرته تهتز: دعيت ربي يا سلطان إنه يغفر لأبويه ويرحمه ..
ابويه يا سلطان اللي مات موتة ما تليق به ..
أبويه اللي فنى عمره في خدمة بلاده مات موتة ما كان يتمناها كاااافر
أبويه ما كان له ذنب .. مات مظلوووم
أغمض عينيه قبل أن تنزل دمعته الخائنة: مظلوووم يا سلطان
كل ليلة اييني في الحلم ويقولي يا حارب انا مظلوووووم
كلوا لحمي يا ولديه .. انهشوا عظامي
مظلوم انا يا حارب
مظلـــــــوم ..!!!

وأردف بغصة قلب اخنقت تنفسه واثقلت روحه الأبية: ما كان يعرف إنه يتعاطى .. لو يعرف جان عالج نفسه من البداية ولا وصل لهالمرحلة ..!!!
وبيدين مقبوضتين من القهر المكتوم يستمر بالتحدث بصوت عالي مختنق متهدج: الكلاااااب كانو يحطون المخدر في قهوته كل صبح في الدوام ..
وهو يشرب وما يعرف .. يلين ما صار مدمن ..
لو ما ياني العامل الهندي قبل لا يتوفى ابويه واعترفلي إنهم ابتزوه عسب يحط المخدر
جان الحينه أنا بعد ظان فيه ظن السو ..!!

كان حارب يتكلم ويتكلم ويتكلم وسلطان يستمع بهدوء .. كان يريده أن يتكلم ويظهر ما يكن في قلبه من قهر وحزن عجز أن يتحملهما ..!!!

ثم مسح وجهه وغمغم بقلب ينبض حسرة: حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل
امسك سلطان بكتف حارب وقال بصرامة قاسية: بإذن الله سبحانه دم أبوك ما بيضيع ..
ولا دم عبيد وأمك اللي نفدت بلا ذنب .. عهدن على هالرقبة يا حارب إن كل اللي تسبب بحرقة قلبك
بيااااخذ يزااااااه وزوووووود ..


ما زالت مشاعر الذنب تغزو روح سلطان بضراوة .. لا ينكر تحمله جزء من مسؤولية مقتل أبوحارب وأبنه
لا ينكر ذلك أبداً .. ولن يسامح نفسه على هذا أبداً ..!!!

بالرغم من أن حارب وضّح له في مرات عديدة إن هذا قضاء وقدر .. وإنه كان مقدر لأبيه أخيه الموت في ذلك اليوم
ولولا رحمة الله كان هو بالذات سينال نفس المصير بسبب استدراج حارب له ..!!

حارب لا يلومه .. فهو علم فيما بعد ما الذي اجبر سلطان على جلب عبيد
ولأنه يعرف حجم عناد عبيد .. فمن المؤكد أن سلطان لم يكن ليملك حل آخر ...!!!

إلتفت حارب بشكل جانبي لسلطان وهتف فجأة بنظرة حازمة مليئة بالعزم: بومييد، متى بتقولي السالفة كلها ..؟؟
هز سلطان بحزم: بقولك إن شاء الله .. لا تنسى تيي باجر المقر
لازم تستأنف التدريب، ورانا شغل وايد الفترة الياية ..

هز حارب رأسه بالموافقة وصمت ..

سلطان بنظرة رجولية مبتسمة: ها يا وحش شو في خاطرك تتغدا
لبناني .. مصري .. هندي .. ايطالي .. صيني آمر انت بس ..!!

رد حارب بضحكة صادقة دافئة: ههههههههههههههه على هواك يا بن ظاعن
(على هواك = اي كما ترغب)


سلطان بفكاهة نادره: عيل أحلى صينية عيش شيلاني وسمج مشواي ودهن لعيون الشيخ حارب
(عيش شيلاني = الرز الأبيض)


حارب بذات ضحكته الدافئة: ههههههههههههههه يالبييييييييه


.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن




كانت حصة منبطحة على بطنها فوق السرير وتتحدث بكل استمتاع ومزاج رائق مع صديقتها المقربة ..

بنبرة حزن وتأفف هتفت: يا حظظظظظظكن إنتي وروضوه الطفسة شعنه ما شليتوني وياكن يااخي ..
ضحكت صديقتها وقالت بسخرية محبوبة: ههههههههههه هيه تبين عبدالله بن خويدم يعلقنا من علبانا ولا شو بالضبط ..!!
(علبانا = رقبتنا من الخلف)


حصة بقهر/حنق: حرام عليج نعوم لو كنتي مرمستنه ما كان بيردج
ناعمة بدهشة تخللتها حياء فطري: شو ارمسه ويا راسج ها .. ودرنا الحيا شوو ..؟؟
زمت حصة شفتيها وقالت بذات حنقها: شو فيهاااا ..!!! شرات بنته انتي ومن الأهل
(شرات = نفس)


ناعمة بضحكة رقيقة وحياء: هههههههههههه لا استريحي ماكلم رياييل انا
وبعدين وين من الأهل .. لا يكون من جدا عوشوه الكريهة ..!!!!
وأردفت باشمئزاز: هي الا بنت عم عميه سلطاااان لا راحت ولا ردت


حصة بضحكة رنانة: يعني من الأهل وخلااااااااص
ضحكت ناعمة وقالت: انزين هذا ما يغير من موضوع إنج ماييتي معانا ههههههههههههههههههه
حصة بصراخ مقهور: يا حمااااااااااااارة اكرهج اكرهج ما صدقت انسسسسسسى
ناعمة بضحكة تحاول كتمها ولم تستطع: هههههههههههه فديت قلبج حصحووصة والله انيه ولهت عليج
وعلى خباااالج ..
حصة بنبرة مستاءة: والله انا بعد ولهت عليج إنتي ورويييض
وأردفت بتذكر: إلا وينها هي .. اتصلبها بس ما ترد عليه ..
قالت ناعمة بحب أخوي عميق: فديتها عيزت من الحواطة الصبح وأول ماردينا سيده حطت راسها وارقدت
(سيده = مباشرةً)


قالت حصة بذات نبرة صديقتها: فديتها ياربي .. عيل خليها تتصلبيه أول ما تنش انزين ..؟؟
ناعمة بنبرة دافئة: إن شاااااااء الله على هالخشم
ادارت حصة رأسها ما ان سمعت أصوات أطفال آتية من الأسفل: اقولج نعوم بخليج الحينه
قوم عميه بطي تحت
(قُوم = أهل أو جماعة)


ناعمة: اووكي حبيبتي سلمي سلمي
حصة بنبرة دافئة: يبلغ فديتج .. يلا فـ امان الله ..
ناعمة بذات نبرة صديقتها: فـ وداعة الرحمن



.
.



في الأسفل




كانا يركضان بسرعة وكل منهما يريد سبق الآخر لأحضان عمتهما
وما كان من شما إلا ان تلقفت الإثنان بضحكة متفجرة بالفرح والسعادة
خويدم وسلطان مع بعض: أنا وصلت قبل
سلطان بتهكم طفولي: أنا أنا وصلت قبل
خويدم وهو يدفعه قليلا بغضب: لا يالجذاب أنا قبل حتى اسأل عمووه
وأكمل: صح عموه شوشو ..؟
شما بنظرة حنان و"أمومة مفقودة" لكلا الولدين العزيزين على قلبها وهي تحضنهما: إنتو الاثنينه وصلتوا أول ناس
وفجأة احست بأنامل صغيرة تمسك بطرف ثيابها وتجره بخفة
وعندما اخفضت رأسها رأت لطيفة الصغير بعينيها المستديرتين الكبيرتين تنظران إليها
لطيفة بنبرة طفولية تنضح بالبراءة اللذيذة: أموه ثوثو انا بئد (عموه شوشو انا بعد)
شما بصوت عالي وبسعادة متفجرة وهي تنزل الأرض لحمل لطيفة:
ويعلني أفدااااا هالبووووز يا رررربيه ..
تعالي اشوف عند عموه شوشو يا قلب شوشو انتتتتتي

وأخذت تقبلها بشدة ولطيفة تضحك بصوت عالي ..

شما بضحكة عالية منتشية: ههههههههههههههههه يختي انا على الضريساااات
وفجأة شعرت بضربة قوية على ظهرها
: يا مسوووودة الويه .. هالدببة لهم السلام والأحظاااان وانا ربيعتج الروح بالرووح مافكرتي حتى تلفين تسلمين عليه
شما بنبرة ضاحكة تقطر نعومة: هههههههههه مرحبا مرحبا بآمنة شيخة الحريم كلهن والله

وسلمت عليها بحب عميق وأخوية لا تليق إلا بقلوب أحبت بصدق ووفاااء

جلست آمنة وقالت: المرحب باااجي فديت قلبج
وبتساؤل أردفت: إلا وين هل البيت شعنه جيه صخه عندج ...؟؟
شما: الحينه كلهم بينزلون ماعليج .. خبريني انتي شحالج شخبارج ..؟؟
آمنة بنبرة مبتسمة دافئة: والله انا بخير يسرح الحال .. وانتي شو آخر اخبارج
حشى مختفية عن الواتس هاليومين شو سالفتج ..؟؟؟
اعطتها شما ابتسامة متسعة: ههههههههه اريح عويناتيه شوي
رمقتها آمنة بنصف عين وهتفت بخبث: علييينا يا شموووه ..!!
أونه اريح عوينااااتيه .. قولي قولي شو سالفتج ..؟؟
شما بضحكة رنانة: هههههههههههههه تبين الصدق خدمتيه انتهت وماليه بارظ ايددها
آمنة بذهول ناعم: طاااعوو .. صدق ما تستحين على ويهج يالعيووووز ...
وبنصف عين اضافت: قولي ما تبين ترمسينا يا بنت خويدم وخلاااااص
شما بابتسامة جميلة كـ"عيناها": لا والله صدق ارمس ما كان اليه بارظ اسوي شي هاليومين ..
وأردفت بحب عميق: اصلا كنت ناوية اليوم اطرش محي الدين اييبلي بطاقة عشان ايدد بس لهيت مع البشاكير شوي
آمنة بتهكم رقيق محبب: اوكي نترياج تنورين الواتس عيل .. تعرفيني ما دانيه لو كنتي هب فيه
(ما دانيه = لا أحبه)


شما بنبرة حب لا ينتهي لهذه المخلوقة العذبة: فدييييييت أمونتي ياربي .. لا خليت من قلبها اناااا
(لا خليت = لا يحرمني)


آمنة ضحكت بحب ثم أردفت بتساؤل: إلا أم الخصف والليف وين ..؟؟؟


رفعت حاجباً واحداً شما بغضب .. وقالت بحدة/تقريع: عيب عليج امون كم مرة اقولج عوشة طيبة وايد ما تستاهل اللي تقولينه عنها
حرك آمنة شفتيها باحتقار لمجرد سماع اسمها المزعج لأذنيها: طيبة اووونه .. هاي عقرب حبيبتي انتي اللي طيبة وعلى نياتج
وأكملت بذكريات ترجعها وراء إلى 12 سنة: نسيتي إنها السبب في هدم زواجج منننـ ....

اسكتتها شما بيدها وقالت بألم اخفته بمهارة تامة: لو سمحتي آمنة لا تتكلمين في امور راحت وما بترد
عوشة مالها ذنب .. وكانت حالها حالنا .. وهو اللي قص عليها بكمن كلمة مثل ماقص عليه قبل
وبتنهيدة عميقة كعمق سواد عينيها اكملت: اصلا نحن ليش نتكلم في هالسالفة الحينه ..!!!
خلاص غيري الموضوع دخيلج ..

شعرت آمنة بغصة تحرق صدرها لحال صديقتها المؤلم .. هي متأكدة بكل ايمان أن خافق شما ما زالت ينبض بشراسة بإسم طيف ذاك الذي لم يعرف قيمتها ..!!!!
ذاك المغرور المتكبر البارد ..!!!
كم تمنت في الماضي أن تقطع عنقه من شدة قهرها وحزنها على شما ..
هو لا يستحقها .. لا يستحقها على الإطلاااااق ..!!!
يجب على شما أن تتزوج وتعيش حياتها كما ينبغي من غير أن يجتاحها طيفه المؤذي لشرايين قلبها
يجب أن تتزوج وتكون أسرة لطالما حلمت بها ..
يجب أن تنسى ذاك وتمحوه من دفتر ذكرياتها وللأبد ....



نزلت حصة وهي تدندن بأنشودة للأطفال وتطرقع أصابعها بابتهاج ..
صرخت بسعادة عندما رأت لطيفة الصغيرة وهي تلعب بالألعاب مع أخوتها
: لطووفتي حبيييبتي هنيييه .. هلا بالحب كللللله .. هلا بالقلب كلللله

وأخذ تقبلها باستمتاع تام وهي تضحك .. وتصورها لوضع صورتها كصورة شخصية في جهازها البلاك بيري ...!!!

آمنة بصوت عالي جاء من المجلس لكي تسمعها حصة: حصيييص يالسبااااله خلي بنتيه في حالها

ذهبت حصة للمجلس وهي تضحك على خالتها وزوجة عمها في ذات الوقت ..
:هلاااا وغلاااااا بالشيخة آمنة حرمة الشيخ بطي، تو مانورتي بيتناا في ذمتيه ..

آمنة وهي تسلم عليها وتضحك: هههههههههه هلا ومرحباااا فديت ويهج .. مابقول النور نورج لأنه نوريه انااا

اجابت حصة بضحكة مستمتعة: ههههههههههههه مشكلة والله الثقة ..
رفعت آمنة أنفها بغرور مصطنع: هيه نعم واثقة من عمريه شو تتحرييين ..!!
وأكملت بتذكر: تعالي .. بنت هامل علوومها ..!!!
سمعت إنها سافرت اسبانيا مع مدرستها
(علومها = ما اخبارها)


لانت نظرة حصة شوقاً لتلك الناعمة: فديت نعوم ياربيه .. لها وحشه الحمارة
هي ورويض بخير يسرج حالهن .. توني مسكرة عنها الخط ..

آمنة بابتسامة ناعمة: شعليهاااا نعوم اسبانيا مرة وحده


كانت شما تستمع لحوارهن بصمت هادئ كـ "شخصيتها"
وعندما ذُكر إسم ناعمة ابتسمت لا ارادياً

ناعمة، تلك الفتاة الشقية الفاتنة
لم ترها منذ فترة طويلة ..
ما زالت تذكرها بشعرها الأسود الغجري المجنون .. وسمــارها البــدوي المشبـع بالفتنـة كقطعــة سكــر بنــي

كانت مثار فتنة منذ أن بلغت واصبحت صبية ..
جميلة تلك الفتاة بروحها البريئة الطيبة وفتنتها

السمراء الغجرية
فلتحفظها يارب من كل سوء وعين حاسدة ..!!!


: عموووه
إلتفتت شما لإبنة أخيها وقالت برقة: يا عيووونها
حصة وهي تبتسم بحب عميق: فديت عيووونها انا
وأردفت بعدما جلست بقربها: عموه شرايج تقنعين أبويه إنه يسوي حفلة تخرج ميروه في قاعة ..
كلت فواديه هالبنية كل يوم تحن على راسيه

شما بتساؤل: عبدالله هب طايع يعني ..؟؟

حصة وهي تهز كتفيها: مادري والله بس هي تقول إنها يوم رمسته قال حقها كل اخوانج ذبحنالهم وعزمنا العرب في البيت يوم انجحوا .. انتي شو فيج من زود عنهم ..
وهي تضايجت .. ويتني تبانيه اقنعه ..

هزت شما رأسها بخفوت وهتفت بحزم رقيق: خلاص ماعليج حبيبتي انا برمسه إن شاء الله .. إلا ميراني عاده ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـــوظبــــي



كانت شقته واسعة كفاية لرجل واحد لا يجلس فيها أغلب الوقت .. فهو لا يرجع من عمله إلا قبل صلاة العصر بساعتين وفي إجازة الإسبوع يرجع للعين حيث أهله وعائلته ..


تقبع الشقة في منطقة سكنية فاخرة على البحر خارج مدينة أبوظبي ذاتها .. وهي مؤلفة من ثلاث غرف وأربعة حمامات ذو إطلالة راقية وفخمة تنم عن ذوق أنثوي راقي ..
كانت زوجته آمنة من أصرت أن تفرش جميع الشقة على ذوقها الخاص ..
ولم يندم على هذا .. فزوجته الشقية لها ذوق كلاسيكي ذو طابع أوروبي جميل خليط بلمسات تراثية شعبية ..

بعد أن نهض بطي من قيلولته القصيرة وصلى العصر .. قرر أن يتصل بصديقه المقرب المختفي منذ أيام


بعد ثواني من الرنين


جاءه صوت صديقه الحازم على الدوام ولكن بدفىء خاص: مرحبا ملاايين ولا يسدن في ذمتيه ..
هلا بـ بوخويدم هلا ..
بطي بنبرة رجولية تنم عن حب متفجر بالأخوية: يا مرحبا بك مليار يا بومييد
اشحاااالك علوووومك ؟
سلطان بذات النبرة الدافئة الثقيلة: والله علوميه علوم الخير طوليه بعمرك يا غير مشتاقين إلكم ..
بطي بنبرة عتب مازح: هيه هيه واضح مشتاقلنااااا .. والدليل لك كمن يوم غاط لا تتصل ولا تتنشد
(غاط = مختفي/لا تُرى)


سلطان بضحكة رجولية رنانة: هههههههههههههه علني افدا خشمك يا بطوي .. والله أدري مقصر لكن صدق كنت مشغول في سالفة صارت فجأة وما انحلت إلا اليوم

بطي بابتسامة أخوية متفهمة: ما منك قصور يا سلطان لكن متولهين عليك نبا نشوفك
سلطان وهو يفكر: اشرايك نتشاوف الحينه في مقهى الـ...
بطي بتساؤل: هاللي مجابل الكورنيش
سلطان بنبرة رجولية جذابة: هييه نعم اللي في الكورنيش
بطي: خلاص تم .. عطني نص ساعه بالكثير الين ماييك
سلطان بذات النبرة: حلووو .. نتشاوف هناك عيل ان شاء الله ..



.
.



وبعــــد مرور نص ساعة
فـي المقهــى


بعد أن تلاقى الرجلان و"تخاشمـــا"



هتف بطي بعينان تلمعان دفئ أخوي: ما بغينا نشوفك يا ريااااال
ابتسمت عينا سلطان بـ حبور بالغ:
والله شنسوي بعد يا بوخويدم الشغل ماخذ كل وقتيه
حتى أهليه ماشوفهم إلا من وين لوين ..
قطب بطي حاجباه بجدية تامة وهو يتقدم بجسده فوق الطاولة قليلاً .. وقال بحزم شديد: بس غلط هاللي تسويه يا سلطان .. ماختلفنا الشغل شغل ..
لكن لنفسك عليك حق بارك الله فيك ..
شوف عمرك دخلت الأربعين وإنت بعدك بلا حرمة ولا عيال ..
مايستوي جيه يا خويه ..!!

سلطان بنظرة سوداء ذات معنى ولكن اخفاها بلامبالاة ماهرة: يا عمي شو ابا في صدعة الراس
خلنيه جيه عزابي لا وراي حرمة تنكد عليه ولا عيال يظهرون شيب شعريه
أردف بضحك ليغير مجرى الموضوع: مثل ما عيالك مظهرين شيب شعرك الحينه

بطي بنظرة متفجرة بالحب لذكر أبنائه وابتسامة ودودة: صدقني على انهم مخبليبي بحشرتهم وطفاستهم ..
لجني اتوله عليهم يوم اخليهم وايي بوظبي ..
(حشرتهم = ازعاجهم)


ثم أضاف بنبرة أكثر حزماً وتعقلاً: يا سلطان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..

سلطان بابتسامة خبيثة جذابة: والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا
يعني آخذ ثواب الأخْيَر أحسن لي

رمق بطي صديقه بنظرة عتب والحزن على حاله تخلل نبرات صوته:
تعرف متى بتحس بجيمة العيال ..؟؟
يوم تكبر وتشيب وما تلقى حد حولك
العيال هم سندك في هالدنيا وهم عصاك اللي لا بغيت تتجي، تتجي عليه ..
وأكمل بصرامة محاولاً إقناع صديقه ذو الرأس العنيد .. صديقه الذي يحبه ويريد له الخير والعيش بسعادة:
عرّس يا بومييد وخلنا نشوف فريخاتك ..

هتف سلطان "محاولاً إغلاق حديث يُشعل حرائق من ذكريات تنتشر في روحه" بابتسامة جافة لم تتجاوز عيناه:
إن شاء الله خير .. إن شاء الله خير


.
.
.
.
.
.
.



هنـــــاك
فـي مكــــان بعيـــــد




بلغة عربية متكسرة وصوت منخفض: اسمئني جيداً .. إني لا استطيع التهدث بهرية الآن
لقد اجرينا كبل كليل اجتمائا تارئاً .. واتفكنا ئلى أن الصفكة ستمم في اسبين وليس في تركي
(اسمعني جيدا، إني لا استطيع التحدث بحرية الآن
لقد اجرينا قبل قليل اجتماعا طارئا، واتفقنا على أن الصفقة ستُتم في اسبانيا وليس في تركيا)

تسائل الذي امامه بنبرة شك: ليش اسبانيا بالذات ..؟؟

الأعجمي بذات النبرة المتكسرة: لأنها ذو موكئ استراتيجي مهم ومناسب للخطة التي وضئناها
أنت لا تشغل بالك بهذه الأسئلة، وكن على اتم الاستئداد
فنهن ما أن نقرر متى سيكون الاجتماء سأئلمك
(لأنها ذو موقع استراتيجي مهم ومناسب للخطة التي وضعناها
أنت لا تشغل بالك بهذه الأسئلة، وكن على اتم الاستعداد
فنحن ما أن نقرر متى سيكون الاجتماع سأعلمك)


هو يكره أن يجهل أموراً خارجة عن سيطرته .. ولم يستطع كبح توتر صوته وهو يقول: أنت واثق من الناس اللي بنتعامل معاهم في اسبانيا ..!!!

الأعجمي بنبرة خبيثة تبعث الاضطراب: أجل أثك بهم كثكتي بك وبإخلاسك لنا
أليس كذلك..!!!
(أجل أثق بهم كثقتي بك وبإخلاصك لنا
أليس كذلك..!!!)


بلع الرجل ريقه ببطئ وقال بنبرة مهتزة مضطربة: أ أ أ أ صح صح
بسسسس يااا ..........





نهــاية الجـــزء الثانـــي


bluemay 26-12-14 03:33 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقبليني من المعجبين بقلمك

أسلوبك رائع أعجبني ...

القصة مشوقة ومؤثرة

بدأت البارت الثاني ولسه ما أنهيته

حبيت أهنيك على نزول الرواية الرائعة وأتمنى لك التوفيق .

تقبلي مروري وخالص ودي





«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 26-12-14 06:32 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3499663)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقبليني من المعجبين بقلمك

أسلوبك رائع أعجبني ...

القصة مشوقة ومؤثرة

بدأت البارت الثاني ولسه ما أنهيته

حبيت أهنيك على نزول الرواية الرائعة وأتمنى لك التوفيق .

تقبلي مروري وخالص ودي





«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»





مرحبا مليون بـ أول معجبة ..

حبيبتي يا كل الذوق ما عليج زود .. واتمنى اكون عند حسن ظنج والجميع ..

شكراً يالغلا على مرورج اللي اسعدني فوق ما تتصورين :)

وربي يوفقنا ويوفقج لما يحب ويرضاه ..

bluemay 26-12-14 07:20 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اللهم آمين

والعفو يا الغلاا

أنت فعلا متميزة وأستمتعت بما قرأت ولي عودة بعد أن أنتهي من البارت الثاني .

وأعذريني على مروري السريع وما إن أتفرغ حتى أنهيه .


لك خالص الود


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 27-12-14 02:41 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3499742)
اللهم آمين

والعفو يا الغلاا

أنت فعلا متميزة وأستمتعت بما قرأت ولي عودة بعد أن أنتهي من البارت الثاني .

وأعذريني على مروري السريع وما إن أتفرغ حتى أنهيه .


لك خالص الود


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»



يسعدلي مساج حبيبتي ..


كلامج شهادة اعتزبها بالغالية ..


خذي راحتج فديتج :)

لولوھ بنت عبدالله، 27-12-14 02:48 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يمسي كل الغوالي بالخير والعافية ..



نويت بإذن الله احط البارت الثالث اليوم .. وبيكون تنزيلي لأول عشر بارتات كل يومين تقريباً عسب اضمن ان كل الشخصيات تقريباً ظهرت على الساحة .. وعسب تفهمون اكثر مجريات الاحداث .. :)



لكم ودي واحترامي ..

لولوھ بنت عبدالله، 27-12-14 03:06 PM

الجزء الثالث
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجـــزء الثالــــث




# لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !#

لـ أحمد مطر،.




،







وصل مدينة العين بعد أن اعاد ترتيب أعماله وحل بعض الأمور الشائكة فيها .. وقبل أن يصل لمنزل عمته
مر على محل باسكن روبنز وطلب لشقيقته ايسكريم الفستق الذي تحب ..
كان يريد رسم البسمة على شفتيها .. فهو حقاً مقصر في حقها
كان لابد أن يعطي قليلاً من وقته لها .. فهي ليس لها الآن إلا هو ..
شقيقها وسندها في الحياة ؟؟!!!
حتى مع وجود عمتهم العزيزة وجديهما .. وعائلة والدتهم ..
الا انهما في الأخير أشقاء وليس لهما سوى بعض ..!!


دخل باحة منزل عمته بسيارته المرسيدس جي ففتي فايف .. وأوقفها في المواقف المظللة


.
.
.


في الداخل



كانت أم العنود تبخر البيت بالبخور ذو الرائحة المعتقة الفخمة .. وترتب أطباق "الفواله" ودلال القهوة والشاي ..
(الفواله هي سفرة او صينية توضع في المجلس او الصالة، وتكون مع القهوة وفيها التمر او الرطب، الفاكهة، والاكلات الشعبية من هريس وثريد ولقيمات، وأيضا الكيك والحلويات الأخرى)


هتفت بنبرة اشتياق بالغ: موزانة وينه أخوج تحير ..
(تحير = تأخر)


وضعت موزة سلة الفواكه قبل تأشر بيدها على قرب قدومه
ما أن انتهت موزة من الإشارة حتى سمعوا صوته: هوووود هوووود
أم العنود: هدا هدااااا فديتك .. تعال ما من غريب هنييه ..
(كلمة محلية تُستخدم كـ تنبيه عند دخول المنزل ويستخدمها خاصة الرجال لتنبيه النساء ليتسترن .. ويُرد على الكلمة بـ "هدا" أي تفضل فالمكان مفسوح لك)


دخل بطوله الفارع وطلته الجذابة المشبعة بالرجولة .. وقال بابتسامة دافئة تقطر شوقاً:
سلام عليكم يا هل البيت ..

ولم يشعر إلا بفتاة تركض نحوه وترتمي بأحضانه بقوة

قهقه حارب بـ حب أخوي: هههههههههههههههه موزااااانه يالدبة كسرتيني
تشبثت موزه بأخيها وهي تبكي بصمت


كانت تبكي شوقاً
كانت تبكي وجعاً
كانت تبكي فقداً


هذا ما عرفه حارب عندما شعر بارتجافة جسدها الصغير بين يديه

رفع رأسها وقال بعينان تنضحان حنان متفجر: حبيبي موزانة شحقه تصيحييين ..؟!!
وأردف مداعباً وهو يحتضنها بقوة رقيقة: كل ها شووووق ..!!!

هزت موزة رأسها "بـ نعم" وهي تمسح دموعها بظاهر كفها الأيمن ..

ضحك حارب وهو يقبل رأسها .. واستدار لينظر لتلك الغالية التي اعتنت بهم بعد أن فقدوا شمعة حياتهم
"والدتهم"

لمح أم العنود وهي تمسح دموع سقطت لحال موزة المثقل بالآسى ثم تقول بنبرة مبحوحة أليمة: علني ماذوق حزنك يا ولديه .. تعال يالغالي .. ولهت عليييييك

اقترب حارب من عمته مقبلاً رأسها وكفها .. ثم احتضن كتفيها هامساً ببسمة كانت رغماً عنه "ذابلة": ولا ذووق حزنج عموه .. وانا والله ولهت عليكم كلكم .. اشحالكم شعلوومكم ؟!!

مسدت أم العنود شعر موزة التي ما زالت متشبثة بأخيها وردت: والله طيبين ما نشكي باس يا قلبي
ثم ضربت وجنتها بتذكر متأخر: اووه صح تقبل الله طاعتك
ضحك حارب ورد بحبور: ههههههههههههه منا ومنكم صالح الأعمال

جلست أم العنود ليجلس معها حارب وموزه .. وتحدثت بشوق جارف: خبرني شو سويت ؟
كيف كانت عمرتك ؟
متى رديت ؟
عنبووه ساير وما تخبرناااا ؟
انت ما تخيل ..!!! .. يعني بالصدفة اعرف ومن موزه هب منك
عيب عليك والله

حارب: ههههههههههههه عموه كلتيني شوي شوي عليه
الحمدلله العمرة كانت خفيفة وما تعبت .. تمنيتكم ويايه والله
رمقته عمته نظرة عتب: لو تبانا وياك جان قلتلنا هب تختفي جيه مرة وحدة ..!!!
تنهد حارب بعمق وابتسم: المرة اليايه إن شاء الله بوديكم ويايه ولا يهمج
أم العنود: إن شاء الله
ونظرت لموزة وأضافت بابتسامة: ها موزانه ارتحتي الحينه ..!!! .. هاذوه حارب رد بالسلامة
وأردفت وهي تنظر لحارب: كانت مستهمة عليك حتى أكل ما تاكل شرا الخلق والناس
ومن سرت انت ما سارت هي مواعيد الدختر ..
(الدختر = مستشفى)


حارب وهو يعطي موزة نظرة عتب: ليش موزوووه ..؟ يعني تبيني ازعل عليييج ..!!!
على شو متفجين نحن ..!!!
عدلت موزة جلستها ثم امسكت قلم حبر وكتبت في كف حارب بيد مرتعشة: يوم تروح عني تضيج الدنيا عليه ألف مرة فوق ماهي ضيجة
إلتمعت عينا حارب بعاطفة جياشة متأثراً بتلك الكلمات وهمس بخشونة: ما بسير عنج مكان ان شاء الله
خلاص انا هنيه عندج ..
ثم أضاف بعد ان قبل رأسها: سامحيني فديتج ادري مقصر وياج وايد ..

هزت موزة رأسها بـ لا لتنفي ما قاله عن نفسه ورجعت تتشبث به كطفل وجد أمه بعد غياب طويل

أجل فـ حارب هو كل عائلتها بالنسبة إليها الآن

ابتسم حارب بنظرة تنبض شقاوة: منو يبا اسكرييييم ..؟؟؟
تهللت اسارير موزة وألتمعت عيناها وهي تهب من مكانها بسرورٍ جم ..

ضحك حارب وأعطى شقيقته كيس الايسكريم
فأخذته بحماس منه وشرعت بأكل نصيبها ..

كان حارب ينظر لها بنظرة حنان جارف مبطنة بأسى/ألم على حالها ..
على حال شقيقته التي فقدت حاسية النطق منذ أن رأت أباها يقتل أمها في ذلك اليوم المشؤوم
شقيقته التي عجز الأطباء منذ سنين عن معالجتها .!!!

كانت موزة تعاني البكم المدرج تحت الحالات النفسية لا العضوية
أزمتها النفسية لم تتحسن بالرغم من مرور أربعة عوام وأكثر على الحادث
ولم يستطع أحد إخراجها من أزمتها حتى اليوم ..!!!

موزة
يا زهرة تفتّحت في ظلمات روحٍ مفقودة ..!!!

كم يشتاق للسانها الطويل ..!!
وصوتها الحاد الشقي
وصراخها المزعج المحبب للقلوب ..!!

آهٍ يا مدللة أبا حارب .. كيف وصل بكِ الحال هكذا ..!!!!



جاءه صوت عمته الدافئ: حارب فديتك
ما قلتلي متى بتروح راس الخيمة عسب تسلم على يدك ويدتك ؟!!
تنحنح حارب بغلظة .. وقال: بروح إن شاء الله في الويكند
تخاوينيه موزانة ..؟؟

هزت موزة رأسها بإيجابية وبسمة جذلة تطفو فوق ثغرها ..
حارب بنظرة دافئة: خلاص بخطف عليج إن شاء الله عصر الخميس
بشلج وبنروّح ..
أردف وهو ينظر لعمته: عموه ما بتخاوينا ..؟!
وبالمرة أوديج سوق اليمعة في مسافي ..
تحبين تتمشين هناك انتي
فكرت أم العنود ثم قالت: تصدق يبتها والله
طفرت من يلسة البيت ابا اشم هوا ..

وقف حارب ثم وضع يده داخل جيبه .. وقال: خلاص تزهبن وبالخميس ان شاء الله بخطف عليكن ..
أم العنود بدهشة: وين وين ..!!!
حارب بحزم ودود: هنيه جريب .. بخطف شويه صوب ميلس بوسعيد .. بسلم عليه وعلى عربانه قبل لا يأذن المغرب

رمقته موزة بحزن وامسكت بيده وكأنها تقول "لا تذهب"

مسح حارب خد أخته بحنان وقال مطمئناً اياها: حبيبتي ما ببطي بس بسلم عليه وبردلكن ان شاء الله ..
ولا ما تبغني اتعشى وياكن ..!!

أم العنود بـ دهشة باسمة: صددق ..!!
ابتسم حارب ابتسامته الرجولية الجذابة لحسناوتيه: هيه صدق ..
يلا بخليكن ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــا
حديقـة الـريتيرو




كان جالسا أمام البحيرة ويطعم البط بابتسامة خافتة تنم عن تفكير شارد
وعقل ضائع في غياهب ذكريات جميلة


.
.



في إحدى مراكز أبوظبي التجارية

كان غاضباً من صديقه المستهتر المنفلت وراء الفتيات: ذيابوووه يالهرررم ..
عن قلة الحيا والمصاخه .. خل بنات خلق الله ف حالهن ..
عيب اللي تسويييه ..
أعطاه ذياب ابتسامة متسعة ماكرة وعيناه تلتقطان أية "عباءة سوداء": يا ريااااال فج شوي وفرفش
حشى يابوك ما تخلي الواحد يسترزق ..
عبيد بذات نبرته الغاضبة المستنكرة: ذياب يعلك الدحق نزل عيونك لا افقعهن لك

فجأة أحس برائحة أنثوية تنتشر حوله .. وسمع ضحكة ناعمة مغرية تتبعها همس فاتن:
يخرب بيتك مغواك .. عطني رقمك يا حلو دخلت مزاجي ..

إلتفت بعينان تتسعان استنكاراً/احتقاراً للفتاة الوقحة .. وما إن لمح طرف عبائتها الضيقة المفتوحة حتى ادار وجهه للجهة الأخرى هاتفاً بصوت عالي قاسي محتقر: غربلات مذهبج يا الهايتة .. سيري سيري الله يستر عليج
سيري قبل لا امردغج الحينه ..
اطبقت الفتاة شفتيها بغضب مكتوم من تكبر/وقاحة هذا الوسيم: مالت عليك وعلى ويهك
وذهبت بعيداً عنهم بخطوات غاضبة شاعرةً بالإهانة/الذل ..
بعدها انفجر ذياب ضحكاً: ههههههههههههههههههههههههههههه حلوووووة يا عبيد حلووووووووة
يا ريال قصفت أم أم يبتهاااااا ههههههههههههههههههههه

غمغم عبيد بعصبية شديدة: يالسخيف جب .. هالاشكال ماتيي إلا جيه أصلاً ..
اكمل ذياب ضحكته قائلاً بـ هيام متسلي: هههههههههههههههه اسميها غزااااااال .. يالخبل جيف خليتها تفلت من ايدك ..!!
جره عبيد بذات عصبيتهه مجيباً باستنكار مغتاظ: غزال في عينك يالطفس .. امش امش جدامي خل نلحق على الفلم قبل لا يبدا ..


.
.



ابتسم لتلك الذكرى بشوق موجع لصديقه العزيز


عبيـــد


يا عزيزاً فجعت الناظر/الخافق بظلمة غيابه ..!!!!
أمن العدل أن تذهب هكذا من غير أن أودع وهج عيناك ..!!
أمن العدل أن أكون بعيداً عنك وأنت تتلفظ أنفاسك الأخيرة في هذه الدنيا ..!!!
أمن العدل يا بشر أن لا أكون انا من يلقنه الشهادتين قبل أن تصعد روحه لبارئه ..!!!!


تعـــال يا عبيد
تعــال يا عضيد الروح ..!!
تعال لترى كيف اصبح حالي من بعدك .. لأقول لك انني لا أفعل الآن إلا كل ما كان يسرك ..!!!!


تعــــال
فقـــــــــــط تعــــــــــــال ..!!!


وضح كفيه على وجهه المحتقن بسبب الانفعال .. واخذ يردد الإستغفار مئة مرة علّ دقات قلبه تهدأ وتترفق بروحه المتألمة ..


قهمس بنبرة شبه مسموعة: استغفر الله العظيم وأتوب إليه .. قدر الله وماشاء فعل
الله يرحمك يالغالي ويجعل مثواك الجنة ..

أمسك هاتفه المحمول واتصل بـ شقيقته ..
أتاه صوتها الرنان الذي يوحي باستمتاعها التام بوقتها:
هلااا ذيااااب، وييينك ندور عليييك ..؟؟؟

رد ذياب بصوت مبحوح يحاول إخراجه بحزم: هنيه أنا هب بعيد عنكم
سرت اتمشى صوب البحيرة اللي فيها نصب الملك ألفونسو ..
ناعمة: خلاص بشتري غدا حقي وحقك وبيي اتغدا معاك
ذياب بحزم ودود: لا فديتج خلج مع بناتج وربيعاتج
ناعمة بنبرة غضب رقيق: اقول استريح بس وقولي شو في خاطرك تاكل
ابتسم ذياب بخفوت قبل ان يجيب وهو يخرج آلة التصوير ويصور نصب الملك الفونسو وهو على جواده: زين خبريني شو عندهم من أكل ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


هنـــــاك
فـي مكــــان بعيـــــد




هو يكره أن يجهل أموراً خارجة عن سيطرته .. ولم يستطع كبح توتر صوته وهو يقول: أنت واثق من الناس اللي بنتعامل معاهم في اسبانيا ..!!!
الأعجمي بنبرة خبيثة غير مريحة: أجل أثك بهم كثكتي بك وبإخلاصك لنا
أليس كذلك..!!!
(أجل أثق بهم كثقتي بك وبإخلاصك لنا أليس كذلك ..!!!)

بلع الرجل ريقه ببطئ وقال بنبرة مهتزة مضطربة: أ أ أ أ صح صح
بسسسس يااا آندي
قاطعه آندي بخبث صرف: هل أنت خائف ؟؟
رد الآخر بنبرة أخرجها بثقة مزيفة: أ أ أ لا لا بس انا من عادتي أفكر وايد
دونت ووري آندي .. واذا حددتوا موعد الاجتماع كلمني
آندي بنبرة الخبث ذاتها: هسنا هسنا سي يو (حسنا حسنا سي يو)
الآخر بتوتر واضح: سي يو


قال في نفسه بعد أن اقفل الخط: ياربي أنا شو خلاني اتورط مع هذا .. اخاف عقب يحط السالفة كلها عليه وانا اللي آكلها بروحي
اففففففففففففف
أشعل مدواخه وأخذ يفكر بقلق مضطرب عميق كيف يتمم الصفقة من غير خسائر ممكنة ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



مجلس خويدم بن زايد الجد




بصوت رجولي رنان: هوود هووود ياهل البيييت
أتاه صوت الرجل المسن ذو الخامسة والسبعين سنة بوقار وثبات:
جرب جرب يا ولد محمد حيااااك ..

دخل وهو يهتف بصوت رجولي رنان: السلام عليكم ورحمة الله ..
رد الجد خويدم وابنه عبدالله (أبا سيف) وأحفاده الصغار وبعض من أصدقاء العائلة: وعليييكم السلام ورحمة الله

سمع حارب السلامات والترحيبات من كل جهة وهو يمر على كل رجل ويسلم عليه

حتى وصل للرجل المُسن ..

ما أن رآه حتى ابتسم ابتسامة صافية ودودة .. وهبط قليلاً بقامته لـ يقبل رأسه وكتفه اليمنى هاتفاً بنبرة دافئة: علني افدا ثراك يا بوسعيد ..
اشرقت تقاطيع وجه الجد ابوسعيد بـ حب خاص لهذا الشاب وهتف بصوت عالي مبحوح: حي ذا الشووووف حياه
تو ما انورت الدار فـ ذمتيه ..
حارب بذات النبرة الدافئة: امنوره بك طوليه بعمرك ..
اشحالك الغالي شو صحتك ..؟!!
ربك إلا بخييير ..!!

أبوسعيد ببحة تعمقت بجذورها مع تعمق سنين عمره: بخييير وعافية الحمدلله رب العالمين
ما نشاجي باس
اشحالك انت وشحال هلك وعربانك ..؟؟
حارب بود دافئ: كلهم بخير وسهالة يا عميه بوسعيد ما يشاجون باس ..
لكز أبو سعيد حفيده خويدم بعصاته آمراً اياه بحزم صارم: يا ولد قم صب الاقهوه حق عمك حارب ..
وقبل أن ينهض خويدم
أوقفه حارب بنبرة حازم ودودة: لا والله محد يقهوي بوسعيد غيري
اقعد يا خويدم ..
صب لأبا سعيد فنجاناً من القهوة وصب لجميع الحاظرين كذلك ..

ما أن اكتفوا بهز الفناجين حتى عاد للجلوس بقرب الرجل الكبير العزيز على قلبه

لكن هذه المرة دار الحوار بينه وبين أبا سيف الذي أردف بالحديث عن أحوال حارب وأعماله وحياته العملية ..

اعترف حارب لنفسه إنه افتقد هذا الجو الحميمي الذي انبعث من حديث الجد وابنه عبدالله

وتذكر مع تدفق طيبتهم .. والده الطيب ..!!!!

بالفعـــل هـــو مفتقـــد لكــل هــذه المشـــاعر ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــي




بعد أن صلى المغرب جماعة في المسجد مع سلطان وافترقا .. تذكر بأن هناك ملفات ضرورية يجب أن يأخذها من شركته ..

أجــــل ..

فـ بطي كان يملك إحدى أكبر الشركات للمقاولات والاستثمار العقاري في الدولة ..
فهو بعد أن تخرج بعد تقدير امتياز في إدارة الأعمال .. قرر أن ينفرد بعمله وأن يكوّن له مشروعه الخاص ..

ولأنه صاحب عقلية فذة تبهر من يقف أمامه .. استطاع بعد فترة ليس بالطويلة أن يقود شركته لأعلى مستويات الرقي والإحترافية ..



دخل مكتبه باستعجال بعد أن أناره .. وشرع بالبحث عن الملفات المطلوبة ..

قطع عمق بحثه نغمة رسالة من هاتفه المحمول .. لم يعره اهتمام وهمّ باكمال بحثه
إلى أن وجد ما يريده ..


خرج من مكتبه بعد أن أقفل الأدراج والأضواء ..
وما أن دخل سيارته حتى أتاه مرة أخرى نغمة رسالة من هاتفه

فتح الرسالة .. وسرعان ما قطب حاجبيه باستنكار غاضب وهو يقرأ الأبيات الشعرية الجريئة وكلمات الشوق الملتاع تتراقص امام عيناه .. اطبق على شفتيه بحدة شاعراً ان صبره بحق بدأ ينفذ من هذه الفتاة المعتوهة التي ترسل في اليوم عشرات الرسائل إليه ..!!!


فتح الرسالة الأولى
وللمرة الثانية شعر بالغضب يستعر بروحه ..


رسائلها تزداد وقاحةً .. وجرأة مستفزة ..!!!

تأفف بضجر غاضب .. وقام بمسح الرسالتين العابثتين كـ صاحبتها

إلى متى ستستمر في هذه اللعبة السخيفة ..!!
ألأنها فتاة ستظن بأنه لن يوقف أفعالها عند حدها ..!!!!

يالها من عابثة وقحة ..

كيف ترضى على نفسها ودينها وأهلها أن تنتهك محرمات الله تعالى ..!!!!!

وردد بصوت مسموع غاضب محتقر: الله يستر عليج بس ..

أتاه هذه المرة رنين الهاتف .. ابتسم ابتسامته الرجولية العاشقة ورد: هلاااااا امووونتي هلااااا
آمنة بذات ابتسامته العاشقة ولكن الدافئة كـ"دفئ عينيها": هلا فيييك حبيبي ..

واستمر الزوجان العاشقان بالحديث لفترة طويلة حتى نسى بطي إنه مازال في سيارته ولم يتحرك بعد

هكذا هم العشاق ..
تتوقف عقارب الساعة .. والمسافات .. والمواعيد في لحظات الهوى ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي
في أحدى منازل الإمارة الراقية




حول النار المشتعلة .. ونسائم الليل تتحرك تارةً وتستكين تارةً تحت بدر مكتمل هيئته ..

جلس رجل كبير في السن مع ابنه وحفيديه الشابان بعد أن وجدوا أن هواء الليلة بارد ونسيمه منعش ولابد من التنفس قليلاً به ..


هتف الجد ببحة ثقيلة عالية صقلتها السنين: فلاااااح ..
قوّم فلاح ظهره وشد من جسده مجيباً بحزم مليئ بالاحترام: لبيييه يديه
الجد وهو يعدل جلسته ويضرب بعصاه الرمل الناعم: سمعنا شلة من شلاتك الزينه
اشر فلاح على أنفه .. وأجاب بـ ود: على هالخشم يابو عبيد إنت تامر أمر

اعتدل فلاح بجلسته بحيث وضع رجله اليمنى تحت أسفل جسده واثنى رجله اليسرى للأعلى (أي جلسة الرجال العربية المعروفة) ..

ثم أمسك طربوشه الذي كان ملقى وراء ظهره ..

وبصوت رجولي جذاب وبحة مميزة بدأ "يشل شلته" المفضلة:


يــــا ذا النسيم الرايح سلم على المحبوب
سلم ســـلاما فـــــايح فيه العطر مسكوب

قل له تراني رايــح مـــــالي عليه ادروب
حــــــالي دونه برايــح فيه الهبوب اتلوب

لو با يفيد الصايح صحت ومزعت الثوب
خلا جسمي شرايح مثل الرصاص ايذوب

مــا فادتني النصايح اصبر وعنه اتـــــوب
شوفه كــل الفرايح لــي غــايت المطلوب

يــــا ذا النسيم الرايح سلم على المحبوب


وسـوالــم



الجد أبا عبيد: هالله هالله عليك يا بن عبيد صح لساااانك
صاح أخيه بنبرة رجولية مستمتعة: اويلي عليييك يالعضيد لي غاية المطلوووبي
يبتها على اليرح والله .. يعلك تسلم في ذمتيه

ابتسم ابتسامته الجذابة الواثقة دوماً .. وبصوت رجولي اجابهم: صح الله ابدنكم ويسلمكم من الشر يميع ..

لكزه أباه بيده بخفة رامقاً بنصف عين: هب هاي الشلة اللي شليتها عند بوخالد وعيبته وطلبك تعيدها ..!!!
(بوخالد = الشيخ محمد بن زايد حفظه الله)


فلاح بذات ابتسامته الواثقة: هيه نعم هاي هي ..

إلتفت أبا عبيد بوجهه بخفة وهتف لإبنه ببحة عميقة: عبيد بتنشدك .. ولدك نهيان وين ..!!
(بتنشدك = اريد ان اسألك)


وباستنكار مبحوح أضاف: يا عرب الله خاطريه اشوف هالرغيد في البيت ..!!
(الرغيد = فلان يلهو كثيراً ولا يجلس بالبيت، ويقال أيضاً مسترغد)
يوم في البلاد وعشر لا
وين يروح هذا ما تخبروونيه ..!!!!

هز أبا نهيان رأسه بقلة حيلة وقال: والله يا بويه ماعرف وين يغط .. امسات داق حق فلاح ورمسته من تلفونه .. وقال إنه ساير ويه ربعه سيشل وبيرد عقب كمن يوم .. عاده متى الله اعلم ..!!

لكز أبا عبيد بعصاه فلاح وأخيه الثاني حمد: فليّح حميّد تعرفون متى بيرد هالهرم ..!!!
(هرم = الوغد/النذل)


قال فلاح وهو ينظر لـ حمد: لا علني افدا خشمك ماعرف .. ما قالي هو متى بيرد
حمد: ولا قالي انا
اخذ الجد يرمقهما بنظرات متفحصة قائلاً ببحة متهكمة: سود الله رقاعه من ولد .. أنا اراويه صنع الله يوم يرد
وين ذالف قلتوولي ..!!!!
ويضغط على اسنانه لتخرج الحروف الصحيحة: شييييشللل ..!!!
ضحك حمد وقال مصححاً لجده: ههههههههههههههههههه سيشل يديه سيشل


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




كانت أم العنود تحادث خالتها أم زوجها على الهاتف ..
فـ أم سعيد "لطيفة" زوجة الجد أبوسعيد تكون أخت أم محمد "موزه" والدة أبا حارب وأم العنود ..
أي أن أم العنود تكون ابنة خالة زوجها سعيد وأشقائه الأربعة عبدالله وبطي وأحمد وشما ..


أم العنود وهي تشرب القهوة: خالوه شرايج ترابعينا لين راس الخيمة الخميس ..؟؟
منها تسلمين على امايه ومنها تتونسين في سوق اليمعة ..

أم سعيد بنبرة مبحوحة مليئة بحنان متدفق: والله ماعرف يا بنتيه .. آنس ركبي تعورني وماروم على الخطوط ..
(ماروم = لا استطيع)


أم العنود محاولةً اقناع خالتها: الله يهديج خالوه هكيه راس الخيمة حذفة حصى ..
أم سعيد بذات النبرة: بشوف انا وبرد عليج ..

صاحت فجأة أم العنود على سعيد حفيدها المشاغب: سعوووووود يا ولد هد القطوة في حالهاااا
حرام عليك لا تضربهاااااا

ضحكت أم سعيد ببحة تتفجر حباً: هههههههههههههههه يعلك حرمة يا سعيد بعده هذا يرابع ورا القطاوة ..!!!
أم العنود بتهكم غاضب: هيه والله ما خلى قطو في الفريج الا وفلعه وضربه ..
هالولد طالع على منو شري ماعرف

ردت أم سعيد بابتسامة ملأت وجهها المفعم بالطيبة: ههههههههههه على منو بعد
أبوه سيف وهو ياهل ما خلى قطاوة ولا هنود ولا سيلانيات الا وفلعهم ..
حتى الهوش في العزبة ما خلاهن في حالهن .. عفد عليهن كلهن ..

أم العنود: ههههههههههههههههههههههه هيه أحيده سيفان ..
كان شيطااااااان ..
تنهدت أم سعيد بنظرة تلوح فوقها ذكريات جميلة من زمن جميل: وكل ما يسوي شي غلط كان ما ينخش الا عند عمه العود سعيد ..
يعرف اللوتي إنه عزيز وغالي عند عمه وما بيرضى حد يضربه ..
انطفأت ضحكة أم العنود ببطئ لتحل محلها ابتسامة ذبلة مليئة بالوجع: ويحلف سعيد اللي بيزخ سيف ما بيخليه يبات الا في الخلا ..


ساد صمت مظلم لثواني قليلة تخلله انفاس تخترق جدران القلوب من فظاعة ما تحمله من آسى/وجع ..!!

مسحت أم سعيد دمعة يتيمة خانتها في لحظة ضعف .. وغمغمت بنبرة مرتجفة:
يا قطعة من فواديه واحترقت يا سعيد ..

اسبلت أم العنود اهدابها المرتعشة ..
لا تريد أن تفكر مجرد تفكير أن تضعف وتبكي

ليس لنا الحق بأن نعذب أحبابنا في قبورهم
ليس لنا الحق ابداً ..!!!!

يالله يا ام سعيد .. أنت فقدت الإبن فقط
أما أنا فقدت الزوج والأخ معاً ..!!!

يالله ..
تشعر بقلبها يحمل اطناناً من حزن أمهات ثكالى
وألم نساء أرامل
وضياع فتيات تيتمن وهن صغار ..!!!!

لقد نبشتي قبر الحزن بأكمله يا خالتي
نبشتيه حتى اصبح غير قابل للإندثار مجدداً ..!!!!


تنفست بعمق شجاع .. وقالت بنبرة اظهرتها بقوة بالغة: الله يرحمه ويغفرله
ادعيله خالوه .. هب محتاي منا الحينه غير الدعا ..

تعوذت أم سعيد من ابليس ودعت لأبنها البكر بالرحمة والمغفرة من الله ..


.
.
.
.
.
.
.


قبل أن تشرق شمس يوم جديد
3 ونصف الفجر



مرت دقيقة
دقيقتان
ثلاثة دقائق
أربعة دقائق
خمسة دقائق



رآى حاجز كبير أمامه ..

حسنا يجب أن يسرع بدأ يفقد الاكسجين الباقي في رئتيه ..

أين أنتَ يا شبيه الظل ..!!!

أزاح الحاجز ورآى صخرة كبيرة ذات شكل جسر ومن أسفله شق كبير يمكن للإنسان المرور عبره بسهولة

وما أن اجتاز الفتحة الكبيرة

حتى أحس بذراعان كالفولاذ تمسكان برقبته وتحاولان خنقه بقوة لتكسر آخر فرص تحمله تحت الماء ..

ولكن بمهاراته العالية التي اكتسبها في آخر ثلاثة سنين أثر تدريبات بدنية عنيفة
وتكتيك دفاعي صرف ..

استطاع برشاقة أن يخلل بتوازن خصمه بعد أن أخفض جسمه ولف قدمه اليسرى على قدم خصمه اليسرى وبسرعة فائقة تمكن بشراسة قلب الأدوار وأصبح هو من يمسك بخناق الآخر ..

كان الرجل الآخر يحاول الانفلات من قبضة يده بقوة ماهرة .. قوة امتاز بها بكل هيمنة ..
ولكنه كان ممسكاً بخناقه جيداً مع تشبث رجله بزاوية الصخرة
لأنه إن لم يتمسك بالصخرة لاستطاع ذاك ذو الجسد الأضخم منه هزيمته ..!!

خفف من ثقل جسده بعد أن لاحظ خفة ثقل الآخر ..
ثم بعدها خرجا من الماء بشهقة عالية منه وشهقة مسيطرة متمكنة من خصمه ..!!


هتف حارب بعد ثواني من التنفس الحاد والعميق: اففففففف لا إله الا الله محمد رسول الله ..
للحظة حسيت إني بموت خلاص ..

هتف سلطان بدوره بحزم صارم وصدره يعلو ويهبط من التنفس الشديد: أحسنت يا حارب
قدرت اتم خمس دقايق وزود
المرة الياية بتم أكثر
سامعني ..؟؟

رد حارب بحزم ولا يزال يتنفس بقوة: إن شاء الله سيدي

وخرجا من المسبح الضخم المبني أساسا لأغراض التدريب السباحي العسكري
والتدريب الهجومي والدفاعي في المناطق المائية والساحلية

ما أن شرع حارب برفع خصلات شعره الكثيفة عن عينيه حتى أحس بذبذبات خطر سيلحق به
وقبل أن تأتيه ضربة بكعب رجل سلطان .. تمكن من تحريك جسده الذي بالكاد كان يتحمل وقتها الوقوف باتزان


سلطان بضحكة خبيثة: هههههههههههههههههه برافووووو برافووووو قدرت تتفاداها يا ووولد ..

ابتسم حارب بتهكم: إنت داهية ياخي .. خلني ألقط أنفاسي بالأول عقب شوتني بريولك على كيفك ..
تحولت نبرة سلطان للجدية التامة وهتف بحزم: الإعداء اللي يتربصونك ما بيتريونك يا حارب ترتاح ولا بيخلونك تلقط أنفاسك ..
بيستغلون الثانية عسب يطيحونك ..
وأردف بحدة عيناه اللتان تشعان بالقوة:
خل هالقاعدة في بالك .. في الثانية اللي بترف فيها عينك توقع رصاصة تدخل مخك
ولا سجين ينغرس في صدرك ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــي
مكتب القاضي مصبح بن نهيان الحر
قاضي في محكمة الاتحادية العليا



دخل السكرتير بعد أذن له بصوت فخم حازم رنان: إدخل يا عتيج
عتيج وهو يضع الملفات المطلوبة أمامه: تامرنا على شي ثاني يا بو ظاعن ..!!
رد أبا ظاعن ظاعن وهو يلبس نظارته الطبية بذات نبرته الحازمة: لا عتيج تسلم
روح كمل شغلك ..

ذهب عتيج السكرتير وهمّ الرجل ذو العقلية الفذة بتحليل القضية الشائكة أمامه .. أتاه رنين هاتفه النقال ليقاطع تركيزه الشديد في القضية ..

لمح إسم المتصل .. ورد بنبرة حازمة مثقلة باحترام وود شديدان: مرحباااا السااااع
هلا والله بوعبدالله هلا
..
أنا بخييير ربي يعافيك ويسلمك .. ومن صوبك طوليه بعمرك ..!!
..
يعله مدييييم ياربي
..
تامر إنت على الرقبة افا عليك
خبرني شسالفه ..!!!
..
أممممممم ولا يهمك يا بوعبدالله اعتبر قضايا بوحارب وسعيد بن خويدم عندك
..
بحزم مبطن بحزن شفاف: الله يرحمهم ويغفرلهم أجمعين
..
لا طويل العمر لا عباله ولا شياته
..
الله يسلمك يا بوعبدالله ما طلبت شي
..
فـ وداعة الرحمن





قطب حاجبيه باستغراب ..
لماذا يود الوزير رؤية قضايا محمد وسعيد بعد تلك السنين ..!!!
أهناك خلل ما حدث في تلك القضايا ..!!
أم هناك طلب للاستئناف من أحد المعتقلين ..!!!

يالذكائي الفظيع .. لم أرى ما نوع تلك القضايا من الأساس لأحلل واستنتج ماقد يريده الوزير منهم ..!!!


أتاه رنين الهاتف مرة أخرى .. وأجاب ببال مشغول: هلااا ..

تخلل مسامع صوتها الناعم ذو الفتنة الفائققة: يا هلا وغلاااااا
ابتسم أبا ظاعن بـ حب دافئة وهتف: هلا بهالصوووت والله
هلا بالغلا كله .. هلا بسلامة بنت ظاعن ..

اتسعت عينا سلامة بدهشة وهي ترى السماعة لتتأكد من المتحدث .. ثم هتفت: بسم الله الرحمن الرحيم
إنت مصبح ما غير ولا قرينه ..!!!

مصبح بنبرة رجولية مبتسمة: يخسى قرينه يتغزل في حرمتيه .. والله لا اصلخ يلده صلاخ

قهقهت سلامة برقة/حياء .. وهتفت بتغنج عذب: ههههههههههههههههههه حبيبي إنت جيه بتخليني اشك بعقلك
جانك من غبشة الله معصب ومودك ناقع ومحد يروم يرمسك
والحين اشوفك مكيف ورايق .. شساااااااالفه ..!!!

أجاب مصبح بضحكة رنانة: ههههههههههههههههههه ما تبينيه اكيّف واضحك يعني !!
خلاص ها برد أجلب ..

سلامة: لا لا لا دخيلك كيّف على كيف كيفك
المهم نسمع ضحكتك فديتك ههههههههههههههههه

تذكر مصبح سبب غضبه في الصباح وقال بتهكم: شسوي سلامي ها الدريول طلع عيني
ما يمر يوم إلا يعصبي ويطلع زيارينيه .. انا اقول اسفره أخيرلي .. يابليه العله ..

سلامة بنبرة هادئة دافئة: حبيبي طبه عنك ها لو قعدت تفهمه من اليوم يلين باجر ما بيفتهم
زين منه يعرف كمن كلمة انجليزي ..

هتف مصبح وهو يحك لحيته: ما علينا .. خبريني شحقه داقه ..!!

زمت سلامة فمها هاتفةً باستنكار: صدق هب ويه رومنسية
داقتلك ابا اسمعك كمن كلمة حلوة تهديك عقب اللي صار .. بس اشوف خلاص ما يحتاي دام أمورك عال العال

ابتسم بخبث وقال:
ماعليه نأجل شوي الرومنسية إلين مارد البيت
اللايف دومه أحلى وألذذذذذ ..

شهقت سلامة بنعومة .. واسرعت تهتف بحياء فطري:
اييييه مصبح اصطلب
ولا ما بسويلك غدا ..

مصبح: ههههههههههههههههه حشى تحرميني من الغدا عسبة كمن كلمة غاوية شراتج
(غاوية = جميلة)


صاحت سلامة بدلال ووجها أصبح كالطماطة الحمراء: مصبح ايييييييه خلااااص عااااااااااااد

مصبح: هههههههههههههههههههههه زين زين خلاص سكتنا
حشى يابوج ..

وأردف بابتسامة: خبريني .. أم ظاعن شو بتسويلنا على الغدا اليوم ..!!!

ردت سلامة بحياء ما زالت تشعر به: اممممم ام ظاعن بتسويلكم ان شاء الله مجبوس لحم

مصبح بحماس تمثيلي محبب: اووووويلاااااااااااااااه اليوم ناوية علينا سلااااامي

سلامة بضحكة ناعمة: ههههههههههههه هيه ناوية عليكم .. ما قلتلك ترى عزمت أخويه سلطان على الغدا
لا تتحير عاده ..
(لا تتحير = لا تتأخر)


مصبح بابتسامة دافئة: حياااه الله .. اسميه البيت بينور بـ بومييد

سلامة بابتسامة حب خاصة لـ توأمها الغالي: فديت قلبه بومييد من كم يوم ما ريت زوله
(ريت = رأيت)

مصبح بغيرة: افففففف عاد شو بيفججني من أم ظاعن وتوأمها
الا فديت قلبه .. الا فديت عينه .. الا فديت ثراه

غرقت سلامة بالخجل وهمست: هههههههههههههههه وانت بعدك تغار من سلطان ..!!

مصبح بذات غيرته التي لا يواجه ابداً مشكلة في اظهارها لمحبوبته الأزلية:
بتم أغار عليج من أي حد تحبينه حتى لو كملنا مع بعض 100 سنة هب بس الا 17 سنة

عضت سلامة شفتيها بنشوة انثوية بالغة وهمست بخجل عبق: وااااايه لا خليت منك يا ربيه


.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن




كانت تحمل صينية الإفطار الكبيرة وتأمر الخادمات بنبرة حازمة لا تتعدى حدود اللباقة كـ"عادتها"

الخادمة بصدمة: ماما شما هاتي هادا صينية انا يشلي
واجد تقيل
شما بنصف عين: عنبوه وين ثجيل .!!!
هاتي هاتي دلال الاقهوه والجاهي ..
وأردفت بتذكر: شانتي الغسول اباه في الطاسة الذهبية هب البيضا .. زييين ..!!!
شانتي وهي تهز رأسها: جين ماما


خرجت للحديقة بعد أن تأكدت من ثبات غطاء رأسها ..
والداها العزيزان قررا الإفطار والاستمتاع بنسيم الصباح المنعش ..


وضعت الصينية وهي ترى من بعيد ابنة خالتها أم العنود آتية وهي تحمل فاطمة الصغيرة التي بالكاد دخلت عامها الأول من عمرها ..

شما بصوت عالي عذب ومرحب: هلاااا والله ف ذمتيه بـ بنت محمد وبنت بنتهااااا فطاااامي ..

اقتربت أم العنود بابتسامة مشرقة يعلو رأسها وجسدها غطاءاً الكبيراً يغطيها بالكامل واضعةً على وجهها برقعها الذي يلمع كلمعان بؤبؤة عينيها ..

: السلاااام عليكم ورحمة الله، هلا بج زوود يالغرشوب


أبا سعيد وأم سعيد: وعليييكم السلااام ورحمة الله

اخذ أبا سعيد فاطمة الصغيرة وقبّل كفها الصغير بحنان متدفق وقال: فدددديتج انااااااا .. انتي ما تاكليييين ..!!
وأكمل وهو يقطب حاجبيه: عويش عنبوه بنتكم يابسة .. ما توكلووونهاا ..!!!

أم العنود وهي تبتسم لـ عمها العزيز: لا والله يالغالي نوكلها لجنه هي الطفسه ماداني الأكل وتشرد عنه
فتحت أم سعيد ذراعيها للطفلة وقالت لزوجها: عطني عطني اياها محد بيوكلها غيري

أتاهم صوته الثقيل المحبب على قلوبهم جميعاً: صبحكم الله بالخير يا عرب

رد الجميع بحماس منتعش: صبحك الله بالنووور والسروور بوسيف

جلس بعد أن قبّل رأس والده ووالدته
وقال بابتسامة متسعة: اوووه فطامي هنيييه .. تعالي عند يديه يا فواااده ..

وأخذ يقبلها ويلاعبها وهي تضحك ضحكة طفولية لذيذة .. وإلتفت وهو يتسائل ببسمة خافتة: إلا شريفة وين ..؟؟

اجابته شما وهي تصب له فنجاناً من القهوة: أم سيف في المطبخ تسوي جامي .. الحينه بتيي

أبا سيف بنبرة رجولية ممتلئة التقدير: أم العنود اشحاااالج .. عساج بصحة وعافية ..!!

عدلت أم العنود برقعها لترد بعدها بحزم انثوي مغلف بالحياء: يسرك الحااال يا بوسيف .. نحن بنعمة الحمدلله
ومن جدااك ..؟؟
أبا سيف بذات النبرة: عساه مديم ياربيه .. طيبييين نحن طاب حالج يام العنود ..
ثم أردف وهو يهز فنجانه الثالث ويعطيه لـ شما: إلا شميمي ما قلتيلي .. شو كنت تبين منيه البارحة ..؟!

شما بنبرة حياء شديد: اسمحليه بوسيف والله ماكنت ادري انك عند الرياييل ولا مادقيتلك والله

هتف ابا سيف وهو يقرص خدها الناعم بحنية بالغة: فديتج ماعليج ما صار شي ..
خبريني شو بغيتي ..!!
عدلت شما من جلستها وهمست بنبرة دلع فطري فيها: بوسيف طلبتك وما بتردني ان شاء الله ..

قطب أبا سيف حاجبيه باستغراب وقال: آمري شو بغيتي بويه ..؟!

شما بنبرة حاسمة تغلفها حياء: بغيتك ماترد ميراني بنتك وتسويلها حفلة تخرجها في قاعة مثل ما تبا

هز أبا سيف رأسه متهكماً من ابنته الصغيرة المزعجة وقال: حتى انتي ما سلمتي من حشرتها ..
سود الله ويه هالبنية ..

اعطته شما احدى ابتساماتها الفاتنة تستغل بها بخبث كي تقنع شقيقها الكبير وقالت برقة:
يلا عاد يا بوسيف لا تخليها في خاطر البنية ..
فديتها بتتخرج ان شاء الله .. وتبا تفرح شرات ربيعاتها ..
يلا عااااد ..

صمت أبا سيف بتفكير ثم قال بعدها بابتسامة صافية: والله لجل عينج بس يا بنت خويدم ولا انا ماحب هالمناجر
(مناجر أي مناكر = الحركات التافهة السخيفة التي ليست لها قيمة)

ثم أضاف بتذمر مستنكر لرجل لا يؤمن بتفكير ولا عادات شباب اليوم: شو قاعه ما قاعه ..!!!


بسعادة فائقة .. قامت شما لتقبل رأس أخيها هاتفةً له بنظرة جذلة "منتصرة": فدييييييت بوسيف يا ربيه لا خليت من قلبه عسسسسى ..

تأملها أبا سيف بنظرة غريبة ذات معنى .. وقال بحزم: وبوسيف ساكت يلين الحينه وما تخبرج شعنه رديتي ولد شاهين ..!!!

اهتزت يد شما الحاملة لـ جار العسل بصدمة مرتبكة ..
لم تتوقع أن أخيها سيناقشها بأسباب رفضها للرجل الأخير ..!!!
هي منذ سنين والرجال يحومون حول المنزل لينالوا شرف خطبتها .. وفي كل مرة ترفض ..
ولكن أشقائها الكبار لا يتكلمون ولا يعارضون لأن والدها هو من يقف لهم بالمرصاد ويمنعهم ..!!!
فـ مدللته شما إن رفضت من يخطبها .. فـ هذا أمر غير قابل للنقاش ولا الحوار ..!!


هتف أبا سعيد هذه المرة بنبرة حازمة صارمة يتخللها بحة عميقة: عبدالله
هز أبا سيف رأسه بسخط بسبب تدليل أبيه لأختهم الصغرى ..

حال أخته شما لا يعجبه ولا يجب السكوت عنه بنظره .. لذا عاد يهتف بحزم شديد ملؤه التهذيب:
يا بويه طوليه بعمرك
هالريال ما ينعاب ولا ينرد .. ما تخبرني سعنه ردته بنتك ..!!!

قال والده بنبرة صارمة قاطعة مُرادها إنهاء النقاش حالاً:
خلاص يا عبدالله البنية ما تباه .. السالفة هب بالغصب ..

اخفضت شما رأسها بحزن شفاف تفجر في سواد عينيها لأنها تعرف جيداً كم أن أمر رفضها للخاطبين يغضب أشقائها ويشعرهم بالسخط ناحيتها بشأن هذا الموضوع ..

أم العنود كانت صامتة وهي ترى تبدل ملامح شما من الفرح للحزن .. لكنها لم تعلق احتراماً لأبا سعيد وأبا سيف


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــا




في الحافلة السياحية .. كانت تتناقش مع طالباتها أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في طليطلة التي سيقفون عندها بعد قليل ..


إحدى الطالبات كانت واقفة وتسأل معلمتها ناعمة فضول حماسي: أبلة المسلمين كيف دخلوا طليطلة ؟!
ضربت ناعمة خدها بخفة هاتفةً بعيناي متسعتان:
زينب ما وحالج تنسين .. عطيتكم هالدرس قبل الإجازة وامتحنتكم فيه ..!!

هتفت طالبة أخرى بضحكة ساخرة: ههههههههههههههه أبلة زنوب أصلا نست شو تريقت اليوم تبينها تتذكر شو درست الفصل اللي طاف ..!!

زينب وهي تضرب الأرض بتهكم طفولي: أبلة شوفي حمدوه خليها تسكت .. كله تتمصخر عليه

رمقت ناعمة الطالبة حمدة نظرة من تحت رموشها وقالت بتوبيخ رقيق:
حمده عيب عليج .. خلاص بقولج زينب حبيبتي ولا يهمج
وبقولج القصة من البداية بعد ..
وأردفت وهي تعدل جلستها وحجابها المزخرف بالدانتيل الناعم:
تعرفون يا حبيباتي إن طارق بن زياد قائد الجيش وقائده الأعلى موسى بن نصير قرروا يفتحون الأندلس سنة 92 هجرية
وبالفعل قدر جيش طارق بن زياد يدخل الأندلس أواخر شهر شعبان عن طريق ميناء شبه جزيرة سبتة ..

قاطعتها زينب بحماس: هيه هيه تذكرت هالجزيرة .. هاي اللي قدر طارق بن زياد يسيطر عليها بمساعدة واحد من القوط اسمه يوليان ..

هزت ناعمة رأسها بموافقة وسألت حمده: وليش يا حمده يوليان ساعد طارق بن زياد وخلاه يدخل سبتة ..؟؟

حمده بتفكير وبنبرة متشككة: اممممممم ماتذكر أبلة بس يمكن لأن هو ما كان يحب ملكهم
وبنبرة طفولية اضافت: هذا شسمه ياربي .. نسييييت اسمه ..

تدخلت طالبة أخرى بنبرة متشوقة: لوذريق ملك القوط

طرقعت حمده سبابتها بإبهامها وقالت بتذكر: ايوووووا لوذريق
والتفتت لمعلمتها ناعمة مردفةً: هذا لوذريق كان ظالم ويسرق فلوس شعبه عسب جيه يوليان قرر يساعد طارق بن زياد صح ؟؟
ناعمة بعينان تلمعان بسمة: صححح حمده ..
بمساعدة يوليان قدر طارق بن زياد يدخل أرض الأندلس بأسلوب التخفي والمباغتة
استخدم المراكب التجارية في الدخول وما جازف بمراكبه العسكرية ..
كان يبا يتأكد إن الأرض اللي بيدخلونها آمنة
ومادخل مرة وحده بكل جنوده
لا ..!!!
طارق بن زياد كان قائد محنك، دخل على دفعات لهدف الإستطلاع وتأمين الأرض لباقي الرجال
وتم موسى بن نصير في جزيرة سبتة لتأمين ظهر الجيش
بعد ما عدى المضيق اللي عقب بيتسمى بمضيق جبل طارق على اسم الفاتح نفسه
بنى قاعدة في المناطق الجبلية اللي تقع في أول الأندلس وهالقاعدة كانت جدا حصينة وقوية
لكن طارق ماستقر في القعدة مدة طويلة لأن قرر يكمل دربه لين 45 كيلو جدام ووصل لمنطقة اسمها برباط


أردفت زينب بحماس وهي تصفق بخفة: وبرباط بتكون أرض المعركة بين المسلمين والقوط

هزت ناعمة رأسها بإيجابية: صح زينب .. وطبعا اختار هالمكان لأن جغرافيته بتساعده وايد في هزيمة جيش لوذريق اللي كان كما يقال عدده 100 ألف بينما جيش المسلمين كانوا لا يتعدون 12 ألف

أشرت بيدها وهي ترسم خطة طارق بشرح ذكي محنك: اختار منطقة مستوية للمعركة بحيث الجبل العالي بيكون على يمينه والبحيرة على يساره ..

وبـ عينان تنبعثان منها فخر وعزة بحذاقة المسلمين قديماً: وطارق بن زياد ما كان قائد عادي .. استخدم اسلوب الاستنزاف مع جيش لوذريق .. أولا اختار موقع بعيد عن عاصمة القوط طليطلة لأن يبا يهلك رجال جيشه ويثبط من عزيمتهم وحماسهم
وثانيا استقر في برباط قبل المعركة بيومين يعني في ليلة 27 من رمضان عشان رجال جيشه يرتاحون ويستطلعون كل المنطقة ويحفظون كل تضاريسها
ثالثا قرر أن المعركة اتم لأيام هب في يوم بس .. لأن مثل ما قلت كان يبا يستنزف جيش لوذريق وما يخلي فيهم قوة لمواجهة جيش المسلمين .. وطبعا المسلمين في أمان لأنهم هم اللي يسيطرون على مصادر الزاد والماي في المنطقة

ولكن صار شي غريب يوم جيش لوذريق دخل برباط ..
لاحظ طارق بن زياد إن رجاله بدوا يتوترون ويخافون وهم يشوفون ضخامة جيش القوط .. وارتباكهم كان واضح له
فأمر بمنادين ينادون في الجيش بآية قرآنية بتكون السبب في ارتفاع مستوى الحماس والعزيمة بينهم ..
الآية هي:
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

وبسرعة كبيرة صار الجيش بكبره ينادي بهاي الآية بعزيمة قوية ويكررها ويكررها لين ما دشوا المعركة
وطبعا نتايج معركة برباط أو معركة البحيرة مثل ما يسمونها هي انتصار حاسم للمسلمين واغتنامهم كمية كبيرة من الخيول وغنايم ثانية من ذهب وفضة
لكن بالمقابل استشهد 3000 مسلم

وأردفت بنظرة عين مُشعة: بس شفتن يا بنات قوة الإيمان وصدق النية كيف تخلي الإنسان ينتصر على المصاعب اللي تواجهه ..!!!

هتفت طالبة أخرى وهي تضع يدها على خدها: صح أبلة ناعمة معاج حق
وأكملت الفتاة ذاتها بتساؤل: انزين أبلة شو صار في لوذريييق ..!!!

حركت ناعمة كتفيها بعدم تأكيد لتعدد الروايات في هذا الموضوع: لوذريق هرب يا مريم .. لكن في ناس قالوا إنه مات غرقان في البحر وفي ناس قالوا إنه طاح من على الجبل ومات .. محد يعرف الصراحة شو استوابه بالضبط ..!!

زينب وهي تتسائل: انزين أبلة وعقب شو صااااار ..!!!

ناعمة وهي تلتفت لـ زينب وتكمل: وعقب يا زنوبة الحبوبة ..
طارق بن زياد ماوقف وكمل دربه إلين طليطلة اللي نحن سايرين إلها الحين .. والأمر ماكان محتاج انتظار وتروي بنظر طارق بن زياد ..
لكن مدينة طليطلة على مدى التاريخ محد قدر يقتحمها، فـ كيف برايكم طارق بن زياد بيقدر يقتحمها ويفتحها ..؟؟؟

حمدة بتفكير عميق وهي تتخيل موقف طارق وجيشه: اممممممم دخل طليطلة بالمباغتة والمفاجأة مثل ما قلتي أبلة لأن أكيد خبر انتصار المسلمين في المعركة وهروب لوذريق ما وصل بهالسرعة لشعب القوط في المدينة ..

ناعمة بابتسامة لـ ذكاء الفتاة: صح عليج حمدة .. طارق اقتحم المدينة بغفلة من القوط .. واللي ساعده هو عدم وجود أي رجال من جيش لوذريق فيها لأن لوذريق يمّع كل رجاله في الجيش للمعركة وخلى طليطلة مفتوحة من غير تحصين وتأمين من أي أي جندي ..
وفتح طارق وجيش المسلمين المدينة الحصينة بذكاء منقطع النظير بـ 9000 جندي بس ..!!

أضافت ناعمة بابتسامة جميلة أظهرت بياض صف اسنانها:
وهذا الشي بحد ذاته عبقرية .. لأن طليطلة كـ مدينة، كانت ولازالت مدينة غير عادية حصينة بشكل ما تتصورونه،
هالمدينة محاطة بنهر أسمه نهر التاجو من ثلاثة جهات وهذا النهر صعب حد يدخله لأنه محاط بـ جبال
شاهقة صعبة التضاريس .. والجهة الرابعة من المدينة مقابلها جبال وقلاع وحصون ..
بس عزيمة المسلمين وصدق نيتهم ما خلتهم يستسلمون .. وقدروا في الاخير انهم يفتحون طليطة بقدرة الله سبحانه ومشيئته ..


عندما انتهت ناعمة من القصة إلتفتت لترى وجوه الطالبات تنضح بإعجاب وانبهار واحساس بقوة وعزة المسلمين
لم تتمالك ضحكتها .. فـ ضحكت بقوة لمنظر وجوههن المذهولة وكأنهن للتو ظهرن من فلم تاريخي أكشن

زينب وهي تستفيق من ذهولها: انزيييين وبعدييييين ..!!! شوووو صااااار ..!!!

ناعمة بابتسامة رقيقة: لا لا لا خلاص هاذوه وصلنا المدينة .. عقب بكمل لكن القصة ..

إلتفتت بعدها بحيرة وهي تسأل الفتيات: بنات وين أبلة روضة ما شوفها ..؟؟
حمدة وهي تأشر لآخر مقعد: أبلة روضة هناك ترمس في التلفون





كانت روضة جالسة في المقعد الخلفي وتتكلم في الهاتف مع أمها وأختها الصغرى

روضة بابتهاج وهي تنظر لطبيعة الخلابة من النافذة: يطوفج يا شيخوه هالطبيعة اللي تخبل
جنة جنة والله .. سبحان الخالق فيما خلق وابدع ..

شيخة بغبطة باسمة: صوريلنا كل شي رواااااضي نبا نشوف معااااج ..

روضة بابتسامة: اكيد فديتج بصورلكم كل شي ان شاء الله وبطرش الصور في الواتس
وأكملت بتساؤل: بتخبرج قوم أم حمودي يوكم اليوم ..؟؟؟

شيخة بغيظ طفيف مصدره شوق جارف لأبناء أختها الكبرى المشاغبين: لااااا ماعرفتي
ساروا صلالة البارحة ..

روضة بدهشة: اوووونه .. وشحقه ماترمس وتقول ..!!!

شيخة: لا مخبرتنا هي يوم يتنا اليمعة بس الظاهر نست تخبرج يوم رمستيها آخر مرة

روضة: اهااااا .. زين عيل بدقلها عقب


رفعت رأسها لترى أن الحافلة قد اقتربت من المدينة .. وقالن بنبرة سريعة لتنهي محادثتها مع اختها:
يلا شيخوه بخليج .. وصلنا المكان
سلمي على الكل زين ؟!!
شيخة: ان شاء الله يبلغ .. وانتي لا تقطعين عاده وطمنينا عنج
روضة بنبرة حب دافئة: ان شاء الله يا قلبي اكيد بطمنكم
يلا مع السلامة
شيخة: مع السلامة وربي يحفظج ..


روضة كانت خجلة من أن تذهب لـ ناعمة لأن ناعمة كانت تحادث أخاها ذياب
فـ سألت الطالبة حمدة: حمدة وصلنا ولا ؟!!
حمدة: هيه أبلة .. الإخصائية مريم قالت إن دقايق وبنوصل الفندق إن شاء الله
روضة: اهااا زين عيل الحمدلله ..



بعد خمس دقائق وصلت المجموعة للفندق الذي حجزوا به ..

خرج جميع الركاب بعد أن أخرجوا حقائبهم وأغراضهم وشرعوا بالدخول للفندق ..
وما إن اصبحوا في الداخل حتى تذكرت روضة بجزع أنها نسيت جهازها الآيباد في الحافلة ..

صاحت روضة بقلق: نعوم نعوم إلحقي
قطبت ناعمة حاجبيها: بلاج بسم الله
روضة بذات قلقها: نسيت آيبادي في الباااص ..


استدارت ناعمة لترى أن الحافلة لازالت في الخارج ولم تتحرك:
الباص بعده ما تحرك بسرعة اربعي سيري هاتيه ..
أعطت روضة هاتفها وحقيبتها وقالت بـ عجلة: زين دقيقة ..

وأسرعت تهرول لـ تلحق الحافلة ببال مرتبك مشوش غير منتبهة بتاتاً لما حولها ..

لم تكد تخرج من البوابة الرئيسية للفندق حتى اصطدمت بشي صلب أفقدها التوازن وكادت تسقط على وجهها ..!!

لكنها أحست بيد قوية للغاية تمسكها من ذراعها اليسرى لتمنعها من السقوط ..


احست روضة للحظة بأن الدنيا توقفت .. وقلبها فقد دقة من دقاته المتسارعة ..
وكانت على ثقة بأنها لا مُحالة ستفقد أنفها الجميل التي تعتد به وهي تترنح وتسقط ..!!

يا إلهي ماذا حصل ..!!!!
هل فقدت حقاً أنفي الجميل ..!!!

ما إن شعرت بأنها رجعت لوضعية الوقوف بشكل متخدر/مصدوم حتى استوعبت بأن هناك يد قد ساعدتها ..!!!!


رفعت رأسها ببطئ شديد إلى أن لمحت عينا رجل يبتسم لها ابتسامة أقل ما يقال عنها بأنها مدمرة لكيان أنثى عذراء !!

وبنبرة رجولية ظهرت كـ تموجات قوية مزقت آخر حصون توازنها قال الرجل: سلمتي ختيه


كان الرجل قد ازاح يديه عنها ما إن وقفت .. ولكن روضة لا تدري لمَ ابتعدت فجأة كأنه لازال يحكم قبضتيه عليها..!!

ردت بتلعثم واضح متفجر بحياء وارتباك شديدان: آ آ آ آ آ الله يسلمك
وهرعت للحافلة بعقل مشتت ليس في وعيه أبداً ..
كانت تمشي بتعثر واحست بـ ساقاها ترتعشان ولا تستطيعان الاستمرار بالحركة ..


ما إن دخلت الحافلة حتى جلست لتأخذ نفس قوي مرتجف عميق ..
ثم وضعت يديها على وجهها واخذت تستغفر وتذكر الله ..

فـ حقا أصابها هذا الموقف بتوتر وخجل جعل من قلبها قنبلة ذرية توشك على الانفجار ..!!!!


وبنبرة مرتجفة تخللها غضب من نفسها غمغمت: يالله ما اغباااااني .. انا كيف جيه ما شفت الرياااااال ..!!!
الحينه شو بيقول عني ..!! استغفر الله يا رررربي والله ما شفته والله ..
اففففففففف


وأستوعبت بعد ثواني سبب وجودها هنا .. وباشرت بالبحث عن جهازها الآيباد بتوتر ما زالت يتملكها حتى وجدته ..

وعندما خرجت من الحافلة دعت الله أن لا تلتقي بالرجل نفسه مرة أخرى

ويالحظها الجيد لم تره ..!!!




.
.




هــــو ..

بعد أن اصطدم بالفتاة بالخطأ ..
سرح ونسى للحظات الذي يحادثه على الهاتف ..!!!

: يا ريااااال وينك ..!!
ابتسم بسرحان متذكراً منظر الفتاة الخجلة: معاك معاك شو كنت تقول ؟!

: كنت اقولك شو صار على اللي اتفجنا عليه ..!!

تنحنح بخشونة محاولاً التركيز مع الذي معه .. ورد بحزم بالغ: احمممم شسمه .. هيه لا تحاتي كل الامور تحت السيطرة
وعرفت متى ووين بيسوون اجتماعهم ..

رد الآخر: اهااا اوكي حلوو .. خلاص عيل لو عرفت شي ايديد دق عليه
وأكمل بتساؤل: إنت ما قلتلي بأي فندق في توليدو حجزت ؟؟

اتسع ثغره بابتسامة رجولية ماكرة/متلاعبة وهو ينظر لبوابة الفندق الرئيسية ويسترجع ما حدث قبل قليل:
في فندق سانتا ايزابيل ..





نهـــاية الجــــزء الثالـــث

bluemay 27-12-14 04:31 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
بارتات رهييييييبة

بس بصراحة محتاجة وقت عشان أحفظ التنوع في الشخصيات محسوبتك تنسى بسرعة هههههه


أشكرك على كلماتك الطيبة يا عسل

والله الرواية رائعة ومؤثرة وأستمتعت فيها كتير والله

الحزن غلفها لكن كان دافع للتغيير

عجبني حارب بعد التغيير

سلطان ما شاء الله رجال والنعم فيه .

وكثير شخصيات عجبتني مثل شما اﻷبية

وموزة وناعمة وحصة

بس كرهت عوشة ... شكلها حية من تحت تبن .


منتظرة البارتات لأتعرف اكتر عليهم ..

تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شما بنت محمد 28-12-14 07:29 AM

صباح الخير . .

يسعدني أكون من المتابعين لروايتج الجميلة والشيقة !!

بصراحة أسلوبج في الكتابة وايد مشيق وجميل وسردج للموقف نفسه أجمل وأجمل،،

بداية موفقة !

استمري وبالتوفيق إن شاء الله

مع خالص ودي واحترامي

لولوھ بنت عبدالله، 28-12-14 01:26 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500006)
بارتات رهييييييبة

بس بصراحة محتاجة وقت عشان أحفظ التنوع في الشخصيات محسوبتك تنسى بسرعة هههههه


أشكرك على كلماتك الطيبة يا عسل

والله الرواية رائعة ومؤثرة وأستمتعت فيها كتير والله

الحزن غلفها لكن كان دافع للتغيير

عجبني حارب بعد التغيير

سلطان ما شاء الله رجال والنعم فيه .

وكثير شخصيات عجبتني مثل شما اﻷبية

وموزة وناعمة وحصة

بس كرهت عوشة ... شكلها حية من تحت تبن .


منتظرة البارتات لأتعرف اكتر عليهم ..

تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»




فديت قلبج :)


صحيح الحزن ساعد في التغيير .. "وبيساعد اكثر" ..


اسعدني تعليقج حبيبتي .. وترقبي البارت القادم .. ان شاء الله يعيبج ..

لولوھ بنت عبدالله، 28-12-14 01:30 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3500185)
صباح الخير . .

يسعدني أكون من المتابعين لروايتج الجميلة والشيقة !!

بصراحة أسلوبج في الكتابة وايد مشيق وجميل وسردج للموقف نفسه أجمل وأجمل،،

بداية موفقة !

استمري وبالتوفيق إن شاء الله

مع خالص ودي واحترامي



يا هلا ويا مرحبا :)


صباحج/مساج نور وسرور حبيبتي


تسلمين على كلامج الطيب وتشجيعج وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم ..


ربي يوفقنا ويوفقج دايم الدوم ..

الام المثالية 28-12-14 06:54 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
حي الله بنت بلادي الحبيبة الامارات . مستانسة واااايد اني حصلت رواية اماراتية تستحق ان تقرأ فشكرا جزيلا لك :55:

لولوھ بنت عبدالله، 28-12-14 11:01 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الام المثالية (المشاركة 3500343)
حي الله بنت بلادي الحبيبة الامارات . مستانسة واااايد اني حصلت رواية اماراتية تستحق ان تقرأ فشكرا جزيلا لك :55:




يا قلبي انتي .. ربي يحييج ويبجيج


ههههه فديت قلبج ياربي وانا مستانسة واااايد اني حصلت وحدة شراتج تنعجب بالرواية وتشوفها تليق لمستوى ذوقها ..


تسلمين على مرورج الغاليه .. واتمنى تكونين من المتابعات الدايمات لـ الرواية .. :)

لولوھ بنت عبدالله، 29-12-14 11:08 AM

الجزء الرابع
 
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




الجـــزء الـــرابع



أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك.. عنواني


لـ فاروق جويدة



،



العيـــــــــن




تقف كالمهرة بالقرب من النافذة، وأشعة شمس التي توشك على الإنطواء بعد ساعتين تعكس نورها على خصلات شعرها السوداء ..
بـ اتقان تدريجي وحرفنة فنان بدأت ترسم الخطوط الرئيسية للرسمة التي تختال في بالها ..

هي مؤمنة تماماً بأنها ستستطيع رسمه كما ينبغي لرقي فنها الفاتن ..

هي هكذا ..!!!
تحب إذ عملت عملاً أن تتقنه، حتى وإن كان عملاً لا ترى نفسها به أو لا تفضله

فما بالكم بالرسم ..!!!!

الرسم الذي تعتبره تعبيراً روحياً لعواطفها .. مشاعرها .. فرحهـــا .. حزنهـــا .. كآبتهـــا .. يأسهـــا .. حماسها .. ابداعهـا

و حتى
"هــواهـــا"


كان لكل رسمة ترسمها طابعها الخاص المسجى بـ لمساتها الشماء
لمسات ذات عز وكبرياء عالي كـ إسم صاحبتها تماماً ..!!!


وانغمست في الرسمة شيئا فـ شيئاً حتى بدأت تتراقص بخيلاء في عالم لا يوجد به إلا هي وفرسها الذي ترسمه

سمعت طرق باب غرفتها، وضعت أقلامها وبنبرة رقيقة: تفضل

رأت عينا إبنة شقيقها الشقية تتقافز أمامها بابتسامة جميلة: هااااااااي

رمقتها شما بنظرة من تحت رموشها الكثيفة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ميره

أخرجت ميره لسانها من جانب شفتيها هاتفةً بشقاوة تخللها حرج طفيف:
على فكرة ما احرجتيني عموه ههههههههههههه

ابتسم عينا شما وقالت: كم مرة اقولج ودري عنج مذهب عيال الحمر وسلمي شرات العرب والناس ..!!
ميرة بذات ابتسامتها المُحرجة: السموحة عمووووه خلاص ما بعيدها ان شاء الله
وأكملت بتردد خجل: اممممم عمووووه

ابتسمت شما بخبث وهي تشرع في اكمال رسمتها:
خل أوفر عليج المقدمات اللي مالها داعي واقولج تراني رمست ابوج ووافق انه يسوي حفلتج في قاعة مثل ما تبين

ميرة فتحت فمها بدهشة مصدومة ..

إلتفت شما لها وضحكت بقوة من وجه ميرة المصدوم: ههههههههههههههههه بلاااااج بسم الله .!!!

ميرة بعينان متسعتان مفعمتان بالذهول: حلفي عموووه حلفي

شما بذات الضحكة القوية .. فـ وجه ميرة كان بالفعل مضحك: والله يا الهبلة بلاااج، بجذب عليج مثلاً ..!!!

صاحت ميرة بحدة وهي تقفز على سرير شما بفرحة لا تُصدق وحماس وصل اقصاه: ياهووووووووو يا ووولد يا وووولد وراااا وراااااا عاشششوووو عاششششو ..

استمرت ميرة بالرقص والقفز كالمجنونة وشما تضحك بشدة من فرط جنون ابنة شقيقها الشقية ..

وفجأة قفزت ميرة من السرير وذهبت لتقبل عمتها بقوة على وجنتيها ..

ميرة بفرحة مجنونة: احبج احبج عموووه والله احببببببج .. لا خليييييت منج ياربي
يا احلى شوشوووو في الدنيااااااا
ياربي والله مستاااااانسة
شكرا عمووه شكرا وايد وايد وايد ..

شما بابتسامة جذلة واسعة وقد ابهجتها سعادة ابنة شقيقها: فديت قلبج انا

استدارت ميرة باستعجال وهي تخرج: بسير اقول حق ربيعاتي وببدا اخطط لكل شي حق الحفلة
تشااااااااااااااوووو ..
وإلتفتت ثم هتفت بنبرة مشاكسة: اووووبسسسس اقصد مع السلااااااامة ..
وأرسلت قبلة قوية في الهواء لعمتها: اموووووواح احبج شوشو احبج وااااااااايد

شما بضحكة رقيقة: هههههههههههه خبلة ميرووه سيري سيري ..

ثم استدارت مرة أخرى للوحتها وفرشها وأقلامها المبعثرة بذات ابتسامتها،
وتنفست بعمق لتملأ رئتيها بأكسجين منتعش يعيدها لعالم ليس فيه إلا هي وفرسها و....


ومن يا شما ..!!
ألم تتُب بعد يا أيها القلب المتمرد
بمن تفكر الآن ..!!!
بفارسك الذي تركك على عتبات طريق العمر ..!!
وجعلك تشحذ الأنفاس بكل ما اوتيت من كبرياء/عزة نفس .!!!

بفارسك الذي لم يكن فارساً مؤهلا لعشق كان ولا زال لم يُخلق لغيره ..!!!

بمن تفكرين يا شما !!
بمن !!!!
إنسيه
فهو لابد ومن غير شك نسى أياماً ما زالت كالوشم في باطن روحك
انسيه، فالنسيان هو العلاج الكفيل لتنقية ما تبقى من مشاعرك ..!!

انسيه فقط يا شما
ولتذهب ذكراه مع رياح السنين الضائعة ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي



سمعت نغمة رنين هاتفها المحمول التي كانت قصيدة لإحدى شعرائها المفضلين
أجابت وهي تحرك قطع السكر في قهوتها المسائية: مرحبا مليووون بالقلب ..

سمعت صوت صديقتها العالي المجنون وهي تقول بسعادة منتعشة: مهااااااااااري
اخيرااااااا ابويه طاع اني اسوي حفلتيه في قااااعة
(طاع = رضيَ/وافق)


أبعدت مهرة الهاتف عن أذنها مجيبةً بتهكم: حشى حشى حشى صميتي أذووووني
شبلاج تراعجييين انتي ..!!!

فتحت ميرة علبة البيبسي وهتفت بعدما شربت ما فيه بنهم/استمتاع: مهروه فرحانه والله فرحانه
إنتي ما تتصورين شقد ابويه عنيد ومحد قدر يقنعه غير شميمي عنيه افدا خشمها

مهرة: اخييييييراً بوسيف وااااافق .. ماااااا بغى ..!!

ميرة ببهجة شاسعة: هيه والله ما بغى
وأردفت بتساؤل: ما خبرتيني هالويكند بتروحين دبي مول ولا ..؟!

مهرة بحيرة: والله ماعرف يختي، قلت حق فلاح ودني وقال لو ما عنده شغل عادي بيوديني
وأكملت باستجداء: تعالي معاي ميمي تعرفيني ما أحب اسوي شوبنغ بليااااااج ..

ميرة بتفكير: يا ريت والله في خاطريه انا بعد، سمعي انا بخبر امايه وبشوف شو الترتيب
اوكي..؟؟؟

مهرة بنبرة مسرورة مُتأملةً: يااااااااااارب اطيع يارب يارب


سمعت صوت أمها وهي تناديها من الأسفل: مهاااااااااااااري

مهرة ترد بصوت عالٍ: هلا امااااااااايه

أم مهرة بذات الصوت العالي لتسمعها مهرة: تعالي مهاري زهبي الفوالة حق ميلس الرياييل ..

مهرة وهي تضع غطائها على رأسها وتقول بعجل: ميمي ميمي بخليج الحين بسير ازهب الفوالة
وأردفت: سمعي، لو هلج طاعوا تيينا دبي اتصليبي اوكي ؟؟

ميرة: إن شاء الله حبي بتصلبج اكيد، يلا مع السلامة وسلمي على أمج
مهرة: إن شاء الله يبلغ فديتج، مع السلامة


أغلقت الخط عن صديقتها التي هي بمثابة أكثر من أخت للروح وونيسة للقلب
ميرة هي صديقتها الوحيدة وأختها التي لم تحظى بها يوماً ..!!

فـ مهرة كان الفتاة الوحيدة وآخر العنقود بعد ثلاث شباب هم نهيان .. فلاح .. وحمد

لطالما تمنت منذ طفولتها شقيقة تشاركها غرفتها
ألعابهــا
حكاياتها
أفراحها
أحزانها
شقاوتها
ومقالبها
حتى أحلامهــا ..!!


لطالما تمنت مهرة شقيقة تؤنس عليها وحدتها وتشعر معها بروعة مشاعر الأخوة ..!!

وميرة أصبحت بالنسبة لها هي الأخت والشقيقة والصديقة التي تمنت

قالت في نفسها وهي تشرع بالخروج من غرفتها: "لا خلاني الرب منج يا توأم روحي"


.
.
.
.
.
.
.



منطقة مســــافي
يـوم الجمعــــة




كانت سيارة حارب تشق الطريق المعبد بين جبال الإمارات الشمالية الشاهقة
جبال موسومة بطابع أبيْ قديم يعود لأزمنة تفوح برائحة عود معتق

كان الجو بديعاً بـ حق ..!!

فالسماء تلبدت بغيوم كثيفة، والشمس توارت بخجل وراء سحب تنذر بأمطار خير من رب رحيم

هي كانت تضع يدها على خديها وتنظر بتأمل شديد للطبيعة الجبلية الخلابة ..
وفجأة لمحت ثعلب صغير جميل المنظر يخرج من جحره بخجل متردد ..
ما إن رأته حتى اتسعت ابتسامتها واستقامت لتضرب نافذتها بحماس طفولي بريئ

إلتفت الجميع إليها ومن ضمنهم حارب الذي قال بنبرة دافئة: شفيج موزانه ؟؟
إلتمعت مقلتا موزانة بابتهاج مُشع وهي تضرب النافذة بخفة وتأشر بأصبعها ..

لم يفهم عليها أحد ..
كانت لا تزال تأشر بابتسامة حماسية حتى استوعبت أن لا أحد فهم ماذا تقصد ..!!

انطفأت ابتسامتها كما تنطفئ الشمعة المضيئة بذبول ..

ثم أخرجت دفترها الصغير المزخرف بورود وردية وبنفسجية وكتبت فيه:
"شفت ثعلب صغيروني حلو توني"

وأعطت الدفتر لـ حارب الذي يجلس خلق المقود .. وقرأه

ابتسم حارب ابتسامة لم تتجاوز عينيه لفرط ألمه على حال شقيقته ..
شقيقته التي ولابد إنها مجروحة الآن لـ عدم مقدرتها على توصيل مشاعرها وسعادتها للغير ..!!

ولكنه مع هذا قرر أن لا يشعرها بالعجز أبداً ..!!

وقال بنبرة رجولية عالية باسمة: هيييه حبيبي موزانه هنيه عادي تشوفين ثعالب ذيابة ثعابين

وإلتفت إليها فجأة واضعاً السيارة على سرعة ثابتة اتوماتيكياً وبصراخ مازح انقض عليها ودغدغها بخفة:
وعقاااااااااااااارب

ضحكت موزة بقوة شديدة "صامتة" ظهرت مع صف اسنانها البيضاء المصفوفة بشكل مثقل بالجاذبية،
إلى أن أدمعت عيناها اللوزيتان ..

أم العنود وام سعيد بصراخ حاد: حااااااااااارب انتبه

قهقه حارب بمكر رنان وهو يعود لمقعده ويرجع السرعة للوضع اليدوي:
هههههههههههههههههه بلاكن زغتن ..!!
(زغتن = خفتن)

عادي مثبت سرعتي والشارع فاضي يعني ما علينا شر ان شاء الله


مازالت شقيقته تضحك وهو سعيد بذلك

ولكن ما الذي سيخرجه الآن من دوامة التذمر النسائي من عمته وخالته (أخت جدته) أم سعيد ..!!!

أم العنود تقطب حاجبيها بتهكم: يا ولد يوز عن هالحركات وودر الاستهتار .. انت تسوق ما تلعب ..
وأكملت بغضب: إنت ما بترتاح إلا اذا استوابك شي ..


حارب بذات النبرة التي تخللتها ضحكة خفيفة:
هههههههههههههه عنبوه عموه لحيتي مازره ويهي وتقوليلي يا ولد ..!!!

أم سعيد وهي تقرا المعوذات من الخوف الذي أصابها وبتهكم عجوز قالت: يعل عدوك النفاد يا حويرب
طيرت حمامة افاديه يالهرم
شوف الدرب وخل عنك المنااااجر
(النفاد = الموت) (طيرت حمامة افاديه دلالة على الخوف والفزع)


إلتفت حارب إلى موزة وبتفكه رجولي لا يخرج منه إلا لأجل عينا شقيقته الجميلة:
موزوه ودية ثانية ما بنشلهن ويانا .. مسوياتلنا أزمة نفسية في الموتر ..

ابتسمت موزة بسمة واسعة يعلوها لمعان الضحك بعيناها ..

رمقت أم العنود الاثنان بنصف عين متهكمة ولكن اعترفت بقرارة نفسها أنها ابتهجت لرؤية البسمة على وجوه أبناء شقيقها الغاليان على قلبها ..

كانا ينقصهما ضحكة عبيد فقط ..!!

آآآآآه يا عبيد .. عمتك لم تنساك يا قلبها ..
لم تنساك ...!!!
رحمة الله عليك يا صغيري ..

وبنبرة أخرجتها بتهكم خفيف لتخمد حزن صحى على حين غفلة منها:
اقول خل عنك بس وشوف الدرب

وبابتسامة جذابة قال حارب: إن شاء الله هاذوه قاعد اشوف الدرب



وصلوا لسوق الجمعة قبل أذان الجمعة بساعتين

إلتفتت أم سعيد وهي وتلكز ظهر حارب بخفة: حارب فديتك وقف عند راعي الفندال

اشر حارب وقال: عند ها بو لحية حمرا ..!!

أم سعيد بتأكيد: هيه هيه عند ها

وأمضت العائلة بالمشي والشراء بحماس ومعنوية ممتازة تسمح لهم بـ "المكاسر"

امسكت موزة ذراع اخيها برقة وهي تأشر على رجل يبيع الذرة المشوية

حارب: تبين ذرة ؟؟

موزة وهي تومئ برأسها بـ"نعم"

حارب بحزم دافئ ودود: إن شاء الله من عيوني


مشى للمكان الذي يُباع فيه الذرة ونظرات عيناه الحادة بدأت بالتحفز اللاإرادي


هو يشعر بالخطر..!!!
يجب أن يرجع مع عائلته لبيت جده قبل الآذان ..!!!


إلتفت بناظريه بطريقة غير ملفتة للسيارة التي كانت تتبعهم من بيت جدهم في وسط رأس الخيمة إلى مسافي ..

استطاع بسهولة تمييز تتبع السيارة بفراسته المعهودة ..

تباً لهم، مالذي يجري في عقولهم الدنيئة الآن ..!!!

لثلاثة سنوات وهو مبتعد عن مدار أعينهم الشيطانية الخبيثة ..

بماذا يخططون الآن ..!!!



اشترى الذرة لشقيقته ورجع حيث نسائه واقفات

أم العنود وهي تمسك حبة البطاطا الحلوة وتهتف بتهكم: الحينه كيلو الفندال بـ 10 ..!!
غربلات بليسك ..
أبويه نزّل نزّل باخذ عنك صندوقين انا

عقد البائع حاجباه بغيظ من أم العنود وأم سعيد اللاتي أظهرن شيب شعر لحيته الحمراء: ماما هادا مال ئُمان لاه
توه جيب، واجد فرش هادا ..

حركت أم سعيد عصاتها بتهكم هي الأخرى وقالت بحدة: ماشي مال عمان ولا هب مال عمان
يلا خلصنا عطنا الكيلو بـ 6 وخلنا نتوكل ..

واستمر "مكاسر النساء" إلى أن جاء حارب وهو كاتم لضحكته من منظرهن الغاضب

أعطى الذرة لشقيقته .. وبنبرة مازحة قال لهن: ها بشرن، منو اللي قدر على الثاني ..!!

أم العنود بنظرة متهكمة: تفاهم وياه حارب لوع بجبدي هذا

ابتسم حارب بسخرية محبوبة: افااا ما رمتن عليه ..!!

وتحول سخريته لجدية بانت معه حدة عيناه الشبيهة بعينا الفهد: محمد بتنزّل ولا نسير عنك ..!!!

توتر البائع ذو اللحية الحمرا ولكن هو لا يريد إنزال السعر .. وبتردد قال:
بابا هرام والله هادا فرش توه ايجي من ئمان

ولاه حارب ظهره .. وبحزم غير قابل للتفاهم قال: خلاص بناخذ من عند ربيعك الثاني ولا من منتك

وقبل أن يمشي صاح البائع بتهكم غاضب من عناد حارب: زين زين بابا خلاص ..

إلتفت حارب إليه وقال بنبرة صارمة باردة: يلا بناخذ الكرتونين بـ 48
غمغم البائع بتذمر بلغته الأفغانية .. ثم قال بغيظ: زين زين ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـوظبـــي




نزل من جناحه المخصص في منزل أخاه الكبير أبا ذياب ..

كان لدى سلطان في الحقيقة منزله الخاص، لكنه كان يأتي لمنزل أخاه "غير الشقيق"
في نهاية كل أسبوع للمبيت مع والدته الغالية

كانت والدته ولازالت الشخص الوحيد الذي يجعل من صرامة سلطان وحزمه الشديد كالتراب المنثور عند حضرتها ..!!

هي فقط من تستطيع تغيير قرارته ولو كانت حاسمة ..!!
إلا قرار واحد لم تتمكن للآن من تغييره
ألا وهو قراره من موضوع الزواج ..!!


لفح وجهه دخان العود المتصاعد من المبخرة بكل غنج وإغراء ..

يالخبث العود ..!!
يدرك جيداً كم هو مغري لأنف السلطان ومرضي لروحه المعتدة بنفسها ..!!!

إن العود هكذا ..!!
لا يخضع ولا يُنفث رائحته المعتقة إلا لأصحاب النفوس الشامخة، المهيبة، والمسيطرة ..!!


نظرت أم هامل لإبنها وتدعي في قلبها بكل ضراعة أن يحفظه لها ويرزقه بالزوجة الصالحة التي تحفظه وتصونه


بابتسامة جذابة أظهرت صف اسنانه اللؤلؤية هتف: لا خليت من أم هامل يا ربيه

ونزل بجسده الفارع ليقبل رأس والدته التي كان طولها لا يتعدى حدود كوع ذراعه

ردت أم هامل بابتسامة حنونة متفجرة بعاطفة الأم: ولا خليت منك يا عين أم هامل
تعال تعال خل ادخنك أول واحد ..


هتف سلطان بدعابة لا تليق إلا بوالدته: اوووه أنا أول واحد يدّخّن، بالعادة العضيد بوذياب هو الأولاني ..

اتاهما صوت أبا ذياب المازح وهو يخرج من غرفته: هيهاااااااااااء .. نسوووك اليووم يا هامل ..
معلوم ابوويه ..
دام أم هامل شافت حبيبها أكيد بتنساني

أخرجت أم هامل المبخرة من تحت ثوب سلطان ونفخت بخفة على الجمر
وقالت بنبرة لا تقل حب/حنان لإبنها البكر .. إبنها الوحيد من زوجها السابق الذي توفي وهي في الحادي عشر من عمرها فقط ...!!
: غلاة بوذياب في فواديه ماله وصيف لو تدرون بس ..

صفّر سلطان باستمتاع لكلام والدته المصفى بالعسل: يا وووويل حالك يا بوذياب كم بتتحمل هالمنطوق الغااااوي ..

ضحك بوذياب بحب صافي لوالدته وأخيه الصغير .. وشرع بتقبيل رأس والدته وكفوفها: يعل بوذياب ما يذوق حزنج قولي آمين يالغالية ..

أم هامل بحب أمومي لا مثيل له: آميييين ولا يذوقني حزنك ولا حزن أخوانك ..

وأكملت وهي تضع المبخرة تحت ثوب أبا ذياب: بتخبرك هامل عيالك ما دقوا اليوم ؟؟

استقام أبا ذياب أبوذياب بوقفته ليخرج دخان العود من كل جوانب ثوبه: هيه اماية دقوا واتنشدت عنج ناعمة لجنج كنتي خاري صوب التنور ..

أم هامل: طاعووو .. انزين شعنه ما زقرتني عسب ارمسها هي وذياب
(طاعو هنا تعني اسلوب تعجب/استنكار أي "انظروا فلان ماذا فعل")


أبا ذياب: كنت مستعيل امايه السموحة ..
عقب الصلاة بتصلبهم انا وبخليهم يرمسونج ..


وقف سلطان قريباً من الدرج وصاح بنبرة عالية حازمة:
حمداااااان
يا حمداااااااااان
يلا بطينا على الصلاااااه ..

أتاه صوت ابن أخيه ذو الثلاثة عشر عاماً:
يلا يلا عميه يااااااي ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



كانت تغير لأبنها الصغير سعيد ملابسه بعصبية/تهكم غاضب: إنت غبي ..!!!
قلتلك لا تشرب بيبسي روحك، انا اللي بشربك
ما تفهم ...!!!!

أخذ الولد بالبكاء لخوفه من صراخ والدته، دخل بسرعة إبنها البكر زايد وهو يصرخ:
مااامااااا سعوووود يلا حطوا الغدااااا ..

تأففت عوشة بتهكم حاقد: اففففففففف زين زين شل أخوك وروحوا تغدواا ..
دفعت إبنها سعيد ليذهب مع أخيه ..

خرج الصبيان ووقفت لتعدل من غطاء رأسها بغضب مليئ بالغل: وع .. الحينه بجابل الكريهة شموه
الله يصبرني بس .. متى بظهر من هالبيت وافتك من هالناس ..!!!



عـوشة ..!!!

هي إمرأة غريبة .. غريبة حد الاستفزاز ..!!!
من يقف امام مصالحها تخرمش وجهه وتدميه بلا انتظار ..!!!!

ومنذ أن كانت طفلة وهي تمشي على منهج واحد فقط
"اللعبة التي لا تستطيع امتلاكها .. اكسرها"

لكن روحها الشريرة ما زالت تغلي كماء يفور على نار تصلاها

لعبة واحدة لم تستطع امتلاكها ..!!!
ولا كسرها ...!!!

والسبب تلك الشماء صاحبة العينان اللتان لا يستطيع أحد مقاومتهما ..!!!

اكرهـــــكِ
اكرهــــكِ يا أنتــــي ..!!!



.
.



في الأسفل




اجتمعت العائلة كلها على سفرة الغداء العامرة بالاحساس الدافئ/الحميمية ..

عائلة الجد خويدم، عائلة عبدالله وابنه سيف، عائلة بطي، وعائلة أحمد


هتفت ميرة وهي ترمش بكل غنج لأخيها سيف: سيف شرايك اظهرنا اليوووم ..؟؟

وافقتها حصة الرأي: هيه بومايد فديتك ظهرنا والله طفرنا من البيييت

قال سيف بنصف عين لشقيقاته: ماسمع الرمسة الحلوة الا وقت المصلحة

صبت العنود لزوجها الحساء في صحنه .. وقالت برقة:
بومايد صدقهن والله ملل
من زمان ما حوطتنا ..

نظر سيف لأعمامه بطي واحمد لينقذوه من الورطة: مخاوين شمااا فزعتكم ..

بطي وهو يضحك بشماته: هههههههههههههههههههه دوااااك
تحيد هاك الاسبوع يوم خليتني اوديهن روحيه الشارجة وما خاويتنيه اونك ميهود ..!!!
يلا دورك الحينه ..

أحمد بنفس ضحكة شقيقه الأكبر: ههههههههههههههه بومايد تحمل شويه اللي نحن نتحمله
ودهن حليلهن من زمان ما شمن هوا ..

سيف بتهكم لخيانة أعمامه له: استغفر الله .. مامنكم فايدة قسم بالله
وإلتفت للفتيات: وين تبن ..؟؟؟

ميرة بابتهاج/حماس: نبا دبي موووول

صفقت حصة وقالت بذات ابتهاج شقيقتها الصغرى: هيه هيه دبي موول ..

نظر سيف لزوجته ليسمع رأيها هي الأخرى وقالت بنظرة دلع لا يميزها إلا "رجولته":
هيه بومايد نبا دبي مووول ..

بمغناطيسية صرفة .. اخذ يتأمل سيف عينا زوجته بهيام ..

تباً .. تعرف ان الكحل بعيناها فتنة ... فـ لمَ تهوى تعذيبه ..!!!!

لكنه تدارك الوضع بسرعة ... وتنحنح بثقل كي يخرج من دائرة حُسنها: ا ا احم ..
زين إن شاء الله ..

ضحكت العنود بخفة غير مسموعة لأنها عرفت تماماً ما حل بزوجها المتيم بها ..!!!

أردف سيف بنبرة خشنة: خلاص عقب صلاة العصر بنظهر، تزهبن عاده هب تنقعنّي سنة ..!!

وإلتفت لـ شما وآمنة الصامتتان واضاف بنبرة حب وود: ها عموه وخالوه ما تبن تظهرن وياهن ..!!

أجابت شما بابتسامة جميلة وتهز رأسها بـ "لا": لا فديتك انا وأم بطي ورانا كمن مشوار العصر للخياييط

سيف: اهااا زين عيل


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليـــدو (طليطلة)




كانت واقفة أمام شرفة غرفتها المطلة على أجمل طبيعة خضراء من الممكن تخيلها ..


همست بنبرة شوق مليئ بحنين لصوت جدتها الغالية: سديت عووقج يدوه .. متولهة عليج وايد وايد وايد ..
(سديت عوقج = دعاء بأن يحمل الاول عن الآخر مرضه وما يضيق صدره)



أم هامل بعتب محبب مبحوح: وينج يا نصخ يدوتج شعنه ما تتنشدين عنيه ..؟؟

ناعمة بنبرة رقيقة معتذرة: فديتج يدوه والله كل يوم ادق على ابويه وعميه سلطان واتنشدهم عنج .. يه يقولولي في المطبخ
يه عند الخياط .. يه في العزبة ..
وأردفت بخبث جميل: الله يهداج ما تقرين في البيت يا بنت عبدالرحمن ..

أم هامل بضحكة مغلفة ببحة عميقة: هههههههههههه غربلات ابليسج يا نعوم
شسوي يا بنتيه لازم اوقف على راس البيدار ما يفطن شي موليه
ورحت عند الخياط اييب كناديريه وكناديرج إنتي وفطيم ..

إلتمع الحنين العذب بعيناها .. حنين ظهر كـ آه صامتة مشتاقة .. هي حقاً اشتاقت لـ بلادها..!!

لـ رمالها الزعفران ..
لـ هوائها المنعش للأفئدة رغم حرورتها ..!!!
لـ دروبه .. وشوارعه .. الحديثة منها والقديمة ..!!!

مشتاقــــة لأبوظبــــي
دارهــا
ومرتع طفولتها
وشقاوتهـــا


ابتسمت بذات حنينها واستمرت بالحديث مع جدتها إلى أن دخل ذياب
وأعطته الهاتف لكي يحادث جدته ..


لبست ناعمة غطاء رأسها وخرجت من غرفتها، كانت تريد أن تطمئن على صديقتها روضة

فـ روضة منذ يومين قد أصابها زكام شديد وحرارة مرتفعة

يالصديقتها المسكينة، لم تتمكن الى الآن من الاعتياد على تغير الجو ..!!!


ذهبت لغرفتها ودقت الباب بخفة، فتحت روضة بعد أن رأت ناعمة من العين الساحرة ..

اطلت قليلاً برأسها .. وقالت بنبرة ثقيلة من أثر المرض: حياج نعومة ..

قبلت ناعمة خدي صديقتها هاتفةً بأسف/حزن على حالها: عنيه افداج روااااضي .. ظويتي اليهد اشوووفج ..!!
(ظويتي اليهد = اتاك المرض)


هتف روضة بأنفها الأحمر وعيناها المزغللتين: هيه يختي

وعطست بقوة وهي تغطي أنفها بالمحرمة

ناعمة: ما تشوفين شر غلاااايه .. خذتي دواج ولا ؟؟

روضة بنبرة ارهاق: الشر ماييج .. لا بعدني .. توني كنت باخذه

ساعدتها ناعمة في الجلوس .. وهمست بـ حب/حنان: ايلسي يا قلبي
ثم ذهبت للمطبخ الصغير واكملت بحماس: بسويلج شوربة خفيفة .. وخلاف بتاخذين دواج ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي



كان تجلس في الوسط بين والدها ووالدتها بلباسها القرمزي الراقي الملائم لبشرتها البيضاء الصافية

حمد وهو يعطيها هاتفها: اندوج نزلتلج برنامج تحرير الصور اللي تبينه

مهرة ببسمة حب أخوية: مشكور بوشهاب لا خليت

دخل فلاح بعد أن كان يحادث صديقه على الهاتف: مهاري خلاص شغلي تكنسل
وين تبيني اوديج ..؟؟

قفزت مهره بسعادة خصوصاً بعد أن عرفت من ميرة إنهم سيأتون الى دبي عصر اليوم:
دبي مول دبي مول

عقد فلاح حاجباه بتعجب: غريبة احيدج ما تحبين تحوطين فيه روحج لأنه عود ..!!

مهرة بابتسامة رقيقة مليئة بالحماس: لا توها ميراني اتصلتبي وقالتلي بيروحون دبي مول
فـ عادي بحوط وياها هي والبنات ..

أم نهيان: فديت ميراني من زمان ما شفتها ولا شفت امها والبنيات ..

انتفض قلب ذاك الجالس من أول مرة سمع بأسمها القاسي على دقات قلبه

" مـيــــرهـ"

ظن للحظات أن دقات قلبه مسموعة لكل من جالس بقربه ..!!

إلهي .. ماذا فعلت به تلك الصبية ..!!!
كيف تمكنت من السيطرة على عاطفته بهذه السهولة ..!!!
كيف تمكنت من نظرة واحدة جعله يبصر عيناه من عيناها الفاتنتان ..!!!
وجعل كبريئه يسقط راكعاً أمام هالة حسنها ..!!

يكاد يقسم أن خالد الفيصل وصف ما حل به تماماً عندما قال:

اخلفتني نظرة عيون الهنوفه
خلفة الصقار لا شاف الحباري
واقت النظره على قلبي تشوفه
واشعل بقلبي كما البرّاق ساري


كان شارد الفكر لمكان لا يمت لواقعه بصلة، مكان فيه حبيبته الذي ما إن لمحها صدفةً وهي في غرفة أخته حتى وقع أسير عينيها العذبتين ..




كان ذلك قبل سنة




كانت الغرفة بأكملها مظلمة بعد أن اطفأن الفتيات النور ليتمكّن من دخول جو فلم الرعب الذي تشاهدانه

ميرة وهي تأكل "ناتشوز مغمس بالجبن" بنهم: مهاري حبيبي هاتيلي ماي
الجبن عطشني

رفضت مهرة بعينين متسعتين من الخوف/الاندماج التام: اووه روحي انتي هاتيلج، محد في البيت لا تخافين

ميرة بتهكم رقيق: يلا عاد مهاري عن العيازة
استحي انزل تعرفيني

مهرة ومازالت بذات الاندماج: ميروه عن السخافة محد في البييييت

ميرة وهي تدفع صديقتها لتنهض: يلا مهاري عااااد
نشي والله ما فيّه أنااااا

مهرة بتهكم /غضب خفيف: ياربي منج يالعيوز
وقفي الفلم لين مارد ..

أوقفت ميرة الفلم وذهبت للحمام لتغسل يديها وتتوضأ لتكون على طهارة مسبقة عندما يدخل موعد الصلاة


في ذلك الوقت ..

دخل حمد المنزل بعد أن تذكر بأنه نسي جهازه الآيباد في غرفة شقيقته في الصباح عندما كان جالساً عندها ..


دخل الغرفة ورآها مظلمة بالكامل ولكن استوقفه صوت الماء الأتي من الحمام ..

أشعل المصابيح وأخذ بالبحث عن جهازه بعجلة تامة لأن صديقه ينتظره في السيارة خارجاً

وجده أخيراً ..

وقبل أن يخرج، سمع باب الحمام ينفتح بسرعة

وخرجت منه فتاة

ارتفع حاجباه الاثنان الى الأعلى وهمّ بأن يقذف احدى تعليقاته الساخرة المحببة على شقيقته .. ظاناً انها حقاً هي ..!!!



لكن لا ..!!!
هذه ليست مهرة
سحقاً ..!!!



مهرة لا تمتلك شامة تحت شفتيها ..!!!

لا لا

بل مهرة لا تمتلك شفتين مكتنزتين "تحملان في جعبتهما مضغة الاغراء" كـ هاتين ..!!!

يا إلهي لا
هذه ليست مهرة يا حمد


هذه فتاة لا يعرفها ..!!!
فتاة تمتلك عينان مدمرتات جعلت قلبه فجأة ساحة جاهزة لضربات صواريخ أرض-أرض ..!!!

ويحك يا حمد أغضض بصرك
مالذي حلّ بك ..!!!!


جفلت ميرة جزعةً .. وصرخت بحدة/رعب/احراج تام:
مسسسسسود الوووووويهه ..


وهرعت تدخل الحمام بسرعة قبل ان تقفل الباب بقوة ..


كان حمد واقف كتمثال الحرية لم يستوعب بعد مالذي حدث ..!!!

ودقات قلبه بدأت بالتراقص لمرآى تلك الصغيرة الحسناء ..


وقبل أن يستمر بتذكر جمال الفتاة، أتاه صوت شقيقته العالي المستنكر وهي تقول:
حمد شو تسووووي هنيييه

تلعثم حمد وهو يلتفت بذات التصنم لشقيقته: هاااا !! شوووو !!

وضعت مهرة يدها على وجنتها ... وقالت بربكة/خوف: شو تسوووي هنييييه ؟
ووين مييييره ؟؟

ازدادت وتيرة رقصة دقاته ..
أهي ميرة ذاتها صديقة مهرة وأخت سيف بن عبدالله ..!!!

تدارك الوضع وقال بارتباك: أ أ أ أ ماعرف انا ييت اخذ آيبادي بس

وخرج قبل أن تكمل مهرة تساؤلاتها ..!!!



،



رجع لواقعه وهو يبتسم ابتسامة زينت كل معالم وجهه، وقال بشوق أصر على اخفائه بحزم صوته:
فلاح خلك إنت انا بودي مهاري المول

أبا نهيان بحزم صارم: لا لا خل فلاح يودي اختك، اباك توديني الوكالة اييب الجمس من التجييك

أخفض حمد عيناه بخيبة أمل ..!!!
كان لديه أمل طفيف أن يلمحها ولو من بعيد


استغفر الله العظيم
بماذا تفكر أيها المعتوه .!!


لست أنت من يفكر بالفتيات ويتبع أثرهن بدناءة هكذا..!!!

بمجرد أنك تفكر بها وتتبع هوى قلبك بهذا الشكل .. فـ أنت تصد عن الحق وتتعدى على حدود الله ..!!

فإذا كانت النظرة الأولى لك .. فالثانية عليك ..!!


وأجاب والده بنبرة خافتة مثقلة بخجل عميق من الله عز وجل ومن نفسه: إن شاء الله أبويه ..


.
.
.
.
.
.
.


في منزلٍ يقع في إحدى ضواحي العاصمة ابوظبي




نزلت بكامل بهائها/جمالها المبهر بـ تفاصيل تكوينات جسدها الرشيق الذي يركض ورائه الرجال بكل نهم ومكر ذئاب ..

كانت غير مكترثة للأسف لقول نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن مأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليومجد من مسيرة كذا وكذا [ رواه مسلم ]


أهــــانـت عليـــك يــا أنتــــي الجنــــة ..!!
ونعيــــم الجنــــــة ..!!
ونســـائم ريــح الجنــــــة ..!!


اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض اللهم استرنا بسترك الذي لا ينكشف
اللهم آمين ..


بعجرفة لا تفارقها وتهذيب نسته تماماً قالت: امايه بطلع
مب تيين تقولين عقب يا يزوي ما قلتيلي ..!!!
هاذوه قلتلج ..


هزت والدتها رأسها بقلة حيلة لتصرفات/أخلاق ابنتها: ووين بتروح الشيخة اليازية ..!!


ردت أليازية ببرود لا مبالي وهي تعطر كل جسدها: افففففف كم مرة اقولج ..!!!
قلتلج على الغدا بروح الصالون

والدتها بغضب بدا يظهر: لا ما قلتيلي ورمسيني عدل ولا اقسم بالله بخلي موينع يعلمج الأدب والمذهب

هتفت أليازية بنبرة ساخرة وبذات المبالاة المعدومة: يالله بالستر روعتيني عاد بـ موينع اللي وجوده في البيت والعدم واحد

وأكملت بقرف وهي تمشي لباب البيت: خليه يتعلم هو الأدب والمذهب .. فاضحنا .. كل يوم في السجون
جنه الا عاقين سره هناك
يلا بااااااااااااي


واقفلت الباب بقوة جعلت قلب أم مانع ينفطر بألم لحال أبنائها الذي تدهور بعد وفاة زوجها ورفيق دربها ..


أغمضت عينيها ولم تستطع إلا أن تدعي لهم بالهداية والصلاح والستر
هي في النهاية أم ..
والأم لا تعرف إلا الحب والعطاء والعاطفة الجياشة المتفجرة بالحنان


.
.
.
.
.
.
.



في دبــي مــول




كانت تمشي وفي يديها الهاتف تكلم ميرة لتعرف منها أين ستلتقيان ..


مهرة وهي تتلفت: ميراني وين والله ما عرفت

ميرة هي الأخرى تتلفت لتبحث عن صديقتها: مهاري جدام سيفورا انا

مهرة بتهكم رقيق: اوووه بعيد عنااا انتوو، انا قريب السوق اللي تحت

ميرة: انزين تعالي يلا اترياج اناا

مهرة بتساؤل: منو معاج بعد من البنات ؟؟

ميرة: انا وحصوص واخويه بومايد وحرمته وعياله

مهرة بخجل وتردد: استحي ميراني تعالي انتي جدايه

ردت ميرة بتذمر من خجل صديقتها الدائم: يا ربيه يا مهور هب وقت حياج الحينه
متولهة عليج يلا تعاااااااااالي ..

مهرة بذات الخجل: زين زين

أقفلت الخط .. وقالت لأخيها: فديتك فلاح قوم بن خويدم صوب سيفورا

فلاح بنبرة رجولية متسائلة: منو يايبنهم ؟؟ بطي ولا احمد ؟؟

مهرة: لا لا سيف أخو ميره اللي يايبنهم

هز فلاح رأسه وقال: اهاااا زين عيل
وأكمل وهو يمشي: بخليج وياهن وبيلس اتمشى مع بومايد


وصلوا للمكان ولمحوا سيف مع ابنائه خارج المحل والنساء في الداخل

دخلت مهرة المحل وذهب فلاح ليسلم على سيف


فلاح: السلام عليكم ورحمة الله
استدار سيف ورد وبنبرة رجولية مرحبة: اوووووه فلاح بن عبيد الحر هنيييه
وعليكم السلام ورحمة الله
مرحبا مرحبا الساااااااع ..


و"تخاشمـا" بكل رجولة تلفح اجواء كلاهما ..


رد فلاح بابتسامة ثقة واعتداد ذاتي لا يفارقانه ابداً: مرحب لا هاااان في ذمتيه يا بومايد

وأخذ الرجلان بالسؤال عن حال وأحوال كل منهما الآخر



،



في داخل المحل



هتفت مهرة بشقاوة بعد أن سلمت على الفتيات: ازيكوووووو ..؟؟؟

وضعت ميرة ذراعها على كتفي صديقتها بصبيانية محبوبة: نحن تماااااام والله
حمارة مهاري والله ولهت عليج وايد
من متى مااا ريتج ..

ضحكت العنود لمنظر الصديقتان الجميل: هههههههههههههه اونه من متى ما ريتج ..
ترى يتنا العين قبل أسبوعين ..

قالت حصة وهي تحمل فاطمة الصغيرة: ههههههههههههههه ماتعرفين عنوده إن الاسبوعين جنهن سنتين عند ميرة ومهرة ..!!!


امسكت ميرة وجه صديقتها وقبلتها قبلة قوية على خدها محملةً معها شقاوتها وشوقها الكبير: اممممموووووووواححح
فديت ويهج ياخي ..

مهرة وهي تضحك بحب: ههههههههههه يعلج يا ميراني بس خلاص فضحتينااا
شوفي الناس كيف اطالعناااا هههههههههههههههه

حصة بابتسامة رقيقة: بتمون في سيفورا ؟!

العنود: جيه وين تبين تروحين ؟!

حصة وهي تعدل غطاء رأسها وغشوتها: في خاطري اودي اليهال كيدزانيا

مايد ومحمد وسعيد "أبناء سيف" بصراخ طفولي مبتهج: هييييه هييييه عموووه

ضحكت فاطمة وهي ترى ابتسامات كبيرة ترتسم على وجوه أشقاءها

العنود: حصوصة لا دخيلج بيلعوزونج اعرفهم

حصة بابتسامة اطمئنان: لا لا عادي فديتهم ما بيلعوزوني

سألت الأطفال: صح حبايبي ..؟؟؟

مايد ومحمد وسعيد بذات صراخهم الطفولي: صححححح عموه صوصة صحححححح

هتفت العنود محذرةً إياهم بسبابتها: خلاص انزين بس لا اطولون

وإلتفتت لحصة: حصة لا تعطينهم ويه وايد يسدهم نص ساعة بس ..

مشت حصة مع الأطفال والخادمة معهم .. وقالت بنعومة: ماعليج .. ما بنطول إن شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــــــي
في مجلس هامل بن ذياب



كان حمدان أصغر أبناء أبا ذياب يصب القهوه ل، الرجال الحاضرين بكل رجولة متفتحة تنبأ بمستقبل شخصية هذا الفتى اليافع ..!!!

حمدان بصوت ثقيل وهو يناول سلطان الفنجان: سم بومييد

سلطان بحزم ودود: سم الله عدوك يا حمدان

قرّب الفنجان من فمه وهو يسمع نغمة رسالة آتية من هاتفه السري الذي لا يعرف أحد رقمه إلا رجاله المقربين ..!!

وقف وهو يقول بحزم تخلله اعتذار للرجال الذين كانوا يتحدثون عن أحوال البلاد: السموحة شباب .. رادلكم ..


خرج ليتصل بصاحب الرسالة
وبعد رنة واحد أجاب الطرف الآخر
: مرحبا بومييد، اسمحليه عاده حشرتك في وقت غلط

هتف سلطان بحزم كعادته: لا يا خلفان عادي، خبرني شو عندك ..؟!

خلفان بنبرة خافتة/حذرة: يقولك بوراشد يبا يوكل حارب للعملية الياية اللي متفجين عليها

عقد سلطان حاجباه باستغراب: حارب !!!
شعنه حارب بالذات ..!!

خلفان بذات النبرة الخافتة: ماعرف والله يا بومييد
تحيد تسجيل الفيديو اللي صوروه جماعتك يوم كنت تشرف على تدريب حارب في ناميبيا ..؟؟

سلطان بتذكر: هيه احيده، كان قبل كمن شهر

خلفان: هيه نعم، من اللي عرفته من بوراشد إنه هو عيبه حارب كشخص يقدر يتحمل هالمهمة وينجح فيها بالشكل اللي نباه ..

سلطان بحزم/ثقة: على العموم بما اني انا المشرف على حارب، احتاي اقعد مع بوراشد واعرف منه بالضبط الخطة كيف بتكون ..

وأكمل بحكمة تأسست بصرامة منذ سنين: حارب ريال والنعم به .. نقدر نعتمد عليه خصوصا إن انا نفسي اشرفت على تدريبه
بس هو عنيد وراسه يابس ما بيدخل في عملية قبل لا يعرف كل خطوة صغيرة فيها

خلفان: هيه انا قلت هالرمسه بعد حق بوراشد .. اممممممم على العموم أنا وصلتلك كلامه .. وتقدر ترمسه خلاف وتشوف كيف بترتبون الوضع كامل ..
(خلاف = فيما بعد)


سلطان بحزم: إن شاء الله، تسلم يا خلفان

خلفان: ما يحتاي بومييد واجبنا ..
يلا فـ وداعة الله

سلطان: ربيه يحفظك ويسلمك من الشر ..


.
.
.
.
.
.
.



في دبـــي مــــول



كانا جالسان في ارماني كافيه ويتسامران في أمور الدين والدنيا ..


سيف بتساؤل: يوم إنه عق عليك رمسة شحقه ما سرت تشتكي عليه عند المسؤول ؟!

أجاب فلاح بنبرة واثقة وهو يشرب قهوته السوداء: لا يا بومايد خله جيه يحترق روحه
أنا لو ابا اوقفه عند حده جان عطيته كلام يخليه يلم ثمه
لكني حاشم شيبته والله ..

غمغم سيف وهو يهز رأسه بأسف: استغفر الله بس شو هالناس

وقبل أن يكمل حديثه أتصلت به زوجته العنود .. أجاب وهو يؤشر بأصابعه لـ فلاح بأدب جم يستأذنه بصمت لأن يجيب على الهاتف ..


العنود بنبرة رقيقة: سيف فديتك وينك ؟!

سيف بنبرة رجولية جذابة: انتو وين ؟!

إلتفتت العنود لتعرف أين هي بالضبط: نحن جريب من قسم الماركات

سيف بذات النبرة: انزين خلصتوا ولا بعدكم ؟!

العنود بنبرة خافتة: لا بعدنا
وأكملت بخجل: حبيبي تعال اسحبلي بيزات
ما لقيت أي تي إم هنيه ..

سيف بحزم دافئ: زين خلكم هناك وبييكم الحينه ..

أقفل الخط وبنبرة ُرجولية مُعتذرة قال لـ فلاح: اسمحليه فلاح بخليك الأهل يبوني

ووقف وهو يخرج محفظته ليدفع الا ان فلاح امسك يده وقال بتهكم خفيف:
افا يا بومايد خل عنك خل عنك
عليّه انا هالمره ..

سيف بتهكم مشابه: يا ريال انت خل عنك .. شو انا وشو انت ..

وقبل أن يخرج العملات الورقية

اوقفه فلاح بإصرار حاد: والله ما تدفع يا بومايد
سر انت توكل عند هلك انا اللي عازمنك ..

سيف بغيظ طفيف: ليش تحلف يا ريال عيب عليك والله ..

فلاح بابتسامة جذابة: علنيه افدا خشمك
يلا يلا توكل .. الرب لك حافظ ..

وضع سيف محفظته داخل جيبه: دومه راسك يابس يا ولد عبيد ..

فلاح بذات الابتسامة: سلم على شيبتكم وقوله ترى نهيان الحر بيي ميلسكم جريب ..

سيف بترحيب رجولي: يا مرحبا مليون بـ بوعبيد، اسميها العين بتنور لي لفاها

فلاح بنبرة رجولية ودودة: تسلم يالغالي .. النور نوركم ..

قال سيف وهو يأشر بيده اليمنى: يلا في امان الله

فلاح: في أمان الكريم .. ربيه يحفظك ..


بعد أن ذهب سيف، اتصل فلاح بمهرة ليعلمها بأن موعد رجوعهم قد حان


مهرة بحزن: ليش عاد فلاح والله ما شبعت

هتف بحزم وهو ينظر لساعته: كم يبالج بعد ؟!

صمتت قليلاً لتفكر .. ثم قالت: اممممممم يعني جيه نص ساعة ..

رد فلاح وهو يمشي لاتجاه غير محدود: اوكي عيل بنصلي المغرب وبنرد ..

مهرة بابتسامة متسعة: اووووكي



ميرة بفضول: ها شو قال ؟؟

مهرة بـ بهجة: قال عقب الصلاة

صفقت ميرة بسرور وقالت: ياااااااااي يعني بنلحق نشتري حق عهوده الهدية

العنود بتردد وحيرة: بنات شرايكم في هالفستااان ؟!

ميرة ومهرة بعينين متسعتين من جمال الفستان: وواووووووو

مهرة بنبرة ناعمة مسلوبة اللب: عنودة بيطلع طرررررر عليج
خبال خبال ..
(طرر = تعبير محلي يعبر عن جمال الشيئ وروعته)


ميرة بذات نبرة صديقتها: هيه عنوده خصوصاً إن انتي طويلة وهالموديل بيبرز طولج الحلو

وضعت العنود اصبعها على ثغرها بحيرة/بدلع رقيق: عن جددد ؟!!

ضحكت مهرة ومعها ميرة وهتفتا بصوت واحد وعالي: عن جدددددد

العنود بضحكة ناعمة: هههههههههههههههه ميغسي تؤبروني

رن هاتفها لتلتقطه بخفة: ألو هلا حصوصة
وينكم بطيتوووا ..

ردت حصة وهي تنظف أيادي الأطفال بالمطهر: خلصنا بس بشتري حق العيال ايسكريم

العنود: انزين استعيلوا بليز ..

حصة: إن شاء الله



،



اخذ يسير في المركز التجاري إلى أن وقف قريباً من السينما ..
ـسند ظهره على الحائط وطوله الفارع الجذاب بوقفته المفعمة بالاعتداد والثقة بالنفس على الدوام قد جذبت أعين المارين خصوصاً الفتيات والمراهقات ..


كان يعبث بهاتفه بضجر إلى أن رفع عينيه ورأى فتاة بطول شقيقته مهرة وذات مشيتها الخجولة/المترددة

فـ ظنّ بأنها حقاً شقيقته ..!!


لم يتحرك من مكانه وظل على وقفته الثابتة وعندما مرت بجانبه أمسك بسرعة سير حقيبتها وجذبها نحوه:
هههههههه تعالي تعالي يا حلوة ..


صرخت الفتاة بصدمة شديدة/جزع تخلله غضب شاسع:
يالحيـ..... يالكلـ.... ياللي ما تخيييل ولا تحشششم

تراجع فلاح بذهول خرج مع اتساع عيناه الشديد ..
فـ صوت هذه الفتاة لم يكن صوت شقيقته مهرة !!!


استمرت الفتاة بقذف كل أنواع الشتائم على فلاح المتسمراً بمكانه من أثر الصدمة والإحراج ..

تنحنح بإحراج .. وقال معتذراً:
يا ختيه اسمحيلي والله تحريتج وحدة من الأهل ..

الفتاة بذات صراخها الغاضب: جب يالصايع يالمغازلجي ..
إنتو ما تستحوون ؟؟؟
ما تخافون الله ..!!!
حسبي الله عليكم
إنت إنت
ترضى حد يسوي جيه في أختك ولا أمك ..!!!

وأخذت تصرخ بغضب أعمى: سكيووووريتي ابا السكيووريتي الحييييين
هاتولي السكيورييييتي ..

اُصيب فلاح بـ نوبة غضب/ارتباك/احراج تام مما تفعله الفتاة ..!!!



وبحزم فيه رنات من الغضب المتفجر بالحرج: يا بنت الناس قلنالج غلطانين .. اسمحيلنا عااااده


لكن الفتاة لم تصمت إلى أن أتوا رجال الأمن




في تلك الأثناء



رأت حصة الموقف بالكامل عندما مرت من جانب السينما .. ورأت الشاب وهو يمسك بحقيبة الفتاة مع جهلها التام لـ هويته الحقيقية ..!!


وضعت كفها الأيمن على جانب وجهها بذهول غاضب مستنكر وهمست: حسبي الله عليك يالخايس يالهرررم ..
صدق ما تستحي على ويهك .. زين يوم تسويبك البنية جيه ..

وبنظرة احتقار صرفة غمغمت: تستاهل زود يا حمار





نهـــاية الجــــزء الـرابــــع


.
.


ترقبوا الجزء القادم بعد ساعات قليلة حبايبي :)

bluemay 29-12-14 12:29 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
يسلمو إيديك حبيبتي

لي عودة بتعليق بعد القراءة ...

لك ودي




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

bluemay 29-12-14 02:20 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
هههههه مسكين يا فلاح ما يستاهل ..بس الله يهداه كان يتأكد اﻷول .

حصة أخذت فكرة مو كويسة عنه .. المصيبة لو بيوم جا يخطبها ..

ميرة ومهرة علاقتهم ببعض أخوة عميقة ولو مو بالدم .

حمد المفروض يتقدم لخطبة ميرة دام انه نفسه فيها .

عوشة مثل ما توقعت حسودة ولو لاقت طريقة بتكيد ﻷهل بيت زوجها وخصوصا شما.

الكلام ما يوفيك حقك يا لؤلؤة يا رائعة ..

أستمتعت بالبارت كثير

يسلمو إيديك وربي يعطيك العافية

لك ودي




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 29-12-14 09:20 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500511)
هههههه مسكين يا فلاح ما يستاهل ..بس الله يهداه كان يتأكد اﻷول .

حصة أخذت فكرة مو كويسة عنه .. المصيبة لو بيوم جا يخطبها ..

ميرة ومهرة علاقتهم ببعض أخوة عميقة ولو مو بالدم .

حمد المفروض يتقدم لخطبة ميرة دام انه نفسه فيها .

عوشة مثل ما توقعت حسودة ولو لاقت طريقة بتكيد ﻷهل بيت زوجها وخصوصا شما.

الكلام ما يوفيك حقك يا لؤلؤة يا رائعة ..

أستمتعت بالبارت كثير

يسلمو إيديك وربي يعطيك العافية

لك ودي




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»



مسا الورد :)



ما شاء الله عليج عجبني وصفج للشخصيات .. واغلب تساؤلاتج بتعرفين اجابتها في البارتات القادمة بإذن الله ..


شكراً على مرورج وتشجيعج الدايم لي حبيبتي ..

لولوھ بنت عبدالله، 29-12-14 09:35 PM

الجزء الخامس
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجـــزء الخـــامس



البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ ... لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ

مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً ... لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ

مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ ... لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ

مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً ... يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ

إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما ... زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ



لـ أبو العتاهيــة



،



رأس الخيـــــــمة



يا جميلة كنتي ولازلتِ بنظر دقات قلبي ..!!

أيشع جمال حسنك من رمالك الناعمة
أو يشع من جبالك الشاهقة ..!!!

أم يشع من أرضك الرملية امنبسطة البسيطة في تمدن معالمها ..؟!
البعيدة كل البعد عن التعقد الحضاري/زحمة العولمة ..!!!

رائعة أنتي يا مدينة تشربت عتق زمن قديم
ببيوتها الشعبية المتراصة "الباعثة للأمان" ..!!

بأشجارك الغاف والغويف والسدر ..

بنخيلك المتراقص داخل المنازل .. وبين الأحياء .. وعلى طرقات الشوارع ..!!!



تنفس هواء مدينته ومسقط رأسه بعمق .. ثم اوقف سيارته داخل باحة منزل جده وجدته ..

نظر لساعة السيارة شاعراً بالحرج لجعل جداه ينتظرانهم على الغدا .. وفي النهاية لم يأتوا

لأن أم سعيد كانت قد تلقت اتصال من صديقتها المقربة في الفجيرة .. وحلفت المرأة على أم سعيد والجميع أن يأتوا عندها ويتناولون الغداء معها ..

واضطروا للموافقة بعد اصرار شديد منها ..

والسبب الآخر هو أن العجوز وحيدة ليس لها زوج ولا أبناء .. فـ وجدوا صعوبة بـ كسر خاطرها ورفض طلبها الذي ينم عن طيبها وأصلها ..

قال حارب وهو يلتفت لعمته بنبرة حازمة دافئة: عموه ما عليج أماره خلي البشاكير يظهرن إلين مانزل السامان
(السامان = الأغراض)


اجابته أم العنود وهي تهز رأسها: إن شاء الله فديتك

قام حارب بإنزال جميع الأغراض من السيارة وقبل أن يقفلها
أحس بيد صغيرة تمسك وجهه برقة عذبة وتُخفضه قليلاً لتأتيه قبلة ناعمة على خده الأيسر ..

إلتمعت عينا حارب بـ بسمة رجولية "عبقة" لا تُخرج بهذا الشكل الا لحبيبة قلبه موزة .. ولمح ابتسامتها التي تجاوزت كل معاني السعادة ..

أخرجت دفترها لتكتب له ولكنه اوقفها وقال بنظرة أُظلمت من التأثر/الحنان البالغ:
لا لا تكتبين .. أشريلي وانا بفهم

اغرورقت عيناها اللوزيتان بدموع خفيفة لم تسقط .. وأخذت تتحدث بالإشارة:
"مشكور حارب على الطلعة الحلوة من زمان ما طلعت واستانست جيه .. ربي لا يخليني منك"


قبّل رأس شقيقته الغالية ببسمة دافئة وقال: فديت هالعيون ياربي، كم يسوى عندي شوفتج وانتي مستانسة ومرتاحة يالموز .. مالي غيرج في هالدنيا يا روح حارب ..

وحضنها بخفة ليرجع ويكمل بذات نبرته الدافئة: انزين يا عسل ما خبرتيني ..!!
اردج باجر العين مع عموه ولا بتمين مع يديه ويدوه هنيه ..!!!

اشرت موزة بأنها ستبقى هنا لأنها مشتاقة لجديها العزيزين ..

هز حارب رأسه بـ إيجابية وقال: خلاص تمااام ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــــــي




:هههههههههههههههههههههههههههههه
لا لا لا مش معقووووول هههههههههههههههههههههههههه
وعقب شو صااااااااااار ؟!!!!


رمى فلاح غترته على الكرسي بغضب متفجر بالاحراج وغمغم: خس الله ويهها من بنت
أقولك مافجت يا رياااااال
إلا تييبلي السكيوريتي
ومانحلت السالفة إلا يوم رمست بوحسن
ولا هاييج ما كانت بتفج عنيه
ما يسوى عليه خربطت بينها وبين مهروه ..


لم يستطع حمد إيقاف ضحكه ليس وهو يتخيل منظر شقيقه المغرور المعتد بنفسه وهو في وضع محرج كهذا: هههههههههههههههههههههه
وانت يالأشلق ما تركز ..!!!!
شحقه تير البنية قبل لا تتأكد اذا هي اختك ولا لا !!
(تير = تجر)


فلاح بنبرة خشنة ظهرت مع تهكمه الغاضب الحانق بشدة: اشدراني ياخي ..
تشبه مهره كوبي بيست ..
ماكنت ادري انها هب هي


دخلت مهرة بملامح مستاءة وضميرها يأنبها بشدة لما حصل مع شقيقها:
اندوك فديتك اشرب عصير وبرد على قلبك ..

وأكملت بفم مزموم عابس: آسفة فلاح والله ..

فلاح بذات نبرته الخشنة والتي تخللتها حنق/احراج: وانتي شو خصج مهاري ..!!
هاي غلطتي انا ..

قالت مهرة بذات تأنيب الضمير وهي تمسد كتفيه بحب/حنان/أسف: فديت ويهك ياربي

تكلم حمد محاولاً تهدئة انفعال شقيقه بابتسامة جميلة: ماعليه ماعليه حصل خير ..
تستوي وايد انت هب اول واحد

وأردف بتساؤل بعد تناوله حبة تمرة: بتخبرك نهيان اتصلبك ؟!!

فلاح: هيه رمسته قبل لا نظهر من البيت

حمد بتساؤل: قلتله يرمس يديه !!
تراه محَرِج عليه وايد، وانا عيزت من كثر ما ارقع من وراه ..
(ارقع من وراه = أغطي على افعاله)


تنهد فلاح بخفوت .. وقال: هيه قلتله يديه محَرِج عليك ويبا يرمسك ..
وقال بيتصلبه ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــــا
توليـــدو
بهو فندق سانتا ايزابيل




كان ذياب واقفاً ويتناقش مع المسؤول عن جوالاتهم السياحية في اسبانيا والأماكن التي سيزورونها اليوم ..
فاليوم وغداً هي آخر ايامهم في طليطلة ويوم الأحد سينتقلون لجنوب أسبانيا ..

بإنجليزية سلسة متقنة: جيد جداً، وهكذا سنرى جميع معالم توليدو وبشكل أفضل ..

ابتسم المسؤول بموافقة: أجل أجل وصدقني ستستمتعون كثيراً بالرحلة
وخاصة أختك الجميلة ..

قطب ذياب حاجباه بغضب أظهر غلظة صوته: ماذااااا !!!!!!!

تلعثم المسؤول بارتباك وهو يتراجع للخلف ويأشر بيديه: لا لا لا تفهمني خطأ
اني آسف حقاً يا صديقي ..
ولكن نحن الأسبان لا نستطيع أن تنجاهل الجمال ولا أن نمتنع عن تقديره بـ صدق ..

وأضاف بابتسامة متوترة وهو يراقب معالم وجه ذياب الذي ما زال ينضح بالغضب
: آ آ آ آ أنا آسف حقاً .. نسيت إنكم أيها العرب لا ترضون هذا على نساؤكم ..

رفع ذياب حاجباً واحداً بحدة .. وقال بصرامة مخيفة مشبعة بالغضب/التهكم وهو يولي المسؤول ظهره:
هيا فلنستعجل ..

وإلتفت للمسؤول مضيفاً بنبرة لاذعة: وهذه آخر مرة اقبل منك هذا النوع من الحديث
أسمعت ..!!!

وبعد ان ذهب ذياب .. تنفس المسؤول الصعداء بتوتر شديد ..

اقترب ذياب من ناعمة، وما أن لمحها واقفة مع روضة حتى تنحنح بخشونة رنانة وأدار ظهره


قالت ناعمة وهي تلتفت لذياب: رواضي دقيقة فديتج بردلج

عطست روضة بقوة ورأسها بدأ يدق كالطبول من أثر المرض والصداع المصاحب له .. وهمست بنبرة مبحوحة:
زين اترياج ..

ذهبت ناعمة وأخذت روضة تعطس بشكل قوي ومتواصل إلى أن أحست بالدوار يجتاحها ..

أمسكت بالطاولة القريبة منها حتى لا تسقط



كان هو في ذلك الوقت جالس في إحدى كراسي الموجودة في بهو الفندق ويقرأ صحيفةً انجليزية وهو يشرب قهوته ..

ما إن سمع صوت العطاس القريب منه حتى أنزله صحيفته ونظر من تحت نظارته ذات الاطار الأسود ..

تفاجئ ..!!!
فـ هو منذ أن رآها ذاك اليوم لم يصدف أن ألتقيا بعدها ..!!!

عطست بشكل أقوى وبشكل متتالي أربك نظرة عينيه لتتحول لحنان جارف/أسف أليم على حالها ..!!!

سمعها وهي تقول بعصبية تخللتها تذمر شديد من حالها: لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما بنخلص اليوم لو تميت اعوطس جيه


وعطست مرة أخرى بصوت عالي جذب مسامع المتواجدين في البهو بشكل ملحوظ .. وقالت وهي تمسك جبهتها الحارة بإرهاق شديد:
استغفر الله العظييييم ،، ياااربي صبرررك


ابتسم وصوتها ذات الترانيم الموسيقية تدخل بـ رقة متراقصة لـ وجدانه ..


سمع صوت امرأة تناديها: رووووووضة
استدارت روضة للأخصائية مريم وبنبرة مبحوحة كلياً قالت: هلا مريم

الأخصائية مريم: تعالي يلا الباص وصل
حملت روضة حقيبة يدها وهي تتلفت يميناً ويساراً لترى أين هي ناعمة ..

ثم إلتفتت للخلف قاطبةً حاجبيها وعيناها تمسحان المكان .. ثم لمحت ذاك الرجل الجالس بشكل رجولي عبثي انما "مهيب" بـ قميصه ذو الأزرار العلوية المفتوحة يبرز معالم صدره الصلب العريض ..

وتعثرت خفقات قلبها ما ان رأت ابتسامته اللعوبة بسكسوكته السوداء التي بدأت بالاتساع بطريقة "تُحرق" .. وعيناه اللتان تمشطان كامل هيئتها من تحت نظارته تلمعان ببريق غريب ..!!!!


بدأ طنين يُسمع آت من أذنيها من أثر الحياء/الإرتباك/التوتر

يا إلهي ..!!


إنه هو
ذاك الرجل الذي اصطدمت به في أول يوم لهم في توليدو ..!!

مالذي أتى به إلى هنا ..!!


استغفر الله العظيم
أهذا رجل أم فتنة تمشي على قدمين ..!!

لأول مرة في حياتها ترى رجل أصلع يمتلك وسامة يوسفية كهذا الرجل ..!!

تبا لـ عيناه ..!!
لا يتوانى بإرسال ذبذبات "لا ترحم" عبرهما ..!!!!

مالذي ينوي فعله بها هذا الغريب اليوسفي ..!!!!



إلتفتت لجهة أخرى .. ومشت بسرعة ودقات قلبها تزداد ... وتزداد بشراسة ضارية ..!!!

بينما هو ما زال على جلسته الواثقة .. واتسعت ابتسامته الجذابة ليقول بهمس مثير خافت .. "لعوب":
حلو حلو .. عيل أسمج روضة يالغزال ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــــــــــي




انتصف الليل ومازال أبا نهيان "عبيد" يتقلب والأرق يجتاح مقلتيه بضراوة ..

هكذا أصبح حاله بعد أن فارق دنياه أعز صديقين على قلبه
وبعد أن فارقته شقيقته الوحيدة ذات القلب الكبير المتسع للجميع ..
شقيقته التي فارقت الحياة بلا ذنب وبفعلةٍ غير مقصودة بسبب رجل كان ولا زال بعد كل الذي حصل
خليله وصديقه ورفيق دربه ..!!!!

التفت ليرى زوجته في سبات عميق، نهض من السرير وهو يستعيذ من الشيطان وقرر أن يقرأ القليل من القرآن عل وعسى تهدأ روحه ويتمكن من النوم براحة ..!!!!


بعد أن شعر بأن قلبه وصل أعلى درجات السكينة، طوى سجادته ووقف أمام النافذة لتذهب ذكرياته لزمن جميل لن يرجع ..!!



،



قبل 33 سنة




مصــــــر
القـــــاهــــرة
جامعة عين شمس العريقة




كانوا الثلاثة مفترشين الأرض الخضراء بحشائشها ذات رائحة الطبيعة والأتربة الرطبة المنتعشة ..

كان أكبرهم سناً "بشهور قليلة" منزوي تحت شجرة ويكتب كعادته اليومية يومياته في حياته الدراسية والعادية ..

وأوسطهم كان يضع طاولة الشطرنج أمامه وينافس نفسه لاعتقاده الراسخ بأن لا أحد يمكن هزيمته إلا نفسه ..!!!

وأصغرهم الذي كان عبيد، يأكل الكشري المصري الذي لا يضاهي بلذته أي أكلة أخرى في مصر

كان يأكل بنهم ويدرس بنهم أكبر وكأن الحروف والكلمات ستتطاير بعيداً عن عيناه لو رفت جفونه للحظة ..


هتف عبيد وعيناه على كتابه: أنتو شعنه ما تذاكرون ..؟؟
ناسين إن ورانا امتحان عقب نص ساعة ..!!

رد صاحب الأوسط عمراً بابتسامة خبيثة/واثقة وهو على يقين بأنه سيهزم "نفسه" الآن: ماوصيك ذاكر عنيه وعنك

رد عبيد بتهكم محاولاً حفظ المصطلح المعقد الذي امامه: عن الهيازة حمود والله ماشي وقت

ازدادت ابتسامة محمد عندما اقترب من اطاحة الملك الخاص بـ"منافسه" الآن: جان بوعسكور زخ الكتاب أنا بفكر ازخه

رفع سعيد قلمه عن الدفتر هاتفاً بنصف عين: أنا الحمدلله من يومين اذاكر يلين ما صميت الأسئلة كلها
وأكمل وهو يرجع للكتابة: إنت اللي بارج محلك جنك الا ضامن الامتحان ..

محمد بصراخ منتشي بالفرح: كشششش ملكككك فززززت فززززززززت
كفوووو يا بوحااااااااارب كفووووو ..

رمقه عبيد نظرة من تحت رموشه ثم قال بضجر: ما بغينااا .. يلا نشووا .. إلين ما نوصل قاعة الامتحان يبالنا سنة

نهض الأصدقاء الثلاثة أو بالأحرى التوائم الثلاثة من الأرض وتحركوا ليصلوا للقاعة في الوقت المناسب

وبعفوية من محمد .. قام بوضع ذراعه الأيمن على رقبة سعيد وذراعه الأيسر على رقبة عبيد
وقربهما منه ..

وبنبرة مبتسمة خبيثة: علني افدا هالويوه السمحة الطيبة ..

نظر سعيد وعبيد لبعضهما .. ثم انتقلت نظراتهم لـ محمد الخبيث .. وهتفا في الوقت نفسه: ماااااا بنغششك ..

وافلت كل منهما نفسه منه .. وتحركا بسرعة مبتعدان عنه ..

اتسعت عينا محمد بذهول .. وقال بحرج مغتاظ: افااااا يالرررربع ..



،



تنهد بعد أن أخذ نفساً عميقاً ومسح وجهه بكلتا يديه .. وقال بنبرة خافتة تتقطر وجع/حنين/شوق:

سـلام عــلى الـدنيـا إذا لـم يكـن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

واللي خاوى أثنينه ما يتثجلون بالذهب ولا بكنوز الدنيا وفارجوه
شو بحيلته يسوي يالشافعي ..؟؟!!

رفع عينيه للسما واكمل بذات نبرته الموجعة:
أشهد أن دنيايه فقدَت الغالي والثمين عقب فرقاكم يا الغوالي ..



.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــــي



قبل أن تشرق شمس الصباح، وكعادته اليومية ..
نهض ليتمرن في باحة المنزل كل تمارينه الصباحية التي تدوم تقريباً من ساعة ونصف إلى ساعتين ..

وعندما يسمع آذان الفجر، يدخل ليستحم ثم يبدل ويذهب للصلاة في المسجد

هذا هو روتينه منذ اكثر من 10 سنوات ..!!


ابتسم عندما تذكر بأنه أورث هذه العادة لـ حارب منذ أن بدأ بتدريبه قبل ثلاث سنوات ..


اندمج مع تمارينه وهو يضع سماعات هاتفه ويستمع لسورة الأنبياء بقراءة الشيخ علي الحذيفي ..

فهو من طبعه عندما يريد استذكار سورة معينة يستمع إليها وهو يتمرن عدة مرات إلى أن يتأكد من رسوخ السورة كلها في عقله ..


توقف ما أن سمع أذان الفجر يهز اركان المنطقة بقدسية ندائه الجاذب لقلوب الطاهرين

نظر لساعته وقال بخفوت: ما شاء الله خطف الوقت وما حسيتبه ..


مسح عرقه المتصبب بغزارة بطرف قميصه القطني الأبيض الخفيف البارز لعضلات صدره .. وما أن هم بدخول البيت حتى سمع صوت قطط تتشاجر وأصواتهم عالية بشكل ملفت للانتباه ..

عقد حاجباه وهو يسمع هديل حمام تخلله ذبذبات خوف/فزع

لم يكن هديلاً موسيقياً كعادته انما كان اقرب لصياح يستنجد ..!!!


تراجع للخلف وذهب للباحة الخلفية ليرى بأن هناك قطط تريد الهجوم على حمامة عالقة اجنحتها في زاوية
في القفص الكبير المخصص لها ولغيرها من الحمام


لا يعرف لم دق قلبه وهو يرى منظر الحمامة البيضاء المسكينة ..!!
لا يعرف لم تذكر شخص كان آخر ما كان يتمنى تذكره الآن ..!!

لا يعرف هو حقاً لم في هذا الوقت بالذات شعر بأن هناك روحاً تحوم حوله وهو يرى تلك الحمامة..!!

وقبل أن يسترسل مع حديث النفس مشى بحزم للقفص ولا ارادياً فزعت القطط وهربت ..

وبشكل عفوي منه فتح القفص وحرر الحمامة من أسرها

أمسك بها بقوة حانية .. وأخذ يمسح على ريشها وعيناه بدأت بالتلألئ بذكريات سحقها منذ سنين طويلة ..!!!



،



في ذاك اليوم
في ذاك الزمن

قبل 12 سنة




أخرج الأغراض التي أرسلتها والدته لـ ام صديقه بطي من سيارته .. ونادى بصوت عالي السائق عز الدين الذي يعرفه حق المعرفة: عز الديييييييييييييين
عز الدييييييييييين ..

لم يسمع اجابة من السائق .. وتأفف وهو يضع يديه على جبهته ليحمي عيناه من أشعة الشمس الحارقة ..

واستمر بمناداة السائق والخدم ولكن لا حياة لمن تنادي ..

وبنبرة خافتة تذمر: ما منكم فايده .. بدخل السامان روحي ابركلي ..


رفع ثوبه الأبيض وربطه على خاصرته وشمر عن ساعداه السمراوان القويان .. ورأسه كان ملفوفاً بالغترة بشكل جانبي رجولي عبث ..

ثم حمل الأكياس وذهب لخلف المنزل إلى حيث يوجد المطبخ الخارجي ..

وضع الأكياس ورجع لسيارته لينقل الصناديق والكراتين .. واستمر بنقل الأغراض حتى انتهى منها جميعاً .. وقبل أن يرجع لسيارته ..

جذب مسامعه أصوات هديل حمام وخرير مياه قريب منه ..

لا يعرف لم الفضول قد غزا انتباهه ..!!

خرج من المكان الذي فيه المطبخ ولكن من الجانب الآخر الى حيث يكمن في اعتقاده الهديل والخرير ..!!!


ورآى ما لم يكن في حسبانه أن يرى ..!!!


رآى حديقة متوسطة الحجم لا هي كبيرة ولا صغيرة .. مليئة بأشجار متنوعة الأشكال والأحجام
ونخيل مصفف على حوافه بطريقة تبهر الناظرين
والمياه تُرش على الأشجار والنباتات بأجهزة متخصصة بذلك
وزهور وورود من كل صنف بهيج ..

لكن
لم يكن ذلك ما ابهره في الحقيقة ..!!


إنما تلك الحورية التي تحمل حمامة بيضاء بيديها بمنتهى الحب/العاطفة ..
وتغني بطفولية عذبة مميلةً رأسها وشعرها الأسود الفاحم يتراقص خلف ظهرها بخيلاء لا يليق إلا "بها":

صفصوف الله لا حلك تاكل زرع الأيتام
حلفــت أنا ما كلته هذا شــور الحمــام
حمامتــي يا الصمــه ما تسمع الكــلام
تسمــع نخل بوعوشــه يداقلــن هنتين
وحده منهن كبيره تمـرق حياي وعين
لـو يـوهـا يخطبـوهـا قـالـت أبـا ألفيـن
والمـوره والذبيحــه والرمسـه ليلتيـن
أبا أمداس منقش من صوغة البحرين



أحس مع رؤية هذه الصبية وسماع صوتها بتوسع أوردة قلبه بكمية هائلة من اكسجين لا يقدر على تحمله

يا إلهي
من هذه ..!!

يالصوتها الذي ينافس الكناري برقته ونغمته الملائكية ..!!!!


لم تلتفت له مطلقاً فهي لم تكن مدركة بالشخص الذي يبحلق بها بطريقة تربك الوجدان ..!!

كان يتمنى بقرارة نفسه أن يرى وجهها
أن يلمح طرفه فقط ..!!

رجا الرحمن ان تلتفت .. ان يُريَه عيناها ..!!!
أن يتلمس صفاء نغمات صوتها بأصابعه المرتعشة ..!!!


أحس بأوردة قلبه تتوسع
وتتوسع ..!!!!!

وبعفوية منه أنزل عينيه بخجل من نفسه على افكاره المشينة

"استغفرك ربي وأتوب إليك"


أحس بشخص آتٍ .. وبإدراكه وسيطرته اللذان لا يخونانه حتى في أحرج المواقف .. تراجع للخلف بسرعة كبيرة وعاد لسيارته من الطريق الآخر الذي أتى منه من البداية

دخل سيارته وهو يلهث كما لو كان يركض

لا يعرف أهو لهاث خرج نتيجة لهيب جو الصيف الحارق ..!!

أو من الحرج الذي كان سيلحق به لو أن أحد مسكه بوضعيته تلك ..!!
أم من شيءٍ آخر بدأ يسيطر على قلبه البكر ..!!!


استطاع الصحو من غيبوبة لذيذة أدخلته بها تلك الأنثى، وتحرك بسيارته ليخرج من منزل أبا سعيد وهو يعترف في قرارة نفسه
أن تلك الصبية لن تفارق مخيلته "بسهولة" ..!!!



،



بدأت الحمامة تناغج خد سلطان بدلع

ابتسم لها ابتسامة حزينة وهو يرى في عينيها
عينا تلك القاسية ..!!!


تلك التي أحطّت من قدره العالي بصورة كانت بشعة لـ شخصه ..!!!!
والتي جعلت من قلبه مداساً لرجليها الناعمتين ..!!!!


هو سلطان بن ظاعن
لم يشعر بالانكسار أبداً في حياته .. ولم يكسره أعتى الرجال في أحلك الظروف ..!!!

كيف تمكنت تلك ببساطة من إشعاره بهذا الإحساس المقيت من الذل ..!!
ذل قاسي على روحه المعتدة بنفسها ..!!
وهو الذي احبها بكل ما في الحب من طهارة/ايمان/براءة/صدق ..!!!

بلا شعور منه .. كان يقوي بقهر شديد قبضته على الحمامة شيئا فشيئاً

إلى أن سمع صوتها الذي تغير ..!!!

هتف سلطان وهو يقطب حاجباه بأسف رقيق: اوووه سوري سوري والله ماقصد

قبّل رأسها الصغير بـ رقة محاولاً إرضائها ..
وما إن شعرت بقبلته حتى أنغمست تلك المتغنجة مرة أخرى في احضان يديه الدافئتين ..!!


حتى أنتن يا معشر الحمام ..!!!
تمتلكن مثل بنات حواء تلك الهالة الأنثوية الجذابة القاسية على قلب رجل ..

هالة لعوب تسحر "الأرواح الذكورية" ..!!

.
.
.
.
.
.
.


رأس الخيمــة




دخلت الخادمة وهي تعطي موزة أكياساً لأغراض طلبتها من البقالة، وذهبت لتنادي أخاها ليتناول الإفطار

لكن استوقفتها أصوات عالية آتية من غرفة جديها

أبا محمد بعصبية وبحة ساحقة العمق: يا حرمة يا حرمة
اذيتينيييه الله يهداش ..
كم مرة افهمش وَلَدش مات موتة ربه ..
افهمي وصخي عنيه دخيل اللي خلفتش
(أهل رأس الخيمة والمناطق الشمالية من دولتنا الحبيبة ينطقون الـ ش بدل الـ ج)


قالت أم محمد من بين دموعها الحارقة الغزيرة وهي تمسك يد زوجها: ورفجة
ورفجة يابومحمد تقولي الصدق
ولديه ما مات جذه من ربه .. ولديه مقهور في قبره
(جذه = هكذا)

وببكاء ملتاع مبحوح اردفت: مقهور في قبره يا بومحمد
مقهور
ريح افواديه وخبرني شو اللي صار .. شقى مات ؟؟؟
(شقى = كيف)
دخيلك خبرني ..

بلع أبا محمد غصته التي جرحت أحباله الصوتي .. وقال بوجه ينضح ضيقاً عارماً شاعراً بقلبه ينتفخ بأسى صرف:
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا موزه احب راسش اعتقيني لويه الله ..
قلتلش وَلَدش مات جذه من ربه الله يرحمه ويغفرله ..

وضعت أم محمد يديها على وجهها وبلوعة أم صاحت:
تجذب يا حارب تجذب ..

انزلت يديها وبعصبية حارقة مجروحة اضافت: انزين ولدك مات بليا سبب ..
وولد ولدك بتقول مات شرااااته ...!!!!!
وبصراخ مبحوح: ارمس .. عبيد مات جذه بليا سبب يا حارب ..!!!

وضع أبا محمد يديه على جبهته وهو يشعر بصداع فتاك يجتاحه من هذا الحوار ..!!!

وبقسوة مراد أن يسيطر به على أحبال صوته التي اهتزت قال:
خلاص يا موزه دخيلش فكينا من هالسالفة
خل نطلع عند العرب منقود نخليهم رواحهم

مسحت أم محمد دموعها الغزيرة وجسمها الهزيل الضعيف يرتجف وأنفاسها تضيق ..!!

وقبل أن يخرج زوجها .. قالت بوجع/بقلب يتصبب ألم:
ماعرف شو استوى هاك الزمان .. ماعرف شقى ماتوا عياليه ..!!
لكن محمد هب مرتاح في قبره ..
ولــدك هــب مرتــاح يــا حــارب



.
.



في الخارح كانت تضع يديها على فمها بصدمة أليم حد اللامعقول ..!!!

لماذا جدتها تقول هذا الكلام ..!!
هل تقصد بأن هناك أمراً لا نعرفه حدث لوالدها وشقيقها في ذلك اليوم المقيت ..!!!

بدأت عيناها تلتمع بالدموع وهي تسترجع كلمات جدتها

والدها ليس مرتاح الفؤاد في قبره
والدها مقهور ..!!!
ممَ يالله ..!!

ألأنه قتل والدتها ..!!!
ألأنه قتل النجلاء ..!!!


ولكنه لم يكن قاصداً ..!!


ازداد جريان دموعها واشباح الماضي المؤلم تلاحقها برعب ..!!!!

على من تكذبين يا موزه
لقد كان ثمل ..!!!

أباك قتل أمك وهو ثمل لا يدرك ما يفعله

كـــان ثـ ـ ـمـ ـ ـل ..!!!

ياللـــــــه .. مـــــا أقبحهـــــا مــــن كلمــــــة ..!!!!

أي عذاب يا رب العزة قد كتبته لـ عبدك جراء ما اقترفته يداه ..!!

ألهذا تشعر جدتها بأن ابنها غير مستكين الروح في قبره ..!!
أهذا الذي يسمونه عذاب القبر ..!!!

اقشعر بدنها بألم/ خوف/ جزع/ رعب ..

يالله ارحمه واعفُ عنه ..

ما كان والدها رجل سيء، ولا سكير عربيد تحركه غرائزه الشيطانية

يا رب ..


وببكاء متضرع أخذت تدعو في قلبها

اللهم ياحنان يامنان يابديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم ..
اللهم ارحم والدي رحمة واسعه وتغمده برحمتك، اللهم أرحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم أنزل نوراً من نورك عليه، اللهم نور له قبره ووسع مدخله وأنس وحشته، اللهم وأرحم غربته وشيبته، اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفره من حفر النار، اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وأكرم نزله


كانت هذه المرة الأولى التي تدعو لأبيها بصدق موجع هكذا

لطالما دعت كثيراً لأمها وشقيقها الغالي عبيد .. وتصدقت واعتمرت عنهم ..
لكن ما أن تتذكر والدها حتى ينقبض قلبها ويتقلص بجرح لا علاج منه ..!!!
ويرفض عقلها التلفظ بأي كلمة طيبة عنه ..!!


هي تعترف بداخلها إنها لم تتمكن طوال أربع سنوات من تصفية ما بقلبها على ما فعله واقترفه
حتى بعد وفاته ..!!
حاول حارب مراراً وتكراراً افهامها ما حصل ..

لكن روحها أبت إلا أن ترفض حقيقة أن أبيها لم يكن قاتلاً ومجرماً ..!!!
ولكن ذلك من فرط صدمتها به وهو الذي كان رمزاً للشموخ/العطاء/الطيبة


حتى بعد أن توفيَ وعبيد ..!!

حمّلته في قلبها مسؤولية موت الأخير أيضاً .. فـ هو أصبح بنظرها المسبب لكل أنواع الآلام والأوجاع في حياتها ..!!!

فـ لماذا تشعر الآن بأن كلمات جدتها اخترقت قلبها كسهام تغتالها بوحشية ..!!!

أأنت فقيرة كفاية يا موزة بالوجع ..!!!


سمعت باب غرفة جديها يُفتح ويخرج منه جدها وهو يمسح بخفاء بطرف غترته دمعة خانته في لحظة ضعف

اخفت جسدها وراء الحائط لكي لا يلمحها خاصة وهي غارقة بدموعها هكذا ..!!!

ذهبت للمغاسل التي بجانب الحمام وغسلت وجهها عدة مرات لتخفف احمرار عينيها/وجهها ..!!!

تنفست الصعداء بـ "لا إله إلا الله" ورسمت ابتسامة لم تتجاوز عينيها وخرجت ..


.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن




لماذا تمقته بهذا الشكل ..؟؟!

لطالما شعر في قرارة نفسه أن عوشة لم تقبل به زوجاً بطوع قلبها ..!!
شعر من أول نظرة منها إنها تبغضه كزوج وكشريك لحياتها
ولكنه كانت تغتصب الابتسامة الباردة من فترة لأخرى

لماذا ..!!!
لماذا قبلت به زوجاً إن لم تكن راغبة بذلك من البداية ؟!

آآه يا عوشة

لكن القلب يهوى كل تفاصيلك الصغيرة منها والكبيرة ..
تعلق بك هذا القلب من أول يوم من زواجنا يا أم زايد ..

زايد الذي أعشقه لمجرد إنه يأخذ من ملامحك
ومن حسن عيناك ..!!!

يشعر بسكاكين تمزق أوردته كلما اصطنعت أمامه الضحك والرضى والسعادة ..!!

كثيراً ما وسوس له الشيطان وظنّ انها تزوجته وهي واقعة بحب رجل غيره ..!!!
أحقاً تهوى غيره ..!!!!
أم أنه هو لا يمتلك بنظرها معاييرها الخاصة في الزوج والحبيب ..!!!!

صدقاً لا يعرف ...!!!
الذي يعرفه انه لا يحتمل نظرات الاحتقار .. البغض .. والبرود التي ترميها عليه كلما أشعرها بحبه اللامتناهي اتجاهها ..!!!

هو لا يحتمل يا عوشة .. فـ رفقاً بقلبه أرجوك ..!!


قالت عوشة بنبرة ابرد من الثلج وهي تقطع تفاحة لها: بلاك اطالعني جيه ..!!!

ظل احمد صامتاً يتأملها .. ثم قال بنظرة ثاقبة راغباً بسبر أغوار عيناها الصقيعيتان: تحبيني ..؟!

توقفت يدي عوشة قبل أن تدخل التفاحة لفمها بصدمة/بتوتر

ماذا يقول هذا المعتوه ..!!!!

أدخلت قطعة التفاح داخل فمها .. ومضغتها بصعوبة بسبب توترها .. وقالت وهي تنظر لكل شيء عدا وجهه:
شو تقول انت
شو هالسؤال ..!!

كرر أحمد بذات نظرته الثاقبة .. الحازمة: عوشة ردي عليه ..
تحبيني أنتي ..؟؟

ابتلعت عوشة لقمتها بصعوبة كادت تُخنقها .. وبابتسامة باردة تخللتها توتر اجابت: أكيد أحبك واعزك يا بوزايد
إنت ريلي و بوعيالي كيف ماحبك !!

عدل أحمد جلسته قبل ان يقترب من عوشة ويضع عيناه بعيناها:
لا عوشة .. أقصد تحبينيه ؟!
قلبج يهتوينيه ؟!
يشتاقليه كل وقت وكل لحظة ؟!

تراجعت عوشة بعصبية مبطنة بارتباك/بغض .. وقالت وهي تقوم من جلستها: شو هالرمسة بوزايد
قلتلك أحبك وأعزك ..

ذبلت نظرته خيبةً/انزعاجاً .. وقال بخشونة: على وين ..؟!

ردت عوشة بذات العصبية غير المفهومة: بروح أشوف العيال
ساروا يلعبون في الحوي بس ماسمع حسهم
اخاف ظهروا يلعبون في السكة ..

خرجت من الغرفة بسرعة كبيرة وأغلقت الباب بقوة

تنفس أحمد بعمق متفجر بالحزن/الألم/خيبة الأمل

العيال ..!!!
ومنذ متى تهتمين بأطفالك يا ابنة زايد ..!!!

هه
إنها لا تحبك يا أحمد
لا تحبك ..
فلتفهم ذلك يا رجل .. وارضى بالأمر الواقع ..!!


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــــي



بروية وحذر بدأت بعمل تمرين البطن
واحد
أثنان
ثلاثة
أربعة
خمسة
ستة
سبعة
ثمانية
تسعة
عشرة

: أخخخخخخخ واي واي واي تكسرت
فقدت عدوج يا نعوم كله منج
إلا تبينيه أسوي هالتمارين الزفتة ..


وبتهكم حانق قامت من الأرض، وأمسكت بهاتفها وكتبت لأختها في الواتس أب
"نعوووووووم، بس خلاص سويت عشر مرات تمرين البطن"

دقائق وجاءها رد شقيقتها الذي كان يوحي بالحنق/التهكم ..
"فطييييييم، قلتلج يا الطفسة اباج تسوين 30 مرة *وجه محتقن الوجه*"

فطيم بضجر متذمر:
"اوهووووو قسم بالله تكسرت نعوم يسدني اليوم عشر، باجر إن شاء الله بزيد"

ناعمة:
"من سنين هاي رمستج وماشوفج زدتي !! *وجه متهكم*"

فطيم:
"لا اوعدج باجر بزيد *وجه مبتسم ابتسامة كبيرة*"

ناعمة:
"بنشووووووووووف *وجه متهكم*"

فطيم:
"إنزين وبعد، علومج يالحب ..؟؟"

ناعمة:
"ما من علوم يختي، الحين رايحين مطعم نتغدا فيه عقب ما زرنا كاتدرائية توليدو، وشفنا المتاحف اللي حولها"

فطيم بتشوق جم:
"وااااااااااااااااااااوووووو، نعوم استحي على ويهج وطرشيلي كل الصور اللي صورتيها"

ناعمة:
"أكيييييييد فطفط ما يبالها رمسه"

فطيم:
"الذيب وين ؟؟"

ردت ناعمة بضحكة خافتة:
"هههههههههههههههه اسكتي فطيييم طافج اللي صار"

فطيم بفضول:
"شو صااااااااااار ..!!!"

ناعمة بذات ضحكتها:
"هههههههههههههههههه البارحة على العشا، دخلنا مطعم هندي،
ذياب طلب من ضمن الوجبات سمبوسة، الجرسون قال ترى هاي السمبوسة حارة وفلفل وايد وايد،
قاله ذياب كيف يعني حار ؟؟ ... الجرسون قال نحن محطين فيه صلصة هندية خاصة بالمطعم ووايد هالصلصة حارة
طبعا أخوج الخقاق كبريائه ما سمحله يهون ويبدل الطلب جان يقول عادي انا آكل أي شي هاتلي هالسمبوسة"

فطيم بذهول:
"اوووووووووويه وخلاااااااف ..!!!"

ضحكت ناعمة بقوة وهي تتذكر ما حل بأخيها:
"ههههههههههههه واي يا بطني واااااي اسمينيه ضحكت ضحكككك عليييييه
تخيلي .. ما كمل لقمته إلا يقوملج من الكرسي ويربع ربيع صوب الحماااااام وهو محرج ويسب سب العالمين
هههههههههههههههههههههههههه"

فطيم:
"ياووووويلي عليك يا ذيااااااب ماتحمل حلييييييله
حسبي الله عليهم شو محطين في السمبوسة هاييل ..
ماحيد ذياب ما يقهر الأكل الحاااار ..!!!"

ردت ناعمة وهي تحاول كتم ضحكتها التي ارتفعت من غير إحساس منها:
"أخخخخخخ يا فطيم مت من الضحك، عنلاتهم احرقوا بطن الريال ..
إلين الحين ضاربنه اسهال يختي، كل ما يطلع من الحمام عزج الله يرد يدخل عقب دقيقتين ههههههههههههههههه"

فطيم بقهقهة رقيقة:
"دواااااه محد قاله ايرب شي ما يعرفه"

ناعمة بابتسامة:
"هههههههههههههه مسكين الذيب والله عور قلبيه"


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



أمسكت بقطعة البخور بابتسامة أنثوية ناعمة ووضعته على الفحم المشتعل وأخذت تبخر أثواب زوجها وغتره وملابسه الداخلية ..


دخل وهو يحمل على ظهره ابنه سلطان المشاغب ذو العينان الواسعتان كعيناه

:ههههههههههههههههههه ها بتستسلم ولا افرك ..!!!

ضحك سلطان بصوت عالي طفولي مليئ بالاستمتاع: لا لا ما بستسلم

أخذ يتمايل والده في وقفته ليخيف الولد ويظن إنه سيسقط

الولد بضحك تخلله جزع: ههههههههههههه ماما شوفي بابا بيفرني وعقب راسي بينكسر وعقب بمشي بدون راااااس

آمنة بخوف: وابويه عليك بدون راس عاااد، بطي هد الولد عن يطيييح

بطي بتهديد مازح: قول استسلم ولا بفرك
يلا ... واحد ..... اثنين ..... ثلاثة .... أربع ......

قاطعه سلطان بجزع ضاحك: هههههههههه مابا بابا مااااااابااااااا

وفجأة شقلب بطي أبنه ليسقط على السرير ذو الفراش الناعم ..

صرخت آمنة بجزع: وااااااااي ولديه تكسر تكسر ..

بطي بضحك رجولي: هههههههههههههه شو تكسر بعد انتي
هاذوه حي يُرزق
ودفع أبنه بخشونة وقال: قوم يا وحش وراو أمك عضلاتك

نهض سلطان من الفراش وذهب لأمه .. ثم شمر عن ساعديه ليريها عضلات ذراعيه مقلداً صوت أبيه الخشن:
ها ماما شوفي عضلاتي مثل عضلات بابا

وضرب عضلاته بقوته الضئيلة وبذات الصوت الخشن:
رياال انا رياال

دفعت ابنها بخفة لتُبعده عن المبخرة وغمغمت بتهكم خفيف: وايه عليك، شفت العضلات والله
ممكن الحينه تخوز شوي عن المدخن ..

خرج سلطان من الغرفة بعد أن تذكر بأن أباه قاطع لعبه مع أشقائه وأولاد عمومته ..

إلتفت بطي إلى زوجته وهتف بتساؤل: إلا حبيبي بتخبرج
قوم أخوج ردوا من ألمانيا ولا بعدهم ..؟؟

آمنة: لا بعدهم ورا باجر طيارتهم

هز بطي رأسه وهتف: ايوووووا
وبابتسامة جذابة اردف: انزين شرايج باللي يوديج اوروبا اسبوع ولا 10 أيام ..؟!

شهقت آمنة سعادةً من المفاجأة: بطوووووووووي
احلف احلف احلف ..

بطي بضحكة رجولية: ههههههههههههههه ماجذب عليج انا غناتي ..

تعلقت آمنة برقبته وقربت وجهها من وجهه بضحكة ناعمة منتشية تسبقها:
ههههههههههههههه حبييييبي فديتك اناااااااااا
متى متى بنسافر ؟؟

عض بطي شفته السفلى بخبث .. واخذ يتلمس خصر محبوبته النحيل بسكرة حب تامة:
عقب ما نرقد
ابعدت آمنة وجهها قليلاً لتقول بحياء بريء: شحقه ..؟!
تونا ناشين من الرقاد حبيبي ..

اتسعت ابتسامته اللعوبة وهو ينزل رأسه ليقبل غمازة ذقنها الذي لطالما اثار جنون دقات قلبه العاشقة وجعلته مهووساً بها:
نرد نرقد مرة ثانية شو المشكلة ..!!!

.
.
.
.
.
.
.



اتصل بجده وهو يدعو ربه أن يكون في مزاج جيد وهادئ

رد جده ببحة عميقة وعيناه شبه مغلقتين من كبر سنه:
ألووووو ..

: علني أفدا هالألوووو وراعيهاااا في ذمتيه ..

زمجر الجد بعصبية مصدرها "الشوق النقي" لهذا الغائب على الدوام: يالجلب يالرغيد يالهوام
ياللي ما ينعرفلك دار ولا بلاد ..

بضحكة رجولية متفجرة بحب/شوق جارف قال:
هههههههههههههههه افا يا ذا العلم كل هاييل أنا يا بوعبيد ..؟!

أبا عبيد بذات عصبيته "المشتاقة": جب ولا كلمه
لا ترمس يا ولد عبيد ابد ..
عنبو دارك لا ادق عليه ولا تتنشد، ما تقولي يديه حي ميت شحفه موتر ولا سكسويل
هذا مذهبك يا نهيانوووه ..!!
هيهااااااااااااااااء ..

ضحك نهيان ضحكة عالية رنانة لم يقاومها من مبالغة جده الدائمة: هههههههههههههههههه عنيه افدا منطوووقك يا بوعبيد ..
بسم الله عليك يارب من كل شر وسو ..
ليش تفاول على روحك جذه ..!!!

قاطعه أبا عبيد بذات تهكمه المغتاظ: صخ صخ بس ..
خبرني وينك ؟!

نهيان بابتسامة خفيفة: ما قالولك انيه في سيشل ..!!

أبا عبيد بعصبية: ادريبك في شيشششل
متى راااااد ؟؟

نهيان: ههههههههههههههههه راد هاليومين ان شاء الله

أبا عبيد بتهكم مليئ بالبحة: مع منوه ساير ؟؟

حك نهيان عيناه والنعاس بدأ يغزوه: مع بوخلفان الشامسي وحمود الفلاحي ..

.
.
.
.
.
.
.


شــارع الإمـــارات
(والذي يسمى بشارع محمد بن زايد الآن)



كان حارب في طريقه الى لعاصمة بعد أن ودّع شقيقته في رأس الخيمة وأوصل عمته وخالته أم سعيد العين

تنهد بعمق وهو يسند ذراعه الأيسر على النافذة واضعاً إياها على جبهته

وراح تفكيره يموج يمنةً ويسرة لكل الأمور الحالية التي تحصل في حياته ..

حياته التي يعيشها الآن لأخته فقط ..!!
شقيقته الوحيدة ..

لمس من غير شعور منه الندبة التي بين حاجبيه
ندبة نتج عن جرح روحي قبل أن يكون جرح جسدي ..!!

لطالما كانت هذه الندبة فارقا زمنياً بالنسبة إليه ..

ورمزاً لوجع أسود/شتات مظلم في روحه ..!!!


تساءل الجميع عن سر هذه الندبة
لكنه لم يخبر أحد ..!!!

لا يعرف في الحقيقة بسرها إلا هو .. وسلطان ..

كانت ندبته المائلة ولا زالت تحمر وتتهيج بشكل غريب ما أن ينفعل بـ غضب شديد/يشتعل روحه قهراً ..!!

تتلون بشكل غريب مع تلون ملامحه ..

مثل الآن تماماً ..!!!


زاد من برودة جهاز تكييف السيارة ووجّهها للندبة بشكل كامل بسبب شعوره المفاجئ بالألم/الحرقان
وبدأ الصداع يجتاحه ..!!!


سمع الآذان الذي يعلن عن أن صلاة المغرب قد حانت ..

لذا اوقف سيارته بجانب الطريق المعبد .. وتمضمض .. ثم ترجل واخذ سجادته من خلف السيارة ..

وبدأ بالصلاة بعد أن حدد جهة القبلة عن طريق جهة غروب الشمس ..!!!


سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة ..

بعد ان انتهى .. لفحه نسيماً بارداً عليلاً حرّك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته بتغنج /رقة ..

تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة ..

كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة لروحه جداً لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي:

لـيـالـي بـيــن طــــي الـجـانـحـات، لـكـن ابـهـا ســوام النـمـل دابــي
وقـلــب كــــن فــيــه الـلاضـيــات، شــوات مـثـل محـمـي المـطـابـي
وعـدتـنـي الـهـمـوم لـذيــذ نــــوم، أراعــي للنـجـوم إمـتـى الغيـابـي
أرى الـدنـيـا مـمــر إبــــلا مــقــر، وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي
وتـالـيــت الـحـيــاه الا الـمــمــات، وتالـيـت الـمـمـات إلا الحـسـابـي
ثــلاث مــا أرى عـنـهـن مـطــاف، مـــؤرخـــة بـــآيـــات الـكـتــابــي




سرح بعيداً ويداه تتحركان على جملة " وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي"


توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطراً يقترب منه ..!!!



وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق الشخص المتربص خلفه ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن




كانت تغطي أطباق الحلويات بالقصدير وتضعها في الأكياس وهي تدندن كعادتها بأهازيج شعبية تتذكرها من أيام الطفولة

تأكدت من احكامها لحجاب رأسها ووجهها .. وخرجت من المطبخ وهي تنادي السائق:
عز الدييييييييييييييين .... عز الدييييييييييين وييييينك ؟؟!


أتى عز الدين مهرولاً وهو يلهث: ها ها ماما شما
انا يجي ..

شما بحنق ناعم: عزالدين الله يهداك وين تشرد انت ..!!
تعالي اباك تودي هالفواله بيت بابا سعيد وبابا سيف ..


أخذ عزالدين الاكياس التي تحتويه على الأطباق وهو يهز رأسه كعادة الهنود: جين ماما

هتفت شما بعد ان تذكرت امراً جعلت عيناها تبتسمان: عزالدين اتريه

ذهبت للحديقة الخلفية والتي كانت كالجنة الغناء
والتي تعتبره عالمها الخاص الحميمي ..!!!

فهي كلما شعرت بالضيق أو الملل تتوجه إليها .. وتقضي وقتها مع ورودها وأشجارها وحماماتها العزيزات ..!!!


قطفت فُلتان باهرتا الجمال/فواحتا الرائحة بشكل يعجز الإنسان عن وصف روعتهما .. ووضعت في كل كيس فُلة قبل ان تقول بنظرة لامعة:
يلا توكل ..





نهـــاية الجــــزء الخامــــس

شما بنت محمد 30-12-14 07:23 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
صباح الخير كاتبتنا

تبارك الرحمن البارتات كل مالها وتزداد جمال وتشويق :55:

لفتني أكثر من شي جميل في هالبارتات!

أول شي نقلج للحياة الإجتماعية اللي يعيشونها أبطال الرواية . .

ثاني شي واللي هو كان شي مميز وغريب بالنسبة لي اللي هو إلمامج بتاريخ أسبانيا وبالإماكن الحلوة هناك . . صورتي هالدولة بطريقة خلتني شخصياً أحس أني شفتها !!

أما من ناحية الشخصيات ماعليهم كلام بصراحة من بارت لبارت توضحلنا أشياء ونعجب بشخصيات الرواية

تسلم إيدج . . وربي يوفقج إنا شاء الله

bluemay 30-12-14 10:06 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
رااااائعة لؤلؤتنا كعادتك ...

بارت جميل ويجننننننن


سبحان الله لما قرأت عن شما قلت في قلبي ما يليق بها إلا سلطان .

ولما تذكر سلطان في موقف الحمامة عرفت إنها شما وأنه حبها . بس بتمنى يتزوجها و لو إنه ما يعرفها بس يا رب يكون لها نصيب معاه. وتنسى زوجها اﻷولاني اللي ما قدرها.


عوشة كما توقعت إنسانة لا تحمل من اﻹنسانية إلا أسمها..
حزنت على زوجها أحمد اللي يشعر بجفاءها معه والمصيبة إنه يحبها .


موزة أخيرا صفحت عن أبوها بعد كلام جدتها ... وأستغربت إنهم ما يعرفون بالسالفة بس طبعا هي تعورالقلب وما راح يستحملونها .



حارب مين اللي يتربص به ؟! كنت أتوقع سلطان بس ما ظنيته يتصاوب .
يجوز واحد من العصابة اللي يلاحقونه.



روضة مسكينة هد حيلها المرض ..
بس مين اللي كان يراقبها .. عندي شعور إنه الرجال اللي كان يتكلم مع العجمي .



قصة التوائم الثلاثي محزنة وعبيد فقد أخوانه وفقد طعم الحياة بعدهم .


بس سعيد ما عرفت كيف مات ؟! يجوز إني ما ركزت في البداية .
محمد أو حارب مات في هذيك الحادثة بس سعيد متى وشلون مات ؟!



أستمتعت بالفصل كثير يسلم يدينك الحلوة ..

كل مالك تجذبيننا أكثر وأكثر والحكاية تحلى أكثر ..

بإنتظارك بشوق لا تطولين علينا يا الغلا






«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 30-12-14 10:49 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3500627)
صباح الخير كاتبتنا

تبارك الرحمن البارتات كل مالها وتزداد جمال وتشويق :55:

لفتني أكثر من شي جميل في هالبارتات!

أول شي نقلج للحياة الإجتماعية اللي يعيشونها أبطال الرواية . .

ثاني شي واللي هو كان شي مميز وغريب بالنسبة لي اللي هو إلمامج بتاريخ أسبانيا وبالإماكن الحلوة هناك . . صورتي هالدولة بطريقة خلتني شخصياً أحس أني شفتها !!

أما من ناحية الشخصيات ماعليهم كلام بصراحة من بارت لبارت توضحلنا أشياء ونعجب بشخصيات الرواية

تسلم إيدج . . وربي يوفقج إنا شاء الله




صبحج الله بالنور والسرور يالغلاااا ..

تسلمين غناتي على كلامج الاكثر من رائع .. صدق اخجلتيني واسعدتيني فوق ما تتصورين ..


الصراحة حبيت في الرواية اني انقل الحياة الاجتماعية الاصيلة اللي نعيشها صدق في بلادنا من غير تصنع او مبالغة ..

ههههه بخصوص اسبانيا .. هيه عندي معلومات متواضعة عنها بحكم اني من عشاقها الابديين لها :)


تسلميلي غناتي على مرورج وكوني على ترقب للبارتات القادمة بإذن الله ..

لولوھ بنت عبدالله، 30-12-14 10:59 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500643)
رااااائعة لؤلؤتنا كعادتك ...

بارت جميل ويجننننننن


سبحان الله لما قرأت عن شما قلت في قلبي ما يليق بها إلا سلطان .

ولما تذكر سلطان في موقف الحمامة عرفت إنها شما وأنه حبها . بس بتمنى يتزوجها و لو إنه ما يعرفها بس يا رب يكون لها نصيب معاه. وتنسى زوجها اﻷولاني اللي ما قدرها.


عوشة كما توقعت إنسانة لا تحمل من اﻹنسانية إلا أسمها..
حزنت على زوجها أحمد اللي يشعر بجفاءها معه والمصيبة إنه يحبها .


موزة أخيرا صفحت عن أبوها بعد كلام جدتها ... وأستغربت إنهم ما يعرفون بالسالفة بس طبعا هي تعورالقلب وما راح يستحملونها .



حارب مين اللي يتربص به ؟! كنت أتوقع سلطان بس ما ظنيته يتصاوب .
يجوز واحد من العصابة اللي يلاحقونه.



روضة مسكينة هد حيلها المرض ..
بس مين اللي كان يراقبها .. عندي شعور إنه الرجال اللي كان يتكلم مع العجمي .



قصة التوائم الثلاثي محزنة وعبيد فقد أخوانه وفقد طعم الحياة بعدهم .


بس سعيد ما عرفت كيف مات ؟! يجوز إني ما ركزت في البداية .
محمد أو حارب مات في هذيك الحادثة بس سعيد متى وشلون مات ؟!



أستمتعت بالفصل كثير يسلم يدينك الحلوة ..

كل مالك تجذبيننا أكثر وأكثر والحكاية تحلى أكثر ..

بإنتظارك بشوق لا تطولين علينا يا الغلا






«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»





صباحج/مساج عافية ورحمة من الله سبحانه حبيبتي ..


تحليلج للشخصيات اعجبني فوق ما تتخيلين وطريقتج في تحليل الامور جذبني ما شاء الله عليج ..


بخصوص التساؤلات .. انا اعرف زين ان الكثير منها بتثير فضولج الحين بس اكيد ان شاء الله مع البارتات القادمة بتتوضح عندج الامور وبتترتب الافكار في مخج :) ..


ما بطول ان شاء الله حبيبة قلبي فـ كوني مترقبة ..


الله لا يحرمني من طلتج ومن تشجيعج الدايم ..

bluemay 30-12-14 12:51 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الله يسعدك أخلتيني والله وبشكرك على ذوقك ولطفك ..

بصراحة اللغة حلوة وتجذب صحيح ماهي اول مرة لي أقرأها ولكنها مميزة وفيها عبق أصيل وأنا بطبعي بحب كل شي قديم

حبيت وجود اﻷجداد في العائلة وحكيهم حلو وطعمه مميز ..

بالنسبة للتحليل فبصراحة أنا مو قوية في التركيز والملاحظة ولا وفيتك حقك والله ... والسموحة منك ﻷنك تستاهلين أكثر من كذا

وكمان ﻷني بديت أنغمس فيها وأعيش في جوها أكثر.

وأسأل الله يوفقك ويسهل أمرك وتقدري تجاري طمعنا ونهمنا لروايتك الرائعة..

وبحب أبشرك أنك بتجذبي القراء لما يلمسوا إلتزامك بالتنزيل ﻷنه كثرت الروايات الموقفة وصار عندنا فوبيا من كل شي جديد

لكنك وسبحان من حببنا فيك جذبتيني وغصبن عني علقتيني بمتابعتك وربي يقويك وتكملي ﻵخر المشوار .




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 30-12-14 10:20 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500661)
الله يسعدك أخلتيني والله وبشكرك على ذوقك ولطفك ..

بصراحة اللغة حلوة وتجذب صحيح ماهي اول مرة لي أقرأها ولكنها مميزة وفيها عبق أصيل وأنا بطبعي بحب كل شي قديم

حبيت وجود اﻷجداد في العائلة وحكيهم حلو وطعمه مميز ..

بالنسبة للتحليل فبصراحة أنا مو قوية في التركيز والملاحظة ولا وفيتك حقك والله ... والسموحة منك ﻷنك تستاهلين أكثر من كذا

وكمان ﻷني بديت أنغمس فيها وأعيش في جوها أكثر.

وأسأل الله يوفقك ويسهل أمرك وتقدري تجاري طمعنا ونهمنا لروايتك الرائعة..

وبحب أبشرك أنك بتجذبي القراء لما يلمسوا إلتزامك بالتنزيل ﻷنه كثرت الروايات الموقفة وصار عندنا فوبيا من كل شي جديد

لكنك وسبحان من حببنا فيك جذبتيني وغصبن عني علقتيني بمتابعتك وربي يقويك وتكملي ﻵخر المشوار .




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»





مسا الورد حبيبة قلبي بلوماي .. >> اتمنى اكون نطقت النك صح هههه


على فكرة نكج يذكرني بـ كاتبة قريبة لقلبي اسمها بلومي .. :) .. ومثل ما هي قريبة من قلبي صرتي انتي قريبة من قلبي بطيب كلامج واسلوبج الراقي .. ربي يحفظج من كل شر ..

انا من خلالي روايتي حبيت اظهر الصورة الطبيعية لحياة اغلب الناس في بلادي .. سواء في ابوظبي او دبي او رأس الخيمة او اي امارة ثانية ..!!!!

حبيت اظهر طابع البساطة لأني شخصياً اكره تعقيدات الحياة والتمدن الزايد عن حده والمستفز :) ..

لابد من التمدن لكن "بحدود" واللي ما يتعارض مع اصالة تراثنا .. وقديمنا اللي مالنا غنى عنه ...!!!!

احب الاجداد وكبار السن .. واعطيهم اهمية عظيمة في حياتي .. فـ بتلاحظين مع البارتات القادمة ان دورهم بيكون جداً "مهم" ..


بخصوص التركيز .. هههه حبيبتي انا والله اعذرج والمشكله مب في تركيزج لو كانت اصلا مشكله من الاساس .. !!! هي مسألة وقت بس لين ما تقرين باقي البارتات وتعرفين تربطين بين الامور ..


وحابة اقولج شي .. انا قارئة مخضرمة قبل لا ادخل مجال الكتابة .. واعرف احساس القارئ وهو ينتظر في يوم معين بارت وينخذل :( .. او مثلاً ينتظر تكملة الرواية كلها وفي النهاية ما تكتمل .. :(

وما اتمنى اذوق هالشعور المقيت لـ غيري ..

اول ما اوصل ان شاء الله الجزء العاشر بحدد افضل يومين في الاسبوع للتنزيل ..
لين ما تنتهي الرواية على خير بإذن الله .. :)


بلوماي .. كل يوم يزيد تقديري لج غناتي .. فـ شكراً وايد الى مالانهاية :)

bluemay 31-12-14 09:07 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
مسا الورد حبيبة قلبي بلوماي .. >> اتمنى اكون نطقت

النك صح هههه


مساء/صباح الفل والرياحين

أيوة حبيبتي هو كذا ... بلومى على وزن شفروليه [emoji5]


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
على فكرة نكج يذكرني بـ كاتبة قريبة لقلبي اسمها بلومي .. :) .. ومثل ما هي قريبة من قلبي صرتي انتي قريبة من قلبي بطيب كلامج واسلوبج الراقي .. ربي يحفظج من كل شر ..


آمين وربي يحفظك
وبسعدني كلامك وإنت كمان غالية وعزيزة على قلبي ..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
انا من خلالي روايتي حبيت اظهر الصورة الطبيعية لحياة اغلب الناس في بلادي .. سواء في ابوظبي او دبي او رأس الخيمة او اي امارة ثانية ..!!!!

حبيت اظهر طابع البساطة لأني شخصياً اكره تعقيدات الحياة والتمدن الزايد عن حده والمستفز :) ..

لابد من التمدن لكن "بحدود" واللي ما يتعارض مع اصالة تراثنا .. وقديمنا اللي مالنا غنى عنه ...!!!!

فعلا هذا اللي لمسته من خلال كتابتك .. تنضح بعبق اﻷصالة وقريبة من النفس وبعيدة عن المبالغة .



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
احب الاجداد وكبار السن .. واعطيهم اهمية عظيمة في حياتي .. فـ بتلاحظين مع البارتات القادمة ان دورهم بيكون جداً "مهم" ..

ما شاء الله عليك أحييك وأحيي هذا الحس الجميل فيك ..
وكلي شوق للآتي ..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
بخصوص التركيز .. هههه حبيبتي انا والله اعذرج والمشكله مب في تركيزج لو كانت اصلا مشكله من الاساس .. !!! هي مسألة وقت بس لين ما تقرين باقي البارتات وتعرفين تربطين بين الامور ..

إن شاء الله وفعلا لاحظت إني بدأت أربط أكثر بين المواقف واﻷشخاص والفضل لله ثم لمواظبتك على التنزيل ربي يوفقك وييسر أمورك ..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
وحابة اقولج شي .. انا قارئة مخضرمة قبل لا ادخل مجال الكتابة .. واعرف احساس القارئ وهو ينتظر في يوم معين بارت وينخذل :( .. او مثلاً ينتظر تكملة الرواية كلها وفي النهاية ما تكتمل .. :(

وما اتمنى اذوق هالشعور المقيت لـ غيري ..

اول ما اوصل ان شاء الله الجزء العاشر بحدد افضل يومين في الاسبوع للتنزيل ..
لين ما تنتهي الرواية على خير بإذن الله .. :)


الله يكرمك يا الغلااا وهذا عشمنا والله فيك ..

أسأل الله تتوفقين وتتيسر أمورك وتتحفينا بكتابتك الرائعة وتروي ظمأنا منها ..


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500791)
بلوماي .. كل يوم يزيد تقديري لج غناتي .. فـ شكراً وايد الى مالانهاية :)

الله يسعدك والشكر لله ..

ما سويت شي يستاهل .. إنت مبدعة وتستاهلين أكثر والله .

ربي يوفقك ولا يحرمنا من عطاءك وتظلي شعلة من النشاط ما تنخمد ولا تنطفي [emoji5]


تقبلي فائق أمتناني وخالص شكري مع الود




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شما بنت محمد 31-12-14 10:35 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3500650)
صبحج الله بالنور والسرور يالغلاااا ..

تسلمين غناتي على كلامج الاكثر من رائع .. صدق اخجلتيني واسعدتيني فوق ما تتصورين ..


الصراحة حبيت في الرواية اني انقل الحياة الاجتماعية الاصيلة اللي نعيشها صدق في بلادنا من غير تصنع او مبالغة ..

ههههه بخصوص اسبانيا .. هيه عندي معلومات متواضعة عنها بحكم اني من عشاقها الابديين لها :)


تسلميلي غناتي على مرورج وكوني على ترقب للبارتات القادمة بإذن الله ..

بكون على ترقب دائم لبارتاتج ^^

كلامي نابع من وضوح مجهودج في الرواية حبيبتي صدق ماعليها كلام ماشاء الله عليج

أحسن شي سويتيه نحتاج أن نكون بالقرب من هاي الحياة الاجتماعية الأصيلة ..

واضح أنج مرتبطة ارتباط قوي بكل مكان تذكرينه في البارتات !!
عن نفسي يوم أقرا بارتاتج انتقل للمكان بكل حواسي ..

دمتي لنا الغالية

بانتظار الجديد

لولوھ بنت عبدالله، 31-12-14 12:51 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500862)
النك صح هههه


مساء/صباح الفل والرياحين

أيوة حبيبتي هو كذا ... بلومى على وزن شفروليه [emoji5]





آمين وربي يحفظك
وبسعدني كلامك وإنت كمان غالية وعزيزة على قلبي ..





فعلا هذا اللي لمسته من خلال كتابتك .. تنضح بعبق اﻷصالة وقريبة من النفس وبعيدة عن المبالغة .





ما شاء الله عليك أحييك وأحيي هذا الحس الجميل فيك ..
وكلي شوق للآتي ..





إن شاء الله وفعلا لاحظت إني بدأت أربط أكثر بين المواقف واﻷشخاص والفضل لله ثم لمواظبتك على التنزيل ربي يوفقك وييسر أمورك ..






الله يكرمك يا الغلااا وهذا عشمنا والله فيك ..

أسأل الله تتوفقين وتتيسر أمورك وتتحفينا بكتابتك الرائعة وتروي ظمأنا منها ..




الله يسعدك والشكر لله ..

ما سويت شي يستاهل .. إنت مبدعة وتستاهلين أكثر والله .

ربي يوفقك ولا يحرمنا من عطاءك وتظلي شعلة من النشاط ما تنخمد ولا تنطفي [emoji5]


تقبلي فائق أمتناني وخالص شكري مع الود




«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»




يسعدلي طلتج حبيبتي بلومي ..

اللهم آمين ويوفقج يارب دنيا وآخرة .. اشكرج على كلامج الجميل ..

لولوھ بنت عبدالله، 31-12-14 12:55 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3500880)
بكون على ترقب دائم لبارتاتج ^^

كلامي نابع من وضوح مجهودج في الرواية حبيبتي صدق ماعليها كلام ماشاء الله عليج

أحسن شي سويتيه نحتاج أن نكون بالقرب من هاي الحياة الاجتماعية الأصيلة ..

واضح أنج مرتبطة ارتباط قوي بكل مكان تذكرينه في البارتات !!
عن نفسي يوم أقرا بارتاتج انتقل للمكان بكل حواسي ..

دمتي لنا الغالية

بانتظار الجديد




مسا الخير غناتي ..

حبيبتي شما ما عليج زود ويارب اكون عند حسن ظنكم دايم الدوم ..

هههه صحيح كلامج واتمنى اكون موصلة شغفي لكل شي في الرواية لكم وبالاحساس نفسه ..

كلامج حلو مثلج يا حلوة .. لا خليت منج ..

تسلمين على مرورج الطيب :)

لولوھ بنت عبدالله، 31-12-14 01:01 PM

الجزء السادس
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)





الجـــزء الســـادس



يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
فكما شئتَ لي فكُنْ


لـ إبن زيدون



،



العيـــــــــن



كانت العنود تكوي ثوب زوجها وهي تشاهد برنامجها التلفزيوني المفضل باندماج تام
وطفلاها الصغيران منصور وفاطمة يلعبان تحت رجليها

منصور بغضب طفولي: ماما توفي فوفو ما تخليني ألئب

العنود بتوبيخ رقيق: منصور عيب حبيبي هاي ألعاب بنات
إنت ولد ..

هتف منصور بتهكم ظهر بفمه الجميل المزموم وهو ينتزع الدمية من يد فاطمة: مابا ابا ألئب

صرخت فاطمة ببكاء شديد وهي تمسك منصور لتأخذ عروستها منه

احتد صوت العنود بالغضب: يا ولد عط أختك عروستها

لم يسمع منصور كلام والدته وابتعد بالدمية عن فاطمة بينما أخذت فاطمة بالحبو باتجاهه ببكاء غاضب

كانت تحبو ثم تستند على طاولة جانبية وتخطو خطوة وتسقط ثم تحبو ..
وهكذا ..

ضحك منصور بمتعة وهو يرى كم ترغب فاطمة بالإمساك به .. وأخذ بالابتعاد أكثر فأكثر

هزت العنود رأسها بتهكم/بضجر من صراخ أطفالها:
يا عيال صخوا خلونيه أسمع الدكتورة شو تقوووول ..

وفجأة سمعت صراخ منصور: ماماااااااااا تووووووووفي فوفووووو

إلتفت بجزع تحول لدهشة .. ثم لابتسامة .. ثم لضحكة ..!!!

: ههههههههههههههههه فدييييييييييت اللي مشوووا انا ياااااربي

كانت فاطمة من فرط غضبها على أخيها تمكنت من الوقوف بتوازن والمشي 6 خطوات كاملة إليه ..!!!

حملتها أمها بحب فياض/فرحة عارمة وهي تقبلها: فوفو الشطووورة مشت وأخيييييراً ..

وقبلتها بحنان شديد الدفئ لا يليق إلا "بمعشر النساء"

قفز منصور بفرحة مشابهة .. وذهب ليطرق باب الحمام على والده الذي كان يستحم
: بابااااااااااا باباااااااااااااااا

اتاه صوت والده سيف من تحت رشاش الماء: هاااااا شو تبااااا ..!!!

منصور بصراخ مبتهج: بابااااااااااا تئال تووووف فوفووووو

اقفل سيف صنبور المياه ليهتف بقلق شديد على صغيرته: بلاهااا أختتتتك ..؟!!

منصور بذات صراخه: تئاااااااااال توووفها
اكمل سيف استحمامة بسرعة .. ولف على خصره المنشفة وخرج ..

عقد حاجباه وتساءل بحدة تخللها قلق: شو بسم الله ..!! بلاها فطووووم ..!!!

ما إن أكمل جملته حتى رآى كائناً بحجم علقة الأصبع يمشي نحوه بخطوات صغيرة متعثرة
إلى أن اقتربت منه وأحتضنت رجله الأيمن ..

رفع رأسه وهتف لـ زوجته العنود ببسمة تتسع سعادةً: هالفارة متى مشت ..!!!

العنود: ههههههههههههههههههه فديتها ياربي توها مشت .. هالدقيقة بسسس

قهقه بخشونة صوته الرجولي وحمل ابنته: رجولية متفجرة بالسعادة وهو يحمل ابنته: هههههههه فديت فوفووو حبيبة باباااا ..
امسكت فاطمة ذقنه المُشذب .. وضحكت بضحكة الأطفال اللذيذة التي "لا تُقاوم" .. وأخذ يقبلها ويلاعبها ويعلمها المشي ناسياً تماماً منظره العاري ..!!!

رمقته العنود نظرة حب صافية وهي تعطيه ملابسه وتطفئ جهاز التكييف: حبيبي سر إلبس أخاف تزجم ..

ابتسم لها وهو مازال ممسكاً بيد ابنته ويمشي معها بتأني لتتمكن من المشي باتزان اكثر: هالفارة نستني حتى عقلي

ضحكت العنود لتقول بحماس بالغ: شو رايك الويكند الياي نسوي عزيمة وننثر على فوفووو ..؟؟

رد سيف برجولية جذابة: نسوي حق الشيخة فاطمة عزيمة ونثور وشحقه ما نسوي ..!!
فالها طيب بنت سيف ..
(فالها طيب اي تبشر بالذي تريده)
(النثور هي عادة شعبية تُقام للطفل عندما يخطو خطواته الأولى، وفيه تُنثر الحلويات والأموال عليه)


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــي



وصل بطي الى شقته عند آذان المغرب تماماً، استحم سريعاً ليزيل عنه ارهاق الطريق الطويل ثم توضأ وصلى

كان من عادته اليومية أن يطبخ عشاءه بنفسه لأنه أولاً لا يحب أكل المطاعم
هو في الحقيقة لا يستلذ بالطعام إلا أذا كان من يد والدته أو زوجته آمنة او شقيقته شما ..!!!

ثانيا ليقتل الملل الذي ينقض عليه ما إن ينفرد لوحده في هذه الشقة الباردة ..

والسبب الثالث هو لكي ينعم قليلاُ براحة/سكون وهو يستمع لذبذبات صوت زوجته المثير ..!!!
فهو معتاد أن يأخذ الوصفات منها ويحادثها على الهاتف وهو يطبخ ..


أخرج الدجاج من الفريزر وهمّ بالاتصال بزوجته .. لكن رنين الهاتف باغته فجأة ليعلن قدوم اتصال من رقم مجهول

قطب حاجبيه الكثيفين المرسومين بطريقة إلهية تجذب أعين البشر لا إرادياً ..

رد وهو يتساءل في أعماقه عن هوية الشخص: ألووووو ..

ارتجفت دقات قلبها ما إن سمعت صوته الخشن الهادئ .. وبنبرة دلع أنثوي مغري همست: يعني لازم نتصل من رقم ثاني عسب تردون علينا !!!

احتدت نظرة عيناه بـ صدمة .. وسرعان ما استوعب الصوت الأنثوي الذي اثار غضبه هاتفاً بتهكم قاسي:
تحريتج فهمتي انيه من الأساس ما ارد على اتصالات من موظفين خارج حدود الشغل ..!!

هي بصوت أنعم وأكثر إغراءاً: بس أنا اشتاق لحسك بطي
وبتلعثم "مصطنع" تابعت: أ أ أقصد استاذ بطي ..

رفع بطي حاجباً واحداً بامتعاض .. ثم هتف بغلظة قاسية: بوخويدم لو سمحتي ..

اغمضت عينها بغيظ شديد/حقد وقالت: أقصد بوخويدم
اسمحليه ..

هتف بنبرة نزقة راغباً بـ اقفال الخط متجاهلاً حميمية ما قالته للتو: في شي مهم عن الشغل تبين ترمسينيه عنه ؟!

هتفت بغيظ شديد وصوتها بدأ يخرج بهيئته الحقيقية لا "الرقيقة":
إنت انسان ما تحس ابد .. حس فيّه دخيلك
أنا احبك
احبك وايد بطي .. احبك بـ ينون
ما يهمني معرس وعندك عيال .. انا احبك
افهمني الله يخليك
احبك
عط لـ هالحب فرصة يكبر ..


قاطعها بغلظة صارمة/غاضبة/محتقرة:
البنية اللي تتعدى على حدود رب العالمين وتنزل راس هلها بسفاهتها القاع وتتصل على ريال معرس وتقوله هالرمسه
ما تستاهل الحب ولا الإحترام ولا الحشيمة ..

وأردف بنبرة اغلظ واقسى: آخر مرة أسمح لج تتعدين حدودج معاي ..
تسمعيييين ..!!!
وهالرقم انسيه لو تبين اتمين موظفة عنديه ..

وأقفل الخط في وجهها ونظرة عيناه ممتلئةً بالاشمئزاز

تنفس بحدة شاعراً أن تلك الحمقاء قد عكرت مزاجه الجميل باتصالها الوقح/حديثها المقيت ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة

بعد ان انتهى .. لفحه نسيماً بارداً عليلاً حرّك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته بتغنج /رقة

تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة ..

كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة لروحه جداً لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي:

لـيـالـي بـيــن طــــي الـجـانـحـات، لـكـن ابـهـا ســوام النـمـل دابــي
وقـلــب كــــن فــيــه الـلاضـيــات، شــوات مـثـل محـمـي المـطـابـي
وعـدتـنـي الـهـمـوم لـذيــذ نــــوم، أراعــي للنـجـوم إمـتـى الغيـابـي
أرى الـدنـيـا مـمــر إبــــلا مــقــر، وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي
وتـالـيــت الـحـيــاه الا الـمــمــات، وتالـيـت الـمـمـات إلا الحـسـابـي
ثــلاث مــا أرى عـنـهـن مـطــاف، مـــؤرخـــة بـــآيـــات الـكـتــابــي




سرح بعيداً ويداه تتحركان على جملة "وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي"


توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطراً يقترب منه ..!!!



وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق الشخص المتربص خلفه ...!!!!

صرخ الرجل بزئير متألم/صدمة غاضبة من سرعة بديهة حارب وحركته السريعة ..!!!

لم ينزع حارب السكين إنما لفه دورة كاملة داخل رجل الرجل الذي صاح بقوة أشد ..

هذه الحركة تضمن لحارب استحالة تحرك الرجل برجله تلك .. لأن الطعنة بسكين ملفوف لا تبرأ بسهولة ولن يتحمل الرجل الألم من الأساس ..!!!

التفت حينها بوقفة متحفزة كالفهد وعيناه ترسلان صواعق من الخطر الأسود للذي حوله ..!!!
نظر الى الرجل الذي كان أسود البشرة ضخم الجثة بعيناي حمراوان ثائران من الغضب/الألم .. وبصراخ غليظ قاسي:
الأخشاب: يا ابن الـ ..... والله ما اخلييييك ..

وانقض عليه برجل واحدة .. ولكن حارب بدهاء أخذ حفنة من تراب ونثره على عيناه ..

صرخ الرجل بألم اشتد بجسده .. والتراب يحرق عيناه بشدة جعلته لا يبصر شيئاً

ارتفع جانب ثغر حارب بابتسامة جانبية ماكرة وهو ينفض التراب عن يدهه وثوبه:
خبّر اللي طرشوك ..
ما استوى بعده اللي يلعب على حساب حارب بن محمد ..


وتركه بعد أن أعطاه ركلة قوية وجّهها مباشرة لعنقه .. وما هي الا ثانية حتى سقط صريعاً مغمى عليه ..


استدار حارب وهو يلمح من بعيد سيارة الرجل واقفةً تحت عامود انارة في الشارع المقابل .. قطع الشارع برشاقة بنيته الرياضية ..
ولم يقترب من السيارة حتى تأكد من خلوها من أي شخص

كان يريد تفتيشها ليمسك أي دليل يستفيد منه ضد الجماعة الفاسدة ولكنه للأسف لم يجد شيئ يمكن الانتفاع منه ..!!!

كانت السيارة خالية من أي شيء عدا مفتاحها
عاده الى سيارته وهو يسمع ونين الرجل الجريح ..!!!

غمغم بكره عاتي وهو يشغل محرك سيارته: بعدكم ما شفتوا شي منيه يا عيال الجلب ..

وأردف بهيجان غاضب/حارق/مجروح متفجر بالوعيد .. والندبة بين عيناه بدأت تتوهج باحمرار قاتم مخيف:
لأشربكم حميم جهنم في دنياكم قبل آخرتكم ..


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــي



دخل هو الآخر لمنزله بعد حرب نسائية ضروس اُقيمت ضده باتحاد من والدته وأخته التوأم سلامة

تأفف بانزعاج وهو يتذكر ما حدث بمزاج تعكر تماماً ..



قبل ساعات قليلة




صاحت أم هامل بانفعال غاضب وقلبها يحترق على حال إبنها الغالي: عطني سبب يخليك ما تبا العرس ..
سبب واحد بس يا سلطان ..

رد سلطان بنبرة حازمة هادئة: يا امايه علني افداج ما قلت مابا أعرس بس هب الحينه
في راسي مليون شغلة افكر ابها .. ماروم أعرس قبل لا اخلص منهن ..

تحدثت سلامة هذه المرة بتعقل: انزين يا سلطان يا حبيبي ولنفسك عليك حق
يلين متى بتم غارق في شغلك وناسي عمرك ..!!
ترى الشغل ما يخلص .. شوف نفسك يا خويه .. ترى العمر يخطف واللي يروح ما يرد
ربعك أكبر عيالهم رياييل الحينه ما شاء الله ..

صمت سلطان وهو موقن تماماً بأن شقيقته لا تقول إلا الحق

ولكن ماذا عليه ان يفعل ..!!

هو حقاً في معمعة معقدة في عمله ويتطلب منه التركيز التام/الكامل

ليس من ضمن اولياته الآن أن يتزوج ويأسس عائلة

والسبب الآخر مركون في أقاصي قلبه المجروح ..!!


هـــــي
هـي من تمنعه من الاقتراب من جنس حواء أجمع
بتسلطها الطاغي الجبار على روحه ..

تلك ..!!!! من سلبت فؤاده بدعجاء عيناها ..!!



تنهد سلطان بعمق وقال: دخيلكن صكن هالسالفة
وصدقونيه يوم أحس عمري اروم أأسس بيت وعايلة بخبركن على طول

هتفت أم هامل بنبرة لاذعة من تحت رموشها: ترى اللي شاغلة فكرك وقلبك اخطبوها ..


كان يسحب قطعة كعكة ليأكلها لكن يداه توقفتا بصدمة كاسحة لم تظهر على ملامح وجهه
وببرود قاتل قال: ومنو اللي شاغل فكريه وقلبيه يا ام هامل ..!!

رفعت والدته حاجباً واحداُ وقالت بنظرة كمن يريد سبر اغوار تفكير الذي امامه:
انت عارف عن منو أنا ارمس يا سلطان ..

قطبت سلامة حاجبيها بتساؤل: عن منو ترمسين أمايه ..!!!

حولت أم هامل نظرتها عن وجه سلطان مضيفةً بنبرة مقصودة: أخوج يعرف خل يخبرج هو ..

وضع سلطان الكعكة التي لم يأكلها .. ونهض: انا بترخص عنكن اسمحوليه ..

رمقته والدته بعتب .. وحزناً أليماً يجتاحها على ابنها الذي لا يزال عاشقاً لتلك الفتاة:
فديتك سلطان شوف حياتك وانسى البنية .. شعنه انت هب طايع تفهم إن اللي راح راح
والزواج قسمة ونصيب .!!!

اتسعت عينا سلامة بصدمة بالغة وقالت: بعدها بنت خويدم في خاطرك يا سلطاااااااان ..!!!!

تجمدت نظرة عيناه كالصقيع .. صقيعاً اخفى تحته قلب يحترق ببطئ كـ عود يحترق فوق جمرة:
ماعرف عن شو ترمسن انتن ..
وأكمل وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته: يلا في امان الله ..

خرج وأقفل الباب بهدوء عكس ما يجول في خاطره من عواصف وأعاصير ..


التفتت سلامة بذات صدمتها الشديدة لوالدتها وقالت: في ذمتج صدق سلطان بعده يبا شما ..!!!

اجابتها والدتها بنبرة مبحوحة/خائبة/معدومة الحيلة: ولا يبا غيرها يا ام ظاعن
ولا يبا غيرها ..


أما سلطان فكان في الخارج يمسك مقبض الباب بكل قوة خرجت من جسده وضباب غزا ناظريه من هول صدمته الموجعة


أتتزوجين وقلبي ما زال ينتفض ألماً تحت قدميكِ يا مُقلة العين ..!!!



،



استفاق من شروده وعيناه تبحثان عن هاتفه الذي يرن ..

أتاه صوت حارب بحزم تخلله غضب/تهكم: تخيل إن عيال الجلب بعدهم ما اشبعوا ولا سدهم اللي سووه ..
قطب سلطان حاجباه وهتف بحزم متسائل: جيه شو استوى ..!!

تحركت شفتاه باحتقار/غضب وهو يسير في طرقات الحي الذي فيه منزله: كانوا يلحقوني في راس الخيمة .. والحقوني إلين ما ظهرت منها ..
وعلى شارع الامارات ادافنت ويه واحد منهم
(ادافنت = تعاركت)

اخبر حارب سلطان تفاصيل ما حدث بينما الأخير ظل صامتاً ويفكر ..!!!

مالذي يريدونه من حارب ..!!!
اعتقدت أن بموت ابا حارب سيزيحون انظارهم عن ابنه لأن التعمق في المسألة سيعقد أعمالهم ويشربكها
وليس من صالحهم بعد كل الذي جرى أن ينبشوا عن آثارهم بأنفسهم ..!!!

هتف سلطان بحزم صارم كعادته: خبرني إنت استوابك شي ..؟!

حارب باستنكار حازم: يبطي هاللوث يسويبي شي
وأردف وهو يحاول السيطرة على أعصابه: الحمدلله انا بصحة وعافية

سلطان: الحمدلله رب العالمين
وأكمل بحزم: باجر تعال عنديه اباك في سالفة مهمة

وصل حارب لمنزله ولكنه ظل جالساً في سيارته: اممممم الصبح عندي اجتماع مهم في الطاقة النووية
(يقصد حارب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية)

سلطان بتساؤل: متى اجتماعك يخلص ..!!

نزع حارب غترته عن رأسه قبل ان يخلل اصابع يده اليسرى في شعره الكثيف: يعني على حدود الساعة وحدة ان شاء الله ..

سلطان: خلاص تمام تعالي البيت عقب الاجتماع واتغدى عنديه وبالمرة نتناقش في شغلنا ..

ابتسم حارب بإرهاق: انزين بس قول حق شفوي خل يسويلي الجكن بتر اللي احبه
(شافي = الطباخ الهندي)

قهقه سلطان بخفة وقال بـ ود عارم: ههههههههههههه إن شاء الله فالك طيب ..

اجابه حارب بذات ابتسامته: فالك ما يخيب ولد ظاعن ..


.
.


من جانب آخر



بعد أن أنهى محادثته مع سلطان .. دخل منزله وهو يشعر بانقباضات معوية واعتصار شديد في اوردة قلبه ..!!!


آآآآآآه يالذكرياته البشعة في هذا المنزل ..

لا يعلم لمَ يرفض تركه أو بيعه بعد كل الذي حدث فيه ..!!

أتراك يا حارب تهوى تعذيب روحك المثقلة بالوجع بوجع أكبر ..!!!

كان يمشي بحاسية تهيم مع ضباب ماضٍ جميل
ماضٍ "عـــذب" ..!!!!


هنا في هذه الزاوية كانت موزه تجلس بالساعات وهي تشتغل على الكروشيه خاصتها ..
يستطيع أن يقول أن موزة كانت من أمهر من عمل بالكروشيه .. كل مفرش وغطاء في داخل المنزل والمطبخ كان من صنع يديها هي ..

ابتسم بحنين جارف وهو يتذكر الجاكيتات والأحذية التي كانت تصنعها له ولشقيقه عبيد كلما سافرا للخارج

مازال يحتفظ بكل شيء حتى بعد أن كبر وأعرضّ جسده وأصبحت قامته أكثر طولاً ..


استمر بالسير بـ عينان غائمتان بالحنين السرمدي ..

هنا في هذا الكرسي كان يحلو لعبيد الجلوس أمام حاسوبه المحمول واللعب مع أصدقائه ألعاب العالم الافتراضي ..


توقف فجأة عن المشي وغصة تكورت في حلقه بشكل كاد يخنقه ..!!!

هنــــا ..

كانت والدته الغالية تحب الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة كل برنامج وثائقي يُعرض، خاصة فن الديكور والتصاميم الداخلية ..

كانت تعشق هذا المجال .. وهذا ما جعلها تمضي اغلب وقتها برسم تصاميم داخلية متنوعة وترتيب منزلها على الشكل الذي طالما حلمت به ..

آآه يا نيــــلا ..
نيلا هو إسمكِ والنجلاء هو عيناكِ ..!!

يالجمالهما المنبثقان من جوف نور الشمس ..!!

اشتقــت إليــك يا ريــح الجنــة ..!!



تحركت رجلاه هذه المرة لمكان كان يتناساه منذ زمن بعيد ..
مكان كان يعج بصخب هيبة رجل ...!!


ما إن فتح الباب حتى ضرب وجهه هواء بارد لا يعرف مصدره جعل من جسده يرتجف رجفةً خالية من الإحساس

استمر بالمشي الى الداخل حتى وقف أمام مكتب والده ..

مسح الغبار القابع بركود بارد على الطاولة هامساً بحسرة "آلمت أوردته" وعيناه تظلمان بشوق مغلف ببسمة لم تتجاوز عيناه .. بسمة ملتاعة بجميع المقاييس:

"سقى الله ضحكتك يا بوحارب"



احس باختناق شديد يغزو رئتيه من برودة المكان الموحش .. لم يحتمل المكوث أكثر هنا

التفت ليخرج لكنه توقف عندما رأى طاولة الشطرنج الخاصة بأبيه ..


تشوشت الرؤية للحظة أمام عينيه وصورة أبيه تتجسد أمامه جالساً على الكرسي بفخامة .. ويلعب باندماج/سكون تام
كعادته ومنذ سنين طويلة ..

اقترب من طاولة الشطرنج كالمغناطيس وهو يبتسم بشجن معتقداً أن والده حقا أمامه ..!!

تبخرت صورة والده لتتحول نظرة عيناه لصفاء أفاقه من تخيل نتج عن "لحظة شوق مدمر" ..

جلس في المكان الذي كان يجلس فيه أبيه .. وبسحر الذكريات بدأ ينافس نفسه

كـ "والــــده" تماماً ..

فإن كان هناك شيئاً قد ورثه حارب عن والده فهو "الدهـــــاء والشطـــرنج " ..!!

هذا ما قاله له خاله ابا نهيان في يوم ..!!!!


مر الوقت بدقائقه الطويلة ..
ولم يشعر حارب بأي شيء سوى هو وذاته "منافســه" وقطع الشطرنج


فجأة .. أحس بهواء بارد شديد يلفح وجهه

قطب حاجبيه بتساؤل .. فهو منذ أن بدأ باللعب وهو يشعر بالبرودة تجتاحه بالرغم من اقفاله جميع أجهزة التكييف والنوافذ في المنزل ..!!

نهض من مقعده راغباً بـ اكتشاف مصدر البرودة ..!!

عقد حاجباه بذهول عندما رأى نافذة مكتب أبيه مفتوحة ..!!!!!


متا هـذا ..!!!
هو متيقن كل اليقين انه اقفل جميع نوافذ المنزل وجميع الأبواب بإحكام ..!!!

كيف فُتحت هذه النافذة ..!!

وبعد صمت متوتر .. ضرب بقبضة يديه طاولة والده وهو يشتم بقهر:
الله يلعـ..... محد غيرهم .. هم اللي حدروا المكتب
بس متى ..!!
وشقايل ..!!
شو الشي اللي يبونه من مكتب أبويه ..!!!

.
.
.
.
.
.
.


صباح يوم جديد على وطننا الغالي

العيـــــــــن
في شركة بن خويدم للمقاولات (فرع العين)




كان أحمد يوقع على كل الأوراق التي تجمعت فوق مكتبه بعد أن سافر ليحضر مؤتمر مهم في لندن عن أحدث التقنيات المستكشفة والحلول لحل الأزمات المالية في عالم الأعمال ..

فهو قبل أن يصبح مدير عام فرع شركة بن خويدم التي أسسها شقيقه بطي بكل جهد صارم/عناء شديد
هو حائز على ماجستير الهندسة المالية من جامعة بيركلي في كاليفورنيا

دخل سكرتيره عبد اللطيف بعد أن استأذنه أحمد بالدخول .. أخذ عن مديره الأوراق الموقعة وخرج بهدوء لينغمس أحمد مرة أخرى بالعمل ..

رن هاتف مكتبه قاطعاً اندماجه في العمل .. ليلتقطه سريعاً
وبنبرة واثقة رنانة هتف: ألووو

الآخر بنبرة حازمة دافئة: السلام عليكم ..

أحمد بابتسامة اخوية ودودة: وعلييكم السلااام ورحمة الله .. هلا والله بالعضيد بوخويدم

هتف بطي مداعباً شقيقه: هلا بك زووود بوزايد
شصبحت يا الشقيق ..؟!!

أحمد بابتسامة متسعة: والله أصبحنا بخير وصحة وعافية طوليه بعمرك
ومن جداك يا الشقيق ؟!

تثائب بطي بخفة واضعاً يده على فمه: والله اصبحنا على كسل ورقاد يا بوزايد
البارحه امرررره مارقدت شرات الناس ..
(امره أي ابداً)

أحمد: افاااااا شعنه ..!!

حك عيناه الحمراوان وهتف بنبرة ناعسة: سهرت وانا ادرس اوراق مناقصة الوحدات السكنية اللي ضيعها علينا ممدوح

رد احمد وهو يكتب على كيبورد جهازه: وشو ظهر معاك ..؟؟

زم بطي شفتيه بتفكير .. وعقله يحلل المشكلة التي حلت عليهم بسبب ممدوح الموظف في شركتهم الرئيسية في أبوظبي .. وقال بصرامة:
ما بحط في ذمتيه يا بوزايد .. يه إن ممدوح صدق ما كان يقصد إن يضيع المناقصة علينا أو إنه يشتغل ضدنا لصالح شركة بن شرف ..

قطب أحمد حاجباه: واذا صدق كان يلعب من ورانا ..!!

أجاب بطي بحزم تخلله حكمة رجل مُحنك: ما بنفترض شي الحينه .. أنا عينت اثنينه يراقبون شغله ويراجعون كل ورقة تمشي تحت ايده ..
لو اكتشفنا انه صدق يلعب من ورانا .. ساعتها لكل حادث حديث ..

وأردف بعد أن تذكر أمراً: قلت حق سيف عن سالفة اليوم الارشادي للعمال المستجدين ..!!

رشف أحمد قهوته السوداء ورد: هيه نعم قلتله .. وقال بيرتب يوم معين عسب يعطي محاظرة للعمال عن ضبط قواعد الأمن والسلامة في مواقع الإنشاء ..


سيف "ابن شقيق بطي وأحمد" مهندس مدني ويعمل كمدير للعمليات والمشاريع الإنشائية في الشركة ومشرف عام على جميع العاملين في مواقع البناء ..


.
.
.
.
.
.
.



في منزل سعيد بن خويدم




جميع نسوة عائلة بن خويدم كن في بيت أبوالعنود الذي كان يتألق بالفرحة والانتعاش لعزيمة الغداء التي ستقام على شرف فاطمة الصغيرة يوم الجمعة ..

أتت ميرة تركض وهي تأكل "سنكرز" المفضل لها ..
: امايه امايه بنعزم قوم مهاري شرايج ؟؟

أم سيف بنظرة حنان/حب: هيه بنعزمهم ان شاء الله .. عاده انا من زمان ما شفت ام نهيان ولا قعدت وياها ..

هتفت أم العنود وهي تشرب الشاي: فديتها عذبة مادري شو صار عليها .. أحيدها تتشكى من ظهرها وركبها

أم سيف: ما من شر عليها إن شاء الله الدكتورة قالتلها من قلة الحركة هاي .. ووصتها تمشي كل يوم لو 20 دقيقة

أم العنود: الحمدلله والله كنت مستهمة عليها
وأردفت: بتصلبها انا وبعزمها .. ومنها آخذ علومها

ميرة برجاء: خالوه ورفجه قوليلها تييب وياها مهاري

هزت أم العنود رأسها بلطف: إن شاء الله بقولها

هتفت أم سعيد وهي تدهن شعر فاطمة بالزيت وتمشطه بعد أن مشطت شعر الصغيرة الأخرى لطيفة:
زهبي روحج وفجي كشتج اليابسة

ميرة وهي على وشك البكاء: لاااااااا لااااااااا لاااااااااااا

وذهبت للاختباء وراء ظهر العنود .. وهي تصيح برجاء طفولي "مُضحك": الفزعه الفزعه .. ثيبني يا نسل الايواااادي ..
(الفزعة = المساعدة) (ثيبني = قدم لي العون)

العنود بضحكة ناعمة: وابوووويه شـ بلااااااج ..!!!

ميرة هاتفةً بصوت عالٍ مرتعب كي تسمعها جدتها: أنا تسحّي امايه ما تحمله ويعورلي راسي
هالساع بتحمل تسحّي يدوووه ..!!!
(تسحّي = تمشيط)

شما بابتسامة رقيقة: حرام عليج ميروه تبالغين الصراحة .. ماشي أحن وأرق عن ايد ماماتي فديتها

ميرة بفم مزموم: مابا مابا روحي انتي بدالي

أم سعيد بصوت عالي مبحوح متهكم: يالهرمة ام كشة يابسة بتيين ولا أقطع ظهرج بهالعصا ..!!

ضربت ميره الأرض برجليها: مابا مابا يدوه .. هكيه عندج عموه شما سوي فيها اللي تبين

وهربت لغرفتها الأخيرة بسرعة البرق ..

أم سعيد بتوعد غاضب: غربلااات بليييسج يا ميروووه انا اراويج صنع الله
ماعليه وين بتشردين عنيه

نزعت بنظرة ضحوكة ربطة شعرها الطويل الكثيف وجلست أمام والدتها: أمايه سحي شعريه

هتفت أم سعيد وهي تقبل شعر شما: ووووايه عنيه أفدا هالشعيرات يا ربيه ..

دنت آمنة من العنود "زوجة ابن شقيق زوجها" وهي تهمس لها: من اصبحنا وانتي تغمزيليه شو عندج ..؟؟!!

العنود: خفت ارمس بصوت عالي وشميمي تتحسس من الموضوع

آمنة بتساؤل: شو السالفة انزين ؟!

نظرت العنود لشما نظرة سريعة لـ تتأكد من عدم سماعها لحوارهن: شسمه بغيت اتخبرج لو عادي
نعزم مخلفة ظاعن الـ... وبناتها ناعمة وفطيم
(مخلفة ظاعن = أرملة ظاعن) (بناتها أي بمعنى حفيداتها)


قطبت آمنة حاجبيها باستغراب: بس اللي اعرفه ناعمة مسافرة اسبانيا مع اخوها

العنود بتفاجئ: اوووه اونه ..!!
متى سافرت ..؟؟

آمنة بتفكير: امممممم ماعرف والله جنه كملت الحينه اسبوع وشوي هناك

العنود: فديتها نعوم عاد انا خاطريه اشوفها وايلس وياهاااا

آمنة: تبين الشور ..!!
العنود بتساؤل: شو ؟؟

آمنة: يوم بتظوي بنت هامل البلاد بنعزمها هي وامها العوده واختها في يوم ثاني ان شاء الله

العنود بتفكير: اممممممممم انزين ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.


في مكان بعيد




بزمجرة هزت أركان المكان ووجه يدل على غضب ناري: يعني كيييف ماقدرت عليييه يالجححححش..!!!
ما قدرت على حويرب يا عمووور
انت اللي بدزه وحدة اطيحلك عشر رياييل قدر عليك حويرب يالغبي ..!!!!!

غمغم عمر وهو مُستلقي على الأريكة ويتلقى علاج سريع من أحد أفراد الجماعة الماهر بعلاج الإصابات والجراحات: هو غلبني على غفلة مني .. الله يلعـ...ـه داهية وسريع في حركاته

هتف الذي يعالجه بتهكم: حووه انت قر مكانك شوي ولا تتحرك خلني اخيط جرحك

صرح عمر بألم فتك بأعصاب دماغه: مرزوقوووه شوووووي شووووي يا حيوااااااان

مرزوق بنظرة احتقار: محد قالك تخلي واحد ما ايي ربع جسمك الجحش يسويبك جيه ..

والتفت لكبيرهم وقال بادراك تام لما يفعله: بومرشد ودوه المستشفى .. الطعنة قوية ما تنبرا بسهولة

قطب كبيرهم حاجباه هاتفاً بغضب قاسي: افففففف شحقه بعد مستشفى ..!!!

قال مرزوق وهو يرى عمر يتصبب عرقاً ووجهه يوحي بشعوره الفظيع بالألم: لأن يا بومرشد ربيعكم اللي كنتوا تبون تزخونه طعنه ولف السجين داخل ريله .. وصعب اليرح يتسكر ويخف الدم بسرعة

هتف أبا مرشد بتهكم ينبع احتقاراً: خسك الله من خديه
(خِدْيَه = الذي لا يفطن شيئ ولا يعرف كيفية التصرف بذكاء)

وقام بمناداة رجاله المدججين بالأسلحة وأمرهم بنقله لأقرب مستشفى خاص
مع تحذيرهم من أخذ الحيطة والحذر من أسئلة الأطباء واستفساراتهم التي لا تنتهي ..!!!

حملوا عمر الذي أغمى عليه من فرط فقده كمية كبيرة من الدم .. ومن التعب والإرهاق البالغان بعد مبيت ليلة كاملة في الصحراء الباردة بجراحه ودمائه ..!!!

ولولا تمكنه من النهوض بصعوبة .. ومهاتفة جماعته بعد أن وجد لحسن حظه شبكة تمكنه من الاتصال .. لكان ما زال تائهاً هناك يستجدي المساعدة ..!!!!

قال أبا مرشد بعد زفر زفرة غيظ وبعد أن خرج الجميع عدا مرزوق: الغبي خرب خطتي .. لو عرف يشغل مخه هالتبن جان الحينه حارب عندي وعرفت آخذ منه اللي اباه ..

سأل مرزوق وهو ينظف يديه بالماء والصابون: إنت متأكد ان حارب عنده اللي تقول عنه ..!!!

أبا مرشد بذات النبرة الممتلئة بالغيظ/الخيبة: هيييييه عنده هووو ..

مرزوق بتفكير يحاول تحليل الأمور بسلاسة: ولو افترضنا عنده .. مب الاولى انه يسلمه لجماعة سلطان بن ظاعن ويودينا في ستين داهية ..!!

رد أبا مرشد وهو يجلس بقوة ويشعل سيجارته ذات العلامة الكوبية الراقية: فكرت فيها قبلك .. بس لو مب عند حارب بيكون عند منو عيل ..!!!

حك مرزوق ذقنه: ليش ما فكرت بـ خاله عبيد الحر ..!!
مب هو كان مخاوي ابوه وسعيد بن خويدم من سنين ...!!

زفر أبا مرشد دخان السيجارة بحركة شيطانية وقال: لا لأن عبيد من الأساس ما كان يعرف شي عن شغل سعيد وبوحارب .. ومع هذا طرشت الرياييل ينبشون بيته شبر شبر يوم سافر هو وهله قبل شهرين أوروبا ..
وماحصلوا شي ..

قال مرزوق بابتسامة جانبية ساخرة: ونبشت بعد مكتب بوحارب وما حصلت شي ..!!
وأردف مولعاً سيجارته هو الآخر: صدقني حارب ما عنده اللي ندور عليه

صمت الآخر وهو يكمل نفث دخان سيجارته بهدوء خبيث يبعث القشعريرة في الأجواء الكئيبة ..


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــــا
توليدو (طليطلة)




كانت واقفة على الأرض الخصبة وتشاهد خلقة الخالق فيما خلق
نهر جارف صافي كصفاء سماء يوم ربيعي مُبهر ..!!
وكأن النهر نفسه لم يمر بأزمنة غابرة وشهد معارك سحيقة على مر العصور ..

فليس لنهر في العالم أجمع هذا الامتزاج العجيب من خرافات الإغريق .. وحصون الرومان .. وبيوت الله المقدسة التي بينها كنائس وكاتدرائيات ذوات جمال فني بديع ونقوش اسلامية باهرة ..!!!

تنفست النسيم المنعش الآتي من النهر بنشوة/سعادة وهي تسبح الرحمن الرحيم ..

إلتفتت فيما بعد لصديقتها الجالسة جلسة القرفصاء بقربها .. وترمي الحجارة الصغيرة بذهن شارد ..


قطبت ناعمة حاجبيها وبنعومة: رواضي حبيبي بلاج ؟!
مصدعة ؟! بعده راسج يعورج ؟!

جفلت روضة بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم
روعتييييني نعوووم ..

ناعمة بنصف عين: طاعو اونه روعتيني
اسألج انا بعدج تعبانة ولا .؟؟

رد روضة وهي تتنهد بعمق وترجع تنظر الى النهر: لا الحمدلله خف الصداع والزجام

ناعمة: الحمدلله
وأردفت بنظرة خبيثة: عيل الحلو سرحان في منووو ..؟!!

لا ارادياً .. غزا الاحمرار وجنتا روضة .. وهمست بارتباك: آ آ آ لا لا
مب سرحانة ..

ناعمة بابتسامة أخبث: علينا يا روضوووه .. قولي قولي شبلاج ..!!
أصلا من يينا توليدو وانتي حالج متغير وكله تسرحين ..

جلست كجلسة صديقتها وتابعت بإصرار: شبلاج خبريني يلا ..

تلعثمت روضة بخجل/ارتباك اشد: اممممم مافي شي نعوم هو بس يعني ..
ماعرف .. هو يعني شسمه اممممممم يمكن هذا .. ماعرف ماعرف ..

ناعمة بضحكة: هههههههههههههه بلاه لسانج علق ..
ارمسي حبيبتي عادي .. انا ما اعضضضض

مازالت روضة تتلون بكل ألوان الطيف من أثر الإحراج/التوتر: اوهوووو نعوم ماشي ماشي ..
ما فيّه شي أصلاااا


هتفت ناعمة بابتسامة هادئة وبأسلوب ممتاز بالإقناع: خلاص بسكت وما برمس .. لانيه اعرف ان الكلام ما يطلع من ثمج بسهولة ..


بعد صمت دام دقيقتان

عضت روضة شفتها السفلى .. وهمست بحياء متفجر متردد:
شو اسم الشعور اللي اييج يوم تشوفين واحد .....
يعني جيه ..... قلبج يدق يدق يدق يدق
تحسين كل جسمج يرتجف .. وتعرقين مع ان الجو بااااارد .. وتحسين ريلج ما تشلج ..
و و و ووتحسين معدتج تنقبض ..
حتى بلاعيمج تحسينها تنبض وترتجف ..
و ووالهوا في المكان كله يختفي ..
تحسين بخنقة لكن هالخنقة ..... آ آ آ خنقة حلوة ..

وبعينان غائمتان بعاطفة لم يسبق أن شعرت بها اردفت: شو يعني هالاشياء نعوم ؟!

فتحت ناعمة فاهها بـ ذهول شاسع .. وقالت بعينان تتسعان: روااااضي
عشقاااانه من وراااايه ..!!!!!

هبّت روضة واقفةً بـ جزع/صدمة .. وهتفت باعتراض شديد الربكة: لا لا لا شو تقولين انتيييي ..!!!
شو عشقانه ما عشقااااانه ..

وقفت معها ناعمة وهي تضحك بخفة: ههههههههههه خبريني عيل شو تسمين انتي حالتج هاي ..!!!

روضة بذات الارتباك العاتي: شـ شـ شدراني انا !! .. عسب جيه سألتج لأني ماعرف ..

رفعت ناعمة كلتا حاجبيها وردت بنظرة نصف عين باسمة: قالولج عنديه خبرة ولا عاشقتلي ألف ريال ..!!!

ضربتها روضة بخفة على كتفها .. وقالت بحنق: يا الطفسة سكتي عيب .. خلاص شكراً انسي اللي قلته

جرتها ناعمة ليتمشيا قليلاً وتابعت ما تقوله ببسمة اكثر تعقلاً هذه المرة: منو هو انزين ..؟؟

اسبلت روضة اهدابها .. وهمست بـ ربكة مغلفة بـ حيرة حزينة:
بتصدقيني لو قلتلج ماعرفه ..!!

ابتسمت ناعمة بتفهم وقالت: اصدقج طبعاً
امممممممم خل اقولج اللي أحس به ..
يمكن كل السالفة إعجاب، او رغبة بأنج تعيشين هالشعور الحلوو، أو فضول لا أكثر تبين تكتشفين كيف يكون الحب

روضة بخبث ناعم: الظاهر عندج خبرة وخبرتج سنين بعد ههههههههههههه

قرصتها ناعمة على ذراعها برقة وقالت ببسمة واسعة:
سباااله

صمتت فيما بعد وهي تتأمل الطبيعة الخضراء حولها .. ثم همست: احس انا والحب خطين متوازيين ما نلتقي ..

روضة بدهشة ظهرت مع اتساع عيناها من حديث ناعمة المفاجئ: ليييش !!!

ناعمة بابتسامة أظهرت غمازتها العذبة: ماعرف يختي .. أنا انسانة هب راعية حب وخرابيط .. اغلب الوقت افكر بعقلي هب بقلبي ..
ومن وانا ياهل احب ألعب ويه الأولاد وماقرب صوب البنات وايد ..
كنت اشوف إن البنات وألعابهن وايد ماصخة ما تجذبني ولا تستهويني ههههههههههههههه
يمكن هالشي خلى تصرفاتي مرات دفشة مافيها رقة ..

هتفت روضة في قرارة نفسها كي لا تقاطع ناعمة التي نادراً ما تتحدث عن نفسها بهذه الشفافية

"كل هالنعومة وتقولين دفشة ..!!!"


أكملت ناعمة حديثها: وكبرت وأكتشفت عشقي للتاريخ
تاريخ الأمم، تاريخ الحضارات، تاريخ العصور، تاريخ الشخصيات
كل شي متعلق بالتاريخ أدمنته ..
وما ترددت لحظة وحدة اني اختص فيه في الجامعة وادخل مهنة التدريس عشانه ..
وهاي انا ..
يعني ماعرف .. أحس يميع هالاسباب كان تسد فـ انيه ماكون منجذبة وايد لأمور الحب والعاطفة اللي تحلم فيها كل بنت غيري ..

روضة بعقلانية: بس هالشي ما يخليج تقولين إنج انتي والحب خطين ما تلتقون ..!!!

ردت ناعمة بابتسامة واثقة: لأني انا شخصياً ما انجذب لأي ريال في الكون
ما يجذبني من الرياييل إلا أبويه وعميه سلطان وذياب لا خلت عينيه منهم ..
الباجيين لاااااا ..

روضة: اممممم يمكن ما يه الوقت أصلاً اللي تلتقين فيه بالريال اللي يجذب قلبج واهتمامج ..!!!
ناعمة بضحكة رقيقة: ههههههههههههههه ماظنتي بحصل شرات الثلاثة اللي قلتلج عنهم ..
لكن لو صدف وتلاقيت بـ هالشخص .. اكيد ومليون بالمية ما بتضربني حالة هستيرية نفس اللي ضربتج يا آنسة روضة هههههههههههههههههههههه

روضة بغضب/تهكم: حماره نعوووم حمااااااارة .. ما ينقالج شي ابد
خوزي عني اشوووف ..

ابتعدت روضة وهي تتذمر بارتباك/خجل تاركةً صديقتها تضحك عليها


ولا تدرك ناعمة بأن الهوى "لا يرحم"
وأن مصيرها هو الوقوع في غياهبه المُحيرة المجنونة ..!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




خرجت من الحمام بعد أن أخرجت كل مافي جوفها الخالي، شعرت بدوار طفيف وصداع يفتك بخلايا دماغها

وقالت في نفسها بجزع: ياربي لا، إن شاء الله ما يكون اللي في بالي ..

جلست على السرير وهي تحسب متى آخر مرة أتتها عادتها الشهرية

وأدركت بأن هذا الشهر تأخرت كثيراً ..!!!

وبتذمر مغتاظ بشدة غمغمت:
اففففففففف ياربي إن شاء الله هب حامل
ياربي مابا ..

ضربت بطنها بكره/حقد: مابا شي يربطني بهالريال أكثر
يسد يبتله اثنين .. يحمد ربه ويشكره
افففففففففففف ..


أخذت تفكر وتخطط كيف تتخلص من المشكلة التي وقعت بها ناسيةً تماماً بأن تلك المشكلة ماهي إلا نعمة ربانية تتمناها كل أنثى في هذا الوجود ..!!!


وتحت سيطرة افكارها الشيطانية، اتصلت لتأخذ موعد عند طبيبة نسائية خاصة لـ تتأكد من صحة حملها
ولو كانت بحق حامل .. فـ يجب عليها ان تتخلص منه حالاً ومن غير أن يعلم أحد ..!!

: لو سمحتي بغيت أقرب موعد مع الدكتورة ديانا
..
: اممممم الأربعا !! .... ماشي موعد أقرب ؟!
..
: اوكي خليها الأربعا
..
: عوشة زايد الـ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــــي
منزل سلطان بن ظاعن




دخل مجلس الرجال بعد أن تنحنح بقوة: السلاااااام عليييييكم

وقف سلطان الذي كان يعمل على حاسوبه المحمول .. وقال مرحباً برجوليةٍ بحتة:
وعليكم السلاااااام ورحمة الله بركاته
مرحبا مرحباااا بـ ولد محمد ..

حارب بعينان باسمتان: المرحب باااجي يا بومييد


وسلما على بعضهما وجلسا ..


سلطان: ها العلوووم ؟؟

وضع حارب ذراعه الأيمن على طول الأريكة الطويلة بجلسةٍ اكثر استرخاءاً .. وقال: والله يا بومييد ما من علوم
اجتمعنا مع الخبراء الهنود واليابانيين عشان نطور نظام أمني مستحدث ونجربه في كذا مؤسسة في بوظبي ..

سلطان بابتسامة خفيفة: طبعاً كالعاده ما شاء الله .. انعرضت عليك وظايف خيالية في الاجتماع ..

أجاب حارب بضحكة خفيفة تنم عن تواضع جم: ههههههههههه هيه نعم انعرض عليّه اوفرز لكني رفضت

ابتسم سلطان بـ ود هاتفاً بثقة: ادريبك رفضت .. ما تحب تلتزم في وظيفة معينة ..


حارب وبكل تواضع منه نابغة في هندسة الكمبيوتر وتقنية المعلومات ..
وعمل قبل أن تعصف بحياته المصائب في عدة شركات خاصة وشركات تابعة للجيش ليطور مهاراته العلمية والمهنية لأنه كشخص لا يحبذ استقراره في عمل واحد وإنما يفضل الانتقال بين مختلف البيئات العملية واكتساب مهارات من كل مكان ..

وبعد ان اخذ شهادة الدكتوراه عمل في السنة التي توفيت فيه والدته استاذاً في احدى ارقى الجامعات في العاصمة .. ولكن بعدها قرر ترك عمله بعد ان اجتذبه سلطان لمحيط عمله وبدأ يتدرب على يديه ليعمل معه ..

ولكنه و الى الآن ما زال يعمل كـ خبير واستشاري لبعض الشركات الالكترونية وبعض هيئات التدريس في قسم الهندسة وتقنية المعلومات في الجامعات ..


استمر الاثنان بالحديث عن عالم الأعمال والتقنيات العلمية والأمور التي تجري في الوطن والمشاكل الخارجية التي يعاني منها وطننا العربي ..

إلى أن وُضع الغداء وجلسا على الأرض

هتف حارب بعد ان شرب كوباً من الماء: ما قلتلي سلطان شو الشي اللي بترمسني عنه ..؟؟

بلع سلطان لقمته بروية وهدوء .. ثم قال: بومرشد بيجتمع في اسبانيا مع قوم ديرفس عسب صفقة الاسلحة ..

حارب وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: هب على اساس الاجتماع كان في تركيا ..!!
شحقه غيروا ..!!

سلطان بصرامة: ما يهم شحقه غيروا .. المهم كيف ندخل هالاجتماع ونعرف المخطط كله ..

حارب بذات تساؤله: وكيف بنعرف ..؟؟

قال سلطان بنظرة صقرية خبيثة: انا بقولك كيف بنعرف ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــي
مكتب القاضي مصبح بن نهيان الحر



ببال شارد ملؤها التفكير العميق .. غمغم وشعوراً بالاستغراب يداهمه وهو يقرأ الملفات التي بين بيديه:
هب فاهم شي موليه
في هالملف مكتوب ان الحكم في الطعن رقم 249 كان بتاريخ 15/3/2007 م
وكانت ضد وزير الـ.... السابق
وانا متذكر زين هالوزير وسمعته اللي وصلت الحضيض عقب ما فضحه واحد من موظفين وزارته ..
وسالفة اختلاسه لميزانية الوزارة انتشرت في البلاد كلها ومحد كان يتوقع انه يطلع منها بسهولة ..!!

أخذت يقرأ بتمعن تام: اممممم اللي مسك القضية هو سعيد خويدم .. والغريبة انه حكم بالبراءة للوزير ..

وضع قلمه على الطاولة وهتف بخفوت مُتعجب: معقولة سعيد طاح في غلطة ولا أصلا ما توفرت له الدلايل الكافية ..!!
واذا افترضنا هو غلط ..!!
القضاه الثانيين بيغلطون بعد ..!!
(من المعروف ان في محاكمة أي وزير تكون المحاكمة تخضع تحت إمرة أكثر من قاضي)


قطب حاجباه وهو يقلب الأوراق .. وهمس بغرابة:
في هالملف مكتوب قضية الوزير انفتحت مرة ثانية لوجود أدلة ثانية عليه ..
امممممممممم اللي رأس الجلسة هالمرة ولد خالته بوحارب تاريخ 1/11/2007، ومع ذلك طلع الوزير للمرة الثانية براءة ..!!
لو ما خاب ظني .. سعيد توفى في ليلة اليوم الوطني
تاريخ 1/12/2007

اسودّت عيناه وهو يتذكر بـ وجع روحي/غصة كادت تخنقه: في نفس ليلة وفاة نيلا ختيه الله يرحمها

صمت قليلاً .. ثم حك جبهته وهو يجلي أي مشاعر وعواطف تلهيه عن عمله الآن ..

وبذات الخفوت أردف: يعني تقريباً 9 شهور سعيد ما مسك أي قضية ثانية ..!!
غريبــــــــــة ..!!

وبنبرة أخرجها بعد زفرة قوية: انا احس اني افكر باشيا ما منها فايدة
خل اعطي هالملفات حق بوعبدالله ابركلي ..

اغلق الملفات من أمامه وهو يشعر حقاً بأن هناك أمور غريبة قد حدثت في تلك القضية ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


كورنيش أبوظبي
في إحدى المقاهي الشعبية




كان يدخن الشيشة بشراهة وتفكيره يجول في اتجاهات غير محدودة في دماغه

رجع رفيقه إليه بعد أن ذهب لدورة المياه هاتفاً وبنبرة مستهزئة: خف شوي على روحك، بتحترق من الحقد اللي بياكل قلبك

مانع بعينان تترمدان من الحقد: الحينه ما ينفعكم مانع يا مرزوق ..!!
الحين استويت ورقة خسرانة بالنسبة لكم ..!!

مرزوق وهو ينظر لأمواج البحر: منو قالك هالشي يالأهبل ..!!!
بس إنت شارد من السجن ومب من مصلحتنا ولا مصلحة بومرشد إنك تتحرك على راحتك

وأردف وهو يأشر بيديه: شوف نفسك، بدلت شكلك وهيئتك 180 درجة عشان محد يعرف منو انت مع ها بعدك تحس انك مب في امان من عيونهم .. ولا نحن حاسين بعد .. كيف بتسافر ويه بومرشد وبتنضم لاجتماعات الجماعة قبل لا نأمن ظهورنا ..!!

زفر مانع زفرة غيظ وغمغم بتهكم شديد: افففففف لا ابركتن في الساعه اللي شفت فيها سلطان
هو السبب في كل شي يستويبي ,,
حتى طموحي يبا يهدملي اياها ..!!

ارتشف مرزوق قهوته باسترخاء وقال بـ لامبالاة: ماعليه ماعليه بس فترة صغيرة وعقب تروم تتحرك على راحتك

ساد الصمت للحظات ثم انقطع برنين هاتف مانع، إلتقط هاتفه ثم أجاب بضجر تخلله عصبية وهو يقوم من مقعده ويبتعد:
ألوووو
..
ها شو تبين !!
..
الحينه انتي داقتلي وحاشرتني عسب اييب خبز حقكم ..!!
..
يا عمي فكوني من صدعتكم، انا انسان اللي فيني مكفيني
..
قولي حق البقرة اللي معاج تييب خبز
..
انا مب في بوظبي
..
مب في بوظبي يا امايه رحت دبي
..
اوهووو صدق انكم حشْره
(حشره = ازعاج)
..
يلا يلا باي



وأقفل الخط في وجه والدته ولسانه يتفوه بـ أبغض الكلمات، وقلبه الأعمى مغطى بغشاء شيطاني أنساه بأن من يغضب والدته عليه غضب الله وسخطه في الدنيا قبل الآخرة ...!!!!

.
.
.
.
.
.
.


رأس الخيمة




قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..

كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!

لم توليه اهتماماً .. وأكملت السير إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت

ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)




مسح بناظريه المنبهرتين جمال عمارة المسجد العريق، مسجد باب المردوم الذي تحول فيما بعد لكنيسة سُميت بكنيسة نور المسيح ..

كان المسجد ذو أُلق فني رائع بنقوشه الإسلامية وزخرفاته العربية الكوفية على الجدران، الأعمدة، الأسقف والقبب

لم يترك منظر خلاب إلا ووثّقه بتصويره المستمر ..

لم يكن في الحقيقة يدرك بأنه سيكون لـ جمال الأندلس تأثيره الكبير المجنون على حواسه/قلبه هكذا ..!!

لا عجب بأن أخته قد ذاقت هذا الجنون قبله ..!!

ضحكت ناعمة على وجه ذياب المنبهر: هههههههههههههههههه طاع شكلك بس

هتف ذياب ببسمة متهكمة ومازال يلتقط الصور: سكتي سكتي لا تخليني أعلق على شكلج أول ما دخلنا المسيد

رفعت ناعمة أنفها باستنكار متفكه: شكلي ما كان فيه شي عن الخرط

ذياب باستهزاء باسم: هيه واضح واضح

أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..

حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!


خرجت المجموعة السياحية واتجهوا الى الحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة

وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..

وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية

فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!




نهـــاية الجــــزء الســـــادس


لولوھ بنت عبدالله، 31-12-14 01:22 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
حبايبي .. باجر اذا الله راد وكتب بحط البارت السابع على المسا .. فـ خلكم قراب :)

bluemay 31-12-14 02:06 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الله يسعدك يا قمر ...

بااارت رااائع


بس القفلة شرررريييييرة [emoji24]

يا رب تحمي موزة وما يصير بها شي ...
مع إني أتوقع الشاب يساعدها بس منو هو يا ترى ؟!


الحمدلله أنه حارب سالم .. واللي كان يريد يأذيه راح فيها .


صدمني سلطان كيف عرفت أمه وأخته بسالفة شما ؟!!
وشنو يمنعو يخطبها اﻵن ولا يخاف ترده ؟!
أنا فهمت إنها كانت متزوجة أخو عوشة موب سلطان ؟! إذا شو السالفة ؟!


روضة أتوقع الشاب اللي شافته من جماعة سلطان وحارب تبع صفقة السلاح .. يعني إنسان شريف مو تبع عصابات .


عوشة إنسانة بلا ضمير .. تقتل روح عشان ما تبي شي يربطها بزوجها ..
وحدة مريضة الله يأخذها ويريح منها .


العنود ليش منحرجة من عزومة أم سلطان وأخته وشنو دخل شما ؟!
مو فاهمة شي [emoji22]


موينع الله يخزيك كذا تعامل أمك .. ربي يجعل كيدكفي نحرك ويريحنا منك .


ميرة محلية البارت مثل قطعة جالاكسي جواهر دمها خفيف وعليها مواقف تهبل ههههههه



فطووم العسل مشيت يا حلاتها فرحتنا هههههه


وموقف بطي أدمع عيني الله يحيك ويحي أمثالك اللي ما ينزلون لمستوى هذول السافلات اللي ربي ينتقم منهن ..


الله يسعدك حبيبتي ويوفقك

أستمتعنا بهالبارت كثييييير وكلي شووق للجاي ...

سلمت يداك وتقبلي خالص ودي







«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 31-12-14 02:40 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3500899)
الله يسعدك يا قمر ...

بااارت رااائع


بس القفلة شرررريييييرة [emoji24]

يا رب تحمي موزة وما يصير بها شي ...
مع إني أتوقع الشاب يساعدها بس منو هو يا ترى ؟!


الحمدلله أنه حارب سالم .. واللي كان يريد يأذيه راح فيها .


صدمني سلطان كيف عرفت أمه وأخته بسالفة شما ؟!!
وشنو يمنعو يخطبها اﻵن ولا يخاف ترده ؟!
أنا فهمت إنها كانت متزوجة أخو عوشة موب سلطان ؟! إذا شو السالفة ؟!


روضة أتوقع الشاب اللي شافته من جماعة سلطان وحارب تبع صفقة السلاح .. يعني إنسان شريف مو تبع عصابات .


عوشة إنسانة بلا ضمير .. تقتل روح عشان ما تبي شي يربطها بزوجها ..
وحدة مريضة الله يأخذها ويريح منها .


العنود ليش منحرجة من عزومة أم سلطان وأخته وشنو دخل شما ؟!
مو فاهمة شي [emoji22]


موينع الله يخزيك كذا تعامل أمك .. ربي يجعل كيدكفي نحرك ويريحنا منك .


ميرة محلية البارت مثل قطعة جالاكسي جواهر دمها خفيف وعليها مواقف تهبل ههههههه



فطووم العسل مشيت يا حلاتها فرحتنا هههههه


وموقف بطي أدمع عيني الله يحيك ويحي أمثالك اللي ما ينزلون لمستوى هذول السافلات اللي ربي ينتقم منهن ..


الله يسعدك حبيبتي ويوفقك

أستمتعنا بهالبارت كثييييير وكلي شووق للجاي ...

سلمت يداك وتقبلي خالص ودي







«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»




ربي يسلمج ويحفظج من الشر ..


يسعدلي متابعتج وتوقعاتج الرهيبة ..


بخصوص شما وسلطان .. هههه لا تستعيلين حبيبة قلبي قريب جداً بتعرفين قصتهم وبتفهمين بشكل اوضح علاقتهم وشو صار في ماضيهم .. وبتعرفين ليش العنود منحرجة انها تعزم قوم ام سلطان :)


بلومي .. تعلقت بـ عفويتج الحلوة وتشجيعج الراقي الدايم .. لا خلاني ربي منج ..


كوني بالقرب ..
ولك فائق الود ..

شماايه 31-12-14 08:08 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مساء الخير
بصراحة انا ما احب اقرا روايات .. من اقرا شوي امل وما اكمل ... بس اسلوبج ف الكتابة خلاني اندمج واكمل البارتات كلها و اعيش اجواء القصة .. تسلم ايدج و الله يعطيج العافية و ننتظر باقي البارتات :8680010521:

لولوھ بنت عبدالله، 01-01-15 09:54 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شماايه (المشاركة 3500966)
مساء الخير
بصراحة انا ما احب اقرا روايات .. من اقرا شوي امل وما اكمل ... بس اسلوبج ف الكتابة خلاني اندمج واكمل البارتات كلها و اعيش اجواء القصة .. تسلم ايدج و الله يعطيج العافية و ننتظر باقي البارتات :8680010521:


صباح الورد حبيبتي ..

الله يسلمج ويعافيج :)

ما تعرفين كم اسعدني كلامج .. واني بروايتي المتواضعة قدرت اجتذب ذوقج واهتمامج ..

اسعدتيني قد الكون .. شكراً .. :)

شما بنت محمد 01-01-15 10:00 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
يا هلا ومسهلا بكاتبتنا اليديده . .

تسلم ايدج على هالبارتات الجميلة والمميزة .. بصراحة وبدون مجاملة البارتات لها لمسة خاصة وراقية عمري ماقريت نفس هالستايل .. بالعادة تكون الرواية منحصرة على مشاعر معينة أو جانب معين بس .. لكن روايتج باين عليها من البداية أنها تتناول أكثر من جانب وخليط كبير من المشاعر بحيث تتناسب مع جميع الأذواق وكل قارىء منا يقدر يلقى نفسه في جانب من هالجوانب المختلفة ..


يشرفني إني أكون من متابعينج

ربي يسهل عليج ويوفقج حياتي

لولوھ بنت عبدالله، 01-01-15 07:44 PM

الجزء السابع
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)





الجـــزء الســـابــــع



بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ

قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ .. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا

حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ

وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقاً .. وَحِرْمَانَا

خَانُوا عُهُودًا لَنَا .. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا

فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا ؟

إِنِّى لأَعْجَبُ .. عَيْنِى كَيْفَ تَجْهَلُنِى

ويَقْطَعُ القَلْبُ فى جَنْبَىَّ شِرْيَانَا ؟

كَمْ عَرْبَدَ الشَّوْقُ عُمْرًا في جَوَانِحِنَا

وَقَدْ شَقِينَا بِهِ فَرْحًا وأشْجَانًا

مَا سَافرَ الحُبُّ .. مَا غَابَتْ هَوَاجِسُهُ

ولا الزَّمَانُ بِطولِ البُعدِ أَنْسَانَا

إِنْ حلَّقَتْ في سَمَاءِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ

عَادَتْ لَيَالِيه تُشْجِى القَلْبَ أَلْحَانَا

لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا

وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا

قَدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا..

لا خُنْتُ عَهْدًا .. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ .. وَأَحْلامِي تُضَلِّلُنِي

وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِي يُحَاصِرُني

وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا .. زِدْتُ إِيمَانَا

أَسْرَفْتُ في الحُبِّ .. في الأَحْلامِ .. في غَضَبِى

كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنا هَانَا ؟

هَلْ هَانَ حُلْمِي .. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا ؟

أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ .. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا ؟

شَاخَ الزَّمَانُ .. وَحُلْمِي جَامِحٌ أَبَدًا

وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى .. زَادَ عِصْيَانَا

وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا

مَا لا يَجِىءُ .. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا


لـ فـاروق جـويـدة



،



رأس الخيمــــة



قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..

كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!

لم توليه اهتماماً .. وأكملت سيرها إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت

ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..



لا تعرف مالذي جرى ..
ولا تعرف كم من الوقت استغرقت لتستوعب صراخ الخادمة ..!!!

لكن قبل أن تخفض ناظريها لتنظر للمكان الذي تأشر إليه بأصبعها الذي يرتعش برعب

أحست بارتطام صخرة متوسطة الحجم بقرب قدميها وهي تشعر أن دقات قلبها تجاوزت كل المقاييس

مالذي حدث بالضبط ..!!
أذلك كان عقرباً حقيقياً كاد أن يلدغها ...!!!

اتسعت عيناها برعب ودموع الجزع تدغدغ صفائهما

رفعت عيناها للشخص الذي انقذها من موت محتم ...... وتفاجأت ..!!

هو ذات الشخص الذي خرج من بيت اقاربهم منذ دقائق قليلة ..!!

هتف الرجل باهتمام وهو يتأكد من موت العقرب: سلمتي ختيه من الشر .. تعورتي ..؟!

لم يسمع اجابةً منها مما جعله برفع عيناه بحيرة من صمتها

وتساءل ما اذ كانت لا تزال تحت تأثير الصدمة/الرعب ..!!

ما إن رأى عيناها حتى شعر بنقصان شديد في أكسجين جوه ..!!


أتلك عينان أم بركة عسل مصفى من الجنة ..!!


دق قلبه دقة لم يستطع تفسيرها ..!!!

اخفض عيناه وكرر تساءله عليها بعد أن تنحنح بثقل: ختيه فيش شي ..؟؟

عدلت موزة غطاء وجهها الذي انكشف بسبب ارتعاشة يديها .. وتراجعت للخلف لتعود للمنزل برعب/خوف/توتر وخلفها الخادمة ..


ولم تعلم بأنها علقت للتو قلباً على أعتاب عيناها العسليتان ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)



أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..

حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!


خرجت المجموعة السياحية واتجهوا للحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة

وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..

وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية

فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!


احتد صوت أحدهم بإنجليزية متكسرة تخللتها لكنة الأسبان: أنتم أيها العرب متغطرسون وذوي ضمير خالٍ من الإحساس
أتأتون الآن وتتباهون بماضيكم وعراقتكم وفنونكم وكنتم من احتل أرضنا في السابق ..!!
ياللعجب، أتتباهون بماضيكم المجيد في أرضٍ ليست بأرضكم بالأصل ..!!

وبنظرة حقودة من رجل أحمق غمغم: لصوص أغبياء ..


قطبت المرأة التي امامه "والتي لم تكن سوى معلمة مصرية مقيمة في اسبانيا" حاجبيها غاضبةً من تهجم الرجل عليها ووقاحة كلماته ..!!!

هي لم تفعل شيء يستحق هذه الجلبة كلها ..!!!
كانت فقط تخبر طلابها الصغار بفخر واعتزاز عن عراقة الفن الاندلسي الذي ازدهر بسبب دخول نور الإسلام إلى الاندلس ..!!!

فلمَ التعصب والغضب والإحتقار ..!!


آتى لمسامع الرجل الأسباني والمعلمة المصرية صوت ناعمة التي قالت بإنجليزية محترفة واثقة أشد الثقة:
بل أنت الغبي الجاهل الذي لا يفقه بتاريخ الأندلس شيئاً ..!!!
فلتتثقف يا هذا ولتعرف بأن الأندلس من الأساس لم تكن ملكاً لأحد وإننا نحن كمسلمين لم ندخلها ونسلبها ظُلماً..!!
لطالما أرض الأندلس كانت مملوكة لشعوب ليست شعوبها، أمتلكها الأغريق ثم الرومان ثم القوط ثم نحن المسلمين الذين حررناها من كل أشكال الجهل والظلم والعبودية ..!!
لا تأتي أنت وتحرف التاريخ كما يحلو لك ..!!


اصاب الرجل ذهولاً باغته بقوة من ثقة الفتاة المتحجبة وقوتها في الحديث .. وكان سيقاطعها ويكسر تلك الثقة لولا انها أسكتته عندما أردفت وهي ترفع حاجباً واحدة بثبات باسم ساخر:
حقدك وغضبك انساك بأن نحن المسلمين من بنى الأسس الصارمة لحضارة هي للآن منارة ثقافية علمية وفنية تجتذب ملايين الناس من كل بقاع الأرض ..
حضارة ازدهرت لأكثر من 800 سنة ومازال آثار ازدهارها تفوح من حنايا بلادك ..!!!
حضارة تكونت من ثلاث حضارات، بثلاث ثقافات، بثلاثة اديان سماوية،
الإسلام والمسيحية واليهودية، ولولا التعايش الذي استطاع المسلمين بعقليتهم الفذة إدراك معانيها
لكنت أنت ومن معك في غياهب الجهل والظلم للآن ..!!

ودعني اقل لك أمراُ مهماً غاب عن فهمك المحدود، لولا الأندلس التي تأسست على أيدي المسلمين
لم يكن ليدخل العلم والفن والثقافة إلى اوروبا نفسها التي كانت تقبع في وحل نتن من الهوان .. الفقر .. الجهل .. الظلم والعبودية ..!!!
ولكانت للآن تحت سيطرة الكنيسة البابوية المشهورة بظلمها الجائر على الناس ..!!!

تراجع الرجل بإحراج شديد بعد أن تسلطت نظرات الناس المحتقرة/المستهزئة .. وقرر ان يخرج من المكان لولا ان ناعمة بأن قالت بنظرة خبيثة واثقة:
أتستطيع أن تنكر بأنك الآن تخرج من إحدى آثار المسلمين العريقة التي لم يتمكن اجدادك من بناء أقل من أقل جزء منها ..!!


وابتسمت ابتسامة ساخرة وتابعت: الغريب إنهم حولوا المساجد لكنائس ولم يدركوا أنهم خالفوا الفكرة الجوهرية التي ازدهرت عن طريقها الأندلس..!!!
يالغرابة عقلياتهم ..!!


ضحك الحاضرين بزهو واعجاب لحديث الفتاة الواثقة من نفسها وخرج الرجل الاسباني بغضب واحراج تام ..

أما ذياب فتسمر كلياً فارغاً فاهه بصدمة/اعجاب/فخر ..

وقال في نفسه وهو يضحك: "ههههههههههههه يلعن بليسج يا نعوم كلتي الريال أكل بلسانج"

أتت المعلمة المصرية لناعمة وهي تكاد تقفز سعادةً: يسلم فممممممك يا بت، دنتي عسسسسل
ايه الجمال كلو ده يا خواااتي، قبتي الكلام القميل ده منيييين !!!
ده الراقل الغلس خِرس خالص بعد اللي ئولتيه ..

ابتسمت ناعمة بإحراج/خجل فهي لم تستوعب بأن حديثها اجتذب مسامع المتواجدين في المسجد إلا بعد أن انتهت:
هههههههههههههههه فديت قلبج ما قلت الا الحق ..

المعلمة المصرية بابتسامة طيبة: إنت اماراتية ..؟؟

ناعمة بابتسامة ناعمة خجولة: هيه نعم إماراتية ..

التفتت عندما أتاها صوت شقيقها الباسم بإعجاب/فخر: والله انج شنب يا نعوم .. عطيتيه من جرعاتج الصعبة هههههههههههههههه

ناعمة بابتسامة واثقة: عيل اخليه يشعن ويلعن ويهذرب على كيفه ..!!!
(يهذرب = يتحدث بكلام غير مفهوم أو بلا معنى واضح)


.
.
.
.
.
.
.


بعد عدة أيام
يــوم الخميـــس
العيـــــــــن



بكت برعب شديد وهي تبتعد عن والدتها الذي امتلأ وجهها بالبياض فجأة .. ثم اختبأت في حضن عمتها ..

حصة وهي تضحك: ههههههههههههههه حبييبي فوفووو زاغت من صبغ التشقير اللي على ويه أمهاااا

هتفت آمنة وهي تحاول امساك ضحكتها لتتمكن العاملة من حف وجهها بهدوء وتأني: انا عسب جيه ما شقرت ويهي ..
لطوف تزيغ منه وتتيبس هههههههههههههههه

العنود وهي تلتفت لابنتها الخائفة: وابووويه بنتيه ما عرفتنييي
تعالي ماما انا امج والله ههههههههههههههه

قالت شما التي كانت تحتضن فاطمة وتنتظر دورها بعد العنود ابنة شقيقها الراحل: ههههههههههههههه حبيبي اللي يخاف والله
عنوده انا عقبج ترى .. غسلي اللي في ويهج وشلي بنتج واظهري ..
مافينا على حشرتها ..

ثم نظرت الى العاملات الهنديات وهمست لها ببسمة خافتة: طاعي كيف محرجات ويخزْنّا بعيونهن ..
(غلامتين = الفتاتين)

اجابت العنود وهي تنظر للساعة: هيه ان شاء الله .. أصلا بسير أطبخ قبل لا ايعطن ولد اخوج ويحدث مالا يُحمد عقباه
(ايعطن = يعود من الخارج عند الظهر)

ضحكت ميرة وهي تختار الألوان التي تريد وضعها على اظافرها: ههههههههههه أهم شي مالا يُحمد عقباه

شما بنصف عين: ميراني لو عليج صلاه لا تحطين مناكير مايوز
(مايوز هنا تعني لا يجوز)

قالت ميره وهي تنظر لعمتها: لا عموه ما عليّه صلاه ..


دخلت أم العنود على الفتيات وهن يتزين للعزيمة المقامة غداً على شرف فاطمة الصغيرة .. وبنبرة حنونة قالت: ها عدكن ما خلصتن ..!!

حملت حصة الصغيرة فاطمة من عمتها شما وهي تقول: كلنا تقريبا خلصنا باجي عموه شما بس

هتفت شما بتساؤل لـ ابنة خالتها ام العنود: ام عنوده رمستي خالوه وقلتيلها تيي هي وموزانه ..؟!!

ارتسم على ثغر ام العنود بسمة حنونة لـ شما التي لا تنسى أحد وتسأل عن الجميع بلا استثناء .. شما التي يهمها راحة/سعادة الجميع في المقام الأول:
هيه فديتج رمستها وقلتلها

شما بارتياح: زين الحمدلله

ميره: خالوه خالووووه .. وقوم مهااااري ..!!!

ام العنود بذات بسمتها: ومهاري وامها بعد .. البارحة اتصلت بـ ام نهيان وعزمتها

حركت ميرة يديها وخصرها بسعادة وقالت: عاشووووووو .. يعيشووون يعيشوووون

فرغت العنود فاهها بدهشة: واحسرتيه على بنت العم استوت طقاقه ..

ضحك أم العنود بخفة .. ثم تسائلت بتعجب: الا عوشة وينها .. شحقه هب وياكن ..!!!

حركت آمنة شفتيها بـ بغض .. وغمغمت بخفوت لم يسمعه سوى شما: يا شين الطاري .. منو قال نباها أصلا ويانااا

رمقتها شما بنظرة لوم حادة .. ثم اجابت ام العنود باهتمام: ام زايد حليلها ميهوده من يومين وقالت خلاف بتروح الصالون


.
.



في ذات المنزل
لكن في جناح آخر ..



كانت تستفرغ ما في جوفها وعيناه تدمع بإرهاق تخلله بغض/حقد: الله يلعـ.. الساعة اللي عرست فيها وحملت .. كنت في بيت هليه مرتاحة لا ورايه هم عيال ولا هم حمال
اففففففففففففف لازم افتك من هاللي فيّه .. مابا اتحمله زود ..


خرجت من الحمام وهي تنشف وجهها بالمنشفة

اتاها ابنها زايد ممسكاً بالهاتف ويقول باستعجال: ماما ماما يدوه تباج

أخذت الهاتف .. وهتفت بنبرة مُرهقة: ألووو هلا امايه

أم عوشة بخوف/قلق امومي: هلا عوشه ..
بلاج ..؟! ..... يقولون تعبانه ..؟؟

ردت عوشة بارهاق تخلله مزاج متعكر: لا ما فيّه شي ضاربني زجام من يومين
وتعرفين عاد يوم ازجم اتلعوز وايد وامرره ماقهر شي
(ماقهر = لا اتحمل)

ام عوشة بذات قلقها الحاني: فديتج غناتي .. بييج الحينه وبوديج العيادة

عوشة بارتباك/جزع: لا لا ما يحتاي امايه .. ما فيّه الا العافية الحمدلله
خذت دوا قبل شوي وبيخف ان شاء الله

ام عوشة: ان شاء الله

هتفت محاولةً تغيير مجرى الموضوع: خبريني شحالكم شعلومكم ..؟؟

أخذت الأم بالتوغل بالأحاديث والأخبار مع ابنتها .. وقالت من بين ثرثراتها المحببة: ما خبرتج شو صااااار ..!!!!

عوشة بضجر: وشو صار يا ام حميد ..؟!

ام حميد: حرمة عمج تبا تيوز ولدها



وكأن طنينا قوياً قد دوى بشراسة على مسامعها

مـــــــاذا ...!!

أيتزوج ذلك المتكبر ويعيش براحة وهناء وأنا اترمد من القهر/الغل في حياتي ..!!

لماذا يتزوج الآن ..!!!

ألم يوحي لنا وللجميع إنه مقلع عن الزواج الى اجل غير مسمى ..!!

لا ..

لا تحرق قلبي يا هذا أكثر مما أحرقته في الماضي ..!!

لا تحــرقه لكــي لا يكتويــك بشــراره ..!!!


تمالكت نفسها المُحطمة .. واخرجت صوتها بصورة كأنها طبيعية وبسخرية تامة:
من سنين هاي رمسة ام هامل
وهاذوه ولدها عده ماعرّس ..

ام حميد بثقة: لا يختي الظاهر هالمرة خلاص معزمة صدق
وسلطان تراه كبر ولازم يعرس .. كم بيتم بليا حرمة ..!!

اشتدت قبضتها على الهاتف بحقد دفين/غيظ شديد .. وقالت بنبرة أظهرتها هادئة غير مكترثة: اهااا
الله يهنيه شو نسويله يعني ..!!

.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــــي



دخلت منزل توأمها الغالي لتبدأ مهمتها التي لابد وأن تفعلها كل أسبوع، فهي لا تستطيع ترك منزله الضخم من غير تنظيف ولا ترتيب لأنه ما يزال منزلاً "لرجل أعزب" ..

حتى بوجود الخدم، هي لا ترتاح حتى ترى بنفسها البيت يلمع نظافةً أمامها ..!!!


وهي في وسط معمعة التنظيف، دخل فجأة سلطان بـ بنطاله البني وقمصيه الخفيف الأبيض الذي اظهر قامته الضخمة بشكل اكثر عبثيةً .. ورجوليةً ...!!!!

صاحت سلامة وهي تحذره بصوت عالي: سلطان سلطااااان انتبه تحتك صابوووون ..

ابتسم بسخرية .. وقال بتفك اخوي لا يظهره الا امام "توأمه" فقط: استغفر الله العظيم .. يت سلامي مع صوابينها وفوطها ومخمتها .. منو مسلطنّج عليّه أبا اعرف ..!!!

وضعت سلامة يدها على خصرها وقالت بتهكم: هيه يت سلامي .. عيل أسير دبي وانا مخليه بيتك مزبلة ..!!!

قفز سلطان بخفة/برشاقة ليتجاوز الكراسي والطاولات المبعثرة في صالة المنزل ..

صاحت سلامة بخوف: سلطااااااااااان شوي شوي بتزلق ..

وصل إليها وهو يهتف بضحكة رجولية: ههععععههههههه بلاج يالخبلة لابس جوتي انا وين بزلق ..

وانحنى بجسده الطويل وقبّل رأسها مازحاً: حبة على الراس تسدج توأميه الغالية، مافينا على ريحة الكلوركس

زمت سلامة فمها وردت بتهكم: يالدب .. هب منك من اللي مودره بيتها وعيالها وياية تنظف بيتك ..

سلطان بنظرة باسمة: نحن مالنا غنى عن ام ظاعن، لكن طوليه بعمرج البشاكير شو شغلتهن خبريني ..!!
هن ترى ينظفن ويخمن ويرتبن ..

هتفت سلامة بانفعال/بعصبية عندما تذكرت الأتربة التي كانت تملأ أرجاء المنزل ما ان دخلت: امححححححق تنظيف بس امححححححق ..
انت لو شفت اللي شفته جان ما قلت هالرمسة .. لكن انت 24 ساعة خاري وما تظوي الا نص الليل ..
(خاري = خارج) (تظوي = تعود ليلاً)

والبشاكير يسرحن ويمرحن وانت لاهي في شغلك ماتدري عن حايه ..

وأردفت وهي تمسح الأرض بذات عصبيتها: ماعرف متى بتعقل وتعرس وتخلي حرمتك ترعاك وترعى بيتك ..!!!


انطفئ بريق البسمة في عيناه وهو يرى شقيقته تنفث عليه نيران تهكمها المستمر عليه بشأن منزله ...... وعروس منزله التي لم تأتِ بعد ..
وقال وهو يرفع حاجباُ واحداً ببرود: ام ظاعن متريقة فلفل اليوم ..؟؟!!

أكملت سلامة تهكمها وهي تعصر المنشفة من الماء: هذا انت كل ما نرمس في سالفة عرسك تطّنّز وتغير السالفة ..
(تطنز = تستهزأ/تسخر)

هتف سلطان بابتسامة وهو يمر من جانبها ليذهب ويبدل ملابسه: الغالية تراني مستعيل ولازم ارد الدوام الحينه

التفتت سلامة إليه .. وقالت بنبرة مقصودة ومن تحت رموشها: ترى بنت خويدم ردت الريال اللي خاطبنها ..


تسمر فجأة بمكانه ..!!!!

لا يعرف مالذي انتابه عندما سمع ما قالته شقيقته ..!!

أيفرح لأنها ما تزال حرة طليقة ..... ولم يسلبوا منه حلمه الأبيض ..!!

أم يحزن على روحه التي احترقت وتحولت لفتات رماد وهو يوهمها

بأن "تلك" له
ملكه هو فقط ..!!

وهي .... ويالخيبة وجعه .... بعيدة
بعيدة ويأبى كبريائه اللعين امساكها وتقريبها لـ يحتضن شرارات طيفها العذب ..!!

: سلطاااااااااااان سمعتني شو قلت ..!!!

زفر كبريائه المجروح بعنف وبشكل جعل سلامة تدرك ذبذبات الارتباك/الألم فيه .... وكان هذه المرة الأولى التي ترى فيها سلطان بهذا الضعف ..!!!!!

رغم انه توأمها .. الا ان الأخير كان يتفنن دوماً بإخفاء كل خلجة من خلجات روحه بمهارة ...!!!!

أحقاً ما زالت تلك الشماء لم تفارق قلبه ...!!!!
إلهي ... أهو يعشقها ذلك العشق الذي يجعله يكره الاقتران بأي حواء سواها ..!!!!


وهو .. ورغم انفعالات روحه .... الا انه قال بنبرة صقيعية خالية من الإحساس: وشو المطلوب اقول ولا اسوي ..!!

امعنت سلامة النظر في عيناه الفارغتان .. وهتفت باندفاع: لو بعدها في خاطرك بنرد نخطبها لك ..

تحول لون عيناه تدريجياً للون السواد الحالك .. ونظرته أصبحت قاتلة شرسة متفجرة بغضب أسود/بكبرياء مخدوش .. وهتف من بين اسنانه:
وظنج سلطااااان بن ظاعن بتحق نفسه يرد يخطب بنية ردته قبللللل ..!!!!!

تراجعت سلامة للخلف وهي ترى شقيقها .. ولأول مرة منذ سنوات بهذا الغضب الشديد "الشفاف"

يالله . شقيقها يتعذب .. يتعذب وللتو فقط رأيت عذابه ..
كانت تعرف بأنه كان يكن لـ شما العاطفة .. وان الأخيرة قد خسرت بحق هذه العاطفة بعد رفضها له ....!!!
رفضٌ سبب الصدمة للجميع بعد ان كانوا متيقنين ان الفتاة قد وافقت عليه حقاً ..!!!

تمنت ان ينساها .. او يتناساها ويسير قدماً بحياته ... لكنه وكما ترى الآن .. لم يستطع فعل هذا ....!!!
لم يستطع فعلها حتى بعد اثنا عشرة سنة ..!!!!

ماذا أفعل ليرتاح فؤادك أيها الحبيب الغالي ..!!!


هتفت بحزم وهو تصر على أن تعرف ما يجول في قلبه: قدر سلطان وحشيمته فوق راس الكبير والصغير
لكن يالغالي إنت تباها ..
شحقه تعذب روحك جيه ..!!!

شخر سلطان بسخرية مريرة ظهرت مع اشتعال عيناه بـ جرح متهيج: شو يضمن إنها ما بتردنيه مرة ثانية !!
هااااه ..!!!

سلامة بثقة: ما بنخطبها لك الا يوم نجس النبض ونتأكد هالمره ..

زفر سلطان غضباً بدأ يتحول لبرود فاتر .. وهتف بجمود وهو يصعد لغرفته: انا اقول طبي هالسالفة عنج أحسن .. انا ما بوطي خشميه مرتين .. لا أبا بنت خويدم ولا غيرهااا ..

ذهب تاركاً اخته واقفة وتفكر بطريقة تمكنها من معرفة السبب الذي جعل شما ترفض شقيقها
الذي "لا يُرفض" ..!!


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــا
قرطبــة



أمضت ناعمة ومعها روضة والطالبات في أول أيامهن في قرطبة بحضور برنامج مدته أربعة أيام في جامعة قرطبة ..

والبرنامج كان السبب الحقيقي لسفر الطلاب إلى اسبانيا، فـ ناعمة عندما سمعت بالبرنامج المقام في اجازة نصف السنة الدراسية ..
لم تتردد ثانية واحدة في تقديم طلب لحضورها مع المدرسة الثانوية ..

فهذا كان حلمها ..!!!

ومن جانب آخر لتتذوق القليل من روعة/جمال السياحة الأندلسية العبقة ..

بشكل عام كان البرنامج يعرض أهم الأحداث التاريخية والفاصلة التي حلت بالقرطبة وبالحضارة الأندلسية قديماً ..

بدأت بـ محاضرة تقديمية وترحيبية على الطلاب، وجولة على جميع أقسام قسم التاريخ وفروعها، ثم فلم وثائقي عن المعالم الرومانية، الاسلامية، المسيحية، واليهودية في قرطبة ..

وفي اليوم الأخير أي هذا اليوم، عُقدت مناظرة كانت والحق يُقال حماسية وناجحة نجاح منقطع النظير بين دكتور اختصاصي أدب وعلوم انسانية من جامعة القيروان وأثنان آخران من ماليزيا واسبانيا نفسها ..

بعد المناظرة، خرجوا من الجامعة عائدين الى الفندق


روضة بسعادة: اففففففف واخييييييراً خلص هالبرناااااااامج
ما بغيييينا ..

ناعمة بابتسامة رقيقة: لا بالعكس كان ممتع وحلو .. عن نفسي حبيته واستفدت منه وايد ..

روضة بنصف عين: على فكرة ما كنت اتوقع منج غير هالتعليق

ناعمة بضحكة خفيفة: ههههههههههههه اجذب عليج يعني واقولج عكس اللي فيّه ..!!!

أتتها طالبتها زينب وهي تهتف بتساؤل: أبلة ناعمة، متى بنروح نشوف مدينة الزهراء اللي رمستي عنها قبل ..؟؟

ناعمة بتفكير: امممممم والله ماعرف فديتج متى .. يه العصر أو باجر ان شاء الله
وأردفت وهي تستدير لـ أخيها الذي كان يمشي ويتحدث مع القنصل الاماراتي في قرطبة: بتخبر أخويه خلاف لأنه هو اللي يتفاهم مع مسؤول الجولات ..



.
.



هتف ذياب وهو يصافح القنصل الإماراتي بابتسامة رجولية: عيل سلملي على بوهناد ما كنت ادري انه يصيرلك ..

القنصل بذات ابتسامة ذياب: يبلغ يا بن هامل ان شاء الله
وأردف بتساؤل: في أي قسم تشتغل في وزارة الخارجية ؟!
ذياب: في الشؤون الاقتصادية ..

القنصل بابتسامة: اووه عند بومحمد

ذياب: هيه نعم
القنصل: سلم عليه عيل

رد ذياب بابتسامة خفيفة: يبلغ ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.


أبــوظبـــــي



دخلت المنزل وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة وعيناها لا تفارقان شاشة الهاتف ..

وهتفت في نفسها بمكر انثوي بالغ: هههههههههههه مصيري اييب راسك يا حلوو ..

فجــأة ..
اتاها صوت خشن متهكم: ما شاء الله تبارك الرحمن اخيراً شرفتي ختيه العزيزة ..!!!

استدارت وعيناها الباسمتان تتحولان بشيءٍ من السخرية واللامبالاة: اوووه الشيخ مانع هنيييه ..!!!
مب بالعاااااااااده ..

رد مانع بحدة ساخطة: ييت اشوف المصخرة اللي تستوي من وراايه ..
شو اللي مأخرنج الشيخة اليازية ..!!
احيد دوامج يخلص 2 مب 5 ..!!!

أتت أم مانع وهي تحمل صينية الفواكه وتضعها على الطاولة .. ثم قالت بتوتر/خوف: اماية يزوي وينج ...!!
تحيرتي وااااايد ..

خلعت اليازية عباءتها بنظرة ثلجية .. وتحركت باتجاه الحمام وهي تقول بنبرة تشبه نظرتها: كان عندنا اجتماع في الشركة وتأخرنا ..
فيهااا شي ..!!!!


لحقها مانع وامسك كتفيها بقوة مؤلمة .. وهتف بغضب شديد: عندكم اجتماااااع و لا تسترغدييين من وراااااااناااا ..!!!

صرخت أليازية بغضب ناري وهي تحاول فك يد شقيقها من عليها: يالغبي شل ايدك عني شو هالهمجية هااااي ..!!!

دفعها باحتقار تام وهو يوجه حديثه لوالدته بصوت عالي حاد: جابلي بنتج هالهايتة، وان تأخرت مرة ثانية خبريييني تسمعييين ...!!

وخرج من المنزل بعد أن أغلق الباب بقوة ارتعدت على أثرها جسد ام مانع الضعيف ..

وضعت الأم يدها على جبهتها وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، صبرك ياربي كم بتحمل انااا ..

أتت اليازية الغاضبة وهي تتهكم بحدة: ولدج الهمجي شو يبا مني بالضببببط ؟؟
اربع وعشرين ساعة برع البيت وما يدري عن هوا دارنا
ويوم يرد يعصب علينا ويزاعج ويتفلسف ويروووح ..
قوليله ماله خصصصصص فيييه
ماله خصصصصصصص ..

حملت حقيبتها وعباءتها وهرولت باتجاه غرفتها وهي تشتم شقيقها باحتقار/بغض ...

زظلت أم مانع جالسة لوحدها في الصالة بحزن ولوعة على حال هذا البيت الذي فقد معاني الارتباط والاحترام واواصر المحبة ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــن



كانت آمنة جالسة على الأريكة الطويلة وتتلمس بغنج انثوي مشتاق شعر زوجها الوسيم الذي وضع رأسه على فخذها ليغفى قليلاً بعد أن قطع طريقاً متعباً من العاصمة إلى العين ..

همست بدلال ينضح رقةً في أذنيه: حبيبي

كان بطي غارقا في قيلولة لذيذة بين جنبات رائحة زوجته المسكرة .. الا انه سمعها وهي تردف بذات الدلال بصوتها:
بطي حبيبي بيأذن المغرب

حرك بطي رأسه حتى اصبح وجهه امامها .. وغمغم بنعاس: همممممممم

اتسعت ابتسامتها وهمست بـ غنج وهي تقبل أنفه الطويل: نش حبيبي يلا ..

فتح عينه اليمنى فقط .. وظل يتأمل وجهها البدري بنظرة طويلة هاتفاً بعدها بنبرة ناعسة خشنة "ثمل": لعنبو هالمبسم كيف انه يتل القلب من اقصاه ..

تجمدت يد آمنة التي تلاعب شعر بطي واحمرار غزا وجهها من كلماته العذبة ..

امسك بطي يد محبوبته وقبّل باطنها بهيام واكمل بابتسامة رجولية كسولة:
تولهت على دفاج ..

ارتفع صدرها وأنفاسها أصبحت ثقيلة من شدة الخجل ومن قوة عاطفة "هذا المجرم" .. وهمست بخفوت غارق بالعشق:
وانا تولهت على عيونك حبيبي ..


استمرت موجة العشق الخافتة بين العاشقان مدة من الزمن ..

إلى أن قام بطي من احضان زوجته ليتوضأ ..

بعد أن دخل الحمام .. سمعت آمنة نغمة هاتفه الذي ينبأ عن قدوم اتصال قادم

لم تعره اهتمام في المرة الأولى .. لكن زوجها أخرج رأسه من باب الحمام وقال: حبيبي طاعي منو داق ..
اخاف ها المقاول يباني في شغل مهم ..

التفتت آمنة لتلتقط هاتف زوجها: إن شاء الله حبيبي ..

فتحت قائمة المكالمات الفائتة ورأت بأن المتصل هو المقاول بعينه من الإسم المخزن، لكنها قطبت حاجبيها بتساؤل وهي تنظر لكثرة عدد الاتصالات المستقبلة من رقم واحد مميز ..!!!

أخذت تفكر وتتذكر ما اذ تعرف صاحب الرقم المميز أم لا ..!!

لكنها لم تعرفه

وفجأة باغتتها رسالة قادمة، وبعفوية شديدة فتحتها:

"تـــرى الشــــوق غــــلاب يـــا ظـــــالم"


اتسعت عيناها ونظرتهما ترتجفان بتساؤل/حيرة وأخذت تفكر بارتباك:
شوق وظالم ..!!!
منو اللي بيطرش لـ بطي هالكلام ..!!!


تمعنت النظر في الرقم المرسل ورأت بأنه هو ذات الرقم المتكرر بشكل ملاحظ في قائمة الاتصالات ..!!

بدأت دقات قلبها تدق دقات شك وتساؤل عن هوية الشخص ..!!


هي من المحال أن تفكر بأن بطي يخونها، أو يتلاعب من ورائها ..

ليس بسبب ثقتها العالية بـ حبه لها .. بل لأنه يخاف الله ويحرص على الابتعاد عن حرماته ..!!!!

خرج بطي من الحمام وابتسامة تنور ملامح وجهه: ها منو طلع ..؟؟

وضعت آمنة الهاتف على المنضدة وملامحها لا تُفسّر من شدة غرقها في بحر الشك/الحيرة: المقاول ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـــوظبـــي



أتاه اتصال وهو في قمة انغماسه بأكل تلك الفاكهة الجديدة التي بين يديه، لم يعر الاتصال أدنى اهتمام فهو ما إن يرى جنس بنات حواء حتى يفقد حواسه الخمس عن كل أمر كبير وصغير ..!!


وفي وسط الاندماج توقف وصلح للفتاة بعصبية تخللتها احتقار شديد: وانا ماخذنج مسيار يا الـ..... عشان تتيمدين عندي
إلتعني عن ويهي لا بركتن فيج من بنية ..

وكرر بزمجرة شديدة الغضب/القسوة: إلتعنننننننننني اقووووولج ..


قامت الفتاة المرتعبة التي ما كانت إلا إحدى ضحايا الفقر والحاجة اللذان اضطراها لبيع حياتها وجسدها سبيل حفنة من المال .. ثم دخلت الحمام وهي ترتجف خوفاً/ألماً/ذلاً ..


زمجر الرجل باستياء عصبي وهو يشتم الفتاة التي لم تتجاوب مع رغباته الحيوانية ..


أمسك هاتفه ليرى المكالمات المهمة التي فاتته ..

قطب حاجبيه بتفكير وهو يتصل على رقم فاته قبل قليل ..
وبصوت حازم خشن قال: ألووووو

الآخر رد عليه بعربية متكسرة/خبيثة: أهلا أهلا بالسيد ئبدالوهاب

أبا مرشد بنبرة متعالية غاضبة: بومرشد يا وووولد ..

الآخر بخبث باسم: اوووه اني اسف أبومرشد فلتئزرني ئلى ئفويتي (فلتعذرني على عفويتي)

أبا مرشد بذات الغضب المستاء الذي يريد اخراجه بعد الذي حصل قبل قليل: خلصني انت منوو ..!!!

الآخر بذات اللسان المتكسر وذات الخبث: اووووه ألم تئرفنييي يا سديكي..؟؟؟ (ألم تعرفني يا صديقي !!)
انا آندي ..

رفع حاجبه الأيسر بتساؤل خشن: آندددي ..!!!

صمت وهو يشعل سيجارته، وبعد أن نفث الدخان قال بذات خشونة صوته:
وين غاط انت .. !! امره مالك حس ..
(غاط = مختفي)


رد آندي بنبرة متلاعبة ظهرت مع عربيته التي إرتكّت داخل لسانه الفرنسي:

كنت استجم كليلا كبل أن يبدأ اللئب الهكيكي (كنت استجم قليلا قبل أن يبدأ اللعب الحقيقي)

أبا مرشد بنبرة صارمة حذرة: ومتى بيبدا اللعب الحقيقي على قولتك ..!!

آندي بابتسامة خبيثة: هذا السبت يا سديكي (يا صديقي)

نهض أبا مرشد بصدمة: هالسبببببببت ..!!!!
بغضب كاسح اردف: ليش ما تقولووولي من قبل ..!!!!

رد آندي بضحكة باردة: هههههههههه اهدأ يا سديكي اهدأ .. انا شخصياً لم أئرف إلا منذ كليل
فجمائتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمئ فيه ..
(اهدأ يا صديقي اهدأ .. انا شخصياً لم اعرف الا منذ قليل فجماعتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمع فيه)

أبا مرشد بتهكم حاد: خبرني يلا وين بيكون الاجتماع ..!!!

آندي: سيكون إن سبين (في اسبانيا)
تهديداً في ........


.
.
.
.
.
.
.


اليــــوم التــــالي
الجمعــــــــــة




كان بيت خويدم الكبير كخلية نحل كبيرة، فتلك تنظف المجلس وترتب طاولاته بتناسق، وتلك تغسل الصحون والأكواب والملاعق، وتلك مع شقيقتها يصنعان الحلوى والأطايب والسلطات
وتلك تبخر المنزل وتعطر أجوائه بروائح عودية تُسكر الحواس ..

ما إن انتهين النساء والفتيات من التنظيف والترتيب حتى دخلت كل واحدة منهن حمامها الخاص واستحمت لتخرج وتتزين بعدها ..


خرجت شما من الحمام وهي تنشف شعرها الطويل بأنفاس منهكة ووجه محمَر من أثر بخار المياه الحارة

وقفت أمام المنظرة لتتأمل ملامحها الناضجة بالفتنة .. وهمست لنفسها بعد أن زفرت زفرة موجعة عميقة:
يلين متى يا شما بتمين جيه ..!!!!
يلين متى بتمين تضيعين شبابج على انسان ما يفكر بج ولا حفلبج من الأساس ..!!!
(حفلبج = اكترث لك)

وابتسمت بخفة ساخرةً من حالها البائس: والمشكلة جرحج ..؟!
كيف تفكرين انتي يا شما ؟!
كيف ؟؟

تنهدت وأخذت تضع مرطب الوجه ومرطب العين بذهن شارد تماماً

ذهن رفرف مع ذكريات "كانت" مفرطة بالجمال ..!!!


.
.



قبــل 13 سنــة



كانت جالسة كعادتها اليومية في حديقتها الغناء التي تقبع خلف البيت بجانب المطبخ الخارجي
وتقطف زهور الفل والياسمين لتنسق باقة تهديها لمعلمتها التي تعزها كثيراً في الغد ..

قالت وهي تفكر بطفولية عذبة: اممممممم وينه مرشيه مال الماي ..!!

التفتت وهي تحاول تذكر أين وضعته ..!!

مشت لحيث النخيل المتواجد في باحة المنزل الأمامية ورأت بخاخ الماء الصغير ذات اللون الأنثوي على التراب الخصب

حملت البخاخ وهمت بالرجوع إلى حديقتها .. ولكنها تراجعت برعب وهي ترى سيارة أخيها بطي تدخل البيت فجأة ..

ما إن لاحظت وجود رجل غريب بجانبه حتى اختبأت بين الحائط والنخيل الذي اخفاها عن الأنظار ..

وقفت مكانها وساقيها ترتجفان .. وأخذت تدعو ربها أن لا يراها أحد ..

كان قلبها يدق بشدة والعرق بدأ يتصبب من وجهها الصافي .. وحر الشمس بدأ يسبب دوار طفيف في رأسها ..

خرج الشابان من السيارة ..
ورأت أخاها بطي يجلس فوق مقدمة سيارته بجلسة مسترخية كسولة .. والآخر واقف بوقفة مسيطرة متفجرة بسمو النفس عاقداً ساعديه أمام صدره الرحِب ..


بدأت دقات قلبها تصدح أرجاء دماغها المرتعب

يا إلهي ماذا سـ تفعل ..!!

تقسم بأنها سـ ترى رأسها معلقاً امام عيناها لو "فقط" اشتم بطي رائحتها قريبةً منهم ..!!!!

يا إلهي ..!!

أكان يجب عليها أن تخرج الآن وتنسق الباقة ..!!

لمَ لمْ تنتظر قليلاً ..!!

يالغبائها ..
افففففففففففففف



اختبأت إلى أن لاحظت بأن أصوات شقيقها والرجل الذي معه اختفت تماماً، أخرجت رأسها قليلاً لتتفاجأ بأن الرجل الغريب ذو القامة الضخمة الطويلة مازال موجوداً وكأنه ينتظر أحداً ما ..


استغلت الفرصة لتتأمله وتمسح بناظريها ملامحه التي فتنت مقلتيها بصورة غريبة ........ مؤلمة ..

توردت خدودها .. وشعرت بضربة قوية على قلبها ... وانقلبت نغمات خفقاتها بلحن شديد الثوران .. والهيجان ...!!!!

خفقات اصطدمت بـ خجلها .. روحها العذرية .. وزلزلت كيان براءتها ...!!!


ظلت على وقفتها المتأملة وعيناها تغرقان في بحر هيبته المفرطة ..

إلى أن لمحت من بعيد قدوم شقيقها بطي ويداه تحملان أكياس عدة ..

أخذ الرجل الغريب الأكياس وسلم على بطي .. ثم دخل السيارة وخرج من باحة المنزل ..


خرج الرجل الغريب كما دخل جاهلاً أمر الصبية المختبئة ... وما حلّ بقلبها الذي تشبث بمعالم رجوليته الصرفة بجنون ..!!

وبعد سنة واحدة، كانت صدمتها أقل ما يقال عنها بالشديدة ... عندما علمت بأن الرجل ذاته الذي أحبته وتعلقت بخياله العـذب هو نفسه يطلبها للزواج ..!!

كيف ولماذا ومالذي حصل ..... هي لا تعرف ابداً ..؟؟

الذي تعرفه أن في تلك الليلة لم تنم من فرط سعادتها ... من شدة ارتباكها الذي تفجر مع حيائها الفطري ..... وبسبب اشتعال احلامها الوردية بـ حياتها القادمة معه .....


ولكــــــــن


ذلك كله طار بخفة كما تطير الأوراق المحترقة السوداء بـ ترمد باهت فاقداً للحياة ..!!!!

طار عندما عرفت بأن الرجل الذي احبته وتعلقت به لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق الحب والاحترام ...... لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق عزة نفس بعد ان مارس اجرامه عليها بشكل بشع/وحشي ...!!


.
.


رجعت لأرض الواقع وهي تقبض بيديها زاوية طاولة الزينة بشدة ... ووجهها تحول لجمود قاسي

وهمست بخفوت مرتجف/بقوة عاطفة مجروحة:
خلاص لازم اعدي هالمرحلة من حياتي .. عمري بيضيع على أوهام رسمتها انا بغباء في خيالي ..
وإنت يا سلطان
صدقني إنك فقدت أغلى قلب حبك ودسته
صدقني ..!!!!


تنفست بعمق لتبث في روحها طاقة ايجابية تخولها لرسم بسمة شفافة على ملامحها ..

وضعت اللمسات الأخير من مكياجها الناعم ورتبت شعرها الذي لم ينقصه سوى تجفيف خفيف بمجفف الشعر ويصبح في أروع حلة ..


نزلت فيما بعد لتشرف على الأوضاع بشكل كامل قبل أن يأتوا الضيوف ويجتمع الجميع على الغداء ..


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــــا
قرطبـــة



كان الهواء العليل يهب بنسائمه المنتعشة أجواء المكان الذي حام حوله عبق أطلال ماضٍ مجيد، وأبداع فن كان ولازال من أهم الفنون التي شهدها العالم أجمع ..

هتفت الأخصائية مريم بانبهار وهي تصور الأعمدة نصف المحطمة والتي كانت من بقايا مدينة الزهراء الفاتنة: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، منو يصدق إن المسلمين في العصور الجديمة كانوا بهالإبداع الفني والعمراني ...!!!
أنا عن نفسي ما اكتشفت هالشي الا الحينه ..

أردفت ناعمة بنظرة لامعة تنتعش بالفخر: كانوا أقل من مبدعين وفنانين، وعبدالرحمن الناصر يوم قرر يبني هالمدينة كان هدفه إنه يحولها لمدينة عالمية تنافس كل المدن اللي كانت مزدهرة في ذاك العصر وقدر يحقق هدفه وخلى مدينته تحفة معمارية اييها القاصي والداني من كل مكان، سواء للتعليم أو العلاج أو التجارة أو السياحة ..

الطالبة حمدة وهي تتسائل: أبلة أبلة، عبدالرحمن الناصر هو صقر قريش صح ..؟!

اجابتها ناعمة وهي تهز رأسها بـ "لا": لا لا صقر قريش هو عبدالرحمن الداخل الأموي، ومؤسس مدينة الزهراء عبدالرحمن الثالث أو الناصر اللي انا ارمس عنه يكون حفيد الأمير عبدالله واحد من أحفاد عبدالرحمن الداخل وسابع أمراء الأندلس ..

حمدة: يعني عبدالرحمن الداخل يده العود

ناعمة بضحكة خفيفة: هيه يده العود على قولتج

أتتهم زينب مهرولةً بسعادة .. وبيدها حبات من الزيتون الأسود الطازج: أبلة ناعمة شوفي شو لقييييييييت ...

اتسعت عينا ناعمة وهي تتساءل ببسمة حلوة: من وين يبتي هالزيتووون ..!!!

لفت زينب رأسها وهي تأشر على شجرة زيتون كبيرة قريبة منهم: من هاييج الشيرة ..

ثم أشرت لعلى رجل طويل القامة يصور المناظر الطبيعية من بعيد: هذاك الريال الهندي قطفلي الزيتون يوم شافني اناقز تحت الشيرة وما رمت اقطفهم ..

حمدة: ههههههههههههههههه مشكلة ياخي السيدة ملعقة ..

مدت زينب لسانها وقالت بتهكم: ها ها ها ما يضحك ..

ناعمة بنصف عين: قلتلكن ألف مرة خلكن عداليه ولا ترمسن أي واحد غريب
(عداليه = بقربي)

زينب بفم مزموم: أبلة هو ياني ورمسني مارحتله أنا

ناعمة بذات النظرة: زين يلا امشن جدامي

وأخذت تبحث عن روضة بعيناها: بنات شفتن أبلة روضة ..؟؟

: بخخخخخخخخخخخخخخ ..

صرخت ناعمة بجزع: وابوووووووويييييي .. يعععلج يا رويضضض ريل يععلمج المذذذذهب ..

ضحكت روضة بصوت عالي .. ثم هتفت بخبث متلاعب: آمييييييييين وانتي معايه في نفس الليلة ..

ناعمة بغضب طفيف: وين تختفين انتي ..؟؟؟

روضة: هههههههههههه ام حمودي ردت من صلالة ودقت عليه تسلم فديتها ..
توني مسكره عنها ..

اختفى الغضب من ملامحها لترتسم بدلاً عنها ابتسامة دافئة .. وقالت:
فديت أم حمودي ياربي ولهت عليها والله

روضة: شو سويتن من ورااايه اعترفن يلاااا ..

هتفت ناعمة وهي تضع جهاز الكاميرا الخاص بها في حقيبتها: ماشي قعدنا نصور ونتكلم شويه عن مدينة الزهراء

روضة: ايووووووا .. انزين نعوم حبيبتي لا تنسين تسويلي كوبي من صورج .. تصويرج احلى عن تصويري ..

ناعمة بخبث باسم: ما نعطي شي ببلاش نحن

روضة بتهكم رقيق: نعوووم عاااااد عن السخااااافه ..

ضحكت ناعمة: ههههههههههههه زين زين افففف حشرتيني ..

ومشت مع روضة والفتيات إلى أن وجدن انفسهن بقرب الرجل الهندي الذي قطف لزينب حبات الزيتون ..

وبطفولية لعوبة من حمدة: كيسااااااهيييييي ؟؟؟

التفت إليهم الرجل ذو الطوق الأسود الموضوع فوق رأسه ليرفع شعره إلى الوراء كما حال الشباب هذه الأيام ..

عدل نظارته ذو الإطار الأخضر الفسفوري فوق انفه وهز يهز رأسه بابتسامة كبيرة بلهاء: تيك هييييي (انا بخير)

وبانجليزية تخللتها لكنة الهنود المعروفة: وات أباوت يوووو ؟!

هزت حمدة رأسها ببلاهة مضحكة: آم فيري قوووود شكرياااا ..

فرغت روضة فاهها بـ دهشة .. وهتفت بصوت عالٍ غير مبالية للهندي الذي لا يفقه العربية: يخرب بيتج يا حمدووه ماخذه راحتج في السوالف مع الرياااال ..

ضحكت زينب لتقول: هههههههههههههه أبلة روضة، حمدوه مدمنة أفلام هندية وتحب الهنود وايد ..

جرت ناعمة يد حمدة التي مازالت تهز رأسها بشكل مضحك .. وقالت وهي تكتم ضحكتها بقوة: حسبي الله على عدوج يا حمدوه بسج هز هززتينا وياااج ..


ابتعدوا قليلاً عن الرجل ومازالت ابتسامته الكبيرة ترسو فوق ثغره ..

هتفت روضة بحالمية مضحكة ناسيةً أن طالباتها معها وان الرجل مازال قريباً منهم وسمع احاديثهم:
اف اف اف يا نعوم يلعن شكل ابليسه مزيوووووون ..

وأردفت بعينان تملأهما القلوب بشكل كرتوني: متأكدين ها هندي يا جمااااااعة ..

حمدة بذات الحالمية: آآآآه والله صدقتي يا رويض اسميه صارووووووووخ ..

ضربت روضة مؤخرة رأس حمدة وقالت بتهكم: رويض أونه .. وين راحت هيبتي يا مسودة الويه..!!!

حمدة بفم مزموم متهكم: يوم نرد المدرسة بنردلج هيبتج، خلينا الحين ناخذ راحتنا بشوفة هالويوه السمحة


ناعمة بضحكة لم تستطع كتم رناتها: ههههههههههههههههه امفففففففف عليكن من بنيااااااات تتغزلن بالريال وهو عدالكن .. لو هو يعرف عربي وفهمكن شو بتسون ..!!!!
(امف = تعبير شعبي يخرج عند التهكم والاستنكار)

روضة بضحكة خفيفة: ههههههههههه لا لا ماظنتي يعرف عربي شكله هذا مودرن هب شرات هنود بلادنا ..

التفتت ناعمة للرجل الذي مازال مبتسماً لتقول بنبرة أنثوية لعوبة: يا جماعة من حيث إنه مزيون فهو تعدى مرحلة الزين والله هههههههههههههههههههههه

صفرت زينب وهي تصفق بشقاوة مرحة: اوووووووووه أبلة نعوم انحرفت بعدددددد

قرصتها ناعمة برقة وهي تضحك بنعومة: هههههههههههههههه نعوم في عينج خلي هيبتيه في حالها ولا تقربين صوبها

وأردفت وهي تدفع الفتيات من أكتافهن بعجلة: يلا يلا امشن جدامي بطينااا على الباجيين ..


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــــي



كان الرجل المُسن جالساً لوحده في الجلسة العربية أمام باب صالة المنزل ..
واشعل مدواخه وهو يهز عصاه امامه ..

كان شارد الفكر لمكان بعيد، بعيد جداً ..!!

آآآآه .. إن السنون قد تراكمت بحزنها ووجعها على قلبي المُسن ..

أكُتب علي أن أشهد بعيني فراق زوجة حبيبة، وابنة مدللة ..!!

أكُنت من الرجال الذين كُتب عليهم أن يبكون فقد إناث كنّ فراشات تطير في سماء قلوبهم
وفضاء ارواحهم ..!!




نيلا
يــا نيـــــلا ..
يـــا خفقـــات عمــــر أبــــيكِ



كيف ذهبتِ هكذا من غير أن أشم رائحة قبلتك على كفوفي المجعدة ..؟؟

أخبريني كيـــــف ؟؟

قاسية أنتِ يا مدللة ...... قاسية ..

رحلتِ وأخذتِ معك جمال دنيا ناصعة البياض
وضحكات كانت من إرث روحك الطاهرة ..!!

آآه يا ابنة الروح ..



مسح جانب وجهه وشيب لحيته الرمادية بيده اليمنى "التي ارتعشت من عظم حزنه".. وقال بنبرة مبحوحة خافتة:
ربي يرحمج ويغفرلج يا بنتيه .. ويرحم ريلج وولدج الغالي عبيد ..


وبشوق كبير داهمه على حين غفلة .. صاح بأحدٍ يجلب له الهاتف: عبيييييييييد .. بو نهياااااااااااان
حمممممممممممد ..

حد فيكم اييبلي التلفون ابا ارمس ولديه حاااارب ...


كان حمد ينزل من الدرج صدفةً عندما سمع نداء جده: لبيه يديه آمرني ..

الجد بصوت مبحوح عميق: فديتك حمد هاتلي التلفون ابا ارمس حارب

حمد وهو يخرج هاتفه: تامر يا بوعبيد الحينه بتصلبه

أتصل بـ حارب ووجد أن هاتفه مغلق ..

قطب حاجبيه باستغراب: يديه تلفونه مبند

هتف أبا عبيد وتنفسه بدأ يثقل وبحة صوته تكاد تخنقه: وينه حارب ..!!
تولهت عليه وعلى اخته موزانه ..

حمد بابتسامة مطمئنة: ماعليك الغالي .. برد اتصلبه إلين ما يرد عليه وبخليه يرمسك ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




كان مجلس النساء يعج بصخب لعب الأطفال وأحاديث النساء والفتيات وضحكاتهن الممتلئة بالبهجة والاستمتاع ..


ام مهرة بابتسامة حنونة: يلا ميراني شدي حيلج هالسنة انتي ومهاري ..
نباكن تييبن نسب ترفع الرااااااس ..

ميرة بخجل طبيعي: ان شاء الله خالوووه ادعيلنا انتي بس

مهرة بنصف عين ماكرة: امايه ميروه ما تذاكر أصلاً وين بتييب نسبة حلوة ..!!

قرصتها ميرة بحنق .. وقالت: اشششش انتي .. لا تخربين سمعتيه عند خالوه فديتها
ادرس انا ادرس .. حتى سألن حصوه هي مجابلتني 24 ساعة ..

حصة وتأشر بيديها بسخرية: انتي كتبج ما تعرفين وينهن اصلاً

ضحكن الأمهات والفتيات على تعليق حصة الذي اثار غضب ميرة وقالت بفم مزموم:
والله ادرس، حصوووه تخرط عليكن ..

شما بمكر باسم: هذا الميدان يا حميدان
الفصل الثالث بيبدا هالأحد والامتحانات بتهل عليج وبنشوف شطارتج عاده ..

ميرة بتهكم طفولي: ماعليه بتشوفون كلكم ميرة بنت عبدالله كم بتييب ..

العنود بابتسامة ناعمة: عنيه افدا ميرة عمة العيال والله ..
محد غيرها اللي بتييب أعلى نسبة ان شاء الله ..

ميرة بابتسامة كبيرة وهي تقبل خد ابنة عمها وزوجة شقيقها: اممممموووووواححححح
ويلوموووني بحبج يالقلب .. انتي اللي تعرفين وتقدرين مواهبي يا ام مااااااايد ..

هتفت عوشة بنبرة نزقة ساخرة: الله يستر بس اخاف عقب تيبيلنا في ال 60 ويبتلش ابوج فيج وما يحصل جامعة تقبلج ..

آمنة بغضب حاولت اخماده تحت نظراتها الباردة المستهزئة: تييب في ال 60 وتنجح أحسن من ما تعيد السنة 3 مرات ..


صمت فجأة كل من في المجلس بتوتر الا حصة وميرة اللتان كانتا تكتمان ضحكاتهما بأصابعهما ..

عضت أم سيف شفتها السفلى وهي تسب في قرارة نفسها لسان شقيقتها آمنة الذي لا ينفك يخرج سليطاً على عوشة دوماً .. وبنبرة خافتة همست لوالدتها ام معضد: بنتج أمون متى بتيوز عن سوالفها ..!!!

هزت ام معضد والدة شريفة وآمنة رأسها بقلة حيلة ثم اجابت بحدة خافتة: ماعرف شو اسوي في هالبنية .. غدت حرمة وام عيال وبعدها ما ودرت شطانتها ..




من جانب آخر ...


قبضت عوشة يديها بقوة وهي تشتم آمنة في داخلها والغضب يكاد يعمي عيناها ..!!!

لكنها قالت ببرود ولامبالاة أظهرتهما بقوة شديدة: والله على ايامنا المناهج كانت صعبة وايد هب شرات الحينه

كانت سترد عليها آمنة بسخرية لكن شقيقتها أم سيف اسكتتها بأن قالت: هيه والله صدقتي يا ام زايد لوّل المناهج كانت صعبة محد يروم عليها ..

اقتربت ميرة من خالتها آمنة لتهمس لها بشقاوة مُستمتعة: يسلم يمين من رباج يا بنت عيسى ..

آمنة بفم مزموم مغتاظ: ما خلتنيه امج اكمل ولا كنت راويتها جيمتها بنت ابوووها ..

التفتت لترى شما ترمقها بنظرات غاضبة: وابويه طاعي شميم شقايل تخزني بعيونها هههههههههههههههه
(شقايل = كيف)

انضمت حصة لهن وهي تهمس: ايه خلاص اسكتوا طاعو يدوه محَرجه واطالعنااا
(محَرجه = معصبة)

قالت أم نهيان وهي تلتفت لموزه الصامتة: اشحالج موزه امايه ؟!

موزة وهي تأشر: انا بخير الحمدلله انتو اشحالكم واشحال يديه ..؟!

فهمت أم نهيان اشاراتها البسيطة وابتسمت: طيبين ما نشكي باااااس ويدج تراه يباااااج تيينه انت وحارب يقول متوله عليكم وايد ..

ابتسمت موزة ابتسامة ناعمة كنعومة ذرات الثلج: فديت يديه يا ربي .. بييكم ان شاء الله جريب ..



أمضين النسوة في احاديثهن ومواضيعهن اليومية التي لا تنتهي حتى نهضت أم نهيان وقالت باعتذار:
اسمحولنا عاده بنترخص عنكم ..

أم سعيد: افااااا يا ام نهيان وييين .. تقيسون الدرب وتروحون ..!!

أم نهيان: ماعليه فديتج السموحة منكم .. قوم بوظاعن عم العيال يايينا من بوظبي وما نبا نبطي عليهم ..

ميرة باستياء: ما شبعت من مهااااااري

مهرة بذات استياء صديقتها: ولا انا والله ..

أم نهيان: اقربوا صوبنا يا جماعة ونوروا دبي ..

ام العنود: ان شاء الله يا ام نهيان لازم نردها لكم فديت قلبج ..

سلمن النساء والفتيات على بعضهن أمام الباب ثم خرجت أم نهيان مع ابنتها ..




أم سيف بصدمة وهي تضع يدها على خدها: طاعوووووو أم نهيان نست صواني العيش والهريس ..

والتفتت الى حصة باستعجال وقالت: حصووه حصووه سيري إلحقي عليهم قبل لا يتحركوووون ..

لبست حصة غطاء رأسها بسرعة وهي تبحث عن حذائها لتلبسه ..


خرجت للخارج وهي تركض لتوقف السيارة ..

لم تكد تمسك مقبض باب باحة المنزل حتى فُتح الباب بقوة شديدة أدى لارتطام زاويته برأسها ..


صرخت بألم شديد وهي تتراجع للخلف: آآآآآآآآآي ..

مسحت على رأسها وهي تشعر بدوار والرؤية تشوشت امام عيناها .. وزمجرت بتهكم غاضب: علكم الدحق ماتشوفون انتوو ..!!! عمياااااان ..!!


اتاها صوت خشن ذو بحة متغطرسة متعالية لكنها لم تتجاوز حدود اللباقة: السموحة ختيه ..


ثم أكمل سيره للباحة حيث توجد أطباق الطعام الكبيرة من غير أن يلتفت إليها ابداً ..!!!


حمل الأطباق الثقيلة بخفة وهو غير مبالٍ ابداً بتلك التي تتوجع من رأسها ...


وبغضب قالت حصة في نفسها: الحماااااااااار الخقاااااااااااق ماعرف على شو رافع خششششمه
لكن هالويه انا وين شفته ..!!!!!!
وين شفته يااااااربي وووووين ...!!!


اتسعت عيناها بصدمة عندما تجاوزها ليخرج للخارج ...


وبلا احساس منها قالت بنبرة حادة خافتة وصلت مسامع الرجل: اوووويه انت المغازلجي اللي تحرشت في البنية في دبي مووووول ..


توقف.. واستدار ببطئ قاطباً حاجباه بذهول خرج مع صوته الخشن "البارد": نعم ختيه شو قلتي ..!!!

حركت حصة شفتيها باحتقار شديد .. ورصت على غطاء وجهها وهي تهتف بصوت حاد مزدري:
امفففففف عليييك ..
خسارة والله هالشنب فيك يالهرررم ..


وبسرعة كالصاروخ استدارت ودخلت المنزل ....... تاركةً فلاح في حالة أقل ما يقال عنها

بــالغضــــب الكــاســـح/المصـــــــدوم..!!



.
.



فـي الداخـل



حملت الأطباق وهي تضحك مع شما التي أصبحت قريبة من روحها بعد أن فقدت والدتها الغالية ..

وتعتبرها من الأناس القلائل التي تقبلت وجودهم بحياتها بعد الصدمة النفسية التي واجهتها وذلك لحرص شما دوماً على اشعارها بقيمة الحياة وقيمة الانسان اذ كان محملاً بالقيم التي تؤهله لخلق مستقبل مليء بالإنجازات والإبداعات ..!!!

ولأن شما كإنسانة مُلمة بالتبعات النفسية التي تنشأ في نفس الإنسان بعد أي صدمة عاطفية أو مشكلة كبيرة عاشها في الماضي ... وذلك لأنها درست علم النفس وتعرف كل الأمور المتعلقة به .... جعلتها تشعر بالاطمئنان أكثر لتتحدث بين الفينة والفينة معها ..!!!



شما بمزاح رقيق: هههههههههه اسكتي يا موزوه، اسميني استحيت يوم الهندي تحراني وحده من بشاكير بيتهم،
لهالدرجة انا اشبه الهنووود ...!!!

ضحكت موزة بصمت وهي تضع الأطباق في المطبخ وأشرت:
هيه فيج شوي من جمال الهنديات ما شاء الله ..
لكن عاد يبين انج بنت عرب وناس هههههههههههههه ..

فهمت شما ما قالته موزة وضحكت بخجل: اشدراني يختي شككني في أصلي هذا ههههههههههههههههه

أتت ميرة راكضة ووضعت ذراعها بخشونة خلف رقبة موزة وبصوت عالٍ صبياني قالت: موزانه مس يوووو يالدددبة ..
مرة ثانية ما بنخليج تروحين راس الخيييمة ..

ابتسمت موزة برقة وأشرت: وانا بعد والله ولهت عليكم ..

دخلت حصة ووجهها المحتقن يوحي بعصبية ستنفجر بعد لحظات .. وجبهتها منتفخة ولون ازرق بدأ يغزوها بشكل مرعب ..!!!

شما بجزع: حصيييص بلاااااااه ويهج ..؟؟!!

انفجرت حصة بغضب وهي تصب لنفسها ماء بارد في كأس زجاجي: وااااحد حمااااار ضررربني بحافة الدروااازه ..
(الدروازه في الأصل كلمة فارسية تعني "الباب الكبير"، وانتشرت هذه الكلمة في الامارات كغيرها من الكلمات الدخيلة المجلوبة من الفرس والعجم)


امسكت ميرة وجه اختها بقلق متفجر: منووو هاااا ..؟؟؟

حصة بذات غضبها المشتعل: ماعرف منووو بس جنه حد من قوم مهاري وامها لأن نزل عسب يشل صواني العيش والهريس ..

ميرة: اووووووويه هذا فلاااااااح ..
وأردفت وهي تأخذ قطع الثلج من شما لتضعه على جبهة شقيقتها: مهاري قالتلي ان اللي يابهم اخوها فلاح ..


قالت حصة في نفسها بانفعال: عيل الريال المغازلجي هو فلاح اخو مهاري ماغييييير ...!!!
امف علييييه مسود الويه .. ورافعليه خشمه ماعرف على شووو ..!!

موزه وهي تأشر لحصة بخوف/قلق: تحسين بدووووخة ..؟؟

هزت حصة رأسها بـ "لا" بابتسامة مطمئنة: لا تخافون علي الحمدلله احس العوار خف ..

قطبت ميرة حاجبيها بقلق: شو ما نخاف طاعي يبهتج كيف وارمة ..

شما: لو حسيتي بشي خبرينا عسب نوديج المستشفى
لا تستهينين بضربات الراس تراها خطرة وايد ..

حصة ببال شارد: إن شاء الله ..

شما وهي تستعجل الفتيات: يلا خل انظف بسرعة .. ابويه والرياييل بيحدرون الحينه عسب انثّر على فطامي فديتها


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــــــي
منزل زايد بن سلطان (أبا حميد)



دخل مجلس عمه وهو يضع الهاتف في جيبه بعد أن انتهى من مكالمة مهمة كان بانتظارها

بعد أن جلس بجانب عمه قال بحزم تخلله احترام شديد: عميه طوليه بعمرك بغيتك في سالفة

رد أبا حميد وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: خير يا سلطان خبرني

استدار سلطان بجلسته بحيث اصبح وجه مقابلاً لـ وجه عمه: جماعة بومرشد يبون يزخون حارب وماعرف شو السبب ..!!
يعني ماعرف الصراحة هل هم يبونه يتعاون معاهم شرات ماكانوا مخططين قبل ..
ولا يبون منه شي ثاني نحن ما نعرفه ..!!

أبا حميد بحزم بالغ: شحقه يبون حارب ..!!!
هم يعرفون إنه مستحيل يتعاون وياهم عقب اللي سووه في هله ..!!

حك سلطان ذقنه بخفة وهتف من بين نظراته المظلمة: وهاللي ابا اعرفه ..
انا متأكد انهم يبون شي من حارب لكن ما اعرف شو هو ..

وأردف وهو ينظر مباشرةً لـ عمه: بما إنك كنت المسؤول عن سعيد بن خويدم قبل .. قلت يمكن تعرف شي انا اجهله منيه مناك ..
غير ان بوحارب ولد خالة سعيد وربيعه .. فاحتمال كبير يكون يعرف شي يخص سعيد نحن ما نعرفه .. وظني ان ما خاب ايقول ان هالشي هو اللي يباه بومرشد من حارب ويتحراه عنده ..!!!

تغيمت عينا أبا حميد بنظرة عميقة شديدة الحزن/الخيبة المريرة:
لا تذكرني باللي صار دخيل من يعز عليك يا سلطان .. يلين الحينه وانا متلوم ومتحسر من اللي صار في سعيد بـ سبتيه ..
وماظنتي في يوم بسامح عمريه على اللي سويته ..


هتف سلطان بحزم شديد مستنكر: افا يا عميه افا .. انت برمستك هاذي تعترض على حكمة رب العالمين واللي كاتبنه
استغفر ربك بس استغفر ..

تنهد أبا حميد تنهيدةً حارقة وهمس: استغفر الله العظيم واتوب إليه

سلطان بذات نبرته الحازمة: قدر الله وما شاء فعل
ولو انت كنت وياه وقتها .. كان بيموت بيموت لو إن ربك سبحان كتبله الموت ..
هاي مشيئة رب العالمين .. لا تحمل نفسك سبب موته يالغالي .. ما ايوز ..






نهـــاية الجــــزء الســـــابـــع

لولوھ بنت عبدالله، 01-01-15 07:55 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3501151)
يا هلا ومسهلا بكاتبتنا اليديده . .

تسلم ايدج على هالبارتات الجميلة والمميزة .. بصراحة وبدون مجاملة البارتات لها لمسة خاصة وراقية عمري ماقريت نفس هالستايل .. بالعادة تكون الرواية منحصرة على مشاعر معينة أو جانب معين بس .. لكن روايتج باين عليها من البداية أنها تتناول أكثر من جانب وخليط كبير من المشاعر بحيث تتناسب مع جميع الأذواق وكل قارىء منا يقدر يلقى نفسه في جانب من هالجوانب المختلفة ..


يشرفني إني أكون من متابعينج

ربي يسهل عليج ويوفقج حياتي




مسا الجوري حبيبة قلبي :)


وانا يشرفني انج اتابعيني وتشجعيني بكلامج الطيب .. اسعدتيني غناتي بشكل ما تتصورينه ..

احرص وايد في الكتابة اني اكتب بجميع المشاعر والاحاسيس وادخل في اعماقهم عسب تعيشون الجو صدق .. ويهمني وايد تعيشون كل شخصية مثل ما هي وتغرقون في دواخلها .. بجيه بتكون للرواية طعم ثاني ..

لا خليت من مرورج ومتابعتج المستمرة .. شكراً عزيزتي قد الكون .. :)

زمن مجروح 03-01-15 02:36 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.


حينما يتموضع الإبداع على عرشِ الكتابة يستحق أن ننحني له إحتراماً
وتًصاغ قصائد المدح في روعته وجماله ..
وهنا يحق لكـِ أن ترفَعِي هَامَة السمو لـ هذا العمل الروائي
الذي إجتذبنا بـ فعل حبكته الرصينة والسرد الخلاب لـ أحداث متواترة لاتنقطع
ولا تضيع معها الفكرة ..

بحق رواية تستحق الوقوف عندها كثيرا رغم أنها في البداية
إلا أنها إستحوذت على وقتي وعشقي لـ القراءة فـ يكفي أنها أعادت إلينا
ما كنا نفقدهـ منذ الكاتبة ( معاني ) و ( آنات الرحيل ) اللواتي تتلمذنا على أيديهن في حب الروايات الإماراتية ..
بالتوفيق عزيزتي
واعتبريني من مشجعيك ومسانديك في هذه الرواية الجميلة .

مودتي..

bluemay 03-01-15 11:00 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم وأعذريني على التاخير ما شفت البارت غير من شوي ...

عرفت خلفية علاقة سلطان وشما وعلى ما يبدو إنه في أحد كاد لهم وفرق بينهم ..

بتوقع عوشة هي اللي تسببت الله يخزيها ... ما تستحي من الله تعمل مكايد في خلق الله بسبب حقدها .

شما تبادله الحب بس يبدو ما احد يدري عن الثاني ..



موزة ربي حفظها وما عرفنا منو هو الفارس الشجاع إللي أنقذها !!


آمنة دخل لقلبها شك رغم وثوقها ب بطي ولكن الشيطان أعوذ بالله منه بيلعب في المرأة في هالأمور ..

و بطي لازم يتخذ تصرم حازم مع اللي ما تخاف من ربها ولا تستحي منه و تعاكس فيه ، قبل لا تخرب بيته .



حبيت الإحتفال بفطامي وتجمعهم كان حلو وما خربه شي غير عوشة ولسانها البغيض ..
بس آمنة بردت كبدي منها هههههه


حصة ولقاءها مع فلاح بصراحة صدمتني كيف تقول هالكلام في وجهه !!!
بتوقع يسال عنها ويعرف مين هي ويخطبها عشان يربيها ههههههه


حبيبت علاقة سلامة وسلطان وإهتمامها فيه ..

ناعمة كانت رائعة في ردها على الإسباني السخيف وردت ل الصاع عشرة هههههه


ما أقدر أوفيك حقك يا الغلااا ...

البارت راااائع واكيد في نقاط نسيتها بس كثير عجبني وإستمتعت فيه ..

تقبلي فائق تقديري لقلمك وخالص ودي





«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 03-01-15 11:48 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3501673)
"
.
.


حينما يتموضع الإبداع على عرشِ الكتابة يستحق أن ننحني له إحتراماً
وتًصاغ قصائد المدح في روعته وجماله ..
وهنا يحق لكـِ أن ترفَعِي هَامَة السمو لـ هذا العمل الروائي
الذي إجتذبنا بـ فعل حبكته الرصينة والسرد الخلاب لـ أحداث متواترة لاتنقطع
ولا تضيع معها الفكرة ..

بحق رواية تستحق الوقوف عندها كثيرا رغم أنها في البداية
إلا أنها إستحوذت على وقتي وعشقي لـ القراءة فـ يكفي أنها أعادت إلينا
ما كنا نفقدهـ منذ الكاتبة ( معاني ) و ( آنات الرحيل ) اللواتي تتلمذنا على أيديهن في حب الروايات الإماراتية ..
بالتوفيق عزيزتي
واعتبريني من مشجعيك ومسانديك في هذه الرواية الجميلة .

مودتي..




زمن مجروح ..

ربي يمسيج على سعادة قد سعادتي الكبيرة بـ كلامج الطيب ..

ربي يخليج ويحفظج جد احرجتيني حبيبة قلبي .. وافتخر ان انسانة مثلج انجذبت لروايتي المتواضعة وقدرت استحوذ ولو القليل على وقتها .. هالشي وايد يعنيلي فديتج ..

الكاتبة معاني لها مكانة غالية في قلبي ومجرد ما ذكرتج روايتي بـ رواياتها وكتاباتها فـ ها فخر وشي اعتزبه به فوق ما تتصورين .. ولا يهونون البقية ..

زمن مجروح .. اسعدتيني بـ حجم الكون ربي يسعدج وين ما كنتي .. وكوني مترقبة للأجزاء الياية غناتي .. :)

ربي يوفقنا ويوفقج لما يحبه ويرضاه ..

لولوھ بنت عبدالله، 03-01-15 12:01 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3501751)
السلام عليكم وأعذريني على التاخير ما شفت البارت غير من شوي ...

عرفت خلفية علاقة سلطان وشما وعلى ما يبدو إنه في أحد كاد لهم وفرق بينهم ..

بتوقع عوشة هي اللي تسببت الله يخزيها ... ما تستحي من الله تعمل مكايد في خلق الله بسبب حقدها .

شما تبادله الحب بس يبدو ما احد يدري عن الثاني ..



موزة ربي حفظها وما عرفنا منو هو الفارس الشجاع إللي أنقذها !!


آمنة دخل لقلبها شك رغم وثوقها ب بطي ولكن الشيطان أعوذ بالله منه بيلعب في المرأة في هالأمور ..

و بطي لازم يتخذ تصرم حازم مع اللي ما تخاف من ربها ولا تستحي منه و تعاكس فيه ، قبل لا تخرب بيته .



حبيت الإحتفال بفطامي وتجمعهم كان حلو وما خربه شي غير عوشة ولسانها البغيض ..
بس آمنة بردت كبدي منها هههههه


حصة ولقاءها مع فلاح بصراحة صدمتني كيف تقول هالكلام في وجهه !!!
بتوقع يسال عنها ويعرف مين هي ويخطبها عشان يربيها ههههههه


حبيبت علاقة سلامة وسلطان وإهتمامها فيه ..

ناعمة كانت رائعة في ردها على الإسباني السخيف وردت ل الصاع عشرة هههههه


ما أقدر أوفيك حقك يا الغلااا ...

البارت راااائع واكيد في نقاط نسيتها بس كثير عجبني وإستمتعت فيه ..

تقبلي فائق تقديري لقلمك وخالص ودي





«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


مسا الورد على القلوب الراقية ..

ولووو حبيبتي معذورة ما صار شي :)

شما + سلطان .. تتوقعين شو صار في ماضيهم .. يمكن عوشة وراه ويمكن لا الله العالم ههههه ..

الفارس الشجاع بنعرفه البارت القادم ترقبيه :)

صحيح الشيطان عوذ بالله منه ما يخلي الانسان في حاله .. تتوقعين بتتعوذ منه آمنة ولا بتتبع وساويسه ..؟!

بطي يحب زوجته لكن شو بتكون تبعات اللي يصير في علاقته معاها يا ترى ..!!!!

حصة ... وفلاح .. هالاثنينه لهم نكهة ثانية في الرواية .. ترقبي اللي بيصير في حياة كل واحد منهم :) ..


بلومي .. تسلميلي على متابعتج المستمرة وتشجيعج الدايم .. لا خليت ياربي ..

لولوھ بنت عبدالله، 03-01-15 12:07 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
حبايب قلب لولوه ..


بإذن الله سبحانه بنزل البارت الثامن بعد صلاة العشا "بتوقيت بوظبي" هههه :)

فـ اتمنى هالمرة اشوف تفاعل اكثر يالغوالي ..


ربي يحفظكم ..

bluemay 03-01-15 02:03 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الله يسلمك يا الغلااا

وبالتوفيق يا رب ...

بإنتظارك حبيبتي ...

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

لولوھ بنت عبدالله، 03-01-15 06:59 PM

الجزء الثامن
 
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجـــزء الثـــــامــــن




يأتي ويذهب ..
يأتي حين أنفصل عن الظلال
وأنسى موعدي معه ..!!

لا نلتقي أبداً
في وقتنا خلل
ولا يلّوح عن بعدٍ ... لأتبعه ..!!

كأنه الشعر
أو ما يترك الحجل
فمن الخيال، ويغويني لأُرجعه

ما الشيء هذا الذي
يأتي ولا يصل
إلا غياباً، فأخشى أن أضيّعه ..!!

لا شيء، أحلم أحياناً
وأرتجل حلماً
يعانق حلماً كي نوسّعه

فلا أكون سوى حلمي
ولي جبل
مُلقَى على الغيم،
يدعوني لأرفعه

أعلى من الغيم إشراقاً
وبي أمل، يأتي ويذهب
لكن لن أودعه ..!!

لـ محمـود درويـش



،




شعور غريب ذلك الذي نشعر به عندما تتعلق انظارنا بوجوه لمحناها صدفة ..!!

شعور يعطيك ايماناً بأن تلك الوجوه لا تُنسى ..!!
لا تُمحى من ذاكرة القلب ..!!

شعور يغرقك في دوامة أسمها "خفقات قلب" ..!!

آآه يا عيناها ..
إن لعسلهما سحر قد انساه لذة النوم .. سحر عميق .. كأنه بئر لا قرار له ..!!

أصاحبات برك العسل لهن ذلك الصمت المهيب دوماً ..!!

أهن يحملن على الدوام هدوء يجعل من أرجاء الفؤاد ساحة صخب مجنونة ..!!

لمَ كانت صامتة ..!!
لمَ لمْ تعطه شرف سماع رنة صوتها العذب ..!!


آخ .. خفقات قلبه توجع أضلاعه .....!!!!


أخذ يناجي روحها باستجداء ..
يريد ان يلتقيها صدفة .. علّه يستطيع إخراج قلبه من وهم نسجه خياله ..!!!


أهو حقاً وهم يا يعقوب ..!!
أم حقيقة ..!!

لا يعرف، حقاً لا يعرف ...!!!!



تنهد بعمق وهو يحمل جهاز تحكم التلفاز ليغلقه .. ثم بدّل ملابسه وتعطر بكثافة قبل ان ينزل للطابق السفلي ..


خرجت والدته من المطبخ وهي تبتسم ابتسامتها الحنونة: ها حبيبي رقدت عدل ..؟؟

انحنى ابنها لـ يقبل رأسها هاتفاً بنظرة باسمة: هيه الحمدلله رقدت ..

أم يعقوب وهي تمسد ظهره بيدها الأيمن بحنان صرف: رقاد العافية يا عيون امايتك

يعقوب: ربي يعافيش يالغالية ويخليش إلنا

أم يعقوب بتساؤل: ها اشوفك لابس وكاشخ، على وين ..؟؟

أجاب وهو يلوي غترته ليلف بها رأسه امام المرأة: انا والشباب اليوم معزومين عند واحد من هل العين،
ما بتحير ان شاء الله .. بتعشى وبرد ..

عندما انزل يداه .. حدّق بـ "عصامته البيضاء" بنظرة رضا وثم استدار لوالدته ..

هزت أم يعقوب رأسها بإيجابية وقالت: الله يحفظك بحفظه، هالله هالله في الدرب ولا تسرع

يعقوب بابتسامة رجولية حنونة: إن شاء الله فديت قلبش ..
لا تمين روحش في البيت، خلي مريوم وعيالها أيون يقعدون وياش ..

أم يعقوب: فديت مريوم، أمبونها ما تقطعني وتييني كل يوم هي وفريخاتها

هتف يعقوب وهو يخرج: زين عيل، في امان الله

أم يعقوب: في أمان الكريم


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــن




جلست مع شقيقتها في صالة المنزل بعد أن انتهى الضجيج الذي اشتعل في ارجائه منذ الصباح الباكر ..

فأم سيف ذهبت مع والدتها ومعهن أم العنود والأطفال جميعاً للسوق ..

أما الفتيات حصة، ميرة، آمنة، العنود وشما فذهبن ليجلسن في غرفة شما ويتسامرن بأريحية وحرية تامة ..

مدّت أم سعيد فنجان القهوة لأختها .. وتنهدت بقلة حيلة ولسانها قد تغير بعفوية صرفة لـ لهجتها الحقيقية .. لهجة اهل رأس الخيمة:
يا موزة تعبت منها، كل حد اييها ترده، شو اسوي خبريني دخيلش ..!!


اجل ..
لقد نفذ صبرها من ابنتها العنيدة .. الكثير من العرسان تقدموا لخطبتها وهي لا تتوانى عن بث الإحباط في العائلة ما ان تعلن رفضها لهم بأسباب غير مقنعة البتة ..!!!

لم تبهجهم هذه الشماء سوى مرة .. مرة واحدة وذلك بعد سنين عدة من حكاية رفضها لـ سلطان والتي سبّبت جفاءاً/بروداً غير ملموسان بين عائلتي سلطان وعائلتهم .. رفض ابنتهم لـ "ذلك العزيز على قلوبهم" جعلهم بغير قصد يخمدون حقيقة انه في يوم من الأيام طرق بابهم "للقُرب" ..!!!

ابهجتهم فقط عندما قبلت مرة بـ ذلك الرجل الذي تركها فيما بعد لأجل حبيبته التي رفضت عائلته مسبقاً ارتباطه بها لأنها ليست من عشيرتهم ..
لا احد يتذكر اسم الخاطب حتى لأن الأمر مرّ عليه سنين ..!!!!

لكن الجميع حمد الله ان الرجل اظهر نواياه الخفية وفسخ الخطبة قبل موعد الزفاف بشهر ونصف ..


واعترفت انها لمحت طيف الارتياح/السرور بعينا ابنتها وكأنها لم تصدق حُسن حظها ...!!!!
حتى انها لم تغضب ولم تستاء .. الا انها ما زالت نادمة على موافقتها عليه لأنها تشعر انها انزلت من قدرها الكثير ..!!!!


اخرجتها شقيقتها موزة (أم محمد) من دوامة فكرها بأن قالت بصرامة: وانتو شحقه معطينها الخيط والمخيط يا لطيفة، اسمحيلي لجنه بوسعيد مبزنها من الخاطر، خلاص البنية اكبرت كم بتم يالسة عندكم بليا ريل ..!!!

وبتهكم امرأة عجوز اردفت بحدة بعد أن ارتشفت قهوتها: شما أول بنية من هلنا اتم لهالعمر بليا ريل، منقود عندنا يا ختيه منقود ..

أم سعيد بحزن: دبريلي صرفة موزوه، شميم عنيدة ولا ما بغت شي ما بتسويه ولا بتسمع شور أحد ..

هتفت أم محمد بسرعة وكأنها تذكرت امر ما: ما خبرتش .. ترى مخلفة عذيج شافت بنتش في عرس أمينة ودشت خاطرها .. وقالت جلام منيه مناك وفهمت انها تبا شميم حق ولدها ..

تنهدت أم سعيد وقالت بعزم أظهرته بقوة: خل يقربون، واللي فيه النصيب الله يجدمه ..

وتابعت بـ عبوس/وعيد: ولو الريال ما ينعاب يا ويلها منيه لو ردته ..



.
.



في الطابق العلوي




تحولت غرفة شما في لمح البصر من غرفة ذات أُلق أنثوي باعث للهدوء والسكينة إلى ساحة معركة هوجاء


صاحت ميره بصوت عالي غاضب معترض وهي تمسك موزة التي تضحك بصمت: قلتلج موزانه بترقد عننننديه انااااااا

حصة بذات غضب شقيقتها: موزوووه رقدت عندج المرة اللي طااااااافت .. دوري الحييييين

ميره باعتراض طفولي: مابا مابا، أصلا موزه ما تحب ترقد الا عنديه انا الشيخة ميره ..

ضحكت حصة باستهزاء: ها ها ها خفي علينا يا الملكة إليزابيث ..
قلتلج موزوه ما بترقد الا عنديه انااااااا ..


آمنة بصراخ: بسسسسسسسسسس انتي ويااااااها حشى، ميروه شلي ايدج عن البنية كسرتي ايدهااااااا

العنود بضحكة رنانة وعفوية: هههههههههههههههه موزانة لو فيها لسان جان زعجت عليكن انتن الثنتين


حل الصمت الجارف مقلتي عيني موزة التي بلعت غصة تكورت في صدرها ...

نظر الجميع للعنود ثم لموزة وقد استنتجن أن موزة قد أخذت المزاح بحساسية آلمت قلبها ...!!!!

قرصت آمنة فخذ العنود لتنبهها بما تفوهت به

تلعثمت العنود ما ان استوعبت ما قالته .. وقالت بنبرة مُحرجة/مرتبكة: أ أ أ آسفة موزانه هب قصدي والله
انا بس كنت أقووول .....

قاطعتها شما التي أمسكت يد موزه وقالت بابتسامة حلوة لتخفف الأجواء المتكهربة: موزانه لو ما فيها لسان ترى عندها ايد وتعرف تخبرنا باللي تباه ...
وتابعت بذات ابتسامتها التي اصبح اكثر رقة: موزوووووه منو اللي بيبات عند شوشو اليوووووم ...؟!!

أجبرت موزه نفسها على الابتسام كي تخفف التوتر، فهي موقنة بأن ابنة عمتها العنود لم تقصد جرحها ابداً
ولكن نفسيتها التي اتسمت بالحساسية في آخر السنين هي من تقودها للغرق في بحر الحزن أكثر فأكثر ..

أشرت بيدها لنفسها: انااااا ..


شما: واااايه يعلني افدا هالعيووووون ..

اقتربت العنود من موزه وضميرها يأنبها على لسانها الذي انفلت بغير قصد .. وقالت بحزن/أسف:
آسفة موزانة والله هب قصدي
جيه ظهرت من ثميه ..

مسكت موزة يد العنود وأشرت بابتسامة ناعمة: عادي العنود حبيبتي، ادري انه هب قصدج


زمت ميرة شفتيها بتهكم: طاعوووو .. موزوه ما تباني ولا تبا حصوه .. راحت عند حبيبة القلب شوشو

حصة بابتسامة حنونة: هيه والله ما يبونا

اجابتهم موزة بيديها وعيناها أصبحتا لامعتين ضاحكتين: ما عاش اللي ما يباكم، خلاص المرة الياية انتن ان شاء الله

أخرجت شما طرف لسانها بطفولية وقالت بنبرة ماكرة تغيظ بها بنات اخيها:
هههههههههههههاي موووتن من الغيييييظ ..


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــــي



دخلت مهرة المنزل بابتسامة كبيرة دليل قضائها يوم جميل وممتع لأبعد حد ..
وبنبرة عالية هتفت قبل أن تقبل رأس جدها: هاااااااي جراند باااا ..

أبا عبيد بتهكم مبحوح: اشووه جراند با هاي بعد ..!!! ارمسي شرا العرب لمرغج بالعصاا

وضعت مهرة يدها على خدها وبتفكه تمثيلي: أوووه ماي قاااااد ... شحقه يديه انته جاسي جيه ..!!

أبا عبيد بذات تهكمه: اوهووو ردت تلوي ثمها هالهرمة ... اصطلبي يا مهروووه

مهرة بضحكة شقية: هههههههههههههههه زين زين خلاص



دخل كالعاصفة المدمرة ووجهه لا يُفسر من شدة صمته ...... "المُرعب" ...!!!

قطبت مهرة حاجبيها مستغربةً من حال شقيقها
فهو منذ أن خرجوا من العين وهو صامت بشكل غريب يبعث الاضطراب والارتباك في الأجواء ..!!!

في الحقيقة، فلاح ليس بالشخص الذي يتحدث كثيراً ويمزح ويضحك مثل نهيان وحمد أشقائها، الا ان صمته يكون طبيعياً وهادئاً ...
لكن هذه المرة صمته أجوف مُريب أخفى معالم وجهه السمحة.. وكأنه ......
وكأنه غاضباً من امرٍ ما ......!!!



نادته والدته والاستغراب اجتاح عقلها هي الأخرى: فلاح وين ساير ..!!
ما بتتعشى ..!!!


رد فلاح ونظرة عينيه غدت كغيمة تشع سواداً غريباً: لا علني افداج بسير اتسبح .. وخلاف بظهر مع الشباب بنتعشى برع ..

انتهى من حديثه المقتضب وصعد درج المنزل سلمين سلمين باستعجال وبخطوات رشيقة ... مُنقضّة ..



وبعد أن أغلق باب غرفته عليه بقوة ..... قال بفحيح غاضب/مُهان: انا ينقالي جيييييييه ..!!!
فلاح بن عبيييييد ينقاله خسارة الشنب فيييييييييك ...!!!
بنية لا راحت ولا ردت تهينك يا فلااااااااااااح ..!!
منو هي عسب جيه ترمسنيييي ..!!
منووووووه ...!!!!
والله ما بيبرد افواديه يلين ماردها لج الدبل يا بنت ابووووووج ...


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيــــا
قرطبــة




كان وحيداً يتمشى بمحاذاة النهر والبدر كقرص متوهج منير يبهر الناظرين بلؤلؤية نوره ..
كان غارقاً في أفكاره وفي حياته بماضيه وحاضره قبل ان ينقذه من غرقه صوت رنين هاتفه ..

التقطه بخفة ثم ابتسم بسمة صغيرة تخللها حنين بالغ: هلا والله بريحة بلاديه ..
هلا باللي لهم القلب يشتاااااق ويحن .. هلا بالعم الغالي بومييد ..


رد سلطان بفخامة وقد لانت تقاطيع وجهه بشكل دافئ: هلا بك زوووود يا بوهامل، ترى البلاد تصيح تباكم
وانتو تجربون غلاتكم عندهااا ..

ذياب بشجن/حنين باسم: علني افدا تراب بلاديه وداريه ومربايه ..
راديلها ان شاء الله عقب كم يوم ..

سلطان بحزم دافئ: تردون بالسلامة ان شاء الله

ذياب بنظرة باسمة: الله يسلمك من كل شر وعوق ..
وأردف قائلاً: خبرني عميه شحالكم شعلومكم .. ؟!!

سلطان: والله كلنا بخير وصحة وعافية ما نشكي باس ابد ..
انت شحالك وشحال الناعم ..؟؟

ذياب بابتسامة جذابة: انا والله طيب الحمدلله، والناعم تشقح وتنطح ما شاء الله وتصيح تبا ترد البلاد خلاص ..

سلطان بضحكة خفيفة: هههههههههههههههه شعنه ..!!! هب هي اللي تمت سنين تحن علينا تبا تسافر اسبانيا وتشوف حضارة الاندلس على قولتها ..!!!

ذياب بذات ضحكة عمه: ههههههههههههههه اونها تقول توني عرفت جيمة هوا بلاديه ..

سلطان بضحكة أقوى: هههههههههههههههههههههههههههه يعلج العافية يا نعوم ..

صمت ونظرته تغيمت بالشوق العاتي .. وهمس بنبرة دافئة صادقة حد الوجع: اسمينيه ولهان على خبالها


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



فتحت جهاز التكييف وأخفضت درجة حرارته لأقل درجة، وذلك حرصاً على راحة زوجها الذي كان يعاني من مرض الإم إس "التصلب اللويحي"، فالمصابون بهذا المرض يجب أن يُهيئ لهم البيئة المناسبة لتلقّي الراحة والنوم الكافي تجنباً للأعياء والنوبات المفاجئة ..

جهزت كوب الماء والأدوية وعطرت أجواء الغرفة بمعطر الجو ذو رائحة اللافندر المنعشة ..

خرج زوجها من الحمام وهو يمسح رأسه بمنشفة صغيرة، وبنبرة باسمة لعوبة: ناقصني مساج وبيكتمل الجو المغري هذا

ضحكت العنود بخفة خجولة .. وقالت بتغنج يقطر شهداً مفعماً بالجرأة: بس مسااااااااج ..!!

اتسعت عين سيف بذهول مُضحك ثم قال: اوه اوه اوه شو هالجرأة اللي نزلت علييييج

ضحكت العنود بذات الغنج الذي يجعل من أنفاس سيف تثقل: هههههههههههههههه نتعلم منك يا استاااااذ ..

امسك سيف خصر العنود وجرها الى صدره بقوة حانية، ثم أمسك ذقنها ونظر بهيام موجع لعيناها المتفجرتان بعشق خجول:
ولهت عليج العنيدي ..


أصبحت انفاسها تجري بين قصباتها الهوائية "بثقل" .... وخفقاتها اغتنمت الفرصة ورقصت بجنون مسببةً "ارتجاجاً عنيفاً في اضلاعها ..!!!

لطالما عشقت هذا الاسم من شفتيه المثيرتين ..!!

تحبـــــه ...... وتحب عشقه الرجولي المثقل بالشغف ..!!!!


عضت شفتها السفلية بخجل مرتبك لم تستطع تمالكه ....

الا انه ازاح شفتيها عن براثن اسنانها اللؤلؤية ومسح برقة عليهما محدقاً بها بافتتان مشتعل ...

وهتف من بين نظراته الشغوفة البراقة: قولي وانا ولهت عليك يا قلب العنيدي ..

ضحكت وهي تنزل رأسها بعذوبة ... فـ سيف لا يترك عادته بأن يطلب منها ما يريد ان يسمع .. صحيح إنه رجلٌ قليل الكلام ..

ولكنه شغــــوف ..
شغــــــــوف حد اللامعقــــــــــول ...!!!

والرجل الشغوف هو من يُخرج ما في قلبه من كلمات نابضة في الأوقات الأقصى عذوبةً/شاعريةً/هياماً/سحراً ..!!

همست بخفوت خجول "يدمر بسهولة جلادة عاطفته الرجولية": وانا ولهت عليك يا قلب العنيدي ..


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــــي



أشرقت شمس صباح السبت .. لتعلن للكل مـولد يوم جديـد
فيــه الخيـــر ..... وفيــه الشــر
فهكذا هي الحيــــــاة ..!! .... ببياضهـــا وســـوادهــــا



حياتها تمشي رتيبة وتدور كآلة عتيقة تدق القمح بلا توقف وهوادة ....
واليوم وعلى سبيل التغيير "الذي لا يتغير حقيقةً" .. اتصلت بإحدى صديقتها المقربات لتقتل فراغ الوقت لا أكثر

هتفت بضجر وتأفف: اف سارووه والله ملل، خطفي عليه خل نروح المارينا ..

سارة بضحكة خبيثة: هههههههههه ليش يزوي اعترفي .. تبين اطيحيلج صيده ايديدة ..!!

أليازية بابتسامة جانبية لعوبة: هههههههههه لا لا خلاص تبنا لله ..

سارة بتعجب مصطنع: يزوووووي اتّووووب ..!!!
لا لا ماصدددددق ..

أليازية بمكر باسم: تبين الصدق طحت على صيدة ما تطّوف .. وناوية أصيدها هالمرة بالحلال ههههههههههههه

سارة بدهشة عارمة: حللللللفي ..
وليش ما قلتيلي من زمااااان ..؟!!

أليازية ببسمة وقحة: خلج خلج بعيد، اخاف اذا شفتيه تخطفينه عني، اعرفج انتي ما تصدقين تشوفين ريال مزيووون ومريّش ..

ردت سارة بحقد وغيرة أخفتهما خلفة ضحكة خافتة: ههههههههههههه صدق مب هينة انتي ..
وأردفت بتساؤل: انزين ما خبرتينا منو هووو ...!!!

أليازية بنظرة ماكرة: نو نو نو ما بقوولج

سارة: افااا ليش عااد ..؟!

التمعت مقلتا أليازية بشغف وهي تتذكر عيناه اللتان افقدتاها صوابها: يوم آخذه بقولج منو هووو

لوت سارة فمها يميناً ويساراً بغيرة واضحة: انزين بنتريا شو ورانا ..

أليازية باستعجال: يلا يلا تلبسي بسرعة وخطفي عليه ..

سارة: زين يلا باي

أليازية: باااااااااي


أقفلت الخط وأخذت تفكر بخطط جديدة توقع بها ذلك القاسي العنيد الذي يقاوم جمالها الساحر
جمال هي ذاتها تدرك تأثيره الشديد على جنس آدم أجمع ..!!


لم تتوانى عن كتابة الرسالة التي أتت في بالها فجأة:
" أبا امتنع والقلب ماهو بمطواع ..متولع في حب زين الشباب"


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



كفراشة بين حقول الورد كانت شما تمشي وتسقي الورد بعناية وحرص وكأنهن بناتها اللاتي "لم تحظى بهن" ..

أتت موزة لها باسمة وفي يديها كوبان من القهوة، أعطت شما كوب قوتها وجلست هي على العشب لترتشف قهوتها بهدوء ناعم بينما عيناها تراقبان ابنة خالة أبيها وهي تسقي الورد والنباتات ..


وضعت موزة كوبها على العشب الرطب وثم وقفت ولكزت كتف شما كي تنتبه لها ..

التفتت شما لـ موزة باستغراب باسم قبل ان تأشر الأخرى بيدها بحركة معينة .. فردت شما بحماس منتعش: تبين تسقين معااايه ..؟؟

هزت موزة رأسها بـ اجل .. وثغرها يشرق ببسمة جميلة ملؤها النشاط ..

أشرت شما بيديها لرشاش الماء القريب من المطبخ الخارجي وقالت: هاذوه هوز الماي بس لازم تبطلينه من الولف اللي صوب بيت الكهربا ..

هزت موزة رأسها .. وذهبت لتفتح الماء وقضت وقتها في سقي الورود والأشجار مع شما ..


في الحقيقة .. ما فعلته كان موجعاً لذكريات عقلها التي تدق بقسوة أبواب قلبها الصغير ..

فهي كانت معتادة في الماضي أن تخرج مع والدتها لحديقة المنزل وتسقي الزرع والأشجار كما الآن تماماً

تنهدت لتُجلي غصة خنقتها في غفلة منها ..!!!

ثم قالت لشما وهي تأشر بيديها: شما بقولج شي ..؟؟

هتفت شما بروح باسمة: قوليلي يا عيون شما

موزة ونظرتها المترددة بدأت بالوثوب بثقة تامة: البارحة قبل لا نرقد .. رمسنا عن حالتي
وعن اني ما اروح اتعالج هالفترة ..

ردت شما باهتمام وهي تضع بخاخها الذي لم يفارقها منذ سنين: هيه رمسنا عن هالشي

موزة بتردد خجول أخذت تأشر: وانا ابا ارد اتعالج .. بس عند دكتورة ثانية .. هاذي ما ارتاحلها ..

هتفت شما بابتسامة متسعة وسعادة لا توصف: حبيييبتي موزاااانه والله فرحتيني بكلامج هذاا

وأردفت وهي تحضنها بخفة ممتلئة بالعاطفة: صدقيني يا موزه الحياة حلوة، والانسان لازم يعيشها بطولها وعرضها،
رب العالمين حطج في اختبار لأنه يحبج، وصوتج راح نتيجة هالشي ..!!

لكن نحن كمؤمنين باللي كتبه ربنا عز وجل لازم نتجاوز اللي نمر فيه بروح قوية ..
دوم رددي الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم:
" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

هاي الدنيا دار بلاء واختبار، ونحن لو واجهتنا مصايب لازم نواجهها ونعديها بكل عزيمة وايمان

صح كلامي يا موزة ولا انا غلطانة..؟؟!!!


ابتسمت موزة كما لم تبتسم ابداً بتلك الهالة المفعمة بالنور من قبل وأشرت: صح .. يزاج الله خير ..


.
.
.
.
.
.
.


في مكــــان بعيـــــد
جغرافيــــاً




طُرق الباب بخفة ليفتحه له حارسان أثنان ضخمان كضخامة الثور حاملان أسلحة مخيفة بين ذراعيهما .. ويلبسان واقيات ضد الرصاص على صدروهم ..


دخل وهو يعدل نظارته ذات الإطار الأخضر الفسفوري بابتسامة بلهاء تنم عن جزعه/ارتباكه حاملاً حقيبة عملية سوداء فيها أجهزته التي لا يذهب لمكان بدونها ..

وبإنجليزية تخللتها لكنة الهنود قال بارتباك: صباح الخير أيها السادة ..

حدّق به رجل ذو شعر خفيف، جسد ممتلئ وقصير القامة بنظرة ثاقبة متفحصة وقال بإنجليزية قوية تخللتها مكر متلاعب:
صباح الخير .. أهلاً بك أهلاً بك
أني أتوقع بأنك لاكشمي جانجوس الملقب بـ الشيفرة العفريت ..

رد الشاب الهندي بذات ارتباكه وهو يضحك بتكلف: اووه انه لشرف كبير لي أن رجل بمكانتك المرموقة والصيت العالي يناديني بـ لقبي الشهير ..

تابع الرجل ذو الجسد الممتلئ بابتسامة جانبية ماكرة: كيف لا أعرف إبن موكيش جانجوس صاحب أكبر شركة حديد وصلب في الهند واوروبا ..!!!

وأضاف وهو يشعل سيجارته المتينة بغطرسة شديدة: لا تنسى أيها العفريت بأني فليمون كوستوبولوس صاحب أكبر قاعدة بيانات في العالم، وأستطيع بثانية واحدة اخراج نسل عشيرة جدتك لأقدم جد لها ..


قاطعه رجل آخر بنزق ونظرته الفاحصة المستكشفة تنتقل للشاب الهندي: حسنا فلندع الأحاديث الجانبية في ركن ولندخل في صلب الموضوع ..
أومئ بأدب متقن وأضاف: أهلا بك لاكي، كنا بانتظارك ..

أردف وهو يأشر بيمينه على السادة: أحب أن أعرفك على السادة الحاضرين

فليمون بتهكم مغتاظ: اووووه أنت هكذا دائماً يا ديرفس، تحب دوماً مقاطعة بهجتي في التعريف عن مجدي العريق ..
يالكم من نزقين حاقدين أيها الأتراك ..!!!

رمق ديرفس فليمون نظرة جانبية قاسية .. قاسية كطباع الأتراك العتيقة المعروفة والذي هو منهم ..

صمت فليمون بامتعاض ليردف هو بصرامة هادئة: أعرفك يا لاكي على أندريه ديلون ذراعي الأيمن وهو رجل فرنسي بحت خُلق للمهمات الصعبة ..

أومئ آندي برأسه ونظرة خبيثة دائمة تعلو مقلتيه: أهلا بك لاكي بيننا .. يمكنك مناداتي بـ آندي ..

لاكي بابتسامة مرتبكة: اهلا بك يا آندي

وضع ديرفس رجل على رجل وأشعل هو الآخر سيجارته: فلتجلس يا لاكي لمَ أنت واقف ..؟؟

جلس لاكي بعد أن ازاح أحد الحراس الكرسي له ..

اردف ديرفس حديثه بصوته الغليظ الرنان المُخيف "رغم برودته الشديدة": حسناً .. وهذا هو السيد جون ميركن صاحب مجموعة ميركن القابضة الذي يملك أغلب المنشآت المعمارية في استراليا وجنوب افريقيا ..

أومئ لاكي برأسه احتراماً لرجل الأعمال الذي قال بدوره: مرحبا بك أيها العفريت بيننا ..

رد لاكي: مرحبا سيدي أنه شرف كبير لي تواجدي بينكم ..

تابع ديرفس وهو يأشر على الثالث بابتسامة هذه المرة: وهذا هو السيد أبومرشد، صديقنا المقرب وحليفنا الذي ينسق أمورنا في الإمارات والخليج بشكل عام ..

أبا مرشد بنظرة فاحصة ملؤها التحفظ/الحذر: أهلا بك لاكي ..

لاكي: أهلا بك سيد أبومرشد

هتف ديرفس بنبرة خشنة وهو يشرب مشروبه الروحي ببطء يبعث البرودة والتوتر في الأجواء: ولدينا شريك مصري لم يأتي بسبب الأوضاع السياسية والأمنية الحالية في بلاده ..

صمت وهو ينفث دخان سيجارته .. ثم هتف باقتضاب وهو يؤشر على الرجل السمين: أما هذا فهو السيد فليمون كما عرف بنفسه سابقاً


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــــي




دخل بسرعة الصقر لغرفة عمليات المراقبة وهو يهتف بحزم شديد: ها فيصل بشر ..
شو صار ..!!
هتف فيصل وهو يعدل سماعات المراقبة وعيناه على الشاشة الضخمة التي أمامه: الامور تمام التمام وكل شي يتسجل الحينه ..
ويوم تيينا الإشارة بنحول التصوير لزاوية ثانية عسب نصور كل ويوه الموجودين

سلطان بحزم قوي: زين زين حلو يعطيك العافية

رد فيصل وهو ينسق درجة ارتفاع الأصوات والحدة والضخامة: الله يعافيك بومييد واجبنا


قطع مراقبتهم صوت رنين هاتف سلطان .. التقطه بخفة ورد بحزم مسيطر: السلام عليكم بوراشد
..
سلطان: هيه نعم الأمور كلها في السليم وقاعدين حالياً نراقب الاجتماع كله
..
سلطان بحزم: هيه أكدت على كل الأطراف ما يسوون شي بليا شوريه قبل
..
سأل سلطان باستغراب: بوراشد العميل 522 خبير أكثر في هالأمور كيف يرد البلاد هالوقت ..؟!
..
وبثقة بالغة أجاب سلطان: وانا واثق من هالشي سيدي ..
..
سلطان: على خير ان شاء الله، خلاص انا ببلغه بنفسي
..
سلطان: مع السلامة، بحفظ الرحمن ..



وبنبرة أمر لا تقبل النقاش هتف سلطان لـ فيصل: فيصل قول حق سعيد خل يحولني على رقم العميل 522

هتف فيصل بتلبية تامة: تم سيدي، الحينه بخبره


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــي




كان الجميع مجتمع في صالة المنزل والأحاديث تجري مجراها بأريحية وعذوبة متفجرة بجو عائلي جميل


قالت أم نهيان بنبرة حب/حنان: ناقصنا نهيان والله

مهرة بـ عبوس ملؤه الشوق: هيه والله ولهنا عليه الدب

هتف أبا نهيان بتساؤل وهو يلتفت لـ فلاح: متى قلتلي طيارة نهيان ..؟؟!!

فلاح وهو يشرب قهوته: باجر ان شاء الله الساعة 2 توقيتنا

أم نهيان بتهكم أمومي: شحقه ما خليتني ارمسه يوم اتصلبك مساعه ..؟؟!

هز فلاح كتفيه وبنبرة ثقيلة هادئة اجاب: اماية كنتي راقدة، كيف تبيني اوعيج ..؟!

تأففت أم نهيان بشوق كبير وبذات التهكم قالت: وهالولد ما يدق إلا في اوقات غلط ..؟!

مهرة بابتسامة اتسعت على مصراعيها: ياااااااااي بزهب عمريه حق الصووغه ..
(الصوغه = هدايا السفر)

وصفقت بتشوق قائلةً: إن شاء الله يايبلي شي غااااوي ..

الجد أبا عبيد وهو يلكزها بعصاته: اخخ عليييج .. تتريين الصوغه ما تتريين اخوج هااا ..!!

ضحكت مهرة بشقاوة: هههههههههههههههههه فديتني طفسه من يومي ..


نظر أبا نهيان لوالده وقال: أبويه متى ناوي تسير صوب هل العين ..؟!

أبا عبيد بصوت مبحوح: تبا الصدق باجر في خاطريه نسير ..

وألتفت لحمد .. وقال بحزم بالغ: شو الراي حمد ..!! تودينا انت ..؟!!


فز قلب حمد بعنف ........ ولا يعرف في الحقيقة لمَ ...!!
أم هو يعرف ويأبى مصارحة ذاته بـ هيامه المجنون بوضع قناع السذاجة على روحه ...!!!!


تنحنح بثقل ثم قال بنبرة حب واحترام تام: الموتر وراعي الموتر كلهم تحت أمرك يا بوعبيد ..


من جانب آخر،
فهناك شخصاً قد تجمدت أصابع رجليه بغضب وأعصاب منفلتة وهو يتذكر مالا يريد تذكره ..!!

فهو أصبح ما إن يسمع كلمة "العين"، حتى يأتي في مخيلته تلك، صاحبة اللسان الأعوج المُستفز والذي يرغب بقطعه من جذوره حتى لا يبقى له أي اثر ..!!!!

وحمد الله أن جده طلب من حمد وليس منه أن يوصلهم لهناك

أبا عبيد بحزم ظهر مع صوته المبحوح على الدوام: خلاص عيل بالباجر العصر بنحرك ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.


رأس الخيمة



كان أمام سيارته يفحصها بسرعة قبل أن يدخلها لوكالة السيارات ليعملوا لها فحص شامل ..

أتاه ابن شقيقته ذو النسخة المصغرة منه وهو يركض ويصرخ بحماس طفولي: خالييييه خالييييييييييه
خاليييييه يئكوووووب ..

ابتسم يعقوب بحنان/بتفكه ومازال رأسه مخبأ تحت غطاء السيارة الأمامي: خاليه يئكوب محد
بح اختفى ..

ضحك الولد بطفولية لذيذة وهو يعارض خاله: لا خاليه هنيه ..

أنزل يعقوب غطاء السيارة وأغلقه ثم مسح كفاه ببعضهما وقال بدفء: ها يويو شو تبا ..؟!!

يعقوب الصغير وهو يحك رأسه: اوووه نسييييت
اممممممم ماعرف خاليه يئكوب نسيت ..

حمل يعقوب ابن شقيقته وقال بضحكة خفيفة: هههههههههههه افااااا صابك الزهايمر على صغر يا بويوسف ..!!!

سأل يعقوب الصغير وهو يقطب حاجبه بتعجب: شو يعني زهايمر خاليه ..

ابتسم يعقوب الكبير ابتسامة أكبر وقال: الزهايمر هذا مرض الله يكفيك شره يالشيبه ..


دخل المنزل وهو يعض ذراع ابن شقيقته بمزاح .. ثم أنزله حيث كانت والدته جالسة تماماً
وقال: منو مطرشلي هالشيبة ..؟؟!!

أم يعقوب الصغير (مريم) ببسمة ناعمة: انا مطرشتنه، بغيتك تتصل على الدريول اييب غريضات من بيتي

يعقوب وهو يقطب حاجبه: جيه ..!! ما عندش رقمه ..؟!!
(جيه هنا تعني لماذا)

رد مريم وهو تبدل لأبنتها الكبرى ملابسها: لا والله مب مخزنه رقمه في الآيفون، مخزنتنه في البلاك بيري بس
والبلاك بيري في البيت ناستنه

يعقوب وهو يخرج هاتفه ليتصل بالسائق: اوكي بتصلبه الحينه


بعد أن هاتف السائق وأمره بجلب أغراض من منزل مريم، وضع هاتفه في جيبه وجلس بالقرب من شقيقته

وبتردد بان مع تحركه الدائم في جلسته هتف: امممممم مريم

مريم بنبرة حنونة: لبيه
يعقوب بابتسامة مرتبكة: لبيتي حايه ياربي
امممممممم بنشدش عن شي، بس حاب هالموضوع يكون بيني وبينش
(بنشدش = اريد ان اسألك)
وبقولش اياه بسرعة الحينه قبل لا ترد امايه من المطبخ

قطبت مريم حاجبها بقلق: خير يعقوب روعتني، مستوي شي انا مادريبه ..؟؟!!

هز يعقوب رأسه بـ لا وهو يطمئنها بتوتر: لا لا لا مب مستوي شي الحمدلله
بس شسمه، امممممممممم
ماعرف كيف اقولش عن الشي بصراحة ..

حدّقت به مريم بنظرة متفحصة .. ثم هتفت بهدوء كي تحثه على الحديث من غير ارتباك: قول يعقوب لا تستحي

رغماُ عنه شعر بالخجل .. الا انه تنحنح بخشونة وقال: والله ماعرف من وين ابدا لش السالفة

مريم بابتسامة دافئة مُهتمة: ابدا من المكان اللي تباه
اسمعك يلا


بدأ يعقوب يحكي لها بحذر وارتباك الموقف الذي جرى له مع الفتاة ذان العيون العسلية .. وكل ما كان يتمناه في الحقيقة، هو أن يعرف هويتها ما إذ كانت مريم تعرفها أو تعرف مكان منزلها ...


مريم بابتسامة خبيثة لعوبة: يا ووويل حالك يا يعقوووب، طحت ومحد سمى علييييك

يعقوب بابتسامة مرتبكة ببشدة: لا تفهميني غلط مريومة، أنا من شفتها وهي محتلة تفكيري وايد
خاطريه اعرف منو هي ..

هدأت مريم من وتيرة خبث بسمتها .. وقالت بنبرة اكثر تعقلاً/تفهماً: اكيد ما بظن فيك ظن السوء فديتك، اعرفك حشيم وما ترضى بالشين ابد

وأردفت وهي تفكر: اممممممم والله يا خويه ماعرف بنية في الفريج عيونها عسلية، يمكن اللي شفتها من فريج ثاني

قطب يعقوب حاجبيه بخيبة امل: ماعرف والله يا مريوم، شسوي خبريني ..؟!!

صمتت مريم وظلت تفكر وتتذكر ما إذ لمحت في يوم فتاة في نفس مواصفات التي حكى عنها شقيقها

اتسعت عيناها بدهشة وهي تتذكر: متى شفتها قلتلي ..!!!!

يعقوب وخفقات قلبه بدأت تسبب ضجيجاً في سائر جسده: الأحد اللي طاااف

مريم بـ ذهول: لا يكون اللي شفتها موووووزه ..!!

يعقوب وخفقاته في ازدياد .. واشتعال: منو موووووزه ..؟؟

مريم: موزة بنت محمد الـ....

اتسعت عيناه بدهشة: أخت حاااااااارب ..!!!

مريم: هيه أخت حارب
سيّرنا انا وامايه على أم محمد الأسبوع اللي طاف وشفناها عندهم
(سيّرنا على = ذهبنا الى)

دخلت أم يعقوب فجأة لتقطع عليهم حديثهم ..

أعطى يعقوب شقيقته نظرة حادة ذات معنى كي تصمت وتغيّر مجرى الموضوع .. فهمت مريم نظرة شقيقها وقالت بمشاكسة لطيفة: هلا والله بالغراشيب هلاااا ..

ابتسمت أم يعقوب بتهكم رقيق: اي غراشيب يا بنت الحلال، خلاص راحت علينااااا ..

قال يعقوب وهو يحضن كتفي والدته بـ ود بالغ: امبونه الزين الا من عقبش يا ام يعقوب ..

ردت أم يعقوب بضحكة مبحوحة وهي تعدل برقعها: ههههههههههههه حيها اللي بتظويك
(بتظويك بمعنى تحوز عليك/تنولك)

بتاخذلها اللي يمزر افوادها بالرمسة الغااااويه ..
(يمزر = يُملئ)


.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن




كانت هادئة على غير عادتها وهو يراقب تحركاتها الرشيقة من الكرسي للسرير للتلفاز للحمام، حتى تنظيفها للغرفة أخذ مسار غير مساره المعتاد، كانت تنظف بكآبة واضحة وعيناها شاردتان لنقطة غير واضحة بتاتاً

قال وهو يقطب حاجبيه بتساؤل قلق: أمون حبيبي بلاج ؟
تعبانة ..؟؟؟

جفلت آمنة وهي تستفيق من شرودها .. وبنظرة باتت كقطعة جليد همست: لا لا ما فيّه شي

وأكملت عملها بهدوء كالسابق لكن الشك في روح بطي ازداد وقلقه تمرد عليه ..!!!

وحتى يتناسى حالة زوجته الغريبة، أمسك هاتفه وأخذ يقرأ الرسائل التي وصلته عن طريق الواتس آب

وفجأة ضحك ضحكة رنانة

التفتت إليه آمنة بحدة .. ونظرة عيناها اهتزت من الشك/التوتر .. وبنبرة تخللتها حدة غريبة هتفت: ترمس منوووو ..؟!!

رد عليها بطي غير مدركاً لحدة صوتها ومقصد ما قالته: هههههههههههههههه حسبي الله على بليسك يا أحمدوه، سمعي سمعي شو مطرش ..

"المفروض إذا واحد بيطلب أكل واللي معاه قالوا مانبا
يخليهم يوقعون تعهد
"(أقر أنا الموقع أدناه بأني لا أريد أن آكل ولن أنقنق معك)

هههههههههههههههههههههههه على فكرة هاي نغزة، ونحن صغاريه كنت دوم آكل اللي يطلبه من الدكان
سبحان الله ما ارتاح الا يوم اكل اللي هو يطلبه واطعم منه شويه ههههههههههههههههههه

ابتسمت آمنة ببرود على فكاهة زوجها وقالت: ها اسمع طمع وطفاسه ..

ما زال الضحك يلمع بعينا زوجها من الذي قرأه وظل يتصفح هاتفه إلى أن تجهم وجهه كلياً ..!!!


وقال في نفسه التي اشتعلت من الغيظ وهو يقرأ رسالة نصية اُرسلت له في الصباح:
هاي متى بتحل عن سماااااااااااي ..!!!!
افففففففففففففف ..
حسبي الله ونعم الوكيييييل ..


ألقى هاتفه على الطاولة بانفعال واضح وخرج وهو يقول: بيلس عند ابويه شوي قبل لا اروح بوظبي

خرج بينما انتقلت فجأة نظرة آمنة لهاتفه بذات برودها الذي تخلله شك وريبة ..

ولا تعرف كيف وقفت على قدميها واقتربت من الطاولة .. وامسكت هاتفه ..!!!

لا ..
ليس لها الحق ابداً بأن تتصرف بطفولية غبية وتترك الغيرة والشك المريض يتحكمان برجاحة عقلها ..!!!!

تأففت بقهر وهي تتعوذ من الشيطان علّها تزيح عن بالها وساوس لن تتركها الا تعيسة ويائسة ..!!!


وقبل أن تتراجع لتعود الى أعمال التنظيف، سمعت رنين هاتف زوجها يصدح ارجاء الغرفة، ما إن اخفضت عيناها لترى المتصل بعفوية تامة حتى تراجعت للخلف وقلبها بدأ يشتعل كالجمر ..!!!


فهي عرفت وميزت بذكاء تام الرقم المميز الذي تكرر كثيراً في هاتفه والرسائل الغرامية المرسلة إليه ..!!!

لا تعرف ماذا حل بها ..!!

أتغلق مسامعها عن رنين الهاتف وتذهب وكأن شيئاً لم يحدث ..!!

أم ترد وتكتشف بنفسها الذي يحصل وراء ظهرها ..!!

مرت الثواني وعقلها يتحرك ويترنح بأفكار مجنونة غير مفهومة إلى أن صمت الهاتف لوحده معلناً استسلام الاتصال ..!!!

تحول فجأة برودها لغضب لا تستطيع وصفه

هي غاضبة
غاضبة
غاضبة

والويل لمن يتجرأ ويلمس بكلامه طرف عقلها "المجنون حالياً" ..!!!


دخل في تلك اللحظة أطفالها خويدم وسلطان الغرفة وصراخهم العالي يضج أنحاء الغرفة

خويدم بصراخ وهو يشتكي من أخيه: ماماااااا شوفي سلطون ياكل كييييك

سلطان بخوف: ما كلت ماما يقص عليج خدوم

خويدم بغضب طفولي: لا تجذب، اللي يجذب يروح النار

قالت آمنة بحدة وهي تحاول كبح لجام غضبها: كلت يا سلطان كيك ولا ماا كلت ..؟؟!

تلعثم سلطان بجزع وهو يختبئ وراء شقيقه الكبير: كـ كـ كلت لقمة وحدة بس والله ..

آمنة بصراخ عاتٍ جعل من أرجل أطفالها ترتجف من فرط الرعب: انت شححححقه ما تسسسمع الرمسسسسة هاااااا ...!!!
قلتلك ألفففف مرة الكييييك ما يوالمك لاااااا تااااكله ..


كان سلطان يعاني من حساسية مفرطة من بياض البيض، فأي طعام فيه بياض البيض كان يسبب له طفح جلدي وصعوبة شديدة في التنفس تؤدي احياناً للاختناق ..!!


بكى سلطان خوفاً من صراخ والدته وقال بنبرة باكية مرتجفة: كـ كـ كلهم كانوا ياكلون كيك، ليش انا لااااااا

وظل يبكي خلف شقيقه الذي حاول كبح دموعه المرتعبة هو الآخر ..

وضعت آمنة يدها المرتعشة من فرط الغضب على جبهتها وهي تتعوذ من الشيطان ..

قطبت حاجبيها وقالت بنبرة حادة ولكن منخفضة: مرة ثانية ما تاكل أي شي من غير ما تخبرني ساامع يا سلطااان ..؟!!!

قال سلطان بشهقة باكية وهو يمسح دموعه بظاهر كفيه: زين ماما

تنهدت بعمق .. ولامت نفسها على انفعالها الشديد وسكب نيران توترها/اضطراب على ولدها ..

فتحت ذراعاها بنظرة تتفجر حناناً ليركض سلطان ويرتمي في احضانها .. وقالت برقة شديدة: لو اصطكيت ولا حسيت جسمك يحكك خبرني زين ..؟!
(اصطكيت = شعرت بضيق في التنفس)

قال سلطان وهو يغوص في دفئ احضان والدته: زين

أشرت آمنة لـ خويدم ليجلس بقربها وقالت بذات دفئها: خويدم ماما انت الكبير المفروض ما تخلي سلطان ياكل شي يضره
صح ولا لا حبيبي ..؟!

زم خويدم فمه وقال: ماما قلتله لا تاكل كيك بس سوالي طاااااف ..

قرصت آمنة خد سلطان ووبخته بنصف عين: امبونه هالطفس عنيد وما يسمع الرمسة ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـوظبـي
مستشفى زايد العسكري




الأروقة باردة، وصقيع رائحة الأدوية تقتل، وآهات المرضى والموجوعين يبعث الكآبة والحزن في الروح

لطالما تمنت منذ سنون طويلة التخلص من هذا الصقيع الذي يلازمها حتى بعد أن ترجع المنزل

يلازمها في سباتها، منامها، صباحها، مساءها

شعور لازمها ولازم عائلتها منذ 15 سنة، آملين في أي لحظة انبثاق نور شمس حياتهم

ليُجلي بعيناه الدافئتان صقيع أجمد تلابيب قلوبهن الفتية

فهن ليس لهن من بعد الله عز وجل، غيره ..!!!


خرجت من المصعد ولسان حالها يدعي بتضرع ورجاء .. ثم دخلت الغرفة ونظراتها تمسح معالم وجهه الذي غزاه القليل من الشيب بحب شفاف أبدي

وصلت شفتاها عند منبت شعر رأسه وقالت بنبرة تتفجر شوق وحنين يألم قلبها الصغير:
متى بتنش يالغالي وترد لحياتنا النور ...!!!

مسدت بيديها رأسه وعيناها غائمتان بعاطفة جياشة لا توصف، ثم تنهدت بعمق وبدأت تعمل ليديه ورجليه مساج كامل،

فهي على الرغم من حرصها على التأكد من عمل الممرضات لوالدها المساج منذ سنين طويلة،
منذ أن سقط ضحية غيبوبة دماغية أُثر حادث مروري مروع ..

إلا إنها كانت تعشق لمس والدها والإحساس بأنها تفعل شيء لأجله، وأيضاً لتوصل له شعورها بأنها معه ....!!
وبقربه ..!!!
ولن تتخلى عنه
فهي ابنته المدللة شيخــــة ..


دخلت إحدى الممرضات لتغير المغذي الوريدي للرجل المُسن .. وقالت بنبرة دافئة باسمة كعادة الممرضات: كيفك اليوم يا شيخة ..؟؟

شيخة بابتسامة جميلة: انا الحمدلله طيبة، انتي شحالج لميس .؟!!

الممرضة لميس بابتسامة دافئة: انا الحمدلله بنشكر الله
وأردفت وهي تُنزل المغذي بمزاح صرف: كمان البابا اليوم بيدلع وما بدو يانا نشوف عيونو الحلوين ..؟!!

شيخة بعينان باسمتان تتلألأن شوقاً: هيه والله عم بيدلع كتير ..

الممرضة لميس بتساؤل باسم: وينا اختيك الكبيري، ما اجت من فترة لهووون ..؟؟

قطبت شيخة حاجبيها : منو ؟؟ أختي فاطمة ؟؟

الممرضة: لا لا مش أم الصبي الكربوج، بئصد الطويلي أم منخار حلو ..

ضحكت شيخة على وصف الممرضة واجابتها ببسمة رقيقة: ههههههههههه هيييه تقصدين رووضة ..

وأردفت وهي تنظر لوجه أبيها ذو التقاطيع الرجولية الهادئة: روضة سافرت من كم اسبوع اسبانيا، وبترد ان شاء الله هاليومين ..

الممرضة لميس: ايوووووا هيك لكاااااان ..

انتهت الممرضة من عملها، وقبل أن تخرج قالت للفتاة: بديك شي تاني تؤبريني ؟؟

شيخة بابتسامة هادئة: لا فديتج تسلمين

ما إن خرجت الممرضة حتى خلعت حجاب رأسها وعباءتها لتجلس بأريحية أكثر وتمدد رجليها باسترخاء على الطاولة

ثم فتحت جهازها الجالاكسي تابليت لتكمل روايتها التي بدأت بقراءتها مساء يوم أمس ..


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن




دخلت منزل عمتها أم العنود بعد أن قضت يوم أمس ونهار اليوم بأكمله مع الفتيات في منزل الجد الكبير، كانت تحتاج وبشدة لتخرج من الوضع الكئيب التي يصر عقلها الباطن بإغراقها به، ولكنها الآن والحمدلله أشعلت عزيمتها الراكدة وايقظتها من سباتها ..

وقررت أن تسير بحياتها مسار آخر يعطيها الفرصة لرؤية جمال الدنيا بمنظور آخر ..!!

ولكن، هل ستتمكن حقاً في يوم أن تسترد نبضات قلبها الهاربة مع أطياف أحبابها ..!

هل ستتمكن من استرداد صوتها بكل ضحكاته ورناته ..!!

تنهدت تنهيدة كانت خليط من هواء أمل حديث العهد، وهواء ألم قديم العهد ..!!!


سمعت رنين رسالة قادمة من هاتفها المحمول، التقطته بخفة لتفتح الواتس آب وتقرأ ما به بعيناها العسليتان:
"علومه الحلو اليوم ..؟؟"

ابتسمت ابتسامتها المميزة كلما ينزل عليها طيفه الجميل، وكتبت بحب أخوي مازح:
"الحلو يقولك انت واحد ما تستحي"

رد الآخر بضحكة مستمتعة: "هههههههههههه افااااا ما استحي مرة وحدة ..!! جيييه !!"

موزة بذات ابتسامتها الجميلة: " هيه ما تستحي، عنبوه توك راد من العمرة ومخلني دهر، شو هالدورة اللي نزلت عليك فجأة واللي خلتك تهد اختك وتسير الها ..!!"

رد حارب على بـ ود باسم: " موزانه شسوي الغالية، لو ان هالدورة هب مهمة ما سرتلها وخليتج"

اجابته موزة بشقاوة: "عقاب لك تييبلي وانت راد خيوط كروشيه، اللي عنديه خلصن خلاص"

ضحك حارب على طلب شقيقته البسيط: "هههههههههههه بس خيوط كروشيه ..!!!"

موزة: "هيه بس الخيوووط"

حارب بابتسامة دافئة: "إن شاااااء الله على هالخشم فديتج"

موزة: "فديت قلبك، حارب قبل لا انسى، ترى ابويه نهيان رمس عموه عاشه وقال إنه اتصلبك بس فونك مغلق"


ضرب حارب جبهته وهو يتذكر بأنه لم يعاود اتصاله بـ حمد ابن خاله الذي اتصل بالأمس عليه، ولكن هاتفه كان مغلقاً لأن البطارية قد فرغ منها الشحن ..

رد حارب بعجلة على شقيقته: "الحينه بتصلبهم وبرمسهم"


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن
يـــوم الأحـــــد
الذي لا يحبـــــه "أحـــــــــد"
خاصـــة الـطــــلاب ..

في إحدى مدارس الثانوية للبنات



بعد مرور أول نصف ساعة على الحصة الدراسية الأولى، دخلت الفتاة ذو الشامة الجذابة تحت شفتيها ووجهها يحكي قصة معاناة نفسية قضتها وهي تحاول الاستيقاظ هذا الصبح بكل جهد سحيق ..!!!


وضعت يدها على فمها وهي تتثاءب وتقول بنعاس تام: السلاااام عليييييكم ..

سمعت ردود عشوائية من صديقاتها وزميلاتها اللاتي كن متشابهات في المعاناة النفسية ..

وبابتسامة متسلية ردت المعلمة: وعليكم السلام والرحمة بـ ميرة عبدالله، جان ما ييتي الشيخة بعد ..!!!

ردت ميرة بنعاس وهي تمشي لحيث توجد طاولتها في آخر الصف بجانب الجدار: أبلة مها حمدو ربكم قدرت انش من رقاديه واييكم ..

ضحكن الطالبات لتزداد ابتسامة المعلمة مها التي عجزت منذ بداية السنة عن ترويض لسان تلك الشقية الجميلة:
هههههههههه ليش نحمد ربنا بالله، الدراسة لنا ولا لج يا الشيخة ميره ..!!!

رجعت ميرة تتثاءب وعيناها تدمعان بشدة: أبلة ييت لأن ادري الصف بلايه ماله لون ولا طعم

ضحكت المعلمة مها بنعومة ومحبة: هههههههههههه واثقة وايد انتي
وأردفت وهي تمثل الجدية: يلا ارفعي راسج ورانا درس مهم ..

ردت ميرة وهي تضع يدها على خدها بنعاس ملؤه الغيظ: اوهووو أبلة اصبحنا واصبح الملك لله، خلينا نتنصخ شوي ونسولف، لاحقين على الكراف والدراااااسة ..

قالت صديقتها التي تجلس بجانبها: صدقها أبلة عطينا هالحصة فراااااااغ ..

المعلمة مها بصرامة: لا هند ما ينفع

ونظرت لميرة الناعسة .. وهتفت بنبرة اشد صرامة: يلا ميرة صحصحي اشوف، ورانا دروس دسمة والفصل الثالث قصير يعني الهمة وعن الهياااازه ..

ميرة باستياء/تذمر: آآآآآه صبرك ياربي متى بنخلص ونفتتتتتك من هالدروس اللي ما تخلص ..


بدأت المعلمة مها بالشرح وهي تشد بنبرتها الحازمة انتباه جميع الطالبات عدا تلك المشاغبة التي بدأت بالأحاديث الجانبية مع صديقتها هن .. ناسيةً الوعود التي قطعتها على نفسها بالاجتهاد والمثابرة لنيل نسبة كبيرة تبهر نفوس عائلتها ويفخرون بها ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.


فــي عيــادة خاصــة




انزلت ملابسها وروحها تشتعل قهراً بعد ان تلقت للتو كلمات الطبيبة بأنها حقاً حامل ..!!!!

لبست عباءتها ووضعت حجابها على رأسها بشكل عبثي متكاسل وجلست أمام الطبيبة

وبنبرة حادة لكن مُرهقة قالت: بس انا مابا الولد .. اباج تنزلينه ..
متى ترومين تسويلي العملية ..؟؟!!

حدّقت الطبيبة بها بخبث شيطاني اخفته خلف مهنية صوتها .. وقالت بصوت جائع للمال: فيي اعمليك اياها هالاسبوع لو بديك، حمليك لساتو بأولو وكل ما بكرنا كل ما كان احسن لصحتيك ..

وأردفت وهي تكتب حالتها في الملف أمامها: فيكي تئليلي عوشة مين رح يكون معيك بالعمليي ..؟!!

عوشة بصرامة حادة: انا بيي بروحي

قطبت الطبيبة حاجبيها بتساؤل خبيث: ما بديك حدن يعرف بالئصة ..!!

عوشة بذات الحدة: مالج حاية تعرفين أي شي ثاني، انتي سويلي العملية وخلاص ..

رد الطبيبة ببرود مهني: اهاا متل ما بديك ست عوشة، خلص شوفي
انا يوم الخميس الساعة 10 الصبح رح كون فاضيي، تعي ئبل موعد العمليي بنص ساعة ازا بتريدي

عوشة باستعجال وهي تغطي شعرها: اوكي اتفقنا

انزلت الغطاء على وجهها وخرجت، ما إن اقتربت من المصعد الكهربائي حتى وصل لمسامعها رنين هاتفها المحمول ليعلن قدوم اتصال ..

التقطت الهاتف ورأت بأن المتصل زوجها، وبنبرة متجهمة خافتة همست: افففففف شو يبا هذا منيه الحينه ..!!!


ردت بنبرة اظهرتها هادئة جداً: هلا بوزايد

أحمد بقلق ظهر مع نبرته الخشنة الرنانة: عوشة وينج .!!
من الصبح اتصلبج وما تشلينه ..!!

لوت عوشة شفتاها ببغض .. وردت بصقيعية صرفة: ماشي أحمد قلتلك عنديه موعد اسنان الصبح، يمكن انت اتصلت وانا داخل عند الدكتورة ..

قطب أحمد حاجباه بتذكر: هيه صح نسييييت

وأردف بخوف ينضح حباً على حبيبته: ما قلتيلي .. شو صحتج اليوم ..!!
خفت الكحة ولا ..؟!!

عوشة بسأم: هيه هيه الحمدلله أحسن اليوم
تبا شي ثاني بوزايد ..؟!!

ذبلت نظرة عيناه بخيبة مريرة وهو الذي كان متلهفاً لـ سماع همسة حب او عاطفة في صوت هذه القاسية:
لا ام زايد يا غير سلامتج فديتج ..

وأقفل الهاتف عن زوجته وهو يتنهد بحدة ويفكر بحياته الباردة التي لا يحتملها بشر ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــا
في حافلة سياحية تضم ناعمة ورفاقها ..



كانت تحدّق في المناظر الخلابة وهي تضع يدها على ذقنها وفكرها شارد بشكل ضبابي ..

تشعر بفراغ فجأة بعد أن أكد لها شقيقها ذياب أن يوم رجوعهم للوطن سيكون بعد غد الثلاثاء ..

لا تنكر إنها مشتاقة وبشدة لهواء بلادها، وتتمنى بكل ما فيها من حنين جارف شمّ عليله والتغني برائحة ترابه العبق ..

ولكنها أيضاً ستشتاق لهذه البلاد القريبة من روحها، ستشتاق لخضرتها، لجوها العتيق الباعث للراحة والسكينة، لجبالها الشاهقة وحصونها الشامخة المنيعة ..

ستشتاق عيناها لمعالم بثت في روحها العزة وروح المجد العريق

حقاً سأشتاق لك يا أندلس المجد ..!!



أتت روضة لتوقظها من تفكيرها العميق وقالت بنبرة دافئة: بلاج نعوم حبيبتي ؟!

ناعمة بابتسامة شجن: بتوله على هالبلاد وايد ..

روضة بنبرة حزينة: اسكتي والله حتى انا بتوله عليها، على كثر ما انا ميتة ابا ارد الدار
على كثر ما ضربتني غصة يوم تذكرت ان ردتنا عقب يومين ..

نظرت ناعمة لساعتها وقالت بتساؤل: ظنج بيواحيلنا نحوط في غرناطة كلها في يوم واحد ..!!

روضة بابتسامة حماسية: هيه ان شاء الله، المشرف تكلم قبل شوي عن أهم الأماكن اللي بنزورها،
وقال قبل ما تغيب الشمس ان شاء الله بنخلص وبنرد مدريد ..

هزت ناعمة رأسها بموافقة .. وهمست بنبرة ناعسة: رواضي برقد 5 دقايق بس .. مسطله من الخاطر .. ما رقدت البارحة عدل

روضة بدفء/حنان: رقدي فديتج وقبل ما نوصل بوعيج ..
وأكملت وهي تُخرج هاتفها: وانا برمس حصيصي شوي، من زمان ما رمستها الدبة ..

ابتسمت ناعمة برقة ووضعت رأسها على حافة نافذة الحافلة واغمضت عيناها لتنتقل لعالم آخر كلياً ..


.
.
.
.
.
.
.


دبـــي
مطار دبي الدولي



أحبابنا الذين ننتظر رجوعهم بفارغ الصبر، لن نتمكن من تذوق لذة لقاءهم حقاً إلا في أرض المطار

هذه فلسفة يدرك احساسها الكثيرون، ولكن لا يعرفون حقاً كيف يعبرون عن جمالها ..!!


كان فلاح واقفاً باستقامة تنم عن سيطرة واثقة "تشوبها الغرور" من غير أن يرف رمشه بارتباك واهتزاز ..
وقفة رجل لا يعرف لغة التردد ابداً ..!!

وضع يداه في جيوب ثوبه واسند جسده الطويل على حاجز قاعة استقبال القادمون ..

ادار رأسه قليلاً ليلمح من بعيد قامة شقيقه الكبير نهيان وهو يمشي بروية وثقل "تناسب اعوامه الثلاثين" جاراً أمامه عربة حمل الحقائب ..

ابتسم بخفة وهو يهتف في قرارة نفسه بسخرية: والله يا انك ما طحت الدار لو شافك بوعبيد جيه ..
(طحت الدار = تدخل البلاد)

اقترب شقيقه بـ ابتسامة بدأت تبرز صف اسنانه اللؤلؤية .. وبنبرة رجولية بحتة قال: هلا بالغوااالي هلا

سلم فلاح على نهيان بود وحب بالغان ... وبنبرة متسلية قال: مرحبا الساع بـ هل شيشل هههههههههههه

رد نهيان بضحكة رجولية: هههههههههههههه علني افدا ثرا شيبتيه يا ربي

وأردف بود اخوي مشتاق: مرحبابك مليون ولا يسدن في ذمتيه ..

تحرك الأثنان بمحاذاة بعض وهم يكملون السلامات الترحيبية والسؤال عن الأحوال ..

حمل فلاح حقائب شقيقه ليضعها خلف السيارة،
وبعدما جلس في مقعد السائق قال بعينان ضحوكتان: متأكد انك بتحدر البيت وانت جيه ..!!!

اجابه نهيان بتفكه بالغ وهو يعدل ياقة قميصه الخفيف الذي يبرز تقاسيم جسده العريض بشكل جذاب: هيه نعم قررت اواجه الأعاصير العاتية بكافة انواعها ..

فلاح بضحكة مستمتعة: هههههههههههههه وانا لي الشرف احضر معركة استشهادك يالحبيب ..

قال نهيان بنبرة مرتعبة مصطنعة وهو يستدير برأسه للمقاعد الخلفية: لا لا جد فلووح ما عندك كندوره عاقنها منيه ولا مناك ..!!!

فلاح بذات ضحكته المستمتعة: هههههههههههههههههههههههه وينه هذا اللي يقول بيواجه الأعاصير العاتية ومستويلي طرزان ..!!

غمغم نهيان بتهكم وما زال يبحث بـ عيناه ويتلفت: خس الله عدوك، على الاقل غترة يا عمي ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




دخلت غرفة ابنتها الكسولة التي لا تعرف لها عشاق سوى الأكل والنوم

وصاحت بتهكم حاد تخلله غضب وهي تشعل نور الغرفة وتزيح البطانية عنها: ميروووووووه
ميروووووووووووه ونفاد يشل بليسج ولا يرررررده ..
نشششششي بيأذن المغرب وانتي بعدج منخمده
نشي اشوف يلاااااا

تأوهت ميرة بانزعاج وهي تعيد البطانية فوق جسدها وتغطي رأسها: ياربيييييييي
امايه خليني ارقد حرام علييييج، من غبشة الله ناشة انااااااا

أم سيف بتهكم: اونه من غبشة الله ناشة، جانج متأخرة ساعة كاملة عن المدرسة وتقولين ناشة من غبشة ..!!
نشي ولا والله بحلف اشل عنج لابتوبج وتلفونج ..

غمغمت ميرة بعبوس وهي تحاول فتح عيناها: هئ هئ هئ والله حرام عليكم ابا ارقد يا نااااااس

قطبت أم سيف حاجبيها وبحدة: سود الله ويهج، نشي صلي العصر يا بنية

انتفضت ميرة بجزع: أذذذذذذن العصر !!! جيه الساعة كم أصلاااا ..!!!

أم سيف بنصف عين: قدها صارت 6 الحينه ..

قفزت ميرة من سريرها ودلفت الحمام بسرعة لتتغسل وتتوضأ وهي تهتف بارتباك:استغفر الله العظيم ياربي ..

غسلت وجهها وتوضأت ثم خرجت، رأت بأن والدتها قد خرجت من الغرفة ..

كبرت وبدأت تصلي فرضها بخشوع تام ..

بعد أن فرغت من الصلاة، غيرت ملابسها ونزلت للأسفل ..

التفتت أم سيف التي كانت تبخر المنزل لأبنتها وقالت بنبرة دافئة حنونة وكأنها قبل قليل لم تشن حرباً عليها: فديت ويه بنتيه ميرة، هيه تو ما غديتي حرمة ..

ميرة بفم مزموم: مابا امايه جاسية انتي، زعلانة منج أنا
حد يوعي عياله جييييه ..!!

ضحكت الأم بطيبة: ههههههههههههههههههههه احسن تستاهلين ..

قبلت ميرة انف أمها بغنج طفولي وقالت: ابا اشرب جاي حليب مزعفر من خدمتج عشان ارضى عليج
(خدمتج = من صنع يديكِ)

قرصت أم سيف خد ابنتها .. وهتفت بذات ضحكتها الحلوة: ههههههههههههههههههه خبلة وحدة ..
سيري سيري بتحصلين دلة الجاي عند قوم شموه وأمون خاري صوب الحديقة ..

صاحت ميره بانتعاش وهي تركض لتجلب غطاء رأسها وتخرج الى الخارج: اووووكي


ثم خرجت بعد أن احكمت غطاء رأسها

كانت تنزل من السلالم الأمامية للمنزل بسرعة غير مدركة بأن الأرض تحتها رطبة


وفجـــــــأة ..!!

صرخت بكل ما فيها من أحبال صوتية وهي تشعر بأنها الآن ستحلق في الهواء ليكون مصيرها السقوط على الأرض الصلبة لا محالة ..!!!


.
.


في تلك الأثنـــــاء



كان هو يخرج من مجلس الرجال ليرد على اتصال مهم أتاه من أحد أصدقائه المقربين

:هههههههههههههههه ليش عاده تهزبه، ما يسوى عليه تسلف موترك يومين
..
: ههههههههههههههههههه الله يغربل بليسك حمووود
..


ظل يسير وهو يتحدث باندماج وضحك واضعاً يده اليسرى في جيبه الأيسر ويحمل هاتفه بيده الأيمن ..

ثم توقف فجأة ومقلتي عيناه بدأتا بالاتساع وهو يرى فتاة تسقط من السلالم وصراخها الحاد وصل مسامعه بقوة ..

ومن غير تفكير واعٍ منه ... هرع بقلق كاسح اتجاهها .........






نهـــاية الجــــزء الثـــامــــن

زمن مجروح 04-01-15 12:08 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.




يعطيك ألف عافية عزيزتي على هالجزء الغاوي على قولتكم يا أهل الامارات
بجد أبدعتي تطرقتي في هالجزء لجميع الجوانب الحياتية وهالشي
يعطي لـ الرواية أبعاد حقيقية ويجعل القاريء يندمج كما لو أنه في واقع متجسد أمامه
تطرقتي لـ الجانب الصحي من خلال الحديث عن مرض التصلب اللويحي وهو مرض من أمراض العصر
الذي إنتشر بشكل واضح في المجتمع ..
تطرقتي لـ الجانب الايماني والنفسي من خلال مواقف موزه وشما وهالشي يعزز الثقافة النفسية الدينية
وأثرها في إصلاح حال ونفس الإنسان ..
جوانب الشر المتمثلة في اليازية وعوشه وأسلوب حياتهم الذي من خلاله يؤذون غيرهم بكل عنجهية
وصلافة ..
شما وسلطان
يعقوب وموزه
حمد وميره
فلاح وحصه
روضه و ؟؟؟؟؟؟ <<< أتوقع نهيان
قلوب تتأرجح على جبال الحب إما تستقر أو تهوي ..
بطي وأمنه إستقرار مهدد بـ الخطر قد ينجح التهديد أو قد تنتصر الثقة والإيمان ..
العنود وسيف كناري أسأل الله لا يغير عليهم :)
حَارِب
إنسان لانستطيع إدراكـ إجساسه أو تصوره
فهو في دوامة إنتقام و أمانة وطن لابد أن يؤديها وألم من ظلم وقع عليه وعلى عائلته ..


أخيراً سلمتِ ي غَالِيتَي ..
في إنتظار القادم ..


مودتي..

شما بنت محمد 04-01-15 07:50 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
صباح الخير
السموحة طولت عليج هالمرة في التعليق توني انتهيت من قراية الجزئين السابع والثامن ..

عجبني ذوقج وحسج في اختيار المقدمات للأجزاء وبلا شك أن كل مقدمة تكون مناسبة للجزء!

لفت نظري قوة شخصية ناعمة وإلمامها بتاريخ اسبانيا من ردها للرجل في المسجد، بردت قلبي بردها هههههه ..
حبيت دفئ العلاقة بين سلطان وتوأمه سلامة، حزنت على مشاعره الصادقة لشما وعلى تفكير شما به وأنها تحبه للحين بعد مرور 13 سنة ..
أحس أنه في خطر بيهدد العلاقة بين بطي وأمنة والسبب إليازية اللي كرهت شخصيتها..
حصة وايد حسيتها أوفر من ناحية كلامها وعصبيتها على فلاح حرام مايستاهل هههههه ..
استانست لان موزة بتتعالج وعجبتني علاقتها مع شما ومع أخوها حارب ..

بشكل عام الأجزاء كل مالها وتصير أجمل ومستواها الفكري وتطرقاتها لأمور مهمة في هالحياة تزيد بشكل دافي وممتع .. ذكرج للتفاصيل الصغيرة في حياة الشخصيات وأنح ماتنسين حد حتى تفاصيل الأطفال يجذبني ..

لمستج جميلة وحسج وايد مرهف
السموحة على الإطالة حبيبتي
استمري يا بنت عبدالله

تحياتي

لولوھ بنت عبدالله، 04-01-15 09:48 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3501936)
"
.
.




يعطيك ألف عافية عزيزتي على هالجزء الغاوي على قولتكم يا أهل الامارات
بجد أبدعتي تطرقتي في هالجزء لجميع الجوانب الحياتية وهالشي
يعطي لـ الرواية أبعاد حقيقية ويجعل القاريء يندمج كما لو أنه في واقع متجسد أمامه
تطرقتي لـ الجانب الصحي من خلال الحديث عن مرض التصلب اللويحي وهو مرض من أمراض العصر
الذي إنتشر بشكل واضح في المجتمع ..
تطرقتي لـ الجانب الايماني والنفسي من خلال مواقف موزه وشما وهالشي يعزز الثقافة النفسية الدينية
وأثرها في إصلاح حال ونفس الإنسان ..
جوانب الشر المتمثلة في اليازية وعوشه وأسلوب حياتهم الذي من خلاله يؤذون غيرهم بكل عنجهية
وصلافة ..
شما وسلطان
يعقوب وموزه
حمد وميره
فلاح وحصه
روضه و ؟؟؟؟؟؟ <<< أتوقع نهيان
قلوب تتأرجح على جبال الحب إما تستقر أو تهوي ..
بطي وأمنه إستقرار مهدد بـ الخطر قد ينجح التهديد أو قد تنتصر الثقة والإيمان ..
العنود وسيف كناري أسأل الله لا يغير عليهم :)
حَارِب
إنسان لانستطيع إدراكـ إجساسه أو تصوره
فهو في دوامة إنتقام و أمانة وطن لابد أن يؤديها وألم من ظلم وقع عليه وعلى عائلته ..


أخيراً سلمتِ ي غَالِيتَي ..
في إنتظار القادم ..


مودتي..





صبحج الله بالخير والمحبة غناتي ..

يعافيج ربي ويخليج ..
الغوى الا من عقبج فديت قلبج :)



تسلمين يالغالية على الكلام الطيب ..

بشكل عام الكاتب برايي لازم ما يحصر نفسه في خانة الرومانسية البحتة "والغزل المصفصف" .. :)

لابد من التنويع والتجديد والتحسين كذلك ... سواء في محتوى القصة نفسها من احداث او جوانب خاصة من حياة الشخصيات .. او في السرد/الحوار ..

وبالفعل مثل ما قلتي هالشي يعطي للرواية او أي رواية ثانية أبعاد حقيقية .. وجاذبية وثقل كذلك ..


سيف ومرضه ..

التصلب اللويحي في الحقيقة ما يعتبر ابداً من الامراض اللي ممكن تعيق حياة الانسان او تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية .. على المريض فقط الالتزام بالعلاج والابتعاد عن الأكل الضار والأجواء المتكهربة اللي تثير اعصابه .. وممارسة الرياضة بشكل مستمر ..

وطبعاً قبل كل هذا وذلك .. يكون قريب من ربه سبحانه عشان يقدر يتجاوز حالته النفسية اللي اكيد ولابد بتضعف بين حين وآخر ..


سؤالي هو .. هل بيواجه سيف مشكلة مع مرضه بحيث بتسبب له مشاكل أخرى في حياته الخاصة ..؟!

الله اعلم
اكيد بنعرف عقب .. :)


موزة وما تعانيه ... موزة من الشخصيات المعقدة في الرواية بحكم المأساه اللي عانتها في الماضي ..
بتتشقلب موزتنا وبتتمرجح بين مشاعر واحاسيس كثيرة ..

لكن برايج بتقدر تتجاوز وتوقف من يديد بعد سقطة روحها الأليمة ..؟!!


عوشة واليازية ..
بتضحكين لو قلتلج ان هالشخصيتين قراب من قلبي ..؟! :)

قدرت بـ سبتهن اطلع من روحي كمية لا بأس فيها من الشر بحيث حسيت نفسي في الأخير ملاك جدامهن هههههه ..




هل نهيان هو الشخص اللي تعلقت به روضة ..؟!


بنعرف اكيد في البارتات القادمة .. وبنعرف كذلك شو بيصير مع حبايبا الباقيين ..


زمن مجروح .. استمتعت وايد بردج اللأكثر من رائع ..

صرتي بالقلب خلاص :)


لا خليت منج ولا من متابعتج الراقية ..
وخلج جريبة دوم حبيبة قلبي ..

لولوھ بنت عبدالله، 04-01-15 10:20 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3501973)
صباح الخير
السموحة طولت عليج هالمرة في التعليق توني انتهيت من قراية الجزئين السابع والثامن ..

عجبني ذوقج وحسج في اختيار المقدمات للأجزاء وبلا شك أن كل مقدمة تكون مناسبة للجزء!

لفت نظري قوة شخصية ناعمة وإلمامها بتاريخ اسبانيا من ردها للرجل في المسجد، بردت قلبي بردها هههههه ..
حبيت دفئ العلاقة بين سلطان وتوأمه سلامة، حزنت على مشاعره الصادقة لشما وعلى تفكير شما به وأنها تحبه للحين بعد مرور 13 سنة ..
أحس أنه في خطر بيهدد العلاقة بين بطي وأمنة والسبب إليازية اللي كرهت شخصيتها..
حصة وايد حسيتها أوفر من ناحية كلامها وعصبيتها على فلاح حرام مايستاهل هههههه ..
استانست لان موزة بتتعالج وعجبتني علاقتها مع شما ومع أخوها حارب ..

بشكل عام الأجزاء كل مالها وتصير أجمل ومستواها الفكري وتطرقاتها لأمور مهمة في هالحياة تزيد بشكل دافي وممتع .. ذكرج للتفاصيل الصغيرة في حياة الشخصيات وأنح ماتنسين حد حتى تفاصيل الأطفال يجذبني ..

لمستج جميلة وحسج وايد مرهف
السموحة على الإطالة حبيبتي
استمري يا بنت عبدالله

تحياتي






صباحج ومساج ورد وجوري يا قلبي


لا افا عليج مسموحة .. يسد انج عطيتيني شوي من وقتج ويومج يالغالية ...


تبين الصدق .. انا انسانة ضعيفة جداً امام الشعر .. :)
لكن مب أي شعر .. ومب أي أدب ..

حبيت من خلال وضعي لـ أي قصيدة في المقدمة اني اشاركم قصايدي المفضلة ونوع الشعر اللي يستهويني ..

وفي الوقت نفسه امتع نفسي وانا اختار كلمات تكون مناسبة لـ شخصية معينة في الرواية .. :)



ههههه ناعمة تستوي شرسة عند الحق .. والوقح اللي سخر من المعلمة المصرية كان يحتاج ضربة على راسه تصحيه .. وطبعاً ناعمة ما قصرت فيه ما شاء الله عليها ..

سلطان وسلامة التوم .. ولابد لـ التوم جوهم الاخوي الخاص المختلف شوي عن الاشقاء العاديين ..


سلطان .. هل بيقدر ينسى جرحه ومواجعه ....... وحبه .. ولا ..!!!

بنعرف عقب ان شاء الله ..

بطي وآمنة .. ظنج اليازية بتقدر تهدم علاقة زوجية متينة مبينة على الثقة والحب والاحترام "بسهولة وبحيلها الخبيثة" ...!!!!!

يمكن هيه ويمكن لا ..!!!!


حصة .. ام لسانين ..

في البارتات القريبة ان شاء الله بوضح اكثر شخصيتها .... "الخشنة حبتين" هههه ..

ومنو يعرف .. يمكن حصة بـ خشونتها وعصبيتها بتكون الند المناسب لـ فلاح المغرور ..!!!


موزة ..

هل بنظرج بينفعها العلاج ..!!!!!

حارب اخوها وتعتبره سندها الوحيد في الحياة بغض النظر عن الباقيين ..

شو بيكون دوره ظنج في مسيرة علاجها ..؟!

وشما كذلك ..!!!!



تسلميلي شما بنت محمد كلج ذوق ونظر يا الجمال كله ..
وأتمنى البارتات القادمة تحوز على اعجابج مثل خواتها القبليات ..


ربي لا يحرمني من طلتج الحلوة ومتابعتج المستمرة ..

bluemay 04-01-15 02:57 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
أسعد الله مساك وجميع متابعين هذه الرواية الرائعة

بارت روعة ..

بتوقع حمد هو اللي راح ينقذ ميرة بس مو موقف ابد للإثنين هههههه


عوشة يعني مصرة تقتل الروح اللي ربي كتبها لها .. الله ينتقم من أشكال مثل هذي..
بتمنى ابو زايد يتزوج عليها عشان تعرف قيمته ولو إني اشك مثلها يحس من أساسه.


يعقوب طلع فارس موزة هههه حبيت سؤاله ﻷخته عنها ...


فلاح مثل ما توقعت مو ناوي يعديها لحصة بس يا ترى كيف رح يعرفها ؟!

آمنة موقفها صعب وكل مالو شكها يزيد والفجوة تكبر وتبعدها عن بطي

اليازي هي خرابة البيوت اللي حطت بطي في راسها .. الله يرد كيدها في نحرها .


أتوقع نهيان هو العميل 522 وهو اللي شاف روضة وأعجب فيها .


أستمتعت في البارت والله وعشت أجواءكم الحلوة ...

وما بوفيك حقك من الشكر والتقدير .. ربي يسلم يديك حبيبتي

وننتظرك على أحر من الجمر ...

لك خالص ودي

لولوھ بنت عبدالله، 04-01-15 08:22 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3502035)
أسعد الله مساك وجميع متابعين هذه الرواية الرائعة

بارت روعة ..

بتوقع حمد هو اللي راح ينقذ ميرة بس مو موقف ابد للإثنين هههههه


عوشة يعني مصرة تقتل الروح اللي ربي كتبها لها .. الله ينتقم من أشكال مثل هذي..
بتمنى ابو زايد يتزوج عليها عشان تعرف قيمته ولو إني اشك مثلها يحس من أساسه.


يعقوب طلع فارس موزة هههه حبيت سؤاله ﻷخته عنها ...


فلاح مثل ما توقعت مو ناوي يعديها لحصة بس يا ترى كيف رح يعرفها ؟!

آمنة موقفها صعب وكل مالو شكها يزيد والفجوة تكبر وتبعدها عن بطي

اليازي هي خرابة البيوت اللي حطت بطي في راسها .. الله يرد كيدها في نحرها .


أتوقع نهيان هو العميل 522 وهو اللي شاف روضة وأعجب فيها .


أستمتعت في البارت والله وعشت أجواءكم الحلوة ...

وما بوفيك حقك من الشكر والتقدير .. ربي يسلم يديك حبيبتي

وننتظرك على أحر من الجمر ...

لك خالص ودي





يسعدلي مساج يالغالية بلومي ..
نورتيني كالعاده بمرورج حبيبتي ..



هههه تتوقعين صدق حمد ..؟!
ولو حمد او غيره .. شو بيكون شعور ميرتنا وشو بتسوي ..؟!



عوشة الله يصلح حالها وحال كل وحده تفكر نفس تفكيرها .. لأن جد اجهاض الجنين لأسباب "تافهة مالها معنى" شي مخزي ولا انساني ابداً ..!!!



أحمد "بوزايد" .. يستحق بنظرج حياة جديدة مع انسانة ثانية تعرف قيمته وتقدر قلبه .. ولا عوشة بتتغير وبتعرف قيمته عقب وبتحبه ..!!



فارس موزتنا يعقوب .. بيكون فارسها على سنة الله ورسوله ..... ولا حكايته في "الحب اللي من اول نظرة" بتاخذ منحنى مختلف غير متوقع ..!!!



فلاحنا المغرور ..

فلاح كـ انسان هادئ مب راعي كلام كثير .. او مثل ما نقول في رمستنا "هذربان" ..
بس حصة لسانها طويل حبتين ..!!
ظنج بتخليه يطلع من باب شخصيته الطبيعية وتجبره يتعامل معاها بأسلوب مختلف كلياً عن المعتاد ..!!!!

وكيف اساساً بيعرفها ..!!!

فكري وقوليلي



آمنة ..

بصراحة اللي هي فيه صعب .. وحتى لو في ثقة كاملة بين الزوجين .. لابد الحرمة بتحس بالانزعاج والقهر من اللي يصير فيها .. وخاصة يوم تكون في صراع بين عقلها وقلبها .. بين اللي لازم تسويه بحكمة/تعقل .. وبين غيرتها الشرسة ووساويس الشيطان ..


لكن في الأخير منو اللي بينتصر .. عقلها ولا قلبها ..!!!!

الله اعلم ..



اليازية من النماذج المنتشرة وايد في حياتنا .. الله يصلح حال كل بنت تفكر تهدم بيت عامر بالحب والأمان ..



بلومي .. توقعج في نهيان خليه على جنب شوي .. وفي الوقت المناسب بنشله وبنحطه اما في خانة الصح .. او الغلط .. هههه :)



وانا استمتعت يا حبيبة قلبي بحماسج ونشاطج ..
اشكرج وايد واقدرلج متابعتج الدايمة لي ..


ربي يسلمج من كل شر وعوق ويخليلج احبابج حبيبتي ..

bluemay 04-01-15 08:38 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)


يسعدلي مساج يالغالية بلومي ..
نورتيني كالعاده بمرورج حبيبتي ..

ومساك يا الغلاا...



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
هههه تتوقعين صدق حمد ..؟!
ولو حمد او غيره .. شو بيكون شعور ميرتنا وشو بتسوي ..؟!

أممم ما فكرت بغيره ، ﻷنه نيته صافية وبتمنى يطلع هو.

طبعا رح تكره روحها المسكينة وتموت من اﻹحراج ههههه.




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
عوشة الله يصلح حالها وحال كل وحده تفكر نفس تفكيرها .. لأن جد اجهاض الجنين لأسباب "تافهة مالها معنى" شي مخزي ولا انساني ابداً ..!!!

فعلا هو شي عندي لا يغتفر بصراحة .



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
أحمد "بوزايد" .. يستحق بنظرج حياة جديدة مع انسانة ثانية تعرف قيمته وتقدر قلبه .. ولا عوشة بتتغير وبتعرف قيمته عقب وبتحبه ..!!

نعم . ﻷنها مهملة في مشاعره ولا حتى بتخبي جفاءها عنه .
بتوقع رح تتغير بس بعد ما يتغير عنها وتعرف قيمته.




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
فارس موزتنا يعقوب .. بيكون فارسها على سنة الله ورسوله ..... ولا حكايته في "الحب اللي من اول نظرة" بتاخذ منحنى مختلف غير متوقع ..!!

!

بتوقع يخطبها ولو أنه ممكن أمه تعارض ﻷنها طرما على قولتهم [emoji16]




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
فلاحنا المغرور ..

فلاح كـ انسان هادئ مب راعي كلام كثير .. او مثل ما نقول في رمستنا "هذربان" ..
بس حصة لسانها طويل حبتين ..!!
ظنج بتخليه يطلع من باب شخصيته الطبيعية وتجبره يتعامل معاها بأسلوب مختلف كلياً عن المعتاد ..!!!!

وكيف اساساً بيعرفها ..!!!

فكري وقوليلي


نعم بتغيره ﻷنها بتكمله بنظري ..
وبتوقع يسأل عنها بس ليش أتأخر وما سأل عنها.
ﻷنها تعرف باللي صار في المول فأكيد كانت مع ميرة فممكن يعرف من مهرة.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
آمنة ..

بصراحة اللي هي فيه صعب .. وحتى لو في ثقة كاملة بين الزوجين .. لابد الحرمة بتحس بالانزعاج والقهر من اللي يصير فيها .. وخاصة يوم تكون في صراع بين عقلها وقلبها .. بين اللي لازم تسويه بحكمة/تعقل .. وبين غيرتها الشرسة ووساويس الشيطان ..


لكن في الأخير منو اللي بينتصر .. عقلها ولا قلبها ..!!!!

الله اعلم ..


بتوقع قلبها.
ﻷنها بتحبه والحب أعمى زي ما يقولو ههههه



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
اليازية من النماذج المنتشرة وايد في حياتنا .. الله يصلح حال كل بنت تفكر تهدم بيت عامر بالحب والأمان ..

آميين . ولو إني أتمنى إنها تتربى بموقف يصحي الضمير اللي في غيبوبة فيها .



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
بلومي .. توقعج في نهيان خليه على جنب شوي .. وفي الوقت المناسب بنشله وبنحطه اما في خانة الصح .. او الغلط .. هههه :)

أوك وهو كذلك بنتظرك حبيبتي.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3502080)
وانا استمتعت يا حبيبة قلبي بحماسج ونشاطج ..
اشكرج وايد واقدرلج متابعتج الدايمة لي ..


ربي يسلمج من كل شر وعوق ويخليلج احبابج حبيبتي ..

آمين وياك يا الغلااا

وأشكرك على مناقشتك الرائعة ..
أستمتعت بالحوار معك ..
وعلقتيني في شخصيات روايتك أكثر ..

لك خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

وردة شقى 04-01-15 09:13 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


‎مساء الفل..

ماشاء الله
تبارك الله بصراحه رجعتيني ورا لأيام الروايات الإماراتيه الأصيله..
ذكرتيني بالعيناويه و وردة بلادي و سحابة صيف و شوق بوظبي و اماراتي و كتاب اماراتيين اتحفونا برواياتهم الجميله..
حبيت واقعية رواياتج
مزج الدين فيها بشكل جميل
و مؤثر خاصه خوف الشباب من ربهم
لان للاسف اغلب الروايات تظهر الشباب لاهي عابث راعي بنات و قليل الي تظهر العكس و انتو ابرزتي نماذج واقعيه جميله لهم و لتربيتهم..


سلطان
حب شما و دش من الباب و انصدم بالرفض
و له كبرياءه الي اكيد بيتعبه وايد مو شويه ان امه اصرت على رايها
و حققت حلمه باللحظه الي قررت شما تشوف حياتها بعيد عن ماضي كسرها و مازال لفتره طويله عالق بقلبها غافله عن قلب كاره لها يمكن اهو السبب بالي صار لها و عن قصد و هي تظن العكس..
هل نظرتها اليديده بتعطيها القوه انها تحارب كبرياء سلطان ان صارت من ضمن املاكه؟!


يعقوب و موزه
هل وضع شما بكون عائق لحلمه ان قرر انها تكون له؟!
ولا اهل بكون تفكيرهم اكبر من هالاشياء الي البعض ممكن يرفضها؟!


حصه وفلاح
دايما نشوف الاشياء على ظاهرها و من زاوية نظرنا
بكون لا نفكر نتحقق من الموضوع و من زاويه ثانيه..
فلاح ماراح يسكت بس شلون بكون ردة فعله بيخطبها؟! ولا شبسوي؟!
ما اعتقد بتكون رد فعله انه يذوقها من نفس الكاس الي ذاقه؟! الله يستر..


حمد و علق قلبه بميره اظن ينطرها تتخرج و يخطبها..


الهندي اشك انه هندي اظنه تبع سلطان و متنكر بشخصيه هنديه واهو الي ينقل لهم الاجتماع اما الي دعمته روضه اظن بعد وراه سالفه وله صله من جهة سلطان..


البعثه بصير لها شي
احد ينخطف او شي ياخر رجعتهم..


حارب حياته بتتقاطع مع ناعمه..
ممكن تكون اسبانيا الملتقى..


عوشه حبل الجذب قصير و بيي اليوم بتنفضح و تنعرف حقيقتها..


امون ان شاء الله تعرف سالفة الي مأذيه ريلها قبل لا تتمادى بافكارها..


ذياب احس بتكون له سالفه تخلي سلطان يستعين فيه..


عندي ملاحظه
الجمال مو كل شي
لاحظت ان اغلب شخصياتج جميلين احيانا الشخصيه تحلي ختى الانسان العادي
خلينا نتخيل اشكالهم يكفينا نعرف نعرف شخصياتهم :) طبعا مجرد اقتراح ممكن تقبليه او لا ..
و شرحج للكلمات الاماراتيه يقطع الاندماج ممكن تخلينها اخر الجزء خاصه اني افهم معناها وهالشي ازعجني بصراحه :)..


دمت بود
يا انيقة الحرف





لولوھ بنت عبدالله، 04-01-15 10:01 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3502086)
ومساك يا الغلاا...





أممم ما فكرت بغيره ، ﻷنه نيته صافية وبتمنى يطلع هو.

طبعا رح تكره روحها المسكينة وتموت من اﻹحراج ههههه.






فعلا هو شي عندي لا يغتفر بصراحة .





نعم . ﻷنها مهملة في مشاعره ولا حتى بتخبي جفاءها عنه .
بتوقع رح تتغير بس بعد ما يتغير عنها وتعرف قيمته.




!

بتوقع يخطبها ولو أنه ممكن أمه تعارض ﻷنها طرما على قولتهم [emoji16]







نعم بتغيره ﻷنها بتكمله بنظري ..
وبتوقع يسأل عنها بس ليش أتأخر وما سأل عنها.
ﻷنها تعرف باللي صار في المول فأكيد كانت مع ميرة فممكن يعرف من مهرة.






بتوقع قلبها.
ﻷنها بتحبه والحب أعمى زي ما يقولو ههههه





آميين . ولو إني أتمنى إنها تتربى بموقف يصحي الضمير اللي في غيبوبة فيها .





أوك وهو كذلك بنتظرك حبيبتي.




آمين وياك يا الغلااا

وأشكرك على مناقشتك الرائعة ..
أستمتعت بالحوار معك ..
وعلقتيني في شخصيات روايتك أكثر ..

لك خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°



النقاش مع انسانة مميزة مثلج له طعم ثاني .. واستمتعت فيه فوق ما تتصورين حبيبتي :)

الله لا يحرمني من طلتج ..

لولوھ بنت عبدالله، 04-01-15 11:33 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة شقى (المشاركة 3502092)


‎مساء الفل..

ماشاء الله
تبارك الله بصراحه رجعتيني ورا لأيام الروايات الإماراتيه الأصيله..
ذكرتيني بالعيناويه و وردة بلادي و سحابة صيف و شوق بوظبي و اماراتي و كتاب اماراتيين اتحفونا برواياتهم الجميله..
حبيت واقعية رواياتج
مزج الدين فيها بشكل جميل
و مؤثر خاصه خوف الشباب من ربهم
لان للاسف اغلب الروايات تظهر الشباب لاهي عابث راعي بنات و قليل الي تظهر العكس و انتو ابرزتي نماذج واقعيه جميله لهم و لتربيتهم..


سلطان
حب شما و دش من الباب و انصدم بالرفض
و له كبرياءه الي اكيد بيتعبه وايد مو شويه ان امه اصرت على رايها
و حققت حلمه باللحظه الي قررت شما تشوف حياتها بعيد عن ماضي كسرها و مازال لفتره طويله عالق بقلبها غافله عن قلب كاره لها يمكن اهو السبب بالي صار لها و عن قصد و هي تظن العكس..
هل نظرتها اليديده بتعطيها القوه انها تحارب كبرياء سلطان ان صارت من ضمن املاكه؟!


يعقوب و موزه
هل وضع شما بكون عائق لحلمه ان قرر انها تكون له؟!
ولا اهل بكون تفكيرهم اكبر من هالاشياء الي البعض ممكن يرفضها؟!


حصه وفلاح
دايما نشوف الاشياء على ظاهرها و من زاوية نظرنا
بكون لا نفكر نتحقق من الموضوع و من زاويه ثانيه..
فلاح ماراح يسكت بس شلون بكون ردة فعله بيخطبها؟! ولا شبسوي؟!
ما اعتقد بتكون رد فعله انه يذوقها من نفس الكاس الي ذاقه؟! الله يستر..


حمد و علق قلبه بميره اظن ينطرها تتخرج و يخطبها..


الهندي اشك انه هندي اظنه تبع سلطان و متنكر بشخصيه هنديه واهو الي ينقل لهم الاجتماع اما الي دعمته روضه اظن بعد وراه سالفه وله صله من جهة سلطان..


البعثه بصير لها شي
احد ينخطف او شي ياخر رجعتهم..


حارب حياته بتتقاطع مع ناعمه..
ممكن تكون اسبانيا الملتقى..


عوشه حبل الجذب قصير و بيي اليوم بتنفضح و تنعرف حقيقتها..


امون ان شاء الله تعرف سالفة الي مأذيه ريلها قبل لا تتمادى بافكارها..


ذياب احس بتكون له سالفه تخلي سلطان يستعين فيه..


عندي ملاحظه
الجمال مو كل شي
لاحظت ان اغلب شخصياتج جميلين احيانا الشخصيه تحلي ختى الانسان العادي
خلينا نتخيل اشكالهم يكفينا نعرف نعرف شخصياتهم :) طبعا مجرد اقتراح ممكن تقبليه او لا ..
و شرحج للكلمات الاماراتيه يقطع الاندماج ممكن تخلينها اخر الجزء خاصه اني افهم معناها وهالشي ازعجني بصراحه :)..


دمت بود
يا انيقة الحرف







مسا الحب والغلا كله وردة شقى ..

يالله .. ما ارقى كلامج يا راقية ..!!

والنعم بكل اللي ذكرتيهن والله ..
ومسألة اني ذكّرتج بكاتبة دشت خاطرج واسعدتج بكتاباتها فـ ها بحد ذاته سعادة لي انا يالغالية ..


الدين امر رئيسي في حياتنا .. وخلو الرواية او اي قصة منه ما بيعطيها ابداً واقعية .. وجاذبية ..!!!!

خل افضفضلج شوي .. واقولج مثال ..

انا بحكم اني قارئة من الدرجة الأولى .. واقرا وايد روايات انجليزية مترجمة للعربية ..
بغض النظر عن روعة السرد والحوار والاحداث .. بحس ان الرواية فيها نقص .. فيها خلل ..!!!
ليش ..!!!
ذكر الله بين السطور وإدخال عنصر الدين في الكتابة هو النقص ..

لو مثلاً قريتي رواية لكاتبة عربية مبتدئة .. وعندها عيوب كثيرة في اسلوبها .. ما ان تقرا عينج كلام الله او حديث لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام في كتاباتها .. روحج بتبتسم ..
ولا ارادي بيقشعر بدنج وبتحسين بسكينة ..

طبعاً ها مب معناته ان الكاتبة اتم على عيوبها ..!!!
لابد تحسن نفسها واطور مهاراتها عشان تجذب القراء لها ..

ها رايي ..... واتريا اقرا وجهة نظرج ..



الشباب المستهترين بكل مكان وبكل زمان .. وانتشرت مؤخراً للأسف الروايات اللي تظهر الشباب العرب .. والخليجيين خصوصاً .. بشكل مشين مخزي .. يه ان الشاب راعي بنات او راعي عوذ بالله خمور او او او او ....

انا يوم اطيح عيني على هالنوع من الروايات .. " ا ن ق ه ر "

بمعنى الكلمة ..!!!!

ترى الدنيا بعدها بخير .. فيه الصالح .. فيه اللي يصلي ويخاف ربه .. فيه اللي يحترم خواته ويهتم فيهن ويرعاهن .. وفيه اللي يستحي حتى يرفع عينه على بنية ..

واكيد عندج امثلة حية في حياتج ...

اكبر غلط ان نطلع للغير صورة مشينة عن شبابنا وبناتنا ..
اوكي انا مع فكرة ان في فئة منهم يبالهم "إعادة تربية وبرمجة لعقولهم" ..

بس ما نعمم ونضخم الامر وندخل في عقول "البعض" أفكار مالها معنى لا بتفيدهم ولا بتفيدنا الصراحة ...!!!

هالفئة من الكتّاب للأسف بدال ما يكحلونها يعمونها ..



شما + سلطان ..

تتوقعين بتقدر تتخطى ماضيها وتترك حب سلطان ..؟!


"الـ يمكن" بنخليها شوي على جنب لين ما ايي الوقت المناسب ..


شما قوية .. لكن هل هي قوية في الحب ..؟! .. هذا لو افترضنا انها بتصير من أملاك سلطان على قولتج ..


وضع موزة معقد .. فقدت صوتها في يوم أليم ..
ليش ما تقولين
"هل هي بتوافق على يعقوب لو مثلاً خطبها"
أو
"هل بتقدر في يوم تشوف الدنيا بمنظورها الطبيعي .. وترضى تتزوج مثل باقي البنات"


فلاح

ما بيسكت .. بس شو بتكون ردة فعله وشو خطوته الياية ..؟!
الله اعلم


حمد وميره ..

تتوقعين ميره تحبه .. أو "تفكر فيه أصلاً" ..؟!!

عوشة + آمنة .. نساء متزوجات ولهن قصص خاصة في حياتهن باختلاف نوايا كل وحده منهن ..
ولـ نواياهن دور كبير في ايامهن الياية ... اما بشكل سلبي او إيجابي ..



يا واد يا تئيل

توقعاتج الأخيرة خلتني ابتسم ابتسامة خبيثة ..
بس مع هذا بقولج ..... الله اعلم ههه :)



انززززين ..

نيي عند مسألة الجمال يالجمال كله ..

انا ما احب افصفص البني آدم واصوره انه اسطوري ووسامته مستحيلة وماله شبيه في الكون ..
لا ..
المسألة بسيطة جداً ..

مستحيل .. وأكرر "مستحيل" في انسان قبيح ..!!!
لابد فيه جمال سواء في ويهه .. او عيونه .. او ابتسامته .. او طوله .. او ضحكته .. او كلامه ...وأو روحه الطيبة ..
ويكفي لو القلب نظيف ونقي .. فـ ها بيضفي على ويه الانسان جمال من الله وجاذبية ..


في الرواية ما دققت في مسألة الجمال الا لأسباب معينة ..

مثلاً سلطان وحارب .. اجسامهم معضلة بحكم شغلهم وتدريباتهم اليومية ..

موزة ركزت في جمال لون عينها العسلية لغرض بعد بنعرفه عقب ..

امممم منو بعد ..

ايوه .. شخصيتين بعد استخدمت جمالهم لأسباب أيضاً .. :)

وحاولت قد ما اقدر اني ما اوصف كل شخصية بشكل كامل عشان اخلي لخيالكم المجال انه يسرح ويمرح ههه .. :)


صدق تفهمون رمستنا ..!!!

اذا على جيه برتاح الصراحة لأني احط المعاني عشانكم .. وعشان اللي يجهل اختلاف اللهجات في الامارات ..

واقتراحج على العين والله حبيبتي .. بحاول انسق البارت القادم بشكل مناسب للجميع ..


وردة شقى .. السموحة طولت عليج ..
بس رقي كلامج يخلي الواحد ينتعش في الرد ويتحمس ..

خلج جريبة دوم حبيبة قلبي ..
ربي يحفظج الغلااا ..

bluemay 05-01-15 08:11 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
يسعد صباحك يا الغلااا ..
وصباح جميع قراء روايتك الرائعة .

أشكرك على كلماتك الرقيقة وبقولك هادا من لطفك حبيبتي وكلك ذووق عيوني ..


أنا بعترض على شغلة لو سمحتي..

الشرح مهم بالنسبة لي ولأغلب القراء غير الناطقين باللهجة خليجية >>> ههههه بعتذر بس عن جد ما قرأت كثير وبعتبر حالي بأول الطريق وفي غيري متلي أكيد.

بصراحة في كلمات مختلفة وايد عن المعنى المتعارف عليه عند أهل الشام وحتى مصر ..

ولا تنسي إنك بتدخلي كلمات عريقة ويمكن قل إستخدامها عندكم .

فبتمنى ما تغيري النمط ﻷنو صعب علي كل شوي أنزل تحت البارت أدور عالمعنى .

فسوري حبيبتي وردة أتحملي غلاظتنا شوي وبإذن الله الرواية الياية اكون احترفت اللهجة وغيري كمان وجمعنا مخزون كلمات كبير منها .


تقبلي مروري وخالص ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 05-01-15 01:01 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3502143)
يسعد صباحك يا الغلااا ..
وصباح جميع قراء روايتك الرائعة .

أشكرك على كلماتك الرقيقة وبقولك هادا من لطفك حبيبتي وكلك ذووق عيوني ..


أنا بعترض على شغلة لو سمحتي..

الشرح مهم بالنسبة لي ولأغلب القراء غير الناطقين باللهجة خليجية >>> ههههه بعتذر بس عن جد ما قرأت كثير وبعتبر حالي بأول الطريق وفي غيري متلي أكيد.

بصراحة في كلمات مختلفة وايد عن المعنى المتعارف عليه عند أهل الشام وحتى مصر ..

ولا تنسي إنك بتدخلي كلمات عريقة ويمكن قل إستخدامها عندكم .

فبتمنى ما تغيري النمط ﻷنو صعب علي كل شوي أنزل تحت البارت أدور عالمعنى .

فسوري حبيبتي وردة أتحملي غلاظتنا شوي وبإذن الله الرواية الياية اكون احترفت اللهجة وغيري كمان وجمعنا مخزون كلمات كبير منها .


تقبلي مروري وخالص ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




يسعدلي مساج بلومي الحلوة ..
ما قلت الا الصدق حبيبتي ..


صحيح انا فكرت فيها وشفت ان شريحة كبيرة من القراء بيلاقون صعوبة في فهم بعض الكلمات وخصوصاً الجديمة منها .. فـ بخليه مثل ما هو لين ما تقريباً افسر كل الكلمات الصعبة ..


الصراحة الكلمات ومعانيهن تمركزت اكثر شي في البارتات الاولى .. مع متابعتكم للبارتات العشرين والخ الخ الخ .. ان شاء الله .. ما بتشوفون هالحركة الا نادر ..


بحاول اصغر الكلام اللي بين الاقواس عشان وردة والقراء اللي يواجهون نفس المعضلة ما يتشتتون وينزعجون ..


وبخصوص البارت القادم .. بإذن الله بنزله في الليل .. :)


ربي يحفظكم جميع ..

bluemay 05-01-15 05:32 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
ربي يسعدك ويبارك فيك ..

حل مرضي بالنسبة إلي ..


لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

وردة شقى 05-01-15 09:08 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


مسا الحب والغلا كله وردة شقى ..
مساء النور و السرور ..


يالله .. ما ارقى كلامج يا راقية ..!!
حروفج أرقى ..


والنعم بكل اللي ذكرتيهن والله ..
ومسألة اني ذكّرتج بكاتبة دشت خاطرج واسعدتج بكتاباتها فـ ها بحد ذاته سعادة لي انا يالغالية ..
:)


الدين امر رئيسي في حياتنا .. وخلو الرواية او اي قصة منه ما بيعطيها ابداً واقعية .. وجاذبية ..!!!!
صاجه ..


خل افضفضلج شوي .. واقولج مثال ..

انا بحكم اني قارئة من الدرجة الأولى .. واقرا وايد روايات انجليزية مترجمة للعربية ..
بغض النظر عن روعة السرد والحوار والاحداث .. بحس ان الرواية فيها نقص .. فيها خلل ..!!!
ليش ..!!!
ذكر الله بين السطور وإدخال عنصر الدين في الكتابة هو النقص ..
فعلا هذا الي احس يوم اقرى هالنوعيه من الروايات ..


لو مثلاً قريتي رواية لكاتبة عربية مبتدئة .. وعندها عيوب كثيرة في اسلوبها .. ما ان تقرا عينج كلام الله او حديث لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام في كتاباتها .. روحج بتبتسم ..
ولا ارادي بيقشعر بدنج وبتحسين بسكينة ..

طبعاً ها مب معناته ان الكاتبة اتم على عيوبها ..!!!
لابد تحسن نفسها واطور مهاراتها عشان تجذب القراء لها ..

ها رايي ..... واتريا اقرا وجهة نظرج ..
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..



الشباب المستهترين بكل مكان وبكل زمان .. وانتشرت مؤخراً للأسف الروايات اللي تظهر الشباب العرب .. والخليجيين خصوصاً .. بشكل مشين مخزي .. يه ان الشاب راعي بنات او راعي عوذ بالله خمور او او او او ....

انا يوم اطيح عيني على هالنوع من الروايات .. " ا ن ق ه ر "

بمعنى الكلمة ..!!!!
ما الومج مثلي بصراحه و انا انقد الكتاب اذا شفتهم غيبوا النماذج الطيبه و غلبوا السيئه ..


ترى الدنيا بعدها بخير .. فيه الصالح .. فيه اللي يصلي ويخاف ربه .. فيه اللي يحترم خواته ويهتم فيهن ويرعاهن .. وفيه اللي يستحي حتى يرفع عينه على بنية ..

واكيد عندج امثلة حية في حياتج ...
فيها و الله يكثرهم ..


اكبر غلط ان نطلع للغير صورة مشينة عن شبابنا وبناتنا ..
اوكي انا مع فكرة ان في فئة منهم يبالهم "إعادة تربية وبرمجة لعقولهم" ..
فعلا يبيلهم اعاده :) ..


بس ما نعمم ونضخم الامر وندخل في عقول "البعض" أفكار مالها معنى لا بتفيدهم ولا بتفيدنا الصراحة ...!!!

هالفئة من الكتّاب للأسف بدال ما يكحلونها يعمونها ..
يطينونها بصراحه .. اكثر شي يقهرني الي
يعكس مجتمعه بشكل سيء جدا
و للاسف بعض القراء ياخذون الروايه واقع لهالمجتمع و ان كلهم جذي ..



شما + سلطان ..

تتوقعين بتقدر تتخطى ماضيها وتترك حب سلطان ..؟!
ماكو شي بعيد عن رب العالمين :)

"الـ يمكن" بنخليها شوي على جنب لين ما ايي الوقت المناسب ..


شما قوية .. لكن هل هي قوية في الحب ..؟! .. هذا لو افترضنا انها بتصير من أملاك سلطان على قولتج ..
احيانا الضعف يولد قوه و العكس صحيح ..



وضع موزة معقد .. فقدت صوتها في يوم أليم ..
ليش ما تقولين
"هل هي بتوافق على يعقوب لو مثلاً خطبها"
أو
"هل بتقدر في يوم تشوف الدنيا بمنظورها الطبيعي .. وترضى تتزوج مثل باقي البنات"
صاجه خذيت منظور معتاد من الناس و نسيت المنظور الثاني :)


فلاح

ما بيسكت .. بس شو بتكون ردة فعله وشو خطوته الياية ..؟!
الله اعلم
على فكره حبيت شخصيته يمكن لأنه هادي :)
و الهاديين يعجبوني لأن فيهم غموض يخلي الناس ودهم
يدخلون داخل راسهم يشوفون شفكرون فيه ..


حمد وميره ..

تتوقعين ميره تحبه .. أو "تفكر فيه أصلاً" ..؟!!
وهل من مبادئ ميره انها تتزوج شخص تحبه او تعلقت فيه ؟!
ممكن حبها لمهره يخليها توافق خاصه اذا ماكان عليه ملاحظات و الكل مدحه ..
الا اذا لها مبدأ بزواجها ..





يا واد يا تئيل

توقعاتج الأخيرة خلتني ابتسم ابتسامة خبيثة ..
بس مع هذا بقولج ..... الله اعلم ههه :)
خل اقولج شغله
مثل ما يقولون اكشف لج اوراقي
اذا حبيت روايه و اندمجت معاها
بتلقين تحليلاتي تطير بعيد وايد مو شويه
يعني ممكن اتوقع حدث بنص الروايه ولا بأخرها
فلا تنصدمين من توقعاتي أو حتى تساؤلاتي الغريبه :)



انززززين ..

نيي عند مسألة الجمال يالجمال كله ..

انا ما احب افصفص البني آدم واصوره انه اسطوري ووسامته مستحيلة وماله شبيه في الكون ..
لا ..
مبدأ حلو ..


المسألة بسيطة جداً ..

مستحيل .. وأكرر "مستحيل" في انسان قبيح ..!!!
صح كلامج ..


لابد فيه جمال سواء في ويهه .. او عيونه .. او ابتسامته .. او طوله .. او ضحكته .. او كلامه ...وأو روحه الطيبة ..
ويكفي لو القلب نظيف ونقي .. فـ ها بيضفي على ويه الانسان جمال من الله وجاذبية ..
حلو .. و فعلا هذا واقع و حقيقه ..

في الرواية ما دققت في مسألة الجمال الا لأسباب معينة ..

مثلاً سلطان وحارب .. اجسامهم معضلة بحكم شغلهم وتدريباتهم اليومية ..
شوفي سلطان ذكرتي انه وسيم لو مكتفيه بانه سالفة العضلات و الملامح الرجوليه كانت
كافيه انا نرسمه بخيالنا بما انه عسكري و نتصوره :)
ما كان اعتراضي على الملامح الرجوليه و العضلات كونه عسكري بقدر انج قلتي وسيم :(
اهني تحكرين خيال القارئ خل اقولج عن بطل روايه حق الكاتبه الاماراتيه ليتني غريبه
اذا مر عليج هالاسم عندها بأخر روايه البطل اسمه غيث كل الي وصفته لنا انه طويل عريض و أسمر و بس
شخصيته كانت معجونه بالقسوه و الحنان بشكل غريب بس حبيناها و قدرت تثبت وجودها بعقل القارئ
و البطله كل الي عرفناه ان شعرها قصير بس حبيناها
بالضبط مثل موزه الي اكتفيتي بلون عيونها وهالشي حبيته خليتي خيالي
يتمدد تخيلتها نعومه و فيها طفوله خاصه يوم شكرت حارب اتخيل شكلها تضيع يمه من ضخامته :)
يعني ذكري شغله بالشخصيه لون عين او وسع عين او لون شعر او كثافه شعر
و خلي الخيال للقارئ هذا مقصدي :)



موزة ركزت في جمال لون عينها العسلية لغرض بعد بنعرفه عقب ..
هالنوعيه من الوصف تعجبني لأنها ناقصه و تخلي الخيال يتمدد على حسب الشخصيه الي
اكتشفناها لموزه بالروايه :)



امممم منو بعد ..

ايوه .. شخصيتين بعد استخدمت جمالهم لأسباب أيضاً .. :)

وحاولت قد ما اقدر اني ما اوصف كل شخصية بشكل كامل عشان اخلي لخيالكم المجال انه يسرح ويمرح ههه .. :)
انا الي لاحظتهم شما و سلطان اما الباجي كان وصف حلو مافيه شي يحد الخيال بتخيل اشكالهم ..


صدق تفهمون رمستنا ..!!!
انا افهم لان لي باع طويل بالروايات :)
و شوفي الي يريحج ..



وردة شقى .. السموحة طولت عليج ..
بس رقي كلامج يخلي الواحد ينتعش في الرد ويتحمس ..
انا الي السموحه منج هذرت على راسج
و دوختج و طبعا انتي لج الحريه بقبول كلامي ولا رفضه .. :)



خلج جريبة دوم حبيبة قلبي ..
ربي يحفظج الغلااا ..
ان شاء الله
دامها عجبتني الروايه
بتشوفيني قريبه و بردود تعجبج ان شاء الله
و يحفظج يارب ..





لولوھ بنت عبدالله، 06-01-15 12:09 AM

الجزء التاسع
 
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء التــــاســـــع




أيا أمي أريد حياة
سئمت تحجر الكلمات فوق جدارنا الصخري
سئمت الموت عبر حياتنا يسري
أريد حياتي الكبرى- أيا أمي- بلا سجان
بلا قبر جميع جهاته جدران
بلا سور يحز حقيقة الإنسان
أريد الحلم أصنعه بلا قضبان
أريد الحب أشعره كما الإنسان
أنا إنسان يا أمي
أنا إنسان
يا أماه..؟
يصيح بكاهلي المتعب
حنين الشوق يسكب أنهر الأحزان
ويكسر خاطري المكسور فقر الحب
أتوق إليه
أتوق لعالمي الموعود
أبغي كسر هذا الطوق
أحن لفوق
حيث يداه تنشلني لسقف الحب
ألقاه،
ونحيا الحب دون حدود
ثار الحب في قلبي من الداخل
يا أماه ..
في قلبي من الداخل



لـ قاسـم حـداد



،



اقترب المُسن صاحب الطلة المهيبة ومعه ابنه الكبير وحفيده الأصغر من باب مجلس صاحبه أبا سعيد وصوته المبحوح على الدوام يهتف بقوة: هووود هوووود يا هل الداااار هووووود ..

أبا سعيد بصوت جهوري مُرحب: هداااا يا بن عميه هداااا قربوووا قربووووا
(بن عميه ليس معناه هنا انهم أبناء عم وبينهم دم مشترك .. انما تعبيراً عن انهم من ذات القبيلة)


وانتفض المجلس بالتهليل والترحيب الرجولي الرنان بين الرجال الكبار والشباب ..


وبعد أن جلس الجميع، قال أبا سعيد بابتسامة أظهرت تجاعيد وجهه: حيي الله بـ هل دبي
حيييبهم وسهلاااا ..

أبا عبيد بنبرة باسمة رنانة: الله يحيييك ويبجيييك عنيه افدا خشمك
شعلومك يا بوسعيد .. وشو الدنيا ويااك يا خويه ..؟!!

رد أبا سعيد ببحة ظهرت مع حكمة سنين طويلة: ايييييييه يا نهيان الدنيا هي هي يا خويه ونحن هب دايمين فيها ومصيرنا التراب
والواحد ما يقول الا يالله بحسن الخااااااتمة ..

ضحك أبا عبيد مربتاً على فخذ صديق عمره ويقول: لك طولة العمر يا خويدم
عدنا شبااااااب نحن ما تعدينا الثلاثين ههههههههههههههه

أبا نهيان بابتسامة دافئة: صدقه ابويه عدكم شباااااااب
وأردف بحزم دافئ وهو يهز فنجانه للصبي: الله يواليكم الصحة والعافية


الحاضرين برد جهوري: آمين يارب العالمين ..


واستمرت الأحاديث بين الرجال والبسمة لا تفارق أعينهم التي تشع مودةً انتشرت بين زوايا جدران المجلس بهيبة وسطوة باذخة ..


ساد صمت خافت عندما رن هاتف حمد، قال مُعتذراً لأحمد الذي كان يحادثه في تلك الاثناء: اسمحليه بوزايد، دقيقة بس

أحمد بحزم دافئ: مسموح الغالي افا عليك .. خذ راحتك ..



خرج وهو يجيب على المتصل الذي لم يكن سوى من صديقه المقرب محمد


وبنبرة رجولية متسلية هتف: هلا باللي سرقوا موتره وخلوه يرد من الدوام بـ تكسي
..
ضحك ضحكة قوية لم يستطع كبحها: هههههههههههههههههههه اسمينيه نقعت من الضحك يوم سلوم خبرني السالفة
..
وبذات ضحكته الرنانة: هههههههههههههههه ليش عاده تهزبه، ما يسوى عليه تسلف موترك يومين
..
وأكمل ضحكه بأن قال: هههههههههههه الله يغربل بليسك حمووود
..



ظل يسير وهو يتحدث باندماج وضحك واضعاً يده اليسرى في جيبه الأيسر ويحمل هاتفه بيده الأيمن ..

ثم توقف فجأة ومقلتي عيناه بدأتا بالاتساع وهو يرى فتاة تسقط من السلالم وصراخها الحاد وصل مسامعه بقوة ..

ومن غير تفكير واعٍ منه ... ركض بقلق كاسح اتجاهها ..



لا يعرف لمَ شعر في لحظة لم تتجاوز سرعة الضوء بأن قلبه يعرف طيف تلك الفتاة ..!!

ارتعب والاضطراب الغريب بدأ بنهش عظامه ..!!!


يعترف بأن ذعراً شديداً قد ترك أبواب قلبه ينفتح على مصراعيه ويتأرجح بقسوة ..!!!!


اكمل سيره المضطرب إلى أن وصل للفتاة، ولكن بعد فوات الأوان وبأسوء حال ..!!!



اما هي .. فكان حالها لا يسر ابداً ..
انزلقت رجلاها وهي تنزل من السلالم بسرعة غير مدركة بأن الخادمة كانت تنظف الأرضية بالماء والصابون

وعندما سقطت .. رضخ كوعها الأيسر وأسفل ظهرها مباشرةً بـ حافة السلم الأخير ..



للحظة أصابها دوار أطاح بحواسها السمعية والبصرية أرضاً، وألم السقطة يزداد اشتعالاً في جسدها بأكمله وتأوهات خافتة ناعمة كالقطن تخرج من حنجرتها بصورة ...... "أليمة" ...


وبسبب قوة اندفاع سقطتها .. انحسرت ثيابها قليلاً لتظهر ساقيها ووجهها المحتقن باحمرار مؤلم بان بعد أن سقط غطاء وجهها التي حرصت على تغطيته تجنباً من وجود غرباء في باحة المنزل ..!!!



كان حمد واقفاً وعقله في تصنم تام


ماذا يفعل ..!!
ماذا يفعل يا إلهي ..!!

هذه ميره، هو متيقن من هذا ..!!!

ذات الشفاه المرصعة باحمرار بلوري
وذات الشامة المتفجرة بفتنة خاصة لا تليق إلا "بها" ..!!!


يالحرقة قلبه الضائع بين جنبات عيناها وهو يتلقى بوحشية تأوهاتها المؤلمة ..!!!




تنحنح بقوة وهو يشد من احبال صوته لتظهر كبحة موسيقى لآلة عتيقة، وبنبرة تحرق الوجدان همس:
ميـــــــــره




يــــا إلهـــي رحمــــاك ..!!
لم يكن يعرف بأن لحروف اسمها تلك السطوة الشرسة على اوتار ذاك القابع في يسار صدره ..!!



تنحنح بقوة أكبر وهو يزفر هياماً صرفاً: ميـــــره .. احــــم ميــــره تسمعينــــي ..!!!



كانت ميره تتأوه وما زالت مغمضة العينين ووجهها يوحي بمدى ألمها الشديد والمنتشر في كل ارجاء جسدها الضئيل،

وفجأة اجهشت بالبكاء ما إن لمحت طيف شخص بقربها،

وبنبرة خافتة تخللها شهقات دموعها التي تتساقط من عيناها المغلقتان من شدة الألم:
آآآآآآآآه عـ عـ عمميه أ أ أحمممد ألل ألححق عليييه ..


وازداد بكائها وهي تتأوه .. ولا تمتلك أي قوة لتنهض من الأرض الصلبة ..




تحولت عينا حمد لسواد مظلم بعد أن سمع تأوهات حبيبته الباكية ..


أتظنين بأني عمك يا مهجة الروح ..!!

أنا أبـــــــاك، وعمـــــــك وأخــــــــاك
فقط كفكفي دموعك ارجوكِ

لم أكن لأتحمل يا فتاة صوتك الشادي وهو يضحك، لأتحمله الآن باكياً يترنح من فرط الألم..!!
فلترحميني يا أنتي ..!!




أتت الخادمة وهي تصرخ بجزع حاملةً بين يديها سطل الماء والمكنسة، وقالت بعربية متكسرة: اووه ماي قااااد ميرررة هبييييبتي، انتي كيف يتييييه ..!!!
(يا إلهي ميرة حبيبتي، كيف طحتي ..!!)

ميرة والتي من فرط ألمها .. أصبحت شفاتها المكتنزة في حالة ارتجاف تام انبأ صاحب القلب العاشق عن حدوث انفجارات مدوية في قلبه اطاحت حصونه بنمرودية لا ترحم..!!



قالت بأنين خافت باكي ولم تدرك الى لآن من الذي حولها حقيقةً: آآآآه راشيلدا تعالي شليني والله ماروم اوقف .. آآآآآآآآآآآه ايدددددددي ..

تسمرت الخادمة راشيلدا بمكانها باهتة الوجه وهي تنظر للرجل الغريب امامها بتعجب .. واخذت تتساءل عن وجوده هنا ..!!!!


احتقن وجه حمد بغضب من بلادة الخادمة .. وسرعان ما امرها بحزم يشوبه انفعال داخلي عاتي:
شلي البنت بسرعة ودخليها داخل ..


اتسعت عينا الخادمة ببلاهة وهي تنظر للشاب ذو القامة الممشوقة وملامح وجهه البريئة الحنونة تعطيه عمراً أقل من عمره الخامس والعشرين ..

كرر ما قال بغضب أشد ونفسه بدت تضيق تماماً: يلااااااا شلييييييهاااا


ثم تراجع للخلف وهو يلتفت لميرة بقلبٍ يرقص ألماً على حالها،
ولكن ليس بيده حيله فهو ليس بمحرم لها ولا يجوز أن يقربها أكثر من ذلك ..!!!

ليتك ملكي انا فقط أيتها المجنونة
لألقنك درساً لن تنسيه على حماقتك/شغبك ..!!!


وهمس بخفوت تخلله تهكم/غضب بالغان وهو يحاكي طيفها الشجي: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
عميا انتي عميا ...!!!
ما تشوفين السلالم كلها خرسانة ماي وصابون ..!!!
افففففففففففف ..


ووقف في زاوية بعيدة وهو يرى الخادمة تعاون ميرة على الوقوف وتُدخلها الى داخل المنزل ..



زفر بحرقة العشق اللامتناهي وهو يدعو ربه عز وجل أن يحفظها من كل شر وسوء

أن يحفظهــا لــه هــــو ..


.
.
.
.
.
.
.



دبـــــــي




نزل من غرفته بعد أن نام سويعات قليلة اراح فيها جسده المنهك من السفر، كان يمشي ويحرك ذراعيه للوراء كرياضة بسيطة لتمديد عضلاته ..

تأوه بألم خفيف وهو يبتسم بخفة: آآآآآآه ... ههههههههههههههه يديه عاد ما ضربني بالخيزرانة الا في مكان اليرح بالضبط


وصل لحيث والدته وشقيقته جالسات بهدوء ومزاجية لا يعلى عليها ... ثم هتف بنبرة رجولية مازحة: هالو سويتي قيرلزززز

مهرة بابتسامة جميلة: هالو بيق بروووووو

قطبت أم نهيان حاجبيها باستنكار: نحن عرب يا أمة محمد


انحنى ليقبل خدها بثغرٍ باسم مع تيقنه الكامل ان حدة عيناها ستنجلي بعد قبلته بقدرة عجيبة: مسيتي بالخير والعافية يا ام نهيان ..


وكما توقع .. اختفت عقدة حاجبي والدته لتصبح نظرتها اشبه بقطرات ندية من نهر في الجنة: مسيت بالنور والسرور يا ولد عبيد .. رقدت زين ابويه ..؟!!

رد نهيان وهو يمغط ذراعه الأيمن بقوة: هيه الحمدلله رقدت وشبعت رقاد بعد ..


قامت مهرة لتجلس بقرب شقيقها الكبير وقالت بدلال حلو المذاق: نهيان راوني صور سيشل في خاطريه اشوفها من كثر ما الناس تمدح جوهااا وطبيعتهاااا ..

نهيان بحنان جارف وهو يضع ذراعه خلف رقبتها: إن شاء الله بس الكيمرة هب عنديه الحينه .. عند واحد من الربع .. عقب باخذه عنه وبراويج الصور ..

مهره: انزين .. بس اقولك .. صوغتيه وين ..؟!

اتسعت ابتسامته وهو يمط انفها الصغير .. وقال:
في الشنطة .. سيري خذيهن ..

أمسكت مهرة بعفوية ذراع شقيقها ليتأوه بخفوت ..

تراجعت بصدمة وهي تضع يدها على فمها: اووووه آسسسسفه
بعدها ايدك تعورك من خيزرانة يديه ..!!

هتفت أم نهيان بجزع وهي تضع يدها على صدرها: وابوووووييييه لا يكون كسرلك اييييدك ؟؟!!


ضحك نهيان بخفة وهو يتذكر ما حصل بعد أن دخل المنزل ظهراً




عند الظهر



بصوت جهوري متفجر بالمَرح الذي يتميز به دائماً:
السلااااااام عليييييييييكم، نهيان بن عبيد بن نهيان الحر يرحب بكم جمييييييعاً ..


تهللت الأصوات المرحبة والسعادة تملئ أعين كل العائلة بحب صافٍ وشوق أصفى ..


وسلم على الجميع، على أبيه، أمه، شقيقه حمد، شقيقته الصغيرة مهرة ..

وما إن وصل لجده الجالس في صدر صالة المنزل حتى ضربه بكل ما اوتي من قوة بعصاه الذي يتكأ عليها،

وبعصبية رجل مُسن لعب الشيب الأبيض بلحيته لعباً طويلاً:
سود الله رقاااااااااع امن يااااااابتك يا الهواااام، خربوا مذهبك بلاد الكفااااااااار وعلموك مذهب تعبان مثل ووويهك

ومسح بناظريه المشيبان قمة رأس نهيان إلى أخمص قدميه .. وتابع بازدراء/استنكار: اشوووه هااااااا، امففففف علييييييك من ووووولد امممممف ..

تأوه نهيان بألم وهو يضحك بسماحة نفس .. والجميع كان يضحك كذلك ولكن لظرافة وغرابة هذا اللقاء ..!!!


وبغضب أخذ الجد أبا عبيد يضرب ذراع حفيده الأيمن والشوق يأكل قلبه بضراوة إلى أن تخم الشوق نفسه، ولكنه غاضب من استهتار هذا الولد الذي لا يحترم عادات البلاد وتقاليدها ..

هتف بذات استنكاره الحاد: آخر مرة يا ولد عبيد اطب ذيك البلاد اللي ما وراها الا الفساد سامعنيه ..!!


أعطاه نهيان اجمل ابتساماته وأسرع بتقبيل رأسه ويديه الثمينتان ..


ياله من مُسن قوي خبيث .. يعرف كيف يسيطر على امتلاكه لجنبات قلبي دوماً ..!!!!

وبنبرة براقة اجاب: ان شاااااء الله يالغالي آخر مرة اطب بلادهم
كله ولا زعل بوعبيد عنيه هب بلااااه ..
(عنيه هب بلاه = الله لا يحرمني منه)

غمغم أبا عبيد وهو يجر نهيان ليجلسه بقربه بصرامة تخللها اشتياق واضح: ايلس ايلس يا ولد، خبرني شحوالك شعلومك ..؟؟



،



استفاق نهيان من شروده الذي مضى عليه ثواني لا تتعدى الخمس، وقال ببسمة تقطر دفئاً لوالدته: لا امايه فديتج
ما فيه الا العافية الحمدلله ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
غــرنــاطـــة




وقفت بجانب الصخرة الشهيرة التي كانت آخر دليل على مداس المسلمين في الأندلس وأخذت تقرأ بخفوت مذهول:
ساسبيرو ديل مورو


نهضت وهي تسأل المرشد السياحي بإنجليزية تخللها مشاعر انبهار شديد: أهذه هي الصخرة التي بكى عندها الأمير أبوعبدالله آخر حكام المسلمين في الأندلس ..؟؟!

أجاب المرشد بابتسامة مهنية وقال: أجل يا آنسة هذه هي الصخرة


اجتمعن الطالبات وروضة والإخصائية مريم بجانب ناعمة بانجذب ومشاعرهن تشبه مشاعر ناعمة المُنبهرة ..

روضة والتساؤل بدا يغزو ناظريها: نعوم ليش صااااح ...؟؟!

الإخصائية مريم وهي تعقد ساعديها امام صدرها: مب هو يا ناعمة اللي سلّم مفاتيح غرناطة لمملكة اسبانيا ..؟!!

وضعت ناعمة ذراعها على كتف الطالبة حمدة بحنان جارف ووافقت الاخصائية مريم بما قالته ببسمة حزينة:
هيه نعم هو نفسه .. تخيلوا بعد 800 سنة من ازدهار كبير يشع من كل مكان من هالبلاد، انطفى هالنور عقب ما سلم الأمير ابوعبدالله محمد الصغير مفاتيح غرناطة للملك فرناندو والملكة ايزابيلا ..


وأشرت نحو الصخرة بشجن وعينان تتفجران آسفاً/خيبة: سلّم المفاتيح وطلع هو وعايلته وأمه عائشة الحرة من القصر ووقف هنيه على بعد 12 كيلو من غرناطة وصااااح ..
صاح صياح قوي عقب ما ندم وادرك متأخر انه ضيع المُلك بسهولة للأسبان ..

صاح على حضارة انبنت على دماء مسلمين بذلوا ارواحهم في سبيل نشر الاسلام في كل بقاع الأرض ..!!

وقالتله أمه عائشة الحرة كلمتها المشهورة وهي تشوفه يصيح .. قالتله بكل حرقة قلب: ابكي، ابكي بكاء النسااء، ملكاً لم تحفظه حفظ الرجاال


وطبعا الجواسيس الأسبان اللي انتشروا في كل غرناطة، شافوا الامير أبوعبدالله وهو يصيح في هالمكان ..
فـ سموا هالمكان بـ ساسبيرو ديل مورو يعني (بكاء العربي)

هتفت زينب بغيظ وعيناها ادمعتا بتأثر واضح: وهو ليش أصلاً يسلمهم غرناااطة ..؟!!

ابتسمت ناعمة واجابتها بحكمة: يا زينب اللي يعيش ويبني ملك لله وللمسلمين بيعيش بعزة وكرامة واسمه بينكتب بالذهب، لكن اللي يفكر بنفسه ويبني شي لمصالحه الشخصية ولمطامعه بدون ما يفكر بغيره فـ هذا صدقيني بيكون مصيره الهوان والضعف والذل على ايد ارذل خلق الله ..

والامير أبوعبدالله وأخوه وقبلهم أبوهم الأمير الغالب بالله كانوا غرقانين أصلاً في متاع الدنيا وابتعدوا عن مبادئ ديننا الحنيف اللي أسست حضارة الأندلس وثبتتها بأعمدة من التعايش والوحدة والفكر السليم، انغمسوا للأسف في صراعات ما تنتهي مع لجل السلطة والنفوذ والمال ..

وأردفت وهي تأشر بشرح مبسط: والأمير عبدالله طمع مثل غيره في غرناطة اللي كانت أصلاً مملكة ما تتقارن بالممالك الأندلسية الثانية، لكن الطمع يوم يعمي بصيرة البني آدم بينسيه أي شي ثاني يستوي حوله، والدليل إنه لهى عن الأسبان وما شاف المكايد اللي تستوي حوله منهم، بالتالي شو صار ..!!

ردت روضة عليها وهي تهز رأسها بأسف: بالتالي سلمهم غرناطة عقب ما حس إنه خلاص ضعيف وما بيقدر يواجههم، خصوصاً عقب ما اتحدت ممالك الأسبان كلها وكونوا قوة ما يستهان فيها ..

ناعمة: صح عليج رواضي



: ناااااااااااعمة، يلا الباص بيتحررررك ..


ضحكت روضة: ههههههههههههههه اخوج مغتاظ منج .. وقفتي الباص فجأة ونحن في الدرب عسب تعطينا درس تاريخ عن هالمكان ..

ناعمة بضحكة رنانة: هههههههههههههه سكتي يا ختيه زايغه مابا اشوفه ..

وأردفت وهي تحث صديقتها وطالباتها على السير: يلا يلا امشن عن يروحون عنا ..


وهي تمشي .. التفتت للوراء ونظرت نظرة أخيرة على المكان الذي شهد صورة حية لخنوع المسلمين في زمان ما .. وتذكرت بشجن شفاف .. قصيدة أبو البقاء الرندي الشهيرة والتي يرثي فيها بمرارة ضياع الاندلس الحبيبة ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـوظبــــي




تململ بجلسته وهو يشاهد مباراة كرة القدم والغيظ يحتل نظرات عينيه من ضعف فريقه هذا الموسم والذي سيخسر في هذه المباراة على ما يبدو ..

غمغم بتهكم خشن وهو يقذف جهاز التحكم: اففففففففف النتيجة واضحه يا بويه .. انا اللي ما عنديه سالفة اللي متابعكم ..
بسويليه شي اكله ابركلي ..

نهض وهو يتصل كعادته بـ خليلة قلبه ليأخذ منها مقترحات لعمل عشاء لذيذ وبسيط ..
وبنبرة رجولية تفتن قلبها الضعيف أمامه قال: شحال حبيبي اليوم ؟!


آمنة بابتسامة لم تستطع كبحها رغم حزن قلبها: الحمدلله بوخويدم انت شحالك ؟

بطي باستغراب باسم: لا لا لا وين حبيبي وين عمري وين حياتي ..؟!!
بوخويدم هاي يعني شي فيج ..

تنفست آمنة بقوة وهي تحاول وبشدة اظهار دفئ صوتها وحبها له ..
فهي بعد تفكير عميق، استنتجت بحسن ظن صرف أن هناك سوء فهم في الموضوع، ولن تخرب علاقتها الجميلة مع زوجها باعتقادات وتكهنات غريبة بسبب غيرة عمياء ..!!


وبنبرة دافئة صادقة متفجرة بشوق غريب همست: فيّه انيه ولهانه على حبيبي بطي .. يستوي تييبلي اياه الحينه ..؟!!


ارتعش قلبه مع همسها العذب، واشتعلت رغبته بأن يضمها لصدره بقوة وينهل من منبع عسلها بكل جوع عنيف يمتلكه ..

وبنبرة ثقيلة خرجت تحت وطأة لهفة رجل تفجرت روحه "بالتوق": استغفر الله العظيم، بلاني ربيه بحرمة ما تروف بقلبي ابد ..
اقول حبيبي، ساعة ونص بالكثير وانا عندج ان شاء الله ..

انفجرت آمنة ضاحكةً على جنون زوجها، وقالت بنبرة اهتزت اغراءاً لعوباً تخلله شوق كاسح:
اترياك حبيبي لا تبطي عليه ..

قال وهو يشتم شماغه الذي سقط منه بعد أن اهتزت يداه من نبراتها "القاتلة": يلا يلا يااااي من غير شر ..


.
.
.
.
.
.
.



انتشر الضباب امام ناظراه،
وهو يمشي .. ويمشي .. ويمشي ..

أخذ يتلفت بحيرة وملامح وجهه تحكي قصة ضياع .. وشتات ..

استمر بالمشي ، واستمر
واستمــــــــر ....

وقف وهو يفكر .. في أي غرفة هو الآن ..!!

وهذا الطفل الجالس على الأرض ... من يكون ....!!

سمعه وهو يتأفف بضجر ويحاول بشتى الطرق حفظ القصيدة العربية التي سيمتحن بها غداً في المدرسة

ابتسم وهو يرى هيئته التي لم تكن الا نسخة مصغرة منه

أهذا هو يا ترى ..!!
ههههههههههههه انه هو حقاً، كان طفلاً جميلاً لا بأس به .. !!


اقترب من الطفل وهو يحاول امساكه ..... ولم يستطع لمسه

لمَ يا ترى لا يستطيع تحسسه ..!!


رآى الطفل وهو يحمل كتابه ويتهكم بصوت عالي: بروح عند بابا عشان يسمعلي، اف تعبت قسم بالله ..


ابتسم ببسمة تضج بالمشاعر الغريبة .... والثقيلة .... ثم لحق بالصغير و هو يتتبع تفاصيل المنزل المألوف ..!!!!

أهذا منزل جداه في رأس الخيمة ..!!!!
أجل هو بعينه ...!!!!

رآى الصغير وهو يدلف لغرفة هو يعرفها تماماً ..
غرفة والديه، محمد ونيلا ..


دخل وهو يسمع ضحكة والدته التي تحتضن الصغير بحب وحنان لا يوصف

أحس بغيرة شديدة تنهشه ..

وهمس: امايه ..

لم ترفع عيناها عن الصغير ابداً ..

اخذ همسه يرتفع .. الى ان اخذ يناديها بصوت مبحوح موغل بالوجع الصرف: امااااااااايه امااااااااااايه ..


لم يسمع رداً منها أيضاً ..!!

رباه .. لمَ لا تجيب على نداءه ..؟!

امي ....
انا حارب ...
انا ابنكِ ورجلكِ الثاني كما تناديني دوماً ..!!!

اجيبينــي يا جنتــــي ..


رآى والده وهو يلاعب الصغير ويقول له بنبرة أبوية حازمة: ها حفظت القصيدة ..؟؟!

رد الصغير وعيناه المشابهتان لعينا والده تنضح ثقة طفولية: هيه ابويه كلهااااااا، سمعلي يلااااااا


جلس والده امام رقعة الشطرنج وهو يناديه بخبث: لو غلبتني في هالدور بسمعلك ..

قذف الصغير ذو الاثنا عشرة سنة كتابه .. وجلس أمام والده وروح المنافسة والحماس بدأتا تظهران على ملامحه: بغلبك بغلبببكك ..


وبدأ يلعب مع والده الذي كان يبتسم له طيلة الوقت بإعجاب وهو يراه كم يحاول بجهد مجاراته باللعب ..


وبعد دقائق طويلة،

قال والده بعيناي باسمتان: اسمع حارب، خل هالشي في بالك، حاول قد ما تقدر ما تحرك الرخ والوزير إلين ما تستنفد كل وسائل الدفاع والهجوم عندك، لأن وجودهم في خط واحد يضاعف قوتك ..


وضع الصغير يده اليمنى على ذقنه بينما اسند كوعه على فخذه مقلداً بشكل عفوي جلسة أبيه .. وقال مفكراً بعمق: اممممممم انزين ..




كان هو في تلك الأثناء مسنداً ظهره على الحائط ويراقب ببسمة اشتياق وفضول الذي يجري امامه ..
فهو يرغب بشدة معرفة من الذي سيفوز ..!!


وبعد لحظات مرت في عالم لا يمت لعالم الواقع بصلة ..

صرخ الفتى بسعادة متفجرة: فزززت فززززززززت فززززززت ..

ضحك الأب بحنان وهو يمسح على رأس أبنه، وقال بابتسامة أبوية عبقة: كفوو يا ولد محمد .. أحسنت




ابتسم هو بحب تفجر حنيناً عندما اكتشف أن والده قد خسر امام الفتى الصغير بتعمد واضح ..!!!

هو هكذا دوماً، يفعل المستحيل لرسم الضحكة على شفاهنا نحن ابنائه .. ولو على حسابه ...!!



أرهف سمعه عندما قال "اباه" لـ "هو الصغير" بحزم أبوي دافئ وهو يضع ذراعه الكبيرة على كتفيه الضئيلتين: لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة ..

بتحصل اللي تباه في ها "وأشر بسبابته على رقعة الشطرنج بحزم شجن"


أخذ كلام أبيه يتردد على مسامعه كصدى صوت يتردد في مسجد من الطيبن قديم مهجور ..


لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها




بدأ كل شي يستحيل لضباب، وأحس باختفاء جسده تدريجياً وسقوط اجزائه كأوراق خريف أصفر باهت اللون ..

أخذ ينادي وصوته المثقل بالوجع أصبح مرتجفاً .. متهدجاً .. محترقاً: أبوووووووووويه
امااااااااااااااايه
ما شبعت بعدني منكم
دخيلكم تموا شوي معاااايه ..


لمح طفل صغير آخر ذو أعين تتفجر براءة وجماله يذيب قلوب البشر ..
ورآه وهو يلوح بيده إليه ويصيح ببسمة اشرقت وجهه الصغير: باي باي حروب ..


انفطر قلبه بدهشة مؤلمة وهو يحاول مد يده ليتحسس ملامح الصغير بشوق "ينحر":
عبيد .. اخويه عبيد
انت عبيد
خلكم يا خويه .. دخيلكم ..
تموا شوي .... ولهان عليكم
ما شبعت منكم والله
ما شبعت ..


وبصراخ تشتت بين عالم واقعي/عالم لاواقعي: ولهاااااااااان علييييييييييكم
والله ولهاااااااااا.......



هبّ من سرير وهو يتحشرج بـ أنين خشن .. غليظ كـ غلظة مأساة روحه ..

واخذت شفاهه ترتجف بالاستغفار بينما عرقه يتصبب بغزارة وكأنه كان غارقاً في بركة مياه سحيقة العمق/الظلمة ..


بح صوته الخشن بسبب لهاثه المتواصل وتنفسه الثقيل وتمتم بنبرة مرتعشة:
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
يـــــــارب
يـــــــارب ارحمنـــــي ..
الـــروح ما عــادت تتحمـــل فرقــــاهم، مـــا عــادت تتحمـــل ياللـــــه ..


قام من فراشه بثقل وهو يمسح على شعره الأسود كثيف المبلل بالعرق بإنهاك روحي تام ..
ثم دخل الحمام وقرر أن يستحم علّ زفرات صدره الموجعة تخف وتبرد بعد حلم أشعل في صدره نيران يصعب اخمادها ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن
صبــاح يـــوم جـــديد
في إحدى المواقع الإنشائية




وقف وقفته المتحفزة العملية على الدوام ونظرة عيناه الهادئة فطرياً لا توحي للناظرين بأن داخل عقل هذا الرجل آلة تعمل بعبقرية وتفكير ذكي ذو سرعة بديهية تامة، فهو يعطي انطباعاً للذين يتعاملون معه بأنه شديد الطيبة، يسهل التحايل عليه وأخذ المطلوب منه بسلاسة ..

ولكنه عكس هذا تماماً ..!!

صحيح إنه يمتلك قلباً طيباً حليماً، ولكن ليس ممن يسهل التلاعب بهم بالكلام والأفعال ابداً ..!!

وكما تقول والدته شريفة دوماً: "خافوا من الساكت" ..!!


كان واقفاً ويتناقش بهدوء مع المقاول التشطيبات الأخيرة المُراد تغييرها قليلاً في المبنى الذي هم فيه ...

شعر بدوار خفيف والشمس الحارقة فوقه تصب اشعتها القاسية الحارقة على رأسه ..


انتصب بقامته التي تتسم بطول متوسط جذاب واضعاً يده على جبهته ويهتف بحزم بالغ: مصطفى خل نكمل في المكتب عنديه .. شو الراي ..؟؟!

رد المقاول مصطفى وهو يهز رأسه بـ موافقة: زي منته عايز يا بش مهندس سيف ..

ركب الأثنان سيارة سيف وانتقلا للشركة الواقعة على بعد 3 شوارع من موقع البناء

دخل مكتبه ومعه المقاول وهو يلتفت لسكرتيرته الكبيرة في السن، وأمر بحزم شديد الاحترام: أم ابراهيم هاتيلي مخطط المبنى الايديد لو سمحتي ..

ام ابراهيم ببسمة حنونة: حاضر يا باشا، دئايئ بس

دخل الرجلان المكتب، وجلسا ليعملا بتركيز تام وفي جو هادئ ومريح ..


وبعد دقائق طويلة مرت .. استقام بجلسته وفتح احدى ادراج مكتبه ليُخرج علبة مسكن للألم .. ثم ابتلع حبة منها علّ الألم الذي يشعر به في جسده يستكين قليلاً

لم يدرك أن العرق يتصبب من وجهه حتى قال له المقاول والقلق بان من نظرة عيناه: أبوماقد بلاش تكمل شغل النهارده،
باين من وشك إنك تعبان خالص ..

هتف سيف وهو يمسح عرق جبهته بإبهامه: لازم نخلص من سالفة هالمبنى اليوم، ما عندنا وقت يا مصطفى

اخذ مصطفى المخطط من بين يدي سيف ثم طواه وهو يهتف باصرار: لأ يا راقل، صحتك عندنا أهم من الشغل والتعتير
انته ارجع لبيتك، وانا حكمل البائي ..

كان سيف سيعترض ولكن المقاول مصطفى قاطعه: ما تخفش يا بش مهندس وراك رقاله
ئولتلك انا حكمل بائي الشغل وبالشكل اللي حيرضيك بإزن الله
امشي بئى ..

هز سيف رأسه بـ عقل متشتت من الإرهاق ووقف ليهم بالخروج .. الا ان مصطفى استوقفه ليسأله باهتمام:
اوصلك البيت ولا تئدر تسوئ لوحدك ..؟!!

أجاب سيف بعينان ذبلتان: لا لا تسلم اروم اسوق


.
.
.
.
.
.
.


أبــوظبـــي



بدلع أنثوي صرف أخذت تدهن ذراعيها الناعمتين بكريم مرطب ذات رائحة تتفجر شغفاً .. من ثم أخذت زجاجة عطرها الفواحة برائحة الفل المركز وعطرت مواضع النبض في جسدها ..

بعد أن انتهت من زينتها، نزلت لتحضر القهوة التركية لها ولزوجها الحبيب ..


لمحته جالساً في الصالة الواسعة وهو يقرأ الجريدة الصباحية ونظارته المخصصة للقراءة تتكأ فوق جسر أنفه بسطوة جذابة ..

ضحكت بينها وبين نفسها وهي تتذكر كيف اقنعت زوجها بطريقتها الخاصة أن يتأخر عن عمله ليشرب القهوة الصباحية معها بجو صافٍ شاعري خاصة بهما فقط ..

دلفت المطبخ بخفة ورشاقة وبدأت تجهز القهوة والبسمة لا تفارق ثغرها ..


لطالما اجتذبت أعين البشر بجاذبية اُلقها الانثوي وطلتها البهيَّة ..

والذي يراها لا يعطيها عمراً كعمرها الأربعين ..!!!

هي في الحقيقة ابعد بكثير عن مفاهيم الكبر ..!!!
لأنها كانت ولازالت تدمن الرياضة بكافة أنواعها .. وهذا الإدمان ما جعل قوامها كقوام عارضات الأزياء
مشدوداً ومرناً بشكل مبهر ..

وتسلل شغف الرياضة لا ارادياً فيما بعد لروح ناعمة ابنة اخيها أبا ذياب عندما قررت الأخيرة ان تخفض من وزنها وتصل للوزن المثالي الذي لطالما طمحت إليه ..!!!


جفلت جزعةً عندما شعرت بذراعين حانيتين تطوقان خصرها بشغف صرف، وصوت يهمس بنعومة في أذنها:
شيطونة انتي ..


هتفت بنبرة باسمة تشع غنجاً راقياً وقلبها يعلن دقاته المغرمة: الشيطونة في خاطرها تشرب قهوة وياك الصبح،
فيها شي ..؟!!

قبّل عنقها من خلف أذنها الأيسر وهمس بنبرة رجولية مثيرة: بس اشرب قهوة ويااج ..!!!
لو قلتيلي يا مصبح فنش من شغلك بفنش وانا اضحك ..


ضحكت بخجل وهي تمسد بنعومة فك زوجها: ههههههههههههههه لا عاد حبيبي هب لهالدرجة ..


تنفس مصبح عبق رائحة محبوبته بقوة وهو يقول بهيام: ناوية تذبحيني اليوم سلامي ..!!


استدارت بجسدها الرشيق وهي ما زالت سجينة ذراعيه .. وهمست بابتسامة ظهرت وسط وجهها ذات التقاسيم الناعمة والفم الصغير: تروحت بالفل اللي تحبه ..

هز مصبح رأسه باعتراض خبيث باسم، وهمس مقرباً وجهه من وجهها باثارة تبعث في قلبها الرعشة: لا يالزينه ..
قولي الفل اللي احبه عليج انتي بسسسسس ..


ارتعشت ضحكتها خجلاً .. وهمست بخفوت غارق بالدلال: انت اللي ناوي تذبحني اليوم يا بوظاعن ..

هتف مصبح بتحذير متسلي وهو ينظر من خلف زوجته: سلامي إلحقي على القهوه ..

انتفضت سلامة بجزع .. والتفتت بسرعة لتطفئ النار وهي تصيح: اووووويه .. كله منك مصبح ..

ضحك مصبح بتسلي صرف وهو يهرب: هههههههههههههههه ما سويت شي انا، لا تتبلين عليه


وبعد دقائق معدودة ..
صبت سلامة القهوة في كوبان أبيضان ناعمان وخرجت لتجلس في الصالة مع زوجها

أخذا يتحدثان والجو المنسجم يضفي احساس رائعاً يزيد من غرام نظراتهما المثقلة بمعاني الحب العذب

وبينما هما يتسامران .. قالت سلامة بتردد: بقولك شي مصبح، وماباك تحرج ورفجه ..

قطب مصبح حاجبيه باستغراب .. قال: شو سلامة ..؟!!

همست سلامة وهي تلعب بطرف لباسها بتوتر خفيف: اممممم اوعدني اول ما تحرج وتاخذ السالفة بهداوة

عدل مصبح جلسته ليقابل وجهها هاتفاً بحزم بالغ: إن شاء الله، يلا قولي ..


قالت سلامة بعد أن تنهدت بعمق: اولة البارحة يوم ظهرت الحوي عسب ازقر البشكارة، شفت ظاعن مندس في زاوية ويدوخ ..
(البشكارة = الخادمة)


تحولت تقطيبة حاجبا مصبح من تساؤل/استغراب إلى انفعال مصدوم .. وقال: شوووه ..!!! ظاعن يدووووخ ..!!!

سلامة ونظرتها بدت حزينة ومتخاذلة: هيه ريته بعيني ..
دخيلك ماباك تحرج عليه .. ايلس وياه وتفاهموا .. انت ابوه .. وهو ما بيلاقي شرواك عون وصديج ..

زفر مصبح زفرة منفعلة حادة .. وهتف: استغفر الله العظيم .. ظاعن يدوخ ..!!
منو معلمنه على الزقاير ..!!
لا انا ولا عمامه ولا خواله ندوخ ..!!

هتفت سلامة وهي تهز كتفيها بقلة حيلة: ماعرف والله حتى انا انصدمت من الخاطر .. يمكن من ربعه يا مصبح
عسب جيه اقولك لازم تيلس وياه وتشوف حل لهالسالفة قبل لا يتعلق بالزقاير زود وما يروم خلاف يودرهم ..

أومئ مصبح برأسه هاتفاً بحزم تخلله تفكير عميق قبل ان يقف: إن شاء الله إن شاء الله .. فليل بيلسه جدامي واعرف منه كل شي ..

أضاف وهو يأخذ شماغه وعقاله: يلا عيل .. انا ساير الدوام ..


.
.
.
.
.
.
.


شركة بن خويدم – فرع أبوظبــي




وصل الشركة في تمام الساعة الحادية عشر ..
كان يمشي بين الممرات والردهات وعيناه تبثان نشوة تتفجر راحة لا توصف بعد ليلة لا تُنسى قضاها في احضان زوجته ..


يالمُكر أهدابك التي ترقص بفتنة أمام ملائكية عيناكِ يا امرأة ..!!!
كيف لهمساتك تلك القدرة على إغراقي في بحر انتِ حوريته ..!!
كيف لسكرة لمساتك ودفئه الناضح القدرة على نسياني حروف اسمي ..
وكلمات نبضي ..!!

كيف ..!!

كان هائماً ويتذكر بعشق صرف ملامح وجه محبوبته المشبع بالجمال، ولا يدرك بأن هناك عين أنثوية تتلصص به، وتتمنى سقوطه في شبائكها في أقرب فرصة متاحة ..!!


مر على سكرتيره النجيب صالح وسلم بصوت جهوري باسم: السلام عليكم

صالح باحترام ودود: وعليكم السلام ورحمة الله
شحالك يا بوخويدم ..؟!

بطي: بخير يعل ربي يعافيك ويسلمك
ومن صوبك يا صالح ..؟؟

صالح: الحمدلله ما نشكي باس

بطي: شو صحة الوالدة اليوم ..؟!!

صالح: والله الحمدلله، أحسن عن البارحة بوايد

بطي بحزم تخلله تقدير صادق: ما تشوف شر ام صالح، الله يعطيها الصحة والعافية

رد صالح شاعراً بالامتنان لـ اهتمام رئيسه بأحواله وأحوال عائلته: الشر ما ييك يا بوخويدم، تسلم ما تقصر


دخل بطي مكتبه الذي كان يطل على حديقة كبيرة ذو نافورة ضخمة ومنظرها يبعث البهجة في الروح، خصوصاً عندما تتجمع العصافير عندها وتأكل ما ينثره العامل الهندي من حبوب لهم


جلس وهو يفتح حاسوبه المحمول، ليبدأ بمراجعة شروط المناقصة التالية بتركيز ودقة ..


بعد دقائق عديدة، أتاه رنين الهاتف الذي اخرجه من تركيزه الشديد ..

إلتقط هاتف مكتبه وأجاب بحزم قوي: ألووووو

: طمعانين بعد بمناقصة البنك المصري يا بوخويدم
اشرايك تعطينا اياها ..؟!!!


قطب بطي حاجبيه والغضب بدأ يتسلل بين ملامح وجهه، ولكنه رد ببرود يجمد أوصال الجليد نفسه:
لو تقصد إن المناقصة هاييج عطيناكم اياها عطية، فهذا اعتبره مديح طوليه بعمرك ..
لأن محد يروم يلعب من ورا بوخويدم ويصرقه عيني عينك ..!!

ضحك الآخر بخبث: ههههههههههههههه بس غيرك رام عليك يا بطي ..

بطي بابتسامة جانبية لم تتجاوز عيناه اللتان اصبحتا قاسيتان وتبرقان اشمئزازاً:
غيري يبا يصعد سلالم النجاح على جتوفيه، ولا يقدر يسوي 1% من اللي سويته انا بنفسي ..
روح يا شاطر وإلعب على واحد صغير شرواك، وهب بطي اللي بتصعد انت وغيرك على حسابه
كان غيرك أشطر يا ولييييييد .. (وليد تصغير ولد)
يلا اسمحلنا وقتنا ثمين ما نقضيه في أمور تافهة ..


وأغلق الخط بقسوة باردة .. وقال بنبرة كالفحيح .. نبرة متوعدة عاصفة:
آخر مرة أخلي الأمور تفلت من ايدي ..


وبعد مرور ساعة، سمع طرقات رقيقة آتية من باب مكتبه

هتف بصوته الرنان وعيناه ما زالتا على الأوراق والملفات الكثيرة أمامه: تفضل

بصوت مشبع بالانوثة/الغنج قالت الطارقة: صبحك الله بالخير بوخويدم ..


رفع رأسه وهو يقطب حاجباه باستغراب
وما إن لمح طرف وجهها الممتلئ بالزينة المُتقنة، حتى أنزل عيناه بنزق مجيباً برسمية باردة:
صبحج الله بالنور أليازية
بغيتي شي ...!!!

تلاعبت ابتسامة جانبية ماكرة على ثغرها .. وقالت: يبت التصاميم الداخلية اللي طلبتهن البارحة ..

قال بصرامة وهو يوقع على أحدى الأوراق أمامه: أظنتي طلبت من سالم المنصوري يخلصلي التصاميم هب منج انتي

احتقن وجه أليازية حرجاً .. وقالت وهي تكتم غيظها من برودة/تصرفاته الجافة: انا حبيت اخلص التصاميم واعطيك اياهن،
وبعدين سالم اليوم ما داوم، اتصل وقال إنه تعبان ..


أشر على طاولة مكتبه وقال بحزم مهني: حطي التصاميم هنيه لو سمحتي وتفضلي ..


لم تعد تتحمل قسوة تعامله معها، ولا نظراته التي تحولت لاحتقار واشمئزاز مقيت .. اطبقت شفتيها ببعضهما وهمست من بين اسنانها: انا شو سويتلك ..؟!
ليش جيه تعاملني ..!!!


رفع بطي رأسه ولمعان الصقيع تبرق من نظرته المظلمة .. وقال بـ وعيد مرعب:
كلمة ثانية يا آنسة أليازية وبوقع ورقة استقالتج، انا حاشم أمج المسكينة، لو مب هي جان أنا من زمان مفنشنج على استهتارج وتعديج الخطوط الحمرا ..

وأردف بقسوة وهو ينزل رأسه مرة أخرى: حطي التصاميم وتوكلي لو سمحتي ..


ارتجف قلب أليازية غيظاً وغضباً لكلماته، وبخشونة لم تعتد اظهارها أمامه هو بالذات، وضعت التصاميم فوق مكتبه واغلقت الباب ورائها بحدة ..


مشت وملامح تشتعل وعيداً لـ انثى تعرضت لخدش رهيب في كبرياءها/انوثتها ..!!!!

حسناً أيها الـ بطي .. حسناً ..
سنرى من سيركع مهزوماً في النهاية ..
انا ..... ام انت ...!!!!


.
.
.
.
.
.
.


في مكان آخر




كان كالدبور الزنان يتحرك يميناً ويساراً والحقد ينهش قلبه بوحشية قبل ان يرفس الطاولة الخشبية التي أمامه


عجبـاً ..!!

ما قيمة الحياة يا هذا بلا هدف سامي ندعو له ..!!
ما قيمتها ونحن نركض بأعين معصوبة ونلهث خلف أمور نحن نجهل ماهيتها من الأساس ..!!
ما أهميتها إذا لم نكن نحن بني البشر خلفاء لله على الأرض نعمل ما أمرنا الله به وننهى عن ما نهانا عنه ..!!
ما قيمة وجودنا كأرواح خلقها الله إن لم نعمر دنيانا بالقلب الطاهر والسيرة الحسنة
ونستقبل آخرتنا بالعمل الصالح والإحسان لكل ما اهدانا اياه سبحانه من نِعَم ..!!


كان هو هكذا ولا زال، معمى البصيرة عن كل ما يجري حوله، ولا يهمه أبداً سوى نفسه وأهدافه الذي يطمح إليها، فهو منذ أن قُتل والده على يد سلطان ورجاله "كما يدعي" .. وهاجس الانتقام ينهش فؤاده/روحه ..

وكأنه كان مقرباً من والده قبل موته ليغضب كل هذا الغضب ..!!!

لأجل الانتقام فقط .. ولأجل المال كذبك .. قرر الدخول مع ابامرشد في مخططاته الشيطانية والتي تطمح لأبعد ما يطمحه هو ذاته ..!!

وحتى بعد دخوله بين تلك الجماعة ومعرفته اغلب اسرارهم، لم يهتم ....!!

فهو فقط يريد رأس سلطان
سلطـــــان لا غيـــــــر ..!!
كيف .. وبأي طريقة .. هو لا يعرف ..!!

ولكن لابد من طريقة يستطيع بها تمريغ أنفه الشامخ بين التراب
لابــــــــــــد ...!!


أتاه صوت مرزوق الفظ ليخرجه من احلام اليقظة الضائعة في وحل حقده المرير: حوووه موينع، قاعد ارمسك اناااا

هتف مانع بفظاظة مشابهة: هااا شو تبااا ..!!!

قال مرزوق بسخرية وهو يشرب من الكأس التي في يده: بتم وارم وايد يعني ..!!!
(وارم = عابس/زعلان)

وشو يعني ما حضرت الاجتماع مع بومرشد ..!!
انا بعد ما حضرت الاجتماع، ما سويت اللي سويته انت ..

هبّ مانع واقفاً وهو يصرخ بغضب لم يستطع كبحه: انا من زمااااااان متفج وياه على هالشي ..
من قبل ثلاث سنين ونحن متفجين وقلتله ابا اكون وياك في هالاتفاقية كلها وقالي تم وصاااار
شحقه الحينه غيّر رايه ..!!


صرخ مرزوق بغضب مشابه وهو يأشر بيده: لا تزاعج عليه يا موينع فاهم ..!!
(لا تزاعج = لا تصرخ)

سر تفاهم وياه شو خصني فيكم انا ..!!

وباستهزاء متفجر أردف: وبعدين انت غبي ..!!!!
قلنالك ألف مرة انت توك شارد من السجن .. يعني لازم تقر مكانك وما تطلع جدام الناس وايد ..
تبا هالمره تسااااااااافر ..!!!
السااااع نفدت من ايد سلطان وجماعته .. والله ليزخونك قبل لا اطب المطار ..
(زخوك = مسكوك) (الساع بمعنى عز الله ^^)

تأفف بحدة والضيق يملأ جنبات قلبه الأسود: افففففففففففففففف الله يلعععععـ..... واللي ياااااب .........


صمت مرزوق وهو يرى غضب مانع حقيقي ولا يستهان به ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



خرجت من غرفتها وبسمتها تشرق مع اشراقة شمس الصباح الأخاذ ثم نزلت من الدرج وشعرها الطويل الأسود الذي موجته مساء أمس يتراقص خلفها بخيلاء خالص ..

استأذنت من والدتها لتذهب لمنزل شقيقها بطي وتجلس قليلاً مع آمنة ..
وبعد ان تأكدت من ثبات حجابها المنزلي الطويل الذي يغطي كامل جسدها على رأسها ..... خرجت ..

ما إن وصلت الى المنزل ودخلت، حتى سمعت من بعيد بكاء الصغيرة لطيفة الحاد تخلله صراخ متهكم من آمنة


ابتسمت ودخلت اكثر الى الداخل بخفة لا تكاد تُسمع ..

وهتفت بانتعاش عندما رأت آمنة جالسة في غرفة ألعاب اطفالها مع ابنها سلطان وابنتها لطيفة: السلام عليييييييييكم

رفعت آمنة رأسها وهتفت ببهجة: وعليكم السلاااااااام، هلا والله وغلاااااااااا
ثم وقفت لتسلم على صديقتها المقربة بمحبة صرفة .. بينما هتفت هتفت بنبرة شفافة دافئة: هلا غناتيه ..

وأردفت بمكر رقيق: بلاج تباغمين من صباح الله خير، شعندج ..!!!!
(تباغمين = تصرخين)

ردت آمنة وهي ترمق سلطان بنظرة توبيخ: منو غيره اللي يطلع زياريني دوم ..!!
الشيخ سلطان ما راح المدرسة اليوم، يقول اونه راسه يعوره ..

ضحكت شما وهي تسحب سلطان لتجلسه بقربها: ههههههههههههههه راسك يعورك مرة وحدة يالشيبه ..!!
شحقه عاد شو ياك بسم الله عليك ...؟!

زم سلطان فمه وقال بتهكم طفولي: عموه شوشو تعبان انا ماما ما تصدقني ..

اعطته نظرة من تحت رموشها .. وقالت بشقاوة: ليش يا ماما ما تصدقينه ..!!

قالت آمنة بنظرة نصف عين وجهتها لابنها المحتال: ماعرف من منو متعلم هاللواته يختي ..

رد سلطان باستنكار وهو يمص المصاصة ذات نكهة الفراولة: مب لوتي انا مامااااااااا
(اللوتي تُقال للشخص الذي يأخذ/يفعل ما يريد بالحيلة والتلاعب)

ابتسمت شما وهي تعبث بشعره وقالت: انزين عط عموه شوشو مصاصه

وقف سلطان وهو يهتف بحماس مرتفع: عندي كرتون كبير كلللللللللله حلاو ومصااااااص ..

هرع لغرفته ليجلب الكرتون ..
وعندما عاد، جلس بجانبها ومد إليها مصاصة كتلك التي معه ..
وبذات حماسه المُبتهج هتف:
عميه سلطان يابلي كل الحلويات اللي احبهاااااااااا


اهتزت يدها فجأة وبهت لون عيناها وهي تهمس بخفوت تخلله صدمة موجعة: عمك سلطاان ..؟!

قال سلطان الصغير وهو يعطي عمته الغالية العشرات من الحلويات الصغيرة والمصاص بسرور تام: عموه شوشو انتي بس بعطيج الباقي لااااااااااا


أخذت آمنة تراقب وجه شما الذي تغير 180 درجة واختفى لونه حتى استحال لشيء ...... ميت ...!!!!

الا انها هتفت وهي تغير مجرى الموضوع: سلطان حبيبي شل الكرتون ووده حجرتك، الحينه لطوف لو شافته بتعق الحلويات كلها على الأرض ..
يلا حبيبي نش ..

قام سلطان الصغير ليُرجع حلوياته الى غرفته .. بينما استدارت آمنة لتواجه نظرات شما التائهة والمتفجرة بآهات ليس لها نهاية ولا حدود ..!!!

تنهدت وقالت لصديقتها بحزم: يا بنت، هب حالة هاي كل محد ياب طاريه ينجلب ويهج ويغدي اصفر ..

زفرت شما زفرة حارقة عنيفة لتزيح عن عيناها ضباب التوهان البائس .. وقالت وهي تتنحنح لتبث القوة في صوتها: خلاص أمون أصلاً ما عاد لأسمه وطاريه تأثير على قلبي، نسيته ونسيت كل شي صار قبل ..

رمقتها آمنة بنظرات متفحصة علّها تستشف الصدق بين حروفها وتلمس بحق إصرار روحها في المضي قدماً بحياتها ..

هتفت شما والضيق ينال حيزاً ليس بهين بين دروب روحها: دخيلج أمون لا تشوفيني جيه، قلتلج خلاص
نسيت كل شي انا ..

قالت آمنة بهدوء من بين نظراتها المتأملة: إن شاء الله تكونين صادقة يا شما ..


بعد مرور دقائق ليس بالقليلة عليهما مع دخولهما في أحاديث متنوعة وفكاهية لإزالة الجو الكئيب الذي عم المكان منذ قليل ..

هتفت شما بمكر أنثوي شقي: أشوف ويهج منوّر اليوم ما شاء الله وغادي جيه ماعرف كيف ..
شو الساااااااااالفة ..!!!

ضحكت آمنة بخجل متوهج وقلبها يرقص فرحاً منذ الصباح، فهي قد قضت ليلة من أجمل ليالي عمرها مع بطي: ههههههههههههههه ايييييه شميمي يوزي عن حركاتج هاي ..

ضحكت شما ضحكة مسرورة وهي ترى السعادة تنضح من عينا صديقتها، وهتفت بذات شقاوتها الحلوة:
والله محد رام اييب راسج الا هالبطي هههههههههههههههههههههههههه

تنهدت آمنة ببسمة عشقٍ صافية وقالت بخجل اشعل الاحمرار في خدودها: آآآآآآآه فديته يا ربيه وفديت طوله وعرضه وعيووووووووونه ..

ضحكت شما ضحكة رنانة لم تستطع مقاومتها وهي تدعي بقرارة نفسها بصدق شفاف أن يحفظ الزوجان لبعضهما ويبعد عنهما العين .. والحسد ..

وفجأة، سمعن صوت أم العنود الرنان: سلام عليكم يا هل البييييت

آمنة بصوت ناعم رنان: وعليكم السلام ورحمة الله، تعالي ام عنووده نحن هنييييه ..

دخلت المرأة الكبيرة ذات الخامسة والأربعين سنة على الفتاتين وهي تزيح عن وجهها البرقع وتهتف ببسمة تتفجر حناناً صرفاً: خطفت شوي على قوم خالوه وشريفة توني، تخبرتهم وين شميمي وقالوليه مسيرة على آمنة ..
(خطفت = مررت)

شما بابتسامة ودودة: هيه من شوي يايه ..
وأردفت بنعومة: شحوالج بنت الخاله ..؟!

أم العنود بنظرة تقطر دفئاً: الحمدلله بخير ونعمة

شما: يعله حالن مديم يا ربيه
لكزتها أم العنود وهي تهتف بنظرة غامضة ذات معنى: وقلبي بعد بيغدي بخير لو سمعتي شوري وطعتيني ..

قطبت شما حاجبيها باستغراب باسم: أنتي الغالية يا ام العنود من متى انا ماسمع شورج ..؟؟!


رمقت أم العنود آمنة بنظرة مقصودة، وفهمت آمنة سريعاً بأن الاخيرة تريد أن تخلو بـ شما قليلاً ..

وقفت وقالت ببسمة شقية:
سويت كيك انما اييييه .. بتاكلن اصابعيكن وراه .. صبرن بييبه ..

ذهبت لتقوم أم العنود من مكانها وتجلس بقرب شما لتهتف بعدها بحزم رقيق: تعرفين انج غاليه عنديه شميمي صح ..!!


اجابتها شما بنظرة باسمة .... وانما تائهة: هيه اعرف ..

تنهدت أم العنود قبل ان تقول: وتعرفين اني اعدّج انتي والعنود واحد، انتي بنتيه قبل لا تكونين بنت خالتيه ..

اضطربت دقات قلبها بشكل مفاجئ مخيف .. الا انها ابتسمت بهدوء وقالت: وانتي امايتي الثانية والله، وغلاتج ماله حدود في قلبيه ..

حدّقت بها أم العنود بنظرات متفحصة وقالت بعدها بنبرة مباشرة: تتحرين ما عرف ان قلبج متعلق بـ ولد ظاعن وانج رفضتي الخطاطيب طول هالسنين عسبت هالشي ..!!


وقفت بحدة من غير احساس منها والارتباك بدأ يصعد من أسفل قدميها إلى أعلى قمة في رأسها ...!!!

صدمة تلك التي واجهتها وهي تسمع ما تفوهت به أم العنود ..


أهيَ مكشوفة للعيان لهذه الدرجة ..!!!
كيف علمت ابنة خالتها بحبها الدفين وهي التي لم تتفوه بهمسة واحدة لأحد ..!!!!
سوى آمنة التي عرفت بالصدفة البحتة ولم تصرح بهذا بشكل مباشر حتى ..!!

أحست بكهرباء يسري في جسدها وهي تحاول التفوه بتبريرات لا تستحضرها الآن ...
وتلعثمت بارتباك شديد أليم وهي تشعر ان حنجرتها أصبحت جافة .. جافة كـ جفاف قلبها منذ سنين طويلة:
أ أ أ أنـ أنتي شـ شو تقولين ..؟!!

وضحكت ضحكة قصيرة متوترة مصدومة .. وتابعت بفك يرتعش: هههههه أي ولد ظاعن وأي قلب متعلق
شـ شو هالرمسة يا ام العنود ..؟!!

اكملت وهي تبرر بشكل بائس مثير للشفقة: و و و وبعدين انتي ناسية انيه وافقت عقب ولد ظاعن على عبدالله بن راشد السراي وخذته بـ بـ بس الله ما كتب لهالعرس يتم ...


يالله .. تشعر باضطراب ساخن يغزوها حتى انعدمت سيطرتها بشكل كلي على فكها المرتعش ..


ظلت أم العنود تحدق بها قبل ان تقول بنبرة هادئة تستغلها لتمهد للموضوع الأهم بشكل صحيح:
قعدي شما حبيبتي
هدي شوي، انا ما قلت هالكلام عسب تبررين وتقولين عكس اللي تبطنينه في روحج ..
انتي صدق وافقتي على عبدالله لجنه قلبج هب معاج .. ولا مع حد ..
قلبج مع سلطان ..
وانا اكثر وحدة شافت فرحتج يوم عبدالله طلع هب كفو وشرد مع اللي كان يحبها عقب ما عطاج الطلاق ..!!

وأردفت بثقة عالية: حبج لسلطان شي مفروغ منه وأعرفه من سنين طويلة بعد، من 13 سنة
بس ما خبرت حد وتميت ساكتة ..
بس مسألة انج تهدمين حياتج واتمين عايشة على مشاعر ذبلت روحج بدال ما تحييها وتضويها فـ ها اكبر غلط ..
ولازم تعرفين ان اللي تسوين ظلم لنفسج ..

جلست شما والحزن اثقل وجدانها بقسوة .. وهمست بوجه احتقن من الانفعال جاهلةً تماماً أهي صادقة ام كاذبة: عاشه انا ماعرف كيف عرفتي بهالشي .. بسس صدقيني انا خلاص نسيته .. محيته من قلبي وعقلي
صدقيني نسيته ..

هتفت ام العنود وعيناها تشع حزم/اصرار: خلاص عيل، شي ريال يباج حليله وناوي يتجدم لج
شو رايج ..؟!!


اتسعت عيناها للحظات .. قبل ان تهتف بنبرة خالية من الإحساس: واحد يبا يتجدم .. ؟! منوو ؟!

أم العنود بحزم: هزاع ولد عذيج الله يرحمه ..


تأملت شما الفراغ امامها بنظرة جوفاء لا تُفسّر .. ثم قالت بنبرة مبحوحة اختفت بسبب "وجع الفؤاد": اللي فيه الخير الله يجدمه ..

هلت أسارير أم العنود وقالت بسرور: يعني موافقة ..!! نخليه يتوكل على الله ويخطب ..!!!

ردت شما بصرامة اخفت تحتها انين حبها المغدور: موافقة يتجدم ويرمس الرياييل بس ما بقول جلمتيه الاخيره يلين ما يتخبرون عن الريال ويعرفون معدنه وطيب اصله ..


.
.
.
.
.
.
.


أبــــــوظبـــــــي
في إحدى ضواحيها الجميلة




بمنتهى التركيز والدقة أخذت الأوراق وألصقتها بمهارة على اللوحة البيضاء التي أمامها، وبدأت ترسم العصافير والأشجار وتدندن بأنشودة للأطفال كانت قد حفظتها من سعيد ابن شقيقتها الكبرى عوشة ..


بعد أنتهت من الرسم، وقفت بقامتها القصيرة التي تعطيها عمراً أصغر بكثير من عمرها الخمسة وعشرين لولا جسدها المتفجر بالأنوثة ذو التقاسيم الكمثرية قد خالف هذا الانطباع ..


زفرت بنعومة لتهتف بابتهاج: وأخيرااا خلصته
ثم همست بتهكم رقيق: الله يهديها فطوم، ما قالتلي عن اذاعة باجر الا قبل شوي،
بس الحمدلله خلصت اللوحة خلاص ..


: حناااااااااااااااان حناااااااااااااااااااااان
تعالي يلا تفاولي ..


حنان بصياح عالٍ لتسمعها والدتها: ان شاء الله امااااااااايه ياااااااااااايه ..

دخلت الحمام لتستحم بسرعة البرق، ثم لبست ملابسها ونزلت ..


ما إن اقتربت من صالة المنزل حتى سمعت أصوات عديدة مختلطة، وقال بابتسامة وهي تلتفت: هلا والله بـ ام زايد وفريخاتهااا ..

رمقتها عوشة نظرة حادة وقالت بنزق: كم مرة اقولكم لا تزقرونيه ام زايد، اسميه عووووشة
عووووووشة وبسسسس
(تزقرونيه = تنادوني)

أم حميد بتهكم: ويدييييييه، اول مرة اشوف حرمة ما تبا حد يزقرها بولدها
(ويديييه = كلمة تُقال عند الشعور بالدهشة او الجزع، وتُستخدم غالباً من قبل النساء الكبيرات والعجائز)

عوشة بغيظ مقيت: انا جيه عاده، ازقرونيه عوشة وبس

قطبت حنان حاجبيها وحال أختها "المتذمرة على الدوام" لا يعجبها بتاتاً .. ثم هتفت بنبرة ساخرة: لا يكون بعد قايله حق قوم ريلج لا تزقرونيه ام زااايد ...!!!!

ردت عوشة بذات نزقها وعيناها تنضحان بغضاً: شو ياب طاري هاييل الحينه، خلينا رايقين ومرتاحين ..

حنان بتهكم شديد: والله انتي غريبة ..!!
عيل وحده عندها ريل مثل الذهب طيب ويحبها وهله عرب اياويد طيبين وحشام وتبغضهم ..!!!

عوشة بنظرة مستهزئة: بدت عاده حنون ودروسها الخصوصية ..

اردفت ببرود فظ وهي تشرب قهوتها: اقول ريحيني من حشرتج ..
مالي بارظ ابد لخرابيطج ..

التفتت حنان لوالدتها بنظرة مستنكرة تطلب منها وضع حد لتصرفات عوشة غير المسؤولة ..

لم تفعل والدتها سوى ان هزت رأسها بقلة حيلة .. لتقول بعدها لـ عوشة بنبرة حنونة مهتمة نصوحة:
امايه عوشة حافظي على ريلج وبيتج
الريال ما يبا من الحرمة الا الكلمة الطيبة الزينة، شعنه انتي جيه وياه فهميني ..!!!

قلبت عوشة عيناها بلامبالاة مجيبةً بنبرة كالثلج: انا جيه، ولو هو هب عايبنه يشرب من ماي البحر، ما بغير نفسي عشان حد امايه ..

وقفت حنان انزعاجاً/غيظاً للترهات اللي تخرج من فم أختها المستهترة، وهتفت بحدة وهي تذهب الى المطبخ:
ما اقول الا الله يعينك يا بوزايد بسس ..


.
.
.
.
.
.
.


في ذات المدينـــة




كانت جالسة على إحدى الكراسي المطلة على باحة المنزل الأمامية وتشرب شايها الأخضر المسائي بمزاج رائق ومسترخي ..

أتاها شقيقها الصغير حمدان وهو يتهكم بضجر: فطيم ماعرفت أحل هالمسألة

قالت باهتمام وهي تنزل كوبها: عطني خل اشوف

أعطاها الكتاب وجلس على الأرض بالقرب من قدميها بينما أخذت هي تقرأ السؤال بتمعن وعيناها تلتقط الأرقام باستجابة تامة ..

قطبت حاجبها باستغراب وهي تشعر بحركة عند قدميها، أنزلت رأسها لترى حمدان يعبث بطرف ثوبها بطفولية حلوة ..

ابتسمت لهذا الفتى وهي تدعو الله أن يحفظه بحفظه الكريم، فهو الوحيد الذي لم يتلقى الحب والحنان من صدر أمهم الراحلة

أمهم التي فارقت الحياة وقت مخاضها قبل اكثر من ثلاثة عشر سنة

أخذت تردد في قلبها بشوق صرف: الله يرحمج ويغفرلج يالغالية

ثم هتفت برقة وهي تمسد شعر شقيقها بحنان: ييب قلمك بفهمك كيف تنحل المسألة

قال حمدان بسرور: اوووونه، زين صبري القلم داخل

ركض للداخل، لتبتسم فطيم وعيناها تتغيمان بالعاطفة الجياشة ..
فهي بالرغم من شقاوتها/طبيعتها اللامبالية .. وتأففها الدائم من المسؤولية التي وقعت عليها بعد سفر ناعمة لأسبانيا ..
تظل تلك الفتاة صاحبة القلب الأبيض كالقطن .. وتحذو حذو الرجال بأفعالهم ومواقفهم الثابتة إذا تطلب الأمر ..
كـ أختها الكبيرة تماماً ..!!


أتى حمدان وبيده القلم، وجلس بقربها وأخذت الأخيرة تفهمه بشرح سلس ومبسط ..


بعدها ذهب ليكمل واجباته المدرسية وليترك شقيقته تتصل بشقيقهم الكبير ذياب وتسأل عنه وعن أحوال ناعمة ..


وقبل أن تطلب الرقم، أتتها رسالة من الواتس آب من صديقة أختها حصة وهي تقول: فطيم بتخبرج

ردت فطيم برقة: تخبريني يا بنت عبدالله *وجه يغمز بعينه*

حصة بتساؤل: متى طيارة هل اسبانيا باجر، من الصبح اكتب لأختج ولـ رواضي ومحد منهن ردت عليه ..!!

ردت فطيم: باجر ان شاء الله طيارتهن بطير من اسبانيا لين فرنسا ترانزيت، عقب من فرنسا لين هنيه
وبيوصلون البلاد بإذن الله على الساعة 9 المسا *وجه يبتسم ابتسامة كبيرة*

حصة : اهاااااااا زين عيل، يوصلون بالسلامة ان شاء الله *قلب*

فطيم: الله يسلمج حصوصة ما تقصرين *وجه يُقبل*


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــي



كان واقفاً أمام سيارة صديقه وقفته المُعتدة ويحادثه ..
وبعد أن ذهب صديقه ..
دخل للمنزل وهي ينزل نظارته الشمسية واضعاً اياها في جيب ثوبه الأمامي ..

سمع أصوات وهمسات آتية من غرفة والدته، فقرر أن يدخل ليسلم عليها بعد يوم كامل خارج المنزل

طرق الباب بصوت عالٍ وقال بحزم دافئ: وينج يا ام نهيان ..!!

سمع رد والدته المفعم بالحنان: تعال تعال فديتك

دخل وهو يرى شقيقته الصغيرة مهرة وهي قريبة من أذن والدتها وكأن نقاشاً سرياً يجرى بينهما ..

قال وهو يقطب حاجباه بتفكه: هب جني قاطعت اجتماع الأمم المتحدة ..!!

ضحكت أم نهيان وهي تأشر لـ فلاح بأن يجلس بقربها: هههههههههههههههههه لا فديتك هاي مهاري ام العلوم تهذرب على راسي بس ..

هتفت مهرة بحماس لم تستطع مقاومته وهي تبتسم ابتسامة واسعة: الفاااال لك ياااااارب

رفع فلاح كلتا حاجبيه بتعجب .. وقال: شو السالفة ..!! اعترفن

رمقتها والدتها بنظرة حادة/تحذيرية ولكن مهرة لم تسكت من فرط سرورها: ناويين نخطب حق نهيااااان

ضحك فلاح ضحكة قصيرة مندهشة .. ثم قال باستغراب: تخطبون حق نهياان ..!!
بتخطبون له منوو ..!!

لكزت والدته بغيظ فخذ مهره التي لا تستطيع كبح ثرثرتها: ماشي يا فلاح شفنا بنية وعيبتنا، قلت حق مهره شحقه ما نخطبها حق نهيان عقب ما نعرف رايه بالسالفة ..

مهره وهي تضع يدها على خصرها: يحصله بنت عبدالله بن خويدم ويقول لاااااااااا



لا يعرف لمَ شعر ان عاصفة ثلجية جرفته على حين غفلة منه .. عاصفة اكتسحت عضلات جسده عضلة عضلة ..


ابنة عبدالله بن خويدم ..!!!!!!



ام نهيان بحنق: اش يا بنية خلاص ..

تنحنح فلاح وقال بفضول لم يظهره للسطح: وانتو قلتوا حق نهيان عن هالسالفة ..؟!

أم نهيان وهي تهز رأسها بـ لا: لا بعدني، بشوف أبوك أول ..


صمت والصدمة المُربكة لكيانه افقدته التركيز للحظات ..


سأل بلا وعي منه ... وبنبرة تشبه طبعه الواثق الذي لا يعرف التردد: امايه، تحيدين يوم عزيمة هل العين ..!!

أم نهيان باستغراب: هيه فديتك ليش ..؟!

تنحنح قليلاً قبل ان يسأل بنبرة غامضة: البنية اللي ترمسن عنها كانت لابسة عنابي ..؟!!


اتسعت أعين أم نهيان ومهره بصدمة كاسحة ..

أم نهيان بغضب حقيقي: فلاحووووه، شعرفك انت في البنية واللي كانت لابستنه يا مسود الووويه ..!!!

فلاح بصوت واثق لم يهتز: امايه علني افداج جاوبيني، هي ما غيرها ام العنابي ولا ..!!

مهره بصوت رقيق متردد: هيه حصة الوحيدة اللي كانت لابسة عنابي هاك اليوم

وبختها والدتها وهي تقرص فخذها بتهكم غاضب: صه صه .. يا السباااله

تأوهت مهره وهي تبتعد عن قرصات والدتها الحانقة: آآآآآآآي اماااايه شو سويييييت ..!!
هو سأل وانا جاااااوبت ..


وقف فلاح بتأهب والانفعال ظهر من مقلتاه المظلمتان بقوة .. ثم هتف بصرامة قاسية: امايه لو لي قدر عندج، لا ترمسين ابويه عن سالفة الخطبة الحينه ..

وخرج كإعصار يجتر ورائه اشجار ومدن من هول انفعاله المخيف الذي لا يُفسّر ..!!!!


نظرت مهره لوالدتها فارغةً فاهها بذهول .. وقالت بعدها ببلاهة: امايه شو سااالفته هذااااا ..!!

قطبت والدتها حاجباها باستغراب هي الأخرى لترد على ابنتها ببال شارد: ماعرف يا بنتيه علمي علمج



.
.



أما عند ذلك الذي يبتسم ابتسامة لم تتجاوز عيناه، ابتسامة قاسية/متوعدة/خبيثة ..
فقد بدأت ذبذبات عقله بالركض كـ ركض المارثون وهو يهمس بخفوت حاد ونظرة عيناه تصلبت بقسوة كالفولاذ: يت لعندك يا فلاح على البارد المستريح، بنشوف ياللي اسمج حصة لو الشنب خسارة فينا ولا لا ..!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــن



قضمت قضمة كبيرة من السنكرز بنهم طفولي وهي تشعر وكأنها تغرق في بحر من الشوكولاته والبندق ..

قطبت حاجباها بألم مفاجئ وهي تمسد ذراعها الأيسر ..

أتاها صوت والدتها الحنون وهي تهتف بقلق: امايه ميره شو ايدج الحينه ..؟؟

ردت ميرة وهي تقضم قضمة أخرى من الذي في يدها: احسن الحمدلله بس بعدها تعورني شوي ..

والدتها بتهكم قلق: عيزنا البارحة معاج، قلنالج يا بنية خل نوديييج العياده، انتي ما طعتي ..

ميرة بملامح توحي بالقرف: ووووع تبيني اشم ريحة العيادات والادوية ..!!
مستحييييل ..

وأردفت وهي تطمأنها: الحمدلله خف الويع عن اول لا تحاتين فديتج ..

هزت والدتها رأسها وهي تتمتم بالحمد والشكر لله
وأردفت بتساؤل: الا حصيصي وين ..؟!!

ميرة بابتسامة: خليها حصيصي على صوب .. مستانسة الحبيبة .. باجر بيردن ربيعاتها من السفر

ابتسمت أم سيف بحنان امومي: فديتهن ناعمة وروضة، الله يردهن بالسلامة ان شاء الله

ميرة: امين يارب


أتت الخادمة لتضع أمام ميرة كوب قهوتها السوداء، وقالت بنبرة آسفة وضمير مؤنب: ميرة كيف هالك توداي .؟؟
( كيف حالك اليوم .؟؟)

ابتسمت ميرة بخفة: الحمدلله راشيلدا بخير

أم سيف بتحذير هادئ: يا راشيلدا مرة ثانية لا تغسلين مكان وتخلينه قبل ما تتأكدين أنه الصابون راح والماي نشف،
زين !!!!

راشيلدا باستياء على حال ميرة: اوكي ماما
وأردفت وهي تسأل باستغراب فضولي: ميرة مين هادا رجال كان واقف ئند انتي .؟!!
(ميرة من الرجل الذي كان واقفاً بجانبك ؟)

أم سيف بنظرة مصدومة: رياااااال ..؟؟!! اي ريال ميروووه ..!!!

ردت ميرة بشقاوة: ماي بوي فريند امايه

ام سيف: ميروه عن الاستهباااال
اي ريال تطري راشيلدا ..؟!!!

تأوهت ميرة بذات الابتسامة: امااااايه اي ريال بعد الله يهديييج ..!!
عميه احمد ماغييييير

التفتت ام سيف للخادمة راشيلدا وقالت باستغراب: وانتي شحقه تتنشدين ..!!
ماتعرفين بابا احمد يعنييي ..!!!

الخادمة بتلعثم مرتبك: بسسس ماما هاداااااا .......

قاطعتها ميرة وهي تقول باستهزاء: هاي ما تركز اصلا، روحي روحي خلاص

ذهبت الخادمة وهي تحك رأسها وتفكر
صحيح بأن الذي لمحته يأخذ قليلاً من ملامح احمد، لكنه أطول وأقل بياضاً من أحمد الذي يتميز ببياض عكس بقية أشقائه السمر ..!!
هي متأكدة بأن ذلك الرجل لم يكن أحمد ..!!!


أما الشقية تلك، فتنفست الصعداء ما إن ذهبت الخادمة معتقدةً أنها ستكشف أمام والدتها أمراً هي نفسها غير متأكدة منه !!
فهي ما زالت تظن أن الذي كان بجوارها عمها أحمد
ولكن الذي جعلها تشكك في الأمر أن عمها ما كان ليدع الخادمة تحملها ويتركها ويذهب وكأن شيئاً لم يحصل ..!!


قلب عمها أحمد أكثر القلوب رقة وطيبةً وأكثر الرجال حناناً على الاطلاق ..
ولن يتركها تتلوى ألماً إلا وهي في أحدى المستشفيات في أبسط الأحوال ..!!

طرقت دقات قلبها أبواب دماغها بقوة وأخذت تسترجع ملامح الرجل بتمعن

تسترجع صوتــه ..!!
لا ..
بل همســاته


: ميـــــــــره ... ميـــــره، احــــم ميــــره تسمعينــــي ..!!!


اقشعر بدنها قشعريرة مرت على كامل جسدها الصغير، وهي تسترجع تفجر دفئ ندائـــه


حاولت مرة أخرى تذكر وجه الرجل
ولكنها لم تستطع .!!

أيعقل انها سقطت امام رجل غريب ..!!
كيف ..!!
اذا لم يكن عمها احمد فمن يكون ..؟!!

أهو عمها بطي .؟!!
لا ..
فـ عمها بطي في أبوظبي ..

حتى أخاها سيف كان في منزله نائماً بعد أن وصلهم خبر ارهاقه المفاجئ صباحاً ..!!

أفففففففففففففف

لمَ هي دائماً تقع في مواقف لا تُحسد عليها ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


باريــــــــس
مطــار شـــارل ديغـــــول




وضعت يدها على فمها وهي تتثاءب بكسل قبل ان تمسح من تحت عينها دمعة سقطت من أثر النعاس الشديد ..
فهم ابداً لم يتمتعوا بنوم كافي .. لأنهم خرجوا من الفندق وسط العاصمة مدريد إلى المطار بعد أن صلوا الفجر مباشرةً ..
ولم يصلوا إلى فرنسا إلا قبل ساعتان، وما عليهم الآن إلا الانتظار ساعتان أيضاً لتقلع طائرتهم من باريس إلى العاصمة ابوظبي ..


وضعت حمدة رأسها على كتف معلمتها وقالت: أبلة روضة تعبنااااا، متى بنركب الطيااااااارة ..!!!

اجابتها روضة بابتسامة ناعسة وهي تنظر لساعتها: ماعليه حبيبتي هانت، ساعتين بس وبنطير

حمدة وهي تغمض عيناها: عيل وعيني عقب ساعتين ..

ضحكت روضة بنعومة: هههههههههه انا الظاهر المنبه الرسمي لليميع
رقدي رقدي


نامت الفتاة على كتف روضة بسرعة .. بينما أخرجت الأخيرة جهازها الآيباد وبدأت تقرأ التغريدات في تويتر


جاءتها ناعمة التي كانت منذ بداية الرحلة مع شقيقها ذياب، وقالت بخفوت كي لا توقظ حمدة من نومها: رواضي ابا احوط شوي في سوق الحرة، تخاوينيه ..؟!

روضة بتساؤل: وأخوج ..؟!!

ناعمة: لا ذياب شاف واحد من ربعه هنيه في المطار وسار يسلم علي

روضه: اهاا .. زين بس حرام حمدة توها رقدت ..
سيري انتي مع مريم وشلي وياج البنات اذا يبن يحوطن ويتشرن ..
(يبن = يرغبن)


هزت ناعمة رأسها بـ حسناً وذهبت لتسأل الأخصائية والطالبات ما إذ يرغبن بالذهاب معها للتسوق

قالت الأخصائية مريم: شهد ومزون وخولة يبن الحمام

والتفتت لباقي البنات وهي تسألهن: نادية .. شروق .. زهرة .. ظبية .. مريم
تبن تسيرن مع أبلة ناعمة سوق الحرة ..!!

الطالبات ما عدا زهرة وظبية أجبن بالرفض لرغبتهن هن كذلك بالذهاب الى دورة المياه ..

زهرة وظبية أجبن بموافقة والحماس يتراقص بأعينهن: نحن بنسير مع أبلة ناعمة

الأخصائية مريم: خلاص ناعمة شلي زهرة وظبية ويوم تخلصن بنتلاقى هنيه في نفس المكان .. انزين ؟؟

ناعمة بنظرة باسمة: ان شاء الله
وهتفت للفتاتان برقة: يلا بنات تعالن ..




.
.




كان يمشي وهالته الآسرة بالمنظر الغربي البحت يضفي على سحره الرجولي مذاق آخر، كان يمشي بثقة متجاهلاً تماماً نظرات الفتيات والبائعات الأجنبيات له فـ هو آخر ما كان يهمه هو التلفت لرؤية ما قد تفعله هيمنة رجولته على قلوب الإناث ..!!


وقف أمام محل يبيع كتب ومجلات متنوعة، ولفت نظره كتاب عن الخياطة والحياكة

ابتسمت عيناه وهو يتذكر شغف شقيقته بهذه الأمور، وقرر أن يشتري الكتاب في الحال ..

بعد أن دفع ثمن الكتاب، تراجع قليلاً وهو يرد على اتصال باغته وأخرجه مما كان يفكر به

وبصوت فخم رد: مرحبا السااااع بـ بومييد ..

سلطان بفخامةٍ مشابهة: مرحبابك مليون ولا يسدن في ذمتيه ..
شالعلوم ولد محمد ..؟!

حارب: والله علومي علوم الخير، ومن صوبك طويل العمر ..؟!!

سلطان بحزم تخلله مودة عميقة: انا بخير يعلك بخير وسهالة

حارب بصوت ثقيل دافئة: مدييم مدييم عسى ..

سلطان بنبرة ودودة: ويااك يا ربيه ..
وأردف بعدها بتساؤل: ها خبرني شو الأمور ..؟!

اجابه حارب بنظرات كنظرات فهد لا يعرف سوى التحفز التام/لغة الانقضاض: كل الامور تمام وبتييك كل التقارير من اطيح الدار ان شاء الله ..

سلطان وهو يحذر صاحبه بحزم: ماوصيك حارب، ان حسيت بشي غريب منيه مناك خبرني، وانا على العموم موصي الرياييل اللي معاك انهم ما يغفلون عنك دقيقة وحدة ..

حارب بصوت خشن مثقل بالثقة الصارمة: يا سلطان انا حارب تربيتك، لا تخاف عليه ربك معايه وهو الحافظ سبحانه

سلطان موافقاً حارب بما قاله: ونعم بالله، لكن الحذر واجب بارك الله فيك ..


هز حارب رأسه وهو يستدير بكامل جسده ..

ما إن استدار حتى رأى تلك الفتاة المتسمرة امامه بـ عيناها المتسعتان بذهول لا يوصف ..!!



أما هو ..

فتوقف مكانه وقطب حاجباه قليلاً باستغراب محاولاً تذكر أين التقى مسبقاً بها ...!!!


وتبدل تساءله المُستغرب تدريجياً وخلال ثواني ....... إلى نظرة ماكرة متلاعبة ..!!

أجل .. تذكرها ....



هتف حارب بصوته الفخم محاولاً إنهاء مكالمته مع سلطان: بومييد بخليك انا الحينه

سلطان: ماشي بومحمد .. في امان الله

أجاب حارب وهو ينظر الى الفتاة التي ما زالت متسمرة امامه: في أمان الكريم


وضع هاتفه داخل جيبه ومر بجانبها بخطوات واثقة .... ثم همس بنبرة ماكرة مُتعجرفة "تشعل الوجدان": السموحة منكم .. تعدينا مرحلة الزين وخبلنابكم ..


خفضت بسرعة جفونها وخفقاتها أصبحت كـ مجراف يضرب أسفل قاع قلبها

كان يضرب رعباً .. ذهولاً .. ارتباكاً ...... وخجلاً انثوياً قاتلاً لم تعهده قط ...!!!!!



هــــو ..
هـــــو ذاتـــــــــه ..
و ...
و .......
ولكــن ..
كـ ـ ـيـ ـ ـف ...!!!!







نهـــاية الجــــزء التـــاســــع

زمن مجروح 06-01-15 02:01 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

انتشر الضباب امام ناظراه،
وهو يمشي .. ويمشي .. ويمشي ..

أخذ يتلفت بحيرة وملامح وجهه تحكي قصة ضياع .. وشتات ..

استمر بالمشي ، واستمر
واستمــــــــر ....

وقف وهو يفكر .. في أي غرفة هو الآن ..!!

وهذا الطفل الجالس على الأرض ... من يكون ....!!

سمعه وهو يتأفف بضجر ويحاول بشتى الطرق حفظ القصيدة العربية التي سيمتحن بها غداً في المدرسة

ابتسم وهو يرى هيئته التي لم تكن الا نسخة مصغرة منه

أهذا هو يا ترى ..!!
ههههههههههههه انه هو حقاً، كان طفلاً جميلاً لا بأس به .. !!


اقترب من الطفل وهو يحاول امساكه ..... ولم يستطع لمسه

لمَ يا ترى لا يستطيع تحسسه ..!!


رآى الطفل وهو يحمل كتابه ويتهكم بصوت عالي: بروح عند بابا عشان يسمعلي، اف تعبت قسم بالله ..


ابتسم ببسمة تضج بالمشاعر الغريبة .... والثقيلة .... ثم لحق بالصغير و هو يتتبع تفاصيل المنزل المألوف ..!!!!

أهذا منزل جداه في رأس الخيمة ..!!!!
أجل هو بعينه ...!!!!

رآى الصغير وهو يدلف لغرفة هو يعرفها تماماً ..
غرفة والديه، محمد ونيلا ..


دخل وهو يسمع ضحكة والدته التي تحتضن الصغير بحب وحنان لا يوصف

أحس بغيرة شديدة تنهشه ..

وهمس: امايه ..

لم ترفع عيناها عن الصغير ابداً ..

اخذ همسه يرتفع .. الى ان اخذ يناديها بصوت مبحوح موغل بالوجع الصرف: امااااااااايه امااااااااااايه ..


لم يسمع رداً منها أيضاً ..!!

رباه .. لمَ لا تجيب على نداءه ..؟!

امي ....
انا حارب ...
انا ابنكِ ورجلكِ الثاني كما تناديني دوماً ..!!!

اجيبينــي يا جنتــــي ..


رآى والده وهو يلاعب الصغير ويقول له بنبرة أبوية حازمة: ها حفظت القصيدة ..؟؟!

رد الصغير وعيناه المشابهتان لعينا والده تنضح ثقة طفولية: هيه ابويه كلهااااااا، سمعلي يلااااااا


جلس والده امام رقعة الشطرنج وهو يناديه بخبث: لو غلبتني في هالدور بسمعلك ..

قذف الصغير ذو الاثنا عشرة سنة كتابه .. وجلس أمام والده وروح المنافسة والحماس بدأتا تظهران على ملامحه: بغلبك بغلبببكك ..


وبدأ يلعب مع والده الذي كان يبتسم له طيلة الوقت بإعجاب وهو يراه كم يحاول بجهد مجاراته باللعب ..


وبعد دقائق طويلة،

قال والده بعيناي باسمتان: اسمع حارب، خل هالشي في بالك، حاول قد ما تقدر ما تحرك الرخ والوزير إلين ما تستنفد كل وسائل الدفاع والهجوم عندك، لأن وجودهم في خط واحد يضاعف قوتك ..


وضع الصغير يده اليمنى على ذقنه بينما اسند كوعه على فخذه مقلداً بشكل عفوي جلسة أبيه .. وقال مفكراً بعمق: اممممممم انزين ..




كان هو في تلك الأثناء مسنداً ظهره على الحائط ويراقب ببسمة اشتياق وفضول الذي يجري امامه ..
فهو يرغب بشدة معرفة من الذي سيفوز ..!!


وبعد لحظات مرت في عالم لا يمت لعالم الواقع بصلة ..

صرخ الفتى بسعادة متفجرة: فزززت فززززززززت فززززززت ..

ضحك الأب بحنان وهو يمسح على رأس أبنه، وقال بابتسامة أبوية عبقة: كفوو يا ولد محمد .. أحسنت




ابتسم هو بحب تفجر حنيناً عندما اكتشف أن والده قد خسر امام الفتى الصغير بتعمد واضح ..!!!

هو هكذا دوماً، يفعل المستحيل لرسم الضحكة على شفاهنا نحن ابنائه .. ولو على حسابه ...!!



أرهف سمعه عندما قال "اباه" لـ "هو الصغير" بحزم أبوي دافئ وهو يضع ذراعه الكبيرة على كتفيه الضئيلتين: لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة ..

بتحصل اللي تباه في ها "وأشر بسبابته على رقعة الشطرنج بحزم شجن"


أخذ كلام أبيه يتردد على مسامعه كصدى صوت يتردد في مسجد من الطيبن قديم مهجور ..


لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها
لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها




بدأ كل شي يستحيل لضباب، وأحس باختفاء جسده تدريجياً وسقوط اجزائه كأوراق خريف أصفر باهت اللون ..

أخذ ينادي وصوته المثقل بالوجع أصبح مرتجفاً .. متهدجاً .. محترقاً: أبوووووووووويه
امااااااااااااااايه
ما شبعت بعدني منكم
دخيلكم تموا شوي معاااايه ..


لمح طفل صغير آخر ذو أعين تتفجر براءة وجماله يذيب قلوب البشر ..
ورآه وهو يلوح بيده إليه ويصيح ببسمة اشرقت وجهه الصغير: باي باي حروب ..


انفطر قلبه بدهشة مؤلمة وهو يحاول مد يده ليتحسس ملامح الصغير بشوق "ينحر":
عبيد .. اخويه عبيد
انت عبيد
خلكم يا خويه .. دخيلكم ..
تموا شوي .... ولهان عليكم
ما شبعت منكم والله
ما شبعت ..


وبصراخ تشتت بين عالم واقعي/عالم لاواقعي: ولهاااااااااان علييييييييييكم
والله ولهاااااااااا.......



هبّ من سرير وهو يتحشرج بـ أنين خشن .. غليظ كـ غلظة مأساة روحه ..

واخذت شفاهه ترتجف بالاستغفار بينما عرقه يتصبب بغزارة وكأنه كان غارقاً في بركة مياه سحيقة العمق/الظلمة ..


بح صوته الخشن بسبب لهاثه المتواصل وتنفسه الثقيل وتمتم بنبرة مرتعشة:
لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
يـــــــارب
يـــــــارب ارحمنـــــي ..
الـــروح ما عــادت تتحمـــل فرقــــاهم، مـــا عــادت تتحمـــل ياللـــــه ..


قام من فراشه بثقل وهو يمسح على شعره الأسود كثيف المبلل بالعرق بإنهاك روحي تام ..
ثم دخل الحمام وقرر أن يستحم علّ زفرات صدره الموجعة تخف وتبرد بعد حلم أشعل في صدره نيران يصعب اخمادها ..!!!


.
.


جُزْئِيَة مُرْهِقَة حَدْ الوَجَعْ

سِـ أعُودْ بَعْدَ الإسْتِفَاقَة مِنْ غَيبُوبَة الأحدْاثْ الرَائِعَة
وَالتِي أحدَثَت بَعَض شَتَاتْ ..

مودتِي ,,

شما بنت محمد 06-01-15 07:17 AM

صبحج الله بكل مايسر خاطرج وقلبج لولوة

جميل يومي يكون إذا بديته بقرايه جزء من أجزاء روايتج المبدعة والي تخليني أغوص بكل دهاليزها أكثر وأكثر .. تسلم إيدج حبيبتي

أكثر موقف وقفت عنده وصدق حزنت عليه وأثر فيني وايد هو حلم حارب، كتيبتيه بطريقةمش طبيعية بصراحة جد جد وصلتيلي شخصيا الموقف كأنه مشهد حصل جدامي لدرجة أني سمعت الأصوات وحسيت بحركة المكان كل شي كل شي حسيت فيه ووصل داخلي، جد هالموقف وايد حزين قصة حارب تصيح وايد أتمناله حياة حلوة أو مجرى جديد يخليه يشوف الحياة بمنظور جميل، اللي شافه واللي صارله مب هين أبدا وصعب أن يقدر ينسى الشي بسهولة أو حتى يلهى عن الشي بالأخص أن في شي دوم يذكره باللي صار اللي هو حالة أخته موزة !!

حمد وميرة أتوقع بداية قصة حب جميلة وبريئة مثل برائتهم .. أما فلاح وحصة هههههه أحس بتصير أكشنات بقراره أنه يبى يخطبها ..

ومرة ثانية جذبتني طريقة ناعمة وهي تشرح عن تاريخ المكان اللي وقفوا عنده للحظة ياني فضول أني أقرا عن تاريخ أسبانيا بالتفصيل :)

نهيان بشخصيته جذاب على الرغم من استهتاره إلا أنه بار بأهله ويحترم رايهم ..

شما وحبها الخفي لسلطان *حبيت الحب الخفي اللي بينهم*

بطي وآمنة .. مصبح وسلامة (كناري)

كاتبتنا لولوة .. واثقة في روايتج وايد والكتاب مبين من عنوانه
دام البداية جي أكيد الباقي أجمل
أنتي لولوة وروايتج أعتبرها لؤلؤة نادرة

دمتي لنا حبيبتي
تقبلي مروري

لولوھ بنت عبدالله، 06-01-15 09:37 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


وردة شقى .. صباحج ورد وياسمين غناتي ..
اولاً اسمحيلي ما رديت على كلامج البارحة لأني ما ان نزلت البارت حسيت خلاص طاقتي راحت ورقدت ..


"
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..
"

مسألة ان الكاتبة تنقل حكم شرعي خاطئ ..

اول شي عطيني اسم الكاتبة عشان افهمها ان اللي تفكر به غلط ..
الكاتب انسان عادي .. قاعد ورا شاشة الكمبيوتر ويكتب وغيره يقرا .. مثله مثل اللي في تويتر .. في انستغرام .. في الفيس بوك .. ومنهم يصدق بسرعة ومنهم يعرف يحكم عقله ويبحث ويدور على الإجابات الصحيحة ..

سالفة اني بحط حكم شرعي عن امور مهمة مثل الطلاق او الزواج .. ويكون الحكم الشرعي خاطئ واتغافل عنه لأنها "مجرد رواية" ...!!!

لا لا .. هالشي اساساً ما يجوز ..

تعرفين ..

والله ..
اني لين يوم الدين ..
بكون شاكرة "لكاتبات عزيزات وغاليات" .. لانهن ذكرني بأشيا كنت غافلة عنها في ديني وعبادتي ..

وايد اشيا يا وردة ..

والحمدلله في أمور كنت اجهلها وقمت اسويها بعد تذكيرهن .. وفي أمور غيري سواها بعد التذكير ايضاً ..

ها شو معناته .. ها معناته ان القارئ يتأثر .. يتجاوب .. يحس مع اللي يقراه .. يفعل احياناً اللي يقراه ..

ليش استهين باللي اكتبه واللي انشره بين الناس وهالعمل بيتم معاي لين قبري وبينعرض علي يوم القيامة ..!!!!

لا .. الموضوع مب سهل ابداً .. كارثة اشوفه ..

غير ان الاستهانة بعقل القارئ ..... شي اممممم .. ماعرف شو الكلمة المناسبة .. يمكن سطحية بحتة .. وانانية كذلك لأنها الكاتب بدّا مصلحة رفاهيته .. وشغفه في الكتابة على مصلحة الناس وما يتلقونه من معلومات يمكن تفيدهم في حياتهم ويمكن تضرهم وتخرب مبادئهم ..!!!!

هالكلام أقوله بشكل عام ما اقصد كاتبة معينة .. والانسان في النهاية انسان ...
مب معصوم من الخطأ ابداً ..



"
يطينونها بصراحه .. اكثر شي يقهرني الي
يعكس مجتمعه بشكل سيء جدا
و للاسف بعض القراء ياخذون الروايه واقع لهالمجتمع و ان كلهم جذي ..
"

"صحيح"


"
احيانا الضعف يولد قوه و العكس صحيح ..
"

"100%"



"
وهل من مبادئ ميره انها تتزوج شخص تحبه او تعلقت فيه ؟!
ممكن حبها لمهره يخليها توافق خاصه اذا ماكان عليه ملاحظات و الكل مدحه ..
الا اذا لها مبدأ بزواجها ..
"
"صحيح .. يمكن ليش لا ..!!!"



"
خل اقولج شغله
مثل ما يقولون اكشف لج اوراقي
اذا حبيت روايه و اندمجت معاها
بتلقين تحليلاتي تطير بعيد وايد مو شويه
يعني ممكن اتوقع حدث بنص الروايه ولا بأخرها
فلا تنصدمين من توقعاتي أو حتى تساؤلاتي الغريبه :)
"
"ما بنصدم .. بتم متلهفة لتوقعاتج الرهيبة دوم"



"
شوفي سلطان ذكرتي انه وسيم لو مكتفيه بانه سالفة العضلات و الملامح الرجوليه كانت
كافيه انا نرسمه بخيالنا بما انه عسكري و نتصوره :)
ما كان اعتراضي على الملامح الرجوليه و العضلات كونه عسكري بقدر انج قلتي وسيم :(
اهني تحكرين خيال القارئ خل اقولج عن بطل روايه حق الكاتبه الاماراتيه ليتني غريبه
اذا مر عليج هالاسم عندها بأخر روايه البطل اسمه غيث كل الي وصفته لنا انه طويل عريض و أسمر و بس
شخصيته كانت معجونه بالقسوه و الحنان بشكل غريب بس حبيناها و قدرت تثبت وجودها بعقل القارئ
و البطله كل الي عرفناه ان شعرها قصير بس حبيناها
بالضبط مثل موزه الي اكتفيتي بلون عيونها وهالشي حبيته خليتي خيالي
يتمدد تخيلتها نعومه و فيها طفوله خاصه يوم شكرت حارب اتخيل شكلها تضيع يمه من ضخامته :)
يعني ذكري شغله بالشخصيه لون عين او وسع عين او لون شعر او كثافه شعر
و خلي الخيال للقارئ هذا مقصدي :)
"


"فهمت عليج ..

للأسف ما قريت الرواية بس اعرف الكاتبة .. وانا واثقة انها ناجحة دام وحدة مثلج "تتذوق الروايات بشكل خاص متفرد" قدرت تعيشها وتسترجع تفاصيلها لين الحين ..

انا ما اعارضج .. ابد ..
لأني شراتج هههه ..

احب استمتع وانا اتخيل اشكال الابطال ...

بس انا قلت وسيم ..
بس كيف وسيم .. !!!! ما دققت ولا تعمقت بالشي ..

كلمة وسيم ما تحكر خيال القارئ .. بالعكس تثير خياله ويرسمه بالصورة اللي هو يفضلها ويحبها ..

ولا ننسى ان العقول ما تتشابه .. يعني عقلي وعقلج يختلف تماماً عن العقول الباقية .. مب كل حد يقدر يشوف كلمة وسيم على انه احتكار للخيال"



"
انا الي السموحه منج هذرت على راسج
و دوختج و طبعا انتي لج الحريه بقبول كلامي ولا رفضه .. :)
"

هذرة مثل العسل على القلب صدقيني ..
لا تحرميني منها يا بت :)

لا خليت من متابعتج المستمرة وحضورج الراقي ..

لولوھ بنت عبدالله، 06-01-15 09:43 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3502404)
جُزْئِيَة مُرْهِقَة حَدْ الوَجَعْ

سِـ أعُودْ بَعْدَ الإسْتِفَاقَة مِنْ غَيبُوبَة الأحدْاثْ الرَائِعَة
وَالتِي أحدَثَت بَعَض شَتَاتْ ..

مودتِي ,,


صباح الغلا زمن مجروح ..
وانا انتظر عودتج بفارغ الصبر يا جميلة الطلة .. :)

لولوھ بنت عبدالله، 06-01-15 09:58 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3502411)
صبحج الله بكل مايسر خاطرج وقلبج لولوة

جميل يومي يكون إذا بديته بقرايه جزء من أجزاء روايتج المبدعة والي تخليني أغوص بكل دهاليزها أكثر وأكثر .. تسلم إيدج حبيبتي

أكثر موقف وقفت عنده وصدق حزنت عليه وأثر فيني وايد هو حلم حارب، كتيبتيه بطريقةمش طبيعية بصراحة جد جد وصلتيلي شخصيا الموقف كأنه مشهد حصل جدامي لدرجة أني سمعت الأصوات وحسيت بحركة المكان كل شي كل شي حسيت فيه ووصل داخلي، جد هالموقف وايد حزين قصة حارب تصيح وايد أتمناله حياة حلوة أو مجرى جديد يخليه يشوف الحياة بمنظور جميل، اللي شافه واللي صارله مب هين أبدا وصعب أن يقدر ينسى الشي بسهولة أو حتى يلهى عن الشي بالأخص أن في شي دوم يذكره باللي صار اللي هو حالة أخته موزة !!

حمد وميرة أتوقع بداية قصة حب جميلة وبريئة مثل برائتهم .. أما فلاح وحصة هههههه أحس بتصير أكشنات بقراره أنه يبى يخطبها ..

ومرة ثانية جذبتني طريقة ناعمة وهي تشرح عن تاريخ المكان اللي وقفوا عنده للحظة ياني فضول أني أقرا عن تاريخ أسبانيا بالتفصيل :)

نهيان بشخصيته جذاب على الرغم من استهتاره إلا أنه بار بأهله ويحترم رايهم ..

شما وحبها الخفي لسلطان *حبيت الحب الخفي اللي بينهم*

بطي وآمنة .. مصبح وسلامة (كناري)

كاتبتنا لولوة .. واثقة في روايتج وايد والكتاب مبين من عنوانه
دام البداية جي أكيد الباقي أجمل
أنتي لولوة وروايتج أعتبرها لؤلؤة نادرة

دمتي لنا حبيبتي
تقبلي مروري




صبحج الله بالنور والسرور حبيبة قلبي شما ..
ويومي اجمل واجمل بوجودكم ومروركم وحروفكم الراقية يالغوالي .. ربي يسلمج من الشر الغلاا ..


حارب
صحيح .. حارب يتألم وايد .. واشباح ماضيه ما تخليه يعيش براحة نفس .. يا ترى بيقدر يعيش السعادة في يوم ..؟!!!
تسلميلي يالغالية من ذوقج :)


فلاح وحصة
ههههه .. الاكشنات لابد منها لزيادة عنصر الاثارة :)


ناعمة
وايد مهم عندي اني اوصل للقارئ شغف الابطال واحاسيسهم بالشكل الصحيح .. ويهمني بعد ان احببكم في امور انا احبها شخصياً :)


شما وحبها الخفي لسلطان
حب يرهق القلب ..


بطي وآمنة .. مصبح وسلامة
واحلى كناري :)



تسلمين يالغالية ماعليج زوود .. وانا واثقة فيكم وفي وقفتكم معاي للنهاية ان شاء الله .. الله لا يرحمني منكم يا حبايب لولوه انتوو ..

imane 2b 06-01-15 06:59 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته صراحة لا اجد الكلمات المناسبة لوصف هذا الإبداع قلمك راقي جدا ووصفك للأحداث يجعل القارىءيحس انه مع ابطال الرواية موفقة حبيبتي تسلمي

زمن مجروح 06-01-15 07:13 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.


عُدنَا


:peace:
مِن’ أينَ أبدَاَ

موقِف مِيرَهـ مَعَ حمد جِدَاً مُؤثِر وَمُضْحِكـ لَكِنْ تَصَرفُه رجولِي بحت
وأشُدُ عَلَى يدِيكـ فِي وضْع مواقفْ تُدَعِم الأخلاق في ردات الفعل علَيهَا وتُنَمِيهَا فِي مجتمَعَاتِنَا ..:55:

شَمّا وَ آآآآآآهـ مِنْ تِلْكَـ المشَاعِر المدُفونَة تَحتَ جَلِيد قَابل لِـ الذَوبَانْ بِـ فعْل إشْتِعَالِ
الأحاسِيس وإنتفَاضِهَا لحظَةَ تَدافعِ ذِكرىَ لـ مَاضٍ مَا ..

حَااااارِب
يَكفِي الحِلْم وَ أحدَاثُه التِ] إستَنَزَفَت أحَاسيسَنَا ..
بس من شاف حارب ومارس عليها خبثه ومكره ؟؟؟>>> هنا أنا تلخبطت شوي
تبدوا لي ناعمة بس وين بيشوفها قبل كذا وهذا أول لقاء يجمعهم في أحداثِ القِصَة ...

بطِي وَأمنَه
لابدَ من مُصَارحَة من قِبل آمنة وتَصَرُف سريع من بطِي ليحافِظَا على كَيانِ العائِلَة ..

سَيفْ
أرثِي لحاله وصعوبة المرض التي تَزدَاد ..

الجد أبو عبيد روووووووووووووعة كفو اللي سَواهـ بـ نهَيَان ..:376:

فَلاااااااح وَ مُخطَطَات شِرِيرَة تِجَاهـ حِصَة .. :) :lol:



يعطيكـ العافيَة ي قلبِي عَلى مجهُودِكـ ..


مودَتِي .."

وردة شقى 06-01-15 08:24 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


وردة شقى .. صباحج ورد وياسمين غناتي ..
اولاً اسمحيلي ما رديت على كلامج البارحة لأني ما ان نزلت البارت حسيت خلاص طاقتي راحت ورقدت ..

مسا الفل
لا عادي مسموحه بالحل
انا كنت انطر الجزء حدي متحمسه وقتها :)


"
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..
"

مسألة ان الكاتبة تنقل حكم شرعي خاطئ ..

اول شي عطيني اسم الكاتبة عشان افهمها ان اللي تفكر به غلط ..
الكاتب انسان عادي .. قاعد ورا شاشة الكمبيوتر ويكتب وغيره يقرا .. مثله مثل اللي في تويتر .. في انستغرام .. في الفيس بوك .. ومنهم يصدق بسرعة ومنهم يعرف يحكم عقله ويبحث ويدور على الإجابات الصحيحة ..

سالفة اني بحط حكم شرعي عن امور مهمة مثل الطلاق او الزواج .. ويكون الحكم الشرعي خاطئ واتغافل عنه لأنها "مجرد رواية" ...!!!

لا لا .. هالشي اساساً ما يجوز ..
عاد ما اذكر منو :)
وفعلا البعض يعتبر الروايات مصدر معلومات ياخذ منها
بدون لا يتأكد من صحة المعلومه و هالشي اكثر من كاتبه قلته لها ..



تعرفين ..

والله ..
اني لين يوم الدين ..
بكون شاكرة "لكاتبات عزيزات وغاليات" .. لانهن ذكرني بأشيا كنت غافلة عنها في ديني وعبادتي ..

وايد اشيا يا وردة ..

والحمدلله في أمور كنت اجهلها وقمت اسويها بعد تذكيرهن .. وفي أمور غيري سواها بعد التذكير ايضاً ..

ها شو معناته .. ها معناته ان القارئ يتأثر .. يتجاوب .. يحس مع اللي يقراه .. يفعل احياناً اللي يقراه ..

ليش استهين باللي اكتبه واللي انشره بين الناس وهالعمل بيتم معاي لين قبري وبينعرض علي يوم القيامة ..!!!!

لا .. الموضوع مب سهل ابداً .. كارثة اشوفه ..

غير ان الاستهانة بعقل القارئ ..... شي اممممم .. ماعرف شو الكلمة المناسبة .. يمكن سطحية بحتة .. وانانية كذلك لأنها الكاتب بدّا مصلحة رفاهيته .. وشغفه في الكتابة على مصلحة الناس وما يتلقونه من معلومات يمكن تفيدهم في حياتهم ويمكن تضرهم وتخرب مبادئهم ..!!!!

هالكلام أقوله بشكل عام ما اقصد كاتبة معينة .. والانسان في النهاية انسان ...
مب معصوم من الخطأ ابداً ..
صاجه بكلامج في كاتبات لهم هدف سامي برواياتهم
و البعض مجرد تفريغ بدون فايده تعود عليه او حتى على القارئ
بالعكس يمكن يكسب آثام من الي يكتبه بدون لا يبين خطأ الي يكتبه ولا حتى يحذر القراء منه ..
و جل من لا يسهو بعضهم يستانسون اذا احد نبهم لغلط و بعضهم ولا كأنج تنصحين
ولا يعبرون الله يهديهم ..




"

كلمة وسيم ما تحكر خيال القارئ .. بالعكس تثير خياله ويرسمه بالصورة اللي هو يفضلها ويحبها ..
لا تلوميني تعقدت من يقولون وسيم شوفي شلون يكون الوصف صرت اشك ان الروايه الي اقراها خليجيه :(
و الله اضحك احيانا جني اقرى روايه اجنبيه مو خليجيه من مواصفات الابطال ..


ولا ننسى ان العقول ما تتشابه .. يعني عقلي وعقلج يختلف تماماً عن العقول الباقية .. مب كل حد يقدر يشوف كلمة وسيم على انه احتكار للخيال"
ممكن ليش لا ..




"


احلى شي التوقعات صابت
:) الهندي طلع ماغيره حارب
اعتقد انه اسمر و سماره مع اللكنه الهنديه
خلته يتقن الدور و الظاهر يا انه يحب الافلام الهنديه ولا سلطان مخليه يجابلهم :)
و اول لقى مع ناعمه باسبانيا
اخ الموقف قصت ويه اتوقع اعمل نفسك ميت ويا ارض انشقي وبلعيني التعبير المناسب لصدمة نعوم واي صج موقف محرج بعد حروب مو هين لازم يتحرش احس ويها صار ابيض نشف من الدم لا بعد ما درت انه رفيج عمها بتكمل السالفه :)
و انا اقرى انه يشتري كتب حياكه احاول اتذكر منو الي وعد اخته اذكر الكلام بس نسيت الاشخاص و اكيد اهو الي سلم عليه ذياب..


بطي اتمنى انه يقرص اليازي قرصه
تماديها لاني ما اشوفه حاسم برد فعله
ممكن يحظر الرقم او يشكي وهو ريال ما راح يصعب عليه الموضوع
يشوف لها صرفه لان الي مثلها ما تمل وينخاف منها و توقع اللامتوقع فلازم يتغدى فيها قبل لا تتعشى فيه..


عوشه
تحب سلطان و شكلها جذبت على شما بسالفه تخصه خلتها ترفضه بس الي فهمته ان الي شافته و تعلقت فيه خطبها و خذته بس ماكان كفو هذا الي فهمته
ولا الي تعلقت فيه كان سلطان و يوم خطبها بعد سنه جذبت عليها عوشه و رفضته و مازال قلبها معاه؟!
اتوقع الثانيه اهي الصح
بيي اليوم الي بتتبرأ فيه ساحة سلطان و بتجاهد شما باسترجاع حبه الي تمكن منه كبرياؤه


فلاح اهلا اهلا بالمخططات المخيفه
شكله بيخطبها او ممكن يخطط على شي يجبرها فيه تقبل بخطبته :)؟!


ميره
شكلها بتكشف الريال قريب و اكيد بتنصدم
شلون عرفها؟! و اسمها؟!
اكتشفت انها خفيفة طينه هالبنت..


نهيان و ااي بدت ظلاله تحط على الروايه بهدوء مخيف ممكن يكون اهو الي شافته روضه؟!
و بالتالي يكون المثلث سلطان و نهيان و حارب..


اليد اينن حبيته خوش يد :)
سبحان الله هذا حال اليدان يتفقدون احفادهم و يخافون عليهم..


احس الرحله من فرنسا للامارات بصير فيها شي الله يعديهم الشر و يوصلون بالسلامه..


استرجاع الماضي شي متعب
الله يعين حارب عليه
مو شويه فاقد ثلاثه ماراح يرتاح
لين ياخذ حقه ..


أحمد
بيي اليوم الي يكشف فيه حقيقة قلب مرته
بس هل حبه لها بيشفع لها ولا بيكشف لها الويه الثاني لريلها ؟


على فكره حبيت
معلومات التاريخ الي ضمنتيها روايتج
قبل جم يوم قريت عن عبدالله الي سلم مفاتيح الاندلس
والكلام الي قالته امه له ..
سبحان الله بقدر ماكانوا ملتزمين بدينهم
بقدر ماكانت الدنيا تتفتح جدامهم
و بقدر ما تخلوا عن دينهم بقدر
ما تراجعوا بفتوحاتهم و زادنت انهزاماتهم ..



:)
دام حبرك الزاهي




لولوھ بنت عبدالله، 07-01-15 12:06 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imane 2b (المشاركة 3502573)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته صراحة لا اجد الكلمات المناسبة لوصف هذا الإبداع قلمك راقي جدا ووصفك للأحداث يجعل القارىءيحس انه مع ابطال الرواية موفقة حبيبتي تسلمي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

مسا الورد ..

يا حبيبتي .. تسلميلي كلج ذوق والله .. كلماتج اعتبرها وسام على صدري ..

اتمنى اكون قد اعجابكم وقد ثقتهم لين النهاية ان شاء الله ..

ربي يسلمج ويحفظج غناتي ..
وكوني دوم جريبة منا ولا تقطعين .. :)

لولوھ بنت عبدالله، 07-01-15 12:56 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3502577)
"
.
.


عُدنَا


:peace:
مِن’ أينَ أبدَاَ

موقِف مِيرَهـ مَعَ حمد جِدَاً مُؤثِر وَمُضْحِكـ لَكِنْ تَصَرفُه رجولِي بحت
وأشُدُ عَلَى يدِيكـ فِي وضْع مواقفْ تُدَعِم الأخلاق في ردات الفعل علَيهَا وتُنَمِيهَا فِي مجتمَعَاتِنَا ..:55:

شَمّا وَ آآآآآآهـ مِنْ تِلْكَـ المشَاعِر المدُفونَة تَحتَ جَلِيد قَابل لِـ الذَوبَانْ بِـ فعْل إشْتِعَالِ
الأحاسِيس وإنتفَاضِهَا لحظَةَ تَدافعِ ذِكرىَ لـ مَاضٍ مَا ..

حَااااارِب
يَكفِي الحِلْم وَ أحدَاثُه التِ] إستَنَزَفَت أحَاسيسَنَا ..
بس من شاف حارب ومارس عليها خبثه ومكره ؟؟؟>>> هنا أنا تلخبطت شوي
تبدوا لي ناعمة بس وين بيشوفها قبل كذا وهذا أول لقاء يجمعهم في أحداثِ القِصَة ...

بطِي وَأمنَه
لابدَ من مُصَارحَة من قِبل آمنة وتَصَرُف سريع من بطِي ليحافِظَا على كَيانِ العائِلَة ..

سَيفْ
أرثِي لحاله وصعوبة المرض التي تَزدَاد ..

الجد أبو عبيد روووووووووووووعة كفو اللي سَواهـ بـ نهَيَان ..:376:

فَلاااااااح وَ مُخطَطَات شِرِيرَة تِجَاهـ حِصَة .. :) :lol:



يعطيكـ العافيَة ي قلبِي عَلى مجهُودِكـ ..


مودَتِي .."





هلااا وغلاااا ..

شحالج حبيبتي زمن مجروح ..؟!



حمد يا حمد ..
عور قلوبنا هالمسكين ..

حبيبتي يا كل الرقي .. شكراً على كلامج الرائع .. ولابد من التحكم في المشاعر/التصرفات لو الموضوع فيه تجاوز للمبادئ والقيم الإسلامية ..



شما .. اممممم ماضيها يألمها بشكل رهيب .. ظنج شو نهاية ما تعانيه ..؟!!!



حارب ..

ركزي في كلامه واسترجعي الاحداث وبتعرفين منو كان يرمس هههه



آمنة وبطي ..

اجل لابد .. لكن هل بيكون فيه مصارحة من جهة آمنة ولا ..؟!
وهل بتخليهم أليازية في حالهم يا ترى ..؟!



سيف ..
مرات المرض يفيد البني آدم اكثر مما يضره .. وكل شي من الله سبحانه خيره ..



اليد بوعبيد ..
هههههههههه زين اللي سواه في نهيان



فلاح ..

اخ منه .. مخه صعب هالريال .. الله يستر منه .. :)



الله يعافيج ويسلمج الغلاااا ..
اسعدتيني بتعليقج ومرورج الطيب ..

وخلج دوم جريبة منا حبي ..

لولوھ بنت عبدالله، 07-01-15 01:41 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة شقى (المشاركة 3502590)


وردة شقى .. صباحج ورد وياسمين غناتي ..
اولاً اسمحيلي ما رديت على كلامج البارحة لأني ما ان نزلت البارت حسيت خلاص طاقتي راحت ورقدت ..

مسا الفل
لا عادي مسموحه بالحل
انا كنت انطر الجزء حدي متحمسه وقتها :)


"
فعلا وجود الدين بالروايه يعطيها لمسه خاصه و بنفس الوقت
يعكس لي نوعية الكاتبه و وعيها الديني بس تدرين احيانا للأسف البعض و يمكن نقول قليل منهم ينقل
حكم شرعي غلط خاصه عن الطلاق و غيره اكثر من مره مرت علي هالنوعيه و طبعا كنت انبه الكاتبه
فحتى الدين اذا رسمته بروايتي لازم يكون صحيح خاصه الاحكام الشرعيه للي للاسف البعض يعتمد على اشياء
مرت عليه بدون لا يتمعن فيها و يستوعبها و اذكر مره تبهت كاتبه على شي غلط تدرين شقالتلي؟!
قالتلي هذا خيال قتلها الدين مافيه ..
"

مسألة ان الكاتبة تنقل حكم شرعي خاطئ ..

اول شي عطيني اسم الكاتبة عشان افهمها ان اللي تفكر به غلط ..
الكاتب انسان عادي .. قاعد ورا شاشة الكمبيوتر ويكتب وغيره يقرا .. مثله مثل اللي في تويتر .. في انستغرام .. في الفيس بوك .. ومنهم يصدق بسرعة ومنهم يعرف يحكم عقله ويبحث ويدور على الإجابات الصحيحة ..

سالفة اني بحط حكم شرعي عن امور مهمة مثل الطلاق او الزواج .. ويكون الحكم الشرعي خاطئ واتغافل عنه لأنها "مجرد رواية" ...!!!

لا لا .. هالشي اساساً ما يجوز ..
عاد ما اذكر منو :)
وفعلا البعض يعتبر الروايات مصدر معلومات ياخذ منها
بدون لا يتأكد من صحة المعلومه و هالشي اكثر من كاتبه قلته لها ..



تعرفين ..

والله ..
اني لين يوم الدين ..
بكون شاكرة "لكاتبات عزيزات وغاليات" .. لانهن ذكرني بأشيا كنت غافلة عنها في ديني وعبادتي ..

وايد اشيا يا وردة ..

والحمدلله في أمور كنت اجهلها وقمت اسويها بعد تذكيرهن .. وفي أمور غيري سواها بعد التذكير ايضاً ..

ها شو معناته .. ها معناته ان القارئ يتأثر .. يتجاوب .. يحس مع اللي يقراه .. يفعل احياناً اللي يقراه ..

ليش استهين باللي اكتبه واللي انشره بين الناس وهالعمل بيتم معاي لين قبري وبينعرض علي يوم القيامة ..!!!!

لا .. الموضوع مب سهل ابداً .. كارثة اشوفه ..

غير ان الاستهانة بعقل القارئ ..... شي اممممم .. ماعرف شو الكلمة المناسبة .. يمكن سطحية بحتة .. وانانية كذلك لأنها الكاتب بدّا مصلحة رفاهيته .. وشغفه في الكتابة على مصلحة الناس وما يتلقونه من معلومات يمكن تفيدهم في حياتهم ويمكن تضرهم وتخرب مبادئهم ..!!!!

هالكلام أقوله بشكل عام ما اقصد كاتبة معينة .. والانسان في النهاية انسان ...
مب معصوم من الخطأ ابداً ..
صاجه بكلامج في كاتبات لهم هدف سامي برواياتهم
و البعض مجرد تفريغ بدون فايده تعود عليه او حتى على القارئ
بالعكس يمكن يكسب آثام من الي يكتبه بدون لا يبين خطأ الي يكتبه ولا حتى يحذر القراء منه ..
و جل من لا يسهو بعضهم يستانسون اذا احد نبهم لغلط و بعضهم ولا كأنج تنصحين
ولا يعبرون الله يهديهم ..




"

كلمة وسيم ما تحكر خيال القارئ .. بالعكس تثير خياله ويرسمه بالصورة اللي هو يفضلها ويحبها ..
لا تلوميني تعقدت من يقولون وسيم شوفي شلون يكون الوصف صرت اشك ان الروايه الي اقراها خليجيه :(
و الله اضحك احيانا جني اقرى روايه اجنبيه مو خليجيه من مواصفات الابطال ..


ولا ننسى ان العقول ما تتشابه .. يعني عقلي وعقلج يختلف تماماً عن العقول الباقية .. مب كل حد يقدر يشوف كلمة وسيم على انه احتكار للخيال"
ممكن ليش لا ..




"


احلى شي التوقعات صابت
:) الهندي طلع ماغيره حارب
اعتقد انه اسمر و سماره مع اللكنه الهنديه
خلته يتقن الدور و الظاهر يا انه يحب الافلام الهنديه ولا سلطان مخليه يجابلهم :)
و اول لقى مع ناعمه باسبانيا
اخ الموقف قصت ويه اتوقع اعمل نفسك ميت ويا ارض انشقي وبلعيني التعبير المناسب لصدمة نعوم واي صج موقف محرج بعد حروب مو هين لازم يتحرش احس ويها صار ابيض نشف من الدم لا بعد ما درت انه رفيج عمها بتكمل السالفه :)
و انا اقرى انه يشتري كتب حياكه احاول اتذكر منو الي وعد اخته اذكر الكلام بس نسيت الاشخاص و اكيد اهو الي سلم عليه ذياب..


بطي اتمنى انه يقرص اليازي قرصه
تماديها لاني ما اشوفه حاسم برد فعله
ممكن يحظر الرقم او يشكي وهو ريال ما راح يصعب عليه الموضوع
يشوف لها صرفه لان الي مثلها ما تمل وينخاف منها و توقع اللامتوقع فلازم يتغدى فيها قبل لا تتعشى فيه..


عوشه
تحب سلطان و شكلها جذبت على شما بسالفه تخصه خلتها ترفضه بس الي فهمته ان الي شافته و تعلقت فيه خطبها و خذته بس ماكان كفو هذا الي فهمته
ولا الي تعلقت فيه كان سلطان و يوم خطبها بعد سنه جذبت عليها عوشه و رفضته و مازال قلبها معاه؟!
اتوقع الثانيه اهي الصح
بيي اليوم الي بتتبرأ فيه ساحة سلطان و بتجاهد شما باسترجاع حبه الي تمكن منه كبرياؤه


فلاح اهلا اهلا بالمخططات المخيفه
شكله بيخطبها او ممكن يخطط على شي يجبرها فيه تقبل بخطبته :)؟!


ميره
شكلها بتكشف الريال قريب و اكيد بتنصدم
شلون عرفها؟! و اسمها؟!
اكتشفت انها خفيفة طينه هالبنت..


نهيان و ااي بدت ظلاله تحط على الروايه بهدوء مخيف ممكن يكون اهو الي شافته روضه؟!
و بالتالي يكون المثلث سلطان و نهيان و حارب..


اليد اينن حبيته خوش يد :)
سبحان الله هذا حال اليدان يتفقدون احفادهم و يخافون عليهم..


احس الرحله من فرنسا للامارات بصير فيها شي الله يعديهم الشر و يوصلون بالسلامه..


استرجاع الماضي شي متعب
الله يعين حارب عليه
مو شويه فاقد ثلاثه ماراح يرتاح
لين ياخذ حقه ..


أحمد
بيي اليوم الي يكشف فيه حقيقة قلب مرته
بس هل حبه لها بيشفع لها ولا بيكشف لها الويه الثاني لريلها ؟


على فكره حبيت
معلومات التاريخ الي ضمنتيها روايتج
قبل جم يوم قريت عن عبدالله الي سلم مفاتيح الاندلس
والكلام الي قالته امه له ..
سبحان الله بقدر ماكانوا ملتزمين بدينهم
بقدر ماكانت الدنيا تتفتح جدامهم
و بقدر ما تخلوا عن دينهم بقدر
ما تراجعوا بفتوحاتهم و زادنت انهزاماتهم ..



:)
دام حبرك الزاهي






مرحبا الساع بـ وردتنا الحلوة ..

النقاش معاج ما ينمل منه .. خلينا بين فترة وفترة نتشاكس مع بعض :)


احم .. نيي للبارت ..



وردة .. متأكدة ما كنتي معاي وانا اكتب البارتات ..!!!!

ما شاء الله عليج ..
ماعرف على شو اعلق وعلى شو ما اعلق ..!!!!

بس ما بتكلم ومع البارتات القادمة بتندهشين من ذكائج مثل ما اندهشت ..
اكرر .. ما شاء الله عليج .. :)


بخصوص بطي ..
تمادي اليازية معاه ما تعدى التدخل في حياته الزوجية والاسرية ..
وردة فعله طبيعية بحكم انه رجل وهي حرمة .. وبحكم انه تربى في بيئة تحافظ على سمعة المرأة بشكل كبير ..

بس شو بيسوي لو صدق تعدت اكثر الخطوط الحمرا ...؟!
بنعرف عقب ان شاء الله ..


عوشه

اكرر مرة ثالثة .. ما شاء الله عليج .. بس ما بقولج على شو هههههه



فلاح ..

اممممم يمممممكن .... :)



اليد بوعبيد ..
صحيح .. اليدان هم ملح الدنيا .. ربي يحفظ العايشين ويعطيهم الصحة والعافية ويرحم الأموات ويغفرلهم ..


حارب ..
اللي عاشه مؤلم .. وفظيع ..
هل بيتخطى مواجعه وبيقدر يستقبل السعاده في يوم ..؟!
او الانتقام/الغضب بيحتلون على حياته كلها بحيث يخلونه اعمى عن كل شي ثاني في الدنيا ..؟!


احمد ....
حكايته حكاية مع زوجة ما تحبه ولا تقدر قلبه ..
بس اللي يمتلك قلب ابيض ونية صافية لابد في يوم يشوف نتيجة ترضيه وتسعده ..


الاندلس ..

وانا اسعدني هالشي والله .. واللي اسعدني اكثر انكم تتفاعلون مع اللي اكتبه وتتحمسون ..

وكلامج صحيح امية بالمية .. الدنيا كانت مفتوحه جدامهم .. والاعداء كانوا يتربصون لهم من كل جانب ..
وللأسف قدروا يهزمونهم ويسلبون حضارة انبت سنين طويلة على جثث الشهداء ودماء الاحرار ..




وردة شقى .. يا كل الغلااا ..

ما تتصورين شقد انا سعيدة فيج ...
لا خلاني الله من طلتج البهية على صفحتي ..

خلج جريبة منا دوم ولا تقطعين حبيبتي ..

ربي يحفظج من كل شر ..

لولوھ بنت عبدالله، 07-01-15 01:53 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 

"

مسا النور على الغوالي حبايب لولوه ..

بإذن الله بنزل البارت العاشر يوم اليمعه الصبح .. فكرت انزله باجر بس اخاف انشغل وجيه ..

فـ خلكم جريبين يا حلوين :)

الاميرة البيضاء 07-01-15 11:15 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
روايه جميلة ما شاء الله واسلوبك رائع
واحلى حاجة عجبتنى انك بترجمى الكلمات الصعبة لان اللهجة الامارتية غريبة شويه بالنسبة لى
بس بصراحة ابداع تسلمى يا رب
يا ريت تقولى لى امتى مواعيد نزول البارتات

شما بنت محمد 08-01-15 06:51 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
صباح الخير لولوة

بتريه اليمعة بفارغ الصبر وعلى ترقب لليديد منج دوم

الله يعطيج العافية حبيبتي وتسلمين على مجهودج :55:

تقبلي مروري

لولوھ بنت عبدالله، 08-01-15 09:12 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3502774)
روايه جميلة ما شاء الله واسلوبك رائع
واحلى حاجة عجبتنى انك بترجمى الكلمات الصعبة لان اللهجة الامارتية غريبة شويه بالنسبة لى
بس بصراحة ابداع تسلمى يا رب
يا ريت تقولى لى امتى مواعيد نزول البارتات




صباح الفل على هل مصر ..

انتي الاجمل ومتابعتج الاروع يا قلبي ..

احاول قد ما اقدر اني ما اضيع عليكم الاندماج بسبب صعوبة الكلمات وتعقيدها .. عسب جيه حطيت الكلمات ومعانيهن .. ويلا منها تاخذون كورس خفيف عن رمستنا ههه :)

فديتج الاميرة البيضاء تسلميلي على كلامج الراقي ..

انا سبق وذكرت اني يوم بوصل ان شاء الله البارت العاشر بحدد يومين في الاسبوع لتنزيل البارتات .. وحالياً بعدني ما قررت ..

عطوني مقترحاتكم والوقت المناسب وبحدد عقب ان شاء الله :)


ربي يحفظج وين ما تكونين الغلا ..
خلج جريبة منا دوم حبيبتي .. :)

لولوھ بنت عبدالله، 08-01-15 09:15 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3502796)
صباح الخير لولوة

بتريه اليمعة بفارغ الصبر وعلى ترقب لليديد منج دوم

الله يعطيج العافية حبيبتي وتسلمين على مجهودج :55:

تقبلي مروري



صباح النور والسرور غناتي ..

فديت قلبج انااا .. لا خليت من قربكم وتشجيعكم يالغوالي .. :)

ربي يعافيج ويسلمج من الشر

bluemay 08-01-15 11:54 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
بالتوفيق حبيبتي ..

وما شاء الله في متابعين جدد..

تستاهلي متابعتك يا عسل على إبداعك وروعة تعبيرك ..


بإنتظارك أكيد ..


لك ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 08-01-15 06:50 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3502811)
بالتوفيق حبيبتي ..

وما شاء الله في متابعين جدد..

تستاهلي متابعتك يا عسل على إبداعك وروعة تعبيرك ..


بإنتظارك أكيد ..


لك ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




وياج يا قلبي ..

تسلميلي يا كل الذوق :)

لولوھ بنت عبدالله، 09-01-15 07:49 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبايبي ..

شـ صبحتوا ..؟!


دقايق ان شاء الله وبينزل البارت الايديد .. بس في شي ابا اقوله قبل البارت ..


انا سبق وذكرت لا احلل ولا ابيح نقل الرواية لمنتدى آخر .. ولا حد ينسخه بدون ذكر اسمي انا لولوه بنت عبدالله ..

يعني كلامي كان واضح صح ..؟!!!!

نشيت الصبح وتفاجأت ان الرواية منقولة "لمنتدى معروف جداً جداً" .. ويزاها الله خير اللي نقلته مدحتني ومدحت روايتي .. وانا من ليلاس اشكرها جزيل الشكر على كلامها الراقي .. ولو حدرت هنيه وكتبتلي كنت بفرح وبشكرها اكثر :)



بس ...!!!!

انا قلت الرواية حصرية على ليلاس "فقط" .. فـ لو سمحتي .. وبدون ذكر اسماء ونك نيمات .. امسحي المقدمة والبارت الاول والثاني من هناك وبكون شاكرة لج غناتي ....
وحياج انتي وكل اعضاء هذاك المنتدى بمتابعتي هنيه :) ....




والسموحة فديتكم ...


لولوھ بنت عبدالله، 09-01-15 08:10 AM

الجزء العاشر
 
قبل البارت اقروا اللي كتبته فوق حبايبي ..





(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء العــــاشــــــر



،



دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي
فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .
صوتُكِ يا أنيستي
حَبْلٌ من النور
نشرت فوقه قميصَ أسراري . . .
وصفحةٌ ضوئيةٌ
كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . .
وبُرْدَةٌ عشبيةٌ
تَدَثَّر القلبُ بها
فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . .
صوتُك صار ملمحاً مني
فما سمعتُهُ
إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري
يُثْملني من دونما خطيئةٍ
فيسكرُ الصحو على نافذتي
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . .
صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
في جنازة اليأسِ الذي
أَثْكلَ مشواري . . .
وأوّلُ المسافرين بيْ إلى
ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
هَذَّبَني . . .
أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
وبين الريحِ والنارِ . . .
زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ
كي تنبضَ أوتاري . . .


لـ المُبدع يحيـى السمــاوي،.



،



العيــــــــن




زقزقات العصافير كانت تتراقص قرب مسامعها بكل غنج وخيلاء، ابتسمت بدفء صرف وهي تتذكر كيف انتصرت بعد معركة طويلة خاضتها ضد محمد ابن ابنتها المشاغب، فهو كان يدعي المرض ليغيب اليوم عن المدرسة ..


ضحكت في قرارة نفسها بعاطفة جياشة ..
ذاك المشاغب اللعوب ..

أكُل محمد هكذا يهوى التذاكي ولعب دور الشقي المشاكس ..!!


تذكرت بعدما قادتها طيوف اشجانها لـ "سميّه"
محمد الكبير .. محمد العضيد ..

محمد الأب ..
قبل أن يكون الشقيق ..!!


لم يأخذ هذا الصغير أسمك فحسب ..
بل حتى تلاعبك العذب بعواطفنا ...!!!

بـ تراقص طرافتك اللذيذة على اوتار حبنا لك ..!!


مثلك تماماً ..!!
يهوى تعثرنا ونحن نحبو خلفه ... لسرقة لحظات من مرحه الذي "لا ينتهي"

بل وكأني أرى نسختك الصغيرة
بعد حارب .. !!


لا ..


حــــــــارب والمـــــــــرح ..!!!
لا والذي وضع الحنين والأسى في جوف قلبي ...!!!


هرب المرح عن عينا ذلك الشاب واختفى
كقطرة ماء مطر تبخرت أمام شمس طاغية ..!!!


آآآآآآآآهه ..
وبخفوت مبحوح ... همست بوجع: يا روووح عموتك ..



التفتت لتسمع همهمات طفولية قريبة منها، رأت منصور الصغير ذو الثلاث أعوام مفترشاً الأرض محاولاً كتابة كلمة ما على دفتره الصغير ..


ابتسمت بدفء وهي تجلس بقربه .. ثم هتفت بحب نقس: حبيبي منصور شو يسوي ؟

هتف منصور بملأ فمه المكتنز الجميل: أكتب اسمي يدوه

وضعت يدها فوق يده لتعلمه كتابة اسمه بشكل صحيح: شوف منصوري .. جيه يكتبون اسمك

هتف منصور باعتداد "طفولي بريء" وهو يقلد صوت والده سيف: ابا اكتب منصور بن سيف بن عبدالله بن خويدم الـ..



تسمرت يداها ودقات بدت تسري على كامل أوردتها .. دقات جعلتها تسرح لبعيد .. لبعيد جداً




: ابا اكتب العنود بنت سعيد بن خويدم بن زايد الـ..

هتفت ببسمة أنثوية ماكرة وهي تطعم طفلتها العنود التي لم تتجاوز عامها الثاني: وشعنه ما تكتب عاشه بنت حارب بن سمحان الـ..

ابتسم سعيد بحب عارم ... وغمس قلمه الخشبي في الحبر السائل ليشرع بالكتابة بالخط الرقعة على الورقة المخصصة للخطوط العربية: إسمج اول اسم كتبته

وضعت عائشة الملعقة واقتربت من زوجها وهي تهتف بتشوق ناعم: وين وين ابا اشووووف


توقف سعيد عن الكتابة وهو يضحك بخفة .. ثم أخذ يبحث من بين أوراقه عن الورقة التي كتب عليها اسم محبوبته

ابتسمت له عائشة بافتتان وهي تروي ناظريها بملامحه الرجولية ..


يالشغف هذا الحبيب بالأوراق والأقلام ..!!!!


أغار يا هذا ..
وكأن تلك الأوراق البيضاء، وأقلام الحبر ما هن الا زوجاتك الأخريات ..!!


قال وهو يعطيها الورقة: هاي هي

ضحكت بانبهار وهي ترى خطه المحترف الفاتن وهي يحتضن بتملك شجي حروف أسمها ..

اقتربت من زوجها وقبلته على وجنته اليسرى بحب تخلله خجل صرف، وهمست بدلع أصاب أوردة سعيد بالقشعريرة:
لا خليت من عيون اللي يتذكرني اول وحدة

همس سعيد بصوت أجش ثقيل كثقل عاطفته بعد قبلتها اليتيمة: ماغير انتي واسمج اهاذيبهم في فواديه يا بنت حارب

عضت عائشة شفتها السفلى والإحمرار يغزو وجنتاها بشدة .. بضراوة ..!!

ثم قالت محاولةً فتح حديث جديد تستنجد به من أعين زوجها اللتي تحدق بها بشكل مُربك: امممممم سعيد شو هالدفتر ؟؟

سعيد وهو يمسك الدفتر بتساؤل: هذا ..؟!!

عدلت عائشة من جلستها لتهتف: هيه .. شو ها ..؟؟!!
دوم اشوفك زاخنّه بس ما جد سألتك عنه ..

ابتسم سعيد برجولية وقال: هذا دفتر اكتب فيه مذكراتي

قطبت عائشة حاجباها باستغراب .. وتساءلت بنعومة: يعني تكتب فيه يومياتك ..؟!!

هز سعيد رأسه بابتسامة خفيفة: هيه ..



.
.



خرجت عائشة من دوامة ذكرياتها العذبة بحاجبان معقودان بحيرة ..
ثم وبصمت تام .. هرعت بخفة إلى الطابق العلوي حيث مكتب زوجها سعيد

دلفت المكتب وبدأت تبحث بشكل عشوائي .. وتبحث .. وتبحث ..
حتى وجدته اخيراً ..

الصندوق الذي يحتفظ فيه سعيد بدفاتره ومذكراته ..
ابتسمت بـ عاطفة تغرق شجناً .. ثم فتحت حتى تتنفس رائحة صدر حبيبها بين الاوراق القديمة المُصفرّة ..

تذكرت آخر دفتر دوّن فيها زوجها مذكراته قبل ان يأخذ الله روحه الى جواره .. وبدأت بالبحث عنه .. لكنها لم تجده ..

وبخفوت أخذت تغمغم باستغراب تام: ويــــنه ..!!!!!!



.
.
.
.
.
.
.



في المنزل المجاور




دخل غرفته وهو يتنفس الصعداء براحة بعد ان انتهى أخيراً من مشروعه الضخم الأخير
انه يرغب بشدة بعد هذا الانهاك ان يأخذ اجازة والسفر مع زوجته وابنائه للاستجمام والراحة ...



أخذ يلتفت بحثاً عن زوجته وطفلته الصغيرة ولم يجدهما ..


ذهب لغرفة ابنائه علّه يجدهما هناك ..

وقبل أن يدلف للغرفة سمع همسات رقيقة وضحكات مرتفعة ..


: والله لو ريلج أصمخ وأشلق فأنا اللي عنديه مجسح وكل يوم يتشكى من عظيماته
ههههههههههههههههههههه ..
هيه يختي محد مترقع في حياته
هههههههههههههههه خس الله عدوج يا منوووووي
ههههههههههههههههههههههه
(مجسح = كسيح)


تسمر بمكانه وضحكات زوجته العالية ترن كرنين سكين يدق على طاولة حديدية


صدمة تلك التي تلقاها
ذهول ..!!!!

ذهول أخذه على حين غرة ليجرح تفاصيل عشقه الأبدي لتلك التي تسمى حبيبته
قبل أن تكون زوجته ..!!

ذهول لا يستطيع وصفه وهو يسمع كلمات العنود التي تفوهت بها
بكل مبالاة معدومة
بكل احساس منصهر
بكل استهزاء تخلله احتقار صرف ....!!!

استهزاء جرحه بشدة .. مزق كبريائه إرباً ..!!
مزقه بشراسة يالعنود
بشراســـــــة ..!!


التفتت العنود للباب وهي ما تزال تضحك، استغربت بشدة عندما لم ترى أحد
فهي اعتقدت ان شخصاً كان واقفاً هناك ..

هتفت لصديقتها بمزاح: اقول بس جب جب
مالج خص في ريلي، انا بس اللي اقول عنه مجسح
علني افدا بومايد وعظيمات بومايد .. وايه فديت طووووله ..



.
.
.
.
.
.
.



باريــــــــس
مطــار شـــارل ديغـــــول




هتف حارب بصوته الفخم محاولاً إنهاء مكالمته مع سلطان: بومييد بخليك انا الحينه

سلطان: ماشي بومحمد .. في امان الله

أجاب حارب وهو ينظر الى الفتاة التي ما زالت متسمرة امامه: في أمان الكريم


وضع هاتفه داخل جيبه ومر بجانبها بخطوات واثقة .... ثم همس بنبرة ماكرة مُتعجرفة "تشعل الوجدان": السموحة منكم .. تعدينا مرحلة الزين وخبلنابكم ..


انخفضت بسرعة اهدابها وخفقاتها أصبحت كـ مجراف يضرب أسفل قاع قلبها

كان يضرب رعباً .. ذهولاً .. ارتباكاً ...... وخجلاً انثوياً قاتلاً لم تعهده قط ...!!!!!



هــــو ..
هـــــو ذاتـــــــــه ..
و ...
و .......
ولكــن ..
كـ ـ ـيـ ـ ـف ...!!!!

ذلك الرجل هندي ... وهذا عربي .. بل واماراتي يتحدث بلهجتنا نحن .....!!!!


استدارت للرجل علّها ترى اختلاف بينه وبين ذلك الهندي

ولكن وياللمفاجأة،
لم ترى الا سراباً خاوياً ..!!


همست بخفوت تخلله ذهول مُرتبك بشدة: بسم الله .. وين راح هذا ..!!

مشت وعيناها لاإرادياً تتلفت الى الخلف، وقلبها مازال ضحية مجراف خفقاتها المجنونة ..!!!!


زفرت بعمق وهي تقرر الرجوع عند الطالبتان اللتان ذهبتا لشراء العطور من محل مجاور ..


بعد مرور الدقائق الطويلة في السوق، رجعت ناعمة مع الطالبتان وهي تضحك على طرافة احاديثهن الطفولية ..


لمحت ذياب جالساً في مقعد لوحده وهو يعبث بهاتفه المحمول ...

هتفت بتفكه باسم ما ان جلست بقربه: بشو لاهيين مخاوين شما ..!!

اجابها ذياب وعيناه ما زالت على شاشة الهاتف: ماشي طفران .. احط لايكات في الانستقرام

ناعمة بذهول: يالخاين عندك انستقرام وما تخبررررني ..؟!!
وأردفت وهي تُخرج هاتفها: عطني حسابك يلا بضيفك ..

ضحك ذياب بخفة: بعطيج لكن ياويلج لو علقتي على اي صورة من صوريه

ناعمة بتهكم ظهر مع فمها المزموم: انتو يا الشباب تفكيركم ما بيتغير ابد ..
ما تبانيه اعلق عشان محد من ربعك يرز ويهه ويدش حسابيه هاااا ..!!!

رفع ذياب حاجباً واحد هاتفاً بحدة: وانتي تبينهم يدشون حسابج ويشوفون صورج مثلاً اخت ناعمة ..!!

ناعمة بنبرة تشابه نبرة شقيقها: طبعا لا يا اخ ذياب، انت تعرف اخلاقي زين مازين ...
لكن انت جيه ما تخليني اخذ راحتيه واعلق على صورك لو شفتها حلوة وتستاهل التعليق ..!!

وأردفت وهي تعدل حجابها بعصبية: والله لو ربعك ما دشوا حسابيه ففي مليون ريال يقدر يدش ويشوف ويعلق بعد
وغمغمت بتهكم: تفكيركم يالشباب يرفع الضغط قسم بالله ..

ذياب بسخرية: محد بيشوف ويعلق على صورج لو محطية حسابج على البرايفت ..


نظرت ناعمة له وعيناها الواسعتان تنضحان ثقة: كل صوريه عادية وما احط ابد شي خاص
والريال اللي يعلق اسويله طاف ما حفلتبه ..
(اسويله طاف اي لا اعطيه اهتمام) ( ما حفلتبه = لا اهتم له)

قطب ذياب حاجباه بتهكم حاد: هب كل الرياييل ينفع وياهم الطاف، انا ريال واعرف تفكير الرياييل المايل مع البنات

ناعمة وهي تغمز بمكر لشقيقها: افهم من كلامك انك شراتهم ..!!


تحول تهكم ذياب إلى ابتسامة خفيفة "موجعة" لم تتجاوز حدود عيناه ..
ثم همس بخفوت يقطر دماً محفوفاً بالحنين المصفى: لو سألتينيه هالسؤال قبل 3 سنين كنت بقولج هيه


جمُد لسان ناعمة .. وخفضت اهدابها بعد ان انتابها الألم على حال شقيقها ..

فهي اكثر من يعرف جيداً حجم نتيجة خسارته لصديق طفولته عبيد ..!!!

وهي اكثر من لاحظ تغيره الجذري بعد أن ذاق ألم فراقه ..!!!

وهي كذلك اول من رأى دموعه المُحرقة للوجدان عندما تلقى خبر وفاته ..!!

تعرف جيداً حجم ألمه ..!!
عظمة خسارته ..!!
حرقة قلبه كلما لمح وجوهاً تذكّره بوجه صديقه ..!!


هتفت بابتسامة شقية وهي تضرب كتفه بخفة راغبةً بتنحية المشاعر المُكهربة التي ظهرت فجأة في اجواء كل منهما:
الله يتمم عليك العقل والثقل يااااااااارب

ابتسم ذياب رامقاً اياها نظرة جانبية: قالولج خبل ولا مينون يالبطة ..!!

ناعمة بحنق: افففففف قلتلك يالدب انا هب بطة .. هب بطة افهم
افففففف لازم يعكر مزاجيه الحلووو ..

ذياب بضحكة رنانة: ههههههههههههه اقصد ياللي كنتي بطة

ناعمة بتهكم ناعم: حمار واحد .. لازم تذكرنيه انيه كنت في يوم من الايام دبة ..!!

ذياب بابتسامة ظهرت جلياً: بالعكس المفروض تفرحين وتفتخرين بعمرج لانج نزلتي اكثر من 20 كيلو

ناعمة بذات تهكم صوتها: انزين فرحانة انا ومفتخرة بسس لا تذكرنيه ياخي
كل ما اتذكر شكلي وانا متينة تضربنيه حالة هستيرية ..

ضحك ذياب بنشوة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

قرصت ناعمة ذياب بغيظ ووقفت: ما بتم وياك .. انت كله تعيب عليه
بروح عند رواضي ابركلي ..


ذهبت تاركةً ذياب يحاول تخفيف ضحكته التي تحولت لابتسامة أخوية دافئة متمتماً بخفوت يكاد لا يُسمع:
لا خليت منج يالبطة



اما ناعمة، فكانت تتلفت وتبحث عند المقاعد التي كانت تجلس عليها روضة والطالبة حمدة
ولكن لم تجدهما ..!!


وبخفوت هتفت: امممممممم يمكن سارن الحمام ..


اخذت تفكر وتتذكر أين الحمامات ..
مشت ..
ومشت ..
واستمرت بالمشي ..


كانت تشعر بأنفاس غريبة تلفح ظهرها بطريقة تجمد الأطراف بشكل مقزز ..
تشعر بأحد يمشي خلفها
ولكن لم تعر اهتماماً لشيء ابداً لأنها من الأساس كانت شاردة البال/الانتباه عندما وصلت لمكان تراه لأول مرة ..

همست باستغراب تخلله ارتباك خفيف: ياربي هاييل وين سارن بالذمة ..!!

تنفست بعمق وهي تستدير للخلف علّها ترجع لحيث كان شقيقها ذياب ..


ما ان التفتت حتى أحست بيد كالصخرة تمسك بحقيبتها وتجرها بخشونة جعلتها تتراجع للخلف وتترنح ..


اتسعت عيناها بصدمة وهي تحاول استيعاب الذي حصل للتو ..!!

وصرخت وهي تهرول بعد ما ادركت الذي جرى ...!!!!


استمرت تهرول خلف الرجل الذي سرق حقيبتها ودلف إحدى الممرات الضيقة المظلمة: يالحررررررررررامي
هات شنطتييييييييي ..


أخذت تصرخ في الممر الذي كان شبه خالٍ من المارة


كانت متوترة .. جزعة .. غاضبة بشدة وكأن غضبها يشبه بركان يتوق للانفجار بشكل هائل
وأخذت تتلفت وتغمغم بغضب كاسح: يالحرامي يالزفت وين رحت
ما لقيت الا انا تسرقها يا ملعون الصير ..!!
الله يغربلك ان شاء الله ..


ما إن استدارت لتخرج من الممر المظلم حتى صرخت بخوف انقض بشراسة على اوتار روحها وهي ترى السارق مرتمي امام رجليها ...... ويد سمراء تعطيها حقيبتها بقساوة ظهرت مع نبرة صوته الصارمة:
اندوج شنطتج، ومرة ثانية لا تقعدين تتمشين وتتمخترين روحج ..
هاي فرنسا هب الامارات ..


تسمرت وفمها بدأ بالتوسع وهي تحاول استيعاب القامة التي برزت امامها بسيطرة جعلت دقة من دقاتها تختفي وتتوارى ..

ما إن رأت تلك العينان الحادتان "اللتان تتوسطان اطار نظارة اخضر اللون بدرجة فاقعة مستفزة" حتى تحولت ذهولها لغضب ناري يرغب بنفث شراراته عليه هو .. هو لا غيره ..!!!

ذاك الهندي الذي تحول بشكل لا تعرفه لعربي
بل حتى اماراتي ..!!!

فهو من سخر منها منذ البداية ويجب أن تسترد كرامتها المهدورة حالاً ..!!!!


أخذت ناعمة حقيبتها منه بعنف هاتفةً بحدة تخللتها احتقار واضح: لو سمحت خلك في حالك ولا تتدخل في شي ما يخصك

وضع حارب يديه داخل جيوب بنطاله .. وهتف بسخرية بالغة: هاي كلمة شكراً اللي المفروض اسمعها ..!!


شعرت بالحرج الشديد من كلام الرجل ولكنها لن تسمح بإشعاره بالنصر ..


هتفت بنبرة باردة لامبالية وهي تتأكد من وجود جوازها ومحفظتها: اي واحد مكانك كان بيفزع لبنت بلاده، لا تتحرى روحك سوبرمان يا انت ..

تحرك جانب شفتيه باستهزاء تام وهمّ ليرد على صاحبة اللسان السليط، لكن لم يستطع وهو يتلقى ضربة اتت في وسط رأسه جعلته يترنح ويسقط بقوة ...


رفعت ناعمة رأسها وهي تشهق بصدمة شديدة/هلع اشد ..


رأت ذاك الرجل الأشقر بعيناه الحمراوتان وهو يبتسم ابتسامة صفراء مقرفة باعثة للقشعريرة
كان ذلك الرجل هو صديق السارق الأول الذي سرق حقيبة ناعمة، وجاء ليساعده وينتقم له ..!!!


صرخت ناعمة ببحة حادة وهي تركض نحو منقذها الأسمر الذي لم تعرف اسمه بعد ..!!

جمد تفكيرها وتوقف عن الجريان من الذهول ..... والحيرة ...!!!!


منقذكَ الأسمر يا ناعمة ..!!
أجننت واختل توازن عقلك الأبله ..!!


تنفست بقوة لتهدأ من انفعالات اعصابها، ثم جثت على ركبتيها امام جسده المرمي على الأرض
وقالت بنبرة مرتجفة مختنقة .. نبرة مرتعبة من الموقف بأكمله .. فهي لأول مرة في حياتها ترى دم يسيل من رأس شخص .. نعم فتلك الضربة التي تلقاها حارب كانت قوية جعلت الدم ينبثق من رأسه ويسيل لأسفل رقبته:
أخووويه .. أخوووويه تسمعني ..؟!!


ضحك الرجل الأشقر بخبث مُقرف وهو يقترب من ناعمة ونظراته تمسحان جسدها بطريقة شهوانية كالحيوان:
ههههههههههههه اووووه قاد يو ار فيري هووووت (يا إلهي انتي فاتنة جداً)


همّ بإمساك حجاب رأسها لينزعه عنها ولكن قبضة فولاذية أمسكت بتلابيبه ورفعته بخفة وكأنه معدوم الوزن ..!!

وسرعان ما رُميَ بقوة جبارة على الحائط، ليسقط الآخر كالورقة البيضاء ..

اقترب منه حارب ونظرات عيناه أصبحت كغابة محترقة من الغضب الأسود وهتف بفحيح مرعب قاسي وهو ينفض قميصه عند أعلى كتفه: كيف تجرؤ أيها القذر ..!!

وبسيطرة تامة التفت لتلك التي ترتجف بشكل لا تدرك شدته ..
فالصدمة أخذت مأخذها منها وهي تحاول استيعاب ذلك الرجل الذي حاول لمسها ونزع حجابها ..


هتف حارب بحزم صارم وهو يوجه كلامه للفتاة: يا بنية انتي بخير ..؟!!


رفعت ناعمة عيناها لحارب والخوف تسلسل لشفتاها كارتجافات خافتة لا تنتهي وهمست بتلعثم مُرتبك ..
ارتباك وتلعثم كانا غريبان على شخصيتها التي تتسم بالثبات والسيطرة،
لطالما اعتقدت وآمنت بقوة انها ذات قلب قابل لأن يتحمل اشد المواقف واعتاها رعباً
ولكن وياللصدمة، لم تتحمل الآن هذا الموقف الذي اشعرها بضعف لم تعهده من قبل ..!!
: أ أ أ أ هيه .. انا بخير

وبتردد اشرت على رأس حارب وقالت محاولةً اخفاء نبرة القلق المضطربة في صوتها: وإنت ؟؟

قطب حارب حاجباه ووضع يده خلف رأسها، ليرى الدم في أصابعه ..
ثم هتف بذات صرامته التي خرجت مع لامبالاته البالغة:
ما فيّه شي الحمدلله


انزل جسده ليلتقط نظارته التي سقطت عندما واجه الأجنبي الأشقر، وقبل ان يستقيم بطوله شعر بدوار شديد جعله يتسند على الحائط ..



لا
لا لا لا
ليس وقت الدوار هذا الآن
وليس وقت الصداع الذي يكاد يفتك بدماغه ..!!

ليس هذا بوقتهما ابداً
تباً ..!!



جلس على الأرض بثقل محاولاً فتح عيناه اللتان اخذتا بالانغلاق لا ارادياً من شدة الألم

سمع همس ناعم يقول له تحت وطأة قلق وارتباك شديدان: اخويه تسمعني
عندك حد هنيه اتصلبه عسب ايي يفازعك ..؟؟
اخويه رد عليه دخيلك ..

اسند رأسه على الحائط وهو يتنفس بقوة ليسترد وعيه الذي يريد الغياب لمكان لا يعرف مداه ..


بدأ يفتح عيناه والرؤية الضبابية تغزو ناظراه



شعر بأن الدنيا غدت كلون السماء بصفائه
بنقاوته ..

بفتنة بياض سحبه وغيومه ..!!


شعر بأنه في الجنة حقيقةً ..
امام والدته
أمه ..
نيـــــلا ..


شعر بأنه "وياللذوبان الجميل" غارقاً في بحر "نجلاء عيناها"

عيناها اللتان فتنت قبل قلبه قلب والده محمد ..


شعر بأن تلك الأهداب الطويلة المعقوفة والتي تتحرك برشاقة كأجنحة الفراشات
هي ذاتها التي كانت تجعل قلبه يرفرف .. يطير إلى أعلى نقطة في السماء
طيران لا عودة له ..!!
في زمان ما ..
زمان ليس بهذا الزمان ..!!

صف من الأهداب كصف عسكر مهيب يعرف مجرى جاذبيته الآسرة بصدق ..
"بشوق ملتاع" ..
بحنين "يقتل" ...!!!!


ابتسم من بين عقله شبه الغائب بسمةً تكاد تدوي المكان انفجاراً من الحنين الملتهب بشكل مجنون/مؤلم ..
وهمس بخفوت ثقيل: أميـــــــــــــه



تسمرت ناعمة بمكانها وخفقات وجدانها بدأت بالدوي هي أيضاً ..!!

يا إلهي ..!!

إنه يهذي من قوة الضربة على رأسه ..!!

أينتهي بها المطاف لتكون أم هذا الرجل ذو الجسد الضخم ..!!

يا إلهي .. أيعقل إنه فقد ذاكرته من أثر الضربة ..!!


قطبت حاجباها السوداوان بقلق مُرتبك وهي تخرج مجموعة مناديل من حقيبتها لتمدها لـ حارب: اخويه حط هالكلنكس على راسك عشان يوقف الدم ..


كان ما زال يبتسم بذات الحنين المؤلم وهو يتأمل عينا ناعمة اللتان لم تكونا الا نسخة مصغرة من عينا والدته نيلا ..!!

ذات العينان الدائريتان الواسعتان "السوداوان كماس أسود" تماماً ..!!

عينان ترجف الأطراف
ترجفـــــه ..
ترجفــــــه حـــــد اللامعقـــــول ..!!




بدأ تدريجياً يسترد وعيه عندما وصل لمسامعه الغائبة صوت الفتاة المرتعش ...

هز رأسه بخفة وهو يلتقط المناديل من غير اعتراض ..


تنحنح وهو يقف بثقل وعقله المشوش بدأ بالحديث مع نفسه بشكل شفاف "مموّه"

إلهي .. رحماك ...
لم يكن ليصدق أن لعينا والدته توأماً هرب من مهده منذ الأزل .!!!


هتف بحزم أخفى خلفه كل احساس يتسم بالضعف و"الاختناق": ختيه سيري عند هلج اكيد يدورونج الحينه

هزت ناعمة رأسها بـ موافقة ونظرتها القلقة ما زالت تتربص ملامح وجه منقذها الأسمر بتردد ..


وضع حارب المناديل على رأسه، وهمّ بالاتصال بأحد رجاله المنتشرين في المطار
وبعد أن اتفق معه أن يأتي، التفت علّه يتمكن مرة أخرى بأمل موجع من تأمل عينا والدته في "تلك" ..!!!


ولكن يالخيبة الأمل، لم يرى إلا سراباً ..!!
وخاتمــــاً ..!!



.
.
.
.
.
.
.



أبــوظبــــي




كان واقفاً أمام النافورة المصممة بشكل جذاب وفخم في الحديقة التي تواجه شركته تماماً ويدردش بضحك مع زوجته آمنة متبادلاً معها الأحاديث بشتى أنواعها ..

هتف بشكل مفاجئ ونبرة الاستغراب الشديد تعلو ناظراه: شوووو !!
منو ناوي يتجدم حق شميم ..؟!!

آمنة: تقول ام العنود هزاع ولد عذيج الله يرحمه

بطي باستنكار تام: هزاااااع ..!!!
هزاع ماغير يبا ياخذ ختيه اناااااا ..!!

قطبت بذهول متسائل: ليش بلاه الريال
تشوف عليه شي بطي ..؟!!

كتم بطي استنكاره الذي تحول لحنق شديد: قلو الرياييل اعطي ختيه حق هزاع ..!!

وأردف وهو يحك حاجبه: على العموم انا بتصرف ..

آمنة باستنكار ناعم: شو تتصرف يا بطي، نحن ما صدقنا البنية لانت وطاعت

بطي بحزم صارم: انا ما بيوز ختيه الا للي يستاهلها يا آمنة ..


انفجرت آمنة بغضب لم تستطع تحمله، فتلك الفتاة صديقتها، صديقتها التي عانت منذ سنين خلف حب لم يتركها الا وهي حفنة من رماد تناثر مع رياح الخريف: وشو خذت من اللي يستاهلونها يا بطي !!
شو خذت خبرني ..!!!!
دخيلك يا بطي خل البنية تشوف نصيبها، ترى العمر يخطف وهي ما عادت صغيرة،
شما دشت الثلاثين لو انت ما تعرف ..

احتد فم بطي والغضب قد غزا ناظريه بشدة، وهتف بحدة: آمنة لا اطولين حسج عليه ..

وأردف بنبرة ساخرة حانقة وهو يعلم ان زوجته لا تقصد سوى رجل واحد فقط .. واحد فقط وليس غيره: وبعدين ربيعتج اللي رفست النعمة وهي عند ريولها ..
عيل بذمتج حد يرد سلطان ..!!
سلطان اللي تفزله الميالس بكبيرها وصغيرها
ماتخبريني بذمتج شعنه ردته عقب ما قربنابه !!!
(قربنابه = وافقنا على خطبته)


شخر بغضب حقيقي لم يخف حتى مع مرور سنين طويلة .. واكمل: وهو اللي كان شاري نسبنا بمال قارون

آمنة وهي تحاول كتم جماح حنقها: انت تقول جيه لأنه ربيعك وما ترضى عليه

بطي باستنكار حاد هدر: حلفتج بالله يا آمنة، شما يوم انها ردت سلطان
قالتلج السبب ..!!!

تلعثمت آمنة بارتباك: أ أ أ اممممم هيه ..
قالتليه

بطي بذات حدة صوته: وشو كان السبب ..!!

آمنة بذات ارتباكها: ماروم اقولك بطي، البنية حلفتني مارمس عن اللي صار لأي مخلوق

زفر بطي بغضب تفجر الاستياء.. غضب كان مكتوماً في روحه منذ سنين
هو حقاً غاضب .. غاضب من شما لأنها لم تصبح زوجة أعز رفيق إليه ..
وغاضب من الحياة التي تعيشها لتصل في آخر المطاف لتتزوج من شخص لا يصل/لن يصل لمستوى رجولة سلطان وأخلاقه العالية التي يمتدحها القاصي والداني ..

ألا يكفيها انها قبلت مرة بـ رجل وغد لم يكن كفؤاً لها ...!!!!!

رجل لم يهواها ويعرف قيمتها كـ سلطان ...!!!!


أجل ...
يعلم جيداً ان سلطان يهوى شقيقته شما .. كيف لا يعلم وهو الذي عاش معه اغلب سنين عمره الأربعين ...!!!!


هتف بطي باستياء: آمنة خل نصك السالفة .. خلاص اللي صار صار ماشي فايده نرمس عنه ..

تنهدت آمنة بأسف ... ثم همست برقة: آسفة طولت حسيه عليك بس والله من حرقة فواديه على شميمي

عقد حاجباه وهو يقلد صوت آمنة الناعم بسخرية باسمة: شميييييييمي ..!!
زين زين قبلنا اعتذارج



.
.
.
.
.
.
.



رأس الخيـــــمة



خرج من منزله وهو يائـــــس
والأمل في قلبه يـــذوي ..!!

ليته لم يصارح والدته .. وليته لم يعرف ما كان يجهله ...!!!!
لا يعرف ماذا يفعل حقاً ...!!!
قلبه معلق بـ ذات بركة العسل .. بل قلبه غارق فيها .. غارق ولا نجاة بعدها ..!!!!
أكانت والدته على حق في كل الذي تفوهت به ..!!
أتلك التي تعلق بها اوتار روحه
بكماااااااء ..!!

أحقاً أصبحت بكماء بعد مقتل أمها على يد أبيها ..!!
وأباها قتلها وهو فاقداً لوعيه أثر مخدر لعين ..!!

يا إلهي ..
وكأنه في فلم هندي طويل لا ينتهي ..!!

ولكن ........ ما ذنبه هو !!
ما ذنبه ..!!

أسيتزوج أهلها أم يتزوجها هي ..

استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
يجب الصبر .. الصبر يا يعقوب .... والتحمل ..
ليس كل ما نهواه نملكه بسهولة ..

وهي ليست سهلة المنال
ليست بسهلة المنال ابداً ..!!

ليت أمه فقط تسمع قلبه الذي ينبض بحروف أسمها وتترك عنها أسبابها الواهية والتي تستخدمها كي تقنعه بأن الفتاة لا تناسبه ....


أغمض عيناه وهو يأخذ نفساً طويلاً .. نفساً بدأ يغرق في بحر الهوى، يغرق في بحر شاسع ..
والبحـر بـ شسعه .... غدار ....
وبهمس ثقيل كثقل انفعالاته المختنقة:
مـ ـ ـوزه ..



.
.
.
.
.
.
.



أبــــوظبـــــي
مستشفى زايد العسكري



تنهد بضيق شديد وهو يتمتم بالاستغفار علّ رب العزة يفرج عنه الحياة البائسة التي يعيشها ..
يشعر بضيق صرف ..
ولكنه ممتن، وممتن كثيراً لأن الله انعم عليه بأولاد كأقرطة الذهب .. يحبهم وحبهم في قلبه يهلك أوردته بشدة

يحب أولاده ولا يريد لهم إلا مستقبلاً واعداً .. بعيداً عن أي منغصات وأي مشاكل تتعب أرواحهم الصغيرة ..

يحبهم ولا يريد لهم الا كل خير .. كل حب وعطاء
يحبهم ولا يريد الا ابعاد "تلك" عنهم .. فهي لم تجلب لهم الا التعاسة والحزن ..!!!!

أهناك أم تساوم على فلذات أكبادها في سبيل حفنة من مال ..!!

أكان بهذا الغباء الأعمى ليقبل بها زوجةً منذ البداية ..!!

ما عساه يفعل وتلك الحرباء تحفر من تحته رافضةً التخلي عن طمعها المستمر ..!!

طمع مقزز يثير في روحه الاشمئزاز ..


وقف أمام المنظرة الطويلة قاطباً حاجباه باستياء ينضح من عيناه البنيتان ..

لم يكن يملك وسامة خشنة شديدة الشراسة
وانما جذاب بشكل خاص .. وجاذبيته تكمن بوجهه الباسم على الدوام .. وبعيناه ذات الأُلق الضحوك ..
اُلق برئ يبعث الراحة في النفس ..


دخلت الممرضة المصرية وهي تتنفس بقوة: السلام عليكو دكتور ناصر

ابتسم الدكتور ناصر بمهنية تخللها احترام مهذب: وعليكم السلام أم محمد

وضعت الممرضة أم محمد الملفات على الطاولة بعنف وهي مازالت تتنفس بقوة، وبتهكم نسائي هتفت:
دي الأصنصيرات بتبوز بسرعة كده ليه ..!!
تعبت اوي وانا راكبة السلم و شايلة الملفات دي كلها ..

ضحك الدكتور ناصر ضحكة قصيرة ثم تساءل: شنو ذي كله أم محمد ..؟!!

وضعت أم محمد يدها على صدرها بذهول: يالهوي انت نسيت ولا ايه يا دكتور ..!!
مش انته طلبت مني امبارح اقيبلك كل ملفات العيانين اللي حتشرف على حالتهم الأسبوع ده ..؟!!

ضرب الدكتور ناصر جبهته بخفة وهو يتذكر: اووووه اي والله صج نسيييييت


قطبت أم محمد حاجباها بمداعبة ساخرة .. وقالت: دماغك مش عندنا يا سيدي، نسيتو في ئطر (ئطر = قطر)

ضحك الدكتور ناصر بجاذبية وقال بنبرة دافئة: ههههههههههههههه دماغي بس ..!!
قولي دماغي وقلبي وروحي كله ..
انا وصلت بوظبي من أربعة ايام بس وماتحملت
اشتقت لـ الدوحة ولـ الأهل والعيال ..

الممرضة أم محمد بابتسامة حنونة: باين عليك متعلئ بولادك اوي يا دكتور ناصر

ابتسمت عينا الدكتور ناصر بشوق جارف وهتف: على انهم شياطين ويسندرون راس الواحد بس ماصبر عنهم
(يسندرون = يزعجون/يصدعون)

وأردف بدفئ: يلا كلها اسبوعين وراجع قطر ان شاء الله

أم محمد بذات ابتسامتها: ربنا يخليهملك يا دكتور
وأردفت وهي تمشي للخارج: عاوز حاقة تانية حضرتك ..؟!!

الدكتور ناصر بحزم ودود: تسلمين يا ام محمد .. لا بغيت شي باقولج

زفر بعمق وهو يجلس على طرف طاولة مكتبه .. ثم فتح أول ملف من الملفات المتراصة ..
وهمس بخفوت وهو يقرأ اسم المريض ببطء شديد: خليفة جابر الـ..



.
.
.
.
.
.
.



أبــوظبـــي
في إحدى جامعاتهــا الشهيـــرة



: شيــــخة خليــــفة جــــابر الـ..

وقفت شيخة بارتباك مترقب وهي تدعو ربها بكل تسول أن تحوز هذه المرة على درجة جيدة في الامتحان علّها تعوض عن رسوبها في الأمتحان السابق ..

إلتقطت الورقة لتقرأ ما فيها بجزع،
ثم هتفت باستنكار حاد: دكتور ليش حطيتلي سي ماينس ..!!!!

اجابها الاستاذ وهو ينظر إليها من تحت نظارته الطبية: راجعي أجوبتج آنسة شيخة عقب سألي ليش حطيتلج سي

هتفت شيخة باستياء ونظرة من التهكم علت ناظريها: بس دكتور انا كتبت نفس الاجوبة اللي في ورقة المراجعة ..

ارجع الدكتور ناظريه للأوراق التي أمامه وهتف بشكل مقتضب: قلتلكم مابا اجوبة مختصرة، ابا تعليل وتوضيح لكل اجابة ..
وانتي ما فصلتي اجوبتج بالشكل الصحيح يا شيخة ..

تأففت شيخة بشكل مسموع لتهتف بضيق: عن اذنك دكتور

وهرعت للخارج وشياطين الضيق والاستياء تحوم فوقها بشكل مستفز بغيض ..

كيف بحق الله ستتفوق وتتخرج من هذه الجامعة وكل درجاتها في انخفاض مستمر ..!!

أففففففففففف لكَم تريد تحطيم كل الأشياء حولها من فرط القهر في روحها ..


وصل لمسامعها رنة هاتفها وهو يعلن عن اتصال قادم ..

التقطت هاتفها بضيق لتهتف بعدها بنبرة مقتضبة: ألووووو

: اماية شيخة بشري، كم يبتي في الامتحان ..؟!

شيخة والدموع بدت تتجمع في مقلتيها: امايه دخيلج لا تيبيلي طاري هالامتحان الزفت

أم شيخة بدهشة: شحقه ..!!
كم عطاج الدكتور ..؟!!

شيخة وهي تحرك شفتيها باستياء: سي ماينس

أم شيخة بعدم فهم: يعني كم شيخووووه ..!!

شيخة: يعني علامتي في أول السبعينات امااايه

أم شيخة بحنق مُتهكم: وابوووي .. جيييييه ..!!

شيخة بانزعاج شديد: ماعرف اماية تحريت حالّه عدل .. ثره هو ما يبا اجوبة مختصرة .. لازم اوضح واشرح أكثر فيهن ..

تنهدت أم شيخة بأسف قبل ان تهتف بحنان مُحاولةً بث الأمل في روح ابنتها: ماعليه فديتج بتعوضينها في الامتحان الياي

وضعت شيخة اصابعها على جبهتها بخيبة أمل وقالت: أي امتحان ثاني امايه، ها آخر امتحان في هالمادة عقبها بقعد اشتغل في البروجكت النهائي ..

أم شيخة بحزم: خلاص عيل شدي حيلج في البروجكت وبترفعين معدلج ان شاء الله

هزت شيخة رأسها بإيجابية لتهتف بخفوت: ان شاء الله

تنهدت بعمق ثم أردفت بتساؤل: ما سرتي لأبويه اليوم ..!!

أم شيخة: لا والله ما سرت، يتني اليوم خالتج منى ولهيت معاها بالسوالف

شيخة بنبرة رقيقة: فديتها خالوه منى، من زمان ما شفتها ..

أم شيخة: انتي الله يهديج ما تيلسين ويانا مول .. كله راسج في هالكتب تذاكرين

تنهدت شيخة مرة أخرى لتهتف بخفوت: الله يعدي هالكورس على خير بس
ادعيلي امايه والله محتايه دعاويج ..

أم شيخة بحنان يقطر شهداً مصفى: الله يوفقج وايسر امرج يا بنتيه وتخلصين هالجامعة وانتي رافعة راسي وراس ابوج الغالي ..

حينها اختنق صوت أم شيخة والآسى انتشر في احبالها الصوتية بضراوة جعل قلب شيخة يتفطر

قالت شيخة بنبرة ثابتة مبطنة بشوق شفاف موجع: الله يقومه لنا بالسلامة

أردفت وهي تنظر لساعتها: خلاص عيل انا بسير الحينه عنده .. سمعت البارحة الممرضة أم محمد تقول ان شي استشاري مخ واعصاب مشهور ياي من قطر عسب يكشف على حالته ..

أم شيخة: هيه قالي الدكتور صبحي عنه من اسبوع ..
خلاص من توصلين المستشفى اتصليبي طمنيني عليج ..

شيخة بابتسامة دافئة: ان شاء الله فديتج



.
.
.
.
.
.
.



أبــوظبــــي




طرق باب مكتب أبيه طرقات قوية قصيرة، ثم دخل بعد أن أذن له الآخر بالدخول ..

جلس ليهتف بصوته الخشن ذو السبعة عشرة عاماً بكل أدب : لبيه أبويه، امايه قالت انك تباني ..

رفع الأب رأسه ليرى ابنه من تحت نظارته الطبية ثم قال بحزم: هيه نعم اباك في سالفة ..

اعتدل الرجل "الصغير" بجلسته وقال بذات النبرة التي تنم عن الادب الجم: وانا اسمعك ..


خلع الأب نظارته ثم هتف وهو ينظر مباشرةً لعينا ابنه الكبير: ظاعن امك قالتلي شي عنك ..
وبغيت ارمسك عنه البارحة لجني شفتك راد من المدرسة وتعبان وايد، فأجلت السالفة شوي ..

قطب ظاعن حاجباه بعدم فهم ثم هتف: خير ابويه شو مستوي ..!!

أبا ظاعن "مصبح" وهو يتنهد محاولاً السيطرة على نبرات صوته: ظاعن انت ادوخ ..!!

ارتبك ظاعن واهتزت نظرات عيناه بشكل مباغت، تلعثم بعد صمت لم يدم الا ثوانٍ قليلة وقال: أ أ أ شسمه
ابويه لا .. اقصد .. شسمه .. أبويه انا بس كنت ايرب زقارة زقارتين ..
(ايرب = اجرب)

قطب أبا ظاعن حاجباه باستنكار حاد وهتف: ابويه ظاعن، الزقارة والزقارتين عقبهن علبة وعلبتين..
انت لو ما تهتم بصحتك ترى نحن نهتم ابها ..

نكس ظاعن رأسه بخجل وهتف بذات ارتباكه: أبويه السموحة ..
انا بس بغيت ايرب يوم شفت ربعي يدوخون ..

هز أبا ظاعن رأسه باستياء: انا قلت انه من ربعك الله يهديهم .. لان لا انا ولا حد من عمامك وخوالك وحتى عيالهم ندوخ

وقف بعدها وأخذ يسير نحوه إلى ان جلس في الكرسي الذي يقابله: ظاعن ابويه، ترى المريلة عمرها ما يت بالزقاير
الريال الكفو والسنافي هو اللي يحافظ على دينه وبيته وعرضه ونفسه ويخاف الله فيهم في السر والعلن ..
هب كل من نفخله نفختين زقارة قال انا ريال ..!!
صدق كلامي يا ظاعن ولا انا غلطان ..؟!!

هز ظاعن رأس بإيجابية تفجرت بالخجل والحرج من الذات .. ومن أبيه: صدق ابويه

وضع أبا ظاعن يده بحزم على كتف أبنه .. بكره ..
بكره الذي كان أول فرحة تُراقص قلبه برقصة السعادة العظمى منذ أن رآه يفتح عيناه الصغيرتان في المهد .. ابنه الرجل الذي لطالما تمناه: ظاعن، أباك نعم السند يا ولديه، انا هب دايم لك ولامك واخوانك ..
انت ريال البيت، اباك سند لأمك واخوانك ..
سند وعون لـ مزنة اختك .. ولـ عبدالرحمن ونهيان اخوانك ..
وأردف بصرامة تخللها دفء عبق: وأمك يا ظاعن .. امك ثم امك ثم امك .. لا تنسى هالشي

هز ظاعن رأسه وروح المسؤولية/الالتزام بدأت تنمو بشكل مبهر في روحه، ثم هتف بنبرة رجولية مبكرة تخللها تهذيب شديد:
يعلك تبطي حي يالغالي
(يعلك تبطي حي = دعاء لطول العمر)

ابشر باللي تباه ابويه، والزقاير امره ما بطب ثميه ابد


ربت أبا ظاعن على كتفه ببسمة فخورة: وها عشميه فيك والله
وأردف بعد أن تنهد بعمق: امك وين ..!!

ما ان انتهى من جملته حتى دخلت أم ظاعن (سلامة) غرفة المكتب وابتسامة جميلة مرسومة على محياها البهي:
امه ادور عليكم .. وثركم هنيه مندسين
(مندسين = مختبئين)



.
.
.
.
.
.
.



اسبـانيــــا



كان واقفاً أمام بحيرة تتوسط بشكل جذاب حديقة احدى قصوره المنتشرة في اغلب مدن العالم ..

استدار ببطء شديد للذي وقف بجانبه بسترته السوداء الأنيقة التي توحي بعتمة خبث عيناه المصقولتان بلونٍ رمادي يبعث القشعريرة في الأجساد ..

هتف الآخر بثقل وهو يستند بساعديه على طرف الشرفة ذات الطابع الأوروبي الصرف: بماذا تفكر يا أبا مرشد، فلتشاركني ما يجول في عقلك الآن ..؟!!

نفث أبا مرشد دخان سيجارته وهتف بعينان غائمتان بغموض لا ينقشع: أفكر بأمور كثيرة لن تصيب رأسك الفذ الا بصداع لا ينتهي يا ديرفس ..

ابتسم ديرفس ابتسامة جانبية خبيثة وهتف بخفوت: أمن ضمن تلك الأمور لاكي .. الشاب الهندي ..؟!!

رفع أبا مرشد حاجباه بسخرية: كنت يجب أن أعرف بأنك أكثر من يقرأ عقول البشر بدهاء تام ..

اختفت ابتسامة ديرفس لتحل محلها نظرة غامضة "داهية": لا تقلق يا صديقي، ما كنت لاُدخل لاكي هذا بيننا إن لم اكن متقيناً وبشدة من أن مساعدته لنا لن تجلب الا النجاح والأموال قبل كل شيء ..
ومن جانب آخر، صيته وصيت أباه يكفيان لأن تجعل لمنظمتنا وزن وسمعة تبهران كل من يعرفنا أكثر بكثير من ذي قبل ..

قطب أبا مرشد حاجباه باستنكار حاد: ألم نكن كافيين بنظرك لنصنع من منظمتنا اسم وسمعة ترجف اوصال رجال الطبقة المخملية جميعاً ..!!!

ابتسم ديرفس بمكر هاتفاً بتبرير لم ينقص من حزمه: بلى لقد صنعنا لمنظمتنا اسم ذو صيت عالي يرجف الأوصال كما قلت انت، ولكن امممممم ....
لأقل بصراحة أن وجود هذا الشاب سيمنحنا قوة ايجابية من نواحي عديدة أهمها الناحية التقنية والأمنية ..
فـ هو قبل كل شيء شاب عبقري فذ في مجاله ..

التفت بنظرة صقيعية خالية من الاحساس للبحيرة الزرقاء، وهمس بخشونة: صدقني يا أبا مرشد سنستفيد منه كثيراً

أبا مرشد وهو يطفئ سيجارته: أأنت تضمن ولائه لهذه الدرجة ..؟!!

اجابه ديرفس بينما هو يدلف الفلة ويداه في جيوب سترته الأنيقة: بالطبع لا يا عزيزي ..

وقبل أن يدلف .. ادار وجهه بشكل جانبي ليقول بمكر صرف يبعث الجمود في الحواس:
لهـــذا سيجــري عليــه مــا جــرى عليكــم تمامـــاً ..



.
.
.
.
.
.
.



أبـــــوظبــــــي



ركب سيارته بفخامة لا تليق الا بـ رونق حضوره .. فـ هو سلطان ..!!
والسلاطين استثنائيين ..
استثنائيين بكل ما في الكلمة من معاني آسرة ..!!



ما إن تحرك حتى أتته مكالمة من رقم غريب .. رقم مميز تماماً ..

قطب حاجباه باستغراب وهو يلتقطه بخفة ثم هتف بصوت ممتلئ بالثقل:
مرحبا ..


: عميه سلطااااااااااااان


ابتسم سلطان ابتسامةً عذبة "كعذوبة حنانه الذي يطل من عيناه" ما ان تعرف على صوت الصغير .. وهتف:
هلا أبووووي هلا ..

بطفولية متهكمة هتف الولد الصغير: عميه سلطان وينك ياخي ما نشوفك ..؟!!

ضحك سلطان ضحكة رنانة تخللها سعادة لسماع صوت هذا الطفل الغالي على قلبه ..

هذا الطفل الذي يجوز له ما لا يجوز لغيره ..!!

أليس هو من سُميَ عليه وكانت سماوته منه أن تُذبح الذبائح سبع ليالٍ بأكملها ..!!
واعطائه في مهده شيك من المال وقدره رقم واحد بجانبه عدة أصفار تبرق كالماس ..!!

هذا سلطانه الصغير ..
طفله الذي لم يُرزق بـ جيناته ... ودمه ..!!
طفله الذي لم ينمو بأحشاء محبوبته القاسية ..


هتف بأنفاس دافئة صافية: يا عين عمك انته .. ما اييكم العين لأن عنديه شغل وايد حبيبي ..
سلطان الصغير متذمراً بملأ فمه الصغير: تعال عميه ودنا الألعاب .. بابا كله مشغول ما يودينا مكان

ضحك سلطان بخفة قبل ان يهتف بحنان متفجر: ان شاء الله فديتك يوم اخلص من الشغل بييك العين وبشلك انت وخويدم ولطيفة .. اتفقنا ..؟!!

صاح سلطان الصغير بحماس طفولي: اتفقناااااا


وبشكل مفاجئ تماماً ..

ذُهلت مسامعه كما ذُهل قلبه الهائم في بحر سحيق الى ما لانهاية ..


سمعهـــا ..
سمع ذبذبات صوتها الموغل بالنعومة ..

سمعها وهو موقن أن ذلك الصوت لم يكن الا صوتها هي ..


أتاه صوتها وهي تهتف بحنق رقيق: سلطااااان .. منو سمحلك يا حلو تاخذ تلفونيه ..!!!!
استأذنت قبل ...!!!!!

هتف سلطان الصغير بخوف: عموه شوشو ما سويت شي فيه بس دقيت حق .....


لم تدعه يكمل وهي تأخذ الهاتف منه لتهتف بعدها بذهول مرتبك: اووويه انت على منوو داق يا ولد ..!!
لا يكون على وحدة من ربيعاتيه ..!! .. يبالك ضرب يا سليطييين ..
اف منك افففف ..




أما ذلك على الخط الآخر .. فكان مذهــــول .. مذهــــول ..
مذهـــــول ..!!!


يارب البشرية الرحمة ...
ماذا فعل ليصاب بمرض حبها هكذا ..!!!

مالذي اقترفته يداه ليصاب بارتعاشات حمى مخيفة .. ملتهبة .. كارتعاشاته الآن تماماً ..!!


أهــــي حــــقاً ذاتـــــها "شجــــن القلــــب" ..!!
لــــؤلـــــؤته .. وهذيــــانـــه الســـــرمدي ..!!


آآآآآآآآههه ..
فلتفنى النساء جميعاً ..
فلتفنى كل أنثى على وجه الخليقة ..
لو وجد منهن من تمتلك طغيان طيفها المثقل بالعذوبة عليه ..!!
طيفها الجبار ... الطاغي ... الذي لم يفارقه اثنا عشرة عاماً ...!!!!!!

طيفها الذي افقده الحروف .... افقده اللغة ....
وياللسخرية افقده ابجديات الهوى لغير شخصها الكريم ..!!
آآه وآآهه ..


كان سلطان في حالة غريبة لا تصف من فرط ألمه .. ألم هو خليط من حنين .. شوق .. توق ..
عشــــق وصـــل حـــــد الثمـــــالة ..




هتفت شما وهي لا تعلم مالذي اصاب "ذلك" من شرارة جوى وصلت لأوردة وجدانه بشراسة صرفة:
ألوو ... منو ويااايه ..!!!



لم تسمع صوتاً ابداً، كررت والارتباك غزا صوتها العذب: ألووووو



لحظــــة صمــــت .. صمــــت تخلله انفــــاس ..
انفـــــاس ثقيلــــة ..
ثقيلــــة حد الإنفجــــار ..

جمدت أوصالها وهي تستشعر تلك الأنفاس .. انفاساً تشعر بأنها ذات يوم كانت قريبةً منها
انفاساً كانت وما زالت تزور منامها وتؤرقه بشجن مجنون ..


ارتجف قلبها وهو تحاول استيعاب المشاعر التي تجول في خاطرها الأن ..

كررت مرة ثالثة ودقات قلبها تخونها .. تخونها بشكل تعرف ايقاعاته تماماً: ألووووو



وكأن الزمن قد توقف .. وكأن تلك الأنفاس هي من أوقفته بكل رجولة صرفة ..


تكاد تقسم أن لتلك الأنفاس هيبةً تعرف مصدرها .. هيبة تدرك هيمنتها المثقلة بالقوة ..

هيبــة تشعــل فــي أنوثتــها اللهـــب .. !


قطع سلطان الصغير أفكارها المشوشة المرتبكة بصراخه: هذا عميه سلطااااااااااان



الزمن الذي توقف قد اُزيل تماماً .. اُزيل ولم يبقى منه الا ذرات رمل تتطاير في الهواء الخاوي
هواء خاوي من كل نفس .. من كل همس .. من كل حركة ..!


قلبها الذي كان يرتجف قد فقد للحظات دقاته وهرب مع الزمن .. هرب ولم تظنه سيعود ..!!


وبكل صدمة تمتلكها .. وبكل جمود اخنق تحركها لثوانٍ فائتة .. رمت الهاتف بحدة/برعب تام على سلطان الصغير وتراجعت للخلف ببطء لـ صدمتها الكاسحة المخيفة بجميع المقاييس ..!



وصعدت لغرفتها تركض بأنفاس متلاحقة وكأنها تسابق الزمن الذي عاد مع وعيها الهارب منذ ثواني قصيرة ..



التقط سلطان الصغير الهاتف بفم مزموم وهو لا يعلم أثر الذي فعله في العاشقان أبداً:
ألووو عميه سلطاااان
عميه سلطاااااااااااان ..



كان سلطان في حالة مبهمة .... مفرطة بالانفعالات الغريبة ..!!!


كان واضعاً رأسه على مقود السيارة وانفاسه الثقيلة .. المختنقة .. الساخنة ...... في حالة تشبه حالة من أمسك بقربة ماء
بعد ضياع وتوهان في صحراء قاحلة .. صحراء جدباء ميتة تجلب الجنون في العقول ..
ويريد شربه كاملاً من غير تردد .. من غير تفكير ..!!
حالته كانت أشبه بذاك التائه الذي شرب الماء ليعيش .. ثم مات بعد أن سقى جسده الذي جف وانتهى
ولكنه لم يمت ..!!
لم يمت ..

لا .. لقد مات ..
لقد مات ومات ومات

مات منذ أن سمع ترانيم صوتها العذب ..

مات منذ أن سمع بحات قطعت الوتين فيه .. الوتين يا كل عشقٍ معجون بالوجع ...

مــــات .. مـــــات
ويا ليت والدته لا تعرف بموته الآن ..!!!!



كان يتنفس بقوة ..
لا لا ..
بــل يلهــث ..

يلهث لهاثاً ثقيلاً .. مرتعشاً .. مختنقاً حد الموت ..

ما إن يشهق شهقة حتى تلاها بزفرة قاسية .. زفرة لن ينسى من الذي سبب بقساوتها بتلك الطريقة ..
زفرة كانت تخدش روحه بشكل ضــاري .. عنيــــف ..
زفرة "تقتل" ..!!


كان غائب الوعي ويده مازالت تقبض الهاتف بشدة في أذنه ...
قطب حاجباه بوعي غائب تماماً وهو يرهف السمع على أصوات عالية
تصل إليه من كل مكان .. من كل حدب وصوب ..!!

أصواتاً تشوش عقله الغائب .. "المشوش أساساً" ..!!!



رفع رأسه بعيناه الغائمتان وهو يدرك أخيراً إنه واقف بسيارته أمام اشارة المرور، والاشارة الخضراء قد ظهرت منذ ثواني لا يعلم مقدارها ..


حرك سيارته ووعيه مازال مشلولاً ..

ثم أوقفها جانب الطريق ليتنفس بعمق علّه يخرج من سيطرة خفقات داهمته كمداهمة عساكر مدججين بالأسلحة ..

وأخذ هاتفه ليرى أن الاتصال قد قُطِع ..!!


تنفس مرة أخرى بعمق يكاد يفتك مجراه التنفسي قبل يلتقط قارورة ماء صغيرة ليشرب كل ما فيها دفعةً واحدة

شرب وهو يدعو ربه أن تطفئ تلك المياه ما استعر في وجدانه من لهيب ...
لهيب حارق سببه "وياللجنون الموغل بالجوى" همسات "تلك" ..



.
.
.
.
.
.
.



فـرنســـــا
بـاريـس



كان يمشي في أروقة المدينة ببال شارد تماماً مسترجعاً في عقله ما صرح به سلطان له قبل سفره


: ايلس يا حارب واسمعني زين .. ما اباك تنفعل وتعصب قبل لا اخلص رمستيه كلها

جلس حارب بترقب شديد .... ليهتف بعدها بحزم: ان شاء الله بومييد، قول اللي عندك، اسمعك


تنهد سلطان بعمق وهتف: اللي نحن نلاحقه يا حارب واحد خطير .. واحد ما نقدر نتساهل في موضوعه ابد ..
تقدر تقول ان بومرشد ورا أغلب البلاوي اللي تستوي في بلادنا وفي دول الخليج بعد ..
وموينع واللي وياه ولاشي صوبه ..


حارب والانفعال بدأ يموج فوق ناظراه بقسوة: وهو اللي ورا سالفة ابويه ..


ابتسم سلطان بسخريةٍ تنم عن غضب لم يظهره بتاتاً: هو ورا سالفة ابوك ..
وهو ورا سالفة سعيد بن خويدم ..
وهو ورا سالفة الحريجة الكبيرة اللي استوت في مصانع دبي قبل 5 سنين لو متذكر ..
وورا سالفة اضراب العمال بالشهور في الشارجة وعيمان من سنتين ..
وهو بعد ورا سالفة اختطاف الطيارة البحرينية
وهو وهو وهو ..
لو بعدد مصايب بومرشد مابسكت إلين باجر صدقني ..


قطب حارب حاجباه بذهول شديد واسم واحد اخترق عقله بشكل مباغت: سالفة سعيد بن خويدم ..!!
جيه شو سالفته مع بومرشد ..!!


أخذ سلطان يطرق بخفوت طاولة مكتبه بقلمه المرصع بماسات بيضاء فخمة تأبى الانتماء لغير اصابعه، وهتف بعدها بنظرة حذرة صارمة .. نظرة صقرية يقظة خالصة:
سعيد انجتل يا حارب
واللي جتلوه جماعة بومرشد ..


وقف حارب والصدمة قد باغتت عقله بشكل عنيف، وصاح بذهول .. باستنكار حاد:
شوووووووووووه ..!!!!
عميه سعييييد انجتتتل ..!!!!!

هتف سلطان بصرامة شديدة وهو يأشر لـ حارب بالجلوس: حارب قلتلك من البداية ما اباك تنفعل، هد وخلني اكمل لك السالفة كلها

زمجر حارب بانفعال حقيقي قوي: يا سلطان انت شو تقوووول ..!!
ريل عمتيه مات مجتووول وانا توني ادري ..!!!

وقف سلطان والقسوة بدت تغزو ناظريه هذه المرة .. ليهتف بصوت فولاذي: يا حارب ايلس قلتلك وخلني اكمل رمستيه ..

جلس حارب وعيناه توحيان بذهول ما زال يضرب عروق عقله المشوش ..

تحرك سلطان من مكانه ليقف قريباً من حارب هاتفاً بغموض ضبابي:
محد يعرف بهالسالفة أصلاً يا حارب ..
ولا حد يعرف حتى ابوه واخوانه عبدالله وبطي وأحمد .. بس نحن ..

قطب حارب حاجباه والذهول من الذي يسمعه قد وصل لأقصاه

أيقتل رجلاً بمثل سعيد ولا أحد يعلم بهذا ..!!
ولكن كيــــــف ..!!
كيــــف يالله ..!!!!


هتف حارب بأسئلته التي تدور في نفسه بانفعال: كيـف صار هالشي ..!!
وشو خص عميه سعيد في سالفة أبويه ..!!!


هز سلطان كتفاه مجيباً بنبرة حازمة تخللها قهر مخفي: شو صار وكيف مات سعيد فـ ها اللي نبا نعرف اجابته ..
أما شو يخصه في سالفة أبوك .. فهو الأساس ومن سعيد بدت مصايب أبوك اللي تعافدت عليه من جماعة بومرشد
(تعافدت = تقافزت أو ركبت)

حارب بتشوش/عدم فهم: سلطان يطولي بعمرك شوي شوي عليه ... يعني تبا تقولي ان سعيد هو السبب في اللي صار لـ بويه ..!!

هز سلطان رأسه بـ لا وقال بخفوت غامض: لا يا حارب سعيد ماله ذنب في شي ..
السالفة بدت يوم هو وافق على ...........


قطع عليه سلسة أفكاره الموغلة بالعمق صراخ وهتافات عالية، رفع رأسه وهو يرى جماعة كبيرة من الشباب والفتيات ذوي الاعمار المقاربة لسنه وأصغر في مظاهرة تندد بالأعمال غير الشرعية التي تقوم بها الحكومة الفرنسية ..


تراجع للخلف كي يُخرج نفسه من هذه المعمعة .. فهو لم يكن ليفوت طائرته المتوجهة لبلاده الا عندما هاتفه
ديرفس ليبلغه بأنه يجب أن يلاقي شاباً من طرفه ليعطيه ظرفاً بالغ الأهمية في باريس ..


وبعد أن اتفق معه على مكان تواجد ذلك الشاب، اتصل لـ سلطان ليبلغه عن التغيرات التي حصلت فجأة ..

وبعد عدة توصيات وتحذيرات من سلطان، اقفل عنه الخط ليخرج من المطار متوجهاً لمكان الموعد ..


ما إن تراجع اكثر حتى سمع ضربات أرجل ضخمة كثيرة سريعة الخطى آتية من خلفه ..


وبلمح البصر كان بين أيدي رجال ملثمين متشحين من رؤوسهم إلى أقدامهم بالسواد الحالك ..

وبدأ هؤلاء الرجال ذاتهم بضرب المتظاهرين وجرّهم جميعاً لسيارات سوداء لا ارقام عليها ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



دبــــــــــي



بعد انتهاء صلاة العصـر، خرج الأشقاء الثلاث من المسجد وكل واحد منهم يسلم على من يقابله بدفء وود رجولي ..

كانوا الثلاثة متشابهين ... متشابهين بصورة مختلفة متفردة ...!!!!
لكل واحد منهم هالته الرجولية الخاصة ... وصورته الجذابة الخاصة به وحده ...!!!!

التفت أصغرهم لـ أكبرهم وهو يهتف بنظرة باسمة: نهيان الحينه تبا تقنعني انك اشتريت صدق نص اسهم معرض سيايير الـ... ..؟!!

أعطاه نهيان نظرة باسمة يعلوها تعجب ساخر: وشحقه ما تقتنع يا ولد عبيد ..؟!!

حمد بصراحة مازحة لا تعرف اللف والدوران: اسمحليه ياخي بس ما تحريتك تهتم لهالسوالف ابد .. انت كله مطيّح خاري البلاد .. ومادّاني الشغل ولا الالتزامات ..
(مادّاني = لا تحب)

تحدث أوسطهم فلاح بعد صمت ليقول بحاجب مرفوع ساخر: انت لو عندك وظيفة ثابتة وفي مكان قوي وحلو ما كان افود لك من التسليف من ابويه كل راس شهر ..!!!

حرك نهيان فمه بتهكم/ضجر: انتو تعرفون انيه ماداني اشتغل في مكتب واتفيزر من الصبح إلين العصر فيه .. احب اشتغل اعمال حرة محد يحاسبني متى وصلت الشغل ومتى طلعت ..

فلاح بذات نبرته الساخرة: بنشوف يا الشيخ نهيان اعمالك الحرة ..

رد نهيان وهو يتثاءب بقوة ويحك سكسوكته الجذابة: خلكم انتو عاده .. واحد في الشرطة وزاماته ما تخلص .. والثاني مدير التخطيط المالي في بنك .... الإسلامي وكارفينه كراف اليهد ..

حمد بنبرة حازمة واثقة "فخورة": الانسان يا نهيان المفروض يطمح لشي ويسعاله بغض النظر عن السلبيات والعقبات اللي بيواجهها ..
انا طموحي كان اني ارتقي في شغلي واستوي مدير تخطيط مالي .. وارتقيت الحمدلله واطمح للأكثر عن جيه بعد ..

هتف فلاح بحزم وهو يفتح باب المنزل ليدلف الثلاثة: وشغل الشرطة لو ما تعرف تراه بحد ذاته فخر ..
يسد انك تشتغل لجل امن البلاد وامانها .. بلادنا اللي هي اعز شي نملكه ..

ضحك نهيان ضحكة رنانة ليهتف بمرح: ياخي انت وياه لازم تحسسوني انيه انسان بلا هدف في الحياه ..!!
خلاص بنشتغل بنشتغل ولا يهمكم ..


قطع كلامه رنين هاتفه، والتقطه باستغراب متسائلاً عن صاحب الرقم الغريب ..

تراجع بخفة ليرد بنبرة حازمة: ألوووووو

: ألوووو .. نهيان ..؟!!

قطب نهيان حاجباه وهو يستوعب الصوت الأنثوي الذي دخل مسامعه للتو

هتف باستغراب تام: هيه نعم نهيان .. منو ويايه ..؟!!


هتفت الفتاة بنبرة مهتزة .. مترددة .. خائفة: أ أ أ نـ نـ نهيان ..
أنا ميسون .. ماعرفتني ..!!!






نهـــاية الجــــزء العـــاشــــــر

bluemay 09-01-15 12:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته


أنا جيت متأخرة وما شفت البارت التاسع قريت العاشر وحسيت في أحداث ناقصة فلقيت حالي مو قارية التاسع ...

لي عودة بتعليق بعد القراءة
..

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 09-01-15 07:53 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3503011)
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته


أنا جيت متأخرة وما شفت البارت التاسع قريت العاشر وحسيت في أحداث ناقصة فلقيت حالي مو قارية التاسع ...

لي عودة بتعليق بعد القراءة
..

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°



وعليكم السلام ورحمة الله ..

ههه حبيبتي والله ..

بانتظارج وبانتظار حروفج الراقية ..

لولوھ بنت عبدالله، 09-01-15 09:31 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
بإذن الله خلال يومين بحدد يومين بالاسبوع لتنزيل البارتات حبايبي :)

bluemay 09-01-15 10:03 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الله يسعدك حبيبتي .


نجي للبارتين


أما مفاجأة فعلا ...

وطلع الهندي سيم سيم حارب ههههه

مسكينة ناعمة مو موقف أبدا !!
بس لقاءهم تحفة الصراحة .. وسبحان الله توقيت غريب إنها تنسرق شنطتها ويساعدها حارب .
وبتوقع طبعا الخاتم رح يكون متل حذاء سندريلا هههههه




عوشة أستغرب فعلا في هالمخلوقة شو فصيلتها ؟!!!
ما تستحي من أمها ولا بتحشمها !!!

طلبتك طلبة تبردي كبدي فيها ، تخليها تدور رضا زوجها ولا تحصله .
ﻷنها رفست النعمة وفعلا ما تستاهل حبه ﻷنها جاحدة.



شيخة أتوقع إنها لما تقابل د. ناصر تاخذ عقله بس كيف بجتمعو هو في قطر وهي هنا ؟!
متشوقة لأعرف ..


أما هالعقربة إليازية ما بعرف لوين بدها توصل !!!!
يعني مخها سميك ومو راضية تفهم إنها ما لها محل في اﻹعراب وآمنة وبس هي اللي مالية قلب بطي.

طبعا ما شاء الله الكابلز عندك يا بلاش.. وفاق من أحلى ما يكون .

سبحان الله المرأة الذكية تقدر تحوز على قلب زوجها بتحببها إليه وإهتمامها به .
وهادا الملاحظ على بطلاتنا وفي الواقع موجودة هذه الفئة .

العنود الله يهديها ما وزنت كلامها وللأسف سمعها سيف والله يستر شو رح تكون ردة فعله !!!


حبيت تصرف أبو ظاعن مع ولده لما عرف إنه يدخن .
عن جد أبطالك رائعين ومثل هذا أمثلة يحتذى بها في مواقف الحياة.


سلطان الصغير رائع وتدخله أوقد النار في القلوب التي نارها ما أنخمدت ...
ردة فعل سلطان وجعت قلبي ... والله رحمته لوعت قلبه شما.

شما أكتشفت إنها عندما جد الجد ما قدرت تواجهه بشجاعة وفضلت اﻹنسحاب لتحفظ ما تبقى من قلبها .

شوقتينا والله شو اللي صار بينهم حتى كل واحد منهم ميبس راسه ومكابر ولو على قطع رقبته.


أبو عبيد طبعا نهفة هههههههه
ونهيان يستاهل العصا لإستهتاره ...


وفلاح مثل ما توقعت يووووووبيييي
عرف حصة لما سأل عنها .


أستاهل نجمة مو هيك لؤلؤتي [emoji5]


فلاح ناوي عاﻹنتقام والله يعينك يا حصيص وقعت في فعايل لسانك ...


ويعقوب كمان مثل ما توقعت أمه رفضت موزة بسبب علتها ..
وهو مو قادر يشيلها من عقله.


طبعا أعذريني قرأت بالتقسيط ولهيك مو متذكرة كل المواقف ..

بس والله أستمتعت فيهم لحد النخاع وقد ما وصفت وعلقت ما قدر أوفيك حقك يا الغلاا


ربي يسعدك ويحفظك ونتابع معك إبداعك ..


تقبلي مروري وتعليقي المتواضع أمام روعة قلمك ..

لك خالص ودي






°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 10-01-15 04:49 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
فصل جميل لولو تسلمى لنا انتى و ابداعاتك
يعقوب ينضم لقائمة المعذبين يا حرام :Taj52: المشكلة ان موزة ولا حاسة بيه اساسا
حارب وناعمة ثنائى جديد ببدايه رائعه
سلطان وشما قلوب احرقها الحب مشتاقه اعرف قصتهم كامله كمان عاوزة اعرف دور عوشه قى قصتهم
الى فهمته انها بنت عم سلطان -مظبوط ولا انا متلخبطة-
سيف والعنود ومشاكل فى الطريق بسبب لسانه الطويل حتى لو كان قصدها هزار مع صديقتها بس اعتقد ان سيف اخد الموضوع بحساسيه لانه اصلا مريض صح كلامى ولا غلط
واخيرا تحياتى ليكى لولى-ايه رأيك فى اسم الدلع بتاعك-
فى انتظار البات الجديد

لولوھ بنت عبدالله، 10-01-15 10:41 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3503091)
الله يسعدك حبيبتي .


نجي للبارتين


أما مفاجأة فعلا ...

وطلع الهندي سيم سيم حارب ههههه

مسكينة ناعمة مو موقف أبدا !!
بس لقاءهم تحفة الصراحة .. وسبحان الله توقيت غريب إنها تنسرق شنطتها ويساعدها حارب .
وبتوقع طبعا الخاتم رح يكون متل حذاء سندريلا هههههه




عوشة أستغرب فعلا في هالمخلوقة شو فصيلتها ؟!!!
ما تستحي من أمها ولا بتحشمها !!!

طلبتك طلبة تبردي كبدي فيها ، تخليها تدور رضا زوجها ولا تحصله .
ﻷنها رفست النعمة وفعلا ما تستاهل حبه ﻷنها جاحدة.



شيخة أتوقع إنها لما تقابل د. ناصر تاخذ عقله بس كيف بجتمعو هو في قطر وهي هنا ؟!
متشوقة لأعرف ..


أما هالعقربة إليازية ما بعرف لوين بدها توصل !!!!
يعني مخها سميك ومو راضية تفهم إنها ما لها محل في اﻹعراب وآمنة وبس هي اللي مالية قلب بطي.

طبعا ما شاء الله الكابلز عندك يا بلاش.. وفاق من أحلى ما يكون .

سبحان الله المرأة الذكية تقدر تحوز على قلب زوجها بتحببها إليه وإهتمامها به .
وهادا الملاحظ على بطلاتنا وفي الواقع موجودة هذه الفئة .

العنود الله يهديها ما وزنت كلامها وللأسف سمعها سيف والله يستر شو رح تكون ردة فعله !!!


حبيت تصرف أبو ظاعن مع ولده لما عرف إنه يدخن .
عن جد أبطالك رائعين ومثل هذا أمثلة يحتذى بها في مواقف الحياة.


سلطان الصغير رائع وتدخله أوقد النار في القلوب التي نارها ما أنخمدت ...
ردة فعل سلطان وجعت قلبي ... والله رحمته لوعت قلبه شما.

شما أكتشفت إنها عندما جد الجد ما قدرت تواجهه بشجاعة وفضلت اﻹنسحاب لتحفظ ما تبقى من قلبها .

شوقتينا والله شو اللي صار بينهم حتى كل واحد منهم ميبس راسه ومكابر ولو على قطع رقبته.


أبو عبيد طبعا نهفة هههههههه
ونهيان يستاهل العصا لإستهتاره ...


وفلاح مثل ما توقعت يووووووبيييي
عرف حصة لما سأل عنها .


أستاهل نجمة مو هيك لؤلؤتي [emoji5]


فلاح ناوي عاﻹنتقام والله يعينك يا حصيص وقعت في فعايل لسانك ...


ويعقوب كمان مثل ما توقعت أمه رفضت موزة بسبب علتها ..
وهو مو قادر يشيلها من عقله.


طبعا أعذريني قرأت بالتقسيط ولهيك مو متذكرة كل المواقف ..

بس والله أستمتعت فيهم لحد النخاع وقد ما وصفت وعلقت ما قدر أوفيك حقك يا الغلاا


ربي يسعدك ويحفظك ونتابع معك إبداعك ..


تقبلي مروري وتعليقي المتواضع أمام روعة قلمك ..

لك خالص ودي






°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°





مسا/صباح الغلا والجمال ..
هلا بـ بلومي الحلوة ...



ههههه حبيت الخاتم اللي بيكون حذاء سندريلا ... خلينا ننتظر ونشوف لو ناعمة هي السندريلا ولا غيرها ..!!!



عوشة ..
كلن بياخذ جزاته .. بس تتوقعين كيف بيكون الشي معاها هي بالذات ..؟!



الدكتور ناصر ذكرت انه في مستشفى في بوظبي يعني هو حالياً في بوظبي مب في قطر .. فقط أوضح في حالة تشوشتي شوي حبيبتي ..



اليازية ..
هالبنت تركيبتها غريبة .. مع الأيام بنعرف شو اللي في قلبها وعقلها ..



صحيح كلامج المرأة الذكية وحدها اللي تقدر تحوز على قلب زوجها وتحافظ على عايلتها واستقرارها ..
بس هل الذكاء مع بطلاتنا المعرسات بيستمر ولا بيقلن عقولهن حبتين ..!!!!!! :)


العنود وسيف ..
صحيح للأسف .. مرات الواحد يقول كلام يخص غيره مب موزون ويجرح وهو نفسه يكون يجهل الشي ويتم على عماه ..
الحل هو المصارحة بين الطرفين والاعتذار بسرعة وحل سوء التفاهم ..
بس مع سيف .... ظنج بيصارحها وهي بدورها بتعتذر وخلاص ...؟!



بوظاعن وظاعن
الاب الحازم والحنون في كل مكان وزمان .. بس مرات الاب يواجه مشكله في طريقة تسيير حزمه وحنانه .. ومب كل اب يقدر ينال ثقة ابنه بسهولة ..
بوظاعن بكلامه المتوازن كان يحاول يخفف الخوف في قلب ولده ويخليه يصارحه ويثق فيه ... وقدر الحمدلله ..



سلطان
اخ ..
تعبني هالموقف بشكل كبير .. وارهق مشاعري صدق ..
الله ايعين قلبه بس ..



شما ..
هربت وكأن الاشباح كانت تلاحقها من الخوف .. هل العشق لهالدرجة يخوف ولا الضعف جدامه هل اللي يخوف ..؟!
ماعرف أي واحد الصحيح بصراحة ..!!!

بس مصير علاقة هالاثنين بنعرفه ان شاء الله عقب ...



بوعبيد
ههههههههه اغلب اليدان برايي طبعهم حار وما يتحملون المصخره والاستهتار .. ويدنا بوعبيد الظاهر منهم



فلاح وحصة
واحلى نجمة بعد بلومتنا العسل .. :)



يعقوب
صحيح مثل ما توقعتي .. بس بيفقد الامل في حبه ولا ...؟!



حبيبتي يا كل الذوق .. مرورج روحه يسد ويغني عن كل تعليق ..
وانا استمتعت بقراءتي لحروفج الراقية ....


ربي يسعدج دايم الدوم ويخليج لـ بنوتي بات من يهواه

لولوھ بنت عبدالله، 10-01-15 11:00 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3503128)
فصل جميل لولو تسلمى لنا انتى و ابداعاتك
يعقوب ينضم لقائمة المعذبين يا حرام :Taj52: المشكلة ان موزة ولا حاسة بيه اساسا
حارب وناعمة ثنائى جديد ببدايه رائعه
سلطان وشما قلوب احرقها الحب مشتاقه اعرف قصتهم كامله كمان عاوزة اعرف دور عوشه قى قصتهم
الى فهمته انها بنت عم سلطان -مظبوط ولا انا متلخبطة-
سيف والعنود ومشاكل فى الطريق بسبب لسانه الطويل حتى لو كان قصدها هزار مع صديقتها بس اعتقد ان سيف اخد الموضوع بحساسيه لانه اصلا مريض صح كلامى ولا غلط
واخيرا تحياتى ليكى لولى-ايه رأيك فى اسم الدلع بتاعك-
فى انتظار البات الجديد



صباحج/مساج فل وياسمين اميرتنا البيضاء ..

حبيبتي تسلمين انتو الابداع كله بالنسبة لي ..



ههه وانضم يعقوب لقائمة المعذبين .... بيتم متعذب ولا بيتحرر من هالعذاب برايج ..؟!
وموزة مثل ما قلتي ما تدري ولا حاسه .. همومها وماضيها ماخذين كل فكرها وروحها ..



صحيح غناتي عوشة تصير بنت عم سلطان وسلامة بس مش بنت عم هامل اخوهم الكبير ..



ناعمة/حارب .. نقول نيو كابل ولا مجرد لقاء عابر "عاصف" وخلاص ....!!!! :)



سيف/العنود .. للأسف زلات اللسان والمزاح يجرحون كثير والانسان مب حاس .. خلنا نتأمل ان سيف يفهم مقصد العنود ولا يكبر الموضوع ويتحسس اكثر .. :)



لولو .. لولي .. اللولو .. كل الاسامي بين ايدج يا عسولة انتي :)



اميرتنا .. ربي لا يحرمني من طلتج ومتابعتج المستمرة وكلامج الراقي .. خلج جريبة منا دوم ولا تقطعين ..

وبإذن الله هاليومين بحدد اوقات البارتات القادمة ..

شما بنت محمد 11-01-15 01:46 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
إطلالة رائعة كعادتج حبيبتنا وكاتبتنا لولوة
تسلم إيدينج على هالجزء الأكثر من رائع واللي خلاني مثل مايقولون واقفة على ريل وحدة لين ماخلصته من كثر ماهو متروس مشاعر جياشة بمختلف أنواعها ..

العنود وسيف .. أحس هي ماقصدت تجرحه لأني أحسها من النوع اللي مايعرف يطلع الكلام الصح ومايلاحظ أن أحيان بعض الكلمات تجرح أصحابها مثل ماصار مرة موقف مع موزة، لكن بطبيعة سيف أتوقع هو حساس بسبب اللي فيه فـ بيتأثر من الشي وايد، ولا شو الراي؟!

حارب وناعمة في المطار .. سميت المشهد بالإعجاب العاقل هههههههه .. جدا كنت متوترة وأنا أقرا موقفهم من الخوف بس الحمدلله مر الموضوع بسلام ..

ناصر .. أتوقع له بداية جميلة في هالمكان، على فكرة حبيت اللكنة القطرية (;

مصبح وظاعن .. حبيت أنج دخلتي مشكلة تعاني منها فئة المراهقين في مجتمعنا .. جذبني أسلوب مصبح مع ولده ..

سلطان وشما .. سمحيلي أني أخلي هالموقف هو شيخ هالجزء :55:
يالله يا لولوة شقد هالوقف جميل .. بصراحة ومن دون مجاملة طريقتج في كتابة هالموقف ماحصلتش .. يعني مابالغ لو قتلج أن دقات قلبي تسارعت وحسيت بطنين في أذني من كثر قوة المشاعر اللي اجتاحت كيان كل من سلطان وشما .. والله أنج كفو برافو عليج ..

شغلة سلطان وحارب جدا صعبة وخطيرة الله يقويهم .. كل تخطيطات الأعداء تجاهم تخليني على أعصابي بصراحة..

لولوة
جزء عن جزء يخليني أزيد قائمة الأشياء الجميلة لروايتج
استمري حبي

تقبلي مروري

أم مروان 11-01-15 08:21 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
روايه مميزه عجبتني واجد وخاصة الرمسه الاماراتيه حلوه احبها والافكار روعه متنوعه تسلم يمناك يالغاليه:lol:

وردة شقى 11-01-15 09:08 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


مساء النور ،،

الي متقدم لشمه ماراح يكون نصيبها
دام رفض واحد من اخوانها لسبب بالريال واكيد
ما طاوعوها طول هالسنين عشان آخر شي يزوجونها واحد حيالله ،،


هل بطي بكون له دور بخطبة سلطان لاخته
ولا ام سلطان بتسوي الي تبيه و تخطب شما و تحط ولدها جدام الامر الواقع
و اكيد ماراح يردها خاصه انها خطبت اخته رفيجه ،،؟!


دام قلب شما مازال ينبض بسلطان فأكيد
بتحارب عشان حبهم الي تجمد بكبرياء سلطان
و مازال حي بقلبها ،،


سبحان الله
دينا ما حرم شي الا لسبب
والتجسس من الاشياء المنهي عنها و طاح فيها سيف
الي من غضبه من الكلام الي سمعه انقهر ولا صبر لآخر المكالمه
الي تخالف البدايه بشكل جذري وخلت فكره بعيد عن الواقع بسبب كلام سمعه بلحظة غشمره
هل هالكلام بأثر ؟ ولا بحكم عقله بمواجهه مرته ؟


ميره بكون موقفها مع حمد عادي ولا بتحاول تعرفه؟!


نهيان
كلامه لاخوانه اكيد وراه سبب ،،


حارب
شلون بيطلع منها ؟!
وهل الي خذوه يدرون منو اهو؟!
و يكونون من ورا العصابه؟!


يعقوب
بيسكت ولا بحارب عشان رغبته؟!


ذياب
الحياة تعلمنا بأقسى لحظاتها ،،



:) دمت بطاعه


الاميرة البيضاء 12-01-15 01:45 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
لولى امتى البارت الجديد منتظرين على نار

لولوھ بنت عبدالله، 12-01-15 09:04 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3503454)
إطلالة رائعة كعادتج حبيبتنا وكاتبتنا لولوة
تسلم إيدينج على هالجزء الأكثر من رائع واللي خلاني مثل مايقولون واقفة على ريل وحدة لين ماخلصته من كثر ماهو متروس مشاعر جياشة بمختلف أنواعها ..

العنود وسيف .. أحس هي ماقصدت تجرحه لأني أحسها من النوع اللي مايعرف يطلع الكلام الصح ومايلاحظ أن أحيان بعض الكلمات تجرح أصحابها مثل ماصار مرة موقف مع موزة، لكن بطبيعة سيف أتوقع هو حساس بسبب اللي فيه فـ بيتأثر من الشي وايد، ولا شو الراي؟!

حارب وناعمة في المطار .. سميت المشهد بالإعجاب العاقل هههههههه .. جدا كنت متوترة وأنا أقرا موقفهم من الخوف بس الحمدلله مر الموضوع بسلام ..

ناصر .. أتوقع له بداية جميلة في هالمكان، على فكرة حبيت اللكنة القطرية (;

مصبح وظاعن .. حبيت أنج دخلتي مشكلة تعاني منها فئة المراهقين في مجتمعنا .. جذبني أسلوب مصبح مع ولده ..

سلطان وشما .. سمحيلي أني أخلي هالموقف هو شيخ هالجزء :55:
يالله يا لولوة شقد هالوقف جميل .. بصراحة ومن دون مجاملة طريقتج في كتابة هالموقف ماحصلتش .. يعني مابالغ لو قتلج أن دقات قلبي تسارعت وحسيت بطنين في أذني من كثر قوة المشاعر اللي اجتاحت كيان كل من سلطان وشما .. والله أنج كفو برافو عليج ..

شغلة سلطان وحارب جدا صعبة وخطيرة الله يقويهم .. كل تخطيطات الأعداء تجاهم تخليني على أعصابي بصراحة..

لولوة
جزء عن جزء يخليني أزيد قائمة الأشياء الجميلة لروايتج
استمري حبي

تقبلي مروري





صبحج الله يالغالية شما بالخير والعافية ..


يا قلبي عليج .. ربي يسلمج من كل شر وتسلمين وايد على الكلام الطيب ..



العنود/سيف .. قدرتي تحللين شخصية العنود بسطرين بس ومن خلال موقفين .. صحيح هي جيه .. طيبة ومرات اطلع اللي في خاطرها بتسرع ومن غير تفكير .. وها كله من طيب نية بس ..

ومثل ما قلتي يا ذكية .. سيف حساس بسبب اللي قالته وبسبب مرضه اصلاً ..

في النهاية العنود طاحت في مشكله مع تصرفها المتسرع .. ظنج كيف بتحل المشكله لو عرفت باللي صار ..؟!



حارب/ناعمة ..... ههههه تتوقعين صدق مر بسلام ...!!!!!



الدكتور ناصر .... اللهجة القطرية من اللهجات اللي اعشقها :)



مصبح وولده ظاعن ...... المراهقين مشاكلهم ما تنتهي .. بس الاب الذكي هو اللي يقدر يساعد في حل مشاكل ولده المراهق بـ تعقل ومن غير عصبية مالها لزمة ..



سلطان وشما .. ههههه يا فديت قلبج انا ... وانا اقرا كلامج شقيت الحلج وتخيلت شكلج وانتي توصفيلي ردة فعلج على هالبارت .. الحمدلله قدرت اوصلكم مشاعر سلطان مثل ما بغيت بالضبط ..





شما بنت محمد ..
جزء عن جزء يزيد قربكم من قلبي .. لا خليت منكم ولا من قربكم ..

لولوھ بنت عبدالله، 12-01-15 09:10 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مروان (المشاركة 3503498)
روايه مميزه عجبتني واجد وخاصة الرمسه الاماراتيه حلوه احبها والافكار روعه متنوعه تسلم يمناك يالغاليه:lol:





أم مروان ..
ربي يحفظج ويحفظلج مروان وكل من يعز عليج ..

تسلمين على كلامج الراقي يا راقية .. واتمنى تكونين من المتابعين المستمرين لي حبيبتي ..


لج كامل ودي واحترامي ..

لولوھ بنت عبدالله، 12-01-15 09:27 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة شقى (المشاركة 3503505)


مساء النور ،،

الي متقدم لشمه ماراح يكون نصيبها
دام رفض واحد من اخوانها لسبب بالريال واكيد
ما طاوعوها طول هالسنين عشان آخر شي يزوجونها واحد حيالله ،،


هل بطي بكون له دور بخطبة سلطان لاخته
ولا ام سلطان بتسوي الي تبيه و تخطب شما و تحط ولدها جدام الامر الواقع
و اكيد ماراح يردها خاصه انها خطبت اخته رفيجه ،،؟!


دام قلب شما مازال ينبض بسلطان فأكيد
بتحارب عشان حبهم الي تجمد بكبرياء سلطان
و مازال حي بقلبها ،،


سبحان الله
دينا ما حرم شي الا لسبب
والتجسس من الاشياء المنهي عنها و طاح فيها سيف
الي من غضبه من الكلام الي سمعه انقهر ولا صبر لآخر المكالمه
الي تخالف البدايه بشكل جذري وخلت فكره بعيد عن الواقع بسبب كلام سمعه بلحظة غشمره
هل هالكلام بأثر ؟ ولا بحكم عقله بمواجهه مرته ؟


ميره بكون موقفها مع حمد عادي ولا بتحاول تعرفه؟!


نهيان
كلامه لاخوانه اكيد وراه سبب ،،


حارب
شلون بيطلع منها ؟!
وهل الي خذوه يدرون منو اهو؟!
و يكونون من ورا العصابه؟!


يعقوب
بيسكت ولا بحارب عشان رغبته؟!


ذياب
الحياة تعلمنا بأقسى لحظاتها ،،



:) دمت بطاعه






صبحج الله بالخير والسعاده يا وردتنا ..

على فكرة انتي مب وردة شقى .. انتي وردة شقية :)



توقعج بخصوص شما ..
اممممم ويمكن من نصيبها .. شما من حقها تاخذ فرصة ايديده تنسيها حبها الجديم .. تحتاج انسان "بنظرها" بيقدر يحبها ويبادلها المشاعر الحلوة اللي انحرمت منها ..... صح ولا لا ..؟!



بطي ودوره في علاقة سلطان وشما ....
اممممممممممممممممممممم :) ...!!!!

بنعرف عقب يا عسل لو توقعاتج بتصيب ولا بتخيب ..



فيج ايمان قوي ان شما بتكون لـ سلطان .. عطيني سبب يخليها ترد توافق على انسان ردته قبل لأسباب متعلقة فيها ...... واسباب قوية بعد وأليمة ....!!!



سيف والعنود .. هو ما تجسس بمعنى التجسس يعني .... لا ..... دخل الحجرة وسمعها بالصدفة ترمس مع ربيعتها ..... وطلع قبل لا يعرف شو السالفة وشو مقصد حرمته من اللي قالته ...



ميرة .... الله وحده اعلم :) .... اكيد بنعرف عقب ان شاء الله ..



نهيان ...... سبب مثل شو يعني ..؟!



حارب ...... بنعرف اكيد في البارتات القادمة ....



يعقوب ..... على حسب شخصيته .. وعلى حسب حجم رغبته في نيل محبوبته ... وكله في الاخير بإيد رب العالمين سبحانه ..



ذياب ... فقد اخ وصديق وغالي .... مب سهل اللي يعيشه ابد .. الله ايعينه وايعين اللي مثله ..




وردتنا .. دمتي لنا يالغالية .. ربي يحفظج وين ما كنتي ..

لولوھ بنت عبدالله، 12-01-15 09:32 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3503563)
لولى امتى البارت الجديد منتظرين على نار



صباح الفل حبيبتي ..

بقولكم الحين ان شاء الله :)

لولوھ بنت عبدالله، 12-01-15 09:41 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



حبايبي قررت احط البارتات مرتين في الاسبوع ان شاء الله ..

السبت والاربعا الساعة 10 المسا .. بتوقيت بوظبي طبعاً :)

والبارت القادم بيكون السبت ان شاء الله وفي نفس التوقيت ..
ادري بعيد بس اباكم تشتاقون شوي ههه ..

وياليت اللي خلف الكواليس ينورون صفحتي بتعليقاتهم وحروفهم الراقية .. ما تعرفون شقد يعنيلي هالشي يالغوالي ..



ربي يحفظكم يميع وين ما كنتو ...


bluemay 12-01-15 10:25 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يصبحك بالخير يا وجه الخير ..

أنا موافقة ولو أن السبت بعيييد هههههه




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

شما بنت محمد 12-01-15 11:02 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
لولوھ بنت عبدالله،;3503593]


صبحج الله يالغالية شما بالخير والعافية ..


يا قلبي عليج .. ربي يسلمج من كل شر وتسلمين وايد على الكلام الطيب ..


العنود/سيف .. قدرتي تحللين شخصية العنود بسطرين بس ومن خلال موقفين .. صحيح هي جيه .. طيبة ومرات اطلع اللي في خاطرها بتسرع ومن غير تفكير .. وها كله من طيب نية بس ..

ومثل ما قلتي يا ذكية .. سيف حساس بسبب اللي قالته وبسبب مرضه اصلاً ..

في النهاية العنود طاحت في مشكله مع تصرفها المتسرع .. ظنج كيف بتحل المشكله لو عرفت باللي صار ..؟!


حارب/ناعمة ..... ههههه تتوقعين صدق مر بسلام ...!!!!!


الدكتور ناصر .... اللهجة القطرية من اللهجات اللي اعشقها :)



مصبح وولده ظاعن ...... المراهقين مشاكلهم ما تنتهي .. بس الاب الذكي هو اللي يقدر يساعد في حل مشاكل ولده المراهق بـ تعقل ومن غير عصبية مالها لزمة ..



سلطان وشما .. ههههه يا فديت قلبج انا ... وانا اقرا كلامج شقيت الحلج وتخيلت شكلج وانتي توصفيلي ردة فعلج على هالبارت .. الحمدلله قدرت اوصلكم مشاعر سلطان مثل ما بغيت بالضبط ..


وصلتيه لأبعد نقطة في قلبي شخصيا
وايد شطورة أنتي على فكرة


شما بنت محمد ..
جزء عن جزء يزيد قربكم من قلبي .. لا خليت منكم ولا من قربكم ..
[/QUOTE]

الكلام الطيب ما ايي الا من الشي الطيب اللي نقراه منج

واضحة صدق نيتة العنود ف أخر مكالمتها مع ربيعتها بس الحبيب راح قبل لا يسمع الكلام ..
ههههههههه لازم نصير أذكياء يوم نقرا لزوم الاندماج والتدقيق في دواخل الشخصيات :)
بصراحة ماعندي أي توقع بالشي بس أعتقد يعني بتصير مشكلة..

الضرابة مرت بسلام بس شي ثاني ماعتقد :)

وصلتي مشاعر سلطان لأبعد نقطة في قلبي شخصيا
وايد شطورة أنتي على فكرة

ماعليج زود يا بنت عبدالله

شما بنت محمد 12-01-15 11:09 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مسا الخير

وأنا بعد موافقة :)

بانتظار الجديد بفارغ الصبر
عن نفسي أول ماخلص جزء اشتاق للي بعده

ربي يوفقج ويحفظج حياتي

االمهر 13-01-15 12:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم،،
آآآآممم اتمنى سلطان لشما صراحه ونبي نعرف وش سبب انفصالهم اتوقع له دخل بعواشه النذله اللي تبي تخرب بين امنه وزوجها

وووووو فيه شخصيات كثيييييرة بالرواية >>>متلخبطة ترا لا تلوموني

الله يوفقني واياكم يارب

bluemay 13-01-15 02:06 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
وعليكم السلام

اللهم آمين

هلااا بالمهر ..

هههههه ولا يهمك حبيبتي نفس مشكلتي أول ما تابعت الرواية

بس بعد ما تتعمقين في الرواية رح تميزي بين الشخصيات .

عوشة النذلة ع قولتك ههههه هي اللي فرقت بين شما وسلطان والله العليم قلبي هيك بقلي.

و إليازية هي اللي تبي تخرب بين آمنة وزوجها بطي .

حياك الله بينا ..




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 13-01-15 07:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3503605)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يصبحك بالخير يا وجه الخير ..

أنا موافقة ولو أن السبت بعيييد هههههه




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




مسا الياسمين يا قمر ..



ههههه فديت قلبج .. تولهت عليكم وايد .. :)

لولوھ بنت عبدالله، 13-01-15 07:53 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3503609)
لولوھ بنت عبدالله،;3503593]


صبحج الله يالغالية شما بالخير والعافية ..


يا قلبي عليج .. ربي يسلمج من كل شر وتسلمين وايد على الكلام الطيب ..


العنود/سيف .. قدرتي تحللين شخصية العنود بسطرين بس ومن خلال موقفين .. صحيح هي جيه .. طيبة ومرات اطلع اللي في خاطرها بتسرع ومن غير تفكير .. وها كله من طيب نية بس ..

ومثل ما قلتي يا ذكية .. سيف حساس بسبب اللي قالته وبسبب مرضه اصلاً ..

في النهاية العنود طاحت في مشكله مع تصرفها المتسرع .. ظنج كيف بتحل المشكله لو عرفت باللي صار ..؟!


حارب/ناعمة ..... ههههه تتوقعين صدق مر بسلام ...!!!!!


الدكتور ناصر .... اللهجة القطرية من اللهجات اللي اعشقها :)



مصبح وولده ظاعن ...... المراهقين مشاكلهم ما تنتهي .. بس الاب الذكي هو اللي يقدر يساعد في حل مشاكل ولده المراهق بـ تعقل ومن غير عصبية مالها لزمة ..



سلطان وشما .. ههههه يا فديت قلبج انا ... وانا اقرا كلامج شقيت الحلج وتخيلت شكلج وانتي توصفيلي ردة فعلج على هالبارت .. الحمدلله قدرت اوصلكم مشاعر سلطان مثل ما بغيت بالضبط ..


وصلتيه لأبعد نقطة في قلبي شخصيا
وايد شطورة أنتي على فكرة


شما بنت محمد ..
جزء عن جزء يزيد قربكم من قلبي .. لا خليت منكم ولا من قربكم ..

الكلام الطيب ما ايي الا من الشي الطيب اللي نقراه منج

واضحة صدق نيتة العنود ف أخر مكالمتها مع ربيعتها بس الحبيب راح قبل لا يسمع الكلام ..
ههههههههه لازم نصير أذكياء يوم نقرا لزوم الاندماج والتدقيق في دواخل الشخصيات :)
بصراحة ماعندي أي توقع بالشي بس أعتقد يعني بتصير مشكلة..

الضرابة مرت بسلام بس شي ثاني ماعتقد :)

وصلتي مشاعر سلطان لأبعد نقطة في قلبي شخصيا
وايد شطورة أنتي على فكرة

ماعليج زود يا بنت عبدالله
[/QUOTE]





مساج فل وكادي حبي ....


ههههه انتن ذكيات ما شاء الله عليكن .. توقعاتكن مرات تبارك الرحمن تذهلني :)


تسلمين حبيبتي كلج ذوق ..


خلج جريبة دوم منا شميمي :) <<< بسميج شميمي خلاص بما ان راعية الاسم دشت قلبي وتربعت فيه ..


لولوھ بنت عبدالله، 13-01-15 08:00 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3503611)
مسا الخير

وأنا بعد موافقة :)

بانتظار الجديد بفارغ الصبر
عن نفسي أول ماخلص جزء اشتاق للي بعده

ربي يوفقج ويحفظج حياتي



أجمعين ياربي .. تسلمين الغلااا ..

لولوھ بنت عبدالله، 13-01-15 08:14 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االمهر (المشاركة 3503865)
السلام عليكم،،
آآآآممم اتمنى سلطان لشما صراحه ونبي نعرف وش سبب انفصالهم اتوقع له دخل بعواشه النذله اللي تبي تخرب بين امنه وزوجها

وووووو فيه شخصيات كثيييييرة بالرواية >>>متلخبطة ترا لا تلوموني

الله يوفقني واياكم يارب





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هلا وغلا بصديقتنا الايديده :)

خلج متابعتنا وبتعرفين ان شاء الله شو صار في الماضي وسبب الآلام في قلوب حبايبنا >> نذاله هههه

تقصدين اليازية اللي تخرب بين آمنة وبطي ..

ماعليه غناتي لازم في البدايه جيه عقب بتربطين بين الشخصيات والاحداث بسهولة ان شاء الله :)

اللهم آمين وتسلميلي على مرورج الراقي ....

خلج جريبة منا دوم ولا تحرمينا من طلتج يا عسل ..


لولوھ بنت عبدالله، 13-01-15 08:28 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3503905)
وعليكم السلام

اللهم آمين

هلااا بالمهر ..

هههههه ولا يهمك حبيبتي نفس مشكلتي أول ما تابعت الرواية

بس بعد ما تتعمقين في الرواية رح تميزي بين الشخصيات .

عوشة النذلة ع قولتك ههههه هي اللي فرقت بين شما وسلطان والله العليم قلبي هيك بقلي.

و إليازية هي اللي تبي تخرب بين آمنة وزوجها بطي .

حياك الله بينا ..




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°



شكراً بلومتنا الغالية على التوضيح في غيابي :)

وبخصوص عوشة ..... هههه بنعرف جريب ان شاء الله لو لها علاقة في موضوع سلطان وشما ولا لا ..


لج ودي واحترامي يالغلااا ....

شما بنت محمد 15-01-15 08:50 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3503989)
الكلام الطيب ما ايي الا من الشي الطيب اللي نقراه منج

واضحة صدق نيتة العنود ف أخر مكالمتها مع ربيعتها بس الحبيب راح قبل لا يسمع الكلام ..
ههههههههه لازم نصير أذكياء يوم نقرا لزوم الاندماج والتدقيق في دواخل الشخصيات :)
بصراحة ماعندي أي توقع بالشي بس أعتقد يعني بتصير مشكلة..

الضرابة مرت بسلام بس شي ثاني ماعتقد :)

وصلتي مشاعر سلطان لأبعد نقطة في قلبي شخصيا
وايد شطورة أنتي على فكرة

ماعليج زود يا بنت عبدالله





مساج فل وكادي حبي ....


ههههه انتن ذكيات ما شاء الله عليكن .. توقعاتكن مرات تبارك الرحمن تذهلني :)


تسلمين حبيبتي كلج ذوق ..


خلج جريبة دوم منا شميمي :) <<< بسميج شميمي خلاص بما ان راعية الاسم دشت قلبي وتربعت فيه ..

[/QUOTE]


صباح الورد للورد
لي الشرف دامني دشيت قلبج يالغالية

وبخصوص الاسم حبيته وايد وايد .. راقي شراتج

دمتي لنا .. اشتقنا ليديدج

bluemay 16-01-15 06:48 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم..

وحشتينا لولوتي ..

مو مصدقة متى يصير السبت ..

كتير متشوقة لجديدك يا قمر...


أعطر التحايا لك ولمتابعاتك العزيزات ..



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

زمن مجروح 16-01-15 06:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.



مَسَاء الخير عَليكُم جميعَاً
مسَاء الإبدَاع المُتجَدِد معَ كُل جُزء و حَدَثْ ..:55:

فِي البِدَايَة أعتَذِر عَلَى التأخِير فِي التَعلِيق عَلَى الجُزْئِيَة الأخِيرَة
ذَالِكـَ لـِ ظُرُوف خَارِجَة عنْ إرَادَتِي
فقَد كنت أقرَأ الجْزء عَلَى فَتَرَات بَسَبب عَدْم قدرتِي عَلَى الرؤيَة وإصابَة عينِي بـ الإجهاد
فـَ أثَارَت ألَم الشَقِيقَة فِي رأسِي فـ أصبَح دخولي لـ النِت قليل جِدَاً خُصُوصَاً ما يسْتَغْرِق القِرَاءة بـ تركيز ...

<< أطلت الموضوع لكن لـ تعذريني على تغيبي عن الجزء :)


لن أعلق على الجزئية فـ الأخوات أعطينها حقها ..
لكني متشوقة لـ القادم والذِي أثِق أنهُ أرْوع وأجمَلْ ..

فِي إنتِظَاركـ ..:lol:



مودَتِي .."

لولوھ بنت عبدالله، 16-01-15 09:53 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3504632)
السلام عليكم..

وحشتينا لولوتي ..

مو مصدقة متى يصير السبت ..

كتير متشوقة لجديدك يا قمر...


أعطر التحايا لك ولمتابعاتك العزيزات ..



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




مساي انتي وحضورج الحلو على القلب ..

وانتي بعد وحشتيني وحشتيني يا قلبي

ههه يلا هانت .. ولجل عيونكم الحلوة بنزل بارتين ورا بعض :)


ربي يحفظكم يميع يا حبايب قلبي

لولوھ بنت عبدالله، 16-01-15 09:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3504637)
"
.
.



مَسَاء الخير عَليكُم جميعَاً
مسَاء الإبدَاع المُتجَدِد معَ كُل جُزء و حَدَثْ ..:55:

فِي البِدَايَة أعتَذِر عَلَى التأخِير فِي التَعلِيق عَلَى الجُزْئِيَة الأخِيرَة
ذَالِكـَ لـِ ظُرُوف خَارِجَة عنْ إرَادَتِي
فقَد كنت أقرَأ الجْزء عَلَى فَتَرَات بَسَبب عَدْم قدرتِي عَلَى الرؤيَة وإصابَة عينِي بـ الإجهاد
فـَ أثَارَت ألَم الشَقِيقَة فِي رأسِي فـ أصبَح دخولي لـ النِت قليل جِدَاً خُصُوصَاً ما يسْتَغْرِق القِرَاءة بـ تركيز ...

<< أطلت الموضوع لكن لـ تعذريني على تغيبي عن الجزء :)


لن أعلق على الجزئية فـ الأخوات أعطينها حقها ..
لكني متشوقة لـ القادم والذِي أثِق أنهُ أرْوع وأجمَلْ ..

فِي إنتِظَاركـ ..:lol:



مودَتِي .."




مسا الغلا والسعاده كلها ..

يا حبيبتي انتي .. الف لا باس عليج .. ما تشوفين شر ان شاء الله ..

مرورج على صفحتي وتعليقج يسدوني عن ألف اعتذار يالغالية .. :(

تسلميلي على كلامج الطيب وتشجيعج المستمر .... اسعدتيني يا زمن ربي يسعدج :)

حبيبتي ما تشوفين شر مرة ثانية وترقبي القادم ان شاء الله باجر فليل ..


لولوھ بنت عبدالله، 17-01-15 08:17 PM

الجزء الحادي عشر
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الحــــادي عشــــر



،



عيْناك ليالٍ صيفيّة،
ورؤىً وقصائدُ وردية
ورسائلُ حُبٍّ هاربة،
من كتُبِ الشوق المنسيَّهْ
مَنْ أنْتَ ؟
زرعتَ بنقر خطاكَ،
الدَّرب وروُداً جُوريّهْ ..!
كالضوء مررت..
كخفق العِطرِ،
كهزجِ أغانٍ شعبيّهْ ..
ومضيتَ شراعاً .. يحملُني
كِقصيدة شمسٍ بَحريَّهْ ..
لِوُعُودٍ راحَتْ ترسُمُها،
أحلام فتاةٍ شرقيّهْ ..!
مَنْ أنتَ ؟
وسِحرٌ في عَيْنيْكَ
يَزفُ العُمر لأغنيَّهْ ..
لكأنّك .. مِن قمرٍ تأتي
من نجمةِ صُبح .. ذهبيَّهْ!
مِنْ أرضٍ .. فيها شمسُ الحُبّ
تعانِقُ وَجْه الحريّهْ ..
وأنا .. في العُمر مسافِرة
ومَعي .. عيْناكَ وأُغنيّهْ ..!


لـ أنــور سلمـــان ،.



،



ليت الألم يُحكى ..
لأنطقه بكل حروف الدنيا ..
بكل ابجديات الضياع
بكل معاني الوجع الملبوس
فوق أنفاسك الرجولية ..!!!

ليت لـ حرقة الهوى أجنحة ..
أجنحة أركبها .. وأحلق لمكان لا يبصرني فيه عين ..
مكان أكون فيه أنا فقط .. وهـواي الذي انصهر منتصباً .. رافعَ الرأس ..
شامخَ الأنف ..!!

ليتني يا هذا ابتعد ..
ابتعــد فقط عن شراراتك التي تحرقني
تلهبني ..
تذيقني الترمد الذي وصل في جوفي حد الطغيان ..!!!

لـــمَ تفعـــل بــي هـــذا ...؟!!
لـــمَ ..؟!!

أبعد الجرح الذي تلقيته منك ما زلت تمشي بخيلاء صرف
على روحي المثقلة بهوى روحك المتغطرسة ..؟!!

أبعد أن قررت بكل عزيمة أن اتجاوزك، وأعيش عمري الباقي
مع شخص لا/لن يملكني روحياً ..!!
مع شخص لم يرغمني على تذوق
طعـم يشبه بمرارته مرارة حنظلة رُميَت على الأرض
وأصبحت مداس أقدام العابرين ..!!

وكأن الحنظلة المسكينة .. ما كانت إلا قلبي أنا ..
الذي رُمي على يديك أنت ......... أيها السلطان ..!!

قلبي الذي لم يكن ليهواك وهو يعرف
بعجرفة هيمنتك على وتيني ..!!
بازدرائك لـ شخصي ..!!

بخداعـــك ........ أجــل ..
خداعــــــــك ..!!!



أمسكت بجهاز تحكم التلفاز الموضوع بجانب وسادتها ورمته بعنف .... بكل كبرياء مجروح ..
كبرياء لأنثى لا تملك الا الشمم من الطباع ..
والعُلي من الزهو بالذات ..
أنثى من فرط سمو اعتدادها بشخصها كانت تبعث للناس رسالات
مبطنة .. بـ "ممنوع الاقتراب" ..!!

صرخت بكل حدة حارقة .. ملتهبة .. ملتاعة ..
حرقة أنثى اُذيق حبها طعم الرفض والازدراء:
لييييييييييييش ..!!!
لييييييييييش خبررررني لييييييييييش .. !!
لييييييييييييييشششش ...!!!


وفجأة ..
ومن غير مقاومة تُذكر ..
أجهشت ببكاء يقطع الأفئدة من فرط وجعه .. من فرط مرارته السوداء ..

بكت وكلمة "ليش" كانت كالافا .. تخرج من شفتيها وتسكب حممها على صدرها المنتفض ..
بكت كما لم تبكِ من قبل .. وأشد مما بكت في السابق ..
عندما اكتشفت قبل سنين طويلة .. أن سلطان لم يكن راغباً بها ..
لم يكن لـ يريدها زوجة .. ولا حبيبة ..!!
لم يكن يريد .. إلا اللهـو فقط ..
اللهو والسخرية على من أهدته الفؤاد والوجدان ..!!


بكت شما حتى أحست بلهيب يمشي في حنايا صدرها ..
وجفاف قاحل يفتك بأحبالها الصوتية ..
لا تسمع الا لهاث .. لهاث وصل لأقصى حد من الاختناق ..

لهاث كان في السابق
لا ينطق إلا بما قالته نوره الحوشان بكل اصطبار يتأوه من نار الشوق/اللوعة:
"اللي يبينا عيّت النفس تبغيه، واللي نبيه عيّا البخت لا يجيبه"


أما الآن ..
لم يبقَ من لهاثها إلا رماداً متبقي من نار الجوى
الجـــوى يا سلطـــان ..!!!!

وليس غير الجوى ما فعل بـ وجدانها ما فعله بكل جبروت صرف ..!!


بدأت أنفاسها الثقيلة بالانخفاض .. وبدأت تسترد وعيها الذي غاب من أثر صدمتها
من سماعها "ذبذبات أنفاسه" ..!!!


تنفست مرة اخرى بعمق أليم محاولةً استرداد صوتها المختنق حد الزوال .. ووقفت لتواجه مرآتها الطويلة كـ طول قامتها المفعمة بالفتنة ..

ثم همست ببحة مختنقة بعد صمت مهيب متأملةً عيناها المتورمتان من أثر البكاء الشديد:
سمعتي نصخه وجيه استوابج يالخبلة ..
عيل لو لمحتي طرف كندورته شو بتسوين ..!!
أشهد إن حالتج صعيبة يا بنت خويدم ..



.
.
.
.
.
.
.



ضحك نهيان ضحكة رنانة ليهتف بمرح: ياخي انت وياه لازم تحسسوني انيه انسان بلا هدف في الحياه ..!!
خلاص بنشتغل بنشتغل ولا يهمكم ..


قطع كلامه رنين هاتفه، والتقطه باستغراب متسائلاً عن صاحب الرقم الغريب ..

تراجع بخفة ليرد بنبرة حازمة: ألوووووو

: ألوووو .. نهيان ..؟!!

قطب نهيان حاجباه وهو يستوعب الصوت الأنثوي الذي دخل مسامعه للتو

هتف باستغراب تام: هيه نعم نهيان .. منو ويايه ..؟!!

هتفت الفتاة بنبرة مهتزة .. مترددة .. خائفة: أ أ أ نـ نـ نهيان ..
أنا ميسون .. ماعرفتني .!!!

قطب نهيان حاجباه باستغراب وهو يهتف بتساؤل: ميسون ..!!
منو ميسون ..؟!



أتاه ذات الصوت ولكن هذه المرة ظهرت كـ نبرة ساخرة .. نبرة انقلبت من العربية إلى الفرنسية بكل غضب مكتوم:
لم أكن لتفاجئ بحقيقة نسيانك لي .. فـ انت نهيان .!!
نهيان الذي يصاحب عشرة فتيات في وقت واحد ..

استدار نهيان بجسده رافعاً كلتا حاجبيه باستنكار بدأ يظهر .. وهتف بعربية ثابتة باردة رغم إنه يتقن التحدث بالفرنسية باحترافية سلسة:
بتقولين انتي منو ولا ابند الخط ..!!!

ابتسمت المرأة المسماة ميسون ابتسامة ساخرة وهتفت هذه المرة بـ عربية .. تحديداً بـ لهجة أهل لبنان:
شو يا خواجة نهيان، نسيت ميسون .. وليالي باغي مع ميسون .. !!

بدأت عيناه السوداوان تحتدان كـ احتداد نصل السكين، والقسوة اعتلت ضباب مقلتاه بغضب وازدراء متذكراً اخيراً صوت الفتاة المغلف بنعومة الأفعى ..
هتف بحزم جامد قاسي .. قاسي كالحديد: الآدمية اللي تطرينها اندثرت تحت التراب ..

ميسون والحقد في صوتها وصل لمسامعه بشكل علني .. وحاد حد الوقاحة: بتئصود الادميي اللي كبيتا بالشارع هي وابنا بلا بيت ومصاري بعد ما شبعت منا ومن اللعب معا فوء التخت .. ما يا خواجة نهيان ..!!!

قبض نهيان يداه كاتماً انفعالات عاصفة لا يريد اظهارها، خاصة أمام هذه الحقيرة معدومة الاخلاق ..

نهيان بنبرة حادة ساخرة لأقصى حد ممكن مقلداً لهجتها بخبث تام: كنا نلعب فوء التخت على سنة الله ورسوله ما شيغي ..
(ما شيغي = يا حلوتي/يا عزيزتي بالفرنسية)

احتقن وجهها غضباً/خجلاً من جرأة كلماته .. وقالت من بين اسنانها: ليكَكْ عرفتني يخزي العين

قاطعها بقسوة مغلفة بالنفور/البغض: شو تبين ميسون، اظنتي اللي بينا انتهى من خمس سنين ..
شو ذكرج فيه عقب هالفترة كلها ..!!

ميسون بنبرة غامضة أظهرتها بنعومة صوتها الذي كان يطيح بـ سيطرة عقله في وقت مضى:
تلفنتلك لئلك ئشي وسكر ..

نهيان بنزق ملؤه الجفاء: قولي اللي عندج خلصيني ..

ميسون بصوت ثابت: ابنك بدو ياك نهيان

تسمر نهيان بمكانه وعيناه بدأتا بالاتساع تدريجياً قبل ان يهتف بصدمة حادة:
شوووه ...!!!
ولدددي ...!!!!



.
.
.
.
.
.
.



أبـــــوظبـــــــي



تقدمت وهي تدخل رواق القسم الذي يوجد فيه غرفة والدها بينما اصابعها تكتب بسرعة رسالة نصية لأختها الوسطى تسألها ما إذ حطت طائرتهم أم بعد ..

وضعت هاتفها داخل حقيبتها واستمرت بالمشي إلى أن لمحت أمام غرفة والدها طفلة صغيرة تحمل بيدها دبدوب وردي اللون جميل وتبكي بشكل يفطر القلب حزناً ..

اقتربت منها بقلق، ثم جثت على ركبتيها وهي تهتف بنعومة تقطر حناناً/طيبةً: حبيبي ليش تصيحين ..!!!

لم تجب الطفلة بل اشتد بكاءها وازدادت شهقاتها الرقيقة ..

التمعت عينا شيخة بتأثر شديد وكررت سؤالها وهي تمسد شعر الطفلة: يا قلبي ليش تصيحين ..!!
وين ابوج وامج ..!!

أنزلت الطفلة كفيها الصغيرين عن عيناها لتقول بصوت طفولي يتقطع من البكاء: ما ما ما ما ادري

وأخذت تبكي من جديد والخوف ينضح من نظراتها البريئة ...

وقفت شيخة وهي تتلفت علّها تجد أحد اقارب الطفلة المسكينة ..


رجعت تجثو على ركبتيها لتهتف بحنان صرف: انزين حبيبي خلاص لا تصيحين ..
الحينه بنروح عندهم ..

ردت الطفلة وصوتها المتقطع ما زال يتخلل كلماتها الصغيرة: ماما تامي قالتلي تمي هنيه وبييج بسرعة ..
بس ما يت ..

احتضنت شيخة الطفلة بنعومة تبعث السكينة في الصدور لتهتف بتساؤل حاني: منو ماما تامي حبيبي ..؟!

قالت الطفلة بنبرة بريئة للغاية: ماماتي تامي ..

ابتسمت شيخة بعذوبة وهي تمسح دموع الطفلة .. ثم قالت: شو اسمج يا عسولة ..؟!!

وضعت الطفلة أصبعها السبابة بين شفتيها ... واجابت بخجل شديد: اسمي شيخة

ضربت شيخة الكبيرة كفيها ببعضهما بخفة/بمرح ... لتقول بعدها بابتسامة جميلة: وااااااو شرات اسمي .. انا بعد اسمي شيخة ..

ابتسمت الطفلة ابتسامة كبيرة ناسيةً موضوع ضياعها عن أهلها قبل ان تقف شيخة وتمد يدها إليها وتقول ببسمة مطمئنة:
يلا تعالي معايه عشان ندور على ماماتج ..

أعطت الصغيرة يدها لـ شيخة وسارت معها في جميع أروقة القسم ..

بحثت شيخة عن والدة الطفلة ولكن من غير جدوى ..


توقفت فجأة ما إن سمعت صوت الطفلة العالي وهي تنادي احدهم بسعادة: دكتور نااااااااااصر

استدار الدكتور ناصر وهو يرفع حاجبه الأيمن باستغراب، ثم ما لبث أن ارتسمت عيناه بابتسامة أبوية حنونة ..

تقدم من الفتاتان بخطوات رزينة ثابتة .. ونظرته التي تلتمع بلون القهوة كانت كافية في إضفاء سحره الرجولي الخاص على هيئته بحلة الأطباء المتعارف عليه ..

جثى على ركبتيه وهو يهتف بنظرة شديدة الدفء: شواخي الحلوة اهني ..!!
يا هلا يا هلا ..

ارتمت الطفلة شيخة في احضان الدكتور لتقول بحزن بملء فمها الوردي الصغير:
دكتور بابا وماما خلوني وراحوا ..

الدكتور ناصر بتساؤل: وين راحوا عنج بابا ..؟!!


أخذت دموع الطفلة شيخة بالتساقط مجدداً وهي تقول: ماعرف، ماما قالت حق ماما تامي توديني الكفتيريا عشان اشتري عصير وكاكاو ..
بس ماما تامي ودتني مكان ماعرفه مب الكفتيريا ..
قالتلي تمي وبييج
بس ما يت ..

الدكتور ناصر باستنكار خفيف: وشله امج ما ودتج الكفتيريا بنفسها، من يأمن على الخدم ذي الايام ..!!
الله يهديها بس ..
(وشله = لماذا)

وأخذ يمسح دموع الطفلة وعيناه تنضحان حنان جارف يبعث القشعريرة بشكل يصعب وصفه ..



كانت شيخة الكبيرة في تلك الأثناء تشعر بأنها في مسرحية ودورها ليس الا كومبارس غير ذي أهمية مطلقاً ..

تعترف ان حرجاً شديداً انتابها من غرابة الموقف التي هي فيه بمجمله ..!!
ولكن، بين شعور الخجل والارتباك، لم يغفل قلبها عن الاحساس بفيضانات الدفء والحنان الأبوي التي تدفقت على رأس الطفلة من الطبيب ..

هذا الطبيب الذي أسر "بفتنة نبرات صوته العميقة وقلقه الحاني" دقات قلبها الجائعة لـ حنان أب فقدت روحه المُحبة منذ سنين طويلة ..

كان قلبها يدق لـ جمال ما تشهده بشكل لم تفقه له ابداً ..!!


رفع الطبيب رأسه مدركاً اخيراً وجود مخلوق انثى بجانب الطفلة ..

ما إن لمح طرف وجه شيخة التي لا تغطيه عادةً بخلاف شقيقتاها الكبيرتان، حتى غض بصره ليهتف بنبرة ثقيلة مهذبة: اختي السموحة منج ..
بس انتي شتصيرين لـ شيخة ..!!



تنبأ عقلها لأمر استوعبته بينما الطبيب يتحدث ..
فـ لهجة حديثه لم تكن اماراتية، انما وإن لم يخب ظنها قطرية ..!!!


تنحنحت شيخة بخجل فطري لتهتف بنبرة ناعمة خافتة: ما اقرب للصغيرونة ..
شفتها تصيح جدام حجرة الوالد وشليتها عشان ندور على هلها ..

وأردفت وهي تهز كتفيها: بس ما حصلنا حد ..


وقف ناصر وهو يرتب هندامه الذي لم يكن يحتاج لترتيب من الأساس،
انما هو فقط كان يحاول عدم التشتت بقوله وفعله .. عدم التشتت بثباته الذي يتميز به وهو يسمع ذبذبات همس الفتاة المثقل بالعذوبة والخجل المُرتبك ..


أمسك بيد شيخة الصغيرة محاولاً عدم النظر لكفوف الفتاة الشابة البيضاء الا ان نظرته لا ارادياً تنجر لجمالهما الناعم بأصابعها الضعيفة الطويلة وأظافرها المقلمة بشكل أنيق ..
بشكل فاق الأناقة بحد ذاتها بنظره هو ..!!


زجر نفسه مستنكراً افكاره المُراهقة التي لا تناسب ابداً عمره السادسة والثلاثين ..!!

تنحنح بثقل وهو يهتف بنبرة خشنة لم يتعمدها ابداً: خلاص مشكورة الشيخة،
انا الدكتور المشرف على حالة خال شيخة المرقد اهني، واعرف ابوها عدل ..
فـ تقدرين تخلينها معاي ..

خفق قلب شيخة عندما ناداها بـ "الشيخة" ظناً منها إنه يناديها بأسمها الحقيقي ..!!
ثم استوعبت مقصد كلمته العفوية ..

قالت شيخة بتردد منخفض الصوت وهي تنظر لـ شيخة الصغيرة: بسسسس دكتور ...



: شيــــــخة


التفتت شيخة الكبيرة ومعها الصغيرة لا إرادياً للصوت المنادي لتهتف الكبيرة بعفوية: هلاااااا

اقتربت المرأة المغطاة بأكملها بالسواد لتهتف باستغراب لـ شيخة الكبيرة: شيخة وينج من متى نترياج عند ابويه ..!!

قطب ناصر حاجبيه وبسمة متلاعبة اعتلت ناظراه بشكل طفيف ..

أسمكِ شيخة إذن ...!!!


شيخة بتلعثم تخلله ارتباك واضح: أ أ أ يايه الحينه، ترييني دقيقة ..

نظرت شقيقتها أم محمد لـ ساعة يدها بعدم صبر وهتفت بخفوت مستعجل: يلا انزين لا تتحيرين ..
ورانا سيره للمطار عشان اختج ولا نسيتي ..!!!

هزت شيخة رأسها وهي ترد بسرعة: ان شاء الله ان شاء الله دقيقة بس ..

ثم التفتت لـ شيخة الصغيرة متحاشيةً النظر للطبيب لسبب تجهله تماماً ..!!
لم تعرف أهو خجل ..!!
ارتباك ..!!
خوف من مشاعر تجهلها ..!!
أم نفور من انقباضات تدب في معدتها كلما لمحت طرف عيناه اللامعتان ..!!
لا تعرف ..
تتمنى فقط أن تخرج من نطاق رجولته الدافئة الجاذبة لها بشكل مؤذي ..!!

ولكن ..... وياللعجب ..
تتمنى في الوقت ذاته الغرق ببحر صوته العميق .. العميق حد اللانهاية .. بحنانه .... وبكمية السكينة فيه ...!!!


وبخت شيخة نفسها محاولةً الهرب من حصار مشاعر غريبة كل الاغتراب على جدران قلبها الجائع للإحتواء ..!!
الجائع لكلمة عذبة .. المتعطش لـ حضن شجي رحوم يغنيه عن كل حضن ..!!


قالت أخيراً للطفلة وهي تميل جسدها الى الامام وتنخفض حتى يصبح وجههاً مقابلاً لوجهها الصغير: حبيبتي شيخة، انا بخليج الحين ..
بس قبلها توعديني ما تصيحين ..!!

تعلقت شيخة الصغيرة بـ رقبة شيخة الكبيرة هاتفةً بصوت طفولي مستاء: ليش تروحين شيخة ..!!

همست شيخة قرب اذن الصغيرة بحنان جم: حبيبي باباتي يباني انا بعد، تأخرت عليه وايد ..


وبحركة لم تفهم ماهيتها بتاتاً ..
رأت الطفلة وهي تقترب من ناصر لتوشوش في أذنه اليسرى بكلمات قليلة ..

ثم رأت ناصر وهو يهز رأسه بابتسامة خفيفة .. ابتسامة لم تكن بريئة ابداً في الحقيقة .. ليهتف بعدها بدفء متدفق:
ايه حبيبي عادي


رجعت شيخة الصغيرة للكبيرة وهي تبتسم بخجل طفولي، ثم مدت دبدوبها الصغير إليها لتهتف بنعومة:
خلي هالدبدوب عندج ..

قطبت شيخة الكبيرة حاجباها بابتسامة مستغربة ثم قالت برقة: ليش غناتي، دبدوبج هذا ..!!

وضعت الصغيرة سبابتها على شفتها السفلى بخجل اشد وقالت: بس جيه .. عشان انا استويت احبج

تأوهت شيخة بتأثر تفجر بالبهجة .. وهتفت بصوت عذب لم تستطع التحكم برناته شبه العالية: واااايه انا فديت اللي يحبوووني ..

واحتضنت الطفلة بعد أن قبلت خداها الممتلئتان، ثم أكملت بابتسامة تضج بالفتنة: وانا احبج حبيبي وايد ..

وبعدها اخذت الدبدوب من الصغيرة لتهمس قرب اذنها بنظرة تلألأت جذلاً: واستويت احب هالدبدوب بعد،
شكرا شواخي ..

قبلتها مرة أخرى ثم وقفت وهي تمسد شعرها بعينان باسمتان قبل ان ترفعهما للطبيب ..

قالت بصوت انثوي رزين ونظراتها تقع على كل شيء امامها عداه:
دكتور حط بالك عليها ..

التمعت عينا ناصر ببريق غريب .. بريق يقول بأن لقائه بهذه الفتاة لن يكون الأول والأخير ... ثم هتف بصوت واثق متزن: إن شاء الله، لا توصين ..

استدارت شيخة بعد أن قالت برقة: مع السلامة ..

رد ناصر بخفوت عميق: مع السلامة يا ....... شيخة ..


أحست شيخة بماء بارد ينسكب على رأسها، وشعرت بأن سيطرتها على خطواتها الثابتة ستنفلت لا محالة ..!!


يـا إلهـــي ..!!
ما هذا الاحساس الذي يشعرني بأني واقفة على هلام ..!!

استفيقي يا فتاة ..!!
هو فقط نطق بـ أسمك يا شيخة .. فقط نطق بـ اسمك ..

فلتركزي الآن على خطواتك قبل أن تسقطي على وجهك ذو التعابير البلهاء ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



مطار أبــــوظبي الـــدولي



الوطـن
ما هو الوطن ..!!
سوى فرحة طفلة تتغنى تحت المطر

الوطن
ما هو الوطـن ..!!
سوى وفاء عجوز تنتظر حبيبها على كرسي خريف العمر ..!!!

الوطـن
ما هو الوطن ..!!
سوى انتماء قطيطات لـ صدر أمهم ... والمواء شبعاً بين احضانها ...!!!


الوطـن
ما هو الوطن ..!!

سوى تقبيل ترابك المسك ....... يا الامارات ...!!!!



نزلت من الطائرة وهي تتنفس حرارة هواء العاصمة بسعادة منتشية ..

ابتسمت ابتسامة عذبة .. ناعمة .. مليئة بالحب لتهتف لـ شقيقها ذياب:
فديت داري ومرباي .. اسميني ولهت على بوظبي يا ذياااااااااااب ..

ذياب بنظرة باسمة: هيه والله انا بعد ..
ههههههههههه ما صدقت انيه في الدار الا يوم لفحتني اللواهيب ..
(اللواهيب = الهواء الحار)

ضحكت ناعمة بخفة لتقول بـ جذل: هاذي علامة الجودة أصلاً

وأردفت وهي تتساءل: ذياب منو بيشلنا من المطار ..!!!

ذياب وهو ينظر لـ ساعته: عميه سلطان

ابتسمت ناعمة بـ شوق لا ينضب:
فديــــــت الطــــــاري ياربــــــي ..


صمتت للحظة عندما سمعت نداء صديقتها روضة لها .. وتحركت إليها مسرعةً قبل ان يدخلوا المطار الداخلي ..

ناعمة: هلا رواضي حبيبتي

روضة وهي تتألم من أثر صداع داهمها: نعوم فديتج ابا بندول .. عندج ..!!

ناعمة بذهول/بقلق: اووويه رواضي شعنه عيونج حمر جيه ..!!

وضعت روضة يدها على رأسها لتهتف بإرهاق/ألم واضحان: ما رقدت نعوم من يومين ..
والصداع بيذبحني ..

ناعمة باهتمام مستغرب: ما رقدتي في الطيارة ..؟!

تنهدت روضة بشكل غريب لتهتف بذات صوتها المُرهق: لا ما رمت ارقد ..

ناعمة: لييييش ..؟!!

صمتت روضة باستياء تخلله ارتباك عارم ..


ماذا أقول لكِ يا صديقتي ..!!
أأقول بأن طيف "ذاك" لا يفارقني منذ أن سقطت عيناي اسيرة عيناه ..!!

أأقول لكِ أن خيبة أملي "بـ حب صغير قد نما بشكل غريب" بدأت تزداد ما ان شممت هواء بلادي ..!!

ماذا أقول يا صديقتي ماذا أقول ..!!

أحببته .. يالحظ قلبي البكر ..!!
أحببته يا ناعمة ..
أحببتــــــه ..!!
وحبه الشرس ما يجلب لي بكل قسوة السهاد ..!!


تنهدت بعد صمت شفاف، لتهتف فيما بعد باقتضاب: ماعرف نعوم .. عندج بندول ولا ..؟!!

ناعمة: لا ما عنديه .. تريي بدورلج عند البنات ..

دخل جميع القادمين لمطار أبوظبي الداخلي وبينهم القادمين من فرنسا ..

كانت ناعمة في تلك الأثناء تبحث عن مسكن للألم لـ روضة المُرهقة .. وبينما هي تبحث وتسأل الفتيات، أخذت تلمس أصبعها الأوسط من كفها الأيمن ..
فـ هي عندما تقلق تحرك بشكل لاإرادي خاتمها صعوداً ونزولاً ..!!

ولكن .... وياللصدمة التي افقدتها التفكير لثواني ....... لم تجد خاتمها ..!!


الخـــــاتم ..!!
أيـــن هــــــو ..!!



قطبت حاجبيها بصدمة/بجزع وهي تحاول تذكر أين وضعت خاتمها ...!!!!

أخذت تبحث في حقيبتها عنه علّها تجده مرمي هنا أو هناك ..!!

ولكن لم تجده ..


يا ربي ...... إلا هذا الخاتم ..
إلا هو ..!!
أرجوك يارب ..
لم يبقَ لي من رائحة أمي إلا هذا الخاتم يالله ..!!


أحست بقلبها يعتصر وهي تقف بحزن أليم محاولةً تذكر ما اذ سقط منها في مكان ما ...

مرّت طيوف ذلك الموقف المُرعب بشكل مموه في بالها، ليهتف عقلها بذهول باغتها ..

أيعقل إنه سقط من أصبعها عندما حدث لها ما حدث في مطار باريس ..!!!!


ترقرقت دموع خفيفة في مقلتيها السوداوين لتهتف بحزن/خيبة أمل شديدة:
ياربي كيف طاح مني كييييييييف ..!!!!


أتتها الطالبة ظبية وهي تهتف بصوت شبه عالي: أبلة أبلة .. هاذوه بندول ..

أخذت ناعمة من الفتاة المسكن وشكرتها بشكل مقتضب يوحي بمزاجها المستاء تماماً ..

ثم ذهبت الى روضة لتعطيها اياه ..

قالت ناعمة بعد ان ابتلعت روضة المسكن وشربت الماء: اجر وعافية يا قلبي

روضة وهي تتنهد بشكل خافت: الله يعافيج ويسلمج فديتج

وأردفت وهي تلاحظ شحوب وجه ناعمة الذي كان متورداً منذ لحظات فقط: نعوم بلاج ..!!
شو مستوي ..!!

لم تحتمل ناعمة أن تكتم ما بقرارة نفسها من حزن، خاصةً عندما سمعت صوت روضة القلق ..
خانتها دمعة يتيمة من عيناها، وهمست بحزن صافي: رواضي هب محصله خاتميه ...
ماعرف وين طاح عني ..!!!

روضة بصدمة: ويييينه ..!!!!


مسحت ناعمة دمعتها الحزينة، وهتفت باستياء صرف .... وبتردد فـ هي لا ترغب الآن وهنا بإخبار روضة ما الذي حصل لها في مطار باريس: ماعرف يا روضة ماعرف ..

ظلت روضة تواسي ناعمة وتهدأ من انفعالها .. فـ هي أكثر من يعرف حجم مكانة هذا الخاتم بالذات في قلب ناعمة ..

فهذا الخاتم في الأصل هي هدية جدها لـ والدتها نوره ...

كان خاتماً عليه قلب من ذهب مرصعاً بماسات صغيرة براقة .. وهذا القلب مجوف بحروف منقوشة بـ اسمها هي ..
نـــاعمـــــة ..

لأن اسم ناعمة ما كان جدها ينادي ابنته بـه حباً وتدللاً وشغفاً
فـ هو كان يرغب منذ أن حملها بين يديه أن يسميها بهذا الاسم، الا ان زوجته أصرت بشدة ان تسمي ابنتها نوره على اسم والدتها ..!!
ولم يرغب أن يخذل زوجته وهو الذي احبها بكل قلب ينبض، فـ ما كان منه إلا أن ينادي ابنته نوره بينه وبينها بإسم "ناعمة" ..

وعندما شعرت نورة بـ دنو أجلها ..

أعطت ابنتها التي اسمتها ناعمة تحقيقاً لرغبة والدها العزيز هذا الخاتم الغالي على قلبها ..



.
.
.
.
.
.
.



دلف صالة استقبال المسافرين وهو يعدل نسفة غترته بفخامة مهيبة .. وبشكل لا ارادي .. انتقلت انظار البشر من كل جنس ولون إليه منجذبين لـ حضوره الاستثنائي ...

ظل واقفاً عاقداً ساعداه القويان امام صدره الرَحب منتظراً خروج أحباء قلبه الذين أخذوا نسائم الوطن العليل معهم ..

خاصةً تلك ..
تلك التي وضعت محبتها في لب قلبه منذ أن حدّقت به اول مرة "بـ عيناها الواسعتان المستديرتان ببراءة غارقة في اللذة" وهي في مهدها ..
منذ ما يقارب خمسة وعشرين سنة ..

أصبح الأب، العم، الحامي والصدر الحنون لها منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره ..!!

لم يكد يخرج من خيالاته الأبوية المشتاقة حتى شعر بارتطام جسد أنثوي رقيق على صدره ...
وسمع غمغمات رقيقة تقطر شوقاً تخرج من فمٍ غارق في لُجات حضنه المفعم بالدفء: ولهت عليك سلطووووووون


استوعب اخيرا صوت الفتاة ليهتف بضحكة رجولية مجلجلة وهو يضرب بخفة كتفها محتضناً اياه بقوة حانية:
هههههههههههههههه سود الله ويهج .. اخترب مذهبج من سرتي اسبانيا يا نعوم ..

رفعت ناعمة ذقنها لتقبل صدر عمها، فهي لن تستطيع ابداً بطول قامتها المتوسط أن ترفع جسدها لتقبل خده ..
ثم هتفت بابتسامة تتفجر شوقاً جارفاً قوياً: فديت ريحتك يالغالي، والله ولهت عليك يا بومييد ..

ابتسم سلطان ابتسامة ابوية شجية وقبّل رأسها وهو يتمتم بخشونة دافئة: والله وانا اكثر يا عيون بومييد ..


سمع الأثنان صوت ذياب الساخر: خلوا حقيه شوي من الأحظان والرمسة الغاوية ..

تنحت ناعمة قليلاً عن الرجلان ليسلما على بعضهما سلاماً رجولياً بحتاً تخلله اشتياق واضح من الطرفين ..

هتف ذياب وهو يضرب كتف عمه بدعابة محبوبة: يلعن بليسك يالعم ..
احلويت عن اول، شو سويت من ورايه اعترف .. !!!

قطب سلطان حاجبيه باستنكار ظهر مع ابتسامته الثقيلة المتهكمة: هب هباك الله ...
اشووه بعد احلويت، شايفني بنية يالسبااااال ..؟!!

ضحك ذياب ضحكة رنانة لتهتف ناعمة بشقاوة وهي تتأبط ذراع عمها القوي:
امبونه بومييد عنيه افداه حلو ومزيون ..
(امبونه = من الأساس/في الأصل)

سلطان ببسمة ساخرة: طاعو هاي بعد، حووووه انتي وياه، صخوا لأمرغكم بالعقال ..

تقدم وهو يدفع عربة الحقائب ويكمل: امشوا امشوا جدامي يلا ..



.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن



كان تتحرك بتوتر تام وهي تضرب كفها الأيسر بقبضة كفها الأيمن، متوترة بشدة وخائفة ..

فـ هي منذ الصباح تحاول الاتصال بـ زوجها ولكنه لا يرد، وبعد عشرات من الاتصالات،
سمعت الصوت الآلي يقول بكل برود صرف أن هاتف زوجها مغلق .!!!


أيـــن أنـــت يا سيـــــف ..!!
مالذي يجعلك لهذا الوقت خارج المنزل ..!!
لمَ لا ترد على اتصالاتي القلقة .. لمَ ..!!


كانت تتنفس بشدة ووسوسة الشيطان قد بدأت تصل لأقصاها في قلبها وعقلها ..

مرتعبة هي من فكرة أن زوجها قد أصابه أحد نوباته المرضية في عمله
أو أصابه خلل في اتزانه وهو يقود السيارة ..!!

يا إلهــــي ..
لا أحتمل فكرة أن يصيبه شيء ..
أحفظه لي ولأولادنا يا رب .. احفظه لنا يا رحمن ..!!!


كانت في حالة شبه هستيرية من القلق والارتباك محاولةً للمرة المئة أن تتصل به علّه في هذه المرة يجيب ..


توقفت مكانها فجأة عندما سمعت باب غرفتهم يُفتح لترى وجه زوجها المُحبب لقلبها العاشق أمامها ..

تهللت أساريرها بشكل لا يوصف وهي تركض نحوه لتنغرس بأكملها في حضنه الصلب الحاني ..

هتفت بصوت يرتجف من القلق/الانفعال: حبيبي وينك ..!!!
ما رديت البيت من وقت مثل ما قلتلي .. ولا ترد عليه يوم اتصلبك ..
روعتني عليك واااايد سيف ..


شعرت بماء بارد يُسكب على رأسها ذهولاً ما ان شعرت بقبضة سيف القوية .... القاسية حد الصقيع على ذراعها مٌبعداً إياها عنه بصمت شديد ....

لم ينطق بكلمة .. ولم يعطها أي نظرة توصف بأنها "نظرة" ..!!!
بل لم يُحرك ابدا تعابير وجهه الجامدة "بشكل يبعث الريبة في النفوس" ..

اكمل سيره اتجاه غرفة الملابس لينزع عنه ثوبه وغترته ..


تشنج تفكير العنود للحظات محاولةً استيعاب صمت سيف الغريب، وتصرفه الأغرب ..!!

ذهبت خلفه حيث غرفة الملابس لتسأله باضطراب: حبيبي بلاك ..!!
تعبان ..!!!
تانس شي .. يعورك شي ..!!!
خبرني دخيلك ..


لم يرد سيف ابداً على كلامها ..
بل اعطاها ظهره الطويل المشوب بـ سمرة طالما ابهرت انفاسها وخدشت لبها اثارةً ..

ثم دخل الحمام بكل هدوء .. هدوء مرعب لا يشبر بالخير ابداً .....!!!!


ارتعدت خفقات العنود خوفاً/ارتباكاً قد وصلا لأعلى درجاتهما في قلبها ..

ما الذي حل بـ سيف يا ترى ..!!
لمَ تشعر بأن هدوئه ما هو الا اعصار سيفتك بها حالما تصل لـ ذروتها المدمرة ..!!

همست بخفوت قلق: الله يستر بس .. شبلاه الريال منجلب جيه ...!!



بعد دقائق قصيرة ..


خرج سيف من الحمام وليس عليه الا ازاره الذي يغطي الجزء السفلي من جسده،
وبذات الهدوء الباعث للارتباك، لبس ثوبه الأبيض ..
ثم بدأ يصلي وتره بخشوع تام ..


كانت العنود في تلك الأثناء جالسة على إحدى أرائك الغرفة الوثيرة، وتراقب تحركات زوجها المريبة ..!!


انتهى من صلاته ثم استقام ..

كانت تحركاته خافتة .. عديمة الصوت كلياً ..
حتى عيناه كانتا كـ غشاء مظلم مموه يخفي خلفهما مشاعر تموج وتتراقص بكل غموض داخل طيات روحه العميقة ..

هتفت العنود بعد أن زفرت زفرة ارتباك صرفة: سيف شحقه ساكت ..!! .. وترتني قسم بالله ..
لو في خاطرك شي تبا تقوله قوله ..

لم يرد سيف على ما تفوهت به، بل اتجه لفراشهم وتمدد فوقه ..
ثم غطى كامل جسده باللحاف ..
ونام ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



فتَح عيناه ببطء شاعراً بآلام تضرب رأسه وجسده كله وكأنها ضربات مطرقة ..

يشعر بـ صداع يفتك كل جزء من أجزاء رأسه والضباب قد تسيّد ناظراه بعجرفة كامنة ..!!



أيـ ـ ـن هـ ـ ـو ...!!!

ما كل تلك الأصوات والصراخ والضجيج ...!!
آآآآآه ..
يكاد يموت من شدة عوار رأسه ..!!

آه .. ما هذه الروائح النتنة النفاذة ..!! ... يشعر بأنه في مكب نفايات ..!!


آآآآآآه ..
أحس مع شعوره بالألم الفظيع بسيلان عرقه الذي ازال تقريباً البودرة التي وضعها بوجهه لغرض التنكر كاشفاً عن ندبته التي بدأت بإخراج قيح لزج شفاف اللون ..


إلهــي، لم يعد يستطيع تنفس الأكسجين ..!!
وكأنه في قمقم منذ سنين لا يعلم بعدتها ..


حاول بشكل مضني فتح عيناه .. ولكن ..
وكـ ما فقد وعيه في المرة الأولى .. !!

فقده مرة أخرى .... فقده وهو يتمنى
بكل رجاء الى الله .. أنه ليس الا في كابوس ..
وسيصحو منه قريباً ......!!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد مضي يومــــان
بالتحديد .. يـــوم الخميــــس ..



تشـعر بأنها على صفيح من جمر ملتهب .. لا تستطيع الأكل ولا تستطيع التفكير
فـ شقيقها الوحيد لا يرد على رسائلها في الهاتف ولا يرد على اتصالاته المستمرة ..!!!


حكت لـ عمتها عما يؤرقها ولكن عمتها استمرت بتهدأها معللةً أن تلك الأنواع من الدورات تتطلب تركيز حارب التام ..
وإنه بإذن الله سيتصل بهم حالما يجد الوقت المناسب ..

تعترف أم العنود أن هناك قلقاً عارماً بدأ يغزوها منذ أن قطع حارب اتصالاته بهم ..!!
لكن لا بد ان تحافظ على رباطة جأشها لكي لا تجزع موزة وتنتكس حالتها النفسية أكثر مما هي منتكسة ..!!


كانت موزة مع ام العنود وابنتها العنود يجلسن في الجلسة التي كانت بطابع اوروبي بمقاعدها وطاولاتها المطلية بطلاء أبيض مدمج بألوان فاتحة زاهية على حوافها يناسب جو الهواء العليل وأشعة الشمس التي بدأت تشتد ولكن بشكل معقول غير مزعج ...

بينما كن الثلاثة يتناقشن بأحاديث نسائية عامة، سمعن صوت زمور سيارة وقفت أمام باب المنزل الكبير ..


قطبت أم العنود حاجبها بتساءل: منو اللي ياينا الحينه ..!!
التفتت لـ موزة لتهتف بحزم دافئ: امايه موزه سيري طاعي منو ..

هزت موزة رأسها بـ حسناً ثم غطت وجهها بطرف غطاءها وذهبت لترى عن كثب هوية صاحب السيارة ..

لمحت بطرف عيناها رجلاً بقامة مهيبة تبعث الخوف في الوجدان، كان مولياً إليها ظهره فـ لم تستطع معرفة هويته ..!!

رجعت موزة لـ عمتها وابنة عمتها لتأشر بارتباك: عموه ماعرفته .. واحد طويل وايد يزيغ شكله ..

ضحكت ام العنود بينما ابتسمت العنود بخفة لتقول هي بالمقابل: قعدي موزانه انا بسير اشوف منوه ..

غطت العنود طرف وجهها هي الأخرى وذهبت لترى من الشخص الغريب ...


وعندما لمحت طول قامته جزعت كما جزعت موزة تماماً، الا انها تنحنحت بخفوت لتصفي صوتها وتقول بحزم انثوي بالغ:
آمر اخويه بغيت شي ..؟!!

استدار الرجل ذو القامة المهيبة ليهتف بحزم صارم تخلله تهذيب رجولي صرف: ختيه ما عليج اماره بغيت أم العنود يطوليه بعمرها برمسة ..

قطبت العنود حاجبيها باستغراب وهي تقول بخفوت: منو اقولها ..؟!!

الرجل بصوت غليظ رنان: قوليلها سلطان بن ظاعن ..



اتسعت عينا العنود بالذهول وهي تتعرف على الرجل بسرعة من اسمه ..
كيف لا تعرف من صيته العالي قد وصل مسامع الكبير والصغير في البلاد ..!!
كيف لا تعرف الشخص الذي اخرج العشرات من الناس من ازمات كثيرة داخل البلاد وخارجها ..!!
الرجل الذي كان خطب شما عمتها في السابق ورفضته فيما بعد لأسباب يجهلها الجميع ..!!!


العنود بحزم خافت هتفت: ان شاء الله يا بومييد دقيقة بس ..

ذهبت العنود لحيث والدتها وابنة خالها موزة لتقول بصوت يلهث من أثر الارتباك/الرهبة: امايه امايه ..
هذا سلطان بن ظاعن ..
يقول يباج برمسة ..

وقفت ام العنود باستنكار حاد وبحمية كـ حمية الرجال تماماً: ويديييييييه، سلطان هنيه ومخلينه مصطن جدام الباااااااااب ..!!!
(مصطن = واقف)
امف علييييييكن ..

عدلت أم العنود من برقعها الذي يلتمع بلون ذهبي مخضر ينافس اشعة الشمس بلمعانه ..
وخرجت لـ سلطان الذي انتصب بقامته ما إن لمح أم العنود تقف أمامه ..

أم العنود بحزم خرج مع صوتها المُرحب العالي: مرحبا السااااااع مرحبا السااااااااااع بـ ولد ظاعن
في ذمتيه ذمه تو ما انورت الداااااار ...

رد سلطان بصوته الرجولي الرنان والموغل بالود/الاحترام: الله يرحبج على فضله يا ام العنود ..
النور نوركم علنيه هب بلاكم يالغوالي ..
(علنيه هب بلاكم = الله لا يحرمني منكم)

أم العنود: اشحاالك يا سلطان واشحال الوالده والأهل .. !!
ربكم الا بخير وسهالة ...!!!

سلطان: ربيه يحفظج ويسلمج يا بنت حارب كلنا بخير وسهالة ما نشكي باس ..
ومن صووبكم ..؟!

أم العنود: الحمدلله رب العالمين كلنا بصحة وعافية ..


تنحنح سلطان محاولاً إزاحة التردد عن صوته ليستطيع إيصال حديثه مباشرةً/بلين لأم العنود من غير انفعالات ممكن أن تحدث من ناحيتها:
طويلة العمر بغيتج برمسة خفيفة وبسير .. ما بطول عليج ان شاء الله ..

أم العنود باستنكار حاد: رمسة هنيه يا سلطاااان ..!!!
جرب جرب الميلس، ولا عايبتنك الوقفة تحت الشمس ..!!

رد سلطان ووجهه يوحي بحرجٍ يموج فوق مقلتيه: جريب جريب يا بنت الايواد يا غير السموحة منج ما عنديه وقت لازم ارد بوظبي بسرعة ورايه شغل هناك .. هن رمستين بعقهن وبسير ..
(بعقهن = سأرميهن)

شعرت أم العنود بحرج سلطان من أن يدخل مجلس المنزل من غير وجود رجل،
لكنها هتفت بحزم مُستنكر: منقود يا ولد ظاعن ما نقهويك وانت ضارب خط يلين دارنا ..
جرب وانا الحينه بزقرلك عميه بوسعيد ..

سلطان بـ رفض حازم: لا يا ام العنود مابا حد يعرف باللي بقولج عنه ..

قالت أم العنود والقلق بدأ يدب في اوصالها: بديت تروعني يا سلطان .. خير شو مستوي ..!!!


زفر سلطان بقوة معرباً عن توتر لا يعرف ابداً التعامل معه .. !!
فهو منذ أن كبر واشرب وجهه بالشعر ونضجت فيه الرجولة نسي معاني التوتر والارتباك وتمكن بكل هيمنة بشخصيته الفذة من التعامل مع كل موقف يواجهه بكل حزم ورباطة جأش يُحسد عليهما ..!!!

لكن هذا التوتر الذي يصاحب تعامله مع امرأة ... لا يعرفه ابداً .... يجهله في الحقيقة ..!!!

هتف بصرامة تامة: هب مستوي شي ان شاء الله .. بقولج هنيه اللي ابا اقوله وبتوكل ..



.
.
.
.
.
.
.



دبـــــــــي



كان يتمشى على شارع جميرا وباله شارد كل الشرود لتلك المكالمة المشؤومة قبل يومين ..

ما هذه المصيبة التي حلت على رأسه ..!!!
لم يكن ليعتقد مجرد اعتقاد أن تلك الوقحة في ذلك اليوم كذبت عليه وهي تدّعي بأنها تحمل بأحشائها طفل ليس منه ..!!!

بماذا تغمغم يا نهيان ..!!
أصدقت الترهات التي تفوهت بها تلك المجنونة ..!!

أيكون ذلك الطفل طفلك حقاً وأنت آخر من يعلم ..!!

كيـــف ..!!

أليس هو ابن ذلك النتن الذي خانتك معه والذي بسببه رميت ميسون وكل ذكرياتك معها في قمامة الماضي ..!!

لا ..
لا تكن غبياً وتنخدع للمرة الثانية يا نهيان من تلك المخادعة ..

احذر يا نهيان .. احذر ..!!


خرج صوت من باطن عقله ليهتف بعاطفة جياشة:
واذا كان ابنك حقاً ..!!
اتدعه اكثر من ذلك بين يدي تلك المخادعة المنحرفة ..!!
أيهون عليك قطعة من روحك أن تكبر وتنمو بعيداً عن ناظريك ..!!
بعيداً عن أهله وموطنه ..!!
لا .. لا ..



مسد باضطراب تام رأسه محاولاً ايجاد طريقة لحل الأزمة التي وقعت على كتفيه ..

أتاه اتصال ليخرجه من تفكيره العميق .. ورد بنبرة خشنة مبحوحة: السلام عليكم ..

: وعليكم السلام والرحمة ..

هتف نهيان وهو يعود لسيارته التي اوقفها في نهاية الشارع ليمشي قليلاً في الهواء المنعش رغم حرورته الخفيفة:
هلا ابويه اشحالك ..؟!!

أبا نهيان بنبرة حازمة: بخير ربي يعافيك ..
وين دارك ..!!

نهيان وهو يحرك سيارته: انا في جميرا ..
تباني في حايه فديتك ..!!!

أبا نهيان بصرامة قاسية تخللها تهكم حاد: وانت هاي علومك بسس ..!!!
تحوط وتهوم بليا شغل ولا مشغله ..!!!
متى بتغدي ريال وتتحمل المسؤولية ..!!!

تنهد نهيان بانزعاج تمكن من اخفاءه خلف صوته الهادئ: ابويه الله يهداك قلتلك تراني اشتغل

أبا نهيان بذات حدة صوته: شو تشتغل خبرني بالله عليك .. مرة تقولي استورد اجهزة واصدرهم بالغالي برع البلاد..
ومرة تقولي داخل شراكة مع ربيعي في سلسلة مطاعم في دبي ..
ومرة تقولي شاري نص اسهم معرض سيايير ..

أردف بصوت أكثر حدة من فرط غضبه من استهتار ابنه الكبير: انت شو سالفتك بالضبط خبرني ..!!!

نهيان بذات ثبات صوته الهادئ: ابويه فديتك انا احب اشتغل اعمال حرة لا تطلب مني اشتغل شغل مكاتب ..

رد أبا نهيان بنبرة أهدأ من ذي قبل ظهرت كموجات سأم/خيبة أمل/تهكم صرف: عيزت منك انا يا ولد ..
عيزت والله ..
برايك سوا اللي تباه مالي شغل فيك ..

اقفل والده ليتنهد نهيان مرة أخرى شاعراً بإحساس كبير بالفشل ..
الفشل في حياته الشخصية لا حياته العملية ..!!!

شاعراً بالتخاذل وهو يرى خيبة والده فيه وغضبه المستمر منه ....!!!

ليس باليد حيلة يا ابا نهيان ..!!
الظروف تحتم علي ذلك .....!!!!



.
.
.
.
.
.
.



أبـــــوظبــــــي



كانت تلبس بكل نشاط ملابسها الخاصة بالرياضة وهي تدندن بأنشودة قديمة ...

أخذت تتأمل جسدها الرشيق امام المرآة بابتسامة تتقد اشراقاً: يا خطيرة يا نعوووووومة، والله سفرة اسبانيا خلتج اضعف واحلى ..
ههههههههههاي فديتني ياربي ..

استدارت بخفة وفتحت ستائر غرفتها لتسمح لأشعة الشمس بالدخول وملأ ارجاء المكان نوراً ..

عادت لمرآتها قف لتربط شعرها ذو العتمة الشديدة .. عتمة عقيق يماني اسود يسحر نظر من يقع عينه عليه ..!!

من يرى شعرها وهو يتحرر من أسره، يظنه شعر فتاة سليلة غجريات من أب وجد ..!!!
كان يصل لأسفل ظهرها بتموجاته الغزيرة وانحناءاته الكثيرة المفعمة بالحياة ..

دخلت شقيقتها الصغرى الغرفة وعيناها تنضحان شوقاً ضارياً ..

وبكل طفولية منها قفزت على ظهر ناعمة واحتضنتها من الخلف لتهتف بسعادة عارمة:
تولهت عليييييج يا حماااااااااارة ...

ضحكت ناعمة بذات سعادة شقيقتها لتهتف بنعومة نقية: وانا والله تولهت عليج فطفوط

وأردفت باستغراب باسم: غريبة .. شعنه هب مداومه اليوم ..!!!

هتفت فطيم بشقاوة وهي تتمدد على سرير شقيقتها: خذت اجازة حقي عشان اقعد معاج الويكند كله مع الخميس ..
أردفت وهي تغمز بعينيها: شرايج فيه ذكية صح ..!!

رمقتها ناعمة بنصف عين وقالت: لوتيه وحدة ..
غرتي يوم عرفتي انيه مأجزة اليوم هااااه ...!!

ضحكت فطيم بانتعاش وهي تتلوى فوق السرير ذو الغطاء الوثير الناعم: هههههههههههههههه هيه غرت ليش الجذب ..!!

ابتسمت ناعمة .. ثم قالت وهي تخرج من الغرفة: انزين يلا خلينا ننزل نيلس عند يدوه ..
والتفتت لـ شقيقتها وهي تكمل بخبث باسم: وتزهبي لأن عقب شوي بنروح الجيم ..

فطيم بصياح متبرم: لااااااااااا ماباااااااااااااااا



.
.
.
.
.
.
.



كان في طريقه إلى العاصمة بعد أن انتهى من مهمته المستعجلة في العين ..

قام باتصال سريع وعقله في حالة شرود تام .. عقله الذي امتلئ بمشاكل كثيرة لا حصر لها .. اتصل وهو يتأمل بأن الذي فعله قبل قليل لن يرتد عليهم بنتيجة معاكسة ..

أتاه صوت الرجل الأكبر سناً وهو يهتف بحزم مترقب: ها سلطان
سويت اللي وصيتك عليه ..!!!

تنهد سلطان بعمق وهو يعدل نظارته الشمسية ذات الطراز الكلاسيكي الملائم لتقاطيع وجهه وفكه المغطى بلحية رجولية خفيفة أنيقة:
هيه نعم بوراشد رمست عاشه بنت حارب بالسالفة ووصيتها تسوي اللي قلتلها عنه ..

هز أبوراشد رأسه وهو يهتف بذات حزمه: ها احسن حل يلين ما نقدر نحل المشكلة اللي نحن فيها ..
بنت حارب حرمة عن ألف ريال ما كنت بقولك خبرها الا وانا متأكد انها بتساعدنا بدون ما تستوي شوشرة حول السالفة

سلطان: اشوفك واثق من هالشي ..!!!

ابتسمت عينا أبوراشد بلمعان يوحي بالتيقظ/المعرفة التامة: لو انت ناسي يا سلطان ..
عاشه بنت حارب معروفة بين الطبقة النسائية الاماراتية وكانت عضوة فعالة في الاتحاد النسائي، وهي ما شاء الله عليها تعرف توزن الامور بعقلانية من غير عواطف وحساسية ..
وعاونتنا وايد من غير ما تعرف ان نحد من تعقد وتشعب الجماعات الخارجة عن القانون في بلادنا ..

هز سلطان رأسه موافقاً حديث أبا راشد: هيه نعم، يزاها الله خير قدرت بأسلوبها وتعاملها الطيب ان تحل المشاكل العائلية في بيوت الشباب والمراهقين وتعرف المشاكل اللي حدتهم على فعل الشغب والخراب في مناطق الدولة ..
وأردف وهو ينزل نافذته أمام السوبر ماركت ليطلب قنينة ماء: انزين شعنه ما خليتني ارمس بوسعيد ولا على الاقل حد من عياله ..

أبوراشد بصوت غليظ مبحوح لا تفارق سنه الخمسة والخمسين: هب مصلحتنا يا سلطان نكبر السالفة ونخبر الرياييل باللي صار .. بنت حارب وعقب ما قلتلها انت اللي لازم تسويه، بتساعدنا نكتم على الموضوع بدون ما يكبر ..

تمتم سلطان وهو يتأمل نجاح الخطة التي وضعوها: ان شاء الله



.
.
.
.
.
.
.



أبـــــوظبـــي
العصــر



نزلت بكامل اناقتها الأنثوية الخلابة بثوبٍ عربي أزرق، ضيق عند الخصر يبرز رشاقة جسدها الغض بطوله المتوسط الجذاب ..

كانت تتحدث بكل دفء وود مع صديقتها حصة وهي تضحك بين الفينة والأخرى على حكاياتها الظريفة: ههههههههههههههههههههههههه صدق ويهج لوح يا حصوه
يعني فوق ما الريال استسمح منج واعتذر، ترمسينه بنفس خااااايسة ....!!!

حصة بتهكم ظهر مع ارتفاع حاجبها الأيمن: حبيبتي محد قاله يستهبل عليه ..
الشنطة انا شفتها وعيبتني قبل البنت هاييج، قلتله سايرة محل وراده ..
شحقه يبيعها للبنية اللي يت عقبي ..!!!
في ذمتج رواضي هب شي يقهر ..!!

كتمت روضة ضحكتها وهي تتخيل منظر البائع وهو يتلقى الكلمات الحادة السامة من حصة، فـ حصة كما يعرفها المقربون منها، شديدة العصبية بلسان حاد كالسكين عند الضرورة، ولا ترضى الا بأخذ حقها كاملاً مكملاً وهذا الطبع نما بداخلها منذ أن كانت طفلة صغيرة ..
ولكن رغم عصبيتها ولسانها الحاد، فهي تهدأ بسرعة البرق وترجع لطبيعتها اللطيفة المتسمة بالرقة ..

هتفت بنبرة باسمة متعقلة: صدقج الشي يقهر والله .. بس عاده حبيبتي حصة مب كل ما استوتلج سالفة مع ريال مديتي لسانج عليه ولعنتي صيره ..
انتي بأسلوبج هذا اطيحين بدون ما تدرين بمواقف مب حلوة ..

زمت حصة فمها بامتعاض طفولي لتهتف برقة: شسوي يختي احاول وايد ايود اعصابي بين الناس لكن ماروم .. لساني ينفلت روحه ..



وبعد دقائق قليلة ..


اقفلت الهاتف وعلى وجهها ابتسامة شجية وهي سعيدة بعودتها الى بلادها وأهلها واصدقائها ..

أخذت تتلفت يمنةً ويسرة باحثةً بأعينها عن أمها وأختها شيخة ..

وضعت غطاء على رأسها لونه سكري ومزخرف بدانتيلات زرقاء على حوافه بشكل راقي جميل ..... واستدارت لتخرج ..

وقبل أن تخرج من باب المنزل للباحة، أتتها شيخة بوجهها الباسم حاملةً كوب من القهوة وهي تهتف بصوت عاليِ:
وين وين وين .. ما صدقنا رديتي البلاد .. وين تبين تشردين ..!!!

ضحكت روضة بخفة قائلةً بخبث: افهم من كلامج ان البيت ما كان يسوى بلايه ..!!
(بلايه أي من غيري)

وضعت شيخة يدها على خصرها مجيبةً بنظرة من تحت رموشها الفاتنة: مشكلة اللي مصدقين عمارهم على فكرة ..

ثم أمسكت بذراع روضة لتجرها للصالة مضيفةً ببهجة/بغبطة: تعالي تعالي .. اباج تقوليلي كل السوالف اللي استوتلج في اسبانيا ..
كلها روضوووووه ..



.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن



دخلت السيارة وهي تترنح بإعياء تام، ما كان يجب أن تخرج من العيادة بعد العملية ..
ولكن لابد أن تصل للمنزل قبل أن يعلم احمد بخروجها ودخولها ...!!!!

حمدت الله بكل بغض يملأ قلبها، ان احمد ذهب لـ دبي اليوم لحل أمور تخص عمله ..

فـ لو كان في المنزل، لما استطاعت الهرب من اسئلته وتحقيقاته التي لا تنتهي من وجهة نظرها ..!!


قالت بصوت مرتجف من أثر الارهاق: أيوب حرّك حرّك بسرعة ردني البيت

أيوب السائق وهو يهز رأسه بـ حسناً: ان شاء الله ماما


كانت عرقها يتساقط من غير أن تشعر ..
تأففت بكل سأم .. بكل روح تزفر ضميراً "ميتاً" ..!!!

تخلصت اخيراً من الجنين الذي كان حملاً على كاهلها ...... لكن ...
متى ستتخلص من والده البغيض ذاك ..؟!!!!



.
.
.
.
.
.
.



بـاريــس
في إحدى أزقتـــها الضيقــة الرطبـــــة ببقايـــا قطــــرات المطـــــر



أدخل يديه في جيوبه وهو يشعر بأن زمام الأمور بدأت تنفلت من بين أيديهم ..

أتاه رجلاً متشح بملابس سوداء أنيقة وهو يهتف بخفوت خشن: خلفان شو صار معاك ..
قدرت تعرف حارب وين ...!!!

هز خلفان رأسه بقلة حيلة والقهر ظهر في صوته حاد كـ حدة سكين منصول: لا ما عرفت ..
انا حاس ان عيال الكـ.... ورا السالفة ..

أردف بعد ان اشعل سيجارته ونفث دخانه الضبابي: ابراهيم خبرت الجماعة في بوظبي عن اللي صار ..!!!

زفر ابراهيم بقوة ليهتف من بين عيناه الغائمتان بقهر هو الآخر: هيه مخبرنهم من البارحة ..
وسلطان قوّم الدنيا وقعدها ومتحلف بنا من الخاطر ..

خلفان بصرامة وهو يلوم انفسهم لـ استغفال أعينهم عن حارب: معاه حق يعصب، نحن ما كان المفروض نخلي حارب بليا مراقبة قبل لا نتأكد انه حدر الطيارة ...

قطب ابراهيم حاجباه باستنكار: بس نحن ما كنا نعرف أن الخطة تغيرت وانه طلع من المطار عشان مهمة وكلها اياه هذاك اللي ينقاله ديرفس ..

زفر خلفان بانفعال .. وغمغم بخشونة: ماعرف يا ابراهيم، الله يستر بس ..
الله يحفظك يا حارب وين ما تكون ..






نهـــاية الجــــزء الحـــادي عشـــر

لولوھ بنت عبدالله، 17-01-15 08:21 PM

الجزء الثاني عشر
 


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)







الجــــزء الثـــــاني عشــــر



،



لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي
لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى
وإن بالدمع عين الروح تنسكب



لـ قيس بن الملوح



،



ها هي شمس يوم الجمعة بدأت بالغروب بخجل تتوارى عن أعين البشر بعد رحمة مهداة رافقت نورها منذ الفجر البديع ..

أخذت تمشي بخطوات خافتة ولسان حالها يتمتم بداخلها بكل قلب مثقل بالعاطفة .. بكل ايمان موقنةً أن ربها عز وجل لن يترك قلبها معلقاً على حبائل اللوعة/الحرمان:

ربي ها أنت ترى مكاني و تسمع كلامي وأنت أعلم من عبادك بحالي
ربي شكواي لك لا لأحد من خلقك، فاقبلني في رحابك في هذه الساعة المباركة،
ربي إني طرقت بابك فافتح لي أبواب سماواتك و أجرني من عظيم بلائك ..

اللهم يا مسخر القوي للضعيف ومسخر الشياطين لنبينا سليمان ومسخر الطير والحديد لنبينا داود ومسخر النار لنبينا ابراهيم سخر لي عبادك الطيبين من حولي،
ربي بحولك وقوتك وعزتك وقدرتك أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك
اللهم إني أسألك بخوفي من عظمتك وطمعي برحمتك أن ترزقني ما كان خيرا لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري عاجله واجله ..
اللهم إني أسألك أن تصرف عني شتات العقل والأمر والتفكير،
ربي اثرني و لا تؤثر علي، ربي انصرني و لا تنصر علي ..
إلهي ارحم ضعفي وفرج همي واجبر كسري وامن خوفي وامطرني برزق من عندك لا حد له،
وفرج من عندك لا مد له، وخير من عندك لا عدد له ..

اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيداً فقربه وإن كان قريباً فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه يا رب ..


مسحت وجهها بكلتا كفيها، وتنهدت بعمق علّ الدمعات الطفيفة التي اظهرت لمعان عسل مقلتاها تختفي وتزول ..

ثم أخذها تفكيرها القلق لذاك الذي اختفى بشكل مفاجئ من غير اتصال ولا رسالة ..

تشعر بوجع مثقل يخطو خطوات ثقيلة عنيفة على سطح قلبها الصغير

يا رب .. اقسم اني اكاد أُجن من فرط ألمي ..
أين انت يا حارب .. اين انت ..!!!

أكُتِب علي اعيش مدى العمر على شفى صخرة من الشجن والمرارة ...... والحرمان ...!!

لماذا يا إلهي لماذا ..!!!

استغفرك ربي واتوب إليك ..

اللهم اغفرلي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري ..
ربي احفظ لي أغلى ما املك .. ربي ارجوك
احفظ لي شقيقي آخر إرثي في هذه الدنيا ..

اللهم احفظه أينما كان ورده إلينا سالماً معافى
يارب .. يا أرحم الراحمين ..

ارحم قلبي يالله .. قلبي لم يعد يتحمل .. لم يعد يملك القوة لـ فقدان شخص آخر ..
يارب ..



"الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر .."

ردتت في قرارة نفسها: اشهد ان لا اله الا الله

تنهدت بعمق وهي تدلف المنزل بهدوء ..

هذا المنزل الذي آواها واحتواها بكنفه الدافئ بعد الحادثة الشنيعة التي حدثت في منزلهم بـ أبوظبي .. هذا المنزل الذي لم يكن ليكون بديل منزل عائلتها .. ولكنه أصبح الملاذ الوحيد كلما رغبت بالابتعاد عن كل شخص يذكرها بمأساتها تلك ..

هذا منزل الذي اصرت عمتها ان تعيش فيه معها بعد ان توفي اباها وشقيقها عبيد ... وبعد ان اعتزل حارب الجميع وأصبح في حالة أقل ما توصف بالجمود والقسوة الروح الميتة ....!!!!

رفضت ام العنود ان تبقى موزة لوحدها في ذاك المنزل الضخم وهي ترى مدى تباعد حارب وقلة تواجده حول شقيقته ..!!!

لم تعاتبه ولم تلمه، فهو كان في حالة تبكي الحجر من شدة صعوبة وقعها على النفس البشرية ..

وبالطبع لم تستطع ارسال موزة للعيش في مسقط رأسها رأس الخيمة عند جداها المُسنان وهي في تلك الحالة المًزرية من الصدمة والانفعال النفسي المًغلق على نفسه ...... لم تستطع وهي ترى كم كانت موزة تتلوى عذاباً كل ليلة وهي ترى الكوابيس وتأن بكل حرقةٍ في الوجدان ..

فـ ما كان منها الا ان تجلبها لمنزلها لتعيش معها وتبقى تحت أنظارها دوماً ..



أتاها صوت عمتها الحاني: موزانه أذن ..!!!

هزت موزة رأسها بـ أجل .. قبل ان تردف عمتها بعينان تنضحان حناناً جياشاً .. حناناً تخلله وجع على حال هذه الفتاة المسكينة:
يلا عيل امايه خل نسير نصلي ..

هزت موزة مرة أخرى رأسها ثم صعدت لغرفتها ..


تنهدت أم العنود بعمق وهي تهمس بخفوت مؤلم: ربي يعيني على اللي بسويه ..

ثم دلفت غرفتها وهي تسترجع للمرة العاشرة الحوار الذي جرى بينها وبين سلطان صباح يوم الخميس ..



.
.
.
.
.
.



أبـــوظبـــي



: هههههههههههههههههه اقول صخي صخي لا اخبرهم عن طيحتج صوب النهر في حديقة مدريد

هتفت فطيم بتشوق مستمتع: اوووووويه نعوم طحتيييي ..!!!

وقفت ناعمة بسرعة لتقترب من شقيقها ذياب واضعةً يدها على فمه بقوة: يا وووويلك لو خبرتهم ذيووووب

أبا ذياب بثغر باسم: قول قول ذياب ..

عارضت ناعمة بعبس/بحرج وهي ما تزال تمنع ذياب بيدها من التفوه بكلمة: ماشي ماشي أصلا ماصار شي ..
ذياب يخرط عليكم ..

عض ذياب يد ناعمة بخفة قبل ان يضحك: هههههههههههههههههههه لا بقولهم ما عليه منج

تأوهت ناعمة بتوجع ثم هددته بغضب رقيق: لو خبرتهم بخبرهم عن قطوة الفرنسية اللي سوتها على ثبانك
(ثبانك = حضنك)

اتسعت أعين الجميع بلمعان ضحوك، ثم سمعوا ضحكة ذياب قبل ان يهتف بصوت رجولي جذاب:
هههههههههههههه لا لا الا هالسالفة .. خلاص شو رايج نسوي هدنة .. لا انا برمس ولا انتي بترمسين

التمعت عينا ناعمة بخبث شقي وقالت: هيه جيه اباك اصطلب



قهقه الجميع على ما قالته ناعمة بينما امسك ذياب أحد الوسائد الارائك الصغيرة ليضرب بها وجهها ..

لم تكد الضربة تصل لوجهها الجميل حتى توقفت في نصف الطريق مترنحةً في الهواء، وصوت حازم باسم يهتف بقوة: حدك عاده الذيب، الشيوخ ما ينضربون فديتك ..

اتسعت ابتسامة ناعمة بحب تخلله شقاوة صبيانية: هلااا والله بذمتيه بشيووخ قلبي ..


ثم وقفت على الاريكة لتسلم على عمها بالأنف بحركة فخورة قبل ان تضيف بضحكة ناعمة كـ "هي": اسمحلنا عاده بليا الكنبة ما نروم نوصلك ..

ضحك سلطان بخفة على شقاوة ابنة اخيه .. ثم اقترب من والدته وأخيه الكبير ليسلم عليهما ..

بعدها توجه لذياب الذي وقف برجولية تامة ليستقبل سلام عمه بالأنف .. ليجلس أخيراً بجانب الفتاتان ناعمة وفطيم ..

هتفت فطيم وهي تقبل خد عمها بدلع خجول: عميه سلطان تولهت عليك، وينك ما تنشاف ..!!!

رمقها سلطان بنصف عين وقال: انا اللي ما انشاف ولا انتي اللي مندسة في حجرتج صبح وليل ..!!!!

أردف وهي يأخذ فنجان القهوة من يد ناعمة: شو مسويه في المذاكرة ..!!

هتفت فطيم بضجر شديد: دخيلك بومييد لا تييب طاري المدرسة والمذاكرة، امرررره باغضتنهم ..

سلطان بنبرة حازمة نصوحة: ودري هالرمسة الفاضية، انتي هالسنة ثانوية عامة اباج تشدين حيلج وتييبيلنا هاييج النسبة اللي ترفع الرااااس ..

زمت فطيم فمها وهي تهز رأسها: ان شاء الله

التفت سلطان لـ حمدان الذي كان يعبث بهاتفه الخاص: وانت حمدان شو مسوي في المدرسة ..؟!!

حمدان بابتسامة واسعة: الحمدلله عميه علاماتي توب التوب حتى اسأل ابويه ..

أبا هامل بنظرة حنونة باسمة: هيه علني افدا خشمه، امسات مرمس انا اساتذته وقالولي كل شي طيب عنه ..

ربت سلطان على كتف حمدان ببسمة فخورة ثم قال بدفء: ريال حمدان ريال ..

هتف سلطان لـ ذياب الذي يحدث بشاشة هاتفه بحاجبان معقودان يوحيان بانفعالات تموج داخله: بلاك ذياب ..!!

زفر ذياب بقوة وهو يغمس اصابعه في خصلات شعره الأسود الغليظ: من طحت الدار وانا احاول اتصل بـ حارب بس يظهرلي مغلق ..

انزل سلطان عيناه محاولاً ألا يكذب: امممممم يمكن مسافر ولا شي

ذياب بقلق: ظنك ..!!!

هز سلطان رأسه بـ نعم، وهو في الحقيقة لم يخفف بهذا قلق ابن أخيه ذياب ..
ذياب الذي لم يقطع علاقته بـ شقيق صديق عمره عبيد حتى بعد وفاته .. فـ حارب بالنسبة له طيف حي يرى خلاله ذلك الذي فارقه وجعل من الحياة خاوية من بعده ..

عزيزٌ هو حارب على قلبه .. عزيز جداً .....


تنهد بعمق محاولاً الخروج من نطاق الانفعال السلبي ..... حسناً لمَ هو قلق هكذا ..!!
من الممكن أن توقع عمه صحيح وهو مسافر للخارج ..!!!


خرج من سرحانه على صوت جدته وهي تسأل لناعمة بذهول: نعوووم خاتمج وييييين ...!!!!

وضعت ناعمة كفها الايسر على كفها الايمن وهي تتلعثم بخوف/ارتباك/استياء شديد: أ أ أ ماعرف وينه يدووه ..

فطيم بذهول: لا يكون ضاااااع ..!!!

زمت ناعمة فمها بضيق شديد وهي تجيب بعبوس: ماعرف وين طاح عنيه .. ما عرفت انه مختفي الا يوم طحنا مطار بوظبي ..

الجدة أم هامل بعتاب: الله يهداج يا نعوم، قلتلج لا تشلينه وياج في السفر انتي ما طعتي ..
لو مخلتنه في التجوري عنديه جان اخير ..

زفرت ناعمة ضيقها الخانق بـ قهر أليم ...

لا تزيدي عليَ وجعي يا جدتي كي لا انفجر بالبكاء قهراً ....!!!!



.
.
.
.
.
.
.



كانت ممددةً جسدها فوق سرير شقيقتها الصغيرة وهي تأكل المصاصة ذات اللون الأحمر بكل لذة/نهم وتضحك على التغريدات المضحكة في تويتر ..


أتاها صياح ميرة من داخل الحمام: حصوووووووووووه

هتفت حصة بصوت عالي باندماج تام وهي ما تزال تقرأ وتضحك: ههههههههههههه هاااااااااااااه ...

ميرة برجاء ظهر مع صياحها المرتفع: حصيصي دخيلج دقي حق مهاري الحين الحين وسأليها عن مقاس ريل منور بنت خالتها

قطبت حصة حاجبيها بضجر: اوهووو طلعي من الحمام واتصليبها انتي ..

ميرة برجاء اشد: دخيلج حصوه دخيلج .. ما عنديه وقت عقب ما اتسبح بروح المول سيده ..

حصة بتهكم: وانتي شحقه تتخبرين عن مقاس ريل منيرة بنت خالتها ..؟!!

هتفت ميرة بصوت بدأ يختفي تحت رشاش الماء: في خاطريه اشتريلها شوز هدية ..

وقفت حصة أمام باب الحمام لتهتف بصوت عالي: انزين عطيني رقمها

اعطتها ميرة رقم مهرة وهي تمسح عن وجهها الماء المخلوط بالشامبو:
0503666...


ادخلت حصة الرقم وضغطت على زر الاتصال ..



.
.
.
.
.
.
.



كانت مهرة تجلس على الأرض في غرفة شقيقها حمد وامامها الكثير من الصور المنثورة في حضنها وبجانبها ..

: ههههههههههههه حموووود شو هالصورة ..!!
من سنة سكتوووو هههههههههههههههه
(من سنة سكتو تُقال للسخرية من الأشياء القديمة)

حمد بابتسامة واسعة: اشوف اشوف ..

أخذ الصورة من اخته مهرة وانفجر بعدها ضاحكاً: هههههههههههههههههههه ابويه اللي صورنا في هالصورة
هههههههههههههههههه طاعي فلاح شقى راسه كان عود هههههههههههههههههه

شعر بضربة قوية على كتفيه وصوت باسم متهكم يقول: راس ولدك العود يالسباااال ..
على الاقل كنت رشيق هب انت يالدراااام ....

مهرة وهي تضحك على إحدى الصور: هههههههههههههههههه ياربييييه والله اشكالكم نككككتة ...
فلاح شوووف نهيان مع كشته اليابسة ههههههههههههههههههههه

فلاح بابتسامة خفيفة: حليلك يا نهيان، ايام يوم كان يربي كشته ..

حمد بسخرية: الحينه قرعته تصووولق ما شاء الله هههههههههههههههههههههههههه
(تصولق = تلمع)


صمت الثلاثة عندما أعلن هاتف مهره وصول اتصال ..
التقطت مهره هاتفها لتلمح رقماً غريباً قبل ان تمده باستغراب الى فلاح: فلاح شوف منو متصل، رقم ماعرفه ..

امسك بهاتفها ليجيب بصوت خشن لم يتعمده: ألوو

ارتبكت حصة للوهلة الاولى وهي تسمع الصوت الرجولي من الطرف الأخر .. الا انها ردت بصوت حاولت إخراجه ثابتاً مسيطراً: ألوووو

فلاح بعد ان ادرك ان الصوت انثوي لا ذكوري: هلا

حصة بذات صوتها المسيطر الناعم: منو ويايه ..!!

رد فلاح بنبرة هادئة ساخرة: ختيه انتي اللي داقة .. انتي منو ..!!

شعرت حصة بحرج تخلله غيظ طفيف من سخريته الا انها هتفت بثقة: بغيت مهره لو سمحت ..



مرّ خيال خفيف الظل أمامه ينبهه بشكل مموه ان صوت هذه الفتاة مألوف ..... مألوف وبشكل كبير لمسامعه ..
يعرف هذه النبرة .. يعرفها ..!!!


وبتصرف لم يتوقعه هو نفسه ..... هتف بنبرة حازمة .. نبرة ابطنها بخبث مظلم: منو اخبرها ..!!

اتسعت عينا حصة باستنكار لترد بحدة ساخطة لم تستطع التحكم بها: اخويه عطني مهره بلا رمسه زايده

التمعت عينا فلاح بعد ان تيقن ان هذه الفتاة ماهي الا "تلك" ..
تلك صاحبة اللسان السليط ...!!
أينسى بسهولة ذبذبات نعومة صوتها وهي التي ارشقته بوابل من كلمات سامة قصيرة ..!!!


وقف فجأة بشكل مُريب وهو يأشر لـ مهره بأصابعه بأنه سيرجع في الحال ..

قطبت مهره حاجبيها بذهول وهي تنظر لـ حمد، بينما حمد اكتفى بهز كتفيه باستغراب ..


خرج فلاح وابتسامة لم تتجاوز عيناه .. ابتسامة جامدة قاسية ....!!!

هتف بهمس متلاعب ... شديد العمق ... وهو يمشي في الصالة العلوية: يا لابس العنابي ترفق ..
اعصابك غالية علينا ..

اتسعت عينا حصة بذهول والغضب بدأ يغزو ناظريها بشكل كامل .... وهتفت بحدة شبه عالية: نعممممممم ....!!

رفع فلاح حاجبه الأيسر بنظرة سوداء تتدفق خبثاً: نعم الله عليج ياااااا .... حصـــــة

تسمرت بمكانها والانفعال المذهول اخذ يموج ويمور بمجمله على سطح وجهها الجذاب بلونه القمحي المخملي .. وشعرت بخفقات قلبها تصل لأعلى قمة في رأسها، خفقات داهمت عقلها لتنبأها ان هذا الصوت لـ رجل تحتقره تماماً ..!!
بل رجل احتقرته بالفعل قولاً وفعلاً ..!!!
والذي جعلها متيقنةً من معرفتها لصاحب الصوت، هو ان الذي يحادثها على الطرف الآخر، لابد وان يكون أحد اشقاء مهرة ..!!!
فمن غير اشقائها له الحق ان يجيب على مكالماتها ..؟!!

وهي ويالسوء حظها العاثر، قابلت أحدهم والذي اشعل في جوفها البغض والاحتقار لتكبره وخلقه السيئة بنظرها ..!!!

هو ذاك الرجل ..
انا متأكدة من ذلك ..


صمتت ثواني لم تتجاوز الخمس ثم هتفت بزمجرة لبوة غاضبة .. غاضبة حد الغليان الغارق بالازدراء،

فـ هي حصة ..!!!!
والويل لمن يفكر بمس نيران لسان حصة ...!!!!!
: يااا ....... روووح ...... احسسسن لك ..



ثم اقفلت الهاتف بعد ان قذفت سمومها عليه بكل غضب اعمى ..!!



أما فلاح .. فـ ليس هناك أي وصف ممكن أن يقال عن حالته من شدة وقع الصدمة على روحه المعتدة بذاتها ..
وقبل كل شي، على "رجولته الأبية" ..!!!!

دمــار ..!!!!
يشعــــر بدمـــار يضــــرب دواخـــل نفســــه بجنــون ..
اجتــــاحه غضــــب مجنــــون .. غضــــب مدمــــر ..!!!!

يكاد يرى قلبه الخفاق يخرج من بين اضلعه بكل جبروت من هول غليان دمه العاتي ..!!
من غير أن يشعر، ومن غير سابق تفكير، وتحت تأثير عقله المغشى بلهيب اسود ..!!
بدأ يكتب رسالة لـ تلـــــك ..



.
.



حصة كانت تمشي بحنق شديد والشتائم تخرج من لسانها كتيارات كهربائية قاتلة ...
ولم تكد تخرج من غرفة شقيقتها حتى وصلتها رسالة من هاتفها ..

حركت شفتيها بامتعاض وهي تفتح الرسالة
اتسعت عيناها وخفقات قلبها المضطربة تكاد تُرى قبل أن تُسمع من شدة بريق التوعد المتشح بسواد الغيظ ..!!

"واللي رفع هالسما بليا عمد يا بنت عبدالله ينج بتتمنين الخلاص على ايديه ولا بتنولينه"



.
.
.
.
.
.



أبــــوظبـــــي



دخلت المركز التجاري المعروف في أبوظبي ورائحة العطور تسبقها لآخر نقطة في المكان كله، كانت تمشي ونظرة الزهو والغطرسة تحومان حول مقلتاها بكل هيمنة تامة ...

ابتسمت بإغراء ساخر وهي تلاحظ نظرات الرجال والشباب الجائعة إليها، وكادت تسقط ضاحكةً عندما سمعت أحدهم وهو يرمي على مسامعها رقمه الخاص ..

قذفت الشاب بنظرة ازدراء مُحتقرة وهي تهمس بخفوت مسموع: روح يا بابا انا ما اتعامل مع اشكالك

تسمر الشاب بغضب حقيقي ما إن تلقى اهانتها القوية، اما هي، فأكملت سيرها إلى أن وصلت لمقهى مشهور بعلامته التجارية المشهورة جداً ..

أخذت تتلفت باحثةً بعيناها "المغريتان المرسومتان بالكحل السائل" عن صديقاتها ..
صديقات لا يبالين أبداً بشيء يسمى بآداب الاماكن العامة .. وقبلها بـ أخلاق ديننا الحنيف ..
فـ هن بأصواتهن العالية وضحكاتهن التي وصلت لكل شخص يمر ويمشي قد تعدين كل حدود ممكنة ..!!

أما هي ..... فلا تهتم .. مثلهن تماماً .. أم هذا ما تؤمن به الآن على الأقل ..!!!
بعد أن تذوقت طعم مرارة فقد الأب، والفقر، والحاجة ..!!

اعترفت في قرارة نفسها بكل سخرية مريرة أنها لم تكن بهذه الحرية الأخلاقية والمعيشية قبل بضعة سنين فقط ..
بل لم تكن تحمل هذا التفكير المنحرف الذي تؤمن بكل اركانه الآن ..!!
لا تعرف كيف انقلبت حياتها .. ولا تعرف حقاً لم جعلت من ذاتها عبدةً للانحراف ..!!

ولكن الذي تعرفه ...
هو إنها بهذا الامر ستحمي نفسها من كل عطبة عاطفية وأزمة نفسية أخرى ..!!
فهي تعبت .. تعبت في الماضي كثيراً .. ولا تريد التزود بـ الهم أكثر من ذلك ..!!

ستعيش حياتها كما تريد، وبالشكل الذي تهواه،
وأيضاً مع الشخص الذي تفضله ......... مع "ذلك" ..

ستفعل المستحيل لعيش أجمل لحظات حياتها بـ "مزاجها الذي يروقه لها" .. رغم أنف كل من يعترض ..!!


سمعت إحدى صديقاتها وهي تهتف بصوت عالي غير مكترثةً لنظرات الرجال الجائعة/الخبيثة: يزووووووي ..
تعالي نحن هنييييه ..

تحركت أليازية باتجاه الفتيات بذات هالة التعالي التي تحوم حولها .... وما ان اقتربت منهن حتى هتفت بإنجليزية مثقلة بالدلع المبالغ فيه:
هلو قيرلز ..

أجبن الفتيات بذات الدلع المصطنع: هلووووو



.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن



كان مجلس الرجال في حلة صاخبة من أصوات الرجال القوية الخشنة وأصوات الصغار الذين توسدوا الأرض ليلعبوا ورقة "الأونو" بحماس وبهجة جمة ..


قال خويدم بسخرية وهو يدفع ابن عمه زايد المقارب لسنه الثامن: اسكت اسكت انت اصلا غشاش ما تعرف تلعب صح

زايد بغضب طفولي وهي يرمي اوراقه: انت كله تقولي غشاش .. ول عني مابا ألعب معاك

هتف بطي بصرامة لـ ابنه: خويدم .. قلتلك ألف مرة ايدك ما تمدها على حد .. شعنه ما تسمع الرمسه ..!!

خويدم بفم مزموم متبرم: ابويه شوف زايد يغش

زايد باعتراض مبرراً: لا عميه قسم بالله ما غشيت، انا ما كنت ادري ان تحتي اوراق اصلاً

هتف مايد ابن ابن عمهم سيف بنظرة ماكرة وعيناه على اوراقه: زيود يلا ألعب ياخي ..
ناوي اشقكم شق الحينه خخخخخخخخخ ..

التفت بطي لـ سيف "الصامت بشكل يثير التساؤل" .. فـ صمته دام مدة طويلة منذ ان اجتمعت العائلة بأسرها على غداء يوم الجمعة ..!!
ثم ضحك هاتفاً بنبرة ساخرة: ههههههههههه ولدك هذا مصدق روحه

ضحك أحمد بخفة وقال بدوره: هيه من الخاطر هههههههههه

ابتسم سيف ابتسامة لم تتجاوز عيناه وهو يلتفت لأبنه ..

ابنه الذي أخذ من أمه أجمل فتنة فيها ..
نعس عيناها ..!!!!


زفر بداخله زفرة ملتهبة .. مجروحة وهو يضحك على نفسه بسخرية مريرة ..

عيناها اللتان تسخران منك ومن عجزك أيها االكسيح الأبله ..!!!


جمع زايد اوراقه المرمية بتهكم غاضب وهو يأشر بأنفه على خويدم: قول حق هذا يسكت

هتف سلطان شقيق خويدم هو ينظر بترقب صقري لملامح ابناء عمومته وعيناه توحيان بانتصار حتمي:
يلا كملوا لعب ..



ابتسم الجد أبا سعيد ابتسامة ذات معنى متأملاً وجه سلطان الصغير، ثم هتف لـ بطي ببحة دافئة: لو خويك سلطان ياب ولد .. ماظنتي بيشابهه شرا سلطان ولدك ..

ابتسم ابنه أبا سيف وهو يوافقه الرأي: هيه والله يا بطي، سبحان اللي خلقه .. خذا كل طبايع بومييد .. حتى حركاته ورمسته وهو ياهل ..

ثم وجه حديثه لـ والده أبا سعيد ببسمة خفيفة: تحيد ابويه سلطان يوم كان ياهل ..!!!
(تحيد = تتذكر)


هز أبا سعيد رأسه بـ أجل: هيه نعم جيف ماحيد ..!!
كان شيطان خبيث ما يسوي حايه الا وهو يدري انه بيفلح فيها
(جيف = كيف)

بطي ببسمة براقة: انا اللي بعدني احيد خيازرينك وهي ترقص رقيص على ظهريه .. ولا سلطان كان العزيز الغالي امرره محد يروم يقرب صووبه ..

أبا سعيد بنبرة مبحوحة تخللها حب شديد لذلك السلطان: والله ان غلات بومييد في افواديه ماله مثيل ..

تنهد بعمق وهو ينزل عيناه لعصاه الذي يتكئ عليه: لجنه ودرنا وودر ميلسنا من سنييييين
(لجنه = لكنه) (ودر = ترك)

صمت الجميع عدا الأطفال الذي يلعبون بصخب جاهلين الذي يجري حولهم ..


أبا سيف بنبرة حاول ان تكون هادئة قدر المستطاع كي لا يضايق أباه: الله يهدي اللي كان السبب

رمقه بطي بنظرة لوم خفيفة قبل ان يهتف بحزم: شو سبب ما سبب، ما صار الا كل خير يا بوسيف ..

أضاف وهو يوجه حديثه الى والده: وسلطان تراه دوم مشغول .. لا تنسى يا ابويه ان وظيفته هب سهلة ..
عنده مسؤوليات ما تخلص على ظهره ..

ابتسم بوسعيد بشجن وهو يهز رأسه بالنفي: الولد شايل بقلبه يا بطي ..
شايل بقلبه علينا وايد ..

هتف احمد بعد صمت بنبرة هادئة حازمة: ابويه طوليه بعمرك السالفة مرت عليها سنيييين ..
شو ذكرك فيها الحينه ..!!!

اجابه أبا سعيد بذات البحة المثقلة بالحزن .. المثقلة بوجع لا يفقهه أحد: ومنو قالك نسيتها يا ولديه ...!!!


أكمل حديثه الشجي المؤلم داخله وخفقاته تفور حزناً .... وحباً ..
حباً يتصارع ما بين ابنته حبيبته .... وبين ذلك الشاب الذي تمكن وبقوة من السيطرة على مكانته الغالية في قلبه ووجدانه ..

كيف لا وهو ابن الغالي ظاعن صديقه وعضيد روحه ..!!!

رحمك الله يا ظاعن رحمةً واسعة ...

ماذا كنت ستفعل لو انك شهدت ما شهدته قبل سنين مضت ..!!
ماذا كنت ستتقول لو انك رأيت بـ عيناك ما فعلته بـ أبنك ..!!!

آآآآآه أيها السلطان ..
أقسم بأني لم أكن لأدعك تخرج من مجلسي وانت موطئ العين مثقل الانفاس بحمم القهـر ..
حمم قهرك تلك قد لامست روحي الأبية قبل ان تلامس ملامح وجهك الغالي ..
لامست روحي وتمكنت مني وبضراوة ما ان التمعت عينا ابنتي برفضك وتفوهت به بالقول ..!!

رفض كان كالسكين الناصل على شخصك المعتد ..!!
أفهمك ..
أفهمك يا بني .. وافهم ألمك ..!!



سار فوق سحب الذكريات لذلك اليوم ..
قبل اثنا عشرة سنة ..!!



هتف سعيد بحزم بالغ وهو يوجه حديثه لـ اخته الصغرى شما: شما .. سلطان بن ظاعن هنيه
قولي اللي في خاطرج ولا تستحين ..

تنحنح سلطان بخشونة وقال بذات حزم سعيد: آمري يا بنت خويدم .. اسمعج


مر فوق غيوم عينا شما بريق غريب/مريب ... وهتفت بجمود قاسي .. قاسي كالصخر: بـومييـد

انتصب ظهر سلطان الذي كان واقفاً بجانب سعيد وبطي ويقابل أبا سعيد الذي كان يخفي اغلب جسد ابنته عنه ..... ثم هتف بصوت يرن بالحمية/النخوة الرجولية: لبيييه

شما بنبرة مقتضبة جافة: لبيت حاي يا بن ظاعن ..

صمتت قليلاً لتردف بنظرة سوداء قاسية مُرعبة:
لولوةْ خويدم بن زايد منقايه من الزين وهب كل وقى ايوزلها ..
(لولوة أي لؤلؤة) .. (وقى = غطاء من القماش/القطن) (ايوزلها = يناسبها)


تسمرت أعين الرجال بالذهول الكاسح بينما رفع سلطان حاجبه الأيسر وهو يرص عيناه بشك/عدم فهم ..

هتف بطي بغيظ كتمه قدر المستطاع تحت نبرته الحازمة: شو القصد من رمستج يا بنت ابويه ..!!!

رفعت شما رأسها باعتداد عاتي وهي تستدير حتى وقفت بشكل جانبي .. ثم ادارت وجهها بخفة الى سلطان وتلاقت نظراتهم ...!!!
نظرات يقسم الجميع ان لها عشرات المعاني كالشهب المعتمة الملتهبة من فرط غموضها ..!!!!


كررت شما جملتها بذات قسوة نظرتها والتي نضحت ازدراءاً عاصفاً نقياً:
هب كل وقى ايوز لـ بنت خويدم يا بومييد ..


تصلبت قامة سلطان بشكل مُريب ..... بشكل مُقشعر للأبدان من هول هيبته ..

حدّق الاشقاء الأربع بوجه سلطان والغيظ الشديد من شقيقتهم الصغيرة قد تمكن من ارواحهم بشكل مؤذي ..

بينما تسمرت قبضة يد أبا سعيد على عصاته ليطرقها بشكل متواصل مُرتبك على الأرض ..


عرف الجميع مقصد كلمات شما ..!!!

الرفــــض ..
هــذا مقصدهــا مــن غيــر شــك ..!!
إنهــا تــرفض سلطــان ..!!


حلّ الصمت المجلس كـ صمت قلعة خاوية من ارواح الانس والجن ....

لم يتفوه أحداً بكلمة .. ليس وسلطان يبعث بصمته المُريب رسائل مبطنة بـ "عدم الكلام" ..
بـ "عدم التنفس" ..!!!!


اخيراً .... هتف بصوت غليظ/جامد حد الصقيع القطبي .. صوت اخرجه قدر الامكان بثبات ورنة حازمة متزنة:
وصل اللي تبينه يا بنت الايواد ..


استدار ليخرج من المجلس .. الا انه ترك مسافة بين شفتيه ليقول كلمات أخيرة .. كلمات احرقت وجدان ذلك المُسن:
السموحة جان ياكم منا قصور ..



.
.



افاق من شروده وهو يسمع هتاف أحمد المرح: ابويه اسمع اسمع هالقصيدة

أطال احمد من صوت التلفاز ليسمع الجميع الرجل وهو يلقي قصيدة غزلية ساخرة في حق محبوبته

أبا سعيد باستنكار حاد: عنبوووه ذا الشيفة، اسميك مودر علوم الرياييل والمذهب ..
امفففففففف ..

ضحك الجميع على تعليق الجد، ثم قال أبا سيف بنبرة باسمة ساخرة: مصدق روحه شاعر ..
يفدا ولد محمد ويفدا طوايفه، حافظ عليه وعلى قصيده اللي يرد الروح ..

ابتسم أبا سعيد لسماع اسم ذلك الفتى الغالي: عنيه افدا حارب ومنطوقه ..
وأردف بحنق طفيف مثقل بالاشتياق: الا يا عيال ما تعرفون هالولد وين غاااط ..!!
امرررره محد يشوفه ..
(غاط = مختفي)

هتف سيف بعد صمت طويل بنبرة هادئة متزنة: البارحة نشدت عمتيه عاشه عنه وقالتلي مسافر

بطي باستغراب: مسافر ..!!
ماحيد حارب يسافر جيه بليا سلام وجلام ..

هز سيف كتفيه بعدم معرفة: والله هاللي عرفته ..

أبا سيف بتساؤل حازم: انزين وين سافر ..!!

اجابه سيف وهو يمسد رقبته: تقول عموه عنده مؤتمر في فرنسا ويمكن يطول هناك ..

هتف أبا سعيد ببحة حزينة: الله ايوفجه وايسر امره .. هالولد من توفوا هله وحالته لا تسر عدو ولا صديج ..

أردف وهو يمسح وجهه بكفوف السمراء المتجعدة: اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين

ردد الجميع خلفه بـ "آميـــــــن" ..


تنهد المُسن بشجن صرف .. بشجن خرج مهرولاً مع طيف انسان فارق عيناه بكل فجيعة يتصورها البشر ..

همس بخفوت أليم .. خفوت ذاق طعم الفقد بكل انواعه: وعسى ربيه يرحمك يا سعيد .... يا عين ابوك ..



هذا كان حال أبا سعيد .. رجلاً فقد والداه منذ الصغر ..
ثم فقد صديقه ظاعن في الشباب ..
ليتلقى رصاصة فقد ابنه البكر في الكبر ..!!!


أخذ يتمتم في قرارة نفسه:
الحمدلله على كل حال مهما كان الحال ..


رفع عيناه شبه المغلقتان وهو يسمع ما يقوله ابنه أبا سيف ..

أبا سيف وهو يضع ذراعه الأيمن على رجله المطوية امام صدره: ابويه الحرْمَات خبرنّي ان قوم عذيج رحمة الله عليه بيقربون صوبنا هاليومين ..
(حرمات اي الحريم = النساء)

أردف وهو يتنهد بخفة: ناويين يخطبون شما ..

أحمد بتساؤل: حق منوه ..!!!

أبا سيف بحزم هادئ: حق هزاع ولدهم العود ..

وضع أبوسعيد ذقنه على حافة عصاه وهو يمعن التفكير لأمور لا يعلم بها أحد ..!!


هتف بطي بنبرة مُستنكرة وهو يلتفت لأباه: ابويه شو رايك انت ..!!!

أبا سعيد ببحة عميقة .. بحة لا تفارق أحباله الصوتية: هزاع ريال طيب من ناسٍ طيبين ..
خوي شما قايم في بيته وهله ..

احتد بطي فمه بقهر لم يظهره ثم قال بنبرة سيطر على حدتها بقوة: يعني انت موافق ابويه ...!!

نظر أبا سعيد إلى بطي وقال بصوت هادئ مستكين: وشعنه ما وافق .. شو من عذروب في ولد عذيج .!!
(عذروب = عيب)

اتسعت محاجر أبا سيف بذهول تخلله سرور وهو يكاد لا يصدق ما يسمعه ..
فـ أباه بالعادة لا يعطي انطباعات ايجابية سواء بالقول أو بالفعل لأي رجل يتقدم لخطبة شما، هو فقط يصمت وينتظر ما ستكون اجابة ابنته المدللة ..!!!!

دوماً والده كان هكذا .... وصمته المستمر وجعْل زمام الأمور بيد شما هو ما يثير الحنق الشديد في روح أبا سيف ..
فـ أبا سيف ... صاحب عقلية قديمة منقرضة .. لا يعرف الا قانون "شور البنية عند هلها" ...!!!

لم يكن أبا سيف يتعامل مع الفتيات برقة وصبر كـ تعامل أباه وسعيد رحمه الله معهن ..

دائما ما يشعر أن الفتيات حملاً ثقيلاً على كاهل عائلاتهن ويجب عليهن الزواج ما إن يبلغن سن الزواج ..
ليس وكأنه يكره ابنتاه حصة وميرة !! .. فـ هن أعز ما يملك ومحبتهن في قلبه تزداد مع مرور عمره ..
ولكن عقليته القديمة تحتم عليه التعامل معهن بشكل يرونه هن قاسياً وغير منصفاً ..!!


تساءل أبا سيف بنبرة متلهفة: ولو شما ما طاعت ..!!

انزل أبا سعيد عيناه وهو يقول باقتضاب صقيعي: لا تحاتي بطيع هالمره ..



ولكن على الجانب الآخر ..!!

زفر بطي بقوة حادة ....... زفرة مستاءة لأبعد حد ..!!


لطالما عاش اوقاتاً سببت الأرق في روحه ما ان كان الامر يتعلق بـ شما وزواجها ..!!

هو شقيقها الكبير .. ويحبها حباً ينطق الحجر من فرط شدته ..
ولأنه يحبها بشدة ... لا يريدها الا زوجة لـ رفيق دربه ..!!

ولكن هذا من الصعب حدوثه على ما يبدو .. فـ سلطان بعد الذي حدث لن يفكر بخطبتها مرة أخرى .. حتى لو كان حب شما في قلبه قد وصل مواصل الدم في العروق ..!!!


يعرف سلطان ويعرف ضخامة كبرياءه العتيد ..!!!!!

غير أن ولنفترض خطبها مرة أخرى .. أيضمن هو شقيقها ان لا ترميه في ذات الموقف المرير مرة أخرى ..!!
أيضمن ان لا ترفض صديقه مرة أخرى كما رفضته سابقاً ..!!
اففففففففففففف ..
لمَ يصعب عليه تجاوز افكاره وجعل كل واحد منهما يعيش حياته كما يريدها ..!!
إنه النصيب .. النصيب يا بطي فلتفهم ذلك بكل رضا تام ..!!

هذه هي الحياة يا رجل .... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..!!!

رفع عيناه لأبيه وهو يقول بنبرة غامضة قوية: بس خطبة على خطبة ما ايوز ..!!!



رفع الجميع رؤوسهم ونظرات الذهول والاستغراب تنضح من ملامحهم ..

زفر بطي زفرةً غير مسموعة ليهتف بعدها بنظرة جامدة: سلطان رد خطب شما منيه ..



.
.
.
.
.
.
.



في ذات المنزل



بعد ان انتهى الجميع من وجبة العشاء، دلف كل واحد غرفته ليخلو بنفسه ..
فالذي يريد النوم ينام .. والذي يريد التعبد يتعبد ..
والذي يريد اغراق نفسه في عالم خاص به .. يغرق وبكل شفافية تامة ..!!!


دخل جناحه الخاص بعائلته الصغيرة متأملاً حدوث معجزة تجعل من ملامح زوجته تلين وتبتسم بكل صدق صافي ..

زفر كل ما يعتمل روحه من حب مُعذب وهو يشتم رائحة مسكرة جعل التخبط في روحه المضطربة يزداد بازدياد شوقه لأحضانها .. أحضان "تلك" الناعمة الدافئة ....


سخر من نفسه بمرارة .. حسناً يا أحمد كن صادقاً مع ذاتك ..

الدفء هو ما تتعطش إليه كلما حظيت بقليل من أحضانها ..!!
ونعومة القلب والنظرات هو ما تتجوع لهما كلما أثقلت احاديثكما بغزلك الصريح بجمالها الفاتن ..!!


تسمر بمكانه ما إن لمحها واقفة بكل هالة مُشعة أمام النافذة، وأخذت عيناه تمشطان جسدها المثير بقميص نومها الأسود البارز لبياض نحرها المعطر ..!!

اختلج قلبه بخفقاته والتي وصلت لأذنيه من فرط هيجانها ...!!!!
يالله .. كم هو رجل بائس مُحتاج ..
انفعالاتٍ من كل نوع ولون تموج وتضرب على اوتار دفاعاته بضراوة ...!!!!!


اقترب منها محاولاً السيطرة على اتزان تنفسه المضطرب ..
التفت إليها بخفة قبل أن يلمح ابتسامة مُغرية ترتسم بسحر تام على شفتاها البراقتان بلون أحمر زاد من هيجان مشاعره المتعطشة ..

همست عوشة وهي تدخل اصابعها في شعرها الناعم المصبوغ بلون كستنائي جذاب: حبيبي ييت ..!!!

التمعت عينا أحمد وهو يتأمل ملامح وجهها الجميل، ثم هتف بصوت أجش "غير مُصدق" خرج مع تنفسه الثقيل: حبيبي ..!!!

اتسعت ابتسامة عوشة لتهتف بخبث أنثوي جرئ: هيه بوزايد .. انت حبيبي ..


اقترب أكثر ووقف أمامها بجسده المستنفر وهو يهمس بخفوت مشتاق: فديت حبيبي من بين شفايفج
وبهيجان عاطفة بحتة لم يستطع التحكم بها .. انزل قامته إليها والتقط شفتيها بكل جوع يعتمل في جوفه ..!!


لحظات مرت وهو يسقي وجدانه من رحيقها العذب ..
لم يكن ليبتعد انش واحد لو انه لم يشعر بيديها الناعمتين تلمسان صدره المتهيج لتبعده عنها ..

قابل الاثنان بعضهما بعضا واللهاث القوي هو ما يتوسطهما بكل عجرفة تامة ..

همس بصوت اثقله العاطفة المتهيجة: اشتقتلج عوشة .. اشتقتلج وايد ..

همست عوشة بابتسامة جريئة من بين انفاسها القوية: وايد اشتقتليه أحمد ..!!!

هز أحمد رأسه بشوق ملتاع: وايد حبيبي وايد

اقترب ليتذوق مرة أخرى رحيقها العذب بكل استجداء، ولكن يدها هي ما منعته ..

تابعت همسها من بين ضحكاتها الخافتة الماكرة: هههه حبيبي لا

اجابها بنبرة ثقيلة تواقة خرجت مع لمعان مقلتا عيناه السوداوان: ليش عوشه ليش ..؟!!!

عوشة بنبرة باسمة متلاعبة: حبيبي ما ينفع الحينه ... اممممم يتني ..


هاج على صفحة وجهه موجة خذلان واستياء جعلته يتراجع ببطء ويقول بخفوت تخلله ضيق شديد:
هاي كم ودية تييج في الشهر ..!!!
(ودية = مرة)

ضحكت عوشة غير مبالية بمشاعره المضطربة ... وقالت بنبرة ناعمة مُغرية لأبعد حد: حبيبي شو اسوي بعد ..!!!

قال باقتضاب باطنه استياء/خيبة عارمان قبل ان يدلف الحمام: لا تسوين شي ..


ما إن دلف حتى التمع شعاع شيطاني على عيناها .. وغمغمت بكل ما فيها من بغض/ازدراء وهي تمسح شفتيها: غبي ..


أخذت تبحث عن هاتفها حتى وجدته فوق المنضدة، أمسكته بتردد والأفكار تتراقص في مخيلتها رقصة لا هوادة فيها ..



بدأت تدريجياً بكتابة رسالة ما ........ لشخص ما ..

شخص تؤمن كثيراً إنه سيتمكن من فعل ما تطمح إليه ....



.
.
.
.
.
.



دبـــــــي



دخل غرفته بعد أن انتهى من تناول وجبة العشاء مع عائلته، ما إن اقترب من الباب حتى أتته مكالمة من شقيقه الأصغر مصبح ..

التقط هاتفه ذو الطراز القديم غير المواكب لتطور الهواتف الذكية في وقتنا الحالي وهتف بنبرة حازمة ثقيلة:
ألووو ..

اعتدل مصبح بجلسته وهو يرد على شقيقه الأكبر بدفء أخوي تخلله احترام جم: سلام عليك بونهيان

أبا نهيان بنبرة ودودة: وعليك السلام بوظاعن، حي هالصوت وراعيه ..

ابتسم مصبح بصفاء ليهتف برنة رجولية: حي نباك يا بونهيان
شحالك وشحال أبويه واليميع ..؟!!

أبا نهيان بذات نبرته الودودة: كلنا بخير وعافية ما نشكي باس، ومن صوبكم الغالي ..؟!!

مصبح بحزم هادئ: عساااااه مديم ياربي .. والله الحمدلله عايشين بخير ونعمة ..

أبا نهيان: والعيال شخبارهم في الدراسة ..؟!!

ابتسم مصبح بخفة: المدرسين حادرين البيت وظاهرين حق الشيخ ظاعن، ومزنة ما شاء الله عليها ما عليها خوف شاطرة والاولى على مدرستها دوم .. اما هاييل الطفوس عبدالرحمن ونهيان فـ خلهم ..
أربع وعشرين ساعة مجابليلي هالسقم اللي يسمونه آيباد ومودرين الاكل والدراسة ..

ضحك أبا نهيان بفخامة ثم هتف: هههههههههههه الله ايوفجهم ويسهل عليهم كلهم ..

مصبح: آمين يارب أجمعين ..

أردف وهو يعدل نظارته الطبية فاتحاً أمامه كتب ومجلدات عديدة تخص القضاء وقوانينه: بونهيان طوليه بعمرك بغيت اتنشدك عن شي ..

رد أبا نهيان وهو يجلس على الاريكة الوثيرة: آمرني فديتك

مصبح: ما يامر عليك عدو ولا صديج ..
امممممم بونهيان بما ان لك خبرة طويلة في محكمة النقض، يقدر القاضي في حال ..........

وأخذ مصبح يسأل شقيقه ذو الباع الطويل في مجال القضاء عن أمور يريد التأكد منها، فهو بالرغم من ذكائه وخبرته في مجاله، الا انه لا يستغني عن سؤال واستشارة من هم أخبر منه وأعلم ..!!!


بعد دقائق من النقاش المتشعب، هتف مصبح بعد تنهيدة ارتياح: يزااااك الله خير يا بونهيان .. لا خلينا من نفعتك ..

أبا نهيان بود دافئ: افا عليك بوظاعن ما سوينا شي .. بس ما قلتلي ... هالحالة اللي رمستني عنها عندك ولا شو السالفة ..!!!

التمعت عينا مصبح بلمعان غامض ثم أجاب: لا لا هذا مجرد استفسار .. حبيت اتأكد من معلوماتي بس ..

أبا نهيان: هييييه زين عيل

أخذ مصبح يضرب قلمه بخفة على الكتاب الذي أمامه، ثم هتف بتردد: بونهيان بتخبرك ..
تحيد آخر قضية مسكها سعيد بن خويدم يعل ربي يرحمه ..؟!!

قطب أبا نهيان حاجباه باستغراب شديد: هيه احيد .. قضية وزير الـ .... السابق ..
شو ياب الطاري ..؟؟!!

مصبح بحزم هادئ الرنة: بخبرك خلاف ..

اردف وهو يتنقل بناظريه على الاوراق والكتب امامه: انزين هو عقب هالقضية ما مسك أي قضية ثانية بالشهور يلين يوم وفاته الله يرحمه صح ...!!!

هز أبا نهيان رأٍسه بإيجابية: هيه نعم 9 شهور تقريباً ..

رص مصبح على عيناه ليقول بتساؤل متوجس: ظنك شو السبب ...!!!

هز أبا نهيان كتفاه مجيباً باستغراب: سألت هالسؤال حق نفسي قبلك .. ويوم سألته شخصياً قال إنه حاب يعلق شغله شوي ويفضي عمره حق بعض القضاة المتدربين .. كان في هاك الوقت هو المشرف عليهم ويوجههم ..

مصبح والتوجس لا يفارق مقلتاه: بس كان يقدر يمارس وظيفته ويدربهم في نفس الوقت ..!!

أبا نهيان واستغرابه من حديث شقيقه بدأ بالازياد: ماعرف هاللي قالي عنه ..
مصبح مستوي شي ..!!!

مصبح: لا لا مب مستوي شي .. انا بس حبيت اتأكد من كمن شغله قريتها في ملفات سعيد وبوحارب ..

اتسعت عينا أبا نهيان بدهشة: شحقه تقرا ملفات سعيد وبوحارب ..!!!

زفر مصبح بإرهاق وهو يحك عيناه من تحت نظارته: بوعبدالله طلبهن منيه قبل فترة ..

قطب أبا نهيان حاجباه والتوجس قد وصله كما وصل شقيقه: وشحقه يطلبهن ..!!!

هز مصبح كتفاه بعد معرفة: علمي علمك ..

أردف محاولاً تغيير مجرى حديثهم: خلاص يا بونهيان تسلم ما تقصر

أبا نهيان: ولا يهمك مصبح نحن في الخدمة


أقفل الهاتف عن شقيقه وهو يتنهد بعمق، أتاه صوت خطوات زوجته وهي تهتف بقلق: عبيد فديتك ما شوفك تعشيت ..

أبا نهيان بنبرة حازمة ثقيلة: لا عذبه تعشيت وشبعت الحمدلله

أم نهيان بدفء/اهتمام: شو اللي مخلنك جيه مويم ومالك خاطر تسولف ..!!
حد مزعلنك الغالي ..!!
(مويم = صامت)

أبا نهيان بصوت مبحوح وغضبٌ بدأ يظهر منه: ولدج نهيان يخلي الواحد يرتاح ويهدا باله ..!!!

تنهدت ام نهيان بعمق قبل ان ترد عليه بصوت رقيق هادئ: فديتك انت اشعليك منه .. نهيان غدا ريال ويعرف مصلحته زين ما زين .. لا تستهم عليه وخله يشتغل الشغله اللي يباها ..

قطب حاجباه بغيظ شديد .. وقال: شو يعرف مصلحته ما مصلحته .. تبين الصدق انا حاس ان وراه سالفة هالولد

أم نهيان بجزع: وابوووويه شو سالفته بعد .. تعرف شي انا ماعرفه عبيييييد ...!!

أخذ أبا نهيان يبدل ملابسه وهو يهتف بتهكم: بلاج يا حرمة زغتي .. اقولج حاس حاس ..

أم نهيان بقلق: يعني شو ما فهمت ..!!

تحرك أبا نهيان لحيث يوجد مصحفه، التقطه قبل ان يفتح أحدى صفحاته الطاهرة: ماشي ماشي



سمع الاثنان طرقات آتية من باب غرفتهم .. وصوت حازم يهتف: يا هل الدار وينكم ..!!

ابتسمت أم نهيان بحنان جارف وهي تجيب بصوت رنان: تعال تعال فديتك ..

أدخل فلاح رأسه قليلاً ليقول بذات نبرته الحازمة: لا فديت قلبج .. خلي ابويه يرتاح وتعالي شويه ما عليج اماره ..
اباج في رمسه ..

أبا نهيان بحزم دافئ وهو يضع المصحف بجانبه: احدر فلاح انا هب راقد


دخل فلاح غرفة والديه بخطوات ثابتة .. ثابتة بشكل صارم .. ولكنه وياللعجب ....
شعر بوخزات من التردد/الارتباك ..

زفر في قرارة نفسه وهو يستجمع كل ثقته ... ثم هتف بقوة: أبويه اسمحليه ادري هب وقت سوالف الحينه

أشر أبا نهيان لأبنه ليجلس بقربه: ماعليه ولديه تعال .. خبرني شو فيك ..!!!

جلس فلاح بجانب أبيه وهو ينظر لوالدته التي تترقب حديث بلهفة ...
زفر بسرعة قبل ان يقول بنبرة واثقة مباشرة:
ابويه ابا اعرس



.
.
.
.
.
.
.



في مكان بعيد ..
بعيد كل البعد عن مظاهر المشاعر الانسانية ..!!



فتح عيناه ببطء ثقيل .. ثقيل حد الهلاك .. ثقيل كثقل جسده المرمي على الأرض كجثة هامدة ..
كثقل انفاسه المهلكة من الضياع ..

أخذ يتلفت وينظر للمكان حوله بـ ضباب عيناه وروحه في انقباض مستعر من فرط انفعالاته الداخلية ..


مكان في قمة القذارة ...!!

هذا ما ردده بداخله ..


أخذ يتأمل بنفس مُشمئزة، الجدران الطينية هي ما كانت تحوط جنبات المكان ..

المخلفات المقرفة "أعزكم الله" في زاوية تسمى وياللسخرية ...... مرحاض ..!!

بقايا قاذورات مرمية هنا وهناك ..!!

سرير متهالك يكاد يتحطم من فرط قدمه ورداءة صنعه ..



وضع كفه على أنفه ليمتنع عن شم الرائحة النفاذة الكريهة ..


السؤال الذي يدور في خلده الآن ..!!


أيـــن هـــو ..!!!!!
أيـــن أنـــت يـــا حـــارب ..!!!


زفر بقوة محاولاً الوقوف على قدميه مستنداً على الحائط الأسود الرطب بجانبه ..
ثم أخذ يمسح بقميصه، المتلطخ بالدماء من أثر ضربات لا يعلم مِمن تلقاها، عرق وجهه المخلوط ببقايا دم جاف ..

لمس بأصابعه السمراء الطويلة ندبته وهو يتأوه بداخله ..


زفر بقوة وللمرة العاشرة وهو يدخل أصابعه داخل شعره الكثيف الذي أصبح اكثر طولاً بعد فترة طويلة من عدم قصه ..

تقدم بثقل متعث حتى مسك بقبضة يداه القضبان الحديدية التي امامه ...

رآى من بعيد عسكري ذو جسد ضخم حاملاً سلاحاً وراء ظهره ..

صاح بانجليزية وصوته الغليظ خرج كـ بحات غير متزنة: أنت .. يا هذاااا ...

التفت العسكري بحاجب مرفوع ونظرة شيطانية تعلو مقلتاه: أووووه أصحوت أخيراً من سباتك أيها الكسول ..!!

زمجر حارب بغلظة تخللها قهر/ضياع/ارهاق تام: أين أنا يا هذااااااا ..!!!

اقترب العسكري منه وثغره يبتسم ابتسامة بغيضة تبعث الاشمئزاز في الوجدان، وأجابه بكل برود شيطاني صرف وهو ينطق كلماته بتأني شديد:
أهلا بك في سجن لاسانتيه يا عزيزي ..



.
.
.
.
.
.
.



في مكان لا يقل عن الذي قبله بانعدام انسانيته ..!!



هتف بصوت جبروتي غاضب: شاهين .. أدبه إلين ما يعرف ان مب بومرشد اللي ينلعب من ورا ظهره ..

قام أحد رجاله ذوي الأجساد الضخمة والمسمى بـ شاهين بحمل ذلك المرمي على الأرض كأحد الاشياء معدومة القيمة، وأغرق رأسه بماء بارد حتى يصل مرحلة الاختناق ..!!!

أخرج شاهين ذلك المُتعذب من بركة الماء مزمجراً بقسوة جبارة: بتقول منو مطرشنك عندنا ولا شوووو ...!!!

أخذ الرجل المختنق يلهث بشكل حاد سحيق وهو يستجدي الهواء بكل ضعف/انهاك، لم يكد يخرج زفيره حتى ادخله شاهين مرة أخرى للماء ..

وظل الاثنان على هذا الحال، رجل يغرق رجلاً معدوم الحيلة، وآخر يتلقى ضربات الماء وولوجها قصباته الهوائية ولوجاً يقتل ..

توقف عندما سمع شهيقاً قوياً من الرجل وهو يصرخ بصراخ اهتز معه جسده الصلب القوي: الله يلعـ..... كلكم .. لو تذبحوني في مقصب ما بقووووولكم يا كلاااااااااب ..

وبشكل مباغت تماماً، بصق الرجل على أبا مرشد الذي كان جالساً أمامه واضعاً رجل على رجل ..

احتنق وجه أبا مرشد بغضب اعصاري عاتي ..

وقف بسرعة ليمسك بقطعة حديدية بقربه ويضرب بها رأس الرجل ..


سقط الرجل مغشياً عليه ...... أو هذا ما توقعوه على أقل تقدير ..!!
فالضربة كانت قاتلة بحق ..!!

أبا مرشد وهو يمسح ثوبه بكل احتقار/غطرسة: الله يلعـ.... ما شفت واحد شراته عنيد ..

مرزوق بابتسامة ساخرة: هالصنف من الرياييل معروفين بعنادهم اللي ما يلين ..
واضح منو اللي طرشه ودخله بينا جاسوس ..
سلطان بن ظاعن ماغير ..
سلطان ما يختار الا الرياييل الكفو لمهماته ..

زمجر أبا مرشد بغضب شديد: اعرف انه سلطان لا تتذاكى علي انت بعد ..
بس بغيت اير الاعتراف عنه بالحرف عشان اكون على بينة لا اكثر ..

زفر بعنف وهو يستدير ليشعل سيجارته بنظرات بدأت بالتحول للازدراء التام: خبرني منوع وين ..!!!
ما يعرف اني رديت البلاد ولا شو ..!!!!

هز مرزوق كتفيه بعدم اكتراث: اتصلتبه وقلتله انك وصلت، مادري عاده ليش ما يه ..

صمت الجميع ما إن سمعوا صوت سيارة تتوقف بقوة أمام باب الفيلا الضخم ..

خرج أبا مرشد من قبو منزله الذي كان مسرحاً مناسباً لتعذيب ضحاياه .. وما إن دخل صالة منزله حتى رآى قامة وهيئة يعرفها تمام المعرفة ..!!

وبدهشة شديدة هتف: آندي ..!!!

التمعت عينا آندي بخبث لا يفارقه بتاتاً ليجيب بعربية ركيكة متلاعبة: أجل سديكي آندي..
كيف هالك أبو مرشد ..!!

قطب أبا مرشد حاجبيه: انا بخير .. انت شو يايبنك الامارات ..!!!

ضحك آندي ضحكة رنانة ليهتف بعدها بانجليزية ساخرة: لا تخف لم أأتي لمهمة رسمية تخص العمل ..
إنما فقط كنت اتجول في مدينتي المفضلة دبي، وفكرت بأن واجب الصداقة يحتم علي المرور لأبوظبي وإلقاء السلام عليك ..

ابتسم أبا مرشد ابتسامة ساخرة ليقول بانجليزية هو الآخر: من الجميل سماع ذلك يا رجل ..

أشر بيديه ليجلس: فلتتفضل حتى نكرمك بشكل يليق بك عزيزي ..

جلس آندي وهو يضع رجلاً على رجل ويشعل سيجارته التي تحمل إشارة افخر أنواع السيجار الكوبي:
شكرا لك صديقي
وأضاف بعربية ركيكة خبيثة: ألم تئرف بئد ..!!!
(ألم تعرف بعد ..!!)


قطب أبا مرشد حاجباه بتساؤل ليهتف بالعربية: شو ..؟!!

ضحك آندي باستهزاء قائلاً: أرسلنا الشاب الجميل إلى مهمته الاولى ههههههههههههههههه

فهم أبا مرشد مقصد آندي ليهتف بنظرة ساخرة لأبعد حد: اووووه المسكين .. ظنك هالرخو بيتحمل ...؟!!!
(الرخو = الضعيف/الذي لا يتحمل شيئاً)


ضحك آندي الفاهم للغة العربية بكل لهجاتها، فهو العقل المركزي الذي يعتمدون عليه عند أحلك الظروف، واستطاع تسيد مركزه بجانب زعيم منظمتهم بقوة عقليته الشيطانية وقوة بدنه الصلبة ...... اجتمعت لديه صفات العقل والجسد معاً ..
فـ ما كان من ديرفس الا ان يجعله يده اليمنى التي يعتمد عليها في المهمات الصعبة ..!!!!

اجاب وهو ينفث دخان سيجارته: ههههه لا تخف ئليه، فقط سيتذوك كليلاً من الارهاق واللهم النتن ويشم الروائه الكريهة هههههههههههه
(لا تخف عليه، فقط سيتذوق قليلاً من الارهاق واللحم النتن ويشم الروائح الكريهة)


أبا مرشد بتساؤل: بس اكيد أبوه بيسأل عنه ..
لا تنسى انه ولد موكيش جانجوس ..!!!

آندي بنظرة باردة غيرمبالية وهو يقلب لسانه الى الانجليزية: لقد ارسلنا لأبيه رسالة إلكترونية من حساب ابنه وقلنا له أن لاكي سيخدم لعدة أشهر في البلاط البريطاني، لذا فإنه حتماً لن يقلق على ولده ولن يبحث عنه .. فـ هو بنظره الآن مجرد شاب مشغول ويكافح لأجل مستقبله ..



.
.
.
.
.
.
.



دخل مكتبه كعاصفة هوجاء ترعد أوصال كل من لمح ظلالها المريعة المخيفة ..

يكاد يقسم أن الغضب قد وصل درجته الألف في أسلاك دماغه المثقلة بالأفكار والهموم المتراكمة ..

هموماً كثيرة تتساقط على نحوٍ متناغم على كاهليه ولا يلقى من يساعده قليلاً بالحِمل ..!!


اللهم ارزقني الصبر .. الصبر فقط يا رب الكون ..
أأتلقى كل الأخبار كالقنابل المدوية في نفس الوقت والساعة ...!!!

حارب في سجن يعد من أخطر وأقذر سجون العالم كافة ..!!
وابا مرشد ....... ذلك الحقير ..
استطاع اكتشاف حسن، الرجل الذي زرعته وسط منظمتهم ..


اتصل بسرعة برقم معين وعيناه تشتعلان غيظ/قهر على الذي يحدث ..!!!!


هتف بزمجرة غاضبة كل الغضب: سعيييييد، اتصل بـ خلفان وابراهيم وقولهم يرجعووون على اجرب طيارة ..
بسرعة يا سعيد الحين تتصلبهم الحييييين ..


اقفل هاتفه بعد أن سمع رد سعيد المُرتجف بالذهول/الجزع من غضبه الحاد ..
فـ رجاله لم يتعودوا على رؤية الجانب المنفعل من رئيسهم، لأنه لطالما كان ذو نفس صبورة وبال وسيع ..
وقبل كل شيء .. ذو عين جليدية لا تهتز نظرتها حتى في أحلك الظروف ..!!!!


ولكن هذه المرة قد دخل حارب في الصورة ..!!
ولا أحد يعرف ما هو حارب بالنسبة لـ سلطان ..!!
حارب الذي تمكن بشكل عجيب من السيطرة على كل المشاعر الأخوية و"الأبوية" لديه ..

يكن لهذا الفتى الكثير من الحب والمودة ويشعر بالمسؤولية الكبيرة اتجاهه ..!!!!







نهـــاية الجــــزء الثـــــاني عشـــــر

زمن مجروح 18-01-15 12:36 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.


جُزْئَينْ ..

جَمِيلَة كـَ نسَمَاتِ الرَبِيع تُنْعِشْ بـِ روعَتِهَا أروَاحَاً تَتَعَطَش لـِ الجَمَالْ
سَلِمَت الأنَامِلْ السَخِيَة
وَسَلِمَ الفِكْر السَامِقْ
أبجَدِياتِ الثَنَاء لاتَكْفِي لـِ إعْطَاء الرِوَايَة حَقَهَا
فـَ شُكْرَاً خجُولَة أبعَثُهَا لـِ رُوحِكـ الرَقِيقَة ....


نأتِي لـِ الشَخْصِيَات :

حَارِب فِي إخْتِبَار أتمنَى أنْ يَخْرُج منهُ بـِ سَلامْ ..

شَمّا والمَاضِي يَطْرُقُ جُدْرَان قَلْبَهَا بـِ قُوَة
وَبعْد أن عرَفْنَا ذَالِكـ الجُرح الغَائِر الذِي تَسَبَبَت فِيه لـ سُلطَان بِدُون قَصْد
وَ بـِ تَأثِير من زوجَة أخِيهَا اللئِيمَة ..

سُلْطَاااااااااااان يَحلًو لي أن أُسَمِيه ( مجمُوعَة إنسَانْ )
أنتَظِر نتِيجَة فِعْلة بِطِي لَه ولِـ شَمَا :)

عاااااااائشَة خَسِيسَة بمعنَى الكَلِمَة :(

نَاعمَة يَجمَالَهَأ هالبنْت :)

شيخَة ونَاصِر :peace:

حِصَه و فلاح إنذَار بِـ حرْب دَاحِس والغبرَاء بِـ أبطَال إماراتيين :)



يعطيك العافية الغالية على هالجزئين الرائعة ..

مودتي .."

bluemay 18-01-15 10:07 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أوه لا .. في سجن ؟!!!
عن جد هادا إختبار قاتل .. بس بتوقع رح ينجح فيه حارب.


بعدنا ما فهمنا شو سبب حقد كره شما ع سلطان ...
رغم ما يسببه لها من حرقة روح ..


بطي عن جد صدمني !!!
شلون بقول هيك ؟!!
كيف رح يضغط على شما عشان توافق .. عندي شعور قوي أنه رح يقنعها هالمرة .


عوشة وعملت اللي في بالها وأزهقت روح جنينها .
على شو ناوية ومنو هو هادا الشخص اللي بحقق مخططاتها..
عندي شعور ممكن تكون إليازية .


نهيان صدمني .. متزوج سرا وعنده ولد!!!
بتوقع انه بشتغل مع سلطان وهادا سبب عدم أستقراره بعمل.
وهو الشخص اللي شاف روضة .


نعومة اكتشفت فقد خاتمها وآلمها ..
وصدق حدسي إنه حذاء أقصد خاتم السندريلا رح يكون.


شيخة لقاءها تم مع د. ناصر وحصل بينهم إعجاب متبادل
بتوقع رح تتوطد المعرفة بعد ما يتابع حالة أبوها.

حبيت شيوخة الصغيرة عسووولة .. 3>


حصة وقعت وما حد سمى عليها
فلاح حطها براسه وشكله أبوها بزوجها من غير شورها
وخاصة أنه فلاح ما ينرد .


سيف هاجر العنود ..
بس ما هكذا يا سعد تورد اﻹبل .

كرهت إستهتار اليازية وسفاهتها هي وصحباتها نسأل الله العافية من هيك تصرفات وربي يهدي شباب المسلمين.



بارتين روووعة

يسلمو إيديك أمتعتينا بكرمك ..

متشوووقة لأعرف اللي راح يصير مع ابطالنا .

تقبلي خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 18-01-15 08:34 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3504907)
"
.
.


جُزْئَينْ ..

جَمِيلَة كـَ نسَمَاتِ الرَبِيع تُنْعِشْ بـِ روعَتِهَا أروَاحَاً تَتَعَطَش لـِ الجَمَالْ
سَلِمَت الأنَامِلْ السَخِيَة
وَسَلِمَ الفِكْر السَامِقْ
أبجَدِياتِ الثَنَاء لاتَكْفِي لـِ إعْطَاء الرِوَايَة حَقَهَا
فـَ شُكْرَاً خجُولَة أبعَثُهَا لـِ رُوحِكـ الرَقِيقَة ....


نأتِي لـِ الشَخْصِيَات :

حَارِب فِي إخْتِبَار أتمنَى أنْ يَخْرُج منهُ بـِ سَلامْ ..

شَمّا والمَاضِي يَطْرُقُ جُدْرَان قَلْبَهَا بـِ قُوَة
وَبعْد أن عرَفْنَا ذَالِكـ الجُرح الغَائِر الذِي تَسَبَبَت فِيه لـ سُلطَان بِدُون قَصْد
وَ بـِ تَأثِير من زوجَة أخِيهَا اللئِيمَة ..

سُلْطَاااااااااااان يَحلًو لي أن أُسَمِيه ( مجمُوعَة إنسَانْ )
أنتَظِر نتِيجَة فِعْلة بِطِي لَه ولِـ شَمَا :)

عاااااااائشَة خَسِيسَة بمعنَى الكَلِمَة :(

نَاعمَة يَجمَالَهَأ هالبنْت :)

شيخَة ونَاصِر :peace:

حِصَه و فلاح إنذَار بِـ حرْب دَاحِس والغبرَاء بِـ أبطَال إماراتيين :)



يعطيك العافية الغالية على هالجزئين الرائعة ..

مودتي .."




مسا الجمال والقلوب البيضا ..


زمن مجروح .... حروفج تخلي الواحد يعجز عن الرد :)

تسلميلي يا راعية الذوق كله .. الجمال والروعة من ضيا طلتج/منطوقج ....



حارب ...... هالانسان مثل ما قلتي في اختبار ...... بيتجاوزه بخير وسلامة ولا شي بيستويله ....!!!



شما و"مجموعة انسان" :)
حبيت الاسم يحتوي على الف معنى ومعنى ... ظنج بطي كيف بيفتح السالفة مع شما ...!! وشو بتكون ردة فعلها !! ...... وقبلها ردة فعل سلطان ...!!



حصة وفلاح ...... ههههه حرب داحس والغبراء والبسوس بعد ......




زمن مجروح .....
احب حضورج وروعة كلماتج ... لا تحرميني منهم ابد يا قلبي ....


ربي يحفظج وين ما كنتي ... :)



لولوھ بنت عبدالله، 18-01-15 08:56 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3504958)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أوه لا .. في سجن ؟!!!
عن جد هادا إختبار قاتل .. بس بتوقع رح ينجح فيه حارب.


بعدنا ما فهمنا شو سبب حقد كره شما ع سلطان ...
رغم ما يسببه لها من حرقة روح ..


بطي عن جد صدمني !!!
شلون بقول هيك ؟!!
كيف رح يضغط على شما عشان توافق .. عندي شعور قوي أنه رح يقنعها هالمرة .


عوشة وعملت اللي في بالها وأزهقت روح جنينها .
على شو ناوية ومنو هو هادا الشخص اللي بحقق مخططاتها..
عندي شعور ممكن تكون إليازية .


نهيان صدمني .. متزوج سرا وعنده ولد!!!
بتوقع انه بشتغل مع سلطان وهادا سبب عدم أستقراره بعمل.
وهو الشخص اللي شاف روضة .


نعومة اكتشفت فقد خاتمها وآلمها ..
وصدق حدسي إنه حذاء أقصد خاتم السندريلا رح يكون.


شيخة لقاءها تم مع د. ناصر وحصل بينهم إعجاب متبادل
بتوقع رح تتوطد المعرفة بعد ما يتابع حالة أبوها.

حبيت شيوخة الصغيرة عسووولة .. 3>


حصة وقعت وما حد سمى عليها
فلاح حطها براسه وشكله أبوها بزوجها من غير شورها
وخاصة أنه فلاح ما ينرد .


سيف هاجر العنود ..
بس ما هكذا يا سعد تورد اﻹبل .

كرهت إستهتار اليازية وسفاهتها هي وصحباتها نسأل الله العافية من هيك تصرفات وربي يهدي شباب المسلمين.



بارتين روووعة

يسلمو إيديك أمتعتينا بكرمك ..

متشوووقة لأعرف اللي راح يصير مع ابطالنا .

تقبلي خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..


هلا هلا بـ بلومي الحلوة ..




شفتي كيف .. يا مسكين يا حارب .. اختبار مب سهل ابدا ابدا .. الله ايعينه ......



شما وسلطان ...... اكيد بنعرف في الاجزاء القادمة سبب حركة شما فيه ..... واكيد لها اسبابها الخاصة ..



بطي ...... حبيبنا بطي الظاهر ناوي يدخل وسط معركة العشاق الاثنينه وينهي المهزلة بحزم شديد ... بس بيقدر يكمل اللي قرر يسويه ولا ......!!!!



عوشة ...... امممممممم ليش اليازية يعني هههه .. شو اللي خلاج تفكرين فيها ...!!!



نهيان ...... بحتفظ في توقعج لين ما ايي الوقت المناسب يا قمرررر :)



حصة وفلاح ...... بوسيف شديد بطبعه مع البنات وما يحب الحال المايل والدلع .. الا ان الزواج موضوع جدي ويباله تفكير واخذ وعطى ..... ظنج بوسيف بيجبر بنته على فلاح من غير حتى ما ياخذ بشورها ويعرف رايها ..!!!!! ...... وحصة ام لسان سليط بتوقف في ويهه وتعترض ولا بتضعف جدام صرامته .....!!!! :)



سيف ...... هههه أي والله ما هكذا يا سعد تورد الابل ... لكن خل نتفهم شوي تركيبة سيف المعقدة حبتين .. تركيبة ما تخضع لسلطة اللسان والعصبية في التصرفات بسهولة ...... عكس ابوه وعمامه .... يا ترى شو نهاية صمته ......!!!!!



اليازية .... الله يهدي شبابنا ويستر على بناتنا وبنات المسلمين ...



الله يسلمج يا قلبي ويحفظج من الشر .... اسعدتيني بمرورج بلومي ربي يسعدج دايم الدوم :)

شما بنت محمد 19-01-15 07:35 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
صباح الورد والجمال كلهه
ولهت على هالطلة "اللولوية" المفنودة :)

ماشاء الله جزئين كلمة إبداع شوية عليهم تسلم هالأنامل

نبتدي ..

شما والكلام اللي يدور فـ خاطرها .. ماعرف أوصف جمال الكلام اللي تكتبينه جميل وايد
عورني قلبي عليها وهي هب قادرة تظهر من هالدوامة بس ماعتقد نهايتهم جي !!

نهيان وظهور ميسون .. أحس هالشي بيخليه يوقف استهتار في بلاد برع

شيخة والدكتور ناصر .. موقف لطيف بينهم ورقيق حبيت شخصية الدكتور مع الطفلة وايد جي طيب

ردت أهل اسبانيا الإمارات ..
ناعمة وذياب مع ذكريات السفر حبيت السوالف والقعدة مع أهلهم بس خاتم ناعمة أتوقع مثل ماقالت وحدة من القارئات نفس حذاء سندريلا بس هالمرة خاتم ناعمة :)

سيف والعنود .. حدث مالم يكن في الحسبان

حارب .. انكسر خاطري عليه ان شاء الله مايتعب في هالمكاان الوصخ

سلطان وتحمله المسؤولية .. انعجبت بشخصيته

موقف رفض شما لسلطان تقشعر منه الأبدان


كانت لحضات جميلة وممتعة وأنا اقرا هالانتاج اللولوي
شكرا على هالأجزاء الجميلة عوضتيني .. صبرت ونلت
لج خالص الود والاحترام الغالية

bluemay 19-01-15 12:08 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..


هلا هلا بـ بلومي الحلوة ..

بالمهلي يا عسل

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)


شفتي كيف .. يا مسكين يا حارب .. اختبار مب سهل ابدا ابدا .. الله ايعينه ......

فعلا ربنا يعينه وما ينكشف لأعداءه.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

شما وسلطان ...... اكيد بنعرف في الاجزاء القادمة سبب حركة شما فيه ..... واكيد لها اسبابها الخاصة ..

بس فعلا أهانت رجولته وبصراحة عذرته .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

بطي ...... حبيبنا بطي الظاهر ناوي يدخل وسط معركة العشاق الاثنينه وينهي المهزلة بحزم شديد ... بس بيقدر يكمل اللي قرر يسويه ولا ......!!!!

الله أعلم بس بظن بالحيلة ممكن .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

عوشة ...... امممممممم ليش اليازية يعني هههه .. شو اللي خلاج تفكرين فيها ...!!!

ﻷنهم شروا بعض >>> يا رب ما كون غلطت [emoji16]
بقصد متل بعض وشي طبيعي يوحدهم الحقد.




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

نهيان ...... بحتفظ في توقعج لين ما ايي الوقت المناسب يا قمرررر :)

عندي شعور إنو إحساسي صادق[emoji5]



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

حصة وفلاح ...... بوسيف شديد بطبعه مع البنات وما يحب الحال المايل والدلع .. الا ان الزواج موضوع جدي ويباله تفكير واخذ وعطى ..... ظنج بوسيف بيجبر بنته على فلاح من غير حتى ما ياخذ بشورها ويعرف رايها ..!!!!! ...... وحصة ام لسان سليط بتوقف في ويهه وتعترض ولا بتضعف جدام صرامته .....!!!! :)

نعم بتوقع ما رح تعترض وتكسر كلمة أبوها .. وأبوها بشتري رجال وفلاح كفو .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

سيف ...... هههه أي والله ما هكذا يا سعد تورد الابل ... لكن خل نتفهم شوي تركيبة سيف المعقدة حبتين .. تركيبة ما تخضع لسلطة اللسان والعصبية في التصرفات بسهولة ...... عكس ابوه وعمامه .... يا ترى شو نهاية صمته ......!!!!!

أتوقع تكبر الفجوة بينهم ... بس مصيره يرجعلها ما ظنه ينسى حبها بسهولة .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

اليازية .... الله يهدي شبابنا ويستر على بناتنا وبنات المسلمين ...

آمين يا رب.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505089)

الله يسلمج يا قلبي ويحفظج من الشر .... اسعدتيني بمرورج بلومي ربي يسعدج دايم الدوم :)


الله يسلمك يا الغلاا

وأنا أسعد بمناقشتك يا قمر ..

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 19-01-15 01:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مبارك حبيبتي إضافة روايتك للبنرات ...

تستاهلي يا عسل وموفقة دوم يا رب ..


لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 20-01-15 12:11 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
لولو ايه الجمال ده بارتين مرة واحده:dancingmonkeyff8: بجد فرحت لما لقيتهم
بس فرحتى مطولتش كتير:Taj52:حارب فى السجن:Taj52::Taj52:زعلت عليه كتيييييير كمان صعبت عليا موزة جدا وهى قلقانه وحاسة انه مش بخير
شما وسلطان بصراحة موقف شما كبيييييييييييييير فى حق سلطان انها ترفضه فى وسط ابوها واخواتها صراحة اهانة لا يتحملها رجل مشبع بالكبرياء زى سلطان خصوصا ان كلمات الرفض كانت قاسية قوى وكأنها بتحط من قدرة مش مجرد رفض عرض زواج
فى رأيى كانت ممكن تكون اخف لو كان الرد وصله عن طريق اهلها بطريقه الطف شويه من كده
عموما ردها ده يدل على انها مجروحة فى الصميم واكيد وصلها عنه كلام ادمى قلبها عشان تجرحه بالطريقه دى
وغالبا هيكون عن طريق عوشة بنت عمه- محور شر الرواية-
بجد فعلا هى محور شر الروايه ولا فيه واحده رزقها ربنا زوج محب واطفال رائعين وتتبطر على النعمة لا وتجهض روح بريئة قال ايه مش بتحب ابوه -حبتك عقربه يا بعيدة-بجد انسانه جاحدة و ناكرة اتمنى تقع فى شر اعمالها قريب
نيجى بقى لناعمة وخاتم السندريلا -على رأى بلومى-(عجبنى قوى التعليق ده يا بلو)
فى انتظار تطورات جديدة لنعومى مع الحب:iU804754:
فلاح وحصة ثنائى الحروب المشتعلة فى الروايه اتوقع ارتباطهم وظهور العواصف الرعدية قريبا
سيف والعنود هل صمته الهدوء ما قبل العاصفة ام انه من النوع اللى بيعاتب بالهجر والصمت الرهيييييييييييب\بكره النوع ده على فكرة
اممممممم واخيرا ابدعتى لولى والف مبروك وجود الروايه فى البنرات:aNF04909:

لولوھ بنت عبدالله، 20-01-15 07:41 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3505143)
صباح الورد والجمال كلهه
ولهت على هالطلة "اللولوية" المفنودة :)

ماشاء الله جزئين كلمة إبداع شوية عليهم تسلم هالأنامل

نبتدي ..

شما والكلام اللي يدور فـ خاطرها .. ماعرف أوصف جمال الكلام اللي تكتبينه جميل وايد
عورني قلبي عليها وهي هب قادرة تظهر من هالدوامة بس ماعتقد نهايتهم جي !!

نهيان وظهور ميسون .. أحس هالشي بيخليه يوقف استهتار في بلاد برع

شيخة والدكتور ناصر .. موقف لطيف بينهم ورقيق حبيت شخصية الدكتور مع الطفلة وايد جي طيب

ردت أهل اسبانيا الإمارات ..
ناعمة وذياب مع ذكريات السفر حبيت السوالف والقعدة مع أهلهم بس خاتم ناعمة أتوقع مثل ماقالت وحدة من القارئات نفس حذاء سندريلا بس هالمرة خاتم ناعمة :)

سيف والعنود .. حدث مالم يكن في الحسبان

حارب .. انكسر خاطري عليه ان شاء الله مايتعب في هالمكاان الوصخ

سلطان وتحمله المسؤولية .. انعجبت بشخصيته

موقف رفض شما لسلطان تقشعر منه الأبدان


كانت لحضات جميلة وممتعة وأنا اقرا هالانتاج اللولوي
شكرا على هالأجزاء الجميلة عوضتيني .. صبرت ونلت
لج خالص الود والاحترام الغالية






صباح الغلا والمحبة والسعادة على شميمتنا الغالية ..

يا عمري وانا تولهت عليكم وايد وايد ..... يعلج سالمة من الشر حبيبتي ..




شما ...... اكيد نهاية اللي تعيشه الخلاص والرضا من الله سبحانه ... بس كيف خلاصها ووين بتشوف هالرضا ...!!!! :)



نهيان ...... يمكن ليش لا ....!!!!! اكيد بنعرف ان شاء الله عقب ....



شيخة والدكتور ....... هالنوع من الشخصيات الرجولية تجذبني شخصياً .. ما تنلام شيخة لو فكرت في يوم تتعلق فيه هههه ......



ناعمة ...... حذاء سندريلا ...... اقصد خاتمها ...... ظنج بتلقاه وبتلقى اللي عنده الخاتم ولا خلاص توتة توتة خلصت الحدوتة .....!!!! :)



سيف والعنود ...... اجل اجل ههه .. والله يستر من سكوت سيف ....



حارب ....... ان شاء الله يا رب ....



سلطان ...... اقشعر بدني قبلكم :(




حبيت منج الانتاج اللولوي هههه ... تسلمين يا قلبي ما عليج زود .... تخجليني وايد بطيب كلامج يا قلبي ..

والحمدلله عيبكم البارتين ..



شميمي .. ربي يحفظج من الشر .. خلج جريبة منا دوم ولا تقطعين ...

لولوھ بنت عبدالله، 20-01-15 07:49 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505220)
مبارك حبيبتي إضافة روايتك للبنرات ...

تستاهلي يا عسل وموفقة دوم يا رب ..


لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°



صباح الفل بلوو ..

يا حبيبة قلبي الله يبارك فيج تسلميلي الغالية :)

لا عدمت حروفج الراقية ....

واسعدتيني فوق بردج ...... خلج متابعتنا عشان نعرف لو توقعاتج بتصيب يا قمر ...


لولوھ بنت عبدالله، 20-01-15 08:17 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3505378)
لولو ايه الجمال ده بارتين مرة واحده:dancingmonkeyff8: بجد فرحت لما لقيتهم
بس فرحتى مطولتش كتير:Taj52:حارب فى السجن:Taj52::Taj52:زعلت عليه كتيييييير كمان صعبت عليا موزة جدا وهى قلقانه وحاسة انه مش بخير
شما وسلطان بصراحة موقف شما كبيييييييييييييير فى حق سلطان انها ترفضه فى وسط ابوها واخواتها صراحة اهانة لا يتحملها رجل مشبع بالكبرياء زى سلطان خصوصا ان كلمات الرفض كانت قاسية قوى وكأنها بتحط من قدرة مش مجرد رفض عرض زواج
فى رأيى كانت ممكن تكون اخف لو كان الرد وصله عن طريق اهلها بطريقه الطف شويه من كده
عموما ردها ده يدل على انها مجروحة فى الصميم واكيد وصلها عنه كلام ادمى قلبها عشان تجرحه بالطريقه دى
وغالبا هيكون عن طريق عوشة بنت عمه- محور شر الرواية-
بجد فعلا هى محور شر الروايه ولا فيه واحده رزقها ربنا زوج محب واطفال رائعين وتتبطر على النعمة لا وتجهض روح بريئة قال ايه مش بتحب ابوه -حبتك عقربه يا بعيدة-بجد انسانه جاحدة و ناكرة اتمنى تقع فى شر اعمالها قريب
نيجى بقى لناعمة وخاتم السندريلا -على رأى بلومى-(عجبنى قوى التعليق ده يا بلو)
فى انتظار تطورات جديدة لنعومى مع الحب:iU804754:
فلاح وحصة ثنائى الحروب المشتعلة فى الروايه اتوقع ارتباطهم وظهور العواصف الرعدية قريبا
سيف والعنود هل صمته الهدوء ما قبل العاصفة ام انه من النوع اللى بيعاتب بالهجر والصمت الرهيييييييييييب\بكره النوع ده على فكرة
اممممممم واخيرا ابدعتى لولى والف مبروك وجود الروايه فى البنرات:aNF04909:






صباح الفل والياسمين اميرتنااا ...

ازيك عامله ايه ...؟! <<< شرايج فيني بالمصري ..؟! هههه

انتو الجمال كله يا حبايب لولوة ... فرحت لـ فرحتكم بالبارتين ....



حارب .... شفتي كيف يا اميرة :( ...... الله يعين هالـ حارب ..... من معاناه لـ معاناه .... بس اكيد الله ما بيخليه لوحده وبيوقف معاه ويحميه .... :)



شما وسلطان ...... صحيح ... موقف مب سهل على رجل مثل سلطان ...... وحركتها القوية المهينة فيها إن .... يا ترى شو هي الـ إن ....؟!!!



اعداء عوشة يكثرون ما شاء الله هههه .... قريب ان شاء الله بنعرف لو لها علاقة مباشرة بانفصال الاثنين او لا ..

يوم قلتي "محور الشر" ابتسمت بخبث ...... سبب ابتسامتي بتعرفينها عقب اذا الله احيانا .. بس صدق جبتيها في الصميم :)



فلاح وحصة ثنائي الحروب المشتعلة ...... ترقبي حربهم القادمة يا اميرتنا وتسلحي في حال واحد من هالاثنينه هاجمج على حين غرة :) ....



سيف ...... الصمت يعقد المشاكل ولا يحلها .... وسيف ذو الشخصية الصامتة ما بيقدر يحل اللي صار بدون اي ردة فعل واضحة ..... ظنج بيطلع من محيط صمته وبيرمس ...!!!!

على فكرة سيف مب ساكت بتعمد .. لا لا ... هالنوع من الناس الله خلقهم جيه ما يعرفون وقت الاحباط/الألم يتكلمون ويعبرون عن غضبهم .. يكتمون في نفسهم لين ما الله يشوف لهم ... وطبعاً هالشي غلط ..

الله ورسوله حثونا على كظم الغيظ بس مب بالشكل هذا .... كظم الغيظ ما يعني اني اخبي في روحي القهر والغل والحقد والظنون السيئة واخليهم يتكاثرون وما اواجه الشخص الآخر باللي احس به بهدوء/تعقل .....

لكن مثل ما قلت قبل ... سيف ساكت لأن هو جيه شخصيته وطبعه .... مب لأن يتعمد يستفز العنود بصمته وهجره غير المتوقع ...




تسلميلي يا ذوووق على كلامج العسل ..... الله يبارك فيج ويخليج لنا ...

bluemay 20-01-15 08:47 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505401)
صباح الفل بلوو ..

يا حبيبة قلبي الله يبارك فيج تسلميلي الغالية :)

لا عدمت حروفج الراقية ....

واسعدتيني فوق بردج ...... خلج متابعتنا عشان نعرف لو توقعاتج بتصيب يا قمر ...


صباح الفل والياسمين عليك يا أحلى الحلوين

الله يسعدك وكلك ذوووق يا قمر ..

أكيد أنا ما بقدر ابعد صدقيني صرتي عندي إدمااااان هههههه

ربي يوفقك يا الغلااا ويفرحك ويجبر خاطرك ...

لك خالص ودي






°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

شما بنت محمد 21-01-15 08:30 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505400)

صباح الغلا والمحبة والسعادة على شميمتنا الغالية ..

يا عمري وانا تولهت عليكم وايد وايد ..... يعلج سالمة من الشر حبيبتي ..




شما ...... اكيد نهاية اللي تعيشه الخلاص والرضا من الله سبحانه ... بس كيف خلاصها ووين بتشوف هالرضا ...!!!! :)



نهيان ...... يمكن ليش لا ....!!!!! اكيد بنعرف ان شاء الله عقب ....



شيخة والدكتور ....... هالنوع من الشخصيات الرجولية تجذبني شخصياً .. ما تنلام شيخة لو فكرت في يوم تتعلق فيه هههه ......



ناعمة ...... حذاء سندريلا ...... اقصد خاتمها ...... ظنج بتلقاه وبتلقى اللي عنده الخاتم ولا خلاص توتة توتة خلصت الحدوتة .....!!!! :)



سيف والعنود ...... اجل اجل ههه .. والله يستر من سكوت سيف ....



حارب ....... ان شاء الله يا رب ....



سلطان ...... اقشعر بدني قبلكم :(




حبيت منج الانتاج اللولوي هههه ... تسلمين يا قلبي ما عليج زود .... تخجليني وايد بطيب كلامج يا قلبي ..

والحمدلله عيبكم البارتين ..



شميمي .. ربي يحفظج من الشر .. خلج جريبة منا دوم ولا تقطعين ...


+

,

يا مرحبا وسهلا باللولو
أول شي ألف مبروك لوجود روايتج للبنرات فرحتلج من قلبي والله الشاهد تستاهلين كل خير :)

شما قلبها جميل وأتوقع لها نهاية أجمل

ناعمة ماحس هاي نهاية قصتهم .. أحب الحب البريء :)

أما الباقي فـ أتريه أعرفه من البارتات القادمة

وبخصوص الإنتاج اللولوي هههههههه سمحيلي بس أحس كل شي يطلع منج يكون يشبه اسمج، فـ كل شي بربطه باللولو يا لولوتنا :)

شميمي تحب روايتج وطلتج المتميزة دوم
الله لايحرمنا منها .. وهو أنا أئدر أبعد عن هالقمال ده كلو
ربي يوفقج الغالية ويفتحها ف ويهج تعبج واضح في الرواية الله لايضيع تعبج :)

+

bluemay 21-01-15 09:23 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اللهم آمين

الله يسعد صباحكم يا حلوات ...




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 21-01-15 11:02 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3505613)
+

,

يا مرحبا وسهلا باللولو
أول شي ألف مبروك لوجود روايتج للبنرات فرحتلج من قلبي والله الشاهد تستاهلين كل خير :)

شما قلبها جميل وأتوقع لها نهاية أجمل

ناعمة ماحس هاي نهاية قصتهم .. أحب الحب البريء :)

أما الباقي فـ أتريه أعرفه من البارتات القادمة

وبخصوص الإنتاج اللولوي هههههههه سمحيلي بس أحس كل شي يطلع منج يكون يشبه اسمج، فـ كل شي بربطه باللولو يا لولوتنا :)

شميمي تحب روايتج وطلتج المتميزة دوم
الله لايحرمنا منها .. وهو أنا أئدر أبعد عن هالقمال ده كلو
ربي يوفقج الغالية ويفتحها ف ويهج تعبج واضح في الرواية الله لايضيع تعبج :)

+




مسا الغلا والمحبة على جميع متابعين بات من يهواه ...


شميمي يا كل الذوق .. تسلميلي على كلامج الطيب وربي يباركلج ويسلمج من الشر ...

ولولوه تحبكم وتعزكم فوق ما تتصورون ... لا خلت عينها من طلتكم البهية عليها ... :)

اجمعين ياربي ... اسعدتيني بحروفج الصافية الراقية ربي يسعدج دنيا وآخره ..

لولوھ بنت عبدالله، 21-01-15 11:12 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505617)
اللهم آمين

الله يسعد صباحكم يا حلوات ...




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




صباحج/مساج رضا ورحمة من الله سبحانه حبيبتي ...

ووجودج اكبر ادمان .... نحبج وتعلقنا فيج يا بت ...

الله لا يحرمنا منج يا قمرر ..

لولوھ بنت عبدالله، 21-01-15 09:37 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 


السموحة حبايبي على التأخير .. ما كنت في البيت :(


دقايق وبينزل البارت ان شاء الله

لولوھ بنت عبدالله، 21-01-15 09:50 PM

الجزء الثالث عشر
 








(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الثـــــالث عشــــر



،



خذيني أطر في أعالي السماء
صدى غنوة كركرات سحابة
خذيني فإن صخور الكآبة
تشد بروحي إلى قاع بحر بعيد القرار
خذيني أكن في دجاك الضياء
ولا تتركيني لليل القفار
إذا شئت أن لا تكوني لناري
وقودا فكوني حريقا
إذا شئت أن تخلصي من إساري
فلا تتركيني طليقا
خذيني إلى صدرك المثقل
بهمّ السنين
خذيني فإني حزين
ولا تتركيني على الدرب وحدي أسير إلى المجهل
وكانت دروبي خيوط اشتياق
ووجد وحب ..



لـ بــدر شــاكر السيــاب



،



صبـاح يـوم جديـد



تشعر بالكآبة تقتلها .. تريد أن تخرج .. أن تسافر .. أن تبتعد عن هذه الأجواء ولو قليلاً ..
تشعر أنها وصلت بمشاعرها النفسية حد اللامعقول ..

أهذا كله يا بلهاء بسببه ..!!!
لمَ هو دوماً يجعل منك محط سخرية أمام ذاتك التي لا تنثني بسهولة ..!!
لمَ ..!!
ويح هذا القلب الذي جعلك السلطان عليه .. ويحه ..!!



تأففت وهي تمسد جبهتها علّها بهذا تزيح بعض الكآبة/الضيق/الخيبة من ذاتها ..


استقامت بطولها الجميل ثم هتفت وهي تنظر لنفسها بالمرآة بنبرة اخرجتها قوية، واثقة، بعيدة كل البعد عن معالم الضعف:
شميم ودري عنج السخااافة .. محد درابج أصلاً .. اضحكي وشقي الحلج .. وسوي اكبر طااااااااااف ..

زفرت بقوة وهي تبتسم ابتسامة كبيرة مصطنعة .... ثم بدأت بوضع القليل من الزينة على وجهها الذي لا يحتاج لإضافات تجميلية أبداً .. ولكنها مكتئبة ..... وهي عندما تكتئب إما ترسم أو تنزل لـ حديقتها ..

الا انها الآن ليست بمزاج يسمح لها بولوج العالم الأول ولا الثاني، فلتتزين إذن ..!!!!


بعد أن وضعت القليل من الكحل، بودرة الخد ذو اللون الخوخي، وملمع الشفتين شفاف رقيق، قبّلت وجهها العاكس بالمرآة بانتعاش باسم ثم خرجت ..


نزلت وهي تتلفت بعيناها المثقلان بسواد بدوي فاتن، وسرعان ما سمعت أصوات ضحك وصراخ آتية من صالة المنزل الكبيرة ...


عندما وصلت رأت موزة ومن حولها تجمعن حصة، ميرة، لطيفة الصغيرة ابنة شقيقها بطي، وفاطمة ابنة ابن شقيقها سيف ..

كان المكان أقل ما يقال عنه بأنه مسبح من الخيوط والابر المتناثرة، والخرز الملون المنثورة في كل مكان ..


اتسعت عيناها بذهول: ايييييييه شو تسووون .. شحقه جيه المكان خراااااابه ..!!!

صاحت حصة بصوت عالي غاضب وهي تحذر فاطمة الصغيرة: فوفو هدي الابر يا الشيطااااااانة ..

ثم إلتفتت لـ شما مضيفةً برجاء: شميمي فديتج خلي فوفو شوي عندج .. لعوزتنا والله ..


حملت شما فاطمة الصغيرة ثم نفضت من يديها بعض الخرز الملون التي كادت تأكلها ..

ثم اخذت تحدق بهم بتعجب ....
اولاً بـ حصة ذات الوجه العابس بتركيز تام وهي تعطي موزة عملها لتعطيها رأيها ... ثم بـ ميرة برأسها الغارق بين الخيوط محاولةً اتمام أخر قطعة في يدها وتتذمر بشكل مضحك .... ومن ثم بـ لطيفة التي تقلد ما تفعلن بنات عمها بـ طفولية بريئة ..

وفجأة .. ضحكت بصوت عالي حتى كادت تدمع ..


ارتفعت انظار الفتيات إليها باستغراب/ذهول وكأنهن للتو قد افقن من سباتهن الفكري والعقلي ..


قالت ميرة بنظرة بلهاء: بلاج عموه بسم الله عليج ..

ما زالت شما تضحك بقوة متمتمةً من بين ضحكاتها: شكلكن ههههههههههههههه شكلكن يضضضحكككك ههههههههههههههه

وضعت حصة يدها على خاصرتها وقالت بتهكم: ليش شيختيه .. اول مرة تشوفين طالبات علم يتعلمن جدامج ..!!!

ابتسمت موزة وهي تستمع لضحكات شما الرنانة والتي قالت فيما بعد بثغرها الضاحك: آآخ وافواديييه .. يعلكن العافية ياربي ... اسميييكن انتن سواااالف هههههههههههههههههههه ..

هتفت ميرة وهي ترقص حاجبيها وكأنها تريد اغاضة عمتها شما: طاعي طاعي اشكر فنج يالمير ..

ثم إلتفتت لموزة وهي تقول بحماس مُبتهج: موزاااااااانه شوفي مالي محلااااااااااه ...


امسكت موزة بالقبعة التي صنعتها ميرة بابتهاج صرف وأخذت تأشر بنعومة:
رووووعة .... تعلمتي بسرعة ما شاء الله عليج

فهمت ميرة اشارات موزة البسيطة ثم رفعت أنفها بزهو باسم: هيييييه اميييه .. شو تتحرينيه عيل ..
دنا ميرة والاقر على الله ..

جلست شما بقرب موزة وهي تقول بفم مزموم مُتهكم: يا الخاينات انا بعد ابا اتعلم الكروشيه ..

أشرت موزة بحماس: صدق تبين ..!!!

هزت شما رأسها بـ نعم: هيه والله من متى في خاطريه اتعلمه ..


وضعت موزة خيوط الكروشيه والابرة امام شما وهتفت لها باشارات متتالية بسيطة: يلا يودي .. وسوي شرات ما اسوي جدامج .. زين ..!!!
شما بابتسامة واسعة: زين



.
.
.
.
.
.
.



في ذات المنزل
في إحدى غرفه الكثيرة



قطبت حاجبيها هاتفةً باستنكار خافت: اشوووه ..!! جيه ما تبا الرياييل يقربون ..!!

جلس أبا سعيد أمام زوجته الغاضبة، لا يلومها على غضبها واستعالجها في تزويج ابنتها ..

فالناس كما تقول هي .. قد بدأوا يتحدثون ويثرثرون بشأن تأخر زواج ابنتهم ... وهو كثيراً ما كان ينصحها بعدم الاستماع لما يقولونه ..
لأن هذه حياتها .. وهي من يجب عليها بنائها كما تبتغي وليس كما يبتغي الناس ..!!!!
وحديث الناس ما هي الا دوامة ضخمة لا تجلب الا الانزعاج/تعكير صفو البال ..

الا انه يتفهم في الحقيقة انها أم .. وام تريد رؤية هالة حُسن العروس على وجه وحيدتها .. تريد رؤيتها زوجةً وأم فانية كباقي نساء عائلتهم .. تريد رؤيتها وهي تحمل طفلها البكر ....
تربيه .... وتعلمه .... وتطعمه ..

لا يلوم زوجته على مشاعر فطرية تقبع بداخلها وتنمو بكل أمل سامي .. لا يلومها البتة ....!!!!



أجاب بعد ان تنهد تنهيدة عميقة: هيه لطيفة .. البنية هب للعرس الحينه ..

هتفت أم سعيد بكل يأس/حرقة قلب/خيبة: جييييه .. البنية وافقت وعاشه بنفسها يتني وخبرتني
(جيه = ليش)

أبا سعيد بنبرة صارمة لا تقبل النقاش بعدها: قلتلج يا حرمة خلاص، خبري العرب ان ما عندنا بنيات للعرس ..

ضربت أم سعيد رجلها بكل غضب/استياء وهي تتمتم بضيق يأكل وجدانها: لا حول ولا قوة الا بالله، ما غير انته وبنتك اللي بتجتلوني من الغيظ ..

رمت كلماتها وخرجت بسرعة من الغرفة ولسان حالها يتذمر بضيق وهم ..



زفر أبوسعيد بحدة متأملاً أن الذي فعله من مصلحة كل الأطراف ..
فهو لا يستطيع التقدم بأي خطوة بعد الذي تفوه به ابنه بطي ..!!


أحقاً يا سلطان تريد ابنتي بعد كل الذي حدث ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



أبــــوظبـــــــي



كانتا في طريقهما للمستشفى لرؤية والدهما ولمعرفة ما سيقوله الاستشاري القطري عن حالته ...

لم تكن تشعر روضة بأنها في مزاج حسن، خاصة وهي مدركةٌ تماماً أن غداً ستستأنف عملها مع ناعمة كمعلمتين ..


هتفت بنظرة ضجرة مستاءة: شيخوه خلي محرم يوقف عند كوستا دام انه جريب منا، ابا كوفي لاتيه يعدل مودي المضروب

شيخة بهمس خافت: ان شاء الله ..
واردفت بحزم: محرم اخطف على كوستا أول عقب المستشفى ..


وصلتا للمقهى الذي لم يتجمع أمامه الا عدد قليل جداً من السيارات .. وهذا ما تحبه روضة بهذا المقهى في هذه المنطقة بالذات لعدم تواجد تجمعات الرجال فيه عكس المقاهي الأخرى التي تقبع في وسط العاصمة ..


عندما ترجلتا من السيارة، أشرت شيخة بشكل مفاجئ على إحدى السيارات الفارهة لتهتف بنبرة متسلية: رواضي طاعي، حبيب قلبج فراري ههههههههههههه

تلألأت عينا روضة ومزاجها السيء على ما يبدو بدأ بالتحسن: وااااااو حي الشيوخ حيهممممم

ضحكت شيخة على تعليق روضة ثم فتحت باب المقهى لتدلف اولاً ثم اختها ..


كان المقهى وكما ظنت روضة منذ البداية خالٍ الا من فتاتين اجنبيتين وبعض الاطفال مع خادمتهم يأكلون الحلوى والبوظة، وشخص آخر يجلس بعيداً عنهم في زاوية لا تُظهر الا ظهره العريض الطويل ..


التفتت روضة للبائع وقالت بنبرة حازمة ناعمة: اسكيوزمي، ون كوفي لاتيه آند وننننن ..
(لو سمحت واحد كوفي لاتيه وواحد ...)

ثم سألت شيخة: شيخوه شو تبين ما قلتيلي ..!!!

شيخة بتفكير: امممممم اباااااا اممممممم .. خلاص طلبيلي شراتج ..

تابعت روضة وهي تلتفت للبائع مرة أخرى: تو كوفي لاتيه بليز ..
(اثنان من الكوفي لاتيه من فضلك)

ابتسم البائع وهز رأسه بمهنية تامة ثم دعاهن للجلوس حتى الانتهاء من الطلبية ..

أخذتا تبحثان عن طاولة مناسبة للجلوس عليها قبل ان تهتف روضة وهي تأشر برأسها: هكي طاولة تعالي نيلس

جلستا على المقاعد وبدأتا تتحدثان قليلاً ليقتلا الوقت حتى وصول قهوتهما ..

اقتربت روضة برأسها لتهتف بخفوت: رواضي وين غشوتج .. غريبة ما يبتيها ..!!

روضة بذات النبرة الخافتة وهي تنزل طرف غطاء رأسها عن وجهها: نسيتها البارحة في موتر قوم فطوم
*فاطمة هي شقيقتهن الكبرى أم محمد*


في هذه اللحظة، شعرت روضة بخفقات تقرع كالطبول ما إن أحست بقامة شخص آتٍ نحوهم ..

لم تكن لترفع رأسها لترى من الشخص، ولكنها شعرت بمشاعر رهيبة غامضة اجتاحتها على حين غرة ... مشاعر انبأتها باقتراب أحدهم من منطقة خطرة في أعمق قاع في قلبها ..


تنهدت تنهيدة ارتياح لا تعرف مصدرها عندما مر الرجل .. لم تنتبه بمن حولها إلا عند سماعها صوت شيخة المتفجر بالحالمية الطفولية: يا وووويل حاليه وووويلاااااااه .... يخرب بيته محلاااااااااااه ....

قطبت روضة حاجبيها بحنق قبل ان تضرب يدها: اشششش صخي فضحتينا، لو حد سمعج شو بيقول عنج يا الطفسة ..!!!

تأوهت شيخة بضحكة خافتة: الله جميل يحب الجمال يا ختيه ..
بس قسم بالله طافج .. أول مرة اشوف واحد اقرع بهالحلااااااااه .. ما شاء الله عليه الله يحفظه لأمه ههههههههههههههههه


انتفض قلبها وكادت عيناها تذرفان الدمع من فرط شوقها ....
أيكون هو ..!!!
أيكون هو يا روضة وأنتِ لم تلمحيه ..!!!

لا .. ليس هو ..!!
ما الذي سيجلبه الى هنا ..!!!

ليس وكأنك تملكين الحظ الوافر يا صاحبة الحظوظ النائمة ..!!!


هتفت وهي تجهل ان صوتها اصبح يرن يأساً/حزناً: هاذوه الريال يزقرنا .. خل نشل طلبيتنا ونروح ..

هتفت شيخة بخفوت وهي ترى وجه روضة الذي امتقع فجأة بعد انسدل الغطاء عن وجهها من غير احساس منها:
بلاج رواضي بسم الله

تنهدت روضة بعمق لتهتف بعدها وهي تقف: ماشي شيخوه يلا نشي ..


لم تكد تستدير لتعدل غطاء وجهها حتى رأت أمامها من لم تتوقع أبداً رؤيته حتى في أحلامها ..


تسمرت بـ مكانها والذهول قد أخذ من لون وجهها الزاهي مأخذه بشراسة ..


هــــو .. هـــــو يا إلهــــي ....



لمحت، بعد أن مشطت بناظريها قامته وهيئته التي حاربت سهادها ليالي طويلة، طيف ابتسامته الرجولية التي تفعل فعلها القاتل على دقات قلبها الصغيرة ..

يا إلهي ارحمني .. ارحم قلبي الضعيف ..
ارحمه يالله ..


جفلت عندما أحست بيد شقيقتها وهي تسحبها بحزم وتسير بها لحيث مكان الدفع، قالت شيخة باستنكار رقيق:
بلاج يالهبلة تيبستي جدام الريال جيه ..!!!

لم تكن روضة تسمعها، بل لم تكن تسمع شيئاً مطلقاً عدا دقات قلبها العنيفة والتي تنبض في كل ارجاء جسدها الغض ..


مسكت بشكل لا إرادي بذراع شيخة وهي تطلب منها بنظراتها المستجدية ان تساعدها على الوقوف بعد ان احست بخلل كبير يجري على طول اتزان قامتها وساقيها ..


يالله .. ما الذي يحل بها ..!!
لا تستطيع حتى الوقوف ...!!!!


امسكت بها شيخة والدهشة والاستغراب قد اعتلا ناظريها بقوة، دفعت الاخيرة ثمن الطلبية ثم امسكت بشقيقتها وخرجن لحيث توجد سيارتهن ..


بعد أن جلستا في الداخل .. امسكت شيخة علبة ماء صغيرة كانت امامها ورشت القليل منه على وجه روضة الذي بهت لونه بشكل مُريب .....

ثم هتفت بقلق حقيقي: بسم الله عليج الرحمن الرحيم .. روضوه حبيبتي شياج بسم الله .. منو هالريال ..!!
ليش جيه تيبستي يوم شفتيه ..!!!

بدأت روضة تدريجياً بالتقاط انفاسها الهاربة، وأخذت تمسح بكفوفها المرتعشة وجهها وهي تتمتم بخفوت بكلمة
"يا رب" ....



بعد لحظات لم تدم طويلاً، قالت بنبرة مرتجفة .. مرتجفة حد الصميم: محرم تحرك يلا ....


حرك السائق السيارة بسرعة بطيئة لضيق المكان أمام المقهى، لا تعرف حينها ما الذي جعلها تستدير بقلبها المشتاق الملتاع ...

هي فقط تتأمل رؤيته لمرة أخرى .. مرة أخيرة فقط ..!!!
ورأتـــــــــه ..!!!!!


لمحته واقفاً وقفةً كسولة وانما واثقة فخورة امام سيارته "الفيراري" .... وعلى ثغره ابتسامة براقة/لعوبة ....


كان يراها ..
اجــــل يراهـــــا ..!!!

تقسم انها رأت مقلتاه وهما تبرقان بلمعان غريب .. لمعان يعدها بأشياء وأشياء ...!!!



.
.



أما هو، لم يكن يتوقع أبداً أن الفتاة التي مارست اشد انواع التعذيب بعينيها عليه في الايام المنصرمة، قد تصل إليه هكذا على طبق من ذهب ..

الحمدلله انه نسيَ هاتفه المحمول في المقهى ليعود ويراها أمامه متجسدة كالملاك برقته وهالته الساحرة ..


ابتسم ابتسامة كبيرة عندما تذكر ردة فعلها المصدومة ما إن رأته ..


آآآآآآآآآآه يا أنتِ ..
أعدك أن لنا لقاء آخر يا جميلتي .. أعدك ..

هذا ما تفوه به قلبه عندما لمح نظرة عيناها المترددة/الخجولة/اليائسة من خلف نافذة السيارة ..
ابتسم مودعاً اياها بهذا الوعد النابض بـ لهفة الروح ..



.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن



خرج زوجها من الغرفة غير مدرك بالعاصفة المدمرة الذي أحدثها في روحها المثقلة بالحقد والضغينة ..

قبضت على يديها بقوة شاعرةً بحلقها الجاف قد تضخم وأصبح بحبة فاكهة تقف على مجرى تنفسها الثقيل ..


لا ترى شيئاً أمامها غير ضباب فاحم من القهر، الغضب، والهيجان الشديد ..



كيــــــــف ..!!
كيــــف يخطبهــــا بعد الـــذي حـــــدث ..!!

كيـــــــف ..!!


لا .. لا هذا كذب .. مجرد كذب ..
إنك تكذب يا أحمد تكذب ..


تحولت عيناها لشيء انبثق من دوامة روحٍ هائجة مجنونة ...!!

لا تصدق الذي سمعته ..
لا تريد أن تتخيل مجرد تخيل أن سلطان سيأخذ شما بعد أن تزوجت هي ..!!!!


لا .. لن تأخذها أيها المتكبر ...... لن تأخذها ..

سيحدث هذا على جثتي ..!!

أنــــت لـــــــي .. وستظل لـــــــي ..!!
شئت أم أبيت ..!!
أنــــــت لـــــــــي ..!!

لن تنعم أخرى بحضن لم أنعم به أنا ..!!


لن يحدث هذا أبداً ...
ابــــــــــداً ..!!



خانتها صور ذاكرتها لتتخبط ببعضها وتدور مع سنون طويلة مضت .. سنون مضت على وهم غرقت في بحره وسبحت مع أمواجه الخادعة ....



كانت فتاة جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بعيناها الصغيرتان الحادتان اللتان تبرقان على الدوام ببريق الشقاوة الخبيثة ..

عمرها الثلاثة عشرة حينها لم يكن ليجعلها كباقي الفتيات من بنات سنها يحملن اللعب والعرائس ببراءة وبياض قلبً صافي ..

لا .. كانت مختلفة كثيراً .. واختلافها هذا ما نما وكبر بشكل منحرف منذ أن خرجت على الدنيا ورأت كيف أن والدها يدللها كل الدلال المنبعث في الكون ...
كان يجلب لها الشيء قبل أن تفكر به .. وهي كلما حنقت وتمردت، كان يرضيها بأن يفعل لها ما تتمناه كل فتاة صغيرة حالمة ..

كانت بحق مترفة بالدلال ..

ولم تكن لتدع والدها يذيق غيرها هذه الرفاهية .. حتى مع شقيقتها الصغرى حنان وشقيقها حميد ..!!!
عاشت هكذا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تعلق بها قلبها بـ "ذلك" ..

كانت إحدى ليالي الشتاء الباردة، ليلة صقيعية تجمد الأطراف وتلون الشفاه بالشحوب والازرقاق بسبب برودتها ..


دخل باحة البيت بكل ما فيه من شباب نابض ورجولة بدأت بالنضوج بعمره العشرين، ثم وقف أمام باب المنزل ليهتف بنبرة خشنة حازمة:
هووود هوووود


لم يسمع رد يأذنه بالدخول، ظل واقفاً ينتظر من يأتيه، ولكن دون جدوى ..

قام بطرق باب المنزل بقوة وهو يعيد هتافه بنبرة أٌقوى: هووود يا هل البييييت


هي في تلك الأثناء كانت تلعب بالخارج مع بنات الجيران، أتت راكضة غير مدركة بأن أبن عمها أمام باب المنزل ..

عندما اقتربت .. استوعبت وجود رجل أمامها بقامته الطويلة الشاهقة، علت نظرة عيناها ذلك الشعاع المتعالي المتكبر لتهتف بنبرة خلت من التهذيب تماماً مع "معرفتها التامة بشخصيته": حوووه انت، منو تباااا ..!!!

التفت سلطان بحاجب واحد مرفوع مُستنكراً الصوت الذي يهينه بأسلوب حديثه، ولمح تلك الفتاة الصغيرة بنظرتها البراقة المتعالية، لم يفعل شيئاً وانما فقط ابتسم ابتسامة صغيرة ساخرة لأبعد حد .. فـ هو يعرف عوشة ويعرف انعدام التهذيب في حديثها ..

ثم قال وهو يستدير باحثاً في الرواق بعينيه متجاهلاً تماماً الفتاة بشكل وقح: يا بنت سيري ازقري ابوج، قوليله عميه ظاعن يباك في ميلسه ..
احتقن وجه الفتاة بغضب شديد وهي ترى بأم أعينها التجاهل الذي لم تتخيل صورته أبداً، قالت بنبرة طفولية حادة: انته حوووه لا تيلس تتأمر عليه، هب بشكارة ابوك انا

التفت إليها واتساع عيناه انبأها بغيظه من الذي تفوهت به ..
ارتعدت أوصالها بشدة لكنها لم تتراجع بل أضافت بذات نظرة التكبر الحادة "المهتزة بالحقيقة": لا اطالعنيه جيه هب خايفة منك انا ..

اقترب سلطان من عوشة وهو يكز على اسنانه بغيظ مكتوم: بتسيرين تزقرين أبوج ولا شووو ..!!


انخرس لسانها وهي ترى بهذا القرب كم أن هذا الرجل ما هو الا تجسيد حقيقي لمعنى الوسامة الرجولية الخشنة ....

فـ هي منذ سنين لم ترى سلطان، لأنه عندما بدأ دراسته الثانوية، انعزل عن الجميع ووضع كل وقته وجهده في دراسته، ثم بعد ذلك ذهب لمدينة العين ليدرس في جامعة الامارات وفي تلك السنوات زاد انشغاله كلياً ...

ولكن، ولغرابة حظها، فقد رأته اليوم بالصدفة ..!!!


ظلت متسمرة بمكانها وعيناها تمشطان تقاطيع وجهه بعقل مسلوب ..
وبفعل السحر التام .. أصابها حالة من الارتجاف نتجت عن مشاعر بدأت تدب في روحها بشكل مبهم غريب .. مشاعر لم تعهدها من قبل .. كيف تعهدها وهي صغيرة على هذه الأمور ..!!

تملكها حينها ذلك الشعور بالتملك المرَضي اتجاه هذا الشخص .. تملك لم تُشفى منه أبداً ..!!!!

وصل لمسامع الاثنان صوت أم سلطان وهي تهتف بمكر باسم: شعنه يا سلطان تزاعج على حرمتك ..!!

التفتت عوشة بحدة لزوجة عمها والذهول المُدمج مع خفقات قلبها الصغيرة قد اعتلى ناظريها بوضوح ..


سمعت سلطان وهو يقول بازدراء قاسي غير مبالي: هاي حرمتيه ..!! تبطي والله ما خذتها أم لسان ..

زمت عوشة فمها بغضب ازال كل الذهول والخجل من وجهها: اللي يقول عاده انا اللي بحب القاع عسب اخذك ..

ضحكت أم سلطان بنعومة وهي تسحب عوشة لداخل المنزل وتهتف بدفء لأبنها: ابويه سلطان .. انا بروح مع خالتك أم حميد عند عمتك غبيشة ..

استدار سلطان ليذهب بينما بدأ البرود الجامد باسترداد مكانه العتيد في نظرته المعتمة: انزين .. امايه ما عليج اماره فديتج وصي حد يزقر عميه زايد ويخبره أن ابويه يباه ..

هزت أم سلطان رأسها بـ نعم وقالت: ان شاء الله .. سلطان تعشى فديتك لا اتم بـ يوعك ..

ثم استدارت أمه بعد أن سمعت رده المقتضب ساحبةً خلفها عوشة التي تتلوى من فرط غيظها .. ومن فرط ألم كبريائها الذي انخدش وهي تطعم مذاق التجاهل والرفض من ذلك السلطان ..!!


ولكن .... وبعد هذا الموقف .. أصبح هو هاجسها وضيف منامها ..
هو لا غير ..!!!!



.
.



استفاقت من تلك الذكرى بقلب ينبض وجعاً .. وجعاً يجعل من مشاعرها تمرض .. وتمرض .. وتمرض ..!!

وبتدريجية تامة، التمعت شرارات ملتهبة مجنونة في كل جسدها وهي تتحرك بعشوائية حول الغرفة وتفكر كيف تهدم هذه الخطبة التي لم تتم بعد ..

كيف تهدمها كما هدمتها في السابق ..!!!!

ابتسمت ابتسامة شيطانية ناضحة بالجنون المخيف .. ثم همست بفحيح أفعى خافت: فكري العوش فكري .. ما يغلبج شي انتي ..



.
.
.
.
.
.
.



دبــــــي



طرقت بنعومة باب غرفته لتسمع بعدها صوته الحازم يأذنها بالدخول ..
دخلت وهي تشعر بكافة انواع الخجل والحياء الفطري، ولكن لن تدع هذا الحياء يمنعها من التأكد مما سمعته من والدتها قبل قليل ..

فـ هي قد أصابها الذهول التام عندما علمت أن أخيها طلب أن يتقدم ليخطب حصة شقيقة صديقتها المقربة ..


كيـــف ..!!
هي لا تتخيل فلاح شقيقها يتزوج بـ حصة ..!!

كلاهما يحمل تركيبات جينية معقدة تخولهما لفتح أبواب عشرات المعارك بينهما في المستقبل ..!!

فلاح مختلف .. مختلف جداً .. ليس كباقي أشقائها ..!!
مختلف كما اختلاف شخصية حصة القوية المُسيطرة ..!!
واختلاف فلاح لا يلائم في الحقيقة قوة حصة وصرامة طبعها ..!!

السؤال هنا هو ..!! .... لمَ اختار حصة بالذات ..!!


وقفت أمام شقيقها وهي تبتسم ابتسامة مترددة .. ثم سمعته وهو يقول لها بحزم تخلله كما لاحظت ذبذبات غضب مكتوم: هلا مهاري شو تبين ..!!!

تلعثمت مهرة وهي تقول بخفوت: اممممممم فلاح انت صدق ناوي تخطب بنت عبدالله الـ ...


لم يرفع رأسه ولا عينه عن جهازه المحمول، بل قال بنبرة هادئة كهدوء سطح مياه راكد: هيه نعم ناوي اخطبها، فيها شي ...!!!

أجابت مهرة بارتباك، فهي حقاً ترتبك عندما تتحدث مع فلاح عن مواضيع حساسة كهذه: ا ا ا ا بس فلاح حصة ما توالمك ..



هنا .. رفع رأسه بحدة وقال بنظرة قاسية ملتهبة: شو تقولين ..!!!! شو بعد هاي ما توالمني ...!!!!


تراجعت بجزع ما إن رأت انفعاله الغاضب، لكنها يجب أن تعلمه بالذي تشعر به من هذا الموضوع برمته: فلاح فديتك لا تفهمني غلط .. أقصد اممممممممم أقصد شخصياتكم انتو الاثنينه ما توالم بعض .. انت غير وهي غير ..

ابتسم حينها فلاح ابتسامة ساخرة لم تتجاوز حدود عيناه ليهتف بعدها بصرامة: ما عندنا نحن سوالف شخصية ما شخصية، البنية دخلت خاطريه واباها .. ما عنديه رمسة زايده اقولها ..

زمت مهرة فمها باستياء ثم هتفت بخفوت: على راحتك فلاح، انا بغيت اوضحلك رايي قبل لا تسوي اي شي ..

ثم استدارت لتخرج ما إن رأته ينزل رأسه ليكمل عمله على جهازه المحمول ..


مشت على طول الممر الطويل الذي يتوسط جميع غرف النوم العلوية .. كانت شاردة الفكر عندما رأت حمد شقيقها آتٍ من الطابق السفلي حاملاً معه أكياس من الشطائر والبيتزا وعلى وجهه ترتسم أمارات الجوع الشديد ..

هتف حمد ببسمة اخوية جذابة: ها الحب تاكلين معايه ..!!

مهرة بدهشة: وابوويه .. ها غدا ولا عشا الحينه ..!!!
حمد: ههههههههههههههههههههههه الاثنينه ..
مهرة بذات دهشتها: من متى هب ماااكل ..!!!!
حمد بنظرة مرحة لا تناسب وجهه الأصفر الذي بهت من الجوع: من البارحة
هتفت مهرة بانفعال: مينون انته ..!! ليييييش ..!!

تثائب حمد بإرهاق تام ليهتف بعدها بصوت خشن: كنت سهران إلين الفير على اوراق مهمة تخص الدوام، عقب صليت ورقدت وما نشيت الا على صلاة الظهر .. ويوم صليت وقدني بنزل اكل شي اتصلبيه واحد من الربع طايح في مشكله ويباني افازعه، عاده توني خلصت من عنده وييت ..

حملت مهرة الاكياس عنه ونظرة عيناها تذبل بحنية بالغة .. وقالت: فديييتك حمد تعال تعال بمدلك السماط عسب تاكل ..
ضحك حمد مستمتعاً بتدليل شقيقته الصغرى له قبل ان ينزل معها للأسفل ..
رتبت مهرة مائدة الطعام لشقيقها وبدأ يأكل بشراهة بينما جلست امامه لتتحدث معه وتدردش قليلاً ..

حمد وهو يبلع لقمته: امايه وين ..!!

مهرة: اماية سارت عند قوم علي بن أحمد بنتهم مربي حليلها
(مربي = ولدت)

حمد: ما شاء الله .. زين زين

أخذت مهرة تفكر بتردد ما اذ عليها ان تصرح له بما يجول في خاطرها ام تصمت ...
لا تعرف حقاً ما هو الصواب ..!!

لكن لمَ هي متشائمة بهذا الشكل ...!!!!
ربما هي فقط تضخم الأمور وتعطيها اكبر من حجمها ....

فليتزوج فلاح حصة .... ما دخلها هي ....!!!

حكت رأسها بخفة وهي تزم فمها بتهكم .. وفكرت مرة أخرى ..

حصة لا تناسبه .. لا تناسب رجلاً كـ فلاح ابداً ..!!
تعجز عن تصور الاثنان واقفان قبالة بعضهما بتناغم ومودة ..!!
بل هي لا ترى الا خيالات من معارك ولكمات تتقاذف من كلا الطرفين ..!!

يا إلهي ..
كفاكِ خيالات بلهاء يا مهرة .. كفاكِ ..


وبنبرة مترددة هتفت: حمد .. عرفت ان فلاح ناوي يخطب بنت عبدالله بن خويدم ..!!!

وبشكل مفاجئ، شرق حمد وهو يشرب العصير وأخذ يسعل بقوة وبصوت عالٍ حاد وكأن روحه تكاد تخرج من عيناه ..

وقفت مهرة بهلع لتقترب من شقيقها وتضربه بقوة على ظهره الصلب، استمر بالسعال القوي حتى احمرت عيناه وغدت كحبات فراولة من فرط احمرارها ..

هتفت مهرة بجزع شديد: حمد بسم الله عليييك شبلااااااك ..

أخذت تضرب ظهره حتى هدأ السعال واستطاع التمكن من أخذ انفاسه الهاربة ..

ارتجفت اوصالها حقاً وهي ترى ملامح وجه شقيقها المختنق .. وقالت بنبرة مرتجفة مُرتعبة: حمد فديتك خبرني انت بخير ..!!!!

هز حمد رأسه بثقل قبل أن يتنحنح بخشونة ويهتف بنبرة مصدومة تخللها بحة مرتجفة: بنت عبدالله بن خويدم ..!!!!

قطبت مهرة حاجبها باستغراب ..
أكان الذي حل بـ حمد هو تفاجئه بالخبر لا أكثر ..!!

أجابت فيما بعد بخفوت متوجس: هيه بنت عميه عبدالله

تنحنح مرة أخرى بخشونة أقوى ليقول بنبرة أخرجها هذه المرة شبه متزنة تتفجر بالترقب الخفي: منو ..!!!!

اجابته بنظرة بريئة متعجبة: شو منو ..!!

قال بنبرة حادة مثقلة بالصبر المنعدم: منو من بنات عبدالله بيخطب يا مهرة ..!!

تلعثمت مهرة لتجيب بارتباك: أ أ أ يبا حصة بنته العوده

زفر حمد بحدة خرجت من بئر سحيق المدى ماسداً كفه الأيمن على شعره الناعم القصير ..


يا إلهي .. كاد قلبه يخرج من بين أضلعه ..
الحمدلله إنها ليست ميرة .. الحمدلله رب العالمين ..


تنحنح للمرة العاشرة بقوة ليهتف بصوت حازم: اهاا زين زين .. الله يجدم اللي فيه الخير

وقبل أن تنطق مهرة بتساؤلاتها المذهولة، وقف وذهب ليغتسل بالحمام ..

في الحقيقة هو هرب .. يعرف أن شقيقته الفضولية لن تتركه حتى يفسر لها انفعاله المفاجئ من حديثها ..



.
.
.
.
.
.
.



على طريق العين – أبوظبي



أمسك بهاتفه ومشاعر التردد/الندم/الإحراج بدأت تدب في روحه بشكل جعله يعجز عن التفكير ...


ما الذي حلّ به ليقول ما قاله بحق الله ..!!
أجنّ وأختل توازن تفكيره ..!!
يكــــــذب ..!!
يكذب على والده وأشقائه ويقول أن سلطان قد خطب شما مرة أخرى منه ..!!!!


ضرب جبهته وهو يتخيل منظره المخزي عندما يعلم الجميع بأمر كذبته ..!!


يالك من معتوه يا بطي .. حقاً أنت معتوه ..!!
ولكن .. حسناً ..
لمَ لا يكمل ما بدأه ..!!

لا لا .. ماذا سيكون موقفه عندما يعلم سلطان بما فعله ..!!
لا لا .. لن تفعل شيئاً يا أنت .. بل ستتصل بأبيك الآن وتخبره بالحقيقة ..

يا إلهي لا يستطيع ..
لن يحتمل نظرته واشقائه بعدها ..!!

أنت مجنون يا رجل .. كل الذي حدث بسبب رغبة سخيفة نمت بداخلك منذ سنين ..

أففففففف ..

حسناً فلتفكر بعقلانية الآن ولا تستعجل .. فقط خذ الامور بروية يا بطي ..!!


بدأ يفكر .. ويفكر .. حتى توكل على الله وبدأ بفعل ما يشعر بأنه لمصلحة الموقف، وقبل كل شيء، لمصلحة المعتوهان الأثنان بنظره أيضاً ..
سلطان وشما ..


أخذ هاتفه وطلب رقم يعرفه تمام المعرفة، وبعد ثواني لم تتجاوز الثلاث، رد الآخر بحزم ودود: هلا والله بالعضيد ..

هتف بطي بعد أن زفر زفرة خفيفة مضطربة: هلا سلطان اشحالك ..؟!!



.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــــــي



كانت تجلس مع شقيقتها الوسطى في غرفة والدهن .. وابتسمت بسعادة وهي تحدق بوجهها ..


جميل هو ذلك الشعور عندما يرجع عزيز لك من السفر .. تشعر بأن هناك نبضات أمان قد رجعت لقلبك بعد غياب فترة من الزمن .. تشعر بأن الشخص هذا قد سافر وحمل معه حقيبةً من نبضات قلبك أنت .. بعض من ذبذبات وجدانك انت ..!!

أخذت تتمتم بالحمد والشكر لله على رجوع أختها بالسلامة، فهي حقاً لا تريد أن تتجرع وجع فراق أحد من عائلتها ...

يكفيها ذلك الغائب الحاضر المستلقي على فراشه منذ سنين طويلة ..


تنهدت ووجهها الباسم بتقاطيعه الناعمة القمحية يبعث في المكان هالة أنثوية فريدة من نوعها، ثم همّت بإعادة ترتيب حجابها بإحكام لتستدير بعد أن قالت لأختها إنها ستذهب للحمام قليلاً ريثما يأتي الطبيب ومعه الاستشاري ..

أغلقت الباب بعد أن خرجت، ولكنها تسمرت بمكانها عندما رأت آخر رجل تريد أن تلتقي به ..!!!!!


ارتسم على عيناها ذلك اللمعان الخليط من خوف/ارتباك/نفور وهتفت بنبرة مرتجفة من أثر كبح الانفعال: هلا عميه مبارك ..

وقف الرجل وملامح وجهه الحديدية بنظراته الخبيثة التي لا تريحها عادةً قد أنبأتها أن مجيئه الى هنا ليس لغرض بريء ولا حسن ..!!

هتف بخشونة ساخرة: ها سمعنا اختج المصون ردت من هياتتها ..!!

زمت فمها باستنكار غاضب، فـ هي تكره بشدة تسلطه عليها وعلى شقيقاتها واحتقاره لأخلاقهن التي لا تشوبها شائبة ..

اجابته بغيظ مكتوم: عميه لو سمحت اختيه ما سارت تهيت، سافرت مع مدرستها وردت .. لا سوت المنكر ولا المنقود عسب تقول هياتتها ..

ابتسم ابتسامة ساخرة وهو يحرك مسباحه بشكل يوتر الاجواء "المتوترة أساساً" ثم هتف بغلظة: اقولج سيري سويلي درب بحدر على ابوج ..

تراجعت شيخة لتفتح لعمها الباب وتهتف باقتضاب: حياك عميه ما من غريب ..


دخل عمها ثم دخلت خلفه وهي تبحث بعينيها عن أختها بخوف وقلق .. فـ هي خائفة أن تسمع روضة كلمة قوية أو جارحة من عمها وتنزعج ..
وصلت لحيث كانت تجلس لتقف بجانبها بتحفز متوتر ..

وقفت روضة بتأهب ما إن رأت عمها ورسمت على وجهها كل معالم الصرامة، الثقة والقوة ..
وقررت في قرارة نفسها أن تتماسك في حال تلقت قذائف من الشتائم والازدراء منه..

هي تعرفه وتعرفه اكثر من اي شخص ..
لطالما عرفت طباعه الشيطانية .. لطالما عرفت جشعه وطمعه بأموال والدها، وبالطبع هي تدرك مدى نفاقه وكذبه ليسيطر عليهن ويستغفلهن ..
فقط .. "من أجل المال" ..

هي ليست بغبية ولا شخص يمكن استغفاله ..
فهي رغم طيبة قلبها ورقته التي تقطر ثلجاً نقياً، تصبح شخصاً مختلفاً كلياً عندما تمس ايادي مريبة حدود عائلتها وبيتها، وتظهر تلك اللبوة التي تحمي أطفالها بأعتى أسلحة لديها ...... عائلتها هم أطفالها ....... هم أغلى ما تملك ..
ابتداءاً من والديها جنانها، إلى شقيقتيها الزمردتان ..!!


هتفت بنبرة قوية رنانة ما إن رأت عمها يقف أمامها: مرحبا عميه مبارك قرب قرب ..

تقدمت منه قبل أن تسلم عليه وتتراجع للخلف .. سمعته يقول بنظرة حادة غير مُريحة: هلا هلا بـ عرب اسبانيا، الحمدلله على السلامة شيختنا ..

رسمت على ثغرها ابتسامة باردة مسيطرة لتجيب بنبرة هادئة: المهلي ما يولي .. هلا بك زوود فديتك والله يسلمك من الشر ..

ثم اردفت بعد أن قرّبت منه كرسي: حياك عميه استريح ..

جلس العم مبارك بعد أن رفع حاجباً بسخرية تخللها غيظ واضح ظهر مع حدة صوته: ما علموج المذهب يا بنت خليفة .!!

التفتت روضة لشقيقتها شيخة ذات التعابير القلقة المترقبة، لترجع وتواجه عينا عمها بسيطرة كاملة: علموني اياه من وانا في حشا امايه ..

رفع جانب فمه باستهزاء غاضب: واضح علمووج، اشوفج ترى اتصلتي بعمج وخبرتيه عن سفرتج ..!!

قطبت روضة حاجبيها بذهول مُستنكر: انا ما اتصلت ..!!!
الا حرقت تلفونك حراق وما رديت عليه، اسبوعين وانا احاول اتصلبك وانت مطنشني، في الاخير اتصلت بحرمتك ووصيتها تخبرك ..

تحول سواد عيناها للون مليء بالسخرية التامة وتابعت: بس الظاهر من زود حبها لك ما بغت تحشرك بسوالف بليا معنى .. ما يخفى عليك يا الغالي انا نحن من كبيرنا لصغيرنا مالنا معنى عند حرمتك ..

وضع العم مبارك رجل على رجل بشكل متعجرف ليهتف ببرود غير مكترث لجملة روضة الأخيرة: ها مب عذر يخليج تسافرين بليا شوري ..



تنهدت بضيق عميق داخلها ..

آآآآآآه ..
لو ان لها أباً بـ كامل وعيه وصحته، أو شقيقاً يكون لها ولأمها وشقيقاتها الجدار المانع الحامي، ما كانت الآن واقفةً أمام هذا العم وتتلقَ منه تلك الكلمات التي تشعرها وكأنها وشقيقاتها أحدى ممتلكاته العتيقة الرخيصة ....!!!!

ما كانت لتقف هنا وتبرر له اي أمر يخصها ..!!
وقبلها .. ما كانت لتضطر لفعل أمور هي لا تجوز، كسفرها بلا محرم ..!!

آآآآآه .. استغفرك ربي وأتوب إليك ..



شبكت كفوفها ببعضها البعض بقوة لتُهدأ من انفعالها، ثم هتفت بنبرة مقتضبة: عاده هاللي صار يا بوخالد .. اسمحلنا فديتك ..

التفت العم لشقيقه وأمارات الغموض المُريب تنضح من ناظراه بشكل مبهم، لم يرد على ما هتفت به روضة فهي وشقيقاتها آخر ما يهمه، هو آتٍ لغرض ما، وسيحققه برضىً منهن أو باعتراضهن .. !!!


أخذ يحرك مسباحه بصمت يقشعر له الأبدان، ثم هتف بنبرة هادئة غامضة: روضوه بتخبرج .. مزرعة أبوج اللي في الذيد منو ماسكنها ..!!

التمع ناقوس الخطر في مقلتا عين روضة، ثم اجابت بذات نبرتها المقتضبة "المتوجسة": البيدار ..
(البيدار = من يقوم بالاشراف على المزرعة)

هتف عمها بحدة/عدم صبر: منو انزين .. !!!

أجابت مرة آخرى بنظرة أكثر توجساً: اسماعيل ..

اتسعت عينا العم أبا خالد باستنكار: اسماعيلوه الحرامي رد يشتغل في المزرعة ..!!!

زفرت روضة بخفوت ونفسها بدأت تضيق حد اللامعقول، ها هي الآن مضطرة للمرة الثانية لشرح موضوع سيجعل من عمها في نقطة أقوى .. نقطة تكون ضدهن وضد ارادتهن المستقلة ..!!

اجابت بنبرة هادئة مسيطرة: الريال تاب وما بغينا نقطع رزقه الفقير ..

وقف بغضب كاسح: اشوووه ...!! شو تاب بعد هاي .. اللي يسرق ربيه اليوم باجر بيسرقله ربيتين وثلاث ..
(ربيه = درهم)

هزت كتفيها بهدوء: قلتلك الريال تاب والحينه ما شاء الله قايم في المزرعة قومه .. ولا تخاف غانم ريل فاطمة يجيك على كل شي وراه ..
(يجيك = يراجع/يفحص)

زمجر بحنق ساخر تخلله وقاحة صرفة: غانم ..!!!
والقفعه .. مادري عاده منو ها غانم ..
(والقَفْعَة أصلها تعني قُلة التمر اي الخوص المستدير التي يوضع فيه التمر والرطب، والقفعة دعوة بأن تسقط عليك قُلة ثقيلة من التمر، وفي هذه الجملة دعى عليه بالقفعة مع التحقير والازدراء بـ شخصه)

أردف وهو يأشر بيديه بحدة محتقرة: نشي نشي جدامي خل نسير بيتكم، اباج تعطيني كل الاوراق اللي تخص المزرعة والعمال ..

أمسكت شيخة بكتف روضة بقوة محاولةً تهدئة غضب شقيقتها التي بدأ بالخروج عن سيطرتها الكاملة، ولكن روضة ما كانت لتدع شيخة تقف هنا وتشهد أكثر مهازل عمها التي لا تنتهي ..!!

في الحقيقة، ما كانت لتدع شيخة ترى المزيد من قبح وجه عمها الآخر .. وجهه "الجشع" ..!!

يكفي هي وما رأت منه .. وما ستراه ..!!!!


هتفت روضة بنبرة حادة ولكن مسيطرة لـ شيخة: شيخة اظهري .. خليني مع عميه شويه ..

ردت شيخة بنبرة خائفة مهتزة وقد تجمعت دموع طفيفة في مقلتي عينيها: بسسس .....

قاطعتها روضة بحدة: شيخة لو سمحتي ..

تراجعت شيخة بخيبة تخللها قلق حقيقي على ما سيؤول إليه هذا النقاش بين أختها وعمها .. وما ستؤول إليه قرارات عمها المتسلطة الخبيثة ..!!

نعم، هي أيضاً على علم تام بطمع عمها ولهاثه البغيض الكريه وراء اموالهن ..!! .. هي ليس بعمياء البصر ولا البصيرة ..!!

خرجت وهي تخفض رأسها بيأس تام، تذكرت حينها رغبتها السابقة بالذهاب للحمام ..!!

حسناً فلتذهب، علّها بعد أن ترجع ترى عمها وقد اختفى من الغرفة تماماً ..

تباً لمجيئه الذي يجلب الشؤم دائماً، حتى ان الاستشاري قد تأخر ولم يأتي ليطمئنهن على حالة والدها وآخر تطورات صحته ..!!


دلفت شيخة الى الحمام شاردة الفكر، وبعد دقائق قليلة خرجت وهي تربت على عباءتها بخفة ترتب تجعداتها الخفيفة ..

لم تكد ترفع رأسها حتى جاءها ذاك الصوت الفريد من نوعه، صوت برنة رجولية سحرتها من قبل، وها هي تسحرها الآن بلا حول ولا قوة من قلبها الصغير: السلام عليكم ..

ارتفعت عيناها ببطء تام لتبصر الاقدام الطويلة الى الصدر الصلب القاسي، الى أنف طويل حاد منتهيةً تأملها حيث عينان بنيتان تشتعلان داخل حلقة سوداء مظلمة ...

تلعثمت وهي تتراجع للخلف وتيارات من المشاعر المتوترة المُرتبكة الخجلة قد اصابت طرف لسانها بشراسة: آ آ آ هلا دكتور وعليكم السلام ..


ابتسمت عينا الدكتور ناصر بنشوة روح لا يعرف لمَ تخرج بقوة ما إن يرى هذه الفتاة، ولكنه سيطر على ما فيه من احاسيس وهو يقول بصوته القوي "المهني": عفوا اختي شيخة بس ابي اتأكد لو انتي تقربين لـ خليفة جابر الـ .. المرقد في الغرفة رقم .....

هزت شيخة رأسها بعفوية بعد أن خفق قلبها بقسوة .. بقسوة افقدتها توازنها العقلي للحظات ..!!

أما زال يتذكر أسمها ..!!!!


تسلحت بالدعاء وهي ترجو الله ان يخفف جنون خفقاتها والتي تشك انها لم تصل لمسامع هذا الواقف بكل رجولية بذخة امامها ..!!!!

أففففففف ...

ولكن ..!!!
كيف جاءه ذلك الالهام الذي اخبره انها ربما تكون احدى أقارب والدها ...!!!!!


هتفت شيخة بنبرة مرتبكة خافتة بعد أن خرجت من دوامة انفعالاتها الداخلية: هيه نعم اقربله .. انا بنته ..

زادت ابتسامة عينا ناصر وهو يرى براءة حركات شيخة العفوية ومدة خجلها الذي استعمر وجهها على شكل تدرجات من اللون الأحمر ..

وعيناها .. آه من عيناها .. يكاد يقسم أنه لم يرى من قبل عينان كهاتين تنضحان رقة كرقة نسيم الربيع ..!!
ومقلتان مثقلتان ببراءة كبراءة ثرثرة طفل في حضن أمه ..!!

بحق الله .. ماذا يفعل هذا الكائن الصغير بجدران قلبه الموصدة ..!!


غض بصره بـ عفويه منه قبل ان يتنحنح ليبعد عنه أفكاره "الصبيانية" .. ثم رد يهتف بمهنية أشد:
اهااا .. انزين لو سمحتي ممكن تجون مع الوالدة مكتبي عشان اشرحلكم حالة الوالد بالتفصيل ..!!


هزت شيخة رأسها بسرعة محاولةً بهذا التخلص من قرب الطبيب الجالب لكل انواع الانقباضات المعوية والقلبية: ان شاء الله ..

وسارت مبتعدةً عنه الى أن توارت عن نطاق نظراته المُربكة .... ثم وبشكل تدريجي بدأت تفتح عيناها بصدمة شديدة مستوعبةً أخيراً امر لم يخطر ببالها وهي تتلقى جملة الطبيب الأخيرة ..!!!

أهذا هو الاستشاري القطري الذي يشرف حالياً على حالة أبيها ...!!!!
يالغبائها ..... كيف لم تربط الامور ببعضها حتى الآن ..!!


عضت شيخة على شفتها السفلى بذات صدمتها المشبعة بارتباك حقيقي وانفعالات لا تعرف ماهيتها أبداً ..!!

ثم أكملت سيرها اتجاه غرفة والدها وبالها المسلوب كلياً لم يكن حاضراً ليفكر بأي شيء آخر .. لم يكن يفكر بشيء عدا بـ ذو العيون القابعة خلف جبال من لون حبيبات قهوة ....!!!
عيون تشع بـ نور تشعر بها تنير بشكل ما ..... دهاليز قلبها المعتم .. السجين .. المثقل بالفراغ ..!!!





أما ذلك .. فـ اتسعت ابتسامة عيناه لتشمل ملامح وجهه وثغره ما إن رآها تتخبط بمشيتها خجلاً/ارتباكاً ....
وهتف في قرارة نفسه بجذل يتراقص بين اضلعه وهو يتذكر كيف استطاع بذكاء تخمين صلة قرابة خليفة بـ شيخة ..!!

كيف لا يخمن وهو ما ان رأى صورة خليفة الشخصية في سجله الطبي حتى اكتشف بسرعة مدى تشابه عيناه بعينا تلك المتفردة برونقها ..!!!
عيناها اللتان تشبهان عينا والدها بحاجبيها المقرونين بجسر خفيف من الشعر فوق محاجر تلمعان بتناقض كتمرد الشمس ورضوخ الياسمين ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن



أفكار مجنونة تلك التي تموج وتتراقص بأغطية شيطانية داخل بالها القلق على حال زوجها المتغير ..

هي متأكد وواثقة كل الثقة إنها لم تفعل أو تقول شيئاً يجعله بهذه الحالة الغامضة الصامتة كصمت جدران سجن مقيت ..!!

فهي منذ سنين قد تعلمت بعد توجيه قاسي من والدتها كيف تمسك لسانها الذي ينفلت من وقت لآخر .. لسانها الذي كثيراً ما تحرر جماحه ليجرح من غير قصد قلب شخص ما او يُزعجه ....

هي لا تقصد المضايقة .. لكن هذا هو طبعها عند الحديث والثرثرة ... وكما يقول المثل الشعبي: "اللي في قلبه على لسانه" ..

وكثيراً ما واجهت انتقادات بشأن هذا الموضوع .. لذا قررت ان تسيطر على هذا العيب من شخصيتها، ولكن حقاً تأتيها اوقات لا تستطيع السيطرة على نفسها ..

أما تعاملها مع سيف زوجها، فتعاملها يكون خاص تماماً، فبعد أن علموا بمرضه قبل 3 سنين، وبعد أن ادركت أن حالته النفسية يجب أن تكون على أفضل ما يرام ولا يجب المساس بها، قررت وبصرامة في قرارة نفسها ان لا تزعج تفكيره ولا تضيق من نفسيته التي تصبح في تدهور ما ان تصيبه احد نوباته ..
استطاعت بشجاعة وعزيمة ان تقف بجانبه وتشعره بقيمته كـ زوج، وكـ أب، وكـ حامي لها ولأبنائها وأمها جوهرتها الثمينة ..
وقبل كل شيء قيمته الحقيقية كـ أب لها، كأبٍ بديل لذلك الذي حُرمت منه منذ أربعة سنين مضت ..!!

استطاعت أن تجعل من زوجها الرجل الذي لا يمكن لأحد اشعاره بالنقص .. وتؤمن إنها فعلت ما طمحت إليه وانتصرت على مساوئها ..
فلمَ هو الآن يشعرها انها أمام ذنب شنيع اقترفته بلا علم منها ..!!!
لم تفعل شيء يزعجه .... لم تفعل يالله ..!!


وتحت وطأة انفعالها القلق ومشاعر الحب والاحتياج، أخذت تبكي بصمت موجع مثقل بألم يجرح اوردتها بقسوة ..
فهي تكره تعامله الغامض هذا .. تكرهه لأنه يُخرج وجهه الآخر الذي لا تحب، وجه بعيد تماماً عن طبيعته المحبوبة الحانية الوديعة ..


أخذت تشهق بخفوت واصابعها الناعمة تمسح مع رجفة تصاحبهن دموعها المتساقطة ..

تنفست بقوة علّ روحها القلقة المضطربة تهدأ، ثم دخلت للحمام لتغسل وجهها المُحمر من أثر البكاء ..


خرجت من الحمام قبل أن تتسمر بمكانها ما إن لمحت قامته المهيبة أمامها تقف بكل صمت مظلم كظلمة قاع بئر مهجور في وسط الصحراء ..

تنحنحت بقوة وهي تدير وجهها لكي لا تريه وجهها الأحمر الباكي ... ثم همست برقة وهي تدّعي ترتيبها لمفرش السرير: مسا الورد حبيبي ..


مرت لحظات أكدت لـ العنود ان الصمت الباعث للريبة/الربكة لن يبرح لسان زوجها .....

ابتلعت بقوة غصة كانت مركونة وسط حنجرتها محاولةً السيطرة على انفعالاتها المضطربة ..

وبعد ثواني ... خفق قلبها بسرور ما إن سمعت صوته الخشن الصارم وهو يقول باقتضاب: وين العيال ..!!

التفتت إليه العنود بوجه مُشرق كإشراقة وجه طفل تلقى للتو هدية العيد، وأجابت: يلعبون عند عموه شما ..

هز رأسه بذات اقتضابه ثم استدار ليخلع عقاله وغترته ثم ثوبه ..

وقفت بجانبه بتردد وخجل لتسأله باهتمام ناعم: سيف تعشيت ..؟!

أجاب سيف بنبرة خشنة باردة كالصقيع: لا ..

استدارت برشاقة وهي تهتف بحنية بالغة: دقايق بس وبييك العشى يا عمري

الا انها توقفت عندما تلقت اعتراضه الجاف البارد: لا مابا اتعشى .. هب مشتهي ..


قطبت حاجبيها بقلق .. وهمست استنكار خفيف: سيف لازم تتعشى، كيف بتاخذ دواك عيل ..!!!


التفت لزوجته والتمعت في مقلتا عيناه موجات صقيعية الملمس ولكن احشائها النارية خرجت كشرارات من سخرية مرة كالعلقم .. وقال: تخافين ما اخذ دوايه عسب ما اطيح عليج واغدي هم على قلبج زود ما انا هم ..!!

تراجعت بجزع مذهولةً من هجومه المفاجئ الحاد ..

كيف يفكر هذا المجنون بهذه الطريقة .. كيف ..!!


قالت بنبرة مرتجفة/مذهولة/غاضبة: أ أ أ انت شو تقوووول شو تخربط ...!!!
انا حرمتك وام عيالك كيف تظن فيه جيه يا سيف ..!!!


لم ينطق بكلمة بعد جملتها، بل اشاح بوجهه وحمل اوراقاً وملفات تخص عمله وخرج من الغرفة مخلفاً وراءه صدى حفيف تيار حضوره الجليدي والذي وصل حد مرحلة قتل الأعصاب ..!!

وهنا .... لم تتمالك نفسها ولم تتحمل صدمتها من جمود زوجها القاسي وكلماته الأقسى .. كلماته التي اشعرتها بمدى شكه بأخلاقها وتفكيرها ....... وقبل كل شيء بحبها له ..

ارتمت على السرير بقوة ودخلت مرة أخرى بنوبة بكاء مُشبعة بالألم ..



.
.
.
.
.
.
.



على طريق أبوظبي – دبي



كان قد انتهى من اعماله المستعجلة في أبوظبي والتي دامت يوم ونصف اليوم ..
كان يجب أن ينهي تلك الاعمال حتى يتفرغ قليلاً للمأزق الذي هو واقعٌ فيه .. يجب عليه أن يقابل ميسون ويتأكد من صدق حديثها الذي تفوهت به في الهاتف منذ أيام ..


ولكن كيف ..!!


وبعد تفكير عميق، قرر الاتصال بها شاعراً بانزعاج وضيق يجلسان على روحه بثقل كريه، فهو يبغض هذه المخلوقة ويحتقرها بشدة، لا يحبها ولا يحب أن يقترب من أي ذكرى تخصها ..!!

ولكنه مضطر .... ليس من أجله ولا من أجلها، بل من أجل الطفل الذي من الممكن أن يكون ابنه هو ..


زفر وهو يمسد رأسه ... ولمعة عيناه الذئبيتان تتبدلان للمعان غريب يخفي خلفه الكثير من الانفعالات الغامضة التي ليس لها تفسير ..

اعاد الاتصال بالرقم الذي اتصلت منه تلك الميسون بوجه جامد الملامح، ثم هتف بغلظة مقتضبة ما إن رفعت الأخرى السماعة وتساءلت عن المتصل: وينج ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



أبـــوظبـــــــي
في إحدى مطاعمها الفخمة الراقية



جلس بسطوة مَهيبة بعد أن حّرك له النادل بأدب ورقي تام الكرسي له ..

وضع هاتفاه الاثنان الشخصي والذي يخص عمله ومفتاح سيارته على الطاولة قبل أن يعيد ترتيب غترته ذات اللون الأبيض الناصع على رأسه ..

أخذ يدق بأصابعه الطويلة على سطح الطاولة وتفكيره في الحقيقة ليس بقربه ابداً ..!!

بل بقرب ذلك القابع بلا حول ولا قوة خلف قضبان حديدية في بلاد غريبة بعيدة .. شد على قبضة يديه وقلقه المتزايد قد حرمه لذة النوم والزاد ..

كيف ينام ويشبع بحق الله وحارب في مكان كريه كـ ذلك المكان ..!!!!

في سجن لاسانتيه الذي يعد من أخطر سجون العالم ... سجن يقبع بداخله أشرس المجرمين واعتى السفاحين الذين لم يتمكن أحدهم للآن من الهرب منه لمنعة حصونه وصعوبة تصميمه الداخلي الذي من المستحيل ايجاد منفذ خارجي من خلاله ..!!


زفر بعدم ارتياح كلياً وهو يفكر بطريقة لتخليص حارب من أسره ..
تعمق بالتفكير الى ان أغرقه وعزله عن العالم الخارجي تماماً حتى انه نسيَ لمَ هو في هذا المطعم الآن ..!!


خرج من محيط فكره اللانهائي وهو يرفع عيناه ليرى الشخص الذي يهتف بإسمه ..

وقف وملامح وجهه الصارمة بدأت تلين وترتخي بـ دفء ما ان لمحت عيناه صديقه المقرب ..

هتف بترحيب رجولي باسم: حي الله بـ بوخويدم، حي الله بـ شيوخ العين كلهم ..

ابتسم بطي بخفة تخللها توتر حاول قدر المستطاع اخفائه بسيطرة صوته الرنان وهو يجيب على ترحيب صديقه بترحيب أقوى بينما هو يقترب منه ليسلم عليه ....
ثم جلس بمقابله وهو يدعو الله ان لا يلاحظ الأخير معالم التوتر فيه ..

وبالرغم من رؤية سلطان لملامح وجه بطي المتغيرة، إلا انه هتف بنبرة حازمة دافئة: واشحاالهم ..!! ربهم الا يخير ..!!

بطي بهدوء مبطن بشرارات تردد: بخير يعلك الخير والعافيه .. ومن جداك خوينا ..!!


وضع سلطان كلتا ذراعيه على الطاولة مستنداً إليها وهو يقترب قليلاً بوجهه الذي كان شاحباً: والله الحمدلله رب العالمين ما نشكي باس ..

قطب بطي حاجباه بتساؤل قلق: شـ منه جيه ويهك سلطان ..!! جنك الا هب راقد من دهر ..
(شـ منه = من ماذا)

ضحك سلطان بخفة وهو يهز رأسه مؤكداً حديث صديقه: صارلي يومين هب راقد هههههههههه

بطي بذهول: افاااااا شعنه ..!!

حك سلطان عيناه ببسمة مرهقة وهتف: والله شو اقولك، مشاكل الشغل ما تخلص ..


لم يستطع ان يقول لصديقه عن حارب ولا عن المشاكل التي هو في خضمها الآن، فعمله يحتم عليه السرية التامة .. فإذا كان قد اخبر أم العنود بموضوع حارب فذلك لأنها خير من يستطيع معاونته بخفاء ومن غير ان يعلم أحد ..


هتف بطي بحنق لعدم مبالاة سلطان بصحته وراحته: الله يصلحك يا بومييد، انا اظنتي لو يودونك الدختر بيطلعون فيك الف عوق وانت هب عارف ..

ابتسمت عينا سلطان بمرح ليقول ساخراً: انت الحينه تفاول عليه الله يهديك ..

أردف قبل أن يشرب الماء الذي سُكب داخل كأسه الزجاجي بلمعان بلوري من قبل النادل الآن: ما فيه شي الحمدلله خل عنك بس ..
ما خبرتني شو السالفة بوخويدم ..!! قلتلي تبانيه في رمسة ..


اعتدل بطي في جلسته وهو يتأهب لقول ما يجب قوله بحزم وثبات: هيه نعم .. واباك تسمعني إلين الاخير يا سلطان ولا تقاطعني ..

اسند سلطان ظهره على مقعده بحواس متيقظة قبل ان يقول بنبرة رجولية قوية: قول يا خويه اسمعك ..


زفر بعمق مردداً بداخله الكلمات التي هو بصدد التفوه بها، ثم نظر مباشرةً لعينا صديقه قبل ان يهتف بحزم ثابت لا اهتزاز فيه: يا بومييد انا شاري نسبك .....






نهـــاية الجــــزء الثـــــالث عشـــــر

لولوھ بنت عبدالله، 21-01-15 09:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اتمنى البارت يعيبكم حبايبي ... واترقبوا البارت الـ 14 يوم السبت الساعة 10 المسا بإذن الله .. :)

bluemay 21-01-15 11:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما قدرت إلا اكمله قبل ما أنام ...

بارت رااائع كما هي عادتك لولوتنا الحبيبة ...

وقفتنا مع شما كانت رائعة ..
تحاول تخرج نفسها من آلامها ولكن بحلول سطحية سرعان ما تزول عند إختلائها بنفسها فيطاردها شبح الحاضر الغائب ..



عوشة أم المصائب ومحور الشر مثل ما قالت أميرتي ...
وتعرفنا على قصة حبها الأعوج متلها هههههه
عن جد حقدت عليها أكثر بعد حكيها اﻷخير وإنه عليها وعلى أعدائها ..



سيف وأخيرا نطق ولكن لم يعطها الفرصة لتدافع عن نفسها فهي بنظره متهمة ومتلبسة الجرم أيضا.



أحببت لقاء روضة بنهيان ...
صدفة ولا بألف ميعاد ...
ولكن هل فعلا رح يوفي بوعده الضمني لها ..
وأين موقع ميسون وإبنها من حياته عندها؟!



عم شيخة شخصية مقيتة وجشعة
يا رب تكرم خليفة بالعافية ويرجع على راس عيلته متل اول وأحسن.
متشوقة ﻷعرف الحرب اللي بين روضة وعمها ..
ما لازم تسكتله
ولكن اللي متله بخوف ﻷنه ممكن يعمل أي شي ليوصل لهدفه وما همه حدا.


عجبني كتير حوار بطي مع ذاته في ورطته
لكن كونه حط سلطان بالصورة فهي نقطة بتنحسب له ..
عفي عليك بطي
بس شو راي سلطان بالقصة ؟!



فلاح داخل حرب داحس وما همه ههههه


خفت حمد لا يروح فيها لما تخيل أنه ممكن تكون ميرة ههههه
أحسن يخبر أمه مشان تحجزها له .




أفتقدت ناعمة بهالبارت بس حلو إنك سلطتي الضوء على روضة وشيخة وبقية الشخصيات
ما حسيت بأي فقدان فعلي ولكن من باب اﻹستفقاد [emoji5]


العفو يا عسل وحاشاك ما قصرتي

ولا يهمك الحمدلله إنك بخير ونزلتيه

ربي يكرمك ويسعدك متل ما بتسعدينا


سامحيني لو في أغلاط إملائية ﻷني خلص شحني >>> بقصد داهمني النعاس لووول

تقبلي خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

زمن مجروح 22-01-15 12:13 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.





:55:
صباحك والجميع عطر ينتشر شذاهـ على أرواحكم النقيّة

ماذا أقول أو أُعلِق على الجُزء الجميل رغم قلة الأحدَاث
وَغياب حَاااااارِب فِي غَياهِب السجن الذي وضع فيه قسراً ..
وناعمة اللي ما بينت بـ هالجزء ..

شماااا ومحاولة لـ الخروج من قوقعة الماضي ولم تعلم أنها ستشرع في بحره الغَادِر ..

عووووشه يا إلهي منها شخصية خبيثة لا بل شيطانه لكن ستقع في شر أعمالها إن شاء الله ..


روضه وشيخة وعم إستغلاالِي لا يهتم لا لعلاقة دم ولا تعاليم دين ..

بس من اللي شافته روضه << مازلت اعتقد انه نهيان

سلطان ( مجموعة إنسان ) وفي انتظار ردة فعله على تصرف بطيّ
وما أعتقِد انه يردهـ أو يرفض يناسبه لأن طلب بطي بشرى النسب يجبر الشخص يقبل ويتمم الأمر ..
<<< إن شاء الله يتم ونكيد العزال :)


تعليق سريع لايليق بـ القصة أو الكاتبة فـ عذراً منكـ ..

في إنتظِار القَادِم ي جَميلَتِي ..


مودتي.."

شما بنت محمد 22-01-15 08:03 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
+
.
.
صباح السعادة والفرح للجميع :)

لولوة .. يعجز لساني عن وصف كمية الجمال لأسلوبج في الكتابة وسرد الأحداث لو شو ماقول بعد بحس إني ماوفيتج حقج .. أنتي مبدعة استمري :e106:

الجزء اليديد لا يقل جمال عن بقية أخوته ماشاء الله

نبتدي بالشخصيات والأحداث:
شما والبنات والكروشيه يعجبني ف روايتج ذكر التفاصيل اليومية والصغيرة ..

روضة والرجل اللي في المقهى (نهيان :)) .. حب جديد وجميل وشخصيات جميلة
عجبني ف روضة قوة شخصيتها مع عمها طبعا بجدود الحق حسيتها خير دفاع عن أهلها والحق وحبيت حبها لاهلها القوي ودفاعها عنهم وتحملها المسؤولية مع خواتها رغم أنهم بنات ..!

عوشة وذكرياتها مع سلطان .. هالأنسانه مستفزه لأبعد الحدود !!

بطي وخطته عشان سلطان وشما يكونون مع بعض .. حبيته حبيته حبيته وحبيت شجاعته في أنه بيتحمل هالموقف ويردهم لبعض ..

العنود .. مثل ماتوقعتها "اللي فـ قلبها على لسانها" الله يعينها على ماحل فـ حياتها مع ريلها
عورت قلبي وهي تصيح .. إن شاء الله تكون سحابة صيف وتنجلي بسرعة

الدكتور ناصر وشيخة .. شخصية ناصر ملفته .. مثل ماتوقعت بعد هبت ريحة الحب عليهم ..

لولوة . . .
الأجزاء + الأسلوب + الأحداث + الشخصيات +الوصف الداخلي "يبهروني وايد ويخلوني أتعلق في الرواية أكثر وأكثر"
صعب وايد أني أعبر بالكتابة عن شي وايد عاجبني فـ السموحة إذا خاني التعبير وطولت الكلام :)

تقبلي فائق الاحترام والمودة لجنابج
دمتي لنا زاوية مضيئة لحياتنا اليومية
.
.

أم ابنتها 22-01-15 08:54 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مشكورة
متابعة

لولوھ بنت عبدالله، 22-01-15 12:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505727)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما قدرت إلا اكمله قبل ما أنام ...

بارت رااائع كما هي عادتك لولوتنا الحبيبة ...

وقفتنا مع شما كانت رائعة ..
تحاول تخرج نفسها من آلامها ولكن بحلول سطحية سرعان ما تزول عند إختلائها بنفسها فيطاردها شبح الحاضر الغائب ..



عوشة أم المصائب ومحور الشر مثل ما قالت أميرتي ...
وتعرفنا على قصة حبها الأعوج متلها هههههه
عن جد حقدت عليها أكثر بعد حكيها اﻷخير وإنه عليها وعلى أعدائها ..



سيف وأخيرا نطق ولكن لم يعطها الفرصة لتدافع عن نفسها فهي بنظره متهمة ومتلبسة الجرم أيضا.



أحببت لقاء روضة بنهيان ...
صدفة ولا بألف ميعاد ...
ولكن هل فعلا رح يوفي بوعده الضمني لها ..
وأين موقع ميسون وإبنها من حياته عندها؟!



عم شيخة شخصية مقيتة وجشعة
يا رب تكرم خليفة بالعافية ويرجع على راس عيلته متل اول وأحسن.
متشوقة ﻷعرف الحرب اللي بين روضة وعمها ..
ما لازم تسكتله
ولكن اللي متله بخوف ﻷنه ممكن يعمل أي شي ليوصل لهدفه وما همه حدا.


عجبني كتير حوار بطي مع ذاته في ورطته
لكن كونه حط سلطان بالصورة فهي نقطة بتنحسب له ..
عفي عليك بطي
بس شو راي سلطان بالقصة ؟!



فلاح داخل حرب داحس وما همه ههههه


خفت حمد لا يروح فيها لما تخيل أنه ممكن تكون ميرة ههههه
أحسن يخبر أمه مشان تحجزها له .




أفتقدت ناعمة بهالبارت بس حلو إنك سلطتي الضوء على روضة وشيخة وبقية الشخصيات
ما حسيت بأي فقدان فعلي ولكن من باب اﻹستفقاد [emoji5]


العفو يا عسل وحاشاك ما قصرتي

ولا يهمك الحمدلله إنك بخير ونزلتيه

ربي يكرمك ويسعدك متل ما بتسعدينا


سامحيني لو في أغلاط إملائية ﻷني خلص شحني >>> بقصد داهمني النعاس لووول

تقبلي خالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°





مسا الغلا كلهه بلووو ....


انتي الرائعة ومرورج الأروع ...



تعليقج على الابطال كالعاده مميز وينم عن فطنتج ودقتج ...
ما أقول الا الله يسعدج ويحرسج من العين ...


لكن سؤال ... اشوف الكل يقول ان نهيان هو فارس روضة المغوار ... شو السبب هههه ..!! :)


ناعمة والبقية بينورونا ان شاء الله البارت القادم ....


ههه يا حبيبتي .. انتي واغلاطج عسل على قلبي ... ورقاد العافية ان شاء الله .. :)



ربي يحفظج وين ما تكونين بلومتنا القمر ....

لولوھ بنت عبدالله، 22-01-15 12:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3505730)
"
.
.





:55:
صباحك والجميع عطر ينتشر شذاهـ على أرواحكم النقيّة

ماذا أقول أو أُعلِق على الجُزء الجميل رغم قلة الأحدَاث
وَغياب حَاااااارِب فِي غَياهِب السجن الذي وضع فيه قسراً ..
وناعمة اللي ما بينت بـ هالجزء ..

شماااا ومحاولة لـ الخروج من قوقعة الماضي ولم تعلم أنها ستشرع في بحره الغَادِر ..

عووووشه يا إلهي منها شخصية خبيثة لا بل شيطانه لكن ستقع في شر أعمالها إن شاء الله ..


روضه وشيخة وعم إستغلاالِي لا يهتم لا لعلاقة دم ولا تعاليم دين ..

بس من اللي شافته روضه << مازلت اعتقد انه نهيان

سلطان ( مجموعة إنسان ) وفي انتظار ردة فعله على تصرف بطيّ
وما أعتقِد انه يردهـ أو يرفض يناسبه لأن طلب بطي بشرى النسب يجبر الشخص يقبل ويتمم الأمر ..
<<< إن شاء الله يتم ونكيد العزال :)


تعليق سريع لايليق بـ القصة أو الكاتبة فـ عذراً منكـ ..

في إنتظِار القَادِم ي جَميلَتِي ..


مودتي.."






صباحج/مساج رضا ورحمة من الله زمن مجروح ..

سبحان من خلى حضورج ووجودج مثل البلسم
ربي يحميج ويخليج لأحبابج ...


صحيح البارت خفيف ... يلا عسب تتولهون على الغايبين ههه ..


شما ....... صحيح 100% .... ربي يعينج يا شما ... لازم نعرف شو بتسوين يوم يرمي بطي القنبلة في ويهج ..


عوشة ...... لابد في يوم كلن ينال يزات فعايله .... سواء من الاخيار او الأشرار .....!!!


هههه اوكي نصبر ونشوف لو فارس روضة المغوار هو نهيان ولا لا .... :)


سلطان ....... احلى شعور هو كيد العذال ههههه ....



مرورج لوحده يسد عن الف تعليق يالغلاااا .. لا خلينا منج ياربي .... قولي آمين .. :)


ربي يحفظج وين ما تكونين حبيبتي زوزو .. <<< شرايج في اسم الدلع ..!!

لولوھ بنت عبدالله، 22-01-15 01:11 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3505788)
+
.
.
صباح السعادة والفرح للجميع :)

لولوة .. يعجز لساني عن وصف كمية الجمال لأسلوبج في الكتابة وسرد الأحداث لو شو ماقول بعد بحس إني ماوفيتج حقج .. أنتي مبدعة استمري :e106:

الجزء اليديد لا يقل جمال عن بقية أخوته ماشاء الله

نبتدي بالشخصيات والأحداث:
شما والبنات والكروشيه يعجبني ف روايتج ذكر التفاصيل اليومية والصغيرة ..

روضة والرجل اللي في المقهى (نهيان :)) .. حب جديد وجميل وشخصيات جميلة
عجبني ف روضة قوة شخصيتها مع عمها طبعا بجدود الحق حسيتها خير دفاع عن أهلها والحق وحبيت حبها لاهلها القوي ودفاعها عنهم وتحملها المسؤولية مع خواتها رغم أنهم بنات ..!

عوشة وذكرياتها مع سلطان .. هالأنسانه مستفزه لأبعد الحدود !!

بطي وخطته عشان سلطان وشما يكونون مع بعض .. حبيته حبيته حبيته وحبيت شجاعته في أنه بيتحمل هالموقف ويردهم لبعض ..

العنود .. مثل ماتوقعتها "اللي فـ قلبها على لسانها" الله يعينها على ماحل فـ حياتها مع ريلها
عورت قلبي وهي تصيح .. إن شاء الله تكون سحابة صيف وتنجلي بسرعة

الدكتور ناصر وشيخة .. شخصية ناصر ملفته .. مثل ماتوقعت بعد هبت ريحة الحب عليهم ..

لولوة . . .
الأجزاء + الأسلوب + الأحداث + الشخصيات +الوصف الداخلي "يبهروني وايد ويخلوني أتعلق في الرواية أكثر وأكثر"
صعب وايد أني أعبر بالكتابة عن شي وايد عاجبني فـ السموحة إذا خاني التعبير وطولت الكلام :)

تقبلي فائق الاحترام والمودة لجنابج
دمتي لنا زاوية مضيئة لحياتنا اليومية
.
.





صباحج/مساج حب ورقي وأناقة يا أنيقة الحرف ....

وانا يعجز لساني عن وصف كم انتو سعادة وجمال يالغوالي .... تسلميلي حبيبة قلبي ما عليج زووود ...


تجذبيني يوم عن يوم بطريقة تحليلج للشخصيات ووصفج للأحداث .. لولوة تحبج يا بت ..



شما والبنات ....... التفاصيل الصغيرة وان ما كانت ذو أهمية كبيرة الا انها تعطي رونق مميز للأحداث ..


روضة وفارسها المغوار ....... ههههه كلكم تظنون انه نهيان ...... اوكي نصبر ونشوووف .. :)


عوشة ....... صحيح .. :(


بطي ....... شرير هالبطي عرف يلعبها صح ... بس بتكتمل لعبته بنجاح ولا لا ....!!!!


العنود ....... هيه .. الله يعييينها .... ان شاء الله .....


الدختور ناصر و"سيخه" على قولة بنت اخوي ربي يحفظها ...... ان شاااء الله :)


شميمي .... لا خلاني الله منج ومن متابعتج المستمرة وتشجيعج الدايم لي ...... يعنيلي هالشي فوق ما تتصورين ويسعدني ...


تقبلي محبتي ومودتي يا قلبي ...


لولوھ بنت عبدالله، 22-01-15 01:15 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم ابنتها (المشاركة 3505812)
مشكورة
متابعة



مع انهن كلمتين الا اني فرحت فيهن فوق ما تتصورين ... تسلمين حبيبتي على المرور واتشرف بمتابعتج .. :)

bluemay 22-01-15 01:58 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505839)



لكن سؤال ... اشوف الكل يقول ان نهيان هو فارس روضة المغوار ... شو السبب هههه ..!! :)



يسعد مساك وجميع أوقاتك حبيبتي

اللي خلاني أشك شغلتين ..

أنه أقرع ..[emoji16]

والثاني لما أستعاد ذكراها قبل لا يتكلم مع ميسون [emoji5]


وصدقيني متأكدة من حدسي ويا رب ما يخيب [emoji38]


ربي يخليك لينا ويسعدك يا قمر

تقبلي خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

زمن مجروح 22-01-15 09:23 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505841)
صباحج/مساج رضا ورحمة من الله زمن مجروح ..

سبحان من خلى حضورج ووجودج مثل البلسم
ربي يحميج ويخليج لأحبابج ...


صحيح البارت خفيف ... يلا عسب تتولهون على الغايبين ههه ..


شما ....... صحيح 100% .... ربي يعينج يا شما ... لازم نعرف شو بتسوين يوم يرمي بطي القنبلة في ويهج ..


عوشة ...... لابد في يوم كلن ينال يزات فعايله .... سواء من الاخيار او الأشرار .....!!!


هههه اوكي نصبر ونشوف لو فارس روضة المغوار هو نهيان ولا لا .... :)


سلطان ....... احلى شعور هو كيد العذال ههههه ....



مرورج لوحده يسد عن الف تعليق يالغلاااا .. لا خلينا منج ياربي .... قولي آمين .. :)


ربي يحفظج وين ما تكونين حبيبتي زوزو .. <<< شرايج في اسم الدلع ..!!

"

.
.

تسلمي لي يالغالية
والدلع زي العسل على قلبي
ذكرتيني أيام أول ما دخلت عالم المنتديات
( زوزو ) دلع له ذكريات غالية على قلبي ..

أنا والله اللي مستانسة بوجودي في أركان روايتكـ
فقد مر وقت طويل منذ علقت على روايات بصورة مستمره ..


ربي يسعد أيامكـ ي جميلتي ..

مودتي .."

الاميرة البيضاء 23-01-15 03:19 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505847)
يسعد مساك وجميع أوقاتك حبيبتي

اللي خلاني أشك شغلتين ..

أنه أقرع ..[emoji16]

والثاني لما أستعاد ذكراها قبل لا يتكلم مع ميسون [emoji5]


وصدقيني متأكدة من حدسي ويا رب ما يخيب [emoji38]


ربي يخليك لينا ويسعدك يا قمر

تقبلي خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بلو حدسك ما شاء الله لا قوة الا بالله غالبا بيصدق بدليل سفيان ولطفى :tongue:-فاكرة ولا نسيتى

الاميرة البيضاء 23-01-15 03:51 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اللولى بارت تحفة وقفلة حمااااااااااااااااااااااس حرام عليكى يا شيخة هقعد افكر فى السلطان ليوم السبت
بجد متحمسة اعرف رد فعله خصوصا مع دوامه افكاره عن حارب وهموم شغله
اما بالنسبه لبطى انا حاسه ان موقفه فعلا صعب اكيد مش سهلة ان الواحد يعرض اخته على واحد عشان يتجوزها-مع العلم ان الصحابه رضى الله عنهم عملوها- بس مع ذلك تقيله قوى(رأيى الشخصى)وعندنا فى مصر تبقى فضيحة بجلاجل
انتم ايه الوضع عندكم فى الامارات
اما عن شما :323::323::323:امووووووووووووووت واشوف رد فعلها
حمد يا حرام روحه كانت هتطلع لما حس ان ميرة هتطير من ايديه -اتلحلح بقى وروح اخطبها بدل ما تطير بجد:lkjkjkjkj:
عوشه والله صدقت يوم ما سميتها محور الشر عاوزة تخرب على البنت خطوبتها مرة تانية-يارب تموت بغيظها وتنقهر قادر يا كريم-
مهرة موافقانى فى ان فلاح وحصة مشروع حرب عالميه تالتة بس هو مش مقتع-براحتك يا عم الامور هتيجى على دماغك انت مش حد تانى
اخيرا تسلمى لولو فى انتظار البارت الجديد:ttf4555::ttf4555:

shegidy 23-01-15 07:27 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اختي لولو انا من المتابعين للكثير من الروايات علي الرغم من اختلاف اللهجات حتي صرت خبير وبقراء بسهولة الروايات من دول الخليج
لما اعرف ان اللهجة الاماراتية مختلفةلهذا الدرجة اختي كاني في امتحان بالانجليزي لكن اتحديات نفسي مع قموسك للترحمة المرفق مع الرواية

shegidy

shegidy 23-01-15 07:34 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
رواتيك جزابة ومشوقة حبيت سلطان وشمميمة زعلت علي سوء التفهم بين سيف زوجتو تعطفت مع موزة وحالتة مستانية فلاح والهياعملو في حصة ايضا الدكتور القطري والشيخة مستانية ردى فعل سلطان ارجوك ماتبطي علينا رواية جميلة

shegidy

لولوھ بنت عبدالله، 23-01-15 09:11 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505847)
يسعد مساك وجميع أوقاتك حبيبتي

اللي خلاني أشك شغلتين ..

أنه أقرع ..[emoji16]

والثاني لما أستعاد ذكراها قبل لا يتكلم مع ميسون [emoji5]


وصدقيني متأكدة من حدسي ويا رب ما يخيب [emoji38]


ربي يخليك لينا ويسعدك يا قمر

تقبلي خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°





مسا الغلا كلهه يالقمررر ...


ههههه اوكي وجه الشبه هو القرع ... بس الثاني لا ... ماذكرت ابداً انه الفارس المغوار استعاد ذكرى روضة بـ وجود شخص ثاني ...


بس حدسج على عيني وراسي وان شاء الله اللي تتمنينه صح هههه :)


ويسعدج يارب دنيا وآخرة .... ربي يحفظج وين ما كنتي حبيبتنا بلومي ...

لولوھ بنت عبدالله، 23-01-15 09:15 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3505888)
"

.
.

تسلمي لي يالغالية
والدلع زي العسل على قلبي
ذكرتيني أيام أول ما دخلت عالم المنتديات
( زوزو ) دلع له ذكريات غالية على قلبي ..

أنا والله اللي مستانسة بوجودي في أركان روايتكـ
فقد مر وقت طويل منذ علقت على روايات بصورة مستمره ..


ربي يسعد أيامكـ ي جميلتي ..

مودتي .."





يسعدلي مساج زوزو حبيبتي ..


اسعدتيني بكلامج فوق ما تتصورين ...
واتشرف بـ وجودج يا قلبي ومتابعتج اللي تبري العوق .... ربي يخليج لـ بات من يهواه ولا يحرمها منج :)

لولوھ بنت عبدالله، 23-01-15 09:40 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3505927)
اللولى بارت تحفة وقفلة حمااااااااااااااااااااااس حرام عليكى يا شيخة هقعد افكر فى السلطان ليوم السبت
بجد متحمسة اعرف رد فعله خصوصا مع دوامه افكاره عن حارب وهموم شغله
اما بالنسبه لبطى انا حاسه ان موقفه فعلا صعب اكيد مش سهلة ان الواحد يعرض اخته على واحد عشان يتجوزها-مع العلم ان الصحابه رضى الله عنهم عملوها- بس مع ذلك تقيله قوى(رأيى الشخصى)وعندنا فى مصر تبقى فضيحة بجلاجل
انتم ايه الوضع عندكم فى الامارات
اما عن شما :323::323::323:امووووووووووووووت واشوف رد فعلها
حمد يا حرام روحه كانت هتطلع لما حس ان ميرة هتطير من ايديه -اتلحلح بقى وروح اخطبها بدل ما تطير بجد:lkjkjkjkj:
عوشه والله صدقت يوم ما سميتها محور الشر عاوزة تخرب على البنت خطوبتها مرة تانية-يارب تموت بغيظها وتنقهر قادر يا كريم-
مهرة موافقانى فى ان فلاح وحصة مشروع حرب عالميه تالتة بس هو مش مقتع-براحتك يا عم الامور هتيجى على دماغك انت مش حد تانى
اخيرا تسلمى لولو فى انتظار البارت الجديد:ttf4555::ttf4555:





هلا ومرحبا امووورة ...

مساج فل وياسمين حبي ...

هههه محلاج ومحلى حماسج .... يلا هانت كلها يوم ان شاء الله :)


بالنسبة لـ بطي وعرض اخته للزواج على صديقه .... الشي مب حرام ولا عيب بس بعض الناس يشوفونها ثقيلة حبتين وانا منهم ... بس في حالة بطي ... ما كان يعرض اخته للزواج فقط .... كان يريد يشوف صديقه وهو يسترد كرامته ويحاول يبري جرحه اللي ما انبرا من سنين ... مع علمه التام ان سلطان ما زال يحب اخته يعني عرض الزواج في الحالة له كذا سبب وكذا مقصد ....

الراقل عاوز يقمع راسين بالحلال يا اختشي هنعمل ايه :) .....!!! ما يقمع ههههه .. يالله احب رمستكم يالمصريين بس ماعرف اقلدكم وايد اخاف تطلع مني كلمة مب في محلها ...


شما ....... الله يستر منها ... تفتكري هتعملها وتئول لأ لـ أخوها ...؟!

حمد ....... استيعابه الظاهر بطيء يحتاج دفشة على ظهره عشان يتحرك

عوشة ....... الله ايعينا عليها ..... هالانسانة امورها ابداً ما اطمن :)

فلاح وحصة ...... مهرة سوت اللي عليها وحاولت ترمسه بس هو ما يبا يسوي الا اللي في راسه ... على راحتك يا عمي هاذي حياتك انت مب حياة حد ثاني ..... :)



امورة .... ربي يسلمج ويحفظج وين ما تكونين .. وخلج جريبة منا دوم يا عسل لأنج صرتي ادمان :)

لولوھ بنت عبدالله، 23-01-15 09:49 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shegidy (المشاركة 3505987)
رواتيك جزابة ومشوقة حبيت سلطان وشمميمة زعلت علي سوء التفهم بين سيف زوجتو تعطفت مع موزة وحالتة مستانية فلاح والهياعملو في حصة ايضا الدكتور القطري والشيخة مستانية ردى فعل سلطان ارجوك ماتبطي علينا رواية جميلة

shegidy





مسا الورد على صديقتنا الجديدة ..


انتي كل الجاذبية يالغالية ... اسعدتيني وايد بكلامج الطيب ومرورج المعطر ...

والحمدلله قدرت اوصلكم لهجتنا بطريقة سهلة ومفهومة ... واذا واجهتي مشاكل في فهم بعض المصطلحات سأليني لا تستحين .... :)

خلج جريبة منا ولا تحرمينا من طلتج البهية ... وترقبي البارت القادم ان شاء الله باجر ...


لج مني صافي الود والاحترام ...

أم مروان 24-01-15 04:45 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
فصل حلو هادي متحمسه للفصل القادم ابي اعرف ردسلطان ,طلعي حارب من السجن بسرعه مسكين مايستاهل اللي يصير له ,روضه من اللي شافت عندي احساس انه نهيان اوشخص جديد؟ :confused::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:

بنت سلطان 24-01-15 06:37 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
ما شاء الله روايه جممميله ومتقنه استمتعت كثييير فيها ❤️

سلطان اعتقد ان طلب بطي بيكون مثل مايتمنى ورجعت له كرامته شوي لما اخو شما يخطبه هو ، يعني كترضيه له بعد رفض شما 💁
اما اللي شافته روضه فـ أعتقد انه اخو ناعمه ؟
و شيخه والدكتور القطري ماادري صراحه وش اقول 😍🙊

انتظر البارت اليوم بفارغ الصبر 🌹

لولوھ بنت عبدالله، 24-01-15 07:59 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مروان (المشاركة 3506107)
فصل حلو هادي متحمسه للفصل القادم ابي اعرف ردسلطان ,طلعي حارب من السجن بسرعه مسكين مايستاهل اللي يصير له ,روضه من اللي شافت عندي احساس انه نهيان اوشخص جديد؟ :confused::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:




مسا الغلا والسعاده حبيبتي ام مروان ..


منورتنااا ...


لابد لـ تساؤلاتج اجوبة .. وبنعرف اجوبتها قريب ان شاء الله ... :)



كوني بالقرب غناتي ....

لولوھ بنت عبدالله، 24-01-15 08:02 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سلطان (المشاركة 3506111)
ما شاء الله روايه جممميله ومتقنه استمتعت كثييير فيها ❤️

سلطان اعتقد ان طلب بطي بيكون مثل مايتمنى ورجعت له كرامته شوي لما اخو شما يخطبه هو ، يعني كترضيه له بعد رفض شما 💁
اما اللي شافته روضه فـ أعتقد انه اخو ناعمه ؟
و شيخه والدكتور القطري ماادري صراحه وش اقول 😍🙊

انتظر البارت اليوم بفارغ الصبر 🌹





مرحبا الساع بـ صديقتنا الايديدة ...


منورة بات من يهواه غناتي .. :)


لي تعليق على كلامج عقب ما احط البارت ان شاء الله ..


لولوھ بنت عبدالله، 24-01-15 08:06 PM

الجزء الرابع عشر
 





(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الرابــــع عشــــر



،



من قربه يتناسل البعدُ
وببعده يتكاثف الودُّ
فكأنني نور يكللهُ
عتمٌ وعتمٌ نوره وجدُ
أسعى لهُ ولَهَاً فيأخذني
في رحلتي خلف الرؤى الحمدُ
يمتدُّ بي بصري فلا جهةٌ
تغتاله .. يعمى فأمتدُّ
أنا حيرةٌ حلَّ اليقينُ بها
فكأن ناري وهجها بردُ
وكأن بي صحراء قاحلة
وكأنني يغشاني الوردُ
وكأنني في الغيب أغنيةٌ
وكأنني أبدو ولا أبدو
وقتي تعانقه مشانقهُ
وعلى حروفي ينهض الخلدُ
سري يكبلني فأطلقه
فكأنما أفقي هو القيدُ
أرتدُّ من قلق إلى قلق
أغفو على قلقي فيشتدُّ
أسري تغيبني نوافذُهُ
والغيب بي بالكشف يرتدُّ
في الريح أقرأ ما ينازعني
وأراود الأسرار إذ تعدو
فيعيدني صمتي لعزلته
فكأنه لمسافتي غمدُ
أفضي لخافيتي مدى تعبي
ونوافذ الأحلام تنسدُّ
فتجيبني لا تحزني ودعي
تلك الرؤى من غيبها تبدو
فأذوب في رؤياي من وله
يسعى فليس من الهوى بدُّ
وأهيم في الأسرار حائرةً
والحائران : القربُ والبعدُ
في داخلي ضدان ما ائتلفا
والمقلقان : الحزن ُ والسعدُ
لا ينجلي حسن بمفرده
فالنور في الأعماق يسوّدُ
والشهد في أعماقه مرٌّ
والمرُّ في أعماقه شهدُ
كلٌ تكامل في تناقضه
والشاهدان : المهدُ واللحدُ
كلٌ تباين في تكامله
فالضد يُكملُ سره الضدُ



لـ بهيجة مصري إدلبي



،



أبوظبـــــي



انزلت نافذة السيارة وهي تتنفس الهواء المُنعش رغم حرورته الخفيفة ووجهها الأسمر الخمري مُبتهج يعلوه بسمة صافية لا تشوبها شائبة ... التفتت لجدتها وهي تهتف بنبرة ناعمة كـ أسمها الحريري تماماً: يدوه رمستي خالوه ام حميد قبل لا نظهر ..؟!
أخاف الا عندها خطار ولا ظاهره منيه مناك ؟!!
(خطار = ضيوف) (منيه مناك = هنا او هناك)

أجابت الجدة أم هامل وهي تعدل برقعها اللامع تحت ضوء مصابيح الشارع الليلية: هيه رمستها وخبرتها ان نحن يايات ..

أردفت بتهكم طفيف: الا فطيم السباله شحقه ما رابعتنا ..؟!

ناعمة: تقول عندها كويز باجر ..

رصت الجدة على عيناها المتجعدتان بتهكم أكبر وعدم فهم: اشوووه ها كويز بعد .؟!!

ابتسمت ناعمة لتظهر صف اسنانها اللؤلؤية وقالت: يدوه اقصد امتحان صغيروني ..

ضربت الجدة كفها الأيمن على الأيسر وقالت باستنكار العجائز: يوم انه على قولتج امتحان صغيرون، شعنه ماذاكرته قبل ويت ..

وأشرت بيدها بحنق: الا هي مودره المذهب وما تبا تسيّر على الأهل والعربان .. امفففففف ... عيال آخر زممممن ..
(مودره المذهب = تركت الادب/العادات والواجبات)

وأخذت ناعمة تستمع لتذمر جدتها المحبوب بابتسامة صامتة إلى أن وصلتا إلى بيت العم أبا حميد شقيق أبا سلطان الأصغر ..

دخلت السيارة عبر الباب الخارجي الضخم وتوقفت امام الباب الداخلي الكبير، بعدها خرجت ناعمة قبل جدتها لتدور حول السيارة وتفتح لها الباب وتساعدها على الوقوف والسير ..

وعند اقترابهما من باب البيت رأتا أم حميد تنتظر في صدر الباب وتحمل المبخرة بين يدها وترحب بهن بصوت عالي رنان ينضح حباً صرفاً وألفة حانية ...

اقتربت ناعمة اكثر وهي تمسك بجدتها الى ان وصلتا الى المرأة وألقتا السلام عليها بذات ترحيبها الانثوي الرنان ..

دخلت النسوة الى الداخل، وامضين الوقت بالسلام والكلام، والسؤال عن الحال والأحوال ..

هتفت أم حميد من بين أحاديثها: ام هامل عنيه افداج شعنه تعبتي روحج وييتي، والله انيه امسات قايلة حق حنون انيه بالسبت المسا بخطف جدا ام هامل بسلم عليها وعلى ناعمة ..
( بخطف جدا = اذهب إلى/أمُر على)

هتفت ناعمة باستنكار رقيق ودود: افا بس خالوه شوه هالرمسه .؟!! ... انا اييج يلين عندج واسلم فديت قلبج ...

مسدت أم حميد كتف ناعمة بحنان بالغ وهي تهتف بعينان باسمتان: واايه عنيه افداج يا بنت هامل .. اسميج الا راعيه مذهب وما يلحقج المنقود .. حي من بياخذ دانةٍ شرواج ..

كتمت بقوة بسمة خجولة كادت تهز من صلابتها .. بسمة ناضحة بمشاعر غريبة لا تُفسّر ...
مشاعر استغربت منها تماماً ..!!

فهي لطالما نفرت من فكرة زواجها بالرغم من بلوغها للتو عامها الخامسة والعشرين ... لطالما كانت فكرة ان ترتبط بأحدهم بعيدة كل البعد عن مسار تفكيرها الطبيعي اليومي .. وهي تؤمن تمام الايمان بأن الذي تشعر به من نفور ما هو الا غريب عن فطرتها كفتاة عادية تحلم مثل غيرها من بنات جنسها بالحب والزواج والأطفال ..
ولكنها كما قالت لصديقتها روضة في السفر .. هي تلغي معنى أهمية الزواج لارتباطها العاطفي الكلي بأمور تراها هي الأهم ... كالعلم والتدريس .. كذلك تفكيرها الجدي في اكمال دراستها واخذ شهادة الماجستير والتي ستكون متمحورة بالتأكيد في التاريخ وعلمه الذي لا ينضب بكافة مجالاته وانواعه ..!!!

وقبل كل تلك الأسباب، هي حقاً لم ترى شبيهاً لرجالها، أباها، عمها، وأخاها ..

لم ترى حقاً شبيهاً إلاااااااااا .......


جفلت نبضة من قلبها ذعراً ما إن تذكرت خيال شخص اقتحم بكل عجرفة رجولية تفكيرها المُرتبك الخجول ..

من هذا الذي جعلكِ تقولين "إلاااااا" يا أنتِ ..!!
مـــن ..!!

لا .. فلتعقلي يا ناعمة ولتدركي بأن خفقات قلبك الآن ما ان تذكرتي ذاك الرجل ماهي الا خفقات تهوى اللعب قليلاً بارتجافاتك الجسدية ..!!
فقط يا ناعمة .. هذا كل ما في الموضوع ..!!


امسكت لا إرادياً بأصبعها الذي فارق منذ ايام خاتماً كان قريناً له لسنين طويلة، وهامت على ساحبة ذكرى كانت بالرغم من قوة وقعها المهيب على روحها ... الا ان .... وياللغرابة ما تشعر .... تجده في قمة العذوبة .... في قمة الاثارة ..!!


لم تخرج من تلك الذكرى الا على صوت جدتها ام هامل وهي ترحب ببحة باسمة عميقة بالتي دخلت للتو عليهم:
مرحبا مرحبا بـ العوش مرحبا الساااااع ..

استدارت ناعمة برأسها لحيث الفتاة التي لطالما احست بالنفور منها بسبب ما تبعثه من نظرات وابتسامات غير مطمئنة تجعل من ناعمة تظن دوماً أن رأس "تلك" لا يتوقف عن عمل خطط شريرة خبيثة كخبث حدة عيناها السوداوان الصغيران ..

اغتصبت ابتسامة جامدة وهي تقف لتتلقف سلام عوشة التي ارتسم على محياها تلك الهالة الغامضة المُنفرة ..

جلست عوشة وهي تهتف لناعمة بنبرة باسمة مُبطنة "بخبث وبُغض" .. تبغض هذه الناعمة وتبغض ثقتها وقوة شخصيتها المثيرة للإستفزاز: الحمدلله على السلامة ناعمة ..

رفعت ناعمة بنعومة شعرها الذي انسدل بكل غنج على عيناها وهي تهتف ببسمة باردة: الله يسلمج ويسلم غاليج من الشر ..

أردفت بهدوء متحفظ: اشحالج عوشة يعلح الا بخير ..؟!

عوشة ببسمة ظهرت مع لمعان عينها الخبيثة: انا بخير وسهالة ربي يسلمج

وجهت عوشة نظراتها لوالدتها عندما سمعتها تتساءل بدفء: امايه عوشة .. ريلج وعيالج وينهم ..؟!!

أجابت عوشة بابتسامة باردة: العيال تموا مع عيال عمهم في العين، واحمد كان ياي بوظبي عسب يخلص كمن شغله وقلتله نزلني بيت ابويه في دربك .. عاده نزلني وسار .. مستعيل هو ..

هزت أم حميد رأسها بتفهم: هييييييه زين ..

التفتت عندها عوشة لأم هامل وأخذت ترحب بها بكلامها المعسول "المُتزلف".. فهي تعرف تماماً كم ام هامل تحبها ولطالما ارادتها لإبنها سلطان من قبل ..

ولكن تلك الشماء هي من دخلت حياتها وهدمت بكل غطرسة ودهاء ارتباطها المستقبلي بـ حبيبها ..

أجل حبيبي ..!!
أنت حبيبي يا هذا .. وستظل حبيبي وملكي حتى لو اضطررت بأن اذبح بيدي كل من يفكر بأخذك مني ..!!
أتسمـــــع ..!!


حركت ناعمة جانب فمها بامتعاض صرف وهي ترى الكذب والتزلف بكلام عوشة، ثم التفتت لأم حميد وهتفت لها بخفوت ناعم: حنون فديتها وين ..؟!!

اجابتها ام حميد: حنون فوق، الحينه بخلي البشكارة تزقرها

ناعمة وهي تأشر بيدها بـ "لا": لا فديتج خلج مستريحة انا بسيرلها حجرتها ..

وقفت وهي تستأذن الجميع بأنها ستصعد للطابق العلوي لترى حنان التي في الحقيقة هي تحبها وتفضلها كثيراً على عوشة المتكبرة .... فحنان هذه اسم على مسمى .... وتحمل في روحها شخصية رحبة مثقلة بالطيبة والأخلاق العالية المُرهفة .... وترى ناعمة أنها تتقاسم مع حنان الكثير من الميول في الحياة سواء من حيث التفكير او السلوك العام ..

بينما ناعمة تصعد الدرجات الطويلة، رأت حميد ابن عم عمها سلطان، ابتسمت له بدفء حاني يشع صفاءاً .. فهذا الولد ذو العمر المقارب لعمر شقيقها الصغير حمدان ذو قلب طيب ونفس سموحة على غرار سماحة وجه شقيقته حنان ..
قالت بنعومة بعد ان ألقت السلام عليه: اشحالك حميد ..؟!!

اجاب حميد بوجه احتقن من الخجل وبنبرة اخرجها خشنة تنضح رجولة مبكرة: بخير ربي يعافيج، وانتي اشحالج ناعمة ..؟!!

مالت ناعمة رأسها بغنج فطري وهي تمسد رأسه وردت: انا الحمدلله بخير فديتك ..

أردفت وهي تكمل سيرها: اختك حنان في حجرتها صح ..؟!!

هز حميد رأسه بـ "نعم": هيه .
.
رمقت الفتى نظرة باسمة أخيرة وذهبت ..

عندما وصلت، طرقت باب غرفة حنان ودخلت ما إن سمعت الإذن بالدخول ..

هتفت بنبرة مُبتهجة عالية: هاااااااي ...

صرخت حنان وهي تقذف الكتب التي امامها بصدمة تخللها سعادة بحتة: نعوووووووووووم ..

هرولت نحو ابنة اخ ابن عمها سلطان واحتضنتها بقوة قبل ان تهتف بسرور عارم يسري داخله ذبذبات اشتياق حقيقي: ولهت عليج يا حمااااااااااارة ..



.
.
.
.
.
.
.



رأس الخيـــــمة



كان ممداً جسده على طول الأريكة وهو يشاهد إحدى مباريات المهمة على قناة الجزيرة الرياضية بكل أعصاب مشدودة متذمراً بين الفينة والفينة على الحكم وقراراته الجائرة بنظره ..

قطب حاجباه باستنكار على من يتصل به الآن ليقطع عليه مباراته الثمينة ... التقط هاتفه وهو يقول بخشونة لم يتعمدها: ألووو ..

: وييييييووووووو شقيناكم شششششق .. روح روووح إلقط ويهك يا عمممممي ههههههههههههاي ..

رد بضحكة رنانة: ههههههههههههههههههه جب جب بعدها المباراة ما خلصت لا تقعد تتفلسف عليّيه ..

اجابه صديقه: ههههههههههههههههه صدقني يعقوبوه غالبينكم يعني غالبينكم ..

رفع يعقوب حاجباه باستهزاء باسم: وايد واثق الاخ، نحن الغالبين ان شاء الله .. من يضحك اولاً يبكي اخيراً

أخذ يدردش قليلاً مع صديقه ويضحك على احاديثه المرحة قبل أن تدخل شقيقته مريم ومعها ابنتها الكبرى نهلة ..

ودّع صديقه واقفل الخط .. ثم وقف ليسلم على الآتيتان بدفء رجولي أخوي وقال: وين يعقوب وعبود ..؟!!

خلعت مريم حجابها وعباءتها وهي تجيبه: ساروا مع عيال عمهم السينما ..

حمل يعقوب نهلة وهو يضغط على خدها بقبلة كبيرة: وهالعسل شحقه ما راحت معاهم ..؟!!

زمت نهلة فمها بحنق مُستاء لتهتف: امايه ما طاعت اونه عندي امتحان باجر ولازم اذاكر ..

لمح يعقوب الكتاب الذي تحمله نهلة ليقول بنظرة خبيثة: وطبعا محد بيدرس الشيخة نهلة الا الجرندايزر يعقوب هااه ..!!

جلست شقيقته مريم وهي تهتف من بين ضحكاتها: ههههههههههههههه شسوي يا خويه، انا مووليه مافطن شي في الرياضيات .. يبتها عسب ادرسها وتفهمها ..
(مافطن = لا افهم) (موليه/مول = أبداً)

يعقوب وهو يجلس بجانب أخته: عاده ييتن في وقت غلط .. قاعد اشوف مباراه ..

ثم هتف لـ نهلة برقة رجولية: بترتيين يا حلوة إلين ما تخلص المباراة ولا ..!!
(بترتيين = هل ستنتظرين ..؟)

هزت نهلة رأسها بابتسامة كبيرة: هيه هيه عادي، اصلا انا فاهمة كل شي بس في مسألتين ما فهمتهن ..

يعقوب: زين عيل ..


أتت أم يعقوب في تلك الاثناء لتلمح ابنها وابنتها فلذات أكبادها أمامها ..
ابتسمت وهي ترى كم أن الاثنان كبرا وأصبحا في أقصى مراحل النضوج .. فابنتها من بضعة سنوات تزوجت واستقرت في منزلها .. والآن هي تجر خلفها فتاة جميلة وولدان كقطع السكر ..

التفتت لولدها قطعة قلبها .. هنا اختفت ابتسامتها الجميلة لتحل محلها تنهيدة ضيقة لم تصل لمسامع أي واحداً منهم ..
قلبها ينفطر .. فهي لم تعتد ان ترفض لأبنها طلباً .. بل لم تعتد ان ترسم على وجهه الحبيب معالم الضيق او الحزن مطلقاً ..

ولكن موضوع تلك الفتاة والزواج منها ترفضه ...!!
ترفضه وبشدة ..!!

نعم .. فابنها منذ أيام وهو يحاول اقناعها بقريبتهم موزة .. ولكنها لا تتقبل ان تزوّج ابنها الوحيد من فتاة بكماء لا تتكلم، بل فتاة عاشت في كنف عائلة واجهت مشاكل ومصائب كثيرة ...!!!!

بالتأكيد هي فقدت نطقها بعد صدمة نفسية عظيمة .. فكيف بحق الله تزوّج ابنها من فتاة تعيش في دوامة مرض نفسي الله وحده يعلم ما هي نتائجه عليه وعلى حياتهم المستقبلية ..

لطالما احبت موزة منذ ان كانت صغيرة، وتعتبرها مثل ابنتها مريم .. ولكن موضوع زواج ابنها منها وهي بتلك الحالة حساس لدرجة اللامعقول ..
باختصار هي لا تستطيع تقبل ارتباطهم .. حقاً لا تستطيع ..!!
فهذا هو ولدها الذي خرجت منه في الدنيا بعد وفاة زوجها الغالي ..!!
أليس من حقه عليها ان تمنعه من فعل ما قد يضر بمستقبله ..!!
أليس من حقه عليها ان تزوجه للتي تراها مناسبةً له ولحياته المقبلة ولأولادهم الذي سيأتون لاحقاً بإذن الله ..!!!


تنهدت هذه المرة بقوة وبشكل مسموع ليلتفت إليها كلا ابنائها .. اُنير وجه مريم بابتسامة جميلة وهي تقترب من والدتها لتسلم عليها بينما تحولت ملامح وجه يعقوب للون هو خليط من خيبة/خذلان/حزن ..

فهو يريد صاحبة بركة العسل .. يريدها حد الرمق الأخير ..!!

ولكن كيف ينال شرف قربها ووالدته رافضة هذا القرب .. بل لا تعطيه اقل مجال ليحاول اقناعها بجدوى هذا الزواج ..!!

الا ترى أمه حبه الناضح وقلبه المعلق بأهداب "تلك" العذبة ...؟!!
ألا تستطيع فقط تصفية نظرة عيناها ورؤية ما يريده هو .. لا ما تريده هي ومن زاويتها هي ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



جلسن الأربعة أمام الاستشاري بعد أن وقف بكل أدب وتهذيب رجولي وسلم عليهن بكل مهنية مطلقة ..

كانت هي مطرقةً رأسها وهي تشعر ان قلبها قد تشكل بداخله كافة انواع الانفعالات .. انفعالات خليطة من خجل/ارتباك/حيرة/خوف/قلق ..

فهي منذ ان رجعت لشقيقتها التي كانت في احتدام حاد في النقاش مع عمهم مبارك، وهي في وضع نفسي غريب بين خوفها العاطفي من دقات تتمرد بمجرد رؤية هذا الطبيب، وبين دقات تتمرد جزعاً من مخططات عمها التي لا تنتهي ضدهن ..!!!

خائفة .. خائفة حد رغبتها الشديدة بالهروب .. تريد أن تهرب .. تريد ان تبتعد عن هذه الحياة المليئة بالأطماع والشرور ..

تريد ان ترفع غطاء سرير أبيها وتنزوي بين احضانه الدافئة وتنام مثله ..

تنام الى ان تختفي تلك الشرور من عالمها الوردي ..

تفتقد الحنان، بل تتعطشه وتجوعه وتبكي عليه ألماً ..

هي لا تتحمل .. قلبها "الذي ينمو ببطء لفقر العاطفة في الدم" لا يتحمل هذه الحياة القاحلة ..!!

هي تعشق أمها وشقيقاتها، فهن من بذلن الجهد لكي لا تشعرنّها بالوحدة والنقص العاطفي، ولطالما قدّرت واحترمت هذا الشيء بكل قدسية روحية، ولكن الرجل في حياة الانثى أمر مختلف ..

الاب في حياة ابنته أمر مختلف .. مختلفٌ تماماً ..!!

آآآآآآآآآآه يا أبي، ليتك معي واقفاً قربي لأملئ رئتي بأنفاس قربك العودي ..
ليتك معي لأشكو لك كما كنت طفلة عن الذي يجري في قلبي من ضيق وألم ..!!
ليتك معنا انا وشقيقاتي ونحن نواجه أخاك الذي يريد ابتلاع حقوقنا بغير وجه حق ..!!


قطع تسلسل عاطفتها المُتعذبة وهي تسمع تنحنح الطبيب الذي هتف بنبرة حازمة مهنية: ام فاطمة اول شي خليني اشرحلج الوضع الصحي الحالي لـ خليفة .. خليفة مثل ما تعرفون كلكم ما يشتكي من مشاكل عضوية ابداً، واللي اكتشفته بعد ما شفت الاشعة والتحاليل ان خالي تماماً من اي مشاكل في الاعصاب والدماغ، اتوقع الدكتور صبحي قالكم عن هالموضوع ..

أومأت أم فاطمة رأسها بخفة واجابته بحزم: هيه نعم خبرنا عن حالته كلها ..

طرق الدكتور ناصر بخفة طرف قلمه بأصابعه الطويلة وهتف بنظرة عميقة: الوالد يعاني من أزمة نفسية تمنعه من الاستجابة للمحيط الخارجي ..

اتسعت أعين الفتيات ومعهن والدتهن التي قالت باندهاش يفطر الوجدان: أزمة نفسية ..؟!!
أزمة شو دكتووور ..؟!

أجاب الدكتور ناصر بحزم هادئ محاولاً عدم بث الجزع في أنفس النسوة: أم فاطمة ممكن شوي تسمعوني ..

أردف بعد أن لاحظ التركيز التام الموجه إليه من أعينهم القلقة حد الموت: على حد علمي ان خليفة دخل الغيبوية من حادث صارله .. في البداية كان هذا السبب ويوم تلقى العلاج كان المفروض تدريجياً يستجيب للمؤثرات الخارجية المُحفزة للدماغ لأن العوامل المُسببة للجلطة خلاص ما عادت موجودة، بس عقله الباطن ما استجاب وهذا دليل قوي ان الوالد ما يبي يقوم ..

حك الدكتور جانب حاجبه بتفكير وتابع: وخلوني اكون صادق معاكم، أتوقع والله وحده اعلم ان الوالد تعرض لأزمة وايد كانت كبيرة عليه قبل لا يصيرله الحادث .. والحادث ما كان الا حافز له انه يبتعد عن الواقع اللي كان عايشنه ..

هتفت روضة ونبرتها الخافتة توضح ما ينتابها من خوف/قلق: يعني دكتور هو يقدر ينش من غيبوبته لو قدرنا نعرف من شو هو يشتكي نفسياً وساعدناه عسب يتخطاها ..؟!!

أجاب الطبيب بحزم مطمئن: اي بيقدر بعون الله بمساعدة نفسه وبمساعدتكم .. لكن هالموضوع يبيله صبر وطولة بال يا جماعة، لأن الظاهر انتو ما تعرفون اهو من شنو يعاني ..

قالت فاطمة "ام محمد" بنظرة تحمل في طياتها القلق العاصف: لا والله يا دكتور ما نعرف ..

وجه الطبيب حديثه لوالدتهن أم فاطمة: ام فاطمة يمكن انتي تعرفين اهو من شنو جذي ..

هزت أم فاطمة رأسها بـ لا وقالت بنبرة يغلفها الألم/الاحباط: خليفة ما شاء الله عليه كان ريال مؤمن مصلي ذاكرٍ ربه .. وكان يلزم القرآن والاذكار دوم لو تضايج ولا زعل من شي كبير .. وكان أصلا ايي عندي ويرمسني باللي في خاطره يوم يتضايج .. بس انه يعاني من أزمة نفسية تخليه ما يبا ينش من غيبوبته ...!!!! *هنا ارتجف صوتها وامتلئ بالعبرات الأليمة واكملت*
ماعرف ماعرف .. الله يخليك دكتور شوف حل لهالسالفة .. نحن متجلين على الله سبحانه ثم عليك ..
(متجلين = متوكلين)

وقفت شيخة لا إرادياً لتقترب من والدتها وتحتضنها بخفة وهي تهمس بكلمات مطمئنة تضج بالايمان/اليقين: امايه علني افداج هدي ... ابويه بإذن الله بينش بالسلامة .. بإذن الله .. هدي فديت قلبج خلاص ..

مسحت ام فاطمة دموعها من تحت غطاء وجهها الطويل لتهتف بخفوت: لا اله الا الله محمد رسول الله ..

أردفت وهي تمسد يد شيخة المحيطة بكتفيها: امايه شيخة هاتيلي ماي ..

قالت شيخة بسرعة: ان شاء الله ..

وقبل ان تخرج، قال لها الطبيب بنبرة حازمة موغل بدفء غريب: الشيخة ما يحتاج، عندي ماي ..

تسمرت بمكانها وكهرباء اخذ يسير على طول فقرات ظهرها عندما سمعت للمرة الثانية كلمة "الشيخة"


أيتها المجنونة، إنها كلمة تخرج من باب الذوق العام، فلتتركي عنك رجفاتكِ الحمقاء هذه ..!!

التفتت إليه ورأته وهو يقف ليخرج من ثلاجته الخاص قنينتين صغيرتين من الماء، وضع القنينتين أمام أم فاطمة لتبادر هي وتقول بصوت امومي عطوف: مشكور ولديه ..

ابتسمت عيناه بحنان عندما سمع كلمتها العفوية "ولديه" .. وتذكر بشكل شجي والدته الراحلة رحمها الله ....

هتف بعد ان لمح طيف "تلك" تجلس بخجل/ارتباك: الوالد بإذن الله سبحانه وبمساعدتكم بيقوم بالسلامة وبيرجع لكم بكامل صحته وعافيته .. لكن هالموضوع مثل ما قلت يتطلب صبر وتحمل ..

تنهدت فاطمة تنهيدة غير مسموعة لتهتف بعدها بحزم: ان شاء الله دكتور ..

قلب الدكتور الأوراق التي امامه هاتفاً بنبرة حازمة: على العموم انا باكون على اطلاع على حالة الوالد حتى لو رجعت قطر، بتم ان شاء الله على تواصل مع الدكتور صبحي وبيزودني بأي شي يستجد في حالته ..


لا تعرف شيخة لمَ سرت فيها رجفة حادة ... رجفة مؤلمة حد الوجع وهي تسمع ما تفوه به الدكتور ناصر للتو ..!!
شعرت بغصة كبيرة تتكور في حنجرتها لم تتمكن حتى من ابتلاعها بسهولة، انزلت عيناها الى الأرض محاولةً السيطرة على تعابير وجهها الذي غدا شاحباً ....

سمعت أختها الكبرى روضة وهي تقول برسمية للطبيب: توصل بالسلامة دكتور .. وتسلم على تعبك معانا ..

أجاب الطبيب برجولية بحتة: الله يسلمج من كل شر اختي، لا تعب ولا شي هذا واجبي وحقكم علي كـ طبيب ..


وبعد ان تلقّين عدة نصائح توجيهية من الطبيب ناصر، خرجن الأربعة وأملهن يتجدد في ان رب عائلتهن سيستيقظ قريباً ... وانهن سيتجاوزن هذه المحنة بعون الله تعالى .....

غير ان قلب واحد من قلوبهن المشحونة بالأماني النقية قد وصل حد الاعياء العاطفي ....
فهذا القلب ........ ويالتعقد نبضاته الطفولية ..
قــد تعلـــق "بأحـــدهم" ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



أردف قبل أن يشرب الماء الذي سُكب داخل كأسه الزجاجي بلمعان بلوري من قبل النادل الآن: ما فيه شي الحمدلله خل عنك بس ..
ما خبرتني شو السالفة بوخويدم .. قلتلي تبانيه في رمسة ..


اعتدل بطي في جلسته وهو يتأهب لقول ما يجب قوله بحزم وثبات: هيه نعم .. واباك تسمعني إلين الاخير يا سلطان ولا تقاطعني ..

اعتدل سلطان بدوره في جلسته ليقول بنبرة رجولية قوية: قول يا خويه اسمعك ..

زفر بعمق مردداً بداخله الكلمات الذي هو بصدد التفوه بها، ثم نظر مباشرةً لعينا سلطان قبل ان يهتف بحزم ثابت لا اهتزاز فيه: يا بومييد انا شاري نسبك .....

رفع سلطان حاجباه بدهشة ارتسمت بشكل ظريف على محياه وقال: شاري نسبيه !! ... ما فهمت ..
ناوي على الثانية بطوي ..!!!

ابتسم بطي بخفة محاولاً ارخاء حبل انفعالاته قليلاً، ثم أكمل حديثه بنظرة مرحة: لا ابويه اللي عنديه تسد ...

امسك بطرف كأسه ليحركه ببطء ثم هتف بنبرة حازمة مباشرة: سلطان ... بغيتك يا خويه تكون الظهر والسند لـ هليه عقب رب العالمين ثم عقبنا ..

تنحنح بخشونة ما إن رآى معالم التصنم على تقاطيع وجه سلطان الذي بحق لم يستوعب ما سمعه .... ثم أضاف بصوت أخرجه اكثر صرامةً وثقة: ما بحصل ريال مثلك وشرواك اعطيه الصغيرونه ..
(الصغيرونه هنا يقصد به أخته الصغرى)


رفع بطي عيناه ليرى ردة فعل سلطان، وارتبك داخله اشد الارتباك عندما رآى سحب عظيمة سوداء تموج وتمور في محاجر "ذلك" ..

سحب مبهمة اللون .. مثقلة بغموض غريب ليس له شكل ولا هيئة .. سحب تفضح صدمته العاتية ..

لم يستطع بطي التراجع بالرغم من جمود سلطان وصمته المُربك للأعصاب، بل تنحنح مرة أخرى ورنة هتافه الحازم تخللها توتر اخفاه بمهارة: ادريبك منصدم من رمستيه .. بس يا سلطان انت اخويه .. نحن عشنا عمر رباعه .. انا ماعرفك من يوم ولا يومين ..
(رباعه = مع بعض)

نحن رابيين ويه بعض وتخاوينا من نحن صغاريه في الزين والشين .. على الخير والشر .. واللي وايهته منا قبل سنين ما نسيته يا الغالي ولا قد فارقنيه القهر منه .. واللي زرع غلاتك في الروح ان اللي صار لا انا وخوانيه وبويه رضينا به .. لجنه قدر الله وما شاء فعل .. عسب جيه انا الحينه جدامك ناوي اعوضك واردلك حقك .. شو قلت ..؟!!!

انزل سلطان عيناه الضبابيتان محدقاً بـ كل الأشياء، بـ كل التفاصيل، بـ كل حركة .. عدا وجه صديقه الذي جعل من قلبه مسرحاً مجيشاً بأشرس الخفقات واشدها وطأة على روحه الأبية .. خفقات لم تستوعب ضربة حديث صديقه القاضية ..!!!


مالذي تقوله يا بطي بالله عليك .. مالذي تقوله ..!!
أتعرض عليَ الزواج بــ أختك ..!!!! ..... بـ بـ بـ .....


لم يستطع نطق اسمها الخرافي حتى في قرارة نفسه ..
اسمها الذي يحكي ألف حكاية خرافية تنبأ بحدوث جرائم لا تُغتفر بدواخل وتينه ..!!


أخذ سلطان نفساً ليزفره بعدها بسرعة ... وبحدة .... زفرة جامدة الجزيئات كـ تفكيره المُجمّد تماماً ..!!

ولكن ليس سلطان من يجعل من صديقه الغالي يعيش لحظات التوتر أكثر من ذلك .... نعم .. هو يرى بطي ويرى توتره الذي يحاول اخفائه بقوة يُحسَد عليها ...!!


تنحنح بقوة ليهتف بنبرة خرجت خشنة/جامدة/صارمة: بس يا بوخويدم انت تعرف من زمان راي بنتكم على هالخطبة ..

اقترب بطي من سلطان ونظرة عيناه تتغير اثر مشاعر خليطة من غموض/خبث/ذكاء: خبرني سلطان واصدق ويايه ..

نكز بسبابته أيسر صدر سلطان وهتف بخفوت مراقباً وجه صديقه: هذا شو يبا ..!!!


انزل سلطان عيناه لحيث أشر بطي ........ وصمت ..
لم يتفوه بكلمة ..
إلى ان رفع جانب شفتيه بسخرية علقمية وابتسامته الجامدة تحكي اكثر مما يحكيه حروف لسانه: هب مهم القلب شو يبا .. المهم العقل شو يقول يا بطي .. والعقل يقول انهم ما يبونّا ..


يعترف بطي انه شعر بالسكاكين تقطع اوردته وهو يرى صديقه بهذه الحالة المريرة الموجعة، ولكنه لن يستسلم ولن يتراجع، فهذه فرصته الوحيدة ليجمع هذا المجنون بمحبوبته .. وهذه فرصته أيضا ليكفر عن ذنبه عما واجهه صديقه من اهانة وقهر فيما مضى ..

هتف بذات نظرته البراقة الخبيثة محاولاً استفزاز صديقه: افا يا ذا العلم، يغلبونك يا بومييد ..!!!!

استقام سلطان بجلسته بسرعة البرق وهتف بحدة عاتية وعلامات الغضب/الاستنكار/الاعتداد بذاته تصل لأقصى نقطة في دماغه:
انـا ولـدك يا ظـاعن ..
ما يغلبونا رياييل بشنباتهم ولحاهم عسب ننغلب الحينه من حريم يا بن خويدم ..

ابتسم بطي ابتسامة ذات معنى ليهتف بنبرة رجولية رنانة: يعل يمين من رباك الجنة ..
سلطان .. خل اعيد رمستيه عليك ..

أشر بأنفه على أيسر صدر سلطان وكرر بخفوت: هذا شو يبا ..!!
شو اللي في خاطر قلبك ..؟!

احتد فم سلطان وانفعالات كثيرة .. انفعالات محتشدة ليس لها عدد تغزو روحه بكل ضراوة ..


ماذا تريد يا قلب ...!! ماذا تريد ..
انطق ..!!


يالله يا بطي .. لمَ تفعل بي هذا ..!!
لمَ ..!!

أتنبش قبراً دُفن تحته قلباً بكل قسوة وتوارت خفقاته المجروحة خلف جنح الليل ولم تعد تُبصَر ولا تُلمس حتى في وضح النهار ..!!!!

أتحاول بأسلحتك التي اشهرتها للتو، أن تنسيني ما تذوقته من علقم الكبرياء المُهان .. الكبرياء الغارق ببحر الذل ..!!
الكبرياء الذي هُدر كـ سيل جارف من دم قاني معتم على طرقات عشقها ..!!!!

لا .. لا أظنك تستطيع يا صديقي .. حتى لو حققت ما تريده .. !!


ما يريده ..!!!
ههههههه ما يريده هو أم ما تريده أنت يا سلطان ..!!!

آآآآخ ... ما الذي يحدث له الآن بحق الله .. !!!!


وجّه سلطان تدريجياً نظراته حتى تُواجه عيون بطي السوداء ..

عيون لم تكن الا نسخة مكبرة رجولية من عيون تلك النمرودية ...!!!!


هتف بنبرة حديدية صقيعية مبهمة .. مبهمة حد تجاوز خطوط ادراك الزمان/المكان:
هل الطيب والناموس ما ينردون يا بوخويدم ..


صمت للحظات .. ليردف بعدها بنظرة مُظلمة: اللي فيه الخير ربك يجدمه ..



.
.
.
.
.
.
.



في ذات المدينة التي تحمل بطياتها اسراراً لا تُحصى ..!!



جلس على الاريكة متحدثاً الى الرجل على الخط الآخر بنبرة متعجرفة خبيثة: 10 ملايين ..

: 10 ملايييييين .!!!
ليش يا عبدالوهاب انا ولد عمك واخوك ..

رفع أبا مرشد جانب فمه باستهزاء تام وهو يقول: والله المصايب ما اتيي الا من القرايب .. انت لك عين تفتح ثمك وانت كل يوم طايحلنا في مصيبة كبر راسك الطبر ..!! .. لازم نستفيد من وراك جانك تبانا نرابعلك يمين ويسار ..
(نرابعلك = نسعى لك)

هتف ابن عم أبا مرشد بنبرة استجداء تخلله بغض حقيقي لهذا الرجل: ياخي ذليت عارنا .. قلتلك ما كنت ادري اني موقع على اوراق بهالبنود التعجيزية .. واللي يرحملي والديك طلعني منها قبل لا انفضح ..

ضحك أبا مرشد بسخرية وصلت حدها الاقصى: ابويه انت مفضوووح وخالص .. سمعتك في البلاد راحت فيها من زمااااااان ..
من ايام اللي بالي بالك هههههههههههههههههههههه

احتد فم ابن عمه محاولاً كتم بغضه وغضبه لكي لا يرمي الشتائم عليه .. فقط كي يُخرجه من مشكلته الحالية ..
هتف بنبرة كره حاد: انت السبب .. لو اني من الاساس ما طاوعتك باللي سويته جان انا يلين الحين الوزير اللي كل يحلف براسه ويطريه بالخير .. جان يلين الحينه اسم سهيل الـ.. يرن بين ميالس الرياييل والشيوخ ..

هتف أبا مرشد بذات سخريته المَقيتة: اقول بس صخ صخ .. لا تعق اللوم عليه .. بغينا مصلحتك وانت ما تستاهل .. لو انك رمت يالبغام تخش الاوراق اللي زخوها عليك ولا عرفت من زمان ان الجلب حمود سكرتيرك يتصوخ على تلفوناتك جان انت الحينه تلعب في البيزات لعب ..
(بغام = غبي) (يتصوخ = يتسمع) (البيزات = أموال)


اشتدت قبضة يد سهيل ابن عم أبا مرشد بقهر شديد ظهر مع احتقان وجهه وهتافه الفحيحي الغاضب: على اني ظهرت من الحكم براءة مرتين، لكن بعدني مغتاااااااااااااظ .. مغتاااااااااااظ يا عبدالوهاب ..

أخذ أبا مرشد يتأمل اظافره بنظرات باردة صقيعية وقال: شو تبا زود عن نفاد سكرتيك وفوقه سعيد بن خويدم ومحمد بن حارب ..!!!!
(نفاد = موت/هلاك)



.
.
.
.
.
.
.



دبـــــــي



دلف المطعم وهالته الرجولية الخاصة به هو قد انتصرت باجتذاب الأعين المنتشرة حوله بكل اعجاب وانبهار ... متفردٌ هو في طريقة سيره ووقوفه ونظراته .... ويصعب على أحد تشبيهه بـ رجلٍ آخر ..!!

فـ الوسامــة وسامتـــه .. والطلــة طلتــه وحـــــده ..!!


ارتسم على ملامح وجهه ذلك التعبير القاسي البارد "المُحتقر حد النهاية" بشكل لا ارادي ما إن رآها جالسةً في إحدى الطاولات المركونة في زاوية المطعم ..

اكمل سيره لحيث الطاولة، وقبل ان ترفع المرأة عيناها إليه .. جلس بثقل بالغ وقال بصرامة كصرامة السيف:
وين الولد ...!!!!

جفلت المرأة جزعاً من خروجه المفاجئ امام وجهها .... ثم سرعان ان اشتعلت اشعة من خبث أنثوي/سخرية بالغة على ملامحها ... وقالت: ولووو مسيو نهيان، مافي السلام عليكم او على الئليلي بونسوار ...؟!!
ما انا ميسون حبيبتك ئبل ماكون ام ابنك ..؟!!


وضع نهيان رجلاً على رجل بطريقة رجولية خشنة فظة وقال بنبرة غليظة قاسية "صقيعية": هليه ما علموني اعق السلام على حثالة .. ها اولاً .. ثانياً قلتلج ان اللي ترمسين عنها مندثرة تحت التراب من سنين .. ثالثاً *تحولت نبرته لسخرية نزقة* خل نتأكد اول ان ها ولديه ..
(اعق = ارمي)

ارتفع جانب فمه باحتقار تام وأضاف مقلداً لهجتها اللبنانية: ولوو تؤبريني .. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ..!!!

اطبقت ميسون شفتيها على بعضهما بغضب مكتوم بعد ان تلقفت اهانة نهيان الواضحة .... وقالت من بين اسنانها: شو ئصدك نهيان ..؟؟!!

ئصدك اني كزيبي وبخدعك ..!!! شو مصلحتي اكزوب عليك انا ئلي ..!!!!

اتسعت مقلتا نهيان بسخرية متصنعة متمكنة: اوووه حاشى لله تجذبين .. انتي تجذبين ..؟!!!
لا لا لا اللي اعرفه انج حمامة المسيد ..
(حمامة المسيد "حمامة المسجد" تُقال للشخص العاقل الخلوق التقي)


وأردف بقسوة بعد ان تغيرت نبرته من السخرية للجدية المرعبة: انتي المفروض تنجبين وتلمين ثمج .. انا اللي هنيه ارمس واقولج اللي لازم تسوينه ..
(تنجبين = تصمتين) (تلمين ثمج = تغلقين فمك)

طرق على طاولته عدة طرقات بأصبعه ثم قال بحزم مثقل بالحدة البالغة: باجر اتيبين الولد وبنسير نسوي فحص الدي إن ايه .. ولو الولد ما ظهر ولديه *التمعت شرارات وعيد فحيحي في مقلتيه واكمل*
اقسم بالله العظيم لأظهر ساعتها حرة سواياج الخاااااااايسة كلهااا على راااسج ..
(سواياج = افعالكِ)

ثم ابتسم ابتسامة لم تتجاوز عيناه .. ابتسامة ماردية مليئة بالكره والبغض ثم وقف ..

فتح محفظته قبل ان يخرج عملة ورقة ذو قيمة كبيرة وقذفها على الطاولة بغطرسة بالغة .... وذهب ..

بينما انتشرت كل مشاعر الغل، الذل، الغضب الشديد على وجه ميسون، مع توعدها الشديد باسترداد كرامتها المبعثرة منه حتى لو كان اخر يوم في عمرها ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن
يـوم جـديد لبـداية أسبـوع جـديد



استدارت بخفة وغنج باذخ، تحسدان عليها الكثيرات من صديقاتها وزميلاتها في المدرسة، الى واجهة بوابة المدرسة الداخلية لتتأمل وجهها وترتب هيئتها قبل أن تدلف الى داخل ...

تلفتت بعيناها وابتسامة شقية ترتسم على شفتاها الكرزية وتُنير بطريقها شامتها الفاتنة ..

فتحت حقيبتها المدرسية لتُخرج قلم الكحل، الماسكرا، ومرطب الشفاه ..
وبدأت بسرعة وحذر بوضع القليل من هذا وذاك على وجهها قبل أن تخرج إحدى المعلمات أو المشرفات لتراها .. ثم ابتسمت لنفسها بكل رضا تام وتحركت للداخل .. الا انها زمت فمها وهي تتذكر بضجر أن الحصة الأولى ماهي الا مادة الفيزياء التي تكرهه ..

ولتصدُق مع نفسها، فهي تكره كل المواد العلمية ..!!

هي منذ البداية لم تكن لتدخل القسم العلمي لو ان صديقتها مهرة لم تدخلها ... لطالما هي تقول وتفعل ما تتفوه به مهرة وتفعله، فهي بالنسبة لها المثل الأعلى ولا تعرف لماذا ..!!

من المحتمل لأن مهره بشخصيتها وطبيعتها العاقلة كانت النقيض لطبيعتها هي الفوضوية، فترسخ بعقلها لا إرادياً أن الذي تسلكه مهره بحياتها ما هو الا الصحيح حتماً ..!! وهو الموجّه لها كعقلية تُصعَب عليها اختيار ما هو بصالحها بسهولة ..!!!

ومادامت مهرة دخلت القسم العلمي، فلمَ لا تدخله هي ايضاً .. وليعينها الله على بُغضها لدروسها المُعقدة الصعبة ..!!!


حسناً، يجب الآن تحمل كلمات المعلمة الشابة الجديدة .. فهي متأخرة عن الحصة أربعون دقيقة ..
ليس ذنبها ..!! إنما النوم سلطان يا عرب ..!!!!!!


طرقت الباب بخفة، لتدخل بسرعة ملقيةً السلامة باقتضاب وتمشي لحيث مقعدها الخلفي ...

وقفت المعلمة عن الكتابة على اللوح الأبيض لتهتف بنبرة هادئة تخللها نظرات لم تُبعث الراحة أبداً في قلب ميرة: ليش متأخرة يا ميرة ..!!!

زفرت ميرة زفرة لم تتجاوز مسامعها هي ... زفرة حملت الضيق حقاً .. فهذه المعلمة الشابة لا تريحها بنظراتها وتحديقها الدائم لها .. وميرة بطبيعتها المَرحة الصاخبة في الصف لا تعرف معنى الركود والصمت الا في حضور هذه المعلمة..
ليس وكأنها تخاف منها أو تحترمها بشدة .. لكنها فقط غير مطمئنة للأجواء التي تسود هذه الحصة بالذات ..


هتفت بهدوء مُقتَضب وعيناها على كتابها: ظروف مس ..

ضحكن الطالبات لاعتقادهن أن ميرة تلقي احدى كلماتها المَرحة الساخرة بينما رفعت المعلمة جانب فمها باستهزاء .. وقالت: ظرووف ..!! وشو هاي الظروف اخت ميرة ..!!!

حاولت ميرة أن لا تبين ما يعتمل في خاطرها من ضيق .... لذا هتفت بابتسامة باردة ورصت على كلماتها لكي تفهم المعلمة أنه ليس من حقها ان تتدخل بأمور لا تعنيها: ظروووووف يا مس شمسة ..

رفعت المعلمة شمسة كلتا حاجبيها بذهول ساخر، ثم قالت وهي تستدير لتكمل شرحها: اوكي يا آنسة ظروف، بعيد المسألة من ايديد يا ليت تركزين وتنتبهين ..

تنهدت ميرة بخفة وهي تزيح عن جبهتها بعض من خصلات شعرها الناعمة .... تنهدت وهي لا تدري ان طيف ابتسامة أقل ما يُقال عنها بالشيطانية تطايرت فوق مقلتا عين المعلمة ..



.
.
.
.
.
.
.



أبـــوظبــــي
في إحدى رياض الأطفال



وبرقة كرقة نسيم البحر أخذت تقص على "أطفالها" الحكاية، وختمتها في الاخير بصوت منتعش وهي ترفع عيناها الباسمة وتحدق بجميع طلابها الصغار: وبعد أن مرت السنين الطويلة، رجع التاجر الأمين لوطنه محملاً بكل البضائع التي سُرقت منه بغير وجه حق، وعاش بعدها في كنف عائلته مرتاح البال مطمئن النفس ..
تووتة توووتة ..
صاح الأطفال بصوت عالٍ صياحاً مسروراً مُتحمساً: خلصت الحدووووووتة ..

ضحكت برقة وهي ترى الضوضاء التي عمّت بالمكان ما إن انتهت القصة، صفقت بقوة وهي تهتف بابتسامة: الحين يا عسولين، بكتب جملة في السبورة، والشاطر اللي بيقدر ينسخ الجملة صح في دفتره .. اتفقنااااا ..!!!!

قفز الأطفال بوجوه مُبتهجة مُنيرة كـ نور قلوبهم النقية مرددين بقوة: اتفقناااااااااااا ...


ابتسمت قبل ان تستدير للوحة الكبيرة البيضاء وتكتب .... الا انها استدارت بجزع وهي تسمع بكاء أحد الصغار ...

وضعت القلم وذهبت إليه وملامح وجهها الناعمة تتغير للحزن: حبيبي عبدالله بلاك ..؟! شي يعورك ..؟!!

لم يُجب الطفل عبدالله وانما استمر بالبكاء الذي قطع اوردة فؤادها الصغير، وبينما هي تحاول ايقافه لتتمكن من سؤاله بشكل افضل، شمت رائحة بول "اعزكم الله" ..

علمت عندها ان عبدالله يبكي حرجاً وخوفاً لأنه فعلها في الصف ....
لانت تقاطيع وجهها المشدودة وقالت بعاطفة جياشة وهي تقبل رأسه: لا تخاف حبيبي .. الحين انا وانته بنروح الحمام وبغسلك وببدلك زين قلبي ..؟!!

استمر الولد بالبكاء بينما ظل الأطفال الباقيين يراقبون الذي يحدث ببراءة وفضول، حملت الطفل غير مكترثةً أبداً ما اذ ستتسخ ملابسها ام لا ... فـ هي لا تحتمل ابداً رؤية طفل صغير يبكي من غير ان تُسكته بقبلة أو بحضن دافء ..


احتضنته بقوة وخرجت للخارج حيث العيادة المخصّصة في الروضة ..

وضعت الطفل بعد أن طمأنته بصوتها العذب انها سترجع في الحال وانه يجب عليه ان يهدأ لأنه "رجل كبير" ..

"الرجل الكبير" هي الكلمة السحرية للأولاد الصغار، وهي من تعطيهم الحافز والتشجيع النفسي لكي يبرهنوا بشتى الطرق انهم بالفعل "رجال" ..


دلفت الإدارة وهي تضع يديها على خدها بإحراج باسم وتهمس: ياربيه عليج يا حنون، الحينه لو حد شمج شو بتسوين ..!!
هههههههههههههههههه خبله انتي والله ..

قررت أن تذهب للمشرفة الاجتماعية التي هي بالأساس صديقتها المقربة، فاللجوء إليها وهي بتلك الحالة أٌقل وقعاً واحراجاً من اللجوء لزميلاتها الأخريات ..

قالت برجاء ما ان دخلت عليها: ملاك حبيبتي بغيتج في خدمة صغيرونه ..

اقتربت ملاك من حنان بقلق: خير حنان شو فيج ..!!

ابتعدت حنان بضحكة مُحرجة: لا تقربين منيه ريحتيه عزج الله بول ههههههههههههههه

اتسعت عينا ملاك بذهول: لييييش شو مستوي ..؟!!

حكت حنان ما جرى لملاك وطلبت منها ان تتصل بوالدة الطفل أو والده لكي يُرجعوا الطفل للمنزل، أو ان يجلبوا على الاقل الغيارات اللازمة له ..

جلست ملاك على كرسيها وهي تهتف بأسف: يا حنان لازم نيلس مع هل الولد، اليهال ما يسوونها عزج الله في مكانهم الا اذا يواجهون مشاكل نفسية في بيوتهم ..

هزت حنان رأسها تأكيداً على كلام المشرفة ملاك: معاج حق والله، لازم نعرف الولد من شو يشتكي، اكيد هو عايش في خوف وقلق من شي ..


هاتفت المشرفة أهل الطفل وطلبت منهم المجيئ، وبعد أن اغلقت الهاتف، رفعت رأسها لتقول بنبرة باسمة لحنان: اظنتي يا حلوة لازم تردين البيت وتغيرين ملابسج ..

ضحكت حنان بخفة تنم عن حرجها البالغ واجابت الأخيرة برقة: هيه يا ختيه، يلا بترخص عنج .. قولي حق المديرة السالفة عسب تتفهم وضعي ..

ابتسمت ملاك بتفهم وقالت: ولا يهمج فديتج ..

هتفت حنان وهي تستدير لتخرج: يلا مع السلامة ..

ملاك بذات ابتسامتها: خالفتج السهالة غناتي



.
.
.
.
.
.
.



في القسم السابع من سجن لاسانتيه ..



انتفضت عيناه الغائمتان بضباب سهاد لازمه منذ أن وطأة قدماه هذا المكان القذر الذي لا يوصف بأقل من أنه مسرح اجرامي يدمي الأعين من فرط بشاعته وقبح مناظره القاسية على النفس البشرية ..

وبكل ما يعتمل صدره من لهاث غاضب .. غاضب حد القتل والنحر ....

وقف بسرعة هجومية وهو يضرب بكعب رجليه فك السجين الذي أمامه .....
ومن غير حتى ان يفكر ....
خلع قميصه المهترئ كاشفاً عن صدره العريض ومنكبيه ذو العضلات الصلبة البالغة القوة .... "قوة جسدية نُحِتت بتفصيل دقيق مع تدريبات مستمرة دامت لسنوات" ..

ثم لف قميصه بعين حمراء تزمجر جبروتاً/قسوةً عدة مرات بسرعة كسرعة الفهد وانقض بها على رقبة السجين الذي استفز بشدة صبره وانفعالاته المكتومة ..

رص على اسنانه بغضب اسود حقيقي وهو يسمع صوت الرجل واختناقاته المتوسلة له بتركه ... لكن هيهات ان يتركه قبل ان يرى رجلاه الضخمتان تلتفان ببعضهما مع خروج روحه الحقيرة النجسة ..

تحولت نظرتا حارب لشيء وصل حد الجنون .... كيف لا يصل لحد الجنون وهو يسمع هذا الشيطان السافل وهو يتبجح بكل تكبر وزهو حيواني كيف انه قتل بدم بارد اخته الحامل بعد ان اغتصبها امام والدته .... والدته الذي اقتلع عيناها اقتلاعاً وهي تدافع عن ابنتها وتحميها من براثن ابنها ...... ويا ليته شبع من شهواته الشيطانية ..!!!!

بل اغتصب بنات اخته المقتولة وباعهن بعد ان شبع منهن لرجل يملك نادٍ للعري وقد قبض بعدها مبلغاً بخساً صرفه على لهوه واعمالها القذرة ..


حارب بصراخ مرعب يشعل الرماد من فرط غضبه: والله ثم والله ما يسدني الا دمك يالكاااااااااااافر ..



وهذا ماحصل، فـ حارب لم يترك السجين الا وهو جثةً ميتة متعفنة كتعفن ما تفوه به على مسامعه ..


وفجأة .... تراجع حارب بقوة متقيئً كل ما في جوفه الخالي وهو يتذكر ما سمعه بالتفصيل من ذلك الحقير الذي اصبح الآن في عداد الأموات ..

تقيئ غضباً، تقيئ اشمئزازاً/تقززاً، تقيئ مرارةً على حاله الذي اوقعه في اتعس وارذل المواقف والمصائب ..

تقيــــأ الغصـــــة والألـــــم المضـــــني القـــــابع فـــي روحــــــه الشــــــامخة ..


التفت لجثة السجين وهو يستند بذراعه الأيسر على الحائط الرطب الكريه هامساً بغلظة محتقرة قاسية بُحّت من بين انفاسه المشدودة: جهنم وبئس المصير يالحيواااان ....


ظل على لهاثه المُرتجف من فرط انفعاله وهو يتذكر اللحظة التي وضعوا السجين في زنزانته المظلمة، لعن ألف مرة في قرارة نفسه كل من في السجن وكل من تسبب له بوجوده هنا، ثم وقف وهو يأخذ دفعة اكسجين متسخة بهواء المكان الذي يشبه القبر ..

حقاً انه قبر، كيف يصف هذا المكان غير إنه قبر يحمل في جوفه شياطين مُلبسة بأغلفة أنسية يحملون قلوباً ميتة معدومة الأيمان بأي شيء في هذه الدنيا ..!!!


زفر كل ما يعتمل روحه من قهر وغيظ اسود وهو يتمتم بالاستغفار ثم قال بهمس خافت موجع: اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ..


حدق بطرف عيناه بـ جثة الرجل ثم اردف بنبرة مقززة تخللها كره صافياً: شو بسوي الحينه في هالملعون ..؟!!

صمت قليلاً ثم هتف بسخرية مريرة وهو يرفع جانب فمه: يا عمي هي خربانه خربانه ...


وقف أمام القضبان الحديدية وهو يصيح بإنجليزية عالية قاسية "صقيعية": أيها العسكري، تعال هنا واخرج هذا القذر من زنزانتي ..

سمع عندها صوت امرأة سجينة تصرخ بلغة غير مفهومة وتستنجد ببكاء موجع بكل ما فيها من ضياع وذل .. استمر صراخها الحاد حتى اختفى خلف شهقاتٍ مكتومة ..


وبعد مرور دقائق معدودة، رآى حارب العسكري آتٍ عنده وهو يغلق ببطء شديد سحاب بنطاله وابتسامة صفراء/خبيثة/قذرة تعلو ملامح وجهه التي كانت وكأنها التهمت للتو وجبة كبيرة دسمة ..


لمح حارب الدم الذي تلطخ بكثرة فوق بنطال العسكري واستوعب عندها ما الذي حدث للمرأة المستنجدة ...!!!!


تراجع للخلف واستند ظهره على الحائط ثم أغمض عيناه بقهر كـ قهر صخر وسط بركان فائر هاتفاً بصوت يناجي فيه ربه بكل تضرع ورجاء .. صوت حمل كل بحات الكون ألماً:
صبـــــرك يـــــا رب .. صبــــــــرك ..



.
.
.
.
.
.
.



شركة بن خويدم - أبوظبي



وقفت وهي تصلح هندامها بنظرة واثقة لامعة .. ثم تحركت وهي تحمل بين ذراعيها المخطوطات التي ستريها للمدير ..

لم تكن تحتاج لتريه عملها في الحقيقة، فهناك من يرأسها وتستطيع ان تسأله وتستشيره، ولكنها لن ترتاح ولن يهدأ بالها حتى تتمكن من السيطرة على ثبات وصبر ذلك الـ "بطي" ..!!!
حتى تتمكن من نيل حبه والزواج منه ...!!!!


عندما وصلت لمكتب السكرتير، لم تجد أحد، أخذت تتلفت بأعينها المرسومتان بالكحل بطريقة محترفة جذابة مغرية الا ان لمحت باب مكتب المدير شبه المفتوح ..

ابتسمت عيناها بتلاعب شيطاني ثم اقتربت اكثر من باب المكتب وطرقته عدة طرقات ناعمة خفيفة، لكنها لم تسمع رد يأذنها بالدخول ..!!


عقدت حاجبيها باستغراب وهي تُدخل رأسها قليلاً ...... وياللغرابة لم ترى بطي جالساً كالعادة وراء مكتبه ..!!


تأففت بحدة مغتاظةً من حظها التعيس، فهي تأملت وبقوة رؤيته واشباع ناظريها بوجهه الوسيم ..

وبوقاحة منها، دلفت اكثر المكتب وهي تمشي بغنج وتبتسم بغرور بالغ مؤمنةً بكل ثقة ان هذه الشركة بأكملها ستغدو ملكها لو انها في المستقبل تزوجت بطي ..

ههههههههههههههههه ستكون لك يا أليازية ..
ستكون لك وفوقها صاحبها ..
فقط اصبري وتمكني بأنوثتك وجمالك من امساك ذلك الـ بطي من رقبته ..


جفلت بخوف عندما سمعت صوت رنين هاتف محمول قابع فوق طاولة المكتب، اقتربت بفضول وقرأت الاسم ..
"أمونتي" ..


زمت فمها بغيظ صرف وكره جعل عيناها تحمر وتصبح اكثر عتمة ....

عرفت هوية المتصل ..
كيف لا تعرف اسم من تشارك الذي تحبه الفراش ..!!!!

لم تكن لتعرف باسمها لولا موظفة تعمل هنا في الشركة، فتلك الموظفة كانت ابنة عم إحدى صديقات آمنة، ومن بين احاديثها وثرثرتها اليومية مع أليازية، ذكرت الموظفة اسم زوجة المدير ومن تكون ..


اشتعلت فكرة شيطانية في عقل أليازية وقررت العمل بها بسرعة البرق قبل ان يأتي أحد ويراها ..


اقتربت وضغطت على الزر الأخضر للهاتف ..



.
.



على الجانب الآخر ..



قطبت آمنة حاجبيها باستغراب لتأخر بطي في الرد على هاتفه، وبعد رنات عديدة أجاب ..

ابتسمت وهي تهم بالترحيب بحبيبها الذي ما ان يذهب لأبوظبي حتى يوقد تحت قلبها نار الشوق "المُتّقد أساساً" ..


ولكنها تجمدت بأكملها وهي تسمع الصوت الأنثوي من الطرف الآخر ..

: آآآآآه حبيبي بطي .. أحببببببك .. أحببببببك واموووت فييك .. خلك معايه دووووم لا ترد العين ..
آآآه فديييتك اناااااااا ..


سقط قلب آمنة في اسفل قاع في جوفها وهي تستمع للتأوهات الأنثوية والمناجاة الغرامية بين زوجها والفتاة التي لا تعرف من هي ..!!!


تجمدت ونار جوفها المتقدة تلونت بكل ألوان الصدمة/الألم المنصهر/الشحوب الميت/التقزز البالغ أقصاه ....

شعرت انها تحت كتل من الجمر ..
لا لا لا ..
بل لم تكن تشعر بالجمر بقدر احساسها المرير بالمرض .. مرض غريب اصاب اطرافها بالخمول .. واصاب قلبها بالاختناق المُهلك .. مرض جعل كل حواسها تحت تأثير إعصار الفاجعة ..!!
كانـــت فاجعــــة بحـــق ..!!


لم تشعر بذاتها وهي تنزل الهاتف ويسقط فجأة من بين أصابعها القمحية بكل ما في الوجوم من ....... موت ...



.
.
.
.
.
.
.



دخل المركز الطبي الخاص بعد ان هاتف تلك الميسون في الصباح الباكر ودلها على مكان اللقاء .. فـ هو عرف بعد ان عمل اتصالات قليلة كل شيئاً عنها منذ أن تركها خمس سنين مضت .. وعرف بأنها مقيمةً حديثة في دبي ..

مقيمةً وحيدة مع ابنها بلا رجل او عائل معهما ..!!!


رآها واقفة أمام إحدى الأقسام المتخصصة وهي تحمل بذراعيها طفلاً لا يتجاوز عامه الرابع وبضعة شهور ..

لم تفته لمعان عيناها الناضحة بالإعجاب والاثارة .. ابتسم بسخرية بالغة .. سخرية تخللها ثقة عالية المستوى ..
فلطالما كان هو مثار فتنة الفتيات .. ليس غبياً ليدرك عكس ذلك .. وليس بـ مغروراً ليتبجح بذلك أيضاً ..!!!

وإنما هذا الواقع الذي يراه أمامه ..!!!!


وأكبر دليل هذه الـ ميسون التي بالرغم من بغضها له وحقدها عليه .. ما زالت تقع بسهولة تحت تأثير سحره الرجولي ..

هتف بـ صرامة ثلجية اخفى خلفه انبهاره الشديد بمدى شبه الصغير بـ شقيقته مهرة: جاهزين ..؟!!

هتفت ميسون بنبرة هادئة: ما بدك تسلم على كرم وتحاكيه ..؟!

رمق نهيان الطفل ذو المحيا الجميل ولم ينبس ببنت شفه ... ثم هتف وهو يتقدمهما ببرود "ظاهري" صرف: يلا خل نستعيل ما عنديه وقت انا ..

التفت بخفة وهتف باستهزاء قاتل عميق: لو ظهر هذا ولديه اول شي بسويه اغير اسمه ..


رصت ميسون على فمها محاولةً كتم غيظها من برودته وسخريته المستمرة، وتحركت خلفه بعد ان فضلت عدم التعليق على تصرفات النزقة "المُحتقرة" ..

وبعد دقائق ليست بالقصيرة، خرج الثلاثة من غرفة الفحص بعد ان سحبت الممرضة من نهيان والطفل عينات من دمهم ..


لانت ملامحه وهو يرى الطفل يبكي ويشهق بعد ان عاش تجربة مرعبة "مع الحقنة" ..


ومن غير تفكير مسبق ..

اقترب من ميسون وأخذ عنها الطفل بـ حنية تقطر دفئاً، وهمس بـ ود نقي له: الرياييل ما يصيحون كرم .. صح ..؟!!

توقف الطفل عن البكاء وكأنه تذوق السحر من نظرة نهيان الأبوية ..

كرر للطفل بصوت اعمق/أرق: صح الرياييل ما يصيحون ..؟!!

هز الطفل رأسه بخجل جم وأخذ يتلمس بطفولية "سكسوكة" نهيان ..

اتسعت ابتسامة نهيان الجذابة وقبّل رأس الفتى .... ثم سأله: شو تحب تاكل ..؟!!


تدخلت ميسون وهتفت بحدة بسبب تجاهل نهيان لوجودها: كرم ما بيحب ياكول حي الله أكل ..

لم يكترث نهيان بما قالته ميسون بتاتاً بل اعاد على الفتى السؤال: شو تحب تاكل بابا ..؟!

وضع الفتى أصبعه بفمه والتفت لـ والدته خائفاً من ردة فعلها ..

قال نهيان بنبرة مُشجعة: يلا قول حبيبي ..

أجاب الطفل بصوت طفولي متقطع: ماك ..


ابتسم نهيان بخفة ذات معنى ..
لو كان هذا الطفل ابنه، فـ على ما يبدو جينات شقيقته مهره لم تكتفِ بسحب ملامح الوجه لصالحها ... بل حتى نوع الطعام التي تعشق ...!!!


هتف بنظرة باسمة دافئة: فالك طيب ..

وقف وهو يوجه كلامه لـ ميسون الحانقة .. حانقة لأنه يتحكم بالطفل منذ الآن .. وهذه دلالة واضحة على انه سيتدخل كثيراً في المستقبل في تربيتها لـ طفلها ..!!
: يلا امشوا ويايه .. بغدي الولد ..

ومن غير ان يسمع ردها، امسك بيد الفتى وجره بحنية ..

وللمرة الثانية، انقادت وراءه الى ان خرجوا من المركز الطبي ...


لمحت بطرف عيناها نهيان وهو يفتح سيارته بجهاز التحكم عن بعد، وبعفوية تامة سألت: ايمتين اخدت فراري ..؟!!

أجاب بـ فرنسية سلسلة "صقيعية حد الموت": هذا ليس من شأنك ..



.
.
.
.
.
.
.



عندمـــا حـــلّ المســاء ..



اتسعت ثلاث ازواج من الأعين بصدمة حقيقية وهن يتلقين للتو الخبر الأشد قوة على ادمغتهن ذوات الاستيعاب المعقول ..!!

خبر غير ملامحهن المتوردة وجعلهن كالثلج الجامد بينما ارتسمت كل معالم الصرامة والسيطرة المتقنة على وجه ذلك الذي قذف للتو قنبلته على رؤوس نسائه العذبات، والدته، توأمه وابنة اخيه ..

وقف بثبات وقوة كامنة واردف بكلمة اخيرة غير قابلة ابداً للنقاش والمجادلة: رمست انا هامل والاسبوع الياي ان شاء الله بنسير نخطب بنت العرب ..

وكما دخل كالإعصار الرمادي العاتي، خرج مع ذات ريح اعصاره .. مخلّفاً ورائه آلاف الافكار والتساؤلات المتطايرة داخل عقول الثلاثة ..

التفتت سلامة لأمها وابنة اخاها وقالت بمحاجر متسعة وذهول شاسع: سمعتن اللي سمعته ولا انا غديت خبله واتووهم ..!!!

هزت ناعمة رأسها بـ "نعم" عاقدةً حاجبيها باستغراب صرف، فهي تعلم بالأمور التي حدثت من قبل عندما كانت فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث عشرة سنة، ولكن في الحقيقة هي تجهل التفاصيل وتجهل للآن ما الذي حصل وجعل سلطان يفسخ خطبته من شما ..

ثم التفتت لجدتها وقالت بنبرة خافتة: يدوه عميه صدق يبا يخطب مرة ثانية شما بنت خويدم ..؟!!

كانت الجدة تحدّق في الخواء وتفكر بشرود تام بالذي حدث لعقل ابنها وجعله يغير تفكيره فجأة بخصوص الزواج .. بل انه طلب الزواج من ذات الفتاة التي خطبها من قبل ورفضته ..!!


كان واضحاً عليك يا بني انك متأكد وواثق ان شما ستقبل بك هذه المرة ..
من اين لك هذه الثقة ..!!
وما الشي الذي غيّر فكرتك عن الزواج التي "لم تكن لتتزحزح من مكانها" ..!!


تنهدت ام هامل محاولةً ان لا تتعمق بتساؤلات سلبية وتنسى سعادتها بخبر زواج ابنها ..
فقبل كل شيء، حلمها وهاجسها كان ان يتزوج ابنها وتراه مستقر البال والنفس في بيته مع زوجته واطفاله، حتى لو كان الزوجة شما التي لم تكن لتكرهها او تكن لها اي مشاعر سلبية بعد الذي حصل ..
فهي تؤمن بيقين تام ان الزواج ما هو الا قسمة ونصيب .. والذي حدث لابد انه يكون حكمة من رب العالمين ..
ومن هي لتعترض على حكمة رب العالمين وتشعل وجدانها البغض والحقد بسبب عقد دنيوية تافهة .. عقد دنيوية ليس لها قيمة بنظر من يكن في صدره الايمان والطيبة ..!!

التفتت ام هامل الى ابنتها سلامة وابنة ابنها ناعمة لتهتف ببحة عميقة: دام انه في خاطره شما، خلاص عيل امره فاله طيب ..
(فاله طيب أي يبشر بالذي يريده)



.
.
.
.
.
.
.



دخل الغرفة المخصصة للاستحمام في النادي بعد ان انتهى من التمارين الرياضية ..
هو لم يكن يوماً من محبين النشاط والتمرينات الرياضية القوية خاصة رفع الاثقال والسباحة، ولكنه وجد نفسه بعد ان فقد صديقه الغالي منذ ثلاث سنوات يستشير عمه عن أفضل نادٍ رياضي ...
فهو بلا احساس منه، بدأ يفعل كل ما كان عبيد صديقه يحب فعله ويفضله .. وعبيد كان من المداومين المثابرين على عمل الرياضة اليومية ..

ولأن عمه سلطان يُعتبر من اهم رواد النوادي الرياضية في ابوظبي، فقد نصحه بهذا المكان الراقي الفخم ..

ابتسم بخفة تخللها مرارة مؤلمة ..
حسناً، يجب عليه ان يعترف ان الرياضة افادته نفسياً وفكرياً قبل ان تفيده جسدياً ..!!

فلولاها لكان مات منذ أزل من الفراغ ..!!

نعم .... فـ هو ويا لحسرة قلبه ..... لم يتمكن للآن من الاختلاط مرة أخرى مع اصدقائه واصدقاء عبيد القدامى وهو الذي كان كينبوع شلال متدفق من فرط حركته المستمرة واجتماعيته المشتعلة.. لم يكن ابداً من الذين يحبذون جلوس المنزل والكلية والدراسة ..

ضحك بعد ان التمعت عيناه بضياء شجن صرف .. تذكر مواقفه المضحكة مع عبيد ..

تذكر كيف كان شاباً مستهتراً يهرب بالساعات من المحاضرات ولا يرجع الا بعد توبيخ قاسي من صديقه الذي يسميه
بـ "فأر الكتب" ..

تذكر كيف كان يغضب بشدة عندما يرى عبيد يدرس .. ويدرس .. ويدرس
بينما هو يجلس أمامه واضعاً يده على خده بضجر .. ثم يأخذ الكتاب عنه ويرميه ويقول بحدة مُتهكمة: عنبوووه صرط المنهج يلين ما الله شافلك .... رمسني ياخي ربيعك له حق عليك بعد ...
(صرط = بلعت)

ثم يتأوه بألم وهو يتلقى ضربة خلف رقبته ويسمع رد عبيد الغاضب: انا عمري ما شفت واحد شراتك، يا غبي زخ كتابك وادرس .. ترى والله يا ذياب ان ييتني عقب وقلتلي تعال فهمني يا عبيد ما بفهمك ..

بعدها يزم فمه بامتعاض وتبرم ويمسك كتابه ليدرس ..... ليس لشيء ..
فقط كي يتمكن من جعل عبيد فيما بعد يفهمه ما قد يصعب عليه فهمه في المنهاج ..!!!


انزلقت ضحكته الشجية تدريجياً لتختفي خلف نظرة عين تتلألئ اشتياق ملتاعاً ..


عبيــــــــد ..... والـــذي جعـــل منــــك الخليـــــل . . افتقـــــدك ..!!



خرج من دوامة افكاره الموجعة وهو ينشف شعره من الماء، ثم ارتدى ثوبه وتعصم بغترته ..

سمع هاتفه يرن ... والتقطه بخفة ....
وعندما قرأ الإسم ابتسمت عيناه بود .... فهذا الرجل يُشعره بأنه ما زال في الحياة أناس كحبيبات المطر الباعثة للسرور ..

رد بصوت رجولي مُرحب: مرحبا السااااع عرب بوراشد ..
(عرب بوراشد = اهل دار الشيخ محمد بن راشد *دبي*)

: مرحبابك مليووون ولا يسدن يا ولد هامل .. الحمدلله على السلامة يا خويه تو ما انورت البلااااد ...

ذياب بنبرة ودودة: ربي يسلمك ويحفظك من كل باس يا حمد ... امبونها البلاد منوره بهلها وناسها ..
اشحالك واشحال هلك وعربانك ..؟!!

حمد: والله كلنا بخير وسهالة يسرك الحال .. اسمحليه عاده ذياب والله ما دريت بردتك البلاد الا من سالم البارحة ..

ذياب: الله يسمح ذنبك دنيا وآخره يا بوشهاب .. مابين الاهل هالرمسة يالغالي .. المهم سمعنا حسك ..
(الله يسمح ذنبك دنيا واخره تُقال رداً على من يقول اسمحلي او السموحة منك)

ثم اضاف بـ حزم دافئ: قرب صوبنا طويل العمر خلنا نشوفك ..

حمد: قريب قريب فديت خشمك، هاليومين محتاس شوي في مشرووع احتاي اخلص منه، وامره اول ماخلصه بخطف جداكم بإذن الله ..
(محتاس اي الذي يعمل على شيء مع شعوره بالربكة والحيرة)

ذياب بنبرة دافئة: حيااااك يا بوشهاب اي وقت ..

حمد: الله يحييك ويبجيك ..


وبعد دردشة شبابية خفيفة، اقفل ذياب عن حمد وابتسامة جذابة ترتسم على محياه ..

فهو قد تحدث للتو مع شخص يرتبط جينياً برائحة فقيده الغالي ..

وكأن الله بهذا يريد ان يخفف عليه وجع غياب الاخير ...!!!



ضرب بخفة رأسه متذكراً حارب الذي الى الآن لا يجيب على اتصالاته ..

امسك هاتفه مرة اخرى واتصل به .. ولكن هاتفه للأسف مغلق ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



كان يمشي حول غرفة والديه قاطباً حاجبيه وباله الشارد ينضح ضباباً باهتاً من مئات الافكار والكلمات في عقله ..

بعد لحظات قصيرة، خرج اباه بثقل هاتفاً بنبرة رنانة تخللها بحة عميقة: لااااا إله الا الله ...

جفل بخوف عندما رأى ابنه واقفاً أمامه: بسم الله الرحمن الرحيم ... من وين ظهرتلي انت ..!!

ابتسم فلاح وقال: آسف ابويه زيغتك ...

اكمل والده سيره وهو يهتف بحزم متسائل: يدك وين ..؟!!

فلاح بذات حزم ابيه ولكنه حزم امتزج بارتباك طفيف منتظراً الفرصة ليفاتح اباه بما في جعبته:
يديه سار يسلم على بويمعه الـ.. رد البارحة من العمرة ..

عقد أبا نهيان حاجبيه وقال: الله يهداه شحقه ما يصبر جان خاويته ..

هز فلاح كتفيه بـ "لا اعلم" .. واجاب: اظنتي هو اتحراك بتتحير في عيمان ..
(تتحير = تتأخر) (عيِمان = عجمان)

أبا نهيان: عنبوه انا الا ساير اعزي عرب وراد ... شو بيحيرني ..!!

فلاح: مادريبه والله ... تبانيه اوديك صوبهم الحينه ..!! حاضرين نحن ..

حرك أبا نهيان يداه بحزم وقال: لا لا خلاص ما يحتاي ... بتصل بالريال خلاف وبسلم عليه ..

أردف وهو يرى التردد في نظرة عينا فلاح: بغيت شي فلاح ..؟!!

توقف فلاح محاولاً رمي الكلمات بثقة وثبات كعادته: أ أ اممممم ابويه متى بترمس العرب عسب نسيرلهم ونخطب ..؟!!

رص أبا نهيان عينه متفحصاً وجه فلاح وقال: صدق ناوي تعرس فلاح ..؟!!

فلاح بحزم بالغ: هيه ابويه ما قد مزحت انا في هالسوالف ..

رد والده بحزم مشابه: لكن شقايل ايوّز الصغير واهد العود ..!!
(ايوّز = ازوّج) (اهد = اترك)

لانت نظرة فلاح محاولاً ان ينتصر في هذه المجادلة .. وقال بنبرة مدروسة: ابويه طوليه بعمرك الحينه ماشي عود وصغير .. نهيان لو يبا يعرس جان قال من زمان .. لكن هو ما رمس .. وانا هب ملزوم اترياه إلين ما يرمس ...

هز أبا نهيان رأسه باقتناع: صدقك ولديه .. الله يهداه من ولد ..
خلاص ان شاء الله يوم يرد يدك، برمسه وبنشوف شو الله بيسهل ان شاء الله

اقترب فلاح من ابيه وقبّل رأسه بنظرة مثقلة بمشاعر مُبطنة .. وقال: لا خليت منك يا الغالي ..

واستدار قبل ان يلتمع بريق ذات ألف معنى ومعنى على عيناه ... بريق يرسم بكل ثقة اساسيات ما يطمح إليه ... وما سيسعى لتنفيذه لا محالة ...!!!



.
.
.
.
.
.
.



: ههههههههههههههههههه يا واد يا شئي ههههههههههههههه بس يالطفس اشوفك خذت راحتك ..
هههههههههههههههه منوعي عااااااااد والله استحيييي ههههههههههههههههه ...

هتف مانع على الطرف الآخر بنبرة ممتلئة بالرغبة المتوحشة بصاحبة هذه الضحكة القاتلة: متى بشوفج شماسي متوله عليج حبيبي ..

مررت شمسة طرف لسانها على شفتها السفلى لتقول بأنوثة تتفجر سموماً خبيثة "مشينة": منوعي خلاص يا عمري قلتلك ماقدر اتلاقى وياك شرات قبل .. نسيت اني بديت اشتغل في المدرسة ..؟!!

قلب مانع عيناه بسخرية تخللها ضجر وقال: عاد الله والشغل، ابلة فيزيا لا رحتي ولا ييتي ..

حركت شمسة طرف فمها بامتعاض من لسان مانع اللاذع الساخر ... ثم قالت بنبرة ساخرة: مالك خص حبيبي وين اشتغل ... عليك بالسوربرايس الصغيروني اللي مزهبتنه لك ..

هتف مانع ضحكة متشوقة مقرفة: هههههههههههههههه شموس مزهبلتنا مفاجأة !! حلووو حلوووو ..
شو هي .. !! اكيد غاوية شرات عيونج ..

رفعت شمسة أنفها بتكبر وتغطرس تام وقالت: اتخسي تكون شراتي .. بس من حيث انها غاوية ... فهي صارووووخ ..
من اللي بيحبو ألبك هههههههههههههههههههه ..

سألها مانع بتلهف شديد: منوووو ..؟!!

رسمت على ثغرها تلك الابتسامة الشيطانية المثقلة بالشر الأسود ... وهمست: وحدة من طالباتي في المدرسة ...
يومين وياهاا بينسوونك الضيج والملل ... وبتتمزمززز على كيييييف كيفك ..

التمعت مقلتا عين مانع بـ شرارات الرغبة الشرهة .. وبدأ تجوع ملهوف يسري فيه على فتاة لم يعرف حتى اسمها وشكلها ...

حتماً هي جميلة .. فـ شمسة التي تكاد تكون قرينة الشيطان بشرها المتلبس على هيئة أنثى لا تجلب له الا الفتيات الصغار الحسناوات ..!!!

هتف بابتسامة صفراء جائعة تخللها استغراب: بس هاي من العين ... شو بييبها بوظبي ..؟!!

رصت شمسة على عيناها بخبث جهنمي متلاعب واكملت بذات همسها: ولوووو حبي ... انت بمخك الفطين بتروم تييبها إلين باب شقتك .. عاده انته ما تنرام موليه ..
(ما تنرام موليه = لا احد يستطيع هزيمتك ابداً)

حك مانع جانب ذقنه بتفكير شيطاني يثير القشعريرة ... ثم قال: عطيني اسمها الكامل ..

هتفت شمسة بخفوت وتروي بالغ الخبث: ميرة عبدالله بن خويدم الـ....







نهـــــاية الجـــــزء الرابـــــع عشـــــر

لولوھ بنت عبدالله، 24-01-15 08:10 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 




قراءة ممتعة حبايبي .... واتمنى اشوف ردودكم كلكم وتعليقاتكم لأن هالشي يعنيلي فوق ما تتصورون ...
اتركوا على الاقل بصمة لكم اتذكرها في هالمكان الراقي ...... :)


ربي يحفظكم جميعاً وين ما تكونون ....

الاميرة البيضاء 24-01-15 11:25 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
يالهوووووووووووووووووى ايه البارت الصاروخى ده يا لولى
هبدأ من اخره مانع وشمسه بيخططوا على ميرة:e416::e416: نهارهم زى وشهم ربنا يخدهم هما واليازية وعوشة فى ساعة واحدة ويريح منهم البلاد والعباد قادر يا كريم
امنه يا عينى عليكى وقعتى ضحية لخبث واطماع اليازيه الحقيرة
عوشة وتملقها لام سلطان منتهى الخسة والندالة والخيانة لزوج محب وفى
نعوم وحنون حبيت البنتين دول بشكل بصراحة يستاهلوا الحب
نهيان ابوة ومشاكل محتملة خصوصا مع الاب والجد....هل سيتقبلوا الحفيد سنرى مع الاحداث
سلطان القلوب واميرته المحبه الرافضةظاهريا العاشقة داخليا فى انتظار قصة عشق محفوفة بالكبرياء
حارب يا قلبى عليكى هتتحمل ايه ولا ايه السجن ولا حقارة السجناء بس خلى بالك من نفسك وراك قلوب بترفرف:e106:
-فاكرهم ولا نسيتهم مع محنة السجن-
وظهر الوزير الفاسد وطلع بن عم ابو مرشد-صحيح عيلة واطيه ونصابة(لسانى فلت منى النهاردة بسببك لولو جمعتى الواطين كلهم فى بارت واحد قلبى الصغير لا يتحمل اسكت عنهم -سامحونى:5:)
اخيرا لا حرمنا الله من ابداعك الراقى

أم مروان 24-01-15 11:49 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
الفصل حلو وايد تسلم ايدك ومشكوره ماقصرتي علي مجهودك الرئع والتزامك بالموعد المحدد تشابكت الاحداث .. هل ينجح زواج شما وسلطان وماهوموقفها اذا علمت بالخطبه ,وكيف سيخرج حارب من السجن بفديه مثلا ؟ الاكيد هو حدوث حرب بين حصه وفلاح في بداية زواجهم ويمكن تتحول الحرب لحب من يدري اتوقع من طرف فلاح ..................

وردة شقى 24-01-15 11:59 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
صباح النوير ..



قبل لا أقرى جزء اليوم
هذا تعليقي للي طاف :)


بطي
مثل توقعي صار له دور بربط شما و سلطان
بس شلون بكون رد فعله على الموقف الي حطه بطي
فيه اهو اكيد بينصدم
و اكيد ماراح يرد رفيجه و يفشله
بس المعضله شلون بكون تعامله معاها ..؟!





سيف
و مازال بطور الصدمه
من سقطة لسان مرته
هل بيكشف الحقيقه قريب ؟!
ولا بتمر حياتهم مطب صعب؟!




أحمد
و مرته الخبيثه
ربي عالم الي بقلبه و يكشفها
و يعوضه بالي أحسن منها و تستاهل قلبه
و حبه و تنسيه عوشه و طوايفها ..




ذياب
بقدر الضربه بتكون قوته ..
و هو قدها و قدود ان شاء الله ..




ناصر
و قرب شيخه ..
هل تداخلها بخط حياته
بكون له وجه ثاني و حياة ثانيه ؟!
ممكن ليش لا ..




فلاح
و خطى خطوته الأولى نحو حصه
رغم كلام مهره الي اهي ادرى
بشخصية اخوها و حصه ..
هل ممكن حصه تكتشف السالفه على حقيقتها
ولا بتظل تشيل خلفيه غلط عن فلاح
فتره طويله
و اكيد بتأثر عليها اذا صار الي
براسه و صارت من نصيبه ؟!




شما
مازالت عروقها ترجف بحبه
بس ان درت بالخبر ؟!
هل بتقاوم؟! وان قاومت اكيد ماراح يرضخون لها
ولا بتستسلم و تعطي قلبها فرصته
رغم الماضي الي مازال يشعل النار بصدرها ؟!




روضه
و طاحت ومحد سمى عليها
و شكل من سبى قلبها بأسبانيا
بتكون لها معاه مواقف
ما تنحسد عليها ..








مساء الابحار بحرفج
ياللولو
عندي نظريه و لج حرية قبولها
سلطان و شما
حمد و عليا
روضه و نهيان
يعقوب و موزه
شافوا بعض و تعلقت قلوبهم
بعضهم من طرف و بعضهم من طرفين
اتمنى الزيجات ما تنبني على هالنوعيه
من البدايات
شافها و حبها و تعلق قلبه فيها
لأن هالنوعيه تكسر جمالية الروايه لأنها فكره مستهلكه
:)
أحيانا القلوب تتعلق بشخصيه ما شافتها
بس الكلام عنها كافي انه يعلقها
و يخليها تحترمها و تقدرها ..




دمت بطاعه



شما بنت محمد 25-01-15 10:20 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3505843)


صباحج/مساج حب ورقي وأناقة يا أنيقة الحرف ....

وانا يعجز لساني عن وصف كم انتو سعادة وجمال يالغوالي .... تسلميلي حبيبة قلبي ما عليج زووود ...


تجذبيني يوم عن يوم بطريقة تحليلج للشخصيات ووصفج للأحداث .. لولوة تحبج يا بت ..



شما والبنات ....... التفاصيل الصغيرة وان ما كانت ذو أهمية كبيرة الا انها تعطي رونق مميز للأحداث ..


روضة وفارسها المغوار ....... ههههه كلكم تظنون انه نهيان ...... اوكي نصبر ونشوووف .. :)


عوشة ....... صحيح .. :(


بطي ....... شرير هالبطي عرف يلعبها صح ... بس بتكتمل لعبته بنجاح ولا لا ....!!!!


العنود ....... هيه .. الله يعييينها .... ان شاء الله .....


الدختور ناصر و"سيخه" على قولة بنت اخوي ربي يحفظها ...... ان شاااء الله :)


شميمي .... لا خلاني الله منج ومن متابعتج المستمرة وتشجيعج الدايم لي ...... يعنيلي هالشي فوق ما تتصورين ويسعدني ...


تقبلي محبتي ومودتي يا قلبي ...



مسا الخير

فديتج لولوة ماعليج زود .. ابداعج يخلي الواحد غصبن عنه يحلل ويوصف بطريقة ماتليق الا بمقام روايتج .. وأنا حبيتج وايد :e418:

احساسي وربطي للمواضيع خلاني أحس انه نهيان

فديتج ياربي معاج ف طول مسيرتج الروائية بإذن الله .. من أشد المعجبين والمشجعين لهالخط الروائي ..

bluemay 25-01-15 10:21 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت جنااااان

بس الله يهداك قلبي للحين يخفق من الرعب ..



عجبني تقبل سلطان للموضوع وهادا عشمي فيه أكيد ..
كفو بومييد ..



بس الله يساااااااامحك
مو موقف اللي صار مع آمنة
الله يسامحك أسوأ كابوس ممكن يخطر لي .
الله ينتقم منك يا إليازية على سواتك الشينة .


ميرة سبحان الله قلب المؤمن دليله ..
الله يحميها من كيد هالعقربة الجديدة ..



لولوتي مو كنك تقلتيها شوي [emoji33]
عوشة وإليازية والحين هاللي ما تتسمى [emoji36]
أرجووك أرفقي بقلوبنا اللي ما تستحمل ..


موقف حارب قطع قلبي عن جد كان تحطي تنويه[emoji24] أصحاب القلوب الضعيفة لا يدخلون
ومنها بتكون إستفزاز للي بحبو الفضول[emoji13]

للحين احس قلبي بمعدتي كل ما أتذكر موقف آمنة وحارب [emoji24]

نهيان فارس روضة شكلها رح تدور غيره طلعله ولد ومرة الحين .
بس شو رح يكون موقف أهله وبالتحديد جده ؟! اظنه ما ترده إلا العصا ... ووين يجعك [emoji16]


يعقوب ما زال يحلم بموزة ..
وامه ما راح تغير رايها إلا لو شافته رح يموت من حبها .


الشيخة موقفها كان مؤثر وهي تحس بكل هالضغوط
وجيت في وقتك يا د. ناصر .
بس ما اصعب الفراق .
أتوقع انه اتحجج بمتابعة خليفة ﻷجلها وبرد عشانها .. >>> حدسي يقولي [emoji5]

ذياب ليش اتوقع يكون من نصيبه مهرة [emoji5]
علاقته قوية مع حمد وربما تؤدي لنسب .


عوشة البغيضة توصل معك للقتل ياظالمة ؟!
الله اكبر على كذا شاكلة .

حنان موقفها راقي ورائع ولو انه بهدلها شوي هههههه
سبحان الله مين يصدق إنها اخت هذيك الحية عوشة .


صحي وبعدين مع هال ...... سوري عالتشفير
بس عن جد تقلها أبو مرشد عبدالوهاب .
وطلع توقعي صح إنه ورا سالفة سعيد خوي محمد بن حارب .
الله أكبر على المجرمين ربي يرد كيدهم في نحورهم ويجعل الدوائر تدور عليهم .

والنعومة طبعا عجبتني في طلعتها مع جدتها
صاحبة مذهب مو مودرته لووول
و لقائها بعوشة راقي جدا عجبتني بردودها .. والشعور اللي تحسه تجاه الحية ماخاب.


طبعا سامحيني في نقاط ما تذكرتها ولكن كل جزئية تحمل جمال لا يضاهى
سواء فرح او ترح


بس الله يرضى عليك تحلي موضوع بطي بالحسنى ما تخلي العقربة تفوز
طلبتك تكفين لا ترديني ( ما استطعت إلى ذلك سبيلا ) >> ما ودي اثقل عليك بس والله قلبي ما يستحمل [emoji24] [emoji24] [emoji24]



يسلمو إيديك لولوتنا الحبيبة

أبدعتي وغصنا في بحور الوصف والتشبيهات الراقية ..
عيشتينا اجواء نابضة ورسمت لوحة تحكي بدون ترجمان


تقبلي مروري وخالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

shegidy 25-01-15 10:40 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
فصل رائع نفسي قام وانا افتش رد سلطان لبطي علي الخطبة , دكتور ناصر خطف قلب الشيخة , حارب ربنا يرد غربة ويفك اسرو يعقوب لاذم يحارب كلام الناس عشان ياخد ام عيون ذي بركة العسل مستنية رد شما علي خطبة سلطان

شما بنت محمد 25-01-15 10:43 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
+

.

أجمل التحايا لج لولوة وللمتابعين المتواجدين :)

جزء جميل وأحداث مرتبة ومتناسقة دمتي لنا ودام مجهودج الغالية ..

حبيت المقدمة وايد .. على فكرة تشدني اختياراتج للمقدمات أحسها وايد تناسب المضمون لكل جزء ..

خفقات قلب ناعمة اليديدة أتمناه لها .. شخصية حنان في المدرسة جذابة أحب هالنوع من الناس ..
يعقوب وجمال ونظافة قلبه .. ذياب وذكرياته الأليمة "يحزني هالانسان" ..
آمنة ماتستاهل .. حارب موقف تقشعر منه الأبدان ..
شرح الدكتور ناصر لحالة الوالد الصحية جميل أقدر هالنوع من الشخصيات المهنية ..
سلطان وقراره صدمني، قلبه هو اللي قاده هالمرة .. نهيان مع ميسون أترقب النتيجة ..

في انتظار الجديد منج دوم

تقبلي مروري ..

.

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 03:41 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سلطان (المشاركة 3506111)
ما شاء الله روايه جممميله ومتقنه استمتعت كثييير فيها ❤️

سلطان اعتقد ان طلب بطي بيكون مثل مايتمنى ورجعت له كرامته شوي لما اخو شما يخطبه هو ، يعني كترضيه له بعد رفض شما 💁
اما اللي شافته روضه فـ أعتقد انه اخو ناعمه ؟
و شيخه والدكتور القطري ماادري صراحه وش اقول 😍🙊

انتظر البارت اليوم بفارغ الصبر 🌹


مسا الغلا كلهه بنت سلطان >> بنت بومييد ههه :)

ما عليج زود يا كل الذوق اسعدتيني بطيب كلامج ....

صحيح طلب بطي لأسباب اكثر من مجرد زواج ...

بالنسبة لـ روضة .... اممممم الله اعلم هههه ... اكيد بنعرف عقب فارسها المغوار ...

شيخة والدختور ناصر ..... خانج التعبير هههه ...


خلج جريبة منا دوم بنت سلطان ولا تقطعين .... وجودج يسعدني فوق ما تتصورين

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 03:47 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3506288)
يالهوووووووووووووووووى ايه البارت الصاروخى ده يا لولى
هبدأ من اخره مانع وشمسه بيخططوا على ميرة:e416::e416: نهارهم زى وشهم ربنا يخدهم هما واليازية وعوشة فى ساعة واحدة ويريح منهم البلاد والعباد قادر يا كريم
امنه يا عينى عليكى وقعتى ضحية لخبث واطماع اليازيه الحقيرة
عوشة وتملقها لام سلطان منتهى الخسة والندالة والخيانة لزوج محب وفى
نعوم وحنون حبيت البنتين دول بشكل بصراحة يستاهلوا الحب
نهيان ابوة ومشاكل محتملة خصوصا مع الاب والجد....هل سيتقبلوا الحفيد سنرى مع الاحداث
سلطان القلوب واميرته المحبه الرافضةظاهريا العاشقة داخليا فى انتظار قصة عشق محفوفة بالكبرياء
حارب يا قلبى عليكى هتتحمل ايه ولا ايه السجن ولا حقارة السجناء بس خلى بالك من نفسك وراك قلوب بترفرف:e106:
-فاكرهم ولا نسيتهم مع محنة السجن-
وظهر الوزير الفاسد وطلع بن عم ابو مرشد-صحيح عيلة واطيه ونصابة(لسانى فلت منى النهاردة بسببك لولو جمعتى الواطين كلهم فى بارت واحد قلبى الصغير لا يتحمل اسكت عنهم -سامحونى:5:)
اخيرا لا حرمنا الله من ابداعك الراقى





هلا ومرحباااا .. مسا الفل اموووره ....

ههههههه صاروخ ارض ارض لعيونج الحلوة ...

كله كوم ودعاويج كوم ثاني ... ههههه ضحكتيني ربي يسعدج ....

وتعليقاتج مثل ويهج الغااااوي .... :)

ربي لا يحرمني من حروفج الشهد وطلتج البهية .... والحمدلله ان البارت نال على اعجابج يا قمررر ....

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 03:52 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مروان (المشاركة 3506295)
الفصل حلو وايد تسلم ايدك ومشكوره ماقصرتي علي مجهودك الرئع والتزامك بالموعد المحدد تشابكت الاحداث .. هل ينجح زواج شما وسلطان وماهوموقفها اذا علمت بالخطبه ,وكيف سيخرج حارب من السجن بفديه مثلا ؟ الاكيد هو حدوث حرب بين حصه وفلاح في بداية زواجهم ويمكن تتحول الحرب لحب من يدري اتوقع من طرف فلاح ..................



ام مروان مساج الله بالخير والعافيهه ...


ربي يسلمج ويحفظج من الشر .... والحمدلله البارت نال على اعجابج يا قلبي ... هالشي وايد يفرحني ويسعدني ....

ولووو من حقكم علي اكون منتظمة في التنزيل .... :)


شما وسلطان ...... فكري بإجابة محتملة لين ما تظهر الحقيقة .... :)

حارب ...... يمكن بفدية .... او يمكن من طريقة ثانية .... الله اعلم هههه ..


فلاح وحصة ..... تتوقعين يحبهااا ...!!!!! الحرب حاصلة حاصلة ها شي لابد منه هههه



واخيراً ....

ربي يحفظج ام مروان وخلج جريبة دوم منا ولا تقطعين .... تعلقت بنتي فيج :)

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 04:22 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة شقى (المشاركة 3506298)



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
صباح النوير ..



قبل لا أقرى جزء اليوم
هذا تعليقي للي طاف :)


بطي
مثل توقعي صار له دور بربط شما و سلطان
بس شلون بكون رد فعله على الموقف الي حطه بطي
فيه اهو اكيد بينصدم
و اكيد ماراح يرد رفيجه و يفشله
بس المعضله شلون بكون تعامله معاها ..؟!





سيف
و مازال بطور الصدمه
من سقطة لسان مرته
هل بيكشف الحقيقه قريب ؟!
ولا بتمر حياتهم مطب صعب؟!




أحمد
و مرته الخبيثه
ربي عالم الي بقلبه و يكشفها
و يعوضه بالي أحسن منها و تستاهل قلبه
و حبه و تنسيه عوشه و طوايفها ..




ذياب
بقدر الضربه بتكون قوته ..
و هو قدها و قدود ان شاء الله ..




ناصر
و قرب شيخه ..
هل تداخلها بخط حياته
بكون له وجه ثاني و حياة ثانيه ؟!
ممكن ليش لا ..




فلاح
و خطى خطوته الأولى نحو حصه
رغم كلام مهره الي اهي ادرى
بشخصية اخوها و حصه ..
هل ممكن حصه تكتشف السالفه على حقيقتها
ولا بتظل تشيل خلفيه غلط عن فلاح
فتره طويله
و اكيد بتأثر عليها اذا صار الي
براسه و صارت من نصيبه ؟!




شما
مازالت عروقها ترجف بحبه
بس ان درت بالخبر ؟!
هل بتقاوم؟! وان قاومت اكيد ماراح يرضخون لها
ولا بتستسلم و تعطي قلبها فرصته
رغم الماضي الي مازال يشعل النار بصدرها ؟!




روضه
و طاحت ومحد سمى عليها
و شكل من سبى قلبها بأسبانيا
بتكون لها معاه مواقف
ما تنحسد عليها ..








مساء الابحار بحرفج
ياللولو
عندي نظريه و لج حرية قبولها
سلطان و شما
حمد و عليا
روضه و نهيان
يعقوب و موزه
شافوا بعض و تعلقت قلوبهم
بعضهم من طرف و بعضهم من طرفين
اتمنى الزيجات ما تنبني على هالنوعيه
من البدايات
شافها و حبها و تعلق قلبه فيها
لأن هالنوعيه تكسر جمالية الروايه لأنها فكره مستهلكه
:)
أحيانا القلوب تتعلق بشخصيه ما شافتها
بس الكلام عنها كافي انه يعلقها
و يخليها تحترمها و تقدرها ..




دمت بطاعه







وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

هلا هلا بـ وردتنا .... تولهناااا :)


يا محلى طلتج وبصماتج الساحرة ....



صحيح يا بت توقعج صاب وطلع بطي هو الرابط اللي بيربط بين سلطان وشما .... ربي يحفظلنا ذكائج :)


باقي ابطالنا ...... بين مد وجزر ........ ان شاء الله كلن في الاخير ينال ما يتمناه ... بس طبعاً بطرق خفيفة حلوة مب قاسية وحروب ومذابح هههه ..... اسعدتيني فوق ما تتصورين بـ حماسج وتساؤلاتج المتتالية .. ها يدل على انكم تعيشون اللي اكتبه .... واهم شي عندي ان القارئ يعيش ويحس ويتأثر ... :)



بالنسبة لـ نظريتج ....

كل نقد منج اتقبله .... بس فهميني في البداية كيف فكرة مستهلكة ...؟!

تقصدين ان فكرة لقاء الابطال مع بعض والحب من اول نظرة هي المستهلكة ..؟!

لو جيه قصدج بقول لا ..... مافي شي مستهلك في الحب .... والشي ما نقدر نقول عنه مستهلك اصلاً قولي ليش ..؟!

يعني الحين واحد شاف وحدة وتعلق قلبه فيها او مثلاً خل نقول انعجب فيها .... تستوي في الحياة .... يعني هالشي يحصل دوم .... مافي شي مستهلك بالنسبة لهالموضوع ..... ولو افترضنا مستهلك ... لنفترض يعني .... مستهلك متفرد بنوعه .... صح ولا ..؟! هي مب غرور او ثقة زايدة .... لا ابداً ... بس شوفيها من هالناحية .... كل كاتب له اسلوبه وله طريقته في توصيل الحب والاحاسيس ... يعني مثلاً فكرة بيع الكب كيك مستهلكة جداً جداً جداً جداً ..... بس بالنسبة لي ما بشتري كب كيك الا من انسانة طباخة نمبر ون وشغلها نظيف وحلو وسنع وراقي .... صحيح ...؟!!! ..... ونفس الشي في الرواية ...

بالنسبة لـ كلامج ان مرات الكلام يسد ان يزرع في قلب الانسان الحب .. صحيح .... بس في هالحاله بيكون مب حب حب بالمعنى الافلاطوني القيس بن الملوحي <<<< شرايج انتي بس في الوصف هههه ...

يعني اللي اقصده .. الحالة الثانية نادر ما يستمر فيها هاك الحب القوي لأن حاسة الاذن والعقل هي اللي اشتغلت بس .. بينما الحالة الاولى كل الحواس اشتغلت ... واشتعلت بعد .....

وهالشي طبيعي جداً ... شافها وحبها .. سمع حسها وحبها ..... تكلم وياها وحبها ... حب بريء طبعاً مب حب ماصخ ويتعدى الخطوط الحمرا ..... جيه الحب ... واحلى الحب تيي بالصدف والمواقف السريعة والبسيطة ....

ماعرف لو قدرت اوصلج فكرتي ... بس في النهاية ماشوف ابداً ان طريقة تلاقي الحبايب هي فكرة مستهلكة لأن الاستهلاك يكون من ناحية الحركات ... والاسلوب .... واستخدام الكلمات والتشبيهات .... بس اللقا نفسه ما ينحط تحت خانة الاستهلاك .....

هيه صح ... نسيت اقول شي ههه .... الرواية بعدها في اولها .... اصبري شوي يمكن تغيرين رايج عقب :)


تونا في البدايات غناتي ..... ومب كل الابطال طلعوا بكامل حلتهم الرسمية على المسرح ...





صدعت راسج ادري .. السموحة حبيبتي .. بس احب ارد بأسلوب يكون على الاقل مقنع ومقبول للغير ....


نورتيني وردتنا ... ولا تحرميني من طلتج البهية يا عسل :)

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 04:26 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
بصلي حبايبي وبرجع ارد على باقي التعليقات ...

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 08:38 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3506384)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت جنااااان

بس الله يهداك قلبي للحين يخفق من الرعب ..



عجبني تقبل سلطان للموضوع وهادا عشمي فيه أكيد ..
كفو بومييد ..



بس الله يساااااااامحك
مو موقف اللي صار مع آمنة
الله يسامحك أسوأ كابوس ممكن يخطر لي .
الله ينتقم منك يا إليازية على سواتك الشينة .


ميرة سبحان الله قلب المؤمن دليله ..
الله يحميها من كيد هالعقربة الجديدة ..



لولوتي مو كنك تقلتيها شوي [emoji33]
عوشة وإليازية والحين هاللي ما تتسمى [emoji36]
أرجووك أرفقي بقلوبنا اللي ما تستحمل ..


موقف حارب قطع قلبي عن جد كان تحطي تنويه[emoji24] أصحاب القلوب الضعيفة لا يدخلون
ومنها بتكون إستفزاز للي بحبو الفضول[emoji13]

للحين احس قلبي بمعدتي كل ما أتذكر موقف آمنة وحارب [emoji24]

نهيان فارس روضة شكلها رح تدور غيره طلعله ولد ومرة الحين .
بس شو رح يكون موقف أهله وبالتحديد جده ؟! اظنه ما ترده إلا العصا ... ووين يجعك [emoji16]


يعقوب ما زال يحلم بموزة ..
وامه ما راح تغير رايها إلا لو شافته رح يموت من حبها .


الشيخة موقفها كان مؤثر وهي تحس بكل هالضغوط
وجيت في وقتك يا د. ناصر .
بس ما اصعب الفراق .
أتوقع انه اتحجج بمتابعة خليفة ﻷجلها وبرد عشانها .. >>> حدسي يقولي [emoji5]

ذياب ليش اتوقع يكون من نصيبه مهرة [emoji5]
علاقته قوية مع حمد وربما تؤدي لنسب .


عوشة البغيضة توصل معك للقتل ياظالمة ؟!
الله اكبر على كذا شاكلة .

حنان موقفها راقي ورائع ولو انه بهدلها شوي هههههه
سبحان الله مين يصدق إنها اخت هذيك الحية عوشة .


صحي وبعدين مع هال ...... سوري عالتشفير
بس عن جد تقلها أبو مرشد عبدالوهاب .
وطلع توقعي صح إنه ورا سالفة سعيد خوي محمد بن حارب .
الله أكبر على المجرمين ربي يرد كيدهم في نحورهم ويجعل الدوائر تدور عليهم .

والنعومة طبعا عجبتني في طلعتها مع جدتها
صاحبة مذهب مو مودرته لووول
و لقائها بعوشة راقي جدا عجبتني بردودها .. والشعور اللي تحسه تجاه الحية ماخاب.


طبعا سامحيني في نقاط ما تذكرتها ولكن كل جزئية تحمل جمال لا يضاهى
سواء فرح او ترح


بس الله يرضى عليك تحلي موضوع بطي بالحسنى ما تخلي العقربة تفوز
طلبتك تكفين لا ترديني ( ما استطعت إلى ذلك سبيلا ) >> ما ودي اثقل عليك بس والله قلبي ما يستحمل [emoji24] [emoji24] [emoji24]



يسلمو إيديك لولوتنا الحبيبة

أبدعتي وغصنا في بحور الوصف والتشبيهات الراقية ..
عيشتينا اجواء نابضة ورسمت لوحة تحكي بدون ترجمان


تقبلي مروري وخالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

مرحبا بلوو .... مسا الياسمين والكادي ...

انتي الجنان كلهه يا جنان .... هههههه محلى قلبج ومحلى دقاته ...

لازم شوي رعب لزوم الاكشن بلومي


سلطان ...... متابعيني يحبونك يا بومييد لا تخذلهم هههه


آمنة ...... اللي صارلها مب سهل ابداً ... الله يعين قلبج يا حرم بطي ...

ميرة ..... صحيح .... آميييين ..

ههههه لولوتج تحب الاكشن والشر >>>> شريرة انااا


حارب ....... موقف صعب صعب صعب .... ظنج كيف بيطلع منهااا ..؟! هههه بعلمكم كيف تقوون قلبكم مع الرواية ...


نهيان وروضة وموقف هله ....... اكيد ما رح يمر الموضوع بسهولة ..... بس العبرة بـ كيف بيمر وشوب يصير بالضبط ..؟!

يعقوب ..... تتوقعين ....؟!!!! حرام ما تتحمل قلوبنا مآسي الحب ...

شيخة .... احب حدسج وذكائج .....

ذياب ..... مهرة ...؟! امممممم يمكن ليش لأ ... كل شي في هالدنيا يصييير ...

بطي ..... ههههه لا تخافين اكيد بتكون نهاية اللي بيصير وياه مرضية للجميع ...


عوشة .... حنان ..... ناعمة .... والبقية المتبقية ....
اسعدتيني بتعليقاتج عليهم ....
احب وايد طريقة كتابتج ... تخليني اشق الحلج مثل ما نقول هههههه ...

تسلميلي يا كل الذوق على كلامج الذوق ....

ربي يسعدج دنيا وآخرة .... وترقبي القادم يوم الاربعا ان شاء الله


لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 08:44 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shegidy (المشاركة 3506391)
فصل رائع نفسي قام وانا افتش رد سلطان لبطي علي الخطبة , دكتور ناصر خطف قلب الشيخة , حارب ربنا يرد غربة ويفك اسرو يعقوب لاذم يحارب كلام الناس عشان ياخد ام عيون ذي بركة العسل مستنية رد شما علي خطبة سلطان


مساي حضورج الجميل صديقتنا الحلوة ...

ههه حبيبتي المتحمسة .... ان شاء الله عيبج ردة فعل سلطان ... :)

ناصر خطف قلب شيخة حلوتنا الصغيرة ... شو نهاية هالاختطاف يا ترى ...؟!

حارب ... آمييين ..

يعقوب ..... تحسينه من النوع اللي بيحارب عشان حبه ...؟!

شما .... ونحن بعد مستنيين :)



تسلميلي على مرورح وحروفج الراقية ... لا خلت عيني منج حبيبتي ..

لولوھ بنت عبدالله، 25-01-15 08:54 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3506392)
+

.

أجمل التحايا لج لولوة وللمتابعين المتواجدين :)

جزء جميل وأحداث مرتبة ومتناسقة دمتي لنا ودام مجهودج الغالية ..

حبيت المقدمة وايد .. على فكرة تشدني اختياراتج للمقدمات أحسها وايد تناسب المضمون لكل جزء ..

خفقات قلب ناعمة اليديدة أتمناه لها .. شخصية حنان في المدرسة جذابة أحب هالنوع من الناس ..
يعقوب وجمال ونظافة قلبه .. ذياب وذكرياته الأليمة "يحزني هالانسان" ..
آمنة ماتستاهل .. حارب موقف تقشعر منه الأبدان ..
شرح الدكتور ناصر لحالة الوالد الصحية جميل أقدر هالنوع من الشخصيات المهنية ..
سلطان وقراره صدمني، قلبه هو اللي قاده هالمرة .. نهيان مع ميسون أترقب النتيجة ..

في انتظار الجديد منج دوم

تقبلي مروري ..

.




بنت محمد ... مسيتي بالخير والبركهه ..


نورتيني يا كل الذوق والرقي ونورتني تعليقاتج المعطرة ... كل كلمة تكتبينها احطها بعين الاعتبار وتزرع فيني تشجيع وحماس ومثابرة ...


المقدمات احاول انقيهن بعناية .. والحمدلله انها تنال على اعجابكم حبايبي .. :)


خلج جريبة من بات من يهواه وانتظري طلة ابطالها يوم الاربعا ان شاء الله ....

شما بنت محمد 26-01-15 06:51 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3506436)




يعني اللي اقصده .. الحالة الثانية نادر ما يستمر فيها هاك الحب القوي لأن حاسة الاذن والعقل هي اللي اشتغلت بس .. بينما الحالة الاولى كل الحواس اشتغلت ... واشتعلت بعد .....

وهالشي طبيعي جداً ... شافها وحبها .. سمع حسها وحبها ..... تكلم وياها وحبها ... حب بريء طبعاً مب حب ماصخ ويتعدى الخطوط الحمرا ..... جيه الحب ... واحلى الحب تيي بالصدف والمواقف السريعة والبسيطة ....



+

يا صباح الحب والحب والحب ..

عجبني كلامج هنيه وايد وحبيت رايج في الموضوع للأبد وأسلوبج وكلج

وأنا أوافقج الراي ومعاج في هالنقطة :331:

أحتاج أقول أن هالطاري ع الصبح حمسني ههههههههه ..

صباحكم سعادة ويوم جميل أتمناه لكم

.

.

لولوھ بنت عبدالله، 27-01-15 09:03 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3506599)
+

يا صباح الحب والحب والحب ..

عجبني كلامج هنيه وايد وحبيت رايج في الموضوع للأبد وأسلوبج وكلج

وأنا أوافقج الراي ومعاج في هالنقطة :331:

أحتاج أقول أن هالطاري ع الصبح حمسني ههههههههه ..

صباحكم سعادة ويوم جميل أتمناه لكم

.

.






يا صباح الورد كلهه حبيبتي شميمي ..

تسلمين الغلاا ما عليج زود ... احاول لا اكثر اوصل فكرتي في الموضوع ككل ..

هههه فديت قلبج ... لا خليت من حضورج وحماسج :)

لولوھ بنت عبدالله، 28-01-15 08:06 PM

الجزء الخامس عشر
 




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)







الجــــزء الخــــامس عشــــر



،



أترى ستجمعنا الليالى كى نعود .. ونفترق ؟
اترى تضى لنا الشموع ومن ضياها .. نحترق ؟
اخشى على الامل الصغير بان يموت ..ويختنق ؟
اليوم سرنا ننسج الاحلام
وغد سيتركنا الزمان حطام
واعود بعدك للطريق لعلنى اجد العزاء
واظل اجمع من خيوط الفجر
احلام المساء
وأعود اذكر كيف كنا نلتقى
والدرب يرقص كالصباح المشرق
والعمر يمضى فى هدوء الزئبق
شيء إليك يشدني
لم أدر ما هو.. منتهاه؟
يوماً أراه نهايتي
يوماً أرى فيه الحياه
آه من الجرح الذي
يوماً ستؤلمني.. يداه
آه من الأمل الذي
مازلت أحيا في صداه
وغداً .. سيبلغ منتهاه



لـ فاروق جويدة



،



بعد صلاة المغرب



اقترب من حدود مدينة العين وعقله الميكانيكي بالفطرة أخذ يفكر بألف طريقة وطريقة لكي يتمكن من الانتصار في "الحرب" الكلامية التي سيخوضها بعد قليل مع شقيقته الصغرى ..

فـ هي يجب ان تعرف الذي حصل ..!!
ويجب ان توافق عليه .. شاءت أم أبت ..!!

حسناً يا بطي، حان دورك الآن لتستخدم اسلحتك الفتاكة مع تلك الـ شماء ..!!!


بعد دقائق ليست بالطويلة، وصل للحي السكني الذي فيه منزله ومنازل عائلته ..

قرر ان يقابل شما اولاً ثم يذهب لمنزله ويسلم على عائلته الصغيرة .. فهو حقاً مشتاق لهم ..
مشتاق ومتشوق بشدة أن يرى السعادة على وجه زوجته وهو يخبرها بالمفاجأة التي اعدها لها ..!!

مفاجأة لابد وانها ستجعل من جميلته تحلق وتنقض على وجهه بالقبلات المجنونة المُبتهجة ..


آآآآآه .. يالقبلاتها النبيذية ..



.
.



في تلك الأثناء ..



كانت شما تجلس مع موزه محاولةً اقناعها بالذهاب للطبيب النفسي، فهي قد تأخرت بما فيه الكفاية ..!!

وكلما طال الوقت، زادت حالتها صعوبةً وركوداً ..!!

أشرت موزة بألم لم تستطع كبحه: ماروم شما ماروم .. ما باخذ موعد إلين ما حارب يرد بالسلامة ..

قطبت شما حاجبيها باستنكار وهتفت بحدة ناعمة: موزانه بالله عليج حارب وين ساير ..!! سار يجاهد في افغانستان ..!!
عمتج قالتلج سافر حق الشغل وبيرد اول ما يخلص .. لا توسوسين وتضايجين وجدمي فال الخير دوم ..

ارتجف ثغر موزة بوجع وفوبيا "الفقد" يكاد يثير في نفسها الجنون .... واشرت: هو قال دورة في دبي وبيرد .. شحقه يسافر اوروبا بعد ..؟!!

شما بنبرة مطمئنة: ماعليه فديتج تراه شغل .. والشغل ما يخلص

اشرت موزه بانفعال: واللي يشتغل ما يتصل بـ هله ..!!!!
ما يرد على تلفونه يوم انهم يتصلونبه ..!!!!

شما بذات نبرة الاطمئنان: عمتج قالتلج انه ساكن في منطقة بعيده فوق الايبال .. يعني اكيد الارسال هناك ضعيف وايد .. تعوذي انتي من ابليس وودري عنج الوسواس .. اخوج ريال ماعليه شر ان شاء الله ..
(ايبال = جبال)

ثم أخذت هاتفها وهمّت بالاتصال بعيادة الطب النفسي، ولكن امسكت موزة يدها ومنعتها هاتفةً بإشارات مثقلة بالضيق الشديد الغارق "بالوجع الخالص": دخيلج شما .. أجلي سالفة الموعد إلين ما يرد اخويه .. دخيلج .. مابا اسوي شي وهو محد ..

تنهدت شما بحزن وخيبة وهي ترى الذبول المؤلم قد اختلط بوضوح مع عسل مقلتا عين هذه الـ موزه ..

ثم هزت رأسها بتفهم وهمست: ان شاء الله .. على راحتج ..



وبعد دقائق لم تتجاوز الخمس، رأت شما زايد ابن شقيقها احمد وهو يركض نحوها ويصيح بصوت عالٍ: عموه عموه .. عميه بطي تحت يباج ..

هتفت شما بنبرة مُستغربة: عمك بطي ...؟!!!
شو يايبنه بطي من بوظبي هالوقت ..؟!!

اشرت موزة لها: روحي شوفي شو يبا، انا بتم هنيه في حجرتج ..

هزت شما رأسها بـ حسناً وذهبت مع زايد ..



.
.
.
.
.
.
.



رفع ناصر عيناه للسماء متأملاً الطيور المحلقة كـ سرب تشعل القلوب انبهاراً واعجاباً لمنظرهم المتجلي بربانية مثقلة بالجمال ..

أخذ يسبح لله في قرارة نفسه بنظرة باسمة ولم يُخرجه من تأمله وتسبيحاته الا صوت هاتفه المحمول ...

التقطه بخفة وقال مجيباً: ألووو

: باباااااااااااااا

: هلا ابوووووي هلااا .. هلا بـ روح بابااا انتي ..

سمع طفلته وهي تهتف بصوت شبه باكي: بابااااااااا انت وييييييين ..؟!!

انتصبت قامته بقلق حقيقي وقال: حبيبي منول شفيج شصاير ..؟!!

منال: باباااا ارجع بيتنا خلااااص .. وايد قعدت في الاماراااات

لانت ملامح ناصر ثم هتف بنظرة باسمة: بابا حبيبي قلتلج ما بتأخر .. كم يوم وراجع ان شاء الله ..
مشعل وفصول وينهم ..؟!!

زمت منال فمها بتهكم وغضب: لا تتكلم عن هالاثنين الاغبيااااء بابااااااااا
ما احبهمممم ما احبهممممم ..

رفع ناصر حاجباً واحد وقال موبخاً ابنته: منول شنو اغبيااااء ..!! كم مرة قايلج لا تسبين ..

ضربت الفتاة ذات الستة أعوام برجليها الأرض بحنق شديد ثم اخذت تبرر بطفولية: يبااااا انت ما اجوف اللي يسوونه فيني .. امس راحوا مع عيال عميمة مناير السينما ولا ودوني معاهم .. ويوم ردوا سألتهم ليش ما وديتوني قالوا كنتي راقده وانا ما كنت رااااااقده ..

كتم ناصر ضحكته ليستطيع اكمال جديته مع ابنته، وقال بعد ان تنحنح بخشونة: انزين حليلهم ما يدرون انج قايمة .. لو يدرون جان ما خلوج وراحوا ..

اكملت الطفلة تذمرها بغضب اشد: امبلى يدرون بس هم جذابين .. اصلا ما يبوني اروح معاهم لأني بنية مب صبي ..

حرك ناصر هاتفه من اذنه اليمنى الى اليسرى وقال بمرح: خلاص عيل خلج مع البنات .. شتبين في الصبيان وغثاهم

لم تسكت منال وانما اكملت شكواها من الجميع، ابتداءً من اشقائها إلى الخادمات والسائقين ..


لم يتأفف ابوها ناصر ولم يتذمر، انما استمر بتهدئتها بضحك ومرح راجياً الله بداخله ان يحفظ اطفاله له وان لا يأتي اليوم الذي تنطفئ فيه اصواتهم العذبة عن حجرات مسامعه وقلبه ..

انهى مكالمته بعد ان استمرت قرابة الربع ساعة ... ثم التفت حوله وقرر ان يكمل سيره على طول خط الكورنيش .. فهو منذ ان انتهى من عمله في المستشفى وهو يشعر برغبةٍ مُلحة للخروج في الهواء الطلق وشم نسائم البحر الباعثة للانتعاش ..


استمر بالسير واضعاً سماعة هاتفه على اذنه ويشاهد إحدى مقاطع الشيخ صالح المغامسي في يوتيوب ..

قطع عليه مشاهدة المقطع رسالة آتية من الواتس آب ..


"يعني تبا تخبرنا انك بزي يا حضرة الدكتور وما تروم تخطف صوبنا ..!!"

ضحك ناصر بخفوت على نغزات صديقه الكلامية ورد:
"صج ما تستحي .. يعني فوق شين قوات عين .. جاي بوظبي هالويكند ومافكرت تمر على رفيجك وتسلم عليه ..؟!"

أجاب صديقه بإحراج:
"اسكت نصور اسميني متلوم منك لكن وراس ابويه عبيد الغالي مارمت اييك .. ألف شغله كانت على راسي وكنت محتاي اخلصهن"
(متلوم = منحرج)

أجاب ناصر بحسه المرح الطيب:
"يا ريال لا تحلف بغير الله ما يجوز كم مرة اقولك .. وبعدين حصل خير .. وانت ما تنلام شغلك ذي ياخذ العمر كله مب بس الوقت والبال"

تنهد صديقه ورد ببسمة رجولية:
"علنيه افدا خشمك يا بومشعل .. علومك انت وعلوم هلك وعيالك في قطر ..؟!!"

أجاب ناصر:
"والله الحمدلله كلنا بخير وعافية .. "
وأكمل وهو يكتب بخفة:
"شخبارك انت نهيان وشخبار الاهل ..؟!"

نهيان برجولية ودودة:
"والله يا بومشعل اخبارنا تسرك ما تضرك فديتك"

ناصر:
"جدك شصحته الحين ..؟! .. خذ الدوا اللي وصيتك تاخذه له ..؟!"

أجاب نهيان بامتنان:
"هيه نعم خذتله الدوا وما شاء الله اصبح اليوم الثاني حصان ماعليه باس"

ضحك ناصر بخفة:
"ههههههههههه ما شاء الله، الله يخليه ويحفظه لكم"

نهيان بـ ود:
"اللهم آميييين ويحفظلك يا بومشعل كل عزيز وغالي"



.
.
.
.
.
.
.



رفعت ناعمة بنعومة باذخة خصل شعرها الأمامية للخلف ثم جثت على ركبتيها وهي تكمل تمرينها الرياضي هاتفةً لشقيقتها بنبرة صارمة حماسية: يلا يلا وراي عن العيازة يالعيوز ..

فطيم بتهكم/استياء/ارهاق شديد: والله هلككت نعوم خلاااااااص ..

ناعمة بحدة: اشششش ... سكتي وسوي شرات ماسوي يلاااا ..

فطيم بضجر بالغ: ياربي منج نعوم اللي يسمعج يقول انيه درام متختخة
(متختخة = متينة)

رفعت ناعمة حاجباً واحداً مجيبةً باستنكار: هذا تفكيركم يالعرب .. تتحرون الرياضة حق اللي يبا يضعف بس ..
ماتعرفون ان الرياضة زينة ومفيدة للضعيف قبل المتين .. وللصغير قبل العود ..

فطيم بذات ضجرها الذي تخلله انهاك بدني شديد: افففففف دخيلج يا بنت سقراط لا تبدين مواويلج .. هاذوه ها متفيزرة وياج واتريض ..

اكملت ناعمة تمارينها ومازالت تتذمر: هذا انتو يوم ان الواحد يقول الحق قلتوا عنه فيلسوف ويهذرب ..

صمتت قليلاً ثم هتفت بحماس جارف وهي تتذكر امراً مهماً:
فطفووووووط ما وصلتج العلووم ....!!!! بومييد بيعرسسس ..

فطيم بذهول عارم: حللللللللفي .. توج ترمسييييين يالدبه ..!!!!

ضحكت ناعمة بشقاوة وبدأت بسرد تفاصيل ما جرى لأختها ..


وبعد دقائق ... قالت فطيم باستغراب: اممممممم هب هي شما نفسها اللي كان سلطان خاطبنها قبل ..؟!!

هزت ناعمة رأسها بـ نعم: هيه هي نفسها ..

فطيم: يعني الحينه هي موافقه عليه ولا كيف ..؟!!

ناعمة بتفكير: والله تبين الصدق ماعرف ... هو يانا وخبرنا انه يباها وبيخطبها ..

فطيم: اهاااااااااا .. زين عيل الله يجدم اللي فيه الخير .. فديته عميه سلطان طيب ويستاهل كل خير والله ...


التمعت عينا ناعمة بحب حقيقي صادق وقالت: هيه والله يستاهل كل خير بومييد، وانا احس ان شما شراته طيبة وبنت اياويد ..


ثم صمتت قبل ان تحلق مع افكارها الكثيرة ..


ولكــــن فجــــــــأة ..
صرخت بجزع مصدوم ثم سقطت على وجهها ...... على ذقنها بالتحديد: فطييييييييييييييييييم ..
آآآآآآآخخخخخ .. يا حمااااااااااره ..


هربت فطيم الشقية من براثن اختها ... بعد ان دغدغت ابطها بشكل مباغت ..


وقالت من بين ضحكاتها العالية المشاكسة:
: ههههههههههههههههههه دوااااااااج يا أفلاطووووونة هههههههههههههههههه
(دواج = هذا جزاؤكِ)


لم تكن لتسكت ناعمة على حركة اختها ... سرعان ما وقفت وهرعت خارجاً تركض خلفها .. ولم يوقفها الا قامة ذياب أمامها واختها فطيم متعلقة خلف رقبته ولا تستطيع الكلام من شدة ضحكاتها ..


ناعمة بنبرة حادة غاضبة: ذياب نزلهاااااااااااا ...

رفع ذياب حاجبيه بتفكه ساخر: كم تدفعين امايه ..؟!!

قالت فطيم من بين ضحكاتها: ههههههههههههههه والله ما تنزلني يا ولد هامل .. ورفجة بوسلطان ما تنزلني ههههههههههههههههههههه
(ورفجة هي كلمة محلية متوارثة تعني الرفقة/الصحبة/العشرة وهي ليست بالضرورة يمين او حلف فتستطيع ان تحذف الواو وتقول "رفجة"، المُراد قوله هو ان "رفجة" تُستخدم عند الطلب والرجاء مع استعمال اسلوب الاعتزاز والانتخاء بكبار القوم او بالذي تعتز به شخصياً)


اقتربت ناعمة من ذياب وامسكت به لكي تصل لفطيم المتشبثة به: بوسلطاااان مرفوج عن سوايااااج يالعوفه
(العوفه = الشريرة/غير المحتملة)

اتسعت عينا ذياب بذهول مُستمتع: افاااا يا ذا العلم، فطيم يالطفسة شو مسوية بـ ناعمة شيخة البنات ..

هتفت فطيم بنبرة ضاحكة خبيثة: ههههههههههههههه ولا شي يا خويه الا هي في خاطرها تتواجع ويايه
(تتواجع = تتضارب/تتعارك)

وضعت ناعمة يديها على خاصرتها وهتفت بغضب/نفاد صبر: بتنزلها الذيب ولا شوووو ...!!!!

امسكت فطيم لحية ذياب المشذبة بعناية وقالت بحمية البدو واعتزازهم: رفجت عليك يا بوهامل والله ما تخليها ادقني
(ادقني اي تلمسني)

ضحك ذياب ضحكة رجولية رنانة وقال بقلة حيلة: والله يا ناعمة البنية ارفجت عليه ودقت اللحية .. اسمحيليه الغلا ما نروم نسوي شي ..


وفجأة .. التفت ذياب ومعه ناعمة وهم يسمعون صراخ فطيم الجزِع: باباااااااااااااتي لااااااااااااااا ..

ضحكت ناعمة بشماتة شاعرةً أنها اخيراً وجدت الذي سينتقم لها من اختها المشاكسة: ابووووويه عليك ابهااااا ..

قهقه أبا ذياب وهو يحمل ابنته التي كانت تتشبث بظهر اخيها كالقرد ... ثم هتف بنبرة حادة متصنعة: يوزي عن الشطانة يا فطيم ولا بعقج فـ طوي بيت المصلّي
(طوي بيت المصلّي = بئر عتيق موجوداً في باحة بيت جيرانهم القدامى، وكانت فطيم تخاف الاقتراب من هذا البئر منذ ان كانت صغيرة)


صرخت فطيم بجزع تخلله ضحك متقطع: ههههههههه لا لا لا باباااااااتي الا هاك الطووووي ..



.
.
.
.
.
.
.



تشعر بضيقٍ يغزوها بكل شراسة، لا تستطيع التفكير جيداً بعد الذي واجهته من كلام حاد من عمها مساء امس .. تشعر بأنها تحتاج التحدث مع شخص تفضفض له ما يكن في روحها من ألم على حالها وحال شقيقاتها المظلومات ..

ولكن برغم ضيقها، فهي مصرة بقوة على ان لا تتنازل عن أي حق من حقوقهن لذلك الطماع .. فالذي اخذه من اموال وعقارات أصبح كافياً لسد فمه الجائع ..



تذكرت الحوار الذي دار بينها وبين عمها مبارك ..
حوار كان حاد بجميع المقاييس .. صحيح انها لم تتعدى حدود الكلام اللبق الخلوق .. انما اعطته بضع كلمات كانت كاللهيب الحارق .. كلمات مبطنة بمعاني كثيرة كبيرة .. أولها ..
"لن تأخذ أيها العم درهماً واحداً مما نملكه .. ولن تطأ قدماك ارضاً هي ملكنا ..!!"


ولكنها حقاً لا تعرف ما اذ تمكنت من اسكات عمها وارجاعه عما يريده .!!

تخاف من الآتي .. وتخاف أكثر من نواياه ..!!!


آآه .. استغفر الله العظيم ..


حسناً .. ستتصل بـ ناعمة وتخرج ما فيها جعبتها من ضيق وتذمر قد وصل أقصاه المقيت ..!!

فلـ ناعمة تلك الكلمات البلسمية في تهدئة ما يعتمل جوف الآخرين من قلق/وجل ..


اتصلت بـ صديقتها وافرغت ما في جوفها من كلام كثير وقلق متزايد عليها .. ولم تهدأ حقاً وبشكل شبه مرضي حتى تحدثت عن "ذلك" الذي رأته صدفةً في المقهى قبيل ذهابها المستشفى ..

ناعمة بصدمة: سبحان الله .. صدق الدنيا صغيرة ..

روضة بنبرة مُرتبكة خجولة: هيه شفتي عاده .. ما صدقت عويناتي يا ناعمة .. قلت مب لهالدرجة حظي قايم وبييني هذاك الريال إلين عندي ..

ابتسمت ناعمة بمعنى مُبطن مظهراً معه غمازتها العذبة: ما تعرفين الله شو كاتبلج يا روضة .. يمكن هالصدف تتكرر وانتي ما تعرفين ..


حل صمت بين الفتاتين وكل منهما اخذت تفكر بالذي سلب خفقات قلبها على حين غرة ..



لم تتمكن ناعمة من منع نفسها من الهتاف بداخلها بارتباك انثى قرأت للتو اول ابجديات القلب و"خفاياه" ....

أستعانقنــي الصــدف وألمــح مــرة أخــرى ذلك "المثيــــر" ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



خرجت من المجلس وهي تهرول .. كانت تهرول وقلبها يدق بجنون صرف .. بارتباك وصل حد الهذيان .. بصدمة ملتهبة لم تحسب حسابها ابداً .. كيف تحسب حسابها بحق الله وهي التي اوصدت للتو ابواب ذكريات حطمت قلبها لقطع متناثرة ..!!

كيف تحسب حساب صدمات تخبئ داخلها اخبار كهذه ..!!

كيف ..!!


دخلت لأقرب حمام أمامها، ثم انزلت رأسها لتغسل وجهها بيدين مرتجفتين .. بشفاه تتراقص بانفعال حقيقي .. تشعر بأنفاسها تضيق .. وبتوازنها يختل ..!!!!


امسكت طرف المغسلة محاولةً الثبات والاتزان ..


وحدّقت بالمرآة ....... وشعرت حينها بأنها كبرت فوق عمرها عشرون سنة ..!!

فقد اختفى اللون عن وجهها واصبح كقطعة ثلج بيضاء مُزرقة ..!!

استحال وجهها المخملي لقطعة كريستال سقطت على بلاط الصدمة وانكسر ..


أخذت تلهث بشدة .... وبلا حول لها ولا قوة ..

لهاث ينضح تناقضاً انفعالياً غريباً مسبباً تصادم عاتي بين معاني الشعور و"اللاشعور" في وتين قلبها ..

لمَ عليها خوض معارك فوق طاقتها العاطفية يالله ..!!
لمَ يجعلونها تعيش القهر قهرين .. والمرارة مرارتين .. والألم ألمين ..!!

لمَ ..!!

يا رب الكون .. تكاد ترى قلبها مترنحاً امامها من فرط ارهاقه الميت ..!!


اسبلت اهدابها فوق عيناها والوجع الصرف قد انتشر بهيمنة شديدة على محياها ..


أتـــرغب بالـــزواج بــــي يـــا سلطـــــــــان ..!!
كيف ...!!!
لا لا ..
أعني لمــــاذا ..!!!!
لا لا لا .. ليس لمـــــــــاذا ..

بل ما الذي جعلك يا هذا تفكر مرة أخرى بالزواج من التي اهنتها ..!!

ما الذي جعلك تفكر أيها المتكبر بالزواج من "شماءاً" تسلقت جبالك الشاهقة ولم تستطع النزول ..!!


مــا .. مـــا .. مـــا الذي .....


اوقفت فجأة تفكيرها وهي تصب على وجهها المخطوف الماء بعنف .... ودار مسار تفكيرها للحظات التي عاشتها قبل دقائق مع شقيقها الأكبر بطي ..



.
.



جلست بقربه بعد ان ألقت السلام على شقيقها وسلمت عليه "بالأنف" ..

ثم هتفت بنبرة مشاكسة: شو مستوي في الدنيا يا عرب، بوخويدم عندنا اشوف ..!!!

ابتسم بطي بخفة رجولية جذابة وردّ بروحٍ مداعبة كما اعتاد دوماً مع هذه الفتاة: شيختيه .. ما نقهر نحن فرقى مدعوي لعياني
(ما نقهر = لا نتحمل) (مدعوي لعياني = مدعوج الاعيان/أدعج العينان)

ضحكت شما بقوة ضحكةً تخللها خجل حقيقي .. فـ شقيقها هذا لا يترك عنه لسانه المعسول بتاتاً ..!!

وهتفت بوجه تلون بالخجل والاستمتاع: ماقول الا يا حي أم خويدم بس ..

وقفت وصبت لشقيقها فنجاناً من القهوة: سم بالرحمن فديتك

اعتدل بطي بجلسته واخذ الفنجان: سم الله عدوينج غناتيه ..


هز فنجانه بعد ان فرغ منه ... ثم تنحنح بخشونة "حانية" وقال بحزم دافئ: شما علنيه افداج تعالي يلسي عداليه ..

اقتربت شما وهي تقطب حاجبيها بخفة متوجسةً من تصرف شقيقها وهدوئه غير المعتاد .. وهمست برقة: خير بوخويدم .. احس في خاطرك رمسة ..

التمعت محاجر بطي بـ حب/حنان جارف وقال: ما جد طلبتج يا بنت ابويه شي ولا ريت غلاتيه في افوادج ..
وانا ياينج اليوم طَلاب ..
(ما جد طلبتج = لم اطلب منك قط)


انتفضت شما باستنكار أنثوي ناعم وقالت: افاااا يا بوخويدم انت هب طَلاااب .. انت تااامر على هالرقبة تبيع ابهااا وتشتري .. ويا ويييل اللي يفتح ثمه ويرمس ..

ابتسم بطي بحب اخوي وفخر بأخته المثقلة بجمال الروح ... ثم امسك بكفها الأيمن وقال بنبرة مباشرة لا تحتمل التردد والالتفاف: يعل اللي رباج يالحشيم يبطي حي ..

أردف بعد ان سمع تمتمات بـ "آمين" من فاهها: ما بلف ولا بدور عليج ..

نظر لعيناها وقال بحزم ثابت: سلطان بن ظاعن يباج حليله ..
وطلبتج يا شما .. طلبتج تفكرين زين ما زين قبل لا تردين علينا ..


رأى شقيقته في حالة تصنم تام .. تصنم جسدي وتصنم فكري .. تصنم جعل من اجواء المكان في حالة ارتياب/غموض/قشعريرة بالغة ..


توتر بطي قليلاً .. ولكنه سيطر على اعصابه وأردف حديثه بصرامة: انا ماعرف شو صار قبل 12 سنة وخلاج تردين سلطان عقب ما خطبج ووافجتي عليه .. ولا اعرف شو كانت اسبابج وبالعكس احترمت سكوتج وما غصبتج ترمسين .. مع انيه كنت اروم اظهّر منج الرمسة.. صح ابويه وسعيد الله يرحمه ما كانوا بيخلونيه .. لجني كنت رايم ...
بس احترمتج واحترمت اللي بغيتيه ..
والحينه الريال رد خطبج منيه .. وانا حرام يا انيه إلين يومج ها يا شما متلوم منه وماليه عين اشوفه شرات اول عقب اللي صار ..
انا مابا شي .. ابا بس تفكرين ولا تنطقين بجلمة الا وانتي متأكده من اللي تبينه ومن اللي يباه خاطرج ..
سلطان ريال والنعم فيه .. ماقولج جيه لأنه ربيعيه ..
(جلمة = كلمة)

لا واللي خلقج ابد .. ماقول الا الحق والصدق .. وانا لو انيه ما اشوفه يستاهل يظويج والله ما اخليه يقربنا ويخطب ..
(يظويج = يأخذك)


لم تتغير حالة التصنم في ملامح شما .... لم تتغير حتى هتفت بجمود صقيعي تام: كيف يخطبنيه وبن عذيج خاطبنيه قبله ..!!

زفر بطي بخفة عندما سمعها اخيراً تتكلم: خلج من بن عذيج وغيره .. هذاك خلاص توكل وراح .. نصيبه عند غيرج ان شاء الله ..
خلينا في سالفتنا .. انتي شو رايج .؟!!

شما بذات جمودها الذي ظهر مع ظلمة عيناها: انت شو رايك بوخويدم ..؟!

اجاب بطي بنبرة حازمة ودودة: قلتلج رايي .. وابوج واخوانج ترى رايهم من رايي .. وكلنا ما نبالج الا الريال الصالح اللي بيصونج ويحافظ عليج ..


لم تكن شما ترى شيئاً سوى الضباب المحيط بضراوة امام مقلتي عيناها .. ضباب اسكنها بمتاهات لامتناهية من مشاعر وانفعالات مموهة/جليدية/غير مفهومة .. متاهات تحاول استيعاب تعقد مساراتها الباعثة للضيق/للضياع ..!!!


نطقت مرة أخرى بنبرة غريبة حد التموه التام: ولو رديت خويّك يا بطي مرة ثانية ....؟!!

وقف بطي بضيق وهتف بنبرة صارمة: اظنتي قلتلج يا شما انيه ما جد طلبتج .. وانيه ياينج اليوم طلاب ..
لو رديتيه هالمرة بليا سبب بعتبر غلاتيه عندج بسعر التراب ..


ارتجفت يداها بذهول ... وبجزع ..

كيف تقول له اسبابها ...!!
كيف ..!!!
ليست بمجنونة لتتفوه بأمور لن تجلب الا الدمار لها ولحياة غيرها ..!!

يالله ..... ما الذي يحدث لها الآن ..!!



هتفت من بين نبراتها المذهولة/الضائعة/غير المستوعبة: بس ماقدر ..
مـ مـ مـ ماقدر بطي ..

جلس بطي مرة أخرى بعد ان سيطر على انفعالاته الصارمة التي خرجت عن سيطرته للحظات، وهتف بنبرة حازمة "وديعة": من حقنا نعرف اسبابج يا ختيه ... قوليلي انا على الأقل ...

ثم اضاف مع ابتسامة حانية رافقت حضور طيف انسان عزيز على روحه: طول عمره سعيد ربي يرحمه كان هو الأبو الثاني لج .. وكان الوحيد اللي يروم يعرف شو في داخلج من ضيج وحزن قبل ما تتنطقين به .. في خاطريه اصرق محله الحينه واعرف باللي فيج ..

ما إن أتى لمسامعها اسم "سعيد" حتى اغرورقت عيناها بالدموع .. رفعت رأسها للأعلى كي لا تسمح بنزولهن .. فهي موقنة جيداً ما إن تنزل دمعة حتى تنزل بعدها اخواتها الأخريات .. وهي لا تريد هذا الآن ..!!


بلعت غصة تكورت من الألم .. ألم الفقد الموجع .... وتمتمت بخفوت: ربي يرحمه ويغفرله ويجعل مثواه الجنة مع الانبيا والصديقين ...


انزل بطي عيناه اللامعتان بالدهاء .... وقرر ان يلعب بـ ورقة اسمها "سعيد" .. ورقة هي الرابحة بكل تأكيد ...
ثم هتف: هاك اليوم انتي عقيتي رمستج علينا وروّحتي .. لجنج ما دريتي باللي استوابنا صدق ..
ما بقولج انيه اكثر من احترق يوفه وكان في خاطريه اضربج
(روّحتي = ذهبتِ)

اتسعت عينا شما بصدمة .. وعندما نظر إليها بطي ضحك برنة عالية: ههههههههههههههه لا تلومينيه فديتج كنت مقهور والله ..
بس عرفت خلاف ان اللي صدق احترق يوفه هو سعيد ..


لمح رجفةً خافتة سرت على يديها بعد جملته الأخير .. وأكمل بسيطرة تامة: شما .. ما تعرفين كم سعيد ربي يرحمه كان يعز سلطان ويغليه ..

صمت قليلاً ليفكر بغموض ... ثم أكمل: تحيدين الحريجة اللي استوت في بيت سعيد قبل 15 سنة ...؟!!

هزت شما رأسها بـ نعم ونظراتها توحي بـ الضياع ..
ضائعة هي ولا تفهم لمَ النقاش وصل لهذه النقطة .. !!


أردف بطي وهو يهز رأسه: تعرفين منو طلّع العنود من القبو اللي كانت تذاكر فيه هاك اليوم ..؟!!

رمقت شما وجه شقيقها بجمود تام ثم هتفت باستغراب بعد ان قطبت حاجبيها: امنووه ...!!

ارتفع جانب فم بطي بابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه وقال بغموض: سلطان ..


اهتزت شفتا شما بذهولٍ اخذ مأخذه المتسيد في روحها المُرتبكة .. صمتت .. فهي حقاً لا تستحضرها الكلمات الآن ... خاصةً وهي تتلقى كلمات تصدم كيانها الشخصي بجبروت تام ..

أضاف بطي وهو يعتدل بجلسته: بس حلفني انا وسعيد اللي كنا في المكان وقت الحادث ما نرمس عن السالفة ولا نخبر حد .. وطبعا العنود ما تدري باللي صار لأن هاييج الساعة كان مغمى عليها وماتعرف منو ظهرها من الحريج ..

شما بنبرة مبحوحة خافتة خفوت "شبه ميت": شعنه ما خبرتوا حد ..؟!!

تنهد بطي بقوة وقال بنبرة حازمة: لأسباب متعلقة في سلطان وفي شغله .. وطبعا عقب هالحادث زادت محبة وغلاة سلطان في قلوبنا وفي قلب سعيد بالذات .. ويا كثر ما تمنى سعيد في قلبه انه يناسبه ويصير من الاهل .. وما تتصورين شقد فرح واستانس يوم سلطان تجدم لج ..

اتسعت ابتسامته بشجن وأردف: لو شفتي لمعة عيونه يوم عرف يا شما .. اقسم بالله ما كنتي بتفكرين مجرد تفكير انج تحرمينه من هالفرحة ..

هتف بطي بجملته الأخير من دون قصد .. انما هو قالها بعفوية ومن غير ان يقصد بأن شما "قد حرمت سعيد حقاً من فرحته تلك" ..

ولكن شما لم تفهم مقصد جملته لا انها قد حرمت بالفعل شقيقها من امنيته التي لم تعرف بها غير الآن ..
أمنية نزلت عليها كالصاعقة من شدة وقعها الأليم ..!!!

أكنت أيها العزيز .. أيها الـ "سعيد" الغالي .... تتمنى زواجي من ذاك القاسي ..!!!


صمت بطي للحظات قبل ان يقول بصوت رنان: اللي اباج تعرفينه يا شما .. ان هب بس انا اللي تمنيتج دوم لـ ربيعي وخوي دربي .. حتى سعيد تمنى هالشي في داخله ..
ماباج تعطينا خبر الحينه .. طلبيه هو انج تفكرين زين قبل لا توافجين او ترفضين ..
واتمنى شميمي ..

أردف وهو يقف بارزاً قامته الطويلة الشاهقة: اتمنى تكون اسبابج مقنعة لي لو كان ردج هو الرفض ..


تنفست شما بقوة/شجاعة تُحسدان عليها .... وهتفت بنبرة قوية .. نبرة تحترق بنيران كبرياء يوشك على الترمد .. وكرامة مهدورة كالدم القاني المُعتم .. نبرة مبطنة بشعور مقيت من "قلة الحيلة والعجز":
جد قلتلك يا بطي انت تامر ما تطلب .... واللي تامر به تم ..



.
.



خرجت من سرحانها وهي تضرب بقوة الحائط كاتمةً في حنجرتها آآآآآه تصدع ألماً مميتاً ..!!


أليس القهر هو ان تمضغ الجرح كله كي تُطعم الآخرين عسل الهناء ..!!!
أليس من القهر ان ترضخ للذل مرة أخرى .. من السبب ذاته .. ومن الأرواح ذاتها ..!!
أليس من حرقة القلب ان تلتهب اوردتك بحب رجل يجد في تعذيبك لذته الأولى والوحيدة ..!!!

رجل ... ويالعذاب المضرج ... هو امنيةً فقدت رونقها في قلب شقيقٍ راحل ..!!


آآآآه يا سعيــــــــــد ....

وحده الله يعلم، ما مُراد "أمنيتك المجسدة على هيئة طاغية" من التلفت مرة أخرى للماضي ..!!
ما مراد امنيتك وهي تدخل بكل عجرفة قاسية عتبات حياتي وانا التي تفننت بكل مهارة بطردها شر طردة ..!!

ضحكت بسخرية علقمية ..

أأنتم متندمون يا اخوتي على فعلتي بـ "ذلك" قبل اثنا عشرة سنة ..!!
ماذا كنتم ستفعلون لو اخبرتكم بجريمته غير المغفورة لـ قلبي .. لـ شخصي .. لـ كرامتي ..!!!
ما الذي كنتم ستفعلونه لو اخبرتكم عن إهانته لي ...!!


استمرت بلهاثها القوي المرتجف شاعرةً بألم فظيع في يديها ..


حسناً .. قليلاً من تورم في اليد وألم في الجسد لن ينسيانها ألم عظيم متمكن في الروح ..!!
ألم من الواضح إنه لن يزول ولن يتقلص ....
ليس بعدما نطقت للتو بترحيبها الصريح باستقبال كدمات وجدانية جديدة من "ذلك" ..!!



.
.
.
.
.
.
.



ضرب بقوة طاولة مكتب مسؤوله وهو يصرخ بحدة على الرجال أمامه: ويوم انه قدكم في المطااااار ... ما حسيتوا الريال مختفي ولازم تشوفون وينه وتلحقووونه ..!!

انزل العميل ابراهيم رأسه باستياء متخاذل: سيدي ما كنا نعرف ان هو ساير يلتقي بشخص من طرف ديرفس .. حتى انت ما اتصلت ابنا وخبرتنا ..

وقف وعيناه الصقريتان تنبآن عن انفعالات بركانية تحدث في جوفه ..
انفعالات كانت معقدة .. مركبة من غضب/قهر/ضيق/قلة حيلة .. انفعالات كانت من عدة امور ومن عدة اسباب في الحقيقة ..!!

هتف بنبرة قاسية حادة ساخرة حد العمق: والله ما كنت ادري انيه معيّن عنديه رياييل اذكياء شراتكم، اتحراكم بتتصرفون مثل ما يتصرف كل واحد ادرب على ايديه انااااا ..
طبيعي انت وياه تكونون دوم مراقبين حارب ومراقبين اقل تحركاته ..

التفت سلطان لخلفان مضيفاً بحدة: صدق ولا انا غلطان يا خلفان ..!!

ثم أكمل بنبرة اكثر قساوة وحدة وسخريةً: عيل انا اشحقه مطرشنكم ويااااااااه .. هب عسب تغدون ظله وين ما يرووح انتو تروحووون ورااااااه ..؟!!
ولا انتو يهال ما تشبرون بقعه الا يوم ادق واخبركم وين تروحون ..!!!

رفع خلفان رأسه بغضب ذاتي تخلله خيبة حقيقية: معاك حق سيدي .. اسمحلنا هاي غلطتنا .. اعتبر اللي صار اخر مرة يصير ..

زفر سلطان بقوة شديدة قبل ان يقاطعه أبا راشد بحزم بالغ: سلطاان
التفت سلطان بعيناه الحادتان إلى رئيسه أبا راشد ثم استوعب الضجة التي افتعلها بلا شعور منه ...

جلس بعد ان عقد حاجباه وكتم ما تبقى من قهر في روحه وقال بنبرة حازمة مُعتذرة: اسمحليه بوراشد لكن والله من حر ما فيه ..

هز أبا راشد رأسه متفهماً وضع سلطان النفسي خاصةً بعد الذي جرى لـ حارب .. فهو يدرك جيداً حجم مكانة حارب في قلب سلطان ..!!

هتف بصرامة مبحوحة: انا فاهمنك يا سلطان لكن مشاكلنا ما تنوخذ بحساسية وانت احسن العارفين بهالشي ..
نحن الحمدلله عرفنا الحينه حارب وين ..
خل نتريا شويه، لازم ما نخطي خطوة قبل لا ندرسها زين، لا تنسى انه هو الحين بنظرهم هو لاكشمي جانجوس ولد رجل الاعمال الهندي موكيش جانجوس .. اي خطوة هب في محلها من صوبنا يمكن تهدم خطتنا بكبرها ..

أردف وهو يطرق بطاولة مكتبه بقلمه الأسود الفخم: الصبر زين يا سلطان ..

تنهد سلطان بقوة وهو يتذكر تماماً الخطة التي وضعوها ليُدخلوا عن طريقها حارب وسط الاجتماع الذي اقيم في اسبانيا ..

لم تكن لتنجح الخطة التي رسموها لولا ملامح حارب السمراء الشبيهة بملامح الهنود ولسانه الذي اعتاد منذ زمن على التحدث باللهجة الهندية لكثرة علاقاته واعماله المرتبطة بالهنود التقنيين والفنيين بحكم عمله في مجال الحاسوب وتقنية المعلومات ..
وقبل كل هذا ما كانت الخطة لتمشي كما يبتغون بالضبط لو أن موكيش جانجوس نفسه لم يتعاون معهم ...

فأبنه الحقيقي لاكشمي قد مات قبل الاجتماع بأسبوعان، ومن حُسن حظهم ان وفاته لم يُعلَن على الملأ مباشرةً بحكم عادات دينية واعتقادات قديمة تخص عائلة جانجوس ..

وبعد البحث والتعمق في أصول العائلة وعلاقاتها المتشعبة المهمة، وبعد ان اكتشف سلطان مدى الشبه العميق بين لاكشمي الحقيقي وبين حارب، استطاع في النهاية ورجاله عمل اتفاقية مع الأب موكيش الذي كان من الاساس له مصالح ضخمة في الامارات، ولم يكن ليهدم مصالحه الشخصية مقابل اعتراضه على الاتفاق ..!!!

فهو قبل كل شيء ... رجل أعمال نابغة ويفكر بحساباته المصرفية والعقارية في المقام الأول ...!!!

أومئ سلطان برأسه ثم قال بحزم مُقتَضب: ان شاء الله ..


وبعد ان راجع أبا راشد عدة نقاط مهمة تخص القضية المتشابكة ... أمر الجميع بالانصراف على ان يجتمعوا في وقت آخر لمناقشة اي مستجدات ممكن ان تحدث ..


خرج سلطان ومعالم وجهه الضبابية توحي بالضيق .. ضيق حقيقي يبعث الارتياب بالمكان ..!!

تحرك بقامته الطويلة وبعرضه "الاستثنائي تماماً من فرط عضلات جسده" إلى ان خرج من المؤسسة واقترب من سيارته ..

فتح الباب وتوقف بتردد محاولاً ان لا يفكر بالأمر الذي لا يرغب ابداً بالتفكير به ..!!

ولكن الوضع صعب .. صعب حقاً .. فالذي يجعله بهذا الضيق ليس موضوع حارب فقط ..!!

انما ايضاً موضوع هذا الزواج الذي سقط على رأسه بشكل مباغت صادم ..!!!


كيف لك ان تتزوج يا رجل بالتي اهانتك واحتقرتك امام اهلها ..!!
كيف ..!!

آآآآآآآههه، لقد مسست يا بطي بكل احساس معدوم نقطة بالغة الحساسية في وجداني ..!!

نقطــــة بالغـــــة الحســــاسية يــا صديقـــــــي ..!!


تنهد بعمق قبل ان ينزع عن رأسه العقال ويهمْ بربط الغترة حول رأسه ....

لم يكد ينتهي من ترتيب غترته، حتى أحس بذبذبات خطر تحوم حوله بخفاء خبيث ....

حرك عيناه بترقب وتربص صقري .. وبلمح البصر وضع ذراعاه الاثنان على سطح سيارته العلوية وقفز كالبرق حتى وصل للجانب الآخر برشاقة صرفة تُبهر الانفاس ..!!

قطب حاجباه باستغراب وذهول وهو يلمح الشخص المتربص خلفه ..!!

لم يكن الشخص الا مراهق لم يتعدى عمره السابعة عشر، يحمل مسدساً بشكل يوحي تماماً بمدى ذعره من رجفات قبضته ...

مال سلطان رأسه قليلاً وهو يرص عيناه بترقب كامل .... وسمع الفتى وهو يصرخ بأعلى صوته المرتجف/الخائف/الغاضب/المقهور: بذبحك بايدي شرات ماذبحت ابوووووويه ..

تسمرت عينا سلطان للحظات محاولاً استيعاب ما تفوه به هذا الفتى الغريب ..

ثم وضع يديه داخل جيوبه هاتفاً بنبرة باردة هادئة متسائلة: انا ذبحت ابووك ..؟!
منو ابووك ..؟!!

ضحك الفتى بسخرية/بجنون غاضب/بجزع حقيقي: هههه هيه طويل العمر اكيد ما بتعرف ابووويه ..
ما استغرب من هالشي .. تجتلون الناس بدم بارد ولا تفتكرون ابهم ولا بأهاليتهم وعيالهم ..

ابتسم سلطان بجمود قائلاً بنبرة صارمة حد الفولاذية: ابويه الظاهر انت مغلط .. سِر دور عن اللي تباه بعيد عن هنيه ..
(سِر = روح)

رص الفتى على اسنانه ببغض حقيقي تخلله ألم متفجر ... وصرخ بغضب: لا مب مغلط ... ياينك متعنّي يا سلطان وناوي اشرب من دمممك ..

نظر سلطان للفتى نظرة هادئة ثابتة .. وقال: ما شاء الله ثرك تعرف انت واقف جدام منو .. شي طيب والله ..

أردف وهو يأشر بأنفه على سلاح الفتى بسخرية اغضبته فوق غضبه المتراكم: انزين انت تعرف تستخدم السلاح ..؟!!

صرخ بقوة شديد/انفعال وما زال قبضة يداه ترتجف: لا تطنز عليه لأني ذابحنك ذابحنننننك اليوووم ..

رفع سلطان حاجباه باستهزاء متسلي محاولاً استفزاز الفتى أكثر .. فهو ويالغرابة الموقف الحاصل، وجد تسليةً تُخرجه قليلاً من جو الكآبة الذي أسر مزاجه منذ عدة أيام ....

هتف بنظرة باسمة باردة: انزين يوّد السلاح زين يا ولد عن تثوّر على روحك بالغلط ..
(يوّد = امسك) (تثوّر = تطلق النار)

تراجع الفتى بجزع لم يتمكن من السيطرة عليه وهو يرى سلطان يقترب منه ببطء وتربص مفترس "هادئ لأقصى درجة" ... صرخ بذات قوة صوته التي بالحقيقة كانت قوة مهترئة: انا ما ألعب ويااااااااك، انا بذبحححك يالكلـ... وبفك الناس من شررررك ...

لم يغضب سلطان من قلة احترام الفتى لشخصه، فهو اعتاد في الحقيقة على الشتائم التي تخرج بوفرة من افواه المجرمين والخارجين عن القانون، واعتياده هذا ما يجعله ينغمس اكثر في مزاج ثلجي صقيعي حتى ينال ما يطمح إليه ..!!

ضحك سلطان ضحكة مستفزة مُبطنة بشفقة حقيقية على حال الفتى وقال: انزين انت صارلك ساعة تقول بذبحك وبجتلك وماعرف شووو .. يلا شو تتريا ..!!!!

كان سلطان يقترب من الفتى ... وبالمقابل كان الأخير لا إرادياً يتراجع للخلف ....

صمت الفتى وهو يرص على فمه بقهر ارتسم كحبيبات من دموع حمراء على مقلتا عينه الوجلة/التائهة ..

توقف سلطان وهو يباغت الفتى بسؤال أصابه بالذهول: كنت تعز ابوك الله يرحمه وايد ..؟!

رص الفتى قبضته على المسدس وأجاب بصراخ ينم عن حقده البالغ: وانت شووو يخصصصك ..!!

هز سلطان كتفيه بخفة وما زالت يداه في جيوب ثوبه الأبيض: مجرد سؤال، الظاهر كنت تعزه وايد لدرجة انك تتهور وتنوي تجتل ناس بليا ما تتأكد لو هم سبب موته ولا لا ..

وجه الفتى بغضب واستهتار فوهة المسدس على وجه سلطان الذي استفز انفعالاته وصبره وصرخ بأعلى صوته المُتألم: انت اللي جتلت ابوووويه انت .. هم قالولي انك انت اللي عذبته إلين ما مات على ايدك .. انننننت انننننت ...


أخذ الفتى يصرخ بهستيرية غاضبة مردداً "انــــــــــت" ..
ولكن ما كان صراخه ليستفز نبرات صوت سلطان ويجعلها أكثر ارتفاعاً او حدةً ..!!


ابتسم سلطان بخفة قائلاً بنبرة هادئة: انزين اللي قالولك انيه عذبت ابوك وجتلته عطوك دليل بهالشي ..؟!!

اهتزت نظرة الفتى وهو يتذكر بأنه لا يملك حقاً دليلاً يخوله لقتل رجل متهم .. خاصة لو كان الرجل هو سلطان بن ظاعن ..!!


لانت ملامح سلطان وهو يرى لمعان الطيبة والضياع في أعين الفتى، كان جلياً تماماً ان الفتى لم يكن ليقتل حشرةً قرصته ليأتي ويقتل آدمياً ..!!

ثم اردف بنبرة حازمة دافئة مقترباً أكثر من الفتى ذو النظرات المهتزة التائهة: شو اسمك ..؟!!

صرخ الفتى محاولاً الخروج من سيطرة سلطان المستفزة على روحه: مالك خصصصص ..


ابتسم سلطان ابتسامة جميلة قائلاً بخفة ظل: انزين يا مالك خص، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنباٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا على ما فعَلتم نادِمين" ..
انا ما اقولك هالكلام لأنيه خايف منك ..!!
لا ابد .. اروم الحينه اشل عنك السلاح من قبل لا ترف عينك .. لكن انا مابا استخدم القوة معاك لأن باين عليك ريال طيب ولد ناس طيبين وفاهم وتعرف توزن الامور بعقلك لو تبا تشغل عقلك ..
ابسط سؤال ممكن تسأله روحك الحينه .... شو مصلحتيه اجتل ابوك ..؟!!
خبرني ..؟!!

أخذ الفتى يدور حول غيوم من افكار تتقاذفه يمنةً ويسرة، فهو واقفاً منتصباً وسط فكرتين .. الاولى فكرة انتقامه لأبيه الذي باعتقاده قد قُتل على يد هذا السلطان، والثانية فكرة ان يكون سلطان رجل طيب ولا يمكن ان يقتل اباه من غير وجه حق ..

وقبل هذا وذاك .. هو لا يملك دليلاً حقيقياً ..!!

لانت قبضة يده وهو يهتف بنبرة أقل حدة وانفعالاً: شو مصلحتهم عيل يخبروني انك انت اللي جتلت ابويه ..؟!!! هاااه .؟!!

مازال سلطان يبتسم ابتسامته الجذابة واجاب بصدق: على الاقل قولي منو هم عشان انا بالمقابل افسرلك الموضوع لو عنديه تفسير مقنع لك ..!! هب جيه المنطق يقول يا مالك خص ..؟!!

استطاع استفزاز الفتى بمزاحه الى ان صرخ بغيظ: اسمي راااااااايد ..

ثم أردف وهو ينزل مسدسه بـ وجع قاني وألم يرسو على ميناء قلبه الصغير بكل هيمنة: رايد عمير الـ ....



.
.
.
.
.
.
.



وقف فجأة وهو يهتف بصوت غاضب/مصدوم: تروغيني يا آآآآآمنة ....!!!!
(تروغيني = تطرديني)

استدارت آمنة عنه ونظرة عيناها الجامدة "الميتة من كل معالم الحياة" تنضح جرح ماكن في روحها .... وهتفت بنبرة قاسية .. نبرة تحاول التشبث بالسيطرة بكل ما فيها من معنى: لو لـ عشرتنا قدر وحشمة عندك .. بتظهر الحينه من البيت وترد بوظبي ..


لم يتمالك نفسه وهو يقترب منها بسرعة ويهتف بذهول خرج مع صوته الحاد المقهور: انزييين شعننننه ..!!!
شو مسوبج اناااا يا حرمة ...؟!!

أغمضت آمنة عيناها بقوة وقالت من بين اسنانها المرصوصة كـ تراص قطع قلبها "المكسور":
قلتلـــك اظهـــر بـــرع ..


امسك بطي ذراع آمنة بقسوة وادارها ناحيته وقال بفحيح غاضب متوعد:
يوم ارمسج يا بنت عيسى اطالعيينيه ولا تعطينيه مقفاااج ولا اقسم باللي حطج شيخة على قلبي .. لأييج شي منيع ما يسرج
تسمعييييين ..!!!


اقتربت آمنة من وجه زوجها وبريق سخرية صقيعية تلوح أفق عيناها بوضوح تام ..... وهتفت بخفوت بطيء:
لا تحلف جذب ..

ابتسمت بجمود وهي ترى اتساع أعين بطي بصدمة كبيرة .... ثم اضافت وهي تمر من جانبه بذات صقيعية نبراتها: اظهر من بيتي لو سمحت مابا اظهر من الحمام واشوفك هنيه ..


امسكت بمنشفتها الصغيرة وهمت بدخول الحمام، ولكنها لم تكد تمسك مقبض الباب حتى أحست بجسدها يطير ويرتطم بقوة على الجدار، ووجه حبيبها الوسيم يقترب منها وأمارات الغضب المجنون يفوح بحرارة حامية منه، قال وهو يرص على اسنانه البيضاء بغيظ وصل اقصاه في دماغه:
انا جذاب يا آمنة ....؟!!
اناااااااا ..؟!!



وقبل ان تفتح فمها وتهاجمه بنيرانها الملتهبة، انقض كنسر جارح يقبلها بقسوة شديدة .. قبلة كانت تحمل في طياتها الغيظ المجنون مما تفوهت به هذه الـ "آمنة" باستهتار تام ..
قبلة متوحشة لا توضع البتة تحت خانة "تذوق الغرام" ..
كانت قبلة "عقاب" تتلوى عنفاً/غضباً حقيقياً ....!!!


لم يبتعد عنها حتى تذوق طعم الدم من شفتيها ... احتدت شفتيه بقوة وهو يقول بفحيح خافت خرج مع احمرار عيناه السوداوان: آخر مرة اسمحلج تتمادين بالرمسه وياااايه ..
فاهممممه ..!!!!


ترك جسدها وهو يشيح بناظريه الحادتين بكل احتقار صرف .. وقبل ان يخرج .... رمى على السرير ظرف أبيض عليه شارة "طيران الاتحاد" ..

ثم زمجر بصوت قاسي وهو يفتح باب الغرفة: بغينا نفرحج اليوم .. بس انتي ما تستاهلييين ..



خرج قبل ان يرى انهيار آمنة التام .. انهيار نزل على شكل دمعات غزيرة لم تتوقف .. دمعات انثى جُرحت واُهينت انوثتها في العمق .. دمعات تحمل الألم لأبعد نقطة في الوجود ..


قبضت على يديها بعنف هز معه جسدها بينما دماغها المستعر بالأفكار المجنونة يسترجع تأوهات تلك المرأة المنتشية حد الثمالة القصوى ..



.
.
.
.
.
.
.



رصّ على عيناه باستغراب حقيقي: ابوك عمير الـ... ...!!!

هتف الفتى بنبرة مستهزئة مُبطنة بمرارة عميقة: هيه نعم .. عمير الـ..
تذكرته ولا بعدك يا طويل العمر ...؟!!!

زفر سلطان بقوة وهو يستوعب الآن الحكاية كلها .. هتف بصرامة بالغة تنضح من حدة محاجره: الغبي اللي قالك انيه انا جاتل ابوك .. ما قالك انيه في هذاك اليوم كنت انا خاري البلاد ..!!!!
(خاري = خارج)


اتسعت عينا الفتى بتوجس وتشكك .. ورد بصراخ غاضب: شوو عرفك انت متى ماااات ابويه ..!!! هاااااه ..!!
اكيد عيل انت السسسبب ...

صمت سلطان محاولاً ان لا يتمادى في الكلام .. فمن الواضح ان هذا الفتى لا يعرف ان اباه كان من الرجال الخارجين عن القانون ..... في الحقيقة لم يكن اباه سوى تابع مهم من اتباع أبا مرشد ..

حسناً يا سلطان .. لا يجب عليك ان تُنزل قدر رجل من عين ابنه .. حتى لو كان ذلك الرجل فاسد ...!!!


هز سلطان كتفيه ببرود جامد وهتف بثقة: انا سلطان بن ظاعن يا رايد .. اتوقع ريال بمكانتيه المهمة في مجال الأمن بعرف بسرعة شو اللي يستوي في البلاد من أصغر الامور إلين اكبرها .. ما بالك بـ عملية كبيرة مثل العملية اللي اشترك فيها ابوك واللي طبعاً اتصاوب فيها ..

الفتى رائد بنبرة حادة ملؤها الشك/الضياع: عملية شووووو .!!!

مد سلطان يده اليمنى وقال بحزم واثق: عطني السلاح وبخبرك بالسالفة .. وبالمره اثبتلك صدق نواياي ..


لم يتزحزح الفتى شبراً بل زادت عيناه حدةً وارتياباً ..

ابتسم سلطان بخفة وقال: لا تخاف .. ما بيصير الا كل خير ان شاء الله ... وعهدن عليه محد يعرف باللي صار هنيه غيري انا وانت ..

خفض الفتى رأسه وصوت الصدق من سلطان قد اخترق بشكل ناعم وغريب جنبات روحه ....

وبعد ثواني قليلة .. اقترب الفتى ومد إليه السلاح ..


أخذ سلطان السلاح منه قبل ان يتحرك ويفتح باب سيارته .... وقال بنظرة باسمة وهو يرى الاستغراب على وجه الفتى: ظنك يعني بنتم هنيه نرمس ونسولف ..!!!
دش يلااا شو تتريا ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد ان اشرقت شمس صباح جديد على ابطالنا ..



: مصبح الحر ..!!
ومصبح الحر شو يبا يدور ورا سالفة سعيد وبوحارب ..!!


رد رجل من الطرف الآخر بخفوت: والله يا بومرشد الظاهر الفضول لعب في مخه شرات ما لعب في مخ بوحارب قبل ..

زمجر أبا مرشد بغيظ وقهر: خلك مراقبنه يا مروان ولا تغمض عينك عنه .. سامعني ..!!

مروان بثقة: ان شاء الله طويل العمر ..

اقفل أبا مرشد الهاتف وفمه المحتد يوحي بأمواج عتيدة من التفكير والشك المتوجس .. يشعر بالقهر من هذه الأمور التي لا تريد ان تنتهي وتُقفل بسلام ..


ما الذي ترنو إليه يا مصبح ..!!!

واجباً عليك ان تحذر بطشي وتتقي غضبي حتى لا يغدو مصيرك مثل مصير زوج اختك أبا حارب وسعيد ...!!!


جلس واضعاً اصابعه فوق فمه مفكراً بالذي يحدث .... ثم سمع نبرة خشنة ساخرة آتية اتجاهه: الحمدلله على السلامة معزبنا ..

التفت أبا مرشد حيث الصوت .... ثم التمعت عيناه باستهزاء وهو يرى مانع امامه: توه النااااااس .. جان ما ييت بعد وسلمت علينا ..

جلس مانع أمامه ونظرته اللامبالية تغلف ملامحه بهيمنة صرفة: اسمحلنا بومرشد كنا مشغولين شويه ..

تابع ببرود شديد اخفى تحت خبث/ترقب: ها ما خبرتني شو كان اجتماع اسبانيا، عساه تم بخير ومثل ما تبون ..؟!!

هز أبا مرشد رأسه بـ رضى واضعاً رجل على رجل ... وقال بنبرة حازمة هادئة: هيه نعم تمينا تقريباً نص الاتفاقية وباجي بس نتفج على السعر المناسب ...

ثم أردف وهو يراه يأخذ فنجان القهوة من احد الصبية الخدم: وانت ما خبرتني .. سويت اللي وصيتك عليه ..؟!!

مانع: هيه نعم .. واكتشفت شي بيفيدنا وايد ..
اكتشفت ان سلطان وجماعته ما يعرفون بسالفة مذكرات سعيد بن خويدم ..

اعتدل أبا مرشد بجلسته وملامح تتسع مع اتساع ابتسامته المذهولة: احلففف ..!!!!

اجاب مانع بنبرة واثقة مغرورة: والله ..

أبا مرشد بنبرة مُبتهجة بالغة: الله يبشرك بالخيييير .. وكيف عرفت ..؟!!

مانع بابتسامة ماكرة: تحيد حسن اللي زرعه سلطان بينا ..!!
من دخل هالريال وسطنا وانا شاك فيه وفي تصرفاته، عسب جيه ماخليته في حاله .. طرشت ناس يلحقونه ويتصوخون على كل مكالماته .. ومن ضمن كلامه مع سلطان .. قال كلام بمعناه انه إلين الحينه ماعرف شو اللي نحن نباه من حارب وليش نحن نراقبه عقب ما قطعناه فترة طويلة .. عقب سلطان قاله انه هو بعد ماعرف بالضبط نحن شو مخططنا الياي .. وقال انه دور وايد في كل ملفات سعيد وبوحارب وماحصل دليل ضدنا ..

صمت قليلاً ثم اردف بخبث باسم: ها شو معناته يا بومرشد ..؟!!
معناته هم من الاساس مايعرفون بسالفة المذكرات، لأن لو يعرفون عنها ما بيقول انه ماشي دليل ضدنا .. لأن المذكرات بحد ذاتها اكبر دليل يدخلنا السجن ..

اسند أبا مرشد ظهره على ظهر مقعده وابتسامة منتصرة مزهوة تعلو ناظراه بشدة ...

ثم اتجهت انظاره لـ مانع وقال بسعادة منتشية: كفووو كفووو عليك يا مانع .. الحينه برهنت لي انك ريال قد المسؤولية ..



.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــن



هتفت بذهول: في ذمتج خالوه ..؟!!!

: هيه والله يا عويش .. من شوي يانيه عمج بوسعيد وقالي هالاسبوع بيونا العرب ..

أم العنود بتساؤل مُبطن بتساؤل أكبر من كيفية تلقي شما للخبر، وما كانت ردة فعلها: وشما عرفت ..؟!!

هزت أم سعيد رأسها بـ نعم واجابت: هيه عرفت .. البارحة بطي كان هنيه ورمسها ..


قررت ام العنود الذهاب لـ شما والتحدث معها وجهاً لوجه، فهي موقنةً ان ابنة خالتها تعيش الآن لحظات صعبة على روحها ..

هي تجهل اسباب رفض شما .. لكنها تعرف في قرارة نفسها ان شما ما كانت لترفض سلطان في السابق لولا أمر قوي جرها لذلك ..

وقفت وهي تهتف بهدوء متزن: خالوه علني افداج دقايق بروح اشوف شما وبردلج ..

ذهبت وهي تسمع رنين هاتف البيت يصدح ارجاء المكان .... تركت مهمة الرد على خالتها واكملت سيرها ..




أما عند أم سعيد ..

فهي ما إن رفعت السماعة حتى سمعت صوت أم نهيان المحبب الى قلبها: مرحباااا مرحباااا بذمتيه بالغاليين راعيين القلب والرووح ..

ردت أم سعيد بحفاوة ترحيبية رنانة: مرحبابج زووود يا بنت فلاااح .. اسميه الا الغلااا خذتوه كله وما تركتوا لخلق الله شي منه .. هلا غناتيه هلااااا ..

واستمرت السلام والترحيب والسؤال عن الاحوال إلى ان هتفت أم نهيان بابتسامة ذات معنى: وافديت انا يا عرب ام سعيد ومنطوقها ..
عاده ام نهيان ما دقت اليوم الا لحايتين .. تروّح افوادها بمنطوقج الغاوي وتخبرج بحايه تقرقع في خاطرها

هتفت ام سعيد بنبرة مبحوحة دافئة:
حايتن في خاطرج تقرقع ..!! يمين ما تخلينها يا ام نهيان .. هالساع تظهرينها ..

ام نهيان ببسمة عبقة: فديييتج اناااا ..

سكتت قليلاً ثم اردفت: يا ام سعيد في خاطرنا حصة .. ونباها عاده حق ولدنا فلاااح ..

اُضيء وجه ام سعيد بسعادة حقيقية وهتفت بنبرة مبحوحة رنانة: والله هالساعة المباركة يا ام نهيان .. والبنية بنيتكم امره لو بغيتوها الحينه .. تعالو وشلووها بلا زهاب وعرس ..

ضحكت ام نهيان بخفة واجابت: ههههههههههه علنيه افدا خشمج يا بنت سعيد .. ما يستوي بارك الله فيج .. لازم البنية تعرف وتفكر .. يمكن لها رايٍ ثاني ولا شياته ..
(شياته = شيء/امر آخر)

هتفت ام سعيد بثقة عالية: وين بتلقى بنت عبدالله احسن عن فلاح فديت زوله ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



دلفت الرواق المصقل بالرخام اللؤلؤي الفخم وعلامات الهدوء التام قد غلّف اجواء المكان شبه الفارغ من المارة ..

لم يكن يُسمع الا صوت طقطقات حذائها ذو الكعب العالي وهي تمشي بكل ثقة وغرور باذخ يبعث الصقيع في الارواح ..

وصلت المكتب المنشود .. ووقفت امام بابه الفخم ....

ولكن قبل ان تدخل ...
زفرت بقوة .. ومحت نظرة الخبث الشيطاني من عيناها واستقامت بقامتها الرشيقة .. وتأكدت من ابرازها لملامح الأنثى العاشقة "المشتاقة" ..


مرت على مكتب السكرتير عبداللطيف ولم تجده .. وهنا التمعت عيناها ببريق مكر/انتصار .. "انتصار سابق لأوانه"

ثم اكملت سيرها قبل ان تفتح الباب الآخر ببطء/تلكؤ ..... وتدخل ..


تسمرت بمكانها والصدمة قد شلت اطراف جسدها وجعلتهم في حالة تيبس تام ..

ومن غير سابق انذار .... صرخت بإعصار انثوي غاضب حد التصدع .. اعصار "تفننت وبقوة" في اخراجه كما تريده تماماً: احممممدددددددد ..


لم ترى من بين اعاصيرها المدمرة غير احمد وهو يدفع بالفتاة التي كانت "شبه الساترة" من احضانه وموجات ذهول بالغة العنفوان تموج فوق صفحة وجهه الشاحب ..


جفل بسرعة وتراجع خطوتان وهو يغلق ازرار ثوبه "المُمَزق من قمته" وهتف بنبرة خشنة مرتجفة من أثر الانفعال العاتي:
عوووووووشة ..!!!!







نهـــاية الجــــزء الخامـــــس عشـــــر

أم مروان 29-01-15 02:53 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
خساره كتبت رد وطار

شما بنت محمد 29-01-15 06:58 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
صباح الخير . .

يعجز لساني عن وصف جمال محتوى هالجزء وعن وصف إبداعك المتكامل لجميع تفاصيل هالجزء . .

هالجزء حسيته نوعاً ما جزء "نقلي" لأحداث جديدة جزء نقلي من مجرى لمجرى ولا أنا غلطانة ؟!
قصدي ب هالشي أن في أحداث بتغير مجرى حياة شخصيات في الرواية، انصدمت من بعض الأحداث ووقف قلبي للحظة عند أحداث أخرى، ببساطة حبيت الجزء وأحداثه المتناغمة مع بعض . . :jvhhvhvhv:

نبدأ بالشخصيات . .

شما وموزة .. عجبتني هالخطوة أنها تقنع موزة بالعالج النفسي، شما بطبيعتها تفكر براحة كل حد وتحب تخلي كل حد سعيد جي أحس، وأحس أن موزة إذا راحت للعلاج بتتحسن لان اللي فيها من صدمة نفسية أن شاء الله تروح :(

ناصر مع أطفاله . . حنون وايد ومنال بنته كتكووووووته تجنن وهي تتحرطم . .

ناصر طلع ربيع نهيان . . هلا هلا بالمفاجآت . .

ناعمة/ فطيم/ ذياب/ بو ذياب . . عجبتني شخصياتهم وضحكت لسوالفهم .. ناعمة حكاية ثانية مع هالرياضة جي حمستني أتريض كل يوم هههههه . .

ناعمة وروضة وصدفات آسرين القلوب . . روضة عجبتني مع اللي اسمه عمها أن يعني قالت الحب بس بأدب واحترام ف نفس الوقت حزنتني وايد أحسهم يعانون مع هالعم الطماع . . أتمنالها نور جميل ف حياتها يعوضها كل حزن شافوه ف حياتهم . .

شما وبطي . . شما وافقت ع سلطان *فيس يصيح* يالله يا لولوة شقد هالموقف جي تقشعر منه الأبدان من قوة الأحاسيس اللي اجتاحت شما بعد الخبر . . وصلني الأحساس بكل أجزاءه . . وعجبتني طريقة بطي في الإقناع . . مستحيل كل هالحب اللي ف خاطر كل واحد فيهم صوب الثاني يخلي واحد فيهم يغلط في حق الثاني . . أن شاء الله ينكشف كل شي قريب ويعيشوا في سبات ونبات :e105:

سلطان . . شخصيته قوية وصارمة وبيان عليه خوفه على حارب من توتره ومن ناحية ثانية خطبته لشما . . هالولد من وين طلع وقف قلبي . . عصبت للأبد من اللي يبون يأذون سلطان . .

بطي وآمنة . . لاااااااااااااااااا حدث مالم يكن في الحسبان :EWx04511: إن شاء الله ينجلي الشي بسرعة . . بس ياخي باين عليه أن مب مال خرابيط المفروض تصارحه مب بس تعصب عليه . . !

مانع وبو مرشد . . أكرهم

عوشة متأكدة أن هي اللي ورا هالحرمة اللي مع أحمد كرهتها بعد هاي . .

لولوة . . جزء جميل وايد وايد وايد وتعابير أجمل وأجمل وأجمل
سمحيلي وايد كتبت بس كل ماله والأجزاء تصير "أحمس" و "أجمل" حرام أظلمها بسكوتي عن بعض الأشياء حتى وإن كانت بسيطة . .

سلمت إيدج وقلبج الغالية . .

bluemay 29-01-15 09:43 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباحكم يا الغلااا ...


وا قلبياااااااااه


وشو ذا ؟!!!


بصراحة قرأته على دفعات ... قلبي الصغير لا يحتمل ...


نجي للبطل بطي والله أنه تحمل مسؤولية صعبة ...
عجبني تحاوره مع الشما العنيدة .. وعرف من أين تؤكل الكتف .

بس قطعت قلبي شما ... والله إني رحمتها . بس لو تقول شنو اللي غيرها عليه .
بصراحة جاني توقع فيه شيء من الخطورة
وإنه هالعقربة عوشة تكون قالت لشما إنه سلطان كان يحبها ولما رفضته طلب شما عشان يكون قريب منها.
بتوقع إنه جرح لأي أنثى إنها تحس إنها بديلة .
هذا اللي طرا على بالي [emoji5]



بطي وآمنة بصراحة توقعت ردة فعلها العنيفة
وصعب إنها تواجهه ويقهرها أنو تحس أنه مسوي نفسه برئ ولا كأنه سوى شي.
يخرب بيتك يا إليازية ربي ينتقم من أمثالك ويجعل كيدهم في نحرهم .


نعومة ورشاقتها ومو مخليه فطيم في حالها
عجبتني محاضرتها عن الرياضة
وموقف ذياب الحامي ..
جمعة كانت رائعة وتدخل ابوهم اعطاها دفئ وحميمية رائعة .


روضة ونعومة وفضفضة روضة الجريحة من عمها الجشع
موقفها حلو وإنها ما تجاوزت حدود الأدب معه ولكن اخرسته لو مؤقتا.



د. ناصر وحديثه مع منول كان رائع وهي كمان سكرة يا ناس ..
وسبحان الله طلع خوي نهيان مين كان يتخيل ...



أم العنود تدخلها ممكن يزيد توتر شما ويمكن يهديه
بتمنى لو تبوح باللي يضايقها بس .

أم سعيد وام نهيان ولقاء ودود ودافي ..
ما ظن حصة تقدر ترفض وأظن ابوها بغصبها خاصة لو ما كان عندها مبرر لرفضها.


السلطان مع ولد عمير موقف رائع ولكن فيه مخاطرة
الولد يمكن يطلق عليه النار من غير ما يشعر لو أتخرع مثلا او شي.
آلمني إنه يظن أنه أبوه شخص شريف والله أعلم بحقيقته..
سلطان كان شهم لما ستر عليه وما كسر الولد بحقيقة شغل ابوه الفاسد.

الله يستر على مصبح من كيد هالمجرمين...


طبعا آخر مشهد كنت متأكدة إنها إليازية ولغاية ما نطقت اﻹسم حتى إستوعبت مين هي ..
شو اقولك لولوتي

لو إنك قدامي كان أحب خشمك [emoji16]
ودي ارقص ودي شو سمه [emoji13]

بس لحظة مهما كان كرهي لهالعقربة ما ارضى أنه محارم الله تنتهك
يا رب تكون زوجته ولو بالسر أو مسيار ياااا رب مشان ينحرق فؤادها اليابس ..

بس قوووووييييييية يا لولوتي قووووييية


بتمنى تنكسر ولا يكون في صالحها هالشي وبتمنى أحمد يتمرد عليها
مو ينكسر لها .




ما عندي كلمات تعبر عن مدى سعادتي بما قرأت
سلمتي وسلمت يداك لولوتنا الحبيبة ..

تقبلي مروري وخالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الاميرة البيضاء 29-01-15 10:54 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مسا النور لولى عليكى وعلى المتابعات
ابتدى بمحور الشر ومغناطيس المصايب عوشة احساسي بيقول ان المشهد الاخير مجرد حيله منها واول خطوة فى سلم المخطط الشيطانى ضد شما وخطوبتها من سلطان-حسبي الله ونعم الوكيل فيها كل ما تظهر فى مشهد ضغطى بيرتفع نفسي ادخل القصة اجيبها من شعرها صراحه-
السلطان واميرته قلبي معاهم امورهم متأزمه السلطان بين مشكله حارب وتفكيره فى زواجه المنتظر-الله يعينك بو مييد-
والاميرة تصارع ذكريات الماضى الاليمه على نفسها فهى بين قلبها العاشق وكرامتها المتألمه وولائها لاخيها واسرتها
بطى وامونته احتدم الخلاف بينهم وكله بسبب الحقيرة رقم 2 اليازية رد فعل امون كان عنيف الومها عليه كان المفروض تتمهل شويه وتتكلم معاه بس بصراحه انا بعذرها رد فعلها نتيجه حبها الكبير المرأة العاشقة يضيع عقلها اذا تعلق الامر بالحبيب وتذهب حكمتها بلا عودة- الحب اعمى يا اوختشى واخرس ومكسح كمان-
موزة قلبى بيتقطع على البنت دى احساسها الموجع بالفقد يسيطر عليها واهملت حتى صحتها يارب يرد لها اخيها سالم
ويطمن قلبها الموجوع
ناصر الاب اعجبنى جدا موقفه مع صغيرته وحنانه وصبره عليها
نهيان وناصر اصدقاء..... مفاجأه حلوة هل الصداقه هيكون لها دور فى حياتهم العاطفيه... اتوقع
لولو البارت جميل
فى انتظار الاحداث الدسمة القادمة خصوصا زواج السلطان ولقاءه بأميرته
حارب و ازاى هيخلص من مشكلته
فى انتظارك لولى

لولوھ بنت عبدالله، 30-01-15 09:18 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شما بنت محمد (المشاركة 3507395)
صباح الخير . .

يعجز لساني عن وصف جمال محتوى هالجزء وعن وصف إبداعك المتكامل لجميع تفاصيل هالجزء . .

هالجزء حسيته نوعاً ما جزء "نقلي" لأحداث جديدة جزء نقلي من مجرى لمجرى ولا أنا غلطانة ؟!
قصدي ب هالشي أن في أحداث بتغير مجرى حياة شخصيات في الرواية، انصدمت من بعض الأحداث ووقف قلبي للحظة عند أحداث أخرى، ببساطة حبيت الجزء وأحداثه المتناغمة مع بعض . . :jvhhvhvhv:

نبدأ بالشخصيات . .

شما وموزة .. عجبتني هالخطوة أنها تقنع موزة بالعالج النفسي، شما بطبيعتها تفكر براحة كل حد وتحب تخلي كل حد سعيد جي أحس، وأحس أن موزة إذا راحت للعلاج بتتحسن لان اللي فيها من صدمة نفسية أن شاء الله تروح :(

ناصر مع أطفاله . . حنون وايد ومنال بنته كتكووووووته تجنن وهي تتحرطم . .

ناصر طلع ربيع نهيان . . هلا هلا بالمفاجآت . .

ناعمة/ فطيم/ ذياب/ بو ذياب . . عجبتني شخصياتهم وضحكت لسوالفهم .. ناعمة حكاية ثانية مع هالرياضة جي حمستني أتريض كل يوم هههههه . .

ناعمة وروضة وصدفات آسرين القلوب . . روضة عجبتني مع اللي اسمه عمها أن يعني قالت الحب بس بأدب واحترام ف نفس الوقت حزنتني وايد أحسهم يعانون مع هالعم الطماع . . أتمنالها نور جميل ف حياتها يعوضها كل حزن شافوه ف حياتهم . .

شما وبطي . . شما وافقت ع سلطان *فيس يصيح* يالله يا لولوة شقد هالموقف جي تقشعر منه الأبدان من قوة الأحاسيس اللي اجتاحت شما بعد الخبر . . وصلني الأحساس بكل أجزاءه . . وعجبتني طريقة بطي في الإقناع . . مستحيل كل هالحب اللي ف خاطر كل واحد فيهم صوب الثاني يخلي واحد فيهم يغلط في حق الثاني . . أن شاء الله ينكشف كل شي قريب ويعيشوا في سبات ونبات :e105:

سلطان . . شخصيته قوية وصارمة وبيان عليه خوفه على حارب من توتره ومن ناحية ثانية خطبته لشما . . هالولد من وين طلع وقف قلبي . . عصبت للأبد من اللي يبون يأذون سلطان . .

بطي وآمنة . . لاااااااااااااااااا حدث مالم يكن في الحسبان :EWx04511: إن شاء الله ينجلي الشي بسرعة . . بس ياخي باين عليه أن مب مال خرابيط المفروض تصارحه مب بس تعصب عليه . . !

مانع وبو مرشد . . أكرهم

عوشة متأكدة أن هي اللي ورا هالحرمة اللي مع أحمد كرهتها بعد هاي . .

لولوة . . جزء جميل وايد وايد وايد وتعابير أجمل وأجمل وأجمل
سمحيلي وايد كتبت بس كل ماله والأجزاء تصير "أحمس" و "أجمل" حرام أظلمها بسكوتي عن بعض الأشياء حتى وإن كانت بسيطة . .

سلمت إيدج وقلبج الغالية . .







صباح الورد والفل والياسمين شميمي حبيبتي ...


يالله .. كم انتي حلوة يا بت ...!!!!
وكلامج وحروفج حلوة شراتج .... اخجلتيني باللي كتبتيه ههه .... لا خليت بس ...
والجزء مثل ما قلتي "نوعاً ما" نقلي ... يعني نقلي بصورة خفيفة مب ثقيلة .... الثقيل ما وصل للحين :)



شما وموزة ...... تتوقعين موزة اذا بتتعالج ... بينفعها العلاج ....!!! بتتقبله بسرعة ....!!!! بتحاول تسعى بجهد انها تتعافى .....!!!! ولا ماضيها بيكون الحايل بينها وبين مستقبلها ...



ناعمة ......... ههههه يلا ان شاء الله على ايدها تتحمسون وتتريضون كل يوم .... الرياضة مفيدة يا بنات :)



بطي وشما ........ اخ ..... من المواقف اللي تعبت قلبي ... الحمدلله قدرت اوصلكم احاسيس جميع الأطراف بالطريقة اللي كنت اتمناها .... :)



سلطان ......... شخصية قيادية بالفعل .... والله ايعينه على الخبيثين ......



بطي وآمنة ......... صحيح ... للأسف ....... والمفروض المصارحة تكون هي الأساس بينهم .... بس آمنة شو بيكون رايها بخصوص هالموضوع ...!!!! تؤمن بالمصارحة ولا لا ....!!!!



توقعج في عوشة بحتفظ فيه لين الوقت المناسب يا قمررررر .... :)




والبقية المتبقية ....... خلينا نتريا انا وياج شو بيصير وياهم :)




شميمي .. ربي لا يحرمني من طلتج الحلوة عليه ومتابعتج المستمرة .... وجودج ووجود باجي المتابعين يعنيلي وايد وايد وايد ....

الله يسلمج من الشر ويخليج لأحبابج ...... بحفظ الله حبيبتي وترقبي البارت القادم ان شاء الله ...

لولوھ بنت عبدالله، 30-01-15 09:19 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مروان (المشاركة 3507382)
خساره كتبت رد وطار


المهم سجلتي حضور يا حلوة هههه :) ....

لولوھ بنت عبدالله، 30-01-15 09:32 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3507413)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباحكم يا الغلااا ...


وا قلبياااااااااه


وشو ذا ؟!!!


بصراحة قرأته على دفعات ... قلبي الصغير لا يحتمل ...


نجي للبطل بطي والله أنه تحمل مسؤولية صعبة ...
عجبني تحاوره مع الشما العنيدة .. وعرف من أين تؤكل الكتف .

بس قطعت قلبي شما ... والله إني رحمتها . بس لو تقول شنو اللي غيرها عليه .
بصراحة جاني توقع فيه شيء من الخطورة
وإنه هالعقربة عوشة تكون قالت لشما إنه سلطان كان يحبها ولما رفضته طلب شما عشان يكون قريب منها.
بتوقع إنه جرح لأي أنثى إنها تحس إنها بديلة .
هذا اللي طرا على بالي [emoji5]



بطي وآمنة بصراحة توقعت ردة فعلها العنيفة
وصعب إنها تواجهه ويقهرها أنو تحس أنه مسوي نفسه برئ ولا كأنه سوى شي.
يخرب بيتك يا إليازية ربي ينتقم من أمثالك ويجعل كيدهم في نحرهم .


نعومة ورشاقتها ومو مخليه فطيم في حالها
عجبتني محاضرتها عن الرياضة
وموقف ذياب الحامي ..
جمعة كانت رائعة وتدخل ابوهم اعطاها دفئ وحميمية رائعة .


روضة ونعومة وفضفضة روضة الجريحة من عمها الجشع
موقفها حلو وإنها ما تجاوزت حدود الأدب معه ولكن اخرسته لو مؤقتا.



د. ناصر وحديثه مع منول كان رائع وهي كمان سكرة يا ناس ..
وسبحان الله طلع خوي نهيان مين كان يتخيل ...



أم العنود تدخلها ممكن يزيد توتر شما ويمكن يهديه
بتمنى لو تبوح باللي يضايقها بس .

أم سعيد وام نهيان ولقاء ودود ودافي ..
ما ظن حصة تقدر ترفض وأظن ابوها بغصبها خاصة لو ما كان عندها مبرر لرفضها.


السلطان مع ولد عمير موقف رائع ولكن فيه مخاطرة
الولد يمكن يطلق عليه النار من غير ما يشعر لو أتخرع مثلا او شي.
آلمني إنه يظن أنه أبوه شخص شريف والله أعلم بحقيقته..
سلطان كان شهم لما ستر عليه وما كسر الولد بحقيقة شغل ابوه الفاسد.

الله يستر على مصبح من كيد هالمجرمين...


طبعا آخر مشهد كنت متأكدة إنها إليازية ولغاية ما نطقت اﻹسم حتى إستوعبت مين هي ..
شو اقولك لولوتي

لو إنك قدامي كان أحب خشمك [emoji16]
ودي ارقص ودي شو سمه [emoji13]

بس لحظة مهما كان كرهي لهالعقربة ما ارضى أنه محارم الله تنتهك
يا رب تكون زوجته ولو بالسر أو مسيار ياااا رب مشان ينحرق فؤادها اليابس ..

بس قوووووييييييية يا لولوتي قووووييية


بتمنى تنكسر ولا يكون في صالحها هالشي وبتمنى أحمد يتمرد عليها
مو ينكسر لها .




ما عندي كلمات تعبر عن مدى سعادتي بما قرأت
سلمتي وسلمت يداك لولوتنا الحبيبة ..

تقبلي مروري وخالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°




وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته ...

يسعدلي صبااحج الرايق ميمي .... شحالج حبي ...؟!



ههههه بسم الله على قلبج ..... نحبه ونغليه :)



هالبارت بطلنا هو بطي .... بطل بجميع المقاييس ..... هههه ......



توقعج بخصوص عوشة امممممممم .... اممممممممم ..... امممممممممم .... هههههه ما بقول ...



بطي وآمنة ....... صحيج كلامج ...... اللهم آميييين ....



نعومة وولعها بالرياضة ....... ابرك لها تتولع في الرياضة ولا تتولع في الاكل ... محد مودنا في داهية الا وجبات ماك على قولة وحده اعرفها ربي يسعدهاااا هههه ....



روضة ومعاناتها مع العم الجشع ..... الله ايعينها لأن موقفها جد صعب ... صعب الواحد يحافظ على صبره وثباته جدام الكبير وولي الامر وخصوصاً لو كان طماع او يكن له ولعايلته الشر .... الله ايعينها جدددد .....



عوشة ........ تتوقعين الحرمة زوجة احمد ......!!!!! بحتفظ بتوقعج لين البارت القادم ...... وبنعرف بإذن الله هاي منووو وشو صلتها بـ احمد ..... :)



والبقية المتبقية ......... نصبر ونشوف شو بيصير معاهم يوم السبت ان شاء الله .....



ميمي .... ربي يسعدج وين ما كنتي .... لج صافي الود/الاحترام ....

لولوھ بنت عبدالله، 30-01-15 09:48 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3507568)
مسا النور لولى عليكى وعلى المتابعات
ابتدى بمحور الشر ومغناطيس المصايب عوشة احساسي بيقول ان المشهد الاخير مجرد حيله منها واول خطوة فى سلم المخطط الشيطانى ضد شما وخطوبتها من سلطان-حسبي الله ونعم الوكيل فيها كل ما تظهر فى مشهد ضغطى بيرتفع نفسي ادخل القصة اجيبها من شعرها صراحه-
السلطان واميرته قلبي معاهم امورهم متأزمه السلطان بين مشكله حارب وتفكيره فى زواجه المنتظر-الله يعينك بو مييد-
والاميرة تصارع ذكريات الماضى الاليمه على نفسها فهى بين قلبها العاشق وكرامتها المتألمه وولائها لاخيها واسرتها
بطى وامونته احتدم الخلاف بينهم وكله بسبب الحقيرة رقم 2 اليازية رد فعل امون كان عنيف الومها عليه كان المفروض تتمهل شويه وتتكلم معاه بس بصراحه انا بعذرها رد فعلها نتيجه حبها الكبير المرأة العاشقة يضيع عقلها اذا تعلق الامر بالحبيب وتذهب حكمتها بلا عودة- الحب اعمى يا اوختشى واخرس ومكسح كمان-
موزة قلبى بيتقطع على البنت دى احساسها الموجع بالفقد يسيطر عليها واهملت حتى صحتها يارب يرد لها اخيها سالم
ويطمن قلبها الموجوع
ناصر الاب اعجبنى جدا موقفه مع صغيرته وحنانه وصبره عليها
نهيان وناصر اصدقاء..... مفاجأه حلوة هل الصداقه هيكون لها دور فى حياتهم العاطفيه... اتوقع
لولو البارت جميل
فى انتظار الاحداث الدسمة القادمة خصوصا زواج السلطان ولقاءه بأميرته
حارب و ازاى هيخلص من مشكلته
فى انتظارك لولى





صباحج/مساج باقة جوري يا جوري .....


يسعدلي هالويه الجميل ......



عوشة ........ اخ .... هالانسانة رافعة ضغط حبايبي ... شكلي انا في الاخير اللي بضربهااا واعلمها السنع .... يبالها تأديب من قلب ....



سلطان ........ احلى شي انج زقرتيه "ناديتيه" بومييد :) ...... حبيبتي اللي دخلت جو الرواية ..
واميرته الحلوة شما ..... الله يعين قلبها لأن اي بنت محلها ما كانت بتحس الا بالألم الشديد .... خصوصاً مع ايمانها القوي ان سلطانها جرحها جرح مب هين ...



بطي وآمنة ...... على قولة شميمي .. وحدث مالم يكن بالحسبان ...... صحيح كلامج 100% .... الزوجة العاشقة اذا انجرحت او احست ان ريلها يخونها تنجن وتضيع حكمتها/تعقلها .... ده الحب مش اعمى وبسسسس .. ده متنيل على عينه يا اموووورة .... الله يكفينا شره :)



موزة ....... اللهم آميييين ..... موزة "من الشخصيات" اللي لين الحين ما طلعت بكامل ألقها وبريقها على المسرح ..... خل نصبر ونشوف شو بيصير في حياتها القادمة ....



ناصر ونهيان ........ يمكن هيه ويمكن لا ....



امووورة .. انتي الجمال كله يا حبيبتي .. الله لا يحرمني من هالطله وهالمرور .....


شاكرتلج متابعتج المستمرة وتشجيعج .. هذا يدل على انج مقدرة تعبي ومجهودي يا قلبي ... ربي يحفظج ويخليج لأحبابج .....


وترقبي القادم يوم السبت ان شاء الله يا عيون لولى :)

bluemay 31-01-15 11:54 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)

وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته ...

يسعدلي صبااحج الرايق ميمي .... شحالج حبي ...؟!


وصباحك لولوتنا الحلوة وكل أوقاتك

الحمدلله يسرك الحال.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
ههههه بسم الله على قلبج ..... نحبه ونغليه :)


ههه الله يسعدك .. كلك ذوووق يا الغلاا





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
توقعج بخصوص عوشة امممممممم .... اممممممممم ..... امممممممممم .... هههههه ما بقول ...

ههههه .. أحترم صمتك المشوق.






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
نعومة وولعها بالرياضة ....... ابرك لها تتولع في الرياضة ولا تتولع في الاكل ... محد مودنا في داهية الا وجبات ماك على قولة وحده اعرفها ربي يسعدهاااا هههه ....

هههه.. الله يسعدك وإياها كلامها مظبوط.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
روضة ومعاناتها مع العم الجشع ..... الله ايعينها لأن موقفها جد صعب ... صعب الواحد يحافظ على صبره وثباته جدام الكبير وولي الامر وخصوصاً لو كان طماع او يكن له ولعايلته الشر .... الله ايعينها جدددد .....


آمين ..



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
عوشة ........ تتوقعين الحرمة زوجة احمد ......!!!!! بحتفظ بتوقعج لين البارت القادم ...... وبنعرف بإذن الله هاي منووو وشو صلتها بـ احمد ..... :)


الله يستر .. بانتظارك بشوق كبير.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
والبقية المتبقية ......... نصبر ونشوف شو بيصير معاهم يوم السبت ان شاء الله .....

إن شاء الله



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، (المشاركة 3507639)
ميمي .... ربي يسعدج وين ما كنتي .... لج صافي الود/الاحترام ....


آمين وإياكم حبيبتي

لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لولوھ بنت عبدالله، 31-01-15 08:05 PM

الجزء السادس عشر
 




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الســــادس عشــــر



،



خذي حديثك من نفسي عن النفس
وجد المشوق المعنى غير ملتبس
الماء في ناظري والنار في كبدي
إنْ شِئتِ فاعترِفي، أوْ شئتِ فاقتبسِي
كم نظرة منك تشفي النفس عن عرض
وترجع القلب مني جد منثكس
تلذ عيني وقلبي منك في ألم
فالقَلبُ في مأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ
كِمُّ الفؤادِ، حَبيساً، غَيرُ مُنطَلِقٍ
وَدَمعُ عَيني، طَليقاً، غَيرُ مُنحَبِسِ
على الزمان على الخلصاء يسمح لي
يَوْماً بذاكَ اللَّمَى المَمنوعِ وَاللَّعَسِ



لـ الشـريف الرضـي



،



امسكت غطاء رأسها بحدة ولهاث يكاد يمزق اوردتها من انفعالاتها "المخفية" .. ثم اخذت تلف من جديد الغطاء عليها كي لا تنزل خصلاتها الحريرية على وجهها ..... وبدأت بعجن العجين الذي بين يديها ..

منذ الصباح لم تهدأ وتجلس في مكان واحد .. بل لم تتوقف قليلاً لتأخذ نفساً عميقاً ..


لقد حرصت بنسبة مئة بالمئة على إلهاء نفسها وابعادها قدر المستطاع عن اي تفكير يأخذها لـ "ذلك الموضوع" ..

حرصت بشدة ان تنسى .. او لنقل .. "تتناسى" ..!!!


دخلت عليها ميرة وهي تهتف بشقاوة: اوه ماي قااااااااش .. ما شاء الله تبارك الله عموووه .. من سرحت المدرسة وانتي بعدج في المطبخ ..!!!
(سرحت = ذهبت، وتقال هذه الكلمة عندما يخرج فلان من منزله في الصباح الباكر)

رفعت شما رأسها وهي تمسح عن وجهها بقايا طحين منثور، ثم ابتسمت ببرود يعكس مزاجيتها الغريبة: حيبهم وسهلا بـ حبايب قلبي .. يلا فديتج سيري بدلي يلين ما انحط الغدا ..

اقتربت ميرة وهي تتمتم بـ "يممممممي" ثم أخذت تفتح كل طبق: الله عموه شو مستولناااا ..

أشرت شما بوجه شاحب مقاومةً بشدة الارهاق في صوتها .... ثم قالت بابتسامة تبرق بـ "تصنع": هذا خبيص ..
وأشرت على طبقين آخرين: وهذاك قيمات واللي يمبه جباب ..
(الخبيص/اللقيمات/جباب من الأكلات الشعبية المشهورة في الامارات)

وأردفت وهي تكمل عجنها: وأعين الحينه الرقاق لأن ابويه فديته في خاطره يتعشابه اليوم ..
(أعين = أعجن)

ميرة بنظرة بريئة تنضح قلقاً: عموه انزين ارحمي حالج .. خلي الرقاق على نور الدين "الطباخ" ولا اعينيه قبل العشا بكمن ساعة ..

شما بنظرة حادة خرجت من غير ادراك حسي منها: لا لا بعينه الحينه .. وبعدين تعرفين ابويه ما يحب الرقاق الا من خدمتيه انا ..
(خدمتيه = صنع يدي)
يلا انقفظي سيري بدلي وخليني اكمل قبل لا يعطنون الرياييل ..
(انقفظي = أستعجلي في أمرك) (يعطنون تعني يرجعون، فلان عطن اي رجع ظهراً)

هزت ميرة رأسها وهتفت بصوت ناعم رنان وهي تقبل وجنة عمتها: ان شاء الله على هالخشم ..

خرجت بعد ان تركت شما تائهة لوحدها في ساحة خاوية من اي تفكير يوحي بالراحة والسكينة ..

بل لم تكن الا اسيرة ذلك الحديث الذي جرى بينها وبين ابنة خالتها ام العنود ..

مسحت بظاهر كفها جبهتها وتذكرت بوجه شاحب "لم يعكر جمال محياها العذب" ما حدث



.
.



رمقتها بنظرة متفحصة ثم هتفت بهدوء: يعني تبين تقنعيني انج راضية بهالعرس ..!!!

وضعت شما الفرشاة التي كانت تشخبط بها على لوحة بيضاء بعشوائية خرجت مع بالها "المفقود كلياً" .. ثم التفت لإبنة خالتها الا انها لم تستطع النظر لعيناها مباشرةً .. ليس وهي بتلك الحالة الموغلة بالضعف ..!!

قالت بهدوء خافت غريب: هيه عاشه شعنه مستغربة .. هب كلكم كنتو تحنون عليه اعرس ..!!
هاذوه بسوي اللي تبغونه وبعرس ..

امسكت ام العنود يدها واجلستها على اقرب كرسي .. وهتفت بحزم بالغ: نباج تعرسين عسب نشوفج في بيت ريلج مرتاحة ومتهنية قبل كل شي .. لجنه اللي يشوف ويهج الحينه يقول هاي مغصوبه ..

أردفت وهي ترص عيناها مراقبةً انفعالات وجه شما: لا يكون مغصوبه شميمي ..!!!

التمع بريق القوة والثقة على وجه شما وقالت: محد يروم يغصبني على شي ام عنود .. انا وافقت بشوريه ورضايه ..

ام العنود بنبرة اكثر حزماً واكثر "تفحصاً": انزين اشعنه الحينه بالذات ما قلتي بفكر ومن الكلام اللي تقولينه دوم ..!!!
حتى يوم اني ييتج قبل كمن يوم عسب اقنعج بـ هزاع بن عذيج ما طعتي بسرعة شرات الحينه ..!!


لم تتفوه شما بكلمة .... واستغلت ام العنود الفرصة واكملت ما في جعبتها من تساؤلات: والغريبة يا شما ان الريال سلطان ..!!
سلطان اللي على كثر ماعرف كم انتي تحبينه .. على كثر ماعرف كم انتي مجروحة منه ..

رفعت شما ناظريها لـ أم العنود مذهولة من شفافية روحها المكشوفة امام هذه المرأة ..

هزت ام العنود رأسها بحزم واثق وتابعت: هيه نعم اعرف ان بومييد سوابج شي وعورلج قلبج ولا ما كنتي بتسوين اللي سويتيه قبل سنين ..

لمحت شفتا شما وهما تهتزان بانفعال "مكتوم حد الجنون" ... ولكنها لم تسكت بل اضافت بتساؤل "ماكر":
بس الظاهر انتي سامحتيه على اللي صار وناويه تفتحين صفحة ايديده ..!!


وبدون سابق انذار، انتفضت شما بقوة وهي تقف قائلةً بنبرة حادة لم تكن بالعالية .. انما حادة/قاسية/مجروحة لأعمق نقطة في قلبها: ما سااااااااامحته ولا بساااااااااامحه ..
ما بساااااااااااااااامحهه ..


بدأت ترتجف من فرط غضبها وانفعالها ولم تلمح تلك الابتسامة التي مرت بخفوت من جانب فم ام العنود ..

ابتسامة مُنتصرة لـ تمكنها من اذابة صقيع كلماتها/تصرفاتها ..

ثم وقفت بدورها بهدوء وهتفت بنبرة اقل هدوءاً وأكثر "خبثاً": وانا ماباج تسامحينه ..

التفتت شما بسرعة لإبنة خالتها ومقلتاها غدتا كـ "غابة ليلية" قابعة في ارض ملؤها الضياع والحيرة والآسى:
مـ مـ مـ ما فهمت .. شو قصدج ...؟!!

عقدت ام العنود ساعديها امام صدرها برقة تنضح دهاءاً أنثوياً صرفاً .. وهتفت ببطء خافت:
ماباج تسامحينه .. هب قبل لا تاخذين حقج امْنَه كامل مكمل ..

قطبت شما حاجبيها محاولةً فهم كلام ام العنود .. وقالت من بين نظراتها التائهة: بسسس
بس كيف اخذ حقيه منَه ...!!!

ابتسمت ام العنود ابتسامة ذات معنى خفي وأجابت بذات دهائها الخافت: راويه منو شما بنت خويدم ..



.
.



جفلت بجزع وهي تسمع نداء والدتها البعيد والذي اخرجها من سرحانها وصاحت بصوت عالي: امايه يااااااااايه يااااااااااايه ..



.
.
.
.
.
.
.



وكهيجان ريح عاتية وسط صحراء ميتة، خرجت من المكتب وهي تلهث بانفعال جنوني صرف .. انفعال كان لم يمكن ليصدق صدمته بالذي حصل ..... ليس وكأنها كانت تنتظر عكس ما توقعته ..!!!!!

إنما الاصطدام بالواقع ورؤيته مجسداً امامها كان اشد وطأة على عقلها/غرورها اللامحدود ...

ولكن فلتصدق مع نفسها ..!!
هذا ما تريده .. وما تريده بدأ بالحدوث ..!!
أليس كذلك ..!!!!

أخذت تمشي بهرولة غير مدركةً بعد ان هناك شخصاً يلحقها وهو يكاد يموت ألماً لما شهدته زوجته قبل قليل ..


لا يعرف ما الذي حدث .. يقسم بالذي خلقه لا يعرف .....!!


أخذ ينادي بصوت يحاول اخراجه طبيعياً وهو يلف رأسه بالغترة بعجلة كبيرة بعد ان استوعب انه نسيَ عقاله في المكتب: عووووشه
عوووووووووشه
يا ام زايد اتريي دخيلج ....


سكت بقهر مكتوم وهو يلمح الموظفين يرمقونه وزوجته نظرات استغراب وريبة ..


لمحها وهي تسير بسرعة اتجاه سيارة السائق وتأمره بالتحرك في الحال ...

توقف بمكانه عاجزاً عن التفكير بشيء

لا يا إلهي .. كيف سيشرح لـ عوشة الذي حصل ...؟؟!

يقسم بالله انه لم يكن ليفكر يوماً بفعل ما لمحته عيناها في مكتبه ..
يقسسسسم ..



لم يستوعب منظره المريب البائس بـ ثوبه المشعث وهو يتحرك بسرعة ومن غير تفكير نحوه سيارته المركونة في المواقف الخاصة للشركة ..... دخلها وتحرك بها من غير تردد ..

حمد الله انه استطاع رؤية السائق عند اشارة المرور ..


حسناً يا أحمد يجب ان تهدأ .. فأنت من حقك ان تُفهم زوجتك وتبرر لها ما حدث بالتفصيل .. ومن حقك عليها ان تسمعك وتصدقك ..

تبــــاً .. هي يجب ان تصدقه فهو زوجها ولم يفكر يوماً بخيانتهــــــا ..!!!


تحركت السيارات مع اعلان اللون الأخضر، ومرت الدقائق بعد ان استوعب أحمد ان سيارة زوجته تسير بسرعة جنونية لخارج مدينة العين .. لأبــــوظبي تحديـــداً ..!!!!


يا إلهــــي ..!!!
مــا الذي تــرمي إليــه هـــذه المــــــرأة ..!!!



.
.
.
.
.
.
.



قالت ببحة عميقة دافئة وهي تمد يدها لـ ابنتها شما: شميمي علنيه افداج هاتي طاسة الشوربة
(طاسة = وعاء)

مدت شما الوعاء لوالدتها ثم استدارت لـ زايد وسعيد ابناء شقيقها أحمد وسألت باستغراب: زيودي سعودي امكم وابوكم وين ..؟!!

هز الولدان كتفيهما بـ عدم المعرفة ثم سمعت زايد يقول: ماعرف عموه رديت من المدرسة وما حصلتهم ..

ميرة وهي تأكل بنهم/تلذذ: عموه تسلم ايدينج الصراحة المجبوس ما فيه حييييييييييييله ..
(مافيه حيله = لا يعلى عليه أو ليس له مثيل)

رمق أبا سيف ابنته الصغيرة بنصف عين متهكمة:
جان زين تتعلمين من عمتج شويه .. يالستلنا الا كب كيك الا ماعرف اشووووه الا ترمسسو مالج

زمت ميره فمها باستياء: ابويه تيراميسو اسمه .. وبعدين ها اسمه التنوع الحضاري في فن الطبخ ..

ضحكت حصة وقالت مؤازرةً شقيقتها التي انقلب لون وجهها للأحمر القاني: ابويه ترى ميراني هبّةْ ريح وطباخه على كيف كيفك يا غير تتعايز تسوي شي يباله معابل ..
(هبة ريح = اي يدها خفيفة وتفعل كل شي بمهارة وخفة) (معابل = تعب/جهد)

هتف أبوسعيد بنظرة ضحوكة حركت تجاعيد وجهه العتيقة: امايه ميرة بارك الله فيج هالاكل اللي تسوينه ما منه فود .. اشعنه فديتج ما تسويلنا هالاكل الزين اللي ما مثله مثيل .. الله على اكلنا في ذمتيه يسد العوق ..
(يسد العوق = يكفيك السوء)

هتفت ميرة باستياء مرح: ان شاء الله فديتك امره ولا بتشوف مرة ثانيه سويتاتي الفاخرة .. أصلا أصلا المفروض ما اظهر مواهبي الخفيه عندكم .. اروح سويسرا ابرك لي هناك بيقدرون موهبتي ..

ضحك الجميع بخفة وقال أبا سيف بدعابة لا تظهر الا نادراً مع بناته: سويسرا اونه .. انتي وايد عليج بندر عباس هههههههههههههههه

ضحك الجميع ضحكات سببت بـ تجمع دميعات طفيفة من أثر "الاحراج" في مقلتا ميرة لتختفي فجأة بعد ان هتفت شما ببسمة رقيقة: افا يا بوسييييييييف هاي المير فديتها لا تقول عنها جيييييه ..

التفتت شما الى ابنة شقيقها وقالت بثقة حازمة: ميراني راويهم سنعج هالويكند .. اليمعه والسبت غدانا وعشانا كله عليج .. شو قلتي ..!!!!

دخلت ام سعيد الحوار وهي تقول بضحكة تخللها جزع: يالله بالستر .. باليمعه خطّارنا بيون، مافينااا نفتضح ابهم
(خطّارنا = ضيوفنا)

ارتعد جوف شما وهي تتذكر ما الذي سينتظرها عما قريب .. زفرت زفرة خافتة محاولةً استجماع شتات عقلها ..

وسمعت ميره تقول بثقة مترفعة: الا اسميهم هل بوظبي بيتهنووووون ..

قالت أم سيف بضحكة خفيفة: لا لا فديتج صكي الدعنه .. امبونه ابوج بيذبح الذبايح وبييب العيش
(صكي الدعنه = إلزمي مكانك/إجلسي محلك)

ثم سألت فجأة شما باستغراب: الا امون وين ..!!!

ثم كررت سؤالها على خويدم: وينها امك يا خويدم ..!!!

هز خويدم كتفيه بـ لا اعرف، بينما هتف سلطان شقيقه بصوت طفولي عالي: مامااا في حجرتها من البارحة وما طلعت

التمعت أعين الجميع بـ القلق/الشك بينما هتف أبوسعيد بحزم لـ شما: شما فديتج سيري اطّالعي بلاها ام خويدم ..



.
.
.
.
.
.
.



نزعت حجاب رأسها وهي تقترب من غرفة آمنة شاعرةً بأن هناك مشكلة قد حدثت لـ صديقتها الغالية ..

طرقت الباب بخفة قبل ان تسمع حشرجة صوت آت من بعيد يسأل: منووووه ...؟!!

تنحنحت شما بخفوت وقالت: امون حبيبتي انا شمااااا ..


لم تسمع رداً يأذنها بالدخول، ولكنها فضلت الوقوف حتى تفتح هي الباب ..


وبعد ثواني طويلة، رأت الباب وهو يُفتح ببطء هادئ يبعث القشعريرة ..


اتسعت عيناها بجزع صرف وهي ترى منظر صديقتها المزري تماماً ..

عيناها العذبتان منتفختان لأبعد حد حتى تكادا تخرجان للخارج .. والاحمرار الوردي أخذ موقعه السادي حول محاجرها بشكل "مرعب" .. ووجهها الشاحب الموغل بالاصفرار تنبآن بوقوع آلام نفسية "تقتل" على روحها ..

ولاحظت ان شفتها السفلى منتفخة بشكل واضح تخلله ازرقاق مُحمر بشكل قاني ..!!


كانت آمنة بحق في حالة "مزرية" ..!!


صرخت شما بجزع: اموووووون بلااااااااااااج ...؟!!

ثم امسكت وجه صديقتها وهتفت بقلق بالغ: بلاج امون ارمسيييييي ..


لم ترى شما الا آمنة وهي تبلع بصعوبة صرفة غصة كبيرة بـ رجفة تسري بكامل جسدها .. وعيناها اللامعتان على الدوام تنطفآن خلف جفون ابت الا ان تنزل من تحتها "دمعة حارقة يتيمة" ..

وخارت قواها لتسقط كـ روح ميتة أمام شما

بينما صرخت الأخيرة بـ رعب حقيقي: اموووووووووووووون ..



.
.
.
.
.
.
.



دخلت بيت أهلها بذات هيجان ريحها العاتية ..

يكاد يقسم من يلمح وجهها خلسة ان شياطين الإنس والجن يتراقصون بجنون صرف اما عيناها .. كانت تعيش لحظة غريبة ..!!!

لحظــــة مجنونــــــة ..!!
وجنــــونهـــا مـــا ستنفثــــه بـ كــل أســـف معــــــدوم علـــى "ذلـــــك" ..


تيبس جميع من يجلس في صالة المنزل ما إن رأوا تدخل في تلك الحالة المريبة .. لم تكن أقل اناقة ولا أقل جمالاً وتألقاً ..

إنما وجهها ينضح شراراً .. ينضح لمعان شيطاني ..


وقفت ام حميد وهي تضرب صدرها بخفة: يالله بالستر .. عوووووشه امايه بلااااااااج .. شو مستوووووي ..!!!


كانت عوشة تلهث بسرعة وتلمح من طرف عيناها من بعيد قامة زوجها الذي لحقها من العين إلى أبوظبي ..

اقتربت بكل انفعال تام الى حيث يجلس والدها وهدرت بصوت عالي كما صوت الرعد: مثل ما يوزتووووووني اياااااااااااه اطلقوووووووني منه ..

وقف أبا حميد بذهول أخذ مأخذه العتيد في كل ملامح وجهه المتجعدة .. وهتف بصرامة مغلفة بالصدمة التامة: اشوووووووه ..!!!
شو تهذربين انتي .. شو تقولييييييييين ..!!!


توقف الكل عن الكلام ما إن رأوا أحمد أمام باب الصالة وهو يقول بصوت عالي خشن مستأذناً أهل البيت: هووود هوووود


لم تكن حنان في الصالة، لهذا اجابه أبا حميد بنبرة أكثر ذهولاً واستغراباً: هدااا هداااا بوزايد قرب ما من غريب ..

دخل أحمد ووجهه ذو التفاصيل الرجولية الحانية "حد الوجع" في شحوب تام .. شحوب حوّل حنطاوية بشرته لاصفرار رمادي يُؤلم النفس ..


هتف بحزم صارم أخرجه بقدرة هائلة: السلام عليكم ..

التفتت عوشة إليه وصرخت بوقاحة عاصفة: انت شو تبا لاحقنيه هاااااااه ...!!! شو تباااااااااا ..!!!
ما يسد اللي شفته منك يالردي في مكتبك ...؟!!
هاااااااااااه ....؟!!

قبض أبا حميد ذراع ابنته وهتف بصرامة غاضبة: عوووووشه صخي .. احشمينيه انا ابوج واجف هنيه
(واجف = واقف)


وبهستيرية صرفة، نزعت عوشة ذراعها من يد والدها وقالت بذات نبرتها المُحتقرة حد السماء/الارض:
ابووووويه .. هذا اللي يوزتوني اياه ماباااااااه .. مابااااااااااااااااااه ..

أحمد كان ملازم الصمت ويتأمل فقط ملامحها التي تتحرك بجنون هستيري ..

يقسم أنها المرة الأولى التي يرى فيها عوشة بهذا اللهيب الحارق ..!!!

يقسم أنه للمرة الأولى يرى الجنون يتراقص بغضب امام عيناها والحمم المشتعلة تتقاذف للخارج من فوهة بركان شفتيها ..!!
كيف يراه من قبل بهذا الانفعال وهي التي حبست ذاتها في بيت ثلجي لا ترضى أحد بـ هدم حصونه والدخول إليه ..!!!



أكُتب علي رؤية لهيب عيناكِ بهذه الطريقة .. بهذه الهيئة .. وبهذه الظروف المقيتة ..!!!



كتم انفعالاته الداخلية بقوة وقال بحزم ينضح قوة جلمودية: عميه لو ما عليك اماره خل نيلس عسب افهمكم اللي استوى صدق ...

قاطعه صراخ زوجته الهستيري: جججججججب، انت جججججججب ولا تفتح ثممممك بـ حرررررف واااااااااحد ..


سكتت لـ ثانية وهي ترى تحول محاجر أحمد لـ قطعتان من الجمر .. وعرفت انها استفزت كبريائه ونكزت رجولته ..

امسكتها والدتها بقوة وهي تصرخ ارتباكاً/جزعاً/غيظاً: صخخخخخي يا بننننننت صخخخخخخي ..


وللمرة الثانية، نزعت بكل قوة/وقاحة ذراعها من يد والدتها وقالت بذات هستيريتها الموغلة بالازدراء الصافي:
هالنيس الوصخ بيطلقني غصبن عن خشمه وخشم اللي خلفته ..
(نيس = نجس)


لم يتحمل .. لم يتحمل البتة .. ليس وهو يملك كـ "باقي اشقائه" جينات خويدم الكبير الغارقة بـ الدماء الحارة ..!!!!

ليس وهو أحمــــــد ..
أحمد الذي لم ترى عوشة ابداً وجهه الآخر "عندما يصل أقصى مراحل الغضب" ..!!!

غضب هو مزيج من احاسيس قلة الحيلة والعجز "عن اثبات براءته" .. غضب تخلله رجولة "مخدوشة" من اهانة بالغة ..!!
غضب مرير وهو يقف كالهر الضعيف لا يتلقى الا قاذورات كلامية تنضح ازدراءاً لـ "شخصه" ..!!
لن يتحمل أبداً وهو الذي يسمع اهانة والدته قبل اهانته ...!!!!!


وبلمح البصر، أذاقها صفعة آتية من ظهر كفه الأيمن .. صفعة حمل معها كل ما يجول في روحه من "انكسار/هيجان" .. صفعة قوية جعلتها تترنح بقوة وتسقط أرضاً كالريشة ..!!!


تسمر الجميع .. بينما وقف هو كـ جبل شاهق لم يتحرك فيه الا صدره الصاعد/الهابط بكل ثوران تام ..!!


اتسعت محاجر عوشة بـ صدمة حقيقية ... ولم تستطع رفع جسدها
انما اكتفت برفع عيناها اللتان تتلألآن احمراراً ينبأ بسقوط دموع "الغيظ/الغل/الاهانة" ..


أتتها والدتها تركض وتهتف بجزع بالغ "من الذي يحدث أمامها": عووووشة ..

اوقفتها وهي تغمغم بـ "بسم الله عليج امايه، بسم الله عليج"


الا ان سرعان ما انتفضت وهي تسمع زمجرة زوجها المتفجر بالغيظ/الغضب: حمدددده ... شلي بنتج ودشششن دااااخل ..


لم تسكت عوشة ...... كيف تسكت وهي التي تربت على نيل ما تريده منذ ان كانت في المهد ..!!!


صرخت ومحاجرها الحادة الحمراء المشتعلة بالغضب في اتساع متزايد: واخلييييه بليا مااااخذ حقيه منننننه .!!!!!
والله ما صاااااااااار ولا يصيييييييير ...


امسك أبا حميد فكها بقبضة يده وهتف بـ فحيح أعمى من فرط غيظه: لو بوزايد ما صنج بـ هاك الطراق حرام ينيه صنيتج بدلة الاقهوه هاي..
(صنج طراق = اعطاكِ صفعة)


وصرخ صرخة اهتز معها جدران المنزل: اذلفيييييييييي داخل يلاااااااااا ..


لانت عينا عوشة وتجمدت ملامحها اثر ذهولها البالغ من فوران والدها عليها ..

فـ هذه المرة الأولى التي يصرخ عليها ويوبخها ..!!!!

واخذت تفكر بجنون ..... كيف يفعلها ويوبخها امام من ترغب بـ إذاقته نار الذل وادراجه لـ حافة الانهيار
لكي ....... لكي ..
لكــــــي تتخلـــــــص منــــــــــه .!!!!!

كيــــــــــف ....!!!!



ارتجف قلبها جزعاً وهي ترى هول وجدية شرارات غضب والدها ..... الا انها رصت بـ قهر صرف على شفتيها ودلفت للداخل مخلفةً ورائها دمار شامل في قلب "ذلك" ..... الذي وياللأسف/ياللأسى ..... "متيمٌ بها" ..!!!!



.
.
.
.
.
.
.



: سمي بالرحمن وشربي هالشوربة الطيبة ..

غمزت بـ مرح وهي تردف: صنع ايديه واللهي ...


رأت شبح ابتسامة تمر على وجه صديقتها التي أصرت على الخروج من فراشها بعد ان لازمته منذ ساعات بـ أمر حازم من شما ..

همست بإرهاق حقيقي: ماليه خاطر شميمي

هتفت شما بحزم: لا لا لا ما عنديه انا هالسوالف .. يلا اشوف اباج تشربين اللي في الملة كلها .. بسرعة ..

هزت آمنة رأسها بالنفي وهمست بذات نبرة الإرهاق/التعب: والله شميمي ماليه خاطر ..

شما باصرار بالغ: عاده شرايج ما بخليج يلين ما تشربين هالشوربة ..
يلا اشوف ..


تنهدت آمنة تنهيدة خافتة خرجت كـ وجع مثقل بـ "جرح ماكن" .. جرح يضيق عليها اوردة قلبها وريداً وريداً .. ومن غير ان تنطق بكلمة ...... أخذت تشرب الشوربة بصمت ..


قامت شما لتجلب هاتفها .... ولم تكد تتصل بالشخص الذي تفكر به حتى سمعت آمنة تقول بحدة: شما على منو ادقين..؟!!

رمقتها شما نظرة بريئة وهي تقول: على بطي خويه اطمنه عليج ..؟!!

آمنة بنبرة لم تستطع التحكم بذبذبات الانفعال فيها: لا لا دقين عليه

قطبت شما حاجبيها باستغراب: شعنه ..؟!!

آمنة بنبرة مُقتضبة: بس جيه لا دقين ..
(جيه هنا تعني هكذا)


أحست شما هنا أن الذي يحدث لـ آمنة ما هو الا من امر واقع بينها وبين زوجها ..
لم تحب ان تتدخل ولكن شقيقها قد اتصل منذ قليل بـ هاتف زوجته ولم ترد عليه ... فاتصل بها هي حتى تطمأنه ما إذ هناك أمراً حدث في منزله ..
ومن غير ان تفكر شما .. اخبرته ان آمنة قد أغميَ عليها وارجحوا ذلك على انه انخفاض في ضغط الدم ..

لم تنجو شما من غضب صديقتها لأنها "كما تدعي" قد اقلقت زوجها على أمر غير مهم البتة ..!!

والحقيقة هي ان آمنة لا تريد ان يظن بطي انها تعبت "منه" و"لأجله" ..!!

هو الآن بنظرها خائن ..!!
والخائن في عُرف قلبها لا غفران له ..
لا غفران له أبداً ..!!!


وضعت شما هاتفها في جيب ثوبها "المخور" وقالت بهدوء: ان شاء الله على امرج ..


مرت الدقائق وظل الصمت هو سيد الموقف بين شما وصديقتها ..

فالأولى تريد ان تستدرج الثانية للكلام والفضفضة بمكنونات روحها .. والثانية تستدرج الأولى لالتزام بقواعد الصمت المهيب ..!!! الصمت الذي لا يجر ورائه نقاشات لا تنتهي .. و"لن تنتهي" ..

فهي الآن مرهقة حد الثمالة .. ولا تريد التفوه بكلمة واحدة ..!!


سمعت شما أخيراً وهي تهتف بتردد: امممممم آمنة عرفتي ان شي عرب بيونا باليمعة يخطبونيه ..؟!!


ابتسمت عينا آمنة "الذابلتان" وقالت بتساؤل: ما شاء الله .. قوم بن عذيج مستعيلين الظاهر ..

هزت شما رأسها بـ لا .... لترد بعدها باقتضاب: لا هب قوم بن عذيج ..


صمت قليلاً وهي ترى آمنة ترمقها بنظرات مستغربة ..

ثم هتفت بذات نبرة الاقتضاب: قوم بن ظاعن الـ ..


اتسعت عينا آمنة ناسيةً للحظات ألمها الوجداني الغارقة به: قوم بن ظاعن ..!!!
منووووه ..!!!

اخفضت شما عيناها ومشاعر كثيرة تموج بقلبها بشكل ضاري ..... وحاولت نطق اسمه فلم تستطع ..

كيف تنطق اسمه بتلك الخفة وهو الذي يُشعرها بأن الاكسجين معدوم ما إن تسترجع في ذاكرتها هيبة حضوره ..!!

كيف ..!!


لم يكن عليها النطق بإسمه بعد ان سمعت آمنة تقول بـ ذهول حقيقي مباغت: لا يكون تطرين سلطااااااااان ...؟!!!



.
.
.
.
.
.
.



: ابراهيم بغيتك بـ خدمة صغيرة ..
..
: ما يامر عليك عدو ولا صديج،
تحيد انت عمير الـ .. اللي مات في عملية مستودع مصفح ..؟!!
..
: هيه عليك نور .. اباك اظهر ملفه كامل وتعرف حالة هله وعياله ..
ولو حالتهم المادية مش ولابد خبرني بارك الله فيك ..
..
: تسلم تسلم يا بوخليل ..



اقفل هاتفه قبل ان يتنهد بعمق مسترجعاً الذي حدث الليلة الماضية .. فقد قضى مع الفتى المسمى رائد عدة سويعات محاولاً استدراجه ليخبره بالأشخاص الذين أفسدوا دماغه بأكاذيب وافتراءات لا حصر لها ..

وكما ظن بالضبط .. أبا مرشد هو من وراء الموضوع .. ولكن ليس هو من تكلم مع الفتى مباشرةً .. بل أحد رجاله الذي عرفه من وصف الفتى له ..


ضحك بسخرية على تفاهة عقولهم ..


أهو لهذه الدرجة سهل الصيد ليرسلوا طفلاً لقتله ..!!!


خرج من تفكيره وهو يتلقى رسالة نصية على هاتفه مفادها:
"بوس .. وصينا على الجاغوار وان شاء الله ما بييه شي"
(ما بييه شي = لن يحصل له شيء)


زفر زفرة ارتياح كبيرة ...
الحمدلله رب العالمين .. على الأقل اضمن سلامة حارب حتى تأتي الفرصة المناسبة لإنقاذه ..



وضع هاتفه في جيبه ودخل لـ منزله الثاني .. منزل أخاه أبا ذياب ..



جلس بجانب والدته وبدأ بتجاذب الاحاديث الاعتيادية معها ..

حرّك بين أصابعه فنجان قهوته الفارغ وهو يسأل: الا بتخبرج الغالية .. وينهن بنات هامل ..؟!!

ام هامل بنبرة حنونة: ناعمة فديتها من ردت من دوامها وطت راسها ورقدت .. وفطيم في حجرتها مع ربيعتها يذاكرن امتحان باجر ..


هز سلطان رأسه بإيجابية، ثم وقف بسرعة ما إن رأى أخاه الكبير وهو يدخل الصالة: مررحبا مررحبا

اقترب ثم انزل قامته قليلاً كي يسلم بأنفه عليه ....


أبا ذياب بضحكة خفيفة: هههههههههههه تبارك الله .. يا ام هامل ولدج ماخذ نصيبه ونصيب اخته من صدرج ..

ضحكت ام هامل وهي تمسد بعاطفة جياشة صدر ابنها الذي بالفعل كان ذو طول مميز .. مميز لأبعد حد: ههههههههههههه علنيه افدا طول بومييد وعرضه ..

وجهت كلامها لـ ابنها البكر هامل وقالت: انت بعد ما قصرت فديتك .. خذت نصيبك وزووود هههههههههههههههه

أبا ذياب بـ خفة ظل رجولية: شعنه عيل ما الله رزقنا بـ طول سليطين ..؟!!

سلطان بـ ذات خفة ظل أخاه: قل اعوذ برب الفلق .. اذكر الله عن اصبح الصبح ولنّي بابا سنفور ..
(ولنّي = أرى بأني)

أبا ذياب: ما شاء الله تبارك الله لا تخاف عيونيه بارده هههههههههههههههههه


التفت وهو يرى ابنه حمدان يمشي بجانبهم ويتلفت بصمت: ابويه حمدان بلاك ..؟!!

حمدان: ابويه ادور ناعمه اباها تساعدني في واجب الاجتماعيات

هتف سلطان بـ حزم دافئ: ناعمة راقده .. راوني الواجب بساعدك انا ..

حمدان بنبرة مترددة: بس انا ابا ختيه ناعمة ..

رفع سلطان حاجبه الأيسر وقال بـ بسمة لطيفةَ السخرية: طاعو هذا .. يعني عشان نعوم خريجة تاريخ تتحرا محد يعرف في التاريخ غيرها ..؟!!
ييب ييب ورقتك ..
(ييب = أعطني)
(للتذكير لا أكثر: التاريخ والجغرافيا مدرجتان تحت مسمى "دراسات اجتماعية" في مناهج الإعدادية)


قفز حمدان وجلس بجانب عمه وهتف بحماس: يعني تروم تحل الاسئلة اللي ما عرفت احلهن ..؟!!!

ابتسمت عيناه سلطان بحنان عبق واجاب: ان شاء الله

قال حمدان وهو يعطي عمه ورقة الواجب: هذا هو ..
أول سؤال ما الفرق بين الديموقراطية المباشرة وغير المباشرة، وما الأمثلة على ذلك ..؟!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد صلاة العشاء



: غربلااااات عدوش طيرتي حمامة افواادييييييييه


ما إن قالت جملتها بتلك اللهجة حتى انفجرن الفتيات بضحك لم يتوقف ..

وإحداهن ضحكت بـ صمت تام خرج كـ معزوفات تضج عبقاً انثوياً مميز الأريج ..


لم تستطع هي الاخرى كتم ضحكتها، فـ لسانها في بعض الاحيان يخرج عن مساره المعتاد ويتخذ مسار اهل والدتها ..
اهل رأس الخيمة ..

: اسميج مافيج حيلة يا ام مايد يبتييييييها صحححححححح هههههههههههههههه

العنود بضحكة خفيفة: هههههههههههههه جب يالهرمة والله انيه زغت ..

ضحكت حصة ضحكة رنانة لتهتف بمرح لطيف: ههههههههههه وانتي شبلاج جلبتي على راك فجأة .. اذا امج اللي هي امج ما ترمس به الا من وين لـ وين ..
(راك هو اختصار كلمة رأس الخيمة باللغة الانجليزية)
(للتنويه: .. كلمة "افواديييييه" هنا تُنطق ممدودة من حرف الدال الى الهاء مع نطق الحرف الأخير الهاء ولا تُنطق كـ ياء وهاء منفصلتان .. وهذه بالاصل لهجة أهل رأس الخيمة والمناطق الشمالية من بلادنا الحبيبة)

العنود بنبرة ضحوكة رقيقة: وبلاها رمسة هل راك .. علنيه افداها تييب العافية ..

رفعت ميرة يدها دلالة احترام/فخر: وانا اشهدددددددددددد ..

ضحكت العنود بخفة لتقول لـ ميرة بنبرة ساخرة: ها الشيخة يبتي الفلم ..؟؟!!

تراقصت حواجب ميرة لتقول بـ حماس: هيه نعم يبته .. استعدوا يا قووووووم ..

أضافت وهي تُدخل السي دي لجهاز العرض السينمائي: موزانه .. يبتيلي السنكرز ..؟!!

هزت موزة رأسها بابتسامة جميلة وأعطت لابنة "ابن خالة والدها" كيس الحلويات ..

وبدأن الفتيات بمشاهدة الفلم باندماج تام لا يتخلله الا طرافات ميرة التي تخرج عند كل لقطة رومنسية ..

العنود وهي تضرب ظهور الفتيات بخفة هاتفةً بتهكم: غضن البصر يعلكن ياربيه رياييل ..

ردت ميرة وهي تخفي عيناها بين اصابعها "غير المتراصة" وضحكت بحياء: هههههههههههه آميييييييين .. ها ها غضينا حشى يابوج ما تخلون الواحد يتهنى شوي بالرومنسية ..

ضحكت حصة فوق ضحكها على تعليق شقيقتها عندما رأت موزة وهي تشيح بوجهها الذي اصبح بـ لون الطماطم من فرط خجلها ..

ثم هتفت ببسمة متهكمة: امحق رومنسية في ذمتيه جانه بالبوس والاحضان ..

اوقفت ميرة الفلم وهي تلتفت لـ شقيقتها وتقول بمكر: وشو هو مفهوم الرومنسية عندج ديموزيل حصة ..؟!!

اعتدلت حصة بجلستها لتقول بثقة وهي ترفع حاجباً واحداً: منو قالج أصلاً انيه افطن لـ سوالف الحب والرومنسية ...؟!
(افطن = افهم)
انا امبونيه ماداني هالافلام ولا اشوفهن .. الا جان انتي ولا حد غيرج حطلي اياهن ..

اتسعت عينا ميرة بذهول: مافي بنية ما تحب الحب ولا تحب رومنسيته ..

ثم التفت لـ موزة وسألتها ذات السؤال: موزانه انتي شو مفهومج عن الحب والرومنسية ..؟!


تحولتا مقلتاها العسل من الخجل الصامت الهادئ الى الخجل اللامع بحبيبات كهرمان موغلة بالبراءة و"انعدام الفطنة" ... ثم هزت كتفيها بـ عدم فهم وأشرت بإشارات بسيطة: ماعرف والله ميرة ..

ضربت ميرة رأسها بذهول أشد: ياربييييييه شو هاييل البناااااااااات .. معقولة ولا وحده فيكن تعرف بالحب والرومنسية ..؟!!

العنود وهي تضع ساعديها امام صدرها لتقول بسخرية مرحة: مسودة الويه ثرج انتي اللي تعرفين بهالسوالف .. يلا اشوف اطربينا بـ رايج ..

اعتدلت ميرة بجلستها ثم قالت بنبرة حالمة بالغة: آآآآآآآخ يا فواااديه .. يقول راعي الطويلة بن الحسين المتنبي: ما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق ..

صفقت حصة بـ حماس وصفرت باستمتاع بالغ: رووووووووح يا العشق روووووووووح
(راعي الطويلة = صاحب الفضائل/الكريم/المعطاء/النشمي .. وتختلف الكلمة عن "راعي طويلة" التي تعني فلان بطيء جدا في متابعة الأمر أو إنجازه .. والاختلاف هنا يكمن بـ أل التعريف)



دفعت العنود ميرة بخفة وهي تقول ببسمة اعجاب كبيرة: عنلات بليسج ميروووه اسميج هب هينه .. ما سمعتج امج شريفة والله لا تاكلج هههههههههههههههههه

رفعت ميرة أنفها بـ زهو وهي تقول: انتي قلتي تبين تطربين مسامعج بـ رايي وهاذوه اطربناج هههههههههههههههه

وقفت وهي تشرب مشروبها الغازي دفعة واحدة ثم ضغطت على الزر في الجهاز ليكملن متابعة الفلم ..


لم تعرف ميرة انها اشعلت فؤاد تلك اليائسة مع بيت القصيد الخاص بالمتنبي .. لم تعرف انها بحديثها العذب الطفولي جعلت العنود تحلق بعيداً بتفكيرها عنهن ..

تنهدت الأخيرة بوجع عميق متذكرةً جفاء زوجها وبُعده غير المفهوم .. بُعده الذي يشعل براكين الشوق في قلبها .. وبراكين الاحتياج المؤلم "لـ رائحة أحضانه"..



.
.
.
.
.
.
.



في إحدى المقاهي الشعبية



وضع كوب الشاي على الطاولة الخشبية ثم اعتدل بجلسته واسند ظهره ... ومن غير احساس منه ... خرجت آه خفيفة منه بعد ان شعر بوخزات في ظهره ..

سمع صديقه وهو يقترب منه بـ قلق: بومايد بلاك ..؟!! شو تانس ..؟!
(تانس = تشعر/تحس)

هتف سيف بنبرة خشنة ظهرت مع ذبذبات الألم في وجهه: لا لا ما فيه الا العافيه ..
اسمحليه قاطعتك .. كمل شو كنت تقول ..؟!!

رجع صديقه لـ مكانه وقال: كنت اقول شو رايك انسير هالاسبوع مع بودعي وبومنصور السلع .. نتكشت ونغير جو شويه ..
(نتكشت آتية من كلمة "كشتة" والكشتة تعني الرحلات البرية والترفيهية)

رد سيف بنبرة إرهاق ولكنه اخفاها خلف صوته الحازم الودود: والله ما نقول لا يا بوشامس .. امرره على شورك ..


التقط هاتفه بعد ان سمع رنينه العالي .... ولمح من طرف عيناه اسم شقيقته الصغيرة ميره ..


استأذن من رفيقه وقام من مكانه ليجيب بنبرة حازمة هادئة: مرحبا ميره

ميره: مرحبا مليون خويه الغالي .. شسمه .. شو كنت بقولك ..
امممممممم ..

سيف بنظرة باسمة: ميراني طبعتلج الاوراق اللي تبينهن ..

ميره بـ تذكر: هيييييييه الاوراق الاوراق .. طبعتلي كل اللي في الفلاش خيوووو ..!!!

سيف وهو يهز رأسه بثقة: هيه فديتج طبعت كل اللي في الفلاش ..

سمع سيف ضحكة عالية بالقرب من شقيقته .. ضحكة يعرف مصدرها .. ويعرف طلاسم سحره الطاغي على قلبه ..

هي .. ضحكتها هي ..

فـ من غيرها تستطيع بـ إيماءة واحدة الاطاحة بحصون تعقل رجولته المتزنة ..!!!!


لا يعرف لمَ اجتاحه ريح صقيعية من الألم، من الوجع المثقل بإحساس الضعف/الخيبة/احتقار الذات/علقم الجرح الصرف ..

يشعر بأنه شخص "غير مُكترث له لأبعد حد"، شخص غير مهم في حياة تلك التي تحتقر مرضه ..!!

يشعر بأن نفسيته المتدهورة تقوده لأعمق نقطة في مزاجه المنزعج ..

يشعــــر بالضيــــــــق .. الضيـــــــق الحقيقـــــي ..!!!!


زفر بقوة قبل ان يهتف بغلظة خرجت على شكل حلقات موجية من بحات متواصلة: يلا ميره برايج ..


اقفل الهاتف ليهمّ بتوسيع عُنق ثوبه ليتنفس الهواء النقي ..


ثم رجع الى صديقه وهتف بـ نبرة لا تقبل المناقشة بتاتاً: بوشامس عقب السلع .. خل نويّه صوب بيت الله ..
(نويّه صوب = نتجه إلى)



.
.
.
.
.
.
.



جلس أبا سيف بجانب والده وهتف بـ حزم دافئ: آمر علنيه افداك ..

طرق أبا سعيد بعصاته الأرض ليهتف ببحته الملازمة لحنجرته: أبويه عبدالله .. خبرتك حرمتك ان قوم الحر يبون بنتك حصة ..؟!

هز أبا سيف رأسه بـ أجل وقال: هيه نعم خبرتني مساعه .. شو رايك ابويه ...؟!!

ابتسمت عينا أبا سعيد بـ ارتياح: والله تبا الصدق حصة ما بتحصل شروا فلاح ابد .. ريال يخاف الله ومحافظ على صلاته .. نشمي راعي فزعه .. والشاهد الله ما ريت عليه منقود لا هو ولا خوانه نهيان وحمد ..

هز أبا سيف رأسه مرة أخرى وابتسم بذات ابتسامة والده: وانا والله هذا هو رايي فيه ..

هتف أبا سعيد موصياً: عبدالله في لوّل والاخير الشور شور حصة .. خبروها وسمعوا رايها ..

أبا سيف باستنكار: البنية شورها من شورنا يا بويه .. ولا هي شو عندها تنقد على ولد عبيد وترده ..!!!
(تنقد = ترى فيه منقود وعيب)

أبا سعيد باصرار: حتى لو شوه .. هاي حياة حصة وهي لها الشور يا عبدالله ..

قطب أبا سيف حاجباه وحديث والده لم يعجبه البتة ... الا انه أجاب بـ هدوء: ان شاء الله ابويه بنخبرها وبنشوف رايها ..

أبا سعيد بحزم بالغ: ولو ما بغت ولد عبيد لا تغصبونها .. هذاني اخبرك من الحينه ..

صمت قليلاً لـ يتذكر أمراً عليه أن يفعله .. ثم قال بعدها بنظرة مظلمة: أبويه عبدالله ازقرليه اختك شما ..

نهض أبا سيف ليهتف باحترام شديد: ان شاء الله



وبعد دقائق لم تتعدّ الخمس ..



: عونك أبويه

لانت ملامح الرجل المُسن حتى بانت بسمته التي أخرجت تجاعيده العذبة على جانب عيناه وثغره: عانج الرحمن بنتيه .. تعالي فديتج اباج ..

جلست شما بـ قرب والدها ودقات قلبها تصرخ ارتباكاً بالغاً .... وقلقاً أبلغ ..... فـ هي تشعر بأن الذي ستسمعه الآن "مألوف لها جداً" ..

أبا سعيد وهو يتأمل تفاصيل وجه ابنته بنظرات ذات معنى: اخوج بطي خبرني أنه رمسج بـ موضوع الخطبة وقال انج وافجتي على بن ظاعن .. لجني بغيت اسمع هالشي بذنيه الهنتين ..


أنزلت شما رأسها محاولةً التفوه بـ موافقتها بشكل مباشر وسريع كي ترجع ادراجها بسرعة وتختلي بنفسها "المُتألمة" ..... ولم تمر ثواني كثيرة حتى هزت رأسها بخفة وقالت بنبرة مقتضبة مبحوحة: هيه بويه موافقة ..

وقبل أن يرد عليها أباها بسؤال تعرف ماهيته تماماً ... هتفت بنبرة حازمة أخرجتها بشجاعة .. اخرجتها بقوة كافية كي يتركها والدها تتجرع آلامها بصمت ولوحدها: دخيل الله ما تسألني شحقه وكيف وافجت .. انت وخوانيه راضيين وتشوفون ان بومييد ريال ما بحصل أحسن عنه ..... وانا ماليه بد عن شوركم ..



.
.
.
.
.
.
.



اتسعت عيناها وهي تسمع من والدتها ما حدث في الصباح في المنزل .... ثم هتفت بانفعال غاضب:
والله العظيم هاي ما تستحي ولا تخيل .. عيل حرمة جيه ترمّس ريلها وجدام هلهاااا ...!!!!
(تخيل = تخجل)
عنبوووه شو من مذهب عليها بنتج ..!!!

وصل لمسامعهن صوت يملأه الاحتقار الساخر: خلينا المذهب والسنع لج يا ام العقل كله ..

وأردفت بـ وقاحة بالغة: ثرج وايد مستهمة على ريلي ومشاعره الناعمة عن لا تنجرح ..!!
جان تبينه سيري عنده وقوليله يطلقني وخذيه ..

وابتسمت بـ سخرية جرحت صميم قلب شقيقتها وأضافت: على الاقل يفكج من عنوستج ويفكني انا من صدعتج ..

احتد فم حنان وهي تبتلع غصة مثقلة بالألم .... ليس لأن شقيقتها نعتتها بالـ "عانس" .. بل لأنها ترى بأعينها كيف ان عوشة وصلت لمرحلة "اللاانسانية في التعامل والحوار مع الغير" ..

فـ ليس هناك امرأة ذو ذمة وروح نقية تحقّر مكانة شقيقتها ومكانة زوجها بهذه الطريقة الموجعة/المخزية ..!!!!!


لم ترد هي على ما تفوهت به عوشة ... بل والدتها من ردت بكل غضب/صدمة: صدقهاااا اختج يوم قالت ما تستحين ولا تخيلييين .. عيل هاي رمسة تنقال يا بنت زايد ..!!!!
هااااااااه ..!!!!

هزت رأسها بأسف/استياء بالغان: ربي يسامح ابوج جانه مربنج على البزا وقلة المرُوّة ..
(المروة = المروءة)

هتفت عوشة بنظرة باردة/غير مكترثة البتة: ما يهمني اللي تقولونه .. مثل ما يوزتوني لـ هذاك الردي اطلقوني منه ..

استدارت ونظرة الشر تغزو ناظريها بقوة .. ثم سمعت رنين هاتفها يرن بشكل مزعج ..

ما إن رأت المتصل حتى ضغطت على الزر الأحمر .. فـ هي ليست بمزاج حسن لترد على أحد .. خاصةً "هذه" ..

ويبدو ان "هذه" لم تيأس بعد، فأرسلت رسالة نصية ..

فتحتها عوشة بتململ:
"اظنتي سويت اللي طلبتيه مني يا عوشة .. اتريه بيزاتي"


تحولت ملامح عوشة للازدراء الصافي وهي تهمس بـ خفوت: ان كان حايتك عند الجلب ....


زفرت بقوة وهي تفكر أين يمكن ان تجد والدها ..... فـ هي يجب ان تعرف بالحديث الذي دار بينه وبين ذلك الـ احمد ...



.
.
.
.
.
.
.



صبـاح يـوم جديـد ..



كان متوجهاً لـ مقر وزارة العدل لحضور اجتماع مع الوزير والهيئة القضائية ...

لم يكن ليلاحظ في هذا الصباح الباكر ومع وجود ازدحام كبير في المرور تلك السيارة التي تتبعه .. ولكنه "وبالصدفة" تمكن من الاحساس بالارتياب وهو يلاحظ سيارة صغيرة سوداء تتبعه .. الا انه حاول ازاحة الريبة من عقله ..

فمن هذا الذي سيلاحقه وفي هذا الوقت بالذات ..!!

ولكنه قرر التأكد بنفسه .. لهذا دخل في الزقاق بين المباني الشاهقة ليتأكد ما ان كانت السيارة ستتبعه ام لا ..

وانصدم بالغ الصدمة عندما رآها حقاً تتبعه ..!!!


قطب حاجباه ونظرة الترقب علت ناظريه بشدة ..

حسناً .. ليس لديه الوقت للتفكير .. هناك اجتماع مهم ينتظره ..


عاد بسيارته الى الشارع الرئيسي ليأخذ الطريق المتجه لمقر الوزارة ..

وصل قبل أن يوقف سيارته في موقفه الخاص داخل المواقف المخصصة لكبار الشخصيات والمسؤولين ..


حرك نظارته الطبية وهو ينظر نظرة خاطفة للسيارة السوداء من خارج سور الوزارة ..
ثم استدار ودخل ..


مرت ثلاث ساعات إلى انتهى الاجتماع ووجد فرصته ليخرج .. فـ هو على ميعاد مهم مع أحد المستشارين ..

ما إن اقترب من سيارته حتى لمح ورقة بيضاء معلقة على الممسحة الأمامية ..

أخذها، ثم فتحها بخفة ليقرأ ما بها:
" لا تلعب بالنار يا بوظاعن"


ابتسم باستهزاء صرف، ثم جعد الورقة بين يديه ووضعها في جيبه ..
في الحقيقة .... هو لم يكترث ولم يخف البتة ... فـ هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها تهديدات ..!!
فـ هو قاضي ورجل يعرف دهاليز المحاكم شبر شبر ..!!

وللقضاة حياة تتسم "بالأكشنية الخفيفة" لما يواجهونه في بعض الاحيان من قضايا كبيرة معقدة ومشاكل لا حصر لها من مطلوبين للعدالة وأصحاب الشأن ..



.
.
.
.
.
.
.



في إحدى مدارس الثانوية للبنات – أبوظبي



أمسكت القلم بنعومة وبدأت تشخبط بـ كلمات وخطوط ليس لها معنى ... والذي يرى ما تفعله سيعرف بأن تفكيرها في رحلة عميقة لمكان بعيد كثيراً ..

رفعت رأسها ما إن سمعت صديقتها تقول بـ لهاث قوي واضعةً على الطاولة السندويشات والعصائر: آآآآآخ يا ايديه ..
ما شاء الله عليهن من بنات كل وحده ادز الثانية دز في المقصف .. ما رمت اشتري الا يوم حميدة "البائعة الاثيوبية" دخلتني من ورا

ضحكت روضة بخفة وهي تبعد كتبها وأقلامها لتتمكن هي وناعمة من الأكل بأريحية: ههههههههههههههه يعطيج العافية مس ناعمة ..

فتحت ناعمة العصير الخاص بها والخاص بـ صديقتها وأخذت الفتاتان تتسامران وهن يأكلن بلذة بعد ثلاث ساعات متواصلة من التدريس المتعب/الجوع المضني ..

قالت ناعمة وهي تبلع ما في جوف فمها: والحينه شو بتسوين ..!!! كيف بتعرفين بلاه ابوج وهو في غيبوبة ولا يروم يرمس ..؟!

هزت روضة كتفيها بقلة حيلة بعد ان تنهدت بعمق: والله ماعرف يا نعوم .. شوري عليه والله احس راسي ينفجر من التفكير ..

مدت ناعمة شفتيها الى الامام وهي تفكر بـ نقطة تتمكن روضة الانطلاق منها لتبحث عما جرى سابقاً بوالدها .. طرقت بأصبعها قبل ان تهتف بحماس: يبتهاااااااا .. هب ابوج كان في الجيش ..؟!!

هزت روضة رأسها باستغراب: هيه كان في الجوية ..

ابتسمت ناعمة ابتسامة ذات معنى لتقول: عيل لازم تسألون عنه هناك ..

امالت روضة كتفيها بـ قلة حيلة وتخاذل: الله يهداج نعوم كيف نسأل عنه هناك ..؟!!

ناعمة بنبرة حازمة: أسألوا عنه رواضي .. يعني هو شو كان يسوي .. شو كانت اخر مهماته .. شوفوا ملفه .. يمكن صارتله مشاكل هناك .. يمكن واجه امور خلت نفسيته في الحضيض ..
من هالسوالف يعني روضووووه ..

هتفت روضة بسخرية: تبين امايه تخليني ارابع بين الرياييل في الجيش ..!! والله ينها بتقصبني قصاب ..

رصت ناعمة على عيناها الواسعتان لتقول بعد تفكير: تعرفين شوووه ..!!!
خلي هالموضوع عليه ..

اتسعت عينا روضة بـ خوف: وابوي .. على شو ناوية انتي ..!!!

ابتسمت ناعمة بـ خبث وهي تهم بشرب عصيرها: ما عليج انتي .. ما يقيبها الا ستاتها



.
.
.
.
.
.
.



فتحت عيناها وهي في حالة اكتئاب تام .. لا تستطيع التفكير بشيء غير ذلك الذي يبتعد عنها شيئاً فـ شيئاً ..

ابتلعت غصة كبيرة وهي ترى مكان زوجها في السرير مرتب ولم يحتضن على ما يبدو جسده منذ البارحة ..

اقتربت من وسادته وحضنته بكل ما فيها من شوق يحرق الوجدان .. واستنشقت حبها المؤلم من رائحته العودية .. رائحة رجولية تبعث الجنون في العقل ..

لا تستطيع التحمل أكثر .. هي مشتاقة له .. مشتاقة له حتى تكاد تشعر بأوردتها تعتصر بين كفوفها ..
مشتـــــاقة هي .. وملهـــــــوفة ..!!!!

لم تشعر بنفسها وهي تمسك بهاتفها وتتصل به بكل ما يعتمل خاطرها من "لهفة" ..

الا ان لمعان عيناها انطفئ وهي ترى بأن هاتفه "مشغول" .. انزلت هاتفها وعيناها تنبآن عن مرور سحابة مثقلة بوابل من الدموع ..


جفلت وهي تسمع رنين الهاتف .. التقطته بسرعة وهي ترى اسم زوجها منيراً جنبات قلبها المشتاق .... وهمست بصوت يرتعش شوقاً مع رعشة خفقاتها: السلام عليكم

أتاها صوت زوجها الخشن الجاف: وعليكم السلام .. هلا العنود .. بغيتي شي ..؟!!

تنحنحت العنود بقوة كي تزيح بحة صوتها الناعس: أ أ أ لا .. يعني هذا ..

سيف بـ حزم تخلله جفاف قاحل: بلاج ام مايد .. ناقصنكم شي في البيت ..؟!!



"ناقصني انت يا الدب"


لم تستطع العنود التفوه بما دار في قلبها، ولكنها سألته بنبرة هادئة: وين رقدت البارحة ..؟!

أجاب سيف بنبرة صقيعية: وين رقدت بعد .. في البيت ..

ارتجف جانب فم العنود بألم ولكنها تماسكت لتقول بذات نبرتها الهادئة: ليش ما رقدت في الحجرة ..؟!

سمعت زوجها وهو يتحدث مع أحد الموظفين ... ثم هتف لها باستعجال: ام مايد مشغول انا الحين عقب بتصلبج ..


لم تتمكن العنود من اقفال الخط قبل ان تسأله باهتمام وقلق بالغان: سيف اتريه بسألك ..
خذت دواك البارحة ...؟!!

وصلها بوضوح تام سخرية زوجها عندما هتف بغلظة: ما نحتاي حد يذكرنا باللي لازم نسويه شيختيه ..
مع السلامة ..


أقفل الخط بـ قسوة تاركاً خلفه تلك التي تتجرع علقم كلماته الجارحة الساخرة ..



.
.
.
.
.
.
.



دخل مكتبه وأمارات الضيق تُرسم بكل شراسة على ملامح وجهه ..

سقطت عيناه على المكان الذي حدث فيه ما لم يعتقد يوماً انه سيحدث له ..... تذكر كل التفاصيل التي مرت عليه صباح البارحة ..
وتذكر بفكر فوضوي حواره المُحتدم مع عمه والد زوجته ..

للأسف لم يتمكن من اخبار عمه ما حدث .. أي نعم قال بأنه سيوضح له الذي حصل ليساعده في ازالة سوء التفاهم ولكنه لم يستطع ..

بـ حق الله كيف يخبره بأن ابنته رأت امرأة غريبة بين احضانه .. وهذه المرأة لا يعرفها هو نفسه ...!!!

لن يصدقه البتة ..!!
اذ كان هو الى الآن لم يصدق الذي حصل ...!!!!

يا إلهي .. ما الذي يجري معه ..!!

يشعر بأن حياته على حافة الانهيار .. حتى ان الصغيران في حالة حزن واكتئاب ..
يريدون والدتهم .. !!


جلس على كرسي مكتبه بثقل وبدأ يفكر بـ هدوء كيف يحل المسألة بينه وبين زوجته فقط ..

فـ ليس لأحد الحق في التدخل بينهما ..
أبداً ..!!


سمَ بـ خفوت بالرحمن ودعا ربه ان تجيب على هاتفها المحمول ..


مرت الثواني ..

ولم تجب ..


نظر لـ ساعته وحرّك عيناه بسخرية مظلمة ...

بربك يا احمد ... أهي القيامة لتنهض عوشة في هذه الساعة المبكرة ....!!!
انتظر حتى أذان الظهر ثم اتصل ....



.
.
.
.
.
.
.



تركيـــــا



دخل غرفة الاستقبال المصممة كباقي القصر على الطراز العثماني العتيد، والذي يغلب على اثاثه اللون الذهبي المدمج مع الأزرق البحري وطاولاته ذو الأسطح المعشقة المزهوة بحوافه اللامعة بماء الذهب ..

كانت الغرفة صورة فخمة مصغرة عن صورة القصر الأصلية الموغلة بالأُلق الجمالي الفاخر ..


وقف له رجلان بلباس انيق فخم لا يقل عنه هو ذاته فخامةً ... وقال أحدهم بإنجليزية سلسة "مُتزلفة": أوووه ديرفس لقد اشتقت إليك يا صديقي ..

وتحرك نحوه كي يحتضنه .. ولم يفت عن الأول التصرفات المبالغة للرجل ولكنه تماشى مع اسلوبه بـ خبث وقال: وانا أيضا اشتقت لك يا عماد .. إن مصر الحبيبة قد حرمتنا منك فترة طويلة ..
كيف حالك وحال اعمالك ..؟!!
سمعت ان الحكومة المصرية الجديدة قد جمدت كل ارصدتك في البنوك ..
أصحيح هذا ..!!!!

قاطعهما الثالث بـ نزق ولسانه الانجليزي يغلب عليه الطابع اليوناني: ماذا بك يا رجل .. ألن تلقي السلام علي ..!!
أم إنك فقط تهوى تجاهلي ..!!!

أضاف وهم يغمغم مولعاً سيجارته الكوبية: لن استغرب فظاظتك .. فأنتم هكذا أيها الاتراك ..


ضحك عماد بينما ابتسم ديرفس بسخرية باردة ..

هتف عماد بنبرة رنانة: اوووه يا فليمون مازلت انت وديرفس كالقط والفأر .. فلتنسوا النزاعات التاريخية والأقليمية بين بلادكما ولنركز على اعمالنا المهمة ..

هز ديرفس كتفيه بنبرة لامبالية: انك ترى بنفسك الجنون الذي يعتري هذا السمين ما ان يراني .. حتى انني يا رجل لم اتفوه بكلمة فكيف له ان يتهمني بالفظاظة ..!!!

ضرب عماد كتف فليمون بـ مزاح: هههههههههه ان فليمون هكذا يا ديرفس .. حار المزاج وينفعل بسرعة

جلس فليمون واضعاً رجل على رجل ليقول بـ غلظة: حسناً هيا .. لقد وصل عماد .. هل لنا ان نبدأ الاجتماع ..!!

جلس ديرفس على طاولة مكتبه وهو يرتب هندامه الذي كان عبارة عن روب حريري فخم مكون من لوني الكحلي والسكري وقال:
في البداية يجب علي ان أخبر عماد كل النقاط المهمة التي تحدثنا عنها في اجتماعنا في اسبانيا .. وغير هذا .. سبق وأن اخبرتك يا عماد اننا تعاونا مع شاب هندي عبقري في مجال التكنولوجيا يدعى لاكي .. وأظنك تعرفه فـ صيت هذا الشاب عالٍ لأعلى درجة ..

ثم اخذ يتابع حديثه مع عماد عن اجتماعهم السابق باختصار ومن غير هوامش غير ضرورية ..

قطب عماد حاجباه بتفكير: حسنا .. ألا يجب أولا ان يبرهن مدى جودة عمله .. !!
فـ صيته العالي لا يبرهن لنا عملياً عبقريته التي تتحدث عنها .. لا تنسى ان عملنا في غاية الحساسية والسرية ..!!!

هز ديرفس رأسه وقال بـ ثقة: أجل يجب ان يبرهن بالتأكيد ..


أكمل فليمون بابتسامة خبيثة وهو يرمق ديرفس بنظرات ذات معنى: ولكن يجب ان يبرهن ولائه واخلاصه أولاً يا عزيزي ههههههههههههه

هز عماد رأسه بـ ضحكة مجلجلة: يا لكم من خبثاء ههههههههههههه حتى هذا المسكين لم يأمن مصائبكم ..

أضاف متسائلاً وهو يلتفت لـ ديرفس: في أي سجن قذفتموه ..؟!

طرق ديرفس بـ قلمه الطاولة وقال بنبرة بطيئة ماردية: لاسانتيه


اتسعت عينا عماد بـ ذهول/هلع حقيقيان، فهذا هو السجن الذي سُجن فيه قبل سنوات طويلة في بداية معرفته لـ جماعة ديرفس ..

أصيبت اطرافه لا ارادياً ببرودة مقيتة اشعلت في عقله كل الذكريات المرعبة البغيضة التي تخص ذلك المكان ..

وهتف بخفوت بلهجته المصرية "ظهرت عفوية لما مر بعقله من صور ترعد الاوصال":
يالهووووي، ده وئع وئعة سوووووودا ..


تنحنح وهو يقلب لسانه للإنجليزية هاتفاً ببال شارد تماماً: فليكن الله في عونه .. أقسم انه لن يخرج من ذلك السجن في حالة نفسية سليمة ..

ضحك ديرفس وفليمون بقوة ما إن رأوا حالة عماد: ههههههههههههههههههههههههههههههه

وقال ديرفس بـ شيطنة صرفة: من يريد اللعب معنا .. يجب ان يلعب بقواعدنا نحن يا عزيزي عماد ..



مرت ساعة كاملة حتى انتهى الثلاثة من نقاشاتهم المهمة ..


قاطع نهاية النقاس هاتف ديرفس الذي اعلن عن قدوم اتصال من رجل مهم ..

خرج الاخير من غرفة الاستقبال وهو يرد بـ حزم: أهلا آندي.. ألم تشبع من اجازتك بعد ..!!
إننا نحتاجك هنا في تركيا ..

آندي بفرنسية سلسلة .. فـ ديرفس يفقه الفرنسية: ههههههههههه ياللأسف الشديد لم اشبع أيها الزعيم .. ولكني سوف اقطع اجازتي وآتي إليكم .. فمن هذا الذي لا يريد رؤية ومصاحبة جميلات تركيا ..

ابتسم ديرفس على ولع هذا الـ آندي بالجنس الناعم وقال: ادرك تماماً ان الذي سيجلبك لـ تركيا هو نساءها وليس دون ذلك ..



.
.
.
.
.
.
.



أغلق هاتفه بعد ان انتهى من مكالمته مع رئيسه والتفت للذي بجانبه وهتف بـ مكر خرج مع لكنته العربية الركيكة: ما رأيك يا مانئ بسفرة ترفيهية الى تركي ..!!
(تركي = تركيا بلفظه الانجليزي)

تململ بمكانه ليقول بـ ضجر/امل بالغ: اففففف ياريت يا آندي.. قسم بالله أحس بـ ضيج وصكه .. ما عندي شي اسويه .. وبومرشد ما يباني اتحرك على راحتي عن لا يعرف أحد اني شردت من السجن ..

التمعت عينا آندي بلمعان غريب: اوووه يالذاك الرجل .. انه حريص جداً على ما يملك ههههههههه

غضب مانع وقال بـ حدة: انا مب ملكه آنددددي ولا بصير من ممتلكاااااته ..

هتف آندي ببسمة خبيثة: لقد سبك وتلبت منك ان تبرهن لي انك لست أهد ممتلكات أبومرشد ولم تفئل ما تلبت .. كيف لي أن ائتمد ئليك بأئمالنا الخاصة وانت تهت سيترة يده ..!!!
(لقد سبق وطلبت منك ان تبرهن لي انك لست احد ممتلكات ابومرشد ولم تفعل ما طلبت ... كيف لي ان اعتمد عليك بأعمالنا الخاصة وانت تحت سيطرة يده ..!!!!)


قطب مانع حاجباه بـ انفعال: وانت عسبت جيه ما سعيتلي ودخلتني اجتماعكم في اسبانيا ..!!

هز آندي كتفيه بـ صرامة ثم أجاب بإنجليزية باردة: البزنس يا مانع يتطلب قلب وعقل يتحركان بصورة استقلالية وليس تبعية .. وانت للآن لم تبرهن لي سوى انك رجل تتبع أبومرشد بكل خطوة يخطوها بشكل اعمى ...

اقترب مانع قليلاً ليهتف بخفوت: شو تبا تعرف بالضبط عن بومرشد ..؟!!

ابتسم آندي وهو ينفث دخان سيجارته ببرود: أي دليل ضده يمكننا استخدامه في حال ما اذ خان الذي بينه وبيننا ..

رص مانع على فمه محاولاً ان لا يتفوه بأسرار لن تجعله الا في الحلقة الأضعف في المجموعة كلها ..


أيخبره بـ موضوع مذكرات سعيد بن خويدم ..!!
لا لا ..
هذا الموضوع خطير ومن الممكن ان يتورط هو شخصياً فيه ..

فكّر بعمق ..

لمَ يتورط ..!!

فـ هذه المذكرات قد كُتبت بكل ما فيها وانتهت قبل ان يتعاون مع أبا مرشد ويصبح رجلاً من رجاله ..

اممممممممم ..
لا .. لن يستعجل ..
سيأخذ الامور بروية ولن يستعجل ..


هتف مانع بنبرة مُقتضبة: اوكي .... بييبلك ادلة ادّين بومرشد .. وعسب ابرهنلك اني ريال كفو وقد المسؤولية ومب تابع لـ حد ..



.
.
.
.
.
.
.



"واللي رفع هالسما بليا عمد يا بنت عبدالله ينج بتتمنين الخلاص على ايديه ولا بتنولينه"


ارتجفت خفقات قلبها على نحو غريب وهي تسترجع صدى وعيد ذلك الشخص وحروفه التي تنضح غضباً أسوداً ..


رفعت عيناها لـ والدتها ولـ جدتها لتقول بخفوت أخذ الذهول مأخذه منه: ما فهمت ..

هتفت والدتها ام سيف بـ عين متسعة: ويديييه .. شو اللي ما فهمتيه بعد حصوه ..
فلاح بن عبيد ناوي يتجدم ويخطبج ..

حصة بذات خفوتها المذهول: منوووه فلاح بن عبيد ..!!

أم سعيد: طاعو .. حصيص بلاج ..!! .... فلاح ولد خال حارب وموزة ..

رصت على شفتيها شاعرةً بالغضب العاصف .. غضب جعل مقلتاها تستحيلان الى جمرتان نقيتان ...

لـ سبب واحد فقط هي غاضبة ..

كيف يظن ذلك الحقير المتكبر انها سترضى به زوجاً وهو الذي يفتقر لـ"الرجولة" ..!!!
كيف سمح لـ غروره الـ "الفارغ" ان يسيطر عليه لدرجة ان يظن انها سترقص فرحاً ما ان تعلم بـ أمر خطبته لها ....!!!!


اتسعتا فتحتا انفها وهي تهتف بصوت قوي حاد: طبعاً هب موااااااافقه ...


رأت الذهول مرسوماً بشدة على ملامح والدتها وجدتها .. وسمعت الأولى وهي تقول بانفعال: وابووووي .. وشحقه ما تبين فلاااح .. شو قاصرنه الريااااال ..!!!!

أم سعيد بتهكم بالغ: حصيص هذا عرس هب لعب وخرابيط .. جانج شايفه على الولد عذروب خبرينااا ..

ام سيف بغضب حاد: عمتيه الله يهداج شعرفها البنية في الريال عسب تشوف عليه شي ..!!!

ثم اضافت وهي توجه كلامها لـ حصة: حصوه امايه خبريني .. ليش ما تبين فلاح ..!!! بلاه الريال ..؟!!

وقفت حصة محاولةً انهاء الموضوع بشكل قاطع: امايه .. يدوه .. انا هالريال مابااااااه .. العرس هب غصيبة يا نااااس ..


وبلمح البصر، حولت مجرى الموضوع وهي تهتف بـ حماس "متصنع" للصغيرتان لطيفة ابنة عمها بطي وفاطمة ابنة شقيقها سيف: منو بيروح يلعب مع عموه صوصة بالدرفانه ..؟!!
(درفانه = الارجوحة .. ونقول أيضا بلهجتنا "ميرحانه")

لطيفة + فاطمة وهن يقفزن بسرور منتعش: اناااااااااااااااا







نهــــاية الجــــزء الســــادس عشــــر

لولوھ بنت عبدالله، 31-01-15 08:14 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 



مسا الغلا والسعادة على جميع متابعين بات من يهواه ...


حابه اوضح شي .. الروابط شوي فيها لخبطه .. بتواصل مع المشرفة عسب ترتبهن من اول وايديد .. :)


واخيراً .... قراءة ممتعة يا حلوين واتمنى البارت ينال على اعجابكم ..... ولا تحرموني من تعليقاتكم ...

الاميرة البيضاء 31-01-15 09:36 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
يا مسا الشيكولاتة والبونبونى والكريم شانتية وكل الحلويات عليكى يا لولو وعلى المتابعات
البارت النهاردة رووووووووووووووعه بجد حلو اخر حاجة
عجبنى جدا موقف ام العنود مع شما ونصايحها (عرفيه مين بنت خويدم)النصيحة دى دخلت مزاجى قوى شكل الاكشن بين السلطان وشميمى هيكون بمباركة من ام العنود-حبيتها بقوة
يا ريت تعطى كام نصيحة للعنود ينفعوها فى ازمتها مع سيف ونستمتع احنا بالاكشن
وما زال انهيار امنه مستمر اكتر حاجه خايفة منها ان كبريائها يغلبها وتخسر كتير(خلاص امون كفايه ضعف وواجهى مشاكلك وانهيها بسرعةوصالحى ابو الشباب بدل ما تموتى مننا يا شيخه)
ابو سعيد احترم هذا الرجل مش عارفة ابنه ابو سيف طالع لمين اذا ابوه بيعطى للبنات الحريه والمشورة فى الرفض او الموافقة على اى عريس-وهذا هو الشرع- اتوقع بعد رفض حصه ان ابوها هيجبرها على الزواج لانه مش عجبه كلام ابوه لما قال شاور حصة ولا تغصبها
احمد مش عارفه انت عامل فى نفسك كده ليه وزعلان عشان العقربه ولا يهمك طلقها ولولى هتجوزك ست ستها -صح يا لولى:Tgn04610:
العقربه عوشه وزى ما توقعت كل المخطط الشيطانى من تحت راسك بس اتمنى فى يوم ينقلب السحر على الساحر ويكون تدميرك فى تدبيرك
اى وقاحة ودنائة نفس تمتلكيها حتى اختك لم تسلم من خبثك تعيريها بتأخر الزواج -حسبي الله ونعم الوكيل فيكى ربنا يقهرك زى ما انتى منكده عليا انا وكل المتابعات-
ميرة عسل البنت دى عجبنى موقفها مع البنات وكلامها عن الرومانسيه وكمان موقفها مع العيله على الاكل
حبوبة ميرة ربنا ينجيها من الخبثاء(شمسه ومانع)
حارب واخيرا لمحة من الامان انك هتكون بخير وتطلع بالسلامه-يارب قريب عشان خاطر موزة صعبانه عليا قوى البنت دى-
اخيرا لولى ربنا ما يحرمن من ابداعك يا عسل

الاميرة البيضاء 31-01-15 09:40 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
لولى انا فتحت لك تقييم الروايه تستاهلى الخمس نجوم على ابداعك والتزامك معانا فى المواعيد
واتمنى كل المتابعات يقيموا كمان عشان نفرح لولو لانها بجد تستاهل

أم مروان 01-02-15 12:21 AM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مبدعه كالعاده حبيبتيوانا مع الاخت الاميره البيضا تستاهلين خمس نجوم , الفصل حلو وهادئ:lol:

bluemay 01-02-15 01:34 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعتذر قرأته على تلات دفعات بسبب المرض والتعب ..

الله يسلم إيديك الحلوين

البارت رااااائع كتير...

ولو ماني مريضة كان حبيت راسك [emoji28]

يسلم يمينك ابو زايد على هظاك الكف ... يا ويلي شو أنبسطت عليييه
برررد تشبدي [emoji16]


الشما ما زالت تعاني وفعلا موقفها صعب ..


العنود مسكينة محتارة وسيف مو راحمها ...

آمنة وضعها أصعب ومنتظرة كيف بطي رح يحلها ...

ناعمة بتوقع رح تطلب من عمها بومييد يساعدها بموضوع ابو رواضي...


حصة وقعت وما حد سمى عليها ... وإستلقي وعدك من ابوك .

مانع ممكن يكون سبب تدميرهم في تدبيرهم .

أتوقع كلمة التشفير اللي قالوها لسلطان تتعلق بحارب وإنه طلع سالم.


سامحيني ما عندي شي يوفي حقك يا الغلااا

وبإذن الله البارت الجاي أكون أحسن
وأرد برد يليق بروعة روايتك ..

تقبلي مروري المتواضع و خالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 01-02-15 01:37 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
أميرتي إنت عسل هههههههه

تعليقك روعة وعجبتني حماستك ...


رينا يسعدك يا قمر




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

شماايه 01-02-15 05:27 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
مساء الخير
اسفة ع الاختفاء المفاجئ كان عندي امتحانات
قريت خلال هالاسبوع كل البارتات و حبيتها ... ما شاء الله عليج مبدعة و فنانة ... الاكشن ف الاحداث بدأ يزيد يوم عن يوم وانا متشوقة اعرف البارتات القادمة ... حاسه ان عوشة ما بتهد شما و سلطان ف حالهم و اكيد ناوية ع مشكلة .. و شكلها هي اللي دازة شمسة على ميرة و تبغي تدمر العائلة وتضيع شرف البنت .. الله يستر ع ميرة و يحفظها من الشر .. و احمد يحليله ميت على هالعوشة و هي ما تستاهله.. و امنة قطعت قلبي بس هي متسرعة و شكلها ناوية تدمر هالعشق اللي بينها وبين ريلها .. و العنود غامضتني للحين ما تعرف شو قصة ريلها .. ان شاء الله تعرف سبب تغييره المفاجئ وتحاول تساعده ... و اتوقع حارب بيقدر ينفذ المهمه اللي سايرلها بنجاح وبياخذ حقه و حق ابوه وحق الناس كلها وشكله ف النهاية بياخذ ناعمة 😍

اتمنى انج تقبلين مروري المتأخر و السريع و الى الامام دوما يا لؤلؤتنا المبدعة 😙

الاميرة البيضاء 01-02-15 05:57 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3508055)
أميرتي إنت عسل هههههههه

تعليقك روعة وعجبتني حماستك ...


رينا يسعدك يا قمر




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

انتى الاروع يا قلبي ربى يسعدك دنيا واخرةيارب
لا بأس عليكى طهور ان شاء الله اجر وعافيه

زمن مجروح 01-02-15 07:01 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
"
.
.











مساء الخير عليكم جميعاً


عًذراً على غِيابي عَن البَارتين السَابِقَة
فـ فقدَنا لـ والِد الجَمِيعْ وفقِيد العَالمْ ( أبو متعِب ) أثَرَ فِينَا جمِيعَاً وَعَلَى نفسِيتِي بشكل خَاصْ ..
غَفَر الله له ولجمِيع مَوتَى المُسلِمِينْ ...



الأجْزَاء جِدَاً مُمَيزَة كـ العَادَة ورَائِعَة
أثَرَ فِيّ بشكل كبِير وضع حارِب فِي السِجنْ وتلكـَ الشخْصِيَة التِي شاءَتِ الأقدْار أن يجتمِع معهُ فِي
مكَانٍ واحِد أصَابَتنِي بـِ الغثَيَانْ فـ تَصرفُه بـ قَتلِه نتِج عَنْ القَهْر الكَبير الذِي إستَوطَنه وتنفِيس عن غَضَبِه
المُتَعَاظِم لوجودِهـ فِي ذَالِك المكَانْ ...


سُلطَان ( مجمُوعة إنسَان)
ألا يكفِيه موضوعه معَ شمَّا لـ يظهَر له رائِد والتحْرِيض الذِي يتبعُه أبو مرشِد وعِصَابتُه لـ الشَاب الصَغِير لـ التخلُص منه ..

عُوشَه وأحمَد
المَوضُوع بـ رمته من تخطِيطَهَا لـ تتخَلَصْ منْ زواجهَا لـ ننتَظِر ردَة فِعل أحمد والتِي أعتَقِد سـ تكون عقلانية لـ تُدَمِرها من أساسِهَا ..

العَنُود و سَيف مُعْضِلَة الفِهْم الخَاطِيء لَكِن الأيَام كَفِيلَة بِتَوضِيح الأُمُور لأنِي أرَى الحُب وحُسْن العِشرَة يُزِيل أي عَقَبَات ..

بِـ المِثل حَالْ آمنَه وبِطِي لَكن يخْتَلِف أن هُنَالِك لُب لـ المُشْكِلَة وهِي اليَزِيَة التِي إسْتَغَلت أصْغَر ثَغْرَة فِي حَيَاتِهِمَا لـ تتسَلَل
إلَيهَا بِكُل خُبث ودَهَاء ..

شَمَااااااااااااا
الصِرَاع الأزَلِي بينَ القَلب والعَقل :)


مِيرة مِلح الرِوايَة ..

حِصَة رُبَمَا سـ يتدَخل والِدهَا ويُجْبرهَا علَى الزوَاج لأن رأي الفَتَاة ومُوافقتِها لا أهمِيَة لها فِي عُرفِه ..


العِصَابَة والتخْطِيط القَويّ والذِي سـ يُدَمِر بِقُوة ولَكن أعتَقِد وجود سُلطَان وحَارِب سَـ يوقف كل المُخَطَطَات ويُنهِيهَا ..


ناعمَة ورُوضَه والطَريق الذِي سـ يوصلهم لسبب غيبوبة والد روضة ..



أشُكركـ بِعُمق علَى إبداعِك المُتَواصِل
وأتمنَى لكـ التوفِيق ..



مودَتِي .."

لولوھ بنت عبدالله، 01-02-15 07:27 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3507953)
يا مسا الشيكولاتة والبونبونى والكريم شانتية وكل الحلويات عليكى يا لولو وعلى المتابعات
البارت النهاردة رووووووووووووووعه بجد حلو اخر حاجة
عجبنى جدا موقف ام العنود مع شما ونصايحها (عرفيه مين بنت خويدم)النصيحة دى دخلت مزاجى قوى شكل الاكشن بين السلطان وشميمى هيكون بمباركة من ام العنود-حبيتها بقوة
يا ريت تعطى كام نصيحة للعنود ينفعوها فى ازمتها مع سيف ونستمتع احنا بالاكشن
وما زال انهيار امنه مستمر اكتر حاجه خايفة منها ان كبريائها يغلبها وتخسر كتير(خلاص امون كفايه ضعف وواجهى مشاكلك وانهيها بسرعةوصالحى ابو الشباب بدل ما تموتى مننا يا شيخه)
ابو سعيد احترم هذا الرجل مش عارفة ابنه ابو سيف طالع لمين اذا ابوه بيعطى للبنات الحريه والمشورة فى الرفض او الموافقة على اى عريس-وهذا هو الشرع- اتوقع بعد رفض حصه ان ابوها هيجبرها على الزواج لانه مش عجبه كلام ابوه لما قال شاور حصة ولا تغصبها
احمد مش عارفه انت عامل فى نفسك كده ليه وزعلان عشان العقربه ولا يهمك طلقها ولولى هتجوزك ست ستها -صح يا لولى:Tgn04610:
العقربه عوشه وزى ما توقعت كل المخطط الشيطانى من تحت راسك بس اتمنى فى يوم ينقلب السحر على الساحر ويكون تدميرك فى تدبيرك
اى وقاحة ودنائة نفس تمتلكيها حتى اختك لم تسلم من خبثك تعيريها بتأخر الزواج -حسبي الله ونعم الوكيل فيكى ربنا يقهرك زى ما انتى منكده عليا انا وكل المتابعات-
ميرة عسل البنت دى عجبنى موقفها مع البنات وكلامها عن الرومانسيه وكمان موقفها مع العيله على الاكل
حبوبة ميرة ربنا ينجيها من الخبثاء(شمسه ومانع)
حارب واخيرا لمحة من الامان انك هتكون بخير وتطلع بالسلامه-يارب قريب عشان خاطر موزة صعبانه عليا قوى البنت دى-
اخيرا لولى ربنا ما يحرمن من ابداعك يا عسل





يا مسا الحلى كله يا اموورتنا السكرة ....


اولاً وقبل كل شي .... اسعدتيني + احرجتيني ببادرتج الكريمة وطيب كلامج اللي اكيد ما يطلع الا من انسانة عسل وراقية ...


تسلمين يا قلبي قد الكون كله ..... تقييمج وتقييم كل متابعيني يعنيلي بشكل ما تتصورينه ... يخليني احس ان صدق ما اكتب عبث .... ربي لا يحرمني منج حبيبتي ولا من تشجعيج الدايم ... جمال حرفج "يبكّي" .......


ام العنود/شما ....... نصيحة تتثقل بذهب صحيح ...؟! هههه


آمنة/بطي ....... الكبرياء مشكلة يا امورة ..... نصبر ونشوف شو خطوة آمنة القادمة ... ان شاء الله تحكم عقلها وتحل مشكلتها بهداوة ...


بوسعيد/بوسيف ...... على فكرة لازم في أي عائلة في فرد صعب الطبايع وشاذ بطبعه عن الباقيين هههه ... بس موضوع اجبار البنت على الزواج غلط ...... بوسيف لازم يفهم هالنقطة .....


احمد/عوشة ...... غريبة هالانسانة ما تحمد ربها عندها زوج محب وعيال بكامل صحتهم وعافيتهم وتبا خراب بيتها ...!!!
هالنموذج من النساء يا كثرهم في مجتمعاتنا .... الله يهديهن بس ....


ميرة والخبثاء مانع وشمسة .. اللهم آميييييييين .....


حارب ........ الله يفك اسره قريب .....



امورتي ..... ولا يحرمني يا رب من مرورج وطلتج الجميلة .....

لج مني صافي الود/التقدير حبيبتي ..

لولوھ بنت عبدالله، 01-02-15 07:32 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مروان (المشاركة 3507964)
مبدعه كالعاده حبيبتيوانا مع الاخت الاميره البيضا تستاهلين خمس نجوم , الفصل حلو وهادئ:lol:




مسا الفل ام مروان ....


يا قلبي عليج وعلى امورة ... تسلمولي يا حبيباتي لا خليت منكن يا ربي ...


الحمدلله ان البارت عيبج ... انتظري القادم معانا .....


كل حبي وتقديري ...

لولوھ بنت عبدالله، 01-02-15 07:46 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3508053)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعتذر قرأته على تلات دفعات بسبب المرض والتعب ..

الله يسلم إيديك الحلوين

البارت رااااائع كتير...

ولو ماني مريضة كان حبيت راسك [emoji28]

يسلم يمينك ابو زايد على هظاك الكف ... يا ويلي شو أنبسطت عليييه
برررد تشبدي [emoji16]


الشما ما زالت تعاني وفعلا موقفها صعب ..


العنود مسكينة محتارة وسيف مو راحمها ...

آمنة وضعها أصعب ومنتظرة كيف بطي رح يحلها ...

ناعمة بتوقع رح تطلب من عمها بومييد يساعدها بموضوع ابو رواضي...


حصة وقعت وما حد سمى عليها ... وإستلقي وعدك من ابوك .

مانع ممكن يكون سبب تدميرهم في تدبيرهم .

أتوقع كلمة التشفير اللي قالوها لسلطان تتعلق بحارب وإنه طلع سالم.


سامحيني ما عندي شي يوفي حقك يا الغلااا

وبإذن الله البارت الجاي أكون أحسن
وأرد برد يليق بروعة روايتك ..

تقبلي مروري المتواضع و خالص الود




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°


وعليكم السلامة ورحمة الله وبركاته ....





مسا الغلاا ميمي ...


له له له ... طهور ان شاء الله ... سلامة قلبج من كل شر وعوق حبيبتي :(


ههه حبتج العافيه يا قلبي .... الله يسلمج كلج ذوق يا ام الذوق انتي ...




بوزايد ابضاي ما يرضى بالاهانة يا ميمي :)


شما ..... صحيح .... الله ايعينهااا بس ....


العنود ..... لازم حل المشكلة تكون من الطرفين .. على الاقل يبادر سيف بالمصارحة ...


آمنة ...... كبريائها مانعنها ...... الله يستر منها هالامونة المزيونة ....


ناعمة ...... نصبر ونشوف شو بتسوي نعومتنا الشيطونة ... :)


حصة ............ ههههههه احب شطحاتج اللذيذة ....


مانع ..... يمكن ليش لا ...!!!


حارب ....... تتوقعين طلع .....!!!! نصبر ونشوف شو بيصير البارت القادم .....




ميمي ... حرف وايد يسدني يا حبيبتي .. انتي تسعديني فوق ما تتصورين ..

وسلامتج يا قلبي مرة ثانية ..



لج صافي الود/التقدير ...

لولوھ بنت عبدالله، 01-02-15 07:54 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شماايه (المشاركة 3508143)
مساء الخير
اسفة ع الاختفاء المفاجئ كان عندي امتحانات
قريت خلال هالاسبوع كل البارتات و حبيتها ... ما شاء الله عليج مبدعة و فنانة ... الاكشن ف الاحداث بدأ يزيد يوم عن يوم وانا متشوقة اعرف البارتات القادمة ... حاسه ان عوشة ما بتهد شما و سلطان ف حالهم و اكيد ناوية ع مشكلة .. و شكلها هي اللي دازة شمسة على ميرة و تبغي تدمر العائلة وتضيع شرف البنت .. الله يستر ع ميرة و يحفظها من الشر .. و احمد يحليله ميت على هالعوشة و هي ما تستاهله.. و امنة قطعت قلبي بس هي متسرعة و شكلها ناوية تدمر هالعشق اللي بينها وبين ريلها .. و العنود غامضتني للحين ما تعرف شو قصة ريلها .. ان شاء الله تعرف سبب تغييره المفاجئ وتحاول تساعده ... و اتوقع حارب بيقدر ينفذ المهمه اللي سايرلها بنجاح وبياخذ حقه و حق ابوه وحق الناس كلها وشكله ف النهاية بياخذ ناعمة 😍

اتمنى انج تقبلين مروري المتأخر و السريع و الى الامام دوما يا لؤلؤتنا المبدعة 😙





مسا النور والسرور شمايه حبيبتي ...

تولهناااا :)


الله ايوفقج ويرزقج بأعلى الدرجات ....


يا حبيبة قلبي ...... تسلميلي ..... ابداعي اشوفه في ردودكم وحجم تشجيعكم لي ... وانتو ما تقصرون في حقي ابد ....


عوشة .......... تتوقعين هي اللي مطرشة شمسة حق ميرة ..... ليش ..!!! اقصد كيف فكرتي بهالشي ...؟! حابة اعرف :)


آمنة مقطعة قلوبنا كلنااااا :(


العنود ... هيه ... تتوقعين بتعرف ...!!!! بيصارحها سيف ولا ....؟!


حارب ..... ان شاااااء الله ...... :)




ولووو ... يسد انج عطيتيني شوي من وقتج وكتبتيلي ..... لا خلاني الله من تشجيعج الدايم ومرورج المعطر ...



لج خالص ودي/تقديري ..

لولوھ بنت عبدالله، 01-02-15 08:13 PM

رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن مجروح (المشاركة 3508166)
"
.
.











مساء الخير عليكم جميعاً


عًذراً على غِيابي عَن البَارتين السَابِقَة
فـ فقدَنا لـ والِد الجَمِيعْ وفقِيد العَالمْ ( أبو متعِب ) أثَرَ فِينَا جمِيعَاً وَعَلَى نفسِيتِي بشكل خَاصْ ..
غَفَر الله له ولجمِيع مَوتَى المُسلِمِينْ ...



الأجْزَاء جِدَاً مُمَيزَة كـ العَادَة ورَائِعَة
أثَرَ فِيّ بشكل كبِير وضع حارِب فِي السِجنْ وتلكـَ الشخْصِيَة التِي شاءَتِ الأقدْار أن يجتمِع معهُ فِي
مكَانٍ واحِد أصَابَتنِي بـِ الغثَيَانْ فـ تَصرفُه بـ قَتلِه نتِج عَنْ القَهْر الكَبير الذِي إستَوطَنه وتنفِيس عن غَضَبِه
المُتَعَاظِم لوجودِهـ فِي ذَالِك المكَانْ ...


سُلطَان ( مجمُوعة إنسَان)
ألا يكفِيه موضوعه معَ شمَّا لـ يظهَر له رائِد والتحْرِيض الذِي يتبعُه أبو مرشِد وعِصَابتُه لـ الشَاب الصَغِير لـ التخلُص منه ..

عُوشَه وأحمَد
المَوضُوع بـ رمته من تخطِيطَهَا لـ تتخَلَصْ منْ زواجهَا لـ ننتَظِر ردَة فِعل أحمد والتِي أعتَقِد سـ تكون عقلانية لـ تُدَمِرها من أساسِهَا ..

العَنُود و سَيف مُعْضِلَة الفِهْم الخَاطِيء لَكِن الأيَام كَفِيلَة بِتَوضِيح الأُمُور لأنِي أرَى الحُب وحُسْن العِشرَة يُزِيل أي عَقَبَات ..

بِـ المِثل حَالْ آمنَه وبِطِي لَكن يخْتَلِف أن هُنَالِك لُب لـ المُشْكِلَة وهِي اليَزِيَة التِي إسْتَغَلت أصْغَر ثَغْرَة فِي حَيَاتِهِمَا لـ تتسَلَل
إلَيهَا بِكُل خُبث ودَهَاء ..

شَمَااااااااااااا
الصِرَاع الأزَلِي بينَ القَلب والعَقل :)


مِيرة مِلح الرِوايَة ..

حِصَة رُبَمَا سـ يتدَخل والِدهَا ويُجْبرهَا علَى الزوَاج لأن رأي الفَتَاة ومُوافقتِها لا أهمِيَة لها فِي عُرفِه ..


العِصَابَة والتخْطِيط القَويّ والذِي سـ يُدَمِر بِقُوة ولَكن أعتَقِد وجود سُلطَان وحَارِب سَـ يوقف كل المُخَطَطَات ويُنهِيهَا ..


ناعمَة ورُوضَه والطَريق الذِي سـ يوصلهم لسبب غيبوبة والد روضة ..



أشُكركـ بِعُمق علَى إبداعِك المُتَواصِل
وأتمنَى لكـ التوفِيق ..



مودَتِي .."





مسا المحبه والسعاده حبيبتنا زوزو ....



عظم الله اجركم في فقيدكم الغالي ..... خبر وفاته هزنا كلنا من كبيرنا لـ صغيرنا ... ربي يرحمه ويغفرله ويجعل مثواه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والصالحين ....

وربي يرحم موتانا وموتى المسلمين جميعاً ...


نجي للشخصيات ....


حارب وسجنه القذر ...... صحيح .... ربي يفك اسره قريب ويرد بالسلامة لاهله واحبابه ..


مجموعة انسان ....... شفتي كيف زمن ....!!!!
ربي ايعينه هالسلطان يلقاها من وين ولا من وين ....!!!


عوشة/احمد ..... نصبر يا ختيه ونشوف لين وين بتوصل قلة عقل هالانسانة ... الله يهديها بس ويصلحها ... عندها زوج زي السكرة وعيال حلوين ... شو تبا اكثر من جيه ....!!!


العنود/سيف ..... صح كلامج الحب وحسن العشرة يزيل أي عقبة .....


امونة المزيونة/بطي ..... صحيح ...... تتوقعين شو خطوة آمنة القادمة ... هل المصارحة والتصرف بعقلانية ولا شي منيه مناك مش ولابد ......!!!


شما ........ صراع القلب والعقل في روحها يزداد .... تتوقعين حد بيحطي حد لصراعها ولا هي من نفسها بتحط هالحد ....!!!!


ميرة ...... ملح وسكر .... احب هالبنوتة .....


حصة ....... اممممم يمكن .... كل شي يجوز ويصير مع ابطالنا يا زوزووو ...


العصابة ..... ان شاء الله يارب ....


ناعمة/روضة ..... تتوقعين نعومة بتقدر تساعد روضة بطريقة فعالة وممتازة ....؟!




انا اللي اشكرج يا زوزو قد الكون على مرورج وتشجيعج المعطر .... وربي يوفقنا ويوفقج دايم الدوم ...


يحفظج ربي وين ما تكونين ...


الساعة الآن 09:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية