منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t204675.html)

Rehana 03-07-17 09:08 AM

58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة ( كاملة )
 
https://s23.postimg.org/3p2grrp6j/08...4241_Jdi_I.gif

بنزل اليكم رواية طائر بلا جناح
للكاتبة مارجري هيلتون

رواية منقولة , لكن تدقيقها وكتابة الفقرات الناقصة من قبلي

الملخص

هيلين طائر مكسور الجناح فقدت املها بالحياة بعد حادثة ادت الى اصابة احد قدميها وارغمتها على ترك عالم الباليه الذي ولدت لتكون احدى نجماته فسميت بالبجعة وسافرت الى جزيرة سلمندر .
وكالفراشة حين تحرم من الضوء تفقد روحها و هدف وجودها هكذا الانسان حين يحرم من الحلم يفقد مبرر حياته و هيلين استسلمت لاحزان قدرها وبنت بيتها الجديد في النسيان و العزلة و لكن الحلم لم يتركها اذ تجسد لها في صداقة طفلة صغيرة تدعى جوليت وهي ابنة جستن صاحب اكبر معامل السكر في المنطقة, جستن قلبه كبير يحاول مساعدة هيلين لتستعيد املها في الحياة وهي تجد ابنته تعويضا عن عذابها تحبها الي درجة انها تقبل الزواج من رجل لا تحبه من اجل البقاء مع الطفلة. و لكن بعد ان تصبح زوجته تكتشف انها مغرمة به ! فهل تعترف لجستن بما يعتمل في صدرها من مشاعر ؟ اعترافها قد يلغي عقد الزواج بينهما لان الحب لم يكن احد بنود الاتفاقية.

Rehana 03-07-17 09:08 AM

رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
 
فصول الرواية

1- جزء من الحياة

2 - الخضرة , وأغاني العصافير

3 -اولى خفقات القلب

4 - الأوزة العرجاء

5 - بكاء قرب الشجرة

6 - يقظة مجنونة

7 - عودة السكين

8 -ذلك الرأس الجميل

9 - رمال تتنهد

10 -وكأنها انهيار ثلجي

11- القرار الاخير

12 - الزوجة العاشقة

13 - خذني مرتين

Rehana 03-07-17 09:15 AM

رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
 
1_جزء من الحياة
امنعت هلين النظر في الفقرة ذاتها للمرة الثانية ولكنها لم تفقه شيئا من معناها فاكتفت بالاستمتاع الى حفيف الصفحات المصقولة التي كانت تقلبها بتبرم وحدة. حاولت ان توحي لنفسها بأنها تنعم بالهدوء ورباطة الجأش ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك فاعصابها متوترة الى درجة الانفجار ومشاعرها تتخبط بالرغبات المتناقضة والافكار المتشابكة.
وتساءلت هيلين بدهشة كيف كان يمكنها الاعتقاد بان السفر ليلا سيشكل النهاية السهلة لجميع مشاكلها و متاعبها ! وهل من الممكن ان الجوء الى الطائرة خاقتة الانوار تحلق في ظلام دامس سيوفر لها آلالم مشاهدة معالم المدينة المحببة لنفسها تختفي الواحدة تلو الأخرى ! وشدتها رغبة قوية لالقاء نظرة اخيرة على تلك المدينة حيث تكمن ذكرياتها وسعادتها وانهمرت الدموع من عينيها وهي تتذكر بيتها و عملها وكفين .
شدت هلين قبضتها على المجلة التي اصبحت بين يديها مجرد وريقات قاسية باردة . و لكنها قررت التغلب على عواطفها . فركزت نظارها وتفكيرها على لوحة التعليمات الى المسافرين واعدت نفسها لعملية الاقلاع التي ستبدأ بين لحظة و اخرى .
واثناء ارتفاع الطائرة عن الارض انتاب هيلين شعور بالخوف ولم يبدده سوى صوت هادئ ومرح يقول :
"لا بأس الآن لقد اصبحنا في الجو "
التفتت هيلين الى مصدر الصوت يلفها احساس بالخجل بسبب الضعف الذي بدا عليها . فواجهتها ابتسامة عريضة من طفلة تجلس قربها . بتهذيب واضح قالت الفتاة الصغيرة :

Rehana 03-07-17 09:15 AM

رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
 

"هل يمكنك فتح حقيبتي البيضاء هذه ؟ يوجد فيها عطل وانا بحاجة الى منديلي من داخلها "
فتحت هلين الحقيبة الجلدية واعادتها الى الفتاة الممتنة مع ابتسامة قلبية تقديرا لاخلاقها الرفيعة . وكان اكثر ما اعجبها في جارتها الصغيرة تصرفها المنظم والهادئ بالرغم من انها على ما يبدو ليست برفقة احد . و مع تأكد هيلين من ان شركات الطيران تعتني بالاطفال الذين ارغمتهم الظروف السفر بمفردهم فقد بدت الفكرة مخيفة و مذهلة, أليس من الممكن ان يحدث خلل ما في افضل الخطط المعدة لتأمين راحة الطفل المسافر او ان يصل هذا الطفل الى جهته ولا يجد احدا في استقباله او ......
"يمكننا فك احزمة المقاعد الآن "
قالتها الفتاة الجريئة وهي تنفذ تلك العملية الصغيرة بيسر و رشاقة وبعد ان و جهت ابتسامة رقيقة نحو المضيفة التي طلبت منا ذلك و نظرت الى هلين وقالت :
" لقد تمرنت عشرات المرات على ربط ازمة الامان و فكها عندما سافرت مع جدتي الى ايطاليا في العام الماضي "
ثم عادت الطفلة الى حقيبتها لتخرج منها بعض الحلويات تعرض قسما منها على جارتها قائلة :
"هل اثر الارتفاع المفاجئ على اذنيك "؟
فردت عليها هلين بالايجاب ووجهت اليها سؤالا مماثلا :
"وهل تاثرت اذناك انت بسبب الضغط الجوي؟ "
" لا, لأني طوال الوقت امضغ الحلوى وابلعها . اه اسمعي ان قائد الطائرة يتحدث الى الركاب "
اصغت الفتاة الصغيرة بكل اهتمام الى المعلومات التي كان يدلي بها قائد الطائرة والتي انهاها كالمعتاد بتوجيه تمنيات طيبة للمسافرين برحلة مريحة وجيدة.
ولم تسمع هيلين كلمة واحدة من تلك الرسالة لأنها كان تراقب عن كثب رفيقة سفرها التي أثرت فيها نوعا من حب الاستطلاع . و الطفلة ليست فائقة الجمال بالمعنى المتعارف عليه ,ولكن قسمات وجهها الصغيرة والبارزة تشع جمالا فتانا خاصا, وتوحي بشخصية قوية و مميزة. كذلك فان شعرها الاسود الطويل الشبيه الى حد كبير بشعر هيلين املس وناعم و مشدود الى ما وراء الرأس في عقدة جميلة و جذابة وعيناها العسليتان واسعتان براقتان و تنمان عن ذكاء و سرعة خاطر. وفجأة قالت الفتاة الصغيرة :
"هل انت مسافرة الي نيروبي عاصمة كينيا؟ "
"نعم . إلا انني سوف اتوجه منها الى محطة اخرى " .
"و انا ايضا "
ثم تنهدت الصغيرة واضافت بشيء من التأفف والتململ :
" اتمنى لو ان هذه الطائرة ذاتها هيا التي ستوصلني الى وجهتي, بالمناسبة الى اين انت ذاهبة ؟"
ابتسمت هيلين وقالت :
" لا اعتقد انك سمعت بها بالمرة . انها جزيرة صغيرة في المحيط الهندي بين مدغشقر وموريشيوس تدعى ..."
"جزيرة سلمندر اليس كذلك "؟
واستوت الفتاة في جلستها ثم اضافت :
"الى هناك حقا ستذهبين ؟انا اعيش في تلك الجزيرة "
وحان دور هيلين لتبدي دهشتها فقالت لجارتها الصغيرة :
"وانا ايضا. بالاحرى سوف اعيش هنالك مع انني لم ازورها ابدا من قبل "
"ما اسمك ايتها الآنسة ؟ انا ادعى جوليت فالمنوت ولدت في جزيرة سلمندر اوه كم اشعر بالحماس و الاغتباط لانني ساعيش هنالك مع والدي لقد عشت في انجلترا منذ كنت في الرابعة من عمري . وفاة والدتي اضطرني لذلك ".
وخيم شعور من الحزن والاسى على وجه جوليت ثم مضت تقول :
"اصاب امي نوع من الحمى وقال لي والدي ان هناك مكانا واحدا فقط يمكن ان تشعر فيه بالراحة ويجب علينا ان ندعها تذهب الى هناك مع انها لن تتمكن ابدا من العوده الينا "

Rehana 03-07-17 09:16 AM

رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
 
نست هلين مشاكلها واحزانها وهي تستمع بشفقة الى الصغيرة جوليت ثم قالت لها بحنان :
"اعرف ذلك يا عزيزتي لان امرا مماثلا حدثلامي عندما كنت طفلة رضيعة"
هزت جوليت برأسها علامة الفهم والاستيعاب وتابعت رواية قصتها :
"بعد ذهاب والدتي اضطررت للسكن مع جدي و جدتي لان والدي لم يكن قادر على الاعتناء بي بمفرده انه مدير شركة لانتاج السكر وتكريره في العام الماضي اتى الى لندن لتمضية عطلته السنوية وعند انتهائها اردت العودة معه الى سلمندر ولكنهم لم يسمحوا لي بذلك لقد افتقدته كثيرا بعد ذهابه وكنت ابكي لفترة طويلة كلما وصلتني منه رسالة لدرجة ان جدي وجدتي وافقا اخيرا على زيارتي له .انظري ..."
وسحبت جولييت زنارها الحريري الناعم وقالت :
"انظري لقد خسرت بعضا من و زني فقد امتنعت عن تناول الطعام اكثر من مرة ومن الآن فصاعدا ساهتم كثيرا بوالدي وارعاه فانا كبيرة بما فيه الكفاية انني في الثامنة من عمري "
وتوقفت جولييت عن الحديث لالتقاط انفاسها ثم تطلعت نحو هيلين وسالتها :
"وانت هل ستهتمين بوالدك مثلي "؟
هزت هيلين رأسها علامة النفي وقالت :
"لا اني ساعيش مع زوجة ابي و ابنتها فوالدي اصيب بنوبة قلبية في العام الماضي وكان عليه الذهاب الي مكان آخر للاستشفاء "
رفعت جولييت حاجبيها وكأنها فهمت كل شيء وتطلعت كل منهما نحو الاخرى بشيء من الشفقة والعطف وكانت جولييت سباقة في الخروج من جو الحزن وشرود الذهن فتغيرت ملامحها فجأة وكأنها تذكرت تعليمات معينة كادت تهملها وقالت بلهجة جدية :
"هل اضايقك بحديثي او بتصرفي "؟
دهشت هيلين لهذا التحول المفاجئ واجابتها فورا :
"ابدا معاذ الله كنت منزعجة من طول الرحلة ومن انني لا اعرف احد على الطائرة يمكنني التحدث معه "
ظهر الارتياح على وجه جوليت وقالت :
"وانا ايضا كنت منزعجة ولكن جدتي اوصتني بألا اشكل ازعاجا للآخرين "
"لا لست مزعجة على الاطلاق ولكن ..."
ترددت هلين لحظة ثم اضافت قائلة:
"ولكن ليس من الحكمة دائما مصادقة الغرباء فكم هنالك من اصحاب السوء الذين يبدون للوهلة الاولى اناساً طيبين ومهذبين"
"اعرف ذلك جدتي اخبرتني ولكن بامكاني ان افرق بين الناس الطيبين فعلا اولئك الذين يتظاهرون بالحسنى"
وقالت هيلين لنفسها وكانها تخاطب جوليت بصمت :
"وهل بمقدورك فعلا يا حكيمتي الصغيرة؟ اتمنى ان تتذكري يا حبيبتي ان الاتكال على الغريزة فقط لا يمنع الانسان من الوقوع في الخطأ"
في هذا الوقت بدأت المضيفات بتقديم اطباق الطعام والتهمت جوليت جميع الاصناف المقدمة اليها وكأنها عازمة على استعادة ما خسرته من وزن باسرع ما يمكن. الا ان شهية هيلين كانت شبه مفقودة ,ولذا عرضت على جارتها طبق الحلوى المخصص لها فأخذته جوليت بسعادة فائقة, شاكرة اياها على مبادرتها الطيبة. وظلت هيلين خائفة لمدة عشر دقائق تسأل نفسها ما اذا كان من الحكمة اعطاء حصتها للفتاة الصغيرة , وبأي ذنب ستشعر اذا اصيبت معدة جوليت بارتباك وألم نتيجة لذلك. الا ان شيئاً من هذا لم يحدث, بل على العكس فقد استمتعت كثيراً بمأكولاتها, وقالت لهيلين :
"اشعر الآن بتحسن كبير "
ثم استرخت في مقعدها وتنهدت قائلة :
"اتعلمين انني نسيت تقريبا ملامح والدي, لقد مضت سنة بكاملها من غير ان اراه "
"سوف ترينه غداً ان شاء الله, ولم يعد يفصلنا عن الغد سوى سعات قليلة "
"اتمنى ان يأتي الغد في هذه اللحظة "
لماذا لا تحاولين النوم قليلا يا حبيبتي؟ الوقت سيمر سريعا اذا كنت نائمة "


الساعة الآن 03:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية