جمعية الأمم اول منظمة دوليه نشأتها وتاريخها

منظمة دولية انشأت بعد الحرب العالمية الأولي للتقليل من التسلح وفض النزاعات

تعتبر منظمة عُصبة الأمم “جمعية الأمم” واحدة من أولى الجمعيات الدبلوماسية العالمية التي ظهرت للحفاظ على السلم العالمي، حيث حملت هذه المنظمة على عاتقها مهمة فض النزاعات بين الدول بطرق دبلوماسية قبل تحولها لحروب طاحنة.

لوحة زيتية تجسد عملية التوقيع على معاهدة فرساي والتي نشأت على إثرها منظمة عُصبة الأمم
 

وسبقت نشأة منظمة عُصبة الأمم ظهور الأمم المتحدة، حيث نشأت هذه المنظمة في حدود شهر يناير/كانون الأول سنة 1920 عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، وخلال مسيرتها تمكنت منظمة عُصبة الأمم من إنهاء العديد من الخلافات بين الدول قبل أن تشهد تراجعا تدريجيا لهيبتها خلال الثلاثينات، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تم رسميا حلّ هذه المنظمة لتنشأ مكانها منظمة #الأمم_المتحدة.

نشأة منظمة عُصبة الأمم
 

يعدّ الرئيس الأميركي الرابع والعشرين وودرو ولسون أوّل من تحدث عن عُصبة الأمم من خلال برنامج نقاطه الـ 14 لإعادة السلم للعالم، ولإنهاء الحرب العالمية الأولى.

وأكد الرئيس ولسون على ضرورة إنشاء منظمة عالمية تسهر على فض النزاعات بين الدول، وذلك لتجنب اندلاع حروب مشابهة للحرب العالمية الأولى.

صورة للرئيس الأمريكي وودرو ولسون صاحب فكرة إنشاء منظمة عُصبة الأمم

وفي حدود شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1918 سافر الرئيس الأميركي ولسون نحو العاصمة الفرنسية #باريس من أجل إدراج نقاطه الأربع عشرة ضمن معاهدة السلام العالمية التي ستنهي الحرب العالمية الأولى، وبعد حوالي 7 أشهر عاد الرئيس الأميركي إلى واشنطن حاملا معه وثيقة نشأة منظمة عُصبة الأمم.

وخلال تلك الفترة، لقيت فكرة إنشاء منظمة عصبة الأمم معارضة شديدة من قبل العديد من النواب الأميركيين، حيث تزعم النائب الجمهوري هنري كابوت لودج حركة عارضت ما جاء في معاهدة فرساي التي وقعت عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، وذلك إيمانا منه أن مثل هذه المنظمات تقوّض الدور الأميركي على الصعيد العالمي.

صورة لجنود يابانيين خلال بداية غزو منشوريا

وفي أثناء ذلك وعلى الرغم من محاولات الرئيس ولسون رفض الكونغرس الأميركي التصديق على المعاهدة لتظل الولايات المتحدة الأميركية إثر ذلك خارج منظمة عُصبة الأمم.

من جانب آخر، لقيت فكرة إنشاء منظمة عُصبة الأمم ترحيبا واسعا من قبل العديد من القوى العالمية، حيث عبّرت كل من فرنسا وبريطانيا عن تأييدها لهذا المقترح، فضلا عن ذلك أكدت كل من السويد، وبلجيكا، وسويسرا، وتشيكوسلوفاكيا، واليونان، موافقتها على الانضمام لمنظمة عصبة الأمم في حال نشأتها.

وفي عام 1920 انضمت 48 دولة لمنظمة عُصبة الأمم، وفي حدود يوم الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من نفس السنة عقدت هذه المنظمة حديثة النشأة أول اجتماعاتها بمدينة جنيف السويسرية.

إنجازات محدودة وفشل المنظمة

خلال فترة عشرينيات القرن الماضي حققت منظمة عُصبة الأمم نجاحا محدودا في فض النزاعات الدولية، فعلى الرغم من دورها البارز في دعم استقلال بولندا، وإنهاء الخلافات الحدودية بين ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا، ووضع حد للخلاف السويدي الفنلندي حول جزر أولاند، وإيجاد أرضية ملائمة لاتفاقية بين اليونان وألبانيا، وإنهاء الأزمة البريطانية الفرنسية حول المغرب، لعبت هذه المنظمة دورا ثانويا في إنهاء الخلاف الإيطالي اليوناني سنة 1923 بعد رفض الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني التعامل معها ليتم إثر ذلك فض هذا النزاع عن طريق منظمة السفراء.

وخلال الثلاثينيات، عانت منظمة عُصبة الأمم من تراجع واضح لدورها، إضافة إلى انسحاب كل من البرازيل، وكوستاريكا منها خلال العشرينيات.

ولم تتردد ألمانيا سنة 1933 تزامنا مع اعتلاء أدولف #هتلر هرم السلطة في مغادرة المنظمة إثر مؤتمر نزع السلاح العالمي، حيث أعلن أدولف هتلر حينها فشل سياسة الأمن الجماعي بسبب إقدام بقية الدول على مواصلة التسلح على حساب ألمانيا التي فقدت القدرة على ذلك بسبب معاهدة فرساي، فضلا عن ذلك وخلال نفس تلك السنة غادرت اليابان منظمة عُصبة الأمم بعد قيام الأخيرة بإدانة التدخل العسكري الياباني بمنشوريا.

ومع حلول سنة 1937 أقدمت إيطاليا على اتخاذ خطوة مشابهة لتلك التي اتخذتها كل من ألمانيا واليابان، وذلك بعد أن أدانت عُصبة الأمم الغزو الإيطالي لإثيوبيا سنة 1936، فلم يتردد الديكتاتور الإيطالي في إعلان انسحاب بلاده من هذه المنظمة.

وفي تلك الفترة، كانت عُصبة الأمم عاجزة عن اتخاذ قرارات بارزة، ولعل أهم قرار اتخذته هو قيامها بإقصاء الاتحاد السوفيتي من المنظمة عقب بداية الغزو السوفيتي لأراضي فنلندا سنة 1939.

وفي عام 1940 وإثر وقوع كل من فرنسا، والدنمارك، والنرويج، وبلجيكا، وهولندا، في قبضة القوات الألمانية، عبرت سويسرا والتي احتضنت مقر عُصبة الأمم عن قلقها من تواجد منظمة تابعة للحلفاء على أراضيها لتباشر إثر ذلك بإغلاق مكاتب عُصبة الأمم الموجودة بمدينة جنيف.

وعقب ذلك بفترة وجيزة بدأ الحلفاء بالتفكير في إنشاء منظمة أخرى لتعويض عُصبة الأمم، وخلال مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1944 جرى الاتفاق على وضع أسس منظمة جديدة ذات صلاحيات أكبر. ومع حلول سنة 1946 تم رسميا حلّ منظمة عُصبة الأمم، وجاء ذلك عقب إنشاء منظمة بديلة حملت اسم الأمم المتحدة