كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
المستشفى مؤلفة من مبنى صغير يضم عدة اسرة, كانت كاميلا تعلم ان أفضل طبيب لا يمكنه شيء امام هذا المرض , الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو ان يحد من انتشار الوباء . لكن كان من بين المصابين الجدد اطفال ولا يمكن عزلهم عن والداتهم . وافق جافيه على هذه الفكرة لكنه أصر على عدم السماح لهذه الأمهات بالعودة الى القرية كي لا ينشرن الوباء أكثر , كما وانهن قادرات على مد يد المساعدة.منتديات ليلاس
امتلأت كل الأسرة بسرعة , يبدو ان الوباء ينتشر كانتشار اللهب في القش.
طوال النهار , لم يتوقفوا عن تنظيف المرضى والأسرة والأرض بالمياه الساخنة المضاف اليها مادة الفينول . وكانوا يغلون المياه ويسقونها للمرضى كي يقاوموا التجفاف . في البداية كان الجو العام لا يحتمل , لكنهم اعتادوا عليه شيئاً فشيئاً .
بعد الظهر, جاءت السيدة لوسيا تحمل زجاجة كبيرة تحت ذراعها . عرضت خدماتها على ابنها الذي رفض بحدة.
" يجب ان تعود الى عملك في المصنع يا بني , مكانك ليس هنا , بإمكاني أنا ان اقوم بما تقوم به هنا"
بعد ان خرج رغماً عنه , سألتها كاميلا عن هذه الزجاجة , فأخبرتها انها دواء للكوليرا كان قد تركه د. دايفس ذات يوم وانه مؤلف من مزيج من الأملاح والمنتجات المعدنية لمقاومة التجفاف.
" ليس لدينا غير هذه الزجاجة, فمن غير المفيد ان نضيعها على من حالتهم ميؤس منها"
وزعت كاميلا الدواء على المرضى وهي تفكر بمبادرة حماتها التي يملأها الحماس.
بعد ساعة ظهر فيليب متردداً امام باب المستشفى مبللاً بالأمطار.
" ادخل , فيليب , لا تبق تحت المطر"
" لا , كاميلا , الأمر أقوى مني , لا يمكنني رؤية الناس المتألمين , اذا كان بإمكاني القيام بشيء آخر"
ابتسمت كاميلا لأنها تعلم ان الناس ليس كلهم سواء , ويصعب على بعضهم تحمل النظر الى المتألمين , بالنسبة لجافيه , كان شجاعاً جداً لأنه صاحب روح مهمة نقل المياه الساخنة والشاي بين المنزل والمستشفى .منتديات ليلاس
لم يكن احد في ملجأ من العدوى , لكن هذه الفكرة لم تكن تخيف كاميلا . كانت تعلم ان جافيه مصمم على ارسالها الى انكلترا , فكل شيء لديها سيان الآن , حتى الموت , فأخذت تهتم بالمرضى بكل تقان ولطف وصبر طيلة اليومين التاليين حتى بدا التعب عليها .
|