لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-20, 05:00 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

انفرجت اسارير ابيا قليلاً:
- انا لست صغيرة الى الحد الذي تظنين. عمرى اربعة و عشرون, ابدو اصغر سناً لقامتي القصيرة النحيلة.
اجابتها العجوز:
-لا ينقصك أي شيء يا عزيزتي والآن ما هو اسمك الاول؟ لا استطيع ان اناديك الآنسة وست طوال الوقت, وانت في هذا العمر.
-اسمي ابيا او ابيغيل.
-انا ماتيلدا بيتمان, ويسعدني لقاءك جداً. ليتنا تعرفنا اليك في المطار. كان جيلز بدل رأيه لو عرف انني ساسافر مع رفيقة ممتعة مثلك.
لم توافق ابيا على هذا الرأي و هى تتذكر الاسلوب العدائي الذي عاملها به, ولكنها احجمت عن قول اي شيء.
استطردت السيدة بيتمان:
-اتوق الى رؤية الهند عبر عينيك البريئتين. قمت برحلتي الاولى منذ زمن بعيد فلا اكاد اذكر اي أمر عنها.
قالت ابيا:
-لن انسى رحلتي الاولى ابداً. و ستكون رحلتي الاخيرة ايضا. سأذهب الى مدينة بورتموث في بريطانيا السنة المقبلة.
-ما هذا التشاؤم والانقباض و اليأس و الاستسلام للقضاء و القدر؟
خالت ابيا ان فلسفة المرأة العجوز فلسفة خاصة بها, اما هي فلا يمكن لها الايمان بها. ان القضاء والقدر قوة هائلة تعتقد بوجودها. غيرت الموضوع بلباقة. و اخذتا تتجاذبان اطراف الحديث الى ان غطت السيدة بيتمان في نوم عميق . وغلب ابيا النعاس ايضاً, والطائرة تهم بالهبوط نحو المطار.
حطت الطائرة على المدرج واخذ الركاب بعد دقائق الخروج منها. وما ان انهت ابيا الاجراءات الرسمية حتى تبين لها العدد الحقيقي لمجموعة الركاب الذين اتوا معها في الرحلة الخاصة .كانوا عشرين مسافراً و مسافرة. وادركت انها تصغرهم جميعهم سناً.
قدم رجل هندي سمين نفسه كممثل شركة السياحة و قاد المجموعة الى الحافلة التي ستقلها الى المدينة.
-ان السيد شيران , الدليل السياحي, سيلتقي بكم جميعا بعد الظهر, اما في الوقت الحاضر, فسأتولى الرد على اي استعلامات بنفسي. وكما تعلمون , يمكنكم قضاء بقية اليوم كما تشاءوون.
قالت احدى النساء:
-اريد شراء بعض الحاجات. ما قطعت كل هذه المسافة لاقضي يومي بدون فعل اي شيء.
تجاهلت ابيا كل هذه الاحاديث , وراحت تنقل انظارها في المشاهد الريفية ذات السهول المترامية. بدت لها الارض خصبة, و مقسمة الى قطع صغيرة , وكأنها جزء من الريف الانكليزى. لكنها لاحظت قلة العاملين في الارض, ما عدا بعض النساء, والجواميس التي تجر محراثاً خشبياً طويلاً. لم تعبر الحافلة وسط القرى لتتبين معالم الحياة فيها, بل كانت تلمح بين الفينة والاخرى مجموعة من الاكواخ, مبنية من الطين او العشب اليابس.
عندما اقتربوا من المدينة لم تتغير المناظر الطبيعية كثيراً , او حتى الطريق نفسها, حيث لا توجد ارصفة تفصل المارة عن السيارات والدراجات. ووجد سائق الحافلة نفسه يخفف من سرعته اكثر من مرة ليفسح المجال امام البقرات الهائمة وسط الشارع. بقرات عجاف لا احد يقترب منها, الى ان تتضور جوعاً و تلفظ انفاسها, فيحملونها في الشاحنات الى اماكن بعيدة. تلك ناحية شغلت بالها حول الهند, و ستكرهها من كل قلبها.
واخيراً توقفت الحافلة امام فندق اوبروي ذي المدخل الزجاجي الذي ترجل امامه معظم الركاب, بمن فيهم السيدة بيتمان. وتوجه من تبقى منهم الى فندق نورندا الاكثر تواضعاً, وعندها فقط ادركت ابيا ان مجموعتها صغيرة جداً. وجدت غرفتها بسيطة للغاية, ولكنها نظيفة, و تحتوي على حمام عملي يفيض بالماء الحار.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 05:01 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

بدت غرفة الطعام بالغة التواضع, والكراسى لا يغطيها شيء مثل الطاولات الخشبية. مع ذلك تمتعت بوجبة هندية شهية, بكل توابلها و افاويهها.
انتهت ابيا من طعام الغداء , وفكت نصف حقائبها . ثم عقدت العزم على التنزه فى الخارج عوض البقاء ضمن جدران باهتة لا يجوز لمن اجتاز نصف العالم ان يأوي الى الفراش فور وصوله. حدثت نفسها. ابدلت ملابسها, و غادرت الفندق لتتجول في الشوارع. و لشد ما كانت دهشتها عندما لاحظت انعدام حركة السير, ما عدا بعض العربات القديمة التي أكل الدهر عليها و شرب. اما الدراجات فحدث عنها ولا حرج.*
كانت تنتشر في كل مكان وبدت انها وسيلة النقل الاساسية, بالاضافة الى عدد محدود من الباصات المحشوة بالبشر كأنها علب سردين. ومرت امام حوانيت صغيرة مكونة من غرفة واحدة. يتربع في داخلها اصحابها تحيط بهم شتى انواع البضائع من اقمشة حريرية و قطنية و معادن و زوجاج و توابل.
توقفت ابيا امام حانوت لتتفحص الجواهر المعروضة في داخله. ورغم بخس الاسعار و اغراء الصناعة المتقنة, احجمت عن شراء اي شيء التزاماً منها بوعد قطعته على نفسها. خطت خطوتين الى الامام, و اذا بها محاطة بجمهرة من الشحاذين يمدون ايديهم توسلا للحصول على حفنة من النقود . غلبتها مشاعرها , فاخرجت جزدانها الصغير , و وزعت عليهم كل القطع المعدنية التي بحوزتها. واحست لتوها بان الاف العقبان الجائعة تنقض عليها , واختلطت الاصوات المتوسلة المستجدية .
-صدقة , صدقة.
صاحت:
-اعطيتكم كل ما معي من دراهم, أرجوكم دعوني اذهب.
استدارت لتمضي في سبيلها, فتحلق حولها مزيد من الشحاذين, و ذهبت محاولاتها في التملص منهم ادراج الرياح. فاخذت تدفعهم عنها بخشونة الى ان تمكنت من شق طريقها. ضغطت يديها فوق اذنيها واطلقت ساقيها للريح الى ان بلغت باب فندقها, و ظل بعضهم يتعقبها باصرار عجيب.
كم كانت غبطتها عظيمة وهي تدخل ردهة الفندق الداكنة, تلقاها صاحب الفندق بابتسامة عارمة , وهو يلمح في الخارج فلول الشحاذين , تقدم منها قائلا بصوت رخيم:
-انصحك ان تكوني اكثر صرامة. اياك ان تعطي نقوداً لأي من الشحاذين, و الا تعقبوك باستمرار , و بالمئات.
اجابت:
-اعرف ذلك , لكن من الصعب ان ارفض الاستعطاف. كان بينهم بنت صغيرة.
اجاب:
-عبث ان تكونى صارمة. أُفاَ لهذه الحكومة, فهي لا تزال تتحدث عن منع الشحاذة بدون نتيجة.
لم ترق الفكرة لابيا . الافضل ان تعالج مشكلة فقرهم مباشرة و تلك مشكلة شائكة لا تستطيع الهند معالجتها وحدها.
توجهت نحو السلم , ووضعت قدمها على الدرجة الاولى عندما هرع صاحب الفندق نحوها حاملاً قصاصة من الورق .
قال:
-تلقيت مكالمة تليفونية . تتمنى السيدة بيتمان ان تتناولي العشاء معها في فندق الاوبروي, يمكننى استدعاء تاكسي لك, اذ ان الطريق تبعد كثيراً من هنا.*
سالته:
-وهل التاكسيات باهظة هنا؟
استغرب:
-كل شيء بخس الثمن هنا, و خاصة للسياح. لكن من الافضل لك تحديد الاجرة مسبقاً.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 05:02 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

و كانت التاكسي عربة صغيرة ذات مقعد واحد يشبه السلة جلست فيها ابيا. وهي تلعن تلك الساعة التي فكرت فيها انها ستوفر بعض النقود. يا ليتها استدعت سيارة اجرة حقيقية! بل ما اقبح هذا المنظر الذي يجرها فيه رجل بالغ و كأنه حيوان !
انفرجت اسارير صاحب التاكسي عندما نقدته اجرته فور وصولها الى الاوبروي, وتطوع لانتظارها و اعادتها الى فندقها و قالت له:
-انوي تناول طعام العشاء هنا. و قد يستغرق ذلك ساعات.*
-لا بأس , سأعود فى وقت لاحق. لكن انتظريني ارجوك.
اصرت ابيا:
-لا , لن انتظرك , ولا اريد منك انتظاري!
وتركته متوجهة الى بهو الفندق حيث استقبلتها السيدة بيتمان بابتسامة كبيرة:
-يسرني جداً مجيئك يا ابنتي. لم ادرك انك تنزلين في فندق آخر, هل انت مرتاحة هناك؟
-نعم . شكرا, وتناولت غداء شهياً.
- اتمنى انك قادرة على تناول العشاء بعد وليمتك الشهية . ان المطعم هنا يعتبر من افضل المطاعم فى المدينة.
اقرت ابيا بحياء:
-انا دائماً على استعداد لتذوق اطعمة جديدة.
اطلقت السيدة بيتمان ضحكة ومضت معها الى قاعة ذات طراز مغولي حيث صرفتا وقتاً ممتعاً لاختيار انواع المآكل المتعددة. ثم اخذت المرأة العجوز تتحدث عن الهند , و آثارها و آدابها واطعمتها و التقاليد الثقافية المختلفة.
لم تكن ابيا تود الانصراف بسرعة, ولكنها لاحظت الارهاق يظلل تجاعيد وجه السيدة بيتمان, فدفعت كرسيها الى الوراء . قالت العجوز وهي ترافقها الى البهو:
-اذا كانت احاديثي لا تزعجك, فيسعدني ان احظى برفقتك خلال الجولة السياحية , الا اذا التقيت باحد من عمرك بطبيعة الحال.
-هذا احتمال بعيد كلهم متقدمون في السن.
عضت ابيا على شفتها مدركة عدم لباقتها لكن السيدة بيتمان ضحكت متابعة:
-لا بأس يا عزيزتي, انا لست خجولة من عمري, كل ما اردت قوله ان تكوني صريحة معي اذا ما اردت صرف وقتك مع اي شخص آخر.
وعدتها ابيا خيراً. ثم عادت الى فندقها. تنفست الصعداء عندما دخلت غرفتها ولم يداهمها اي شعور بالوحدة وهي تخلع ملابسها و تأوي الى الفراش . هل هي حقا قى الهند؟ سألت نفسها. طافت على ثغرها ابتسامة واغمضت عينيها مستسلمة لملاك النوم.
نهضت في صباح اليوم التالي ومضت لتوها الى الحمام لتنعم بمائه الحار, ثم ارتدت ملابسها. كانت تنتظر وصول الحافلة حوالي الساعة الثامنة والنصف لتأخذها مع الآخرين في جولة عامة.
تضمنت الجولة مشاهدة معالم اثرية كثيرة, لم تفقه ابيا قيمتها كما يجب, و اهم هذه المعالم القلعة الحمراء التي تمثل اروع مثال لهندسة المدينة, والتي كانت ابيا قرأت عنها بعض المعلومات و لكنها لم تتوقع منظر الاف الببغاوات الخضر المعششة في الجدران الرملية و لمحت عند المدخل عدد من الدكاكين الصغيرة التي تبيع انتاج المصانع للسياح.
استمعت الى طريقة الدليل السياحي السريعة في شرح تاريخ الحمراء .
كان منظراً باهراً مع ان معظم الحجارة الثمينة المرصعة تعرضت لنهب الجنود البريطانيين بعد حركة التمرد الهندي في القرن التاسع عشر. هنا في هذا المكان كان السلطان المغولي يعقد مجالسه العامة , اما في الردهة المجاورة فكان يقيم مجالسه الخاصة .

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 05:04 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

و بدت الردهة التي رصعتها ذات يوم بلاطات الرخام البراق باهتة بعض الشيء . ولم تدرك ابيا عظمت المكان الحقيقية حتى وصلت الى المقصورات وحماماتها الرائعة, وكأنها صفحة من صفحات الف ليلة و ليلة. و يصعب على المرء تصور هذا الصرح الضخم كملاذ عملي يقي اصحابه ضد مناخ مدينة دلهي المفرط , القارس البرد في ساعات الفجر الاولى , وليالى الشتاء , والبالغ الحرارة اثناء فصل الصيف . لكن البراعة البشرية تغلبت على الحر عبر بناء اقنية مياه متقنة, وتجنبت البرد بستار الرخام و حجاب الذهب و الفضة.
غرقت ابيا في افكارها حول القلعة وتاريخها , فنسيت نفسها بضع لحظات. وها هو الدليل السياحي يقترب منها هاتفاً:
-عليك ان تظلي مع المجموعة من فضلك. لا نريدك ان تضيعي هنا.
-ولكن احب ان اراقب الاشياء عن كثب وادرسها بدقة.
-اذن يمكنك العودة غداً وحدك.
هزت برأسها راضخة وتبعته لتنضم الى المجموعة. وقالت لها السيدة بيتمان و هما يسيران:
-سأعود في وقت لاحق مع دليل آخر. و يسعدني كثيراً وجودك معي.
اجابت ابيا:
-انها دعوة مغرية , واقبل بشرط ان اساهم بحصتي في النفقات.
قالت العجوز و هما يتوجهان الى الحافلة:
-ما هذا الهراء؟ سأسر كثيراً برفقتك . و لولا ابن اختي لنزلت معك في فندقك. اصرّ عليّ لأراعي سني واسافر في الدرجة الاولى كما ترين.
ارتأت ابيا الاعتصام بالصمت. اخذ فضولها يزداد حول هذه العجوز, اذ ان تصرفاتها بدت متناقضة الى حد يدعو الى الغرابة.
كانت السيدة بيتمان تنزل في فندق الاوبروي الفخم , لكن ملابسها تكاد تكون رثة بالية . ومع ان جزدانها مصنوع من جلد التماسيح فهو في حالة رديئة للغاية . هل ابتسم لها الحظ في الماضي ثم ساءت احوالها ام هل كانت دائماً فقيرة , وتعتمد على اقربائها الاغنياء مثل ابن اخيها للاعتناء بها؟ خالتها ابيا امرأة ذات انفة لا تقبل الصدقة باستمرار, مهما لطفها الحب و الحنان.
قطعت العجوز حبل افكارها:
-من المؤسف ان جيلز رفض المجيء في هذه الرحلة. يقول انه رأى كل ما يود رؤيته من الهند.
ردت ابيا بلهجة صادقة:
-لا استطيع ان اتصور انضمامه الى رحلة كهذه. لا يبدو عليه انه يتحمل ازعاج الدليل السياحى.
ارتسمت ابتسامة خاطفة على وجه العجوز:
-انك على حق. لكن جيلز لم يأت الى الهند كسائح في السابق , جاء ليعمل.*
-ليعمل!
-نعم. و هو لا يزال هنا. ذهب الى لندن لبضعة ايام لرؤية احد الوزراء. و هو يسكن في الهند منذ ثلاثة اعوام. انه في بومباي الآن, لكنه تجول في الولايات الشمالية منذ عامين .ويعتبر من كبار الخبراء في الهندسة النووية , ويشرف في الوقت الحاضر على بناء مفاعل نووي.
ابدت ابيا اهتماماً خاصاً وهي تصغي الى العجوز بيتمان التي استمرت في الاسهاب حول تألق ابن اخيها في عالم الاعمال . تأكد لها انه دفع بنفسه تكاليف رحلتها, اذ انها كشفت ايضا كيف اصبح يتيماً و هو في الثالثة عشرة, ورعايتها له منذ ذلك الحين.

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 05:07 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

استطردت العجوز:
-لم اكن اعرف شيئاً عن الاولاد ,ولم ابال بأي شيء يتعلق بهم. غير ان وجود جيلز معي في بيتي فتح امامي عالماً جديداً... كان ولداً رائعاً.
وعبثاً حاولت ابيا تصور ذلك الرجل المتجهم الذي التقته في مطار هيثرو كطفل رائع . استرسلت العجوز في ذكرياتها :
-كان ولداً موهوباً جداً . يحب الدعابة وممارسة شتى الالاعيب والخدع .واذكر انه, و هو في مدرسة ايتون الشهيرة , سقط من شجرة كبيرة ,واصيب برجة دماغية. وعندما استعاد وعيه تظاهر بعدم قدرته على التحدث بالانكليزية . وخدع الجميع لمدة اسبوع و هو لا يتكلم سوى اللغة اللاتينية .*
بلعت ابيا ريقها. تحول اهتمامها بهذا الرجل الى نوع من الرهبة و التوجس. حمدت الله انه لم يرافق عمته في هذه الرحلة . ما هي الاحاديث التي تروق له و كيف يقضي وقته؟ كيف كانت ستجذب انتباه رجل تحدث اللاتينية بطلاقة و هو في الرابعة عشرة وخدع رؤساءه لمدة اسبوع كامل؟
قالت السيدة بيتمان:
-سأرى جيلز في بومباي طبعاً . انوي قضاء شهر معه , او اكثر اذا كان كل شيء على مايرام .
سألتها ابيا:
-وهل ابن اخيك متزوج؟*
-تزوج عمله فقط.
قهقهت ابيا طرباً, وكأنها تنتقم منه قبل ان تفوتها فرصة ثانية.


نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسافرة, man of ice, راكيل ليندسي, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rachel lindsay, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية