لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-15, 08:20 PM   المشاركة رقم: 2736
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء السادس والخمسون

 






(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء الســــادس والخمســــون



،



لا تزيديه لوعة فهو يلقاك

لينسى لديك بعض اكتئابه

قربي مقلتيك من وجهه الذاوي

تري في الشحوب سر انتحابه

وانظري في غصونه صرخة اليأس

أشباح غابر لا من شبابه

لهفة تسرق الخطى بين جفنيه

و حلم يموت في أهدابه

واسمعيه إذا اشتكى ساعة البين

و خاف الرحيل .. يقوم اللقاء

واحجبي ناظريه في صدرك المعطار

وعن ذاك الرصيف المضاء

عن شراع يراه في الوهم ينساب

وموج يحسه في المسا

الوداع الحزين .. شذى ذراعيك

عليه على الأسى والشقاء



لـ بدر شاكر السياب



،



وضعت ابهامها داخل فمها .. ومن فرط توترها اخذت تمصه بقسوة حد العض ..


إلهي ... تشعر ان الامر اصبح فوق احتمالها .... كيف بحق الله ستتزوج وهي لا تستطيع ترك هذه العادة الطفولية المشينة ...

فيما سبق كانت تمني نفسها انها ومع الأشهر التي تسبق زفافها ستحاول ترك هذه العادة كي لا تنحرج امام زوجها حمد .. لكن الآن وقد تقدم موعد الزفاف ..... بسبب زوج اختها الذي حاز على حقدها الكامل وغضبها .. كيف ستحل ازمتها هذه ..!!!


يالله .. كلما تخيلت صورتها وهي تمص ابهامها ويدخل فجأة حمد عليها ويراها تذوي قهراً حد البكاء ..

كيف ستنام بقربه ..؟! .... كيف ستمتنع عن هذه العادة ليلاً وهو معها ...!!

لا لا .... الامر فوق طاقتها بحق .. فوقها وتجثو عليها خانقاً إياها بشراسة ....

تذكرت معارضتها الباكية على تقديم موعد الزفاف والتي فسرها الجميع مجرد هلع عروس ... تذكرت ضحكاتهم ومحاولاتهم لتهدئتها كـ طفلة صغيرة ... الشي الذي ازداد غيظها/جزعها ...

تذكرت محاولتها لمعرفة ما الذي استجد وجعل الموعد يتقدم من شقيقتها حصة الا ان الأخيرة ابت ان تحكي وظلت صامتة .. صامتة وغاضبة .. تعرف جيداً متى تسكت حصة غضباً ومتى تسكت هدوئاً/سكينةً ....!!

تذكرت ذلك اليوم الذي وما ان علمت بقرب موعد الزفاف حتى أرسلت لـ حمد رسالة شديدة القصر/الخجل تطلب منه بأدب جم ان لا يرسل لها .... صحيح انه كان نادراً ما يرسل لها .. لا يرسل الا عند اشتداد الشوق في روحه كما يقول .. الا ان ضيقها مما تعيشه ومما يعتمل في خاطرها من خوف/ربكة .. جعلاها بلا سيطرة منها تطلب منه ان يقطع التواصل بينهما ..

وسبب آخر .. هو انها لم تحبذ فكرة ان تفعل شيئاً خلف رغبة أهلها .. فـ رغم انها لم تفعل ذنب او معصية الا انها تتجاوز بالتواصل مع زوجها قبل الزفاف حدود عرفهم وعاداتهم المتشددة ...





أخرجت ابهامها من فمها واخذت تحدّق به بـ استياء/ضيق حد النخاع ..

حاولت معالجة العادة بشتى الطرق حتى انها في فترة ما كانت تضع عليها بهارات شديدة الحرارة كي لا تسول لها نفسها وتمصه .. لكن الامر لم ينفع ... بل بدل ذلك التهب ابهامها وانتفخ ...





: ميرووووووووه


خبأت ابهامها بين كفوفها وهي تصيح بصوت شبه مرتفع ما ان سمعت نداء والدتها: هلا امايه ..

: تعالي شلي تلفونج يصيح من الصبح فوق راسيه ..

هرعت ميرة نحو الخارج وهي تتذكر نسيانها لهاتفها عند والدتها عندما كانت تجلس معها منذ دقائق ..

عندما استلته اجابت بسرعة: ألوو ..

شما: مرحبا بالمزايين ..

ابتسمت بـ خفوت اقرب للذبول وقالت: حبيبتي عموه .. مرحبابج مليون ولا يسدن .. شحالج ..؟!

شما برقة بالغة: انا بخير الحمدلله .. وبطير من الفرحة لو ييتوني انتي واختج بيتي ..

ضحكت ميرة بنعومة متفاجئةً من طلب عمتها .. وقالت: ههههههههههههه فديت اللي متولهين عليناااا .... ولا يهمج .. برمس امايه وان شاء الله اطيع نييج باجر ...

اخفضت صوتها وهمست بألم اخفته بقوة: أبا اظهر من البيت .. طفرانه ومستظيجة من اليلسة بين اربع يدران ..

ذبول بحة صوت ميرة .. واختفاء لون الانتعاش في ضحكتها .. جعل الشك في قلب شما يزداد ... الا انها قالت بصوت باسم هادئ: يلا اترياكم عيل ..



.
.
.
.
.
.
.



شد قبضته على عنق الرجل النيبالي الجزع من الخلف وقربه حتى تمكن الأخير من رؤية الوعيد الخالص في الذبح .. وهتف بفحيح قاسي اظلم: سمعتني ..؟!
انت ما تعرف مانع .. ولا مانع يعرفك .. وان ياك او اتصلبك لا تسويله سالفة .. اقطع اي شي يخصك فيه .. تفهم ...؟!



ارتعدت اوصال الرجل وتلعثم بخوف خالطاً عربيته الركيكة مع انجليزيته غير السلسة: ا ا اوكي سـ سير .. بـ بس هوه رجال مجنون .. كلو يضرب انا اذا انا ما يسمع هز اوردرز ..
هوه يقول جيب بتاكة انا يجيب .. هو يقول جيب ملابس من بيت انا يجيب .. هو يقول جيب اكل وسجرتس من كفتيريا ودكان انا يجيب .. شو يسوي ..؟!

رفع خلفان حاجباً واحداً .. وقال بصرامة جبروتية: لا تسويله اية حاية ... وان يتك الفرصة تشرد اشرد .. أي شي يخص مانع لا تسويه .. ولا والله الطيارة اللي يابتك من بلادك تردك ..



لم يرغب بتهديده بهذا الأسلوب القاسي الصفيق الا انه مجبور الآن ان يفعلها ... وإلا كل الخطط التي بُنيت بحنكة .. ستسقط لا محالة ...



تابع بأمر قاطع: سر الحينه اتصالات واقطع كل ارقامك والأرقام اللي معطنها حق مانع .. وانا بعطيك بطاقة من عنديه .. زين ..؟!

هز الرجل رأسه بلا تردد بالموافقة قبل ان يتركه خلفان ويدعه يذهب في حال سبيله ...


زفر بقوة .. واخذ يفكر بطريقة يعرف خلالها ما اذ كان ما يخطط له مانع يخص أي عمل من اعمال أبا مرشد القذرة ام مجرد نزوة من نزواته الشيطانية ومحض صدفة التي أوقعت تلك الفتاة التي من عائلة حارب بين يديه القذرة ...

أعليه التحدث مع حارب عن الامر ...!!!

لا .... عليه ان يتريث .. فـ هو الى الآن لا يعرف ما هي نوايا مانع .. ولا يجب عليه ان يتسرع ويوقع بغير قصد منه ابنة الناس في الورطة .. يجب حل الموضوع بكتمان .. لكن عليه اولاً ان يعرف خطوة مانع القادمة ...!!

تباً له ... سيهدم ذلك الغبي ما خططوا له بغباءه .....



.
.
.
.
.
.
.



: الحمدلله رب العالمين .. نجحت العملية ..

ما ان التقطت مسامعه الجملة حتى خر جالساً على مقعده ولسانه يحمد الله ويشكره بأنفاس متهدجة وعينان تبرقان بالتأثر/العاطفة الجياشة ..

أبا سيف: اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد ..

وبدون تردد .. ذهب اتجاه آلة القهوة التي تقبع في القسم المجاور .. ونادى ابنة أخيه الواقفة امامها ما ان اصبح قريب منها: العنووود ..


التفتت إليه العنود بوجه شاحب وعينان زائغتان من التعب/السهر الطويل المتواصل .. وهمست بهلع بدأ يطفو فوق مقلتاها: عـ عميه .. شبلاك ..!!! سيف فيه شي ...؟!

أبا سيف بنظرة تلمع وكأنها ترغب باستقبال دموع ابت ان تخرج: لا لا .. ما فيه الا العافية .. نجحت عمليته الحمدلله ..

شهقت بـ صاعقة سعادة اخترقت قلبها بشراسة دغدغتها وعشقتها ... ارتمت في حضن عمها واخذت تبكي برقة حارقة وهي تتمتم من بين شهقاتها بالحمد والشكر لله عز وجل ...


العنود: آآآهه .. ا ا الحمدلله ... الحمـ الحمدلله رب العالمين .... اللهم لك الحمد والشكرررر ...


أبا سيف بخفقات ترتعد شوقاً/لهفةً: بدق على يدج والجماعة وببشرهم ...
دقي انتي على امج وبشريها ... من الصبح والمسكينه ادقدق وتحاتي ريلج ...



.
.
.
.
.
.
.



نهار يوم جديد



تعترف انها احبته بلا أسباب ... ما هي الأسباب التي سترغمها على الوقوع بحبه ..!!

وسامته المتفردة ...!!

قامته الممشوقة ...!!

عيناه ...!! .... بسمته المدمرة ....!!

طلته الرجولية بـ صلعته اللامعة والتي تذكرها دوماً بـ فنان لبناني تصرخ هيئته بالوسامة ...!!



لا ... لم ولن تكون تلك الفتاة التي تقع بحب احدهم لمجرد مظهره الخارجي .... وليس "محض أسباب واهية" من تجعلها تقع صريعة حبه وان ترضى بأمور كانت ضمن المستحيلات في قاموسها لأجل الاقتران به والامتزاج مع هواه تحت شرع الله وسنة رسوله ...

احبته بلا أسباب ... هكذا ... وكأن روحيهما تلاقتا في عالم الأرواح قبل عالم الأجساد لتقول روحه لـ روحها انها ملك يمينه .. ملك نبضه/حواسه ... لتقول لها "ببسمة متغطرسة تنهب الالباب" ... انها الروض الذي سيبسط جسده/مكنونات جوفه على ارضه الخضراء المفعمة بالجمال ....


لكن يالله .......

أخ كم تكره هذه الـ لكن ....... الا انها يجب ان تقولها ...

لكنها تشعر انها لا تعرفه ...؟!

تشعر بالغرابة تكتنفها ما ان تتحدث معه ...... حسناً ..

على سبيل المثال ... وبخطوةٍ منها كي تزيح عن تواصلهما ذلك الجو الكئيب الذي لازمهما منذ ان علموا بمرض والدتها .. وكي تتمكن من كسر البرود الذي حاوط روحها من كل جانب منذ أيام طويلة ... قررت ان تفتعل محادثة من نوع جديد معه ..

طلبت منه ان يتحدث عن كل شيء يخصه .. صحيح انها عرفت الكثير عنه منذ ان عُقد قرانهما .. هذا طبعاً بسبب تواصلهما المستمر بالهاتف والذي لم يكن ممنوعاً في عائلتها خلاف بعض العوائل المتشددة الأخرى ...

الا انها لم تخرج بشيء كثير من تلك المحادثات ... حتى انها الى الآن لم تقتنع بـ كلامه عن اعماله الحرة ومشروعه الذي يأسسه الآن ... ولا تعرف عن ماضيه سوى انه تزوج مرة وطلّق ...!!

كان .. وكما شعرت هي ... يتجنب الحديث عن شيء يخص ماضيه .. او يخص عمله وما يشغل وقت فراغه ...

حسناً هي بدأت تكتشف هواياته ... الرماية .... تسلق الجبال ... لعب البلياردو والذي دوماً هو المنتصر فيه عدا امام شقيقه فلاح ..

ضحكت عندما تذكرت شتائمه المغتاظة بسبب فشله دوماً امام شقيقه في لعب البلياردو ....


لكن غموضاً من نوع آخر يحوط كيانه "الساخرة المتفكهة على الدوام" ويغلفها مانعاً إياها من لمس روحه واكتشاف خباياه/دواخله ....

هذا الغموض يجعلها لا تستطيع مصارحته بما يعتريها من حزن .. بما تشعر به من شتات وألم كلما تذكرت ان والدتها مصابة بذلك المرض الخطير .. لا يدفعها كي تكون شفافة معه وتبادله احاسيسها/انفعالاتها بسهولة ....

تعترف انها منذ ثلاثة أيام قد أخرجت وجهاً امامه لم تخرجه قط .. وهذا الوجه قد اثار انزعاجه .. لكنه لا يعلم انها لم تقصد ما فعلته وما قالته .. كانت تتوجع من تراكم الاحزان والآلام والحيرة والاضطراب في روحها .... وهو رغم طيبته واندفاعه في الحب نحوها واغداقها بحنانه/عطفه/قربه ... افتقدت لـ شيء آخر منه ..

افتقدت وجوده كـ روح "كاملة" .. كـ قلب "كلي" ... هو معها وليس معها .. بجسده وبكامل شخصه الا انه بعيد .. بعيد جداً ... مسامعه وحواسه معها الا ان نصفهم الآخر .. الاغلب منهم لو صدقت .. ليسوا معها البتة ...!!!!

كيف تستطيع شرح هذا يالله .. لا تستطيع ... آآآآه ....


تذكرت ما حدث منذ ثلاثة ايام ... ما حدث وتوجع الوتين فيها شر وجع ... شر استياء/ضيقاً ....



.
.



: امايه شو قالتلك ..؟!

نهيان: ما قالتلي شي .. كانت تسولف ويايه بس ..

نظرت إليه بريبة .. وقالت بهدوء رقيق: بس حسيت ان شي في خاطرها تبا تقوله حقك .. ما قالتلك شي موليه ..؟!

أعطاها نظرة باسمة تشوبها بعض السخرية اللطيفة وقال: لا .. يلست تسولف بس ..

بروده الساخر ... وغموضه .. واجوبته المقتضبة .. واضافةً لحالتها النفسية المتدهورة .. جعلتها تشيح بوجهها وتقول بجفاف:
خاطريه مرة اسألك عن حايه وتجاوبلي عنها مثل مابا ..

رفع كلتا حاجبيه بتعجب وكأنه تفاجئ من تغير صوتها وكلامها .. وقال وهو يتفحص تقاطيع وجهها بعد ان انزلت الغطاء من عليها فليس حاجة به وهي في غرفة والدتها المغلقة: ما فهمت ... متى جاوبتج على حايه مب شرات اللي في خاطرج ..؟! وشو اللي سألتيني عنه وما جاوبتلج عليه برمسة ترضيج ..؟!


ظلت مشيحةً وجهها بشكل ازعجه .. وقالت بذات صوتها الجاف: ولا شي .. انسى ..

هتف بحزم بالغ: روضة ... ارمسج انا طالعيني ..


ابتلعت بوجع غصة تكورت وسط حنجرتها ... وقالت بصوت متحشرج وهي تحرك وجهها بينما ناظرها ظل مفترشاً الأرض:
وانا اسمعك نهيان ..

رفع ذقنها نحوه وقال وهو يتفرس عيناها بقوة: شبلاج ..؟!
ادريبج متضايقة بسبة اللي صار في امج .. بس ضيقج يخليج ترمسيني جيه ..!! بالالغاز وبهالبرود ..؟!

حدّقت بعيناه مباشرةً وقالت بانفعال ونبرتها المتحشرجة: انا اللي ارمس بالالغاز ولا انت .. خاطريه اعرف شو اللي ادسه عني نهيان .. يوم أكون وياك .. احس عمري جدام لوحة غريبة .. كل ما احرك عيني عليها اشوف صورة غير .. اشوف ألوان مختلفة .. جنها هاللوحة ما تباني اكتشف اللي وراها وما تباني افهم معناها ..

رفع كلتا حاجبيه ببسمة واسعة وقال بذهول: ماحيدني ماخذ ناقد فني .. ابويه انا نهيان هب لوحة الموناليزا ..

عقدت حاجبيها بضيق وهي تزيح برقة يده عن ذقنها .. وقالت: نهيان ما امزح انا .. صدق ارمس ..

تنهد بخفة وقال وهو يمشط بعيناه ارجاء المكان: الا عموه وين .. ما ردت من غرفة الأشعة ..؟!

اجابته روضة بحدة رقيقة خرجت بسبب صدمتها من تجاهله لكل ما قالته: نهيان انا ارمس وياك باللي احس به صوبك وانت تسألني وينها عمتك ..!!!

ضحك نهيان وقال وهو يرمقها بسخرية: يا بنت الناس شو اقولج يعني .. عنبوه خليتيني لوحة وما اعرف شو وخرابيط ... انا نهيان بن عبيد بن نهيان الحر ..
بكامل شحمه ولحمه ... لا لوحة ولا هم يحزنون .. تبين تعرفين كل دقيقة مرت في حياتي فالج طيب .. بقولج كل شي ..


اقترب منها وعلى ثغره بسمة متلاعبة عابثة وهمس وهو ينظر لشفتيها بـ افتتان: بس على شرط ....

اقترب اكثر ولمس بإثارة منبع العسل الذي يثير جنونه ... ثم اكمل بأجش: بوسة وحده بس .. واباها طوييييلة



عندما صمتت .. ظن انها أصبحت رهن يمينه .. وانه اصبح ملك لحظتها وسمحت له بأن يتمادى اكثر ... الا انه وقبل ان يقبّل شفتيها ... سمعها تهمس بتلعثم مختنق متوتر: ا ا انت ....... تخوفني ....


ابتعد عنها رامقاً إياها من خلف غيوم مقلتاه ... ثم نهض فجأة من مقعده وقال وهو يلتقط مفتاح سيارته بصوت امتلئ بالخذلان/الضيق: اخوفج مرة وحده ..!!! يزاج الله خير ... يوم هالخوف يخوز عنج خبريني ..
مع السلامة ..



.
.



خرجت من شرود فكرها المتشربك وهي تتنهد بـ حيرة تنضح ألماً متأملةً ممرات المستشفى الضخم .. والمرضى الداخلين والخارجين ....

ثم تحفزت حواستها ما ان لمحت آتياً من بعيد ويمسك بيده ابنه عبيد ... وفكرت بخفقات تفجرت بالغرام ..


الشيء الأكثر جمالاً في طبع نهيان والذي يجعلها تتعلق بتلابيب روحه اكثر .. هو انه ابداً لا ينسى امراً يخصها .. ولا يقطع وعداً الا ونفذه ...

وعندما طلبت أن يجلب عبيد لها ..... جلبه ..


اقتربت منهما بخطوات قصيرة قبل ان يصلا إليها ...

ألقى نهيان السلام عليها من خلف نظارته الشمسية وبنبرة رخيمة هادئة لا تشوبها شائبة الضيق او حتى الفرح ..

حسناً .. هي نبرة غريبة على طبيعته المندفعة الساخرة ...

ردت السلام عليه بـ رقة مبحوحة .. ثم انحت ظهرها كي تدنو من عبيد وتقبّله ...

اتاها صوته بعد ثواني قصيرة: خلي عبيد عندج وانا بخطف شوي على ريال مرقد هنيه .. بسلم عليه وبلحقكم ..

تمتمت بخفوت قبل ان تنظر بـ شوق جارف إليه وتخفض اهدابها بتردد: ان شاء الله ..

عندما اصبح عبيد بجانبها .. وابتعد عنهما نهيان قليلاً .. نادته: نهيان

استدار نهيان إليها وقال بعفوية شديدة: أبوي

عضت شفتها خجلاً وارتباكاً شديداً من كلمته ... واحست بـ سخف تصرفها واغضابها لانسان يحمل هذه الكمية المهولة من الطيبة والحنان والعفوية ...

هزت رأسها بـ لا .. وهمست بصوت مكتوم: آ آ لا ... خلاص عقب ..

اقترب منها وقال: قولي روضة اللي في خاطرج .. اسمعج ..

هزت رأسها بـ لا .. بقوة اشد .. وقالت بصوت اخرجته هذه المرة ثابتاً قدر المستطاع: لا خلاص .. عقب ان شاء الله بقولك .. سر عند ربيعك لا تبطي عليه ..

امسك كفها ... ونظر لعيناها من خلف غطاء وجهها وكأنه التقطهما كالنسر بحاسيةٍ سادسة وفتح فمه لـ يقول شيئاً ما .. الا انه تراجع عند آخر لحظة ..

اومئ برأسه .. وابتعد من غير ان ينبس ببنت شفه ..



.
.
.
.
.
.
.



رفضت بشدة اجراء أي فحوصات أخرى عدا الفحوصات في المستشفى الحكومي الشهير الذي هي فيه من الأصل .. ورغم إصرار بناتها المستمر .. ورغم نصائح زوج ابنتها الكبرى غانم ولين صوته وهو يحاول اقناعها .. الا انها ظلت متمسكةً برأيها ...

لا يعرفون أي معاناة تعيشها الآن ... ولا يعرفون انها الآن لا تهتم لشيء سوى بضمان ان بناتها في راحة وعيشة تخلو من المنغصات/الآلام كي تنام الى الأبد بسكينة وهدوء ...

اوصت نهيان بـ ابنتها روضة ... اما فاطمة .. فـ هي تنعم بحياة دافئة في كنف زوجها غانم ... لكن شيخة ...

من سيهتم بصغيرتها شيخة ...... شيخة التي وان لم تتكلم ... وان لم تتفوه طيلة عمرها بالغضب الكامن فيها جرّاء فقدانها نور عين والدها .... ووجوده العبق المخملي في لحظات طفولتها بعد غيبوبته .. ومراهقتها .. وصباها ...

فإنها خير من يعرف انها سجينة جدران لن يكسرها الا هو ..... حتى هي والدتها لم تستطع كسرها ... رغم اهتمامها بها ... وعدم تقصيرها بأي شيء يخصها ... عاطفياً .... ومعنوياً ... ومادياً ...

ابتسمت بمرارة .... ابتسامة خلت من السخرية بحق .. كيف تسخر من ابنتها التي ورغم كل شيء متوافر في حياتها .. ما زالت ترغب بالأهم .... بالأغلى .... ترغب بوالدها ...!


هي متقينة تمام اليقين ان رحيلها عنها .. سيألمها ... سيعذبها ... لكنه ألم سرعان ما سيزول ان نهض والدها .. وعذابها سينتفي كلياً ما ان تحتضن ضحكته الحلوة ....

آه يا خليفة ........ يا رفيقاً كنت ولا زلت تتحكم بالخفقات/الوجدان .... انهض لأجل صغيرتك .. لأجلها هي فقط ...





: عبيد .. سِر سلم يلا ...


التمعت عينا ام فاطمة ما ان رأت ذلك الصغير الذي يختبأ خلف ساق ابنتها روضة ...

نهضت شيخة من مقعدها الذي بقرب والدتها وهي تهتف بفرح: يا مررررحبا بالحلويييين ... تولهت عليك عبوووودي .. تعال تعاااال ...


انزلت جسدها وحملت عبيد الذي ظل متشبثاً بـ روضة بخجل .. خجل من شيخة التي هجمت عليه بروحها التي تعشق الأطفال وتتعامل معهم بـ عنفوان متلذذ ...

روضة: ههههههههههههههههه زيغتيه شيخووه شوي شوي عليه ...

شيخة بتهكم باسم: ما زاغ عن الخرط .. يستحي بسس

قبّلته بقوة على خده واكملت تحادثه بعين لامعة: انا منوو .. تذكر اسمي ..؟!

عبيد بخجل طفولي: سيخه ..

شيخة بحنان شديد: وافديت هالبووووز .. اجلب اسميه لجل عيونك الحلوة ..

استدارت نحو والدتها وقالت بشقاوة: ماماتي .. سيروا بدلوا اسميه .. أبا سيخه مب شيخه .. يلا الحينه ..

ضحكت والدتها بوجه ينضح من جنباته الاعياء/المرض: ههههههههههههههههههههههههههه يعلج العافية يا شيخوه ..

شيخة: هههههههههههههههه .. الا بتخبرج رويض .. عمتج ام نهيان ومهرة يوا ..؟!

ابتسمت روضة بخفوت واجابتها وهي ترتب وضعية الوسادة خلف ظهر والدتها: من شوي ظهرن .. قبل لا تيين بدقايق ..

ام فاطمة بتساؤل من خلف نظرتها الذابلة: عيل منو يايب عبيد ..؟!

روضة بنبرة مستكينة لا تعكس البتة ما يعتريها من شتات/حزن: ابوه ... امه واخته ردن دبي مع الدريول .. وانا قلتله قبل اييبلي إياه ..

رمقتها والدتها نظرة تعج بالحنان/المحبة وهمست: صرتي متعلقتبه رواضي ..؟!

همست روضة بـ عاطفة جياشة وهي ترمقه بحب: وااااايد .. فديته يا ربي .. ما قمت اصبر عنه ..

امسكت والدتها بيدها وقالت بـ قلب يختلج بالرجاوي/المحبة الخالصة: الحمدلله ان الله رزقج بـ ريل شرات نهيان .. واهل شرات هله .. امه تنحط على اليرح يبرى .. واخته بالمثل ... وهالحلووو ...

امسك بكفه الصغير بعد ان قربته شيخة منها حتى يجلس بقربها في نفس السرير .. قبّلت أصابعه واردفت بحب شاسع:
فديته ... شرات ابوه ..

نظرت لابنتها نظرة متلاعبة وقهقهت بخفوت .. واكملت: ينهب العقل والقلب ...

شيخة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه اميييه طاعي ويه رويض شقى صااار ...

ضربتها روضة على كتفها بخجل .. وثغرها يحاول كبح بسمة حانقة ... وصمتت لتقول والدتها: صدق ارمس بعد شوه ..

سعلت فجأة لتهرع روضة وشيخة إليها بجزع ...

روضة بقلق: شيخوه ييبي ماي ...

اسرعت شيخة لتجلب كوباً من الماء لأمها ... وظل السعال يلازمها بعنف حتى بعد ان شربت ....

نفخت روضة على وجهها وهي تهمس: بسم الله عليج الرحمن .. تنصخي امايه .. بسم الله عليج ..

هدأ سعال والدتها تدريجياً لتقول بعدها بإعياء شديد: روضة فديتج أبا اتيدد .. وديني الحمام ..

شيخة بقلق: تيددي في مكانج .. بخلي النيرس تييب طاسة عودة وبنمزرها لج ماي ..

هزت والدتها رأسها بـ لا وقالت ببحة سحيقة: لا لا .. هاذوه الحمام لاصق فيه .. ودوني أبا اتيدد ..

ساعدت كل من روضة وشيخة لإدخال والدتهم الى الحمام .. وخرجتا فيما بعد ليتركنّها تأخذ راحتها في الغسل والوضوء ..
اقترب عبيد من روضة وقالت بعين تتسعان ببراءة: ماما ..

جثت على ركبة واحدة وقالت بخفقات اشتعلت من كلمته الأخيرة: عيون ماما انته ..

اقترب من رأسها القريب من جسدها وهمس وهو يأشر الى صينية الشوكولا الفاخرة: أبا حبة كاكاو

اتسع ثغرها بابتسامة منتشية وقالت برقة شديدة: بس حبة ..!! ... الصينية بكبرها حقك حبيبي ..



سمعت رنين هاتف والدتها الذي وضعته في حقيبها كي تجيب هي على اتصال نساء جيرانهم وصديقات والدتها ... ولمحت رقماً لم يكن محلياً انما آتياً من دولة قطر ...

عقد حاجباها استغراباً قبل ان تستله وتهتف بهدوء: ألووو ..

..

ابتسمت برقة وقالت مرحبة: هلا والله .. وعليكم السلام ورحمة الله ..

رأت شيخة وهي تؤشر بفضول عن هوية المتصل .. أبعدت روضة الهاتف عن اذنها وقالت بخفوت:
منيرة اخت الدكتور ناصر



شعرت شيخة بحواسها تتلخبط ووتلوى على بعضها .... وربكة عنيفة اجتاحت كيانها وافرغتها من الثبات ..

منيرة ....!! ....... ما سبب اتصالها يا ترى .....!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد صلاة العصر



اغلق هاتفه من عمته بعد ان تأكد منها ان موزة قد تناولت دواءها الخاص بـ فقر الدم ...

انزل يده اليسرى عن المقود واضعاً بدل عنها يده اليمنى .. وذهنه يدأ يشرد .. ويختفي عن الواقع ...


بعد ان ذهب بـ شقيقته الى الطبيب .. وبعد ان كشف عليها كي يعرفوا سبب اعياءها المفاجئ يوم عقد قرانه .. قال الطبيب ان الامر لا يتعدى مجرد فقر في الدم .. وهو ما سبب لها ضيق في التنفس ..

ونصحها بالانتظام في الدواء وتناول الفواكه بشكل مستمر وشرب العصائر الطازجة كي يعود دمها لـ حالته الطبيعية ...

لم تتمكن تلك العسلية من الهرب من تقريعه القاسي .. واتهامه انها تهمل صحتها كثيراً وبشهادة من عمته نفسها ...

وهي .. وبدموع تعلقت على اهدابها ... نكست رأسها واعتذرت .. ووعدته ان تهتم اكثر بصحتها .. فقط لا تريده ان يغضب منها ....



زفر بانفعال وهو يخرج من دائرة شروده ... وانتقلت عيناه بغير هدى بين الشوارع امامه .. شوارع مكتظة ومركبات ضخمة ومتوسطة وصغيرة تمر كل ثانية امام عيناه ...

الحياة تمشي .. وخفقات قلوب البشر تنبض وتتوقف بشكل روتيني دنيوي فطري ... وعقارب الساعة تتحرك ... فـ لا هي تنتظر تعثر القلوب على قارعة الطرق .. ولا هي تتلكئ بسيرها لـ مجرد انسان انتكس ظهره بأبشع الطرق الممكنة وسقط .....!!!


الحياة تمشي يا حارب ... وانت ما زلت تطرق باب زمن ولّى وراح ... زمن لن يفتح بابه لك .. ابداً ...!!!


نظر لـ شاشة هاتفه نظرة سريعة وبحذر كي لا يسهى ولا يعطي للطريق حقه .. ثم عقد حاجباه ما ان قرأ رسالة قصيرة آتية من نهيان ابن خاله ....


وسرعان ما لف جهة اليسار متخذاً طريقاً غير الطريق الذي كان سيسلكه ..



.
.
.
.
.
.
.



ما ان دخل من باب المشفى الضخم .. حتى ارتخت تقاطيع وجهه من خلف نظارته الشمسية وابتسم ..

حمل الصغير عبيد .. ورفعه حتى اصبح انفه مقابل انفه .. سلّم عليه ببسمة حانية وقال مرحباً بمرح جذاب:
هلا بالشيووخ هلا ... شحالك ..!!!

ضحك عبيد بطفولية وقال وهو ينظر كعادته لندبة حارب بذهول: الحمدلله ..

ثم اقترب نهيان من حارب وسلّم عليهم وهو يقول: مرحبا الحربي .. شحالك ..؟!

رد حارب وثغره حملت بقايا بسمة خفيفة: بخير يعلك سالم .. ها شو السالفة ...؟!

التفت بعيناه بترقب اثار ريبة حارب .. ثم قال بصوت منخفض: ماعرف حاس ان حد يراقبني .. هب مرتاح .. عسب جيه بغيت تشل عبيدان وترده دبي لانيه بختفي الحينه وماضمن متى اظهر ...

ثم هتف بصوت عالي متهكم متقزز يسمعه الرائح والغادي بتعجب: شل ولدك عني يا بووي اذااني .. يوم انكم ما ترومون تودون عيالكم فحص البووول لا توهقون غيييركم .. اخييييج ....

امسك طرف غترته ووضعها امام رقبته لتتدلى نهايتها خلف كتفه كي يخفي بعض وجهه بينما كبح حارب بقوة ابتسامة تفجرت بالحرج من نظرات الناس الفضولية نحوه قبل ان يقول بوعيد وهو يقترب من اذنه:
مردوووده يالهررررم ....

ثم هتف بصوت مرتفع كما فعل نهيان: يلا ابويه يلااا .. غلطان اناااا يوم خليتك عند خالك الخبل ..


تحرك نهيان بسرعة وخرج من المشفى بينما ظل حارب واقف بشكل متحفز وما قاله نهيان قد اثار قلقه ...

: عمي حارب .. بابا وين سار ..؟!

وضع حارب اصبعه على فمه وقال: اششش .. بابا عبيد قصّر حسك ..

ثم اكمل بصوت منخفض وهو يوقفه على الأرض: يلا بردك عند هلك

عبيد: عمي حارب أبا حلااااوة ..

عقد حارب حاجباه وقال: وين اييبلك حلاوة الحينه ..؟!

اشر عبيد نحو آلة بيع البطاطس والحلويات وصاح: هاذووووه ...

اقترب حارب مع الصغير نحو الآلة .. وادخل قطعاً نقدية وهو يستمع لـ عبيد الذي اخذ يأشر على بعض الحلويات ..





: عمران .. اندوك البيزات .. وسر محل الهدايا اللي في الوحدة مول وقول حق الريال أبا طلبية ناعمة هامل الـ...
زين ..؟!


هز عمران رأسه وقال: زين ماما ... بس ماما انا اول شي يروح يجيب سامان حق بابا ذياب بعدين جيب طلبية مال انتي ..


: هب مشكله .. بس لا تبطي عاده .. ادريبك تحوط منيه مناك .. يلا توكل ..





عقد حاجباه وهو يحرك وجهه لينظر لمصدر الصوت "الناعم المألوف لـ نبضاته"




وسرعان ما تلاقت خفقاتهم/هرمونات المشاعر الجائعة المُهلكة في جوفيهما ..




من خلف غطاء وجهها ... حدّقت به وكأنه مر عليها عمراً بحاله تجوع رؤيته/اشتمام عبقه الرجولي القابع فوق ركن التفرد ..



رص على عيناه لتخرج تلك الابتسامة الفهدية الصبيانية "التي تكاد لا تُرى" على جانب ثغره .. ابتسامة ذكّرتها بأول لقاء بينهما .. عندما ألقى على مسامعها جملته التي ذكرتها بغزلها البريء بوسامته عندما ظنته هندي الاصل



"السموحة منكم .. تعدينا مرحلة الزين وخبلنابكم"



تتذكر بالتفصيل تعبير وجهه ذلك .. تعبير فهد كان قد رأى ما يثير تسليته للحظات .. لحظات فقط ..!!


الا انه جهل تماماً ان تسليته واستخدام بسمته تلك كان يلعب تحت الحزام ويدمر اول حصون قلب فتاة "صغيرة على الحب جاهلةٌ بخباياه/عذابه" ...

كما جهل تماماً انها تاقت وبشدة لرؤية تلك الابتسامة يوم عقد قرانهما ..

اجل .. تعترف ان شيئاً في خاطرها قد انكسر عندما لم تجد في وجهه سوى الخوف على اخته والقلق عليها ..

لم تشعر بالغيرة من موزة ..... أبداً ...

الامر كان محض خيبة شعرت بها عندما رأت بعيناه بريق ليس بذلك البريق الذي أشعل فتيل عاطفتها نحوه

اقترب منها خطوات بطيئة ... مسيطرة ... وقال بصوت منخفض اقرب للهمس: صدفة غاوية ..

اسبلت اهدابها بـ خجل اربك مواطن الانوثة فيها ...

ألا يعرف هذا الأسمر ان قربه "هلاك" ....!!!

رفعت عيناها إليه .. وهمست ببحة فاتنة حاولت إخفاء التوتر بين دهاليزها: يايه حق خالتيه ام روضة ..

نظر لأصابعها الرقيقة وهي تتشبث بطرف غطاء وجهها ... عقد حاجباه قليلاً .. وقال بخشونة هادئة:
روحج مع الدريول ..؟!

ارتفعت وتيرة خفقاتها وهي تستشعر للمرة الأولى سلطة رجولية عليها غير سلطة اباها وعمها وشقيقها ..

سلطة ......... ابهرتها .... اثارتها .... اشعلت روح انوثتها ... سلطة ذكرتها ان الذي امامها .... اصبح زوجها ...



عضت شفتها السفلية وردت بهمس خافت: يايه مع البشكارة ..

تأملها متفحصاً كل حركة متوترة تصدر من يديها .. وقال بذات صوته الهادئ انما هذه المرة بنبرة تخللها قوة/تسلط:
مرة ثانية لا تسيرين مكان روحج وياه .. شلي يدوتج واختج وياج ..





الغريب انها وهي تسمع بوضوح نبرة التسلط في صوته .. لم تغضب .. او تثور .. لأنها بطبيعتها .. تبغض من يفرض شخصيته عليها او يحاول كسر سيطرتها على ما تفعل/ما تقول ...

لكنها .. وبشكل ما ... لم تشعر ابداً انه يحاول التسلط عليها او فرض شخصيته على شخصيتها واخضاعها له .. بل كان يتصرف بطبيعته الرجولية التي لم تجدها "متغطرسة ابداً" ..!!!


وبشكل غريب .. بشكل اخجلها حد اللامعقول .... شعرت انها رغبت بـ تسلطه عليها .. رغبت بـ قوته .. والاحساس بأنوثتها/ضعفها امام رجولته التي تفوح من كل حنايا جسده وروحه .. رغبت ان تكون ما يريده هو ... ما يحبه هو ... ما يفضله هو ...



همست برقة: ان شاء الله ...


: عمي شو تسوون ..!! اففف مليت أبا اروح السياااارة ..


حدّق كل منهما بالآخر وكأن موضوع السيارة قد اثار فجأة ذكرى ما حدث ليلة زفاف سلطان ..


قهقه بخفوت وهو يخفض عيناه ... وهي لم تجد سوى تأمل ضحكته ببسمة حزينة أليمة ...

لم تضحك ... بل اكتفت بتأمل الشيء الوحيد الذي لم تره سوى الآن .... الا انها وبعد ثواني فقط .. باغتته بقولها الهادئ:
لو المكان يساعد جان سألتك ليش ضحكت ..

ابتسمت بذبول ... واردفت: وجان سألتك ليش ............



جرّها قبل ان تكمل جملتها ... سار بها مع عبيد الصغير بعينان تجريان هنا وهناك بسرعة بالغة وكأنه يصبو إلى شيء ما ..

وعندما وجد مراده ... فتح الباب وادخلها مع الصغير احدى غرف التمريض الفارغة تماماً .. واغلق الباب بحزم خلفه ..

سرعان ما ازاح عن وجهها الغطاء .. الغطاء الذي اثار استفزازه وحال بينهم وبين تجرع محلول شفاء الشوق من وجهها الأخاذ ...

تأملها لحظات بـ عاطفة قوية ملؤها الانجذاب القاتل ... وقال وهو ينظر الى ثغرها المرتعش:
اظنتي الحينه المكان يساعد .. سألي ...



مذهولة منه .. مذهولة من تصرفاته وحركاته .. الا انه زحزحت ذهولها عندما قالت بتوتر: حـ حارب .. وين مدخلني ..

كرر بحزم: سألي ناعمة ...



اسبلت اهدابها بـ ربكة لا قبل لها ولا بعد .. وقالت بصوت منخفض "لم تظهر حزنها خلاله":
قلت سؤالي ... ليش ضحكت ..

حارب: والثاني ..؟!



لم تجبه .. بل لم تتمكن من الإجابة ...



رد يسألها بحزم اشد: الثاني ناعمة ..

قالت وعيناها تفترشان ارض الغرفة البيضاء اللامعة:
ليش خطبتني ..؟!


صمت .... وكأنه لم يكن يتوقع سؤالها هذا .. هنا رفعت عيناها ونظرت إليه مدركةً انها اثارت ذهوله بـ سؤالها ..

تابعت: عشان تستر عليّه عقب اللي صار امبينا ...؟!

تمكن من رؤية الحزن بعيناها ... والرجاء الشديد ان لا يخذلها ويخيب ظنها ....

عندما استشعرت صمته المطول ... قالت بغصة أليمة توسطت حنجرتها: خلاص ما يحتاي .. عرفت جوابك ..
السموحة بخليك ربيعتيه تترياني ..

كادت تبتعد لولا انه جرّها إليه وقال: تبين الصدق ولا تبيني اجاملج ..؟!

تغضن جبينها بضيق .. وقالت: قلتلك ما يحتاي .. اعرف شو بتقول ..

تفحصها بنظرة مظلمة وقال: وشو هو اللي أبا أقوله انزين ..

ناعمة بذات ضيقها: اللي مابا اسمعه

حارب بذات نظرته: وشو هو اللي ما تبين تسمعينه ..؟!

اتسعت عيناها بقوة ... بشكل ألهب افتتانه بها .... اقترب منها اكثر ... وهمس فجأة وبنبرة صادقة شفافة "حارقة":
عيونج ..... فتنة ..... سبحان من خلقهن وصورهن ...


من فرط خجلها ودهشتها من كلماته المفاجئة ... ضحكت بخفوت ... وبشكل ما ... اختفى ضيقها ...

اشاحت بوجهها بدلال وقالت ببسمةٍ تفجرت بالحياء: تسلم ..

رفع كلا حاجباه ببسمةٍ خفيفة "مُربكة/مُهلكة" وقال: تسلم ...!!!

قالت بمشاكسة وهي تكبح بسمتها الخجولة: عيل شو أقول ..؟! عيونك الفتنه والاحلى ..؟!

اتسعت ابتسامته مكراً/اثارةً .. وقال وهو يتأمل عيناها وغمازتها: ليش لا ..
تراج لو تغزلتي فيه ما بتكون المرة الأولى ..

شهقت برقة بعينان اتسعتا مما سمعته .. الا انها رصت على عيناها بـ مكر ذات معنى وقالت:
لا .. انا ما تغزلت فيك .. تغزلت في واحد هندي ..

رفع حاجباً واحداً وقال باستهزاء لطيف:
جدامي تقولينها بعد ..؟!

عضت باطن شفتها السفلية بنظرة ضحوكة وقالت: أقول الصدق ..

انتقلت عيناها بـ شكل عفوي نحو ندبته القابعة ما بين عيناه .. ثم نظرت لعيناه وقالت:
بس .. ا ا ا اممم ... شعنه هاك اليوم كنت ترمس هندي ..؟!

اخفى توتره من سؤالها بأن قهقه بخفوت ... ثم قال وهو يحرك كتفيه:
ولاشي .. ايشبهوني الناس في الهنود دوم قلت خل اطبق هالنظرية ومنها اتسلى شوي

ناعمة: اهااا .. بسس ا ا ا ..

اشارت بتردد نحو ندبته .. وهمست بحيرة: بس ما كان فيك يرح .. حتى في المطار .. ما كان فيك ..

ابتسم ببرود لكلمتها .. وأجاب ببساطة "ظاهرية": انيرحت عقب ..

ناعمة بشك: اهااا ...



نظراتها المحتارة المتفحصة ... تساؤلاتها الذكية وفضولها الناعم .. اثار انزعاجه رغماً عنه .. ليس منها .. بل لأنه بدأ يرى ما كان يخشاه ...

كان يخشى الوقوف في هذا الموقف وتلقي تساؤلات لا إجابة لديه عليها ... او بالأحرى .... لا يملك الصلاحية ... العاطفية والعملية .... للإدلاء بها .... ليس لها ... ولا لغيرها بالطبع ....




: افففففف .. يلااا عمييي .. هنيه برررد .. ما يصكون مكيفاتهم ...!!!



جفل الاثنان .. وكأنهما اخيراً اكتشفا ان هناك صغيراً معهما في المكان ..

انزل حارب رأسها لينظر للصغير ابن ابن خاله .. وغمغم ببسمة متهكمة: صدق ولد نهيانووه .. ها ابويه خير .. شو تبا ..!!
مب عايبنك اظهر .. وجودك هنيه غلط أصلا ..



وضعت ناعمة يدها على فمها كاتمةً ضحكة رقيقة .. ثم جثت على ركبة واحدة وقالت لـ عبيد: يلا شو رايك تيي ويايه ..؟!

قاطعها حارب بذات بسمته المتهكمة: لا ها برده دبي عند هله .. ابوه عقه عليه وسار ..

ضحكت ناعمة بغنج فطري وقالت: ههههههههههههههه حارب حرام عليك طالع الياهل كيف يطالعك بحقد ..

حارب بمشاكسة متسلية موجهاً كلامه لـ عبيد المغتاظ: خير شو اطالع ..!!! ترى صدق ابوك عقك عليه .. يلا جدامي اظهر ...

زم عبيد فمه بحقد طفولي وقال بحدة: بخبر باباااا علييييك .. بقوله يعطيك بووووكسس ..

رفع حارب كلتا حاجباه باستنكار مسرحي وقال بسخرية: ابوك يعطيني بووكس ..!!
خل ايرب بس .. وبذكره باللي مضى جانه ناسي .. محد كاسر ضروسه وهو ياهل غير حارب بن محمد ..

قهقهت ناعمة وهي تغمض عيناها بتلك الطريقة التي تثير خفقاته جنوناً/هذياناً دافعةً إياه "رغماً عنه لاخفاض نظرته وتحركها مباشرةً نحو ثغرها الكرزي الشهي" ..




شعر بخفقاته تأخذ مسرى آخر .. مسرى ارعب سيطرته على نفسه وتحكمه بأفعاله .. مسرى اخافه واربكه وشتته ...

لم يشعر بذلك الإحساس من قبل .. إحساس ان يخترق حدود عاش سنينه كلها خلفها دون ان يتعداها وفعل ما لم يفعله من قبل .. ومع الشخص الوحيد الذي اشعره انه انسان بعد ما عاشه من موت/ظلام السنين الأخيرة ...

أراد احتضانها ..... تاق لنزع حجابها واخفاء ملامح وجهه في عنقها ...

أراد اشتمامها والارتعاد غراماً وهو يستنشق بقرب عبيرها الذي يدغدغ حواسه منذ ان اصبحوا في الغرفة وانزووا عن الناس جميعهم ..
يستنشق عبيرها بلا مسافات مستفزة بينهما ولا حدود ماكرة تفصلهما ..

أراد ان ...... ان ........



تنفس فجأة بـ ثقل ... بـ صعوبة ... واخرج زفيراً حارقاً ألهب أوردته/قفصه الصدري من انفه ....



وبشكل مفاجئ مباغت .. بشكل ينافي افعاله المدروسة/المسيطرة على الدوام ... اخرج حارب الصغير من الغرفة .... واقفل الباب ...


ثم وبلمح البصر .. رفع ناعمة ممسكاً كلتا كتفيها بقوة ....


وبعد ان أصبحت امامه ... تنظر له بخوف وبتلك النظرة النجلاء التي طالما سببت له "الوجع في الوتين" ..


اخفض عنقه ....... ولثم شفتيها قاطعاً شهقة رعب كادت تفلت منها لولا فعلته الصادمة ....



قبلة وحيدة .. قصيرة .. رقيقة .... انما كانت ملتهبة .... تعج بـ فوضى الحواس/الانفاس .. كانت قبلة الفارس لأميرته المدللة ... قبلة اخرج معها رجولته .. وفروسيته ... واحساسه ... وعاطفة روحه وشعره وقصائده .....

قبلة كانت مُهلكة حد الدمار الخالص ..... له ... ولها هي ....


ابتعد عنها .... بأنفاس متلاحقة ... ثقيلة ... ساخنة كاللهيب ... واخذ يحدّق بشفتيها مطولاً قبل ان يقول بصوت اجش مختنق:

آسف .... مـ ....
احم .... مارمت اتحمل ....... مع السلامة ...




وخرج تاركاً إياها مبعثرةَ الكيان .. مهتزة الجسد محمومةَ الروح ..... ببساطة تركها بعد ان اكد لها بفعلته ... انه لن يتركها في كل لحظة الا وهي صريعة حمى عشقه المبكي ...

هل احسستهم بمذاق العشق المُبكي ..... هل سمعتم عنه في يوم بحق الله ....!!!

هذا هو الذي اشعر به تماماً ... البكاء حد العشق .. والعشق حد البكاء ....


عشقك يا هذا يبكي قلبي توقاً ... وذهولاً ... وانبهاراً ... وجنوناً ... وثمالةً ....


يالله ... رحمتك يا ررررب ....


تأوهت بـ غرام انهك كيانها وهي تميل جسدها بلا حول ولا قوة منها الى الجدار .. واخذت تتلمس بوجع شفتيها وتسترجع قبلته في ذاكرتها بخفقاتٍ مجنونة متلاحقة ....



ولم يخرجها مما كانت فيه من "سكرة" سوى اتصالاً من روضة والذي ذكرها بسبب قدومها الى هنا ..


هذا المحارب انساها الزمان/المكان ببسمته وقبلته ..

آآآآآه ...



.
.
.
.
.
.
.



هتف احد تابعيه بـ ذهول: يشبهه يا بومرشد ... وشفت وياه ياهل ..

أبا مرشد بـ حاجب مرفوع: يخلق من الشبه أربعين .. وبعدين تقول وياه ياهل ....

الرجل بتشكك: هيه بس ما خبرتك منو ياه عقب ..

أبا مرشد بضجر: منو بعد ..؟!

الرجل: حارب بن محمد .... وسمعت الريال يقوله شلوا ولدكم ... حارب متى عرس يا بوس ..؟!

رفع أبا مرشد كلتا حاجباه بـ استغراب وبدأت روحه تتحفز لما يسمعه ... ثم قال:
حارب بن محمد ..؟! ... شو ياب حارب لهالريال ..؟!
ولا ... ما ياني خبر من أي حد من اللي محطنهم يراقبون حارب انه عرّس ...

سكت قليلاً محاولاً تحليل الامر بدماغه الا انه فشل ..... ثم قال: عرفت انزين اسم الريال اللي ويا حارب ..؟!

الرجل: لا ... بس من رمسة حارب عرفت ان الريال يكون خال الياهل ..

أبا مرشد: خاله ...!!! ..... شو السالفة ....!!!!

سكت مرة أخرى وهو يحك ذقنه .... وقال بعدها: خلاص خلاص انت سر شوف شغلك وانا بتحرا عن هالموضوع ..




اغلق هاتفه زاماً فمه بـ تفكير سحيق ......

متى تزوج حارب اساساً لينجب ولداً .......!!!

وما موضوع الشبه بين ذلك الرجل ووو.........


: عبدالوهاب ....


قطع تفكيره صوت انثوي متغنج مدلل .... قلّب عيناه بسأم وهو يفكر انه حقاً قد اخطئ عندما جلب فتاة صغيرة لمخدعه الآن .... فـ مزاجه الحالي لا يحتمل البتة ثرثرة النساء المستفزة للأعصاب .....



.
.
.
.
.
.
.



تتحاشى رؤيته منذ ان انتهت عمليته وخرج بالسلامة ... لا تعرف أتحاشيها خوف من ان تنهار بالبكاء ما ان تراه بكامل عافيته امامها .. أم تحاشيها بسبب ألمها المتصاعد نحوه بعد ما فعله بها طيلة اشهر طويلة .. فعلة سببها كان امراً .. ستكذب ان وصفته بالتافه .... بل كان ادنى من التفاهة نفسها ....

مجروحة منه الا انها تتوق رؤيته حد الجنون ....


لكنها لا تستطيع .... في روحها الشيء المهول من الحقد والقهر والغيظ ...


سمعت عمها يقول لها وهو يمدد ساقه فوق احدى ارائك الشقة الذي استأجرها احمد لهم قبل سفرتهم ببضعة أيام:
العنود ابويه .. ما بتسيرين عند ريلج ..؟!

تمكنت بقوة من السيطرة على رعشة يدها التي تحرك محتوى الشاي داخل الكوب .. وقال بصوت بارد متباعد:
بسير ان شاء الله .. بس أبا اكوي ثيابه المغسلة اول ..

رص أبا سيف على عيناه متفحصاً إياها مطولاً .. ثم قال بشكل مباغت: عنود بابا .. انتي متواجعه ويا ريلج ..؟!

رفعت عيناها بحدة إليه وقالت بوجه شاحب: ليش ..!!! هو قالك شي ..!!!

رفع حاجباً واحداً بخبث ... وقال: يعني متواجعه .. ولا هو ما قالي .. تعرفين سيف ما يرمس عن اية حاية في خاطره ..

بشكل صدم أبا سيف .. رفعت العنود جانب ثغره بسخرية مريرة وقالت بخفوت: انت بتقولي ...!! انا اكثر وحده اعرفه ..

أبا سيف بحنان جعل الدموع بمقلتا العنود تتلألئ تأثراً: شو مستوي امبينكم ابويه .. خبريني فديتج .. الا بنت سعيد ما ارضى عليها وهي روحها تعرف غلاتها عنديه ..

اغمضت عيناها بقوة .. ثم هزت رأسها بالنفي وقالت بصوت مختنق مبحوح: صغيرة يا الغالي صغيرة .. بتنحل روحها ان شاء الله ..

اقترب أبا سيف منها وقال وهو يأشر لعيناها اللامعتان: صغيرة وانا اشوف الصيحة بعيونج ..؟!
خبريني شو مستوي ..؟!

اخذت فجأة شهيقاً قوياً عنيفاً ... واخرجته بشكل اقوى واعنف وكأنها بهذا تحاول إزاحة أي ضعف بغيض يترنح بين نبضاتها وروحها ..

ثم قالت ببسمة متهكمة حاقدة لا تليق برقة عيناها الناعستان: هب مستوي شي .. ولدك خبل وخباله ماله دواااا .. ما أقول غير يالله يا ربي لا تخلي واحد من عياليه يظهر عليه .. اباهم كلهم عليه انا بسسسس ...


: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


عقد حاجباها بغيظ ما سمعت ضحكة عمها المفاجئة .... وازداد غيظها اكثر عندما سمعته يقول بنظرة امتلأت بالضحك/التسلية:
دواه انتي يا بوووويه .. دوااه انتي ..

تابع وهو يرمقها بنظرة لامعة ملؤها المحبة: والله محد يحرك سيف ويظهر لسانه الا روحج اللطيفة الحلوة ...

اشاحت بوجهها المحتنقن من كلمات عمها الغزلية .. وغمغمت: السموحة عميه بس سيف قاص عليك وعلى الكل .. ها خبيث ما تعرفونه .. سألوني عنه ...

أبا سيف: هههههههههههههههه فديتج انااا .. انزين شو مسوي خبريني .. وبراويه صنع الله ..

انزلت رأسها بنظرة حزينة محبطة وقالت: قلت شي عنه ما عنيته .. شي ما يرزى والله عميه .. وهو خذاه صدق وزعل عليه ..

ادرك أبا سيف من مختصر كلماتها انها لا ترغب بالحديث عن مشكلتها مع ابنه ... لذا فضّل ان يتعاطى معاها في خانة الحل بدل ان يتعاطى معها في خانة المشكلة نفسها ..

قال ببساطة: رديله الحركة ..

رفعت عيناها وقالت ببلاهة: هااا ..!!

أبا سيف ببسمة خفيفة: شو ها ... اقولج رديله الحركة ..

العنود بحيرة: كيف يعني ..؟!

أبا سيف: هب هو زعل منج على شي ما يرزى وما عنيتيه ..؟!

العنود بذات حيرتها: هيه

أبا سيف: سوي شرات ما سوى ... ساعتها بيعرف ان الله حق ...



.
.
.
.
.
.
.



وضعت اذنها على بطن عمتها وقالت بشقاوة: يا ولد رمسني .. انا المير بنت خالك تسمعني .. احفظ هالاسم زين ما زين ... لانها هي اللي بتيوزك بنتهااا ...

ضحكت شما من بين ملامح وجهها الشاحبة .. وقالت: وسيده خليتيه ولد وبتيوزينه بنتج .. يمكن بنت ..

ابتسمت ميرة بتعالي مصطنع وقالت: ساعتها عاده ما باليد حيله .. بخلي ولديه المسكين ياخذها ونستر عليها ..

ضحكت شما وهي تدفعها برقة قبل ان تقول بنظرة ضحوكة متهكمة: أقول نزلي خشمج عن يطيح علينا ... لا بنعطيكم بنتنا ولا بنخلي ولدنا ياخذ بنتكم .. أصلا انا هب خبله عسب ايوز عياليه حق عيالج يالشرية ..

ميرة: هههههههههههههه افا العمه شو قالولج رويلا درفيل ..!!

ضحكت شما ومعها حصة التي طيلة الجلسة كان صامتة ولا ترد الا بإجابات مختصرة مقتضبة ..

قالت شما بمكر من بين نظراتها الشاحبة: هاييج احلى هههههههههه

امسكت ميرة يد عمتها وعضتها بشقاوة واخذت شما تصرخ بضحكة رنانة متوجعة: اييييه خلي ايدي يا وحشة هههههههههههههههههه

ابتعدت ميرة وقال ببسمة شريرة: بخليج عسب يوم ايرد بعلج المصون ما ايقول شوهوا حرمتيه وانا محد ..

انحسرت ضحكة شما ببطء ما ان سمعت ما تفوهت به ميرة ..





تعيش بـ ضياع ... بـ رعب ... بـ قلق دائم اذاقها السهاد/الدموع ..

يظن الجميع ان حبيبها مسافر لفترة وسيعود .. لا يعرفون انها تجهل ما اذ سيعود قريباً ام لا ..

منذ أسابيع لا تصلها اتصالات ولا رسائل منه .. خائفة .. بل مذعورة اشد الذعر ... حتى عندما افضت لـ شقيقها بطي عما يعتريها من قلق طمأنها باقتضاب ان الامر ليس مقلقاً وان سلطان .. قبل زواجه وبحكم عمله المعقد .. دائم السفر .. وسفراته تكون بعض الأحيان طويلة ولا يتسطيع خلالها التواصل مع أهلها واصحابه ...

لكنها كيف ستفهم ما يقوله شقيقها وهي لا تحتمل بعده اكثر ..!!

لا تحتمل فراقه اكثر ..!!

لا تحتمل فكرة ان تعيش اول شهور حملها بعيدةً عنه ...!!

يا ربي ... احمه واحفظه أينما كان ... انت الرحمن وانت الحافظ الحفيظ ...




نظرت لـ ميرة وقالت ببسمة باهتة: الله ايرده بالسلامة .. البيت بلياه ما ينطاق ..

عضت ميرة شفتها السفلية بخبث .. وقالت وهي تقترب منها بفضول/حالمية: عموه عموه .. تحبينه ..؟!

ذبلت نظرتها بـ عشق مرتعش آسر وجالت حول الفراغ وكأنها .... وكأنها تتحدث معه ... لا مع احد غيره ..... وقالت بصوت مكتوم/مختنق ناسيةً انها ولأول مرة تتحدث عما يجول في خاطرها من مشاعر امام بنات اخيها:
جذبت ان قلت احبه ... هالآدمي يسري في يوفي مسرى الدم في العروج ..


تنهدت بحرارة .. ثم نظرت لـ حصة وميرة .. وخرجت من سكرة مشاعرها وهي ترى اعينهن المتسعة افواههن المفتوحة ..

قالت ميرة بوجه احتقن من الخجل بسبب شفافية عمتها الجريئة: عموه انتي عشقااااااااااانه ...

نطقت حصة اخيراً بنظرة تعلوها الحيرة/الارتباك: عموه صدق ..؟!

ابتسمت لهما بحزن وقالت: شحقه يعني هب مصدقاتنّي ..؟!

حصة بذات نظرتها: يعني اقصد .. ا ا ا .. توكم معرسين .. لحقتي تحبينه كل هالحب ..؟!


ضحكت ...... ضحكت بألم ..... بخفقات تنوح .....

ضحكت حتى التمعت عيناها بالدموع .... ثم قالت وهي تمسح احدى عيناها بصوت مبحوح متهدج تفجر بالصدق:
بومييد ما يتريا سنين عسب يخلي القلوب تتعلقبه .. بومييد صقر ... يعفد على القلوب عفدة تذبح ..

تأوهت بخفوت وهي تضع يدها على قلبها شاعرةً ان نبضاتها المجنونة تؤلمها ... وتوجع أطرافها وتفقدها سيطرتها عليهم .. واكملت بهمس مرتعش ساخن مُغرم حد النخاع: تذذذذبحححح ....




آه يا ميرة ..... لا تعرفين اني عاشقة لـ "ذلك" سنين كالدهر .. سنين كـ ماء البحر المالح ... يدخل الجسد وينشر املاحه بدواخله/جوانبه حتى يخنق كل شيء يقف امامه ....


ثواني فقط حتى استوعبت ما تفوهت به امام الفتاتان ...


اسبلت اهدابها كي لا تُظهر اكثر وجع قلبها لـ الفتاتان "المندهشتان بحق مما سمعنّه" .. وقالت بعد ان تنحنحت بخفوت: خلكن منيه ... شحوالكن انتن .. وشو اخر اخبار زهابيكن ..؟!


كما توقعت .. رأت الضيق على وجه حصة ... والذعر على وجه ميرة ...

قبل ساعة .. وما ان جلست قرب ميرة .. حاولت فتح موضوع انعزالها عن الجميع وعدم رغبتها بالتخالط مع أهلها والاكل والشرب معهم .. الا انها لم تخرج بفائدة تذكر منها .. وعللت الأخيرة ما يجري معها كونه مجرد خوف وارتباك من العرس الذي اصبح اقرب من ذي قبل ... وعندما أصرت عليها ان تصارحها ... ادخلتها في مواضيع وقصص أخرى كي تشربك الحديث وتخرج منه بسهولة ومن غير أي اعتراف صريح منها ...

نظرت لـ حصة الواجمة .... وقال بحزم: بتمن ساكتات يعني ..!! اسألكن اناا ...

نظرت ميرة لـ حصة نظرة خاطفة وقالت وهي تفرك ابهامها بباطن كفها: خلصنا كل شي عموه ..

شما بنظرة متفحصة: اكدتن حجوزات الشعر والميكب ..؟!

ميرة: احم ... هيه اكدت انا ..

شما: وانتي حصوه ..؟!

اشاحت حصة بوجهها وقالت بصوت جامد: حصوه طلعوها من هالسوالف كلها ... لا تعرف فيها ولا ادانيها ..

هزت شما رأسها باحباط وقالت بحدة: بس لو اعرف شو اللي مخلنج جيه كارهة هالعرس ..

ابتسمت حصة بسخرية شديدة وقالت بنبرة لاذعة: نسيتي كيف كنتي وقت زهابج ولا نذكرج ..!!!

هتفت شما بصرامة قاسية: تأدبي ويايه يا بنية .. عمتج انااا ..

زمت حصة فمها على مضض وفضّلت عدم الرد ..

رمقتها شما بحدة .. وما ان فتحت فمها لتتابع حديثها حتى رن هاتفها ..


لانت تقاطيع وجهها بعفوية عندما قرأت الاسم

"بوخويدم"


استلته بهدوء وهتفت: هلا بوخويدم ..

..

: طيبة طاب حالك .. انت شحوالك فديتك ..؟!

..

نظرت نحو الفتاتان بتوتر .. وقالت: لا لا محد ويايه الا ميره وحصة بنات اخوك ..

..

: خلاص ان شاء الله

اخفضت صوتها لتسأل شقيقها بقلق: بطي شو مستوي ...؟!

..

: متأكد ..؟!

..

رغم ان صوت شقيقها لم يزدها الا توتراً الا انها همست: اترياك عيل لا تبطي ..

..

: مع السلامة ..



.
.
.
.
.
.
.



امسك بقوة عقاله وهو يلف حول وجهه غترته متفادياً التراب الخانق المحمول مع الرياح الرملية العنيفة ...



اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به .. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به ..



الجو اصبح متقلباً فجأة منذ ايام والطقس بدا كئيباً وخانقاً بأترابه ورماله الكاتمة للأنفاس .. هذا ما فكر به وهو يلمح من بعيد سيارة شقيقه الواقفة اسفل مبنى شركتهم الرئيسية في العاصمة ..

اجل .. فهو بعد انتقل الى ابوظبي .. انتقل من عمله في الشركة الفرع في العين الى الشركة الام في العاصمة ..


دخل سيارة شقيقه ملقياً السلام عليه بنظرة تقدح ريبةً/قلقاً جرّاء اتصال الأخير المفاجئ والذي استشعر هو من خلاله بصوته الشاحب .... المكتوم حد اللامعقول ..

وسرعان ما اختفت الريبة والقلق من عيناه لتحل محلهما "الفزع الخالص" وهو يرى احتقان وجه أخيه واحمرار عيناه بشكل مخيف وكأنه يكتم بقوة انهياراً وشيكاً ..!!

هتف متسع العينان: عوذ بالله .. شبلاك بطي ..؟!!!

لم يجبه بطي .. بل وضع اصبعيه على قمة انفه واغمض عيناه بقوة ...

هتف احمد بانفعال لم يستطع السيطرة عليه: بطي شبلاااااك ...؟!




رفع بطي رأسه وحلقت عيناه على سطح سيارته .. عيناه اللتان حكتا مأساة تُنطق/تُكتب بألف قلم وعلى يد ألف كاتب ..


اغمض عيناه بعنف ... وغمغم بصوت محترق .... مظلم ..... عاتيّ التحشرج: سـ سلطان ....


شحب وجه احمد وكأنه لم يتوقع سماع اسم سلطان الآن وفي هذا اللحظة المليئة بالتوتر ...

سأل بحاجبان معقودان: شبلاه سلطان ...؟!



فتح بطي عيناه ... وذُهل احمد من دموعه التي غزتهما بضراوة ... وعلم ان الامر فادح .. فادح حد الطغيان ... لم تتمكن أفكاره من الاسترسال .. ليس وهو يسمع بطي يقول بصوت منهار:

مـ ماعرف ......... مـ مااعررف ......
قـ قالولي .......... قالولي انه ماااات ...








نهــــاية الجــــزء الســــادس والخمســــون



.
.



قراءة ممتعة يا حبايب لولوة .. طبعاً تعرفون ان هالبارت بيكون آخر بارت قبل رمضان ان شاء الله ..

ربي يبلغنا اياه لا فاقدين ولا مفقودين ويعله ينعاد علينا وعليكم بكل خير وصحة وسلامة ..

لا تقطعون روايتي في الشهر الفضيل .. حتى لو ما في بارتات .. دخلوا على بات من يهواه ونوروها بردودكم واخباركم وسوالفكم الحلوة :)

لا تنسونا من دعواتكم في صلواتكم وفي قيام الليل .. وبإذن الله ما بنساكم انا من دعواتي ...

في الختام اقولكم ربي يحفظكم وين ما كنتو ويرزقكم السعادة من حيث لا تحتسبون ...


 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 13-06-15, 08:58 PM   المشاركة رقم: 2737
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 226024
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: دموعي سيل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دموعي سيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

لا عاد مب هلون 😭😩💔
الحين استنى اي خبر عن سلطان واخر شي يطلع خبر شين
عورني قلبي 😭😭😭😭😭😭💔
شنو ينطرني لين بعد رمضان 😩💔💔💔💔💔💔💔


.
.
بارت جميل مثلج
احداث مشوقه وآليمه 💔
نتلاقي بعد رمضان الله يجعله شهر خير وبركه علينا
ويتقبل منا صالح اعمالنا 😘❤️❤️❤️

 
 

 

عرض البوم صور دموعي سيل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-15, 09:01 PM   المشاركة رقم: 2738
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296708
المشاركات: 101
الجنس أنثى
معدل التقييم: فآرغه عضو له عدد لاباس به من النقاطفآرغه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 136

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فآرغه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

والله واضح انو احنا اللي متنا مو سلطان
حرااااام شهالقفله
الاكيد الاكيد انها كذذب
ياارب كذب

 
 

 

عرض البوم صور فآرغه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-15, 09:03 PM   المشاركة رقم: 2739
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296708
المشاركات: 101
الجنس أنثى
معدل التقييم: فآرغه عضو له عدد لاباس به من النقاطفآرغه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 136

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فآرغه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اول توقع مخربط لي ...
ان الجماعه اللي يشتغل معهم سلطان هم اللي وصلوا هالكلام لبطي .. يمكن يبون يصلحون العلاقه والا اي شيء
المهم سلطان يكون بخير وبس

 
 

 

عرض البوم صور فآرغه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-15, 10:28 PM   المشاركة رقم: 2740
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297135
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: Hissah عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Hissah غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

لااااا تكفين وش هالقفله 😭😭😭😭

 
 

 

عرض البوم صور Hissah   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 07:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية