لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-15, 01:39 PM   المشاركة رقم: 3486
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300629
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام ريم فوفه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام ريم فوفه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

السلااااام عليكم
شحااالكم فديتكم(احاول اجاري اسلوب الروايه&#128521
صراحه روايتك كلمه روعه قليله عليها تجنن مره😢😢
استنى الاربعاء من مبطي وصاير يطول علينا
المهم ماعلينا ترى انا صوت على روايتك الجايه ان شاءالله تكون بنفس اللهجه ياعسل
بس المتصفح عندي خااايس مع الجهاز وعلق وضغط على العربيه
تسلمي على الروايه وبنتظار بارت اليوم

 
 

 

عرض البوم صور ام ريم فوفه   رد مع اقتباس
قديم 02-09-15, 08:09 PM   المشاركة رقم: 3487
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء الرابع والستون

 








(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء الرابــــع والستــــون



،



قبل َ كُلَ لقاء

قلبي يتبرّج ُ لك ِ

يُكحّلُ بالدفءِ أجفان َ نَبْضهِ

ويُخضّبُ دمَهُ بحِنّاءِ الحنين

ماؤكِ ـ لا ترابي

أعْشَبَ حقولَ أبجديّتي

كيف تَلِدُ الدُنيا قارات ٍ جديدة ً

ما لم يحتضنُ عشّك ِ عصفوري ؟

..

أيتُها البعيدة ُ كقلبي عن يدي

القريبة ُ كالشمس ِ من عينيّ

لِنُقِمْ مملكة القناعةِ

فأبايعك مليكةً

في أقاليمِ جنوني



لـ يحيى السماوي



،



ثاني أيام العزاء




هرع اتجاه منزل زوجته ووجهه يصرخ باللهفة ليراها ......... ويغمرها بصدره حتى يمتص كل آلامها ........


يعلم انها تعاني الآن .......... وبجنون ............ يعلم هذا من خفقاته التي تنقبض كلما فكّر بها وتخيّل طيفها امامه !





لكنه وقبل ان يتصل بها لتخرج إليه ... دخل خيمة العزاء ليقف قرب غانم وخال زوجته "الذي قدم من لندن مباشرةً بعد ان اتاه الخبر" وبعض رجال العائلة والاقارب ..... بعد ان قدّم واجب العزاء عليهم ......


الجميع كان حاضراً .... سلطان واخاه أبا ذياب .... وحارب ..... وآل خويدم ....





اتاه والده متسائلاً: وين كنت البارحة ..؟!


رد بحزم شديد اخفى خلفه احباطه من غيابه البارحة: شغل ابويه شغل ....


التفت بسرعة محاولاً تغيير الموضوع: وين فلاح وحمد ..؟!


اشاح والده وجهه بقسوة وقال: البارحة خبّرت فلاح بالسالفة ... ودق من شوي قال انه ياي في الدرب ... والثاني امره لا تييبلي طاريه .... يسد سواد ويهه الردي ....




حقاً لا يستطيع الآن التفكير سوى بغزاله ... زوجته الحبيبة .. لا بأشقائه .. ولا بأعماله المتراكمة المتوقفة ... ولا بالاتصالات التي تهل عليه منذ الصباح من أبا راشد وخلفان وبقية الرجال .......

يريد ان يراها الآن مهما كلّف الأمر




دخل ناصر خيمة العزاء وهو يلقِ السلام بصوتٍ رنان جهوري .... واخذ يقدم واجب العزاء على الجميع حتى اقترب من صديقه نهيان ......


ربت على كتفه وهو يقول: عظم الله اجركم يا بوعبيد .... عسى الله يرحمها ويغفرلها ويرزقها فسيج جناته


تنهد نهيان بصوتٍ غير مسموع ورد بخفوت: اجرنا واجركم يا خويه .... اللهم آمين يا رب العالمين ... كلنا مردنا لهالطريج .... نسأل الله حسن الخاتمة ...


ناصر: آمين يا رب .....






بعد دقائق ..... وجد ان صبره قد نفذ بحق ...... وضع يده على كتف غانم وقال بصرامة: بومحمد .. ما عليك امارة سولي درب أبا اشوف حرمتيه واعزيها .....


اومئ أبا محمد برأسه وقال: افا عليك .... اقرب اقرب .... بدخلك من الباب الوراني .. بعيد عن ميلس الحريم ...








اتصل غان بـ زوجته فاطمة ..... التي سيطرت على اعصابها "بقوة ايمان تُحسد عليها" بعد ان دُفنت والدتها .... وردت بصوت مبحوح هادئ: هلا غانم


.....: فاطمة سوولنا درب نهيان يبا يعزي حرمته



رفعت فاطمة عيناها الى روضة "الجامدة بمكانها" منذ ان تلقت الخبر .... حتى انها لم تلاحظ ان زوجها لم يأتي إليها منذ ان علموا بخبر وفاة والدتهم .....



وقالت بحشرجة خرجت اثر تأثرها من حالة شقيقتها الغريبة المخيفة: ا ..... احم ...... ان شاء الله ....






أغلقت هاتفها وهي تقترب من روضة الا ان ناعمة اوقفتها وهي تسألها بعينان ذبلتا من البكاء سابقاً ..... من جهة هي متأثرة من وفاة والدة صديقتها .... ومن جهة أخرى هي قلقة جداً من جمود صديقتها الغريب .....: فاطمة عنيه افداج شيخة وين ...؟!
أبا اوكلها فديتها من الصبح ما حطت شي في ثمها ....



دعكت فاطمة عينها اليمنى بقوة محاربةً بقوة دموعها .... ثم اخذت نفساً قوياً وهي تأشر بعيناها الى غرفة قرب السلم المؤدي الى الطابق العلوي: فـ .... في حجرة امايه ..... احم
ان رمتي تخلينها تاكل فـ يزاج الله خير .... هي اصلاا من البارحة ما كلت شي ..... حاولي فيها يمكن تاكل



قبّلت ناعمة جبهة فاطمة وهي تقول بصوت اخرجته قوياً حازماً قدر المستطاع: بتاكل ان شاء الله ما عليج .... انتي ايلسي وريحي عمرج يالغالية ...



.
.
.
.
.
.
.



: رواضي .. غناتي .. ريلج ياي يشوفج ..



بعينان ذابلتان .... زائغتان .... الا انهما ... "قمة في الصقيع والجمود" ... همست: وينه ..؟!


فاطمة: هو دخل من الباب الوراني مادري عاده وينه ... يمكن يلس في الصالة الصغيرة ...


هزت روضة رأسها بشرود ووقفت متجهةً خارج المجلس المزدحم بالنساء المعزيات ...






ما ان اقتربت منها حتى وقف بلهفة .... وهمس بعذاب عاشق: روضة


ومن غير ان يتوانى للحظة ...... سحبها الى صدره وغرسها غرساً فيه ..... واخذ من غير ان يشعر يعتذر ويتأسف عن غيابه يوم البارحة وقبلها ......



غمغمت باقتضاب وبصوتٍ خالٍ من أي مشاعر: عادي


رفع وجهها بأصابعه وهو يقول بإحباط وضيق: لا هب عادي ... انا آسف بس والله ما كان بايديه حيله ... ظهرتلي اشغال مهمة ....



: قلتلك ........... عادي




رمقها باستغراب .... وللتو فقط لاحظ تجمد نظراتها وغرابة كلماتها ............. انزل يده عن وجهها وهي تهمس بروحٍ ميتة: عقب الغالية ............ مافي شي في الكون يهمني ................





تأملها بأسى ........ ولم يعاتبها ابداً ......... فهي الآن مفجوعة ولا تعرف بما تتفوه به .........


امسك يدها واجلسها برفق قربه .... وقال بحزم وهو يشبع ناظراه من وجهها الجميل الشاحب متأملاً بألم انتحار السعادة بين دروبه:
بس انتي تهميني ..... وتهميني اكثر عن روحي .......



عندما لم تجب عليه .... تنهد بعمق ..... واردف:
عمج مبارك يه ..؟!


ردت بذات صوتها الجامد ... البعيد: يه ولا ما يه ............... ما يهمني ..........



: روضة ...... طالعيني .........




نظرت إليه ببرود ..... قبل ان يحبس عيناها بنظرته القوية المتمعنة .... ويقول بصرامة اخفى خلفها قلقه عليها: شحقه جيه ترمسين ..؟!



رفعت حاجباً واحداً وقالت: شقى تباني ارمس ..؟!



امسك يدها بقوة وقال: الحزن ماكل يوفج اكل .. مع ها .. تبين تحبسينه ببرودج وقسوتج .. ليش ... ظهري اللي فيج ولا تخلينه يذبحج من الداخل ..



وقفت وهي تبعد يدها عن يده ..... وقالت وهي تتأمل كل شيء حولها بنظرة فارغة ميتة: عليه السلام اللي كنت انحر الحزن فيّه لجل اشوف الضحكة بعيونه ...


قبضت يدها بقوة ........ واكملت ببريق حزن شرس مر بمقلتاها الجامدتان: عليه سلام ربي ورحمته وغفرانه ....
الدنيا عقبه ممات في ذمتيه ......




اقترب منها بعاطفة قوية وادارها نحوها وهو يقول: روضة .... ها يومها ... اجلها ... اذكري الله يا عين نهيان ... انتي مؤمنة ....



قاطع كلماته دخول فاطمة التي يبدو عليها امارات الضيق والعبوس: السموحه قاطعتكم ...



ثم قالت لـ روضة: روضة عمج خاري يباج ..


امسك نهيان يد روضة بتملك هاتفاً بحزم: نحن الاثنينه بنظهرله ....



.
.
.
.
.
.
.



رغم كبريائه الذي خُدِش هذه المرة بطريقة قاسية عديمة الرحمة ....ورغم عن انف غضبه .. وسخطه .. وغروره الذي انكسر ... رغماً عن انف كل شيء تشعر به رجولته المُداسة ...

هو متألم الآن لرؤيا دموعها المتساقطة بشكل موجع محموم ...


تذكر منذ يومان ما حصل وهو يقبض بوحشية على يده






"



قبل ان ينالها بشكل كامل ........ دفعته بقوة وهي تأن وتهمس بحشرجة من خلف عاطفتها المشتعلة المجنونة: خـ خوز ..... خـ خوز ...... ما ..... ما باااك .......


رد بقلبٍ ينتفض بالتوق والرغبة والمشاعر الهوجاء: لا ... جذابة ... انتي تبيني ... شرات ماباج ...


شهقت وهي تبكي بغضب وقهر رغم عيناها وخداها المتوهجتان بالعاطفة الشرسة: لا .... انا مابا واحد ذلني وخذاني غصبن عنيه .. مابا واحد يشوفني وحده مالها عازه في الدنيا ... لا فيها عقل ولا هدف في الحياة .... ما تعرف طموحها وزين منها نجحت على الحافة ....
مابا واحد يشوفني برخص واحتقار ودونية
خـ خوووز .... لو سمحت خوووووز




ابتسم بغرور .......... وهمس قريباً من ثغرها المرتعش: مع كل عيوبج ... فلاح بن عبيد ما زال راضي بج





يكاد يقسم .. انه رأى بريق لم يراه في حياته بعيناها ......... بريق سرعان ما انطفئ وهي تدفعه عنها وتزمجر: لو فيك ذرة رجوووولة يا فلاح يا بن عبيد بتخوووز عنيه الحيييييينه ........

اردفت بزمجرة اعلى واحد من سابقتها: الحييييييييينه





رمقها بسخط عاتٍ سرعان ما خفت خلف برودة اعصابه ....... تنحى عنها بصدره العاري ... وجلس قربها واضعاً يسراه فوق ركبته المنطوية امامه بإهمال وعبث .... وقال بسخرية غاضبة:
ممكن افهم هالفلم الهندي شحقه وانا اشوف الرغبة بعينج ....!




نهضت من السرير بحدة .... وبغضبٍ ملؤه الهيجان ... لفت على جسدها منشفتها المعلقة على الشماعة ..... وقالت بقسوة:
اظنتي سمعت شو قلت .... مابا واحد يشوفني برخص واحتقار ودونية .... الحص اثمن عن جيه يا الحر ...




امعن النظر بها بصمت حاد ثاقب ..... قبل ان ينهض بذات صمته ويدخل الى الحمام التابع للغرفة ...... تاركاً حصة منتفضةَ المشاعر لاعنةً شيطان تلك المياسة الماكرة التي خرجت وتركتها لوحدها مع فلاح ......



"





امسك بيساره مقود السيارة ... وبيمين امسك يدها وهو يقول بصوتٍ بحاني دافء: حصة .. ادعيلها بالرحمة فديتج .. ها مقدر ومكتوب ... كل نفسٍ ذائقة الموت ....




لم ترد .. كانت لا تزال تجهش بالبكاء المرير وتنتحب على والدة صديقتها الحميمة .... منذ ان علمت بالخبر وهي هكذا .. لا تكف عن البكاء .... وكأن ببكائها كانت تبكي ام فاطمة ... وكل شيء مرت به منذ ان عقد قرانها بـ فلاح ....

كل شيء ..... وجعها .. حسرتها ... احزانها ... كرامتها المُهانة ... غضبها ... مرارتها ...................




وغيرتها المجنونة ...............!


كل شيء بلا تحديد .....!





تنهد بأسى وفضّل ان يتركها تبكي وتخرج ما فيها قبل ان يصلا الى ابوظبي ويقدموا العزاء الى اهل زوجة شقيقه .....


بكاءها الآن راحةٌ لها .... اما بكاءها عند بنات المتوفاة رحمها الله فسيكون عذابٌ مضاعف لهن .......!


فلتبكي وتخرج ما فيها لتتمكن من السيطرة على نفسها هناك .....






وصلته رسالة من المياسة


"وصلت دبي الحمدلله .... وان شاء الله على صلاة المغرب انا وامايه بنيي بوظبي نعزي العرب"



رد عليها بهدوء


"ان شاء الله"



.
.
.
.
.
.
.



: لا ... لا انا ولا ختيه بنيي وياك .... هذا بيتنا وهنيه بنتم يالسات


هتف من بين شرار عيناه متواقحاً على وجود نهيان متعمداً ان يتجاهله ويحقّر من قيمته: هب على كيفج ... امج خلاص توفت الله يرحمها ... وفاطمة اختكن معرسة ولا هي وياكن طول الوقت ... شو بيلسكن بنات رواحكن في البيت !


هتف نهيان بصرامة حادة: يا بوخالد هالرمسة تو الناس عليها ... تونا ثاني يوم العزا وين تبا ياي تشل البنات ...!


هتفت روضة بشراسة لـ نهيان: رمسته مالها لزمة أصلا مب بس تو الناس عليها .... وبيته ما بطبه لا انا ولا ختيه ....


نظرت لعمها مضيفةً بقسوة: ولا تفتح الطاري هذا يا عم لاني ما بعيده رمستيه ....


اتسعت عينا أبا خالد غضب وهدر بقهر: انتي حووووه .... منو قااالج باخذ شوورج ولا بخليج تمشين رمستج عليّه ....!
تسوين اللي اقولج عنه وانتي منطمة ساااااامعه !



وقف نهيان بهامته الشامخة بين العم وابنة اخاه وهو يقول ببرود وبحاجبٍ مرفوع: الغالي ... خوي شما ... لا تنسى انها معرسة ... يعني لو أبا اشلها الحينه محد بيفتح ثمه ويرمس .... لا انت ولا غيرك ....



فتح العم أبا خالد فمه ليكمل هديره واعتراضاته الا ان روضة قاطعت الحوار الحامي بأن قالت بصوت ثلجي: وهاللي بيصير ...


حدّقت بعمها بنظرة تشع احتقاراً ..... واكملت: أصلا كنت متوقعة حركتك هاي ... انك تيي وتسوي فيها العم اللي يحب بنات اخوه وخايف عليهن .. عسب جيه انا مبوني كنت مقررة اخبر نهيان ان نخلص من سالفة العرس بسرعة



رمقت نهيان بنظرتها الجامدة واضافت متجاهلةً تماماً الحقد الناضح من مقلتا عمها: بس على شرط ... يعيش ويانا هنيه .... في هالبيت .... وختيه ويايه .....




التقط بفطنة وقلبٍ عاشق المناجاة بعيناها .. والتوسل بأن لا يكسر كلمتها ويخذلها حتى لو اخفت الشيء خلف قسوتها وجمودها ... لذا اومئ برأسه بسرعة وقال موافقاً إياها: شرات ما تبين ... شرطج بيتنفذ بإذن الله ....


صرخ العم أبا خالد باعتراض غاضب: بنت اخويه ما بتعيش ويا غريب ....


رفعت اصبعها مقاطعةً إياه بقسوة مرعبة ... قسوة أخرجت جانباً لم يخرج البتة منها واثار اعجاب نهيان بقوة:
والله ..... والله في سماه ...... ان فكرت تبعدني عن ختيه ... حرام ياني اجلب حياتك جحيم شرات ما جلبت حياتنا جحيم بفعايلك فينا سنين طويلة .....


اردفت بصوت اشد حدةً وظلمةً وهي تؤشر على الأرض: ختيه بتم هنيه .... غصب طيب بتم هنيه ... ويايه .....




: ر ... روووضة



التفت الجميع الى الوراء ورأوا شيخة متشحةً بالسواد وبجانبها فتاة أخرى متشحةً بالسواد كذلك ووجهها مغطى كلياً ...


اقتربت مهرولةً نحو اختها الكبيرة وهي تتلعثم بخوف شديد: مـ مابا اروح معاه .. دخيلج لا تخلينه يشلني معااااه ... بموووت والله بمووووت ....



احتضنت كتف اختها الصغرى بمشاعر تصرخ بالحماية والتملك ... وقالت من بين اسنانها: على موتي ياخذج وياااااه


زم نهيان فمه وقال بصرامة: سمعت راي البنات يا بوخالد ... تفضل رد خيمة الرياييل جانك تبا تكمل المواييب ...



نظر الى نهيان ثم الى روضة بلهيب حاقد وبغض عاتٍ وقال متوعداً: تتحرون السالفة بتنتهي جيه ...!! لا فديتكم .... البنية مردها بيت عمها .... الحينه انا بسكت لانا في عزا ...... بس حطوا في بالكم اني بيي ورا باجر وبشلها ....



قال كلماته وخرج تاركاً شيخة ترتعد ألماً ووجعاً في حضن اختها الكبرى .....



نظر نهيان بقهر الى اخت زوجته وهو يفكر بعقلانية



العقل يقول ان الذي يتفوه به أبا خالد حقٌ من حقوقه


فكيف يرضى أي رجل ان تعيش ابنة أخيه مع زوج اختها في منزلٍ واحد .... ليت ذاك الاخرق يعلم انه في الأيام القادمة لن يتمكن من المكوث في ابوظبي ودبي كثيراً ... فهو الآن يعيش اشد اللحظات حساسيةً في مهمته الرسمية الموكلة إليه !





: احسن الله عزاك يا بوعبيد




غض بصره ما ان اتاه صوتاً انثوياً غيرَ مألوفٍ بالنسبة له ..... قالت روضة بهدوء: هاي ناعمة بنت هامل


رفع نهيان كلتا حاجباه بحرج خفيف ورد على "ابنة خال أبناء عمه مصبح وزوجة ابن عمته حارب" بصوتٍ رنان: مرحبا مرحبا بـ بنت هامل ... الدوام والبقاء لله يا ختيه .. يزاج الله خير يا بنت الاشراف ...



دنا من روضة وهمس: انا راد الخيمة ... ان بغيتي شي اتصليبي زين ..؟!


اومأت رأسها بهدوء وصمتت ........ ليس بمقدورها الآن سوى الصمت ....... فليس غير الصمت من سيجعلها على الأقل ........... "محافظةً على عقلها من الجنون" .............!



.
.
.
.
.
.
.



منهكة الجسد ... والفؤاد ... ولا تعلم ما حيلتها لتعالج هذا وذلك ..... يبدو ان الله قد كتب عليها ان تعشق من لا يعرف ان للعشق حرمات .....!

من لا يعرف ان لعشق افئدة تكتوى من البعاد وطول الجفاء ......!

رباهٌ عليك يا ابن خويدم ........ أأرضعوك القسوة بالمهد او تشربته شرباً بشبابك المختال .......!

احبك ........ اجل احبك ........... ولا اعرف كيف استطيع ارجاع صورتك البهية في قلبي يا "نبضه" ......

اعتقدت ان بعادي عنك سيجلبك إلي ..... سيحن قلبك ويجعله يتلوى شوقاً إلي ... إلا انني كنت واهمة ......... كالمعتاد يا حبيبي


يبدو انك بأكملك "وهماً واقعياً لـ خفقاتي وروحي المولعة برجولتك" !!!!





"



: وانا ماباها ... بند التلفون يلا وعن الهذربان الزايد ... وراك سبوح ورقاد ...



وانا ماباها

ماباها

ماباها

ماباها

ماباها



"



ابتلعت غصة حارقة وهي تشتم بحقد ذاتها التي لا تنفك لحظة تفكر به وهو الذي في كل مرة يثبت لها انها بلا قيمة بالنسبة إليه .....




تنهدت بوجع محترق .... وعدلت غطاء وجهها قبل ان تخرج من سيارة والدها الذي قام بإيصالها لمنزل صديقة ناعمة لتقدم واجب العزاء

والدها الذي وبكل حنان عبق ابى ان يسألها عن سر مكوثها في منله وتركها لمنزل زوجها لأكثر من أسبوع .... تعلم انه يرغب بسؤالها والاطمئنان عليها الا انه يرغب كذلك بتركها تفعل ما تشاء وبالطريقة التي تريحها وتفضلها .... هذه احد طرق والدها ليكفر عن اهماله لها طيلة سنواتها الفائتة ....

هذا الامر غير خفي عنها ابداً ........!




أبا حميد: ابويه حنان .. انا بسير بعد اعزي العرب في خيمة الرياييل .. يوم تخلصين دقي عليّه ..


حنان برقة: ان شاء الله فديت عيونك


بعد ان اقتربت من باب المنزل الداخلي .... اوقفها صوتٌ صغير لذيذ



: ماماااااااااااااا ... مامااااااااااااااااااا




شهقت بسعادة قبل ان تلتفت وتهمس بحبٍ وشوقٍ سرمديان: يا عيوووون ماماااااا .....



ركض إليها ببهجة عارمة وهي ومن فرط شوقها ...... فتحت ذراعيها وتلقفته بحنان جارف ... حنان كـ هي تماماً !


: حبيبي سعودي ... تولهت عليييك ...


قبّل خدها بقوة وهو يصيح بملامح متوهجة من الشوق: وانا بعد ماماااااااا .....


اقترب كذلك زايد وبسمةٌ كبيرة تحتل كامل ثغره .... جثت على ركبتها واحتضنته هو الآخر بقوة ....




كانت تعلم ان والدهم موجود .. قريباً منها ..... ويرى كل تفاصيلها ..... الا انها ........ مجروحة ......... مجروحة بحق ولن تُظهر ابداً اهتمامها او شوقها إليه .... هي حتى لن ترفع عيناها وتنظر إليه .......




جاءها صوت الخشن ..... الجامد ....... القاسي: زايد ... شل اخوك وسيروا عند يدتكم .. هي داخل عند الحرمات ...


تشبثت حنان بالولدان قبل ان تقول بقهرٍ اخفته خلف صوتها الساخر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بوزايد ...


اشاحت بجسدها وهي تردف بذات نبرتها: انا بوديهم روحي .. لا تنسى انيه خالتهم .. فـ لا تلغي دوريه في حياتهم لو سمحت



هدر بغلظة مرعبة: زااااااااااااايد



ارتعش زايد برعب وبسرعة امسك يد اخاه وذهبا الى داخل المنزل حيث تجلس جدتهم




اشتعلت نيرات الغضب بمقلتاها .... وبوحشية استدارت نحوه وهي تهتف من بين اسنانها: انت ما فيك ذرررة رحمممة ...!!! كيف ترمس الياااهل جييييه .....!!! وكيف تتصرف وياااايه بهالوقااااااحه جدام الاثنييييينه .....!!!



توهجتا مقلتاه جمراً وهو يهتف بفحيح: نعم ...!
منو الوقح يا مدام ...!



حنان ..... وقد انفجرت هذه المرة بغضب ليس بعده غضب ..... فهي حقاً قد تحملت الكثير منه: اننننننت ...
اننننت وقح وما تخاف الله ابد ... وقح وقح وقحححححح




اقترب منها ببطء .... كأسدٍ يستعد للانقضاض على فريسته ...... حتى وقف امامه تماماً ...... وجهاً لوجه ..... يستطيع ان يرى النيران من عيناها من خلف غطاء وجهها ......



تباً .............................. لأول مرة يرى هذه النيران ........!


من أي فوهة بركان خرجت بحق الله !!






قبض على معصمها بعنف .... وجرّها خلفه متجهاً نحو سيارته ..... متجاهلاً تماماً اعتراضاتها وامتناعها التام عن لمساته وقربه وحتى الانفراد به


لم تكن خائفة من غضبه ......... بل خائفة على نفسها من قربه


في كل مرة يقترب منها هذا الأحمد تثبت لنفسها قبل ان تثبت له انها خرقاء ساذجة لا تمتلك السيطرة على مشاعرها اتجاهه


رباه ................. اشتاقت بجوع للكهرباء التي تسري في كل جسدها من قربه الموجع ولمساته المُهلكة ...


حتى لو كانت لمساته عنيفة ..........!


ألم اقل انكِ ساذجة يا حنان وخرقاء ......!


ويحكِ ............





قالت وهي تحاول نزع يدها من سجن يده: هدددددني ... وين تبا توديييني ....



اخذ يجرها من غير ان يأبه لغضبها ..... الى ان اقترب من سيارته .... فتح الباب الأيمن وادخلها .... ثم مشى بخطوات سريعة تشع بالوعيد حتى فتح بابه الايسر وجلس خلف المقود .....



اقفل الأبواب ...... واسند ظهره على ظهر المقعد ...... صدره يعلو ويهبط بانفعال داخلي اهوج ......



اما هي .... فبدأت تهدر بقهر حقيقي ملؤه الجرح/الوجع: انت متى بتودر القسوة والمعاملة الدفشششة هااااااي هااااااه !!!! متى بتحسسني انيه انسانة قبل لا أكون حرمتك ... انيه وحده من عبيد الله هب وحده من عبيييييدك .... هااااااااااه !!!!



أكملت بحرقة هستيرية: انت انسان ميؤوووس منننننننك ..... ميؤوووووس منك ... انا تعببببببت .... تعبت وانا أحاول امشي مركبنا بس انت في كل مرة تثبتلي انيه ما استااااااهل هالشرف ..... ما استااااهل أكون في مركبك وفي حياتك وبين عيااااااالك ......
لييييييييش ....؟! ليش جيه تسوي فيّه خبرررررني .....!؟
انا هب ملزووومة انجرررح وانذذذل وانهااااان وانضررررب واتم سااااااااكته .... هب ملزوووومة يا بوزااااايد ... انا انسااااااان هب حيوااااااان ... متى بتفهم هالشي خبررررررني ... ريح فواديه وخبررررني ...

متتتتتتتتى !!!






اختنقت كلماتها وبح صوتها من الغضب المجنون ... الا انها اخذت نفساً كبيراً واكملت بعنف مشاعرها وارتعادة روحها الملتاعة: انا ادري ان ختيه مسوية بك شي .... ادري انها هي اللي جلبت حااااااالك ......




احمر وجهها بمشاعر مهتاجة غير آبهةً ابداً لشيء .... فهي ان لم تخرج ما فيها من قهر ستختنق به لا محالة .... هدرت مكملة بانفعال عارم ملؤه العاطفة: احمد اللي جذبني بطيبته وحناااااانه وحبه لحرمته وعياااااااله هب هو اللي يالس جدامي الحيييينه ... والله العظيم هب هووووو .... وييييينه
وين اختفى ....!!! مااااااااااات ......!!! عوشة اللي ذبحته .....!! هي اللي خنقت بسمة محياه وجلبت روحه فوق تحت قبل لا تروووح ....!!!
هي ولا لااااا انطططططق ... اررررررمس ... ريحني وارتااااااااح دخيل كل من تعزه وتغلييييييه
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته ..... د ...... دددددخيلك ...........





احمد .............. كان لا يشعر بالصدمة فقط ..... ولا بالغضب الناري لأنها تمكنت من مهاجمته قبل ان يلقنها درساً على كلمتها السابقة ........... بل بفاجعة القلب الكاملة ............





"



احمد اللي جذبني بطيبته وحناااااانه وحبه لحرمته وعياااااااله هب هو اللي يالس جدامي الحيييينه ... والله العظيم هب هووووو .... وييييييينه

ارمس ورد احمد اللي حبيييييته ..... د ...... دددددخيلك ...........

ارمس ورد احمد اللي حبيييييته
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته
ارمس ورد احمد اللي حبيييييته



"





وضعت يدها على جبينها بإعياء شديد ..... ولون وجهها قد شحب فجأة بشكل مخيف ....... وقبل ان تشهق خفقاته رعباً عليها .... رأى رأسها يترنح هنا وهناك ..... ويسقط على كتفه ............!



.
.
.
.
.
.
.



وضع يده على خصره ورفع جبينه نحو السماء



مهموم .... ومشغول البال بشكل يكاد يفجر عقله .....


لكن همه الأول الآن هو كيف سيحمي زوجته واختها من ذلك العم الذي لا يخاف رب العزة .... بعدها سيتمكن من التركيز في مهمته الخطرة .....



تنهد بضيق ...... ولمح بطرف عيناه تحديق صديقه ناصر به ......



دنا الأخير منه وسأل باهتمام: وش فيك يا خوي ..؟! صاير شي في شغلك ..؟!


زم نهيان فمه بحاجبان معقودان ..... ثم هز رأسه بالنفي وقال: لا ... آ آ ......




صمت ........



مالذي تفكر به بحق الله يا نهيان .....!


أستخبر صديقك بمشاكلك الشخصية وهنا في خيمة العزاء .....!


كم انت اخرق ..........





داهمه ناصر بأن قال بفطنة: شفت عم الاهل داخل البيت .... صار شي بينكم ...؟!


غمغم نهيان بانزعاج ومن غير ان ينتبه لما يتفوه به: امحق عم بس .... ها ما يخاف الله يا بومشعل ....


ناصر ...... ومن فرط لهفته لأن يعلم كل تفاصيل عائلة "تلك" ..... سأل مدعياً العفوية: ليش ..؟!


زفر نهيان بذات انزعاجه وقال: ياي وناوي ياخذ حرمتيه واختها الصغيرونة عنده .... يتحرا الدنيا سايبة الحبيب ....






وكأن افعى لدغته ......

لا يعلم لمَ فجأة انقبض قلبه وشعر انها ستختفي عن دنياه .... وانها ستُفرط من يداه ..........


والذي زاد من لدغات الألم في وتينه هو ما قاله نهيان فيما بعد: الحمدلله مالج عليها ولا جان خذاها وما رمت افتح ثمي بكلمة ... بس الصغيرونة ما نروم نقول شي بخصوصها ..... هو عمها وما نروم نقول شي .....


اردف من بين اسنانه: قاهربي الللل ...... اففففففف استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم
ها من أي مصيبة ظهرلنا الحينه ...... انا ناقصنه !!!!


حك ذقنه مكملاً سرد أفكاره ومخاوفه بخفوت بالكاد يُسمع امام ناصر: جان ما يغصبها تاخذ ولده شرات ما آ آ .........





عندما احس انه تفوه بأمور جداً حساسة وشخصية ...... تدارك نفسه وصمت ....


الا انه تأخر ........ فـ ناصر سمع كل حرفٍ تفوه منه وبوضوح شديد




رباه .................. سيفقدها ............. يكاد يشم رائحة فقدها الموجع عن بعد ميل !!


لا يريد ........ لا يريد هذه الرائحة ولا هذا الإحساس بأكمله ..........




اتسعت عيناه على نحو ذابل مرتبك .........


الآن فقط ادرك رغبته المجنونة بها ........... الآن فقط علم انها تسكن الفؤاد وتجلس على عرش الخفقات !


يريدها يالله ........... يريدها حد النخاع !


لكن ............. هل تأخر في ادراك ما يريده وما سيجعله سعيداً في حياته !


هل فات الأوان لينال ياسمينته الصغيرة !




التفت لـ نهيان وقال بسرعة: نهيان .... تعال


نهيان باستغراب: على وين ..؟!


ناصر بارتباك حاول اخفائه قدر المستطاع: انت تعال وبس ... يلا الحقني


خرج ناصر من خيمة العزاء ... ولم يجد نهيان سوى ان يلحقه وألف فكرة مريبة تدور بدماغه "الذي لم ينم ابداً منذ سنين" !



.
.
.
.
.
.
.



في احدى المستشفيات الخاصة



سحبت ذراعها منه بحدة عندما امسكها بعفوية ليساعدها في الجلوس على كرسي سحب الدم


رمقها بغضب الا انها قطعت سهام نظراته بأن قالت بنبرة لاذعة: شعنه اطالعني جيه .... هب انا راعية رياييل وظاريه ارابع وراهم واني واني واني ....... شحقه تلمس وحده خايسه وصخه شراتي !


شخرت باستهزاء ملؤه القهر/الحسرة .... واردفت: وبعد ما ننسى انك قلت بلسانك انك ما تباني ....!




رصت على شفتيها ما ان دخلت الممرضة عليهما وبيديها أوراقها الصحية ....



هتفت الممرضة الفلبينية برقة: يلا هبيبتي آر يوم ريدي ..؟!


اشاحت بعيناها وهي تقول بجفاء: لو سمحت اظهر خاري ..


وقف قربها قبل ان تتسع عيناها بصدمة ما ان قال ببرود شديد: صكي ثمج ولا بضربه


خدشته بسكين عيناها الحارقتان قبل ان تقول بصوتٍ يشوبه الاحتقار: هب بعيده عنك على فكرة .... تعودنا نشوف الجانب اللاانساني منك من زمان ....


اخرسها بصوته القاسي الآمر: حنااااااااان


استدارت حنان عنه بنظرةٍ معتمة تتلوى جرحاً واهانةً ووجعاً ........... هذا الأحمد لن يتغير .... لن يتغير ابداً





رباه ..................... متى سأحظى ببعض الاحترام منك يا وجعي !





بعد ان انتهت الممرضة من سحب دم حنان .... جمعت عدتها وخرجت بعد ان قالت لهما ان نتيجة الفحص ستظهر بعد يومان ......


خرجت تاركةً الاثنان بحالة نفسية ....... اقل ما يُقال عنها "بالمدمرة" !




انزلت كم عبائتها على صوته الغليظ الآمر: باخذ ادويتج من الصيدلية عقب بسير الموتر ..... تغطي ولحقيني ....


: ما بسير وياك مكان .... بدق على ابويه بخليه يردني البيت





اغمض عيناه لثوانٍ .... وكأنه بحركته هذه كان يحاول التحكم قدر المستطاع باعصابه ....... ثم فتحهما هاتفاً بنبرة صقيعية تعج بالقسوة: تغطي ........ ولحقيني الموتر .............. بنرد بيتنا ...........



اقترب منها ........ وانزل عنقه ............ حتى اصبح انفه مقابل انفها الصغير ........... وكرر بجبروت: سمعتيني !
بيتنا ...........


وقف مشيحاً بجسده وهو يضيف بذات نبرة صوته: يلا لا تبطين





يالله ......... مجروحة .......... وبشكل لا يوصف


ليتها سيطرت على نفسها ولم تفتح ثمها معترفةً له انها كنّت له في يوم من الأيام المشاعر الحلوة ...... ليتها لم تجن وتكشف له كامل روحها المجنونة بـ احمد القديم ... احمد الوديع اللطيف الحنون !




حكت جبينها بألم/آسى ........ قبل ان تحولق بخيبة موجعة وتكمل سترها لنفسها وتخرج ........... خلفه !



.
.
.
.
.
.
.



تعلم انها تخطو خطوات نحو الموت البطيء ..... شيئاً فـ شيئاً ...... خطوةً فـ خطوةً .... الا ان امنية خالدة في روحها ترغب بتحقيقها ...... ويبدو ان قرب زواج شقيقها ...... وقرب دخولها "الحقيقي" لدائرة الموت المحتمة ...... شجعتها ان تفعل "ما يدمي الروح اكثر واكثر" وتحققها !


كما يقول المقولة المتداولة عندنا نحن العرب "هي خربانة خربانة"


فلم لا تبدأ تتذوق الخراب الآن بدل ان تتذوقه غداً !





اشرت لخادمتها التي ترافقها منذ ان بدأت تعيش بمنزل عمتها: خلي الدريول يوديني بيتنا ....... بيتنا الجديم


هزت الخادمة الاندونيسية رأسها وقالت بعربية مكسرة لسائق عمتها الهندي: راشي روه بيت بابا هارب ...


هز السائق راشي رأسه وذهب اتجاه منزل كفيله حارب



شيّعت بنظراتها الضائعة منزل روضة زوجة ابن خالها نهيان بعد ان تسللت مبتعدةً عن عمتها التي كانت مشغولة في العزاء .... وهي تفكر بحسرةٍ عاصفة


لمَ لا ترحم نفسها ........!


لم لا تنفك تعذيبها بأقسى الذكريات والأشد الصور رعباً في ذاكرتها المنحورة !




بعد دقائق ........... كانت تقف امام باب منزلهم


ترتعد كما لم ترتعد من قبل


لا


بل ترتعد كما ارتعدت من قبل ....... كما ارتعدت عندما رأت بأم اعينها يدا محمد المحاطة بوحشية حول عنق نيلا !




رباه .......... لا لا


عودي يا موزة


عودي واهربي من كل هذا


ارجوكِ


ارجو.......




مسكت مقبض الباب وكل جسدها ينفث ترياق الشجاعة ويمتص سموم الوجع والهلع والحسرة المعتمة !


لم تتحمل



اسقطت يدها من المقبض وهي تترنح حتى سقطت على الأرض بعنف


يالله ............ عيناكِ الجاحظتان يا نيلا "كابوس"


كابوس مجسد على هيئة شيطانٍ رجيم !





وضعت يداها على رأسها ......... واخذ ترص على جانبيه بشكل لم تعلم مدى وحشيته حتى جحظت عيناها هي الأخرى شاعرةً ان ضغط دمها قد ارتفع فجأة



اخذت نفساً قوياً حاداً ....... ووقفت بسرعة .......... وهرعت اتجاه الباب الخارجي الصغير الذي يقف خلفه سيارة السائق





الا انها وقبل ان تصل الى الباب ..... اوقفها صوت رجولي مميز ............. مميز بحق!:
جبانة




اتسعت عيناها العسليتان المشوبتان بحمرة الألم/هلع الماضي واستدارت بحدة لترى ذلك الذي يكاد يأكلها أكلاً بنظراته الجريئة


شفتاها افترقتا منصعقةً من الرجل ......... ومن كلمته اليتيمة !


عرفته ........... ومن اول نظرة !




رجعت خطوتان الى الوراء بريبة وارتباك وحرجٌ شديد ..... ومن غير ان تعلم السبب


استدارت لتهرول مبتعدةً عنه


شيئاً ما في عيناه جعلاها ترغب بالهروب والانطواء بنفسها بعيداً عنه !


الا ان الخشونة ........ "والدفء المُهلك" بصوته اوقفاها مرة أخرى: لا تشردين من ذكرياتج .... الذكريات ما بتنمحي .... بتم في عقلج للأبد لانها واقع وصار ......


ميّل رأسه بخفة واكمل بنبرة حلوة لطيفة تشوبها "بعض الذئبية" "ذئبيةً التملك .. ذئبيةً الذكاء .. ذئبية الجرأة":
تشجعي ..... كملي اللي بديتيه ...... أي حاية تخوفج واجهيها وسويها ...... لا تخلين شياطين ماضيج تنتصر عليج .... انتي اقوى عن جيه يا بنت محمد ......



عقد حاجباه وعيناه تبتسمان بغرور متفك ........ واكمل بأجش: انا مابا وحده جبانه ..... حرمتيه لازم تكون شرات ريلها قلبها قوي ما تهاب الا خالقها ......




كل ما فيها نطق بالصدمة ..... والارتباك الشديد ...... والحيرة البالغة .........



مالذي يتفوه به هذا المخلوق بحق الله !






: موجه ... ماما ئاشه يدق تلفون يقول ردي الهين .. هي وايد جئلان


التفتت موزة بحدة نحو صوت خادمتها التي تحمل بيدها هاتفها .... وبشرود رفعت هاتفها الخاص ورأت كمية كبيرة من الاتصالات والرسائل


إلهي ... متى اتصلت بها عمتها وبعثت كل هذه الرسائل من غير ان تشعر !




التفتت نحو ذياب بضياع ........ لكنها لم تجده !


اختفى فجأة




ابتلعت ريقها بربكة شديدة ... وهي تتحسس وجهها المحتقن الممتقع ....


بتعثر ..... عادت الى السيارة وألف صورة وفكرة تدور بمخيلتها بجنون .....




قبل ان تصعد الى السيارة ....... سمعت صوته الرجولي المرح الرنان: يالعسل




شهقت حنجرتها بصمت وهي تلتفت اليه ... كان يسند جسده بكسل على احدى الأشجار



ما ان حبس عيناها بعيناه الجريئتان ...... حتى غمز لها بمكر/عبث .....



زمت فمها ......... وكلماته الجريئة مع تصرفاته الوقحة الغريبة اشعلت في روحها الغضب/التمرد





قبضت على يدها ورفعتها امامه وكأنها تخبره انها ستضربه ان لم يكف عن حركاته الصبيانية


عندما رأى حركتها انفجر مقهقهاً بخفوت ....... يكاد يقسم بالله انه الوحيد الذي يُظهر الجانب الطفولي المتمرد المشاكس منها ...


اشاحت وجهها عنه بغطرسة مقهورة ودخلت السيارة بسرعة ..




صاح بصوت وصل لمسامعها بوضوح: لنا لقا جريب ان شاء الله يالعسسسل ..... اترييني ....





رباه .......... ما اوقحه !


كيف يتجرأ ويقول لها هذا الكلام !





ضربت برجليها ارض السيارة وهي تتوعده ..... ان رأته مرة أخرى ستلقنه درساً لن ينساه


المعتوه يظن ان البكماء لا تعرف كيف تأخذ حقها ممن يغضبها ويتواقح عليها ...


إلهي ... أتجرأ وقال ما قال لأنه اعتقد انني فتاة رخيصة وسهلة لمجرد انه رآني في غرفته !


لا لا ....... لا اعتقد هذا


من الأساس انا لم أكن اعلم انها غرفته حتى رأيت صورته مع عبيد




زفرت بغضب متوتر .......... قبل ان تتذكر انها لابد ان تطمئن عمتها انها بخير


لكن ماذا ستقول لها ان سألتها عن سبب ذهابها لمنزل والدها !


بالطبع لن ترد عليها وتقول انها رغبت ان .....................


ان تشم غرفة والديها !


ان تسترجع بعقلها زواياها ..... وحيطانها ..... ورائحة كاردينيا الدفء فيها وبين الارائك والوسائد والاغطية !


كما لن تقول لها انها جبنت ولم تحقق امنيتها الخالدة





"



جبانة


لا تشردين من ذكرياتج .... الذكريات ما بتنمحي .... بتم في عقلج للأبد لانها واقع وصار ......


تشجعي ..... كملي اللي بديتيه ...... أي حاية تخوفج واجهيها وسويها ...... لا تخلين شياطين ماضيج تنتصر عليج .... انتي اقوى عن جيه يا بنت محمد ......


انا مابا وحده جبانه ..... حرمتيه لازم تكون شرات ريلها قلبها قوي ما تهاب الا خالقها ......



"





عضت شفتيها بخجل قاني ........ وكلماته تشعل في روحها كل أنواع الاحاسيس الحارة .... واولها الذهول والتخبط !



تباً له ...... انه مجنون ..... لا اريد ان يجادلني احد بهذه الحقيقة


انه مجنون ... مجنون ... مجنون



.
.
.
.
.
.
.



كان قادماً من عاصمة الثقافة الشارقة ... متجهاً مباشرةً لمنزله ليستحم ويبدل ثيابه ثم يذهب ليقدم العزاء على والدة زوجة نهيان ....... لكن معدته قد صرخت مطالبةً إياه التوجه الى الحمام مباشرةً ......


ولأن مجلس الرجال في منزل حارب "مفتوحاً على الدوام لاستقبال الأقارب والأصدقاء" ولأن منزل الأخير اقرب إليه بكثير من منزله ...... اتجه إليه مباشرةً ومن غير تفكير .....!


لكنه لم يعلم ان صراخ معدته كانت صرخة نجاة لـ نبضات قلبه التواقة للعسل !





قهقه باستمتاع ما ان تذكر تعابير وجهها المحتقن ..... رباه


ليت عسل النحل يعلم مقدار جمال العسل بعيناك ليخجل من نفسه ويُخرِسَ جماله ...... ليته !



.
.
.
.
.
.
.



لم يتفوه احد من عائلة الحر بكلمة امام احد من عائلة خويدم بخصوص المشكلة الحاصلة بين حمد وعروسه .... فـ فضّلوا ان يقولوا لهم ان حمد ما زال يقضي شهر عسله مع ميرة في احدى الجزر في العاصمة بعد ان ألغوا سفرتهم الى إيطاليا ....


لم يرغب أبا نهيان ان ينحرج امام والد الفتاة وجدها .... ليس قبل ان يبرد غيظه من ابنه الذي الى الآن لم يظهر ولم يرجع الى البيت ....


وكأنه ملح وذاب !


حتى انه لا يجيب على اتصالاته واتصالات والدته


ذلك الوغد ......... يهين ابنة العرب ويذلها ويظن انه سيفلت من العقاب !





زفر بضيق واخذ يجول خيمة الرجال بعتمة عيناه اللتان تشبهان باقي اعين آل الحر تماماً



الى ان سقطت عيناه على الظل الداخل من باب الخيمة ....



ظل ابنه الأصغر ....... حمد !






مقلتاه اصبحتا اقسى من الحديد والصلب .....


لكنه تمكن من كبت انفعاله لان المكان غير مناسب لتصفية الحسابات !



دخل حمد بملامح متجمدة .... مقتضبة .... سوداء معدومة الاحاسيس .... واخذ يسلم على الجميع ويقدم العزاء بكل هدوء وسكينة ......


حتى اقترب من جده ووالده .......... جده اشاح بوجهه بغضب ما ان انزل حمد رأسه وقبّله


لكن عندما اتى دور والده .... فإن الأخير لم يكتفي بإشاحة وجه !


بل دفع صدره بحدة وبحرص كي لا يراه احد من المعزين وهو يغمغم من بين اسنانه: يحرم عليك راسي قبل لا ابرد جبديه منك يالكلب ... زول عن ويهي لا ارتكب فيك جريمة هنيه ......






يعلم ان الجميع يكرهه الآن ..... ومن حقهم !


هو آثم ......... وسواد روحه البشعة تستحق القتل على افعاله !


لذا هو سيصحح خطأه ....... لكن بأشد الطرق وحشية على نفسه !





انزل عيناه بهدوء وغموض .... واكمل سلامه على بقية الرجال



لمح من بعيد عمه والد زوجته ......... ولمح ابتسامته الفخمة اللطيفة


وتذكر ابتسامتها الحلوة الرقيقة !




يالله .............. لقد اغتال تلك الابتسامة شر اغتيال ........ أحقاً تكفيره عن خطأه سيطهر روحه من الذنب ام ان ذنبه اكبر من الطهارة واقوى من الغفران !



عندما رآه عمه .. اقترب منه وعلى وجهه بسمة مستغربة: حمد ..؟! انت هنيه ..؟!


ارتبك قلب حمد ظناً منه ان أبا سيف قد علم بما حدث بينه وبين ابنته الا انه لا يبدو عليه ذلك !


رد باقتضاب: توني ..


قبّل انف عمه ورأسه واكمل: شحالك عميه ربك الا بخير ما تشكي باس ..؟!


أبا سيف بحبور: بخير يعلك الخير .. الحمدلله رب العالمين ... وانت ابويه ... شعلومك انت وحرمتك ..؟!


اكمل بتساؤل: احيد ابوك قال انكم في يزيرة ياس ... شو يايبك ..؟!





شعر حمد بالصدمة تخدش خفقاته ............ وفكّر بارتباك !


جزيرة ياس !!!!!!


ألم يخبره احد انه وضع ميرة في منزل عائلته وتركها في ذلك اليوم !





رد بتلعثم حاول اخفائد قدر المستطاع: ييت اسوي الواجب يالغالي وراد عندها


أبا سيف: اهااا .... زين جان يبتها وياك


اكمل بحنان نادر ما يظهره: والله انيه فاقدنها هالمير ... فديتها الخريش هي اللي كانت تونسنا في البيت بخريشها وخبالها ...





آه يا ابن خويدم .......... لا تقلب الوجع في الوتين بالله عليك


انت لا تعلم ان غبائي وبصيرتي العمياء قد اجرما بحق "المير خاصتك"


اجل .... هي خاصتك ........ ليس لي الحق بعد الآن ان أقول انها "خاصتي" ولا ان أقول انها "تنتمي لي"


هي اسمى ... واطهر ... واشرف ... من ان تكون منتمية لشخصٍ قذر مثلي يا أبا سيف ......





رد وطيوف الحسرة تحلق فوق مقلتاه بغموض: بييبها عندكم جريب ان شاء الله


اومئ أبا سيف رأسه بحنان ولم يفقه للمعنى المبطن لكلمات زوج ابنته ....




بعد دقائق ..... مر والده من جانب مكان جلوسه وهو يهتف بقسوة من غير ان ينظر الى وجهه: الليلة اباك في البيت



.
.
.
.
.
.
.



مستشفى زايد العسكري
مساءاً




هرعت الممرضة الى الخارج ما ان ابصرت ما افجعها بحق !


عندما وصلت الى غرفة الطبيب المناوب ... هتفت بانفعال: دكتور دكتور


عقد الطبيب حاجباه وقال: ايوه سيستر !


ابتلعت الممرضة ريقها بربكة شديدة وقالت: أ أ أ ا ..... المريض خليفة جابر دكتور


رفع كلتا حاجباه بتخوف وقال: شبلاه خليفة ..؟!


: د د دكتووور ..... فـ ..... فتح عيوووونه ..........



.
.
.
.
.
.
.



: ميراني .. حبيبي العشا زاهب تعالي نتعشى


نظرت ميرة نحو صديقتها بنظرة ذابلة خاوية وهمست:
عموه ما ردت ؟!


مهرة بنبرة حنونة: لا بعدها في العزا


تنهدت ميرة وقالت بحزن فوق حزنها على حالها: بعدني هب مصدقة ان ام رواضي توفت ... الله يرحمها ويغفرلها ... في ذمتيه كانت ملاك بطيبتها وقلبها الكبير


مهرة بأسى: الله يرحمها ... ما الدايم الا رب العالمين يا ختيه ... امايه تقول جنه ربي رحمها من الكيماوي وخذاها عنده قبل لا تبدا فيه ... سبحانه ما ارحمه واكرمه ... ربي يجمعنا معاها في جنانه


ميرة بحشرجة: اللهم آمين


مهرة: يلا غناتي خل نتعشى ميتة يوع انا


ميرة بارتباك/ضياع: ا ا .... حد في البيت ؟!


مهرة محاولةً اطمئنانها: لا تخافين حمد محد .... اصلا من يابج هنيه هو ظهر ومارد


أكملت وهي تمعن النظر بملامح ميرة الذابلة المرهقة: ما بتخبريني شو اللي صاير امبينكم ؟!


اخفضت اهدابها بنبضاتٍ مجروحة وهمست بنبرة مكتومة: اسفه ... لو اقدر اقولج شو مسوي اخوج فيه جان قلت ... لكن ماقدر
بس ....... بس اخوج ذبحني ..... وما ظنتي في يوم اقدر اسامحه على اللي سواه


مهرة بوجه يعلوه الدهشة الأليمة: يالله ...... حمد ! انتي متأكدة ترمسين عن حمد !
انا صح مغتاظة منه ومعصبة ومتحلفتله على اللي سواه .... بس ان يينا للصدق انا يلين الحينه والله هب مصدقة ان حمد يقدر يزعل آدمي ما بالج بحرمته وتوه هو وياها بأول حياتهم ....
حمد طيب وحنون وما يعرف يعصب الا في الشديد القوي .... خبريني شو مسوي يمكن اقدر اصلح المنكسر


عقدت ميرة حاجبيها شاعرةً ان ألم كرامتها المخدوشة يزداد في جوفها ويشتعل ...... قبل ان تهمس بخشونة قاسية: اللي انكسر ما يتصلح ... انا عشان عميه عبيد يلين الحينه تامة هنيه ... لجني اتريا اخوج ايي عسب يتفاهم وياه ويردوني بيت هليه ..


: لا ميرة .. دخيلج .. لا تخلين ابليس يلعب بعقلج


التفتت نحو مهرة بعنف وهدرت بانفعال: ابليس ....!
يا حبيبتي ابليس طلع ارنب جدام اخوج وفعايله ... خليني ساكتة واللي يرحملي والديج ...




قطع حوارهما الساخن طرقات حازمة على باب الغرفة ... اتبعها دخول أبا نهيان ....... وبعده حمد !




ما ان اصبح أبا نهيان امام ميرة حتى قال لـ ابنته بصرامة غليظة: مهرة ظهري وصكي الباب وراج



نظرت مهرة بتوتر بالغ الى والدها ثم الى اخيها الجامد الصامت ... ولم تجد سوى ان تسمع كلام الأول وتخرج من المكان ...






ما ان خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ............ حتى سمعت صوت صفعة مدوية رنانة ......... صفعة تُرجف القلب من رنينها القاسي الحاد العنيف !


ومع الصفعة ....... سمعت صوت شهيق ميرة المرتعب اشد الارتعاب !



.
.
.
.
.
.
.



كانت تجاس مع الصغيران في صالة المنزل وذهنها شارد كلياً حتى دخل عائداً من العزاء الذي لم يذهب إليه في النهار بسبب ما حصل بينه وبينها !



جلس قربهم وهو يقول بهدوء: السلام عليكم


ردت باقتضاب: وعليكم السلام ..


وقبل ان تسمح له بإدخالها معه في نقاشٍ ما .... حملت سعيد ووقفت


سأل بخشونة: على وين ..؟!


حنان ببرود شديد: بسبح سعودي


قفز زايد معترضاً: انا بعد أبا اتسبح


حنان بحزم: لا ... قبل شوي متسبح انت ... تبا يدخل فيك برد وتمرض ..؟!


زم زايد فمه بينما قال لها والده وهو يتفحص ملامح وجهها الباردة القاسية: سبحيه وتعالي عنديه أباج في رمسه


أكملت طريقها وهي تهتف بصقيعية تثير الاعصاب: اجلها لـ باجر ... تعبانة وما فيّه حيل للسوالف ...


اتسعت عيناه بذهول وقال بصوت خشن غاضب: انتي ايييه .... هب جنج خذتي راحتج ويايه وايد !! بتتعدلين ولا شو !!


رمقته بحدة ملؤها الوجع وقالت بصوت خرج مختنقاً رغماً عنها: كل اللي بقوله واللي بسويه مايون شي من اللي قلته اليه وسويته في حقيه ......
انت يا بوزايد الظاهر تجتل الجتيل وتنكر جرمك فيه ....


اولته ظهرها واكملت طريقها الى الطابق العلوي .... تاركةً اياه يزفر غضبه وضيقه على شكل لهيب يخرج من فاهه المرتعش من الانفعال/التخبط !




بعد دقائق ... وبعد ان نام زايد على الاريكة .... حمله واخذه الى الأعلى ... الى غرفته وغرفة أخيه الأصغر


عندما وضعه على فراشه .... لمح سعيد في فراشه ايضاً


يبدو انه انهى استحمامه ونام هو الآخر





حسناً ... هذا افضل ... يستطيع الآن التحدث مع تلك "الغاضبة ذات التصرفات المستفزة" الآن


عندما خرج من الغرفة ..... رآها تخرج من غرفتهما وتحمل بيديها وسادة صغيرة ولحاف قطني متوسط الحجم


سأل بخشونة قاطباً حاجباه: شحقه شاله هاييل ..؟!


ردت وهي تمر من جانبه ومرادها التوجه الى غرفة الصغيران: ماشي الغالي ... اباهم حق الرقاد


احمد بذهول حانق: بترقدين عند اليهال ..؟!


فتحت باب غرفة الصغار ....... وقبل ان تغلقه امام وجهه ... اعطته ابتسامة قاسية ساخرة وهتفت: لحسن حظك هيه ... خلاص بنعفيك عن مهمة الرقاد مع انسانة قذرة شراتي ..... تصبح على خير بوزايد ......








نهــــاية الجــــزء الرابــــع والستــــون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 02-09-15, 08:11 PM   المشاركة رقم: 3488
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hanaak82 مشاهدة المشاركة
   روايه جميله وشيقه




كلج ذوق حبي .. نورتيني :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 02-09-15, 08:13 PM   المشاركة رقم: 3489
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ريم فوفه مشاهدة المشاركة
   السلااااام عليكم
شحااالكم فديتكم(احاول اجاري اسلوب الروايه&#128521
صراحه روايتك كلمه روعه قليله عليها تجنن مره😢😢
استنى الاربعاء من مبطي وصاير يطول علينا
المهم ماعلينا ترى انا صوت على روايتك الجايه ان شاءالله تكون بنفس اللهجه ياعسل
بس المتصفح عندي خااايس مع الجهاز وعلق وضغط على العربيه
تسلمي على الروايه وبنتظار بارت اليوم







وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ههههههههه حبيبتي انا بخير يعلج الخير والعافية ومن صوبج ..؟!

وانتي اكثر من الروعه والجمال واللذاذه ..... اسعدتيني بطيب كلامج ربي يسعدج يا ام ريم

وتصويتج ع عيني وع راسي وشرفني :)

ربي يسلمج ويحفظج من الشر .... وقراءة ممتعة يا عسل :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 02-09-15, 08:16 PM   المشاركة رقم: 3490
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 11 والزوار 22)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏ons_ons, ‏طُعُوْن, ‏جرناس88, ‏الخاشعه, ‏Meesh, ‏حياةd, ‏شعله ضياء, ‏frozen tear, ‏rahmouna, ‏سحايب خير




منوريييييييييييييييين :)

ربي يسعدكم شرات ما تسعدوني دوم بحضوركم الراقي ......

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 06:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية