كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
وعندما وصلوا الى فندق كلارك شيراز في مدينة اغرا بواسطة حافلة مبردة , توزعت المجموعة الى حلقات صغيرة .
علقت السيدة بيتمان :
- لا ادري لماذا يأتون الى هذه المدينة , ومعظهم لا يريد اكثر من شراء بعض البضائع , والقاء نظرة خاطفة على الابنية الرائعة ؟
قالت ابيا:
- لا الومهم على شراء بعض الاشياء . ان المجوهرات والأقمشة المطرزة مغرية جداً.
- لم الحظ رغبتك في شراء اي شيء ؟
- لا احتاج الى اشياء كهذه . ان حياتي بسيطة للغاية.
- اذن عليك ان تشتري ما يحلو لك . وأنت فتاة جميلة .
هزت ابيا رأسها , ودفعت الى الوراء ضفائر شعرها الذهبية :
- يمكنك ان تصفيني باية صفة سوى صفة الجمال . قولي اني ذكية , خفيفة الظل, بارعة , او اي شيء آخر.منتديات ليلاس
ردت السيدة بيتمان :
- اذن انت لست ذكية او بارعة اذا كنت تقولين اشياء كهذه, انت جميلة يا عزيزتي . واذا كنت ترفضين وصفك بأنك جميلة , فأنت فاتنة ومحببة الى النفس.
- ولكن ماذا عن قامتي ؟
- ما بال قامتك ؟
- انها قصيرة جداً. ولم يسبق لفتاة طولها خمسة اقدام ان ربحت مسابقة جمال.
تابعت السيدة بيتمان :
- لا تجعلي مقاييسك مثل مقاييس هذه الأيام التافهة . اظن ان اختيك الأنانيتين سلبتاك ثقتك بنفسك؟
اجابت ابيا لتوها :
- لم تكونا انانيتين اطلاقاً. وأنا لا افتقر الى الثقة بالنفس.
- ربما ليس على الصعيد الفكري. ولكن عواطفك لا تزال في مرحلة الطفولة .
- لا يجوز لوم اختيّ على ذلك.
قالت السيدة بيتمان :
- انا الومهما . كان عليهما مراعاة شعورك.
ردت ابيا :
- حاولتا باستمرار .غير ان اساليب التجميل مثل الأهداب الاصطناعية والأثواب المثيرة لم تلائمني , وعندما لاحظتا ...
- اصيبتا باليأس وكأن الأمر لا يعنيهما.
قالت ابيا بلهجة الدفاع :
- كانتا منهمكتين في العمل.
لم تتمكن السيدة بيتمان من الاجابة اذ ناداهما الدليل لركوب احدى سيارات الأجرة المنتظرة لتقل المجموعة الى صرح تاج محل. هتف الدليل:
- سنرى الصرح غداً في وضح النهار. غير ان ابهى منظر لتاج محل هو تحت ضوء القمر.ريحانة
كانت كلماته صادقة . ادركت ابيا وهي تعبر البواية الرئيسية الشامخة , وتكحل نظرها للمرة الاولى بهذا الصرح الرخامي , انها لن ترى مثيلاً له في كل حياتها , وكان الضباب الشفاف يرتفع من النهر المترقرق وراء الصرح , ويتجمع بخفة فوقه , حتى يخال المرء ان المبنى يعوم فوق بحر سرمدي . وبدت السماء داكنة يختبئ فيها القمر وراء غيمات تلقي بظلالها فوق القبة الباهرة , لكان الصرح بأكمله سفينة فضائية عملاقة توشك ان تقلع صوب الفضاء.
اقترح الدليل الاقتراب اكثر من المبنى, وقاد المجموعة فوق الحديقة الطويلة مروراً بالحوض المثلث الضيق الذي ينعكس في مياهه تاج محل بكل روعته وتنوعه .
|