كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
قبل ان تأوي الى غرفتها , طرقت باب غرفة حماتها لتطمئن عليها . فتحت لولا لها الباب وهمست بأذنها " السيدة لوسيا نائمة "
بعد ان استحمت , سرحت كاميلا شعرها وجلست امام المرآة تتأمل نفسها وتفكر بموهيني وقدرها المأساوي , تنهدت بعمق . اين ذهب اشراق شبابها ؟ انها ترى امامها وجهاً شاحباً لامرأة نضجت كثيراً بفعل التجارب الأخيرة التي شهدتها . ان عينيها تعبران عن كآبة كبيرة .فجأة انتفضت عند سماعها طرقات على بابها .
" كاميلا "
انه صوت جافيه .
" أيمكنني الدخول ؟ للحظات فقط "
" نعم , بالتأكيد " اجابته محاولة تمالك مشاعرها .
كان جافيه لا يزال مرتدياً ملابس العمل يبدو انه عاد لتوه من المصنع . كانت ملامح التعب بادية على وجهه.
" لا يجب ان ترهق نفسك هكذا , جافيه!" قالت بدون تفكير " اذا استمريت على هذا النحو, ستذبل وتفقد قواك!"
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه .ريحانة
"انت محقة كاميلا , سأذهب للنوم. لقد مررت على المستشفى , الحمد لله , ليس هناك اصابات جديدة "
" نعم , لقد انحسر الوباء , على ما يبدو"
" على كل حال , لا يزال الوقت مبكراً لنتأكد من ذلك. ولكن , اخيراً , هذا أمر مشجع"
اقترب من المرآة والتقت نظراته بنظرات زوجته .
" كاميلا , أنا ... كنت اريد ان اعتذر عما بدر مني , فمنذ انتشار الوباء , لم يفعل احد ما فعلته انت . والله يعلم اذا كنت مصيبة لو كرهتنا جميعا. كان يجب علي ان افكر بتعبك وتوترك العصبي وحزنك على وفاة موهيني وان لا اتفوه بما تفوهت به. ارجو ان تسامحيني"
" أسامحك , جافيه , وأنا لا احقد عليك ابداً. أنا ايضاً ألو م نفسي لاندفاعي وتسرعي , لقد تكلمت بدون تفكير . لننسى كل هذا , أتريد ؟ ربما يمكننا الانفصال احباباً وان يترك كل واحد في نفس الآخر ذكرى طيبة من الاحترام والمحبة "
" احترام ومحبة؟ "ردد جافيه دون ان يرفع نظره عنها " أتعتقدين ان هذا ممكناً؟"
لشدة تعبه , جلس على السرير , وقبل ان تتمكن كاميلا من الرد على كلامه , اخذه التعب , فتمدد على السرير واغمض عينيه ونام.
|