لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-11, 12:27 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 96
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السادس و التسعون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءات الأفراح والليالي الملاح أدام الفرحة على قلوب الجميع
وخالص ترحيبي بكل المشتركين الجدد عشان الرواية
الله يكبر قدركم مثل ما كبرتوا قدري..
وأتمنى إنكم تلاقون في ليلاس بيتكم على الشبكة وتكون لكم مساهمتكم الفعالة في كل الزوايا
وليس في القصة فقط!!
.
.
ولأن الشكر واجب لأهل الشكر.. خالص شكرنا لأدارة ليلاس الجليلة
التي أزالت طلب تولبار الأليكسا من أجل راحة متصفحيها
وهي تقدم راحتهم على مصلحة الموقع الشخصية..
ألف ألف شكر!!
.
.
فيه بنات معترضين على وصف زايد بـ" المتفرد بعظمته" لأن هذا هو الله عز وجل...
تعالى الله علوا كبيرا أن أكون أقارنه بخلقه.. يابنات هذا مقارنة خلق بخلق وليس بالخالق..

بنات ركزوا معي زين.. هناك صفات هي وقف لله عز وجل.. وصفات مشتركة بين الله وخلقه..

مثلا المبدئ والمعيد هذي مختصة بالله واحدة..
لكن مثلا الرحيم والسميع والبصير والمؤمن والعزيز والعظيم مشتركة بين الله وخلقه..

نقول فلان رجل عظيم متفرد بعظمته نقصد بين الخلق فقط.. لأن هناك رجال عُظام عدة.. وأردنا أن نميزه من بينهم!!

وحين نقول ما أسمع فلان وما أرحمه وما أبصره وما أعزه... بصيغة التفضيل.. هل نكون نتعدى على صفات الله عز وجل؟؟
لأننا وصفنا هذا الرجل أنه لا يوجد أسمع منه أو أرحم منه أو أبصر منه أو أعز منه بين قومه..
بينما لا يوجد من هو أبصر من الله وأسمع وأرحم وأعز..

لا طبعا.. لأننا نقارنه بالبشر وليس بالله بالله عز وجل!!
ومثل ذلك حين قلت زايد متفرد بعظمته.. بين البشر.. ومن يجرؤ على مجرد التفكير في المقارنة بين الله وخلقه!!

واضح ؟؟ :)

.
.
كساب وكاسرة.. لماذا كل مابدر ملامح للصلح .. رجعت السالفة وخربت بينهم..
لأني أردت أن أبين أن هذه هي حياتهم اليومية بين مد وجزر..
وليس لانها حامل.. ولأن كليته تعطلت ... سينصلح كل شيء فجأة..
وهما مازالا يعانيان انعدام الشفافية بهذه الطريقة!!
.
.
.
أنا مستغربة جدا من اللي يقولون إن مزون دورها ثانوي..
بعض البنات يربطون الدور الرئيسي بالزواج..وبس!!
وأنا سبق وقلت لكم من قبل إن قصة مزون من بداية الرواية كانت من أعمدة الرواية الأساسية..
قصة مختلفة وأثرت على كل الأبطال..
وإنها حتى لو ماتزوجت بتظل قصتها من أعمدة القصة..
يعني مزون من الجزء الأول وهي حاضرة جدا ولحد الحين.. موب دورها مع غانم اللي بيظهرها..
يعني يا بنات.. فيه صور أخرى للحياة غير الزواج فقط :)
.
.
ياالله البارت 96
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.



بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والتسعون






" مافيه شيء طال عمرك..
ما لقيت حجز إلا متأخر.. ومابغيت أزعجك.. فكلمت عبدالله يجيني!!"


منصور ينظر له نظرة سابرة بعد أن اتصل له.. وأخبره فهد أنه سيحضر بنفسه للسلام عليه..
وهاهما الاثنان يجلسان في مجلس منصور...

حينها سأله منصور بحزم بالغ: وأخبارك مع جميلة؟؟


فهد لا ينكر شعوره بالتوتر.. ولكنه شبه متأكد أن جميلة مازالت لم تخبر منصورا بشيء.. لأنه يعلم كيف يكون منصور حين يغضب..
ومع ذلك هتف بثقة: تقدر تقول نص ونص..

منصور بصدمة غاضبة: نعم؟؟ وليش النص نص ذي؟؟

فهد بذات الثقة: السبب مني مهوب منها .. أنت عارفني.. جفس.. وهي أول تعامل لي مع الحريم..

منصور يحاول السيطرة على أعصابه حتى تكتمل لديه الصورة: ضايقتها بشيء؟؟

فهد بذات الثقة الغريبة وكأنه لا يريد أن يأخذه أحد على حين غرة:
اسألها..
لأني يمكن أكون ضايقتها وأنا مادريت إني ضايقتها!!

منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم بالغ: بأسألها..
والله ثم والله لو أدري إنك ضايقتها بشيء صدق.. لا يصير شيء ما يرضيك..







.
.
.




" عمي منصور اتصل يبيني..
بأروح للبيت وبأجيش للقاعة عقب مع أمي!!"


مزون تشد كف جميلة فقد بدأت حالة التوتر العفوية التي لابد أن تصيب أي عروس:
تكفين جميلة لا تتأخرون علي!!

جميلة تربت على خدها بمرح حنون: ساعة وحدة وتلاقينا عندش!!



.
.
.




" تعالي يأبيش.. تعالي اقعدي جنبي!!"



جميلة جلست جواره وهي تقبل كتفه وتهمس بمودة حميمية: ما تتخيل وش كثر اشتقت لك؟؟

احتضن كتفيها بحنان أبوي خالص: وأنا اشتقت لش أكثر..

صمت لثانية ثم أردف بجدية: قولي لي وش صاير بينش وبين فهد..؟؟

جميلة ارتبكت: بيني وبين فهد..... مافيه شيء!!

منصور بحزم: لا تغطين عليه.. هو بنفسه قال لي إن الجو بينكم مهوب صافي وبسبته هو وجلافته..
بس ماعطاني تفاصيل..
والحين أسألش لو كان ضايقش بشيء.. والله لأوريه شيء مابعد شافه..
أنا مازوجته بنتي عشان يضايقها..

جميلة لا تنكر تأثرها أنه غلّط نفسه أمام منصور.. ورغم ذلك ما ستقوله لمنصور هو من أجلها ليس من أجله وهي تهمس برقة:
ماضايقني.. بس هو مثل ماقلت لي قبل التعامل معه صعب...
وأنا أبي لي وقت لين أتأقلم..يعني هو يحاول وأنا أحاول نوصل لنقطة وسط..

منصور يعيد التأكيد عليها بحزم: أكيد.. مافيه شيء ثاني؟؟

جميلة هزت رأسها دون أن تنظر ناحيته: مافيه..
بس فديتك عمي.. ذا المرة ما أبي أرجع معه.. كلمه يخليني عندكم لين يجي عرس خاله..





*************************************







" انزلي ياقلبي... أنا أنتظرش تحت!!"


مزون بحرج رقيق مغلف بمودة غامرة: كساب فديتك.. أنا حانتك..
بأروح مع عمتي مزنة والسواق..

ابتسم كساب: لا تحنيني إلا من الردى.. (مقولة شائعة تعني لا تشفقي علي إلا من قلة الاهتمام بالواجب.. وهي تقال دائما ردا على كلمة "حنيتك" )
أنا حالف مايوديش غيري..


مزنة طلبت من مزون أن تذهب مع شقيقها وتترك كل شيء وهي ستحضره معها وراءهم فورا.. حتى لا تعطل شقيقها..


مزون كانت تنزل ومشاعر معقدة تماما تحيط بها من كل جانب..
كانت تنظر لكل جنبات البيت.. وهي تعلم أنها لن تعود له الليلة..
شعور خانق.. وغصات متتابعة..
هنا كانت كل السعادة.. وكل الحزن..!! أسوأ الذكريات وأجملها..!!
هنا كانت الحياة كاملة.. الحياة بأقصى معانيها!!


تحاول أن تمنع نفسها من البكاء.. فهي لا تريد أن تجلب الحزن لأحد..
ولكنها رغما عنها حالما رأت كسابا تفجرت عيونها أنهارا من دمع.. سعادة وتأثرا وهي تطوق عنقه:
ليه ماقلت لي.. ليه ماقلت لي؟؟

كساب يحتضنها بذراعيه الاثنتين ويبتسم بحنان: حبيت أسويها لش مفاجأة...
يعني تبين سواق الأميرة مزون بيد وحدة.. مايصير!!

مزون ابتعدت عنه وهي تهمس بقلق عذب مختلط بدموعها:
لا تكون شلت الجبس قبل موعده..!!

ضحك كساب: لا تحاتين.. أصلا موعدي كان عقب بومين.. أنا رحت الدكتور قلت خلاص شيلوه اليوم..
ثم أردف بحنان صاف وهو يحتضن وجهها بين كفيه:
قلت لهم اليوم عرس بنتي.. وأبي أحضنها بأيدي الثنتين!!

مزون عادت للانفجار في البكاء وهي ترتمي في حضنه: الله لا يحرمني منك.. قول آمين!!


كساب احتضنها بتأثر عميق..
يصعب عليه تخيل المكان خاليا من بعدها..!!
يا الله كم هو نادم على كل لحظة مرت من سنوات غضبه منها.. على كل لحظة أضاعها من بين يديه وكان يستطيع قضائها جوارها..

همس لها بحنان: يالله بسش ياعروس.. وش حركات الأفلام الهندية ذي..؟؟

همست مزون باختناق: خلاص بأسكت.. وينها كاسرة مهيب رايحة معنا؟؟

حينها أجابها كساب بحزم: كاسرة في الدوام.. وتقدر تدبر نفسها..

مزون نظرت لساعتها وهمست بتلقائية : خلاص هي قالت لي إنها على وصول..


كساب بحزم أشد: مزون يا الله لا تعطليني.. كاسرة لو بغت بأرجع أجيبها..
أو بتجي على السيارة الثانية مع أمها..



مزون خرجت مع كساب.. وفي ذات اللحظة التي كانت سيارته تخرج من البوابة الضخمة للباحة..
كانت سيارة كاسرة تدخل..

مزون لم تقل شيئا.. فهي علمت أنها أحد تقلباتهما التي باتت تلاحظها لقربها من كساب..


كساب أتقن التوقيت تماما.. أرادها أن تراه خارجا بدونها.. وفعلت!!
مع أنه كان قراره في البداية أنه سيأخذها هي ومزون.. لكنها من بدأت بتجاهله!!


كساب تجاوز كل ذلك.. فما يشغله في هذه اللحظات .... مزون... ولا شيء آخر!!


كساب هتف لمزون بمودة: شوفي العلبة ورا.. هذي هديتش..

مزون التفتت للعلبة الضخمة المغلفة في الخلف وهمست بمودة متأثرة:
هذي كلها؟؟
وش جايب لي؟؟

ابتسم كساب: يعني عليان جايب لش شنطة.. مستكثرة أجيب لش بوكس صغنون..؟؟

ضحكت مزون بعذوبة: لا والله أما صغنون مهوب حوله..
خلاص بس نوصل القاعة بأفتحه..

كساب بحرج: وعادي يخلوني أدخل القاعة معش؟؟

ابتسمت مزون: أكيد عادي.. أنا لي جناح هناك.. واصلا بتلاقيها مليانة عمال الحين يرتبون.. تونا الصبح..



حين وصلا للجناح المخصص لمزون.. الذي ستتزين فيه..
فتحت مزون الصندق بحماس هو من أجل كساب وحده..
همست بتأثر وهي ترى أنه لم يكتفِ بشيء واحد : واجد كلفت على نفسك ياقلبي..

همس بتأثر وهو يحتضنها: لو علي ماكان خليت شيء في السوق.. بس أنا قلت أجيب لش الحين كم شغلة مرتبة على ذوقي..
وعاد باقي السوق لش في ذمتي.. لاحقين خير..

كانت الصندق الكبير يحتوي ثلاث صناديق مختلفة كلها مغلفة بفخامة راقية جدا...
صندق يحتوي مجموعة من العطور والكريمات الفاخرة.. والآخر يحتوي حقيبة يد ثمينة للغاية..
والثالث كان استثنائيا فعلا.. كان طقما ماسيا فاخرا و ناعما آن..

همست مزون بتأثر: هذا بألبسه الليلة!!

هتف كساب بحزم: لا.. خليه بعدين.. البسي اللي جابه لش غانم..

مزون بذات التأثر: لا والله ما ألبس غيره.. سبحان الله أصلا ما تتخيل أشلون لابق على فستاني.. فديتك دايم عارف اللي في خاطري..

كساب بإصرار: استغفري.. قلت لش البسي اللي جابه لش غانم.. هذا السنع..

مزون بإبتسامة: يعني أنت يوم دخلت على كاسرة.. متذكر هي لابسة طقمك اللي جبته لها أو غيره.

كساب ضحك: لا والله ولا طرا على بالي.. بس تدرين بأروح أشوف صورنا لو مالقيتها لابسته.. بأسود عيشتها!!
عشان كذا البسي طقم غانم..



مزون صمتت رغم أنها خططت وانتهت أنها لن تلبس سوى طقم كساب..

(يعني غانم وش دراه وش لبست؟؟
تلاقي أمه وخواته اللي شروه.. وحتى هو ما شافه!!)



كساب حاول جاهدا تجاوز موقفه مع غانم الذي حدث في المستشفى..
وخصوصا أن والده نقل له حرج غانم الشديد منه..
فغانم لم يقصد شيئا مما حدث.. وإن كان سامح كاسرة عليه .. ألا يسامح غانم؟؟
وخصوصا أن غانم هذا سيصبح زوجا للغالية... لا يريد أن يضايقها بأدنى شيء..
ولا حتى أن تشعر أن هناك توترا بينهما!!

ورغم ذلك تبقى في أعمق أعماقه المكتومة حرقة ما أن هناك عينا أبصرتها..
رغما عنه لا يستطيع إزاحة هذه الحرقة..
لكنه يستطيع كتمانها!!






***********************************






" من تكلمين حبيبتي؟؟"



نجلاء تنظر لصالح وتهمس بسكون: هذي مرت فهد.. تسلم علي وتعتذر مني..
إنها ماقدرت تجي تسلم اليوم..
وإنها بتجي بكرة!!
قلت لها تلفونها يكفي.. وهي كلمت أساسا أكثر من مرة!!

ابتسم صالح: ياحليلها متى بتلحق تجيش وهم طيارتهم الصبح؟؟

نجلا هزت كتفيها: ما أدري..
إلا أنت وين رايح الحين؟؟


صالح بثقة: باروح أمر مكان العرس.. أشوف يبون شيء.. وعقب بأروح للمها شوي..

نجلا تشعر اليوم بالذات أن كآبتها تقفز للذروة.. فهي لن تحضر زواج أخيها الذي أعدت له مطولا..
وليس لديها فرصة لحضور زواج شقيق آخر إلا صالح الذي سيتزوج بعد ابنائها حتى بمشيئة الله..
وكل هذا اختلط بكآبة النفاس المعتادة..


نجلا همست برجاء عميق: تكفى صالح.. خلك عندي شوي.. اليوم الناس كلهم لاهين عني.. حتى تلفون ماحد كلمني!!


صالح ربت على خدها بحنان: ما أقدر حبيبتي.. ما أقدر.. بس أوعدش أرجع بدري..

نجلا بحزن: متى بدري؟؟ الساعة 10 الليل؟؟
تكفى صالح.. ترتيب العرس عنده عبدالله وهزاع.. خلك عندي لين المغرب بس..
ذاك الوقت الله يكفيك الضيقة.. تركبني ضيقة غير طبيعية!!

صالح بإصرار: ما أقدر ياقلبي.. مهيب زينة في حقي.. عمي راشد مايشوفني إلا مع المعازيم..

نجلا بحزن: أنا عارفة إنك اللي هامة الروحة لبنتك وبس.. وانا مالي اهتمام عندك!!

صالح جلس جوارها ليحتضن كتفيها بحنان: حبيبتي هي بنتي بروحي؟؟

نجلا بذات الحزن العميق: الظاهر كذا.. حتى اسمها ما أشركتني فيه!!
سميتها غصبا عني ذا الاسم اللي ما أدري ليه أنت مصر عليه!!

ابتسم صالح: نجلا أنتي من جدش.. وإلا الحمل والولادة خلوش تنسين..؟؟
ما تذكرين شيء في السنتين الأولى من زواجنا!!
لو ما تذكرتي بروحش.. قلت لش لا رجعت من العرس..


صالح غادر.. بينما نجلا وجدت لها شيئا تتلهى فيه بالتفكير..
وهي تعصر تفكيرها عصرا..
ماهو هذا اللي حدث بعد سنتين من زواجهما؟؟
ماهو؟؟






****************************************






" هلا والله أشهد أني صادق!!
ماهقيت إنش بتجين ذا الحزة.. الليلة مهوب عرس حماتش؟؟"


كاسرة تميل على رأس جدها للمرة الثانية وتهمس بمودة صافية:
بلى فديتك.. وتو الناس عادنا الظهر..
بغيت أجي أشوفك وأشوف وضحى..
الوضحي ضايقة شوي.. حابسينها في البيت.. قلت أطل عليها وعليك قدام أروح!!

الجد بغضب: ماعاد إلا هو.. لا تكون أختش تبي تروح العرس بعد؟؟

ابتسمت كاسرة: لا فديتك.. هي بروحها مستحية... بس ضايقة..
الضيقة من الله جعلني فداك!!
ها قل لي أرب غداك زين؟؟

ابتسم الجد بشجن: كله حشو بطن يأبيش.. زين وإلا شين..
وماملأ الانسان وعاء أشر من بطنه.. الله يعطينا من خيره ويكفينا شره..

كاسرة تجلس جوارها لتحتضن عضده: جعل مهابيطه مهابيط العافية من رب العالمين..

حين جلست جواره تحسس جدها بطنها وهو يهمس بحنان موجوع: ما أصغر بطنش يأبيش..

ضحكت كاسرة: تو الناس يبه على كبر البطن.. انتظر علي شهرين.. وتقول وش ذا الدبة إن شاء الله..

حينها همس الجد بعمق: ولو ضحكتي.. تراش منتي بخالية.. وش مضيق خاطرش؟؟

ابتسمت كاسرة: مافيه شيء فديتك!!

تنهد الجد: تعودت.. أشم ضيقتش ولا أعرف سببها..
ليت عاد الشوف زين..
والله ماتدسين علي شي..أول كنت لا حطيت عيني في عينش.. دريت وش علتش..

كاسرة بتأثر عادت لاحتضان عضده وتقبيل كتفه: يبه.. مافيه من يخلا من الضيقة... الدنيا كذا..
بس أنت لا تشغل بالك علي طالبتك.. لو فيه شيء يستاهل أنا بأقول لك بروحي!!



" يا الله.. يبه..
الضيقة ماعاد عرفت لها سبب..
اليوم رحت أبي أقدم لي على إجازة جديدة عشان الشيخ كساب
مهوب هاين علي أخليه ..
والمدير رافض لأنه توني رجعت للدوام من كم يوم..

رجعت للبيت ولقيته خلاني مع إنه متفقين نروح سوا..
ما أدري وش الرسالة اللي يبي يوصلها لي...؟؟
الرسالة المعتادة.. إني دايما في مرتبة متأخرة من اهتماماته!!
زين إن المدير مارضى يعطيني إجازة..
خلني ألقى شيء يلهيني!!"







***********************************





فخمة.. فــــخـــمــــة حد تخوم السماء!!
هكذا هو الوصف المناسب لها..!!
كانت تتسربل بالجلال حتى أقصاها.. بأناقتها الاستثنائية.. بحضورها الراقي..
بإطلالتها الفاخرة المتقنة حتى آخر تفصيل..
وكأن كل ظروف حياتها صقلتها لتظهر هكذا... مصقولة تماما !!


جميلة تميل على أذنها بتأثر: ماشاء الله تبارك الله.. تجننين.. تحفة!!

مزون بخفوت: يا بنت الحلال.. ما أبي أكون أجنن.. أبي شكلي مرتب وبس..

ابتسمت جميلة: كل شيء بيرفكت.. وفوق البرفكت.. حتى التسريحة أحاول ألاقي فيها شعرة وحدة ناطة مافيه..

مزون همست بتوتر: جميلة تكفين.. لا تبعدين.. خلش قريب..

جميلة بذات الابتسامة: وين بروح.. هذا أنا جنبش.. حتى العرس برا.. ماطلعت ولا شفت ترتيبه..
بس باروح أسلم على عمتي أم صالح وارجع على طول..
ولو تبيني عقب أروح معش الأوتيل رحت.. ماعندي مانع!!
ثم أردفت بمرح خافت: أنا وحدة مسكينة تزوجت مرتين ولين الحين ما أعرف المعاريس الطبيعين أشلون يتصرفون ليلة عرسهم.. خلني أشوف على الطبيعة!!




.
.


" ماشاء الله العروس كشخة وستايل موت..
على كثر ماشفت عرايس ماشفت فستان كذا!!"


عالية تنظر لفستان مزون بتفاصيله المتقنة الدقيقة بحرفنة مزجت الشيفون والشك والحرير..
وتسريحتها الراقية في تموجاتها المثالية.. وحتى زينة وجهها الاستثنائية باتقانها غير المثقل..
وتبتسم: كل اللي فيها كشخة وستايل.. حتى الكوشة تجنن..

سميرة بعيارة: وش قصدش علوي.. إنها ترتيبها لكوشتها أحسن من ترتيبنا للقاعة!!

عالية بمرح: انا ماقلت شيء أنتي اللي قلتي..

سميرة تضحك: امشي نستقبل المعازيم يأم كرش.. ماعليش شرهة..
بس خل نمر الحمام أرتب شكلي!!

عالية بذات المرح: وشو له ترتبين شكلش.. ترا كاسرة واقفة في الاستقبال.. لابسة ذاك الذهبي اللي يسطل..
عقب ما يشوفونها بيجيهم حول.. ومافيه حتى حد بيلاحظ وجهش المغير..


سميرة بمرح مشابه: المغبر وجهش يا بنت عمي.. مالت عليش من بنت عم..
من صبح تكسرين في مجاديفي..


عالية حينها انتبهت لشيء.. فسألت باهتمام: إلا وضحى وينها؟؟

ضحكت سميرة: من جدش أنتي.. وضحى في البيت تعد الطوف..
عرسها على خالش المبجل عقب 10 أيام وش يجيبها.. خلها تنلم في البيت..

عالية بشجن باسم: فديت قلبه نايف.. ماني بمتخيلة شوفته معرس..







********************************************







" تصدق أنت عريس غريب!!"


ابتسم غانم: وليش إن شاء الله غريب..

هزاع بمرح: أشوفك شاق الابتسامة لين أقصى شدوقك.. مع إن الموضة التكشير والعصبية..

غانم بذات الابتسامة: لا طال عمرك.. الموضة ذي ما أبيها..



( كيف لا أبتسم؟؟ وكيف لا أكون سعيدا وانا أقترب من حلمي..
أقترب..!!
سأراها.. وأضمها لصدري!! يا الله!!

تلك الباهرة البعيدة كشمس معلقة في السماء!!

لن أخدع نفسي وأقول أني مغرم أو عاشق..
لكنني مبهور حتى الثمالة... ومعجب حتى نخاع النخاع!!


مازلت حتى الآن أذكر رؤيتي لها لأول مرة قبل خمس سنوات كما لو كانت قبل لحظات!!

رأيتها في أروقة الكلية تسير وحيدة.. بخطوات واثقة ومع ذلك مثقلة بخفر عفوي آسر حد الوجع..

حين رأيتها استغربت..
ماذا تفعل مثل هذه هنا؟؟ منظر غير معهود هنا مطلقا!!

وحين علمت أنها طالبة جديدة.. استغربت أكثر.. وانا أهز كتفي وأقول:
لننتظر عليها لشهر أو شهرين ونرى كيف ستبدأ بالتحول لصيغة أكثر تحررا..

أما حين علمت أنها ابنة زايد آل كساب لا أنكر أني أصبت بما يشبه الصدمة القوية..
فزايد آل كساب نفسه سمعته ناصعة كالأسطورة.. فكيف يرضى أن تدخل ابنته هذا التخصص؟؟
ولا أنكر حينها كيف تسلل إعجاب خفي في روحي بهذه التي أصرت على اقتحام هكذا مجال ومع ذلك هي بهذا الاحتشام..

وخالط الإعجاب حزن أعمق.. لأني كنت شبه متأكد أنها لن تحتمل ضغط الجو المنفتح حولها.. هكذا كنت أرى الطالبات معنا..
وكما يقول المثل الشعبي ( كثر الدق يفك اللحام!!)


ولكن الشهر تلاه شهر آخر وانا أراها تزداد احتشاما وثقة مغلفة بحزن غريب شفاف ماعرفت له معنى..
وأنا أراقبها من بعد كما لو كنت أحميها دون أن أشعر.. وهي مطلقا لا تشعر بي!!
فهل الشمس تشعر بالنجوم حولها؟؟!!


حتى علمت من أحد الطلاب بتعرض مهاب رحمة الله عليه لها..
تضايقت لأبعد حد.. ولكن الضيق تحول لغضب حين سمعته بنفسي..

لا أعلم أي رجل هذا الذي يرضى أن يجرح امرأة مثقلة بالطهارة وفي العلن!!
كيف يُقال لمثلها هذا الكلام؟؟

لكني لم أستطع التدخل من أجل سمعتها هي!!
فأي كلام سيقال عليها لو علموا بعراك طالبين من أجلها؟!!
ولكني لا أنكر أني كنت أتبعه بغضبي كل مرة.. ولكن كل مرة أجد زملاء لنا متواجدين..

حتى اصطدته في أحد المرات في المواقف الخالية إلا من عمال النظافة..
وحمدت الله حينها كثيرا لأني كنت سأنفجر من شدة غضبي..
فتلك المرة أثقل عليها الكلام كثيرا..

كدت أجن وأنا أعلم أنها تبكي الآن.. حتى لو أظهرت أنها لم تهتز..
فأنا لدي شقيقتان وأعلم حساسية الأناث.. ولو قيل لواحدة منهما ربع ماقاله.. قد تقتل نفسها من البكاء!!

لم تهمني أسناني التي ذهبت.. ما همني أنه توقف عن التعرض لها..
وأعلم أنه ليس خوفا من العراك.. ولكن لأني هددته بإخبار زايد آل كساب..
وهو يعلم جيدا من زايد!!

لا أعلم كيف احتملت هي كل هذا دون إخبار والدها.. أي قوة جبارة تحتويها تلك الصغيرة؟!!


تخرجت أنا.. وهي بقت بعدي 3 سنوات.. وأنا أخشى بحزن غريب أن السنوات ستفت من عزمها..
ستجعلها تقدم التنازلات حتى يمضي مركبها في الكلية..
لكنها مطلقا لم تتنازل.. مطلقا!!

بقي الأمر كما هو إعجاب بها يتزايد من بعيد.. فعلاقتي بآل كساب هي علاقة بعيدة رسمية..
حتى تعرفت بكساب أكثر في إحدى رحلاتي.. في حفل في أحد سفاراتنا في الخارج..

توطدت معرفتي بكساب أكثر وأكثر.. ومعه انتعش أمل ما في روحي..
ولكن بقي عملها معي في ذات المجال حاجزا كبيرا..
خشيت عليها من كلام لا يرحم.. أن يُقال أن هناك علاقة ربطت بيننا لذا تقدمت لها..


حين طلب مني كساب أن أسافر معها.. شعرت كما لو أنه سُكب فوق رأسي ماء مثلجا..
توترا وقلقا وتحفزا..
فأنا مطلقا لم أقترب منها حتى خمسة أمتار..
فكيف أرافقها في رحلة؟؟
قد يحرقني إشعاع قربها!!

وكم كنت محقا في إعجابي بها حين رافقتها من قرب..
ثقة غامرة.. مختلطة باحتشام عميق.. ولسان لا يعرف الخضوع!!
" أخت رجال صدق!!"
وهكذا تكون تربية الرجال!!
إعجابي بها تزايد وتزايد وتزايد إلى أبعد مدى!!
ولكنه كان محض إعجاب لا أمل له!!


حتى قررت هي ترك سلك الطيران.. حينها شعرت أن أحدهم أهداني هدية لا تقدر بثمن..
قررت ألا أترك الفرصة تفوتني..

وكم كان حزني حين رفضتني!!
مرت الأشهر بعدها.. وفكرة الزواج ماعادت تخطر لي ببال..

فكيف يخطر ببالك أن تقترن بالشمس؟؟ ثم بعد ذلك ترضى بأقل من ذلك!!

حتى أهداني كساب الفرحة الأعظم بموافقتها..
وكم أنا ممتن لكساب..!! وسيبقى امتناني له حتى آخر يوم في عمري!!

وكم أشعر بالحزن للموقف السخيف الذي حدث بيننا مؤخرا!!
وأنا أشعر رغم محاولاته للتصرف الطبيعي معي.. أنه مازال يحمل بداخله شيئا من غضب!!

لا ألومه.. فلو حاول أحدهم اقتناص نظرة من شمسي.. التي أصبحت لي وحدي..
قد أصاب بالجنون!!


يا الله.. أ يعقل ذلك؟؟
أنها أصبحت لي.. لي أنا ؟؟!!






******************************************






" أبو جاسم.. وين العيال الكبار؟؟ أشوف ماجاء معك إلا محمد!!"


أحمد بنبرة أقرب للحرج: السموحة يا أخوك..
جاسم مسافر ويا هله.. وخليفة وهله كانوا مسافرين وياهم..
بس يوم درو هناك إن مرته حامل.. ردوا من السفر البارح..
قلت له يي معاي بس ماله ويه يوايهك أنت ومنصور.. سود ويهي لا بارك الله فيه من ولد!!

زايد بحزم: إلا بيض الله وجهه أبو أحمد.. مهما كان اللي صار حن أهل..
وهو ماقصر مع جميلة... وهذي جميلة تزوجت..
وقل له أنا عبارت عمه.. وما أبيه يهجر مجلسي!!

أحمد يهز رأسه بأسى: خير .. خير إن شاء الله..






.
.
.



" فهد وش فيك؟؟ قاعد منت بعلى بعضك!!"



فهد ينظر ناحية محمد ابن أحمد بغيظ متزايد ويتمنى لو انتزعه من مقعده..
ولو كانت النظرات تُحرق.. فلربما كان احترق من نظراته..
ففهد لا يعرف شكل خليفة مطلقا ولم يسبق أن رآه..
لكنه يعرف والده وسبق أن رآه في مجلس زايد عدة مرات...

لذا ما أن رأى الشاب القادم مع أحمد حتى قفز لباله أنه خليفة..
وخصوصا أن محمدا كان شكله محرجا كما لو أنه اُجبر على الحضور..
وهو فعلا كان مجبرا.. فقد حلف عليه والده أن يأتي معه.. بينما هو كان محرجا لأنه كان أحد شهود عقد الطلاق المتهور!!
وبالتأكيد يستحيل أن يسأل فهد إن كان هذا خليفة.. وخصوصا أنه مقتنع أنه هو..


فهد شعر أنه يحترق حتى أقصاه وهو يرى وسامة محمد البالغة ولياقته الجسدية العالية البارزة في طوله المتناسق..


" إيه أكيد عايفتني عقب ذا؟؟
.
ليه هو الرجال زين وبس؟؟
.
ولو جينا للزين والطول.. حتى انا ما علي قاصر!!
.
بس عاد مهوب مثل ذا اللي بيولع كنه لمبة!!
لا وشكله أصغر مني بواجد.. وأنا عبارت شيبة بالنسبة لها!!
.
زين.. وغير الزين اللي مامنه فود.. ولا سنين عمرك اللي مافادتك
وش لقت عندك غير سواد وجهك وشين فعايلك؟!! "



فهد كان سيجن وهو ينظر لمحمد ويتجاوز التفكير بشكله إلى شيء أعمق..

" أشلون كان يلمسها؟؟
كانت تجفل منه مثل ما تجفل مني؟؟!!
يا ترى كان يسرح وهو يشوف شفايفها وتأكله الحسرة مثلي..
وإلا ليه تأكله الحسرة.. الحسرة لي بروحي..
لكن هو ضمها لصدره.. وأنا لحد الحين صدري مهجور..!!
تنفس أنفاسها.. وأنا أختنق في اليوم ألف مرة!!
هو ارتوى.. وأنا ميت ضمأ...."


فهد ما أن وصلت أفكاره لهذه المرحلة حتى كان سيقفز ليغادر الحفل كاملا..
فهو شعر أنه ماعاد قادرا على السيطرة على غضبه..
وخشي أن يتصرف تصرفا يحرجه هو وأهله ويفسد زواج غانم..


ولكن منعه من المغادرة يد قوية على معصمه وسؤال حازم:
" فهد وش فيك؟؟ قاعد منت بعلى بعضك!!"


فهد التفت لمنصور وهو يشد نفسا عميقا ويهتف بحزم يخفي خلفه أمواج غضبه المتلاطمة:
مافيني شيء.. بس تعبان من السفر.. أبيهم يزفون المعرس عشان أروح أرتاح..
وراي بكرة سفر بعد..

حينها هتف منصور بحزم: دامك جبت طاري السفر.. فأنا طالبك.. قل تم!!

فهد ربط فورا بين الطلب والسفر لذا هتف بحزم مشابه:
كل شيء تم.. إلا أنك تطلب مني أخلي جميلة وأسافر من غيرها!!

منصور بعتب: أفا يالغالي.. الظاهر إني ما أنا بغالي..

فهد تنهد: غلاك ما ينحكى به وأنت داري يا ابو زايد..
بس مثل ماقلت لك.. الجو بيني وبين جميلة مهوب صافي...
لو خليتها.. أخاف البعد يزيد الجفا..

ابتسم منصور: ويمكن يزيد الشوق.. خلها يافهد البنية متضايقة وتبي قعدة أمها!!


فهد تنهد في داخله (الشوق من صوبي مهوب من صوبها) ثم هتف برجاء حازم:
تكفى يا أبو زايد.. أنا واجد مقصر في حقها..
خلها تروح معي ذا المرة.. وبنرجع في عرس نايف.. لو اشتكت لك مني المرة الجاية..
وعد من نفسي أخليها لين أخلص دورتي!!

منصور رد عليه بحزم: أنا بأسألها.. وهي توافق من كيفها و خاطرها..
لكن لو ما وافقت.. اسمح لي.. والله ما تطلع من الدوحة وخشمي يشم الهوا..

أنا يافهد عطيتك قطعة من روحي من غلاك.. ووصيتك فيها..
وأدري إنك أخلاقك صعبة.. بس أنا هقيت إنك بتوصى فيها وتراعيها..
مهوب تضغط عليها وتضايقها..

أنا لحد الحين ماقلت شيء.. لأنها ما اشتكت لي بصراحة من شيء..
لكن والله لا تشتكي...........
وإلا أقول لك.. خلها لوقتها!!






****************************************






" سامحيني يمه..
كنت أبي أجيش أول..
بس خبرش اليوم عرس بنت خالتي وانشغلت..
وكنت عارفة إني بأواجهش في العرس.. السموحة فديتش!!"


كانت جميلة تنحني على رأس أم صالح بالسلام وهي تهمس بهذه الكلمات..
وقبل أن تجيبها أم صالح كانت نورة من تجيب بنبرة مقصودة:
والله يأمش السنع سنع..
ذا النص ساعة اللي بتمرين فيها عمتش مهيب اللي بتعطلش عن عرس بنت خالتش..
و اللي أعرفه إن عفراء مرة سنعة..
هي دارية بسواتش..؟؟ وإلا يمكنها ماعلمتش السنع..؟؟

جميلة كانت تشعر أنها ستنفجر.. ومع ذلك ابتسمت برقة: إلا دارية ولاغتني بعد..
بس أنا قلت لها أمي صافية.. غير عن كل العمات.. مستحيل تشيل في خاطرها..
صح يمه؟؟؟

وجهت سؤالها لأم صالح وهي تنحني للمرة الثانية وتقبل رأسها بدلال مقصود..
ابتسمت أم صالح بحنان: أكيد يأمش مافيه شك..

جميلة غادرت بعد السلامات المعهودة... بينما نورة همست كالفحيح بعد مغادرتها:
أنتي وولدش أشلون مستحملين ملاغتها..؟؟ أنا بغت تمخلس جنوبي من الخَمل!!
(تمخلس= شي يُخلع عن شيء كانخلاع اللحم عن العظم
الخَمل= الاستياء من تصرف خارج عن اللياقة المعهودة)


ابتسمت أم صالح بطريقة مقصودة فهي لا تنكر أنها تشعر بالمرح حين ترى نورة ثائرة هكذا:
وين الملاغة؟؟ ماشفت إلا الذرابة والحلا..

نورة بتأفف: ياحر جوفي حراه.. مالكم عيون تشوف!!

ابتسمت أم صالح: لنا عيون.. بس أنتي اللي عيونش ما أدري وش فيها..
لا صارت جايزة لولدي فهي جايزة لي..

نورة بذات نبرة التأفف: والله مافيها زود على النوري بنت سلطانة..
كسرتوا بخاطر سلطانة.. كفاية إن بنتها سميتي.. الحلا والنور..

حينها لم تستطع أم صالح إلا أن تضحك: أكيد مافيه شك...
ثم أردفت بتماسك: النوري توها صغيرة .. توها بتدخل الجامعة ذا السنة..
خلها تدرس..

نورة بعتب: إيه عيالش كلهم وزعتيهم شرق وغرب.. ولا حتى خذتي واحد وإلا وحدة من عيالي أنا وإلا خواتش..

ابتسمت أم صالح: هذا هزيع موجود.. على ما تخلص النوري الجامعة يكون تخرج..

نورة تعود للتأفف: ماعينتي إلا هزيع.. والكوبة.. بسم الله على النوري منه..
كنا نبي فهد.. وماحصل... خلاص غطي هزيع على كبدش..

حينها غضبت أم صالح فعلا: هزاع طير شلوى اللي تقولين عليه والكوبة...
حبوا لي خشمه ما أطوله... بسم الله على ولدي منش ومنها....





في زاوية أخرى.. جوزاء تميل على أذن جميلة وهي تهمس بمرح: خالتنا المبجلة نورة وش لوعت كبدش فيه؟؟

ضحكت جميلة وأنتي وش دراش إنها لوعت كبدي؟؟

جوزاء بذات المرح: لأنها لو مالوعت كبدش بتكون مريضة وإلا فيها شيء..

جميلة ردت عليها بمرح: جوزا أنتي أشلون مستحملتها ؟؟

ضحكت جوزا: احمدي ربش سلطانة ماجات.. إذا جاوو الثنتين هذي تكمل على هذي مايعطونش مجال....
ثم أردفت بابتسامة أقرب للجدية: انا قبل بصراحة كان مستحيل أفوت لهم كلمة..
بس عقب صرت أسمع من هنا وأطلع من هنا عشان خاطر عبدالله.. مهما كان هذولا خالاته..
وعلى العموم هم أصلا يموتون لا حقرتيهم.. الحقران يقطع المصران..

جميلة تنهدت: خلني أروح لمزون.. وعدتها ما أبعد عنها واجد..






***************************************






" خالتي فديتش.. خلش جنبي!!"

عفراء همست بحنان بالغ التأثر وهي تشد على كف مزون بحنان أشد: هذا أنا جنبش يأمش..
ولا تحاتين شيء.. هدي واقري الاذكار في داخلش..


عفراء تنظر لمزون بتأثر متعاظم وعبرة مكتومة تتكوم في حنجرتها وهي تتذكر شقيقتها.. بل أمها..!!

كانت وسمية تحتويها بحماية أمومية بالغة.. قد تكون قدمت مثلها لمزون طوال سنوات..حتى الفترة الأخيرة..
تحاول أن تحمل مزنة الذنب في تقصيرها في حق مزون..كطبع الإنسان في رغبته في تحميل ذنوبه لغيره..

ولكن نفسها النقية تعلم أن التقصير منها.. فهي مشغولة بالفعل في ابنها الذي لا ترضى أن يتولاه أحدا عنها إلا حينما تحتد فعلا!!
لذا كان كثير من تجهيز مزون مزنة هي من تولته.. وما يؤلمها أنها بعد احتدادها على مزنة المرة الأخيرة..
أصبحت مزنة تتصل بها دائما وتخبرها عن خطوت تجهيز مزون وإن كانت تريد أن تذهب معها..
لتشعرها بالحرج.. وأن مزنة ارتقت عليها في تصرفها..
وكل ذلك كان يزيد مشاعرها تعقيدا وتشابكا.. بشكل بالغ!!


ولكن كل ذلك يتنحى في هذه اللحظة.. وهي ترى صغيرتها عروس أمامها..
عيناها تمتلئان بدموع لم تشعر بها..
وهي تشد على كفها وتكثر من الدعاء لها..


حتى سمعتها مزون تهاتف كساب..حينها بدأت ترتعش بعنف.. لأنها عرفت سبب المكالمة..
شدت على كف خالتها أكثر .. وهي لا تريد إفلاتها..
خالتها همست بتأثر وهي تشعر بارتعاش كفها بين يديها: حبيبتي بألبس عباتي ونقابي بس.. ماني برايحة مكان..


عفرا أشارت لجميلة أن تغادر المكان.. وأخبرت المتواجدات عند مزون أن العريس سيدخل حتى يغادرن..

جميلة همست في أذن مزون بمرح: كان خاطري أشوف أبو عيون عسلية على الطبيعة.. بس يا الله حكمت علينا المحكمة نطلع!!

مزون كانت تنظر لجميلة بعينين غائمتين.. فهمست جميلة بتأثر بالغ: الدموع ما تليق عليش يا كابتن..
تليق على الهنود اللي مثلي!!

عانقتها بتأثر قبل أن تغادر للقاعة لتنضم لبقية الحاضرات.. وحينها بدأ هاتفها بالرنين..
نظرت للرقم.. ثم تأففت وهي تضع الرنين على الصامت..
رن للمرة الثانية.. فأسكتته على الصامت..


حينها وصلتها الرسالة:

" اطلعي لي أنا برا..
لا تخلينا نسوي فضايح وأقعد أدق هرن برا
امشي معي خلينا نتفاهم!!"



وبالفعل كانت سيارة فهد تتوقف خلف سيارة العريس التي توقفت للتو ويقودها كساب..
وأمامهما سيارة زايد يقودها علي ومعهما منصور..





#أنفاس_قطر#
.
.
.
يا الله بكرة في الليل البارت الهدية اللي وعدت فيه بنات الكويت
ما أظن إني أبطيت في هديتي :) ؟؟
بارت مميز تشوفون ردة فعل المعاريس باللقاء الأول..
ورد جميلة على طلب فهد..
وسر اسم المها عند صالح..
وكاسرة اللي بتشوف كساب بدون الجبس..
.
وللمرة الثانية دامت أفراح أهل الكويت وديارهم عامرة بالأمن والأمان..
البارت بدون تحديد ساعة معينة لأني أصبحت أتحاشى تحديد ساعة معينة..
عشان ماشاء الله ماتتجمعون كلكم وما ألقى لي طريق :)
وإلى الملتقى بإذن الله..
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 04-03-11, 11:07 PM   المشاركة رقم: 97
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السابع و التسعون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم عسل وسكر ياناس ياعسل..
ياحياكم الله ألف ألف مرة.. وياهلا والله بكل الوجوه قديمها وجديدها..
الله لا يحرمني منكم جميع ولا من قربكم..
.
.
.
فيه بنات يقولون لا يجوز القول في ذمتي.. بنات الله يهداكم ارجعوا للصياغة اللي وردت في القصة واقروها عدل..
الشخصية ما قالت في ذمتي أن أفعل كذا وكذا على سبيل الحلف.. وهذا هو المنهي عنه!!
لكن قالت لك في ذمتي كذا وكذا.. أي باق لك عندي..
وحتى في الدين هناك شيء اسمه إبراء الذمة.. أي تنقيتها من الحقوق..

أنا كان ممكن أتجاهل هالتعليقات على أساس إنه شيء معلوم فعلا فعلا فعلا..

لكن أنا أخشى أنه البعض يظن هذا الشيء فعلا.. ويبقى الأمر (في ذمتي)..
أظني واضح الحين يا نبضات القلب!! :)
.
.
البارت اللي فات اللي البعض يقول عنه قصير.. 40 صفحة على الورد والله العظيم..
مثله مثل طول بارت اليوم...
يعني الإنسان طاقة معينة.. وهذي هواية لوقت الفراغ.. مهيب عمل أنا متفرغة له..
يعني أنا مرة متزوجة عندي التزامات كثيرة.. وحتى الامهات اللي مثلي مستغربين أشلون ألاقي وقت حتى!!
وكنت أبي اقول لهم تنظيم الوقت هو الحل.. والأكيد طبعا الحرص إنه مافيه شيء يطغى على شيء..
ولو لقيت وقت أكتب أكثر.. صدقوني باكتب..
.
.
الجزء 97
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والتسعون





شعر بتوتر ما.. وهو يدخل محاطا بأربعة رجال.. اثنان منهم قد يجعلان منه عجينة في لحظات..
تمنى لو دخل وحده.. ليراها وحده.. وليس تحت أعين وحماية أقاربها..
وهو يشعر بحرج أن يتمعن فيها حتى!!


أما حين دخل.. فهم لم يتركوا له المجال حتى..
فهم كالعادة المعروفة صعدوا للسلام عليها وهو بقي واقفا جانبا..
وكل واحد منهم يحتضنها ثم يطيل..
فماذا بقي له من أحضانها؟؟



مزون منذ علمت أن غانما سيدخل تصاعد توترها العفوي للذروة.. وهي تشد بعنف على كف خالتها..
التي بقيت وحدها مع مزون.. مع أم غانم التي وقفت جانبا قريبا من الباب..
وسميرة تقف خارجا تنتظر استدعاء أمها لها..

بينما مزنة قررت أن تخرج.. لأنها رأت أن وجودها قد يكون غير مريح..

عفرا أفلتت يدها برفق من يد مزون وهي تهمس بحنان: هذا ابيش وأخوانش عندش..


مزون حين رأت والدها يتقدم أولا..
شعرت أنها لن تستطيع السيطرة على عبراتها المكتومة..
وخصوصا وهي ترى في عيني والدها تأثرا بالغا.. غاص في أعمق روحها..
وزايد كان فعلا تأثره يقفز للذروة وهو يراها أمامه شفافة مغلفة بالبياض
بطهرها المتبدي كإشراق الشمس كما كانت في عينيه دوما..!!

أ حقا صغيرته ترحل وتتركه؟؟ وكيف تكون الحياة من بعدها؟؟ اعتاد حينما يدخل البيت أن يكون وجهها هو أول وجه يراه!!
ينبئه أن هذه الحياة تنبض بالبهجة مهما قست عليهما!!

احتضنها بقوة مغلفة بالحنان وهو يهتف بنبرة خاصة لها.. الحنان الخالص الذي لا مثيل له:
ألف مبروك يأبيش.. والله الله في رجالش.. ولا تحاتين أبد شيء في ذا الدنيا ورأس أبيش يشم الهوا..

لم تستطع أن ترد سوى بعبراتها المسكوبة.. التي ازدادت انسكابا حين احتضنها كساب وهو يهمس في أذنها بخفوت:
لو قعدت ألف سنة أقول سامحيني.. ماوفيت.. سامحيني يالغالية على كل دقيقة زعلتش فيها..

ثم أردف بما يشبه ابتسامة مغلفة بالحزم وهو يهمس بذات الخفوت:
أنا ما أعرف أقول وصايا ولا أبي أقول.. اللي بأقوله صحيح غانم عزيز وغالي ورجّال مافيه مثله..
لكن والله لا أدري إنه ضايقش بأدنى شيء وماقلتي لي.. لا أعلقش أنتي وإياه من أرجيلكم..
طالبش ما تباتين مضيومة ولا حزينة .. وقتها بتحسسيني إني صدق مالي عازة في ذا الدنيا..


ثم كان دور منصور ليحتضنها وهو يبارك لها بنبرته الفخمة الحانية: مبروك يأبيش.. جعلش تهنين.. وما أوصيش على نفسش ورجالش..

كان كل سلام يزيد تأثرها للذروة حتى وصلت لعلي.. الشفاف العذب الحاني وهو يحتضنها بحنانه الشفاف ويهمس بذات الشفافية:
مبروك ياقلبي.. ألف مبروك.. خلي بالش من نفسش ورجالش..
وتأكدي إنش لو احتجتي أي شيء إني دوم موجود قريب.. أقرب من أنفاسش متى ما بغيتي!!

حينها بالفعل بدأت دموعها تنسكب بغزارة.. وهي تعلم أن سلام علي هو الأخير.. وخلفه سيكون سواهم..

وجاء سواهم ختاما.. وكساب يشير له بمودة باسمة: تعال ياعريس.. شكلنا مسخناها وطولنا عليك..


غانم تقدم والجمع ينزاح ليتيح له رؤية شمسه...

كانت بالفعل شمسا في عينيه..!!

حتى لو بدأ الكحل المضاد للماء يسيل بخفة مع الانسكاب المتزايد لدموعها..
كانت في عينيه حسن لا مزيد عليه.. كانت شمسه وكفى!!

هل رأيتم شمسا تمطر؟؟

يستحيل أن تمطر الشمس.. ولكنها أمطرت أمامه في معجزة لم يسبق لها مثيل..
حزن احتواء شفاف غمر روحه حتى أقصاها..

" جعلها آخر دموع أشوفها في عيونش!! " هكذا هتف في أذنها فعلا وهو يميل عليها ليقبل جبينها..

مزون ارتعشت بعنف مابين دفء كلماته التي هزت أعماقها هزا.. وملامسة شفتيه الرقيقة لجبينها..

ثم وقف جوارها بثقة وهو يشد على كفها ويجلسها..
كساب هتف في أذنه بمودة: أنا بأنتظركم برا في السيارة..

غادر بالفعل زايد وشقيقه وابنيه خارجا.. وكل واحد منهم يثقل على غانم بالوصايا.. وكل واحد منهم كذلك يعصف به تأثر مختلف..

ولكن من تأثره مختلف فعلا هذا الجالس محتضنا كفها في كفه..
كما لو أنه يريد أن يستمتع بكل ثانية من اكتشافه لتضاريس كفها الناعمة وغير مستعجل أبدا على أفلاتها..

مزون شعرت بالفعل أنها ستبكي وهي ترى قوة إمساكه لكفها بعد مفاجأته لها بتقبيل جبينها أمام والدها وعمها وشقيقها..
أما ماجعلها ستنفجر في البكاء هو همسه في أذنها بجرأة:
ليش ما حنيتي إيديش.. أنا أحب الحناء!!

" ياربي .. وش ذا الجرأة اللي عنده؟؟"

لم ترد عليه لكن من ردت هي سميرة وهي تميل على رأسه لتقبله وتهمس بمرح:
ارحم البنية.. من أولها نازل كلام في أذنها.. شفها مستحية وحالتها حالة!!

غانم ابتسم وهو يقف ليحتضنها: ماحد طلب شورش.. أصلا الله رحم تميم من هذرتش..

ثم زادت ابتسامة غانم اتساعا وهو يرى والدته خلفها.. لم يسمح لها أن تصعد له حتى وهو ينزل لها الدرجتين المتبقية.. ويقبل رأسها..
وهي تهمس له بتأثر مختلط بدموعها: مبروك يأمك.. ألف مبروك..
عقبال ما أفرح بعيالك..

غانم بتأثر: يمه أنتي كل شيء عندش دموع..

أم غانم بإبتسامة مبللة بالدموع: فرحانة يامك.. جعلك تتهنا..

غانم عاود تقبيل رأس والدته.. قبل أن يعود لمكانه بجوار مزون.. ثم يشير لسميرة بحزم: جيبي عباتها..

حينها تقدمت امرأة مجللة بالسواد لم ينتبه لوجودها قبلا وعباءة مزون على ذراعها.. وهي تهمس باختناق:
مبروك يأمك ألف مبروك.. والله الله.. في بنتي طالبتك..

لم يعرف من تكون تحديدا لكنه توقع أن تكون خالتها.. هز رأسه بثقة:
ازهليها.. مزون في عيوني وفوق رأسي!!
ثم أردف بإبتسامة: وصيها هي علي!!

عفرا همست بذات الاختناق وهي تلبس مزون عباءتها: يشهد ربي إني وصيتها..
بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير!!

عفراء احتضنت مزون وهمست بذات الاختناق الذي يدل على صوتها المبحوح من البكاء: كلميني بكرة قبل تروحين المطار..

مزون هزت رأسها دون أن تتكلم.. فهي تخشى أن تتكلم حتى لا تنفجر في البكاء..
وغانم يتناول كفها بثقة.. ويقودها خارجا باتجاه مواقف السيارات حيث ينتظرهم كساب...








**********************************






" فهد لو سمحت.. أمش بدون فضايح..
أظني عمي منصور قال لك
إني ما أبي أروح معك.."


فهد حين وصله ردها زاده غيظا على غيظه وهو يلكم مقود سيارته بعنف..
أرسل لها رسالة أخرى:

" الفضايح مهيب الحين..
بأنتظر خمس دقايق... لين يطلع عمش منصور
وزايد وعياله والمعاريس.. وعقب باعلق الهرن..
وبأترك لش تخيل الأحداث اللي بتصير!!
وأظنش عرفتيني.. واحد متنح ولا أعرف ذوق ولا لياقة!!"


جميلة زفرت بيأس وهي تكاد تبكي.. تتخيل فعلا سيناريوهات مرعبة لما سيحدث..
شجار بين أبناء خالتها وفهد.. أو على الأقل تلاسن سيؤدي لفضيحة يراها كل داخل وخارج..
وهي تعبت من كلام الناس.. تعبت!!
وأهم من كل ذلك الآن.. أنها ستفسد فرحة مزون الغالية!!

الخبيث عرف كيف يمسكها من يدها اللي تؤلمها.. فعلا..

أرسلت بدموع عينيها:
" بأطلع لك..
عشان خاطر مزون بس..
ما أبي أخرب عرسها عشان واحد مثلك!! "


فهد كان يزفر بتوتر انتظارا لردها.. فهي لو رفضت الذهاب معه..
لا يستطيع فعل شيء أبدا..
بل سيرحل مدحورا.. ليس من باب اللياقة..

ولكن لأنه يستحيل أن يحرج نفسه وزوجته أمام هذا الجمع!!
أو يصغرها وهو يريد إخراجها رغما عنها وأمام أهلها!!

هكذا هي نفسه المستقيمة بحدة جارحة له قبل غيره!!

لكنه اعتمد على أنها مازالت لا تعرفه جيدا.. وأنها تظنه سيفعل ذلك..

لذا ابتسم بانتصار وهو يقرأ بداية رسالتها..
ثم كشر وهو يقرأ آخرها ( واحد مثلي؟؟ ليه وش فيني؟؟)



انتظر لدقائق وهو يرى عدة نساء يخرجن.. لم يعرف هي أيهن حتى سمع صوت فتح الباب.. ثم ركوبها جواره..
نظر لها بصدمة لثوان ثم هتف بغضب: باقي زري في الدوحة ماحطيتيه في عباتش!!

جميلة ردت ببرود ودون أن تنظر ناحيته: الزري هذا زمان جدتك الله يرحمها.. هذا اسمه شوارفسكي..

فهد تزايد غضبه: الحين مسكتي في الاسم وخليتي الأساس.. هذي عباة تطلعين فيها قدام العالم..!!

جميلة بذات النبرة الباردة المتماسكة: عباة عرس بعد.. أشلون تبينها؟؟ وماطلعت فيها السوق.. كل السالفة المسافة من باب القاعة لين السيارة..

فهد يشعر أنه يريد أن يصفعها فعلا وهو يحاول أن يتماسك:
هذا أنتي قلتيها من الباب لين السيارة.. يعني وش فايدتها دامش بتحطينها داخل القاعة!!
تفرجين عليها سواقين السيارات؟؟


جميلة تنهدت: خلاص فهد انتهينا.. قل لي لا تلبسينها مرة ثانية..
وبأقول لك حاضر وتم... شيء ثاني بعد؟؟

فهد يشد له نفسا عميقا وهو يهتف بحزم: لا.. خلاص..

تحركت السيارة قليلا قبل أن يهتف بنبرة أقرب للغموض:
ليش ما تبين ترجعين معي مصر؟؟

جميلة بذات النبرة الباردة التي قررت أن تغلف نفسها بها:
من كثر ما أنا مبسوطة معك أخاف قلبي يوقف.. أبي أخذ لي راحة من السعادة اللي أنت معيشني فيها..

فهد بذات النبرة الغامضة: وتمسخرين بعد؟؟

جميلة هزت كتفيها: لأنه شر البلية مايضحك..
فهد أنا مابغيت أصغرك في عين عمي منصور لأني شايفة وش كثر هو يعزك..
ماهان علي أكسر صورتك في عينه..
فأرجوك لا تضغط علي أكثر من كذا.. ولا تختبر صبري.. لأنه صبري خلص!!
وعقبه مهوب هامني صورتك ولا غيرها..
لأنه صورتك أنت المسئول عنها مهوب أنا...

فهد يتنهد بصمت (هذي متى تعلمت تصف حكي كذا؟؟ )

لكنها لم تصمت وهي تهمس بسكون: ممكن أعرف ليش تبيني أرجع معك؟؟

تنهد فهد وهو يهتف بحزم: ارجعي معي ذا المرة بس.. دامش على قولتش ماتبين تكسرين صورتي عشان عمش..
استحمليني شوي... لين عرس خالي نايف.. إن شاء الله ماتشوفين مني ذا المرة إلا اللي يرضيش..

جميلة هزت كتفيها بيأس: ماعاد أصدق كلامك.. اعذرني..

فهد تنهد وهو يقف في باحة بيتهم ويهتف بحزم: يمكن فيه سوء فهم شوي في طريقة التعامل..
أنا أقط الكلمة وانا أحسبها عادية عشان كذا كنت أظن إني عند وعدي..
مادريت إني ضايقتش..
لأني ترا لو فكرت آجعش مثل ما أعرف الوجع أنا... يمكن الكلمة اللي أقولها تذبحش..
الحين عرفت حدود كلامي زين..


جميلة بذات اليأس: فهد أنا ماعاد أقدر أتحمل أكثر.. تعبت.. وبصراحة ما أقدر أتخيل أني بارجع معك بكرة..

فهد يفتح الباب ويشير لها أن تنزل وهو يهتف بذات حزمه: تحملتيني شهر.. صعب عليش تحمليني أسبوع بعد؟!!


جميلة لم ترد عليه وهي تنزل وتتبعه عبر ردهات البيت الفارغ تماما.. فالجميع مازال في حفل الزفاف..
وهي من تضطر لترك حفل زفاف ابنة خالتها مبكرا...!!


تنهدت بهذا اليأس الهادر الذي بات لا يفارق روحها..
وهي تدخل عبر باب جناحهما وتخلع عباءتها لتعلقها بينما صوته الحازم يأتيها من خلفها: قطي العباة ذي في ذا الزبالة الحين.. لا تعلقينها..

جميلة استدارت نحوه بصدمة: نعم أرميها؟؟.. وعدتك ما ألبسها.. بس أرميها حرام..


حينها كانت الصدمة الشفافة من نصيبه..
قد يكون اعتادها متأنقة على الدوام.. ولكن أناقتها دائما كانت له..
ولكن هذه الأناقة اللافتة لم تكن اليوم له.. فستانها الماروني من الدانتيل والشيفون (هاي نك) بدون أكمام.. وبحزام ذهبي عريض..
بدت تفاصيل جسدها مرسومة فيه بدقة مثيرة وهو يتسع بأناقة من أسفل وركيها بعد أن رسم كل تفاصيلها..

فهد هتف بصدمة غاضبة: أنتي أشلون لابسة كذا؟؟

جميلة بتأفف يائس: بعد وش فيه؟؟ لا قصير ولا صدره مفتوح.. (ياربي هذا لازم يجيب آخري اليوم!!)

فهد بغضب حقيقي: وش فيه؟؟ إلا وش مافيه؟؟ ما كأنش لبستي شيء من كثر ماهو مفصل جسمش..

جميلة تكاد تبكي منه.. فهي مرهقة بالفعل وهو يتفلسف كما لو كان يشعر بالغيرة فعلا..

همست بإرهاق ساخر: ترا العرس عرس نسوان.. ماكان فيه رياجيل ترا..

فهد اقترب ليشدها من معصمها وهو يهتف بذات غضبه:
لا تستخفين دمش.. أدري إنه عرس نسوان.. وأنا ما أرضى العيون تشوف شيء هو حقي بروحي!!

جميلة تراجعت بجزع.. لكنها لم تستطع التراجع لأن يده تمسك معصمها بقوة..

همست باختناق أقرب للخوف: خلاص فكني.. أوعدك ما ألبس ضيق كذا مرة ثانية..

مد يده الحرة ليمسح على ذراعها وهو يهتف بنبرة مقصودة: ولا كم قصير..

جميلة بذات النبرة المختنقة: إن شاء الله.. ولا كم قصير..

حينها شد معصمها نحوه أكثر ليقربها منه وهو يهمس بخفوت ونبرة مقصودة:
جميلة أنتي ليش تسوين فيني كذا؟؟

جميلة بتوتر: وش سويت؟؟

حينها شد كفها ليرفعها إلى شفتيه ويغمرها بقبلاته.. قبلات والهة عميقة ملتهبة..أشبه بالأنين الموجوع!!

جميلة شدت كفها بعنف..
لتكسر إحساسه الخاص بها وهو يهتف بذات النبرة المقصودة:
هذا اللي أنت سويتيه...كلش منتي بمقبلة قربي!!

جميلة بنبرة حازمة مقصودة.. فهي علمت أنها توشك أن تصبح في موقع المنتصر:
الحين أنا اللي ما أنا بمتقبلة قربك..؟؟
عقب ما تعاملت معي كني زبالة... تبي قربي..؟؟

فهد حينها هتف بيأس حقيقي فهو متعب فعلا من تصارع الرغبات في داخله:
جميلة ترا مهوب صعب علي أغصبش على اللي أبيه..
بس أنا مستحيل أسويها.. أبيها من خاطرش.. أنا استحملت واجد.. وأنا رجال ماني بطوفة!! وأنتي مني براضية تحسين فيني!!


حين قال أنه يستحيل أن يجبرها منحها سلاحا آخر لتأديبه.. همست بذات النبرة الحازمة:
والكلام اللي قلته لي.. وإنك ماتبي فضلة غيرك.. وش صار فيه؟؟

فهد حينها هتف بغضب: أنتي ليه ما تبين تنسين.. ليه قلبش أسود كذا؟؟
هذا كله عشانش عايفتني.. وما تبيني عقب رجالش الأولي..

جميلة لم تسمح له أن يقلب الطاولة عليها وهي تهمس بذات الحزم الرقيق:
لا لا.. لا تحملني أغلاطك..
جاوبني بصراحة فهد.. لو أنا طلعت عادية أو ماني بحلوة وربي رماني بين إيديك.. وأنا مطلقة مثل ما أنا الحين..
كان تنازلت تنزل من برجك العاجي عندي!!


حينها أجابها بثقة متجبرة.. والغريب أنها صادقة: أساسا أنا كنت أتمنى مرتي تكون عادية..
أنتي الحين ظنش إنه اللي خلاني أنزل من برجي العاجي على قولتش هو زينش اللي ماقدرت أقاومه..
بالعكس.. هذا اللي أخر نزولي.. وإلا كان نزلت من زمان!!
لأنه هذي سنة الحياة.. وأنتي حلالي.. إلا عندش مانع؟؟


جميلة تزايد غيظها منه.. ومع همست حينها بثقة:
خلاص اعتذر لي أول.. وانا أشوف أقبل اعتذارك وإلا لأ..

فهد تراجع بصدمة غاضبة: نعم أعتذر؟؟ أنتي بتذليني على كلام قلته وهذا أنا قدامش تراجعت عنه..

جميلة بذات الثقة: دامك على قولتك تراجعت عنه.. وش يضرك تعتذر..
يعني حلال عليك تجرح.. وحرام تداوي..

فهد بثقة أقرب للغطرسة: آسف لأني ماراح أقول آسف... اسمحي لي يامدام..
وأنتي دامش تبين تعصيني.. خلش منش لرب العالمين..


جميلة بثقة أكبر: لا يافهد العب غيرها.. أنا ماعصيتك.. قلت لك اعتذر.. وهذا أبسط حق من حقوقي..
ودامك مارضيت تعتذر.. فأفكارك ما تغيرت.. كل اللي صار إنك قررت تغير الاستراتيجية شوي.. عشان توصل أهدافك..



فهد زفر بغضب وهو يتجه للحمام ليستحم ويبرد ناره..
فمشاعره ملتهبة تماما.. وسيموت من رغبته في هذه الماكرة الصغيرة... وغاضب لأبعد حد..
وسيجن من الغيرة كلما تذكر رؤيته لغريمه الليلة...
كل هذه الأفكار والمشاعر غاصت في عمق روحه كجرح ماكن يزداد تمكنا..

" إيه.. تدور لها أسباب.. لأنها عايفتني..

خلها تولي..
بأموت من غيرها يعني؟!!"






*******************************************






حين وصلا للسيارة.. تمنى أن يركب جوارها.. لم يكن يريدها أن تبتعد عنه شبرا..
لكنه رأى أنه من غير اللائق أن يترك كسابا في الأمام كما لو كان سائقا لهما..
لذا أركب مزون في الخلف.. ثم أغلق الباب..
ليفتح الباب المجاور لكساب..
هتف كساب بمرح: وش جابك يا كابتن؟؟
ارجع اقعد مع عروسك ورا..
أنا أصلا حالف إني سواقها اليوم..

غانم أصر وكساب أصر أكثر.. حينها ابتسم غانم وهو يعود ليجلس بجوار مزون وهو يهتف لكساب بمرح:
كنك داري باللي في خاطري!!

ويمسك بكفها بين كفيه الاثنتين.. مزون شعرت أنه سيغمى عليها من الحرج.. وهي تسمع تبادل التعليقات المرحة بين الاثنين..
وكساب يهتف بذات المرح: أصلا أشوفك جاي تقعد جنبي وعينك ورا..

وغانم يهتف بمرح مشابه: الله يحزاك خير كان أحولت عيني..

كان يتبادل الحوار مع كساب بينما هو مشغول تماما بمن أناملها ترتجف بين كفيه..
وهو يتحسس أناملها وباطن كفها بحنو رقيق..

همست مزون باختناق بصوت خافت جدا حتى لا يسمعها كساب:
تكفى بس..

ابتسم غانم وهو يهمس بخفوت مشابه: أخيرا سمعتينا صوتش..

مزون اختنقت أكثر وهي ترى إصراره على الإمساك بكفها بطريقته الغريبة.. وكلامها لم يؤدي لنتيجة سوى إحراجها أكثر..

وكساب يهتف بإبتسامة: سامع وشوشة ورا.. احترموا إن معكم عزول..

ضحك غانم: توك تقول إنك سواقها.. السواويق يسمعون ويسكتون..

كساب ضحك: تحشم ياغنوم.. قبل أوقف السيارة.. وأخليك أنت تسوق وأركب مع أختي وأخلي كبدك تطبخ شوي!!

غانم برجاء بمرح: لا طالبك تكفى.. خلاص سكتنا..


مزون حرجها يتزايد.. وشعور آخر أعمق يتزايد...
أنها كلما ازدادت قربا من الفندق.. كلما ازدادت توترا وشوقا جارحا لهذا المازح في الأمام..
الذي تعلم أنه يخفي خلف مزحه ومرحه مشاعر هادرة من الافتقاد تشبه ما تشعر به هذه اللحظات!!


حتى وصلا لباب الفندق.. حينها تزايد ارتعاشها وغانم يشد كفها لينزلها..

كساب نزل ودار ليستقبلها وهو يقبل رأسها ويهمس لها بخفوت:
بكرة الصبح بأجي أوديكم للمطار.. فلا تخربين ليلة المسكين بالدموع..

مزون هزت رأسها وهي تريد التعلق به وتمنع نفسها حتى لا تحرج نفسها وتحرجه..

بينما كساب يهمس لغانم بحزم متأثر: غانم تراني عطيتك عيوني الثنتين..
قبل ماتقول لها أي شيء.. تذكر إن أي شيء تقوله لها هو شوكة تغزها في عيني!!
ولو زعلتها كنك فقعت عيني.. وماعقب العين شيء!!

غانم بشفافية صادقة: ازهلها .. ثم رفع صوته لتسمعه مزون: وهذا أنا أقول لك قدامها..
لو أنا ضايقتها بأقل شيء مرخوصة إنها تشتكيني عندكم.. وحقكم كلكم في رقبتي..


كساب غادر.. العريسان توجها للداخل!!


حين وصلا لجناحهما.. بقيت واقفة بخجل دون حراك.. همس لها غانم بمودة باسمة:
حطي عباتش واقعدي..أو تبين مساعدة.. ماعندي مانع..

مزون خلعت عباءتها ووجهها يزداد احمراره وأنزلتها على طرف المقعد
وبقيت واقفة.. حينها شدها برفق ليجلسها على الأريكة ويجلس جوارها..

مزون أنزلت عينيها في حضنها وهي تمسك بكفيها متشابكتين..
ودقات قلبها تتصاعد بعنف.. فغانم بدا لها جريئا لأبعد حد.. وبدأت تتوتر من هذه الجرأة.. وتتحفز ماهي ردة فعله القادمة..

وردة فعله لم تتأخر مطلقا وهو يمد يده ليرفع وجهها ويديره ناحيته..
مد سبابته ليمسح دمعة مازالت معلقة على طرف رموشها..
ويهمس بحنان غريب دافئ: قلت لش ما ابي أشوف دموع في عينش..
اظني بكيتي اللي يكفيش!!


ثم أنزل سبابته من وجهها إلى نحرها ليلمس العقد الذي ترتديه بتقصد:
قلت ما تحنيتي يمكن ما تحبين الحنا.. بس ليش مالبستي الطقم اللي جبته لش؟؟..
ما تتخيلين وش كثر لفيت محلات لين لقيت شيء عجبني..؟؟
ووش كثر تخيلت أشوفه عليش..؟؟

مزون شعرت باختناق فعلي من الحرج.. وتمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها..
وهي تفكر في عذر تقوله.. لتجد لها عذرا.. أو بالأصح كذبة اضطرت لها.. وهي تهمس بحرج خجول:
طقمك كان في الخزنة ونسوا يجيبونه لي.. اضطريت ألبس هذا..

ابتسم غانم وهو مازال يتحسس الطقم ومعه يتحسس عنقها بدفء:
ماعليه.. أشوفه عليش بعدين.. حتى هذا بيضوي عشانه لامس رقبتش!!

مزون لم تستطع أن ترد بشيء وهذا يلجمها بجرأة غير متوقعة..
ابتسم غانم: قولي شيء..

مزون بحرج: وش أقول؟؟

غانم بدفء عميق: قولي غانم.. خاطري اسمع اسمي من بين شفايفش كذا وأنتي قريب مني كذا ومستحية.. ومذوبتني بسحاش..
مهوب وأنا أتذكر أول مرة سمعت صوتش...وأنتي تصيحين علي وتقولين ياكابتن غانم.. أنا كابتن مزون..
كن حن في ثكنة عسكرية وأنتي القائد..


مزون اختنقت أكثر بخجلها.. وهي تعلم أنه يقصد المرة التي سافرا فيها معا..
هل كان يفكر فيها منذ تلك الأيام؟؟
لا يعقل.. !!
لا يعقل !!!!



همس بذات النبرة الدافئة: تدرين إنش أحلى حتى من أحلى أحلامي..


مزون شعرت أن وجهها اشتعل احمرارا (بدينا في المجاملات!!)


تزايدت نبرة غانم دفئا وعمقا وهو يمد ظهر أنامله ليمسح على خدها:
يعني مافيه أمل تحنين علي بحرفين..

مزون تراجعت وهي تقفز وتهمس بذات الاختناق: أبي أروح الحمام..

حينها ضحك غانم: ماعليه المهم تكلمتي..
ثم أردف بحنان: خلاص توضي.. عشان نصلي.. أنا بأقوم أتسبح في الحمام الثاني..
خذي راحتش.. بس موب واجد عاد..



مزون قفزت للحمام.. وهي تشد أنفاسها الذاهبة: يمه وش ذا الجرأة اللي عنده..
أكيد ملفلف الدنيا.. ومتعود يحاكي النسوان..
ماخلا شيء مالاحظه.. ليش ما تحنيتي؟؟.. ليش مالبستي طقمي؟؟؟..
باقي يقول لي ليش حطيتي روج وردي وماحطيتي أزرق؟؟.. وليه الفستان أوف وايت موب ذهبي..؟؟


ثم أردفت بصدمة وهي تنظر لوجهها في المرآة: وليش ماقال لي إن الكحل ساح كذا..
يمه قاعدة عنده وأنا شكلي يروع كذا وواثقة من نفسي بعد..
وهو يتغزل هو وجهه.. تلاقينه يتمسخر علي!!


مزون مسحت وجهها بعناية.. وخلعت فستانها.. وهي تحاول إعادة بث الثقة في روحها..
ابتسمت بشفافية حانية وهي تتذكر كسابا وتعليقاته..

ربما لو كانت تزوجت قبل عودة علاقة كساب بها كما كانت.. لكان استعادتها لثقتها أمراً صعبا عليها..
لكن الآن الثقة مغروسة في ذاتها..
"حتى لو كنت عادية.. يكفيني ويكفيه إني مزون بنت زايد وأخت كساب!!"


البارحة كانت خالتها هي من رتبت أغراضها في الجناح هنا..
وأخبرتها بتفاصيل الترتيب..

وهاهو قميص نومها الأبيض الفخم معلق في الحمام.. توترت للحظات.. ألبسه؟؟ أو لا ألبسه؟؟

لكنها قررت ختاما أن تلبسه.. فهو بالفعل يليق بها بفخامته واحتشامه..
وهي لن تفسد ترتيبها من أجل توتر تعلم أنه وقتي..






*****************************************





صالح حاول أن يعود مبكرا..
وفعلا فور أن زُف العريس.. توجه لبيته..

ليتفاجأ بمناحة في بيته.. فنجلا كان وجهها متفجرا بالاحمرار الدال على أنها بكت لساعات..
وحالما رأته انفجرت في البكاء مرة أخرى..


صالح اقترب منها بجزع: وش فيش؟؟ عسى ماشر؟؟

نجلاء بين شهقاتها: أنت تفاول على بنتي تموت.. مهوب كفاية إن قلبها تعبان.. تبي تسميها على بنية ماتت بالقلب!!

صالح يتتهد: صبيتي قلبي..
ثم أردف بحنان: أفا عليش وش ذا الأفكار؟؟ أنتي عارفة إني وعدت سلطان أسمي بنتي لو جاني بنت علي بنته الله يرحمها..
المسكين ماكان عنده غيرها.. أمها ماتت في ولادتها.. وعقبه بكم سنة البنية ماتت.... عقب عرسنا بسنتين الله يرحمها..

نجلاء بين شهقاتها الناتجة عن تأثر نفسيتها بكثير من الأمور:
أوعد صديقك بعيد عني أنا وبنتي.. أصلا والله لو تذكرت ذا السالفة ما أخليك تسمي أختي عليها..

صالح يتنهد: نجلا الله يهديش وش فيش سويتيها سالفة؟؟.. عمي راشد أصلا داري بالسالفة وبالعكس كان مبسوط بالاسم..
وسلطان لمعلوماتش جاب لاختش سماوة وش كبر.. بس أبيش سبق عليه بالحلوفة...

نجلاء بين شهقاتها المتزايدة: مالي شغل... تغير اسم بنتي تغيره... وش ذا الفال الشين من أولها..

صالح يتنهد للمرة الألف: الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الفال الله يهداش..
ثم تنهد بحزم:والاسم ماني بمغيره.. تبيني أصغر نفسي قدام الرجّال.. سلطان مسافر وبلغته بالاسم خلاص..
كل يوم يقول لي صورها وأرسل لي الصورة...
تبين أقول له.. لا والله غيرنا الاسم... مهوب حولي..


نجلاء تزايدت شهقاتها في محاولة منها للضغط على صالح...
بينما صالح رمى غترته على الأريكة وهو يميل على سرير غانم الصغير ويحمله بين ذراعيه..
ويجلس على الأريكة قريبا من نجلا وهو يناغيه..
دون ان يوجه كلمة لنجلاء.......







************************************








كساب حين أوصل مزون اتصل بكاسرة.. وسألها إن كانت تريد أن تذهب ليأتيها..
لكنها أخبرته أنه لا داعي ليتعب نفسه.. ستعود مع والدتها وسميرة.. وسيعيدهم تميم..

لذا حينما عادت للبيت كانت تتوقع أنها ستجده في البيت.. لأنه مرهق اليوم من كثرة (المشاوير) التي قام بها.. وهو يجهد نفسه في السواقة!!

ولكنها لم تجده.. كانت هي ذاتها مرهقة وتريد تغيير ملابسها.. ولكنها لم تفعل..
فهي ختاما تعلم.. أنها لا تهمها مئات العيون التي رأت حسنها بانبهار الليلة..
وهذه الزينة لا قيمة لها إن كان هو لن يراها..


جلست في صالة جلوسهما في انتظاره.. لم يطل انتظارها.. إذ دخل بعد دقائق..

والصدمة أنه دخل بروب الاستحمام الطويل الذي تعلم أنه لا يستخدمه إلا حين يخرج من بركة السباحة..

" كيف يسبح هذا المجنون بيد واحدة؟؟"


لتجد أن الصدمة الحقيقية أنه كان بيدين ليس بيد واحدة..
همست بصدمتها: متى شلت الجبس؟؟

أجاب ببرود وهو يجلس : اليوم يوم رحتي الشغل وخلتيني.. وأنا أقول لش اقعدي ومارضيتي...


كاسرة صمتت.. أسكتها عن العتاب قبل أن تبدأ به.. وهي بالفعل لا مزاج لها لتعاتب .. فهي تشعر بسعادة شفافة لسلامته..
فما رآه في هذا الحادث يكفي وزيادة.. لذا مالت على شعره المبلول وهي تقبل رأسه وتهمس برقة: الحمدلله على سلامتك..
ولو أنه المفروض ماترهق يدك وأنت توك فاك الجبس..

حينها كانت الصدمة من نصيبه.. فهو كان مستعدا لعتاب لا يريده..
فهو مرهق ومستنزف من ضغط مشاعره لغياب مزون عنه..

كان يريد أن يشد كفها ليجلسها جواره.. لولا أنها ابتعدت عنه قبلا.. وهي تتجه لتغلق نقطة التحكم بالتبريد في الجناح..
لأنها تخشى عليه أن يمرض..


ثم تعود له لتجلس جواره .. دون أن تقول شيئا.. استدار ناحيتها وهو يمسح تفاصيلها بعينيه ثم يهتف بإبتسامة:
كان فيه الليلة حد أحلى منش؟؟

ابتسمت: أنت وش رأيك؟؟

ابتسم بتقصد: رأيي إني توني دريت ليش ارتفع سعر الذهب لمستويات ماعمره وصلها..


لا تنكر أن داخلها ارتعش بشفافية..
فهذا الرجل شحيح جدا بغزله... فكيف بهكذا غزل راقي وخاص ومصاغ من أجلها!!

كساب مد ذراعه التي أزال جبسها اليوم ليحتضن كتفيها بها.. أسندت رأسها لكتفه وهي تحتضن خصره بولع حقيقي عاجزة عن التعبير عنه..

هتف كساب وكأنه يحادث نفسه: ظنش إنها مبسوطة؟؟

كاسرة علمت عمن يتحدث.. تعلم قربه من شقيقته وقربها منه.. وتعلم أنه باله مشغول.. همست برقة:
إن شاء الله إنها مبسوطة.. سميرة تقول إن غانم طاير فيها بشكل..
المهم إنه يعرف قيمتها..

" المهم إنه يعرف قيمتها!!
المهم إنه يعرف قيمتها!!"

تفكيره محصور بشقيقته وهو يقول لنفسه (إن شاء الله يعرف قيمتها..!!)
لم يفكر أن هناك أمور أخرى يحتاج لمعرفة قيمتها!!

همس بسكون: إبي أحط رأسي في حضنش..

كاسرة تأخرت لآخر الأريكة لتسمح له بذلك.. انخلع على روبه عن جسده وهو يضع رأسه على فخذها..
كاسرة مررت أناملها بحنان عبر خصلاته المبلولة وهي تهمس برقة: ماتبي أجيب لك فوطة أنشف شعرك..؟؟

همس بذات السكون : لا خلش جنبي..

هذه المرة بقيت جواره.. فهي أكثر احتياجا لهذا الجوار منه.. بقيا على هذا الوضع لدقائق..
وأناملها تعبر شعره ذهابا وإيابا.. حتى لمحت عيناها ما يكره أن تلمحه.. لم تنتبه حتى تحسست أعلى كتفه من الخلف..

حينها رفعت يدها بجزع وهي تسب نفسها أنه سيثور الآن ليفسد هذا الجو الرائق بينهما..

لذا كانت صدمتها أنه باقيا ساكنا وهمس بذات السكون: أفكر أسأل شيخ إذا كان ممكن أسوي وسم ثاني يغطي الوسم هذا بالكامل..؟؟

كاسرة بجزع مرتعب: تبي تحرق نفسك؟؟ هذا ما يغطيه إلا حرق ماكن؟؟

أجابها بذات السكون كما لو كان يحادث نفسه: ما أبي شيء يذكرني فيه.. أبي أمسحه من حياتي!!

حينها تجرأت كاسرة أن تعاود تحسس الوسم بأناملها وهي تهمس بحذر:
حطوه لك في السجن صح؟؟ ليش حطوه؟؟

أجابها بنبرة أقرب للسخرية المريرة: ليش حطوه؟؟.. عشان لو واحد منا يا المساجين قطّع الثاني.. يعرفون من المتقطع بدون مايجرون فحص طبي..
يعرفونه من الرقم المتسلسل..
ولو مابين في الكتف.. يبين اللي في الفخذ!!


كاسرة كفت يدها برعب: نعم؟؟ ليه وحوش؟؟

كساب هتف بذات النبرة الساخرة المريرة: والله الوحوش أرحم.. هذولا كان أقل واحد فيهم محكوم 70 سنة.. هذا الملاك فيهم..
فيه ناس محكومين 500 سنة..
يعني عارفين إنهم مستحيل يطلعون من السجن.. وش يضر لو ذبح كل يوم واحد من المساجين؟؟
هذا سجن كان فيه سفاحين أمريكا اللي تسمعين عنهم يقتلون 20 واحد ويسلخون جلودهم بدون مايرمش لهم جفن..
وخلاص الوحشية في دمهم..!!

كاسرة لم تحتمل.. وهي تدفع رأس كساب عنها.. لتقفز للحمام وتتقيأ كل مافي معدتها..
كساب قفز خلفها وهو يشعر بندم عميق أنه أخبرها.. وهو مازال لم يخبرها بأي تفاصيل حتى ...من التفاصيل المروعة في انعدام الآدمية..!!


أراد أن يريحها قليلا.. وهي من كانت تعاتبه دوما على غموضه!!
لم يتخيل أن كاسرة القوية ستهتز من مجرد خبر كهذا..


كساب دخل خلفها وهو يمدها بالمنشفة ويهتف لها بعمق:
شفتي إن الجهل أحسن أحيانا من المعرفة..

حين رفعت وجهها إليه وهي تمسح فمها.. فوجئ بامتلاء عينيها بالدموع وهي تهمس باختناق:
وسجن مثل هذا ليش أنت تدخله.. وأنت تقول إنك ماسويت شيء..؟؟


كساب تنهد وهو يشدها خارج الحمام ويهتف بعمق:
بتظل مشكلتي أنا وإياش إني كل ماقلت لش شيء ما كفاش..
وتبين زيادة..






*********************************






إذا كانت كاسرة دخلت جناحها ولم تجد كسابا فإن والدتها دخلت لتجد زايد ممدا على سريره..
همست بلياقة جزعة: ليش ماقلت لي إنك رجعت.. كان رجعت من بدري..

أجابها بسكون وهو يتمدد على جنبه: مابغيت أعجلش.. وأنا أساسا توني انسدحت..
لهيت أسبح وأصلي وأقرأ وردي..

مزنة خلعت عباءتها وهي تهمس باحترام عذب: عطني شوي وقت وأجيك.. ماني بمتاخرة..


استحمت على عجالة.. وقررت تأجيل قيامها حتى ينام..
فهو بدا لها مثقلا بالإرهاق.. وهي تطيل دائما في صلاتها..
وحق الزوج مقدم شرعا على النوافل..
لذا قررت أن ترى مابه أولا.. وخصوصا أنها تعلم أنه الليلة مثقل بحزن شفاف لا يشبه سواه.. لغياب صغيرته عن عينيه وحضنه!!

جلست في ناحيتها.. بينما كان هو متمدد ناحيته ويوليها ظهره..
مالت عليه وهي تمسح على شعره وتهمس قريبا من أذنه:
لا تحاتي مزون.. صدقني بترتاح مع غانم..
غانم أعرفه من وهو بزر.. ماشفت مثل حنانه على أمه وخواته.. قلبه صافي كنه ذهب..

استدار ناحيتها ليمسك بكفها ويحتضنها بين ضلوعه وهو يهمس بعمق:
أنا ما أحاتيها.. أحاتي نفسي عقبها..

همست مزنة بحنان: هذي سنة الحياة.. وبكرة بتجيب لك هي بعد أحفاد تستانس فيهم..
وتلهى فيهم عن كل شيء...

همس بعمق لا يخلو من رائحة الحزن: الله يجيب الخير من عنده..

كانت مزنة تريد أن تقول شيئا ولكنها قررت أن تصمت وهي تراه يقترب منها ليدفن وجهه في صدرها..
احتضنته بدفء حان.. وهي تمسح على شعره.. وتقرأ عليه الأذكار..
كما لو كان طفلا صغيرا يستكين بين ذراعيها.. ويستمد الحنان من دفء صوتها وأحضانها..

يزداد الحزن في قلبه بصورة غريبة..
يشعر كما لو كان يستغلها..
فهاهي تهديء جزع روحه كالسحر الحاني.. بينما هو يبتعد بأفكاره عنها إلى موانئ بعيدة موحشة.. تنعق الغربان المشؤومة في جنباتها!!

بقدر ما يكره هذه الموانئ.. بقدر مايجد نفسه يقترب منها!!!






********************************






" تعالي مزون.. مطولة وأنتي واقفة!!"

مزون اقتربت منه بتوتر.. وخصوصا وهي تراه بثوبه المفتوح الجيب.. بدون رسمية الغترة والبشت الأسود..

للتو تنتبه أن شعره ليس داكنا بل لونه يقترب من البني..
حتى حينما سافرت معه.. لم تنتبه لهذا الشيء.. لأنها تخجل من التمعن بأي رجل..
لكنها تتذكر جيدا لون عينيه الغريب.. الذي مازالت لم تركز فيه للآن..


هتف غانم بأريحية: تعالي نصلي!!

مزون فتحت الخزانة لتستخرج سجادتها وجلال الصلاة وترتديه فوق قميصها..
وقفت خلفه ليصليا..
وحين انتهيا التفت لها.. ليضع كفه على رأسها ويدعو..
ارتعش داخلها بخفة شفافة مع تمتمته بالدعاء حتى انتهى..

مد يده حينها ليرفع ذقنها للأعلى.. وهو يهمس بعمق: تدرين إنش لحد الحين ماحطيتي عينش في عيني..
ثم أردف بإبتسامة: صحيح عيوني عسلية.. بس لا تصدقين سميرة لا قالت لش إنها تروع.. عشانها كانت بتموت تبي عيونها عسلية..

مزون همست باختناقها الخجول الملازم لها: أبي أقوم أصلي قيامي..

غانم ابتسم: كلنا بنصلي.. ولا يهمش.. وش ورانا... الليل طويل!!



حينما أنهيا كلاهما صلاتهما ووردهما وكل منهما يدعو بدعاء خاص به..
في هذه الليلة التي لن تتكرر أبدا!!


مزون خلعت جلالها وهي تنظر للمرآة حتى ترتب شكلها..
ابتسم غانم بشفافية وهو يقف خلفها: حلوة وتجننين وتأخذين العقل.. بدون شيء..

مزون توترت أكثر(شكله حافظ كم كلمة مجاملة بيقولها ورا بعض!!)


غانم شدها من كفها برفق وهو يجلسها على الأريكة ويجلس جوارها..
وهو يهمس بحنان: يا الله الحين بتسولفين علي..
ميت أبي أسمع من بين شفايفش سالفة وحدة طويلة..
وأبيش تقولين اسمي بين كل سطر وسطر..!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.

يا الله النجمة ترا لشرقاوية عسل...
هي أول وحدة توقعت إن اسم المها.. اسم لبنت صديق صالح..
.
.
ويالله بارت جديد يوم الأحد بيكون مليان أحداث..
موعدنا الساعة 9 صباحا..
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 06-03-11, 07:30 AM   المشاركة رقم: 98
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والتسعون

 






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباحكم عطر وأحلى من العطر بعد وأعذب

أولا وقبل كل شيء ترحيبي وألف مرة أرحب بكل المشتركات عشاني واللي أخجلوني بدفق مشاعرهم
واللي ظنهم إني ما أقرأ ردودهم
قريتها.. وهزت مشاعري من الوريد للوريد... ماخليتوا لي قلب من كثر التأثر :)

وثاني شيء خالص شكري لكل من تكرمت علي برد أو خاطرة أو شعر.. وهي تمنحني من دفق مشاعرها وروحها
ويارب أكون دايما عند حسن الظن!!
.
.
يالله البارت 98
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لاحول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والتسعون







مزون خلعت جلالها وهي تنظر للمرآة حتى ترتب شكلها..
ابتسم غانم بشفافية وهو يقف خلفها: حلوة وتجننين وتأخذين العقل.. بدون شيء..

مزون توترت أكثر(شكله حافظ كم كلمة مجاملة بيقولها ورا بعض!!)


غانم شدها من كفها برفق وهو يجلسها على الأريكة ويجلس جوارها..
وهو يهمس بحنان: يا الله الحين بتسولفين علي..
ميت أبي أسمع من بين شفايفش سالفة وحدة طويلة..
وأبيش تقولين اسمي بين كل سطر وسطر..!!


مزون حينها همست برقة خجولة وهي تدعك أناملها: أي سالفة؟؟

ابتسم غانم (ماعليه تشجعت شوي!!) : أي سالفة تبينها.. حتى لو بتقولين لي أشلون يسلقون البيض..

حينها ابتسمت مزون بعذوبة.. فهي مهما كان لديها حياؤها الفطري ..فروحها اعتادت على خوض المواقف الصعبة والثقة فيها ..
ولا تريد أن تبدو أمام غانم متصلبة أكثر من ذلك وهي تراه يبذل جهده ..
وخصوصا أنها تشعر بالحرج من حكاية الطقم الذي لم ترتديه.. وهو تقبل العذر بأريحية رغم أنه كان يحق له أن يغضب..

لذا أجابت بذات الابتسامة العذبة الخجولة برقي غير مصطنع:
وإذا كنت ما أعرف أسلق بيض؟؟

ابتسم غانم: تسوقين طيارة وماتعرفين تسلقين بيضة؟!!

ابتسمت وهي تراه يتحدث عن سياقتها للطائرات بعفوية حميمة..
فهذا الموضوع بات من المحضور الحديث عنه في منزلها..
لأن الحديث عنه يستدعي الظروف القاسية التي رافقته.. ولكنه مهما كان يبقى جزءا كبيرا من حياتها!!

ردت عليه بعفوية باسمة: أنت تسوق طيارات من قبلي.. تعرف تسلق بيض؟؟

ضحك غانم: أفا عليش.. حن وصلنا لمرتبة طبخ الكبسة..
لو كان عندنا مطبخ.. كنت وريتش!!

حينها تجرأت أن ترفع عينيها له.. لفت نظرها فيه شيئين.. لون عينيه غير المعتاد لرجل بدوي..وابتسامته..
كانت ابتسامته رائعة بالفعل..

همس لها بدفء: أخيرا تكرمتي تطلين في وجهي.. لذا الدرجة وجهي ما ينتشاهد يعني!!

عادت لإخفاض نظرها بعفوية خجولة.. مد سبابته ليرفع ذقنها بحنان وهو يهمس بدفء عميق:
تكفين مزون.. موب كل شوي تبعدين عيونش عني.. أحس إني تشتت..

مزون اختنقت بالصمت.. كلما حاولت أن تتجرأ قليلا.. وجدت أن جرأته المتزايدة تلجمها..

مد كفه وهو يهمس لها بإبتسامة: زين عطيني يدش.. خلني أركز في شيء..
حاس وأنتي جنبي كني طاير وأرجيلي ماتلمس الأرض حتى!!


مزون منحته كفها ودقات قلبها تتزايد بعنف.. فتح كفها في كفه..
وهو يمرر سبابته عبر خطوط يدها كانت كف مزون ترتعش بينما هو يهمس بعمق:
تهقين لو دورت بين خطوط يدش.. بألقى اسمي..؟؟
لأني كل ما أطل في خطوط يدي يتهيأ لي إني ما أشوف شيء غير اسمش..

مزون همست باختناق: غانم.. بس.. فك يدي الله يرحم والديك..

همس بابتسامة شاسعة مغلفة بعمق عذب: ياحلوه اسمي من بين شفايفش.. وأخيرا حنيتي علي..
حاضر أفك يدش..


وبالفعل أفلت كفها.. ولكنه نقل كفيه إلى شعرها وهو يدخلهما بين خصلاتها ثم يسندهما خلف رأسها ليقربها منه أكثر..
مزون تزايد ارتعاشها وتحجرت الكلمات في حنجرتها..
وهي تراه يقربها حتى وضع أذنها على صدره تماما واحتضنها بحنو وهو يهمس بعمق حاني:
تكفين ما تجفلين.. اسمعي دقات قلبي بس.. خافي الله فيني.. قلبي بيطلع من مكانه.. خلش قريب منه!!






********************************





كان منبه هاتفها يرن لصلاة الفجر بعد أن نامت البارحة مبكرا..
ففهد بعد أن استحم مطولا البارحة.. خرج من غرفة التبديل مرتديا ملابسه وخرج دون أن يقول لها كلمة..


حمدت الله على التخلص منه وهي تأخذ راحتها في الاستحمام والصلاة ثم تنام بكل راحة بعيدا عن ثقل ظله.. وهي فعلا كانت متعبة من يوم أمس المنهك من أوله..
لذا تناولت لها كعادتها الرديئة قرصين من بنادول نايت..


كانت تسمع صوت المنبه يرن.. وهي كما لو كانت تحلم .. وإحساس غريب يحيط بها..
ورائحة عطر فخم اعتادت عليه من بُعد.. تشعر به قريبا.. بل أقرب من قريب!!
عبقه الفاخر اخترق أقصى حويصلاتها الهوائية بدفء خاص..

كانت مازالت تشعر بعدم التركيز.. لتفتح عينيها بصدمة شاسعة حين شعرت بقساوة المخدة التي كانت تنام عليها وعرفت ماهي هذه المخدة..

حاولت أن تقفز.. لتمنعها يد امتدت فوق صدرها لتتناول هاتفها وتغلق المنبه..
وصوته الناعس يهمس: وش ذا النوم كله.. البيت كله سمع صوت المنبه وأنتي ماقمتي!!

جميلة تخلصت من ذراعيه بجزع.. كيف كانت تنام على عضده دون أن تشعر؟؟
" لا بارك الله في ذا البنادول!!"

ثم قفزت بجزع أكبر وهي تتحسس جسدها.. وتتأكد من إغلاق ازرار بيجامتها..
فهد نظر لها باستغراب: أنتي خبلة؟؟ شتسوين؟؟

فهد احتاج له دقيقة ليستوعب ماذا كانت تظن.. رغما عنه انفجر ضاحكا:
صدق إنش خبلة.. أنتي كنتي راقدة بس ماكنتي مخدرة..
يعني خذتش في حضني.. ماعليه.. بس لو صار أكثر من كذا.. كان حسيتي فيه!!

جميلة تشعر أنها ستبكي من ظهورها بمظهر البلهاء أمامه.. وهي من كانت تشعره دائما أنه (الغشيم!!)
جميلة دعت الله بعمق أن يظنها بلهاء... ولا يُرجع بلاهتها إلى انعدام معرفتها!!

حاولت أن تلهيه عن التفكير بسؤالها الغاضب وهي تقفز عن السرير بعيدا عنه:
وأنت أشلون تسمح لنفسك تاخذني في حضنك..؟؟

أجابها ببرود واثق: كيفي.. عندش اعتراض؟؟؟ اشتكيني للأمم المتحدة!!

جميلة تشعر أنها ستبكي منه: احنا مهوب اتفقنا إنك تعتذر لي قبل ما تتجاوز حدودك معي!!

هز كتفيه بثقة: وأنا ما تجاوزت حدودي.. وإذا فكرت أتجاوزها.. لا تخافين بأعتذر لجنابش يا سمو الأميرة...
ثم أردف بثقة أكبر: صلي وجهزي نفسش.. أرجع من الصلاة نطلع المطار!!

جميلة اختنقت تماما: ما أبي أسافر معك الله يرحم والديك.. ارحمني!!

حينها عاد لها لينظر لها نظرة مباشرة ويهتف بمباشرة صادقة:
تكفين جميلة لا تخلينا مسخرة للناس.. وكل لسان يطلع علينا سالفة..
امشي معي ذا المرة.. لو أنا ضايقتش في شيء... أنا بنفسي بأتصل بمنصور وبأقول له تعال خذ جميلة..








**************************************






" يمه.. يمه.. يمه وينش؟؟
.
وين راحت؟؟ نزلت تحت مالقيتها.. والخدامات يقولون إنها نزلت مع عمي زايد لين راح.. وعقبه طلعت..
تكون راحت عند جدي!!"


كاسرة كانت تقترب أكثر لداخل الجناح.. فهي كانت محتاجة لشدة لرؤية والدتها..
فبعد الحكاية المبتورة التي أخبرها بها كساب البارحة ثم صمت كعادته وهي متوترة.. وخصوصا أن الحمل زادها حساسية..

كانت تريد أن ترى والدتها تستمد قوة من قوتها.. فالموضوع أرهقها تماما..
حتى لو كان يستحيل أن تخبر والدتها بشيء!! ولكن رؤيتها داعم معنوي لها..!!


تقدمت بثقة لأنها تعلم أن عمها غير موجود فهو خرج مبكرا جدا مثله مثل كساب!!


لتتفاجأ بصوت التقيء القادم من داخل الحمام المفتوح..
كاسرة اقتحمت الحمام بجزع.. لتجد والدتها تتقيأ والغريب أنها لم تتناول طعاما حتى تتقيأه.. بل كانت تتقيأ عصارة المعدة..

بدا ذلك واضحا لكاسرة التي وقفت خلف والدتها وهي تحاول إيقافها..
أشارت لها والدتها أن تفلتها خوفا عليها من أن تثقل على نفسها وهي تهمس بحزم: بأقوم بروحي.. اطلعي.. بأغسل وأجيش!!

كاسرة خرجت وأخذت قنينة ماء وفتحتها وهي تقف بقلق عند باب الحمام..
حين خرجت والدتها.. همست لها بهذا القلق: يمه وش فيش؟؟

مزنة بثقة غامرة: مافيني شيء.. بس الظاهر البارحة العشاء كان ثقيل علي..
ولحد الحين بطني يوجعني منه!!

كاسرة باستغراب: يمه أنتي ما تعشيتي البارحة في العرس!!

مزنة بذات الثقة: تعشيت عقب مارجعت البيت..

كاسرة بقلق حاني: يمه خلنا نروح المستشفى.. لا يكون معش تسمم..

مزنة بتصميم: مافيني شيء عشان أروح المستشفى..

كاسرة حينها أجابت بتصميم أكبر: خلاص ماتبين تسمعين كلامي.. بأقول لعمي زايد وتفاهمي معه..

حينها تفاجأت كاسرة أن والدتها انفجرت بغضب: كاسرة لو سمحتي.. اسمعي الكلام.. ولا ترادين!!
وزايد يا ويلش تقولين له شيء !! والله العظيم لأزعل عليش!!!


كاسرة تراجعت بصدمة.. وعقلها الذكي يجري بعض الربط والحسابات.. رغم صعوبة التوقع..
حينها همست لوالدتها بنبرة مقصودة:
يمه مهوب المفروض ذا الأيام دورتش الشهرية.. أنا شايفتش أمس تصلين وحن في القاعة..


مزنة زفرت بغضب.. آخر ماكان ينقصها أن تُعمل كاسرة عقلها الذكي..
ومع ذلك همست بثقة متحكمة: دورتي صايرة مهيب مضبوطة.. تدرين السن له أحكام..

كاسرة لم تستطع أن تمنع ابتسامة ما من التسلل لشفتيها:
يمه دورتش طول عمرها مضبوطة مثل الساعة.. وأنتي تدرين زين إنه تو الناس على سالفة.. السن له أحكام..!!!!


مزنة زفرت بإرهاق غاضب وهي تجلس على الأريكة: كاسرة خلصيني وين تبين توصلين؟؟

كاسرة قفزت جوار والدتها.. وهي تقبل كتفها ورأسها وكفيها بسعادة شفافة:
أبيش تعترفين.. كم صار لش؟؟ يا الله اعترفي!!

مزنة زفرت بتأفف حتى تخلص من إلحاحها: بداية الثالث الحين!!

كاسرة حينها تراجعت بصدمة: قبلي حتى.. وماقلتي لي.. ليه يمه؟؟

مزنة ضغطت رأسها بإرهاق: ماقلت لأحد.. أصلا توني تأكدت يمكن من أسبوع بس..
أول شيء تاخرت الدورة.. قلت عادي وحدة في عمري لازم تبدأ هرموناتها تختبص ويمكن الدورة بتوقف..
بديت أحس بأعراض الوحم.. رجعتها لنفس السبب..
مع إنه شيء في داخلي يقول لي (يا الخبلة أنتي جاهلة في أعراض الحمل )..
بس أنا استبعدت السالفة.. كنت لاهية في تجهيز البنات.. وآخر شيء ناقصني أطلع حامل.. والبنات يبتلشون فيني..
ويقولون اقعدي ارتاحي!!

كاسرة بنبرة أقرب للغضب: وهذا صحيح يمه.. توش في شهورش الأولى.. وماحتى ترتاحين دقيقة!!

مزنة زفرت بذات الإرهاق المحرج: كاسرة .. أنا بروحي ميتة من الفشيلة.. لا تزودينها علي.. وش أرتاح بعد؟؟

حينها ضحكت كاسرة وهي تختضن كتفي والدتها وتقبل رأس كتفها وتهمس بسعادة:
حلوة فشيلة ذي يمه.. أنتي جايبته من الشارع.. ؟؟!
طالبتش يمه.. طالبتش... أنا بأبشر عمي زايد.. طالبتش!!


مزنة بجزع: إلا أنا اللي طالبتش ما تقولين لأحد.. لين عرس وضحى على الأقل..
ما أبي أوترها قبل عرسها وهي محتاجتني طول الوقت..

كاسرة باستغراب: زين عمي زايد وش دخله في عرس وضحى.. قولي له وخلي الموضوع بينكم..
صدقيني بيزعل وأنتي مأخره عليه الخبر ذا كله.. متى تقولين له؟؟ وأنتي خلاص بتدخلين الرابع..

مزنة بحزم: خلاص كاسرة.. لا تتدخلين في موضوع ما يخصش..
يعني أمش ما تقدر تأمنش على سالفة؟؟... قلت لش الوقت الحين مهوب مناسب.. انتهينا..

كاسرة ابتسمت وهي تقف : خلاص مثل ماتبين..

كاسرة غادرت وهي تشعر بسعادة حقيقية جعلتها تنسى جزئيا توترها من كساب..
" بيبي يصير أخي أنا وكساب.. ويصير خال ولدي وعمه في نفس الوقت..
أحلى شيء!!"


بينما مزنة تنهدت بعمق وهي تُرجع ظهرها للخلف..
لم تكن تريد فعلا أن تخبر أحدا.. فهي تشعر بحرج عميق.. عميق..!!

ماذا سيقول الناس.. الرجل وابناؤه كلهم نسائهم حوامل؟؟
ويأتي ابنها مع حفيدها!!!
ما كل هذا الإحراج!! حامل وهي تستعد لتكون جدة!!

هي مطلقا لم تكن تخشى اخبار كاسرة.. ولا حتى وضحى..
لكنها تشعر أنها ستموت من الحرج.. حين يعلم تميم..
أ تقول له: أمك حامل؟؟
يا الله .. ماكل هذا الحرج!!!


وبعيدا عن حرجها.. لا تنكر سعادتها.. فمها يكن هذه نعمة من رب العالمين لا ينكر فضلها إلا جاحد ..
بداخلها إحساس شفاف كان ينبئها دوما أن مهابا سيعود لحضنها.. كانت تظنه سيكون حفيدها.. ولكن إحساسها كان أعمق من ذلك بكثير!!
سيكون ابنا.. هي فقط من ستكون أمه..!!

ولكن تبقى المعضلة هي زايد.. تشعر بالحرج من إخباره..
وعلى الجانب الآخر ترى أن الوقت غير مناسب إطلاقا..
البارحة كانت تريد إخباره.. لكنها خشيت أن يظن كما لو أنها تريد أن تقدم له البديل عن ابنته التي ذهبت..

شعرت أنه من حقه أن يعبر عن حزنه لفراق مزون.. لأنها كأنه بإخبارها له في ذلك التوقيت تحرمه من حزنه لتهديه سعادة مبتورة..!!

والسبب الأهم من كل سبب.. هو مشاعر زايد المتقلبة مؤخرا..
تشعر به غير مرتاح.. قلق.. متوتر.. وتخشى ألا يكون استقباله للخبر جيدا..
حينها سيزداد حرجها.. وستتحول فرحتها لمشاعر أخرى ملتبسة تخشى على جنينها من سلبيتها!!






**************************************







مازالا لم يناما منذ البارحة..
أو بالأصح هو من لم يسمح لها أن تنام.. يشعر أنه يريد قرونا يُشبع فيها رغبته في رؤيتها أمامه وسماعه لأحاديثها... ولا تكفيه..
تحدث وتحدث وتحدث وجعلها تتحدث أكثر منه!!


هل تصدق أن الشمس.. تجالسك وتتحدث إليك؟!!
هل تصدق أنك تنفست رائحة الشمس وشعرت بأضلاعها ترتعش بين أضلاعك.. ومازلت لم تحترق!!
أو ربما احترقت.. وما بقي منك هو الرماد!!


كان غانم بارعا تماما في تفكيك حصون خجلها منه..
يتقدم خطوة.. ولا يتراجع أبدا عنها مهما كانت صدمتها منه.. لكي لا يسمح لها بإعادة رصف حصونها..



كان قد انتهى من ارتداء ملابسه.. وينتظرها أن تنتهي لينزلا لكساب الذي أخبره قبل دقائق أنه قادم في الطريق..
وأنه سيشرب بعض القهوة في (لوبي) الفندق حتى ينزلا له إن كانا سيتأخران!!
حين أخبره غانم أن شقيقته هي التي مازالت لم تنتهِ!!


غانم استخرج هدية (صباحيتها) لها من حقيبته..
مثل الطقم الذي تعب في اختياره - ولم ترتديه- تعب كثيرا في اختيار هذه الساعة..
ويريد أن يلبسها إياها بنفسه!!

كان يقف قريبا من التسريحة لتلفت نظره ساعتها التي خلعتها البارحة ووضعتها هناك..
رفعها لينظر لها..
لا يعلم لِـمَ شعر بحزن غريب ما.. أن تقارن بين هديته وهذه الساعة التي يعلم أن سعرها لا يقل عن عشرة أضعاف ساعته وربما أكثر بكثير!!

فاسم ماركة الساعة كان يخشى من مجرد الاقتراب له وهو يبحث عن ساعة لها..
قد تكون حالته المادية جيدة جدا.. ولكن ليس إلى درجة التفكير حتى من الاقتراب من أبعد حدود هذه الماركة المرعبة..



" هذي هدية عرسي من إبي !!"

كانت تهمس له برقة وهي تراه ينظر لساعتها وهي مازالت تقف عند باب الحمام ملتفة بروبها..

ابتسم لها بشفافية: كنت أقول لنفسي يمكن صباحيتش ماتعجبش عقب ذا الساعة!!

مزون اقتربت وهي تهمس بلباقة رقيقة: أولا ماكان فيه داعي تكلف على نفسك بهدية..
ثانيا دامك جبتها.. أكيد بتعجبني.. كفاية إنها منك!!

ابتسم غانم وهو يمدها بالكيس.. فتحت العلبة الأنيقة لتكشف عن محتواها.. ابتسمت برقة: تجنن وبدون مجاملة.. وبألبسها الحين وراح أحطها أبد!!

ابتسم غانم بسعادة (والله إنها تاخذ العقل.. الله لا يحرمني منها) هتف بمودة غامرة:
عطيني يدش..

مدت يدها ليلبسها الساعة.. ثم رفع يدها لشفتيه ليغمرها بقبلاته الوالهة وهو يهتف بولع: الحين أصلا زاد حلاها..

ثم هتف وهو مازال يمسك بكفها بين كفيه: يا الله استعجلي في اللبس..
عشان كساب ينتظرنا تحت..

حينها شدت يدها برقة من بين يديه وهي تهمس بعتب رقيق:
وليش مادقيت علي الحمام تقول لي..؟؟
وكم صار له ينتظر.؟؟ ياقلبي ياكساب أكثر شيء يكرهه ينتظر حد..

ضحك غانم: هذا كله تحاتين أخيش..
أنتي اللي أخرتيه.. أنا خالص من زمان..

مزون ياستعجال: خمس دقايق وأخلص.. تكفى غانم انزل له.. لا تخليه قاعد بروحه..
لا خلصت دقيت عليك!!

غانم بمرح: والله مهوب شغلي.. أنا عريس وبأقعد مع مرتي..
خله ينقع تحت ويعصب..

مزون حينها همست برقة أقرب للبكاء: تكفى غانم عشان خاطري..

ابتسم غانم بمودة: دام قلتي عشان خاطري.. تراني رحت في خرايطها..
حاضر.. أبشري.. ننزل لأخيش عشان ما نخرب مزاجه!!






**********************************






" ها عبدالرحمن وش رأيك؟؟"


عبدالرحمن ينظر للعصا المربعة التي يتم الاستناد عليها من الناحيتين والتي أحضرتها له عالية ويهتف بضيق:
ياقلبي تعبين نفسش على غير فايدة ..

عالية بابتسامة مرحة: بلاها حركات الكسلانين.. أنت الحين وش كثر تتحرك بين الحواجز الثابتة وتعودت عليها..
بنسوي تغيير بسيط وتصير الحواجز متحركة شوي.. استخدمها داخل البيت على الأقل بدل الكرسي..

ابتسم عبدالرحمن: حاضر يادكتورة عالية.. مع إني ما أشوف نفسي استفدت شيء إلا إن ذرعاني عضلت.. من كثر ما أشيل عليها ثقل جسمي كله....
وأرجيلي معطيها إجازة..

ضحكت عالية وهي تتحسس ذراعيه: ذرعان باباي عقب السبانخ.. ماعليه اسمها فايدة..


هاهما كعادتهما يتبادلان المرح والنكات.. ويحاولان ألا يشغلان بالهما كثيرا بما يشغلهما فعلا..
لماذا لم يمشِ عبدالرحمن حتى الآن؟؟؟








**********************************






" وضحى وش مقعدش هنا بدري كذا؟؟
أنا الله يعيني قايمة مع (بيل غيتس) لا يغيب يوم عن الشغل اعتفس سوق الكومبيوترات.. وانهارت الميكروسوفت..
أنتي وش مقومش؟؟"


وضحى تنظر لسميرة باختناق.. فهي بعد زواج مزون بدأت العد العكسي لزواجها..
همست بذات النبرة المختنقة: أرسلت مسج لمزون عشان أكلمها.. أدري إن طيارتها بدري.. وأبي أسلم عليها قبل تروح!!

ابتسمت سميرة وهي تجلس جوار وضحى: حتى أنا أرسلت رسالة للكابتن.. ولحد الحين ماعبرني.. أبي أكلمه أرجع انخمد..
سبحان الله يا وضحى لو شفتي بس أشلون كان يطالعها البارحة.. كأنه مهوب مصدق إنها قدامه..
عقبالش يوم تطير عيون نويف فيش..


وضحى بذات الاختناق: تكفين سميرة بلاه ذا الطاري.. بروحي من البارحة متوترة..
كنت حاسة إنه عرس مزون مسوي حاجز قدامي.. والتركيز كله عليها..
الحين مزون عرست وخلصت.. وماعاد فيه حاجز قدامي..
متوترة بشكل..

سميرة ببساطة: وليش ذا التوتر؟؟ مافيه شيء يستاهل..

وضحى بذات توترها المتزايد: إلا وش اللي يستاهل..
نايف وأكيد ماخذ مني موقف عقب الموقف السخيف اللي سويته فيه..
وحتى لو ماكان ماخذ موقف.. ماشاء الله سمعة خواته القشرات ضاربة التوب..
وش كثر كانت شعاع تسولف وش كانوا يسوون في جوزا..
أشلون الحين في مرت أخيهم الوحيد..؟؟
ليتني سمعت شور أمي وكاسرة يوم قالوا لي فكري بعد..!!

سميرة شدت كف وضحى بحنان ومؤازرة: بلا سخافة... ترا أي عروس عرسها يقرب.. تطري عليها ذا الطواري..
تعوذي من أبليس ولا تكبرين سالفة ما تستاهل..






*************************************








" مابغيتي تفكين أخيش..
خايفة أخطفش وإلا أكلش يعني؟؟"


مزون ترد على مزاح غانم باختناق متزايد: تكفى غانم.. لا تزيدها علي..
تراني على طريف.. وأبي لي سبب عشان أبكي..

غانم يشد كفها ليحتضنها بحنو: فدوة لدموعش أنا.. خلاص باسكت..

مزون بحرج: غانم فك يدي.. احنا في قاعة الانتظار.. وأنت معروف هنا في المطار..

غانم يتلفت حوله في صالة انتظار الدرجة الأولى الخالية في هذا الوقت المبكر من الصباح ويهمس بابتسامة:
من اللي بيشوفنا؟؟ الطوف وإلا الطاولات..؟؟
ولو حد شافنا.. ماعلي من حد.. اللي عنده ريال يقطعه.. مرتي وكيفي..

مزون صمتت وهي تحاول إبعاد تفكيرها عن أهلها واشتياقها المتزايد لهم منذ الآن..
ولكن غانم لم يسمح لها بالابتعاد عن أجواءه وهو يهمس لها بدفء:
يعني ما سألتيني وين بنروح للحين؟؟

حاولت مزون أن تبتسم: أنت قلت مفاجأة..

ابتسم غانم: وماصار عندش فضول تعرفين المفاجأة؟؟

حينها ابتسمت مزون بشفافية: بنروح هولندا.. صح؟؟

ضحك غانم: يالنصابة.. شفتي التذاكر وإلا البوردنغ؟؟

ضحكت مزون برقة: لا هذا ولا هذا.. بس شكلك نسيت إني كابتن سابق أو بمعنى أصح كابتن مع وقف التنفيذ..
حسبة بسيطة لمواعيد الرحلات اللي شفتها.. وعرفت وين بنروح..
بس وش معنى هولندا..؟؟

غانم بأريحية حميمة: وش أسوي؟؟ كل ماسألت أخوانش عن مكان.. قالوا لي رحتي له..
وأنا أبي أوديش مكان تشوفينه معي للمرة الأولى..
وهولندا فعلا جمالها فوق الوصف.. بتعجبش وعلى ضمانتي!!






*************************************





رحلة أخرى تحط ركابها..
وهاهما يعودان إلى غرفتهما في ذات الفندق..
حين دخلتها شعرت بأنفاسها تضيق وتضيق لدرجة العجز عن التنفس..


" آخر مرة أحكم عقلي على حساب نفسيتي..
حتى لو ولع لي أصابعه العشر شمع..
ماراح أرجع معه عقب عرس خاله!!"


فهد هتف لجميلة بسكون: وش فيش؟؟

جميلة خلعت عباءتها وهمست باختناق: مافيني شيء.. بس تعبانة أبي أنام..

أجابها بحزم: سكري الباب على نفسش.. ونامي على كيفش.. أنا طالع التدريب..

جميلة بصدمة: فهد أنت لك عبارت 3 أيام ما نمت حتى ساعتين ورا بعض..

فهد بذات الحزم: لا رجعت ارتحت!!


فهد توجه للباب.. وهي تبعته حتى تغلقه بالقفل خلفه..
قبل أن يفتح الباب.. نظر لها نظرة غريبة مثقلة بالمعاني.. وقبل أن تستوعب أي شيء.. كان يشدها ليحتضنها بكل قوته..
جميلة لشدة صدمتها لم تستوعب أي شيء حتى بدأت أضلاعها تؤلمها..
همست حينها بألم: فهد فكني تكفى.. آجعتني..

أفلتها بحدة أقرب للجزع.. فهو لم يتوقع أنها آلمها حتى صدرت آهة الألم عنها..

حالته باتت مزرية فعلا..
فهو بات كالعطشان الذي أمامه نبع الماء الصافي العذب.. ومع ذلك يرضى بقطرات شحيحة..
والمأساة أن القطرات لا ترويه مطلقا بل تزيده عطشا!!


خرج من فوره دون أن ينطق بكلمة.. وجميلة أغلقت الباب بخوف ثم جلست على الأريكة وهي تحتضن نفسها وترتعش بعنف!!

متوترة وخائفة.. وقبل ذلك كله.. مجروحة.. وجرحه في داخلها ليس بالجرح البسيط ولا الهين!!






**************************************







بعد 5 أيام
.
.
.


" حبيبتي ركزي معي شوي..
من كساب لعلي لأبيش.. والحين عمش منصور وخالتش..
وكل واحد منهم تقعدين معه ساعة..
وأنا قاعد أعد الذبان!!"

مزون ابتسمت وهي تعيد هاتفها لحقيبتها: يا النصاب وين الذبان؟؟
لو قلت النحل صدقتك..
صدق صدق الحدايق هنا خيال..

ابتسم غانم وهو يشد على ذراعها: كان خاطري تشوفين حدائق الكينوكهوف..
شيء فوق الخيال.. بس ماتفتح للزوار إلا في شهور الربيع..
أنا صدفتها مرة وحدة في رحلة من رحلاتي... حسبت نفسي رحت في عالم ثاني..
جنة الله في الأرض صدق..

ابتسمت مزون وهي تحتضن عضده: خلاص باقي لي قي ذمتك زيارة لهولندا في الربيع..
مهوب تشوقني بدون ماأشوف..


غانم يهتف بأريحية: أبشري.. من عيوني الثنتين.. نبي الرضا بس..
ثم أردف بابتسامة: ونبي بعد تنسين تلفونش شوية!!






*************************************






دخلت عليه لتجده أمام دولابه الذي بات يمثل لها حكاية رعب تكرهها..
وجدته يستخرج ملابسه وهذه المرة وضعها على السرير دون أن يخبئها في أكياس قاتمة تخفي محتواها..


اقتربت وهي تشعر باختناق كاتم.. لأنه لا يفتح هذه الخزانة إلا لأنه سيسافر..
همست بسكون: بتسافر.. صح؟؟

همس لها بسكون: بسافر بس مهوب السفر اللي في بالش..
عندي توقيع عقد صار لي فترة مأجله.. ولازم أروح..
يوم يومين وراجع..

همست بتوتر لا تعلم سببه: زين ليش مطلع الملابس هذي..

أجابها ببساطة: لأنها تبي غسيل.. المرة اللي فاتت مالحقت أغسلهم..

حينها تجرأت أكثر : تبيني أغسلهم؟؟

أجابها بذات البساطة: لا تعبين نفسش.. لهم مغسلة خاصة..

باتت تستغرب منه.. ما الذي حدث ليبدأ بتفكيك بوابات غموضه هكذا..
نظرت للملابس العسكرية المتعددة الألوان خلفه.. والتي تحمل كلها شعار الصاعقة القطرية ولكن دون اسم أو رتبة..
وهي مستغربة تماما.. إن كان منضما للجيش.. فلماذا يخفي هذا الأمر؟؟
أمر لا يستحق أن يُحاط بهكذا سرية!!



وهمست بجرأة أكبر: ليش ماعليهم رتبة ولا اسم؟؟

أجابها بذات البساطة: اسم وإلا رتبة لو كنت عسكري.. بس أنا ماني بعسكري..

حينها تراجعت بجزع: وليش تستخدم لبس الصاعقة دامك منت بعسكري..؟؟
لا تكون........

ابتسم: قبل ماتسوين تأليفات وأفلام.. ماحد يقدر يلبس لبس الصاعقة من وراهم.. لا تحاتين ذا النقطة!!

كاسرة شعرت بالتشوش: مافهمت صراحة..

كساب مازال محافظا على ابتسامته المتكمنة: خليني أضرب لش مثل..
لو أنتي الحين كرئيسة قسم.. جابوا لش وحدة ماعندها ثانوية حتى..
بس عبقرية إدارة..ومستواها في العمل أحسن من مستواش
ويبون يحطونها رئيسة عليش... توافقين؟؟

كاسرة لا تعلم ماذا يريد من هذا المثل ومع ذلك أجابته بثقة: لا طبعا..
لأنه فيه شيء اسمه السلم الوظيفي .. وإلا بتصير الدنيا فوضى!!

ابتسم كساب ابتسامة أوسع: شاطرة.. وصلنا خير..
الحين البنت هذي ممكن الإدارة عندكم يجيبونها كخبير خارجي بدون ما يعطونكم أي خبر عن مؤهلاتها.. لأنها أساسا مالها ملف عندكم..
وتجي وتسوي تغيرات عندكم.. بدون ماحد يفتح ثمه.. لأنها خبير وأنتم تتوقعون إنها أكيد الحين معها دكتوراة إدارة.. ولها خبرة 20 سنة..

كاسرة حينها بدأت تفهم ما يقصد وهي تهمس كأنها تحادث نفسها:
وأنت الصاعقة تبي تستفيد من خبرتك اللي ما أدري من وين جبتها.. بس أنت ماعندك شهادة عسكرية..
ولا مريت بمراتب السلم العسكري..
وكون إنك تدرب مثلا معناها إنك بتتجاوز رتب كبيرة.. ولو ذا الرتب عرفوا من أنت فعلا بيسوي هذا شوي بلبلة!!


كساب مال ليقبل أرنبة أنفها وهو يهمس بمرح: مهوب خسارة فيش رئيسة قسم.. مخش نظيف!!
وما يحتاج أقول لمخش النظيف إن هذا توب سيكرت..

كاسرة شعرت أن قدميها لا تحملانها حتى وهي تجلس على طرف السرير..
وتراه يجمع ملابسه ويضعها كلها في حقيبة رياضية تعلق على الكتف..


مازالت عشرات علامات الاستفهام تدور بين جنبات رأسها كالمطارق وهي تشعر بصداع فعلي مؤلم..
لكنها قررت ألا تسأل عن شيء.. فهي حفظت الدرس..

لا تستعجله لإخبارها بشيء.. فالمعرفة ستأتيها لوحدها..
وكم باتت تخشى انكشاف الحقيقة كاملة!!
وكل جزء منها يبدو مرعبا لأبعد حد.. فكيف ستبدو عند اكتمال الصورة؟؟







**************************************






" والله إنش مزودتها نجلا
صالح متضايق.. عبدالله يقول لي"


نجلا بضيق: يعني هو متضايق وهو سوا اللي في رأسه .. وأنا ما يبيني أتضايق..

جوزاء بتردد: نجلا لا تزعلين مني.. بس أظني أنا وأنتي علاقتنا مافيها مجاملات..
بصراحة أحيانا أحس إنش تدورين على اللي يضايق صالح لأنش عارفة وش كثر هو يحبش!!
كأنش تبين دوم إثبات على حبه لش.. وإنش مهما وصلتيه أخره بيظل يداري خاطرش..
وعشان كذا أنتي متضايقة إنه مامشى شورش في اسم البنت.. مع أنه الاسم مافيه شيء.. بس أنتي كنتي تبين تفرضين رأيش وبس!!
ويوم شفتيه لزم عليه... تبين تحسسينه بالذنب!!


نجلا بصدمة: لذا الدرجة أنا شينة في عينش يأم حسن؟!!

جوزا بمودة: لا تحورين السالفة.. تدرين بغلاش.. بس مشكلتنا يا الحريم لا درينا بغلانا.. ماكفانا.. دايما نبي زود..

تنهدت نجلا: السالفة مهيب كذا.. أنا بصراحة اللي مضايقني اهتمامه الزايد بالبنت..
قلت يمكن مغليها من غلا الاسم.. خلني ألزم أغيره.. يمكن يتعدل بس مافيه فايدة..
صالح أهملني وأنا محتاجته.. قلت الشكوى لله..
بس أهمل عياله بعد.. يعني الحين حن في إجازة والعيال مقبلين على مدارس..
لا عاد طلعهم مثل باقي بزارين خلق الله وأنا نفاس وبيدي بزر وما أقدر أطلعهم.. وماتوا من الضيقة في البيت..

الحين صار لي فترة أقول له خذهم فصل لهم ثياب.. كل يوم يقول لي بكرة..
خذهم جيب لهم أغراض المدرسة.. يقول لي بكرة..
وبكرة هذا ما يأتي!!
وأنتي تظنيني ميتة على الغلا.. الله يرحم أيام الغلا..


جوزا شعرت بحرج شديد.. بالفعل من يده في الماء ليس كمن يده في النار.. ومن يعطي نصايح من رخاء ليس كمن يعاني الشدة..
همست جوزا بذات الحرج: وليش ماقلت لي.. عبدالله حاضر يوديهم وين ما يبون!!

نجلا تنهدت بحزم: عبدالله عمهم وعلى رأسهم..بس مهوب ملزوم فيهم... إبيهم موجود وهو المفروض اللي يلتفت لعياله..
وخصوصا وهو شايف وضعي مايسمح لي!!






**********************************





بات لا يحب مطلقا أن يبقى هو وإياها في غرفتهما في الفندق..
وجميلة سعيدة أنها تخرج خارج أسوار هذا السجن الذي تمل منه حين يكون هو في التدريب..
وتخشى مثله من البقاء فيه لأنها باتت تعلم أنه يتحرق للمسها بأي طريقة..
حينا لمسات عفوية وأحيانا كثيرة أبعد ما تكون عن العفوية!!


ولكن إن كانت هي تقضي معظم وقتها وهو غائب في الراحة لذا تكون مستعدة للخروج حين يعود..
فهو على عكسها.. مستنزف من التعب على الدوام!!
ولكن هذا هو ما يريده.. وجودهما خارجا وبين الناس يحميها منه.. ويحمي كبريائه الذي يرفض الاعتذار..
فهو يشعر كما لو كانت تريد أن تذله وتمتهن كرامته لتعاقبه!!

سبحان الله.. كم يتمنى لو تعود الأيام قليلا ليمسك بلسانه قليلا!!
وكم يصبح اللسان عدو صاحبه!!
لو أنه أمسك بلسانه قليلا لم يكن ليعاني الآن ما يعانيه!!
وهاهو اليوم مشنوق على مشانق كلماته بالأمس.. والمآساة أنها كلماته هو.. ولا يستطيع التبرؤ من وزرها..


بشكل عام...
باتا يتحدثان كثيرا.. بحكم الزمالة ليس إلا.. فليس أمام كل منهما إلا الآخر.. والاعتياد يدفع الإنسان دائما للبوح!!


كانا يجلسان على الطاولات المحاذية تماما للنيل في مقهى قصر النيل..
الجو صاخب تماما بركض الأطفال بين الطاولات رغم تأخر الوقت!!
همست بجميلة برقة : ماتبي نرجع؟؟ عندك تدريب بكرة بدري؟؟

أجابها بسكون: شوي.. نص ساعة ونمشي..

جميلة بذات الرقة: فهد ترا لو بغيت تسهر مرة مع ربعك اللي هنا.. عادي..

نظر لها نظرة مباشرة: مليتي مني؟؟

جميلة تنهدت: أنا ما أدري من وين تجيب أفكارك..؟؟
كل السالفة إني حاسة إني رابطتك معي بزيادة..

هتف بنبرة مقصودة: اللي أشوفه إنش مبعدتني..

ردت عليه بذات النبرة: أنا ما أبعدتك.. أنت أبعدت نفسك بنفسك..

حينها وقف وهو يهتف بنبرة حازمة: قومي نمشي!!

جميلة باستغراب: توك تقول بنقعد شوي!!

فهد بذات الحزم: غيرت رأيي.. بأوصلش الفندق.. وبأروح أسهر عند ربعي..
مهوب أنتي تبين كذا؟؟



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
اليوم عندنا نجمات قديمة شوي..
يعني التوقع قديم.. بس توه تحقق في بارت اليوم

(زهرة الأيام) أول نجمة لأنها أول وحدة قالت لبس التدريب بس وهو مغلف.. وأوراق الشغل عاد لا يازهرة :)
.
(أحاسيسي تكفيني) أول من حددت إنها ملابس الجيش والصاعقة
مبروك يأم سين الثانية :)
.
.
موعدنا الثلاثاء الساعة 8:30 صباحا إن شاء الله
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 08-03-11, 06:11 AM   المشاركة رقم: 99
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والتسعون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الأنوار المبكرة... اليوم بأحط لكم البارت بدري
.
.
خالص التعزية للغالية بنت أبوي أبوي بن جدي... في وفاة جدها..
تقبله الله القبول الحسن ورفعه للدرجات العُلى
وجعل قبره روضه من رياض الجنة.. وأبدل سيئاته حسنات
وجعل مثواه الجنة ومستقره..
.
.
.

أدري فيه بنات يموتون على الأكشن ويبون على طول أحداث أكشن..
لكن أنا دائما حاولت أن أحرص أن يكون هناك تنويع..
ليس كل البارت أحداث أحداث بدون وصف مشاعر الشخصيات..
ماقيمة الحدث أو الأكشن إذن؟؟
.
الشيء الآخر مثل ماكانت هناك المشاكل المستعصية بين أزواج الرواية..
سيكون هناك المشاكل الناعمة التي لا يخلو منها بيت.. ومطلقا لا يمكن أن تفسد الحياة..
تدخل الأهل.. تفضيل الأهل على الزواج.. اهمال الزوج لبيته..
لمحات من هنا وهناك.. تبقي الرواية ترتبط بدفء الحياة وتنوعها وبساطتها
.
.
يمكن فيه بنات يستغربون تدفق غانم ناحية مزون..
ويشوفونه حب غير منطقي... هو مابعد صار حب... لكن الإعجاب أحيانا أقوى من الحب.. وما أسرع ما يتحول للحب..

ترا يا بنات.. غانم أكثر عريس واقعي في الرواية.. :)
لأنه هذا فعلا اللي يصير في الواقع... العريس الأيام الاولى.. يأكل أذن العروس بكثرة الغزل حتى لو كان مايعرفها..
أشلون لو كان عارفها ومعجب فيها؟!!!
.
.
يا الله الجزء 99
جزء خاص ووتنتظرونه من وقت..
واللي بيصير فيه مختلف حبتين عن توقعاتكم
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والتسعون







" شأخبار مزون؟؟ كلمتها اليوم؟؟"


ابتسم زايد حين ورد اسم مزون: كلمتها... بترجع بعد 3 أيام لأنها تبي تحضر عرس وضحى..

ابتسمت مزنة: الله يونسك يالعافية.. بتستانس وضحى واجد لأنها كانت تحاتي إن مزون ما تحضر عرسها..

سأل زايد باهتمام: وضحى عسى مافيه شيء قاصرها؟؟

ابتسمت مزنة: جعلك سالم.. مهوب قاصرها شيء..

هتف زايد بأريحية: أبي أجيب لها هدية بس ما أدري وش اللي في خاطرها..

مزنة بمودة: لا تجيب لها شيء.. كل شيء عندها وما تبي إلا سلامتك!!


هتف بإصرار: هديتها بتجيها وكيفها فيها..

مزنة مالت لتقبل جبينه وهي تهمس بمودة صافية: الله لا يحرمنا منك!!


تنهد بعمق وهو يرى مزنة تعود لتتحرك في أرجاء الجناح.. ترتب ملابسه التي قاطع عملها فيها دخوله عليها قبل دقائق..

يعد الأيام المتبقية على زواج وضحى.. ويراها تركض كلمح البصر لأنه يعلق قرارا ما على موعد الزواج..
قرار يؤخره..
ويتمنى لو لا يصل وقته أبدا.. وكلما مضى يوم.. شعر أن الشمعة التي تدفئ حياته تذوي أكثر!!


وهي كذلك تعد الأيام المتبقية على زواج وضحى بتوتر لأنه تريد إخباره بما لديها وتخشى ردة فعله..

تعلم أن من هو في تدين زايد ورجولته لن يظهر مطلقا امتعاضه من حملها وهو ختاما نعمة من رب العالمين!!
لكنها تخشى من مشاعر سيخفيها في أعماقه..
مشاعر تخشاها بعمق وتوجس غامرين...


تعلم منذ بداية زواجها أن زايد مازال يحلم بمزنة قديمة وقفت حاجزا بينها وبين زايد الآن..
فهو أغرقها بفيض مشاعره في أيامهما الأولى..
لأنه مازال يتخيل شبح مزنة القديمة.. واراد أن يرتاح من وطأة مشاعره المتجذرة منذ سنوات..
لكنه اكتشف سريعا مزنة جديدة شح عليها بمشاعره!!

وهي بذكائها وحساسيتها فهمت ذلك كله... وتقبلته كله..؟؟
فلطف تعامله... ورقة تصرفاته الممزوجة برجولة صميمة جعلها تتقبل كل شيء منه!!

ولكن هل سيقبل زايد الآن بطفل يربطه أكثر بمزنة اليوم؟؟!!





********************************







أوصلها للفندق وغادرها فعلا..
تشعر بالندم على اقتراحها.. لأنها تشعر الآن بالخوف.. والوقت تأخر كثيرا..
هاهي تجلس على سريرها متوترة.. وخائفة.. بعد أن أنهت صلاتها ووردها وهو مازال لم يحضر..
كانت تريد أن تتصل به ولكنها ترددت حتى لا تحرجه بين أصدقائه فيجد ذلك عذرا ليصب جام غضبه عليها...

أرسلت له رسالة:

" فهد انا أبي أنام.. بتتأخر أكثر؟؟"

جاءها رده سريعا:

" نامي.. أنا بتأخر شوي!!"



جميلة زفرت بغيظ وهي تتمدد على يمينها وتكثر من قراءة الأذكار حتى غفت من التعب دون أن تشعر..



لتصحو بجزع حقيقي على رفرفة قبلاته الملتهبة تغمر وجهها وعنقها وأذنها وهو يهمس بصوت كالأنين المحترق في عمق أذنها:
آسف وآسف وآسف..

قلبها قفز لحنجرتها رعبا..وهي تعتدل جالسة وتحاول إبعاده عنها وتهمس باختناق مرعوب:
فهد الله يهداك.. اصبر شوي.. خل نتكلم..

هتف بذات النبرة الموجوعة المثقلة بالأنين.. وهو يشد كفيها ليلصقها بصدره بعد أن غمرها بلهيب قبلاته :
ما أبي أتكلم.. اعتذار واعتذرت.. وش تبين أكثر؟؟
حرام عليش ذليتي طوايفي كلها..
وش تبين أقول بعد..؟؟
أقول إني غبي وما أفهم شيء؟؟.. هذا أنا قلتها..
أقول إن حكي الواحد على البر غير لما تحرقه النار؟؟.. هذا أنا قلته!!
خلاص ارحميني..
أنتي وش جنسش؟؟.. ما حسيتي حتى بربع اللي أنا حاس فيه؟؟


جميلة بدأت تبكي وترتعش بعنف: وأنت وش حاس فيه؟؟
مجرد رغبة في جسد.. عقب ما نحرت الروح..

فهد بأسى: جميلة ليش تقولين كذا؟؟
كني حيوان قدامش.. هذا الجسد له شهر قدامي ليش الحين بس بغيته؟؟

جميلة تنهمر بغضب وخوف وأسى أعمق وأعمق:
قبل كنت قرفان منه.. شايف نفسك عليه..

أجابها بتثاقل.. وهو يبتعد عنها ليقف : وليش الحين ماصرت قرفان..؟؟
وش اللي تغير؟؟
ما سألتي روحش؟؟
ليش الحين أبي الجسد اللي كنت مقروف منه على قولتش؟؟

صمت لثانية ثم أردف بتثاقل أشد: لأني خلاص ماعاد لي صبر على الروح...
روحش خلت كل شيء منش في عيني حلو وطاهر ونقي..
بس أنتي لا عطيتيني روح ولا جسد..
كل شيء بخلتي به..!!


أجابته بين شهقاتها التي تزايدت بهستيرية: بخلي رد على بخلك... وأنت راعي الأولة..


ابتعد عنها أكثر..
ليجلس على الأريكة ويدفن رأسه بين كفيه بأسى عميق..
حتى متى هذا الألم؟؟ حتى متى؟؟


كل واحد منهما معتصم بمكانه يجتر حزنه الخاص الذي تراكم وتراكم حتى خنق الروح وسربلها بالسواد!!

حتى ماعادت تجد منفذا !!






***************************************








" حبيبتي جهزي شنطتي .. بكرة باسافر!!"


شعاع استدارت بجزع وهي تضع المشط الذي كانت تمشط به شعرها على التسريحة.. لتقف متوجهة نحوه وهي تهمس بذات الجزع:
ليه حبيبي؟؟

ضحك علي ضحكة قصيرة: السؤال يكون وين؟؟ مهوب ليه؟؟

شعاع بتأثر: مايهمتي وين بتسافر.. أنا ما أبيك تسافر عشان كذا أسألك ليه؟؟
ضروري هو ذا السفر يعني؟؟

علي شدها من كفها ليجلسها على قدميه بشكل مائل وهو يحتضن خصرها.. ويهمس بحنان: مامليتي مني شهرين وأنا مقابلش..؟؟

شعاع طوقت عنفه وهي تسند رأسها لرأسه وتهمس برقة متاثرة: لو قابلتك عشرين سنة مامليت..
تبيني أمل من شهرين؟؟..

علي بحنان غامر: حبيبتي هي بس يومين.. بأروح مع كساب للندن...
كساب يبي يوقع عقد..
وأنا أبي أسوي شوي فحوص.. أشيك على وضع الكبد عندي عقب العلاج..


شعاع بخجل: زين ما يصير أنا أسافر معك.. ؟؟

علي ابتسم: لا طبعا ما يصير.. رحلة طويلة وأنتي توش في شهورش الأولى..
ثم أردف بذات الابتسامة وهو يتحسس بطنها: خايفين على زايد الصغير!!

تحاول أن تجاريه في مرحه فتجد نفسها عاجزة حتى من مجرد الابتسام..

حينها أردف هو بذات المرح الشفاف: خلاص فاضل الصغير ولا يهمش..
ولا تزعلين!!

شددت احتضانها لعنقه وهي تهمس في أذنه بدفء: يومين بس.. بدون زيادة..
وإلا والله لأطلع لك أنا لندن..






******************************






هل هو الآن يحاول إشعارها بالذنب..؟؟


غادر لتدريبه صباحا ثم عاد.. دون أن يوجه لها كلمة واحدة طوال اليوم..
بل حتى دون أن ينظر لها!!
وكأنها غير موجودة معه في الغرفة!!

تزفر وهي تنظر له وهو مستغرق في النوم منذ ساعات كما لو كان قتيلا!!
لا تنكر أنها تفتقد نظراته اللاهبة لها طوال الأيام الماضية..
وهي تشعرها بإحساس أنثوي يقفز بها إلى الذروة!!

ولا تنكر أيضا أنها تشعر بشيء من الذنب.. فهي طلبت منه اعتذارا فقط..
وهو قدم الاعتذار.. ولكنها تجاوزت الرغبة في الاعتذار.. إلى الرغبة في الانتقام..
بالفعل أرادت أن تنتقم منه على كل كلمة جرحها بها..
وهو لم يقصر مطلقا في الكلمات الجارحة!!


ولكنه هذه المرة كان صادقا في وعده.. وهي لم تكن صادقة..
وعدها أنه لن يضايقها إن عادت معه.. وبالفعل لم يضايقها!!
وهي وعدته أن تمنحه ما يريد إن اعتذر.. ولم تمنحه شيئا مع انه اعتذر!!


تنهدت بشجن وهي تكثر من الاستغفار..
" سامحني ياربي.. أدري ذنبي كبير إني رديته!!
بس القهر مايرضيك..و إني أعطيه نفسي وأنا مقهورة ومذلولة منه!!"


تحاول إبعاد فكرة الذنب عن رأسها لتجدها تتعاظم وتتعاظم..
حتى تكاد تصبح هي كل تفكيرها!!
وكم يقودنا الإحساس بالذنب للقيام بتصرفات نكون غير مقتنعين بها!!!







**************************************






" قلت يومين بس؟؟"


ابتسم كساب وهو يميل ليقبل جبينها: يومين بس!!
أصلا مزون بترجع بعد يومين.. ولازم أكون موجود!!

تراجعت كاسرة وهي تهمس بنبرة ساكنة تخفي خلفها انكسارا ما: إيه؟؟ مزون؟؟ الله يردكم كلكم بالسلامة...

كساب عاود شدها قريبا منه.. ليحتضنها بعمق وهو يهمس في أذنها بذات العمق:
أنا وصيت إبي يخلي تلفونه على طول مفتوح..
حلفتش بالله إنش لو تعبتي في الليل تتصلين له!!

همست كاسرة بسكون: لا تحاتيني.. إن شاء الله كل شيء زين..

شدها بين أضلاعه بشكل أقوى وهتف بحزم: لا.. احلفي تتصلين له تعبتي!!

حينها لم تستطع أن تهمس إلا بتأثر وهي تنسى تفضيله لمزون الذي جرحها:
كساب لا تكون سفرتك أكثر من يومين.. ليش ذا الوصايا كلها؟؟

ابتسم وهو يفلتها: يومين بس بمشيئة الله.. بس أنا أحاتيش..
لأنش أكثر الليالي تتعبين!!

مدت أناملها لتمسح على عارضه برقة: لا تحاتيني.. ولو تعبت. والله لأتصل في عمي زايد!!







***********************************





هذه المرة ذهبت معه إلى المستشفى لزيارة ابنتها.. بعد أن كانت تتعمد أن تذهب في وقت ذهابه لعمله!!
تشعر أن وجوده يشكل حاجزا بينها وبين الإحساس بابنتها كما هي تحس بها فعلا..


ولكنها حاولت هذه المرة أن تتقرب منه باشتراكهما في رؤيتها معا..

لا تعلم هل هو فعلا يشعر بالصغيرة أكثر منها... أو هو من يحرص على إشعارها بذلك..؟!!


كان يتحدث مع ابنته كما لو كانت تسمعه وتفهمه.. بينما هي تشعر كما لو أنها ضيفة شرف في مشهد تمثيلي ما..

تشعر به بعيد جدا عنها...
وتشعر بالمرارة تتزايد في حناياها..
تنظر لجسد الصغيرة الهزيل الخالي من الحياة.. بينما صدرها الآن يؤلمها من تدافع الحليب في ثدييها..
وتعلم أنها حتى لو خرجت من المستشفى لن تتقبل الرضاعة من صدرها بعد أن اعتادت على الرضاعة من الزجاجة..

شعور مؤلم لأبعد حد.. أن تريد بكل مافيك من القوة أن تمنح صغيرك عبق روحك وأنت تغذيه من جسدك..
بينما هو يرفض هذا القرب والغذاء..
ألم شاسع لا يعرفه إلا من يعانيه!!


نجلا همست باختناق: صالح.. خلنا نمشي.. تأخرت على غانم وصدري صار يوجعني من الحليب!!
شوي ويسرب من ملابسي...

صالح مبهور بمعجزته الصغيرة يهمس لها بخفوت كأنه يحادث نفسه وعيناه معلقتان بابنته:
دقايق بس!!






*****************************************






" تميم شوف لك حل مع شغلك..
قلت لي هذا موضوع يبي تفكير..
خليتك تفكر مثل ماتبي ولا شيء تغير!!
تميم يعني أنا ما أستحق منك شوي اهتمام؟؟"


تميم شد اناملها ليقبلها ثم أشار بمودة: يا قلبي يا حبيبتي.. الاهتمام كله لش!!

سميرة أشارت بعتب: كله كلام!! كله كلام!!
وين الإثبات؟؟
تميم أنا صرت أعرف شغلك زين.. وأدري إن دوامك الطويل ذا كله ماله عازة!!
يعني لذا الدرجة ماتبي تقعد معي!!

تميم بعتب أعمق: ليش تقولين كذا سميرة؟؟ يعني تشكين في حبي لش!!

سميرة بحزن: والله اللي أشوفه قدامي يخليني أشك!!

تميم حينها أشار بعتب ممزوج بالحزن: عشان تدرين من اللي يحب الثاني أكثر..
شهور وشهور وأنتي تسحبين فيني كني كلب.. ساعة تصديني وساعة تقربيني!! وأنا صابر!!
والحين منتي بمستحملة أسابيع لين أرتب وضعي بس!!


سميرة بصدمة: لا تميم.. لا تقلب في الدفاتر القديمة.. احنا قررنا ننسى.. ونبدأ صفحة جديدة..
ثم أردفت بحزم رقيق: أنا أبيك من الحين ترتب وضعك.. بكرة بيصير عندنا عيال مايستحقون بعد شوي من اهتمامك!!

أجابها بعفوية: إذا جاووا العيال يحلها الحلال..

حينها امتلئت عيناها بالدموع فجأة: تميم أنت تعايرني عشاني ما حملت؟!!

هذه المرة كانت الصدمة من نصيب تميم: وش ذا الكلام حبيبتي.. ألف مرة قايل لش.. تو الناس على سالفة الحمل..
وليش أعايرش ياقلبي.. يمكن يكون سبب التاخير أنا مهوب أنتي!!

حينها أشارت سميرة باستعجال: خلاص خل نسوي فحص..


ابتسم تميم وهو يقرص خدها ثم يشير بابتسامته الصافية: قولي من الأول تبين نسوي فحص..
حاضر ياقلبي..
خلنا نخلص من عرس وضحى.. ونسوي الفحص.. ونسافر عقبه بعد!!
تدللي!!






**************************************







" زين إن كساب سافر بسلامته..
عشان تجين تقعدين عندي!!"


ابتسمت كاسرة وهي تتمدد جوار وضحى: يا النصابة.. أنا أساسا ماني بقايلة لش إني الأيام الأخيرة اللي قبل عرسش بأكون عندش
حتى قبل ما أدري إن كساب بيسافر!!


وضحى تنهدت: أنا متوترة واجد.. وحاسة الكل لاهي عني!!

كاسرة مسحت على شعرها بحنان: لا تصيرين سخيفة.. بالعكس الكل مشغول بعرسش..
ثم أردفت بنبرة مقصودة باسمة: لو تدرين وش كثر فيه قرارات مهمة مؤجلة لين عرسش..

وضحى بعدم فهم: مافهمت!!

ابتسمت كاسرة: أقول أني اليوم اتصلت وتأكدت من كل حجوزاتش..
الشعر والمكياج والتصوير والكوشة... والفستان بنروح نجيبه بكرة..

وضحى بمودة: بأروح أنا وأمي... ما فيه داعي تتعبين نفسش..

أردفت كاسرة بإصرار: إلا مافيه داعي نتعب أمي.. أنا اللي بأروح معش..
أساسا خاطري أشوف الفستان عليش أول وحدة!!







*********************************








" حبيبتي وش ذا المكالمة كلها؟؟
أكيد تكلمين نايف؟؟ "


عالية تنزل هاتفها على الطاولة وتهمس بإبتسامة: يس حبيبي.. نايف يبيني أروح معه بكرة.. يبي يجيب هدية لعروسته...

ضحك عبدالرحمن: وخواته السحالي الست وينهم .. طبعا عمتي أم صالح تكرم طلعتها من الحسبة..

ضحكت عالية: عيب عليك عبدالرحمن.. احترم خالاتي..

عبدالرحمن مازال يضحك: والله على السوالف اللي تقولينها عنهم حتى السحالي مساكين نسميهم عليهم..
السحالي بتسوي مظاهرة اعتراض قدام جمعية الرفق بالسحالي..

عالية تحاول أن تمنع نفسها من الضحك: عيب عبدالرحمن تراني بأزعل...

عبدالرحمن يبتسم: خلاص هوننا.. ما أقول إلا الله يعين بنت خالي على مابلاها..

حينها همست عالية بغيظ: مهتم منها حضرتك؟؟ شاغلة بالك؟؟

ابتسم عبدالرحمن: يا شين الغيرة اللي على غير سنع..

عالية بذات الغيظ: ياسلام عليك !! ليه الغيرة لها سنع؟؟

عبدالرحمن هز كتفيه بمرح: تغارين على ويش.. على الدب أبو كرسي؟؟

عالية انتفضت بغضب: شكلك تبي الليلة تقلب بزعل واخليك تروح تبات عند أمك وأبيك؟؟

عبدالرحمن بذات الابتسامة الدافئة حرك كرسيه ليقترب منها ويقبل جبينها وهو يهتف بذات الابتسامة:
على طاري أمي وإبي.. اليوم ماشفت إبي.. خلني أروح أسولف معه شوي قبل ينام..
ولا حد يسكر الباب من دوني.. قعدت أبكي عند الباب!!






***********************************






اليوم التالي
.
.

" هاحبيبتي.. مستعدة للسفر بكرة؟؟"

مزون برقة: إيه فديتك.. كل شيء جاهز..

غانم بتأفف: ما يسوى علينا عرس بنت مرت أبيش.. ترجعينا بدري عشانه..

مزون تبتسم: حرام عليك غانم.. وش بدري؟؟ كملنا أكثر من أسبوع من يوم سافرنا..
و أنت ما تبي تحضر عرس خال عيال عمك..؟؟

ضحك غانم: شوفيها وش طولها... (ياخال أبوي حك ظهري)..
ثم أردف بمودة: ولا جيتي للحق.. نايف يستاهل.. عزيز وغالي.. وغلاه من غلا عمي وعياله..

مزون تردف بإبتسامة: يعني لا تحملني ذنبك!!

غانم يتمدد ويضع رأسه على فخذها وهو يهتف بتأفف: بس لا جيتي للصدق بعد..
ما ابي نرجع.. أبيش تفرغين لي بروحي.. ونكون بروحنا مامعنا حد!!

مزون تمسح على شعره وتهمس برقة: ولا يهمك.. نسافر مرة ثانية في عطلة نص السنة..

ابتسم غانم بتقصد: وليش مانحضر العرس ونسافر مرة ثانية.. قبل ما ترجعين للجامعة..
أنا عندي إجازة شهر..

مزون برجاء عميق: لا غانم تكفى.. خلاص مافيني صبر.. مشتاقة لإبي وأخواني..

غانم بزعل مصطنع: إيه قولي كذا..
وولد آل ليث مسكين ماله خانة..

مزون تبتسم وهي تشد شعره قليلا بلطف : ولد آل ليث هذا أكبر نصاب..
ماخذ حقه وزيادة.. وطماع بعد!!






***********************************






" تعال حبيبي.. عط بابا بوسة!!"

حسن يقفز ليقبل والده.. ثم يصر أن يبقى في حضنه ليقود السيارة معه!!

عبدالله يرى جوزا قادمة فيبتسم لحسن وهو يغمر وجهه بالقبلات: حسوني قلبي ارجع ورا.. قبل تسوي أمك الفيلم المعتاد..

حسن يهز رأسه رفضا: ما أبي.. ما ابي.. ما أبي..

جوزا ما أن ركبت بصعوبة لتزايد حجم بطنها مع دخولها الشهر الثامن
حتى انهمرت بعتب: عبدالله كم مرة قلت لا تسمح له يفكر حتى يقعد في حضنك وأنتو في السيارة..
تكفى لا تجرأه كذا..

عبدالله ضحك : توني كنت أقول لك ياحسون يا باشا.. جبت لنا الكلام..

حسن بتأفف: بألجع ورا.. بس تودوني دتان أول...

جوزاء بحزم: مافيه دكان.. ارجع ورا.. لأنه بنرجع للبيت تنام..

حسن تأفف أكثر وهو يعود للخلف.. بينما عبدالله شد كف جوزا في كفه وهو يهمس بمودة: أشلون هلش حبيبتش؟؟ وأشلون علوي؟؟

جوزا بمودة مشابهة: كلهم طيبين.. إلا شعاع..

عبدالله بقلق أخوي شفاف: عسى ماشر.. عسى حملها مافيه شيء؟؟

ابتسمت جوزا: مافيها شيء.. بس حالتها مستعصية ذا البنت..
عشان لها يومين ماشافت رجالها نفسيتها زفت..
تدري عمري ماشفت مثل ذا الحالة.. مع إنها طبعا تنكر إن السبب غيبة علي..
بس شعاع حساسة واجد.. وماتقدر تخبي مشاعرها..

ابتسم عبدالله: الله يهنيهم.. شعاع مسكينة ..عمي أبو عبدالرحمن كان قاسي عليها واجد..
وعلي سبحان الله يوم تشوفين وجهه.. تحسين حنان الدنيا كله فيه!!

جوزا هزت كتفيها: أنا مثلا يتهيأ لي مافيه مرة تحب رجّالها قد ما أحبك..
لكن لو اضطريت تسافر عشان شغل..
مستحيل يصير فيني حتى واحد على ميه من اللي صاير فيها عشان رجالها مسافر يومين..
شعاع تعلقها فيه غير طبيعي.. والتوزان دايما حلو...







**********************************







عادا قبل قليل لغرفتهما الكئيبة.. بعد أن تعشيا خارجا وتمشيا صامتين..
كعادتهما في اليومين الماضيين..

بعد أن كانا في الأيام الأولى بعد عودتهما لا يصمتان عن الحديث!!

لا تعلم لِـمَ يبدو لها هذا الزواج بلا أمل فعلا..
فزواجهما هش.. ولا أساس له سوى سلسلة طويلة من التعقيدات والمرارة..!!

تخشى فعلا أن ينهار هذا الزواج..
ليس حفاظا عليه كزواج.. ولا حرصا على فهد كزوج..
ولكنها خشية من حمل لقب مطلقة للمرة الثانية في مجتمع لا يرحم.. يُحمل المرأة كل المسئولية ليعفي الرجل منها!!


كان هو يتحرك بصمت في الغرفة بعيدا عن روح تمرده وعنفوانه التي كانت تشعر به يتسربل بها حتى الثمالة..
استحم.. صلى وقرأ ورده ثم تتمدد.. دون أن يتوجه لها بأي كلمة..

كانت متوجهة للحمام حين سمعت صوته الحازم يأتيها دون أن ينظر لها:
تجهزي نسافر بكرة الصبح... عرس خالي بعد بكرة.. وبكرة عندي أوف..
أنا بأحضر العرس.. وبأرجع في طيارة الليل.. عشان أدوام الأحد الصبح..
وأنتي خلاص ارتاحي عند هلش!!
ماقصرتي.. استحملتيني ذا الأيام كلها وأنا واحد ما ينتعاشر.. !!


" يريد أن يجعلني أشعر بالذنب!!
هذا ما يحرص عليه طوال اليومين الماضيين!!"


لم تعلم أن هذا رجل لا يعرف كيف يمثل..
قد يكتم !! قد يصبر!!
لكنه لا يعرف كيف يخطط أو يمثل!!

يسير كخط مستقيم يرفض التلوي أو الانحناء!!
وكعادة الخطوط المستقيمة لابد أن تُجابه بالعقبات!!
لأنها ترفض الالتفاف حولها بل تريد اقتحامها!!

شخصية قد لا تصلح لمتطلبات الحياة.. التي تحتاج لكثير من الكياسة واللباقة!!
وبهذا يضر نفسه قبل أن يضر سواه!!


جميلة بعد أن أنهت قيامها ووردها هاهي تقف أمام خزانة ملابسها.. عاجزة عن تنفيذ ماخططت له..
ليس لديها الاستعداد له ولا حتى الرغبة في عمله..
ولكنها تجد نفسها مجبرة عليه.. إحساسها بالذنب يخنقها.. وخوفها من غضب الله عليها يفتت أعصابها..

لم تفكر حتى أن تحضر معها قميص نوم.. تركتها كلها في الدوحة!!
لا تعلم حتى ماذا ترتدي..

ختاما استقرت على بيجامة حريرية سوداء بتطريزات فضية على الصدر وحمالاتها فضية أيضا..
كانت هي أفضل الموجود...!!

اقتربت وهي تقدم قدما وتؤخر اخرى.. وإحساس عميق في روحها يدعوها للتراجع والهرب..

ختاما تمددت جواره.. ليشعر هو برائحة عطرها الرقيق أقرب من المعتاد..
لم يلتفت نحوها.. فما يعانيه من الضغط بات لا يُحتمل فعلا..!!

جميلة ارتكت على مرفقها وهي تمسح شعره برقة وتهمس بصوت مختنق فشلت في إخراجه واثقا:
فهد أنت عادك زعلان علي؟!!

زفر فهد ما أن شعر بأناملها تتخلل شعره.. ثم زفر بيأس أكبر ردا عليها:
جميلة لو سمحتي.. لا تجين جنبي..

جميلة همست باختناق أشد وأناملها التي تتحسس شعره ترتعش بعنف:
فهد تكفى.. أنا ما أبيك تزعل علي!!

استدار ناحيتها.. ليضع عينيه في عينيها لأول مرة منذ يومين..
وعيناه مثقلتان ببريق دافئ غريب دفع رعشة حادة في كل أوصالها..
نظراته ترتشف كل مافيها بلهفة موجوعة...

أمسك بمعصمها وهو يهتف بتثاقل عميق: صدق ما تبين تزعليني..؟؟

جميلة هزت رأسها لأن الكلمات جفت في حلقها..
ولكنه حالما شد معصمها نحوه وهو يغمره بقبلاته المثقلة بالأنين وعشرات الكلمات غير المفهومة..
حتى حاولت شد يدها منه وهي تهمس بجزع: خلاص فهد هدني تكفى..

همس بعمق مذهل وهو يشدها نحوه أكثر: أنا ماني بلعبة .. تلعبين فيها وقت ماتبين..
لا تخافين.. كل شيء بيكون برضاش..
لكن أهدش.. لا.. مستحيل..






**********************************







يجلس على مقعد قريب من الحمام.. وهو يسند رأسه للخلف في مظهر أسى غير مسبوق..
الأسى تصاعد من روحه كبئر فاض ماءها وغمر كل ماحوله..

غاضب من نفسه.. وغاضب منها أكثر..!!


غاضب من غبائه.. لأنه كان أمامه ألف علامة تدل على أن هذه الصبية لم تعرف لمسات رجل من قبل...
وغاضب منها أكثر لأنها حرصت على تأكيد خبرة لا تمتلكها..!!


وغاضب من كل الوضع..
لأنه كان قد وصل ختاما إلى رضى تام بكونها كانت لرجل قبله.. ولم يقترب منها إلا على هذا الأساس..
بعد أن عانى مطولا مطولا ليغير من أفكاره من أجلها.. ومثله كان التغيير صعبا عليه.. شعر أنه يسلخ جلده حتى يغير أفكاره من أجلها هي فقط!!

و تغير على أساس أنه الرجل الثاني في حياتها.. واختمرت هذا الفكرة في رأسه...واقتنع بها.. وتقبلها!!


فإذا به...... يتفاجأ أنه الأول..!!!

قد يكون فعلا لم يجبرها على شيء.. لكن لو كان علم ذلك لو حتى قبل ساعات فقط..كان تعامله معها ليكون مختلفا..

فهو فسر بدايةً تصرفاتها معه.. بأنها تشعر بالنفور منه لأنها لا تتقبله بعد زوجها الأول..
بينما لم يكن ذلك سوى محض خجل عذراء لم تسمح له هي باحترامه!!
بل حرمته من احترامه!!
يا الله.. لو أنها أخبرته فقط.. ألمحت له.. كان الكثير ليتغير.. ليس من تفكيره ناحيتها..
فالتفكير كان قد تغير وانتهى...
لكن من تعامله معها.. كانت مرتهما الأولى لتكون شيئا مختلفا تماما!!


حين خرجت من الحمام.. قفز عن مقعده.. بينما هي لم تنظر حتى ناحيته!!
صرخ فيها بحدة غاضبة مثقلة بالجرح:
ليش ماقلتي لي؟؟

جميلة لم تنظر نحوه وهي تهمس بارتباك غاضب: وش أقول لك؟؟

فهد بذات النبرة الغاضبة: أنتي عارفة وش اللي ماقلتيه لي؟؟

جميلة تدعي عدم الفهم: ما أدري عن ويش تتكلم؟؟

فهد يرتعش من شدة الغضب والشعور بالجرح: أنتي تستعبطين!! ليش ماقلتي لي إني أول واحد؟؟

جميلة همست حينها بارتباك تحاول تغليفه بالثقة: ومن قال لك إنك أول واحد؟؟


فهد متفجر فعلا .. مجروح منها لأبعد حد وغاضب لأبعد حدود المجرة.. فهي حرمته وحرمت نفسها من التعامل الطبيعي بينهما:
ماعليه اعتبريني أعمى.. وماشفت شيء..
بس حتى لو أنا غشيم على قولتش ..ماني بغشيم للدرجة اللي تخليني أعرف بالراحة إنش غشيمة أكثر مني ألف مرة!!


حينها انفجرت هي بغضبها المتراكم الذي حينما ينهار.. ينهار كليا: وش تبيني أقول لك عقب ما جرحتني بدل المرة ألف..؟؟
تراك أول واحد..

فهد ينتفض غضبا: وعشان تعاقبيني تعاقبين نفسش معي..؟؟
وإلا عشان مهوب هاين عليش تعطيني شيء ماعطيتيه اللوح اللي كنتي متزوجته قبلي!!


جميلة ماعادت تفكر من شدة الغضب.. تريد أن تؤلمه كما يؤلمها.. ماذا يريد أكثر..؟؟ حتى بعد ماحصل على مايريد.. لا شيء يرضيه..

صرخت بغضب: ما أسمح لك تجرح في ولد عمي قدامي.. الرجّال راح في طريقه..
على الأقل طول عمره حاطني على رأسه وحتى الموضوع اللي مسميه لوح عشانه...مافكر يجبرني فيه على شيء... لأنه قدم راحتي على راحته..
مهوب مثلك.. مايهمك إلا نفسك.. متوحش وهمجي وماعندك إحساس..............


لم يسكت فيض كلماتها المتدافعة إلا صفعة حادة.. ألقتها على الأرض...
نظرت له بصدمة وعيناها تمتلئان بالدموع..
فهد زفر بيأس وهو يجلس جوارها على الأرض.. حاول أن يأخذها في حضنه..
وهو يهمس بأنفاسه المتصاعدة.. بغضبه عليها ومن أجلها.. بأساه.. بجرحه.. بعميق مشاعره:
الله يهداش جميلة حديتيني على أقصاي..
أنتي يا بنت الناس ما تفهمين... أنا أحبش.. والله العظيم أحبش!!
حرام عليش اللي سويتيه فيني وفي نفسش!!

جميلة تتخلص منه بغضب هادر.. وشهقاتها تختلط بكلماتها.. بسيول عينيها وأنفها وهي تدعك وجهها المتفجر احمرارا بذراعها:
وأنا أكرهك.. أكرهك..
أنا تضربني..؟؟ أنا انضرب؟؟ أنا؟؟
أنت مفكر إنك مأخذني من الشارع..؟؟ يعني عشان شفتني سكتت على فعايلك فيني.. تحسبني مالي ظهر؟!!
عشان حشمتك وكبرت قدرك.. تدوس على رقبتي..؟!!
لا بارك الله في النصيب اللي حدني عليك..

فهد يحاول أن يتجاوز قساوة كلماتها رغم صعوبة التجاوز.. وهو يحاول تهدئتها:
خلاص حبيبتي هدي.. هدي!!


جميلة تنفجر بشكل هستيري: لا تقول حبيبتي.. لا تقولها..
أنت تعرف تحب أنت؟؟
أنت ماتعرف إلا أنك تكره وتعلم غيرك أشلون يكرهون..
أنا أكرهك.. تفهم.. أكرهك.. ولين آخر يوم في عمري بأكرهك..


جميلة حاولت أن تقف رغم صعوبة الوقوف عليها.. فصراخها وانفعالها استنفذ كل طاقتها..
فهد سارع لاسنادها دون تفكير وهو يحتضن خصرها بذراع واحدة.. أبعدت ذراعه عنها وهي تهمس بصوت غاضب مبحوح :
لا تجي جنبي.. خلك بعيد منك.. ما أبي منك شيء..



صمت لثوان ثم هتف بصوت غائر.. كما لو كان يأتي من بئر لا قرار لها:
أنا باتسبح وبأنزل أنتظر أذان الفجر في المسجد..
بأخليش لين تهدين!!


حينما عاد من الصلاة.. تفاجأ بأنها قد حزمت كل أغراضها وحقائبها جاهزة ومعدة للسفر..
هتف بصدمة: تو الناس على الطيارة..؟؟

ردت عليه بحزم قاس: ماعليه بأقعد أنتظرها..

جميلة قررت أن تفرغ طاقة غضبها في حزم الحقائب حتى لا تنفجر.. لا تستطيع أن تجلس حتى.. ولا تتخيل أنها قد تتمدد جواره مرة أخرى!!

فهد كان يبحر في عالم أسى غريب عليه.. لم تعتد روحه أبدا على كل هذا الأسى..
كان ينظر لخدها المحمر.. والذنب يأكله.. بالفعل حاول بكل طاقته أن يسيطر على نفسه حتى لا يضربها..

ولكن تغزلها في زوجها السابق أمامه.. جرح كل مافيه.. رجولته.. وإنسانيته..
وحبه لها النامي كبرعم طري عذب بدأت جذوره تغوص في أقصى تربة قلبه!!


" أ يعقل أنها لم تشعر بي حتى لو كنت لم أتكلم؟؟
وكيف تشعر وبالها مازال مع سواي؟؟
كيف تفتح قلبها لمشاعري.. ومشاعرها مازالت تكتنف حنايا آخر؟؟

يا الله.. أكاد لفرط الألم أصرخ بأعلى صوتي..
عاجز عن احتمال هذا الألم الذي يطحن قلبي طحنا!! "



مد أنامله ليمسح خدها المحمر... أبعدت وجهها عن مدى يده وهي تهمس بسكون ميت:
لا تخاف.. ماراح أقول لاحد إنك ضربتني!!

أجابها بألم شفاف شفاف: ما يهمني لو قلتي للعالم كله.. أبيش بس تسامحيني!!
جميلة أنا أحبش.. أحبش.. وربي اللي دخل غلاش لين أقصى عروقي إني أحبش!!
ما تتخيلين أشلون استوجعت وأنتي تقارنين بيني وبينه..
ما أحترمتي أي شيء يربطنا.. وما احترمتي إني أنا اللي رجّالش الحين!!
تتكلمين كنش تكلمين طوفة!!


لا تريد أن تسمعه.. ولا أن تصدقه.. تريد فقط أن تعود لحضن أمها..
لا تريد أي شيء آخر... أبدا !!!





**********************************





هاهي تصل إلى بيت أهلها بعد وقت صلاة الجمعة..
هذه المرة لم يتصل بأحد.. عاد مع أحد (ليموزينات) المطار..
كانت الرحلة الأسوأ في حياة كل منهما..!!
وكلاهما يشعر بالمرارة من الآخر لأبعد أبعد حد!!


أنزلها وهو يشعر بأساه المتزايد يتعاظم بشكل مضاعف..

سبحان الله كيف تكون حياتك خالية من الهموم.. وأقصى هموم قلبك النظيف أن تحصل على رتبة ما..
أو تنهي دورة عسكرية ما!!
ثم تغتالك الحياة بأقصى الهموم غير المفهومة.. التي تدمر أعصابك ومشاعرك شيئا فشيئا..


ترك السائق ينزل حقائبها بينما منعها هو من دخول البيت بإمساكه لكفها وهو يهمس بعمق:
جميلة تأكدي إنه مايهمني حد غيرش...
ماراح أجبرش على شيء.. بس تأكدي إني شاريش لين آخر لحظة ومستحيل أتخلى عنش..

جميلة شدت كفها منه.. وهي تفتح الباب وتدخل..
تمنت من أعماق قلبها ألا يكون منصور موجودا.. تعلم أن عادته يوم الجمعة أن يتغدى مع شقيقه وابنيه في مجلس زايد..
تتمنى ألا يكون أخلف هذه العادة اليوم... تريد أن ترى والدتها لوحدها..
لأنها تعلم أنها ستنهار.. ولا تريده أن يشهد انهيارها.. فيضغط ذلك على أعصابها بمزيد من المشاكل التي لا تريدها..


بالفعل.. وجدت والدتها كما تتمنى.. تجلس في الصالة العلوية تشاهد خطبة الجمعة من الحرم المكي..
وأمامها زايد الصغير على مقعده!!


عفراء كانت تعلم أنها ستعود لزواج نايف ووضحى.. لكنها لم تعلم التوقيت تماما.. توقعته في الغد.. كما عادا في زواج مزون..
لذا كانت صدمتها بدخول الطيف الغالي عليها!!

عفراء قفزت بسعادة غامرة.. بينما جميلة ركضت نحوها وهي تلقي نفسها بين ذراعيها وتنتحب كما لم تنتحب من قبل..
هذه المرة سكبت وجيعتها كاملة وهي تشهق: ما أبيه يمه.. ما أبيه..
تكفين ما أبيه.. خلاص ما أبي أرجع له..


عفراء مسحت على شعرها وهي تشدها لتجلسها وتحتضنها وهي تهمس بتهدئه رغم قلقها المتفجر:
اهدي يامش.. اهدي.. قولي لي وش اللي صاير؟؟


هذه المرة جميلة حكت لأمها كل شيء.. وكم كان هذا الحديث متأخرا.. تأخر كثيرا عن وقته!!


كان يجب أن تُعلم والدتها قبل ذلك بكثير..
كانت تظن أنها بإخبارها لمزون سترتاح دون أن تكدر والدتها..
لم تعلم أن القضية ليست مجرد الحكي للارتياح من الضغط.. لكنها كانت تحتاج المشورة من والدتها..

والدتها بصدمة حقيقية: يعني تقولين لمزون موضوع مثل ذا.. وما تقولين لي!!
ومزون وش عرفها؟؟ بزر مثلش!!
يعني مزون أوصيها وأشرح لها قبل عرسها ألف مرة.. وأنتي حرمتيني وحرمتي نفسش من ذا الشيء!!


عفراء تنهدت بوجع: تدرين من أكبر مذنب في ذا السالفة؟؟
مهوب فهد ولا أنتي.... أنا.. أنا..
أنا.. لأني وافقت منصور أزوجش وأنا رافضة الفكرة من أساسها..
ثم أنا.. لأني ماقربت منش للدرجة التي تخليش تقولين لي مهوب لغيري...

جميلة مسحت فيضانات وجهها المنهمرة والتي تكاد تفسد أكوام البودرة التي وضعتها لإخفاء أثر الصفعة..
فالصفعة هي الشيء الوحيد الذي لم تخبر به والدتها.. لأنها ختاما شعرت أنها من دفعت فهدا لها.. حتى لو كانت يستحيل أن تسامحه عليها!!

همست باختناق: يمه أنا مهوب كان قصدي أخبي عليش.. بس أنا حنيتش.. سنين وأنا مجننتش.. قلت خلاص ارتاحي من مشاكلي..


عفرا بحزن عميق عميق اخترم روحها الأمومية بالأسى الفياض:
وأنتي الحين ريحيتيني..؟؟
يأمش الحين الذنب خانقني... كان فيه أشياء واجد لازم أنا أشرحها لش.. وأهيئش لها نفسيا..
لكن عرسش الأول رحتي على نقالة.. وش أشرح لش؟؟
ورجعتي بعد شهور طويلة.. ماكنت جنبش فيها.. توقعت إن ذا الشهور علمتش اللي كان لازم أعلمش إياه..
ما توقعت إنه ماصار شيء بينش وبين خليفة.. وأنتي ماقلتي لي شيء!!

ليه يا جميلة؟؟ ليه؟؟
وش استفدتي الحين كون نفورش من فهد..
كان ممكن بمشيئة الله إن ذا المشاكل كلها ماتصير لو أنش قلتي لي بس!!

وش أقول؟؟ قدر الله وماشاء فعل..
خلاص يامش قومي.. قومي لغرفتش تريحي!! ولا تشغلين بالش بشيء!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

تتشرف كل من
فرقة السحالي على قولت عبدالرحمن... و... عائلة ناصر آل سيف
بدعوتكن لحضور حفل زفاف
شقيق الأوليات/ نايف...... على ...... كريمة الثانية/ وضحى
وذلك تمام الساعة الحادية عشرة ليلا من يوم الخميس
وذلك في قاعة ليلاس.. بين جنبات أحداث "بين الأمس واليوم"
وبحضوركن يتم لنا الفرح والسرور
.
.
مع إني أتخوف من حط بارت في الليل وتحديد موعده بعد
بس هذا بيكون بارت خاص جدا أبي ألقى وقت زيادة للصياغته ومراجعة أحداثه..
وعشان يكون وقت عرس صدق :)
.
وحددت الوقت.. لأنه مايصير عرس بدون وقت :)
.
لذا رجائي الحار جدا جدا جدا إنه من الساعة 10:30 ماينزل رد من أي نبضة قلب لحد ما أنزل البارت..
وبشكل عام أرجو رجاء حار اجتناب الردود المخالفة..
( نتنتظر.. متى البارت؟؟)

عشان أقدر أحط البارت وما يشوتني الموقع من الضغط.. قصدي ما ألقى لي مكان في القاعة :)
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 10-03-11, 10:31 PM   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء المئة

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مساكم أفراح ومافيه أتراح يارب...

.
.
اليوم عروستنا وضحى عروس سبيشل وهي أول عروس في بين الأمس واليوم تفوز بقصيدتين مرة وحدة..


أولها من شاعرتنا ..ذهبية... يسلم رأسك ذهبية ولا يحرمنا من إبداعاتك..
خجلتيني وربي من فرط كرمك..
والعروس صارت خدودها طماط من الوناسة!!


نور القمر ضوا..وأجهر لي العين..
سبحان من ساق القمروعدد اوطانه..
توي عرفت إن القمر يمشي برجلين..
وتوي عرفت إنه مغير مكاااااااااانه...
الله.. يازين اللي احضرت هالحين..
والله على نور سطع في كل خاااانه..
لو تطلع من الغرب..تشرق لها الصين..
ولو مرها القمري..نشد لها الحااااااانه..
وضحى ترى في اسلووبها رقه ولين..
ووضحى عن الزلالالات..تملك حصااانه..
رمز الحلا وضحى.. وهي شيخة الزين..
لو جيت ابوصفها.. احلى من الدااااااانه..
جووري.. ونرجس..فله.. ورياااااااحين..
ذي سلة بالطيب..بالحييييل..ملياااااااانه..
من قااال انا شفت فالكووون حلووووين..

وضحى حلاها غيير عن كل سكااااااانه..
.

والقصيدة الثانية من شاعرتنا اللي دايما تجلنا بقصايدها.. فيتامين سي
وذا المرة خجلتنا بقصيدتين... وحدة للعبدة لله أنا.. الله لا يحرمني من اللي تذكرتني مع العروس
والثانية للعروس بعد.. زاد الطماط طماط :)

القصايد كلها لك في وصوفك مستباحه
والشـعـر لاجـيت أبكـتب مايـوفي دفـتره


وضـحىى ياناس طـيب حسـن وسـماحه
أذكر اللـه ومـن بداله شـيءزين يـذكـره


جوهره من جوهره نرجسه في وسط واحه
وش أخـلي من وصوفك وش ياناس أذكـره


والعيون اللـه عليهـا ترسـل إسـهوم مباحـه
والـهـدب سـبحـان ربي مايبى لـه مسـكــره


والحكي يازينه حكي وحيا اللـه الفـصاحـه
وش لون تجمع الطفوله في تواصيف المره


الصـراحه وضحى كان تبغـين الصراحـــه
شـايفـه كـل الـحـلى أشــهـد إنك مـصــدره
.
.
ألف شكر لشاعراتنا وفالكم البيرق..
وخلونا نفتح باب القاعة بشويش...
بارت اليوم طويل رد على كرم شاعراتنا :)

و مليان أحداث ومشاعر تعبتني .. لكن الشيء المهم اللي فيه أبيكم تنتبهون لأشياء بتصير مع بعضها.. تمهيدية !!!
وأنا تعبت كثير لين وصلتها لذا المرحلة المشربكة وفي هذا الوقت لغرض بتكتشفونه البارت الجاي
الأحد الساعة 9 صباحا...
.
يالله الجزء 100 رقم مميز لبارت أتمنى يكون مميز
والرقم 101 بيكون مميز أكثر
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء المئة




" يأمش وين بتروحين؟؟"


شعاع بمودة: بأروح لبيتي يمه.. علي بيجي الليلة..

عالية بمرح: الحمدلله والشكر.. وأخيرا.. جاء روميو ليغني تحت شرفة جولييت..

شعاع بصوت منخفض: علوي تلايطي.. لا بارك الله في عدوينش..

عالية تضحك: يومين ومعيشتنا في كآبة.. فارقي لبيتش جعل موترش مايخرب!!
والبترول علي بعد..
مع إنه البترول غالي بس يرخص لعيون الحبايب..


أم عبدالرحمن تهتف بصوت عال: أنتو وش تقولون؟؟

شعاع ترتدي نقابها وتهمس بمودة: مافيه شيء يمه.. أنا باخلي السواق يوصلني للبيت أنا وخداماتي.. زين يمه..

أم عبدالرحمن بحنان: حلالش يأمش..




شعاع كانت تركب للتو ليرن هاتفها... اتسعت ابتسامتها وإشراق وجهها وهي ترى اسمه.. همست في الهاتف بلهفة: في المطار صح؟؟

جاءها صوته محملا بالضيق العميق: لا حبيبتي.. أنا بتأخر يومين بعد.. بس يومين..

شعاع بعدم فهم: أشلون يومين بعد؟؟ وانت قلت لي يومين..

علي بذات الضيق: المختبر تأخر في النتايج.. وما أقدر أروح وأرجع.. بقعد لين أخذ نتايجي وأشوف لو الدكتور يبي يغير لي العلاج.. وبأرجع فورا..

شعاع لم تعرف ماذا تقول.. تريد أن تبكي.. وتعلم أن شكلها سيبدو سخيفا وطفوليا إن فعلتها وبكت..

همست بإبتسامة مصطنعة مختنقة تماما: خلاص خلني أروح أدفع طعام 10 مساكين.. لأني حلفت لو تأخرت زيادة عن يومين ألحقك..

علي باهتمام عذب: صدق منتي بمتضايقة حبيبتي؟؟

شعاع باصطناع فاشل تماما: لا ياقلبي.. خل بالك من نفسك.. لازم أسكر الحين..

القت الهاتف جوارها لتبدأ دموعها بالانهمار..
" يالله استجير بك من ذا الضيقة..
يا الله احفظه من كل الشر..
هدي يا بنت.. كل السالفة يومين بعد ويرجع..
اذكري ربش!! ترا الموضوع ما يستاهل!! "


الخادمة الجالسة جوارها همست بتردد: مدام وين روح؟؟

شعاع بضعف: بنروح البيت..

لم ترد أن ترجع لأهلها وهي بهذه الحالة... تريد أن يصفو ذهنها قليلا..
وتريد أن تقوم ببعض الأعمال الشاقة حتى تلهي نفسها التفكير..
لذا ستقوم بالترتيب المؤجل مادام علي لن يعود الليلة!!!






******************************






" نورتي الدوحة بطلتش حبيبتي!!"

مزون تتنفس بعمق: يا الله وش كثر اشتقت للدوحة وأهلها..

غانم بمرح: شمي بعد.. شمي الحر والرطوبة.. شمي بعمق لين يجيش قفلة نفس!!

مزون ضحكت برقة: ياحلوها على قلبي..
ثم أردفت باهتمام: زين غانم خلنا نروح نسلم على هلك وعقب أبي أروح لهلي..
أسلم عليهم.. وأبي أبات عندهم عشان عرس وضحى بكرة بعد أذنك.. أبي أسهر معها..

غانم بحزم رقيق: وإذني يقول لا.. روحي واسهري.. بس ترجعين تباتين في بيتش..

مزون برجاء رقيق: تكفى غانم..

غانم بإبتسامة: لا تستخدمين أسلحتش ضدي.. تدرين حزتها إني أصير خرطي..
بس لا ياقلبي.. في الليل متأخر بأرجع أجيبش...
مايصير أول يوم راجعين الدوحة وأنتي بايتة في بيت هلش!!






***************************************





" جميلة قومي نروح نسلم على عمتش!!"


جميلة انتفضت بجزع: لا يمه تكفين.. ما أبي أروح هناك.. أخاف أشوف فهد..

عفراء بحزم: أنا أساسا أبي أشوفه...
أنتي سلمي على عمتش تبينهم يحكون عليش مثل المرة اللي فاتت..
وأنا وفهد بنقعد في مجلس الحريم..

جميلة تكاد تبكي: يمه تكفين..

عفراء بذات الحزم: خلصيني يا بنت... ولا تخافين بترجعين معي..




بالفعل توجهت الاثنتان لبيت إبي صالح... جميلة أعادت وضع أطنان الزينة على وجهها حتى لا يلاحظ أحد شيئا على وجهها إلا بهائها المعتاد..


وعفراء اتصلت بفهد وطلبت أن يأتي للسلام عليها في مجلس الحريم..
بحجة أن جوزاء كانت موجودة..


فهد حين ورده الاتصال.. تنهد بعمق... " يا الله مسرع صارت المشاكل!!"
توجس عميق اغتال روحه وهو يدلف لباب مجلس الحريم من الباحة..

عفراء وقفت لاستقباله وهو مال للسلام عليها.. نظراتها مثقلة بالعتب..
ونظراته متقلة بالذنب والحزن..

بعد السلامات المعتادة وقبل تتكلم عفراء كان فهد من استلم زمام المبادرة وهو يهتف بحزم بالغ:
أدري إني غلطت على جميلة واجد... ومافيه داعي تعاتبيني لأني في اليوم أعاتب نفسي ألف مرة...
بس والله العظيم إني شاريها..
أبيها بس تعطيني فرصة وحدة.. والله العظيم لأحطها فوق رأسي..

عفراء بهتت.. فهو لم يترك لها مجالا لتقول لها شيئا وهو يختصر كل شيء في عبارات حادة قصيرة.... واضحة مستقيمة/ مثله تماما!!


عفراء تنهدت وهي تهمس بتاثر: أنا يأمك لا جيت للحق.. ماكنت أبي أزوجها الحين.. كنت أبيها تقعد عندي لين تخلص دراستها..
بس منصور لزم يزوجها لأنه شاريك أنت.. ما أبي أقول إن منصور ماعرف يختار.. أكيد إنه أخبر بمعادن الرياجيل..
بس يأمك أنا كنت خايفة على بنتي من حدتك... وكنت على حق..
بنتي مهيب مثلي.. عادها لينة.. وسنها صغير..
الحين أنت خلها عندي.. وما أبيك تقول لمنصور إن بينكم أي مشاكل..
ولا خلصت دورتك.. إن شاء الله يكون طاب خاطرها..


فهد صمت ثانيتين ثم هتف بحزم يخفي خلفه رجاء عميقا: زين خليها ترد على تلفوناتي لا كلمتها على الأقل!!

عفراء تنهدت: بأقول لها.. بس ما أقدر أجبرها.. هي مجروحة منك واجد!!


عفراء غادرت لتعود لصالة الحريم.. لتسلم على أم صالح وتاخذ ابنتها وابنها لتغادر..
بينما فهد بقي لدقائق جالسا في مجلس الحريم.. كما لو كان عاجزا عن حمل ثقل الهموم الغريبة التي يشعر بها..
أو ربما كان يخطط عن قصد ليخرج في ذات لحظة خروجهم.. ليقابلها في باحة البيت..

حين رأته أدارت وجهها كأنه لم تراه وهي تتوجه للسيارة.. بينما عفراء وقفت لتعطيه زايد ليسلم عليه..

همس برجاء لعفراء وهو يعيد زايد لها ويغلف رجاءه بالحزم: عمتي تكفين..
قولي لها ليش ذا الجفا كله..؟؟ كنها ما تشوفني!!


عفراء تنهدت بعمق.. لا تجهل هذه النظرة.. تعرفها في عيني منصور..
نظرة محب مشتاق عاتب.. همست بمودة: لا تحاتي يامك.. بأحاول!!





***********************************






" أنا أبي أعرف وش ذا المصممة؟؟ مواعيدها كلش مهيب مضبوطة..
الحين عرسش بكرة واحنا تونا بنجيب الفستان
وهي أساسا واعدتنا قبل أمس..
الحين يمكن ماخلصته بعد!!"


وضحى ابتسمت وهي تنظر لكاسرة التي تجلس مجاورة لها في انتظار المصممة التي ذهبت لإحضار الفستان:
الحين أنتي معصبة كذا عشان الفستان.. وإلا عشان الشيخ كساب وصل وأنتي ما أنتي في شرف استقباله..؟؟

كاسرة بغيظ باسم: يعني أنتي شايفته سنع إنه يجي البيت عقب سفر.. وأنا برا..؟؟
عز الله راح فيها حضرة وكيل النيابة!!

وضحى ضحكت: أنا كنت ابي أخذ أمي.. بس أنتي حلفتي ماحد يروح معي غيرش..
حتى مارضيتي إنها تدري عشان هي ماتحلف عليش!!

كاسرة بإبتسامة: خلي أمي في حالها.. كفاية عليها ضغط بكرة...


المصممة نادت وضحى لكي تلبس الفستان في صورته النهائية..
في وقت انتظارها لوضحى رن هاتفها..
حين رأت اسم كساب.. شعرت بالحرج المختلط باشتياق غريب..
ردت بنبرة غريبة حملت كلاهما: هلا كساب..

كساب باستغراب: كاسرة وينش؟؟

كاسرة بذات النبرة: أنا مع وضحى تأخذ فستانها..

كساب بعتب مختلط بنبرته الحازمة: ويعني ماقدرتي تأخذين فستانها قبل ما أجي؟؟

كاسرة تنهدت: كساب يعني ظنك لو أني قدرت أخذه قبل.. كان رحت وأنت جاي..



تنهد بعمق.. فهي مطلقا لم تفعل ذلك إلا مرة واحدة.. يكره مجرد تذكر تلك المرة..
وهو يدخل البيت ليتفاجأ بعدم وجودها رغم أنها لم تفعلها مطلقا قبل ذلك..
كم كانت مرارة الأيام وقسوتها بعيدا..
قفزت كل الذكريات المرة لذاكرته وهو يدخل الليلة ولا يجدها!!
رغم أنه وجد غاليته مزون تنتظره في الأسفل.. ورغم فرحته العارمة برؤيتها إلا أنه بقي يشعر بنقص غريب وفراغ غير مفهوم..
كما لو كان طفلا يبحث عن أمه بين الحشود.. لن يهدأ جزع روحه حتى يراها..

هتف بحزم: زين خلاص أنا رايح لشغلي الحين!! فيه عندي شغل مهم عشان العقود اللي وقعتها واجتماعات مع المهندسين ويمكن أتأخر..

حينها همست بهدوء تخفي خلفه وجع اشتياقها له: زين متى بأشوفك؟؟
وأنا أبي أنام الليلة عند وضحى..

حينها زفر بتأفف غاضب: وتبين تنامين عندها بعد؟؟

كاسرة حينها همست بغضب رقيق: كساب قصر صوتك لا تصيح علي..
هذي آخر ليلة لها قبل عرسها.. عيب أخليها.. من كثر خواتي يعني..
هي أخت وحدة.. وليلة وحدة ماراح تكرر!!

كساب زفر بغضب: خلاص خليني أنا..!!
انتهينا.. مثل ماتبين.. النفس وما تهوى..!!

كاسرة أنهت الاتصال وهي تتنهد بعمق (يموت لو مالقى له سبب يعصب عليه!!)


كانت كاسرة تتأفف بغضب ليتحول تأففها لابتسامة شاسعة وهي تقف لتدور حول وضحى بانبهار..
ثم تضحك بصوت عال: وضحى أنتي في كامل قواش العقلية؟؟ فكرتش وإلا فكرة المصممة؟؟

المصممة بلباقة رقيقة: لا والله فكرة الدموزيل.. أنا بالبدايي ماكنت كتير مئتنعة فيها وخصوصا إنه فيه موديلات من ئبل بنفس الطريئة..
بس عالتنفيز.. عن جد وااااااو.. وسبيسال!!

وضحى تبتسم: ماعجبش؟؟

كاسرة مازالت تضحك: من حيث عجبني فهو جد عجبني لدرجة إني ماني بقادرة أبطل ضحك..
شكلش فيه بكرة بيطلع فوق الخيال..
بس الله يعينش على التعليقات اللي ما يعجبها العجب!!






************************************







" اشعيع اشفيش يا أبيش
وجهش ماصع ولونش مهوب زين!!"


شعاع انتفضت بجزع رقيق: مافيني شيء يبه فديتك!!

عالية مالت على شعاع بهمس خافت: ترا عمي صادق.. اليوم الصبح رحتي الابتسامة شاقة من فرحتش بفراقنا..
ورجعتي لنا حالش أشين من حالش البارحة.. كنه ميت لش ميت!!

شعاع باختناق: مافيني شيء عالية بس تعبانة شوي..

عالية بمرح: هذا كله حزن عشان سبع البرمبة بيتاخر يومين بعد..
ترا والله ياشعاع حالتش صعبة.. حلو تعطين رجالش حقه .. بس في نفس الوقت تأخذين حقش!!


شعاع شعرت أنها ستبكي فعلا حين ذكرت عالية علي.. فالجرح عميق.. عميق لا حدود عمقه..
ولمن هي في مثل رقتها.. بدا الأمر لا يحتمل إطلاقا!!

تحاول أن تضع سيناريوهات متعددة تفسيرا لما رأته.. وكل السيناريوهات بدت مؤلمة وجارحة ومهينة..
تحاول أن تبرأه بقلبها ودفق مشاعرها .. فإذا هذا القلب يدينه أكثر وأكثر!!


عالية كانت ستتكلم لولا أن هاتف شعاع رن.. عالية استغربت تماما وقررت أن تصمت..
لأن الرنة كانت الرنة الخاصة بعلي ومع ذلك شعاع كتمت الصوت بسرعة ثم أغلقت هاتفها!!

والغريب أن إغلاقها لهاتفها ليس غضبا بقدر ماهو خوف عليه..
والغضب الأكبر هو من نفسها.. تشعر أن حبه استعبدها تماما..
لدرجة أنه مع كل هذا الذنب العظيم.. بل الجريمة التي ارتكبها.. ترى أن صحته هي الشيء الأهم!!

فهي لو تركت الأمر لرغبتها.. فكل ما ترغب به هو أن تصرخ به وتصرخ به وتصرخ به... تقتله ربما لو استطاعت!!
ومع ذلك هي تؤجل كل ذلك حتى يعود.. تخشى إن أفرغت غضبها فيه أن يترك علاجه ويعود...


أبو عبدالرحمن الذي كان هو أيضا يتحدث مع أم عبدالرحمن.. هتف بصوته الحازم: عالية يابيش وين رجالش.؟؟

عالية باحترام: داخل يبه... يحضر مادته اللي هو بيدرسها الفصل الجاي.. خلاص ماعاد باقي إلا أسبوعين على فتح الجامعة!!

أبو عبدالرحمن وقف ليغادر وهو يهتف بذات نبرته الحازمة المعتادة:
خليه يجيني في المجلس يتعشا معي... أنا عازم تميم بعد على العشاء..


أبو عبدالرحمن غادر وعالية وقفت لتتوجه للداخل لتخبر عبدالرحمن.. لولا أن عبدالرحمن قاطعها بخروجه فعلا وهو يهتف لشعاع بمودة:
شعاع.. علي يتصل على تلفونش مسكر..
يبي يقول لش إنه قابل الدكتور خلاص.. وحجز الليلة متأخر وبكرة الصبح بيكون هنا!!









************************************






رنين آخر..
قاطعته يد رقيقة أخرى لتصمته..

عفراء همست بحزم: ردي عليه..

جميلة بتأفف: يمه ما أبي أرد عليه.. ماني بطايقة أسمغ صوته..

عفراء بذات الحزم: عيب عليش يا بنت... الرجال شاريش..

جميلة بإصرار : وانا بايعته..

عفراء بغضب: وش العلم ياجمول... اشوفش رديتي على طير يا اللي... عقب ماقلت بنتي عقلت..
رجعت ريمة لعادتها القديمة..
طفشتي الأول تبين تطفشين الثاني..

همست حينها جميلة بحزن: عندش شيء ثاني يمه.. تبين توجعيني فيه؟؟

عفراء تنهدت وهي تقف لتجلس جوار جميلة وتحتضن كتفيها بحنان:
يأمش أنا أبي مصلحتش..
تبين تصيرين مطلقة مرة ثانية؟؟

جميلة انتفضت بجزع: مطلقة؟؟ لا لا..

عفراء بأمومة: زين أشلون ماتبين وأنتي حتى منتي براضية تتفاهمين معه؟؟

جميلة بإصرار: عادي يخليني وينساني.. الله محلل له بدل الوحدة أربع..
يتزوج ثلاث.. ما أبي منه شيء إلا إنه يخليني على ذمته لين أتخرج على الأقل!!
بس أرجع أعيش معه لا.. وألف لا...






*******************************






" ها ياعريس... كيف إحساسك بأخر ليلة عزوبية؟؟"


نايف بمرح: إحساسي إنها ماتبي تخلص.. وخصوصا وأنا مقابل وجيهكم اللي تجيب الهم ياعيال أختي..
والله مافيكم صاحي غير عبدالله جعل عمره طويل أبوحسن!!
شوف صالح قاعد على جنب وكل شوي مطلع تلفونه.. أكيد يشوف صورة الفأرة.. يخاف ينسى ملامحها!!
وأبو الهول من يوم راح لمصر صار أبو الهول صدق!!
وأنت عكسه حلقك 24 ساعة شغال حكي على غير فايدة!!

هزاع يضحك: على كذا طلعتنا كلنا عاهات..

نايف يضحك: لأنكم كلكم عاهات ماجبت شيء من عندي..

هزاع بخبث: الولد على خاله ياخال..

هزاع يلطم كتفه بمرح: تخلخلت حنوكك قول آمين.. الحين غديت خالك عشان تسبني..؟؟


الحوار المرح مستمر بين الإثنين كالعادة.. بينما فهد وصالح صامتان كل منهما مشغول بهمه الخاص..
وعبدالله كان مستغرق في الحديث مع والده كعادتهما أيضا.. رغم أن أبا صالح لا يحب أن يُكثر الحديث بعد أن يصلي العشاء..
لكنه كان يتأكد من ترتيبات حفل زواج نايف في الغد.. الذي حلف أن يتولاه كاملا.. لأنه يعتبر نايفا أحد أولاده..

ولكن ما أن غادر أبو صالح.. حتى قام عبدالله ليجلس بجوار فهد..
عبدالله وضع كفه على معصم فهد وهو يهتف بمودة صافية:
صحيح من أول وأنت منت بكثير حكي.. لكنك على الأقل لا تجمعنا كنت دايم تبتسم تمزح.. تسولف..
الحين تقعد ساكت وتقوم ساكت..


حينها فهد هتف بعمق موجع بكلمات أكثر وجعا جعلت عروق عبدالله تنتفض تأثرا وجزعا وهو يكاد يقفز من مكانه:
لأني ماني بكفو قعدة الرياجيل... عشان أسولف معهم!!

فهد شعر بكف عبدالله التي ارتعشت بعنف وهو يهتف بصرير من بين أسنانه:
أفا عليك يافهد.. وش ذا الكلام؟؟

فهد بذات النبرة الموجعة: اللي يذل له بنية يتيمة ويقهرها ويوجعها بالكلام.. وش يكون في نظرك؟؟

عبدالله تنهد بعمق: فهد يأخيك.. ماحد منزه من الخطأ..
حتى الرسول صلوات الله وسلامه عليه أخطأ وعاتبه الله عز وجل من فوق سبع سموات!!
بس مشكلتك الازلية إنك ماتشوف إلا لونين الأبيض والأسود.. وإنك مستقيم بزيادة..
يعني أنا يوم رجعت من امريكا.. ماحد عاتبني بقسوة مثلك.. مع إن الكل كانوا يحاولون يراضوني..
عاتبتني وأنت ماتدري ولا دريت بالبلاوي اللي أنا سويتها!!
عاتبتني لأنك ماترضى بالحال المايل.. وأنا فعلا كنت حال مايل..
ما أقول لك لا تعاتب نفسك.. فخير النفوس النفس اللوامة.. والله عز وجل أقسم بها..
بس أقول لك ارحم نفسك... أشين شيء ممكن الواحد يسويه في نفسه إنه يجرح نفسه قبل ماغيره يجرحه..
ماراح أسألك عن مشاكل مع مرتك... بس بالرواقة والتفاهم وطولة البال... كل شيء ينحل..
طالبك يا أخيك توسع خاطرك..


فهد تنهد بعمق: يجيب الله خير من عنده.. !!






***********************************




" هذه كله عند وضحى؟؟
وش تسوين عندها؟؟"


سميرة أشارت بإبتسامة: خبرك عروس.. ولازم نهتم فيها..

أشار تميم بحنان: وعسى مافيه شيء قاصرها؟؟

سميرة بعذوبة: أبد كل شيء تمام التمام.. ألسطة وميه وميه على قولت خالي هريدي!!


تميم ابتسم وهو يشير لها: زين تجهزي.. بعد بكرة الظهر طيارتنا..

سميرة بحماس: صدق بنسافر!!

تميم بأريحية: أنا وعدتش.. بنسافر ألمانيا.. بنسوي فحص في بون.. وعقبه بنروح ميونخ نتمشى هناك 5 أيام..
وعقب نرجع بون نأخذ نتايج الفحوص.. ونرجع الدوحة..
عاجبش الجدول.. وإلا تبين نغيره شوي؟؟

سميرة تعلقت في عنقه بمرح ثم افلتته لتشير له: عاجبني ونص..

ثم أشارت بتردد: وجدك زين من اللي عنده؟؟

تميم بتلقائية: أساسا حتى لو كنا موجودين.. أمي اللي قايمة فيه وهي سليم..
والليل ماينام عنده إلا سليم..
أمي كانت تبي تجي تنام عنده.. بس أنا حلفت عليها ماتقعد في البيت بروحها..
تقعد عنده كثر ماتبي في النهار.. وفي الليل ترجع لبيتها!!
جدي لو بغى شيء بيخلي سليم يدق عليها!!






***********************************






هاهي تتمدد على سرير وضحى في انتظار انتهاء وضحى من صلاتها..
مازالت لم تره حتى الآن..
رغم أنها بالفعل ذهبت إلى بيتها.. وانتظرته لأكثر من ساعتين..
ثم اضطرت للعودة إلى أختها لأن لديها الكثير من الترتيبات التي لابد أن تنجزها قبل أن تنام..
رغم أن سميرة أيضا لم تتوقف عن العمل.. لكن كلتاهما باتتا تشعران بتوتر أكثر من وضحى.. وهما تعيدان عمل الشيء الواحد عدة مرات!!


رنة رسالة تصل هاتفها.. كانت منه.. توجست (لماذا رسالة وليس اتصال؟؟)

" نمتي؟؟"


كاسرة توجست أكثر (ليش السؤال؟؟).. أرسلت له:

" لا.. مابعد!! "


لتتفاجأ بعد ثوان باتصاله..
في حالة الأزواج الطبيعيين ..هذا الاتصال أكثر من عادي!!
لكن في حالتهما ابعد ما يكون عن الطبيعية..

تنهدت كاسرة قبل أن ترد (أكيد يبي يغسل شراعي شوي.. عاد في خاطره لغو) ردت بهدوء متمكن: هلا كساب..

رد عليها بنبرة دافئة مقصودة : تدرين إن عليش بحة صوت تذبح!!

كاسرة كادت تلقي الهاتف من يدها وهي تكتم كحتها وشهقاتها..
لولا أنها متأكدة إنه صوت كساب وإلا كانت قالت أن المتصل شخص آخر..
كاسرة همست بثبات قدر الامكان رغم أن جملته البسيطة أحدثت فوضى هائلة في مشاعرها..
ولكنها بداخلها كانت تخشى أن يكون يسخر منها.. ليس شكا في نفسها.. لكن شكا في نواياه..
ولكنها همست بثبات خافت حتى لا يصل صوتها لوضحى التي تصلي في زاوية الغرفة:
لنا أكثر من سنة متزوجين وتوك تكتشف إنه بحة صوتي تذبح على قولتك؟؟

جاءها صوته باسما متلاعبا دافئا لدرجة تثير الجنون .. الجنون بمعناه الإيجابي لا السلبي:
تدرين فيه أشياء من حلاتها تبين وقت لين تحسين بحلاوتها عدل من قد ماهي حلوة...
لأنه عقلش يعجز يستوعب ذا الحلاوة.. يحتاج له وقت للاستيعاب لا يستخف..
مثل الشكولاته الفاخرة ماتبين حلاوتها إلا على آخرها.. لا ذابت في الثم..
صوتش كذا.. من قد ماهو حلو..
وتخيلي أشلون حلو.. لأني احتجت سنة كاملة عشان أستوعب حلاته!!


كاسرة شعرت برعشة حادة تجتاح خلاياها خلية خلية.. وخلاياها تكاد تُنسف من شدة التأثر والانفعال!!

أ ليس من المثير للشفقة أن تكون متزوجة طوال هذه الفترة وتشتاق لكلمة غزل واحدة.. فإذا به ينثال بهذا الغزل المثير المكثف وبلا مقدمات!!

كما لو كانت أرض بور تشققت من الجفاف.. تنتظر قطرة ماء واحدة.. قطرة واحدة فقط..
فإذا بالماء ينسكب فوقها إنسكابا.. وتحتاج وقتا لتستطيع تلقي هذا الماء وامتصاصه!!


صمتت.. عجزت عن الكلام.. لأول مرة تعجز عن الرد لأنه أشعرها بأنوثتها حتى ذروة الذورة..
لم يستفزها لكي ترد عليه ردودها الحادة ردا برد!!

كساب همس بذات نبرته الدافئة الباسمة: وين راح صوتش؟؟.. تونا نقول حلو ويدوخ!! بتحرمينا منه يعني؟؟

حينها همست كاسرة بنبرة أقرب للتبلد: أنت متأكد إنهم ما سوو لك عملية غسيل مخ في سفرتك ذي؟؟

همس بنبرة تلاعب مدروسة: واحد مسكين قاعد في غرفته بروحه.. ويعد الطوف والثريات واللمبات وخطوط السقف..
لا حد يسولف معه.. ولا زول يشوفه!!
وش توقعين يصير فيه؟!! زين ما يستخف!!

حينها ضحكت كاسرة برقة: لا شكلها مهوب عملية غسيل مخ.. شكلهم بدلوا مخك كامل بمخ جديد!!

همس بدفء عميق لا يخلو من نبرة تلاعبه الدائمة:
زين تعالي خمس دقايق بس.. أبي أشوفش بس..

كاسرة بصدمة: من جدك... ما أقدر .. وضحى عندي وش أقول لها؟؟

ابتسم: زين أنا أجيش.. مثل ذكريات الأيام الخوالي.. والتعلبش على الجدران مثل القرود..

ضحكت كاسرة وهي تشعر بروح مرح غريبة: لا واللي يرحم والديك..
خل عرس أختي يعدي على خير.. لا تسوي لنا أفلام.. وتطيح من فوق السطح!!

حينها همس بعمق خافت.. آلمها حتى عمق روحها: أبي أشوفش بس.. ما تبين تشوفيني؟؟!!

كاسرة أغلقت عينيها وفتحتها.. شعرت بريقها جاف.. والكلمة لا تريد الخروج..
لكنها علمت أنها إن لم ترد عليه بما تشعر به فعلا.. فهي ستفسد هذه اللحظة التاريخية التي قد لا تتكرر أبدا..
فكساب الليلة يبدو أغرب من الغرابة.. تخشى فعلا أن غرابته هذه لن تتكرر..
وكم تمنت لو يبقى غريبا هكذا طوال عمره!!

همست بصوت مبحوح مثقل بالدفء والعذوبة: بلى والله أبي أشوفك..
بس الليلة ما أقدر.. أنت اللي تأخرت علي مع إني انتظرتك في البيت كثير..
بكرة الصبح بدري أنا بأرجع للبيت أساسا..

حينها همس بخيبة أمل يخفيها خلف حزم صوته:
وأنا بأكون من عقب صلاة الفجر مع العمال عشان صب أساسات مشروع مهم..

حينها ضحكت كاسرة : وأنا عقبها بأنشغل مع وضحى.. خلاص أشوفك في الليل عقب العرس!!

ضحك كساب: تدرين كأننا قطو وفأر.. وذا الشوفة مهيب راضية تتيسر..



انتهت المكالمة.. ولكن ابتسامة كاسرة مازالت مرتسمة وهي مازالت تحتضن الهاتف ملاصقا لأذنها..

لم يقاطع أجواءها السماوية سوى نحنحة مرحة ووضحى تضع يدها على خصرها:
احم احم نحن هنا..

كاسرة أنزلت هاتفها وهي تهمس بحرج: من متى وأنتي واقفة؟؟

وضحى همست بمرح: أممممم خلني أتذكر... من ( وأنا والله أبي أشوفك).. قالتها بطريقة تمثيلية مرحة..

كاسرة بحرج: صدق إنش قليلة أدب.. وليش تتسمعين؟؟

وضحى هزت كتفيها بمرح: وأنا اللي تسمعت؟!! الكلام جا لين عندي..
ثم همست بمودة: أول مرة أسمعش تكلمين كساب وتضحكين..
يا الله فزي لبيتش.. روحي لرجالش..

كاسرة ابتسمت وهي تشير للمكان الخالي جوارها وتهمس بحنان: تعالي.. نامي وراش بكرة عفسة!!
والليلة حقتش بروحش أنتي وبس..

وضحى تسللت لجوار كاسرة وابتسامتها المرحة المرتسمة قبل ثوان تتبخر وهي تهمس بتوتر:
كاسرة.. أنا خايفة ومتوترة!!

كاسرة مررت أناملها عبر خصلات وضحى وهي تهمس بحنان حازم باسم:
مافيه شيء يخوف.. الله يستر على نايف بس لا تأكلين القطوة اللي هو جاي يبي يذبحها...






************************************







يدخل بيته صباحا مبكرا..
مع أنه أبلغ عبدالرحمن البارحة بوصوله إلا انه لم يتوقع أن تكون شعاع موجودة..
لأن الوقت مازال مبكرا.. وهي يستحيل أن تنام في البيت لوحدها..
لكنه يتوقع أن تصل بعد لحظات..


(على ما أخذ شاور.. بتكون وصلت..!!!)
كان البيت يبدو أكثر ترتيبا ونظافة من المعتاد.. (ياقلبي ياشعاع.. كانت متوقعتني أجي أمس!!)


وحين دخل إلى غرفته..
كانت غرفته تبدو كما لو رُتبت بالمسطرة.. وكل شيء في مكانه..
إلا شيئا واحدا ..لذا لفت نظره.. لوجوده في غير مكانه المعتاد.. وبطريقة غير معتادة!!

كان ثوبا من ثيابه ملقى على السرير.. حين اقترب ليحمله ويلقيه في سلة الغسيل..

تراجع بصدمة حادة.. وهو يشهق بعنف (أشلون نسيته؟؟ أشلون؟؟صدق إني غبي ومافيني مخ!!
من فرحتي بشوفتها نسيت كل شيء!!)

علي تراجع وهو يجلس بجوار ثوبه الذي مازال اللون الزهري واضحا على جيبه!!
تنهد بعمق وهو يلقي غترته جواره بغيظ أشبه بالاحتراق!!

كان يعلم أن هذه السعادة غير المعقولة التي يغرق فيها حتى مافوق أذنيه..
لا يمكن أن تكون إلا حلما لفرط روعتها..
والأحلام لابد أن نصحو منها يوما.. ليصفعنا الواقع!!


كيف سيشرح لها؟؟
وماذا سيشرح لها؟؟
كل التفسيرات والمبررات حتى الصادقة منها.. ستكون محرجة له ومؤلمة لها!!
فشعاع تظن أن ماحدث في المصعد لا يتجاوز رؤيته لها بدون غطاء!!

لا يعلم كيف ستصدق إن هذه الأثار لها هي.. وإن صدقت.. كيف ستتقبل ذلك!!

تبدو القضية معقدة وفلسفية لحد بعيد..
أين المشكلة؟؟ فهي في ذلك الوقت كانت زوجته.. كما هي الآن!!

المشكلة أنه لم يكن يعلم!! وهرطقات الإحساس المختلف بها وشعوره العميق بأحقيته بها لن تقنع امرأة مجروحة مثلها!!

فكيف سمح لنفسه أن يتجاوز كل الخطوط ويفعل ذلك!!

فهي سامحته على نظرة لم يسعى هو لها... فكيف ستسامحه على ضمة هو من سعى لها ؟!!



ولكنه يعلم أنها مغرمة به.. كما هو مغرم بها.. وأنها لن تصبر على فراقه..
لذا سيحاول أن يدخل لها من هذا المدخل..
فكل شيء جائز في الحب والحرب!!


علي تناول هاتفه.. ليتصل بها..
فهما يكن قلبه لا يقواه أن يتركها تعاني أكثر من ذلك..
يعلم أنها لابد أهدرت طنا من الدموع من البارحة حتى اليوم!!
يريدها أن تصرخ به.. إن كان الصراخ سيريحها!!
يريدها أن تؤنبه وتجرح فيه كما تشاء لأنه تجرأ على جرح مشاعرها الغالية!!

لكن هاتفها كان مغلقا..
حاول لمرتين أخريين.. ومازال مغلقا..
ألقاه جواره بغيظ مختلط بالأسى وهو يقرر أن يستحم ويتوجه إليها بنفسه!!







************************************






" شعاع وش مقعدش في الصالة كذا بدري؟؟"

شعاع تجيب عالية وهي تتلهى في جهاز التحكم حتى لا تلاحظ انتفاخ وجهها من البكاء: ماجاني نوم عقب صلاة الصبح.. قلت بأقعد أشوف الأخبار
أنتي وش مقومش بدري لا ولابسة عباتش بعد..


عالية في موقف آخر كانت لتلاحظ فورا مظهر شعاع المزري.. لكن لأن رأسها كان مشغولا بألف شيء.. لم تنتبه وهي تنهمر بالكلمات:
أبي أروح لبيت نايف.. أرتب كل شيء على ذوق وضحى وبأغراضها.. وعقب أقفله لين الزفة..
خلي خالاتي يحترقون..

تخيلي شعاع البيت ترتب أكثر من مرة.. ومفرش السرير تغير أكثر من مرة..
كل وحدة تبي تحط مفرشها اللي هي اشترته..
وتخيلي الأذواق عاد!!

العروس جايبة مفرش يجنن.. أمها حطته على السرير.. ورتبت كل شيء قبل أمس يوم جابت أغراضها..
نايف وداني وشفت الترتيب كان خيال وراقي صدق..

تخيلي البارحة في الليل متأخر يتصل علي.. يقول لي جاء غرفته لقا خالاتي قالبين الدنيا فوق حدر..
وهو مستحي تسأل البنية عن أغراضها يقول لها ما أدري..

شعاع همست بمودة رغم انشغالها بما فيها: تبين مساعدة؟؟

عالية تلبس نقابها باستعجال: تسلمين ياحلوة.. روحي لبيتش أكيد رجالش على وصول..
أنا أساسا بأخذ خدامة من بيت هلي.. وخدامة من هنا.. وبنخلص بسرعة..



حينما خرجت عالية للسيارة التي تنتظرها في البارحة.. كان هناك شاب طويل نحيل ينتظر خارجا.. يبدو شكله محرجا وهو يتصل في هاتفه ولا مجيب..

عالية عرفته فورا.. وهو حينما رأى السيدة التي تخرج.. استدار بحرج ليعود لسيارته..
لولا أن عالية أوقفته بطريقتها القوية في الكلام: أبو زايد تفضل داخل..
الصالة مافيها إلا شعاع..

علي هتف بلباقة رغم أنه ليس متيقنا من هي: صبحش الله بالخير يابنت خالد..
أنا تفشلت.. الوقت بدري.. وأدق على شعاع وعبدالرحمن ماحد يرد منهم..

عالية هتفت باحترام : عبدالرحمن راقد .. تبيه رجعت أقومه؟؟

علي يشعر بحرج متزايد: لا سلامتش.. جاي أسلم على عمتي وأخذ شعاع..

عالية تغادر للسيارة وهي تهتف بذات نبرة الاحترام القوية: اقلط مابه حد داخل إلا شعاع بس!!



شعاع حينها كانت تمرر أناملها عبر جهاز التحكم.. وعيناها المغرقتان بالدموع تعبر شاشة التلفاز ..
وأفكارها المرة تحفر في روحها حفرا... تحاول إبعادها عنها.. فتجدها تعود لتحيط بها إحاطة السوار بالمعصم!!

لا تتخيل أن عليا به من الدناءة أن يخونها ثم يحتفظ أيضا بعلامة خيانته داخل صندوق مغلق كما لو كان يفتخر بها!!

لا تتصور مطلقا كيف من الممكن أن يفعل ذلك..!!
رغما عنها شهقت بعنف وهي تتخيل الأخرى التي ضمها لصدرها.. تمنت أن يكونا كلاهما أمامها لتمزقهما تمزيقا...



" بسم الله عليش!!"

صوته الحاني كان قريبا كحلم.. تزايدت شهقاتها العنيفة رغما عنها..
(الخاين حتى صوته ملازمني!!)

فوجئت باليدين الحانيتين تمسكان كتفيها من الخلف يتبعهما صوته الجزع:
بسم الله عليش ياقلبي.. اخذي نفس..

شعاع قفزت بحدة لتستدير ناحيته.. بينما علي هتف بعتب: شعاع الله يهداش وش ذا النطة؟؟ راعي اللي في بطنش!!


شعاع تنظر له بذهول.. وعيناها متسعتان من الألم والصدمة: مهتم من اللي في بطني عقب اللي سويته..؟؟

علي يتنهد: شعاع حبيبتي امشي معي للبيت وبأفهمش كل شيء..

شعاع بألم شاسع: ما ابيك تفهمني شيء ولا تقول لي شيء..
لو هي وحدة غيري أصلا ماكانت طاقت تتفكر في وجهش!!
لو سمحت اطلع..

علي اقترب منها أكثر ليشد كفها ليجلسها.. لكنها شدت يدها بعنف منه.. وهي تهمس بحدة: لا تقرب مني!!

علي يتنهد: شعاع تكفين.. المكان مهوب مناسب للكلام.. تعالي زين مجلس الحريم..

شعاع تدير وجهها جانبا: علي لو سمحت.. اطلع برا.. ما أبي أسمع شيء!!
أشلون قادر تحط عينك في عيني وأنت خايني!!

علي يحاول أن يبعث أكبر قدر من الهدوء في صوته.. حتى شجارهما مثلهما.. هادئ.. شفاف.. راق:
ياقلبي ياحبيبتي.. والله العظيم.. ثم والله العظيم.. ثم والله العظيم... إن هذا ثوبي يوم تسكر علينا الأسنصير..

شعاع مازالت لم تستوعب: وهو كل شيء في حياتنا بتعلقه على سالفة الأصنصير!!
ثم شهقت وهي تتراجع أكثر: وبعد خايني في يوم ملكتنا بعد.. وتكذب علي إنك تعلقت فيني من ذاك اليوم..


علي هز رأسه بيأس: شعاع ما تذكرين لون الروج اللي أنتي كنتي حاطته ذاك اليوم..؟؟
وقبل ماتعصبين.. حطي نفسش مكانش.. ودوري لي عذر..
ولو مالي عذر.. أنا رجّالش وأب ولدش...
لو حتى ذنبي كبير.. قلبش أكبر..
وأنا معترف إني غلطان وطالب السماح.. ومافيه حياة زوجية تخلى من المشاكل

شعاع كانت تسمع انهماره والطعنات تتعمق في قلبها.. همست باختناق حقيقي:
وهذي تسميها مشكلة زوجية...
علي لو سمحت.. لو ما طلعت.. أنا اللي بأروح وبأخلي المكان كله لك..


علي تنهد ليزفر بحرارة: أنا بغيت أشرح لش كل شيء.. ماهان علي تقعدين تحترقين كذا بروحش..
خلش وارتاحي وفكري زين.. وبكرة عقب العرس باجي أخذش..


شعاع لم تستطع حتى أن ترد عليه.. وهي تنهار جالسة!!
بينما علي كان يشعر أنه يتمزق فعلا وهو يتركها خلفه.. ويخرج رغما عنه!!

ليشعر بالتمزق بأقصى معانيها وأشدها قسوة ووحشية.. وهو يصل لسيارته لتصله رسالة منها:


" علي لو سمحت.. لا تحرج نفسك ولا تحرجني!!
لا تجي بكرة ولا بعده...
وأنا لو حد سألني بأقول وحامي جا في البيت وفيك..
مهوب يقولون اللي تحب رجالها يجي وحامها فيه...؟!!
انبسط بالغلا !!"







******************************






نايف يعيد عالية لبيتها بعد صلاة الظهر.. حتى يتوجه للحلاق..
يهتف بقلق: علوي أخاف خواتي يزعلون..

عالية بحزم: لا والله معطي كل وحدة منهم نسخة من مفاتيح بيتك عشان ماتزعلهم..
وأنا أقول أشلون يقدرون يدخلون ويخربون على كيفهم..

نايف يزفر بضيق: بس تروحين تغيرين مفاتيح البيت كلها..!!

عالية بذات الحزم الأقرب للغضب: إيه بأغيرها ولو وحدة منهم عندها نص كلمة.. خلها تكلمني..
أصلا أنا أبيهم يكلموني..
نعنبو دار عدوك... هذا بيتك بروحك... ما لوحدة منهم فيه ريال...
كل وحدة منهم خذت حقها وزيادة في بيت إبيها.. وش يبون ببيتك؟؟
اللي طفشت بنت الناس.. ماحتى بتقعد أسبوع على ذا الحالة..


حينها هتف نايف بنبرة مقصودة: مهوب أنتي تقولين إنها مرنة وبتحط خواتي على رأسها؟!!

عالية بنبرة جدية تماما: فيه فرق بين مرنة وتحط خواتك على رأسها..
وبين هبلة ورقلة وماعندها شخصية وخواتك يركبون على رقبتها!!
أصلا لو مرتك ماحطتهم عند حدهم.. والله ماحد يأكلها غيرك.. وتعيش حياتك كلها بين ثمان طباين..
يعني الواحد يكون عنده زوجتين يطلعون روحه... أشلون واحد عنده ثمان!!


نايف تنهد بعمق وهو يسند ظهره للخلف ويتمسك بالمقود..
أي هموم تشغل بال شاب مثله.. وفي ليلة زفافه التي من المفترض أن تكون أسعد ليلة في حياته...!!

ممزق بين شقيقاته وبين زوجة يخشى أنها ليست مرنة حتى!!
بل يخشى أن تكون حادة ومتصلبة لدرجة الصدام المشترك مع شقيقاته!!





********************************







" ياعزتي لخالي عزاه..
اللي راح فيها نويف.. وين كانت وضيحى داسة ذا الحلا كله؟؟
صدق صراحة طلتها إبهار.. عرفت أشلون تبرز نفسها!!"

سميرة بمرح مشابه لمرح ابنة عمها: خلي خالاتش يحترقون..
سامعتهم بأذني يقولون أخينا الوحيد مالقى له إلا ذي.. وش الزود اللي فيها!!


عالية تضحك: خلش من خالاتي.. لو مالقوا شيء يحشون فيه حشو في أنفسهم..
التفتي عليهم وشوفيهم وهم متزاحمين عند الاستقبال.. كل وحدة منهم كأنها تبي تقول أنا الكل في الكل..

ثم أردفت بخفوت: إلا عمتش وش فيها؟؟ مهوب عوايدها.. بالعادة منورة وتهلي وترحب.. الحين ماتبي تبعد من جنب وضحى..

سميرة بتأثر: حتى أنا ماهقيتها بتتأثر كذا.. تدرين وضحى أخر العنقود.. وفراقها صعب..



بالفعل كانت مزنة لا تكاد تبتعد خطوة من جنب وضحى.. لأنها ما ان تفكر أن تبتعد حتى للسلام على إحداهن..
حتى ترى عيني وضحى تبحث عنها بوجع.. يزيدها وجعا!!

تنظر لها... فلا ترى كل الهالة حولها.. كل ماتراه هو ظفيرتين مجدلتين في أسفلهما شريطة بيضاء.. وهي في يومها المدرسي الأول..
كانت في ذلك اليوم تماما مثل ما هي اليوم.. طهر مجلل بالنقاء.. وعيناها تبحثان عن أنامل والدتها.. وتفيضان بدمع يأبى الإنسكاب..

تزيدها ذكريات ذلك اليوم وجعا... كلما تذكرت كيف أصر مهاب على أن يذهب معهما بنفسه...
وهو يشد على أناملها الصغيرة حتى أدخلها باب المدرسة.. ويرجو أمه أن تبقى معها قليلا...

تنظر لها.. فلا ترى عروسا.. بل ترى طفلتها هي.. أصغر الأبناء..
وككل الأمهات يظنون أن هؤلاء الصغار لن يكبروا..
سيبقون صغارا نرتشف معهم خربشات طفولتهم!!


كاسرة قاطعت أفكار أمها وهي تربت على كتفها برجاء خافت: يمه طالبتش اقعدي شوي..
اقعدي جنبها لو تبين.. بس بلاها ذا الوقفة!!

مزنة لم ترد عليها حتى.. لا تريد أن تجلس.. لأنها لا تريد أن يفوتها لفتة من لفتاتها ولا نظرة من نظراتها..
تريد أن تطرز ناظرها برؤيتها طفلتها وحدها قبل أن تذهب بأخر ذكريات طفولتها إلى عالم النضج!!







**************************************







" أنت صدق طالع المطار الحين؟؟"


فهد باحترام: إيه طال عمرك.. يا الله الحق..

منصور بتساؤل مهتم: والوضع بينك وبين مرتك أشلونه..؟؟
أنا سألتها تقول كل شيء زين..

فهد هتف بشجن مخفي خلف حزم صوته: زين إن شاء الله!!
ثم أردف بثقة: وعلى طاري جميلة أبيك توصل لها ذا الظرف طال عمرك..
لأني مالحقت أشوفها اليوم..

(كنت أتمنى أشوفها..
بس هي ماردت على تلفوناتي!!)

منصور أعاد الظرف لفهد بغضب: تبي تصرف على بنتي وهي في بيتي!!

فهد أعاد الظرف بإصرار أكبر: والله ماتقول شي.. إلا أنت ترضاها علي؟!!
ترضى إن حد غيري يصرف على مرتي حتى لو كان إبيها؟!!

منصور ابتسم فهذا الشاب غال جدا على قلبه.. لأنه لطالما عرف كيف أن له قلبا لا يعرف التلون :
باعطيها الظرف عشان خاطرك.. بس ياويلها تصرف منه وهي عندي!!

ابتسم فهد ردا على ابتسامته: وياويلها تصرف من غيره حتى لو هي عندك!!




ثم أردف بمودة: خلني أقوم أسلم على خالي.. لأنهم بيزفونه الحين.. وأنا بأطلع للمطار..

منصور بأريحية: أنا بأوصلك..

فهد بإصرار حازم: لا والله ماتوصلني.. حتى أخواني عييت حد منهم يخلي العرس عشان يوصلني..
سواق البيت ينتظرني برا.. وهو اللي بيوصلني!!





*******************************





نايف يشعر بالتوتر وهو في السيارة مع قطبين صامتين... وهو لا يستطيع الحديث في حضرتهما
تميم صامت.. لأنه صامت!!
وزايد صامت.. لأن هيبته تتحدث عنه!!


" ليتني رحت مع هزاع..
أبوك يالذرابة إلا أروح معهم..
أقله كان قعدنا ننكت أنا وهزاع وشلنا التوتر شوي"


حين وصلوا للقاعة.. هتف زايد بحزم أبوي: انزل يأبيك..
حالما نزل نايف شد زايد على كفه بقوة وهو يهمس في أذنه بحزم خافت:
اسمعني زين يا أبيك.. أدري إنك رجّال من عرب أجواد..
بس النصيحة لازمة.. لا يطري على بالك ولا حتى لثانية وحدة إنك تقهر وضحى وإلا تضيمها.. وتقول ماوراها ظهر يرد عنها!!
تميم عن ألف رجال من غير قصور فيه..
لكن حسابك وقتها بيكون معي أنا... وأظني إنك تعرف زايد آل كساب لو حد داس على طرف بنته وش هو بيسوي فيه!!


(مهوب كفاية إني متوتر... يخض بطني بعد!!)
نايف هتف باحترام جزيل: وضحى على رأسي من فوق.. ازهلها!!


زايد استخرج هاتفه ليخبر مزنة أنهم أصبحوا في الخارج.. بعد ان أتصل بها وأخيرها بخروجهم من موقع الحفل..
حتى يتجهزن..





.
.
.



" يمه تكفين.. لا تخليني.."


كانت وضحى تشد كف والدتها قريبا من قلبها بعد أن بقيت هي وحدها معها..
وقريبا من الباب ثمانية أشباح مسربلة بالسواد..!!

مزنة أكثرت من قراءة الأذكار عليها وهي تهمس لها بحنان:
ياقلبي مافيه شيء يخوف... اذكري ربش وبس...

وضحى باختناق متعاظم: يمة خايفة.. خايفة..

مزنة احتضنت كتفيها وهي تقرأ وتنفت عليها ثم ابتعدت عنها قليلا حين رأت طرف البشت الاسود الداخل..
فقد كان العريس وزايد كلاهما يرتديان بشتين سوداوين..

نايف كان يتقدم بحرج لا يعرف له سببا.. لتتعلق عيناه بالمشهد المبهر قبل أن يكتمل حتى..
كانت وضحى تقف ورأسها مخفض للأرض وهي ترتعش بعنف..
كان فستانها غريبا... والأغرب طرحتها..
ليس غريبا كفكرة ولكنه غريب كتنفيذ محكم دقيق!!
فالفستان الأبيض الناصع تخلل قماشه في مناطق مختلفة منه لون أخضر فاتح جدا هو جزء من لون القماش!!

وأعلاه كان عبارة عن أغصان خُضر نحيلة تلتف ببراعة على الصدر والذراعين.. لينبثق منها الأوراق وزهرات مختلفة الألوان كلها بألوان فاتحة هادئة جدا..
وهي تنحدر لأسفل وتتفرع حتى تختفي!!


أما الطرحة التي وُضعت بشكل الشيلة.. فهي أشبه بشبك الصيادين.... ولونها... أخضر فاتح بالكامل!!

وكوشتها الصغيرة الناعمة صُممت تماما وفقا لهذه الفكرة والوانها..
الأبيض ..والأغصان الخضر الفاتحة..والزهور الناعمة الألوان ..
ومثل ذلك مسكتها التي تمسك بها الآن وارتعاشها واضح في ثناياها..


حين اكتملت الصورة في عيناه.. لم يجد وصفا يصفها به سوى "مبهرة"
مبهرة فعلا...!!


زايد تقدم أولا ليقبل جبينها وهو يهمس في أذنها بحنان ومودة: الف مبروك يأبيش!!
نايف رجال فيه خير.. الله الله فيه.. وأنا وصيته فيش.. ومايقصر!!

وضحى همست باختناق: الله لا يحرمني منك.. ما تتخيل أشلون أنا فرحانة بشوفتك جنبي ذا الليلة..

زاد اختناقها وهي ترى تميم خلفه.. يشير لها بالتهنئة.. وهي عاجزة عن الإشارة.. لأن يداها مشغولتان بالمسكة..
أشار لها بشجن وتأثر وهو يرى كيف امتلئت عيناها بالدموع:
وصلني الرد يأخيش.. لا تحاتين..


العريسان.. كلاهما متوتر من لحظة اللقاء..التي اقتربت..
زايد هتف لنايف بحزم: سلم على هلك.. وحن ننتظرك برا..

ليخرج هو وتميم...

كان نايف للتو تتملأ عيناه من رؤيتها.. كان يريد أن يتمعن في كل تفصيل من تفاصيلها..
وخصوصا أن ذقنها كان يرتعش بشكل بالغ العذوبة أثر فيه حتى عمق العمق..
كان يريد أن يرى عينيها المسبلتين بخجل وهو يتقدم ليقف جوارها..
ليتفاجأ بهجوم الدبابات الكاسح الذي كاد يطرحه أرضا!!
" مبروك يأختك.. مبروك"
" ماتخيل فرحتي فيك!!"
" منك المال ومنها العيال!!"
"جعلني أشيل عيالك بين إيدي ياريحة الغالي!!"

شقيقاته أحطن به.. لدرجة أن مزنة تدخلت لتشد ابنتها وتجلسها..
قبل أن يوقعوها أرضا.. أو على أقل تقدير يمزقن مسكتها أو يفسدن فستانها لأنها كانت تقف ملاصقة لنايف..


ثوان ليصل الصوت الحازم العالي: خالاتي حبياتي... سوو مثل أمي.. سلمت ونزلت..
خلوا العريس يصور مع عروسه صورة عدلة الله يرحم والديكم..

نورة نزلت وهي ترمق عالية بنظرة حادة وتهمس لها بخفوت: دواش بعدين يا بنت صافية على سواياش كلها..
ما بغيت أخرب عرس نايف وإلا كان وريتش شغلش الحين!!


عالية بإبتسامة مصطنعة: خالتي تعالي في بيتنا وأنا كلي حلالش... المهم لا تحربون على نايف فرحته..

سلطانة نزلت أيضا ووصلت لتتدخل بخفوت: وش فرحته ياحظي؟؟... حديقة الورد اللي جنبه؟!!


عالية بابتسامة ونبرة مقصودة تماما: مالقوا في الورد عيب.. قالوا يا أحمر الخدين..

نورة بنبرة حادة هامسة: إيه أكيد بتقولين كذا.. دام ذي مسافيطش لخالش اللي ست سنين وهو ضامش.. وهذا جزاه عندش!!

عالية حينها شعرت أنها قد تنفجر من شدة الغضب فعلا..
ومع ذلك تماسكت وهي تصعد لتقبل جبين نايف ثم أجلسته جوار عروسه ..
وهي تهمس في أذنه بخفوت: اقعد صور لك كم صورة مع مرتك..
وعقبه هج لبيتك... سكر البيان وقفل تلفونك.. واطلع بكرة للمطار قبل موعد رحلتك..
اسمع شوري طالبتك!!
خلك أنت ومرتك بروحكم أسبوع وإلا أسبوعين لين تعرفون على بعض بدون تدخل من حد...

نايف شعر بالصداع فعلا.. في الوقت الذي يجب أن يكون شاغله هو عروسه..
يجد له مشاغل أخرى..
يسترق النظرات نحو ارتعاشها الرقيق ويتمنى لو يقول كلمة لتهدئتها..
ولا يستطيع إلا أن يفكر بالهرب بها لوحدهما.. قبل أن يُصاب بالجنون!!







***********************************





" خلاص زفوا وضحى الحين..
وأنا وأمي بنرجع البيت الحين..
مالنا نفس في القعدة عقبها!!
أنتظرك في البيت!!"


كساب كان ينظر لرسالة كاسرة ويبتسم.. وكان على وشك القيام ليتوجه للبيت فعلا..
لولا اليد الحانية التي شدت معصمه تبعها الصوت الهادئ العميق:
وقف باروح معك... أبيك في موضوع!!


كساب تنهد بعمق (أنا قلت الله يستر من شفقتي على شوفتها!! شكلها تعسرت!!)

كساب هتف لعلي بحزم: يالله امش.. أساسا وجهك مهوب عاجبني من يوم شفتك..
وسألتك.. وقلت لي مافيه شيء.. أثر عندك علوم!!
يا الله امش.. نروح نتقهوى في أي مكان ونسولف..


كساب وهو خارج.. أرسل لكاسرة أنه سيتأخر قليلا..


بعد حوالي الساعة في أحد مقاهي سوق واقف.. كانت القهوة قد بردت تماما..
وعلى يحكي لكساب خلافه مع زوجته..
فهو بالفعل متضايق.. ويريد أن يفضفض فقط.. لأن آخر من قد يحتاج منه نصيحة زوجية هو كساب!!


كساب كان يرتعش من الغضب وهو يقاطع علي بحدة: صدق مع شينه قوات عينه.. الحين أنت مهبب لك مصيبة كبر رأسك..
وربك ستر عليك ومافضحك... تفضح روحك بروحك ليه؟؟.. تخلي الثوب عندك ليه؟؟
هذا المفروض ثوب نجس ترميه في أقرب زبالة.. مهوب تحتفظ فيه كنك مستانس فيه يا الخمام..
جزاك وأقل من جزاك..
والله ماسوته فيك بنت فاضل إنه حلال.. وإنها هي خسارة فيك..
يعني عقب ماكانت هي عقب الله سبب في تحسن صحتك ونسيان خبالك القديم
تجرحها بذا الطريقة؟؟ أخييييييه منك!!


علي صمت.. وكساب مستمر في تجريحه بقسوة.. لا يستطيع حتى أن يخبره أن جنونه القديم هي ذاتها جنونه الجديد..
يشعر أن هذا سر خاص به وحده.. وإخباره والده به وكأنه يخبر نفسه!!

لم يشتكي لوالده.. لأنه يشعر أن والده مهموم بهم لم يشعر به سواه..
هم جديد يخفيه في أعمق أعماقه..!!!
وما أكد له ذلك.. أن والده لم ينتبه لتغيره..
وهو من كان يلتقط خلجات أنفاسه قبل أن يتنفسها..

كان في حاجة إلى حدة كساب وتأنيبه وقسوته.. لأنه يريد أن يعاقب نفسه على تجريحه لشعاع .. التجريح الذي هي احتفظت به لنفسه..
ولم تتلفظ به شفتاها حتى!!







*********************************






دخل لجناحه بهدوء.. لم يتوقع أنه قد يجدها مبكرا هكذا.. وخصوصا أن الليلة حفل زواج ابنتها..
لذا كانت صدمته بوجودها... وهي تجلس على السرير..
وأمامها عشرات الصور المنشورة.... كلها لشخص واحد.... وضحى!!


لم تشعر بدخوله حتى وقف فوق رأسها وسلم..
انتفضت بحرج وهي ترد السلام.. وتحاول إخفاء دمعة خائنة فرت من عينيها!!

همس زايد بتأثر وهو يجلس جوارها: أفا عليش يامزنة... تبكين؟؟

حينها لم تستطع أن توقف سيلا رقيقا من دموع صامتة.. سكبتها وهي تستدير ناحيته لتسند رأسها لكتفه..
لم تتحدث.. ولم يقل شيئا.. احتراما لحزن مهيب..
حقها أن يشاركها أساها.. كما شاركته أساه..

لحظات من زمن مسروق مضت وهي مازالت تنثر دموعها على صمود صدره قبل أن تبتعد وهي ترفع أحد الصور وتهمس باختناق كأنها تحادث روحها:
هذي صورتها وعمرها سنة!!
وهذي يوم خلصت الابتدائي!!
وهذي يوم خذت الطالبة المثالية!!

لم تستطع أن تقاوم مزيدا من انهمار دموعها.. وهي تلقي الصور وتطوق عنقه وتبكي هذه المرة بصوت مسموع..

زايد احتضنها بتأثر عميق وهو يهمس بخفوت قريبا من أذنها:
أنتي سويتي كذا يوم عرست كاسرة؟!!


أجابته بصوت مبحوح: لا.. يوم عرست كاسرة مهاب كان حي..
موت مهاب كسر فيني شيء مهوب راضي ينجبر..
وخصوصا إن وضحى كانت دايما تظن إني ما أغليها مثل أخوانها..
ومع كذا ماعمرها اشتكت.. ساكتة وراضية..
مادرت إن لكل واحد غلاه..
وهي غلاها بزود لأنها حشاشتي.. لين الليلة ما أشوف قدامي غير بنتي الصغيرة..
أحاتيها من الدنيا وقسوتها..


زايد صمت وهو يشدها أكثر إلى حضنه.. واختناق متزايد يكتم على أنفاسه..
كان يؤجل الحديث في موضوعه حتى زواج وضحى..
لكنه يرى الليلة غير مناسبة إطلاقا..
فهي بحاجته الليلة أكثر من حاجته لها..
ولا يمكن أن يدير وجهه لها!!







****************************************








مضى لهما دقائق منذ وصلا لغرفتهما...
صامتان.. متوتران.. متوجسان على ذات المستوى من الحدة والتكاثف..


نايف يسترق النظرات لها.. ويريد أن ينهض ليجلس جوارها فيجد أن قدميه لا تحملانه!!

وهي يتزايد اختناقها كلما تزايد صمته... تخشى أن كل تعبها لتبدو طلتها مبهرة أمامه ذهبت أدراج الرياح..
لأنه لم ينطق بكلمة واحدة إطلاقا منذ رأته...

" الظاهر إني ماعجبته.. أو مصدوم في شكلي..
ويقول وش ذا الخبلة على ذا اللبس اللي كنه لبس المهرجين؟؟
وبعدين وين جرأته وهو مرسل لي يبي يكلمني..
وحتى كلمة أشلونش ماقالها لي لين الحين !! "


هو يشعر بتوتر متزايد.. لانه يخشى من ردة فعلها..
قد يكون فعلا لم يعد غاضبا منها من أجل ماحدث بينهما سابقا حين أخبرت تميم..
ولكن الموقف كشف له حدة شخصيتها وأن ردود فعلها قد تكون محرجة له..
يخشى أن يقترب منها فتصرخ..
يقول لها كلمة غزل ما.. كما يُفترض فتسخر منه!!


ولكن خجلها البادي بشكل واضح جعله يتشجع قليلا ليقوم بالمبادرة..
وهو يقف ليلقي بشته جانبا...

ثم يقترب منها ليجلس جوارها على الأريكة التي كانت تجلس عليها وفستانها الضخم منتشر عليها..
لدرجة أنه جلس على طرف الفستان.. وهو يهمس بترحيب دافئ:
نورتي بيتش!!!

لم تستطع أن ترد والكلمات تقف في حنجرتها كما لو كانت تقف على مشانق تنتظر لحظة الخلاص الأخير..

تشجع أكثر ليهمس بذات الدفء: قلنا نورتي بيتش.. عبرينا بنص كلمة..

لم يصدر عنها سوى حشرجة خافتة لا تكوّن أي معنى..

همس حينها بإبتسامة: لا يكون شكلي يروع بس؟؟ وإلا صوتي...
لأنش منتي براضية تطلين في وجهي.. ولا حتى تردين علي!!


مازالت معتصمة بالصمت.. ليتشجع أكثر وأكثر وهو يمد يده ليلمس بعض الأزهار الصغيرة المتشابكة على عضدها:
تدرين إن فستانش خيال.. واعتبري هذي شهادة من واحد خبير..
عاش طول عمره بين بنات.. وعقبه 7 سنين في باريس.. الناس هناك يتنفسون موضة..

وضحى ابتعدت عنه بجزع ودقات قلبها تتصاعد وهو يمنحها أخيرا الغزل الذي تمنت سماعه..
ومع ذلك تمنت ألا يقوله!!


نايف كلما رأها تزداد خجلا.. ازداد تشجعا.. لأنه كان بذلك يكتشف أنها محض صبية خجولة.. لا تختلف عن أي صبية أخرى!!


مد يده مرة اخرى ولكن هذه المرة إلى وجهها وهو يلمس ذقنها بنعومة ليدير وجهها ناحيته ويهمس بدفء:
زين خليني أشوف وجهش!!

وضحى كان بودها أن تهرب من المكان كاملا.. لكنها شعرت أنها بذلك ستبدو متصلبة... وغير متقبلة له..
وهي من كانت تخشى ألا يتقبلها.. فإذا به يفاجئها بهذا الفيض من الدفء..

كانت عيناها مثبتتان للأسفل.. لذا عاود مد يده ليرفع وجهها..
ولم تعد يده لمكانها هذه المرة.. بل مررها برفق على تفاصيل وجهها برقة مقصودة..
شعرت وضحى حينها أن وجهها يشتعل.. وهو شعر بالفعل بدفء وجهها لأن الدم تدافع بعنف إلى وجهها ..


همس حينها بحنان رجولي فخم: ترا أنا حاس فيش أشلون مستحية.. وما أبي أزودها عليش..
قومي الحين بدلي وتوضي وخلينا نصلي ركعتين أول..
يشرح ربي صدر كل واحد منا للثاني ويبارك لنا في ليلتنا..




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 02:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية