فقدان الشهية العصبي اسبابة وعلاجه

هو نوع واحد من أشكال اضطرابات الطعام بل هو أيضا اضطراب نفسي . فقدان الشهية هو حالة يتجاوز القلق حول السمنة أو اتباع نظام غذائي خارج عن السيطرة . السن الأكثر عرضة للإصابة : يتراوح من بين 20-30 سنة .

نتيجة بحث الصور عن فقدان الشهية العصبي

اضطراب فقدان الشهية العصبي.

هذا الاضطراب يعتبر من ضمن قائمة اضطرابات التغذية (الأكل)، وكان يحاط هذا الاضطراب ببعض الاعتقادات فيما مضى.. فكان يعتقد انه يوجد في المجتمعات الغربية فقط، وأنه يوجد لدى صغار السن من الاناث فقط، وأنه يوجد لدى الطبقات المجتمعية العليا فقط، إلا أن هذه الاعتقادات جميعاً ثبت عدم صحتها بالشكل الكامل.. فقد انتشر الاضطراب في معظم دول العالم وإن كان لايزال انتشاره أكثر في المجتمعات الغربية نتيجة تأثير الإعلام والنظرة الجمالية الغربية بأن المرأة الجميلة هي المرأة النحيفة جداً، وهذا جعل كثيراً من الفتيات -في سن المراهقة غالباً- يبدأن بعمل (ريجيم) قاسي يتحول من نظام غذائي إلى مرض فقدان الشهية العصبي.

وعلاج هذا الاضطراب يتطلب معالجين نفسيين محترفين لممارسة العلاجات السلوكية المعرفية، كما يتطلب وقتاً ليس بالقصير، وتعاون علاجي مع عائلة المريض، وتركز خطورة الاضطراب في أنه يقود إلى الوفاة في كثير من الحالات.

ولكنه في النهاية شأنه شأن أي اضطراب نفسي آخر يمكن علاجه وتفادي أثره وتلافي آثاره المرتسبة عن المعاناه منه فيما بعد؛ وفيما يلي نحاول ايضاح بعض ملامح هذا الاضطراب.

أسباب حدوث الاضطراب:

1. أسباب عضوية Biological causes

هناك نظريات تؤيد وجود أسباب عضوية لحدوث المرض وذلك بسبب إنتشاره بين التوائم المتماثلة ، كما أنه وجد أن بعض الفتيات اللاتي تنقطع عندهم الدورة الشهرية Amenorrhea لفترة يبدأن فى المعاناه من فقدان الشهية.

2. أسباب نفسية:

وهى حدوث صدمة عاطفية أو الرغبة فى الخروج من سيطرة الأهل.. إلخ، كما تنتشر بين الفتيات اللاتى تتطلب أعمالهن الحفاظ على الوزن مثل عارضات الأزياء مما يجعل الفتاة تخاف من إكتساب الوزن.

أعراض الاضطراب:

العرض الرئيس لمرض فقدان الشهية العصبي هو أن الشخص يرفض أن يحتفظ بالحد الادنى من الوزن الطبيعي المناسب لسنه وطوله.

ومن أهم أعراض مرض فقدان الشهية العصبي، الاعراض التالية:

– شعور الشخص بأنه بدين، وأنه يعاني من زيادة في الوزن رغم انه نحيف ووزنه أقل مما يجب.

– الخوف الشديد من زيادة الوزن بصورة مرضية، ويخشى المريض أن يصبح بديناً، رغم انه لا يوجد ما يدل على ذلك مطلقاً.

– التشوش من ناحية شكل الجسم، فالشخص يرى نفسه بديناً، وينكر نقص وزنه ويرى انه بحاجة لانقاص وزنه، ولا يعي خطورة نقص وزنه الشديد، ولا يرى في ذلك تأثيراً على صحته وربما على حياته، ويرفض أي نصيحة بخصوص زيادة وزنه أو أخذ أي علاج أو تغذية لتصحيح نقص الوزن الشديد الذي يعاني منه.

– انقطاع الدورة الشهرية بالنسبة للفتيات لعدة أشهر، وذلك نتيجة اختلال في الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية نتيجة نقص الوزن الشديد.

إن من يرى فتاة تعاني من مرض فقدان الشهية العصبي، خاصة إذا كان بصورة شديدة، فانه لا يستطيع نسيان هذا المنظر فهو يرى هيكلاً عظمياً مكسوراً بجلد..!

وفي بعض الحالات لا تستطيع الفتاة ان تمشي أو تقوم بأي مجهود. ولقد رأيت حالات عندما كنت أتدرب في مدينة أدنبرة في مركز متخصص لعلاج حالات اضطرابات الأكل، فكان شكلهن يثير الشفقة، وبعضهن لا يستطعن السير، ويأتين إلى المركز بمساعدة أحد والديهن الذي تتكأ الفتاة عليه، ولا تستطيع صعود الدرج نظراً لضعف عضلات أجسادهن خاصة عضلات الساقين والفخذين، وبعضهن وزنهن حوالي الثلاثين كيلو جرام وهن في سن العشرين.. أما وجهوهن فهي تبدو كوجوه الاشباح نظراً لعدم وجود عضلات كافية لاعطاء الوجه شكله الطبيعي!!.. إن منظرهن حقيقة لا يسر أي شخص يراهن، بل أنه في بعض الحالات يثير الشفقة وربما الفزع.

ومن ضمن الأعراض والصفات المرافقة لاضطراب فقدان الشهية العصبي:

عندما يكون الشخص مصاباً بفقدان الشهية العصبي بصورة شديدة فانه يعاني من اعراض اكتئابية؛ مثل الحزن والسوداوية في النظرة للحياة، والانعزال الاجتماعي عن الآخرين ويفضل أن يكون وحيداً دائماً، سرعة الغضب والعصبية الزائدة وعدم تحمل تصرفات الآخرين، ويثور لاتفه الاسباب، كذلك يعاني من الارق وعدم القدرة على النوم بسهولة، وفقدان الرغبة في الجنس، والاشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي تنطبق عليهم الاعراض الكاملة لتشخيصهم بمرض الاكتئاب الشديد. ونظراً لأن الاعراض الاكتئابية قد تكون نتيجة اختلال المواد العضوية والطبيعية في الجسم، والتي بحد ذاتها قد تسبب اضطراب الاكتئاب كالذي يحدث عند الاشخاص أثناء المجاعات أو الاضراب عن الطعام. لذلك يجب التأكد من الحالة النفسية للشخص الذي يعاني من فقدان الشهية العصبي، حتى بعد شفائه، ويستحسن أن يعالج من الاكتئاب إذا كان هناك شك في أنه مازال يعاني من الاكتئاب.

أيضاً الاشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي، عادة ما يكونون يعانون أيضاً من اضطراب الوسواس القهري، خاصة في ما يتعلق بالأمور التي لها علاقة بالطعام أو أشياء اخرى ليست ذات علاقة بالاكل أو الطعام، لذلك يجب التنبه لهذه النقطة في حالة المريض بهذا الاضطراب. وأحياناً يكون مفيداً استخدام بعض الأدوية التي تعالج اضطراب الوسواس القهري، فهذا قد يفيد حتى بعد أن تتحسن حالة المريض من فقدان الشهية العصبي، حتى لا يستشري الوسواس القهري ويقع المريض في مشكلة اخرى عصبية.

من الأمور التي قد ترافق اضطراب فقدان الشهية العصبي هو صعوبة تناول الطعام أو الشراب أمام مجموعة من الناس، الشعور بالقلق الشديد والشعور القوي في الرغبة بالأمور والظروف المحيطة به، وكذلك يشعر بأنه غير قادر على فعل شيء وانه ليس ذا فائدة وليس له أي قيمة في المجتمع، ويصبح شخصاً غير مرن في تفكيره، محدود في تلقائيته في التعامل مع من يحيطون به في المجتمع المحيط به، ويصبح غير قادر على التعبير عما يجيش في صدره من مشاعر نحو الآخرين.

علاج الاضطراب:

هناك العديد من الأساليب الفعالة في علاج هذا الاضطراب:

1. العلاج الدوائيPharmacotherapy

2. العلاج النفسي Psychotherapy

يعد العلاج النفسي ضرورياً في جميع حالات اضطرابات الأكل وخاصة في فقدان الشهية العصبي، وفي حالات الأطفال يوجه العلاج النفسي الى الأباء بدلاً من الأطفال وفي جلسات العلاج النفسي يشجع المريض على التنفيس عن رغباته وشعوره وخبراته لكي يتم التوصل إلى العوامل الدفينة التي تقف خلف هذا الاضطراب.

ومن أفضل أنواع العلاج النفسي لهذا الاضطراب، هو العلاج السلوكي المعرفيCognitive behavioral therapy CBT وهو علاج مهم وفعال من أجل تشجيع الوصول إلى الوزن في حالة فقدان الشهية العصبي و العمل على تغيير المعتقدات غير العقلانية وغير التكيفيه عن شكل ووزن الجسم. وتشتمل برامج العلاج السلوكي عادة إلى تنظيم وجبات الأكل والمكافأة والتشجيع فى حالة إكتساب الوزن مع بعض الأنشطة مثل مشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو والمشي والمراسلة واستقبال الزوار المشجعين للأكل.

3. العلاج الأسري Family therapy:

من العلاجات المهمة جداً ورغم أنه لم يدرس بما فيه الكفاية إلا أن هناك إشارات تؤيد فاعليته وتؤكد أهميته حيث عولجت حالات كثيرة وشفيت عندما تم علاجهن مع أسرهن. ومن هنا فإن دور العلاج الأسري هو التبصير بالصراعات وتحديد مشكلة المريض على أنها مشكلة الأسرة بكاملها، و كذلك تعليم الأسرة طرق التعامل السوي مع أبنائها، خاصة الأطفال فيما يتعلق بالطعام. ولاشك أن العلاج الأسري سوف يأتي بأفضل النتائج إذا كان أحد الأساليب في خطة علاجية متكاملة تراعي جميع جوانب المشكلة.