كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
استقرت فى مقعدها ثانية , وراحت تراقب الطائرة في صعودها السريع واختراقها الفضاء الداكن المرصع بالنجوم. هاهي في آخر مرحلة من الرحلة الآن.
ارتفع صوت المرأة بقربها:
-ألم تخلدي الى الراحة أبداً؟
-ما استطعت ان انام.
حملقت العجوز بعينيها السوداوين:
-ستكونين تعبة عندما تصلين الى دلهي. او ربما لن تكوني. انك شابة وفي عز نشاطك. العجائز وحدهن في حاجة الى حفظ طاقتهن.
سألتها ابيا:
-هل هذه رحلتك الاولى الى الهند؟
-ذهبت اليها منذ سنوات عديدة وقبل ان تحصل على الاستقلال و من هنا يمكنك القول انها رحلتي الاولى .
-كيف ذلك؟ ربما تغير الناس بعض الشيء , غير ان الاشياء الاساسية والمعالم تبقى كما هي.
وتلقت هذا الجواب الجاف :
-هذا يعتمد على وجهة نظرك وما تودين رؤيته. انا اسافر لرؤية الناس قبل كل شيء. اما انت فيبدو انك مهتمة برؤية الاشياء!
وافقت ابيا لتوها:
-عشقت الاشياء الهندية منذ ان كنت طفلة صغيرة . عشقت الرسوم والتماثيل و الهندسة الهندية.
-اذا ستتابعين برنامج الرحلة كله؟
-نعم. وانت؟
- آمل ذلك . ولكن لا استطيع اعطاء جواب حازم. كان جيلز ,ابن اخي , ضد الرحلة وبشدة هائلة. يعتقد انني تقدمت في السن كثيراً لأطوف حول العالم. واذا ما اخذنا العمر كمعيار, فهو على حق على ما اظن.
ردت ابيا:
- ان القيام برحلة مثل هذه يتوقف على كيفية شعورك, و ليس على عمرك.
-اشعر بحيوية متدفقة, و لا تنقصني القسوة او الرغبة.
كان صوت العجوز النابض بالحياة افضل شهادة على قولها.
ادركت ابيا انها ليست امرأة عجوزا تكتفى بالجلوس قرب موقد النار و تنتظر نهاية عمرها, بل كانت شعلة متوقدة. و بدا واضحاً ان ابن اخيها فاته كل ذلك.
سألتها ابيا:
-هل انت من لندن؟
-لا . من مقاطعة هامبشير. انت من لندن كما اعتقد؟
- نعم. اسكن في حي فيكتوريا.
ووجدت ابيا نفسها تبوح بكل شيء عن حياتها امام اسئلة العجوز البارعة. حدثتها عن عملها مع السيد روجرسن و الجائزة المالية المفاجئة التي قادتها الى هذه الرحلة .
واضافت بعفوية:
-ارتأت صديقة لي ان انفق هذه الدراهم على تجميل مظهري .
ولكن حياتي مع شقيقتيّ بيلندا وديانا اقنعتني باستحالة ذلك.
-لابد ان اختيك بالغتا الجمال, اذا كنت تعتبرين نفسك مجرد فتاة عادية. فان عينيك البنفسجيتين و...( قطعت العجوز كلامها) لا حاجة الى الاستفاضة . ان الثقة بالنفس لا تنبع الا من داخل المرء,
وليس من كلام الناس. كم عمرك يا ابنتي؟
|