لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-10, 08:22 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم خير ومودة ورحمات
لقاء مسائي اختلف عن لقاءاتنا الصباحية..
والقلوب الدافية حاضرة كل وقت.. صباح ومسا
الله لا يخلينا منها
والله العظيم أقف مبهورة أمام ذائقتكم المصفاة
وأنتم تغدقون على بين الأمس واليوم تعليقات تجعلني أشعر بالخجل من عطائكم
وأتمنى أن أقدم المزيد من أجلكم.. لأنكم تستحقون ماهو أكثر من المزيد
.
.
أولا : اسمحوا لي أوقف مع شوي تساؤلات للقراء
.
عمر أبو صالح أواسط الستينات.. عشان كذا تلاحظون إنهم عياله كانوا يقولون لعبدالله:
إبي كأنه كبر 20 سنة.. يعني شكله يعطي على رجّال في الـ80..
وأم صالح أواسط الخمسينات..
حلو هالاهتمام بأعمار الشيبان :)
.

في لهجة الرواية لما يقولون: إبي، إخي.. هي لهجة عامية
تنطق بكسر خفيف للألف <== ثقيلة شوي صح ؟؟ :)
وشكرا أيضا جدا لمن ساهم في الرد..
هذا يدل على كرم أخلاقكم وتفاعلكم مع بعض..
.
.
فيه غالية جدا على قلبي علقت ليه ماجات الضربات في وجه كسّاب يوم صدم الجبل..
وأقول لها: تعليق ذكي والإجابة بديهية..
لابس خوذة..
ومثل ماتعرفون.. الخوذة تكون عريضة واجد..وفيها مسافة طويلة تبعد الوجه عن الارتطام بأي شيء
ولو عندكم أخوان مثل أخواني الله يحفظهم يركبون دراجات نارية
إذا جاوكم طايحين منها.. شفتي الجسم كله مرضرض إلا الوجه.. لان الخوذة حمته
الله يحفظ عيالنا وعيالكم جميع..
.
البارت قبل اللي فات فيه قارئة اللي يجزاها خير ويجعلها في موازيين حسناتها
نبهتني إن كلمة (بالعون) لا تجوز لأن العون اسم صنم..
وأنا فعلا غيرتها على طول..
ولكن اللهم أني استغفرك وأتوب إليك.. احنا دايم نسمعها بعون الله أو اختصارا بالعون.. يعني نية الشركية ماحضرت
وعلى العموم أنا بحثت عنها عند الشيخ ابن باز رحمة الله عليه فهو أجاب:
أنه لا يعرف لها أصلا ولا يعرف حتى صنما بهذا الاسم ولكن من الاولى تركها
لأنه إن قُصد بها حلف.. فالحلف بالله لا يجوز..
ترحموا معي يا بنات على الشيخ عبدالعزيز بن باز.. رحمه الله رحمة واسعة
وجعله من أصحاب الدرجة العليا في الجنة
الشيخ ابن باز له أيادي بيضاء على الفتوى وتوضيح الدين في وسطيته السمحة دون غلو ولا تهاون.. جعل الله ذلك كله في موزايين حسناته..
.
.
عدد البارتات اللي باقية
والله العظيم ما أدري.. شوفوا كم شخصية باقي مادخلنا في دهاليزها
وأنتوا قدروا عدد البارتات..
.
.
نعود للبارت اللي فات
منصور وعفرا
يمكن البعض يقولون المساكين كانوا مبسوطين ليش قلبتي عليهم
بأقول لهم هم أصلا قضية مابعد انتهت
والمغزى منهم مازال مستمر
يعني مضى لهم شهرين متزوجين.. ومع مرور الوقت تبدأ المشاكل تطفو على السطح بشكل عام في أي زواج
والحل يعتمد على مدى قدرة الزوجين على التواصل والتفاهم
طبعا من البداية عفرا هي الطرف المحتوي وتحاول احتواء أي خلاف واحتواء شخصية منصور الصعبة
لكن حتى الآن لم يحدث خلاف جوهري.. فحينما يحدث كيف سيتم التعامل معه؟؟
مع شخصية منصور .. المتسلطة التي لا تقبل التنازلات.. حتى بعد أن اطمأنت روحه بوجود نصفه الآخر؟؟
.
.
ويالله جزء اليوم جزء صغنون
عشان ماحد يقول لي قصير.. أنا قلت لكم من أولها :)
مع إنه والله العظيم موب قصير بالشكل اللي ممكن تتخيلونه..
.
الجزء السادس والأربعون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والأربعون




" جوزا بس خلي الولد ياكل له لقمتين مثل الناس
ما ياكل لقمة وحدة إلا أنتي تنظفين وجهه
الولد بينقرف من الأكل كذا!!"

جوزاء تنظر لوجه عبدالله المعقود بحزم وهما يجلسان على طاولة في مطعم
وحسن جوارها تطعمه ولا تفارق يدها المناديل المعقمة وسائل الديتول المعقم
تهتف ببرود: قلت لك كيفي أنا وولدي.. لا تتدخل في طريقتي معه..

عبدالله أجابها بحزم وهو يخفض صوته: وأنا قلت لش قبل أني كل شيء يخص ولدي وأخوانه بأتدخل فيه
بأربيهم مثلي مثلش..

حينها شدت جوزاء نفسا عميقا وهمست بذات البرود:
زين دام جبت طاري أخوانه.. أنا أبي أكل حبوب منع حمل..

عبدالله أنزل الملعقة من يده ونظر لها بشكل مباشر: نعم؟؟

جوزاء بذات البرود وهي مستمرة في إطعام حسن ودون أن تنظر ناحية عبدالله:
سمعتني عدل.. أبي أستخدم مانع.. ما ابي أجيب عيال منك..

عبدالله حينها رد عليها ببرود: أنا أعرف الناس يوم يتزوجون.. يكون أحد أهداف الزواج.. أنهم يجيبون أطفال..
هذي رغبة في مغروسة في داخل كل إنسان..

حينها نظرت له جوزاء بكراهية عميقة.. لو كانت النظرات تحرق.. كان لابد أن يهوي عن مقعده محترقا بلهيب كراهيتها:
هذولا الناس الطبيعين
لكن أنا أكــرهــك.. أكــرهـــك..
كفاية حسن بيننا.. ما ابي أظلم أطفال ثانين..

عبدالله عاود تناول ملعقته وهو يشعر أن الطعام يمزق حنجرته وهو يبتلعه بصعوبة ومع ذلك هتف بحزم:
اسمعيني عدل.. أنا ماني بجابرش على سالفة الحمل الحين.. استخدمي المانع اللي تبينه
بس لمدة ست شهور وعقب تقطينه..

جوزاء ببرود: وليش 6 شهور بالذات؟؟ أنت ظنك أنك ممكن تصبر على الحياة معي 6 شهور؟!!
صراحة آمالك شاسعة !! زين إن صبرت عليّ شهر..

عبدالله ببرود مشابه: صدقيني قبل الست شهور أنتي اللي بتقطين المانع بنفسش..
بس أنا أعطيش أقصى مهلة لين تقبلين الفكرة بروحش..





***************************************





" عفرا.. اشفيش ساكتة؟؟ "

عفراء بسكون: صدق أنك غريب منصور.. الحين تسأل كنك ماسويت شيء

منصور بنبرة لا تخلو من غضب: وأنا وش سويت؟؟

عفراء تشد لها نفسا عميقا: سالفة شغلي..

منصور بحزم بالغ: قلت لش الكلام في ذا الموضوع منتهي..

عفراء حينها همست بحزم: آسفة.. اسمح لي يا منصور.. ما انتهى..
هذا شغلي أنا.. وما يحق لك تمنعني..

منصور وقف وهو يهتف بنبرة مرعبة: أنتي تعارضيني؟؟..

عفراء لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بهدوء عميق تحاول امتصاص غضبه به:
منصور الأمور ما تحل بذا الطريقة..
أقنعني.. ليش تبيني أترك الشغل؟؟ ولو أنا اقتنعت .. أنا حاضرة أخليه
لكن مجرد فرض رأي.. أنا آسفة..

منصور يعتصر قبضته ويهتف بحزم مرعب: إيه فرض رأي.. عندش مانع..

حينها فورا انتقلت للموضوع الآخر الذي بات يؤرقها بشكل جارح لمشاعرها وأنوثتها وكيانها..
همست بنبرة مقصودة: منصور أنت كنت تتعامل كذا مع نسوانك الثلاث اللي قبل؟؟

حينها انفجر منصور بغضب: مالش شغل عفرا أشلون كنت أتعامل معهم..
لش شغل أشلون أتعامل معش أنتي وبس..

حينها انفجرت عفراء بغضب مشابه: زين تعاملك معي مهوب عاجبني
متسلط زيادة عند اللزوم.. أنا ماني ببزر تجي تبي تمشيني على كيفك على آخر عمري..
تبي تحل وتربط وأنا بس أقول حاضر
هذا مهوب منطق.. الحياة الزوجية أخذ وعطا وتشارك.. مهوب موجب وسالب وبس..

منصور حينها شدها من مقعدها ليوقفها وهو يهتف بنبرة مرعبة تجمد الدم في العروق:
عفرا هذي آخر مرة أسمح لش تطولين صوتش عندي..

عفراء غاضبة بالفعل: منصور هذا مهوب أسلوب تعامل..
أنت تبي تكتمني على طول.. تبيني بس أكون هادية ورايقة ومتفرغة لك..
لكن ماعندك استعداد تتحمل زعلي ولا ضيقتي ولا انشغالي..
وش معنى أنا ملزومة أتحملك وأتحمل عصبيتك وتطويلك لصوتك علي..
يعني أنت من طينة وأنا من طينة أقل منك؟؟..

منصور بغضب: لا عفرا.. لا تحورين على كيفش..
أنتي مرتي وأم عيالي إن شاء الله.. وفوق رأسي..
بس فيه أشياء أنا ما أتقبلها.. وحقي عليش أنش ماتسوينها
الحين صار الغلط راكبني؟؟

عفراء تشد لها نفسا عميقا وهي تحاول التحدث بهدوء:
لا منصور الحين أنت اللي تحور..
أنت تبي تبسط موضوع مهوب بسيط أبد..
وتبي تأخذ حقي وتخليه حقك ثم تركبني أنا الغلط..

منصور بحزم بالغ نهائي بنبرة غير قابلة للنقاش: قلت لش انتهينا عفرا.. انتهينا.. خلاص..

عفراء قررت الاحتكام لعقلها وهي ترجئ النقاش في الموضوع.. وتصمت لأنها تقرر أن تكون الطرف الأكثر مرونة
مازالت تفكر كيف من الممكن أن تحل هذا الأشكال..
يخطر ببالها أن تُدخل زايد في الموضوع.. ولكنها ألغت هذه الفكرة
لأنها من معرفتها لشخصية منصور تعرف أن هذا التصرف سيفجر غضبه عارما لأنها أدخلت أحدا في مشاكلهما
تنهدت وهي تقرر أن تتجه للصالة وتبقى هناك حتى أجل غير مسمى!!




*******************************




" أم حسن أنا طالع أصلي العصر
وعقب عندي شغل ماني براجع قبل الليل"

عفراء تخلع عباءتها وهي تنظر لعبدالله الذي كان يعدل غترته وتهمس بكراهية:
ترا لو ماتبي ترجع أحسن..

عبدالله يبتسم ابتسامته الجذابة وكأنها تهمس له بكلمات الحب والغرام:
مشكورة حبيبتي لا تحاتيني.. قبل الساعة عشر راجع..ياقلبي..

حسن يتعلق بذراعه: بابا بألوح معك..

عبدالله يميل ليقبله بحنان كبير ثم يمسك يده وهو يهتف لجوزاء بهدوء:
بأخذ حسن معي للصلاة.. وعقب بأخلي هزاع يرجعه..

جوزاء بغضب: لا.. أنت ترجعه.. أو لا تأخذه..

عبدالله يخرج وفي يده حسن وكأنه لا يسمع ماتقول وهو يهتف بحزم:
هزاع بيرجعه.. وحسش قصريه.. ترا ماحنا بساكنين بروحنا يا بنت الأصول..

جوزاء تنظر لظهره بغيظ وهي تدعو الله أن يحفظ ابنها ولا يعيد أبيه.. ولكنها تعود للتراجع وهو تستغفر الله بعمق..
ليس من أجله.. ولكن من أجل أم صالح.. التي تعلم أنها لن تحتمل فقدان عبدالله مرة أخرى..

تفتح جوزاء الخزائن وهي تقرر إعادة ترتيب ملابسها وملابس ابنها وفقا لنظامها الدقيق في الترتيب
وهي تفتح الخزائن فتحت خزانة ملابس عبدالله المعلقة..
همست بابتسامة خبيثة كأنها وقعت على كنز:
ياقلبي ياعبود ثيابك كلها جديدة.. أكيد تبي تتبخر من ريحة الخياطين..




*****************************************





يحضر لها بوظة وهي تجلس على مقعد تراقب نافورة جنيف التي تتصاعد عاليا وتختلط الإضاءة بها بشكل خلاب..
تتناول البوظة منه وتهمس بسكون: شكرا..

جلس جوارها وهو يهتف بنبرة حازمة: وش فيش؟؟ من عقب ماكلمتي أختش وأنتي ساكتة..
عسى ما حد فيهم تعبان..

تضع البوظة جوارها وتهمس بذات السكون: كل يوم أسألهم عن تميم يقولون زين..
ما أدري ليه ناغزني قلبي من ناحيته.. اليوم أختي قالت لي إن نفسيته تعبانة كلش..
عرسه عقب أسبوعين ونص.. أشلون يدخل على بنت الناس وهو هكذا..

كساب ببرود حازم حاد: والحين من اللي هامش؟؟
أخيش وحالته ؟؟
وإلا مظهركم قدام بنت الناس؟؟

كاسرة حينها نظرت له وهمست له ببرود مشابه:
تدري كساب.. الشرهة علي اللي أشركتك في أفكاري

كساب ببرود صارم: وأنتي يوم أشركتيني قلت لش رأيي..وأعتقد إنه وصلش
إذا مهوب عاجبش..خلاص احتفظي بأفكارش لنفسش..

حزن مجهول يغتال مشاعرها.. لا تعلم لماذا يتصرف على هذا النحو المستفز..
مع أنها كانت تتكلم معه بعفوية وهي تشاركه ضيقها كما يُفترض بين الأزواج..
ورغم إحساسها بهذا الحزن الشفاف فإنها لن تسمح له أن يشعر بتأثيره السلبي عليها.. همست بحزم:
تدري.. كل مابغيت أهذر.. باهذر وانت بتسمعني.. لأنك زوجي وغصبا عنك لازم تسمعني..
أما نصايحك وتعليقاتك لو ماعجبتني خلها على الرف أحسن..





**********************************




" وين راحت هذي؟؟"
خليفة ينظر حوله للغرفة الخالية من وجود جميلة.. بعد أن طرق باب الحمام ووجده فارغا أيضا..

قرر أن يسأل عنها الممرضات ليتفاجأ بأنها كانت تجلس بينهن ترتب معهن الملفات..
حين رأته ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا خليفة..

خليفة استند على الحاجز وابتسم: شتسوين هني؟؟

جميلة بتلقائية لطيفة: زهقت من القعدة فاضية.. قررت أساعدهم شوي..
ثم استرسلت بعذوبة: كنت أسمعهم يقولون ترتيب الملفات ممل.. لا والله مسلي..
الحين قاعدين نرتب الملفات حسب الترتيب الأبجدي..

خليفة سعيد جدا لانطلاقها.. هتف بتساؤل: زين وأنتي عارفة الأبجدية الفرنسية؟؟..

جميلة وهي منهمكة في الترتيب: هي نفس الأبجدية الإنجليزية في الترتيب بس النطق هو اللي يختلف..
ثم رفعت نظرها إليه وهي تبتسم بشفافية: يقولون بعد الممرضات أنهم بيعلموني فرنسي.. يعني كورسات ببلاش..

خليفة ابتسم لها بمودة: مطولة أنتي؟؟

جميلة أشارت بيدها "قليلا" حينها هتف لها خليفة بمودة تلقائية:
خلاص أنا بأروح للغرفة أقرأ شوي لين تيين..





************************************





" من صلاة العصر وأنا رايح وأنتي على قعدتش ذي
ومادة البوز كذا"

عفراء تنظر لمنصور الذي يلقي غترته على المقعد وتهمس بهدوء:
وش تبي منصور؟؟ تبيني ابتسم وأنا زعلانة وتعبانة؟؟
تبيني أمثل عليك عشان حضرتك ما تتضايق

منصور يجلس ليحتضن كتفيها ويهتف بحنان فخم:
ياقلبي ياعفرا أنتي كبرتي السالفة وهي صغيرة..
أنا ياقلبي أبي اللي يريحش ويريحيني
تدرين بغلاش وأنه مايهون علي زعلش..

عفراء شدت لها نفسا عميقا ثم همست بسكون:
منصور لا تزعل علي.. بس أنت أناني بشكل ما ينوصف..

عفراء قالت جملتها ثم انكمشت قليلا لأنها توقعت ثورة عارمة من منصور
لذا تفاجأت بشدة أنه شدد احتضان كتفيها وهو يميل ليقبل رأسها ويهمس بعمق:
وأنا قلتها لش قبل مافيه حد يحب ومايكون أناني.. وعلى قد حبي لش على قد أنانيتي..

عفراء حينها أسندت رأسها لكتفه وهمست بهدوء رقيق: زين والحل منصور؟؟
أنا ما أبي أخلي شغلي.. أرجوك منصور

منصور هتف بهدوءه الفخم وهو يحتضن كتفيها: ياقلبي ياعفرا..
أنتي ليه منتي براضية تفهمين إن هذا موضوع غير قابل للنقاش خلاص..

عفراء حينها تفلتت من حضنه لتقف وهي تهمس بنبرة حزن عميق:
مافيه شيء غير قابل للنقاش غيرك يامنصور
ثم أردفت بذات الحزن وهي تغادر: اسمح لي منصور أنا بأنام في الغرفة الثانية..




************************************




" هاحبيبتي وش سويتي اليوم في غيابي؟؟"

جوزاء تبتسم بتلاعب وهي تنظر لعبدالله الذي كان يخرج محفظته وأزرته من ثوبه ثم خلعه ليلقيه في سلة الغسيل
همست بذات الابتسامة: أبد رتبت الغرفة والملابس..
ثم قعدت مع عالية ونجلا وعمتي أم صالح .. وتعشيت معهم..
وتوني طلعت قبل شوي عشان أرقد حسن..

عبدالله ينظر لحسن النائم جوار أمه ويهتف بخيبة أمل: خسارة كنت أبي ألاعبه قبل ينام..
ثم نظر حوله وهو يهتف بإعجاب: بس صدق لمساتش مبينة في المكان.. كل شيء يلمع ماشاء الله..

لم ترد عليه لأنها خشيت أن تنفجر ضاحكة.. منذ مدة طويلة لم تشعر بهكذا سعادة طفولية..
عبدالله توجه للحمام وهو مستغرب منها أشد الاستغراب.. بل هو مستغرب منذ دخل الغرفة أنها كانت مبتسمة الإبتسامة التي تذيب قلبه..
وأنها كانت غير متحفزة ضده ولا تصفعه بالكراهية المتكررة..
هل من المعقول أنها بدأت بالاستسلام ومن يوم واحد فقط؟؟!!

حين أنهى عبدالله استحمامه خرج ملتفا بفوطته.. ليأخذ له ملابسا لأنه يعلم أنه ليس لديه أمل أنها ستخرج لها ملابسه..
كانت تنظر له وهي متمددة نصف تمدد على السرير.. وابتسامتها تتسع وهي تراه تتجه للخزانة
فتح ناحية ملابسه الداخلية.. رف له ورفين لها.. وبقدر ماكانت رفوفها مرتبة ودقيقة.. بقدر ماكان رفه مبعثرا وملابسه مختلطة..
بعد أن فسد كويها وتجعدت لأنها كانت مجموعة في كومة..
عبدالله شد له نفسا عميقا ثم هتف بصرير من بين أسنانه وهو يستدير ليقابلها:
أنا ماطلبت منش ترتبين أغراضي.. بس أنتي جايه وهي مرتبة.. ليه تسوين فيها كذا؟؟ أنتي صاحية؟؟

جوزاء بابتسامة متلاعبة: شفت إن شكلهم كذا أحلى.. حرام عليك كنت أبي أسوي لك خدمة بس..

حينها تذكر عبدالله شيئا.. هتف بتهديد: ياويلش لألقى ثيابي نفس الشيء..

حينها كادت تنفجر من الضحك وهو يفتح خزانة ثيابه المعلقة.. اطمئن قلبه وهو يراها معلقة ومكوية كما كانت..
لكن لفت نظره شيء غريب في أحد الثياب.. فشده قليلا ليرى مابه
لينصدم أن الثوب كان محروقا من عدة نواحي.. ألقى به على الأرض..
ليتنزع ثوبا ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا.. لم تترك له ولا حتى ثوبا واحدا سليما
كانت كلها محروقة بنار مباشرة.. والنار أحدثت ثقوبا دائرية بها..
النار التي كانت ناتجة عن ولاعة الجمر بنارها المستقيمة القوية..

حينها توجه ناحيتها ليشدها من عضدها ويسحبها سحبا لغرفة الجلوس حتى لا يسمعهما حسن النائم..
حين وصلا هناك أفلتها.. بينما هي كانت تدعك عضدها المحمر ثم تجلس بهدوء وهي ترتخي في جلستها وكأنها لم تفعل شيئا..

انفجر عبدالله بغضب مكتوم: أنتي صاحية؟؟ فيه حد عاقل يسوي سواتش؟؟
زين أنتي زعلانة علي وتبين تعاقبيني.. تحرقين ثيابي كلها؟؟..
وش ألبس أنا عقب؟؟.. وإلا أطلع للناس عريان..؟؟

جوزاء بسكون وهي تنظر لأظافرها: والله أنا حذرتك من عيشتك معي بس أنت ماصدقتني..

عبدالله بنبرة خافتة كأنه يكلم نفسه: حذرتيني؟؟
ثم أردف بتصميم: زين أنا طالع الحين وبأدعي أمي وعالية وأوريهم اللي سويتيه
وخلهم هم يحكمون بيننا..

قالها وهو يتجه فعلا للباب.. رغم أنه لا ينوي أبدا أن يفعلها..
لكنه يريد أن يتأكد أن هناك من تحرص على مشاعره فعلا..
لأنها إن لم تهتم أن يعرف الناس مافعلته فمعنى ذلك أن حالتها غير قابلة للحل..

لذا كاد يبتسم رغم غضبه العارم وهو يراها تقفز لتقف بينه وبين الباب وهي تهمس برجاء:
عبدالله الله يهداك تبي تطلع وأنت بفوطتك كذا؟؟ تبي تفشل روحك في هلك..

عبدالله بنبرة غاضبة: ليه أنا عندي شيء ألبسه؟؟

جوزاء تشده من يده وتجلسه: اقعد.. الحين بأكوي لك فنيلة وسروال...

عبدالله بتحكم: لا.. تكوين كل ثيابي اللي عفستيهم.. وترتبينهم عدل الحين..

جوزاء بغضب: ماتشوف أنك مسختها؟؟

عبدالله بغضب أشد: أنا اللي مسختها؟؟ وإلا اللي السالفة كلها من تحت رأسها من الأول؟؟
تدرين أنا بأنادي عالية تأخذهم وتكويهم وعقب ترجع هي ترتبهم لي..

جوزاء حينها همست برجاء عميق: لا خلاص عبدالله تكفى.. لا تفشلني في عالية و أم صالح..
أنا بأكويهم الحين..

عبدالله بنبرة تحكم: واغسلي ثوبي اللي حطيته الحين واكويه عشان ألقى لي شيء ألبسه في صلاة الفجر وأروح فيه للدوام..

جوزاء بغيظ: حاضر ياعبدالله حاضر.. بس مردودة لك..

جوزاء تناولت الثوب من السلة واتجهت به للحمام لتغسله بينما كانت تتمنى لو تمزقه..
بينما كان عبدالله يتصل بأحدهم: هلا رشيد.. أنا عبدالله آل ليث تو كنت سوي تفصيل عشرة ثوب عندك
أنا سايز عندك.. بليز رشيد يبي اثنين ثوب بكرة في الليل.. مستعجل..
.......................................
بليز رشيد.. ضروري..
شوف أنا يعطي أنت فلوس زيادة.. وبعدين يبي عشرة ثوب بعد

عبدالله تنهد وهو يجلس.. رغم غضبه العارم مما فعلته.. لكنه لا يستطيع أن يلومها.. بقدر حبه لها.. عاجز عن لومها..
فهذه أنثى احترق قلبها.. فهل يلومها على حرق بعض الثياب؟!!

"تفداها كل ثياب العالم.. وفوقها روحي..
بس ..ليتها ترضى وتسامحني بس!!"

.
.

بعد أكثر من ساعتين


خلال الساعتين الماضيتين التي قضتهما في الكوي.. كان هو يجلس أمامها.. يعبث في حاسوبه المحمول..
تعلم أنه يشعر بالانتصار في داخله.. بعد أن حرمها من متعة نصرها الصغير عليه

وهاهي تضع آخر قطعة ملابس في خزانة عبدالله وهي ترتب ملابسه تماما كما رتبت ملابسها..
بينما كانت تسبه وتشمته بكل قواميس العالم في داخلها..

فوجئت بيده تمتد من جوار خصرها ليمسك بكفها ويديرها ناحيته.. ليقبل كفها بعمق وهو يهمس بمودة دافئة:
تسلم اليد اللي كوت وغسلت مهوب اللي حرقت وعسفت
مشكورة ياقلبي..

شدت يدها من يده بقوة وهي تهمس ببرود قارص: مشكورة على ويش..
الكوي كذا أنا سويته عشان هلك مهوب عشانك..
وإلا أنت مالك قيمة عندي..

عبدالله يهتف بنبرة مقصودة: لو مالي قيمة عندش ماكان سويتي ذا كله..
ترا حتى يوم نبي نضايق الناس يكون مضايقتنا لهم على قد اهتمامنا فيهم
لأنه لو مايهمونا ما أشغلنا نفسنا فيهم..
وأنتي لو ما أنتي بشايفتني شيء كبير ومهم عندش.. ماكان سويتي ذا كله عشان تضايقني!!

جوزاء تجلس وتهمس بعدم اهتمام: فلسفة فاضية..

عبدالله جلس جوارها.. قفزت واقفة.. ولكنه شدها وأعادها جواره وهو يطوق كتفيها بذراعه
ويهتف بحزم: اسمعيني عدل.. الليلة عديت لش الحركة البايخة اللي سويتيها
لكن والله لا يتكرر شيء ثاني مثلها لا يكون الرد شيء ما تتوقعينه..
أغراضي الشخصية وأوراقي وتلفوناتي وكمبيوتري وشغلي.. مالش شغل فيهم ولا تلمسينهم..
تبين تضايقني.. ضايقيني أنا شخصيا.. القلب ملعبش..
أشياء مادية ملموسة مالش شغل فيها..
والأهم من هذا وذاك.. حسن ماله علاقة بأي زعل يصير بيننا..
ولدي ما تستخدمينه سلاح ضدي..





*************************************





" أبي أجيب هدية لأختك وخالتك.. وش ظنك أنهم يفضلون؟؟"

كساب يغلق الكتاب الذي كان يقرأ فيه ويضعه جواره ويهتف بتلقائية للأميرة التي تمددت جواره للتو بعد أن أنهت صلاتها ووردها:
مزون شنطة وخالتي عفرا ساعة.. بنشتريهم عقب سوا..
ولا تنسين أنتي تشترين لأمش ولأختش ولعروس تميم.. ولا يهمش من الفلوس..

كاسرة بتلقائية: عندي فلوس..

حينها استدار كسّاب ناحيتها وهو يهتف بنبرة غضب وتهكم: نعم؟؟ عندش فلوس؟؟
وأنا ويش؟؟ كيس شعير..

كاسرة بهدوء متحكم: العفو..

حينها هتف كساب ببرود: لا وليش العفو.. هذا اللي باين من كلامش.. تبين تدفعين وأنا معش.. هذا اللي ناقص..

كاسرة ابتسمت بعذوبة ابتسامتها الساحرة: وأنت ليش سويتها سالفة؟؟
قلت لك العفو.. وخلاص ولا يهمك.. بأكسر ظهرك.. بأخليك تندم على العرض..وبأشتري أغلى شيء بالاقيه في السوق..

حينها هتف لها بغموض: ليش ابتسمتي؟؟

أجابته باستغراب: وليش ما ابتسم؟؟ فيه قانون يمنع الابتسام؟؟

هتف لها بذات الغموض: ابتسامة مثل ابتسامتش هذي كنها سلاح دمار شامل..
مايستخدم إلا لغرض كايد..

حينها اتسعت ابتسامتها أكثر وهمست برقة: أغرب غزل سمعته في حياتي..

حينها هتف بذات نبرة الغموض التي تخللها الغضب:
ليه أنتي سمعتي غزل من حد غيري؟؟

ردت عليه بغضب: كساب أنت أشفيك.. تبي تسوي سالفة وبس..
أنا أساسا سمعت غزل منك عشان أسمع من غيرك
والتلميح السخيف هذي ماأبي أسمعه مرة ثانية..

أنهت عبارتها لتستدير وتوليه ظهرها وهي تشد الغطاء عليها..
لتشعر بعد ثوان بأنامله تعبث بخصلات شعرها وهو يلفها على أصابعه بشكل دائري..
استدارت ناحيته لتنظر لوجهه القريب منها وهو يرتكي على مرفقه همست بسكون عذب:
أعرف أنك ماتعرف تعتذر.. بس مافيه داعي كساب أنك تدور اللي يضايقني عشان تقوله..

مال ليقبل جبينها دون أن يرد عليها.. حينها مدت يدها لتلمس خده وهي تهمس برقة:
غصبا عني كل ما أشوف وجهك قريب تروح عيني هنا..

قالتها وهي تتحسس الجرح في خده بحنو.. تناول كفها من خده ليقبلها بتروي ثم يهتف لها بابتسامة:
أتذكر أني انا بعد عضيتش.. بس شكلش أنتي سنونش أقوى..

حينها ابتسمت كاسرة وهي تمد له باطن ذراعها لتريه أثر عضته..وهي تهمس بعمق متجذر:
ليه كساب أنت تخلي الواحد وإلا ترحمه قبل ماتوصل لحمه؟؟




****************************************




كانت تجلس في قاعة الانتظار في عيادة طبيبة النساء.. مشغولة بالتفكير.. مهمومة..
البارحة كانت ليلة سيئة..
لا تحب أن تُغضب منصور منها.. ولكنه من يدفعها لذلك بتسلطه الذي أثار غضبها..واستيائها وحزنها..

البارحة قضتها في غرفة أخرى.. وأغلقت الباب عليها لأنها تعلم أن منصور سيجبرها للعودة لغرفتها..
وبالفعل حاول فتح الباب مرة واحدة.. ولم يعد لتكرارها ..
وهي تعلم أنه لابد غضب لأنها أغلقت الباب..ونامت بعيدا عنه..

واليوم هاهي تأتي لموعدها مع سائقتها دون أن توقظه..رغم أنها تعلم أنه يكره أن تذهب مع سواه إذا كان موجودا..
وتعلم أنه سيجد في هذا سببا آخر ليغضب منها..
ولكنها مرهقة تماما من الوحم.. ومن تسلطه..
ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها..
لا تحتمل المزيد.. لا تحتمل المزيد أبدا!!

وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا.. عفرا.. أم جميلة..

عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل
وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين..
عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص.. كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:
هلا والله بشيخة.. ياحيا الله أم محمد..



#أنفاس_قطر#
.
.
.
وقبل ماتستغربون أو تسألون.. شيخة هذي وحدة من حريم منصور الأوليات..
بمعنى أدق.. رقم 2..
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 03-10-10, 07:06 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياحياكم ربي وياهلا والله بكل العابرين بين الصفحات وعلى طيات قلبي


أهلا بعودة كل الغائبين اللي أزهرت الصفحات بأريجهم


وننتظر عودة بقية الغائبين اللي عسى غيبتهم للخير وفي الخير وهم بخير..


.


.


شكر خاص لفيتامين سي وذهبية على كرمهم في شعرهم بين صفحاتنا


والله العظيم خجلتموني.. الشعر دايما يخجلني لأني أشعر أنه فن صعب يستنزف طاقة الفكر تماما


وأحس يوم أحد يهديني أبيات شعر كأنه أهداني أثمن شيء في الكون


.


.


الجدل البارت اللي فات حول عفرا


أولا البعض سأل لو كانت بتعرف شيخة


شيخة من جماعتهم.. أكيد تعرفها وتعرف أخبارها وشيخة بالمثل


حتى لو كانوا ماشافوا بعض من زمان


يعني أنتي شخصيا تسمعين أخبار بنات جماعتك هذي تزوجت هذي جابت ولد


حتى لو لك شهور أو حتى سنة ماشفتيها


.


سالفة الغيرة ليش تذكرت تغار الحين..


هرمونات الحمل تعفس الدنيا :)


عدا أنه كل ما يمر الوقت تحس إن منصور لها هي بس وتحبه أكثر


شرارة وحدة تطلق كل شيء الله يكفينا شر الشيطان!!


.


كنت أبي أجاوب عن شيء المرة اللي فاتت ونسيت


اللي سألوا عن حركة الإغماء وهل هي ممكنة


أقول لهم صحيحة وممكنة.. بس ارتاحوا مستحيل تعرفون الطريقة


تبي خبرة ومعرفة وين مكان العرق بالضبط <== المسكينة محترة.. حاولت قبل واجد بس مافلحت..


مع إني شفت الحركة صارت قدامي في عرض حقيقي..


عدا أني زمان أيام التلفزيون.. شفتها في أكثر من فيلم..


.


.


الجزء السابع والأربعون


.


قراءة ممتعة مقدمة


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والأربعون





مرهقة تماما من الوحم.. ومن تسلطه..


ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها..


لا تحتمل المزيد.. لا تحتمل المزيد أبدا!!



وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا.. عفرا.. أم جميلة..



عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها.. لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل..


وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين..



عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص.. كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:


هلا والله بشيخة.. ياحيا الله أم محمد..



شيخة همست بمودة بعد أن جلست بتثاقل بطنها الممتد بجوار عفراء: الله يحيش ويبيقيش


ها عفرا بشريني من بنتش؟؟.. سمعت إنها تعالج برا..



عفراء بمودة مشابهة: بنتي طيبة والحمدلله..



شيخة بذات المودة: كنت بأنسى.. ومبروك زواجش.. عين العقل.. أنتي عادش صغيرة وحرام تدفنين عمرش..



عفراء بلباقة: الله يبارك فيش.. ويهون عليش..



شيخة تبتسم: آمين.. تعبانة واجد في حملي هذا.. ما كأني جبت أربعة قدامه..


معي سكر ذا الحمل ولاعب في حسبتي..


ثم أردفت شيخة بتلقائية: وأشلون منصور معش؟؟.. عساه حاطش في عيونه بس..؟؟



عفراء شعرت فورا بضيق طبيعي قاهر تصاعد في روحها..


أن تسأل زوجته السابقة عنه بهذه التلقائية وهي تهمس اسمه مجردا هكذا!!



عفراء همست بابتسامة مصطنعة: أبو زايد مايقصر.. باقي يحطني فوق رأسه..



شيخة ابتسمت بدماثة أخلاق طبيعية: زين عسى زايد في السكة بس؟؟..



عفراء بهدوء: الحمدلله قربت أخلص الشهر الثاني ..



شيخة بعفوية: إن شاء الله ذا البزر يخلي أبو زايد يقر ويرتاح..



تصاعد ضيق أعمق في روح عفرا.. وغيرتها رغما عنها تزداد..


(وش دخلها يرتاح أو عنه ما أرتاح!!!)



غيرتها وصلت لذروتها لأنها تعلم أن شيخة هي أكثر من بقيت مع منصور..


بل إن منصورا حين قام بالفحص كان من أجلها هي..


فشيخة كانت بكل موضوعية أفضل زوجاته الثلاث وأكثرهن رحابة صدر..


تعلم أن هذا أمر مضى منذ سنوات عديدة لكنها لا تستطيع منع نفسها من القهر والاحتراق..


وهي تشعر بالاختناق من أفكارها.. ومن تفكيرها كيف كان تعامل منصور مع شيخة..كنموذج لتعامله مع زوجاته السابقات..


بل ربما نموذج التعامل الأفضل!!


هل كان يتعامل معها كما يتعامل معها هي الآن؟؟



لا تريد أن تسألها عن حياتها مع منصور لأنها ستموت إن عرفت إنه كان يعاملها مثلها..


وكان سبب الطلاق هو مجرد تسلطه الذي هو قد يكون مبررا منطقيا للطلاق عند البعض!!



كما أنها ستموت بل ستجن من الغيرة إن لم ترح نفسها وتسأل.. فهي تشعر أنها تترمد من احتراقها بالغيرة!!



لذا لم تستطع إلا أن تندفع وهي تسأل شيخة بحذر:


شيخة احنا خوت واللي راح راح.. وأنتي الحين ماشاء الله عند رجال وعندش عيال وبنات..


أبي أدري ليه تطلقتي من منصور لو مايضايقش تجاوبيني؟؟



شيخة ابتسمت بعفوية: وليه ذا المقدمات.. إسأليني وأجاوبش عادي


منصور.. الله يديم المودة بينكم.. كان حار بزيادة وتعامله حاد ومتسلط.. وعلى طول مشغول بمجلسه..


صدقيني أنا كان عادي عندي ذا كله..لو أن منصور على الأقل كان يسمعني كلمة زينة..


لكن أنا قعدت عنده عشر شهور..حتى كلمة حلوة وحدة منه ماسمعته..


أنا أشهد إنه كان كريم يد ومايقصر علي بشيء.. لكن في المشاعر ماشفت أبخل منه..


طول فترة زواجنا وأنا حاسة أصلا إنه مهوب متقبلني وإنه فيه حاجز بيننا..


كنت حاسة كني كرسي أو طوفة في البيت..


سبحان الله لكل واحد نصيب يتناه..


عشان كذا شوفي ولا وحدة من نسوانه حملت.. وأنتي ماشاء الله حملتي على طول لأنه نصيبه كان عندش..



عفراء شعرت بفتور في عظامها وكأنه سُكب على رأسها ماء مثلج وهي على وشك الارتعاش من برودته التي اجتاحت عظامها..


شعرت بالفعل أنها عاجزة عن الوقوف.. وقدماها لن تحملاها..


قلبها يكاد يتمزق من شدة تدفق الدم إليه وارتفاع دقات قلبها بعنف..



"لم يُسمعها طيلة عشرة أشهر كلمة واحدة حلوة..


بينما هو يغرقني بفيض حلاوة كلماته منذ يومي الأول معه!!


كان بخيلا معها في مشاعره..


لم تكن مشاعره إلا لي.. لي أنا فقط!!


أ يعقل هذا؟؟


أنا بالذات؟؟ "






**********************************






كانت تنظر إلى شلال جيسبخ البديع وهي تضم جاكيتها الأسود الذي ترتديه على عباءتها ..


تهمس لكساب الجالس جوارها بابتسامة: الديرة ذي ماتعرف الصيف مثل باقي مخاليق ربي


اشتقت لحر الدوحة والله العظيم..



يرد عليها بشبح ابتسامة: عجبتش انترلاكن؟؟



تضم الجاكيت عليها أكثر وتهمس بسكون: جنة من صنع ربي سبحانه.. بس زحمة سياح ..



كساب ينظر أمامه ويهتف برجولة تلقائية: حن في الصيف وش تتوقعين..


بس أوعدش الرحلة الجاية أوديش في غير إجازة المدارس


وفي رحلة من تخطيطي أنا من أولها لأخرها..



ابتسمت بعذوبة: ياخوفي من تخطيطك..



احتضن كفها الباردة بين كفيه الدافئتين.. ارتعشت أناملها بخفة.. ماعاد يسألها عن سبب ارتعاشها


بل ربما قد يستغرب إن لم ترتعش.. همس لها بحزم:


وليش تخطيطي يخوفش؟؟



همست بتلقائية دافئة: أحبك إذا كنت عفوي..على سجيتك.. مافي رأسك تخطيطات..



هتف لها بنبرة مقصودة وهو يشدد احتضانه لكفها: تحبيني إذا كنت ويش؟؟



ابتسمت باحتراف: لا تدقق على المصطلح.. المقصود أني ارتاح لعفويتك..



حينها سألها بذات النبرة المقصودة: وأنتي متى بتكونين عفوية؟؟..



ردت عليه بذات نبرته المقصودة: وأنا عفوية..



ابتسم بتلاعب: هذي عاد كثري منها.. ماشفت حد راسم نفسه مثلش..



ابتسمت بتلاعب شبيه: يحق لي أرسم حالي!!



وقف ليشدها لتقف وهو يهتف بخبث: يحق لش.. أنتي أصلا اللي يحق لش وبس!!






************************************






" جوزا أنتي مبسوطة؟؟"



جوزاء تلتفت لعالية وتبتسم باصطناع: وليش ما أكون مبسوطة؟؟



عالية هزت كتفيها: ما أدري.. ما أبي أتدخل في خصوصياتش


بس عبدالله ماشاء الله باين عليه مبسوط.. وأنتي في عيونش حزن..



جوزاء همست بسكون: لا تحاتيني أنا مبسوطة


بس يمكن من كثر ماحزنت أبي لي وقت لين أتأقلم مع السعادة..



عالية بتساؤل عميق: أكيد جوزا؟؟



جوزاء باصطناع بارع: أكيد أنتي عارفتني.. لو ماأستأنست سودت عيشة اللي حولي..



بينما كانت الاثنتان مستغرقتان في الحديث دخلت عليهما نجلاء وهي تلقي حقيبتها وتجلس متهالكة:


يمه.. يمه باموت من الحر.. يعني مالقينا ننزل بيتنا إلا في حر ذا الصيف..



عالية تضحك: أنتي أصلا المفروض نازلة بيتش من قبل سنة.. بس الله يكفينا دلع النسوان


يعني إلا تطفرين صويلح وإلا ماتستانسين..



نجلاء تهف على نفسها: عقبال ما أشوفش مطفرة عبدالرحمن ومادة لسانش بعد..


ثم تردف بحرج وهي تنظر لجوزاء: جوزا لا تزعلين عشان أخيش والله ما أقصد شيء


بس وش أسوي بأم لسان ذي..



جوزاء بمودة: أنا ما أحاتي عبدالرحمن.. عبدالرحمن أصلا ماحد يقدر يطفره


باله وسيع فديت قلبه...


إلا أنتي ماتبين مساعدة في البيت؟؟.. تراني والله حاضرة..



نجلاء ابتسمت: مانعيف المساعدة.. بس الحين قاعدين نفرش.. لا بديت أرتب أكيد بأحتاج مساعدتكم كلكم..


وذا الحين رخصوا لي أبي أقوم أتسبح ..



غادرت نجلاء بينما عالية التفتت لجوزاء متسائلة: وين حسون؟؟



جوزاء بهدوء: مع عيال عمه في غرفتهم يلعب معهم..



عالية تبتسم: زين فكيتي عن الولد شوي.. مايصير ماسكته على طول..



جوزاء تتنهد: أخاف عليه عالية من كل شيء.. أخاف يطيح.. يزلق.. يفتح الدريشة..


أصلا الحين مخلية الخدامة قاعدة عندهم..



عالية بذات الابتسامة: ماعليه المهم تفكين عنه شوي..



وهما مستغرقتان في الحديث سمعتا طرقا على الباب.. جوزاء غطت وجهها بطرف جلالها السميك والواسع.. وأضفته على يديها..


بينما هتفت عالية: من؟؟



صوت عبدالله يأتيها من وراء الباب: أنا .. من اللي عندكم؟؟



عالية تبتسم: تعال.. مابه إلا حلالك..



عبدالله دخل.. بينما كانت جوزاء ترفع الغطاء عن وجهها وهي تتمنى لو تغادر المكان كاملا..


لا تحب أن تكون معه في وجود أحد آخر.. لأنها حينها ستضطر أن تمثل المودة له


وهذا هو الأمر الأكثر كراهية وبغضا لها في كل العالم..


كما لو أنها تبتلع مسامير ملتهبة تمزق حنجرتها ومعدتها ومع ذلك لابد أن تبتسم وهي تبتلعها!!



بينما هو حينما دخل أشرق وجهه حين رآها.. حالة لذيذة من الشجن تنتابه كلما رآها


كأنه يراها للمرة الأولى !!..



عالية (بعيارة) : صك حلقك.. سعابيلك سالت علينا..



عبدالله يبتسم وهو يتجه ليجلس جوار جوزاء: يا أختي وش أسوي؟؟


كل ماشفت أم حسن كن في قلبي ألف فرس يتسابقون..



عالية تضع يدها على قلبها: آه ياقلبي.. الله يعطيني يارب..


جوزا عسى عبدالرحمن يعرف يقول كلام حلو مثل عبود..



عبدالله يمد يده ليضرب مؤخرة رأسها بخفة: عيب يا بنت.. أخيش الكبير قاعد



عالية بمرح: وأنا وش أسوي بأخي الكبير اللي هيض مواجعي..



عبدالله جلس جوار جوزاء ثم اقترب من أذنها ليهمس بدفء: أشلونش حبيبتي؟؟..



رغما عنها ارتعشت وهي تشعر بدفء أنفاسه على أذنها.. ولكنها كانت ارتعاشة قرف لا تأثر !!..


همست بسكون: الحمدلله زينة..



عالية وقفت وهي تهمس بذات المرح: لا أنا شكلي غلط هنا... أترخص..



عبدالله وقف وهو يهتف بحزم: اقعدي يا بنت أنا أصلا جاي أبي لي شغلة


وبأرجع للمجلس..



عبدالله صعد.. وجوزاء وجدت أنه من اللباقة أمام عالية أن تصعد خلفه..


صعدت ولكنها لم تتجه لغرفتها بل اتجهت لغرفة أولاد صالح لترى ابنها حتى يغادر عبدالله..


لتتفاجأ أن ابنها ليس معهم.. وأخبرتها الخادمة أنه سمع صوت والده يناديه فركض له..


حينها وجدت نفسها مضطرة أن تتجه لغرفتها..



حين دخلت وجدت عبدالله يجلس على الأريكة وحسن على قدميه وهو يلاعبه..


هتف حين رآها: بأخذ حسن معي للمجلس يتغدى معي..



ردت عليه ببرود وهي تلقي بجلالها على المقعد: منت بعارف تأكله أصلا.. خله عندي..



حسن برفض: لا بألوح مع بابا مدلس..



جوزا صمتت.. حينما يقف حسن مع والده تشعر بالضيم يتصاعد في روحها.. لا تريده مطلقا أن يفضل والده ولا بأي صورة


ولكن الذنب في الختام ذنبها هي.. فهي من علقت حسن بوالده وصوره وحكاياته وبصورة مبالغ فيها..


تعيش حياتها من أجل هذا الولد.. فكيف يفضل أحدا آخر عليها.. وخصوصا هذا الأب الذي ألقى به ونساه طوال السنوات الماضية..


ثم عاد ليطالب بحقه فيه..


كانت مازالت واقفة وغارقة في أفكارها حين شعرت باللمسة الحانية على خدها:


حبيبتي هذا كله سرحان؟!!



انتفضت بخفة وهي ترى عبدالله واقفا أمامها بينما حسن غير موجود: وين حسن؟؟



عبدالله بهدوء: راح يجيب نعاله من غرفة عيال عمه..



كانت تريد أن تلحق به وهي تهمس بجزع عفوي: مايعرف يلبس نعاله بروحه


بأروح ألبسه..



عبدالله شدها من يدها: خليه بيعرف يلبس.. كل السالفة نعال مهيب جوتي حتى..



شدت يدها بعنف من يده وهي تهمس بكراهية: تقدر تقول لي وقفي بدون ما تمسك يدي..



حينها أمسك وجهها من الأسفل بقوة بيده وهتف بحزم: أنا أمسك يدش ..أمسك وجهش.. حلالي..



ثم ختم عبارته بأن قرب وجهها منه ليقبلها بدفء حنون..


صدمها تصرفه.. لم تسمح له بالمزيد وهي تدفعه عنها وهي تهمس ببغض شديد:


أنت ماتفهم.. أقول لك لا تقرب مني.. تسوي كذا..



ابتسم عبدالله وهو يعدل غترته: من اللي يقدر يشوف وجهش الحلو قدامه كذا وبين يديه ويقدر يقاوم..


ثم أردف وهو يغادر: تدرين.. اللون الأزرق بينطق من حلاوته عليش..


انسطلت أنا.. لا تلوميني!!



جلست وهي تهمس بغيظ وقهر ..وتضرب المقعد بقبضتها:


ويتمسخر علي بعد.. وجهش الحلو.. وما أقدر أقاوم.. واللون الأزرق..


الحقير يتمسخر علي.. يتمسخر علي..!!


زين ياعبدالله دواك عندي.. دواك عندي..






****************************************






تشعر بتوتر عميق منذ عادت للبيت...


لم تجد منصورا في البيت.. والأغرب أنه لم يتصل بها إطلاقا ولم يسألها عن موعدها..


تعلم أنه اتصل بالسائقة.. فهي أخبرتها أنه اتصل وسألها عن مكانهما..


ومعنى ذلك أنه غاضب وغاضب بشدة لأنها خرجت دون اخباره..


يا الله.. متعبة من التفكير ومشتتة..



لا تنكر أن مقابلتها لشيخة ألمتها وأسعدتها وأشجتها بل وقلبت كيانها..


ولكن كون تعامل منصور معها مختلف.. وأنه وهبها المشاعر التي لم يهبها لأحد


لا يعني أنها يجب أن تتنازل عن كل شيء من أجله..


لا تنكر أن قلبها يؤلمها وأن بودها أن تحتضنه وتقبل جبينه وتهمس في أذنه ألف مرة أنها تحبه!!


فهي لم يسبق أبدا أن صرحت له بكلمة (أحبك) بشكل مباشر..



تشعر فعلا بالتشتت ..مقابلتها لشيخة قد تكون جاءت في وقت غير مناسب.. وفي ذات الوقت جاءت في الوقت المناسب!!



هي في الوقت المناسب لأنها أراحتها من نار الغيرة التي لم تحتملها حتى ليوم واحد فقط..


وفي وقت غير مناسب.. لأنها قوّت جانب منصور بينما هي تحتاج أن تقوي عزمها حتى تستطيع مواجهته والاصرار على عملها..


تشعر أنها لو رأته الآن فأنها ستنهار وقد تتنازل عن كل شيء من أجله..



تدعو الله في داخلها أن يقوي عزيمتها فالعمل حاجة إنسانية ضرورية لحياتها


ولو طاوعت منصور وتركته الآن فهي تعلم يقينا أنها ستندم مستقبلا..



تتمدد على سريرها لتريح جسدها المنهك


" يا الله كل ماقلت هانت جد علم(ن) جديد"






************************************






" يا الله سميرة اليوم يخلص فستانش.. "



سميرة تلتفت لوالدتها: يمه أنتي اللي بتوديني؟؟



أم غانم باستعجال: خلصيني بابت.. نجلا اليوم ماتقدرش.. عندها شغل في بيتها..



سميرة بتساؤل: ومها وصلوح وش بنسوي فيهم؟؟



أم غانم بنبرة قاطعة: هناخذهم معانا طبعا..



سميرة تضحك: من جدش يمه.. خلاص يمه.. خليها بكرة لين تتفرغ نجلا وتوديني..



غانم قاطع الحديث الدائر: وأنا ما أنفع أوديش؟؟



سميرة بخجل وهي تلتفت لغانم الذي دخل مع الباب بلباس الطيارين:


ينفع ونص.. بس أنت توك راجع من رحلة.. أخذك مشوار بعد



غانم يبتسم: يا بنت الحلال كلها أسبوعين ونخلص منش أساسا.. خلنا نتجمل فيش أنتي ووجهش..



حينها تجمعت العبرات في حلق سميرة..وسالت دموعها رغما عنها.. غانم اقترب ليحتضنها بحنو:


أفا حضر عرق خالها هريدي العاطفي.. هلت الدموع..



سميرة تمسح دموعها وتهمس بابتسامة طفولية باكية: صدق بتستانسون لا رحت وخليتكم؟؟



غانم (بعيارة) : وبنكسر الئلة كمان على قولت خالش هريدي


ونقول الله يعين تميم على مابلاه...



حينها فعلا انفجرت في بكاء طفولي وهي تدفن وجهها بين كفيها..


فمشاعرها كما لو كانت على طرف السكين مسنون.. غاية في الرهافة والحساسية..


فهي قلقة من حياتها مع تميم بعد أن كانت السبب في كسر يديه وسماعها أطراف حديث عن أنه بات أكثر انطواء وحساسية..


وما أقلقها أكثر أن وضحى حن رأت قلقها أصبحت تقول لها أنه بخير


بينما سمعت مزنة تخبر والدتها أنه ماعاد يخرج من غرفته إلا في أضيق الحدود حتى بعد نزع جبس يده اليسار..


فإخفاء وضحى لوضعه عنها يعني أن الأمر مرتبط بها هي..


وبشكل عام الفتاة قبل زوجها تصبح شديدة الحساسية فكيف بمن هي في حالها..



غانم شدها وأجلسها وجلس جوارها وهو يحتضن كتفيها ويهتف بحنان:


أفا سمور.. ليش ذا البكاء كله؟؟



أم غانم كانت من ردت بتأثر: يأمك البنات يصيرون حساسات شوية قبل العرس..



غانم يمسح شعرها متسائلا بقلق: صحيح سميرة؟؟



سميرة هزت رأسها وهي تمسح وجهها.. حينها وقف غانم وشدها وهو يهتف بحزم:


يالله ياحلوة.. قومي البسي.. وأنا خمس دقايق بس أخذ شاور سريع وأبدل ملابسي وأنزل..






*********************************************






"تميم ياقلبي منت بطالع اليوم مكان؟؟"



تميم هز رأسه وهو يشير بيد واحدة : بأروح للشغل بعد شوي..



ابتسمت وضحى: زين.. صار لك يومين مارحت لشغلك



رغم صعوبة الإشارة بيد واحدة وهو يشير اشارات مبتورة وغريبة ولكن وضحى كانت تفهمه..


أشار لها بسكون: الشباب في الشغل مرسلين لي مسج يقولون محتاجيني ضروري


بأروح أشوف السالفة..


ثم أردف بألم: مع أني بدون يدي اليمين مالي فايدة..



وضحى ابتسمت بحنان: أنت وأنت بيد وحدة أحسن من كل مهندسين الكمبيوتر اللي في الدوحة..


ثم أردفت وهي تبتسم له ابتسامتها الدافئة الحانية:


وبعدين هانت الدكتور يقول ماشاء الله عظمك قوي وجبر بسرعة..


وقبل عرسك إن شاء الله بيفك الجبس وبيحط بس رباط خفيف..



تميم وهو يستعد للخروج يشير لها بغموض: آخر شي يهمني هو سالفة عرسي ذي!!






************************************






أصبحت الساعة الثامنة مساء.. ومنصور لم يظهر ولم يتصل حتى..


رغم أنه لا عمل لديه اليوم..


تشعر بقلق عميق وتفكيرها يزداد تشتتا..


لا تعلم كيف يشعرها منصور بهذه الأحاسيس المتضادة!!



رغم أنه المخطئ إلا أنها تشعر بالذنب...


نجح في إشعارها بذنب لم تقم هي به!!


فهو من يريدها أن تترك عملها وهو يفرض رأيه بكل تسلط..


وبدلا من أن يجلس حتى يتفاهما.. هاهو يختفي ليتركها نهبة للقلق والتوتر..


لتشعر كما لو أنها من أذنبت في حقه!!



تشعر أن أكثر شيء تريده في العالم أن تراه الآن لترتمي في حضنه كما لم تفعل سابقا!!


وفي ذات الوقت أكثر شيء تريده في العالم ألا يظهر الآن لكي لا تنهار دفاعاتها الضعيفة أمامه..



.


.


.



ذات الوقت



" أبو زايد.. عسى ماشر؟؟


وش فيك سارح؟؟"



منصور يبتسم وهو يلتفت لشقيقه: مافيني شيء جعلني الأول.. مشاغل بس!!



زايد بفخامة رجولية: ترانا نعين ونعاون يأخيك!!



منصور بعبق الرجولة الفخمة ذاته: جعلك سالم.. وما أخلى من عونك


لو أني أبي شيء أنت أول من بأطلب منه..



زايد بهدوء: زين وش رأيك بشور؟؟



منصور بأريحية: حاضرين للشور وراعيه!!



زايد بحزم: نروح أنا وإياك عمرة.. مشتهي أروح يومين قبل يرجع كسّاب..



منصور بحزم أشد: قم نروح ذا الحين..



زايد بصدمة: ذا الحين؟؟



منصور بذات الحزم البالغ: إيه ذا الحين.. قم.. جوازي في سيارتي..


وعندي غيارات في السيارة جاهزة دايم لو بغيت أغير وأنا في الدوام..



زايد بتساؤل: نروح على سيارة؟؟



منصور بتصميم: إيه على السيارة.. أنا أحب السواقة على الطريق الطويل..


وبعدين نمر الحسا وحن راجعين نشتري تمر وقهوة وقناد..



زايد صرَّ عينيه بحزم: ماتبي تمر عفرا قبل؟؟..



منصور بنبرة مقصودة: بأتصل لها وأعلمها.. وأقول لعلي يروح يجيبها عندكم في البيت..


تقعد مع مزون لين نرجع..



زايد وقف وهو يبتسم: يا سبحان الله ماهقيت ربي يسهلها بذا العجلة..


خلاص أنا داخل أعلم مزون وأكلم علي.. واجيب لي ثياب وأجيك..



زايد دخل للداخل..


بينما منصور تناول هاتفه وأرسل رسالة..



.


.



ذات الوقت


عفراء تدور في البيت.. تلتهي بالترتيب عن التفكير بمنصور الذي لا يشغلها عنه شيء..



رنة رسالة تصل هاتفها.. التقطته بلهفة لتشعر أن طبول مجنونة تمزق قلبها وهي ترى اسم منصور يتصدر الرسالة قبل أن تفتحها..


فتحت الرسالة بأنامل ترتعش (أخيرا تذكرني الشيخ منصور!!)



" أنا رايح العمرة الحين مع زايد


جهزي أغراضش بيجيش علي يوديش عندهم للبيت"



(وفقط!! لا شيء آخر!!)



ماذا يقصد من هذا التصرف؟؟.. منصور المتبجح دوما أنه لا يترك مشاكله معلقة!!


بعثرتها الصدمة وعيناها تتسعان ذهولا وهي تعتصر هاتفها بيدها!!



هل هو يخرجها من حياته؟!!


أم هذه مجرد مهلة للتفكير؟؟


ماهو هدفه من جرحها بهذه الطريقة القاسية؟؟


يفرحها أن يذهب لبيت الله.. وذهابه للعمرة مع شقيقه..



"ولكن أ لم يجد خمس دقائق ليخبرني بذلك وجها لوجه؟!..


لماذا بخل بمنحي فرصة لثوان فقط حتى ترتوي عيناي من رؤيته وأضلاعي من حضنه ورائحته؟؟


لماذا كنت بخيلا وقاسيا هكذا؟؟


لماذا تصر على إيلامي؟؟!


لماذا يامنصور؟؟ لماذا؟؟"






***************************************







تعبر السيارة طريق المنطقة الصحراوية بعد أن تجاوزا الحدود..



يهتف زايد بهدوء: زمان مارحت رحلة طويلة على سيارة..



ابتسم منصور: ماحد مربح شركات الطيران غيرك أنت وولدك كساب..



ابتسم زايد وهتف بشجن: تدري إني اشتحنت له..



منصور بابتسامة: قد سافر في رحلات أطول من ذي.. وش معنى ذا المرة مشتحن له؟؟



زايد بعمق: الحين صار رجّال متزوج.. أبي أشوف لو المرة بتغيره..



منصور بعمق مشابه وهو يهمس بخفوت: كساب كنه عمه.. مايغيرونهم النسوان حتى لو داخلوا الروح..



زايد بتساؤل: وش تقول يامنصور؟؟



منصور بنبرة أعلى: أقول وأنت ماتبي تجرب؟؟



زايد ضحك ضحكة فخمة قصيرة: من جدك؟؟ عقب ماشاب ودوه الكتّاب..



منصور بجدية: أتكلم من جدي يازايد.. تدري يازايد أني ندمت أني قعدت ذا السنين كلها عزابي وعفرا قدامي..


وبعدين زايد أنت عادك شباب وبصحتك.. وبكرة علي ومزون كلهم بيتزوجون..وكلن بيلهى في حياته..


تزوج من وحدة ترادك الصوت.. أو حتى تجيب لك ولد يملأ أيامك..



زايد يبتسم: والله نبرة جديدة يأبو زايد.. جعلني أشوف عليك عشر عيال..


بس أنا خلاص.. وش بزارينه وأنا في ذا العمر؟؟


الحين أبي أربي أحفادي وأستانس بهم.. وبعدين أنا واحد مشغول على طول..


ماعندي أصلا وقت فاضي عشان أحتاج مرة تملاه..


وماتزوجت ذا السنين كلها.. أتزوج الحين.. يا الله حسن الخاتمة يأخيك..


جعلك تهنى أنت وعفرا وعيالكم..



صمت منصور وتفكيره هو أيضا يأخذه لما يحاول الالتهاء عنه.. عفراء



" الله يلعنك يا أبليس..


وش استفدت من يباس الرأس؟؟


من الحين ذابحني الشوق لها..


يعني كان مريت على أساس أني أبي لي ثياب وشفتها حتى لو ماكلمتها


عشان تتأدب على حركتها اليوم وهي تخليني نايم وتطلع لموعدها بدون ماتقول لي..


كان شوفتها بس ردت لي قلبي شوي اللي حاس كنه قعد في الدوحة وماسافر معي!!


بس خلها.. تستاهل.. الموقف اللي سوته المفروض مايتكرر


خلها تعرف غلطها..


مهيب هي اللي دايم تقول أبي لي مساحة أتنفس وأفكر


خلها تاخذ كل المساحة اللي هي تبي


بس أنا أشلون أتنفس بعيد عنها؟؟ أشلون؟؟ "



لم يكن منصور يهدف مطلقا للهروب.. فهذا شيء من المستحيل أن يفكر به..


فلو أن زايدا طلب منه العمرة وهو على وفاق مع عفراء..


كان سيتصرف ذات التصرف تماما ودون تردد..ويذهب معه من فوره ..


ولكن المختلف أنه كان سيمر في بيته أولا..


يروي عينيه من رؤيتها.. يطمئن على وضعها..


ويذهب بها بنفسه لبيت زايد..


ليذهب بعد ذلك وهو مطمئن البال..



ولكن سفره هكذا وهو لم يراها منذ البارحة وبينهما خلاف يبدو أنه ليس بسيطا


فهذا الأمر عقّد كل شيء بينهما لأبعد حد..


في داخله غير مطمئن أبدا.. فلأول مرة تعانده عفراء بهذه الطريقة!!


يكره أن يغضبها أو يقهرها أو حتى يتسبب باستيائها..



"ولكني هكذا خُلقت.. عنيد ومتسلط.. ولا أتنازل عن أرائي..


أ يصعب عليها أن تتقبلني كما أنا؟!!


أ يصعب عليها احتوائي؟!!


فكل ما أريده في الحياة.. هي.. ولا شيء سواها !! "







*****************************






" عالية ممكن أسألش سؤال؟؟"



عالية بابتسامة: الله على الأدب والذرابة اللي ما أحبها..


اسألي بدون مقدمات..



حينها سألت جوزاء بشكل صادم ومباشر: عبدالله وش كان يسوى السنين الأربع اللي كان غايب فيها؟؟



عالية بذات الابتسامة المرحة: المفروض أنا اللي أسألش..


أنتي مرته.. والرجّال يعلم مرته بأشياء حتى هله مايعرفونها..



جوزاء باصطناع بارع: ما سألته... استحيت..



عالية هزت كتفيها وأجابت بصراحة: والله العظيم ما أدري..


وماحد يدري إلا صالح وإبي بس..



جوزاء تنهدت في داخلها.. لا يهمها أن تعرف في أي مصيبة كان يختفي..


وفي ذات الوقت شيء في داخلها يُلح عليها أن تعرف..


فهذا الرجل كان زوجها.. وعاد زوجها.. ولا تعلم حتى متى ستبقى متورطة معه في سجن الزواج هذا...



أخرجها من أفكارها يد حسن الصغيرة تشدها: ماما بألوح حمام..


جوزاء نهضت مع صغيرها وتركت هاتفها خلفها على الأريكة بجوار عالية..


ليرن الهاتف بعد ثوان..تلمح عالية الاسم دون تركيز..


اسم من مقطعين أولهما (عبد).. تناولته عالية وهي ترد دون تردد وبنبرتها الصاخبة المرحة:


لنا الله ياعبود.. لنا الله.. الحين المكالمات كلها للمدام


وأختك نسيتها.. الله يخلي لي الدحمي.. يكلمني عقب.. بدل ماتلفوني ميت..


ماحد منكم يفرحني بمكالمة..



كادت عالية تُصاب بسكتة قلبية وهي تسمع الصوت الرجولي الدافئ العميق:


والله يخليش للدحمي.. مادرى المسكين إنه على بالش كذا!!!


عطيه رقمش.. ووعد تلفونش مايسكت أبد!!



عالية أغلقت الهاتف في وجهه وهي تلقي بالهاتف جوارها وعيناها تمتلأن بدموع الصدمة التي أبت كرامتها أن تُنزلها..


بينما جسدها كله يرتعش كأنما صابها ماس كهربائي هز أوصالها كله..


" لا حول ولا قوة إلا بالله..


وش فيه كل شيء صار يرجع لي؟..


الحين عبدالرحمن أكيد بيقول علي:


قليلة أدب وماصدقت تتزوج حتى أخوانها تتكلم معهم عني!!


إيه.. يحق له يتجرأ لي كذا ويقلل من احترامي.. دامه شايفني قاطه روحي عليه"



عالية تكاد تجن من فرط الحرج والأكثر من إحساسها بجرح كرامتها الثمينة


لابد أن ترد وإلا فأنها لن تستطيع أن تنام..


تناولت هاتف جوزاء وأرسلت للرقم الوارد الأخير:



"تصدق إنك قليل أدب!!


أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنت؟؟"



حينما وصلت الرسالة لعبدالرحمن انفجر ضاحكا..


علم أنها محرجة.. وهذه وسيلتها لتبديد حرجها..


كان يستطيع أن يرد عليها ردا يتناسب مع سلاطة لسانها.. ولكنه قرر ألا يرد عليها حتى لا يزيدها عليها!!


ولكنه ختاما لم يقاوم إحساس التسلية الذي شعر به..


تناول هاتفه وأرسل لهاتف جوزاء:



" اسألي عني بنات الجامعة ويقولون لش


أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنا؟؟"



عالية حين تلقت الرسالة صرّت عينيها وهي تمسح الرسالتين الصادرة والواردة:


صدق إنه قليل أدب..


إلا هو وش قصده؟؟


زين يا الدحمي.. خلني لين أدبك أنت وبنات الجامعة!!








**********************************************






" عادش بردانة؟!!"



كاسرة تلتف بشال وتمسح أنفسها المحمر وتهمس بصوت متعب:


من عقب قعدتنا اليوم عند الشلال وأنا حاسة إن البرد دخل عظامي..



يجلس جوارها ليحتضن كتفيها.. لتخفي في عرض صدره كأنها قطة صغيرة


لتبدأ بالارتعاش .. لا يُعلم هل هو من البرد أم من قربه؟!



هتف لها بهدوء : زين اشربي الشاهي يدفيش شوي..



مدت يدها لتتناول كوبها ولأن يدها كانت ترتعش تناثرت قطرات على قميصه..


اعتدلت جالسة وهي تهمس برقة: آسفة.. بأقوم أجيب لك تيشرت غيره..



وبالفعل نهضت لتحضر له قميصا.. في الوقت الذي خلع كساب قميصه ووضعه أمامه..


حين عادت كانت تنظر دون تركيز لظهره العاري.. ولأنها كانت دائما تشعر بالخجل من النظر.. لم تكن تدقق النظر له المرات الماضية..


ولكن هذه المرة لفت نظرها شيئا غريبا في كتفه من الخلف ناحية اليسار..وأقرب لمنتصف الظهر.. في منطقة تختفي تماما تحت ملابسه الداخلية


وربما من أجل ألا تظهر كان حينما يستحم في بركة الفندق يرتدي لباس سباحة كامل يغطي الظهر ويصل لمنتصف الفخذ!!..



كاسرة اقتربت ولمست مالفت انتباهها.. همست بتساؤل لا يخلو من غضب:


كساب وش ذا؟؟



حينها قفز واقفا بشكل مفاجئ وهو يشدها بقسوة من ذراعها ويصرخ فيها بنبرة مرعبة:


مالش شغل؟؟



كاسرة أعادت السؤال بحزم غاضب دون اهتمام بمعصمها الذي يعتصره في كفه


فما رأته في ظهره أثار غضبها عارما عاتيا متفجرا:


كسّاب أنا أقول لك وش ذا؟؟






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 05-10-10, 07:13 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباحكم خير يا أدفا قلوب


أدري أنكم متشوقين للبارت.. تبون تعرفون وش اللي في ظهر كساب..


ماراح أطول عليكم اليوم


لأنه بارت اليوم طويل طويل .. استعدادا لبارت عاصف يوم الخميس إن شاء الله


.


.


أدري بنات إنه فيه بنات استغربوا العلاقة بين كساب وكاسرة


وكانوا متوقعين شيء ثاني..


لكن أنا أحب كسر الشيء المتوقع أن أصنع شخصيات بردات فعل لا تخطر ببالكم..


أين المتعة لو تصرفوا كما كنتم تتوقعون!!


وأنا فعلا أردت العلاقة بينهما بهذه الصورة.. كما سترونها بشكل أوضح في هذا الجزء..


تدرون بنات أنا أهتم ردات الفعل بشكل كبير لأني أبني عليها أحداث لاحقة


.


.


خالص الشكر لسكوت على قصيدتها بعد العودة



وعودة لشكر فيتامين سي على قصيدتها الجديدة


خجلتوني يابنات بفيض ابداعكم..


.


.


فيه بنت خذت عشرين نجمة على توقع مبهر هي جابته


بس بأقول لكم من هي في وقته


والحين أخليكم مع البارت تستمعون بنفسكم


.


الجزء الثامن والأربعون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والأربعون






وبالفعل نهضت لتحضر له قميصا.. في الوقت الذي خلع كساب قميصه ووضعه أمامه..


حين عادت كانت تنظر دون تركيز لظهره العاري.. ولأنها كانت دائما تشعر بالخجل من النظر.. لم تكن تدقق النظر له المرات الماضية..


ولكن هذه المرة لفت نظرها شيئا غريبا في كتفه من الخلف ناحية اليسار..وأقرب لمنتصف الظهر.. في منطقة تختفي تماما تحت ملابسه الداخلية


وربما من أجل ألا تظهر كان حينما يستحم في بركة الفندق يرتدي لباس سباحة كامل يغطي الظهر ويصل لمنتصف الفخذ!!..



كاسرة اقتربت ولمست مالفت انتباهها.. همست بتساؤل لا يخلو من غضب:


كساب وش ذا؟؟



حينها قفز واقفا بشكل مفاجئ وهو يشدها بقسوة من ذراعها ويصرخ فيها بنبرة مرعبة:


مالش شغل؟؟



كاسرة أعادت السؤال بحزم غاضب دون اهتمام بمعصمها الذي يعتصره في كفه


فما رأته في ظهره أثار غضبها عارما عاتيا متفجرا:


كسّاب أنا أقول لك وش ذا؟؟



حينها أفلتها كساب ليجلس وهو ينقلب لحالة معاكسة من البرود المدروس تماما..


فهو كان يتوقع هذه المواجهة منذ الليلة الأولى لزواجه.. بل استغرب إنها تأخرت حتى الآن!!


وللحظات فكر أنها لابد رأته ولكنها قررت التغاضي عنه.. مع أنه استعبد أن كاسرة قد تتغاضى!!


ولكن صمتها أوحى له بذلك !!



وربما كان مافي ظهره من الأسباب التي جعلته يرفض الزواج حتى لا يضطر للتفسير..


وبعد ذلك خشيته أن تتحدث زوجته عما رأته..


ولكن مع كاسرة لم يكن ليخشى أي شيء من ذلك..!!


فهو لن يفسر لها!!..


وهي لن تتكلم عن أسرار زوجها.. يؤمن بذلك كما يؤمن بنفسه!!



بل إن سبب خلعه لملابسه فور وصولهم لجنيف للقيام بالتمرينات.. كان من أجل أن تراه!!


أرادها أن تراه قبل أن يحدث بينهما أي شيء.. أرادها إن تراه حتى ينتهي من غضبها في بداية حياتها معه..


لن يحرمها من الغضب.. لكنه بالتأكيد سيحرمها من السؤال والتفسير..


وهذا هو ما كان ينتظره.. أن تراه!! وأن تسأل!! وأن تغضب!!


فلماذا غضبت الآن ياكساب؟؟


هل تخشى أن تتجاوز ردة فعلها الغضب؟؟


ما الذي تخشاه ياكسّاب.. ما الذي تخشاه؟!



دارت هذه الأفكار كلها في رأسه وهو يرتخي في جلسته بفخامة ويهتف ببرود محترف:


قلت لش مهوب شغلش..



كاسرة تقف أمامه وهي تهتف بغضب كاسح:


كسّاب أنت واشم ظهرك؟؟


أنت ماتخاف ربك؟؟


هذا وأنا أشوفك مصلي والفرض مايفوتك؟؟


كسّاب أنت يأما تشيل الوشم هذا.. يا تطلقني..



كساب بذات البرود المحترف: ماشاء الله ماكملنا أسبوعين حتى وطلبتي الطلاق


براحتش.. حاضر أطلقش.. لأن اللي في ظهري مستحيل ينشال..



كاسرة تصرخ بغضب عميق وهي مصدومة منه تماما لم تتوقع مطلقا أن كساب قد يتصرف هذا التصرف:


أشلون مستحيل ينشال.. مافيه وشم ماينشال..


أو يمكن تشوف إنه الوشم أغلى مني.. عشان كذا ماتبي تشيله وتطلقني أحسن..



كسّاب ببساطة حازمة: قلت لش مستحيل ينشال..


لأنه مهوب وشم.. هذا وسـم..


ثم أردف بسخرية مريرة: شفتي الأبل يوم يوسمونها؟!


هذا مثله.. حرق بالنار غاير في جسمي..ومستحيل ينشال


وماحطيته أنا بكيفي عشاني مشتهيه!!



كاسرة انهارت جالسة وهي مصدومة أكثر..ثم همست بهدوء متمكن رغم أن شيئا في داخلها يذوي ولا تعلم لماذا:


كساب ممكن أشوفه من قريب..



كساب كان يريد أن يرفض تدقيقها فيه..في داخله لم يكن يريد أن يصدمها بغرابة ما ستراه!!


ولكنه رأى أن رفضه سيكون غير منطقيا لأنها زوجته وسترى هذا الأثر كثيرا


فرؤيتها له الآن لن تغير من الحقيقة شيئا..



هتف كساب بحزم: تعالي شوفيه..وقبل ماتشوفين شيء ثاني وتسألين عنه


ترا عندي نفس الوسم بالضبط في فخذي اليمين من را..


والاثنين لا تسألين عن معناهم ولا عن سببهم.. ولا أي سؤال تسألينه..



كاسرة اقتربت بثقة رغم أن داخلها يرتعش..


ليس خوفا مما ستراه.. ولكن إحساس وجع متراكم زادته الريبة عمقا وألما!!



نظرت بدقة لظهره ..


كان بالفعل وسما غائرا عبارة عن رقم متسلسل من 7 خانات بحجم صغير جدا..


يبدو للرائي دون تدقيق كما لو كان وشما فعلا!!


مررت اصبعها عليها بإرتعاش موجوع وذات الإحساس المؤلم أن هناك شيئا يذوي في ذاتها يتراكم ويتراكم..



بدا لها الأمر مريبا وموجعا إلى حد السماء..يُضاف إلى عشرات الأمور التي تثير ريبتها فيه..


ومع ذلك صمتت ولم تسأل عنها.. لأنها تعلم أنها لن تلقى الإجابة!!



شعرت برغبة عميقة مثقلة بالألم أن تغمر الأثر بقبلاتها الموجوعة..


وفي ذات الوقت شعرت برغبة مشابهة أن تلكمه وتلكمه حتى تؤلمها يديها!!



ولكنها لم تتصرف أيا من التصرفين.. بل وقفت بحزم دون أن تتكلم..


تناولت قميصه وأعطته له وهي تمنحه نظرة حازمة حادة مثقلة بالعتب.. والكثير من الحزن!!..


ثم غادرت المكان..



" أي جنون وأسرار يحتويها عقلك المجنون


أي عاقل يسم نفسه بالنار؟؟


هذا إذا كان عاقلا!!


أيها المجنون!! أيها المجنون!!


ما الذي يجبرني على الحياة مع مجنون مثله


حتى حق السؤال يريد انتزاعه مني؟؟


ولكن ما فائدة أسئلة لن تلقى إجابة؟! "




توجهت كاسرة للسرير وتمددت وغطت جسدها كاملا.. بعد دقائق شعرت به يتمدد جوارها نصف تمدد..


وهمسه الساخر يصلها من قرب: بتنامين بثيابش كلها كذا؟؟ وقبل ماتعشين؟؟..



همست بحزم وهي توليه ظهرها: أنا أساسا ماأبي عشا.. تعبانة من برد الصبح وأنت عارف..



حينها وصلها هتافه الحازم: لا ماني بعارف.. قومي ننزل نتعشى.. السواق على وصول..



حينها استدارت له وهي تهمس بتصميم: كسّاب ما أبي.. ولو سمحت خلني بروحي..



شدها برفق ناحيته وهو يهمس لها بعمق خافت: أنتي زعلانة عشان الأثر صح؟؟



أجابته بصراحة مغرقة بالألم: ماتشوف إنه شيء يزعل.. دايما حاسه أنه في شيء غامض في حياتك وعندك أسرار غريبة..


من أول يوم شفتك فيه عقب ملكتنا.. وأنت مليان أسرار وغرابة وتسوي أشياء ماتدخل في المخ


ولا أحد يقدر عليها..


الحين هذا اللي في ظهرك لو أشوفه في فيلم ماصدقته!!


ومع كذا حتى محاولة التفسير وحتى السؤال حارمني منهم..وحتى لو سألت ما ألقى إجابة!!


وذا الأشياء بصراحة تحسس الواحد بعدم الأمان معك..



همس بذات العمق وبنبرة مقصودة أكثر دفئا: تحسس الواحد بعدم الأمان؟؟


لكن هل أنتي هذا الواحد؟؟ صدق أنتي ماتحسين بأمان معي؟؟



حـيـنـهـا.. ويـا لا الـغـرابـة!! ..


اقتربت لتدفن وجهها في منتصف صدره ويطوقها هو بذراعيه بقوة وحنان.. وكأنه يريد أن يخفيها بين أضلاعه..


عله يبعدها عن عالمه الغامض الذي بات يؤرقها..


بينما كانت هي تهمس بانثيال عميق:


هذي المشكلة.. كل شيء فيك المفروض يحسسني بعدم الأمان..


قدراتك الغامضة اللي تخوف..تلفونك الغامض وغموضك أنت وأخيرا الوسم الغريب هذا..


وفوقها وقبل أي شيء..


إحساسي أنك ممكن تتخلى عني بسهولة متى ماطرا على بالك..


ومع كل هذا ..الغريب.. يوم تحضنني أحس بأمان الدنيا كلها..


كأني في حضن إبي اللي ماشبعت منه.. كأني في حضن جدي اللي ضعفت يديه وماعاد يقدر يلمني مثل الأول..



احتضنها بعمق أكبر على أمل أن يُسكن ارتعاشها الذي لم يسكن..


ثم أفلتها بخفة ليغمر جبينها الدافئ بقبلاته وهو يهمس لها بعمق:


زين هذا أنتي على أقل سبب هان عليش تقولين طلقني..


يعني أنتي بعد ممكن تتخلين عني بسهولة!!



مدت يدها لتمسح خده وهي تهمس بابتسامة موجوعة:


يمكن لأننا نتشابه..


ويوم نعند.. نخسر كل شيء ولا نخسر اعتدادنا بنفسنا..



تناول كفها ليقبل باطنه وهو يهمس بحنان متدفق غريب بدا لها غريبا وحميميا وصادقا بشكل موجع:


تدرين إن جسمش كله دافئ..خلني أروح أدور لش دكتورة..



دفنت وجهها في عنقه وهي تهمس بسكون عذب : ماله داعي الدكتورة.. حبتين بنادول وأكون زينة..خلك جنبي بس..



تمدد جوارها بشكل كامل وهو يعود لاحتضانها بحنان: هوننا من الطلعة.. وخلاص ماله داعي الدكتورة..


بس لو قعدتي لبكرة تعبانة بتروحين للدكتورة ورجلش فوق رقبتش



همست حينها بحزم رقيق ووجهها مازال مختبئا في عنقه: بلاها رجلش فوق رقبتش..


لأنه ماحد يقدر يجبرني على شيء..


ثم أردفت بحزم موجوع: وعشان يكون عندك خبر..


تراني عادني زعلانة عليك


وبأطول وأنا زعلانة بعد.. لأنه موضوع مايعدي بالساهل!!



مسح على شعرها وهو يهتف بنبرة لا يعلم أ هي تلاعب أم يقين: لكل حادث حديث يا بنت الحلال..



أي علاقة غريبة هذه التي بدأت تربط أصرها بينهما..؟!


يتجادلان بغضب وحدة.. ليعودا بعد لحظات إلى تآلف عميق يصل إلى عمق الروح!!



أ عدوان؟؟ أم عاشقان؟؟


جفوة؟؟ أم قرب؟؟


تمازج إلى حد التماهي؟ أم انفصال إلى حد اللا تماس؟


والغريب أنهما يعلمان أن المشاعر التي باتت تربط بينهما هي من أغرب ما يكون!!


ولكن كل منهما لا يعلم أن احساس كل منهما بهذا الشعور مختلف.. هدفه مختلف.. غايته مختلفة!!!






*********************************






" ياسلام على روحة إبي وعمي للعمرة الحين


كنهم دارين إني مشتاقة للنومة في حضنش"



عفراء تحتضن كتفي مزون وتهمس بحنان: البيت بيت عمش.. ليه زايد مايرضى تنامين عندي ما أدري؟؟



مزون بابتسامة: خايف علي يذبحني عمي لا جيت عندكم كني عزول..



ألمها قلبها من هذا العم الذي سافر دون أن يُسمعه صوته حتى..


هذا العم المتجبر الذي جمع أطراف المتناقضات..


من يصدق أن من يذوب لها حنانا من الممكن أن يقسو عليها هكذا؟!!



قاطع تفكيرها دخول علي عليهما وهو يهتف بمرح: يا الله قوموا أنا عازمكم على العشا في أحلى مطعم..


عاد أخذوا حريتكم الشيبان مهوب هنا بسلامتهم..



عفراء ابتسمت: بلاها ياقلبي.. ما استاذنت منصور.. وما أقدر أطلع بدون أذنه..



علي بدون تردد تناول هاتفه واتصل بعمه وهو يناولها الهاتف: يا الله استاذنيه


مع أني عارف إنه ماعنده مانع دامش معي



عفراء كانت تشير بيدها لا.. ولكنها وجدت أنها أصبحت متورطة في الاتصال وأمام ابناء أختها وعلي يضع الهاتف على أذنها..



أمسكت بالهاتف وهي تشعر أن حرارتها ترتفع شيئا فشيئا لتصل إلى ذورتها وهي تسمع صوت منصور الفخم:


حيا الله أبو زايد نمبر 3.. توك مكلمني مالك نص ساعة.. وش اللي استجد؟؟



تنحنحت عفراء برقة: مساك الله بالخير يأبو زايد..



في ذلك الوقت كان منصور يوقف سيارته في محطة للبترول قبل الأحساء ليصليا العشاء


وكان هو قد انتهى وينتظر زايد الذي ذهب للحمام ليجدد وضوءه..



"سبحان الله !!


منذ لحظات أقول أدفع نصف عمري وأسمع همسة واحدة لها الآن"



ومع ذلك رد بأسلوبه الحازم المعتاد ولكن بنبرة أكثر تحكما وبها بعد غاضب: مساش خير يأم زايد..



عفراء ابتلعت ريقها: أبي استاذنك أطلع مع علي..



حينها رد بنبرة تهكم غاضب: زين والله تعرفين تستأذنين وأنتي طالعة اليوم بدون حتى ماتعطيني خبر؟؟



عفراء همست بهدوء متمكن: الله يسلمك أنا بخير..


أشلونك وأشلون خويك اللي معك..؟؟



منصور حينها هتف بصرامة: روحي مع علي مرخوصة..


ومع السلامة..



عفراء بذات الهدوء: مشكور والله يسلمك..



حينما انتهت انفجر كلا من علي ومزون بالضحك.. مزون تهتف بمرح:


أمانه عليك شفت وجهها كنها مجند يستأذن القائد..



علي يرد عليها بمرح مشابه: وإلا صوتها وهي تكلمه.. ضبطت النبرة مضبوط


المفروض تعلق النجمة الحين..



عفراء اغتصبت ابتسامة بصعوبة.. قد يكونان لا يقصدان سوى المزاح


ولكن مزاحهما جرحها بالفعل..


فهل منصور يعاملها بالفعل كأنها أحد مجنديه؟؟.. وبدا يفرض عليها التعامل معه بهذا الأسلوب؟؟


وهو يفرض عليها رغباته بكل تسلط ولا يسمح لها أن تبدي اعتراضا؟؟



عفراء اجابت بذات الابتسامة المصطنعة: ومن متى وأنا لساني يلعلع؟؟


طول عمري أتكلم باحترام.. أشلون لا كنت أكلم رجّالي..



علي بأريحية: زين لبسوا عبييكم.. أنا أتناكم في السيارة..


ثم أردف بمرح: خمس دقايق لو تأخرتوا علي رحت أتعشى بروحي








*****************************************







يدخل إلى غرفته بخطواته الهادئة .. وجدها تصلي حينما دخل وحسن الصغير نائما على السرير..



علق ثوبيه الجديدين في الخزانة مكان الثياب التي ألقاها كلها اليوم صباحا..


بعد أن دفع للخياط مبلغا أكبر حتى ينجز له الثوبين في يوم واحد


ومن ثم يخيط له غيرها..


استحم.. ثم صلى قيامه..


وهي انتهت قبل أن ينتهي.. قرأت وردها بجوار ابنها.. ثم نفثت على صغيرها وحصنته..


حينها كان عبدالله ينظر لها.. شعر بسكينة عميقة تجتاح روحه وهو ينظر لهما والسكينة ترفرف حولهما..



هتف لها بابتسامة: زين البارحة نمت على الكنبة.. اليوم بعد بتنوميني على الكنبة؟؟



جوزاء أجابته ببرود: بكيفك.. نام مكان ماتبي..


وإلا تبيني أرقد ولدي على الكنبة؟؟...



عبدالله يرفع حاجبا وينزل آخرا: ترقدينه على الكنبة؟؟


والسرير اللي أنا حاطه له جنب سريرنا على طول..


وعلى العموم أول مايطلع صالح لبيته بأخذ وحدة من غرفهم وأحطها لحسن وأفتحها على قسمنا..



جوزاء تقف لتخلع جلالها وتهتف ببرود: ولدي بيكون معي بنفس الحجرة.. ومستحيل يفارقني..



عبدالله ببرود مشابه: كلامش مهوب منطقي.. الولد بيكبر ومايصير يظل قاعد معنا في نفس الغرفة



جوزاء همست بنبرة مقصودة: لين يكبر ماظنتي إن عادنا متورطين مع بعض!!



عبدالله هتف بذات نبرتها المقصودة: حن متورطين مع بعض لين الله يأخذ أمانته..



جوزاء بغيظ: تدري إنه عمري ماشفت مخلوق بغيض وماعنده كرامة مثلك..



عبدالله يقترب منها ويهمس بدفء لها من قرب مقصود: وأنا عمري ماشفت مخلوق حلو ويجنن ويدوخ مثلك..



أنهى عبارته ليتركها تقف متصلبة في مكانها غيظا..


ويميل على السرير ليحمل حسن الصغير ويضعه في فراشه وهو يقبله بحنو كبير


دون أن تنتبه جوزاء لأنها كانت غارقة في غيظها وأنفاسها تعلو وتهبط..



لم تشعر بنفسها إلا وعبدالله يشدها من يدها ليجلسها جواره .. انتفضت حينها بعنف وهي تصرخ بهستيرية: ما أبي أنام جنبك.. ما أبي..


أكرهك وقرفانة منك.. لا تقرب مني..كفاية عليك قبل أمس..


اللي كل ما تذكرته أحس أني بأرجع كل اللي في بطني!!



عبدالله وقف ليكتفها من الخلف وهو يضع يده اليمين على فمها ليسكت سيل صراخها..


ويطوق خصرها باليد الأخرى بقوة وهو يهمس في أذنها مباشرة بكل حزم:


بس قصري صوتش.. تبين تسمعين البيت كله؟؟


أنتي بتنامين جنبي.. ومالش مكان غير جنبي..


ولا تحاولين تنامين في مكان ثاني.. لأني مستحيل أسمح لش..



ثم انحدر صوته لعمق حنون: أربع سنين وأنا بس أحلم بأنفاسش جنبي..


لا تكونين بخيلة.. نامي بس على ذراعي.. والله العظيم ما أجبرش على شيء..






**********************************






"خالتي أنتي ما نمتي كلش؟؟"



كانت مزون تصحو على يد خالتها الحانية وهي توقظها لصلاة الفجر..وهي تهمس بهذه العبارة.. و يبدو عليها أنها لم تنم نهائيا..



عفراء همست برقة: من قال لش مانمت؟؟



مزون تعتدل جالسة: خالتي مبين عليش النوم ماطب عينش


عدا إن مكانش جنبي عاده على حاله.. مبين إنش حتى ماتمددتي عليه..


وش شاغل بالش..



عفراء بحنان: أنا اليوم شربت قهوة كثيرة يمكن عشان كذا..



مزون بحنان مشابه: زين كان تمددتي شوي وريحتي جسمش.. مايصير تصلبين نفسش وانتي حامل..



تنهدت عفراء بعمق


(ماذا أقول لكِ ياصغيرتي..؟؟


هل أقول لك عن الهم والتفكير اللذين جعلاني عاجزة عن مجرد وضع جنبي على فراشي


الذي أشعر به كمسامير حامية بعيدا عن عمك المتسلط


الذي سافر كهارب جبان مني ليترك كل شيء معلقا مقلقا


ولكن أكثر ما يؤرقني الآن أنه لم يكلمني ليطمئنني عليه!!


قلقة عليه ياصغيرتي.. قلقة.. هل قضى ليله كله في السواقة؟؟


أين وصل الآن؟؟


ينهشني القلق كذئب مسعور!!"



عفراء حينها سألت مزون باهتمام: مزون كلمتي أبيش البارحة؟؟


لأني أكلم منصور تلفونه كان مسكر..



مزون بعفوية: كلمته فديته.. يقول لي أنهم وصلوا الرياض بيباتون هناك.. ويمشون الصبح بدري!!



عفراء تنهدت بارتياح ثم همست بنبرتها الأمومية المغلفة بالارتياح بعد اطمئنانها على منصور: بأروح أقوم علي للصلاة..



مزون ابتسمت وهي تقف لتتجه للحمام: لا خالتي شكلش منتي بمركزة مرة وحدة


علي قال لنا عقب مارجعنا من العشا البارحة.. إنه بيطلع قبل الفجر.. عشان يصلي في الطريق للمطار..


لأنه فيه وفد بيوصلون الساعة 6 الصبح وهو اللي بيستقبلهم..


نسيتي؟!!



عفراء ابتسمت: ماعليه يامش.. حكم السن!!



مزون تبتسم: إلا قصدش حكم غياب حضرة العقيد..



عفراء بذات الابتسامة العذبة: اللي تبينه..


ثم أردفت بتحسر أمومي: ياقلب أمه عشان كذا نحيف وأكله شين.. ذا الشغل اللي ماله وقت.. مايخليه يأكل مثل العالم..



مزون لمعت عيناها: خالتي خلنا نزوجه.. وش رأيش في روضة بنت راشد؟؟..



عفراء تبتسم: صدق متفرغة.. روحي توضي وصلي.. وعقب زوجي أخيش على كيفش!!







********************************







مد يده ليقفل جرس المنبه الموضوع على الطاولة الصغيرة يساره.. ثم التفت لسالبة قلبه التي تنام عن يمينه..


مال ليقبلها بعمق وهو يتنفس عبق رائحتها من قرب..


حينها فتحت عيناها وهي تتأمله وعلى شفتيها ابتسامة سلبت لبه تماما..


أما ما استغربه تماما هي أنها مدت سبابتها لتمسح على أعلى شفتيه ثم على خده..


ارتعش داخله بخفة وقلبه يذوي مع ابتسامتها ولمساتها ..همس لها بابتسامة:


بسم الله عليش جوزا مسخنة وإلا شيء..



ابتسمت بخبث: تدري أنك اليوم تجنن.. وتطير العقل..



مال ليقبلها على جبينها وهو يتحسس حرارة جبينها بشفتيه ويهمس بذات الابتسامة:


خلني أتأكد من حرارتش.. شكلش عندش حرارة ضربت الفيوز كلها


عساها ضاربة كل يوم يالله ياكريم..



عبدالله وقف واستغرابه منها يتزايد.. فهما حتى استغرقا في النوم وهي تسبه وتصفعه بكراهيتها بمختلف الأشكال


فمالذي حدث لها الآن؟؟ وماهذا التغيير؟؟


أ يعقل أنها سلمت الراية بهذه السرعة؟؟


يستحيل.. يستحيل.. قلبه غير مطمئن أبدا لتغيرها غير الطبيعي ولا المنطقي!!



دخل الحمام ليتوضأ لصلاة الفجر.. وحينما نظر لوجهه في المرأة عرف سبب تغيرها..


كان سيخرج ليقتلها فورا لشدة غضبه التي ملأ كل عروقه..


ولكنه أكمل وضوءه بناء على نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم (الوضوء يطفئ الغضب)..


بينما جوزاء كانت مستغربة أنه لم يخرج حتى الآن صارخا متوعدا.. أو حتى ليلقي عليها يمين الطلاق..



حينما خرج لم يكلمها مطلقا.. كان يعلم أن هذا هو ما تريده..


تريده أن يثور عليها.. حتى تطلق لغضبها الأسود العنان..



توجه ليستخرج حقيبته من تحت السرير.. حينما رأته يضع غياراته وثوبه اليتيم في الحقيبة بينما ارتدى ثوبه الأخرى..


شعرت أنها تتمزق وذكرياتها المرة قبل 4 سنوات تعود لتحل الذاكرة المطرزة بالوجع..


لماذا لم يكتفِ بالثورة والصراخ؟؟ لماذا يريد أن يجرحها بهذه الطريقة المتوحشة؟؟


لماذا يريد ان يعيد كل مرارتها لروحها؟؟



اقتربت لتمسك بعضده وهي تهمس بصوت مبحوح: وين بتروح؟؟



انتزع عضده من يدها وهو يهتف بحزم: بأسافر..



صرخت به بألم: نذل وطول عمرك نذل.. روح إن شاء الله ما ترجع..



حينها اعتصر وجهها بقسوة وهو يصر على أسنانه بحزم قاسٍ:


تدرين أنا ماتخيلتش مريضة لذا الدرجة.. تحلقين نص شنبي ولحيتي..


هذي سوات حد عاقل..



دفعت بيده بعيدا عن وجهها وهي تهتف بعضب مكتوم:


وأنا ما كذبت عليك.. قلت لك إني مريضة ببركاتك.. وبركات فعايلك..


ثم همست بتهكم مرير: بعدين مهوب أنت اللي قلت سوي فيني اللي تبينه


بس لا تلمسين أغراضي ولا أوراق شغلي..


أنا سويت مثل ما قلت لي.. خلاص يا ابن الحلال.. فكني وافتك من شري وخبالي..


بدل منت تمسخر علي في الطالعة والنازلة!!



عاد ليغلق حقيبته وهو يهتف لها بحزم: ما تطلعين من البيت مكان لين أرجع.. سامعتني..



جوزاء بغيظ: زين وين بتروح؟؟



ارتدى غترته ولفها حول وجهه لتخفي وجهه الذي بدا كخريطة وأجزاء مختلفة من عارضه وشنبه اليمين محلوقين بغير استواء


وحمل حقيبته وهو يهتف بحزم بالغ: مهوب شغلش..



غادر غرفته.. لتنهار هي باكية على السرير.. ومخططها كاملا ينهار..


كان غرضها أن تجعله سخرية للجميع حين يضطر لحلق شنبه وعارضيه كاملين


ولكن أن يتركها ويسافر بهذه الطريقة وبعد 3 أيام من زواجهما


ليجعلها هي عرضة للسخرية والأقاويل فهذا مالم تحتمله مطلقا.. ومرارة الذكريات تدهس مشاعرها بلا رحمة..


بلا رحمة!!


.


.



في الأسفل قابل والده الذي كان يغلق باب غرفته ووجهه مازال يتقاطر مائه من أثر الوضوء..


مسح وجهه بطرف غترته وهو يرى عبدالله نازلا بحقيبته..


هتف له بحزم أخفى خلفه قلقا شاسعا ومرارة ذكرى جارحة:


عبدالله وين بتروح؟؟



عبدالله يتأكد من لف غترته على وجهه ويهتف باحترام: عندي شغل في الدمام.. ولازم أكون هناك الساعة 10 الصبح..


أسبوع جعلني فداك وأرجع..



أبو صالح بنبرة غضب: وليه ماقلت لي البارحة؟؟



عبدالله بنبرة احترام أكثر ودا: نسيت.. توها جوزا ذكرتني.. وإلا كان نسيت الموعد..



أبو صالح بنبرة حازمة: زين وش فيك متلطم؟؟



عبدالله كح ثم حاول أن يهمس بنبرة طبيعية: متسبح وما أبي مكيف السيارة يلفحني..


أنا رايح بأصلي على الطريق.. وبأكلمك إن شاء الله أول ما أوصل



قالها وهو يتناول حقيبته ويخرج بينما أبو صالح يهتف بذات نبرته الحازمة:


تمهل وأنت تسوق.. وحط بالك على الطريق






**************************************




اليوم التالي





" تقبل الله طاعتكم"



زايد يلتفت لمنصور الذي مازال الحلاق يحلق الجزء الأخير من شعره ويهتف بحميمية فخمة: وتقبل الله طاعتكم بعد كم ثانية..



منصور انتهى بالفعل من حلاقة شعره ووقف وهو يهتف لزايد بابتسامة:


وهذا حن خلصنا وتقبل الله طاعتنا جميع..


يالله يأبو كساب نروح الفندق نسبح ونتغدى..



الاثنان غادرا متجهان للفندق القريب جدا بينما كان زايد يستخرج هاتفه من حزامه المعقود حول إزار الإحرام ويتصل بمزون..



حينها وجد منصور أنه من الذوق أن يتصل بعفراء حتى لا يستغرب زايد عدم اتصاله بها..


أو ربما أقنع نفسه أن اتصاله بها هو من الذوق.. بينما هو من الشوق ولا شيء سواه!!



حين أخرج هو أيضا هاتفه من حزامه تفاجأ بوجود اتصال ورسالة منها..


لم يسمع رناتها لأنه وضع هاتفه على الصامت..


حتى لا يشغله شيء عن عبادته وخطوات عمرته..



فتح رسالتها :


" منصور عيب عليك


على الأقل عشان شكلنا قدام زايد وعياله


وأنت حتى تلفون مادقيت عليّ


.


هانيك مازرت"



منصور تنهد بعمق.. هو أكثر اشتياقا لها مما تتصور.. وأكثر لهفة على سماع صوتها..


لكن منصور يريد أن ينتهي من هذه المشكلة تماما..


يحبها ويريدها له فقط.. أين المشكلة في هذا؟؟


ماهي الجريمة التي ارتكبها؟؟



لذا وحتى ينتهي من هذا القضية بشكل نهائي.. فإن عفراء لابد أن تشعر بخطأها


حتى لو كان في طريقه لإشعارها بالخطأ سيعتصر قلبه ويخنق مشاعره حتى حين..


أ ليس هذا ما يفعلونه في العسكرية؟؟


ينحون كل مشاعرهم حتى يصلوا للهدف؟!!


فلماذا يبدو الأمر بهذه الصعوبة الآن؟؟


لماذا يراه عسيرا إلى درجة المستحيل؟!!


ولكن مهما كان صعبا .. فلابد من التنفيذ..


فهو لم يعتد التقاعس ولا التهاون!!



تناول هاتفه ليتصل ليصب صوتها الدافئ الرقيق المثقل باللهفة في حنايا روحه:


هلا والله أني صادقة !!


وينك هذا ذا كله ماكلمتني!! صبيت قلبي!!



يشعر أن رأسه يؤلمه.. وقلبه يؤلمه.. وروحه تؤلمه وهو يجد نفسه مضطرا أن يرد عليها برسمية:


توني خلصت العمرة.. وتلفوني على الصامت



تسأله بلهفة: ومتى بتجي إن شاء الله؟؟



أجابها بذات النبرة الرسمية: بكرة في الليل بنمشي من هنا .. وبعد بكرة الليل إن شاء الله عندكم


ويالله مع السلامة.. وصلنا الفندق..



وانتهى الاتصال..


لتلقي عفراء هاتفها جوارها بأسى.. لم يسألها حتى عن صحتها..


رغم أنه غادر وهو يعلم أنها تعاني من اشتداد الوحم عليها.. وبالكاد يبقى أي طعام في معدتها..


رغم تسلطه في الأوامر ولكنها لم تعتد منه حين يحاورها إلا الحنان المصفى الخالص..


يا الله كم اشتاقت له!! كم اشتاقت له!!


فمتى ينتهي كل ما يبعد بينهما بلا معنى؟!!


متى ينتهي؟!




لم تعلم أن الطرف الآخر الذي أنهى الاتصال كان أكثر أسىً منها


مؤلم هذا التظاهر بعدم الاهتمام بمن تذوب اهتماما به!!


وخصوصا أنه لم يعتد على التظاهر أبدا.. فكيف يتظاهر أمامها هي؟؟


ولكنه بالفعل يريد أن ينتهي من هذه المشكلة نهائيا حتى لا تعود مطلقا للظهور وإفساد حياتهم!!


فعفراء لابد أن تترك عملها.. ولابد أن تعلم أنه موضوع غير قابل للنقاش أبدا!!







****************************************







تجلسن حول قهوة العصر.. جوزاء كانت تتولى مهمة سكب القهوة..


في الوقت الذي كانت عالية تلتهم صحنا من الكعك..



أم صالح هتفت بغضب: أنتي يا بنت ما تستحين.. يومش قاعدة كنش بقرة ومخلية أم حسن تصب القهوة..


قومي لا بارك الله في عدوينش قهوينا !!



عالية وهي مستمرة في حشو فمها بالكعك: ياكبرها عن الله.. أم حسن مرة وحدة..


تراها كلها إلا الجويزي.. والفرق بيني وبينها سنة يتيمة..


لولا إن أخيها الأحول كان مضيع الدرب.. والمفروض خطبني من سنين


وإلا كان ذا الحين عندي عيال كبر حسون..


وبعدين خليها تصب لش القهوة.. هي اللي مرت ولدش مهوب أنا..


أنا خلي الطاقة اللي عندي أصب لعمتي حبيتي أم الدحمي!!



جوزاء تحاول أن تكتم ضحكتها لانها تعلم أن غضب أم صالح سيحل في التو واللحظة..


وبالفعل رشت أم صالح مابقي في فنجانها من القهوة على عالية وهي تهتف بغضب شديد:


ألا ياقليلة الحيا يا مضيعة السنع.. الظاهر أني ماعرفت أربيش..


قومش الدلع والزلاب ما عرفتي مس العصا لين تعلم في جنوبش..


لو أنش قد اضربتي لين تعرفين إن الله حق.. ماكان ذي بعلومش يا مسودة الوجه..


أنتي وش أنتي يا مضيعة المذهب؟؟ البنت قاعدة وأنتي تحكين على أخيها كن قدش في بيته..


وش بتسوين لا قدش عنده.. وذا حكاش من ذا الحين...


اللي بيقول إن آل ليث ماعرفوا يربون بنتهم!!



عالية تقفز وهي تنفض ملابسها من بقايا القهوة وتقبل رأس والدتها وهي تهمس بمرح:


أفا صفوي.. أفا.. قد ذا أخرتها.. أنا علوي حبيبتش.. ترشيني بالقهوة الحارة..


زين إنها ماجات إلا على ثيابي..


لو إن وجهي احترق.. كان طحت في كبدش أكثر ما أنا طايحة..


وبعدين يمه تجين تشرهين علي ذا الحين.. لو أن في رأسي عقل.. كان قد طلع..


ماكان انتظر 24 سنة لين يطلع!!



أم صالح تقف وهي تتعكز على عصاها وتهتف لعالية بغضب لطيف:


اندبلت كبدي من مقابل وجهش اللي مغسول بمرقة.. بأروح أتقهوى عند قصيرتي أخير لي .. (قصيرتي=جارتي)



عالية قفزت مع والدتها.. لتحضر لها عباءتها وهي توصي الخادمة أن تسندها جيدا حتى توصلها وتبقى معها حتى تعيدها..



ثم عادت لتجلس مرة أخرى.. جوزاء همست بابتسامة أقرب للجدية وهي تطعم حسن بعض الكعك:


عالية لا تثقلينها على أمي صافية.. شكلها زعلت صدق..



عالية تبتسم: يا بنت الحلال أمي أصلا لو ماملغت عليها تحسب أني مريضة..


خلها تطمن أني في كامل اللياقة الصحية..



حينها همست جوزاء بجدية تامة واهتمام كبير: بس أمش ماعادت مثل أول.. أقل شيء يأثر عليها..



عالية تنهدت: يا بنت الحلال.. إذا على ملاغتي وقلة حياي على قولتها فهي متعودة عليها..



حينها هتفت جوزاء بشبح ابتسامة: وأنتي ناوية تقعدين كذا عقب الزواج بعد..


منتي بناوية تركدين يعني!!



حينها اتسعت ابتسامة عالية: يا بنت الحلال كان جبتيها على بلاطة وقلتي اللفة ذي عشان أخيش تحاتينه..


أنتي شوفي.. أكيد أخيش مسوي ذنب كبير في حياته.. عشان كذا ربي بلاه فيني..


ومن أعمالك سُلط عليكم..



جوزاء بابتسامة عذبة: والله الواحد يستغرب وحدة بمخش وذكائش وتخصصش الصعب.. وماخذة الدنيا نكتة كذا!!



عالية تهز كتفيها: يأختي شيل ده من ده يرتاح ده عن ده..


يعني ضغط من كل ناحية.. دا يبئى موت وخراب ديار ..


طبعا كلها أمثال هريدي خال سميرة.. الله لا يحرمنا فلسفته الأزلية في الحياة!!



ثم أردفت بخبث: خليش مني أنا اللي على الرف..


أشلون تخلين عبود يروح ويخليش وأنتي حتى أسبوع ماكملتوا


لو الدحمي يسويها.. تدرين وش أسوي فيه؟؟


أعلقه من أذانيه في المروحة.. وأشغلها على أعلى سرعة..


يا اختي ما لحقتوا تشوفون بعض حتى!! عرسان توكم



حينها همست جوزاء باصطناع: عنده شغل.. وشغله ألزم عليه من أي شيء


وبعدين وش عرسانه الله يهديش.. عدينا متزوجين من أكثر من أربع سنين وداخلين على الخامسة..



عالية هزت كتفيها: بس غريبة يرسلونه في شغل وهو ماله أسبوع مستلم وظيفته!!



هزت جوزاء كتفيها بحركة مشابهة وهي تشعر أن درجة حرارتها ترتفع خوفا من اكتشاف عالية لشيء: أكيد فيه شيء ضروري احتاجوه فيه..



عالية بحماس: زين دام أخي اللي ماعنده ذوق راح في شغل


اشرايش أطلع أنا وأنتي وحسون نتمشى شوية في حياة بلازا وعقب نلاعب حسون في جنغل زون..



جوزاء هزت رأسها رفضا: لا فديتش.. ماعليه.. ما أقدر..



عالية بالحاح: ليه ماتقدرين؟؟



جوزاء لا تريد أن تخبرها أن هذه أوامر عبدالله الذي طلب منها عدم الخروج من البيت..


فرغم كراهيتها العميقة له.. ولكنه يبقى زوجها.. وعصيان أمره بهذا الشكل المباشر


ذنب لا تجرؤ على ارتكابه خوفا من ربها لا منه..


أجابت بابتسامة مُدعاة: ما أبي أروح معش يأختي.. ما أبي إلا خوة أبو حسن..وش ذا اللزقة؟!!



عالية لوت شفتيها بقرف تمثيلي: عشتو.. عبود والجويزي.. شين السرج على البقرة!!


إلا تعالي بعلش المبجل وين شغله اللي هو راح له؟؟



هنا شعرت جوزاء كما لو كانت حُشرت في أضيق زاوية.. لا تعلم بماذا تجيبها..


تعلم أنه أخبر والده أنه ذاهب في عمل.. لكن والده لم يحدد لهم المكان..


بينما من المفترض أنها أول من يعلم..


لذا حاولت التخلص بذكاء وهي تقفز وتهتف بتذكر مصطنع:


الله يذكرش الشهادة.. ذكرتيني أكلمه.. لأنه قال لي أتصل له أقومه لصلاة العصر


وأنا نسيت.. الحين أكيد بيعصب إن الصلاة في المسجد فاتته!!



غادرت وهي تهتف في داخلها بغضب: النذل يبي يصغرني قدام هله!!


يبي يبيني طوفة عنده ما يعلمني بشيء!!


زين ياعبدالله.. اطفش مثل ماتبي.. مصيرك راجع وين بتروح!!






*************************************






اليوم التالي




" الحلو عاده زعلان علي؟؟"



قال كسّاب عبارته هذه وهو يشير بسبابته لخده.. والغريب أنها قبلته بكل رقة حيث أشار تماما بينما كانت تهمس بحزم:


بصراحة عادني زعلانة..



ابتسم كسّاب بتلاعب: لك حق تزعل.. ثم لك حق نرضيك..



حينها ابتسمت بتلاعب أكبر: هذا الشطر الأول.. والبيت له شطر ثاني..



حينها ربت كسّاب على خدها وهو يهتف بنبرة مقصودة:


لا ياشاطرة.. الشطر الثاني بدري عليش..



أزالت كفه عن خدها وهي تهمس بذات نبرته المقصودة:


متأكد إنه بدري؟؟..



ارتدى حينها جاكيته وهو يهتف بحزم: يالله خلينا ننزل نشتري باقي اللي تبينه..


بكرة رحلتنا في الليل


ونبي نروح بكرة الصبح نزور بنت خالتي قبل نسافر..



كانت كاسرة ترتدي عباءتها حين رن هاتفه والتقطه لتعرف أنه يكلمه مدير مكتبه الذي يهاتفه كل يوم..


ولكنه هذه المرة كان صوته أكثر علوا وتحكما وغضبا وقسوة:


زين .. دواكم عندي.. أنا راجع الدوحة بكرة طيارتي في الليل متأخر


وبعد بكرة الصبح بدري بأكون عندكم في الشركة..


والله لو مالقيتوا حل للي سويتوه.. أني لأفنشكم كلكم..


أنا قايل لك ألف مرة وموصيك أنت بالذات.. إنه مشروع الوالد تحط عينك عليه لين أرجع..


قايل لك مشروع الوالد لازم يكون فوق المتوقع.. مهوب تقول لي خطأ بسيط في المخططات ويتصلح..


إذا احنا تونا في المخططات وغلطتوا فيها وش بتسوون لا بدينا الأساسات..


............................................


بنبرة أكثر غضبا: أقول لك؟؟..


خلاص.. لا تصرف في شيء لين أرجع..وقفوا كل شيء.. أنا بأحل السالفة بنفسي


خلاص ماعندي ثقة فيكم..


جايكم وبأسود عيشتكم على اللي سويتوه..



كسّاب أنهى الاتصال وألقى الهاتف على السرير بغضب..


بينما كانت كاسرة تهتف بكل هدوء وهي تغلق حقيبة يدها:


ترا هذا مهوب أسلوب تكلم فيه موظفينك..



كساب بغضب متفجر: كاسرة شغلي مالش دخل فيه.. وما أسمح لش تعطيني نصايح فيه


وشيء ثاني إذا شفتيني معصب الأحسن ما تناقشيني.. لأني ما أضمن اللي بأقوله..



كاسرة ببرود متحكم مغاير لغضبه: عصبيتك على نفسك.. واللي بتقوله ما يهمني ولا راح يأثر فيني..


إذا شفت شيء غلط بأقول إنه غلط


وأنت بكيفك لا تقبل النصيحة..


لكن هذا حقك علي.. وأنا لازم أسويه..



كساب ينتفض غضبا: كاسرة أنا واصل حدي من العصبية.. اتقي شري واسكتي من غير فلسفة فاضية..



كاسرة قررت أن تصمت ليس لأنها خائفة من تهديده.. مطلقا..


ولكن لأنها لم تكن تريد استفزازه وهي ترى كيف تغير لون وجهه من الغضب


دلالة على غضب عارم..


يبدو أنه غاضب فعلا من موظفينه ولم ترد أن تزدها عليه وهي تحتكم لمنطقيتها..



بينما قرر هو أن يخرج ليركض قليلا لكي يخفف من ضغط غضبه المتزايد


فآخر مايريده حدوث أي خطأ في مشروع والده بعد ان وعده أنه سينفذ له المشروع على أعلى مستوى..


في داخله ورغم كل اختلافه مع والده لكنه لا يريد أن يخسر ثقته التي منحها له..



خرج دون يتوجه بكلمة واحدة لكاسرة التي كانت تقف بعباءتها..


حينما خرج نزعت كاسرة عباءتها ببساطة وعلقتها لتعود وتجلس ببساطة أكبر..


فهذا الزوج المتقلب العاصف لا يُعرف أبدا ماهي خطوته التالية.. فلترح ذهنها من التفكير إذن!!






*****************************************







"جوزاء منتي بنازلة خالاتي تحت يسألون عنش"



جوزاء تمسح وجهها وتهمس بسكون: بلاها عالية..


أنتي عارفة اللي بيصير.. هم بيقطون حكي.. وانا بأرد بحكي أكبر منه


وأنتي عارفة إن أمي صافية ماعاد تستحمل.. بلا مانقرفها بقرفنا..



عالية تغلق الباب وهي تهمس بطبيعية: براحتش



بينما جوزاء كانت تلكم السرير بقوة..


(النذل.. النذل.. النذل !!)



يومان مرا منذ سافر...


تعلم أنه أتصل بوالدته ووالده وكل أشقائه.. ولكن هي لا..


آخر ما تريد أن تسمعه.. هو صوته البغيض.. لكنها لا تريد أن تبدو كالمنبوذة حين تُسأل (هل اتصل بك زوجك اللئيم؟؟)


فلا تجد جوابا ترد به.. وخصوصا في وجود خالاته البغيضات..


كانت تريد أن تجعله مسخرة للجميع.. فإذا به من يجعلها المسخرة..



" أكرهك.. أكرهك


حقير.. طول عمرك حقير.. وبتموت حقير"



وهي غارقة في أفكارها رنة رسالة تصل هاتفها..


كانت تهمس بغيظ وكراهية( تذكرني الأخ أخيرا) وهي تفتح الرسالة:



" اشتقت لش


مهوب مشتاق بس إلا ميت من شوقي


وحشتيني يا روح الروح..


أشلون قلبي اللي خليته بين إيديش؟؟"



كتبت له:



"قلبك هرب معك يالجبان


عساك مبسوط بس بهريبتك؟؟"



يصلها رده:



" أنا لو قعدت.. لو حد سألني ليش حالق لحيتك وشنبك


بأقول لهم اللي صار


وش رأيش؟؟


.


أدري اشتقتي لي!!


ماني مطول.. خلي لحيتي وشنبي يطلعون لو خفيف وبأرجع


وعقب نتحاسب على ذا الموضوع


لأنه مابعد تحاسبنا"



اعتصرت الهاتف بغضب في يدها وهي تكاد تحطم الأزرار وهي تضغط عليها بكل قوة:



" أشتاق أشوف ملك الموت ولا أشتاق لك


وحسابك مايهمني


أعلى مافي خيلك اركبه"



توقعت أنه سيرسل لها رسالة تهديد أو تحقير لذا كانت صدمتها البالغة مما أرسله:



" إيه وش عليش؟؟ أكيد ما تهتمين


لأنش تدرين إن الغلا خلاش شيخة على قلبي


تحكمين وتأمرين وتطاعين"



ألقت الهاتف بغيظ جوارها وهي تقرر ألا ترد عليه


تستطيع تقبل أي شيء إلا الكذب


تكره الكذب أكثر من كل شيء في العالم..


وتكرهه هو أكثر إن كان صادقا فيما يقول!!






*********************************






" عمي راجع الليلة خلاص


على كثر ماني مشتاقة لأبي


على كثر ما تمنيت أنهم يطولون وهم سالمين


عشان نكسبش عندنا شوي"



تهمس عفراء في داخلها:


"خلاص يأمش ماعاد فيني اشتقت لعمش المتسلط


اليومين اللي فاتوا ما سمعت صوته إلا بالقطارة


يكلمني: أشلونش تبين شيء وبس؟؟


ولو كلمته يرد علي برسمية


ما أدري عاده زعلان.. وإلا أكذب على نفسي وأقول يكلمني كذا عشان زايد معه؟؟"



أجابت عفراء بمودة:خلاص هذا كساب ومرته جايين.. ماعاد تبين حد!!



ابتسمت مزون: يا الله ما تتخيلين وش كثر مشتاقة أشوفه وهو رجّال متزوج


ومشتاقة أكثر لصراخ بيبي عندنا في البيت.. الله يرزقهم عاجلا غير آجل..



عفراء بمودة: آمين..


ثم أردفت بتساؤل: إلا تعالي كلية الطيران ليش مكلمينش اليوم؟؟


كنتي بتقولين لي.. والخدامة قطعت السالفة..



مزون بعفوية: هذي سكرتيرة رئيس الكلية تقول إنه رئيس الكلية موجه لي دعوة شخصية..


عشان أحضر لقاء مفتوح مع البنات الجدد اللي يبون يدخلون الكلية


يقول يبيني ألقي كلمة...



عفراء بتحذير أمومي: بلاها ذا السالفة كلها.. دامش خليتي الطيران..



مزون بحذر: أنا قلت لها ما أقدر.. بس هي قالت لي إنه بيكلمني على جوالي بنفسه..


ما أدري خالتي.. رئيس الكلية أعزه واجد كان يعاملني مثل بنته.. حتى هو حذرني من الشغلة قبل أربع سنين.. بس أنا ماطعته..


وبعدين السالفة كلها لقاء مع بنات والصبح الساعة 9.. وكلمتين ونمشي.. عشان خاطره!!



عفراء حينها سألت بنبرة مقصودة: واللقاء وين بيكون؟؟



مزون هزت كتفيها: قالت لي في أوتيل بس مابعد حددوه غالبا الشيراتون أو الريتز.. وعلى العموم أنا بأطلب من علي يروح معي..



حينها هتفت عفراء بحزم: قلت لش الشغلة ذي مالها داعي..


الحين ظنش إنهم بيسوون حفل في الشيراتون عشان البنات بس؟؟..وش عشانه يتخسرون عشانهم؟؟


أكيد اللقاء بيكون مشترك طلبة وطالبات.. هذا لو ماكانوا مسوين حفل كبير وعازمين ناس واجد..


انسي السالفة ذي واعتذري لهم.. ماصدقنا خلصنا من ذا السالفة!!







************************************








" يالله قومي نلحق نجيب الأغرض اللي تبينها"



صحت من غفوتها على يده تهز كتفها.. اعتدلت جالسة وهي تمسح وجهها


وتهمس بنبرة محايدة: كساب مافيه شيء ضروري


أنا كنت أبي شوي هدايا وممكن ناخذها من السوق الحرة بكرة



كسّاب يهتف بحزم: وأيش اللي يخلينا نغير مخططاتنا..؟؟


يعني عشان كنت معصب شوي..


خلاص لفتين ركض حوالين الفندق وفرغنا ثورة الغضب..


تعودت أفضي زعلي مهما كان كبير أني أحرق جسمي بالحركة..



كاسرة تقف وتهمس بنبرة مقصودة: زعلك مهما كان كبير؟؟!!


عطني مثال بعد!!



لا تستطيع أن تمنع نفسها من السؤال حول أي شيء قد يفتح لها بعض أبوابه المغلقة!!


تعبت من هذا الغموض الذي يحيط به دون بارقة أمل في تبديده!!



بينما كساب كان يخلع قميصه ليغيره وهو يهتف لها بحزم بالغ أقرب للغضب:


تدرين كاسرة ترا مهوب وقت التذاكي حقش..


تبين تجيبين لش أغراض؟؟ أو أنا بأطلع؟؟



كاسرة بحزم مشابه: كسّاب لا تخيرني بذا الطريقة..


كنك تتفضل علي يوم تطلعني..


أنت تبي تطلع معي.. طلعنا.. ؟؟


تبي تطلع بروحك.. براحتك..؟؟



كساب يتجه للباب وهو يهتف بتصميم غاضب:


دام رجعنا لفلسفتش الفاضية.. أطلع بروحي أحسن..







************************************






ربما تكون هذه المرة الرابعة التي تُعيد فيها ترتيب غرفتها..


والمرة العاشرة التي تعيد فيها تعديل الزينة على وجهها.. ووتتأكد اكتمال فتنتها وانسياب فستانها..


تريد أن يكون كل مايراه أمامه على أحسن هيئة..


وتريد أن تجد لها شيئا تلتهي فيه قليلا..


فهي عادت لبيتها من بعد صلاة العصر ..رغم أنها تعلم أنه لن يعود قبل العاشرة ليلا..


بدا لها هذا اليوم غاية في الطول ولا يريد أن ينقضي أبدا..


رتبت ثم أعدت العشاء ثم تأنقت.. وبخرت البيت كله لعشرين مرة..


ومازال لم يصل حتى الآن!!



رغم أنها أرهقت نفسها بالتفكير اليومين الماضيين..


ولكنها حتى الآن لم تصل لقرار.. وكأن كل شيء معلق حتى يعود منصور..


فكل التفكير متعلق به!!


وكل الحياة متعلقة به!!


وكل شيء يبدو باهتا ولا قيمة له أمامه ومقارنة به!!


كلما حاولت أن تقسي تفكيرها قليلا حفاظا على حياتها العملية وقراراتها الشخصية..


يعود ليتحكم بها قلبها الرقيق ليذكرها أن هذا الرجل أعطاها من المشاعر التي لم تكن لأحد قبلها..


أعطاها المشاعر التي لم تعرفها هي إلا معه هو فقط!!


ذكرها أنها أنثى.. وأشعرها بأنوثتها وهو يحتويها بحنانه ورجولته!!


قد لا يكون هو الاحتواء الذي أرادته.. بالطريقة التي أرادتها..


ولكن الحياة لا تعطينا كل شيء..


والآن يكفيها من الحياة منصور.. فالحياة كلها لا قيمة لها بدونه!!



كانت هذه أفكارها التي أخرجها منها سماعها لصوت سيارته يدخل الباحة..


قفزت بلهفة لتنظر عبر النافذة..


وعيناها تراقبانه بلهفة عميقة.. وهو يوقف سيارته.. ثم ينزل منها متجها للبيت بخطواته الواسعة الواثقة..



" يا الله.. اشتقت لك..


اشتقت لك فوق ما تتخيل!!"







#أنفاس_قطر#


.


.


.


يالله أكيد عرفتوا العشرين نجمة لمن؟؟


لــ زارا..


جدعة يا بنت.. جبيتيها بالملي..لدرجة أني شكيت أنش تكونين هكرتي على جهازي و قريتي البارت


أنا مبهورة فيش يا بنت.. جد مبهورة.. يعني توقع دقيق بالفعل للي في ظهر كساب..


حتى محاولة التفسير لما فسرتي لأبلة إرادة.. وردت في حوار القصة


يا الله زوير افتحي الدكان على مصراعيه وعلقي فوقه العشرين نجمة!!


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 07-10-10, 07:10 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح المودة يا أهل المودة


نهار موفق ومغمور برحمات الرحمن ورضاه


.


ما أبي أطول عليكم لأن بارت اليوم طويل وتعبني


بس فيه شوي تساؤلات أو ملاحظات


.


حلاقة جوزا لشنب ولحية عبدالله


تدرون بنات أنا أتحسب للملاحظات الذكية


عشان كذا توقعت البعض يقولون أشلون عبدالله ما حس بها..


لاحظوا أني قلت إنها حلقت بس أجزاء من الناحية اليمين


الناحية اللي هي كانت نايمة عليها.. يعني ماتعمقت في الحلاقة ولا حلقت كل شيء..


الشيء الثاني اللي خطر ببالي عقب إنه البنات أكيد ظنوا إنها حلقت له بموس عادي


عاد أقول يمكن هذا غلطي إني ما وضحت..


لكن بنات تذكروا أن جوزا كم مرة تحلفت له وقالت له أوريك..


يعني تخطيطها للحلاقة ليس تخطيط مرتجل.. خذت أقرب موس وحلقت له


لكن أكيد إنها جابت موس بروفنشال عشان مايحس فيها


هذي كانت الفكرة اللي برأسي.. ظنيتها وصلت لكم.. بس الغلط غلطي إني ماوضحت أكثر


تدرون بنات أنا توقعت ملاحظة ثانية


إنه زين إنه الموس مانزل شوي وقص رقبته.. لأنه الموس البروفنشال حاد جدا جدا ..


يعني مسحة صغيرة على خده بتشيل الشعر بدون مايحس بأي شيء أبد


تدرون بنات وأنا أكتب هالموقف قلبي عورني..


لأني ما أتخيل مرة تسوي كذا لرجالها مهما كان زعلها عليه..


هذا شنب الرجال ولحيته تطير فيها رقاب..


لكن أنا حبيت أجيب هالموقف بالذات عشان أجيب لكم وين وصلت كراهية جوزا


ووين وصل حلم عبدالله ومحبته لها


.


.


الشيء الثاني


فيه بنات تسائلوا هل ممكن إن كاسرة وكساب قاعدين يمثلون على بعض لين يرجعون الدوحة


أقول لكم كاسرة لا.. كاسرة واضحة جدا أمامكم وأنا قاعدة أبين لكم أشلون تتدرج مشاعرها بالتفصيل


لكن كساب ما يمثل لكن يخطط.. غموضه مقصود.. وانتظروا عليه شوي..


.


اليوم بارت عاصف مثل ماقلت لكم


على الأقل من وجهة نظري.. يمكن مايكون كذا من وجهة نظركم


لأنه هذا البارت بيحوي تحول كبير في العلاقة بين عفراء ومنصور


ثم بيكشف لكم بعد ذلك عن إحساس مخبأ عند كاسرة


ثم ينتهي بقفلة خاصة شوي ويمكن مُنتظرة من زمان


.


إليكم


البارت التاسع والأربعون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.






بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والأربعون






ربما تكون هذه المرة الرابعة التي تُعيد فيها ترتيب غرفتها..


والمرة العاشرة التي تعيد فيها تعديل الزينة على وجهها.. ووتتأكد اكتمال فتنتها وانسياب فستانها..


تريد أن يكون كل مايراه أمامه على أحسن هيئة..


وتريد أن تجد لها شيئا تلتهي فيه قليلا..


فهي عادت لبيتها من بعد صلاة العصر ..رغم أنها تعلم أنه لن يعود قبل العاشرة ليلا..


بدا لها هذا اليوم غاية في الطول ولا يريد أن ينقضي أبدا..


رتبت ثم أعدت العشاء ثم تأنقت.. وبخرت البيت كله لعشرين مرة..


ومازال لم يصل حتى الآن!!



رغم أنها أرهقت نفسها بالتفكير اليومين الماضيين..


ولكنها حتى الآن لم تصل لقرار.. وكأن كل شيء معلق حتى يعود منصور..


فكل التفكير متعلق به!!


وكل الحياة متعلقة به!!


وكل شيء يبدو باهتا ولا قيمة له أمامه ومقارنة به!!


كلما حاولت أن تقسي تفكيرها قليلا حفاظا على حياتها العملية وقراراتها الشخصية..


يعود ليتحكم بها قلبها الرقيق ليذكرها أن هذا الرجل أعطاها من المشاعر التي لم تكن لأحد قبلها..


أعطاها المشاعر التي لم تعرفها هي إلا معه هو فقط!!


ذكرها أنها أنثى.. وأشعرها بأنوثتها وهو يحتويها بحنانه ورجولته!!


قد لا يكون هو الاحتواء الذي أرادته.. بالطريقة التي أرادتها..


ولكن الحياة لا تعطينا كل شيء..


والآن يكفيها من الحياة منصور.. فالحياة كلها لا قيمة لها بدونه!!



كانت هذه أفكارها التي أخرجها منها سماعها لصوت سيارته يدخل الباحة..


قفزت بلهفة لتنظر عبر النافذة..


وعيناها تراقبانه بلهفة عميقة.. وهو يوقف سيارته.. ثم ينزل منها متجها للبيت بخطواته الواسعة الواثقة..



" يا الله.. اشتقت لك..


اشتقت لك فوق ما تتخيل!!"




شعرت أن الثوان التي.. تمر كأنها ساعات متطاولة


حتى رأته يدخل بهدوء خطواته الواثقة الصارمة..


وقــفــت..


كانت تنظر له بتعمق كأنها تريد أن تروي ناظريها منها..


تأثرها يتعاظم وهي تتذكر أنه تزوج لثلاث مرات.. ومع ذلك لم تكن مشاعره لأحد سواها!!


هذا الرجل العظيم المعتد بذاته إلى أبعد الحدود.. لم يسكب مشاعره إلا بين يديها!!



ألقى السلام بنبرة جافة..


فردت عليه بنبرة مثقلة دفئا: وعليكم السلام وهانيك مازرت..



رد عليها بذات النبرة الخشنة الجافة التي يخاطب فيها مجنديه حينما يريد إشعارهم بالذنب:


هانيش خير وعافية..



اقتربت لتتناول منه غترته.. ولكنه تناولها بنفسه وهو يلقيها على المقعد ثم يجلس في مكان بعيد عنها!!


بينما كل ماكان يريده أن يدفنها بين ضلوعه التي أضناها الشوق..


أن يُشبع رئتيه الملهفوتين من دفء رائحتها/ أكسجينه للحياة..



اعتصم بصمته الفخم.. بينما كان يحترق من رغبته أن يسألها..


كيف هي؟؟ وهل اشتاقت له كما اشتاق لها؟؟


هل عجزت عن النوم كما عجز هو عن النوم الأيام الماضية؟؟


وهل مازال زايد الصغير يتعبها كما يفعل والده؟؟




همست له برقة مصفاة وهي تقترب لتجلس جواره: أجيب لك عشا؟؟..



فأجابها بخشونة: تعشيت مع زايد في الطريق..



تنهدت.. مازال حتى الآن لا يعرف أنه باللين سيحصل على كل مايريد


همست بمصارحة عذبة: عادك زعلان؟؟



أجابها بحزم: أنا ماسك روحي بالغصب...


فمافيه داعي تفتحين الموضوع عشان ما أضايقش..



أجابته بحزم رقيق: لو مافتحناه اليوم فتحناه بكرة..



حينها تفجر غضبه المكتوم: كل اللي سويتيه غلط في غلط.. أول شيء تعانديني في سالفة الشغل..


ثم تسكرين على روحش في غرفة كنش خايفة مني..


ثم عقبه تطلعين من البيت وأنا راقد بدون ماتعطيني خبر..



الغريب أنه وهو يتدفق بحمم غضبه كانت هي تبتسم بشفافية بالغة الحميمية..


رغما عنها.. ليس في ذهنها سوى أنها تريد أن تخبره كم تحبه!!


حتى وهو يبدو كطفل غاضب منهمر بصراخه !!



استمر في غضبه الحازم المشتعل: ليش تبتسمين ؟؟ لذا الدرجة كلامي يضحك؟؟



تفجر استغرابه وهي تمد أناملها لتمسح على عارضه وهي تهمس بذات الابتسامة الشفافة وهي تنـزف مشاعرها الصافية بين يديه


لا يمكن أن تصبر أكثر عن همس كلماتها بين يديه..


فهي بحاجة بالفعل لإخباره بمدى حبها له.. تعبت من هذا الغضب العقيم وتريد انهائه:


تدري إني أحبك..


حتى وأنت زعلان أحبك..


حتى وأنت معصب أحبك.. حتى وأنت عاقد حاججك أحبك..



الغريب.. المؤلم.. الجارح لأبعد حد أن الذي حدث أن منصورا عقد ناظريه بعتب غاضب:


قربنا نكمل شهرين متزوجين.. عمرش ماقلتي لي ذا الكلمة


كنت منتظرها من شفايش فوق ما تتخيلين..


لكن إنش ترخصينها عشان تسوين اللي في رأسش.. هذا اللي ماهقيته منش ياعفرا..


ظنش يوم بتقولينها لي.. بأسلم لش.. واقول أنا عصاش اللي ماعصاش..


لا يابنت محمد.. لا.. أنا منصور آل كساب.. ماني من اللي يفرون رأسهم بكلمتين تلعبين فيها علي!!



حينها تغيرت ملامح وجه عفراء وانطفئت ابتسامتها الرائعة كقنديل ذوى فتيله وهي تهمس بكلماتها المبعثرة كأنها تبصقها ألما:


تدري منصور.. حتى الرد خسارة فيك..


لكن خلني أقول الكلمتين اللي في خاطري!!


ما أدري يا حضرة العقيد متى بتعرف أني مرتك.. ماني بجندي عندك..


ما ادري متى بتعرف إنه حياتنا مهيب معركة أنت اللي لازم تفوز فيها..


تدري منصور.. أنا خلاص رفعت الراية البيضاء.. أنت معركة خاسرة بالنسبة لي..


خلاص نمشّي اللعبة حسب قواعدك..


أنت الذكي الحويط اللي ماحد يقدر يخدعك ولا يفرض شروطه عليك!!


أنت المنتصر.. وأنا الخسرانة..


والخسران لازم ينسحب من من أرض المعركة..






**********************************







" خليفة كنك تأخرت الليلة؟؟


قوم روح لشقتك نام.. بعد أنت عندك بكرة موعد بدري مع دكتور الأسنان


عساه يلقى حل لأسنانك اللي كل يوم ضاربة عليك!!"



خليفة يبتسم: بأروح الحين..


ودكتور الأسنان اتصلت عليه وأجلت الموعد..



جميلة بتساؤل: ليه يعني؟؟ أنت قاعد الحين على المسكنات..



خليفة بهدوء: ماأجلته مرة وحدة.. أجلته للعصر..


عشان ولد خالتج اتصل لي ويقول إنه ياي يزورج بكرة الصبح هو ومرته قبل يردون الدوحة..



جميلة نظرت ليديها بسكون: كسّاب!! ما توقعت أبد هذه الزيارة منه..


أكيد عمي زايد هو ملزم عليه يزورني..



خليفة بتلقائية: حياه الله.. متولهين نشوف أي حد من الدوحة..



جميلة بتساؤل به نبرة الهم: يعني منت بزعلان منه عشان تصرفاته السخيفة معك


يوم جا المرة اللي فاتت مع أمي؟؟



خليفة ابتسم: لا طبعا.. وليش ازعل.. أنا أصلا كنت عاذره..


لو حد يدوس على طرف أخواني أنهشه..


هو كان متضايق عشان أخوه.. وهذي سالفة راحت خلاص..



جميلة بهمس يزداد هما كأنها تحادث نفسها: الله يستر من ذا الزيارة..


تدري خليفة.. أنا أشوف كساب بالضبط مثل أخي الكبير مثلي مثل مزون


و من كثر مامزون تحب كساب وتهتم في رأيه وزعله..انتقلت لي نفس العدوى..


كسّاب شين إذا عصب.. ويوجع يوجع واجد..


وجرحه لا جرح ما يبرى!!



خليفة لم يرتح مطلقا لما قالته.. ولكن بما أنه ورد في كلماتها الكلمة السحرية التي أراحت باله (مثل أخي)... فهو لن يشغله باله بالبقية المقلقة..


وقف خليفة ليربت على كفها وهو يهتف بحنان: لا تهتمين من كسّاب ولا غيره دام أنا يمج..







****************************************







تأخر في العودة.. ومازالت تنتظر.. اتصلت به ولم يرد على اتصالها..


حينما عاد.. لم تتحرك من مكانها وهي جالسة..


دخل وسلم ثم جلس قريبا منها..



حينها همست كاسرة بهدوء تخفي خلفه عتبها العميق منه:


كسّاب عاجبك اللي سويته؟؟


كسّاب مفترض إنه حن شخصين ناضجين ونعرف نحل مشاكلنا..


يعني تطلع وتخليني.. واتصل لك ماترد علي.. ليه هذا كله؟؟



كساب أسند ظهره للخلف وأغمض عينيه وهتف بهدوء عميق:


المشكلة كاسرة أنش منتي بعارفة وش كثر أنا زعلان ومتضايق من غلطهم في مشروع الوالد..


أنا كنت أبغي فورة عصبيتي تنتهي.. خفت عليش منها..


أنا إذا عصبت أحاول أهرب بعصبيتي لأني أصير مخلوق مرعب..


أنا طلعت وخليتش عشانش مهوب عشاني..



كاسرة حينها وقفت وجلست جواره لتربت على كفه الساكنة على فخذه وهي تهمس بعمق:


وأنا ما أبيك تهرب مني ..


حقك علي أني أخفف عنك واشاركك..



لم يكتفِ بكفها فقط!!


شدها بخفة ليضع رأسها على صدره ويحتضنها بكل حنان وهو يهمس لها من قرب:


لا تطلبين ذا الشيء مني ..عشانش بعد.. مهوب عشاني


لأني إذا عصبت ما أعرف المشاركة ولا التفاهم..


فعلا كاسرة إذا شفتيني معصب لا تحاولين أبدا تناقشيني ولا توقفيني..


لأنه أنتي اللي بتكونين المتضررة الوحيدة..


أنا أعرف أشلون أفرغ عصبيتي بطريقتي وأرجع أروق...



كاسرة طوقت خصره بذراعيها وهي تهمس بنبرة عميقة أقرب للحزن:


معنى كذا إنه عصبيتك بتكون دايما حاجز بيننا..



شدد احتضانه لها كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه وخصوصا أنه بدأ يشعر بارتعاشها


الذي رغما عنها يذيب شيئا غافيا دافئا في روحه:


مافيه حد خالي من العيوب.. ماتقدرين تتعايشين مع عيوبي يعني؟!!



كاسرة بذات النبرة العميقة: تدري كساب.. لو العصبية هي الحاجز الوحيد اللي بيننا.. كان مقدور عليها


لكن أنت ماتقصر في الحواجز .. كل يوم تحط واحد جديد..






******************************






" عفرا عيب عليش


رجعي أغراضش.. تبين تفضحينا تالي ذا الليل.."



عفراء تمسح دموعها المنهمرة رغما عنها..


لم تكن تريد أن تبكي أمامه.. لم ترد أن تبدو بهذا الضعف والانهيار..


ولكنها وصلت منتهاها منه.. قد لا يكون سبب غضبها منه الآن بالسبب المقنع لمغادرتها بيتها..


ولكنها بالفعل ماعادت تحتمل المزيد.. مرهقة تماما من الوحم.. وهو لا يرحمها مطلقا..


تفكر كيف ستكون حياتها معه مستقبلا..مع تسلطه حتى في أبسط الأمور.. كيف سيكونان غدا أمام أولادهما!!


بقدر ماهي تحبه.. بفدر ماهي تحتاج للاحساس بالاحتواء الندي.. وهو يعاملها ككفء له..


وليس كمجند تحت أمرته يجب عليه تقديم فروض الطاعة والولاء


ثم يختمها بالتشكيك في محبتها الخالصة له.. وكانها على استعداد لبيع مشاعرها مقابل أهدافها..


هل هناك امتهان للمشاعر أكثر من ذلك؟؟



تريد أن تبتعد عنه وعن بيته قليلا..


ربما هي في داخلها ماعادت تستطيع تقبل حياة لا يكون منصور فيها..


ولكنها لا تستطيع النظر لوجهه الآن ولا حتى البقاء معه تحت سقف واحد..



لم ترد على تأنيباته الحازمة وهي مستمرة في وضع ملابسها في حقيبتها..


ليصل منصور إلى منتهاه منها ويتفجر غضبه حين اتصلت بعلي وهي تقول بصوت مختنق:


علي تعال يأمك.. أبيك تأخذني الحين..



لينتزع هاتفها من يدها وهو يصرخ فيه بصوت مرعب يجمد الدماء في العروق:


ياويلك ياعليان.. إن شفتك جاي بيتي.. والله لأقص أرجيلك..



ثم ألقى بهاتفها أرضا بكل قوته ليتهشم إلى قطع متناثرة..



عفراء انهارت على الأرض وهي تنتحب : حرام عليك اللي تسويه فيني.. أنا مرتك ماني بسجينتك..



كان ينظر لها وقلبه يتمزق بمعنى الكلمة.. يتمنى لو جلس جوارها على الأرض


وأخذها بين أحضانه.. وطمئنها أن كل ماتريده سيحدث..


ولكن لتبقَ فقط إلى جواره.. فأي حياة باردة كريهة ليست هي فيها !!


ولكن كبرياءه المقيت منعه.. وهو يقف كتمثال حجري وأنفاسه تعلو وتهبط..



لم تمر حتى عشر دقائق حتى تفجرت أمواج غضبه فعلا


وهو يسمع صراخ شقيقه زايد بصوته الجهوري الحازم المثقل بالغضب وهو يطرق بقوة على باب غرفته مباشرة:


عفرا.. البسي عباتش وتعالي.. أنا أبيش هنا..



منصور فتح الباب ووجهه المحمر المحتقن يتفجر غضبا:


مالحد منكم حق يدخل بيتي ويطلع مرتي بدون رضاي..



زايد يتفجر غضبا أشد: أص ولا كلمة.. وش حادك على الفضايح تالي ذات الليل..


وش فيها لو كنك خليت الولد يجيب خالته من سكات.. لين تحلون مشاكلكم الصبح إذا راحت حزة الزعل..


بس أنت في رأسك حب(ن) ماطحن..



ثم أردف زايد بذات النبرة المتفجرة غضبا وهو يشير خلفه: علي ادخل جيب خالتك..



علي تقدم وهو يشعر بحرج فعلي مما يحدث أمامه بين شخصين اعتبرهما دائما نموذجين عظيمين للبشر..


شخصان يكن لهما كل الحب والتقدير..


ولكن خالته تبقى شيئا مختلفا .. وإحساسا أكثر اختلافا.. لذا رغم شعوره بالحرج إلا أنه تقدم دون تردد..



ولكن منصور وقف بطوله الفارع أمام فتحة الباب


علي همس باحترام: عمي لو سمحت وخر.. بأجيب خالتي



منصور هتف بحزم مرعب: تبي تدخل.. اذبحني أول..مرتي مهيب طالعة من هنا..



ليتفاجأ بصوت عفراء الجزع من خلف الباب: أبو كسّاب تكفى اخذ علي وروح لبيتك


أنا ورجَالي نحل مشاكلنا.. هي ساعة شيطان وراحت لحالها.. وانا الغلطانة..



زايد بنبرة تزداد غضبا: عفرا اطلعي قدامي ذا الحين.. لا تطولينها وهي قصيرة


يبي يراضيش.. يأتي يراضيش في بيتي.. عقب مايعرف السنع..


ما حدش على أنش تتصلين بعلي تالي ذا الليل إلا شيء(ن) كايد..


اطلعي ذا الحين قدامي.. ماني بطالع من البيت من غيرش!!


رجلي على رجلش!! خلصوني..



عفراء بصوت مرتعش بدا يظهر فيه أثر البكاء الواضح: تكفى يأبو كساب مالي خاطر عندك..


طالبتك تأخذ علي وتروح.. أنا أصلا غلطانة أني اتصلت في علي..


طالبتك جعلني الاولة ماتردني.. أنا ومنصور بنتفاهم بروحنا..


وأبو زايد أصلا مستحيل يضيمني..



زايد بصوت يحاول مغالبة غضبه فيه: أنا ما أنا برايح بانزل وأقعد تحت..


وأنتظركم اثنينكم تنزلون لي ذا الحين.. ونتفاهم..



زايد بالفعل انسحب وعلي خلفه ووجهه محمر من شدة الحرج والغضب لكل ماحدث أمامه..



منصور بقي متصلبا في مكانه وهو يسمع نشجيها القادم من خلف الباب المختلط بكلماتها المبتورة:


فضحتني في أبو كساب.. حياتي كلها وأنا عايشة في بيته عمره ماسمع صوتي مرتفع ولا سمع صوت بكاي.


فضحتني فيه.. فضحتني..



ثم اختفى صوتها ونشيجها.. بينما هو بقي واقفا في مكانه وهو يشد أنفاسه بعمق..


عاجز عن التفكير والتصرف المنطقي.. يخشى أن يغلق الباب الآن وينفجر غضبه فيها بينما كل مايريده أن يُشعرها كم هي ثمينة عنده!!



ولكنه ختاما أغلق الباب فهو مجبر أن ينزل هو وإياها الآن لزايد حتى ينتهي من هذه المشكلة السخيفة!!


لينصدم بل يُفجع أنها تجلس على الأرض رأسها مسند لحافة الباب..


وفاقدة للوعي..



منصور بسرعة ودون تردد.. تناول عباءتها.. ولفها بها.. ونزل ركضا بها يحملها بين يديه وهو يضمها بكل قوته لصدره..


ليُصدم زايد وابنه بالمنظر.. وهو يركضان خلفه وزايد يتوعد بغضب مدمر:


والله ماعاد ترجع عفرا لبيتك ولا عاد تعرفها..



منصور لم يستمع لأي شيء فهو في عالم فجيعته الخاص


(ماذا فعلت بها؟


ماذا فعلت بها؟)


مددها على المقعد الخلفي وانطلق بسيارته بسرعة هائلة دون تفكير..


وخلفه زايد وابنه في سيارة علي..







***************************************






"زين لقينا ذا المحل عاده مفتوح واشترينا منه..


بس هو بروحه يكفي.. ماشاء الله كبير وفخم وكل شيء فيه"



كساب يضع الأكياس جانبا ويهتف بنبرة فخمة واثقة:


المحل هذا قعد مفتوح لاني اتصلت في صاحبه وطلبت منه ينتظروننا شوي


وإلا هم المفروض سكروا قبل ساعة من وصولنا..



كاسرة ترفع حاجبا وتنزل آخر وتهمس بنبرة تهكم:


طبعا وأنت تموت لو ماطلعت في صورة اللي يمشي العالم على كيفه..



كساب يهز كتفيه وهو يهتف بحزم: لا مشيت العالم على كيفي ولا شيء


هذا بيزنس إز بيزنس.. علاقات شغل ومجاملة..



كاسرة حينها تنهدت وهي تخلع عباءتها: طيب بنت خالتك ماجبنا لها شيء..


عادي نروح لها كذا بدون هدية لها..



كساب بنبرته الحازمة الطبيعية: بنت خالتي مريضة.. بكرة ناخذ لها ورد وشكولاته..


وعلى العموم هي تحب الاكسسوارات والعطور والمكياج.. وما أعتقد إنها بتستخدم شيء منها الحين..



حينها تصاعد الضيق في روح كاسرة رغما عنها وهي تهمس باستغراب:


ماشاء الله عارف ذوق بنت خالتك بكل تفاصيله!!



كساب بذات النبرة الحازمة التلقائية: جميلة لين قبل سنتين وأنا أحيانا أوديها السوق مع خالتي..


أكيد أعرف ذوقها لأني بعيني أشوف اللي تشتريه..



ثم أردف بخبث وهو ينتبه لاستغرابها : تدرين..أموت عليش وأنتي غيرانة!!



حينها هتفت بنبرة باردة: قلت لك الغيرة هذي في أحلامك.. بس أنا استغربت..


أنا أشك يكونون أخواني عارفين اللي أحبه بذا الدقة!! بينما أنت عارف بنت خالتك وش تحب..



حينها هتف كساب بتلاعب خبيث: وجميلة بعد تحب من الألوان.. الوردي ليش إنها دلوعة..


وتحب من العطور أي عطر في غرشة ملونة .. أقول لش.. ذوق دلوعات..



حينها وقفت كاسرة وهي تهتف بغضب: لا عاد هذا تقليل مقصود لاحترامي ماراح أسمح لك فيه..



أنهت عبارتها وهي تستعد للمغادرة لأنها شعرت أنها ستنفجر.. وهي لا تريد مطلقا أن تظهر بمظهر من لا تستطيع السيطرة على انفعالاتها..



ولكنها فوجئت بكساب يمسك بها وهو يشدها ناحيته ويمسك بخصرها وهو يهتف بنعومة مقصودة:


وأنتي تحبين من الألوان الأخضر الغامق..


وتحبين من العطور اللي داخل فيها ريحة الصندل.. أشك حتى أنش تعرفين ذا الشيء..


أنا عرفت عنش ذا الأشياء من عشرة أسبوعين.. ماتبين أعرف عن جميلة اللي عاشت عمرها كله معنا..



حينها رفعت كاسرة عينيها لتنظر إلى عينيه وهي تهمس بعمق:


كسّاب أنت ليش تحب تضايقني كذا !!



مد يده ليمسك بذقنها وهو يهتف بذات النبرة الناعمة المقصودة:


وأنتي ليش ماتبين تعترفين أنش غيرانة؟؟..



كاسرة أفلتت من بين يديه وهي تهمس بغضب : لأني ماني بغيرانة.. ومافيه سبب يخليني أغار..


وإذا أنت مفكر إن هذا سلاح تستخدمه ضدي.. فانا ممكن أستخدم نفس السلاح..


وأذوقك طعم الغيرة.. واعتقد أني عندي من المؤهلات اللي يخدمني!!



قالت هذه العبارة لمجرد إغاضته.. فيستحيل مطلقا أن تفكر مثل هذا التفكير المريض..


ولكن هذا الكساب بات يثير جنونها إلى أقصى حد..تريد أن تثير جنونه قليلا !!


تريد أن ترد له الصاع !!



عاود كساب شدها ناحيته بقسوة وهو يهتف بذات قسوة لمسته:


والله لو سويتي ذا الشيء.. او حتى خطر ببالك..


أو حتى فكرتي فيه مجرد تفكير.. تدرين وش بأسوي فيش؟؟



كاسرة تحاول التفلت من قبضته دون فائدة وهي تهمس ببرود حازم: وش بتسوي يعني..؟؟



كساب بحزم بالغ وعيناه تطلقان شررا مرعبا: بـأذبـحـش..!!






***************************************







كانت مستغرقة في النوم حين رن هاتفها.. أزاحت حسن الصغير عن ذراعها حتى تستطيع النهوض وتناول هاتفها..


كان هو المتصل.. عبدالله.. كان بودها ألا ترد..


ولكنها لا يمكن أن تترك فرصة لإشباع غضبها المتزايد عليه فيه..



أجابت بعصبية: نعم؟؟ هذا وقت حد يكلم فيه يا الأجلد؟؟ (الأجلد= الذي لا لحية له ولا شنب)



انفجر عبدالله ضاحكا: حلوة الأجلد ذي!ّ اجلد ببركاتش ياهانم..


ثم أردف بعمق وخفوت: لا تلوميني لو أزعجتش.. ميت أبي أسمع صوتش بس..


لا وهو فيه بحة النوم كذا.. ذبحتيني!! والله العظيم ذبحتيني!!


اشتقت لش حبيبتي!!



جوزاء بذات العصبية: سبق لي وقلت لك أني ما أداني الكذب..


وحضرتك متصل علي ذا الحزة عشان تصدعني بكذبك..



عبدالله بابتسامة: أول مرة أشوف وحدة كذابة ما تداني الكذب!!



جوزاء همست باستنكار شديد وهي تخفض صوتها حتى لا توقظ ابنها: أنا كذابة!!



عبدالله بتلاعب: إيه كذابة ونص..


ثم أردف بنبرة خافتة عميقة مقصودة ينغم نبراتها: تقولين ما اشتقتي لي.. مع أني سامع أنفاسش تقول إنها اشتاقت لي..


وسامع دقات قلبش تقول إنها اشتاقت لي..



جوزاء باستنكار أشد وهي تخفض صوتها أكثر: أنت شيء من اثنين


يا استخفيت...يأما ما تسمع عدل..


والاحتمال الأول والله العالم هو الأقرب للصحيح..


لأنك لو تسمع عدل.. متأكدة بتسمع كلام عكس اللي تقوله..



عبدالله بنبرة أعمق: ماعلي من كلام لسانش.. علي من كلام قلبش..



جوزاء ببغض: أنت بتطولها وهي قصيرة.. خلصني..تبي شيء.. أو خلني أنام..



عبدالله يعدل المخدة وراء ظهره ويهتف بيقين بنبرة مدروسة: إيه بطولها لأنها طويلة..


وانتي بتقعدين تسولفين معي لين الصبح!!



جوزاء بصدمة: نعم؟؟ ومن قال لك عندي استعداد أستحمل مغثتك للصبح؟؟..



عبدالله بنبرة غريبة خليط من حزم شديد وحنان عميق:


اليومين اللي فاتوا كنت زعلان عليش.. وماكلمت مع أني الشوق ذابحني من يوم طلعت من الدوحة..


لكن شأسوي غلاش أكبر من كل شيء..


والحين كل ليلة بكلم وبتقعدين معي لين الصبح.. وإلا أشلون باستحمل ثقل ذا الأيام.. وأنا بروحي هنا.. ما أعرف حد ولا حد يعرفني..



جوزاء بتصميم: آسفة ماعندي استعداد أضيع ليلي عليك حتى لو مافيني نوم



عبدالله بتصميم أشد: هذا أمر مني لش وغصبا عنش تسولفين معي مهوب رضاش.. وإلا نامي وأنا غضبان عليش..


مهوب ذا كله أساسا من تحت رأسش.. أبعدتيني من هلي ومنش ومن حسن


وأنا مابعد شبعت منكم..



جوزاء بغضب: أنت ليش تسوي فيني كذا؟؟.. ليش ترجع وتمسكني من يدي اللي توجعني..؟؟



عبدالله بنبرة مقصودة: زين إنه فيه لحد الحين شيء ممكن يجبرش تسوين شيء ماتبينه..



حينها همست جوزاء بنبرة مقصودة: زين دام تبينا نقعد نسولف للصبح.. خلنا نجيب سالفة تأخذ ذا الوقت كله..


قل لي وش كنت تسوي السنين الأربع اللي غبتها وأنت تقول للناس أنك ميت..


يعني ما أعتقد أنك كنت فاقد الذاكرة وكنت تشتغل نجار وإلا زبال..



عبدالله بنبرة مشابهة: بأقول لش كل شيء بس مهوب الحين.. في الوقت المناسب..



جوزاء بغضب: مكتوم: ومتى الوقت المناسب؟؟



عبدالله ببساطة حازمة: أنا اللي أحدده مهوب أنتي!!



عبدالله يخشى أنه إن أخبرها الحقيقة أن تتخذها عذرا للهرب منه أو طلب الطلاق..


فهي تكرهه.. ونحن حينما نكره شخصا نسيء الظن في كل تصرفاته..


ومهما شرح لنا دوافعه وأسبابه فنحن لن نرى إلا الجانب السلبي..


وعلى العكس حينما نحب شخصا ما.. فأننا من نبحث له عن المبررات ونجد نفسنا مجبرين على مسامحته!!


من أجلنا قبل أن يكون من أجله..


وهذا هو ما ينتظره!!


أن تحبه أولا!!


لتجد هي له العذر قبل أن يسوق هو لها الأعذار!!







****************************************







" مافيش حاجة خطيرة خالص..


هو شوية إرهاق.. وهي ئالت لي إنها ليها يومين بترجع كل حاجة بتأكلها


وجسمها مافيهوش سوائل..


أدي الحكاية كلها.. مافيش داعي للئلئ


أنا هسيبها يومين عندنا عشان نتطمن عليها"



كانت الطبيبة توجه الخطاب العملي الودود للرجال الثلاثة الذي كانوا يقفون أمامها بملامح مرهقة متحفزة..


حينما أنهت خطابها غادرت وتركتهم في مكانهم أمام باب غرفة عفرا..



ليهتف زايد بحزم وهو يوجه الخطاب لعلي: علي روح جيب أختك تقعد عند خالتها.. ولا تروعها عليها..



ثم أردف بحزم أشد وهو يوجه الحوار لمنصور:


وأنت شد الستارة على مرتك


وخلنا ندخل داخل.. مانبي نتفاهم في السيب قدام العالم.. (السيب=الممر)



منصور دخل وشد الستارة.. قلبه متخم تماما بالأسى!!


يشعر أن جسده مفتت من قلقه عليها..


كان يريد أن يلتف ليراها..يريد أن يشبع عينيه منها.. يريد أن يضم كفيها لصدره.. يريد أن يطمئن برؤية محياها..


ولكنه قبل أن يفعل ذلك.. فوجئ بصوت زايد الحازم:


خلاص أدخل؟؟



منصور بضيق: ادخل..


لأول مرة ورغم محبته الكبيرة لزايد.. لأول مرة لا يريد أن يراه.. يريده أن يغادر ويتركه معها لوحدهما..


لا يريد أن يتدخل احد بينهما.. بأي حق يتدخلون بينهما؟؟


هي حبيبته هو؟؟ روحه هو؟؟ زوجته هو؟؟


فأي حق لهم هم ليتدخلوا بينهما؟؟



زايد دخل ليقف هو ومنصور بين الستارة والباب وهو يهتف بحزم:


اسمعني يامنصور.. عفرا بتروح لبيتي عقب ما تطلع من المستشفى..



منصور برفض قاطع: أرجوك زايد ما تتدخل بيني وبين مرتي..


أنت أخي الكبير وعلى عيني ورأسي.. بس مرتي بترجع بيتي.. وما لاحد دخل بيننا..



زايد بغضب مكتوم حتى لا يزعج عفراء النائمة: اخص واقطع.. إلا شكلك يامنصور نسيت إني أخيك الكبير وتحسبني أصغر صبيانك


اسمعني عدل حكي ياصلك ويتعداك.. صحيح أني حلفت إنها ماعاد ترجع لك بس هذي حزة شيطان..


عفرا مرتك وأم ولدك.. بس أنت والله العالم مزعلها زعل(ن) كايد


وأنت يوم خذتها.. خذتها من بيتي..


فعفرا بترجع لبيتي.. وأنت بتجي تعّذر لها وتأخذ بخاطرها وتشوف اللي يرضيها في بيتي وقدامي..


عقب ذاك لو هي بغت ترجع.. ترجع بكيفها.. وأنا الله يسامحني على الاستعجال في الحلوفة بأدفع كفارة واصوم بعد..



منصور بحزم بالغ: آسف يازايد.. قلت لك ما لحد دخل بيني وبين مرتي..


وأنا ماني بمعتذر وأنا ماسويت شيء خطأ..


وعفرا بترجع لبيتي أنا..



لم يعلما كلاهما أن هناك طرف ثالث لم يكن نائما.. وكان يستمع بكل وجع العالم ودموعه تنهمر بغزارة



(لذا الدرجة أنا رخيصة عندك يا منصور؟!


مستكثر علي تكبر قدري قدام زايد عقب ما فشلتني فيه؟!


يا الله يا منصور.. وش ذا القسوة؟!! وش ذا القسوة؟!)




قاطع جدلهما الدائر صوتها الضعيف القادم من خلف الستارة: أبو كساب..



انتفض الاثنان في وقت واحد.. وشتان بين شعورهما.. شعور زايد بالحمية..


وشعور منصور باللهفة..



هتف زايد بحزم: هلا والله.. آمريني!!



عفراء بحزم رغم ضعف صوتها البالغ: قول لأخيك يتوكل لبيته.. وأنا إذا طلعت من المستشفى رجعت للبيت اللي كان ضامني ذا السنين كلها..


الظاهر مالي بيتي غيره..



منصور يكاد يجن وهو يهتف بصدمة: وش ذا الكلام يأم زايد؟؟


وبيتش؟؟ تخلين بيتش؟؟



دموعها بدأت تسيل رغما عنها وهي تهمس بذات النبرة الحازمة الموجوعة:


البيت بيتك جعلك تهنا به.. أنا أبي أرجع لعيال أختي.. وكل واحد يدور راحته..



منصور بعتب عميق: أفا عليش يأم زايد.. أفا عليش..


الحين وش بيتي ووش بيتش..


وأبد ولا يهمش.. البيت بكرة أسجله باسمش.. وعديني ضيف عندش..



عفراء بنبرة قاطعة رغم أنها شعرت أن ماستقوله سيمزقها: منصور.. أرجوك روح لبيتك.. قلت لك أنا بأرجع لبيت بو كساب..



حينها شد له منصور نفسا عميقا وهتف بحزم: وكم تبين تقعدين هناك؟؟



عفراء بذات نبرتها الحازمة: على الأقل لين أولد وعقبه نتفاهم!!!



منصور باستنكار غاضب: نعم؟؟ نعم؟؟يا ســلام!!


معنى كذا أكثر من ست شهور.. هذي عمرها ماصارت في التاريخ


مرة تأخذ راحة من بيتها ست شهور؟؟


أنتي صاحية وإلا مجنونة؟؟


ثم تغير صوته لقسوة موجوعة: وإلا عـايـفـة؟؟



عفرء لم تجب عليه وهي تضع ذراعها الحرة الخالية من أسلاك التغذية على وجهها


وتسيل دموعها بصمت..



بينما زايد يهتف بحزم: خلاص سمعنا مافيه الكفاية..


أمش معاي بلا فضايح.. مزون الحين بتجي مع أخيها!!



منصور غادر معه ودون يراها.. شعر أنه أحرج نفسه أكثر كثيرا في سبيلها دون أن تهتم هي به..


موجوع منها ومجروح لأبعد حد.. وهي تحرجه بهذه الطريقة أمام شقيقه وابنائه..


وتدخلهم في مشاكلهما الخاصة..



" تبين سنة ياعفرا؟؟


اخذي سنة.. سنتين..


براحتش!! "





*************************************






" يعني ما أشوفش ملهوفة على شوفة عروس ولد خالتج؟؟"



جميلة هزت كتفيها بلا مبالاة: أنا ما أعرفها عشان أتلهف على شوفتها..


هذي مجرد زيارة مجاملة ثقيلة عليهم اثنينهم..


يعني عرسان في شهر العسل.. معذورين.. ماحد راح يتشره عليهم لو ماجاو وزاروني..



حينها ابتسم خليفة: ترا بعد ولد خالتج هذي مع احترامي له.. دمه ثجيل مرة وحدة.. وشايف نفسه..



هزت جميلة كتفيها بابتسامة طفولية: حرام عليك.. دمه ثقيل يمكن.. بس شايف نفسه لا.. مع إن شكله يعطي كذا..



خليفة بهدوء: بس وايد كلف على نفسه شوفي الورد والشكولت اللي وصلنا اليوم الصبح..


وايد ستايل ومبين عليه غالي..



جميلة قطبت حاجبيها وهي تهمس بحزن شفاف غزا قلبها: تكفى لا تذكرني بسلال الشكولاته الله لايردها..



وهما في حوارهما.. رن هاتف خليفة.. همس بعد أن أنهى الاتصال: كاهم برا.. غطي ويهج.. بس بيسلم عليج من عند الباب..



جميلة غطت وجهها بشيلتها.. بينما خليفة خرج ليقف مع كساب خارجا


ودخلت كاسرة لتقف في الزاوية..



كساب هتف بنبرته الحازمة الطبيعي: مساش الله بالخير جميلة.. بشريني منش؟؟


أشلونش الحين!!



جميلة همست بطبيعية: الحمدلله.. أحسن بواجد..


أنت أشلونك؟؟ وألف مبروك زواجك..



كساب بهدوء حازم: االه يبارك فيش.. تبين شيء؟؟.. قاصرش شيء؟؟



جميلة بنبرة عفوية وربما حملت رائحة التقصد: مشكور.. الله لا يخليني من خليفة


ما يخلي شيء يقصرني..



اتسعت ابتسامة خليفة وسعادة بريئة غمرت روحه وهو يسمع جميلة ثم يغلق الباب وينسحب مع كساب للجلوس في الاستراحة..



بينما كاسرة حين أُغلق الباب تقدمت وهي تخلع نقابها.. لتقف جميلة للسلام عليها..




جميلة لا تنكر تصاعد ضيق عميق في روحها وهي ترى حُسن كاسرة وتألقها..


عروس بالفعل.. متألقة..متأنقة كما يُفترض من عروس..


ضيق ذكرها بحالها.. هي أيضا مازالت تعتبر عروس.. ولكن شتان بين العروسين!!


تتذكر حالها قبل مرضها.. كان يُضرب المثل بتأنقها البالغ واهتمامها المبالغ فيه بزينتها..


كن صديقاتها يقلن لها: (خاطرنا نشوف كشختش وأنتي عروس إذا هذي كشختش الحين..)



وهاهي عروس.. خالية من أي مظاهر توحي بذلك..


إحساس مر بالنقص والحزن غزا روحها المثقلة..


وهي تتذكر كيف كانت.. وكيف أصبحت!!


تمنت في داخلها لو أن كاسرة لم تزرها.. فهي ليست في حاجة للاحساس بمزيد من المرارة والنقص!!



كانت هذه الأفكار تدور في رأس جميلة في الثوان القليلة التي تلت خلع كاسرة لنقابها..



بينما كانت كاسرة تهمس برقة وذوق احترافيين: أشلونش جميلة؟؟



جميلة بسكون حاولت أن تدفع فيه بعض الحماسة: ياحيا الله عروستنا..ألف مبروك


أنا طيبة.. أنتي أشلونش؟؟



كاسرة بذات النبرة اللبقة: الله يبارك فيش.. وأناالحمد لله تمام.. إن شاء الله أنش الحين أحسن؟؟



جميلة بذات النبرة الساكنة: أحسن.. ألف مبروك زواجش..


بشريني من هلش؟؟ أختش وضحى وش أخبارها.. تخرجت ذا الفصل.. صح؟؟؟



كاسرة ابتسمت بشفافية عند ذكر أختها: إيه فديتها تخرجت.. وطلبوها للتوظيف بعد..


وعقبالش إن شاء الله..



جميلة بحزن: الله يعين.. الفصل اللي فات اعتذرت.. والفصل اللي بيجي بعد طلبت من البنات يقدمون لي اعتذار..


هذي سنة راحت من عمري..



كاسرة بنبرة مؤازرة: هانت كلها كم شهر وترجعين..



جميلة حينها هتفت بذوق: والله كلفتوا على نفسكم واجد في الورد والشكولاته..



كاسرة بابتسامة: أنا أصلا متفشلة منش.. كان ودي إني جبت لش شيء.. هذا مهوب قدرش..



حينها ابتسمت جميلة وهمست بعفوية: يا بنت الحلال وش تجيبين..


هذي هدية كساب عادها في يدي..وأنتي وهو واحد



قالتها وهي تشير للساعة الثمينة التي في يدها.. حينها بالفعل اشتعلت كاسرة بضيق فعلي وهي تنظر للساعة الثمينة التي كانت يسار جميلة..


كانت أغلى بكثير من الساعة التي جاءتها مع شبكتها.. مع أن الساعة التي جاءتها كانت ثمينة جدا..


ولكن ساعة جميلة بدت أكثر من مسمى ثمينة بكثير.. بعلامة التاج التي تدل على ماركتها الفارهة ..


والتماعة أحجار الألماس الكثيفة المتراصة التي كانت تخطف الأبصار ..


إحساس كاسرة تجاوز الضيق لشعور أعمق وأكثر مرارة..


ليست محدودة التفكير لتغضب من هدية أهداها لابنة خالته وقبل أن يتزوجها أيضا..


ولكن ساعة بهذه القيمة المهولة حتى وإن كان كساب مقتدرا.. تدل على المكانة المهولة لمن اُهديت الساعة له..



جميلة بذات الابتسامة العفوية: مع أني كان من المفروض أكره ذا الساعة


لأن كساب جابها لي رضوة لأنه زعلني زعل كايد


بس من الغبي اللي ممكن يكره ساعة مثل هذي؟؟



حينها تصاعد ضيق كاسرة للذروة..


(الهدية رضوة لها بعد..


لو راضاني عن كل مرة زعلني فيها خلال ذا الأسبوعين بس بهدية مثل ذي


كان أنا الحين مليونيرة)



ورغم إحساسها الذي خنقها ولكنها هتفت بابتسامة محترفة غاية في الود:


عليش بالعافية.. تجنن في يدش..



جميلة حين أنهت عبارتها السابقة شعرت أنها قد تكون تجاوزت حدودها.. ولكنها عادت لتطمئن مع رد كاسرة المريح اللبق


لم تشعر أبدا بالجنون المسعور الذي أثارته بعبارتها..


كانت كاسرة تريد أن تمد يديها لتضغط على جانبي رأسها الذي شعرت به يتفجر من الصداع..


ليست غبية لتعلم أنها تغار.. وأن هذا الشعور المؤلم اسمه (الغيرة)


والتي بلغت أقصى درجاتها عندها..بل هي تعلم يقينا مهما أنكرت ظاهريا


أنها تغار عليه منذ يومها الاول معه..


بل أنها خلال الأسبوعين الماضيين كادت تجن من الغيرة وهي تراه يبالغ في التأنق كلما خرجا.. وأعين النساء تلاحقه..


بينما هي تدعي أنها لا تلاحظ أو لا تهتم.. بينما هي كانت تحترق في داخلها حتى الترمد..


وهاهي اكتملت عليها اليوم بلقاء جميلة..



فهل هذه هي نتائج دعوة صديقتها فاطمة عليها التي دعت عليها أن يبتليها الله بالغيرة على زوجها ردا على غرورها الدائم؟؟


حينما كانت كاسرة تتفاخر أن من تغار هي من تخشى على زوجها أن يرى أجمل منها..


ولكن هي واثقة أنه لن يرى أجمل منها حتى تغار!!..



وهاهي الآن تغار.. وتغار.. وتغار.. وتغار.. حتى أبعد مدى تغار عليه..


شعور مؤلم وجارح لمن هي مثلها.. في ثقتها بنفسها.. في قوة شخصيتها.. في جمالها الذي لا يتكرر


فهل يعاقبها الله على غرورها حين يجعلها تعاني من هذا الإحساس المر الجارح لأنوثتها وجمالها..؟؟



ولكنها على كل حال يستحيل أن تُشعر كساب بأي شيء..


فهو حريص على إثارة غيرتها بينما هي تخبره أنها لا تغار.. فكيف حينما يعلم أنها لا تغار فقط.. ولكنها تكاد تُجن من الغيرة عليه!!


ومن ناحية أخرى.. يستحيل أن تضع نفسها في موقع ضعف!!



ولكن رغما عنها...تزداد مرارة السؤال في روحها:


"هل الغيرة دليل حب؟؟... أم محض تملك!!"






************************************






" خالتي بس اشربي شوي شوربة.."



عفراء تشير بيدها بضعف وتهمس بخفوت: بس يأمش خلاص..



مزون باهتمام بالغ: بس شوي فديت قلبش..



عفراء تهز رأسها رفضا وتهمس بضعف: يأمش قومي جهزي أغراضي.. واتصلي على سواقتي خلها تجي.. نطلع من المستشفى..



مزون باستنكار: وش تطلعين... الدكتورة تقول بكرة تطلعين..



عفراء بنبرة نفاذ صبر مرهقة: يأمش لا تراديني.. وش فرق اليوم من بكرة؟؟


ثم أردفت بألم: والشيء الثاني كساب واصل بكرة الصبح ماأبيه يجي وانا في المستشفى ويعرف السالفة يتمشكل مع عمه..


تعرفين الاثنين كبريت وما يتفاهمون..


وبعدين مايصير يجي البيت هو ومرته ماحد منا فيه.. وأنا والله العظيم أحسن..



مزون بنبرة حذرة وهي تقف لتبدأ في جمع الأغراض: عمي اتصل فيني كم مرة اليوم.. يسأل عنش بشكل غير مباشر..


ثم انحدر صوتها بألم: كسر خاطري حاسته مثل اللي مضيع له شيء ويدور له..


تخيلي عمي منصور كسر خاطري!!



عفراء بألم أعمق: مزون يأمش.. لا تهقين أني أرخصت عمش.. عمش غلاه ما ينحكى به..


بس كذا يأمش أحسن.. قرب عمش يستنزف الواحد لين آخره..


وأنا أساسا تعبانة ومافيني أستحمل...






****************************************






" طول الرحلة وأنتي متضايقة من شيء


ممكن أعرف وإلا سر؟؟"



كاسرة بهدوء متمكن وهي تستوي جالسة في السيارة التي تنقلهم من أرض المطار لمبناه: مافيني شيء مرهقة بس..



كساب بنبرة حازمة: أنا مارضيت حد يستقبلنا.. قلت مافيه داعي نزعج أحد الصبح بدري كذا..


وشناطنا بأعطي أوراقها واحد من موظفيني هو بيجيبها لأنه احنا بنصلي الحين ثم بنطلع الحين فورا.. ما ابي أتاخر


سيارتي بيجيبها لي واحد من سواقين الشركة لأني بأروح الشركة.. وأنتي بترجعين مع سواقة خالتي..



كاسرة بصدمة: نعم؟؟


ما تبي ترجع معي؟؟.. أشلون تبيني أدخل بيتكم بروحي..؟؟


حتى من باب الذوق عيب عليك!!


تو الناس على الشركة الساعة الحين خمس ونص الصبح!!



كساب بحزم عملي: لا تسوينها سالفة.. مكان شركتي هنا قريب من شارع حمد الكبير.. يعني 5 دقايق من المطار..


لكن لو بأوديش للبيت أبي لي ساعة.. ثم ساعة ثانية لين أرجع..


وأنا طالبهم كلهم لاجتماع الساعة 6 الصبح..


لازم أنكد عليهم شوي!!



كاسرة بحزم بالغ: وتنكد علي بعد !!..


كساب عيب عليك اللي تسويه..


أنت لو مارجعتني بنفسك.. اسمح لي.. ماراح أروح لبيتك.. بأروح لبيتنا..


ماراح أهين نفسي وأنا داخلة بيتك بروحي عقب ماحذفتني واحنا عادنا في المطار..



كساب بحزم: سوي اللي تبينه.. إذا خلصت شغلي تفاهمنا






*************************************






" كاسرة؟؟ أنتي جيتي؟؟ والا انا أتحلم"



تنحني لتقبل جبينه للمرة الثانية وتهمس بمودة مصفاة قريبا من أذنه:


جيت فديت قلبك..



فتح عينيه بتثاقل وهو يمد يده.. أمسكت يده بلهفة وهي تشده بحنو لتجلسه ثم تقبل ظاهر كفه الضخمة التي احتفظت بها بين يديها..



هتف بشجن عميق: الحمدلله على السلامة يأبيش.. ماكن في الدوحة حد عقبش..


حتى النفس ثقيل من عقبش.. أنا أشهد أني فقدتش.. وأني اشتحنت.. (فقدتش= افتقدتكِ)



مالت لتقبل كتفه وهي تهمس بنبرة تذوب حنانا: أصلا لو ما فقدتني بأزعل..



مزنة تقف وهي تستند للباب وعلى شفتيها ابتسامة مثقلة بالشجن:


ها أجيب لكم قهوة تقهوون؟؟..



الجد يشير بيده: إيه جيبيها خلي بنتي تقهويني.. القهوة مالها طعم عقبها..



مزنة غادرت بينما الجد يسأل كاسرة باهتمام: وين رجالش يأبيش؟؟



كاسرة بهدوء متمكن: يبه الوقت مبكر ذا الحين.. راح وعاده بيرجع يسلم عليك..



الجد بذات النبرة المهتمة: أربش مستانسة يابيش ومرتاحة مع كساب؟؟



كاسرة بذات الهدوء المتمكن: الحمدلله فديتك.. من الله في خير..



تدخل الخادمة بالقهوة تتبعها مزنة.. التي جلست على الأرض بجوار القهوة..


كاسرة برفض: والله ما تصبينها.. أنا باصب


قالتها وهي تنزل من جوار جدها.. لتجلس جوار والدتها.. وتشد القهوة ناحيتها..



حينها همست مزنة بصوت منخفض حازم: وش السالفة يا بنت بطني؟؟



كاسرة تحاول ادعاء عدم الفهم: أي سالفة يمه؟؟



مزنة بذات النبرة الحازمة المنخفضة: جيتش ذا الحزة.. وأنتي كنتي قلتي لي قبل أنش بتروحين لبيتش وعقبه بتجينا..


ولا تكذبين علي يا بنت..



كاسرة بهدوء وهي تجيبها بصراحة مُعدلة ودون أن تضخم الأمور


فهي لا تريد مطلقا أن تبدو بمظهر المظلومة أو مكسورة الجناح.. فهذا الدور لا يليق بها:


كسّاب عنده شغل ضروري ماقدر يأجله.. وأنا استحيت أروح لبيته بروحي


فقلت له أني بأجي هنا وهو بيأتي يأخذني عقب..



مزنة نظرت لها وكأنها تريد أن تسبر داخلها لتكتشف ماداخلها ليقاطع نظراتها هتاف الجد: أنتي سجيتوا مني.. وين قهوتي؟؟






**************************************






" يالله .. وأخيرا أنتي هنا.. ماني مصدقة


ما تتخيلين وش كثر اشتقت لش"



كانت هذه عبارة وضحة التي قالتها وهي تجلس جوار كاسرة وتحتضن ذراعها


رغم أنها لها أكثر من ساعة منذ نزلت لتتفاجأ بوجود كاسرة جالسة مع والدتها في الصالة..


ليطير النعاس كله من عينيها ويحل مكانة سيول من الدموع وهي تنزل ركضا لتلقي بنفسها بين ذراعي كاسرة وهي تبكي بحرقة..



كاسرة تربت على ذراعها التي تحتضن ذراعها وتهمس بمودة صافية: وأنا اشتقت لش بعد ما تتخيلين وش كثر..


وجبت لش بعد هدايا وش كثر.. ياالله عشان تكشخين في الدوام..



كاسرة التفتت على أمها وهي تتسائل: يمه امهاب متى بيجي؟؟



مزنة بمودة: الليلة إن شاء الله..



حينها ابتسمت كاسرة: زين أني قابلت تميم.. قبل يروح لشغله.. ويعني ربعه في الشغل إلا يحرقونه مسجات يجيهم..


ماخلوه يقعد معنا شوي!!


ثم أردفت باهتمام: يمه وش أخبار تجهيزات عرس تميم؟؟..



مزنة بتلقائية: خلاص يأمش كل شيء جاهز الله يتمه على خير..



.


.



بعد صلاة الظهر.. وهو لم يتصل بها حتى!!


أي زوج هو هذا الزوج؟!!


هل هو ابتلاء من رب العالمين لاختبار مدى تحملها وصبرها..؟؟



كانت تريد أن تتمدد قليلا حين رن هاتفها..


رقم بالغ الفخامة والتميز بتسلسله الفاخر!!


اعتدلت جالسة والرقم يضيء على الشاشة للمرة الثانية..


مثل هذه الأرقام لا تتصل خطأ..



ردت بحذر حازم وهي تتخذ نبرتها العملية الواثقة: نعم؟؟



أتاها الصوت الرجولي الفخم الفاخر كرقمه تماما: مساش الله بالخير يأبيش..


أنا عمش زايد..



كاسرة شعرت بصدمة حقيقية لم تتخيل ولو لحظة أنه قد يتصل بها.. توقعت أنها ستراه حينما تذهب للبيت


ردت باحترام جزيل: هلا والله يبه.. وش ذا الساعة المباركة اللي سمعت صوتك!!



أجابها بنبرته الواثقة الفاخرة: أدري أني مقصر يأبيش.. كان لازم أني كلمتش يومكم في جنيف.. بس أنا قلت خلكم تأخذون راحتكم..



أجابته بذات نبرة الاحترام العميقة: ما يلحقك قصور يبه!!



ليفاجأها فعلا بقوله الحازم: زين يأبيش انزلي لي.. أنا انتظرش تحت في الحوش..


أنا دريت بالحركة السخيفة اللي سواها كساب.. وجاي أخذش بنفسي.. وكساب دواه عندي..


مزون وخالتها ينتظرونش من الصبح.. ومسوين لش غدا.. وهم حتى استحوا يكلمونش من سحاهم من سوات كساب..



حينها تمنت كاسرة أن تنشق الأرض وتبتلعها.. لم تكن تريد مطلقا أن يلاحظ أحد أن هناك شيئا غير طبيعي بينها وبين كساب..


ولكن تصرفات كساب تجعل الأعمى يلاحظ.. فكيف بمن هم ليسوا عميان؟!!


قد يكون في حضور عمها بنفسه لأخذها رد اعتبار حقيقي لها..


ولكن كيف ستركب معه لوحدها.. وهي من كانت تعد العدة لهذا اللقاء..


لو أن كسابا موجود.. أو حتى أحدا من أهله وهي ترى زايدا للمرة الأولى..


كانت رهبة اللقاء قد خفت قليلا.. ولكن أن تراه لوحدها؟!!



ليست خائفة مطلقا.. ولا يوجد سبب لتخاف.. ولكنها هيبة زايد..


الرجل الذي رسمت له في خيالها الآف الصور.. والذي تشعر بهيبة لقائه حتى نخاع النخاع..



نزلت ركضا لوالدتها وهي تلبس عباءتها على عجالة وتهتف بنفس مقطوع:


يمه عمي برا جاي يأخذني..



مزنة أجابتها ببساطة: اطلعي لعمش.. لا تعطلين الرجال..



كاسرة برجاء حقيقي قلما سمعته مزنة منها: يمه تكفين البسي عباتش واطلعي معي.. بس لين أسلم عليه..



مزنة باستنكار: نعم!! وليش إن شاء الله؟؟


لا تقولين لي خايفة منه.. عاد ما يلبق عليش كلش..


خلصيني يا بنت بلا دلع.. وروحي لعمش.. عيب تنقعينه على الباب..



كاسرة برجاء أشد.. استغربته مزنة أشد الاستغراب: يمه تكفين.. تكفين..


ماتوقعت أني أول مرة بأشوفه.. بأشوفه بروحي.. ما تتخيلين وأشلون هايبة شوفته..


لو تميم هنا كان خليته يطلع معي..


يمه البسي عباتش ووقفي عند الباب بس.. تكفين يمه.. ما طلبت منش شيء..


تكفين..








#أنفاس_قطر#


.


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 10-10-10, 07:28 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الخمسون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(آسفة على شوية التأخير.. الاتصال كان رأسه يوجعه شوي :) )


صباحكم خير ومودة ورحمة


يا هلا بالكل.. والله العظيم أنكم كلكم غالين..


لا يشكون الغوالي الجدد.. إن الغوالي القديمين أغلى منهم.. لكل اسم من أسمائكم وقلب من قلوبكم مكانه اللي مايشاركع فيه حد


كل من هو عنى لي هنا.. وأشترك عشاني.. الله يكبر قدره مثل ما كبر قدري


وكل حرف ينكتب هنا.. أقراه بحرص ومحبة وسعادة فوق ما تتخيلون


.


.


بعض الغوالي يقارنون بين فارس ومنصور


ما أدري يمكن لأن الاثنين شايفين حالهم صارت المقارنة


لكن أنا أشوف أن الموقفين مختلفين


لا موقف الزعل ولا موقف الحل


فارس نهائي ما انحرج قدام أحد.. ومارضى يعتذر أو يراضيها لحد ماهي جاته


لكن منصور انكسر كسرة شينة قدام أخيه وولده


وفيه شيء ولا وحدة منكم انتبهت له


إنه قال لها وهم بعدهم في المستشفى قدام زايد ( بأكتب لش البيت واعتبريني ضيف عندش)


مالاحظتوا أشلون هالرضوة كبيرة؟!! :)


.


.


تساؤل تكرر أكثر من مرة.. وأنا مارديت عليه.. يمكن لأني حسيت الجواب واضح


بس بما أنه تكرر لازم أجاوب..


هل يعيش كساب وكاسرة حياة زوجية كاملة؟؟


نعم.. عدا الأيام الثلاثة الأولى التي انشغل بدورة التسلق


من بعدها وهما يقضيان معظم وقتهما معا


فما الذي يمنعهما من اتمام سنة الله في الحياة <== حسيت أني غبية وأنا أجاوب على السؤال :)
.
.
" ملاحظة زيادة تم إضافتها عقب مانزل البنات

فيه بنات الظاهر زعلوا مني
حسبوا أني أقول عن سؤالهم إنه غبي!!

حاشاكم والله العظيم
والله العظيم ماخطر ذا الشيء ببالي
ولو شفته غبي ماجاوبته
لكن أنا حسيت نفسي فاشلة وأنا أجاوب عنه
فأنا حسيت نفسي غبية

والسموحة من كل وحدة تحسست من الكلام
وأنا آسفة
وألف مرة السموحة.. وأمسحوها بوجهي يالغوالي
والله العظيم ماقصدت غير نفسي "
.

.
.


ملاحظة ذكية من متابعة أذكى وأغلى


ملاحظتها مادامت جميلة تشعر أنها ستموت حين خرجت من الدوحة فلماذا أخذت معها مجوهرات؟ :)


.


يمكن لأن الساعة عندي ليست محض قطعة مجوهرات للزينة ولكنها ضرورية جدا


ويمكن لأني أنا نفسي لو باموت مستحيل أخلي ساعتي


أنا دخلت غرفة الولادة وساعتي في يدي.. والممرضات يحاولون يأخذونها عشان التعقيم وأنا رافضة


لحد ماشالتها أمي من يدي.. :)


.


وجميلة حتى قررت مغادرة الدوحة كانت واعية.. فأين المشكلة أن يكون بيدها ساعة لتعرف الوقت؟؟


وحين تموت ستؤول للورثة :)


يعني هي لم تلبس لا عقد ولا خاتم.. أي المجوهرات بمعنى مجوهرات.. الساعة شيء مختلف وضروري!!


أم أنها يجب أن تأخذ معها محض ساعة رخيصة لأنها ستموت؟؟ :)


تدرين ياقلبي أحس الفكرة هذي فيها قسوة.. يعني لأني بأموت خسارة أروح معي بساعة غالية!!!


مين أغلى أنا وإلا والساعة ؟!!..


.


حكاية الساعة كان لابد أن تحضر


لسببين الأول التعرف على غيرة كاسرة


والثاني أنه كساب حين أساء لجميلة.. قال لخالته سأحضر لجميلة هدية لم تحصل بنت في الدوحة على مثلها..


وبعض البنات فعلا تسائلوا: وش هي الهدية؟؟ قلت لهم بتعرفون في الوقت المناسب.


.


.


يالله لقاء الشيبان... إن كانوا بيلتقون *ـــ^


.


الجزء الخمسون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء الخمسون






كاسرة نزلت ركضا لوالدتها وهي تلبس عباءتها على عجالة وتهتف بنفس مقطوع:


يمه عمي برا جاي يأخذني..



مزنة أجابتها ببساطة: اطلعي لعمش.. لا تعطلين الرجّال..



كاسرة برجاء حقيقي قلما سمعته مزنة منها: يمه تكفين البسي عباتش واطلعي معي.. بس لين أسلم عليه..



مزنة باستنكار: نعم!! وليش إن شاء الله؟؟


لا تقولين لي خايفة منه.. عاد ما يلبق عليش كلش..


خلصيني يا بنت بلا دلع.. وروحي لعمش.. عيب تنقعينه على الباب..



كاسرة برجاء أشد.. استغربته مزنة أشد الاستغراب: يمه تكفين.. تكفين..


ماتوقعت أني أول مرة بأشوفه.. بأشوفه بروحي.. ما تتخيلين وأشلون هايبة شوفته..


لو تميم هنا كان خليته يطلع معي..


يمه البسي عباتش ووقفي عند الباب بس.. تكفين يمه.. ما طلبت منش شيء..


تكفين..



مزنة برفض: يأمش عيب عليش تطلعيني قدام الرجال..



كاسرة تتنهد: يمه ما أقدر أطلع جدي أوقفه في الشمس.. وإلا كان خذته..


عدا أنه لين أروح لجدي وألبسه وأطلعه أبي لي على الأقل عشر دقايق


تكفين تأخرت على عمي ومتفشلة منه..


بس وقفي عند الباب..لين أنا أسلم عليه واركب معه عقب ارجعي داخل..



مزنة كان بودها رفض هذا الموقف المحرج.. لكنها لم تسمع مطلقا كاسرة تترجاها بهذه الحرارة..


لم ترد كسر خاطرها وهي ترجوها بهذه الطريقة غير المسبوقة..


عدا أنه رأت أن الموقف ليس ذا أهمية حتى تحمله أكثر مما يحتمل!!


( وش فيها؟؟


بألبس عباتي.. إن سلم رديت السلام.. وانتهينا)



مزنة هتفت بحزم: خلاص بأدخل أجيب عباتي دقيقة وحدة بس..



مع دخول مزنة للداخل..رن هاتف كاسرة.. كاسرة ردت بحرج: هلا يبه



زايد بحزم حنون: وش فيش يأبيش.. لا تكونين زعلانة على كساب وماتبين تروحين معي؟؟



كاسرة باستنكار: لا والله.. أنا أصلا ماني بزعلانة من كساب


وحتى لو كنت زعلانة.. وأنت جايني بروحك رضيت..


بس أنا فديتك أنتظر أمي تلبس عباتها.. لأنها تبي تطلع تودعني عند الباب..



حينها بدا لزايد كما لو كان سمع شيئا غير طبيعي.. خارق للعادة..


سهم اخترق سمعه.. ليرشق في مكان قصي من روحه!!


مكان ظل لها وحدها طيلة أكثر من ثلاثين عاما!!


مكان لم يقترب منه أحد.. لأن ذكراها كانت تحرسه بوحشية وتمنع أيا كان من مجرد الاقتراب من حدوده!!



"هل قالت أن مزنة ستخرج معها؟؟


هل قالت ذلك؟؟


أم أنا كنت أهلوس وأتخيل؟"



شعر أن ذلك السهم الذي رشق في روحه.. أحدث عطبا وفتقا غير قابلين للرتق!!


فهو طيلة السنوات الماضية لم يراها مطلقا.. وحرص ألا يراها..


كان يخشى من دمار كهذا!!


هاهو الآن يرى نزيف روحه يتجسد أمامه.. بحيرات بحيرات..


يكاد يقسم أنه يرى احمرار الدم أغرق سيارته حيث يجلس!!


يحاول إيقاف النزف.. فلا يستطيع..


وكيف يستطيع ومجرد سماعه أنه سيراها دفع مئات الذكريات المطرزة برائحتها وابتسامتها وعنفوانها.. وحتى سلاطة لسانها!!


وكل ذكرى لا تتوانى عن طعن روحه بلا رحمة!!


وكل طعنة تحدث مزيدا من النزيف!!



"الظاهر يازايد أنك كبرت وخرفت..


احترم نفسك.. وسنك..


السنين مرت..


والحين بتصير جد.. والقلب علته مابرت؟!! "



( وبقدر السنوات التي مرت عظمت ذكراها


فكل سنة تمر.. تجسد الذكرى.. حتى باتت أسطورة!!


والأساطير لا تتحقق يازايد.. لا تتحقق!!


.


لا أريد أن أراها..


لا أريد.. لن أنظر لناحيتها حتى!!


فهل يستطيع أحد أن ينظر للأساطير بعينيه


إلا إن كان مجنونا؟؟


أو يريد أن يُجن ؟!!)




كان إحساسه كإحساس من كان يتنفس طوال عمره عبر فتحة أشبه بفتحة ابرة.. حتى اعتادت رئتيه على قلة الهواء..


ثم قالوا له أنك تستطيع أن تتنفس كل هواء العالم دفعة واحدة..


حينها كيف ستكون ردة فعله؟؟


سيرفض..


لأنه يخشى على رئتيه التفجر..



هكذا هو حاله تماما.. يخشى على قلبه أن ينفجر..


قلبه الذي توقف عن النبض منذ واحد وثلاثين عاما..منذ المرة الأخيرة التي رآها فيها


يقولون له الآن استعد لتشغيل قلبك بكل طاقته..


كيف سيحتمل القلب الساكن طوال ثلاثة عقود أن يعود للنبض.. وليس أي نبض.. ليس أي نبض!!


إنها مزنة.. مزنة!!


هل يعلمون من هي مزنة؟!!



طوال هذه السنوات التي مضت كانت حينما تمر ذكراها بخياله.. حتى الخيال يقف احتراما لذكراها!!



شد له نفسا عميقا..شعر بألم مروره عبر قصبته الهوائية المختنقة


وهو يضع كفه اليمين على الناحية اليسرى من قفصه الصدري ويضغط بشدة


لأنه يشعر بألم حقيقي يمزق عضلات قلبه..


يتمنى لو يستطيع أن يشق قفصه الصدري لإخراجه من مكانه..


يتمنى لو أنه لم يحضر لإحضار كاسرة..


يتمنى ألا تخرج مزنة مع ابنتها..!!



ولكن امنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يرى كاسرة تخرج..


وخلفها خيال آخر ملتف بالسواد تماما اعتصم بمكانه قريبا من الباب!!


بينما كاسرة تقدمت نحو سيارته..


وجد نفسه حينها يقع في حيرة ما اعتادها أبدا.. وهو من يقرر قراراته دون تردد..


هل يبقى في سيارته حتى تركب معه.. ويسلم عليها في بيته؟؟..


أم ينزل ليسلم عليها أولا..؟؟



وجد أنه مجبر على النزول.. فحضوره هنا أساسا كان لرد بعض اعتبار الفتاة بعد إحراج ابنه لها..


وهو في جلوسه في سيارته سيحرجها أكثر..



نزل من سيارته وهو يركز نظره على كاسرة فقط.. ويحاول ألا ينظر ناحية شيء عداها..


( لا تنظر ناحيتها..


لا تنظر ناحيتها


لا تنظر ناحيتها!!!)



كاسرة رفعت نقابها فوق رأسها فسيارته كانت تقف حاجزا بين بوابة البيت وبينها..


تلقته لتقبل أنفه.. وهي تشعر أنها غير قادرة على السيطرة على انفعالها..


بينما كان زايد رغم تركيزه فيها عاجز عن رؤية ملامح وجهها حتى..


تلقاها بتحية فخمة برمجها عقله العملي الحاضر: هلا والله ببنتي.. ياحياش الله نورتي الدوحة



أجابته بتهذيب: الله يحيك.. نورها فيها دامك فيها..



"أقصر مني قليلا.. لكنه مهيب فعلا.. تشعر بهيبته تحيطك رغما عنك!!"



(شكله في الجرايد غير..


حتى الوسامة والله إنه وسيم جذاب..


مع أنه مافيه مواصفات الوسامة السخيفة المتوارثة


والله إنه أحلى من ولده البايخ)



"هو كذا.. فيه شيء يشدك لا تعلم ماهو؟؟"



هكذا كانت أفكار كاسرة وهي تتبادل السلامات والتحيات مع عمها..


بينما مزنة مازالت تقف في مكانها..


توقعت أنه سيلقي عليها السلام.. ولكنه لم يفعل..


ولا يبدو أنه سيفعل..


لم تهتم.. فربما لم ينتبه أصلا لوجودها.. فهي لا تتوقع أنه تجاهلها عمدا!!



لا تعلم أنه تجاهلها عمدا.. لأنه عاجز عن احتمال نتائج عدم تجاهلها..


يعلم أنه كان من الذوق أن يلقي عليها السلام من بعيد..


ولكنه رأى الأسلم أن يدعي أنه لم يراها..


إذا كان شعر بمجرد رؤية الخيال الذي تحاشى بعدها مجرد الالتفات له..


أنه قد يتداعى وينهار.. يتداعى بكل ما تحمله الكلمة من معنى..


فكيف لو ألقى عليها السلام وردته؟؟



" لا أريد أن أسمع صوتها حتى!! أريد أن أحتفظ به في ذاكرتي كما كان..دون أن أنبشه وأنبش مواجعي أكثر من هذا..


لن أحتمل المزيد ولا بأي صورة.. يكفي أن احساسي بوجودها معي في ذات المكان


يكاد ينسفني نسفا!!!


لا أريد أن أسمعها.. وأجد أن صوتها هو ذاته لم يتغير.. فتتجدد جروحي..


لا أريد أن أسمعها.. وأجد أن صوتها أكثر نضجا وأنوثة.. فتزداد جروحي..


لا أريد أن أسمعها.. وأجد أن صوتها ماعاد يحمل شيئا من رائحة صوتها القديم.. فتُنسف جروحي.."



(يا الله.. يا الله.. خل الدقايق ذي تخلص على خير!!)



انتهت الدقائق فعلا


شد له نفسا مبتورا وهو يعود لسيارته ويهتف لكاسرة بحزم أبوي: اركبي يأبيش..



كاسرة عادت لوالدتها وهي تهمس لها بخفوت: يمه أركب قدام وإلا ورا؟؟..



أمها تبتسم وهي تضع كفها على طرف كتفها:


اركبي قدام يأمش.. مهوب سواق عشان تركبين ورا..



كاسرة بتوتر: أدري يمه.. بس ما أدري ليه معه حاسة كل شيء مقلوب..



حينما رآها تعود لأمها.. شعر أن ألم عضلات قلبه يعود بقوة حتى حدود التمزيق المتوحش:


يالله هونها وعدها على خير.. ماعادني بحمل ذا كله..



ثبت نظره على مقود السيارة حتى سمع صوت فتح كاسرة للباب..


حينها وبشكل حاد مفاجئ التفت للمكان الذي كانت تقف فيه مزنة..


رأى طرف أناملها فقط على الباب وهي تدخل.. ثم تغلق الباب خلفها..


رأى طرف أناملها فقط..كأنها تودعه للمرة الأخيرة..!!


أنامل مزنة!!



لم تكن محض أنامل.. كانت علامة من تاريخه الإنساني الذي لا يتكرر..


ثلاثون عاما مرت بين رؤيته لها آخر مرة واليوم..


فمتى يراها مرة أخرى؟



شعر كما لو أن الأكسجين الذي كان يُعمر العالم قبل لحظات قد نفذ كله..


(وش فيها لو أني سلمت بس


سمعت صوتها بس!!


يا الله.. يا صوتها..!!)



مد يده ليفتح أعلى جيب ثوبه.. بحثا عن أكسجين يعلم أنه لن يحصل عليه..


لم يخرجه من حالته إلا صوت كاسرة القلق: يبه فيك شيء؟؟



حينها تذكر المخلوقة التي تجلس جواره..


والتي جاء أساسا هنا من أجلها.. فإذا بالزيارة تتحول لكارثة فعلا..


ويتناسى السبب الذي جاء من أجله..


هتف بصوت مرهق فعلا ورغما عنه.. لأنه حاول جاهدا إخفاء إرهاقه فلم يفلح:


مافيني شيء يأبيش..


أنتي قولي لي.. وش أخبار كساب معش؟؟



همست بعذوبة: تمام.. كساب ما يقصر..



صوتها لا يشبه صوت أمها.. صوتها عذب أنثوي واثق..


ولكن صوت مزنة كان متفجرا بالحياة إلى أبعد مدى..


هكذا كانت أفكاره تغتاله..بل تقتله..


أفكاره تعود وتذهب وتعود لترجع إلى مزنة!!


لم يعلم أن مجرد الأفكار التي ستثيرها رؤيتها ستكون مؤلمة بل قاتلة هكذا!!



هتف زايد بذات النبرة المرهقة: لا تغطين على سواد وجهه..


الحركة اللي سواها ماني بمطوفها له.. وكنه الليلة ماجا وحب رأسك وتعذر


فأنا ما أنا بولد علي آل كساب.. وذا الشنب على مرة!!



كاسرة انتفضت بخفة.. يجبر كساب على الاعتذار؟؟؟..


تتخيل ما الذي قد يُجبر كساب على الاعتذار.. فلا تجد.. لا تتخيل شيئا قد يلوي ذراع كساب..


بدت لها فكرة اعتذار كساب مثيرة.. وفي ذات الوقت مقلقة!!



همست كاسرة بهدوء: أنا اقدر ظروف شغل كساب.. وعارفة إنه تارك شغله ذا الأيام كلها.. فلازم إنه يرجع له..



ابتسم زايد: كذا المرة الأصيلة تدمح خطأ رجّالها.. لكن خطأ كساب كبير


وأنا بأعرف أحاسبه عليه



زايد نفسه مازال لا يعرف الطريقة التي سيجبر فيها كسّاب على الاعتذار..


فهو مثلها يعرف أنه لا يمكن أن يلوي ذراع كساب..


لكنه حتى ذلك الحين سيرتجل..




.


.



يدخلان إلى البيت..



يهتف زايد بمودة: اخذي راحتش يأبيش.. علي خذ له جناح تحت وبابه على برا..


وحتى أنا خذت لي غرفة تحت..


لأن عفرا ذا الأيام عندنا..



كاسرة لا تنكر إحساسها بالحرج.. وهي تخلع نقابها وتدخل..


حينها رأى وجهها بوضوح..


فتح عينيه وأغلقهما.. وهو يشعر أن الألم الفعلي الذي لا يريد مبارحة قلبه اليوم يتزايد..ويتزايد!!



" يا الله بها شبه كبير من والدتها..


وخصوصا التماعة العينين المتمردة.. التي كانت تأسرني وت وتذبحني وتنهيني في لحظات!!


وقد تكون أجمل من مزنة بكثير..


ولكن حسن مزنة كان شيئا مختلفا في عيني.. مختلفا لأبعد حد!!"



(يا الله.. يبدو أنها لن تبرح تفكبري اليوم)



مزون وعفراء ووقفتا بمودة وهما ترحبان بكاسرة ترحيبا دافئا حماسيا بكل المودة!!



بينما زايد هتف بإرهاق وهو يغادر: مزون يأبيش أنا بأروح أنسدح


قوميني لصلاة العصر.. ما أبي غدا


والله الله في كاسرة..



زايد غادر بينما مزون همست بقلق: خالتي فديتش.. قهوي كاسرة ثم طلعيها لغرفتها ترتاح لين الغدا..


أنا بأروح أشوف أبي وش فيه؟؟ مهيب عوايده!!



.


.



حين دخلت عليه كان يخلع ثوبه..


حين رآها.. ابتسم: وش فيش يأبيش؟؟ ليه خليتي مرت أخيش ماقهويتيها؟؟



مزون بقلق: يبه وش فيك؟؟ مهيب عوايدك تنسدح ذا الحزة.. وقبل ما تتغدى..



زايد بأبوية حانية: مرهق شوي يأبيش.. شيبنا ماعاد فيه لياقة مثل أول!!



مزون تبتسم: وش شيبت؟؟ أنت أساسا شيخ الشباب..



يتمدد على سريره ويهمس بإرهاق: وش شبابه؟؟ يا الله حسن الخاتمة..



مزون تجلس جواره على سريره وتهتف بضيق: تدري إني ما أحبك تقول كذا..


يبه أنت ترد العين عنك.. تراني ما أنا بنظول..



ابتسم وهو يربت على كفها ويغلق عينيه: يأبيش بس أبي أتمدد شوي.. حاس مافيني حيل..



مزون انتظرت عنده لدقائق.. حتى ظنت أنه غرق في النوم.. أغلقت الإضاءة والباب خلفها بخفة وهي تغادر..


لم تعلم أنه لم ينم.. ولن يستطيع النوم.. ولكن جسمه خال تماما من أي طاقة!!


كما لو أن رؤيتها سحبت كل المؤشرات الحيوية من جسده..


كما لو أن كل ما يعتصم به من جلد طوال حياته تبخر في لحظة واحدة!!


هذا وهو لم يراها فعلا بمعنى الرؤية.. فكيف لو رآها!!



(الظاهر يازايد أنك كبرت وخرفت..


عمر اللي راح مايرجع


عمر اللي راح مايرجع )





.


.




" تعالي يأمش.. ادخلي برجلش اليمين وسمي باسم الله


وادعي إن الله يعطيش من خير المكان ويكفيش شره"



كاسرة خطت للداخل مع عفراء وهي تفعل كما تقول وتبتسم: هذا أنا سميت ودعيت



وهي تهمس في داخلها (أكيد محتاجة الدعوات.. من ربي بلاها بولد أختش.. محتاجة الدعوات والصبر)



عفراء بمودة: شوفي شناطش كلها حطيناها هنا.. ماقلتي لنا إنش تبين نرتبها كنا رتبناها.. خليناها لين تجين..


حتى شناطش اللي قبل..



كاسرة بمودة: الله يعطيش العافية خالتي.. أنا بارتبها بنفسي..



عفراء بحنانها الطبيعي: إن بغيتي مساعدة منا وإلا من الخدامات.. تكفين لا تستحين..



ثم أردفت عفراء بحرج: يأمش أنا مالي وجه من سوات كساب..


بس تكفين لا تزعلين منه.. أنتو في أول حياتكم..


ولو كبرتي الشيء بيكبر.. ولو صغرتيه بيصغر...



كاسرة بمودة: ماني بزعلانة.. وأنا مقدرة ظروف شغل كساب..



عفراء غادرت وهي تهمس بمودة: خلاص الغدا عقب ساعة تكونين ارتحتي شوي..


وترا عقب كم يوم نبي نسوي لش عشا.. اعزمي كل ربعش..



كاسرة كانت تتقدم لداخل الغرفة إن كان يصح تسميتها محض غرفة..


كانت أشبه ما تكون بشقة ضخمة.. تبدأ بغرفة جلوس وتنتهي بغرفة النوم مرورا بقسمين آخرين.. أحدهما فيه مكتب ومكتبة ضخمة.. والآخر فيه أجهزة رياضية


المساحات شاسعة جدا.. ويوجد حمامان.. أحدهما في غرفة الجلوس والآخر في غرفة النوم..


في داخلها لم تشعر بالارتياح للمكان.. فاره جدا.. فخم جدا.. قاس جدا.. بارد جدا..


تمنت مكانا أصغر.. أدفأ.. أكثر حميمية!!


كانت تقول إنها حين تعود للدوحة تستطيع محاصرة كساب.. اكتشاف خباياه..


بينما هما خلال شهر العسل كانا شبه متلاصقين طوال الوقت عدا الأيام الثلاثة الأولى التي أخذ فيها دورة التسلق..ولم تستطع اكتشاف شيئا..


فكيف هنا في ظل انشغاله بعمله.. ثم حين يعود يستطيع الابتعاد عنها حتى وهما في مكان واحد.. في مثل هذه الغرفة المملوءة بأماكن التباعد..



تشعر بحياة مقبلة ملأى بالتعقيدات بينهما.. وهاهي التعقيدات بدأت في ظل شعور أهله أنه أخطأ بحقها وهم يكيلون لها الاعتذارات..


لا تريد أن يشعر أحد بما بينها وبين زوجها.. فهي تستطيع حل مشكلاتها لوحدها..


لا تريد أن تبدو مثارا لشفقتهم.. وزوجها يتعمد تجاهلها..


فهي تستطيع حل مشاكلها!!!


أو... إنهائها من أساسها!!






***************************************








" تدرين أني اشتقت لعبود الخايس..


ما لحقت أشبع منه.. إلا هو ناط مسافر


وما أدري متى بألحق أشبع منه وأنا بأرجع باريس عقب شهر!!"



جوزاء تنظر بحرج لعالية التي كانت تهمس هذه العبارة بتأفف حقيقي..


وتكمل بذات التأفف: اليوم كلمته.. أسأله متى بيرجع.. يقول لي يمكن أسبوع بعد.. نعنبو وش ذا الشغل!!


حتى أمي متضايقة واجد.. تقول المسكين مالحق يتهنى ولا يرتاح إلا هم منتدبينه شغل..


وأبي مثلها.. بس طبعا ابي مستحيل يبين.. ابي كان عامل حسابه إن عبدالله بيوديه العمرة عقب أسبوعين..


خاطره في خوته على طريق طويل.. ماشبع منه ولا من سوالفه..


الحين خلاص مايقدر يقول له يوديه وهو توه راجع من السفر..



كانت عالية تنهمر بتأففاتها المتذمرة المغلفة بحزن بالغ الشفافية..


بينما جوزاء تستمتع بحرج.. وهي تحاول ألا تظهر حرجها.. وهي تحاول الإنشغال بحسن الجالس في حضنها..


تحاول ألا تشعر بالذنب.. ولكنها تشعر بذنب عميق.. ليس من أجل عبدالله..


فهو يستحق مافعلته وأكثر منه أيضا..


ولكنها تشعر بالذنب من أجل أهله الذين أبعدته عنهم وهم مازالوا ملهوفين له وعليه..



رن هاتف عالية وهي مازالت مستمرة في موال الشكوى من غياب عبدالله..


كان المتصل هو نايف يطلبها أن تأتيه في مجلس النساء..



عالية ذهبت لنايف.. لتتناول جوزاء هاتفها وترسل بأنامل مرتعشة:



"عبدالله تكفى


لا تتاخر..


تكفى ارجع في أقرب وقت"



حين وصلت رسالتها لعبدالله.. شعر كما لو أن أحرف الرسالة مسامير لاهبة انغرزت في شغاف قلبه حتى أقصاها..


ومع ذلك شعر في داخله بتوجس ما..


(وش عندها جوزا؟؟


أكيد مهيب خالية وراها شيء)



ولكن رغما عنه أثرت به رجاءاتها لأبعد حد.. أرسل لها:



"اشتقتي لي؟؟ صح؟؟


قولي أنش اشتقتي لي.. وأفكر عقبها أرجع"



حين وصلها رده.. اشتعلت غضبا:



"قلت لك قبل اشتاق أشوف الموت ولا أشوفك


بس هلك فاقدينك واجد


أنا حبيت أبري ذمتي وأبلغك!!"



حينما وصله رسالتها شعر بتصاعد السخرية المرة في روحه:



" خوش تبرية للذمة!!


ليش ما تقولين أنش حاسة بالذنب عشان اللي سويتيه؟؟


وعلى العموم متى ماقدرت أرجع


رجعت.. عشان هلي اللي فاقديني


مهوب عشانش!!"



ألقت بهاتفها جوارها وهي تشعر بالغيظ:


إيه اطلع على حقيقتك يا الكذاب!!


خلك كذا.. لا تكذب علي..







********************************************








"هاه يامش.. أشلون مكانش؟؟"



كاسرة تنظر حولها وهي تزم شفتيها بعدم رضى ومع ذلك أجابت والدتها بثقة:


الحمدلله يمه.. زين...



مزنة بمودة وهي تثبت الهاتف على أذنها: زين الليلة أنا وأختش وعمتش وشعاع بنجيش ونجيب لش قهوة..


جوزا كان جات معنا.. بس رجّالها الحين مسافر.. تقول لا رجع.. جاتش إن شاء الله..



كاسرة تبتسم: من جدش يمه!! وش قهوته؟؟



مزنة تبتسم: لازم نجي ونكبر قدرش قدام جماعتش.. بعد وضحى طالبة لش فوالة غير شكل!!



كاسرة بمودة: الله لا يخليني منكم.. ما ابي إلا شوفتكم..



مزنة بتساؤل عفوي باسم: إلا عمش وش أخباره معش.. ها طلع يأكل بشر يومش خايفة منه؟!!



كاسرة بابتسامة عذبة: ماني بخايفة منه.. بس هايبته.. فيه فرق.. وفعلا يمه لازم الواحد يهابه..


اتسعت ابتسامتها: تدرين يمه عمي يجنن.. لو هو اللي كان خطبني بدال ولده كان واقفت عليه بدون تردد..


بس يا الله الحين أكتفي فيه اب.. وأتصبر بولده!!



مزنة تضحك: صدق ماعندش وقت...


إلا تعالي ليش عمش ماعنده ذوق كذا


حتى السلام ما سلم علي.. وأنا واقفة كني طوفة..



كاسرة بلباقة: ما أدري يمه.. يمكن ما أنتبه أنش واقفة.. ما اعتقد إنه بينتبه ومايسلم.. أصلا هو جنتل وكله ذوق







******************************************







" هلا والله بالعريس.. ياحياك الله"



كساب يلتفت لعمه ويهتف بنبرة مقصودة: الله يحيك..



كساب توجه لعمه وهو عائد من عمله دون أن يعود لبيته حتى..


فعلي أبلغ كسابا بوجود خلاف بسيط بين عمه وخالته..وأن خالته عندهم الآن حتى يمتص غضب كساب قبل أن يعود للبيت..


لم يعلم أنه لن يعود وأنه سيتوجه لعمه مباشرة.. رغم أنه على كل الأحوال.. كان من المستحيل أن يأخر السلام على عمه..


وخصوصا أنه توجه لشركة والده في الصباح وسلم عليه!!



كساب سأل عمه بذات النبرة المقصودة: عمي.. أبي أسلم على خالتي قم نروح داخل لها..



حينها نظر له منصور بنصف عين: تدري يا ولد أخي ترا دور البريء مايلبق عليك


ما سمعت المثل اللي يقول: مبروم على مبروم مايلف..


وأنا وأنت كل واحد منا مبروم..


أنت داري إن خالتك في بيتكم.. فليش محاولة التغابي البايخة ذي!!



حينها سأله كساب بنبرة يحاول أن يتحكم بالغضب فيها:


وخالتي وش اللي وداها لبيتنا ياعمي.. وش اللي طلعها من بيتها؟؟



منصور بحزم: أسأل خالتك.. أنا ماطلعتها من بيتها.. هي اللي باعت البيت وراعيه..



حينها هتف كساب بغضب: خالتي طول عمرها تستحمل وما تشتكي.. وماحدها على ذا إلا شيء كايد..وش سويت فيها؟؟



منصور بحزم أشد: أص ولا كلمة..



كساب انقلبت عيناه من الغضب: لي أنا تقول أص..



منصور هز كتفيه بسخرية مريرة: زايد قالها لي وأنا بيني وبينه ست سنين


فليش ما أقولها لك وبيني وبينك 15 سنة..


تدري كساب أنت آخر واحد يحق له يفتح ثمه..



كساب يحاول أن يكتم غضبه حين بدت له حرقة عمه: وليش مايحق لي أفتح ثمي..



منصور حينها كان من هتف بغضب: لأنك منت برجّال.. ولا حركتك اللي سويتها في مرتك اليوم حركة رجّال


أنا لو أني راجع مع مرتي من سفر.. واتصلت فيني قيادة الجيش شخصيا..


كان قلت لهم بأوصل مرتي للبيت وعقب بأجيكم..


مهوب أحذفها في المطار وأخليها ترجع بروحها..



كسّاب استرخي في جلسته وهو يهتف ببرود: ماشاء الله ما أسرع وصلتك العلوم..



منصور رد عليه ببرود مشابه: مثل ما وصلتك العلوم...



كساب ببرود حازم: لا تقارن خالتي بمرتي.. كل مرة لها طريقة تعامل..


وأنا بعد لو كنت راجع من السفر وخالتي هي اللي معي كان لازم أوصلها للبيت أول..


لو حتى كان شغلي كله بينهار..



منصور بحزم: المرة هي المرة... عشان كذا أنت مايحق لك تتكلم..


يعني لو زايد يعاتبني.. أقول له عتابك على رأسي..


لأنه بعيني شفت أشلون كان زايد يعامل وسمية.. كان باقي يحطها على رأسه من كثر ما يحترمها ويعزها.. مهوب مثلك..



حينها سأله كساب بحزم: زين يحترمها ويعزها.. كان يحبها؟!!



منصور بحزم: فيه زواجات واجد تستمر وتنجح وهي مافيها حب.. لكن مافيه زواج يستمر بدون احترام..



حينها نظر كساب لعمه بشكل مباشر وهتف بمباشرة حازمة:


زين دامك ماشاء الله قاعد تعطي نصايح.. وعارف مشكلتي مع مرتي


وش مشكلتك أنت مع خالتي؟؟.. ما كنت تحبها؟؟.. أو ماكنت تحترمها؟؟



منصور بنبرة حازمة: أنا عارف عدل وش مشكلتي مع خالتك.. لا هي قلة احترام ولا قلة حب..


لأنه ماظني فيه رجال يحب مرته ويحترمها مثل ما أنا أحب خالتك واحترمها


مشكلتي اللي أنا عارفها عدل.. أني رجال عسكري..


أنا في العسكرية من يوم عمري17 سنة.. العسكرية ربتني أكثر من هلي


وطبعي العسكري حاضر حتى في بيتي


وأعرف نفسي عنيد ورأسي يابس وما أتراجع في قراراتي


ماحسنت صورتي ولا دورت أعذار لروحي..



ثم انهمر بعتب عميق عاصف: وخالتك عارفة عيوبي ذي كلها.. وعارفة قبل ذا كله أني ما أحبها تدخل حد في حياتنا


لو أنها ماصغرتني قدام زايد وعلي..لو أنها مادخلت حد بيننا..


ولو أنها عقب مادخلتهم بيننا.. احترمتني وماكبرت السالفة ورجعت معي لبيتها.. كان شلت جميلها فوق رأسي


أنا حتى البيت قلت لها باكتبه لها..


ولو أنها رجعت للبيت كان أنا قعدت في المجلس لين تولد لو بغت.. وكان سويت لها كل اللي هي تبغيه..


لكن خالتك باعتني وصغرتني..


فلا تجي ذا الحين يا ولد أخي تنفخ صدرك علي.. وتبي تحسسني أني غلطت على خالتك..


إيه أنا غلطت.. بس غلطها هي أكبر.. لأن مشكلة أي زوجين دامها بينهم فهي صغيرة.. وتنحل


لكن يوم تطلع برا بيتهم.. تكبر.. وحلها يصير صعب واجد...






**************************************







" بكرة ابي بيصوم أول الأيام البيض وناوي أصوم معه


تصومين معي؟؟"



نجلاء بابتسامة عذبة وهي تتناول غترة صالح وعقاله منه: كان ودي حبيبي..


بس ما أقدر أصوم.. الشهر الجاي أصومهم معك!!



حينها تغير وجه صالح وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بضيق:


ما أدري ليه توقعت ذا الشهر بشارة حلوة منش..



نجلاء بذات الابتسامة العذبة: الله يجيب خير من عنده.. لا تتضايق..



صالح بذات نبرة الضيق: ما أقدر أكذب عليش وأقول أني ماني بمتضايق..


ميت أبي بيبي جديد.. أكثر حتى من أيام خويلد..


نجلا قربنا ندخل السنة العاشرة من زواجنا وماعندنا غير ذا الولدين..


وأصغرهم عمره 5سنين..



حينها هتفت نجلاء بضيق: فيه ناس يقعدون عشرين سنة وحتى طفل واحد ربي ما يرزقهم.. قل الحمدلله على عطاه..



صالح بنبرة تسليم: الحمدلله على عطاه.. والله يخلي لنا خالد وعزوز ويرزقنا برهم..


بس لا تنسين إن المال والبنون زينة الحياة الدنيا..



حينها جلست نجلاء جواره وهي تدفن وجهها بين كفيها وتنخرط في بكاء مفاجئ بلا مقدمات


صدم صالحا ليلف جسده كاملا ناحيتها وهو يربت على كتفها ويهتف بقلق حنون:


نجلا اشفيش؟؟



نجلاء بين شهقاتها الخافتة: أنا دارية أنك تبي تلومني وساكت.. أول شيء كان العيب مني وأنت اللي صبرت علي..


وعقبها أنا طولت في الحبوب وأنت منت براضي..


والحين أكيد تلومني على كل شيء!!..


أنا بروحي حاسة بالذنب.. وحاسة بالضغط من كل ناحية!!


أنت.. وفرش البيت.. وعرس سميرة.. تكفى لا تزودها علي!!



صالح شدها وهو يزيل يديها عن وجهها ثم يدفن وجهها المحمر في عرض صدره ويهدهدها كأنه يهدهد طفلة:


خلاص ياقلبي.. ما ابي بزران.. والله ما أبي.. دام ذا السالفة تضايقش بلاها..


أنا ماصدقت ترضين وترجعين..


خلاص ياقلبي لا تنكدين على نفسش.. لا شفتش متضايقة ضاقت علي الوسيعة!!







************************************






"هلا يبه.. قلت تبيني أمرك أول ما أرجع البيت


هذا أنا جيت"



زايد يلتفت لكساب ويهتف بحزم اقعد بيننا كلام..



كساب جلس وهو يهتف بحزم مشابه: آمرني!!



زايد بأمر صريح ومباشر: تروح الحين لمرتك وتعتذر لها على موقفك السخيف معها.. وتحب رأسها..



كساب بنبرة تهكم: وأحب رأسها بعد؟؟


ثم مال على والده من قرب وهو يهتف بتساؤل بنبرة مقصودة:


دامك تأمرني بذا الطريقة.. فأشلون بتجبرني لو أنا مارضيت.. حاس أنك مجهز لي شيء!!



زايد حينها هتف له بنبرة حزم مخلوطة بالتهديد: دام أمر أبيك لك ماله قيمة عندك.. وتبي تنجبر..


خلاص يا تنفذ.. يا أسحب المشروع منك..



حينها وقف كساب وهو يهز كتفيه بعدم اهتمام: اسحبه.. ولا تنسى تدفع لي الشرط الجزائي لأنك أنت اللي تبي تلغي الاتفاق..


ما نعيف السيولة.. وخصوصا لا كانت بذا الحجم..



حينها شد زايد يد كساب بحدة: اقعد يا ولد.. انت ماتعرف تحشم حد!!



كساب مال على رأس والده يقبله وهو يهتف باحترام: محشوم يابو كساب..


بس ما يجهلك أنه مهوب أنا اللي يلوى ذراعي.. أنا ولدك..



ابتسم زايد بفخامة وحميمية : وأنا اشهد أنك ولدي..


ودامك ولدي.. تبي تفشلني في البنية الي وعدتها أنك بتعتذر لها وتحب رأسها ؟؟


تبي تصغرني عندها.. وتدري أني مالي كلمة عندك..؟؟


ترا والله يأبيك سواتك فيها منقود وفشيلة.. والرجّال إذا خذ بنت الأجواد


لازم يكرمها لأن ذا من طيب أصله..



ابتسم كساب بتلاعب: حاضرين يابو كساب.. نحب رأسها ونتعذر..


ما يعيف حبة ذاك الرأس كون الخبل.. وأنا ما أنا بخبل..



حينها ابتسم والده بتلاعب شبيه: وكاد يأبيك.. وكاد..



حينها تجاوز كساب الخطوط الحمراء وهو يسأل والده بنبرة مقصودة:


زين يبه دامك تقول وكاد.. من الأزين يبه.. مرتي وإلا أمها يومك خابرها وهي صغيرة؟؟



حينها رد عليه والده بنبرة مقصودة مشابهة وهو ينظر لها بنظرة مباشرة:


والله ذا السؤال اسأله لروحك وجاوب أنت عليه..


لأن الثنتين حلالك.. أنت تشوف وتحكم..



"اتركني يا بني في حالي..


لا تنبش مزنة ولا ذكراها..


فاليوم كل الجراح مكشوفة..


لا تذر الملح على جراحي..


ودعني أضع الرماد فوق الجمر الذي لن ينطفئ لهيبه


ولكن يتوارى حتى أكمل المسير كما سرت طوال حياتي!!"







********************************







" هلا والله بالعريس الطفشان!!"



كساب يبتسم وهو يتلقى خالته بحضن دافئ: طلعتوا علي سمعة خايسة..


الحين الواحد لا صار عنده شغل ضروري واضطر يروح له


تسوون له ذا السالفة كلها..



خالته تبتعد عن حضنه قليلا وتبتسم: ايه لا صار جاي من شهر العسل دايركت.. نسوي له أكبر من ذا السالفة..



كساب ينظر لمن وقفت بتردد وهي تتقدم بتوتر: الحمدلله على السلامة كساب..



كساب يلتفت لها وهو يميل بصفحة خده إليها ويهتف بهدوء حازم:


الله يسلمش مزون.. أشلونش أنتي؟؟



حينها قبلت خده باشتياق وهي تهمس بمودة: الحمد لله..



شيء في داخله يدعوه لتخفيف التحفز ضد مزون.. إن كان هناك أخرى دخلت على الخط.. باتت على قرب قريب منه.. ومن أنفاسه!!


أفلا تستحق شقيقته من باب أولى بعضا من هذا القرب؟!!


تمنى وهي تقبل خده لو شدها إلى حضنه.. ولكنه لم يستطع.. فمازال درب سواد قلبه طويل.. طويل!!



هتفت خالته بنبرة مقصودة: ترا مرتك فوق.. كانوا أهلها عندنا وتوهم راحوا من شوي..



التفت لها وهو يهتف بتقصد: أدري إنها فوق..



حينها ردت عليه خالته بتقصد أكبر: وأنت وش عرفك إنها فوق.. والبنت معنا من ظهر ماشفتك دقيت عليها..


أمها دقت.. أخوانها دقوا.. أهلها.. صديقتها.. بس حضرتك لا..


أعرف العروس ذا الأيام مايسكت تلفونها اتصالات ومسجات من رجّالها..



استدار ليواجه خالته بحزم: اشتكت لش كاسرة من مني؟؟



عفراء باستنكار: حاشاها بنت الأجواد.. إلا تدور لك المعاذير..



حينها مال كسّاب على خالته وهو ينظر لعينيها: وكذا المرة الأصيلة


مهما صار بينها وبين رجالها تدور له المعاذير..



حينها فهمت خالته تعريضه هتفت بحزم: بس المعاذير بيجيها يوم وتخلص يأمك..



وحينها هتف كساب بمصارحة حميمة حانية:


تدرين خالتي أنتي بالذات أنا معش ظالمة وإلا مظلومة.. ولو أدري عمي ضايقش بأدنى شيء وما علمتيني.. بأزعل..


بس ما أقدر أنكر إن زعل عمي وحسرته ضايقوني واجد.. عمري ماشفت عمي مقهور كذا!!



كساب غادر بينما عفراء جلست..


" إلا تنبشني يأمك..


أنت بالذات من بدهم كلهم..


ماهقيتك بتوقف مع عمك ضدي


بروحي متضايقة وراكبني الهم


أسأل روحي..


أكل ؟؟.. حد قومه للصلاة؟؟


حد قومه للدوام؟؟.. من بيريقه..؟؟


من بيخفف عنه لا جا متضايق وتعبان من شغله ؟؟


من؟؟ ومن؟؟ ومن؟؟ "






**************************************






كانت مستغرقة في الترتيب حين شعرت بشفتيه وقبلته الدافئة على كتفها العاري..


ارتعشت بخفة وهي تلتفتت إليه بنظرة حادة عميقة وتشد روبها الحريري من جوارها لترتديه..


أخذ الروب من يدها وألقاه أرضا وهتف بتلاعب: دام تبين تتسترين عني.. أكيد زعلانة ؟؟..



كاسرة تناولت روبها لترتديه وهي تشده على جسدها وتهتف بحزم:


زعلانة؟؟ لا من قال؟؟ وليش أزعل أساسا..


أنت الظاهر خذتني من الشارع ..


عشان كذا عادي عندك ترميني في الشارع..



هتف بذات نبرة التلاعب: أفا.. أفا.. وش ذا الكلام كبير؟!!



حينها انفجرت كاسرة بغضب: وتمسخر بعد ؟!!


شوف كسّاب أنا تحملت منك واجد في سفرنا.. كنت أقول لنفسي


تحملي يا بنت.. كبري عقلش.. لا تفضحين نفسش ورجالش وأنتي بلاد غربة..


خلكم لين ترجعون ديرتكم وعقب تفاهمون مثل الأوادم..


أول ما رجعنا ديرتنا.. سويت فيني اللي مافيه رجال يسويه في مرته!!


وخليت هلي وهلك يحسون إن فيه شيء مهوب طبيعي بيننا وحن مالنا أسبوعين متزوجين..


شوف ياولد الناس أنت يأما تعاملني بما يرضي الله وتحترمني.. يأما كل واحد يروح طريقه!!



حينها رفع حاجبا وأنزل آخر: وأنتي كذا عادي عندش تروحين لبيت هلش مالش أسبوعين من عرستي..



أجابته بثقة: الحياة ماتوقف عشان كلام الناس


لأنه كلام الناس عمره مايخلص


أنا كان يهمني مانقطع سفرتنا.. عشان ما أجيب لنفسي شبهة..


لكن الحين.. كفاية يعرفون الناس إنك خليتني في المطار ورحت لشغلك عشان يشوفونه مبرر منطقي أخليك..



أجابها بشبح ابتسامة: ومايهمش الناس يقولون شوفوا كاسرة الي مافيه أحلى منها


رجالها ما استحملها ..طفش منها وهم عادهم في المطار.. وتحجج بشغله..؟؟



أجابته بحزم بالغ: مايهمني حد.. أنا إذا ماسويت خطأ.. مايهمني حد.. خلهم يتكلمون لين يشبعون..



حينها شدها ناحيته برفق ليقبل جبينها وهو يهتف بعمق: أنا آسف.. ماهقيت أنش بتزعلين..



كاسرة ارتعشت بخفة.. لم تتخيل أنه قد يعتذر وهو من يقول أنه لا يعرف الاعتذار..


لا تنكر أبدا أن اعتذاره أثر بها..تأثيرا شفافا غائرا في الروح..



هتف بنعومة وهو يمسك بذقنها: زين أنا حبيت رأسش أراضيش.. راضيني أنتي..


وأنا اليوم أي حد يشوفني يهب فيني عشانش.. محتاج رضوة كبيرة..



حينها سألته بعمق به نبرة حزن وهي تنظر لعينيه: عمي زايد جبرك تعتذر؟؟..



أجابها بذات العمق: أظني ما يجهلش.. أنه ماحد يجبرني.. ما أنكر إنه حاول يجبرني.. وهددني يسحب المشروع


لكن أنا بعد هددته بالشرط الجزائي..


أنا اعتذرت لأني ذا المرة زودتها عليش واجد.. ومع كذا ما اشتكيتي مني وحشمتيني..



تسائلت بثقة موجوعة: لو انا علمت عمي زايد أنكم غلطتوا في مخططات مشروعه..


وعقبه يفسخ العقد وأنت اللي تدفع الشرط الجزائي.. مهوب أحسن..؟؟



هتف كساب بابتسامة: تسوينها؟؟؟



أجابته وهي تبتعد عنه وتهتف بذات الثقة الموجوعة: ما أسويها.. مع أنك تستاهل..



كساب أوقفها وهو يشدها ناحيته ويهتف لها بعمق: عادش زعلانة.. يعني اعتذاري ما كفاش..



همست له بحزن: ويعني اعتذرت الحين بيني وبينك..


هل اعتذارك بيلغي الحرج اللي أنا حاسة فيه طول اليوم وأنا أبرر أنك مشغول وأنا أقدر شغلك


كساب احنا ماحن بعايشين بروحنا.. معنا هلك.. وأنا ممكن أستحمل أي شيء إلا أنك تقلل احترامي قدام الناس..


كساب لاحظ أنه من بداية زواجنا وأنا اللي أحاول أخلي مركبنا يمشي..


وإلا لو عليك أنت كان غرقته من أول يوم!!


وما أدري ليه أحس أحيانا إن هذا قصدك.. إنك تغرق مركبنا..


ما تبيني كساب.. لا تطول السالفة.. كل ماطالت كل ماصعبت..



حينها سألها بعمق: وأنتي ليش يهوون عليش كل موقف والثاني تلمحين أو تصرحين إنه الحل إنه نخلي بعض؟؟


يعني لذا الدرجة بايعتني؟!!



أجابته كاسرة بحزن حازم: يعني أنت اللي شاري؟؟.. أو تصرفاتك تصرفات شاري؟؟



أجابها بثقة طاغية وهو يشدها ليحتضنها بقوة حانية: إيه شاري.. مهما بدت تصرفاتي غريبة وسخيفة وتضايق..


دامش ما تبيعيني ولا ترخصيني.. فأنا شاري وشاري وشاري


لا تشكين أبد في ذا الشيء !!






*****************************************








اليوم التالي




" غريبة كساب المصدوع مانزل لشغله لين الحين!!"



مزون تبتسم: خليه خالتي.. يقعد عند مرته شوي.. وإلا سواته البارحة سوات عاقل..



وهما تتحاوران سمعا صوت علي: خالتي مزون عندكم حد؟؟



عفراء بحنان: تعال يامك مافيه حد..



علي دخل باستعجال وهو يقول: صبوا لي فنجال قهوة بس.. عندي شغل ما ابي أتأخر عليه..



عفراء بذات الحنان: يأمك اقعد وسم بسم الله..



علي بذات الاستعجال وهو يمسك بنفجانه: بسم الله.. وترا عمي كلمني..


يسأل يقول وين حطيتي النياشين حقته.. عندهم استعراض اليوم!!



عفراء بضيق: ومايقدر يتصل يسأل بنفسه؟؟ وإلا صار يبي وسيط؟؟



علي ابتسم: بصراحة خالتي أنتو النسوان مخلوقات غريبة..


الحين قبل يومين ثايرة بينكم.. وطالعة من بيته.. وتبينه يكلمش اليوم ماكأنه صار شيء!!



عفراء بذات الضيق: يأمك ماراح تفهمني.. صحيح أنا زعلانة من منصور.. وأبي لي وقت أرتاح من ضغطه علي..


بس موب معنى كذا إنه حتى الكلام ماراح أكلمه.. منصور رجّالي وابو ولدي..



علي يقف ويهتف بذات الابتسامة: والله مخي على قدي وصعب علي أفهم تعقيدات مثل هذي..


خلاص اتصلي في رجالش وبلغيه وين مكان أغراضه.. لأنه مستعجل وشاب نار..



علي غادر بينما عفراء تهتف خلفه بغيظ: علي لا تصير سخيف تعال أقول لك وين أغراض عمك تكلمه..



علي يشير بيده وهو يغادر: كلمي رجالش بنفسش..



مزون تضحك: خلاص قولي لي وأنا أتصل له..



عفراء أخبرت مزون.. ومزون اتصلت وهي تضع الهاتف على (السبيكر)


عفراء تشير بيدها (سكريه بلا سخافة)


لكم مزون تركته مفتوحا وهي تتصل لتهتف بكل احترام مودة:


هلا عمي صباح الورد



جاءها صوته مرهقا مستعجلا: هلا يابيش..



ألمها قلبها حين سمعت ارهاق صوته.. كان بودها لو انتزعت الهاتف من يد مزون لتساله لماذا يبدو صوته مرهقا هكذا؟؟


ولكنها لم تتحرك أبدا من مكانها وهي تستمع.. فهي تعلم لِـمَ هو مرهق..


لأنها هي ذاتها مرهقة.. ولكنها هذه الأيام كانت مرهقة أكثر في قربه


وكلاهما يحتاج إلى فترة راحة ودراسة قرارات..


مهما بدت فترة البعاد صعبة!!




مزون بذات المودة: عمي فديتك أغراضك تراها في صندوق في الدرج الثالث من التسريحة..



حينها أجابها بحنان: مشكورة يأبيش..



مزون بعفوية: عمي تبيني أجي أرتب لك شيء.؟؟ أسوي لك شيء؟؟



حينها أجابها بحزم أقرب للغضب :مشكورة .. ليه شايفتني مكسح؟!


أنا بس أبي لي كم يوم وأتعود على مكان كل شيء..


حياتي كلها وأنا متعود أسنع أغراضي بنفسي.. وأسهل مابه أرجع أتعود مرة ثانية..


وإذا كني تعودت الكم أسبوع الي فاتوا إنه حد يسنع لي.. ممكن أجيب لي بدل الصبي اثنين يسنعون مكاني وأغراضي..


وليش أجيب.. أصلا المجلس مليان صبيان.. أخلي واحد من اليوم يرتب أغراضي!!



انتهى الاتصال لتهمس عفرا بضيق عميق وحزن أعمق: عاجبش كلام عمش.. يبي يدخل الصبيان بيتي وغرفتي ويخليهم يتعبثون في أغراضنا..


لا وزيدي على ذا كلامه المبطن.. أني أنا وجودي كان عشان أسنع له مكانه..


والخدم يكفون عني!!



مزون بمؤازرة: خالتي الله يهداش.. لا تضايقين نفسش.. كلام عمي كلام واحد محتر..



عفراء بألم عميق: لا مهوب كلام واحد محتر.. إلا كلام واحد شايل في قلبه!!







*****************************************






بعد عدة أيام





" صالح يأبيك.. عبدالله ماقال لك متى بيأتي؟؟"



صالح بمودة واحترام: لا جعلني فداك.. حتى بيتي تقريبا خلص.. بس كان فيه كم شغلة أبي أخذ رأيه فيها قدام أنزل..


وما أبي أنزل بعد وهو مابعد جا.. عشان يحضر عشا المنزل..



أبو صالح بتساؤل حازم: وفهد عاده مطول في دورته بعد..؟؟



صالح ابتسم: وش فيه أبو صالح يبي يجمع عياله كلهم.. فهد توه بادي الدورة


يبي له أسبوعين بعد..



أبو صالح صر عينيه: يعني مهوب حاضر عرس بنت عمه..؟؟



صالح هز رأسه نفيا: لا طال عمرك في الطاعة.. فهد ماصدق ذا الدورة تجيه..


قده متشفق عليها ..يبي يعلق نجمته الثالثة..



وهما في حوارهما تفاجاؤا جميعا بدخول عبدالله الذي حضر بدون إعلام مسبق


عبدالله بإطلالة جديدة.. عارضان خفيفان جدا بدا فيهما أصغر سنا بكثير..



هزاع الذي كان مشدودا لمباراة عبر التلفاز كان أول من قفز وانتبه لسلام عبدالله وهو يقبل أنفه ويهتف بمرح:


وش عنده أخينا الكبير يبي ينافسني.. من شافك قال أنك أصغر مني..


وخصوصا إن العوارض الخفيفة مهيب مبينة شيباتك..



عبدالله بابتسامة: رحت اليوم للحلاق أبيه يضبط عوارضي.. حاسها فوق حدر..



صالح يتلقاه بمرح مشابه: إلا قول إنك غرت مني.. لأنه كان شكلي أنا أصغر منك.. وتبي ترجع أمجادك!!



عبدالله يقبل أنف صالح ويهتف بذات الابتسامة: وش فيها؟؟ حاسدني يعني!!



ثم حينما انتهى من صالح مال على رأس والده ثم كفه وهو يقبلهما باحترام



أبو صالح ينظر له بتعمق كأنه يريد أن يخترق أفكار عبدالله وهو يهتف بأمر :


عبدالله اقعد جنبي..



عبدالله جلس جواره... صالح وهزاع تأخرا للزواية القريبة من التلفاز ليتابعا المباراة..


لأنهما علما أن والدهما يريد أن يحادث عبدالله حديثا خاصاً..



عبدالله كذلك شعر بذلك وهو يجلس بجوار والده ويمسك كفه ويهتف بمودة:


آمرني جعلني فداك..




**************************************






مجلس آخر.. والد.. وولدين..





زايد يتحاور مع علي.. بينهما شيء غير مفهوم..


عفوي أو متقصد؟؟!!



كساب يسألهما بحزم: وش فيكم تساسرون؟؟ بينكم شيء ما تبون أعرفه قمت من المجلس..



زايد هتف بنبرة مقصودة بها رائحة خبث شاسع: وش اللي ممكن نتكلم فيه وما نبيك تعرفه؟؟


كل شيء يخصنا.. يخصك..


كنت أقول لعلي عن أن رئيس كلية الطيران طالب مزون تلقي كلمة في حفل للطلبة الجدد..


وأسأله إذا يقدر يروح معها..


إلا لو أنت تقدر تروح؟؟.. جزاك الله خير!!






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 07:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية