لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تفضل ان تكون الرواية القادمة كلها باللغة العربية الفصيحة ام كـ الحالية ؟
كلها باللغة العربية الفصيحة 7 6.93%
كـ الحالية 94 93.07%
المصوتون: 101. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-15, 07:47 PM   المشاركة رقم: 2101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح مشاهدة المشاركة
   سوسه؟؟... دنا غلباااااانه"فيس مسكيين"

واااضح واااضح هههههههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 27-05-15, 08:03 PM   المشاركة رقم: 2102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الجزء الثاني والخمسون

 







(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء الثانــــي والخمســــون



،



أُريدُكِ أُنثى

كما جاءَ في كُتُب الشِعْر منذُ أُلوفِ السِنينْ

وما جاءَ في كُتُب العِشْقِ والعاشقينْ

وما جاءَ في كُتُبِ الماءِ .. والوردِ .. والياسمينْ

وصافيةً كمياه الغمامَهْ

ما بَيْنَ نَجْدٍ .. وبين تُهَامَهْ

..........

أُريدُكِ أُنثى اليَدَينْ

وأُنثى بصوتكِ.. أُنثى بصَمْتِكِ

أُنثى بطهرِكِ.. أُنثى بمكرِكِ

أُنثى بمشيتكِ الرائعَهْ

وأُنثى بسُلْطتكِ التاسعَهْ

وأُنثى أريدكِ، من قِمَّةِ الرأسِ للقَدَمَيْنْ

فكُوني سألتُكِ كلَّ الأُنوثةِ

لا امرأةً بَيْنَ .. بَيْنْ ..



لـ نزار قباني



،



عندما التفتت .. جفلت بعنف شديد وهي تحدّق بآخر شخص ترغب برؤيته الآن ....... وهي بهذا الحال ....!!!!



شعرت بموجة حارة أخرى .. "لا تتعلق بالجو البتة .. وانما بأمر آخر" ... تغمرها من رأسها حتى أخمص قدميها ... وتنفسها بدأ يثخن ويغلظ تحت وطأة قلبها الذي يكاد ينعصر بين اضلاعها ....



إلهي .... لا .....
لاااا ...



بدأ جسدها يتحرك بمكانه بشكل ابله موغل بالخجل/الربكة العارمان .. وعندما قرر دماغها المشتت اخيراً التحرك لهدف واحد وهو الهرب .. ضربت رجلها حافة طاولة المطبخ وكادت تسقط الا انها استطاعت تثبيت جسدها في اللحظة الأخيرة ...


الى الآن لم تنظر لعيناه .. لكنها تشعر بنظراته تأكلها بنهم ...... بشكل جرئ لم تعهد التعامل معه من قبل ....!!!!



ازدادت ارتجافة ساقيها واكملت سيرها باتجاه الباب "المُغطى اساساً بجسده" ....

وهمست بصوت مكتوم مختنق وهي تأشر بيدها المرتعشة ليتنحى قليلاً: بخطف خوز شوي ...


تقدم الى الامام قليلاً واوقفها بجسده وهو ما زال ينظر إليها بتلك النظرات المُتلفة ..... للأعصاب ... وهمس بصوتٍ خشن خافت من بين عيناه المظلمتان العميقتان:
وين ..؟!


كتمت بقوة شهقة جزعة كادت تودي بآخر حصون تعقلها ... وقالت بتلعثم/بضياع وهي ترص جانبي ردائها الأبيض على صدرها المكشوف: مـ مـ مـ ... أ أ اقصد ...
آ آ آ بـ بسير الحـ حجرة ..


كرر همسه وهذه المرة كان اشد قرباً ... اشد حميميةً: ليش ..؟!


رغماً عنها ... رغماً عن قوتها المزيفة .. تلألأت عيناها بالدموع مما تشهده من خزي/خجل لا مثيل لهما .. وقالت بصوت اصبح مختنقاً/مرتجفاً حد اللامعقول: بـ بـ بسسس جـ جييييه ..


تقدمت بانفعال لتهرب من الطرف الآخر الا انه اغلق المجال عليها مرة أخرى ..... وعاد يهمس وهو يمسح تفاصيل اهدابها المسبلة فوق عيناها الطفوليتان وما بعدهما من تفاصيل .... تضج بالانوثة ..... وتصرخ بالفتنة/البذخ:
ما بتعشيني ..!!
انا ..... يوعان ....


ارتفع صدرها وهبط بشكل سريع واضح ... وهمست بذات ارتعاشها وهي تصارع دموعها كي لا تهطل على وجنتيها:
هـ هاااذوه العشااا ... كل ...


واستغلت بسرعة ارتخاء جسده في وقفته ودفعته برقة لتخرج من المطبخ وهي تهرول بسرعة وبتعثر بالغ التوتر ..


الا ان يده القوية امسكت بذراعها بقوة وبلمح البصر .. وادارها إليه حتى اصطدمت بجسده الصلب ....


وهمس بصوت أجش محموم محترق وهو يقترب من شفتيها شيئاً فـ شيئاً:
قلـ ـتـ ـلـ ـج ....... يـ ـوعـ ـاان .......



وقبل ان تستوعب "التي بين ذراعيه" ما يجري معها/حولها .. وقبل ان تستوعب قربه الطاغي عليها ... كان ينحني اكثر إليها قاطعاً المسافات المستفزة بينهما بشفتيه ....!!!!!



وهي تتصارع ثمالةً بين ذراعيه ....... فكرت .....!!

كم يمتلك هذا المتعجرف في جعبته ليثير كل عصب في جسدها العذري أكثر مما هو مُثار ....!!

ليغري مواطن النبض في عروقها التي تنوح اضطراباً/ربكةً بحضوره غير العادي ..... بحضوره الرجولي المتفرد ....!!

يالله ....... حتى قبلته غير عادية ...... مُؤذية للخفقات ...... مُهلكة للإتزان/التعقل .....!!



من بين افكارها المشتعلة المجنونة .. شعرت بأنها بحاجة لإيقافه ... وبحاجة ماسة لأن لا تضعف .. لأن لا تخضع له .....!!

فقد جرحها ..... واهانها .... وضربها وكاد يزهق روحها لولا رحمة الله .....!!



وضعت كفوفها المرتعشة على صدره المتصلب المحموم من اثر العاطفة .. ودفعته بضعف بينما حنجرتها تأن في محاولةٍ بائسة منها لتحرير شفتيها من ........... سطوته ..!!


لكنها لم تستطع ..!!

يا إلهي ....... هذا الرجل بحق ......... جـائـــ....



شهقت برقة عندما وضع ذراعه اليمنى تحت ساقيها اللتان انكشفتا اكثر خلف قميصها الرقيق ..


استطاعت اخراج صوتها المتحشرج المتقطع أخيراً وجسدها بأكمله يرتعش جزعاً ومشاعر أخرى فتاكة تجتاحها لأول مرة في حياتها: لـ لاا ... لاا نـ نـ نززلني .. مـ مـ مااا ........


اكمل طريقه الى غرفتهما التي لم ينم فيها ليلة البارحة كي لا يضعف بقربها .....

كي لا تنسيه حقيقة انه قتل انساناً آخراً فيه ......!!!!!

الا انه .... وياللمصيبة ........ ضعف بمجرد رؤيتها الآن .... وهي بكامل جمالها الشفاف الداعي لـ معاركة النفس والتحرر من صلابته ...... ضعف وسقطت حصون دفاعاته بشكل يائس بائس مثير للشفقة ....!!



اكمل طريقه غير آبه بتأوهات الرفض من حنجرتها ..... فـ هو بحق ....... تواق ......!!!!!

وضعها برقة "تُبكي" فوق الفراش ... قبل ان يغطي الرؤية امام عيناها الغائمتان ... بوجهه وصدره ..

اسند نفسه بأن وضع ذراعيه على جانبي رأسها واخذ يمشط فتنتها بنظرةٍ تكسوها بريق متفجر بالشوق .. بالرغبة .... برغبةِ الإحساس بعاطفة الروح قبل عاطفة الجسد .......

انزل رأسه ليلتقط شفتيها مرة أخرى الا انها ... وبسرعة لم تعرف كيف واتتها ... اشاحت بوجهها عنه وصدره يعلو ويهبط باضطراب وحشي ... وهمست بصوت مختنق مرتعش تخلله خوف شديد من ان تضعف امام سلطة حضوره الجبار:

لـ .. لـ .. لا تقرب بوزايد .. ا ا اللي سويته فيّه هب شوي ..... و و وما بسمحلك تتمادى زود قبل لا تعتذر عن كل شي يااانيه منك .......


اكتسى وجهه ذلك الغلاف القاسي ..... المرعب ... وحدّق بوجهها ثواني وحرارة المشاعر بينهما ما زالت طازجة .... ونقية ... ولهاث التوق بينهما ما زال .... عاصفاً ....

تحرك فكه بشكل يوحي بأنه يكتم غضباً أسوداً "مريراً" .... وهمس من بين اسنانه كلمةً كلمة بتروي:
ما بسمحلج .... تمنعيني .... عن .... حقوقي ....


قرب وجهه من وجهها واردف بصوت اخشوشن واصبح اشد شراسة:
تسسسسسسمعين .....!!!!


أغلقت عيناها بقوة غير راغبةً البتة برؤية الغضب المرتسم على وجهه وهو بهذا القرب الضاري منها ...

لابد ان تستجمع قواها ...... لابد .....!!!!

همست بقوة مزيفة وما زالت شفتاها ترتعشان مما يموج في داخلها من عواصف/حمم:
و .. و .. وانا ما بسمحلك تتمادى ويايه قبل لا تردليه جيمتيه كـ روح .... وكـ انسانة ....
مـ .. مـ مااا بسمحلك ابددد ....


تحرك جانب شفته العليا باحتقار مميت/غل سحيق ..... وقال:
وايد مصدقه روحج انتي ... ترى لا طاحج الزين ولا فيج هاك الغوى .. ما فيج الا حس يباغم وجان زين عاده غاوي ..



اهتزت نظرة عيناها ألماً جارحاً مخزياً .....

يالله ..... ما نوع قلبك أيها الجلف ... ما نوع تركيبته المعقدة لأعرف كيف التعامل معه .....!!!!



كانت منذ لحظات فقط تتذوق سعادةً من نوع مختلف .. نوع حديث الولادة لم تعرفه من قبل ...

أجل .. هي لم تعرف انوثتها الا الآن وعلى يديه ..... لكن كلماته خطفت سعادتها واماتتها برحمة معدومة ....!!



ابتلعت غصتها المريرة بصعوبة ..... وقالت له بنظرة مباشرة تبرق بالجرح/وجع الذل:
اللي داخل صدرك شو ....!!!
صخر ....!!!!
اشك انه صخر ... لأن الصخر يلين ويتفتت من الماي نفسه .. بس قلبك هذا وعقب اللي سويته فيّه اشك يعرف شو هو اللين وشو هي الطيبة ....


رمقته نظرة ملؤها الجرح/النفور ودفعته بقوة كي تخرج من اسر ذراعيه الا انه ثبتها بعنف بمكانها مزمجراً بنبرة احترقت بنار الخيانة/الغدر ...... نبرة رجل عرف معنى ان يُطعن في رجولته الابية شر طعنة:
واللين والطيب لامثالكن حررررام .... انتن عقارب ملحفات بـ ويوه خداعة تعمي العقل والبصرررر .. تمصّن قلب الادمي إليين ينهد حيله وينفدددد محترررررق بحسرررررته ....


ضرب على ايسر صدره بقوة وصوته يشتد حرقةً/شراسةً ..... يشتد اختناقاً قاتلاً: هالقلللب اقطططعه من سااااسسه واعضضضه بـ ضروووسي ان فككككر يوطي رااااسيه الكككن مرة ثااااانية يااا بنااااات بليييييس ....


اردف هادراً بثوران وهو يدفع رأسها اكثر الى الأسفل بأنفه الرجولي الطويل:
وانتتتتي ....... تبطططين توصلين للي تبيييينه .. تبططططين ..


سكت وصدره يعلو ويهبط بأنفاس ثقيلة .... عنيفة .. اخنقت ما فيه من نبضات ... سكت بينما عيناه لم تسكتا عن البوح/الكلام ....!!


كان ينظر إليها بـ نظرة غريبة .... مزيج من غضب ... آسى ..... كره .... غل ..... ربكة مشاعر لا وصف لها ....

وبشكل مبهم .... وبشكل غامض ...... كانت نظرته تضج بالاحتياج .... وتصرخ مطالبةً الاحتواء/العاطفة .....!!!



وهي ..... كانت في حالة ذهول انستها النطق لوهلة ... واربكت قوتها المتواضعة حتى نسيت انها قررت ابعاده عنها ....



همست فجأة وبشكل مباغت وهي ما تزال سجينة ذراعيه وصدره:
شو سوت فيك عوشة ...؟!!


شعرت بذراعيه تهتزان بقوة حولها .... ورأت بوضوح كيف اكتسى وجهه ذلك الشحوب الرمادي الميت بعد ان كان محتقناً بـ دم الانفعال/الغضب .....



لا تعرف حنان ان سؤالها كان مرادفاً لكلمة .... "قبر" ....

اجل ...... لقد قبرت تلك الأفعى السامة بفعلتها اسمى شعور في روح رجل فخور معتد .....

قبرت فيه الثقة .... والاحساس بسمو الكرامة .....!!!!!



ارتجف فكه قبل ان يهمس من بين اسنانه ببرود صقيعي غلفه بقسوة عاتية تعصف بالكره الأسود:
اسم هالحـ.... ما ينطرى عنديه ....
لو بايعة روحج انطقي اسمها مرة ثانية ....


اطبقت شفتيها على بعضهما بحركة دفاعية تحمي نفسها من هجومه المفاجئ ... ولم تعلم أن جسدها بأكمله يرتعد صدمةً/ذهولاً مما سمعته ....



إلهي ..... لمَ ترى هذه الكمية الفظيعة/المهولة ..... من الجرح بعيناه ......!!!!!

وبمَ يمكن ان تصف ما ينضح من جنبات وجهه الا بـ الحقد المريع ..... والبشع ....!!!!!


يالله ....

أحقاً أصاب حدسها الذي باغتها على حين غرة للتو .. والذي اخبرها ان شقيقتها الراحلة قد فعلت بـ هذا الرجل امرٌ لا يغتفر والذي على اثره استحاله لـ كائن يقتات على نزف قلوب الناس من حوله .....!!!!

الناس من حوله ...!!

هههه .... من حوله سواها ..!!

ومن حوله من يتجرع كأس الاحتقار/الاذلال غيرها ...!!


حسناً .. السؤال المهم هو .... ما الذي فعلته عوشة به ..!!!!



كتمت شهقة وسط حنجرتها عندما صدمها بأن امسك يدها اليمنى برقة ...... وفجأة شد من قبضته عليها وكأنه يقول كلاماً هو نفسه لا يدركه ....


"انا هنا ........ انا هنا امامك غارق في بحر يكسوه ظلمة الحرمان .... والحقد الصافي .... انقذيني ...."


الا انها جهلت وبشكل اعمى مقصد نظرته "المناجية رغم لمعة الجبروت فيها" ..!!



انحنى ببطء إليها حتى لامس بـ شفتاه عنقها المسكي الصافي ......

وعندما ارتعشت ذعراً/اثارةً بين ذراعيه .. تأوه بخشونة ملتاعة وقد عرف ان تعقل عاطفته التواقة لن تتركه الا اسير انوثتها الاستثنائية .......!!

انوثة قد سبق وكذب بخصوصها .... كذب ليذيق صاحبتها قليلاً مما يكتويه من نيران ...!!

كذب كثيراً وليس قليلاً .......

فهذه التي بين يديه ... رغم افتقارها لذلك الوهج المخيف من جمال عوشة ..... الا انها وبشكل مُهلك ومؤذي .... تمتلك مالم تمتلكه الاخيرة قط ......


ما هو .... هو الى الآن لا يعرفه .... لا يعرفه يالله ....



ظل يطبع ببطء .... بتروي ... قبلاته التي كالفراشات البراقة الرقيقة على بشرتها .. ومع كل قبلة ... ومع كل نفس حار عنيف يضرب وجهها منه ..... كانت تضعف ...... وتذوب ..... وتشعر بأنها على حافة الانهيار الخالص .....!!



نبضات تصرخ مناجية ....

يالله .... أليس لهذا الضعف اللذيذ من علاج .......!!



عضت شفتها السفلية كـ آخر وسيلة دفاع منها كي تنهض من سكرة قبلاته/لمساته .....

وعندما استوعبت اخيراً انها تكاد تعطيه ما يرغب به ..... فتحت ثغرها وعضت جانب ذقنه بقوة حتى ابتعد عنها وهو يتأوه بتوجع حقيقي حاد ....


وقبل ان يدرك حقيقة ما فعلته هذه الصغيرة به ... تمكنت من افلات نفسها من بين ذراعيه وخرجت من تحته ..
ثم هرولت باتجاه الحمام الى ان أقفلت بابه عليها ...


تغضنت جبهته بغضب عاتي وهو يمسك ذقنه المحمر من عضتها ... وهدر وهو يطرق باب الحمام بقسوة مغلفة بالوعيد:
بطلي الباااااااب ....



: مابااااااا ... شو تباااا فيييه ...!!!
لا مزيوونة ولا غاااوية واصدع راااسك بـ حسسيه .. سِر دورلك على وحده غييريه تتحمل قساااوتك يا بو قلب صخررر ...



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور عدة أيام



تأفف بضجر يكاد يقتله .. حالة الاختباء الذي هو غارقٌ فيها تثير فيه التمرد والتهور .. لن يرتاح حتى يتحرر من هذا القلق الذي يلازمه منذ ان هرب من السجن بمساعدة أبا مرشد ....



لطالما تسائل باستغرب شديد .... كيف استطاع أبا مرشد تهريبه وكمية الحراس الذين يحومون حوله لم تكن بالهينة .....!!!!

ههه ..... لمَ يستغرب والرجل الذي يتعامل معه هو أبا مرشد صاحب الايادي الخفية والنفوذ البالغ .....

تنهد بضيق عاصف واخذ يعبث بهاتفه الى ان ابتسم بشيطنة خبيثة وهو يقرأ رقمها الجديد ....



يالها من صغيرةٍ بلهاء .. تظن ان الهروب من مانع سيكون بهذه السهولة ...!!

بلهاء بحق ..... بلهاء لكن جمييييلة ..........



قطع عليه أفكاره صوت رنين هاتفه ..

: هلا آندي ..

: مرهبا مانئ .... أأنت جاهز ...؟!

قطب حاجبيه باستغراب وقال: جاهز حق شو ...؟!

ارتفعت شفة آندي العليا بخبث مشبع بالدهاء .... وقال: لنكمل صفكتنا الخاصة بنا يا رجل ...

وقف بحدة هاتفاً بصدمةٍ ملؤها البهجة: صددددق ...!!!
بـ بس بس بومرشد .. كيف بـ .....

قاطعه آندي بإنجليزية سلسة: لا عليك منه .. ألا تريد ان تأخذ مكانه في منظمتنا .. أليس هذا ما كنت تطمح إليه دوماً ...!!!

مانع بحقد/غيرة: هيه .... هاللي اباه .... أبا يكون لي هيبة بين الناس .. أبا فلوس وعززز وقصوور واملاك ... بومرشد شاف من هالدنيا اللي ما شافه بشر وعنده بيزات ما تاكلها النيران .. دوري الحينه أعيش اللي يعيشه شوي ..

اتسعت ابتسامة آندي خبثاً .. وقال بتفكه ثقيل الظل: فالك تيب يالغالي ...



.
.
.
.
.
.
.



: طويلة العمر .... راعي الرقم اجنبي من الجنسية النيبالية ...

هتفت ام العنود باستغراب: نيبالي ..!!! متأكد ...!!!

أجاب ضابط الشرطة الذي كان احد الضباط الذين لهم علاقات عملية مباشرة معها فترة عملها في الاتحاد النسائي: هيه نعم .. ان بغيتي افتح تحقيق معاه حاظرين يا ام العنود .... طلباتج عندنا أوامر ....

صمتت ام العنود وهي تفكر بعمق ..... ثم قالت: تسلم بوثاني ما تقصر ... الريال اللي حاشرنا مواطن لا هو بـ نيبالي ولا غيره ... انت ان رمت اظهر من هالريال شي بينفعنا فـ لا تقصر ابويه ... بس عاده بالمعاملة الطيبة ما نبا نظلم الاوادم ..

رد الضابط بحزم ملؤه التهذيب/التقدير: ولا يهمج يا ام العنود ... وأول ما نعرف شي من الريال بعطيج خبر ان شاء الله ..



.
.
.
.
.
.
.



دخل المستشفى الحكومي الضخم وعيناه تبحثان بلهفة عاشق عليها ....

شد من قبضته على يد ابنه الصغير وهو يساعده على ركوب السلم .. وأكمل سيره بخطوات ثابتة تصاحب طلته الجذابة بـ ثوبه الأبيض ونسفة غترته ذات اللون المشابه ....


عندما وصل للطابق الذي فيه غرفة عمته ام زوجته ... لمحها من بعيد وهي تجلس بصمت تام على احدى المقاعد الجانبية وتسند رأسها على الحائط خلفها ....

رغم انها كانت تغطي اغلب وجهها بطرف حجابها .. الا انها ما ان سقطت عيناه عليها ... عرفها ....



كيف لا يعرف غزاله .....!!!!



لانت نظرة عيناه ببسمة حانية عندما رفعت عيناها ونظرت إليه بنظرة غارقة بالاحتياج .... والحب الجارف .... الا ان نظرتها فيما بعد تحولت بشكل ما الى ذهول .... وانبهار .....


لم تشعر روضة بنفسها وهي تقف فجأة وتقترب من الصبي الصغير وتجثو على ركبة واحدة امامه وتقول بوجه ينضح جذلاً/لهفة:
هذا عبييييد ....؟!

قبل ان يجيبها نهيان ... كانت تحتضن الصغير بكل شوق محب تملكها ......

وكأنها كانت تنتظر سنين طويلة هذه اللحظة ..... لحظة ان تحتضن بين ذراعيها قطعة مِمَن نهب تعقل انوثتها ... وتمكن من احتيال روحها ... بنظرة واحدة منه ....


همست بصوت عبق متفجر بالحنان/العاطفة: يا فديت هالويه ..

أكملت بتغنج فطري لـ نهيان وعيناها ما تزال تبرقان من انعكاس صورة الصغير عليهما: نهيااااان ... هالمزيون نسخه من مهاااري ....


قالتها وسعادةً تستعر فيها ..... لأنها لم ترى من الطفل أي شبه "غير مألوف" بالنسبة إليها ...

لأن الطفل يشبه مهرة وكأنه طفلها هي لا طفلة امرأة أخرى قد شاطرت الغرام في يوم ما مع مالك فؤادها ...

التمعت عينا نهيان لمعة آسرة تربك الكيان وهو يحدق بـ شفتاها اللتان تخرجان صوتاً تعدى بجماله جمال صوت البلبل ... وقال ببسمة أظهرت من خلفها صف اسنانه البيضاء: لا تقولين جيه حق مهاري عن يكبر راسها اكثر عن ما هو كبير ...


ضحكت روضة بجذل احتل كل جزيئات روحها ... وحملت عبيد "المتعجب المندهش" بين ذراعيها حتى وقفت ..

سألها عبيد وهو يحدق بوجهها القريب من وجهه: انتي منو ...؟!

اعطته اجمل ابتسامة قبل ان تجيبه وهي تقبّل خده: انا روضة .. خالوه روضة ..


: لا .... هاي ماما روضة ..


اتسع الفاصل بين شفتيها بـ صدمة مباغتة وهي ترفع عيناها إلى نهيان ....

رمقها بلمعانٍ ذات معنى واكمل:
تسمعني عبيد .. هاي ماما روضة ...


نظر عبيد الى والده وقال بحيرة: بس عندي انا ماما ... ماما ميسون اسمها ..


تصلب جسد روضة ومشاعر عاصفة اجتاحتها وهدمت سعادة حديثة النمو في روحها .. سعادة بأنها تمتلك بدل نهيان .. "نهيانان" ....!!



أأسمها ميسون يا حبيبي ....؟!

أهي جميلة كـ جمال معنى اسمها الموسيقي ...؟!

أذابت بأحضانك ..... واشتعلت غراماً بين شفاهك كما فعلت انا ....؟!

يالله ... لم أكن أعرف ان للغيرة ..... مرارة ناصلة تدمي الحناجر .... سوى الآن .... وفي هذه اللحظة بالذات ....!!

أكنت تحبها يا حبيب الروح كثيراً ......!!!!

عند هذا التساؤل توقفت افكارها ألماً .. لا تستطيع التمادي اكثر وتخيل اموراً لن تجلب لها الا الكدمات في قلبها الصغير ..



اسبلت اهدابها كي تخفي ما فيها من ألم ...... ومن غيرة ضارية .... بينما اذنها تلتقط ما يقوله نهيان بحزم لابنه:
عادي فديتك .. انت عندك أمين ... ماما ميسون وماما روضة ..

ابتلعت غصة حارقة أليمة وهي تخبر نفسها انها يجب ان تتقبل حقيقة ان مالك فؤادها قد كان مرتبطاً يوماً ما بأنثى غيرها ..

الا انها سرعان ما رفعت كلتا حاجبيها بذهول لذيذ عندما احتضنها الصغير وغمغم ببراءة وهو يخبئ وجهه في تجويفة عنقها: خلاص انتي ماما روضة .. برقد كل يوم عندج عشان تقوليلي قصص حلوة ..


شد من احتضانه لها وهو يتذمر بشكل مضحك: قوليلي قصص مال أولاد مب مال بنات ..
عموه مهرة كله تقولي قصة سندريلا وسنووايت .. انا ماحبهمممم .....



شعرت بقلبها يذوب من عاطفة لم تعهدها من قبل ....

اهذه ما تسمى بعاطفة الامومة .....!!



شدت بدورها من احتضانها له وهي تعد في قرارة نفسها ان تعطي هذا الصغير ما هو محروم منه .... اشتياقه لـ والدته كان واضحاً من نبرات صوته المتعطشة للحنان/الاحتواء ...

ثم همست: بقولك ان شاء الله كل القصص اللي تحبهم يا عيون ماما روضة ...



: احم ... بس عبود خوز عن ماما



احتقن وجهها بخجل حقيقي وهي ترى كيف اصبح وجه نهيان متلوناً من الغيرة ... الا انها رغبت بشكل طفولي ان تذيقه بعضاً مما تشعر به ممن لهيب ......!!


رصت ذراعيها على جسد عبيد وقالت بتمرد متلاعب ألهب قلب نهيان اثارةً: لا ماشي .. انا أبا عبيد ..


ادارت عيناها عنه وهي تكتم بسمتها الماكرة ..... واردفت: جان تبا تحدر على امايه حياك ..



.
.
.
.
.
.
.



صورته وهو يحيطها بين ذراعيه لا تفارق مخيلتها منذ أيام ....

ما ان تسهو وتتذكر ذلك اليوم "الغريب كلياً" ... حتى يقشعر بدنها وينقبض قلبها بشكل لذيذ بين اضلعها ....

في ذلك اليوم .... رأت شيئاً لم تره في ذلك الذي اعتبرته متعجرفاً/وقحاً على الدوام .....

رأت فيه حناناً/احتواءاً مغلف بـ رجولة ألهبت فيها مشاعر واحاسيس جعلت روحها تضطرب .. وترتبك كلياً ...!!

لم تره منذ ذلك اليوم .... وياللغرابة ..... نبض ما في قلبها يرغب ويتلهف لرؤيته مرة أخرى ...

لم يحدث بينهما تواصل سوى مرتين .. مرة بـ اتصال قصير منه يسأل عن ام فاطمة وآخر مستجدات صحتها .. ومرة بـ رسالة نصية يخبرها انها يجب ان تستأذن منه في حال قررت الخروج من العين مرة أخرى ...

رغم تحفظها من رسالته الثانية الآمرة والمشع من جنباتها بريق الغرور الذي اعتادته منه ... الا انها صمتت ولم تعلق ...

بل اجابته بـ رسالة مقتضبة جداً فحواها "ان شاء الله" ....

الموقف الذي مرّ عليها في منزل صديقتها جعلها في حال سكينة روحية وصمت غير معهود منها لأيام ...

ورضوخها لـ ما قاله فلاح ليس الا رغبةً منها بتجنب السقوط في دائرة الضيق/الانزعاج ...

فـ ما في روحها يكفيها ....

لطالما كانت ام فاطمة غالية على قلبها وتحبها كـ حبها العميق لوالدتها ... ولم تتخيل في لحظة ما ان تراها بهذا الضعف/الذبول ....

سقوطها المفاجئ أثّر فيها بحق .....!!


اخذت تتمتم بخفوت/برجاء نقي: يالله تشفيها وتشفي مرضانا ومرضى المسلمين ..



جفلت عندما رن هاتفها المحمول ... ونظرت لـ اسم المتصل قبل ان ترد بـ هدوء: هلا نعومه ..

ناعمة: هلا حبيبتي .. شحالج ..؟!!

تنهدت حصة بخفوت واجابت: بخير وسهالة الحمدلله وانتو شحوالكم شو مسويين ..؟!

ناعمة بقلق: الحمدلله كلنا بصحة وعافية ..
حصوه صارلي ساعة ادق على رويض ما ترد عليه .. أبا اعرف شحوال أمها الحينه ..

روضة: تلاقينها مشغوله مع خطارهم .. رمستها الصبح وقالتلي انها الحينه بخير الحمدلله ..

ناعمة: الحمدلله .. انزين شو طلع فيها ...؟!

حصة: قالو ارتفع ضغطها فجأة .. وسوولها تحاليل اكثر بس بعدها النتايج ما ظهرت ..

ناعمة: ان شاء الله خير يا رب .. ان شاء الله خير ..

همست حصة: ان شاء الله ..



أغلقت بعد بعض كلمات قصيرة بينها وبين صديقتها ... واسندت رأسها على ظهر السرير وهي تفكر بالوقت المناسب الذي ستختاره لزيارة والدة روضة في المستشفى ....



: هبيبي صوصة .. صوصة هبيبي ..



ارتفع كلتا حاجبيها بتعجب متفكه الى ان انفجرت ضحكاً مما قاله الببغاء: هههههههههههههههههههههه الحمدلله ما بغى ينسى رمسته الزفتة هاذيج .. الله يبارج فـ العيال اللي علموك الرمسة الغاوية ...


ظلت محافظة على ابتسامتها العذبة حتى بهتت وكشرت فجأة بعد ان تذكرت ما كان يردده الببغاء فيما سبق ..

ذلك المغرور ذو عينا البومة يريد ان يعمي عيناها عن خسة أفعاله ... وهي بغبائها كادت تذوب وترسم ألف رسمة شاعرية وسحب وردية في مخيلتها عنه ....

المتغطرس المعتوه .... لن تدعه مرة أخرى يرى ضعفها/ألمها .... ابداً ...!!!!



غمغمت بغل: انا شلقاااا ...!!!! انااااا .....!!!! هاللي ما يخيل .. يحصله حصة بنت عبدالله ترضى تاخذه ..


من فرط غيظها من سيطرته ... "وخضوعها المفاجئ له ولأوامره المتعنتة" .... ومن فرط ما فيها من مشاعر تشتعل تناقضاً ...

تمردت بشراسة ... "تمرد اشعل روح القتال فيها مرة أخرى" .... وهي تمسك بهاتفها وترسل إليه رسالة نصية شديدة الصرامة/الجفاف ...


"مالك حق تتأمر عليه وتتشرط يا اخ .. وين ما أبا اروح بروح .. ومتى ما بغيت اظهر بظهر .. تسمع يا عيون البومه ..!!"



.
.
.
.
.
.
.



: اندوج .. بطليه ورمسي هلج ..



نظرت بطرف عيناها الى يده التي تحمل جهاز هاتف جديد وعلى آخر طراز .... تململت بجلستها وهي تقول بخفوت مقتضب: تسلم بوزايد ما تقصر .. بس انا أبا تلفوني الجديم .. كل الأرقام مخزنتنهن عليه ..

رمى الهاتف على فخذها بخفة ... وقال وهو يشيح بوجهه اتجاه شاشة التلفاز الذي كان يشاهد خلاله برنامج وثائقي قبل ان يقطع تركيزه تذكره المفاجئ انه اشترى هاتفاً جديداً لها: هذاك خلاص عقيته .. ما عندج الا هالتلفون .. ما تبينه ييبيه ..

شهقت بذعر وقالت فجأة: جذذذاب ....

التفت إليها بعنف وهتف بغضب عاتي مستنكر: شووووه ...!!! منو الجذذذذاب ...!!!

تراجعت حنان بشعور مزيج من توتر .... وقهر ... وغضب .. وألم ...

ألم يقول لها وبكل صفاقة "ان حياتها أصبحت تتمرجح على يد رجل نمرودي قاسي بالطريقة التي يهواها .... ويسير بها بالمزاج الذي يحلو له" ....



قالت بصوت مكتوم: ا ا .. انت بأي حق تعق تلفوني .. ها تلفوني انا هب تلفووونك ..
ما تعرف ان احترام الغير واحترام خصوصياته واملاكه شي أساسي في هالدنيااااا ....!!!

أعطاها نظرة ساخرة مستخفة وهو يمشط بعيناه تفاصيل وجهها المنفعل .. ثم قال وقد بدأ يتوضح من صوته نفوره من أي تواصل كلامي بينهما: أقول خل عنج بس وفكينا من الحشره .. ما تبين التلفون هاتيه ألف واحد يباه غيرج ..



ويح هذا الجلف .... لمَ يرمقها بهذه النظرات المحتقرة الغارقة بالنفور ..!!

من يرى نفوره لا يعتقد مجرد اعتقاد انه منذ أيام مضت كاد يغرق بـ بحر العشق/التوق معها ....!!

انه كاد ........ يستبيح حرمة جسدها العذري بأعتى الطرق ..... واوجع التفاصيل/اللمسات ....!!


حسناً ... رغم نفوره/تباعده منذ تلك الليلة عنها ... وتزايد حرارة الجفاء بينهما .... الا انها لم تشك للحظة انها فعلت الصواب ... فـ هذا الـ احمد ذو مزاج يصعب فهمه .. وذو تفكير يصعب الولوج إليه وتفكيك عقده بسهولة ...!!

وهي لن تضع ثقتها على المحك .. وتمنح عاطفتها لـ رجل كهذا ... لـ رجل لا تفهم من تصرفاته سوى القسوة/الجبروت ..!!


تذكرت كيف انها ظلت ليلتان تحاول الهرب من محيط حضوره .. وتعطيه اقل الاعذار الواهية كي لا تتناول الوجبات معه .. وفي المقابل .... هو لم يرغمها على التواجد معه او الجلوس بقربه ...... لم يفعل سوى "التجاهل" ...!!

تجاهل .... وياللغرابة .... استفزها واغاظها حد اللامعقول .....!!



اخذت الهاتف قبل ان تهتف بجفاف: ما نبا نحشرك بوزايد .. بس بغيت اعطيك نبذة خفيفة عن ابسط اساسيات التعامل بين البشر ..

اشتعلت روحه غضباً جامحاً الا انه رمقها نظرة ثلجية مخيفة قبل ان يقول بخفوت: بتكرمينا بشوية هدوء ولا اعلمج ابسط اساسيات التعامل اللي ترمسين عنها ..

عقدت حاجبيها باستخفاف وقالت ساخرة وقد تمردت روحها فجأة راغبةً باسترداد بعض من كرامتها المُداسة: تعلمني شي تجهله ..؟! وين استوت هاي ..؟!



فجأة ... وبسرعة زمنية لم تستوعبها ابداً ... وجدته يقف امامها بكل شخصه المعتد مسنداً جسده المائل عليها بيده على الاريكة بجانب رأسها .... وهمس امام وجهها مباشرةً وقد اشتعلت عيناه بظلمة مرعبة:
لا .... غلطانه فديتج .... بعلمج شي انتي تجهلينه لو ما اتقيتي شري ...

تابع بنبرة بطيئة .... ملتوية .... متروية ... وهو يحدق بشفتيها وعنقها بشكل مُربك/جريء:
اتقي .... شري ...

تأملت وجهه بـ شجاعة غريبة عليها .... وبألم استوطن مكامن النبض في جسدها وخلاياها .... وتسائلت بـ وجع صافي لا حدود له .....

لمَ عليها ان تعيش هكذا...!!!

لمَ فجأة وجدت نفسها تائهة في حياة مُكهرِبة ... متوترة .... وتضج بالغضب ... والحقد .... والكره .... واشياء غامضة لا تعرفها ..!!

لمَ ...!!!!

لا تستحق هذا .... لا تستحقه بعد ان عاشت عمراً كاملاً تتجرع الفقد/الحرمان ...



نطقت بما يجول في قلبها من غير إحساس منها .. من غير إرادة من روحها المتعطشة .... نطقت الألم الناضح/الحسرة النقية: ا ا انت شحقه جيه تسوي فيّه ..؟!
ا ا انـ انا شو سويت فيك ...؟! شحقه دوم تعصب عليه وتعور فواديه برمستك ..؟!
شحقه كل ما شفتني تتفنن بالشتايم وتستصغرني جني الا وحده حقيرة يايبنها من الشارع ..!!!!

تحشرج صوتها وهي تصارع دموعاً تكاد تخون ثقة صاحبتها وتسقط خزياً/ضعفاً: شـ شـ شحقه خذتني اذا انت كارهني جيه خبرني .. قسم بالله ما سويت فيك شي ....
ترى اللي تسويه فيّه ظلم .... ظلم بوزايد .... وانت تعرف ان الله حرّم الظلم حتى على نفسه ...


ابتلعت غصة أليمة وهي تخفض اهدابها كي لا تفضحها نظراتها اكثر من ذلك .... ولكي تهرب من نظراته التي تخترق روحها وتدميها: يعلم الله انيه ما اشل في قلبيه لك الا النية الطيبة .. وما طعت اصلاً آخذك الا عسب العيال .. وعسب ما اضايج ابويه بأي شي ... وانا يا ولد خويدم لا راعية مشاكل ولا اقهر ويع القلب والضيج ...


اختنق صوتها وهي تكمل رمي كلماتها الحارقة: ا ا .. اذا انت شايف عليه شي .. خـ خبرني ... قـ قوول ... يمكن اروم اوضحلك .. يمكن اروم افهمك لو حصل سوء تفاهم امبينا ... يـ يمكككن ........



: جب


ارتعدت ذعراً وهي ترفع عيناها الوجلة إليه ...

وليتها لم تفعل ....

ليتها لم تفعل يالله ....


كانت عيناه تلتمعان بشراسة فاقت كل المعايير .... بانفعالات ماجنة/مجنونة تعدت كل مسميات اللغة العربية ..... بمشاعر مظلمة ... يتيمة .... ضائعة .... تتوه في أرض قاحلة لا نهاية لها ..... وتخطو الى المجهول ببصيرة عمياء .......


زمجر مكرراً وهو يضع يده الأخرى على الجانب الآخر من رأسها واخذ يدفع بوحشية رأس الاريكة الوثيرة تاركاً رأسها وجسدها يرتج مع حركته العنيفة: ججب .....
جب ...
جبب جببب جبببببببب ...



وأغلقت عيناها بقوة قبل ان تتلقَ هجومه النمرودي عليها ... وقبل ان تجد نفسها غارقة بين احضانه وقبلاته العنيفة الحارقة المعدومة من الرحمة/الرفق .... وقبل ان تضيع بلا حول ولا قوة منها وسط عاصفة عاطفته الهوجاء التي لم/لن تفهمها ...!!!!


وهذه المرة ..... كان هجومه لا يضاهى ...... ولم تتمكن من السيطرة عليه ابداً ......!!!!



.
.
.
.
.
.
.



دخل حجرة والدته باحثاً عنها بعد ان طلب منه والده ان يعلمها بـ حينونة وقت العشاء ..

رأها باستغراب جالسة على الأرض بقرب السرير ... وشعرها الطويل الذي تخلل قمته بعض الخصل الرمادية متساقط حول كتفيها ....

لم يعتد ابداً من والدته هذه الهيئة المهملة منها .. الا ان عقل الصغير لم يتركه يغرق في تساؤلات يجدها لا قيمة لها ....

اقترب منها وهو يقول: امايه ... تعالي حطوا العشا ...

عندما اقترب وأصبحت رؤيته تصل لحدود ما تحت رأسها المنكوس .... وجد الكثير من الصور المنتشرة فوق حضنها ..

الكثير من الصور القديمة والحديثة له ولشقيقتيه الكبيرتين عوشة وحنان ..

كرر: اميييه ... اماااايه ... يلا عشاااا ....

ببطء شديد .... رفعت رأسها إليه ...... ونظرتها كانت ابهت من الضباب .... نظرة جامدة خاوية لا لون للحياة فيها ... وهمست:
عشا ...؟! وينه ...؟!

اشر ابنها حميد الى الخارج ببراءة وقال: في الصالة .. يلا تعالي ...

حدقت بعيناه مطولاً وبذات نظرتها الخاوية .. قبل ان تسأل: وينهن خواتك ..؟!

رفع كلتا حاجبيه بـ ذهول .... وقال بارتباك: امايه حنان خلاص عرست هب هنيه ...

حركت رأسها جانبياً وكأنها تحاول تحليل ما يتفوه به ابنها .... ثم قالت بخفوت مخيف: عرست ...!!!
هيه .. هيه صح عرست ....

انزلت رأسها مرة أخرى وهي تتأمل صورة ما .... صورتها وهي تلاعب عوشة على احدى المراجيح .... ثم رفعت عيناها الى ابنها الذي بدا يرتعب بحق من وجوم والدته وتصرفاتها المريبة .... وهمست: وعوشة ...؟!
بعدها ما ردت البيت ..!!!!
احيدها سارت تلعب مع ربيعاتها ... شعنه بطت ...؟!!

تراجع حميد بخوف ... وقال وهو يمشط تفاصيل وجهها الذي استحال لونه للشحوب التام الباعث للذعر/القلق: ا ا ا امـ اميييه ... عـ عوشة ماتت .... نـ نسيتي ..؟!

اعطته نظرة تفجرت بالتساؤلات وعواصف الحيرة .... وقالت نافيةً ما سمعت وكأنها تلقت خبر يخص نشرة الاخبار وليس خبر وفاة ابنتها: ماتت ... منو قال ماتت ..؟! .. انا شفتها مساعه وهي سايرة تلعب مع ربيعاتها ...
ما ماتت حبيبي سر ازقرها .. قولها امج تباج ... سر حميد اترياك ....


ازداد الخوف في قلب حميد ... ولم يجد الا ان يهرع الى والده ويخبره بغرابة ما يحدث مع والدته ....



.
.
.
.
.
.
.



زمت شفتيها بـ احباط ... وقالت: انزين ما قالج متى بيرد ان شاء الله ..؟!!

هزت شما كتفيها ببسمة خفيفة ذابلة وقالت: لا والله ما قالي ...

أكملت وهي تزيح بعض خصلات شعر ناعمة الغجري الى خلف اذنها: لا تضايجين بعمرج غناتي .. تعرفينه عمج دومه مشغول ..

تغضنت جبهتها بـ احباط اشد وردت: شعنه ما أجل شغله إلين ما املج ... انا الناعم هب أي حد ..

ابتسمت شما هذه المرة بـ حب نقي وقالت: والناعم نفداها كلنا بماي عينا .. يا غير لازم نتفهم شوي ظروفه وما نزعل منه .... لو ما عنده شي يابرنه يتم بعيد عن البلاد جان من زمان هو هنيه ... صح ..؟!

تنهدت ناعمة بعمق ... وهمست: صدقج ... الله ايرده بالسلامة ..

شما: اللهم آمين ... يلا الغناه سيري غسلي شعرج عسب نسير الصالون ...

شعثت شعرها المرفوع بإهمال فوق رأسها وهي تغمغم بتذمر مترف بالدلال: اف ... ما فيّه اغسله بالشامبو .. اتعب ..

رفعت شما كلتا حاجبيها بـ لمعة ضحوكة تعلو مقلتاها ... وقالت: وابوي على البزا ... ها وشعرج يلين آخر ظهرج وجيه تقولين .... عيل انا شو أقول ههههههههههههههه
نشي نشي انا بغسله لج ....



بعد ان غسلت شما شعر ناعمة ونشفته .. قالت لها برقة: نعومة بغيت اشتري هدية حق روضة ربيعتج .. مفتضحة من الخاطر توني اعرف من حصوه انها ملجت ...

ناعمة باستنكار رقيق: وابوي عليج شميمي شعنه مفتضحه .. تراها من كم يوم بس مالجة ..
طاعي .... شرايج نسير دبي ونتشرالها .. انا بعد في خاطريه اخذلها شي فديتها ..

ابتسمت عينا شما وقالت: خلاص ماشي خلاف ...



.
.
.
.
.
.
.



: بومييد عده مسافر ..؟!


تفاجئ من سؤال والده العفوي ... الا انه تحكم بمشاعره التي تصبح في حالة استنفار ما ان يسمع اسم ذلك الصديق العدو .. وقال بهدوء: هيه ابويه ..

أبا سعيد باستغراب: اشوفك هالايام ما ترمس عنه ولا تييب طاريه .. شي مستوي امبينكم ..؟!

اجابه بطي بتعجب "مصطنع" كي لا يشك والده بشيء: شو مستوي امبينا بعد ..!!
امورنا طيبة والحمدلله يا بوسعيد ..

أعطاه نظرة باسمة تنضح خبثاً .. وقال: علينا بطوي ...!!! ولديه واعرفك زين اما زين ..

ابتسم بطي من غير ان تظهر اسنانه ... وقال: هب مستوي شي طوليه بعمرك يا غير هالايام كلن لاهي باشغاله ودنياه وما عندنا فجه نرمس ونسولف عن شي ...

احترم أبا سعيد عدم رغبة ابنه بالتحدث رغم انه يشعر ان امراً ليس بالهين قد حدث بين الصديقان ... وقال محاولاً تغيير مجرى الموضوع: انزين خبرني .... علومها اختك ... تسيرلها بيتها وتطالع شو تبا وشو ما تبا ...!!!

بطي بحزم: هيه نعم فديتك ... من يومين كنت عندها ... وهل سلطان هب مقصرين وياها وبنياتهم ما يخلونها روحها ..

أبا سعيد: الله يهداها ... أمها عيزت وهي تقولها تعالي عندنا يلين ما يرد ريلج لجنه هي ميبسة راسها وما تبا ..

وضع بطي فنجان قهوته داخل الغسول ... وقال بذات حزمه: خلوها على راحتها ... هي تعرف وين مصلحتها ..



حل صمت بين الاب وابنه ترك الاخير يجول بناظريه بلا هدى حول صالة منزل والده ... حتى سقطت عيناه على برواز يحوي بداخله صورة شقيقه الكبير سعيد رحمه الله ...



سعيد اخوك مات مجتول

سعيد اخوك مات مجتول

سعيد اخوك مات مجتول

سعيد اخوك مات مجتول



وقف بحدة وقد تمكن لهيب القهر/الحسرة من السيطرة عليه واذابة كل حبال التحمل في جوفه ..

لو ظل ثانية واحدة امام والده الذي يجهل حقيقة وفاة ابنه المفجعة ... والذي يجهل كذلك كم ابن صديقه ظاعن خائن/غدار .. سينفجر ويرمي كل ما جعبته/وما يعرفه عليه بصراخ محموم لا نهاية لـ صداه .....

قال بجمود يخفي خلف طياته الف انفعال وانفعال: بترخص عنيه افداك ساير ارقد ..

أبا سعيد: زين ابويه .. الله يسهل دربك ... لا تنسى باجر ورانا خط جدا بوظبي ..

رد بطي وقد تذكر ان عقد قران حارب سيكون غداً ان شاء الله: لا لا هب ناسي ...



.
.
.
.
.
.
.



اعتذر منها .....


فـ هو وان لم ينطق بها نطقاً من بين شفاهه ... فـ قد نطق بها فعلاً وهو ينثر عليها قبلاته المرفرفة ... الحارة .... المُهلكة ...!!

اعتذر مقبلاً عنقها كل لحظة .. اعتذر ممتصاً بـ دواء شفاهه ما تركه يداه من كدمات عليها ...

واعتذر بنظراته البراقة بشهاب "روحه الحقيقية الشفافة" عما تفوه به وفعله بحقها .... اعتذار خرج بلا إرادة منه .... بلا إرادة من روحه التي تشربت القسوة/النمرودية الصرفة ....!!

اعتذر وهو يهدأ بلمساته/همساته المبحوحة الأجشة شهقاتها المذعورة وأنات براءتها وجهلها كيفية مجاراة عاطفته البرية العاتية ....


وهو في وسط العاصفة .... فكر بجنون .... أهذه حقاً شقيقة عوشة .... أم الله يضعه في اختبار يومي يجعله يُخرج الفروق السبعة بين هذه وتلك ....!!!!

أحقاً هذه الخرافية .... "الخرافية بـ عاطفتها المشتعلة/براءتها التي تضيع تعقله بشكل غريب" تكون شقيقة من حملت داخل عروقها دم أبرد من الصقيع ...... أقسى من الجلمود ....!!!


وتساءل بمشاعر محمومة هستيرية ..... لمَ يصعب عليه مقاومة مغناطيس انوثتها ..؟!!!

أهو فقط متعطشاً جسدياً للعاطفة والموضوع لا يتعدى مجرد رغبة ....... أم هو متعطشاً لها هي ....
هي بـ روحها .... وعاطفتها الحارة .... وجسدها الذي يتلوى بتأثر واضح "حقيقي" منه .....!!!



تذكر قبل أيام .. عندما عاد الى المنزل فجأة وهو الذي قد قرر مسبقاً ان لا يعود وينام ليلتها في فندق قريب من شركة صديقه أبا نايف الجديدة بعد حفل الافتتاح .. الا ان ضمير "روحه الحقيقية" قد خرج للسطح بشكل اغاظه .. وتذكر ان هناك فتاة أصبحت امانة عنده ويجب ان يخاف الله فيها ....


عندما عاد ... صُعق ...... انتابته حالة غريبة من ذهول الروح .. الانبهار ...... والافتتان المدمر ..

ولم يقاوم منظرها المغري الداعي بشكل علني للقرب ..... وتخطي كل الخطوط الحمراء .....!!

الا ان مقاومتها له ..... والنفور الذي لمحه بعيناها الوجلة ..... اخرج صورة عوشة وهي تتمنع عنه بروحها وجسدها بكل صقيع الكون/قسوته ...... بكل ما في الكره من معنى ....!!

كره كان ينسبه لـ اسم آخر ... اسم غبي اسمه الخجل ... او الارتباك الطبيعي الذي يصاحب بالعادة الاناث ....

توجعت تلابيب قلبه بـ رفض حنان وتمنعها وذكرته بعشرات الذكريات المخزية والمهينة لرجولته .... لذا عندما هربت منه وحبست نفسها في الحمام تركها وشأنها .... ولم يحاول الاحتكاك بها او التحدث معها بعد الذي جرى ....

ابتعد عنها اياماً تاركاً "روحه الحقيقية" تلتهب على صفيح الخيانة/الجرح الماكن ....

لكنها واليوم .... وبكلماتها التي تمكنت بضراوة من نبش قبر روحه .... وبارتعاشة شفتاها ..... لم يستطع مقاومتها ...

لم يستطع تحمل عبأ وعده لنفسه بأنه لن يمسها ... ولن يمس كرامته بأن يقترب من انثى لا ترغب به كما لم ترغب به شقيقتها .....

لم يخطو خطوته الى جنة عيناها الا بعد ان ضعف امام دموعها ... وحشرجات صوتها الرقيق ... ولم يترك بصماته الرجولية عليها الا بعد ان احس ..... وبشكل مبهم ..... انها لن تتركه يعاني من برودة جفاء العاطفة/جوع الاحتياج بعد ان ينالها ....

انها لن تتركه كـ شقيقتها يتعذب من وصالها كل ليلة خالية من ضياء القمر ...



انزل رأسه محدقاً بجسدها الصغير المنتفض والذي يحتويه بكل قوة بين ذراعيه .. ثم دنى منها حتى لامس بأنفه فروة شعرها ... وتنفس بعمق/بخفقات مضطربة عبق زهور الربيع فيها ..

عبق يشبهها ... ويشبه جمالها الطفولي الزاهي .... ورونقها الزهري البريء الممغنط للحواس ...



ازاح عن جسده الملاءة وقد قرر ان يستحم ليهدأ قليلاً من فوران مشاعره ويخفف من تصلب عضلاته ... وليترك لـ تلك المنتفضة المختبئة تحت الملاءة المجال كي يتسنى لها تهدئة روعها وتنفس الاكسجين بشكل منظم بعد ان شعر ان أنفاسها تنحبس في صدرها وتزداد ثقلاً بين حناياها تحت وطأة ما حصل بينهما فيما سبق ...



.
.
.
.
.
.
.



اليـــوم التالـــي



تم عقد القران ... وأصبحت ناعمة زوجة حارب ...

اخذ الصخب يشتعل في مجلس الرجال وكذلك في مجلس النساء وبدأت التهاني والتبريكات تتقاذف بين ألسنتهم وحناجرهم بـ كل سعادة وفرح ...

الكل كان يحلق فوق سحب البهجة عدا فتاة واحد ..... فطيم ..... والتي ما ان اعلن شقيقها ذياب للنساء تمام القران حتى اشاحت بوجهها وهرعت لـ غرفتها محاربةً الدخول في موجة عنيفة من البكاء ...

الا ان فتاة أخرى اكتشفت بـ "ذكاء صمتها" هروبها بسرعة .... وبعفوية من قلبها الذي لا يحتمل رؤية احدهم يتألم .... ذهبت خلفها وهي تدعو الله ان لا يخرج امام وجهها اي رجل من رجال المنزل ...


استطاعت معرفة غرفة فطيم عندما أقفلت الأخيرة الباب عليها ما ان وصلت هي الى الطابق العلوي ...

اقتربت من الباب وطرقته برقة ...... وانتظرت حتى تأذن الأخيرة لها بالدخول ....

الا انها لم تسمع ولا حرف منها ....


تجرأت وفتحت الباب بتروي ... الى ان اخذت تبحث بعيناها عنها حتى وجدتها أخيراً مكومة الجسد في زاوية بين خزانة ملابسها وجدار الغرفة الذي يتوسطه نافذة انيقة الستائر ذو لون اخضر طفولي زاهي ..

اعتلج الألم بصدرها لـ منظر الفتاة الموجع البائس .. وتجرأت لمرة ثانية ان تدخل وتقترب منها بخطوات خافتة لا صوت يصدر منها ...

عندما لمست كتفها الذي يغطي باقي وجهها المخبئ تحت ساقيها المطويتين .. جفلت الأخيرة بهلع ودموعها التي حاربت كي لا تسقط قد خانتها ونزلت كالسيل الجارف من محاجر عيناها ..

شهقت وهي تقول بذات هلعها: مـ مـ موووزه ..؟!!!

ربتت موزة على صدرها وكأنها تعتذر على بث الذعر في قلبها ....

عندما استوعبت فطيم انها تبكي أمامها ... مسحت دموعها بسرعة وقالت بتلعثم شديد الربكة: ا ا ا .... تبين شي ..؟!!

جلست موزة امامها وهزت رأسها بالنفي ... ثم اخذت تحدق بوجهها المحتقن بإحمرار البكاء .. واشرت بحركات بطيئة مدروسة كي تفهم فطيم ما تقصده: شحقه تصيحين فطيم ...؟!

انزلت فطيم رأسها بـ وجع صافي .. وهزت رأسها بالنفي برفض طفولي منها انها لم تكن تبكي .. وهمست بصوت مبحوح مختنق: مـ مـ .. ما كنت اصيح ... بـ بس يعني .... عـ عيوني تحرقني شوي ..

امسكت موزة يد فطيم وتأملت بـ تفهم حاني فكها المرتعش وكأنها تحارب نوبة بكاء جديدة ...

شدت من قبضتها بشكل جعل فطيم ترفع عيناها وتراها .....

وتمكنت من رؤية كمية مهولة من العاطفة/الدفء بعيناها العسليتان .... عاطفة جعلتها ترغب بالبكاء حتى ينتهي مخزون الدموع في جسدها كله ..

ومن غير تفكير .. ارتمت بأحضانها بعنف واجهشت ببكاء شفاف رقيق ينضح من جنباته الحزن السحيق .. وهتفت بحشرجة من بين دموعها المنهمرة: بـ بـ بتروح عني .... بتخليني شرات ما خلتني امايه ... بـ بـ بتخليني موزة ... ما بشوفهااا .... ما برقد وياهااا ...
مـ مـ ما بصبح الصبح على ويههااااا .... ولا بمسي الليل على شوووفتهااا ...


شهقت شهقةً مختنقة .... واكملت سيل كلمات روحها المتألمة من فراق شقيقتها: بتخلييييني .. مع منووه بسهر كل يوووم ..
مع منووه بحاوط واسسستهبل واشووف مسلسلاتي .. مـ مـ مع منووو اسووولف واهذرب ...
مـ ماباها تخليييني .... ماباااااا .... يسد ماماااا خلتني .. يسسسدنيه والله مووووزه ....


اخذت تحكي لها اوجاعها ... ومرارة ما تشعر به من فراق الأخت "الأم" ..... ولم تدرك انها تحكي وتنوح امام روح مكلومة .... وفؤاد ما زال ينزف دم الفقد الأسود الصافي ......

تنوح على مسامع من فقدت السمع والبصر واللسان ....... والنبضات منذ اربع سنوات ...

منذ ان ختم والدها على وثيقة موتها وتركها حية وليست حية .... تتنفس ولا تتنفس ....
حية بجسدٍ يغلف روحاً ميتة مدفونة ....!!!!!



رصت على جسد فطيم بـ وجه غدا شاحباً/ميتاً/جامداً .... وكأنها تقول لها

ابكِ .... ابكِ فراق الحي ولا تبكِ فراق الميت .... فلنزف الدموع على الأموات .... لوعة لا تفارق الوجدان الى ان يوارى الجسد الثرى ....








نهــــاية الجــــزء الثانــــي والخمســــون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 27-05-15, 08:42 PM   المشاركة رقم: 2103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

كذا تسوين فينا يا لولوة😒 تخلينا نتبلى على الأبطال
وبعدها تطلع فطيم تبكي عشان ناعمة بتتركها😟

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 27-05-15, 09:03 PM   المشاركة رقم: 2104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

يا ان توقعاتنا في الزهرة و اللي صار في المريخ
مببببببببدعه لولوة

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
قديم 27-05-15, 09:21 PM   المشاركة رقم: 2105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 277449
المشاركات: 12,423
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميعهمس الريح عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17240

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الريح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى

 
دعوه لزيارة موضوعي

بارت اليوم يبي تعليق مشهد مشهد

 
 

 

عرض البوم صور همس الريح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منهوو, الاحساء, الجوى،, القوي, يهواه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t198232.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 02:45 PM
Untitled document This thread Refback 03-02-17 02:14 AM


الساعة الآن 04:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية