طريقة تغيير الحياه

كيف تغير حياتك يتمنى الانسان دوما ان يحول في حياته، وان يفتح صفحة حديثة تغمرها الامل والسعادة والنجاح، الا ان العديد من الناس يعلق ذلك التحويل بحدوث امر ما، او قدوم مناسبة خاصة، او تحسن في حالتهم الصحية او العينية او الاجتماعية، فهناك عوامل عديدة لدى كل شخص تشعره ان وقت التحويل لم يحن بعد. فهو يترقب المقبل من المستقبل، يترقب الشدة الخارقة التي تعيد له الروح التي يفتقدها، والسعادة التي يرجوها، وذلك وهم كبير؛ هذا ان تجدد حياة الانسان وتغييرها للافضل ينبع من داخل ذاته القوية التي لا تخضعها الاحوال الصعبة، ولا تثنيها الضغوط العديدة، لكن ان الانسان الشديد هو الذي يستفيد من الاحوال المحيطة به وان قد كانت عسيرة وشاقة، ويعمل على تكريسها لخدمته، ليقف قويا شامخا في مواجهة التحديات، يبني حياته بيده، فلا يترقب الدعم من غيره، ولا يترقب معجزة تصيبه لتغير حياته، فهو المتحكم والمسيطر الاول والاخير بها.[١]

وسايل التغيير

التغيير الايجابي الذي يحاول اليه الانسان الناجح يفتقر الى وسايل عديدة منها:[٢][٣][٤]

قاعدة 10/ 90

تغيير الحياة في خمس ثواني او ما يعلم بقاعدة 10/ 90، تلك القاعدة تبين ان الارتباك الذي ينتج ذلك للناس والمعاناة التي تقابلهم في حياتهم هي من نتاج افعال الاخرين وليس افعالهم، وبقدر ردة اجراء الانسان لتصرفات الاخرين معه تكون راحته، او معاناته.

ما هي قاعدة 10/ 90

  •  %10 من الاحداث التي تتجاوز بالانسان اثناء حياته، تكون خارجة عن ارادته.
  •  %90 من احداث حياة الانسان تعتمد على ردود افعاله تجاه تصرفات الاخرين معه.

مدلول القاعدة

تعني تلك القاعدة ان 10% من الاحداث لا ارادة للانسان بها، ولا يمكنه الهيمنة عليها، او التحكم بها، او منعها؛ كتعطل المركبة مثلا، وهي تعني كذلك ان زمام تلك الامور ليست بيد الانسان وانما هو لديه ما توجد من احداث اي بكمية 90% الاخرى، وهي ردود الممارسات التي تصدر منه، فهذه النسبة من الاحداث هو المتحكم بها، ويمكنه توجيهها اما على نحو سلبي او ايجابي.

اكتشاف الذات

يكون اكتشاف ذات الانسان بالنظر الى ما يمتاز به من مواهب ومهارات عديدة في شتى المجالات، وما يمتلك من امكانيات تجعله متفردا بنجاحه، مبدعا بطرقه، فيعمل على تنميتها، وتقوية نقاط التدهور لديه، واكتشاف مواطن الشدة الخفية، فيوظف جميع ما يمتلك من امكانيات في تحويل حياته عند الافضل، والعمل في سبيل النجاح والتطوير.

المحاورة والاقناع

اعتماد طريقة المحاورة والاقناع في التداول مع الاخرين، وكسب ثقتهم باللطف والود، وخلق طقس من الالفة؛ فهذه الوسايل جميعها تقود للتغيير ببساطة ويسر؛ فالاقناع والحوار هما لغة الاقوياء واسلوب الاسوياء، وغالبا ما يجد من يعتمد ذلك الطريقة الاحترام والتقدير من الاخرين، فيتكلل عمله بالنجاح والتوفيق.

تغيير الافكار والمشاعر

الخطوة الاولى والاساسية في تحويل حياة الفرد هي تحويل مفاهيمه بشان افكاره ومشاعره، فاذا استطاع الهيمنة على افكاره ومشاعره، وغير من مفاهيمه في ميادين حياته المختلفة؛ امكنه الهيمنة على جميع الاحداث التي تتجاوز به، فتزداد سلطته وقوته، وبذلك يصبح من السهل تقصي الاهداف التي يحاول لها في حياته.

البعد عن التقليد الاعمى

يبدا التحويل في حياة الفرد عندما يبتعد عن التقليد الاعمى للاخرين، فالتقليد في الاقوال والافعال لهم يطلع الفرد من دايرة التحديث والابتكار والنجاح الذي يطمح اليه، فلا عايق من تقليد اشخاص ذوي امكانيات عالية سطروا التوفيق بايديهم، ولكن على المرء ان يكون له استقلاليته في الطريق الذي يسلكه، وفي المنهج الذي ينتهجه، فطريق المرء يحدد شخصيته.

ابدا بنفسك

ابدا بنفسك في التحويل لتعيش سعيدا، فانت نواة المجتمع الذي تقطن فيه، وحاول استيعاب الاخرين وسماع اقوالهم ونصايحهم وان كانوا اقل شانا وقدرا منك، وبعد نجاحك في تحويل ذاتك غير من هم حولك، واصلح شانهم، ووسع دايرة التغيير، ولكن لا تجبرهم على التغيير؛ فمن لم يستطع التحويل من الداخل فلن يتحول ابدا.

الصاحب ساحب

تغيير الصاحب؛ هذا ان الصديق ان كان فيه سوء وطالت عشرته؛ اثر على صديقه، فالصاحب ساحب، وصديق السوء هو من لا يعين على الحق، ولا يامر بمعروف او ينهى عن منكر، ولا يشجع صديقه على الوقوف بذاته ونشر الخير للجميع، فملازمة الاخيار والصالحين مكسب ونجاح بحد ذاته؛ فالصديق الصالح يعين على اجراء الخير، وان وجدك تفعل المعصية نهاك عنها، وارشدك الى الطريق القويم، وصوب افعالك، وسدد خطاك، فهذا الامام مسلم النيسابوري صاحب كتاب صحيح مسلم قد وصل بعدد الشيوخ الذين لازمهم الى 220 شيخا، اما الامام محمد بن اسماعيل البخاري صاحب اقوى كتب الجديد وهو صحيح البخاري، فقد وصل عدد شيوخه الى 1080 شيخا، ذلك هو التوفيق المقصود؛ ملازمة اهل العلم والصلاح والاخذ عنهم، والاستفادة الامر الذي يملكون، فهم اصحاب العزيمة والطموح الذين لا يشقى جليسهم.

تغيير الوسايل

ان تحويل الوسايل التقليدية في حل المشاكل التي تعترض سبيل الفرد امر ضروري، فاذا لم يستطع اجتياز عقبة واجهته، فلا يقصد ذلك انه فاشل، لكن عليه المسعى من جديد، واستخدام وسايل وبدايل حديثة لاي امر يعترض سبيل تقدمه ونجاحه، فان فشلت واحدة استخدم اخرى، فلا يقف مكتوف اليدين في مواجهة تخطي وتخطي عقبات التغيير.

تجنب المحبطين

من اللازم عدم السماع الى الاشخاص المحبطين اليايسين الذين يفكرون بسلبية واضحة، فهذا الصنف من الناس يحطم الاحلام الوردية، ويجعل من تقصي الامنيات امرا يصعب تحقيقه، فالافضل البعد عن تلك الفية وعدم الاقتراب منها، والحذر كل الحيطة من قوة المفردات التي ترد الى الشخص، سواء اكانت عن سبيل السماع او عن سبيل القراءة، فكل امر يتلقاه الفرد يكون له اثر في النفس، وفيما بعد تترجم تلك المفردات الى افعال وتبدو في سلوكه.

كسر حد الخوف

ان تحويل حياة الفرد تفتقر الى الجراة والشجاعة والاقدام بروح قوية وعزيمة صادقة، ولذلك على الفرد كسر حد الخوف من القادم، والخوف من المجهول، والخوف من الفشل، والاستمتاع بالبحث والمغامرة في ايجاد الشدة التي تقوم برفع من امكانيات الفرد وعزيمته، وعليه توقع اختفاء مصدر الشدة لديه، ومصدر الدعم الذي يعتمد عليه؛ ولذلك عليه البحث الدايم عن وسايل اخرى يعتمد عليها في مشوار نجاحه؛ كان يتمتع بمهارات العديد من للعمل في المهن والاعمال المختلفة، فان اغلق باب امامه، اساليب ابوابا العديد من دون قلق، فلديه الامتيازات التي تجعله ينجح ويتفوق في اي ميدان يوضع فيه.

الهدف من التغيير

يسعى الانسان دايما للتغيير واحداث الفرق في حياته؛ من اجل تقصي السعادة والرضا، الا انه قد يغفل عن المبتغى من التحويل الذي يجهد ذاته ليصل اليه الا وهو وهو النجاح، فعن اي فوز يتحدث واي فوز يحاول لتحقيقه، هنا تكمن المشكلة، وتحدث الفروقات لدى الاشخاص، في تفكيرهم واهدافهم؛ فالنجاح الاسمى الذي يلزم ان يحاول لتحقيقه الفرد هو رضوان الله تعالى؛ الا ان كثرة مشاغل الحياة وغفلة الانسان تجعله يبتعد عن هدفه الاساسي من الحياة، فيشغل ذاته في مقاصد صغيرة، ثم شييا فشييا الى ان يبتعد كل البعد عن المبتغى الاسمى؛ فيصبح فوزه وسعيه وراء التحويل بدون فايدة ترجى؛ ولذلك على الانسان ان يستحضر النية باستمرار قبل الاقدام على اي عمل يقوم به، فيتحقق التوفيق له في الدنيا والاخرة.[٥]