كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
استدرات هيلين لتعرف سبب الصمت المفاجئ فشاهدت جستن فالمونت يوقف سيارته على بعد بضعة امتار ويمشي باتجاهما.
" مساء الخير يا أبي . انظر , لقد تعطلت معنا السيارة"
اجابها والدها بايجاز ثم اشار الى هيلين بالابتعاد وبدأ بتركيب الاطار الاضافي. وخلال دقائق قليلة انتهى جستن من عمله وازاح جولييت بعصبية ليضع الاطار الثقوب في صندوق السيارة. وفي هذه الاثناء دخلت جولييت السيارة القديمة قائلة لوالدها:
" لقد تجولت مع هيلين بالسيارة, واستمتعت كثيراً طوال الوقت"
لم يصدر عن جستن اي تعليق كما انه لم يبد على وجهه اي انفعال. واكتفى باقفال الباب الذي صعدت منه ابنته وقفل راجعاً بدون التفوه بأي كلمة . وتساءلت هيلين بصمت غاضب عن اسباب رد فعلها المتأثر من تصرفات فالمونت. فمن الواضح تماماً انه لا يستلطفها ولا يهتم بها اطلاقا. اذن فلاداعي للاهتمام او الانفعال.منتديات ليلاس
انطلقت هيلين بالسيارة القديمة باتجاه منزل فالمونت . وطوال الوقت حافظ جستن على مسافة عادية وراءها. وعندما وصلت السيارتان الى باحة المنزل ونزل الرجل وابنته منهما , تطلع جستن نحو جولييت وقال لها بحدة " جولييت , اشكري هيلين لأنها اخذتك للتنزه"
اطاعت الفتاة الصغيرة والدها الذي صرفها باتجاه ألي , بعد توجيهها كلمة شكر لطيفة لهيلين. ولما ابتعدت جولييت بما فيه الكفاية , اقترب جستن من الآنسة الموجودة داخل السيارة القديمة وقال لها " يا آنسة سلفاين انا اقدر لك اهتمامك بجولييت وتكريسك وقت فراغك لتسليتها . ولكني افضل بأن تكون لديك اللياقة الكافية لا بلاغى أنا بالذات عندما تقررين أبعادها عن البيت معظم ساعات النهار "
صعقت هيلين لهذا الهجوم القاسى , وللتجنى على تصرفاتها وكانت على وشك الرد عليه باللهجة نفسها عندما تذكرت نظرات التوسل التى وجهتها جولييت قبل دخولها الى البيت. فاكتفت بالقول : " انك تصور الوضع وكأنني اختطفت جولييت ".
" اعتقد ان مدبرة منزلي وصلت الى هذا الاستناج عندما وصلت أنا الى البيت " .
" اصابة أحدالاطارات كانت أمراً غير متوقغ " .
" هذا صحيح , ولكن كان بامكانك ابلاغنا بطريقة ما عن وجهتكما " .
"لم تكن لدي النية ابداً للتأخر هكذا " .
" بالمناسبة , الى اين ذهبتما ؟ " .
سألها جستن بعصبية , فأجابته ببرودة وغموض " هنا وهناك . فأنا لا اعرف بعد جميع مناطق الجزيرة من حيث الاسم والموقع " .
"وكذلك جولييت. وهذا سبب آخر لاضافة قليل من المنطق والتعقل في المرة القادمة"
"بعد كل الذى حدث لا اعتقد انه ستكون هناك مرة قادمة يا سيد فالمونت . الا انه يؤسفني انك اصبت بالقلق . والآن يجب أن اعود فكيف استدير بالسيارة ؟ " .
" لا امكانية للاستدارة هنا , بل عليك الرجوع الى الوراء كما أنت " .
الرجوع كارثة بالنسبة الى هيلين . ارتبكت , ضغطت على مفتاح المساحة عوضاً عن مفتاح النور , ورفعت المرآة بدلا من ان تخفضها . وفي تلك اللحظة تمنت من صميم قلبها لو انها لم تلتق جولييت او والدها الذى يتعذر التفاهم معه .
فتح جستن باب السيارة من جهة هيلين وأمرها بالتنحي قليلاً عن مقود السيارة . كانت تلك الخطوة خاتمة الاذلال المشين , وقد أضاف اليها جستن جملة قاسية بعد اخراجه السيارة ونزوله منها : " في اعتقادي انك بحاجة الى بضعة دروس في قيادة السيارات يا آنسة سلفاين . تصبحين على خير " .
شعرت هيلين لدى عودتها الى المنزل بأنه شبه مهجور . فالصالة مظلمة , والصمت مطبق , والحركة معدومة . وعادت الهموم تتراكم فى رأسها , واخذت تمشى فى تلك القاعة من دون ان تضيئها .
لقد كانت فترة وجيزة تلك التي شعرت فيها بلذة الحصول على سيارة والتنقل بها لاكتشاف جميع مناطق الجزيرة . وبالطبع , فان جستن فالمونت هو السبب الرئيسي فى حملها على عدم اخذ السيارة مرة اخرى , مع انها كانت تنوى استخدامها عدة مرات لاستكشاف الجزيرة . وللمرة الاولى منذ وصولها الى تلك الجزيرة في المحيط الهندي لم يحدث اي فرق لصالحها . فالتعاسة هي نفسها اينما ذهب الانسان وكيفما توجه .
|