لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-10, 06:41 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السادس و الستون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صباح الخير والمودة والقشطة والعسل للي أفطروا وللي مابعد أفطروا :)
.
فيه ناس فاقدينهم من زمان شرفونا بإطلالتهم ياحياهم الله وجعل ربي مايخلينا من طلتهم دوم
ياهلا والله بكل الوجيه الجديدة وحياكم الله..
وياهلا ألف بكل الوجوه الدائمة عطر بين الأمس واليوم الدائم
.
فيه بنات يبون القصة بملف ورد.. أوعدكم أنا اللي بأحطه لكم وبتنسيقي
بس المشكلة إني هالمرة ملخبطة شوي وعندي أكثر من ملف
خلني بس أرتب الوضع وأحطه لكم
وطبعا الملف للاستخدام الخاص ليش للنشر على النت
.
اللي يبون بارت أطول.. ودي.. بس أكثر من كذا ما أقدر
البارت الواحد لمعلوماتكم في حدود 40 صفحة على الورد بخط ترادشنل أربك وسايز 20.. للي سألت بعد :)
.
يا بنات الله لا يخليني من قلوبكم
والله العظيم ماهقيت ذا الثورة.. الثورة بالمعنى العذب والجميل هنا :)
عشان قلت إنها آخر رواية.. أنا والله كنت أتكلم من منطلق الشفافية اللي تعودت عليه معكم.. وشيء في خاطري ما أحب أدسه عليكم
وأنا فعلا حسيت إنها آخر رواية ومخي بعدها بيكون أبيض :)

وخلاص لا تزعلون جعلني فدا قلوبكم..
وعد عليّ وعد عليّ.. لو لقيت أفكار جديدة تصلح لرواية صدق مختلفة وتستحق أن أعود بها فعلا وبكل معنى الكلمة
وستمثل إضافة حقيقية لي ولكم وتليق أن تقدم لكم
وصار عندي وقتها وقت للكتابة وأنا مرتاحة بدون أي ضغط..
أوعدكم أكتبها
بس طبعا مهوب قريب أبدا أبدا أبدا.. عشان أكون صريحة وواضحة بعد :)
هذا أنا وعدت.. تكفون ماتزعلون ولا تتضايقون :)
.
وبعدين لا تخافون ترا عادنا مطولين شوية في بين الأمس واليوم
ليش متوقعين النهاية قريبة؟؟ الظاهر تمللتوا مني صدق :)
يا نبضات القلب باقي شخصيات مابعد غصنا في أحداثهم وفيه شخصيات مابعد بدت حكاياتهم أصلا..
وأنا ما أحب أترك الأحداث اللي نسجتها خلاص في بالي معلقة دون تعمق فيها
وللعلم باقي أحداث مثيرة جدا جدا جدا ومشاعر عميقة جدا جدا جدا مختلفة تنتظركم..
.
.
.
فيه بنات علقوا لما زايد قال إنه جميلة في العدة ومن حق خليفة إنه يرجعها
(إنه جميلة مالها عدة لأن خليفة مادخل بها)

طيب زايد وش عرفه إنه مادخل بها؟؟
رجّال مع زوجته لهم 8 شهور بروحهم ماحد يعرف إللي بينهم إلا هم
المتوقع أكيد إنه دخل بها.. وخصوصا إنه لها شهرين قبل عودتهم وهي مستعيده صحتها بالكامل

هذا طبعا لو كان الكلام اللي قالوه صحيح إنه مالها عدة فزايد أساسا لا يعلم ولا مشكلة في كلامه..
.
.
لكن هي لها عدة وهذا الرأي الأرجح..
تذكرون لما تكلمنا عن جوزا وامهاب وكاسرة وكساب
قلت لكم وقتها لو تطلقوا.. جوزا مالها عدة بس كاسرة لها عدة
وفعلا جوزا تزوجت عبدالله بدون أن تقضي عدة..
لكن كاسرة حصل بينها وبين كساب خلوة شرعية حتى لو ماصار فيها شيء فعلا لكن الخلوة حصلت..
وهذا الامر حتى لا يتهاون الناس بعظم الخلوة..
فكيف للي لهم 8 شهور متزوجين والناس كلهم عارفين وصار بينهم مئات الخلوات الشرعية؟؟
وتجدين مشايخ يحددون بقولهم الطلاق قبل الدخول والخلوة والطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة..

جميلة في حالتها هذه الخاصة بها.. مازالت في العدة وهذا كلام أنا متأكدة منه.. أنا سألت عنه شيخ هنا بتفاصيل جميلة الخاصة..
ووحدة من الغوالي سألت عنه شيخ في السعودية والجواب كان واحد.. مازالت في العدة..
.
وعلى العموم بنات القضية فيها خلاف
فيه مشايخ يقولون مادام الدخول لم يحصل فلا عدة لها
لكن يا بنات هنا يقصدون اللي في حكم المخطوبين.. ويخلو بها بيت أهلها
وليس لوحدهما ولشهور طويلة بعد أن أصبحا زوجين في نظر كل الناس
بل إن هناك مشايخ يفصلون... هل أغلق الباب عليهم أو لم يغلق..
لو أغلق فلو طلقت لها عدة لأن هذه تعتبر خلوة شرعية حتى لو لم يحدث فيها شيء.. ولو لم يغلق فلا عدة لها..

والحين ركزوا معي زين.. وانا بصراحة خصوصا في هذه الرواية بالذات لا أكتب حكم شرعي في القصة إلا بعد التأكد منه

والأمر الراجح أن المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة لها عدة
وهذا قول الحنابلة والمالكية والحنفية يعني ثلاث مذاهب من المذاهب الأربعة.. وخذوا هذا النص الفقهي الدقيق:

واختلفوا فيما إذا خلا بها ، ثم طلقها ، فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه يلزمها العدة ؛ لأن الخلوة أقيمت مقام الدخول .

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (8/80) : " ولا خلاف بين أهل العلم في وجوبها على المطلقة بعد المسيس , فأما إن خلا بها ولم يصبها , ثم طلقها , فإن مذهب أحمد وجوب العدة عليها ، وروي ذلك عن الخلفاء الراشدين وزيد , وابن عمر ، وبه قال عروة , وعلي بن الحسين , وعطاء , والزهري , والثوري , والأوزاعي , وإسحاق , وأصحاب الرأي , والشافعي في قديم قوليه .

ويدل على ذلك : إجماع الصحابة , روى الإمام أحمد والأثرم بإسنادهما عن زرارة بن أوفى , قال : ( قضى الخلفاء الراشدون أن من أرخى سترا , أو أغلق بابا , فقد وجب المهر , ووجبت العدة ) ، ورواه الأثرم أيضا عن الأحنف , عن عمر وعلي , وعن سعيد بن المسيب , عن عمر وزيد بن ثابت ، وهذه قضايا اشتهرت , فلم تنكر , فصارت إجماعا . وضعف أحمد ما روي في خلاف ذلك " انتهى بتصرف واختصار .

وفي "الموسوعة الفقهية" (19/273) : " ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه تجب العدة على المطلقة بالخلوة الصحيحة في النكاح الصحيح ....

ووجوب العدة عند المالكية بالخلوة الصحيحة حتى ولو نفى الزوجان الوطء فيها ؛ لأن العدة حق الله تعالى فلا تسقط باتفاقهما على نفي الوطء " انتهى باختصار .
.
.
خلاص انتهينا من ذا السالفة :) ؟؟؟
.
.
اليوم بارت ثوري شوية..
لسبب إنه بيكشف شيء مثّل هاجس وترقب لكثير من المتابعين..

هل كساب يعامل كاسرة كذا لأنه يبي ينتقم من مشاعر أبوه لأمها؟؟
يعني صحيح كساب فيه عيوب كثيرة بس الخسة أبد موب من بينها
واللي يتصرف هالتصرف خسيس.. لأنه يحاسبها على شيء موب ذنبها..

على العموم أنا كنت أقرأ التعليق هذا ومن زمان وما كنت أعلق عليه
لأني أشوف إنه من حق اللي يقرون يحللون بكيفهم :) وخصوصا إنه وقت هالكلام مابعد حان أوانه..
لكن بارت اليوم بتعرفون فعلا إن تفكيره كان أبعد شيء عن هذا الشيء
العكس يمكن :) !!!

أكيد إن سبب تصرفات كساب مع كاسرة بسبب ظلال شيء حدث بالأمس وامتد تأثيره لليوم
لكن تو الناس ندري :)
.
.
البارت 66
اليوم عاد أحداث في أقل من 24 ساعة يبدأ من الليل ويقفل على بعد صلاة العصر ثاني يوم
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.






بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والستون





" وين كساب يومك قاعد بروحك؟؟"

زايد يبتسم بمودة وهو يجيب فاضل: كساب راح قريب عنده مشوار وبيأتي ذا الحين...
إلا أنت قل لي متى بتطلعون من المستشفى؟؟

فاضل بذات المودة التي ارتسمت مع ابتسامة غاية في الشفافية:
ذا اليومين إن شاء الله بنطلع للبيت..
ماهقيت يا أبو كساب إن عادني بأطلع أنا وإياه من المستشفى إلا للمقبرة..
الحمدلله ما أكبر نعمته !!
ثم أردف باهتمام وهو ينظر لعلي النائم: إلا علي أكثر الأوقات اللي أجيكم ألقاه نايم.. وش أخباره؟؟

تنهد زايد تنهيدة ملتهبة احرقت جوفه وهو يهتف في داخله ( لا كثرت همومك يا عبدي فانسدح.. خله يرقد ويريح نفسه)
وأجاب على فاضل باهتمام مشابه: تعبان شوي يأبو عبدالرحمن وماعاد فيه حيل..
حينها صمت زايد قليلا ثم أردف بحزم: دامك تكلمت عن تعب علي..
وهذا أنا وإياك بروحنا..
فأنا أبيك في سالفة مهمة..

فاضل بأريحية أخوية: آمر..

زايد بحزم ودود: مايأمر عليك عدو..
يا أبو عبدالرحمن شوفة عينك.. علي تعبان.. والمستشفى ماعرفوا بالضبط وش اللي فيه..
و اليوم طلبت تقاريره وأول ماتخلص بأرسلها برا..

فاضل بتأثر: جعل أبو زايد مايشوف شر.. وجعل سلامته من رب العالمين سلامة طويلة..

زايد بذات حزمه الودود: آمين..
ومثل منت عارف.. عرس العيال عقب حوالي شهرين..
فكانه ودك.. خلنا نأجله.. لين نرجع من السفر ونحدد موعد ثاني..
لأنه خاف يجي الموعد والولد عاده برا يعالج..

فاضل هتف بعمق من يفكر بشيء: ومتى سفركم على خير..؟؟

زايد بثقة: أسبوعين.. ثلاثة..

حينها هتف فاضل بنبرة قاطعة حازمة تماما: بنتي آخر امتحان عندها عقب 3 أسابيع.. مرته بتروح معه..

زايد باستنكار: مايصير يأبو عبدالرحمن الله يهداك.. البنية تبي تدرس.. وعقبه تبي تجهز على راحتها..
لا تحرمها فرحتها...

فاضل بذات النبرة القاطعة غير القابلة للتراجع: فيه شيء أبدى من شيء..
الحين رجّالها المبدى على كل ذا الخرابيط..
وبعدين شعاع ماعندها إلا ثلاث مواد ذا الفصل.. مهيب شي(ن) عسر..
تخلص اليوم وتعرس بكرة..
وإذا على العرس... بنسوي عرس للنسوان وخلها تستانس هي وخواتها..
وأنتو كنكم بغيتوا تسوون عرس للرياجيل.. وإلا بصركم.. حال علي مايسمح بعرس.. ومعذورين.. وبصركم في ولدكم..
لكن بنتي والله مايطلع رجّالها من الديرة إلا وهي معه..
هذا السنع.. وبناتي متربين على السنع..

زايد يحاول إقناعه بالتراجع: اسمعني يا ابو عبدالرحمن...بنتك مثل بنتي..
و علي الحين تعبان.. أنت داري الله وش يكتب؟؟.. تورط البنية يعني؟؟
خل الرجّال لين يتشالى وعقبه يعرس..

فاضل برفض قاطع: مالك لوا..
إذا حن سوينا كذا فحن مافينا خير...
شعاع يوم تملكت علي.. علي كان طيب ومافيه إلا العافية..
فيوم كتب ربي عليه ذا المرض نقول مانبغيه إلا سليم..
إذا هي ماقفت جنب رجّالها الحين.. فما لها خانة..
واللي ماتوقف جنب رجّالها في عسره.. ماله عازة فيها في يسره !!



.
.
.

بعد ذلك بساعتين



منذ أن عاد كساب وناظره معقود ويبدو كما لو كان يفكر بعمق..
بينما زايد كان يريد أن يخبره بما حدث بينه وبين فاضل..

هتف زايد بحزم: كساب!!

كساب التفت وهو يهتف بحزم مشابه: لبيه يبه!!

زايد بذات الحزم: أبيك في سالفة مهمة..

فالتفت له كساب بجسده كاملا وهو يهتف بحزم بالغ:
إلا أنا اللي أبيك في سالفة مهمة أكثر..

زايد عقد ناظريه متسائلا بثقة: خير إن شاء الله؟؟

كساب شد له نفسا عميقا جدا ثم هتف بنبرة قاطعة صارمة:
اسمعني يبه زين.. أبيك تجاوبني على سؤال بكل صراحة وطالبك ما تدس علي شيء..
لأنه على جوابك يعتمد أشياء كثيرة..
صمت كساب لثانية واحدة ثم أكمل بذات النبرة الصارمة القاطعة:

أمي الله يرحمها.. على حياتها.. درت إنه في قلبك شيء لمرة غيرها؟؟


زايد تفجر في روحه توجس واستغراب وقلق.. لماذا هذا السؤال في هذا الوقت بالذات؟؟
أجاب بحزم: وش جاب على بالك ذا الحكي إللي ماله سنع؟؟

كساب بإصرار بالغ: يبه طالبك تجاوبني..

زايد بإصرار أكبر: لا الوقت وقته ولا المكان مكانه.. عدا إنها سالفة غبرت وماعاد لها فايدة..
أمك الله يرحمها لين آخر يوم وهي فوق رأسي..
انتهينا من ذا الهذرة..

كساب وقف حينها وجلس قريبا من والده ليشد على كفه ويهتف برجاء مخلوط بالإصرار والحزم: يبه أقول لك طالبك..
لين متى وأنت دايما تردها في خاطري..؟؟
شايفني بزر .. وإلا ماني بكفو تأمني.. وإلا يمكن لأني مالي خاطر عندك أساسا..؟؟


عرف كيف يمسكه من يده التي تؤلمه.. شعر أن قلبه يؤلمه فعلا وهو يرجوه هكذا..

ومايخاف منه زايد أكثر من أي شيء.. هو الجواب نفسه..
ربما لو كان كساب سأله هذا السؤال قبل شهر واحد فقط.. لربما أجابه بثقة بالغة أن وسمية لم تعلم شيئا أبدا..
ولكن بعدما أخبره علي بهذيانه باسم مزنة.. ماعاد يعرف.. اليقين تذبذب عنده لينشر ألما عميقا في روحه..
وهو يصبّر نفسه أنها لم تعلم بشيء.. فهي عاشت معه لـ13 عاما.. يستحيل أن تعرف وتسكت..

زايد شد نفسا عميقا وهتف بعمق كبير: وسمية الله يرحمها غلاها ماكان له حد.. والوكاد إنها كانت تعرف ذا الشيء وكانت تعرف قدرها عندي..
وسمية لو آشرت على رقبتي عطيتها إياها وبدون ما أفكر حتى..
أما اللي مخفي داخل القلب فهو مهوب بيدي.. هذا حكم رب العالمين..
وربي شاهد إني عمري ماقصدت أضايق وسمية بشيء.. ولا عمري بينت لها حتى إني فكرت في حد قبلها حتى..
وإذا فيه شيء يخفاني.. فأنا والله مالي علم له..
وأظني إنك بروحك تذكر وش اللي جاني يوم ماتت أمك.. كنت باموت من الحزن عليها..
وسمية ماكانت مجرد زوجة.. لكن وسمية كانت شريكة روحي الله يرحمها ويغفر لها..

زايد صمت وهو يشعر بالرضا عن إجابته..
فهو قال الصراحة عما يعلمه... وترك ما لا يعلمه معلقا بطريقة لا تثير الشك ولكنها على الأقل ستريح كساب الذي لا مازال لا يعلم لماذا سأل هذا السؤال حتى...

حينها هتف كساب بطريقة غريبة أقرب للأمر:
زين.. دامك تقول كذا..
تـــــــزوج عــــمــتــــي!!


زايد قفز بصدمة كاسحة.. لأول مرة منذ سنوات طويلة يعجز عن مواجهة صدمة بهذه الطريقة لدرجة أنه يقفز واقفا لأنه عاجز عن الجلوس
وهو يصرخ باستنكار غاضب متفجر لأبعد حد: نعم؟؟ أتزوج عمتك؟؟ أكيد إنك استخفيت...
أنت تامرني أنا ياولد أتزوج عمتك؟؟

كساب لم يتحرك من مكانه حتى وهو يهتف بحزم:
محشوم.. أنا ما أمرت عليك..أنا أطلب منك...
ليه حد بيزوجك غصبا عنك.. مثل مازوجتني غصبا عني!!

زايد غاضب بالفعل: تخسى وتهبى.. مازوجتك غصبا عنك.. أنت وافقت برضاك وبشروطك اللي فرضتها علي..
من اللي يقدر يغصبك أصلا على شيء ماتبيه..
لو أقدر أغصبك كان غصبتك على أشياء واجدة..

كساب بذات الثقة الباردة الحازمة كما لو أنه ينفذ مخططا بكل دقة:
ودامني على قولتك ما انغصب.. فأنت أكيد بعد ما تنغصب..
عشان كذا تزوج عمتي.. وبرضاك طبعا..

زايد بذات الغضب المتفجر الذي أيقظ عليا من نومه دون أن ينتبها المتحاورين:
آسف.. دامك تبي تزوج عمتك.. دور لها رجّال غيري..

حينها أجاب كساب بتلاعب شاسع وهو ينظر لأنامله المتشابكة:
تراني بأسويها.. ولو أنت عادي عندك تصير لرجّال ثالث وأنت تشوف وتحترق
خلاص أنت اللي قلتها..

زايد شعر أن هذا الخبيث يخطط لمخطط كبير .. نجح تماما في إشعال فتيل غيرته حتى الترمد..
لكن على من يلعب هذا الطفل؟؟ على زايد؟؟

زايد حينها عاود الجلوس وهو يهتف ببروده الاحترافي البالغ:
مبروك مقدما.. ولا تنسون تعزموني على العرس عشان نقدم العانية.. (العانية= هدية مالية للعريس)


كلاهما جلسا متقابلين وكلاهما مازال لا يعرف ماذا يدور في ذهن الآخر..
كساب قرر أن والده لابد أن يتزوج مزنة مهما حصل حتى يستطيع هو إعادة كاسرة..

لأنه رأى أن كل وسائله تحطمت.. ومُناصرته الكبرى التي كان يعتمد على مناصرتها (مزنة) انسحبت من مساندته
وانسحبت بطريقة آلمته لأبعد حد مع قرب مزنة من روحه ..
وكل الطرق بينه وبين كاسرة تتقطع..ماعاد حتى يستطيع رؤيتها بأي طريقة..

عقبته الوحيدة في طريق هذا الزواج والتي لن يسمح بها أبدا حتى لو عاش حياته كلها يتعذب بعيدا عن تلك الكاسرة الباردة المغرورة..
أن تكون والدته علمت بحب والده لمزنة.. حينها لن يقبل أبدا أن يبني سعادته على جراح أمه..

لكن بما أن والدته لم تعلم.. وهو يعلم أن والده لن يكذب عليه..
فزايد لابد أن يتزوج مزنة.. حينها سيصبح هناك حبلا متينا يعيد ربط كاسرة به..
ويعلم تماما حينها كيف سيعيدها.. فمخططه مرسوم بدقة حتى اللحظة الأخيرة..
فهو لابد أن يعيدها ولكن دون أن يتنازل هو..

يعلم أن الحياة لا تخلو من التنازلات.. ولكن مع كاسرة حين تقدم التنازل معنى ذلك أنك ستتنازل حتى اللحظة الأخيرة..

يعلم أن في مخططه كم كبير من الأنانية.. ولكن هل أنانيته ستضر أحدا ؟؟
على العكس.. هاهو يقدم لوالده الحلم الذي عجز والده عن تحقيقه بنفسه!!
وربما كان كساب في نفسه يهدف إلى ذلك منذ وافق على الزواج من كاسرة وعلم بمشاعر والده القديمة نحو والدتها..
أراد في أعماقه المثقلة بحب والده حتى النخاع أن يريح والده.. ورأى في مزنة امرأة تستحق ذلك..
ولكن كان وجود مهاب رحمة الله عليه سببا كبير لقمع هذا التفكير..
لأنه يعلم استحالة موافقة مهاب..
ولكن بعد مضي كل هذه الأشهر على وفاته.. أ لم يأن الأوان ليحقق لوالده حلمه ..ويصل هو عن طريق ذلك إلى هدفه؟؟


ساد الصمت لدقيقة..
ليهتف بعدها كساب بنبرة متلاعبة لأبعد حد وهو ينظر لزايد بشكل مباشر:
تدري يبه إن عمتي فيها من الزين اللي ماحد يقدر يأصله..

أجابه زايد ببرود: أدري من قدام تولد.. أظني إني مربيها على يدي..

كساب بتلاعب أشد: بس لك ثلاثين سنة ماشفتها.. ماتبي تشوف أشلون السنين أنضجت زينها..

زايد يشعر بالصداع فعلا.. فالخبيث يتلاعب به بطريقة مؤلمة حقا..

" ربما تجهل يا بني أن أكثر ما أخشاه هو رؤية كيف نضج حسنها
لا أريده ناضجا..
فهو عاش في ذاكرتي بفتاه وصباه وجموحه!!
وفي ذات الوقت قد أموت لآراها مرة واحدة..
فمن أصبح لصوتها هذا الحسن دون أن يتغير..
ألا يعقل أن حسنها نضج دون أن يتغير ؟! "


زايد أجابه بذات البرود المدروس: عليه بالعافية رقم 3..

كساب بذات ابتسامته المتلاعبة الواثقة: إيه والله وأنا أشهد إن أمه دعت له..


كان هناك من يستمع لحوارهما ويبتسم.. في البداية حين صحى من نومه على صرخة والده (أتزوج عمتك)
شعر أن قلبه يُعتصر بطريقة مجهولة.. مؤلمة وحادة..
ولكنه في النهاية عاشق يعرف شعور والده..
أ لم يأن الأوان أن يجد والده الراحة التي سُلبت منه عمره كله؟؟

ثم بدأ يشعر بالتسلية من حوار والده وكساب فهو لطالما شعر بروح تحفز مثيرة في حوارهما..
وكأن كلا منهما يوقض في الآخر كل حسه وذكائه..

زايد يهتف بحزم قاطع: كساب أنا وإياك ماحن بقاعدين نلعب طول الليل..
أمس عليّ.. بدال خبال البزارين..
تراني ماني بأصغر بزارينك.. اعرف أشلون تحشمني..

حينها هتف كساب بجدية صارمة: محشوم يأبو كساب..
وأنا ما أنا ألعب.. أتكلم من جدي.. أبيك تزوج عمتي.. ليه شايف السالفة لعبة..؟؟
يعني هذا موضوع ينلعب فيه.. خصوصا مع قدرك وقدر عمتي..؟؟

زايد يكاد يُجن من هذا الولد وهو يصرخ فيه بغضب: كساب أنت استخفيت..؟؟
وش أتزوج عمتك؟؟ وش ذا الخرابيط؟؟ عيب عليك..

كساب بثقة: وين العيب؟؟ أنت لو بغيت تعرس ماحد يلومك..
عادك بكامل صحتك وشبابك وتقدر تجيب عشر بزران لو بغيت..
وانت عارف إني وش كثر كنت ألح عليك من قبل إنك تعرس..
لا تقول يبه إن عمتي مهيب شاغلة بالك لين الحين..
وين العيب يوم أقول لك تزوجها؟؟ لا أنتو أول حد ولا آخر حد..

زايد بغضب: بس بس.. أنت ماحتى ينرد عليك.. قسم بالله إنك استخفيت..
هذا كله من تاثير غياب مرتك عليك..؟؟

كساب حينها هتف بحزم غاضب: مرتي مالها شغل.. مرتي بترجع وهذا شيء بيني وبينها.. ومالك أنت وعمتي شغل..
أنا أبيك أنت تعرس.. من حقك.. وحق عمتي..
صار لك 17 سنة بدون مرة.. وش ذا الحياة؟؟

زايد يقف ويهتف بغضب حقيقي: ماعليك مردود...
خلاص أنت أمس عند أخيك.. وأنا بأروح للبيت.. لو قعدت عندك مهوب بعيد أذبحك..
أنت تبي تفشلني على آخر عمري...احشمني ياقليل الحيا واحشم عمتك..
يا أخي لو أنت ترضاها لها.. ترا عيالها مايرضونها لها..

كساب التقط طرف الخيط بإصرار: ماعليك من عيالها.. خل كل شيء علي..
بس أنت وافق...

كان زايد على وشك قول عبارة رفض جديدة لولا أنه قاطعهما صوت هادئ كانا يحسبان صاحبه نائما:
يبه مافيها شيء.. وش فيها لو أعرست؟؟ لا أنت آخر واحد ولا أول واحد..

زايد التفت لعلي بغضب بينما كساب يشعر بانتصار لأنه كسب مؤيدا..
رغم أنه يعلم أنه لن يكون صعبا عليه إقناع شقيقيه..لكنه احتاج مساندة في هذا الوقت بالذات...

علي أكمل بهدوءه العميق وهو يحاول أن يعتدل جالسا:
يبه والله العظيم مافيها شيء.. أنت وش أنت مهتم منه.. كلام الناس؟؟
من متى وكلام الناس يهمك لا قدك على حق..
أنت لا سويت شيء عيب في أخلاق ولا دين..

زايد بغضب: الظاهر إن الدنيا انقلبت وأنا الصبي وأنتو الكبار اللي بتحللون وتحرمون..
الحين ماعاد فيه شيء إلا أنا وعرسي في ذا الوقت..
أنت الحين فكر في عرسك اللي عقب 3 أسابيع وعقبه فكر في عرسي..

حينها نظر الاثنان لزايد بصدمة وبينما كساب هتف بتساءل مصدوم:
من اللي عرسه عقب 3 أسابيع؟؟

زايد بحزم غاضب: ذا اللي مريض وماد لسانه مع لسانك.. عمه ملزم إنه يعرس ويأخذ مرته معه لا راح يعالج...
وخلاص اتفقنا إنه العرس عقب 3 أسابيع بالضبط.. مرتك تخلص آخر امتحان وتعرسون وتسافر معنا أنا وإياك..
خلاص اتفقنا على كل شيء...

علي اتسعت عيناه بصدمة شاسعة: وأنا مالي رأي.. تقررون كل شيء السفر والعرس والموعد وأنا مالي حتى رأي..

حينها ابتسم زايد بانتصار: هذا أنتو تبون تزوجوني وأنا إبيكم..
جات على كذا يعني.. يعني ما أقدر أحدد موعد عرس ولدي اللي كان محدد أصلا..

حينها شد علي نفسا عميقا وهتف بحزم قاطع صارم:
زين أنا عقب 3 أسابيع.. أنت تعرس قدامي... ومرتك بعد تروح معنا..
وإلا والله ثم والله ثم والله إني لا أعرس ولا أسافر..


حينها كاد كساب يجن من السعادة وهو يمنع نفسه أن يقفز ليقبل رأس علي ويديه...
فربما لو صنع أفضل مخطط في العالم فما حدث يفوق نجاحه كل مخططاته...
فهو رأى شدة إصرار والده على الرفض.. وكان سيبدأ بصنع حيل جديدة.. لا يعلم مدى نجاحها
ولكن علي أتاه كالمعجزة الحقيقية بهذا المقترح الذي لا أروع.. زواج والده من مزنة وقبل 3 أسابيع حتى..

كان يعلم أن هذه الفكرة غاية الصعوبة على والده حتى لو كانت مزنة مازالت تشغل تفكيره..
فحلم يشغل الذكريات غير حقيقة واقعة..
ولكن علي صنع المعجزة وهو يختصر على كسّاب نصف الطريق..
فأي معجزة مذهلة هذه ؟؟؟



بينما علي كان مقصده مختلفا تماما.. لم يكن يريد إجبار والده أو الانتقام منه..أبدا.. أبدا.. أبدا..

لكنه شعر أن الفرصة لإسعاد والده جأته على طبق من ذهب ولابد أن يستغلها..
يعلم يقينا أن مكانة والده أولا.. وكون مزنة أماً لشباب.. سببان قويان ليرفض والده الزواج قطعيا..
عدا أن حالته هو ومرضه ستكون سببا آخر للرفض...

وعلي أصبح يعلم يقينا مقدار ألم من يعشق ولا ينال..
فإذا كان هو لن ينال حلمه طوال عمره.. فعلى الأقل آن لوالده أن ينال حلمه!!

كان يعلم أنه لابد أن يقف موقفا صارما لكي يدفع بوالده نحو حلمه الذي يخاف منه..
لأول مرة يقرر أن يستخدم مكانته عند والده من أجل والده..
يعلم يقينا أن غلاه عند والده مختلف.. آن له أن يستخدم هذا الغلا من أجل من أغلاه!!


ولم يعلم كم كان والده يخاف هذا الحلم؟؟
كما لو أنك طوال عمرك تحلم أن تعيش فوق الغيوم.. حلم مستحيل لكنه مثير وجميل..
ثم يُقال لك أنك ستعيش فعلا فوق الغيوم.. كيف يكون حالك وأنت تعلم أنه لا أحد يستطيع أن يعيش هناك؟؟






************************************






" خليفة أنت لين متى بتقعد ماد البوز جذيه؟؟"

خليفة صرخ بغضب حقيقي: جاسم أنت بالذات مالك لسان تحجا..
والله العظيم لولا خوفي من ربي وإلا لأحلف إن لساني ماعاد يخاطب لسانك لين أموت..
أنا ياجاسم تسوي فيني جذيه.. والله لو أني عدوك ماتوصل جذيه..

جاسم يضحك: بدون خبال خليفوه.. لا تكون مصدق جذبتك اللي جذبتها على روحك.. إني أنا غصبتك تاخذ اخت مرتي..؟؟

خليفة بغضب: لا والله.. ولك لسان بعد..
لا ماغصبتني..وأنت تقول جدام عمك.. خليفة يبي يخطب عندكم بس خايف تردونه عشان توه مطلق..
خليت الشايب يحلف لو البنت موافقة يملجنا ثاني يوم..
وعقبه تقول ما غصبتني..

جاسم بجدية: خليفة لا تسوي روحك ضحية عشان الدور يناسبك..
أنا قلتها مزح وأنت عارف إني أنا وعمي على طول سوالفنا مزح..
ولو أنت ماتبي البنت كان قلت إن جاسم يمزح..
بس أنت أصلا تبي لك دزة.. ماصدقت..

خليفة بصدمة: الحين أنا اللي أبي دزة.. أنت تألف على كيفك...
أنا آخر شيء أبيه أني أعرس وفي هالوقت..

جاسم بذات الجدية: شوف خليفة سالفة إنك مغصوب إلعب فيها على غيري..
أنت مجروح.. وتبي تستعيد كرامتك.. وشفتها فرصة..
أدري بتقول لأ.. بس قول لا لين بكرة..
وعلى العموم أنت الحين في فترة خطوبة..وشفت البنت قبل الملجة..
وبتشوفها وايد وتقعد معاها ...ولو ماعجبتك ..لا تقول لي بعد مغصوب..
الله حلل الطلاق لشنو؟؟

خليفة بغضب: ياسلام عليك.. كل شيء عندك تافه وبسيط لهذي الدرجة..
أنا أطلق وللمرة الثانية..
وعقب لا تقول إن طلاقي ماراح يأثر بعلاقتك بأم أحمد لأنها أختها..؟؟

جاسم بحزم: مالك شغل فيني أنا وام أحمد.. أنا أساسا قايل لها..
أي شيء يصير بين خليفة وأختج مالنا علاقة فيه..






***************************************






هذه الليلة هاهي تستعد لجولة ثانية من لعبتها..
رغم أنها الليلة أكثر جبنا من البارحة.. فالبارحة لم يكن هناك ماحصل بينها وبين تميم لذا كانت متشجعة..
لكن اليوم تشعر بكثير من التعقيد بعد ماحدث بينهما صباحا..

لذا هاهي تنظر له وهو يقرأ ورده بعد أن تصرف منذ دخوله بكل عفوية ولكن دون أن يقترب منها وهو يسلم ويسألها عن أحوالها بعفوية..
ثم ينشغل في الاستحمام والصلاة والقراءة..

بينما هي تجلس على المقعد وتعبث في أوراقها لأنها انتهت من صلاتها ووردها قبل أن يحضر..

حين انتهى جلس على أريكته وهو يشير لها بعفوية مدروسة:
جيبي فراشي لو سمحت..

أجابته سميرة حينها بصدمة: تبي تنام هنا على الكنبة؟؟ من جدك؟؟

أجابها حينها ببساطة متلاعبة: أخاف أنام جنبش.. ولا سويت شيء عفوي
تحاسبيني عليه؟؟

سميرة ابتسمت بشفافية: لا تصير سخيف.. ولو حاسبتك اليوم ماحاسبتك بكرة..
يعني لا تمسك لي عالوحدة.. وسع الخاطر علي..

تميم أصبح يفهم تماما هدفها مما تفعله ويحاول تقبله.. فهي تحاول أن تتقدم بالعلاقة بينهما في إطار المصارحات الشفافة وكل منهما يتعرف على أفكار الآخر منه شخصيا..

حينها أجابها تميم بابتسامة غاية في الشفافية والتلاعب في ذات الوقت:
زين.. ماني بماسك على الوحدة.. وباوسع الخاطر.. اللي بيشق ثيابه من كثر ماتوسع..
بس جاوبيني على سؤال واحد بدون ماتلفين وتدورين..
أمس صدق سمعتي صوت في الغرفة؟؟ وإلا هذي تأليفة من عندش عشان تجيبني هنا؟؟
على الأقل خليني أغتر إنش سويتي ذا اللفة كلها عشاني.. عقب مانشفتي ريقي..

سميرة وضعت أوراقها على الطاولة وأشارت بتلاعب شفاف:
اغتر على كيفك يا ابن الحلال..
وخلني بأعلمك الليلة بسالفة تخليك تغتر أكثر..
يوم كنت أوقف قدامك كني خبلة وحن بزران وأنت ماتعطيني وجه..
بس شرط تقول لي عقب ما أخلص سالفة ترضي غروري فيها..
مهوب بس أنت حلال عليك تغتر وأنا لأ..





*********************************





" ها عفرا.. وش أخبارها؟؟"

عفراء تجلس جوار منصور بإرهاق.. بينما كان هو جالسا عند زايد الصغير حتى تعود أمه التي قضت أكثر من ساعتين وهي عند جميلة في الأعلى..
منذ فجعها منصور بالخبر وركضت للأعلى دون أن تنطق بكلمة..

عفراء أجابته بنبرة مرهقة مثقلة بالحزن: بتبكي يومين وتنسى..
وش نسوي.. نجبر ولد الناس عليها؟

منصور بقلق: وذا الساعتين كلها تبكي؟؟

عفراء بحزن: وبتبكي أكثر منهم.. واجد متأثرة ماهقت إنها رخيصة عنده ذا الدرجة..
يعرس عقب ماطلقها بشهر واحد...؟؟

منصور بحزم: واللي ركب ذا الرأس إن قد تأخذ اللي أخير منه وينسيها خليفة وطوايفه..

عفراء بجزع: منصور لا طالبتك.. خلاص.. ما أبي بنتي تعرس..
بنتي أساسا صغيرة وتوها على العرس.. خلها تقعد عندي لين تخلص دراستها..
خلصنا يأبو زايد خلصنا !!






**********************************






" جوزا حبيبتي وش تدورين تالي ذا الليل؟؟"

جوزاء التفتت لعبدالله الذي كان يقرأ كتابا وهو متمدد على السرير وينظر لها بنظرة مقصودة أقرب للغضب...

جوزاء بابتسامة عذبة مدروسة: أغراض لي حبيبي ما أدري وين حطيتهم؟؟

عبدالله بنبرة مقصودة فيها رائحة الغضب المكتوم:
غريبة بالعادة تطلعين الأبرة المختفية من مكانها من كثر ما أنتي مرتبة..
وين راحت أغراضش؟؟ وخاصة إنه شيء أكبر من الأبرة وين بيضيع يعني؟؟

جوزاء حينها توترت قليلا.. فهي لاحظت منذ أيام أن عبدالله على غير عادته..
ولكنها لانشغالها بعبدالرحمن وصحوته لم تجد وقتا لتشغل بالها بالموضوع
كما أنها ظنتها مشاكل في العمل..

حينها اقتربت جوزا وجلست جواره وهي تهمس برقة:
لا تصير سخيف لأنك عارف إنها لشعاع مهيب لي.. أخت علي عطتني أياها أعطيها شعاع..

عبدالله حينها هتف بحزم غاضب: عقلي مهوب صغير وأدري إنها لشعاع من يوم شفت حسون يلعب فيها قبل كم يوم..
وسكتت لحد ما تسألين عنها مع إني مولع.. لأني ما أرضى يكون عند مرتي صورة رجّال غريب..
ورجاء جوزا..ذا السالفة ما تكرر.. أنتي منتي بمرسول غرام... واضح؟؟

جوزا ابتسمت برقة أنثوية بالغة وهي تميل لتقبل كتفه: واضح .. وأنا آسفة..
بس تكفى ما تزعل علي..

عبدالله لم يجبها وهو مازال معقود الجبين.. رفعت جسدها أكثر لتقبل مكان انعقاد ناظريه وهي تهمس بخفوت له من قرب:
قلت آسفة لا يصير دمك ثقيل.. مايهون علي زعلك.. والله العظيم السالفة ما تستاهل..
بنية وتبي تشوف صورة رجالها.. عادي حبيبي..

عبدالله بذات الغضب: تشوفها بعيد عنش.. مالش شغل..
عيب.. السواة هذي عيب..

جوزا بعتب رقيق: والله العظيم عبدالله زودتها.. السالفة ما تستاهل..

حينها ابتسم عبدالله رغما عنه.. لا يقاوم انعقاد ناظريها بهذه الرقة:
أغار عليش يا قلبي من كل شيء.. مايحق لي؟؟..

جوزاء برجاء عميق: يحق لك ونص.. بس عطني صورة رجّال شعاع تكفى..

عبدالله هز كتفيه ببساطة حاسمة: شققتها..
خلي الآنسة شعاع تعقل وتركد وبتشوفه ليلة عرسهم..
قولي لها عبدالله يقول لش: علي مافيه شيء شين.. بيعجبها.. على ويش الطفاقة؟؟







***********************************







" كساب ليه مانمت عند علي وخليت إبي يرجع؟؟"

كساب بهدوء: إبي مارضى.. قال لي أنت أمسيت البارحة واليوم دوري..
ثم ابتسم بتلاعب: وبعدين بينه وبين حبيب القلب سوالف طويلة..
لأنهم قدموا عرسه بيكون عقب 3 أسابيع..

مزون قفزت بصدمة: نعم؟؟ نعم؟ وعلي في ذا الحالة؟؟
وأنا متى بألحق أجهز للعرس إن شاء الله؟؟

كساب ببساطة: لا تسوينها مأساة.. الفلوس تسوي كل شيء في أسرع وقت..
عرسي جهزتوا له في شهر.. منتي بقادرة تجهزين لعرس في 3 أسابيع؟؟
وخصوصا إنه خلاص صار عندش خبرة..
أبو عبدالرحمن لزّم إن مرته لازم تروح معه للعلاج..

مزون باستعجال: خلاص خلني أكلم جميلة تستعد تروح معي.. وأجهز لستة بالأماكن اللي بأروح لها بكرة..
إن شاء الله بأقدر..

كساب شدها وأعادها لتجلس وهتف بصرامة: اقعدي .. عندي سالفة ثانية..
صمت لثانية ثم أردف بذات النبرة الصارمة: أشلون علاقتش بمرت تميم..؟؟

مزون باستغراب لسؤال كساب: سميرة؟؟ علاقتي فيها ممتازة.. خصوصا عقب ماصاروا جيراننا..

كساب حينها هتف بذات الصرامة: أنا كنت أسمع من كاسرة إن سميرة لها تأثير كبير عندهم في البيت..

مزون هزت كتفيها: أظن كذا.. وأكيد كاسرة أدرى..
ليش تسأل يعني؟؟

كسابة بحزم: خلينا الحين من ذا السالفة وتعالي نروح لسالفة ثانية..
تذكرين قبل ماتدخلين الكلية وش كثر كنا نلح على ابي يتزوج وكان معيي..

مزون باستغراب لتداخل الموضوعات غير المنطقي: وش علاقة ذا بذا؟؟

كساب بذات الحزم: أنتي عندش مانع إبي يتزوج؟؟

مزون شعرت بصدمة كاسحة فعلا.. قد تكون هي لم تتوقف أبدا عن الإلحاح على والدها أن يتزوج.. ولكن أن ترى الفكرة ماثلة أمامها..
بدت لها صدمة موجعة.. وهي تقف بين حدي الأنانية والإيثار..
إن قالت لا مانع لديها من زواجه.. فهي تعلم أنها تؤثره على نفسها..
وإن قالت أن لديها مانع فمعنى ذلك أنها تؤثر نفسها عليه وأن ذلك أنانية منها لأنها تريد امتلاكه لنفسها..
وخصوصا أنها تعلم أنها ستتزوج يوما بعد أن تزوج أخويها.. فهل يبقى والدها في هذا القصر الضخم وحيدا؟؟

هتفت بصعوبة: أكذب عليك لو قلت إنه خاطري مافيه شيء..
بس لا.. ماعندي مانع إنه يتزوج..
إبي كفى ووفى.. أمي صار لها أكثر من 17 سنة من يوم ماتت.. غيره مايسويها..

حينها أجابها كسّاب بطريقة الآمر الصارم: خلاص أعتمد على ذكائش تقنعين سميرة بزواج أبي من أم امهاب..
وهذا كل المطلوب منش..

مزون بصدمة كاسحة: خالتي مزنة؟؟

كساب ببساطة: ليه وش فيه خالتش مزنة مهيب مقام أبيش؟؟
صحيح أنا ماشفتها إلا ببرقعها بس مبين عليها زينة وأصغر من سنها واجد..

مزون بثقة: من حيث الزين.. مهيب بس زينة..
عمتك ينقال لها اللي زينها يوجع من قلب.. وفعلا تبين أصغر من سنها بأكثر من عشر سنين..
وهي فعلا كشخة ومهتمة بنفسها واجد..
بس هذا ماينفي إن عمتك عمرها 45..

كساب بذات البساطة: وإذا عمرها 45 وش المشكلة؟؟

مزون بجدية: إبي ممكن يتزوج وحدة في أواخر العشرينات أوائل الثلاثينات وبدون مشكلة.. وش المشكلة لو كان الفرق بينه وبين مرته 15 سنة؟؟

كساب بتساؤل: طيب وعمر عمتي وش مشكلته؟؟

مزون بذات الجدية: مشكلته إنها خلاص احتمال كبير جدا ماعاد تقدر تجيب عيال..
وإبي دامه بيتزوج حقه يتزوج مرة بتجيب له عيال...

كساب وقف هو يهتف بحزم: يعني أنتي تشوفين إن إبي تناسبه بنت صغيرة في سني.. أنا خلاص صرت في الثلاثين..
أنا ما أنا بمعش.. أشوف عمتي مناسبة له واجد..
وأنا أطلب منش تقنعين سميرة بالفكرة كخدمة لي.. أو أنا ما أستاهل منش ذا الخدمة؟؟
وأبيش تسوين ذا الشيء بكرة بدون تأخير لان علي شارط إن إبي يتزوج قبل زواجه...





***********************************






صباح اليوم التالي
.
.
.



فرحة عارمة تغمر بيت أبي عبدالرحمن اليوم لعودة عبدالرحمن..
أعدوا له غرفة في الأسفل وحمله العمّال حتى وضعوه على السرير..
وهاهي أسرته بكامل أفرادها تحيط به وسعادتهم الغامرة مستعصية على الوصف..


أم عبدالرحمن بمودة غامرة وبريق الدموع في عينيها:
أنا يأمك سويت لك كل اللي تحبه على الغدا.. بس كنك مشتهي شيء ثاني قمت أسويه ذا الحين..؟؟

عبدالرحمن بمودة عميقة: ما أبي شيء جعلني فداش..
ثم أردف بابتسامة حنونة: أبي بس حسون الخايس يأتي يقعد جنبي مشتحن له وهو صاير ثقيل مايعطي وجه هو ووجهه..

جوزاء تبتسم: ليه وش فيه وجه ولدي؟؟

عبدالرحمن بمودة: خليه يأتي عندي ما أكثر هذرتش.. حسون تعال..

حسن الصغير قفز ليجلس على فخذي عبدالرحمن الممتدين تحت الفراش..
بينما شعاع همست بجزع: حبيبي حسون لا توجع خالك..

عبدالرحمن يهز كفه وهو يقول بابتسامة: من جدش ذا العصفور يوجعني..
اقعد يا ولد.. ماعليك منهم..


بينما أبو عبدالرحمن أشار بيده وهو يهتف بحزم: دامك كلكم متجمعين.. خلني أعلمكم بشيء.. عبدالرحمن عنده خبر..
ترا عرس شعاع بيكون الجمعة اللي عقب 3 أسابيع..

الوجوم والسكون حل على المكان.. بينما شعاع همست كأنها تكلم نفسها وفيضان من الدموع يستعد ليقفز من عينيها:
بس آخر امتحان عندي بيكون الخميس اللي عقب ثلاث أسابيع..

فاضل بحزم صارم: وتعرسين ثاني يوم.. وين المشكلة؟؟

حينها أم عبدالرحمن همست بتردد: البنية قد هي مسوية حجوزاتها.. ماعاد تقدر تقدمها.. وثلاث أسابيع ماتكفيها تكمل تجهيزها..

أبو عبدالرحمن بذات الصرامة الحازمة: الحجوزات تسوي غيرها.. والسوق مهوب طاير.. اللي مهيب لاحقة تشتريه قدام عرسها تشتريه عقب..

شعاع بدأت تدعك أناملها بعنف وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء..
فهي مشغولة تماما هذه الأيام في الاستذكار وتسليم مشاريعها الأخيرة
وتشعر أنها تكاد تنفجر من ضغط الجامعة..
فكيف بالزواج أيضا وهي من كانت تؤجل فكرة التسوق بالكامل حتى تنتهي من الجامعة..؟؟

فقط أنهت حجز التزيين وتصميم الفستان.. وقررت أن تريح بالها من كل شيء حتى تنتهي من الامتحانات التي تشكل لها شبحا مرعبا لأنها في فصل التخرج..

أبو عبدالرحمن لاحظ ارتعاشها وأنها على وشك أن تبكي.. ناداها بحنان عميق:
شعيع يا أبيش تعالي اقعدي جنبي..

شعاع قامت لتجلس جواره ولتنفجر في كل ما منعت نفسها من إسالتها من دموع.. وهي تدفن وجهها في صدره..
جوزاء كانت تنظر للموقف أمامها مصدومة.. بينما عبدالرحمن كان قد قرر مساندة والده حين يحتاج المساندة..
لانه يعلم بمبررات والده ويحترمها..

أبو عبدالرحمن احتضن شعاع بحنو وهتف بحنان مخلوط بالحزم:
اسمعيني يأبيش.. رجالش تعبان.. وبيسافر يعالج برا عقب 3 أسابيع..
وأنا حلفت إن قد تروحين معه.. مع إن إبيه كان يبي يأجل العرس عشانش..
بس يأبيش المرة الأصيلة إذا ما وقفت مع رجالها وهو معتازها... متى توقف معه؟؟

شعاع اتسعت عيناها الدامعتان بصدمة وهي تنظر لجوزا التي أخبرتها أن مرضه بسيط..
" أ هو مريض فعلا لهذه الدرجة التي يضطر معها للسفر للخارج؟؟"





*********************************






" ها يا العرسان.. وش علومكم اليوم؟؟"

كساب ينظر لعلي وزايد ويبتسم.. علي ابتسم بمودة بينما زايد هتف بحزم بالغ صارم:
أص ولا كلمة.. أما أنت ماعاد تعرف تحشم ولا تحترم حد..

كساب يبتسم: أفا العريس زعلان..

زايد هتف بذات النبرة الحازمة الصارمة: زين دامك تقول العريس اسمعني عدل..
أنا مالي شغل في شيء.. مهوب انت تقول كل شيء عليك.. كل شيء أنت اللي تسويه..
حتى الخطبة ماراح أخطب.. أنا ماعندي استعداد إني انرفض عقب ذا العمر...

كساب بذات الابتسامة: وليه ظنك إنك بتنرفض؟؟

زايد بحزم أقرب للغضب: رفضتني مرتين قدام أتزوج أمك.. بتوافق علي الحين عقب ماصاروا عيالها شباب..
أنا بس أجاريكم في لعبتكم.. لين تسمحون منها..

كساب بابتسامة واثقة: خلاص أبشر.. أنا بأسوي كل شيء.. وبجيب موافقتها المبدئية.. بس عقب لازم أنت اللي تخطب..
هذا السنع يا العريس اللي تعرف السنع..

زايد جلس وهو يشعر بصداع أليم لم يفارقه منذ البارحة..
لا يحتمل هذا الضغط.. وهو يعلم يقينا أنها سترفضه وللمرة الثالثة..
فلماذا يقلبون مواجعه بهذه الطريقة المتوحشة..؟؟
مشغول بعشرات الأشياء وآخر ماكان ينقصه تلاعب أبناءوه به وفي أكثر الموضوعات حساسية في تاريخ حياته؟؟


"لا تخدع نفسك يا زايد!!
فمن ذا الذي يستطيع التلاعب بك؟؟
تعلم أنه لا يستطيع أحد التلاعب بك إلا بمزاجك أنت؟؟
لماذا لا تقول يا زايد أنه رغم استحالة الأمل
ولكنك لم تستطع مقاومة دغدغة الفكرة لذكرياتك التي غاصت في أقصى جذور قلبك!!"





****************************************





" خالتي تعبت أدق على جميلة وجوالها مسكر
وش فيها؟؟ "

عفراء تهمس بإرهاق مخلوط بالحزن وهي تعدل وضع ابنها على يدها وترد على هاتفها باليد الأخرى:
تعبانة شوي يأمش.. لا شفتش علمتش..

جميلة بخيبة أمل: كنت أبيها تروح معي العصر عشان حجوزات عرس علي..
ثم أردفت بحماس رقيق: إلا دريتي خالتي إن عرس علي تقدم وقته؟؟

عفراء بحنان: دريت ياقلب أمه.. هو اتصل بنفسه فديته اليوم الصبح وقال لي..
وخلاص تعالي العصر وأنا اللي بروح معش..

مزون بتردد: بس خالتي يمكن ماتبين تخلين زيودي.. أو مشغولة..؟؟

عفراء بهدوء مغلف بالشجن والإنشغال من كل ناحية:
زايد باخليه عند أخته.. لأني عارفة إنها ماتبي تطلع مكان..

حينها هتفت مزون بقلق: ليه وش فيها خالتي؟؟

عفراء بحنان وحزن: بأقول لش يأمش إذا شفتش...


مزون أنهت الاتصال وهي تتنهد.. يبدو أن هذا الصباح هو يوم المكالمات الملغومة..
فهي للتو أنهت اتصالها مع سميرة.. رغم أنها تعلم أن ماكانت تريد محادثتها فيه موضوع لا يليق مطلقا على الهاتف
وخصوصا أن سميرة في عملها.. ولكنها أرسلت لها رسالة أنها تريدها في موضوع مهم وخاص جدا وأن تتصل بها حين تستطيع
فكساب أكد عليها أن تنهي الموضوع اليوم.. وهي لابد أن تذهب لتغير حجوزات علي وتحجز حجوزات جديدة وتستعجل فيما بقي من حجوزات..

عدا أنها شعرت بالحرج أن تذهب لزيارتهم لأنها تعلم حينها أن مزنة وبناتها سيكن متواجدات ولن تستطيع مطلقا فتح الموضوع مع سميرة..

كانت ستموت من الحرج حين رأت سميرة تتصل بها..
ولكن ربما من حسنات دراسة الطيران أنها هيأتها للتصرف بتحكم أكبر كلما ازداد الموقف تأزما وصعوبة..
ولكنها لم تحتج لتوظيف قدراتها لأن سميرة فاجأتها بتحمسها للموضوع..

فسميرة ترى في عمتها الكثير من الأنوثة التي ستذهب هدرا دون أن تحضى برفقة رجل يكون شريكا لها فيما بقي لها في حياتها..
فهي ترى أن مزنة تستحق رجلا لم تحصل عليه بعد..
وأي رجل أفضل من زايد؟؟






**********************************






كانت عالية تنتهي من صلاة العصر وتريد أن تتمدد قليلا قبل أن تنزل لوالدتها لقهوة العصر..
حين وصلتها الرسالة التي جعلت عيناها تغيمان من الرعشة والتوتر:

" يعني ماكلمتيني ياصادقة الوعد؟؟
زين الملف اللي خليتيه أمس عندي
وعليه اسمش ومليان بخطش وتقاريرش
بيوصله لش عبدالله
وإلا تدرين بأعطيه إبي بعطيه ابيش أحسن !! "





.
.
.


في ذات الوقت
كانت كاسرة نائمة لأنها لم تكن تصلي لعذرها الشهري الشرعي..
سمعت رنين هاتفها ولكنها كانت عاجزة عن الرد..
سمعت الرنين للمرة الثانية فنهضت من نومها.. وكانت على وشك الرد لولا أنه سكت
لتصلها هي أيضا رسالة.. ولكن رسالتها جعلت دخانا يطلع من أذنيها لشدة غضبها:


" جبانة كالعادة..
وأنا اللي كنت مخدوع فيش كل ذا الشهور وأحسب أنش شجاعة!!
لا يكون بأكلش في التلفون يعني؟!!
ردي علي ياجبانة.. أبيش في موضوع مهم
ولا تخافين.. موضوع مايخصنا"






#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 07-12-10, 06:41 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السابع و الستون

 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والسلام والمودة
.
ياحياكم الله يا أطهر قلوب قلب قلب قديمكم وجديدكم
.
فيه بنات يسألون عبدالرحمن أشلون عرف عالية؟؟
بتسمعون أشلون عرف على لسانه هو
وعلى العموم اللي يقولون إنه مابعد شافها.. لا هو شافها وبالنقاب يعني عارف هيئتها بالنقاب.. لما زارها عند أمها :)
.
.
ما أبي أطول عليكم
يا الله الجزء 67
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.





بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والستون






كانت عالية تنتهي من صلاة العصر وتريد أن تتمدد قليلا قبل أن تنزل لوالدتها لقهوة العصر..
حين وصلتها الرسالة التي جعلت عيناها تغيمان من الرعشة والتوتر:

" يعني ماكلمتيني ياصادقة الوعد؟؟
زين الملف اللي خليتيه أمس عندي
وعليه اسمش ومليان بخطش وتقاريرش
بيوصله لش عبدالله
وإلا تدرين بأعطيه إبي بعطيه ابيش أحسن !! "


عالية شعرت بالصداع يعاود التفجر في منتصف رأسها..
(ياربي وأنا من أمس أدور له ما أدري وين قلعته
الله يقلع دار العدوين.. مالقيت أخليه إلا عند الدب)


عالية تناولت هاتفها وأناملها ترتعش رغما عنها:

" يا النصاب أنا ما وعدتك..
أنا قلت بأكلمك بس عشان تخليني أروح..
وتكفى الملف عطه لجوزا..فيه شغل مهم واجد..
أدري إنه مايهون عليك تفضحني وتعطيه إبي أو عبدالله!!"


انتظرت أقل من دقيقة ليصلها رده:

" عادي مثل ماهنت عليش
وأنتي تكذبين علي وتسكتيني كني بزر تلعبين عليه
أنتي بعد بتهونين علي..
كلميني الحين مثل ماوعدتيني أو الملف بيوصلش الليلة مع أبيش..."

عالية غطت وجهها حين وصلها رده: صدق يامن شرا له من حلاله علة.. وش ذا اللزقة؟؟

أرسلت له بغيظها:
" أنت ليش تتأمر علي؟؟
تبي تكلمني كلمني.. هذا أنت جبت رقمي.. يعني السالفة مهيب صعبة عليك..
ليش ملزم أنا اللي أكلمك؟؟"

وصلها رده :
" لأنه أكثر شيء أكرهه في العالم الكذب..
ولازم تعرفين عني ذا الصفة..
أنا ما أرضى حد يكذب علي..
كلميني الحين ولا تزعليني.. لأن زعلي شين!!"


عالية بتوتر (ويهدد بعد الأخ!!.. بس ماظنتي يسويها مستحيل
لو وجهه مغسول بمرقة ومافيه مروءة إنه مايفضح مرته كذا..
وش عرفني يمكن الغيبوبة أثرت على عقله..؟؟
بس صدق لو هو بيسويها إنه طاح من عيني..
لا والله.. الدب مايهون علي!!"


عالية اتصلت به بتوتر..
جاءها ترحيبه دافئا عميقا وحنونا ومثقلا بنبرة رجولية خاصة به:
اشتقت لش من البارحة لين اليوم ما تتخيلين وش كثر..

عالية بتوتر: تكفى عبدالرحمن ملفي عطه جوزا..

عبدالرحمن بابتسامة دافئة: وهذا الحين كل اللي هامش وماكلمتيني إلا عشانه..
لا تخافين.. ملفش أصلا عطيته جوزا من قبل ما أكلمش.. يوم راحت من عندنا قبل شوي..
وحطيته في ظرف وماقلت لها أساسا وش هو.. بس قلت عطيه لعالية بدون ماحد يدري..
ومن أمس من يوم طلعتي.. قلت لأبي يعطيني إياه.. ماطلبته من أمجد لأني أعرفه ملقوف ويقرأ عربي وانجليزي زين..
بس إبي عطاني إياه بدون مايطل فيه حتى..
وعلى طول طلبت من الممرضات ظرف أحطه فيه.. وقبل مايوصلني الظرف.. كنت حاطه ورا مخدتي اللي ورا ظهري..
إذا عندش شك واحد في المية إني ما أحرص عليش حتى أكثر من نفسش فأنتي خبلة
يعني تصدقين إني ممكن أسويها يا الخبلة وأعطيه لأبيش أو أخيش عقب ماسويت ذا كله عشان ماحد يلمح اسمش حتى عليه..؟؟


عالية بصدمة متأثرة من لطف كل ماقاله: زين ليه تهددني فيه أساسا؟؟

عبدالرحمن بابتسامة: داري إني مالي خاطر عندش.. وأنش ماراح تكلميني إلا بالتهديد..
يعني أكون بأموت عشان أسمع صوتش.. وأنتي شاحة به علي..

عالية صمتت وحنجرتها تجف تماما.. ووجهها يشتعل احمرارا..
بينما عبدالرحمن أكملها عليها وهو يهتف بدفء عميق هز أعماقها هزا:
ها عالية أوعديني تكلميني.. أو على الأقل ردي على مكالماتي لا كلمت..
يعني صبريني شوي لين موعد عرسنا.. أشلون باستحمل يعني ياقلبي؟؟

عالية زاد وجهها احمرارا (وقلبي بعد.. الرجّال استخف!!) ريقها جاف تماما بالكاد ظهر صوتها مع كلماتها المبحوحة:
تبيني أكلمك.. لا تقول لي ذا الكلام.. ولا تكلمني بذا النبرة..!!

عبدالرحمن ضحك: الحين حلال عليش وحرام علي.. يعني كنتي مذوبة قلبي وانا في الغيبوبة بكلامش واحترق إني ما أقدر ارد..
والحين مستكثرة علي أعبر شوي..

حينها همست عالية بيأس خجول: عبدالرحمن إنت صدق متذكر وش كنت أقول
وإلا تبي تجلطني؟؟

عبدالرحمن بابتسامة: أول الأيام ما أتذكر شيء.. بس أتذكر همسش الدافئ قريب مني ويهز أوتار قلبي..
لكن عقب لو تبين أقول لش سوالفش بالتفصيل قلتها..

عالية تكاد تجن: عبدالرحمن أنا قلت لك أسرار واجد ما أبي حد يدري فيها..

عبدالرحمن بأريحية حميمة: ومستحيل حد يعرف سر أنتي قلتيه لي.. اعتبري نفسش أساسا ماقلتي شيء..
بس فيه سوالف مستحيل أنساها وبحاسبش عليها وحدة وحدة..
ثم أردف وهو يبتسم بغيظ: خصوصا سالفة ولد عمش أبو عيون عسلية.. هذي لها حساب خاص..

عالية شعرت كما لو كان صدمها قطار في منتصف وجهها.. وهي تغلق الهاتف في وجهه وتلقي الهاتف بعيدا عنها..

ثم تدفن وجهها في المخدة لأنها شعرت أنه اشتعل واحترق بكل معنى الكلمة..
لذا لم تشعر بدخول جوزاء عليها التي حسبتها نائمة وهي تضع ظرفا بنيا ضخما قريبا منها ثم تغلق الباب خلفها..





*************************************







كانت كاسرة نائمة لأنها لم تكن تصلي لعذرها الشهري الشرعي..
سمعت رنين هاتفها ولكنها كانت عاجزة عن الرد..
سمعت الرنين للمرة الثانية فنهضت من نومها.. وكانت على وشك الرد لولا أنه سكت
لتصلها هي أيضا رسالة.. ولكن رسالتها جعلت دخانا يطلع من أذنيها لشدة غضبها:


" جبانة كالعادة..
وأنا اللي كنت مخدوع فيش كل ذا الشهور وأحسب أنش شجاعة!!
لا يكون بأكلش في التلفون يعني؟!!
ردي علي ياجبانة.. أبيش في موضوع مهم
ولا تخافين.. موضوع مايخصنا"


كانت على وشك الاتصال به.. حينما عاود هاتفها الرنين باسمه..
فهي مازالت لم تبرد نارها فيه لما فعله بها بالأمس وهو يحرجها هكذا أمام والدتها..
وبالفعل كانت تريد أن تكلمه لتسمه قليلا كما هي مسمومة منه لدرجة شعورها بمرارة السم تتصاعد مع أنفاسها..
ولكنها لم تكلمه حتى لا يعتقد أنه نجح في استفزازها.. ولكن هاهو يأتي لها بنفسه..

ردت على الهاتف وبدون مقدمات ببرود احترافي: هلا والله..
تصدق اشتقت لك وكنت باقول لك تعال تعلبش على الدرايش عشان أشوفك؟؟

كساب ببرود أكثر احترافية: اطلبي وشوفي أنا بأنفذ وإلا لأ.. ما أحب أخلي في خاطرش شيء..

كاسرة بذات البرود: تصدق أسمع بالناس اللي مافي وجيههم سحا..
بس مثل وقاحتك ما تخيلت إني ممكن أشوف في حياتي كلها..
ماكفاك اللي سوته أمي فيك؟؟

كساب بتهكم: ترا ماكنت في التهزئية بروحي لو أنتي ناسية.. أنتي خذتي نصيبش معي

ثم أردف بثقة: وعلى العموم عمتي عبارة أمي وما حد يزعل من أمه..
وخصوصا إنها تشوف السالفة من زاويتها.. أنا ما أشوف نفسي سويت شيء غلط.. هذا حقي..

كاسرة مازالت تحتفظ ببرودها الواثق: صدق وقح.. أي حق هذا اللي تشوفه لنفسك وأنت هاجم على بيوت الناس؟؟

كساب بثقة أشد: والله لا صار عند الواحد مرة مخها معووج ماتنفع معها الطرق المستقيمة..
وش يسوي؟؟ لازم يستخدم طرق معووجة مثلها..

كاسرة بثقة: هذا والله اللي ركبني حمارته وعيرني بعيارته ..
وعلى العموم دامني عوجا ومخي معووج.. وش حادك علي..؟؟
طلقني واخلص مني..

كساب بحزم: قلت لش طلاق ماني بمطلق .. وبتطخين ..واللي في رأسش بيطيح وبترجعين من ورا خشمش..

كاسرة بدأت تنتفض من الغضب الذي لم يظهر في صوتها المتحكم:
أنت ماتفهم.. الحياة معك بالغصيبة؟؟ قلت لك ما أبيك.. نفسي طابت منك..

كساب بجبروت: بس أنا نفسي ماطابت منش.. وأنا اللي أقرر مهوب أنتي..

ثم أردف بتلاعب مثير:وعلى العموم أنا قلت لش ..أنا أبيش في موضوع مايخصنا..
بس أنتي لا سمعتي صوتي أدري تفقدين الإحساس ومايصير في رأسش شيء غيري..


كاسرة رأسها يؤلمها من ثقته الوقحة (أي مخلوق متبجح هذا؟؟
.
وما الغريب فيما يقول؟؟
الغريب إنه محق.. ما أن أسمع صوته لا يعود في رأسي سواه!!"


كساب أكمل ببساطة واثقة: خلينا الحين من طاري الطلاق..
لأنه حن في طاري زواج..
إبي يبي يتزوج أمش..


كاسرة تصورت أن الموضوع قد يكون أي شيء.. لكن هذا الأمر لم يخطر أبدا ببالها.. أبدا.. أمها تتزوج؟!!!
همست بصدمة وصوتها مبحوح تماما: نعم؟؟ من؟؟ أمي وعمي زايد؟؟

كساب بثقة: ليه إبي مهوب قد المقام..؟؟
أدري إنش تحبينه أكثر مما تحبيني..
يعني ماتبينه يكون أقرب لش أكثر ويصير أب وعم..؟؟

كاسرة حينها همست بثقة: لو حبيته أكثر فهو يستاهل.. عطاني سبب أحبه عشانه.. حنان ورجولة وتفهم ..
لكن أنت على ويش أحبك أساسا..
وعلى العموم على قولتك الموضوع مايخصنا..
بس أنا متأكدة إنك تمزح.. وهذا موضوع ما ينمزح فيه لو سمحت كساب..
لين هنا ووقف خبالك..

كساب بثقة غامرة لا تخلو من نبرته الساخرة الحادة التي يتميز بها:
ليه هذي كلها أنانية منش.. تبين أمش لش بروحش..؟؟
أو يمكن كاسرة اللي مايهمها حد.. خايفة من كلام الناس لا يقولون شوفوا أمها أعرست..؟؟
ترا هذا زايد آل كساب اللي متقدم لأمش مهوب أي حد..

كاسرة بثقة غامرة: وزايد آل كساب على رأسي.. بس كلامك مهوب منطقي..
لو إبيك يبي أمي.. أمي صار لها أرملة أكثر من 15 سنة..
وأمك الله يرحمها لها أكثر من 17 سنة من يوم ماتت.. ليش ماخطبها وهم عادهم شباب..
يعني الحين في ذا العمر يبيها؟؟ اسمح لي كلام مايدخل الرأس..

كساب بثقة: وليه أنتي شايفة إبي وأمش شيبان.. بالعكس الأثنين شباب والله معطيهم الصحة..
وشيلي من رأسش إنه كلام مايدخل المخ...

يعني عمش زايد حبيبش مايستاهل منش تأزرينه وهو اللي بداش حتى على ولده..؟؟
يعني هذا بيكون ردش عليه عقب مابداش عليّ وخلاش تمشين شورش؟؟
أمش رفضت إبي مرتين.. بتسمحين لها تفشله مرة ثالثة..
والحين إبي مهوب مثل ماكان قبل 30 سنة.. لا مكانته العالية ولا سنه يسمحون إنه ينرفض.. والرفض بيكون إهانة له...
إذا انتي عادي عندش إنه ينهان.. اعتبري نفسش ماسمعتي مني شيء..
ولو جاكم إبي يخطب ردوه..
واستخسري في أمش فرصة إنها تعيش اللي باقي من عمرها جنب رجّال تدرين زين وش كثر بيحترمها ويقدرها ويعوضها عن شبابها اللي ضاع..


.
.
.


بعد دقائق..

كساب بعد أن أنهى اتصاله مع كاسرة.. قام بإجراء اتصال جديد..
كما لو كان ذهنه يعمل على عدة مستويات..
أو كما لو كان اخطبوطا أذرعه تعمل على عدة اتجاهات..

اتصل بسليم مرافق الجد جابر ليسأله عن مكان الجد..
فأخبره سليم أنهما في مجلس زايد ولكنهما لم يجدا أحدا وسيغادران بعد أن ينتهي الجد من شرب قهوته التي حلف عليه المقهوين أن يشربها قبل المغادرة..

فطلب منه كساب أن ينتظرا لأنه سيحضر حالا لهما..

وصل للمجلس خلال أقل من دقيقة لينحني كساب على رأس الجد ويتأخر سليم ليخلي الجو لهما وهو ينضم للمقهوين قريبا من دلال القهوة..

بعد أن انتهيا من السلامات المعتادة همس كساب باحترام مخلوط بالمودة: بشرني منك يبه..

الجد بنبرة مقصودة: أنا طيب وش العلوم اللي عند شيبة مثلي.. يقول يا الله حسن الخاتمة..
أنت اللي وش علومك.. عاجبك حالك أنت ومرتك؟؟
أنا حالف عليك تسمي الولد الثاني امهاب عقب ماتسمي الولد الأول زايد..
والظاهر إنه لا به زايد ولا امهاب..

كساب ابتسم: والله يبه الظاهر إن بنتك غرها الغلا.. وش أسوي بها ؟؟

الجد تنهد وهو يرسم شبح ابتسامة: هيييييييييه ...الظاهر ياأبيك إنك نسيت وصاتي لك وأنت صغير ..
قلت لك بنتي مهرة تعسف بس ما تكسر.. وأنا أشوف من وجيعتها منك إنك تبي تكسرها..

كساب مازال مبتسما لا يعلم لماذا يشعر مع الجد بأريحية مطلقة كما لو أنك تتحدث إلى بئر عميقة صداها أكثر عمقا..:
يبه هي خلتني أعسف وإلا أكسر.. شلت شلايلها وهجت عندكم..
وعلى العموم يبه.. خل كاسرة شوي.. خلها لين يطيب خاطرها وبترجع..
الحين أبيك في سالفة أهم..

الجد بعتب: أفا يأبيك وش السالفة اللي أهم منك ومن مرتك..

ابتسم كساب: اللي أهم منا إبي وأمها..

الجد قطب جبينه بتساؤل قلق: زايد ومزنة.. عسى ماشر؟؟

حينها هتف كساب بمودة حازمة: مابه شر.. إلا خير.. نبي نزوجهم..

الجد حينها ضحك ضحة خافتة من القلب: الله يونسك بالعافية ياولدي.. لي شهور ماضحكت..

كساب يضحك معه ولكنه يعود ليهتف بجدية: ليه يبه لذا الدرجة متباعد الموضوع..؟؟ تراني أتكلم من جدي..
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث جدهن جد.. وهزلهن جد.. النكاح والطلاق والرجعة..)
يعني مستحيل أمزح في موضوع مثل هذا..

حينها قطب الجد جبينه: يأبيك.. من جدك ذا الحكي؟؟.. بروحك تقول مايجوز المزح في ذا السوالف..

كساب هتف بأكبر قدر من الجدية: والله العظيم يبه إنه من جدي..
إبي يبي يخطب عندك بنتك.. بس خايف تردونه.. وأنت داري قدر إبي مايسمح تردونه ثالث مرة..

حينها هتف الجد جابر بحزم: أجل قل له لا يخطب..
يا أبيك اللي مضى ماعاد يرجع.. أنا لو أنه بيدي كان قلت لك جيب المملك أملكه ذا الساعة..
بس مزنة ماقدرت عليها وهي أم 15 سنة.. أقدر عليها ذا الحين..
مزنة أم عيال ذا الحين.. ولا عاد لها في العرس حاجة.. جعل عمر تميم طويل..

كساب لم يتوقع مطلقا أنه قد يواجه هذه المعارضة من الجد الذي يحب زايد أكثر من ابن حتى..

لم يعلم أن معارضة الجد لم تكن معارضة في ذاتها.. فربما كان هذا الأمر من أكثر الأمور التي تمناها في حياته..
لكنه أراد أن يجنب زايد مرارة رفض ثالث يعلم أنه قادم لا شك..
فهو يعلم فعلا إنه إن كان لم يقدر على مزنة وهي صغيرة.. فكيف يقدر عليها الآن؟؟ كيف يقدر عليها الآن؟؟


تصاعد ضيق غريب في روح كساب.. إذا لم يسانده الجد.. فمشروع الزواج فاشل لا محالة..
حينها قرر تغيير الاستراتيجية واللعب على اتجاه آخر..

هتف كساب ببساطة حازمة: يبه ليه ظنك إبي يبي عمتي؟؟

الجد بنبرة قاطعة: وش يدريني يابيك.. يمكن عادها في خاطره من ذاك الزمان..

كساب بحزم وهو يقترب من الجد أكثر ليهمس في أذنه بنبرة اهتمام:
يبه عمتي مزنة لين الحين وهي حسرة في قلب إبي..

انتفض الجد: الحسرة في قلوب عدوين أبو كساب..

حينها ابتسم كساب: بس أنت تبي تخليها في قلبه لين يموت..
يبه ليه تباعد السالفة كذا.. بعيد الشر عنكم كلكم.. وجعل عمر تميم طويل في الطاعة..
حد ضامن عمره.. عمتي مزنة ماعندها إلا ذا الولد الله يخليه لها..
وبدون قصور في تميم.. لكن مهما كان بتحتاج لها حد يتكلم يسنع أمورهم ويخلص أشغالهم..
ولا خذت إبي بيصير عندها فوق الولد.. ثلاثة عيال..

الجد بدأ يشعر بالصداع من هذا التفكير.. هتف بذات تفكيره المحموم: هذا أنت ولدها..

كساب شعر بالانتصار لأنه علم أنه أثار بلبلة في ذهن الشيخ فهتف بثقة: يبه أنت عارف يباس رأس كاسرة.. لو مارضت ترجع لي..
أي ولد أنا... مهما كان مهوب طالبين مني اللي يبونه..
أنت داري إنه أول كنت أخلص لعمتي أشغالها وأكفي تميم.. لكن من عقب زعل كاسرة ماعاد طلبت مني شيء..
يبه طال عمرك..خل عمتي مزنة تضمن لها رجّال وعيال.. ولبناتها أب تدري إنه مهما صار لهم من عقبك إنه بيكون وراهم سند قوي..
يبه عمتي مزنة ماحد يقدر يغصبها.. بس على الأقل لا تقوي رأسها.. أنت عارف المصلحة وين ولازم تسويها...







*************************************





" يأمش ماتبين شيء؟؟"

جميلة بإرهاق وذبول وهي تحتضن زايد بين ذراعيها: لا يمه فديتش.. والله ما أبي شيء..
أساسا بارقد زايد وأرقد معه..

عفراء بقلق: يأمش.. بسش رقاد..

جميلة هزت كتفيها بيأس: ومن قال لش رقدت.. يمكن الحين أقدر أرقد عشان زايد قريب مني..

عفراء تحمل حقيبها وتهمس بحنان: إن شاء الله ما احنا بمبطين.. وعقب بأرجع أنا ومزون هنا.. مزون تحاتيش واجد وتبي تشوفش..

جميلة بذات النبرة الذابلة: خير يمه.. أنتظركم..

عفراء خرجت.. وجميلة كما لو كانت تنتظر خروجها.. لتعاود الإنفجار في البكاء..
إحساس مرارة وخذلان عميق يلتهم روحها..
لم تتخيل أبدا أن يكون هذا ختام حكايتها مع خليفة..
أن يبيعها بهذا الرخص!!

" هو باعني وحن عادنا في المطار..
وش فرقت الحين؟؟
مهوب أنا اللي كنت أبي أعطيه فرصة للاختيار ..هذا هو اختار..


زايد الصغير انفجر في البكاء.. جميلة كفكفت دموعها بجزع:
آسفة حبيبي آسفة.. روعتك...
وش أسوي بأختك الخبلة اللي تبكي على المقفي.. وهو مادرا عن هوا دارها..
خلاص لا تزعل علي.. وعد علي ما أبكي.. بس لا تبكي أنت فديتك..





********************************





" السلام عليكم يمه..
وين البنات؟؟ "

مزنة تضع الحاسوب الذي كانت تعمل عليه جانبا وهي تهتف بجبين مقطب فهي مازالت عاتبة على كاسرة:
راحوا لشعاع يهنونها سلامة أخيها.. ويشوفون لو هي تبي شيء يسوونه نيابة عنها لأنهم قدموا عرسها.. ويمكن ماتلحق تجهز شيء..

كاسرة همست بإرهاق: إيه والله نسيت.. وضحى قالت لي أصلا..

مزنة بذات الجبين المقطب: اللي ماخذ عقلش يتهنا به.. ما ألومش ماعاد لقيتي حد يتعلبش على الدرايش عشانش..؟؟

حينها ابتسمت كاسرة وهي تجلس جوار والدتها وتحتضن عضدها:
بس يمه مهيب حلوة فكرة إن حد يتعلبش الدرايش عشانش؟؟
تحسين كأنش أميرة في قصة خيالية..

مزنة بذات تقطيبها ونبرتها المقصودة: لا والله.. تدرين إني متضايقة واجد..
عشان كساب مهوب عشانش.. أجعته واجد في الحكي.. وماخليت شيء ماقلته له..
حتى شوفته حرمت نفسي منها وأنتي عارفة زين غلاه عندي.. وكله من سبايبش يا الأميرة..
حرقتي قلب الصبي لين تعلبش على الدرايش وسوى المنقود..

حينها اتسعت ابتسامة كاسرة وهي تهتف بنبرة مقصودة:
دامش مشتاقة له.. ومهوب هاين عليش زعله.. خلاص أرضيه.. وتزوجي إبيه..

مزنة انتزعت عضدها من ذراع كاسرة وهي تستدير بجسدها كاملا نحو كاسرة وتهتف بغضب:
المزحة السخيفة ذي لو سمعتها من وضحى أو سميرة.. يمكن أبلعها.. بس منش عاد...

كاسرة بثقة: وفعلا ليش أمزح في موضوع ما ينمزح فيه..

مزنة بذات الغضب: كاسرة تلايطي.. وعيب عليش ذا الكلام..

كاسرة تنهدت ثم هتفت بجدية صارمة: يمه أنا أتكلم من جدي والله العظيم.. عمي زايد يخطبش..
وش رأيش؟؟

مزنة وقفت وهي تهتف بحزم: رأيي إنش استخفيتي.. وعمش زايد استخف كنه موافق على ذا الخبال..






******************************************





" شعاع يا الخبلة
قومي.. فيه وحدة عرسها عقب 3 أسابيع وتبكي كنه ميت لها ميت"

شعاع تمسح وجهها المحمر من البكاء والذي ازداد مع شفافية الدموع شفافية فوق شفافيته وتهتف باختناق:
زين وش تبوني أسوي.. حاسة إني مخنوقة من كل صوب..
كنت مأجلة التفكير في كل شيء لين أتخرج.. كبوا كل شيء فوق رأسي..

سميرة بحماس: قومي يا الخبلة.. خلينا نسوي مخطط لش للأشياء اللي تبينها..
وإحنا بنسوي كل شيء.. هذا إحنا صيع ماورانا شيء لا رجعنا من الدوام
وأنتي أبد لا تشغلين بالش شيء.. حطي همش في المذاكرة..

شعاع بذات النبرة المختنقة : والله العظيم مالي نفس في شيء..
ليش أشتري وأتزين وأتعدل.. لمن؟؟
ورجالي أساسا تعبان وبدل ما نروح شهر عسل.. رايحين رحلة علاج..

وضحى بتشجيع: تتعدلين عشانش وعشان نفسش وعشان تحسين إنش عروس صدق..
وحتى لو رجالش المسكين مريض ماراح تفتحين نفسه شوي وتحسسينه إنه مهما كان عريس..
يا الله قومي قومي.. خلينا نسوي الجدول.. أنتي بس عطينا الميزانية.. والله لنخربها ونسوي لها اختلال..






**************************************





" يبه أنا أبي أسوي عرس للرياجيل بعد!!"

زايد يلتفت لعلي ويهتف باستغراب: نعم؟؟ تبي تسوي عرس؟؟
يأبيك أنت داري إنه أفرح ماعلي شوفتك بالبشت وأسوي لك عرس أعزم عليه خلق الله ومن خلق..
بس أنت فيك حيل تقعد قدام الرياجيل...؟؟

ابتسم علي بإرهاق: على قولت عمي اللي قالها لك (فيه شيء أبدى من شيء)
وهذا أنا الحين أحسن..
هذا أنا قاعد معك على الكراسي ماني بعلى السرير..
ومن يوم دخلت المستشفى وأنا أحسن لأنهم على طول مركبين على المغذي ويعطوني إبر فيتامينات وفاتح شهية..
يعني على وقت العرس بأكون أحسن بعد..
ويبه ربعي كلهم منتظرين عرسي.. وحتى الوزير كان يسألني يقول لي متى عرسك؟؟
مايصير الحين أعرس سكيتي.. مهيب حلوة في حق منظري قدام شغلي.. ولا حتى معارفك الواجدين..

ابتسم زايد: جعلك إن شاء الله في زود.. وقدرك كبير في عيون ربعك..
أبشر بالعرس اللي ماصار في الدوحة مثله..
والحين بأتصل في مدير مكتبي يستعجل طباعة الكروت...
وماراح يكون فيه مشكلة عنده لأن أسماء المعازيم مسيفة عنده من أيام عرس كساب..
معازيمي ومعازيمك ومعازيم عمك وكساب وجماعتنا اللي هم هم جماعة أبو عبدالرحمن.. كلها مخزنة عنده..






***********************************




" الحين تميم من البارحة لين اليوم وأنت منشف ريقي
قصدي تعبت إيدي عشان أطلع بسالفة تونسني منك"

تميم ابتسم وهو يشير لها: ليه أنتي خليتي لي مجال أتنفس..
أول مرة أشوف حد ممكن يهذر بالإشارة كذا..
هذا وأنتي باقي إشارات ماتعرفينها .. بكرة لا عرفتي كل الإشارات أشلون بألحق عليش..

سميرة تكبر في وجهه بطريقة كوميدية وتشير: الله أكبر.. تبي تطسني عين..
وإلا هذا كله عشان أساسا ماعندك سالفة أرز وجهي فيها..

حينها اقترب تميم منها أكثر ليمسح على خدها بسبابته.. لتتراجع هي بخجل ويكف يده وهو يشير بتقصد:
إذا أنتي طليتي في وجهي واحنا بزران ببراءتهم.. وتبين تحاسبيني عليها..
مهوب كافيش تغترين ذا الشهور كلها اللي حرقتي قلبي فيها وأنا ساكت..
أشوف عيونش وأتنهد.. واشوف شفايفش وأتنهد.. واشوف زولش وأتنهد......

سميرة قاطعته وهي تشير بخجل عميق وإحمرار وجهها الشفاف بدا كإحمرار الدم:
بس تميم خلاص..

تميم مستمر في الإشارة بذات التقصد وعيناه تطوفان بها:
لا مهوب خلاص..
تقولين لي وسع الخاطر.. زين باوسع الخاطر والله يصبرني..
بس بعد أنتي لا تصيرين صكة.. وأقل لمسة مني تجفلش..
تحسسيني كني وحش........

وأنهى إشارته بأن مد يده ليحتضن كفها.. حاولت أن تمنع دقات قلبات من التصاعد..
لا تعلم ما الذي يحدث لها ما أن تشعر بدفء أنامله.. أما حين شعرت بدفء أنفاسه على أناملها..
لم تستطع إلا أن تشدها وهي تشير له بدقات قلبها المتصاعدة:
طيب أنا أوعدك ما أصير صكة.. بس خلنا نسولف أول..
أبي أسألك عن شيء؟؟

تميم تنهد: إسأليني..

سميرة بإشارة مقصودة: وش رأيك في فكرة إن أمك تتزوج؟؟

ضحك تميم: أدري دمش خفيف وراعية نكت.. بس مهوب لذا الدرجة عاد.. تبين تزوجين أمي..
ومن تزوجينها؟؟ شايب في السبعين تخدمه أمي؟؟

سميرة بذات الإشارة المقصودة: خلنا نتكلم جد شوي.. وهي مجرد فكرة..
لا مهوب شايب.. وواحد توه في الخمسين وبصحته ومايبي أمك تخدمه..

تميم حينها أشار بضيق: ترا فيه أحيانا سوالف حتى الأخذ والعطا فيها يضيق الخاطر..

سميرة حاصرته أكثر: هذا كله تتهرب من الإجابة؟؟

تميم أشار لها بشكل مباشر: وليش أتهرب؟؟ طبعا لا.. مستحيل أوافق أمي تتزوج..

حينها تغير وجه سميرة وقطبت جبينها وهي تسأل تميم: وليه؟؟ شنهي أسبابك؟؟

تميم بجدية: مافيه رجال فيه خير يرضى أمه تتزوج..

سميرة بغضب: لا لا تقول مافيه رجال فيه خير.. قل مافيه رجال أناني ومظهره قدام الناس أهم عنده من أي شيء يرضى أمه تتزوج..

تميم أشار بغضب مشابه: أنتي تبين لش سبب تهادين عشانه؟؟... الحين أمي وش حاجتها تعرس.. الخير وواجد وعيال وعندها..
المرة تعرس لأنها تبي حد يضمها ويصرف عليها أو لأنها تبي عيال..

سميرة نظرت له بنظرة مباشرة: الحين أنا أشتغل وماني بمحتاجة إنك تصرف علي..
ويمكن الله ما يكتب إنه احنا نجيب عيال... نتطلق يعني بما إن هذا هو سبب الزواج الوحيد؟؟

تميم يتنهد وهو يحاول مجاراتها: لا طبعا.. لأنه الإنسان محتاج شريك روح قبل أي شيء..

حينها كما لو كانت سميرة أمسكت بصيد ثمين: وأمك يعني ماتستحق شريك حياة بعد مادفنت عمرها في تربيتكم..
مايحق لها تعيش اللي باقي من حياتها مع رجّال يكون فعلا سكن لروحها..
تعرف حالتك بتكون نعمة من رب العالمين... الناس بيتكلمون.. خلهم يتكلمون لأن كلامهم ماراح يوصلك ولا يوجعك..

تميم بغضب: ويعني عشاني ما أسمع.. أخلي أمي تتزوج.. وعادي خل الناس تأكل وجهي من وراي..
أنتي يعني عشان ماتبين تعطيني حقي.. سويتي هالمشكلة كلها عشان مجرد نظرية عمرها ماراح يصير..
خلاص قولي ما أبيك... بدل ما تحرقين أعصابي بذا اللفة الطويلة...

حينها وقفت سميرة وهي تهتف بتأثر فعلي عميق وتمنع نفسها من البكاء ليس لأجل موضوع زواج عمتها ولكن لأجلها:
تذكر في أول يوم لزواجنا لما ضربتني لأنك تشك فيني..

تميم شعر أن قلبه يعتصر بقوة.. لماذا تذكرت هذه الحادثة التي يريد نسيانها؟؟

ولكنها أكملت بذات التأثر العميق وصوتها يختنق بالعبرات وهي تستعد لمغادرته جالسا:
كنت تسأل نفسك.. ليش وحدة مثلي توافق عليك..؟؟
الحين أقول لك..وافقت لأني كنت أظن نفسي محظوظة فيك وأنا أحسبك رجّال مختلف..
كنت أحسب إن في داخلك عمق إنساني مافيه رجال ثاني يقدر يوصل له..
لكن أنت طلعت مثلك مثل الباقيين.. رجولتكم الرخيصة أهم عندكم من أي شيء ثاني..
منظرك طلع عندك أهم من أمك.. ومستعد تدوسها وتدوس مشاعرها عشان رجولة الخرابيط اللي لازم تحافظ عليها..
الرجّال صدق ما يظلم.. ولا يقهر.. ولا يشوف هله آداة لتغذية غروره..
ما أقول غير خسارة ظني فيك.. خسارة..!!







**************************************




كانت عالية نائمة حين رن هاتفها.. فقد اعتادت ألا تضعه على الصامت خوفا أن تحتاج والدتها شيئا وهي نائمة..
تناولت الهاتف بنعاس لتنظر للرقم المضيء في الظلام.. ردت بنعاس:
تدري إنك ماتستحي...

أجابها عبدالرحمن بابتسامة دافئة: وأنتي تدرين إن صوتش وأنتي نعسانة كذا يذبح..

أجابته بذات النعاس: وأنت شكلك تخرف والغيبوبة أثرت على مخك..
لاني يقولون لي إن صوتي مايفرق إن صوت أخواني..
إلا عاد لو صوت هزاع يذبحك هذا شيء ثاني..

عبدالرحمن ضحك: يا الخبلة فيه وحدة تقول لرجالها إن صوتها كنه صوت أخوانها..؟؟

عالية اعتدلت جالسة وهي تبتسم: والله أنا وحدة صريحة ..
وخصوصا إنه فيه ناس مخوفيني إنهم يكرهون الكذب وبيقصون رقبتي لو كذبت..

عبدالرحمن حينها هتف بدفء مقصود: أمانة عليش تقارنين صوتش اللي يذوب شرايين قلبي شريان شريان.. بصوت هزاع اللي كنه مكينة سيارة مخروقة..

عالية ضغطت جانبي رأسها بين إبهامها ووسطاها وهي تهتف بخجل طبيعي:
عبدالرحمن لو تبي تكلمني وأرد عليك قلت لك بلاه ذا الكلام وذا النبرة..
أو تدري بلاها تكلمني مرة وحدة.. تخيل منظري قدام هلي لو اكتشفوا إني أكلمك..

عبدالرحمن بابتسامة: الحين تبين أصدق إنش ماخفتي وأنتي تنطين عندي في المستشفى... بتخافين يكتشفون أنش تكلميني..
خلهم يكتشفون.. ماسويت شيء غلط.. أكلم مرتي وحلالي..
عالية أنا دكتور جامعة وداخل على 32 سنة وآخرتها تبيني أخاف أنه أحد يدري إني أكلم مرتي..
لو ذا السالفة مرعبتش خذت أذن من عمي خالد... وبلا ماتكونين مرعوبة لما تكلميني..
لأني مستحيل من الحين لين نتزوج أقعد ليلة وحدة ماسمعت صوتش..

عالية بجزع: لا عبدالرحمن تكفى.. ماتقول لأبي شيء.. مهما كان هذي عوايدنا..

عبدالرحمن بتلاعب: طيب ولو طلبت أشوفش... عمي خالد راعي دين.. ماظنتي يردني من شيء ربي حلله.. يعني شوفة شرعية مرة وحدة..
مع إنها المفروض قبل الملكة.. بس ماعليه.. على قولت المثل (العوض ولا الحريمة)

عالية تفجر وجهها احمرارا: تسويها عبدالرحمن من جدك؟؟ لا لا أكيد تمزح؟؟

عبدالرحمن بذات التلاعب الواثق: أفكر.. بصراحة فكرة مغرية يمكن ماتخليني أرقد الليلة من التفكير....






****************************************





صباح اليوم التالي
.
.
.
.



" هلا وش فيش صاحية بدري؟؟

مزون التي كانت ترتشف كوبها همست بمودة: بأمر خالتي ثم أبي أمر علي شوي.. وعقب أبي أخلص أشغالي.. لأنه العصر عندي محاضرة.. وماراح أخلص إلا عقب المغرب
ثم ابتسمت: ورانا عرس.. عرس.. لازم نلحق..

كساب ابتسم وجلس: شكلها عروس.. مهيب عرس واحد بس..

مزون تبتسم: لا ..ما نسينا إبيك.. بس هذا حالة سبيشل.. مابعد خلصت أنت جس النبض؟؟

كساب يتنهد: اليوم إن شاء الله أخلص.. وأنا يوم اتكلم عن عروس.. أقصد عرسش أنتي بعد.. ولا تتهربين مني..
ولا تظنينه خافي علي إنش تهربين.. ماتبين ولد الناس قوليها بصريح العبارة.. لا تعلقينه كذا..
شهر كامل تفكرين؟!!

مزون صمتت بخجل بينما كساب أكمل بجدية حازمة: البارحة كان غانم عندنا يزور علي..
والله العظيم وجهي منكسر منه...
اسمعيني.. لا تقولين علي وإبي.. هذا هم طيبين واثنينهم بيعرسون..
لكن لو سمعت خبالش بأفكر وافكر.. لين متى؟؟
عرس علي عقب 3 أسابيع وإبي بيسافر معه.. وما يندرى كم يقغدون..
خلاص الرجّال بيدري إن هذا رفض.. وليته حتى رفض بسنع.. سفهناه بدون رد..

اسمعيني تفكير... أدري إنش فكرتي بدل المرة ألف.. الحين تقولين لي ردش أبلغه فيه..
موافقة ..خلي ولد الناس يتملك قبل سفر إبي..
ما تبينه.. خلاص ابلغه ويشوف نصيبه..
الحين تقولين لي ردش.. الـــــحـــيـــن !!






*************************************





" سميرة وش فيش شكلش تعبانة؟؟"

سميرة بحياد مرهق: مافيني شيء؟؟
ثم أردفت بتساؤل: أنتي وش سويتي مع عمتي؟؟

كاسرة ابتسمت: رأسها يابس.. وأنتي مع تميم؟؟

تنهدت سميرة بألم: رأسه أيبس مرتين.. ماهقيته كذا..

حينها هتفت كاسرة بجدية: شكل ذا السالفة كلها مالها طريق.. مع إني والله العظيم تمنيت بشكل.. إنه صدق عمي يتزوج أمي..

سميرة حينها ابتسمت: أفا كاسرة تستسلم بذا السرعة.. تونا يا بنت الحلال مانزلنا بثقلنا في السالفة..

كاسرة بذات الجدية: ما استسلمت.. وتو الناس على ذا الكلام..
بس تدرين من اللي خايفة إنها تنسف السالفة كاملة ؟؟... وضحى..
لأني عارفة اللي بيصير.. إذا درت.. بتسوي مناحة وتبكي.. وأمي بتخليني..
وأمي لا شافت دموعها عصبت وحلفت مايصير شيء أساسا..

سميرة بقلق: ماظنتي وضحى عقلها صغير كذا؟!!

كاسرة بثقة: مهوب صُغر عقل.. لكن وضحى أصغر وحدة فينا.. الحشاشة.. وهي اللي حاسة إنها محتاجة لأمي أكثر شيء..
ولا تنسين إن وضحى حساسة واجد..

فاجئهن دخول وضحى عليهن وهي تهمس بابتسامة: سامعة اسمي.. وش تخططون علي..

ابتسمت سميرة: نبيش في سالفة!!

ضحكت وضحى: جايبين لي عريس... أخيرا بأودع العنوسة ؟!!

كاسرة بحزم باسم: ماعليه أنتي المرة الجاية.. الحين جايبين عريس لأمش!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 09-12-10, 06:15 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والأربعون

 



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير والرحمات
.
سؤال تكرر كم مرة؟؟ عن اللي تنسخ الرواية لاستخدامها الخاص أو حتى توزعها على ربعها بلوتوث؟؟
مافيه مانع.. حلالكم.. أنا بس ما أبيها في النت إلا على ليلاس..
.
بنات أنا آسفة جدا جدا جدا بارت اليوم قصير واجد
بس صدقوني هذا أقصى ماقدرت عليه
من بداية الأسبوع وولدي تعبان واجد.. وقعدتي في المستشفى أكثر من البيت..
والحين بعد والله العظيم بأنزل الجزء وأطلع به مرة ثانية..
مع إن حن راجعين البارحة في الليل متاخر..
عشان كذا سامحوني بارت الأحد ما أعتقد إني بقدر أنزله..
إن شاء الله يكون أحسن ودعواتكم له الله يخليكم.. ونلتقي يوم الثلاثاء لو قدرت..
.
الجزء 68
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والستون






" سميرة وش فيش شكلش تعبانة؟؟"

سميرة بحياد مرهق: مافيني شيء؟؟
ثم أردفت بتساؤل: أنتي وش سويتي مع عمتي؟؟

كاسرة ابتسمت: رأسها يابس.. وأنتي مع تميم؟؟

تنهدت سميرة بألم: رأسه أيبس مرتين.. ماهقيته كذا..

حينها هتفت كاسرة بجدية: شكل ذا السالفة كلها مالها طريق.. مع إني والله العظيم تمنيت بشكل.. إنه صدق عمي يتزوج أمي..

سميرة حينها ابتسمت: أفا كاسرة تستسلم بذا السرعة.. تونا يا بنت الحلال مانزلنا بثقلنا في السالفة..

كاسرة بذات الجدية: ما استسلمت.. وتو الناس على ذا الكلام..
بس تدرين من اللي خايفة إنها تنسف السالفة كاملة ؟؟... وضحى..
لأني عارفة اللي بيصير.. إذا درت.. بتسوي مناحة وتبكي.. وأمي بتخليني..
وأمي لا شافت دموعها عصبت وحلفت مايصير شيء أساسا..

سميرة بقلق: ماظنتي وضحى عقلها صغير كذا؟!!

كاسرة بثقة: مهوب صُغر عقل.. لكن وضحى أصغر وحدة فينا.. الحشاشة.. وهي اللي حاسة إنها محتاجة لأمي أكثر شيء..
ولا تنسين إن وضحى حساسة واجد..

فاجئهن دخول وضحى عليهن وهي تهمس بابتسامة: سامعة اسمي.. وش تخططون علي..

ابتسمت سميرة: نبيش في سالفة!!

ضحكت وضحى: جايبين لي عريس... أخيرا بأودع العنوسة ؟!!

كاسرة بحزم باسم: ماعليه أنتي المرة الجاية.. الحين جايبين عريس لأمش!!


وضحى اتسعت عينيها بصدمة كاسحة وهي تهمس كأنها تكلم نفسها: نعم؟؟ عريس لأمي؟؟ لأمي أنا؟؟ لأمي؟؟ من؟؟ من ؟؟

كاسرة همست بترقب وهي تخشى انفجارها القادم : عمي زايد..

ولكن وضحى صدمتها تماما أنها أجابت بثقة صادمة غامضة لا يُعرف ماخلفها وملامح وجهها تتغير لإبتسامة غريبة تكاد الاثنتان أن تقسما أن جسد وضحى كان يرتعش معها:
أبركها من ساعة.. ومن اللي يرد أبو كساب..

كاسرة وسميرة تبادلتا نظرات مصدومة.. مابها؟؟ أ يعقل أن توافق هكذا بدون اعتراض؟؟

سميرة همست بما في بالها: معقولة بتوافقين كذا بدون اعتراض..؟؟

وضحى بذات الثقة الغريبة: وليش اعترض.. مافيه سبب يخليني أعترض..
وإلا يمكن توقعتوا إن وضحى الحساسة الضعيفة بتسوي مناحة وفيلم هندي..
يعني إذا أنتو شايفين مصلحة أمي.. ليش يعني أنتو تهمكم مصلحة أمي وأنا لا..؟؟

حينها ابتسمت كاسرة: خلاص سميرة.. باقي تميم.. بنخليه عليش..

وضحى وقفت وهي تضع حقيبتها على كتفها وتهمس بحزم: وحتى تميم اعتبروه موافق.. خلو تميم علي..
وقومي سميرة.. تميم ينتظرنا برا.. عشان نروح الدوام..

كاسرة وسميرة عاودتا تبادل النظر بصدمة.. بينما سميرة شعرت بحزن شفاف يغمر روحها..
أ تقدر عليه وضحى بينما هي التي من المفترض أن تكون شريكة حياته لم تستطع حتى أن تزحزحه عن رأيه؟؟



الفتاتان غادرتا.. وكاسرة كانت مستمرة في ارتشاف كوبها بهدوء..
لأنها اليوم لديها اجتماع متأخر قليلا وقبل ذلك لا شيء لديها..

حينها دخلت عليها والدتها وهي تهمس بإرهاق: العيال راحوا ؟؟

كاسرة ابتسمت: راحوا.. وش ذا النوم كله؟؟

مزنة أجابت بإرهاق: ومن اللي قال لش نايمة.. توني جاية من إبي.. صدعني مثلكم...
البارحة أنتي وسميرة.. واليوم إبي.. طقيت منه قبل يحلف علي بعد..
أبي أعرف وش طراني على بال زايد عقب ذا السنين؟؟

كاسرة ابتسمت: وما الحب إلا الحبيب للأولي..

حينها نظرت مزنة لكاسرة بشكل مباشر: تدرين كاسرة ظنيتش أذكى من كذا بواجد..
أشلون تطوف عليش خطبة زايد وفي ذا الوقت بالذات..؟؟
يعني الرجّال مشغول في عرس ولده.. وولده أساسا مريض... ومع ذا كله يخطب..!!!
إلا تعالي قولي لي من اللي وصل لش الخبر..؟؟ كساب صح؟؟ مثل ماهو اللي أقنع إبي؟؟

حينها شعرت كاسرة بالتماس مفاجئ.. لكن لا يمكن.. لا يمكن.. أ يعقل أن يفعل كساب كل هذا من أجلها..؟؟
لدرجة أن يزوج والدها من والدته؟؟... لا لا يستحيل..
أ يعقل أن يدور هذه الدورة المرهقة كلها من أجلها؟!!

كاسرة أجابت والدتها بثقة لا تعلم أي إحساس غريب يغمرها خلفه:
لا يمه.. مهوب لذا الدرجة.. يعني عشان يبي يرجعني.. يزوج إبيه من أمي..

مزنة ابتسمت وهي تنظر لكاسرة: يأمش الرجال اللي يحب يصير كنه الأسد الجريح مايقر ولا يرتاح لين يسوي اللي في رأسه..
يعني اللي تعلبش على الدرايش وسوى أشين شيء ممكن رجال فيه خير يسويه..
صعب عليه يسوي شيء مثل ذا..

حينها شعرت بألم حاد حاد حاد يجتاح روحها
(الرجل الذي يحب؟؟
وحقا هل كساب رجل يجب؟؟
إذن لماذا لم تستطع هي أن تشعر بهذا الحب؟؟)

أجابت كاسرة بثقة رغم أن روحها ترتعش ولا تعلم كيف تفسر.. وهي تنظر لوالدتها بشكل مباشر:
حتى لو كان هذا هدفه.. فتعبه كله على الفاضي.. لأني مستحيل أرجع..
وزواجش من إبيه ماراح يغير في رأيي شيء....
وبعدين يمه أنا أعرف عمي زايد زين... عمي زايد مستحيل حد يجبره على شيء ما يبيه...
يمه حرام عليش.. رديتيه مرتين.. والله صعبة تردينه ذا المرة..صعبة..
يمه صدقيني عمي رجال نادر بمعنى الكلمة.. تعامل ورجولة وإحساس..
ما أدري ليه تبين تحرمين نفسش فرصة سعادة أنتي تستحقينها..
صدقيني عمي يستاهل كثر ما أنتي تستاهلين.. إذا صرنا إحنا كلنا موافقين..
ليه انتي تعيين؟؟ مهتمة يعني برأي الناس؟؟
خليهم يحكون لين توجعهم ألسنتهم... ماحد بقادر يمد لسانه قدامش لأنش بتصيرين حرم زايد آل كساب..

مزنة همست بحزم بالغ: ومافيه داعي توجعهم ألسنتهم لأنه مابه شيء يحكون به..
وذا السالفة السخيفة ما أبي أسمعها مرة ثانية.. انتهينا..
وقبل ما تروحين مري جدش وسمحي خاطره.. أدري إنه زعلان علي واجد..

حينها أجابت كاسرة بعتب عميق: أنا مازعلته عشان أسمح خاطره.. اللي هان عليها زعله خلها هي تسمح خاطره..
كله ولا جابر يا مزنة... كله ولا جابر..

مزنة بإرهاق: لا حول ولا قوة إلا بالله.. عيب عليكم.. تبون تتحكمون في حياتي عقب ذا السنين..
روحي لجدش مهوب عشاني.. عشانه...





****************************************





" صباح الخير غانم..."

غانم بمودة: هلا والله بأبو زايد.. أشلون علي؟؟

كساب هتف بذات المودة: علي طيب وبخير...إلا أنت وش رأيك تمرني في مكتبي تتقهوى عندي.. أبيك في سالفة؟

غانم شد نفسا عميقا وهتف بحزم: كساب تراني فهمتها بنفسي.. ما تبوني؟؟
مافيه داعي تحس بالحرج كذا.. حن خوان والعرس قسمة ونصيب..

كساب ضحك بفخامة: أفا الأخ شكله ما يبينا..
وانا اللي كنت أبي أقول لك تعال أنت الوالد عشان تقابلون الوالد الليلة في مجلسه عقب المغرب..
خلاص براحتك..

غانم كح وهو يهتف باستعجال: إلا أنت تعال.. شكلك ما صدقت..
نشفتوا ريقي وعقبه تقول خلاص براحتك..
ثم أردف بجدية: أكيد كساب أختكم موافقة عليّ؟؟

كساب بابتسامة: لولا الفحص الطبي وإن إبي مابعد درا وإلا كان قلنا جيب المملك معك مرة واحدة..
أفا عليك يا أبو راشد نسبك يشترى.. وحتى لو ما الله كتب نصيب هذا ما ينقص من غلاك شيء!!





**************************************





" ها خالتي.. وش أخبار جميلة ؟؟"

عفراء بتأثر: هذا احنا دقايق ونوصل وتشوفينها بروحش..
مزون حبيبتي.. حاولي تطلعينها شوي.. مايصير صاكة على روحها كذا..

مزون بمودة: أبشري..
ثم همست بتردد: خالتي تذكرين إني قلت لش إن كساب رجع يكلمني في موضوع ولد آل ليث؟؟

ابتسمت عفراء بحنان: قلتي لي.. ما قررتي ترسينه على بر المسكين..؟؟

مزون بخجل عميق: خلاص وافقت.. وحتى إبي سألني وقلت له موافقة..

عفراء احتضنت كتفيها بحنان غامر: مبروك يأمش مبروك.. عين العقل..

همست مزون بتردد: بس متخوفة خالتي ما أدري أشلون.. مع إني صليت استخارة وش كثر.. ونفسي منشرحة له..
بس فيه شيء في داخلي مخوفني.. ما أدري أشلون أوصف لش..

عفراء بحنان: هذي وساوس شيطان تعوذي منها..

حينها ابتسمت مزون : وفيه بعد مشروع زواج ثاني..

عفراء بابتسامة: من بعد؟؟ ماعاد باقي إلا زايد..

مزون بابتسامة: وهو زايد..

عفراء ضحكت: وأخيرا قرر أبو كساب يفك قيد العزوبية.. ومن هي سعيدة الحظ؟؟

مزون بابتسامة: خالتي مزنة أم امهاب..

لا تعلم عفراء حينها لما شعرت بنغزة حادة في قلبها.. جارته القديمة؟؟
لماذا هي بالذات؟؟
لا تحاول أن تربط.. أو تخترع حكايات من عندها.. لكن شيء في داخلها يعتصر روحها اعتصارا..
وهي تتذكر حزن وسمية وغيرتها من شبح حبيبة مجهولة لم يستطع زايد أن ينساه.. وهو ينادي اسمها كل ليلة..
الاسم الذي رفضت وسمية إخبارها به...


همست عفراء حينها بارتعاش مختنق: غريبة أبيش يعرس في ذا الوقت.. ومزنة بالتحديد؟؟

مزون ضحكت: مهوب إبي.. هذي مخططات كساب واقتراحه.. تقولين لو ماصار ذا العرس بيموت..

حينها شعرت عفراء بانفراج في روحها.. وكأنها تتنفس الهواء على الرمق الأخير..
إذن هي اختيار كساب وليست اختيار زايد !!
ابتسمت حينها باتساع: والله منت بهين ياولد أختي.. هذا كله عشان ترجع ست الحسن؟!!

مزون باستغراب: وكاسرة وش دخلها؟؟

عفراء ضحكت: صدق إنش بريئة.. ما سمعتي بالمثل اللي يقول (الذيب مايهرول عبث) هذا أخيش كساب..
أنا بروحي عجزت أكلم كاسرة واقنع فيها وهي مافي أذنها ماي..
بس الحين لو مارجعت وهذا كله تخطيط من كساب.. قولي خالتي ماقالت..
ولدي ذا.. وأنا عارفته زين !!





************************************





" وين راح إبي ذا كله..
صلينا العشا وهو ماجاء "

صالح يلتفت لفهد ويهتف بابتسامة: إبيك بيتعشى عند زايد آل كساب..
رايحين يخطبون لولد عمك.. راحوا عقب المغرب فحلف عليهم زايد يقعدون للعشاء..

حينها قطب فهد جبينه: ووافقوا عليهم؟؟

صالح بذات الابتسامة: إبي يقول الظاهر الناس عندهم خبر.. وقدهم موافقين لأنهم اتفقوا على الملكة عقب ما يخلصون الفحص الطبي..
يعني يومين ثلاثة..

حينها ضحك فهد: والله مهوب هين غنوم أبو سنون..
تدري إني خطبت عندهم من زمان.. بس ما وافقوا علي..

صالح باستغراب: وش ذا الخطبة اللي مادريت بها؟؟

فهد ببساطة: ماكانت خطبة.. كلمت العقيد يجس نبضهم.. وما وافقوا..
ثم أردف ضاحكا: الظاهر لازم تكون عيوني عسلية عشان يوافقون..
لو دريت لبست عدسات..

ضحك صالح: خلك من الخريط.. يا أخي من اللي بايعة روحها تاخذك..
لكن غنوم حبوب وجنتل..

فهد بذات الابتسامة: إييييييه... كن نسيب ولا تكون ابن عمك.. ولا حتى أخ..
طبعا نسيبك حبوب وجنتل وأنا الكخة..

صالح بمرح: كختين وكوبة بعد..

فهد بابتسامة خبيثة: ليه يعني أنا بأخذ رأي في شخصيتي من واحد يقوم ويقعد وهو يهذري ببنته اللي مابعد جات... ويمكن ماتجي..
يا الله ياكريم طالبك بولد على صويلح.. ومايشوف البنت إلا عقب ست عيال..

صالح بابتسامة: اللي يجي من الله حياه الله.. وإذا ماخليتك أنت وعيالك تحفون ورا بناتي وحن نشوتكم قل صالح ماقال..
بناخذ عيال عبدالله بس..

فهد يبتسم: إيه تبي عيال عبدالله المزايين لبناتك القرود اللي يشبهونك..
الحمدلله إنك فكيت عيالي من شرهم..

حينها قطب صالح جبينه بجدية: زين خلنا من الهياط..
أنت تراك نشفت ريق أمي وإبي.. شكل هزيع بيعرس وأنت مابعد عرست.. يأخي ماتبي تعرس وتجيب عيال..
تراني في عمرك قد عندي خالد و وأم خالد حامل بعزوز.. ومرتي أصلا ماحملت إلا عقب عرسنا ب3 سنين..

فهد ببساطة واثقة: أنت عرست وأنت بزر.. وش دخلي فيك..؟؟

صالح بجدية: بزر؟؟ لا والله كنت قدني متخرج وأشتغل لي سنتين..
لكن بعض الناس الظاهر يبي يعلق التاج قبل عرسه.. كنت تقول أبي النجمة الثالثة وخذتها.. تراها مسخت..

فهد بذات البساطة الواثقة: موضوع عرسي شيء يخصني بروحي.. وإذا بغيت أعرس قلت لكم..
ليه سويتوها أزمة الشرق الأوسط..؟؟





*************************************





" يأختي والله وضحى غريبة وعمري ماحسيتها غريبة مثل ذا الأيام؟؟"

كاسرة ابتسمت: يعني عشان قدرت على رجالش وأنتي ماقدرتي عليه..

سميرة باستغراب: والله العظيم شيء مهوب طبيعي..
تخيلي دخلت عليه نص ساعة بس.. قبل مايروح دوامه العصر..
وعقب طلع وهو معصب تقولين راكبته شياطين الدنيا..
وهي طلعت نفسها طاير مع إنها مسوية روحها هادية.. وتقول تميم خلاص موافق..
أشلون تجي ذي؟؟ وش اللي خلاه يوافق وهو ماكان في أذنه ماي...؟؟

كاسرة بقلق: أنتي متأكدة إن هذا اللي صار؟؟ يعني ماقالت لي شيء؟؟
قالت لي تميم موافق.. فقلت لها بس أمي مهيب موافقة وخلاص دامها مهيب موافقة.. موافقتنا كلها مالها قيمة..
فهي أصرت تكلم أمي نفسها وقالت أنا بأقنعها..
والحين هي مع أمي داخل.. أما لو أقنعت أمي.. فوضحى صدق ساحرة..

كانت الاثنتان تتحاوران في الصالة العلوية لتلتفتا على صوت باب غرفة مزنة يُفتح..
ووضحى تخرج بسكون ودون أن توجه لهما أي كلمة وهي تتجه لغرفتها
ويبدو على خدها المحمر..
أثر صفعة حادة..!!!

حين رأتها الاثنتان قفزتا بجزع..
لتتفاجآ كلاهما بمزنة تخرج وتقف أمام باب غرفتها كجبل شامخ صامتة لثوان ثم تهمس لكاسرة بحزم قاس مرعب:

اللي بلغش بالخطبة.. بلغيه موافقتي...

ثم عادت وأغلقت باب غرفتها عليها!!




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 14-12-10, 06:31 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع و الستون

 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صباحكم خير وغلا ودفا مثل دفا قلوبكم وغلاها عند قلبي
الله لا يحرمني منكم جميع والله يكبر قدر قدركم ويخلي لكم صغاركم ولا تشوفون فيهم مكروه وربي يرزقكم برهم

ولدي ولله الحمد والمنة أحسن الحين بكثير..
شوي كانت أزمة الربو شديدة ذا المرة.. والحمدلله على كل حال..
الله يخليه لي..
ولا يحرمني من كل من سأل عنه..

والحمدلله إني قدرت أرجع على الموعد :)
.
.

بنات مهوب عشان قلت عادنا مطولين في الرواية إني راح أمطط فيها.. أشين من الاستعجال.. التمطيط على غير سنع :)
لا تخافون.. الرواية بتخلص مثل ماهو مخطط لها بدون حدث زايد ولا ناقص
.
.

نقف على مفرق طرق في الرواية فيه أحداث بتنكشف ومفاجأت بتتفجر..

مثلا مكالمات عبدالرحمن عالية..بيكون لها سبب ليش حطيتها؟؟ السبب غير اللي خطر على كل بالكم

وضحى بيكون مبررها لإقناع امها غير كل اللي خطر على بالكم

اللي بيصير بين مزنة وزايد غير كل اللي خطر على بالكم.. :)
.
.
همسة: هلا والله بكل المشتركات الجدد يا ألف هلا
وكل من هو اشترك عشاني الله يكبر قدره
وإن شاء الله يلقى في ليلاس مكان يرتاح فيه
.
.
ويا الله مع الجزء 69
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.





بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والستون





كان جالسا عند علي النائم حين وصلته رسالتها...
بينما والده مازال في الطريق بعد أن غادره آل ليث الذين حلف عليهم بالعشاء..

كاد يقفز ويصرخ بانتصار.. فهو كان شبه يائس بعد أن بلغه الجد جابر عصر اليوم أن مزنة رافضة تماما وكذلك تميم..

فما الذي حدث وقلب الموازين هكذا؟؟
كان قد بدأ يفكر أفكارا جنونية لإعادة كاسرة لا يعلم كيف ستنجح..
فإذا بالبشارة تصله في رسالتها المتكبرة مثلها:


" أمي وافقت وتميم بعد..
وتراه عشان خاطر عمي زايد بس
فلا تفكر إنه ممكن يصير شيء غير زواجهم وبس"


ليس غبيا ليعلم ماذا تقصد بسطرها الأخير.. لن يثير ريبتها بشيء..
لأنه سيحدث أكثر من زواجهما بكثير.. ولكنه يجب أن يعتمد على سلاح المباغتة..

لم يستطع مقاومة فرصة سماع صوتها الأثيري مادامت الفرصة ماثلة أمامه..سيكون غبيا إن ترك الفرصة تفلت منه..
وهو اعتاد على اقتناص الفرص مهما كانت درجة نجاحها ضئيلة!!!

اتصل بها.. حينها كانت تدخل غرفتها وهاتفها بيدها بعد أن أرسلت له الرسالة..

تنهدت بحرارة كحرارة اشتيتقها لهذا اللئيم المتلاعب!!..
لم تكن تريد أن ترد.. لكنها تعلم ماسيحدث.. إن لم ترد.. سيتهمها فورا بالجبن..

ردت عليه بسكون: أنت مهوب خلاص سويت اللي في رأسك ليش متصل الحين؟؟

أجابها بثقة: أنا لما بلغتش بالخطبة.. مابلغتش في مسج.. لكن اتصلت..
والسنع إنش أنتي بعد تتصلين وتبلغيني..

كاسرة بسخرية: تدري عاد كلمة السنع كلش مهيب لايقة عليك..
لأني أشك إنك تعرف شيء اسمه السنع..

حينها هتف ببرود: والله أشوف لسانش طايل.. ويبي له تقصير..

كاسرة بثقة: طول عمره طويل في الحق.. ومايقصره إلا اللي خلقه..

رد عليها كساب بذات بروده المتحكم: خوش أسلوب تكلمين فيه رجالش..

حينها همست بشجن عميق مغلف بنبرتها الحازمة: تصدق كساب صرت أشك إنه حن في يوم من الايام كنا متزوجين..
ما أدري أشلون استحملتك.. أكيد كنت عايشة في غيبوبة..

حينها همس بدفء غريب شعرت به يشعل خلايا قلبها:
ترا أحيانا الإنسان من كثر مايكون سعيد يحس إنه في غيبوبة..
أو من كثر ما يحب.. أو من كثر مايحس الحياة قصيرة وتجري..
أنتي أي وحدة فيهم؟؟

كاسرة أغمضت عينيها وهي تسند رأسها لركبتها وهاتفها مازال على أذنها..
وكأنها دون أن تشعر تريد أن تنفصل عن هذا العالم.. لتحلق مع صوته فقط..

صمتت.. غرقت في صمت غريب ولم ترد عليه.. كأنها تريد أن تسمع أنفاسه فقط تجاوب أنفاسها عبر الأثير..

لذا أكمل هو حديثه بذات النبرة الدافئة التي يبدو أنه يعلم تأثيرها:
يعني كاسرة لا تكونين صدق صدق من مكفرات العشير..
كأنش ماشفتي مني شيء حلو... ترا مثل مافيني عيوب كثيرة.. فيني مزايا كثيرة..

همست حينها بعمق: بس مزاياك آجعتني مثل عيوبك.. وش مزايا ماحسيتها لي في يوم؟؟
حنانك لغيري.. واهتمامك بغيري.. وكلامك الحلو لغيري..
وعلى العموم خلنا من هذا كله.. وش عاد يفيد الحكي..أنا ابي أدري وش تستفيد من تقليب الدفاتر القديمة؟؟؟ تبي توجعني وبس!!

شعر برعشة حادة تجتاحه وهي تبدأ كلامها بقولها أنه آلمها وتختمها أنه آلمها..
هتف بثقة: عمرها ماراح تكون دفاتر قديمة..
ولا يخطر ببالش إني ممكن أخليش في يوم..

همست حينها باختناق ماعادت تستطيع كتمانه.. نبرتها شعر بها تمزق وتين قلبه تمزيقا (أتبكي؟؟ أم توشك على البكاء؟؟) :
أنا تعبت منك يا كساب.. تعبت.. خلاص ارحمني الله يرحم والديك..
وش تبي أكثر.. هذا أنا أترجاك ..
حديتيني أترجأ وأنا عمري ماسويتها.. خلاص ارتاح..

ثم انهت الاتصال هي وهي تلقي هاتفها على السرير.. وتنخرط في بكاء محموم موجوع فعلا..
لا يريد أن يرحمها أبدا.. لا تعلم ماذا يريد منها أكثر..

ألا يعلم كم هي متعبة وتعاني بعيدا عنه..
ولكنها بجواره كانت أكثر تعبا بكثير.. بكثير!!
فلماذا يريد أن يذر ملحا على جروحها التي كلما حاولت إغلاقها جاء بسكاكينه ليفتحها بدون رحمة؟؟


كان شاردا تماما..
أ حقا كانت كاسرة هذه ترجوه..؟؟
أي حال من اليأس والبغض وصلت لها.. لدرجة أنها ترجوه حتى يبتعد عنها..؟؟
أ كاسرة ترجوه؟؟ ماذا فعل بها؟؟

أخرجه من شروده صوت علي الباسم: أنت ومرتك مامليتوا من حركات المراهقين..؟؟
يا أخي اللي يسمع صوتك وأنت تكلمها يدري إنك رايح فيها من السنة اللي فاتت..

أجابه كساب بسكون كأنه يحادث نفسه: وأنت يا الجني.. نحسبك دايما راقد إلا أنت قايم علينا كنك سكني..
زين أنت دريت إني رايح فيها من السنة اللي فاتت.. هي مابعد درت..

علي حينها اعتدل جالسا باستغراب لأول مرة بعد زواج كساب يسمعه يعبر عن مشاعره بطريقة مباشرة.. لا إلتفاف فيها..

هتف علي بشجن: تبيها تعلم الغيب.. وش بيضرك لو قلت لها بدون لفاتك الطويلة اللي مالها معنى..

كساب حينها كما لو كان يستقيظ من سهاد ما.. هتف بحزم:
رجاء علي.. أظني قبل قلت لك.. إني ما أقبل نصايح من حد في علاقتي مع مرتي..

علي هز كتفيه وهتف بحزم: زين براحتك.. خلك على حر الجوف اللي أنت فيه..


قبل أن يرد كساب كان زايد يدخل وهو يلقي السلام...
علي وكساب ردا السلام.. ثم هتف علي باهتمام: ها يبه وش اتفقتوا عليه؟؟

ابتسم زايد: ماقالك كساب؟؟ توني قلت له في التلفون..

ابتسم علي وهو ينظر لكساب: سمعت مكالمة غير مكالمتك.. وش اللي صار؟؟

زايد بثقة: يخلصون الفحص الطبي وأملكهم..

حينها هتف كساب بتلاعب: وأنت بعد سوو الفحص الطبي مع بنتك بالمرة دامك رايح رايح..

زايد التفت لكساب بحدة وهو ينهره بقسوة: أنت ما تخلي نغاز الحكي اللي ماله سنع..

كساب ابتسم بخبث: أفا يا بو كساب.. وأنا اللي كنت أبي أقول لك.. خلاص
روح اخطب بكرة.. عشان الجماعة كلهم موافقين... وينتظرون جيتك..


رصــــــــــــــــاصـــــــــــــة!!

رصـــــــــــاصـــــــــة !!

رصــاصــة تماما !! في المفاجأة والمباغتة والتأثير!!

الخبر كان لزايد رصاصة خاطفة مفاجئة مسنونة!!
رصاصة اخترقت صدره وخرجت من ظهره.. بمباغتة ومن مكان قريب جدا..

حاول ألا يظهر تأثره..ولكن جسده أبى..
جلس على أقرب مقعد وهو يشعر أنه عاجز عن الوقوف..
ربما لم يظهر شيء من ثورة براكين داخله على ملامح وجهه المعقودة بصرامة كالعادة..
ولكن في داخله ثارت براكين لا حدود لامتداد حممها!!

شعر أنه ربما لو حاول فتح شفتيه فربما ينفث حمما لاهبة مع أنفاسه!!
شعر أن الغرفة حوله تدور وتدور وتدور.. وأنه يرى أشباح ذكرياته لثلاثين عاما تسبح حوله وتتجاذبه بقسوة..


رغم كل ماقالوه له أبناؤه قبلا وهو يوافق على جنونهم بالخطبة..
ولكنه لم يسمح لنفسه سوى بطيف أمل مستحيل يداعب خيالاته المرهقة..
فلا ضرر من الأمل!!

ولكن أن يتحول الأمل المضني الآن إلى حقيقة واقعة.. كيف سيحتمل؟؟

تحلم حلما مسحيلا لثلاثين عاما.. حلم.. محض حلم.. ثم يتحول لحقيقة!!
أي جنون هذا؟!!

ومتى كانت الأحلام المستحيلة تتحقق إلا في عالم العجائب؟؟
وهو لا يعيش في عالم العجائب.. بل يعيش على الأرض التي صفعته بقسوة ووحشية لا رحمة فيها
وهو يتمزق برؤيتها تذهب لرجلين أمام عينيه بينما كان يظنها حقه وحده!!


أخذوا حقه منه ومنحوه لغيره وحين يأس من استعادته.. أعادوه له!!
الدنيا لا تسير بالمقلوب.. فلماذا سارت بالمقلوب هذه المرة؟؟

بــاخــتــصــار.. هو عاجز عن التصديق !!

أتصدق لو قالوا لك أن الشمس التي حلمت بمجرد ملامستها.. ستنام في حضنك؟؟
قد تجن وتصدق !!... ولكن ألا تخشى أن تحرقك الشمس؟!!

أتصدق لو قالوا لك أنك ستسكن فوق قمة جبل يستحيل الوصول له وحلمت بمجرد الوصول إلى سفحه؟؟
قد تجن وتصدق!! ... ولكن ألا تخشى أن أقل حركة ستسقطك من القمة؟؟

أ تصدق لو قالوا لك أن النجم البعيد الذي حلمت بمجرد الاقتراب منه واكتشاف معالمه سيصبح ملكك أنت؟؟
قد تجن وتصدق!!.. ولكن ألا تخشى أن ماقد تكتشفه قد يصدمك أو يقتلك؟؟

أ تصدق لو قالوا لك إن مزنة.. حلمك المستحيل.. الأصعب من قرب الشمس وقمم الجبال واكتشاف النجوم ستصبح لك؟؟.. زوجتك وملك يمينك؟؟
قد تجن وتصدق!!... ولكن ألا تخشى أن تصحو من حلمك على مرارة لا يمكن لقلبك أن يتداركها؟؟

لأن الأحلام المستحيلة لا تتحقق هكذا.. لا تتحقق هكذا.. لا تتحقق هكذا !!!



كساب حاول جذبه من طوفان أفكاره وهو يتساؤل بثقة: ها يبه !! تروح تخطب بكرة؟؟

زايد أجابه بنبرة حازمة هي نبرة اعتادتها حباله الصوتية بينما ذهنه مغيب في عالم آخر.. بعيد.. بعيد.. مذهول مثقل بالصدمة !! :
خير.. خير..







********************************





" ياربي ياعبدالرحمن.. حرام عليك اللي تسويه فيني..
صرت كل ما رن التلفون.. ارتبش أخاف حد يلمح رقمك
وبعدين أنت قايل لي بتكلمني مرة وحدة قبل تنام.. الحين هذي خامس مرة تكلم اليوم"

عبدالرحمن باتسامة: أفا يا بنت خالد أفا... وتعدين المكالمات بعد!!
أنا واحد مسكين ما أقدر أقوم من سريري حتى.. وميت من الضيقة..
مستكثرة علي تسمعيني صوتش يعني؟!

عالية بتراجع عذب: مهب قصدي كذا يا الدب حرام عليك!!

عبدالرحمن ضحك: وش قلنا على سالفة الدب ذي يا اللي ماتستحين..

عالية بمرح: زين أنت أساسا منت بدب.. بس دغبوج شوية..
يعني لا تدقق على المصطلحات..

عبدالرحمن بابتسامة: بس هذا مهوب مصطلح طال عمرش.. هذي شتيمة..
بس مردودة.. دواش لا شفتش.. عشان أطلع لش شتيمة..
يمكن يكون خشمش كنه مظلة دكان.. وإلا براطمش قدامش شبرين..

عالية بخجل حقيقي: لا عبدالرحمن ..ما تسويها.. من جدك تبي تطلب من إبي تشوفني..؟؟ استخفيت؟؟

عبدالرحمن بثقة: والله إني كلمته الليلة قلت له أبيك في سالفة.. بس هو قال لي إنه لاهي شوي
ثم أردف بخبث: قال لي رايحين يخطبون لأبو عيون عسلية..

عالية وجهها اشتعل احمرارا: حرام عليك عبدالرحمن لا تصير حقود كذا.. والله العظيم كنت أمزح.. ما تعرف المزح..
ثم أردفت بخجل لتغيير الموضوع: زين أنا بأكلمك كثر ماتبي.. بس تكفى لا تطلب من إبي تشوفني.. والله العظيم كذا بتكسر وجهي قدام هلي..

عبدالرحمن بابتسامة خبيثة: تدرين إنش كذا خوفتيني.. ليش خايفة ذا الكثر لا أشوفش..؟؟
لا تكونين قردة بس وما تبيني أشوفش لين أتورط صدق..؟؟

عالية بغضب: أنا قردة يا الدب..

عبدالرحمن يضحك: هاه .. هاه.. وش قلنا.. امسكي لسانش..

عالية بغضب رقيق: خلاص ما أبي أكلمك.. وش تبي بالقردة؟؟..

عبدالرحمن بمرح دافئ حنون: وأحلى قردة.. وباجيب لش موز ولا تزعلين..

عالية بغيظ: دب ودب ودب...





**********************************





" الحين أبيش تفسرين لي وشلون قدرتي على تميم وأمي؟؟
وليه تميم طلع معصب..؟؟
وليه أمي ضربتش؟؟ ولا تقولين ماضربتش لأن خدش مولع أحمر
أمي عمرها مامدت يدها على حد منا مهما عصبت عليه"


وضحى بسكون: مافيه شيء أفسره..
أضطريت أحتد في الحوار شوي عشان أقنعهم.. فتميم عصب.. وأمي ضربتني وين المشكلة؟؟

كاسرة بحزم: المشكلة إن كلامش غير منطقي..
وأساسا ليش تحتدين لين تضطرين هذا يعصب وهذي تضربش..
وش بتستفيدين؟؟

وضحى بحزم غريب: أبي لي أب.. أبي أجرب ذا الإحساس..
إبي مات وعمري سبع سنين.. مايحق لي الحين ألح يكون عندي أب..

كاسرة بحزم بالغ: الكلام هذا كله مادخل رأسي..
قولي بالضبط وبالحرف.. وش الكلام اللي قلتيه لهم وأقنعتيهم فيه؟؟..

وضحى وقفت وهي تهمس بذات الحزم الغريب:
خلاص كاسرة.. مهوب بالغصب تسحبين مني الكلام..
ترا أحيانا الكون يا كاسرة ما يمشي حسب ماتبين.. فيه شيء يصير غصبا عنش..
وشيء ماتقدرين توقفينه.. وشي لازم تنزلين رأسش شوي عشان يمر..
يعني ياقلب أختش.. شوي مرونة في الحياة ماراح تضرش..
ولا تتوقعين إن كل شيء تبينه.. لازم يصير بالمسطرة..
أحيانا ترا لازم نرضى بالرفض وأنصاف الحلول.. لأنه ماعندنا غيرها
وهذي طبيعة البشر.. لكن أنتي في برجش العاجي ماتبين تنزلين لمستوى البشر..
تبين كل شيء يمشي على كيفش.. تبين كل شيء كامل مثل كمالش والكمال في النهاية لله..





***************************************





" يبه ليه مارحت فديتك.. وخليت كساب هنا..
ولو أني والله ماني بمحتاج أحد.. أقوم بروحي وأقعد بروحي"

زايد بحنان أبوي: كساب أمسى عندك البارحة.. اليوم دوري..
وأدري إنك منت بمحتاج حد وبتقوم بروحك..
بس حن نبي بس نسولف عليك عشان ماتضيق من حبسة المستشفى..

حينها ابتسم علي: وإلا قل يا أبو كساب تبي تشغل نفسك فيه عشان ما تفكر..؟؟

زايد ابتسم بشجن عميق: يا أبيك.. التفكير حتى لو طقيت منه ماخلاني..

حينها سأل والده باهتمام: ما أدري يبه حاسك منت بمبسوط..؟؟
ثم أردف علي بشجن عميق مثقل بالوجع: لو أدري إن الله ممكن يجمعني باللي أحبها
لو حتى بمجرد أمل.. يمكن ماعاد قدرت أسيطر على روحي من الوناسة..
ثم أردف بابتسامة وجعها أكثر من مرحها بكثير : أخاف أستخف وأقوم أركض في الشوارع وأبشر كل واحد أشوفه في الشارع..


زايد ربت على فخذه لأنه كان يجلس على مقعد مجاور له وهتف بحنان:
ما تدري يأبيك يمكن يكون في عرسك خيرة.. وربي يغسل قلبك منها..

علي بذات الشجن العميق: يبه هذا أنت 30 سنة وربي ماغسل قلبك منها..

زايد ابتسم: يا أبيك حالتي غير.. أعرفها زين وأعرف أخبارها.. وعلاقتي ما انقطعت بهم..
لكن أنت يأبيك تحب شبح.. حالتك بصراحة غريبة..

علي ابتسم بمودة صافية: زين خلك مني.. أنت ليه حاسك منت بمبسوط..؟؟

زايد تنهد وزفر بحرارة جوفه المستعر: إذا بغيت الصراحة يا أبيك.. أنا لحد الحين ماني بمستوعب اللي صار.. والله العظيم ماني بمستوعب..

أنت ماعليك مخبى..
أنا يأبيك صار لي 30 سنة عايش حياتي.. ومزنة حافظها في قلبي ذكرى ماقدرت أنساها..موسومة في روحي..
لكن ما أكذب على روحي وأقول إن حسرتي عليها ماخلتني أعيش حياتي..
أنا عشت حياتي بالطول والعرض..
وربي أنعم علي بزوجة صالحة ومال وعيال وجاه.. وكنت مبسوط في أكثر حياتي.. ولله الحمد..
بس كان فيه شيء في حياتي راكد ميت.. شيء ناسيه من 30 سنة..
إحساس ما ينوصف بالكلام ومستحيل ينوصف..
بس كان لازم أكتمه في قلبي لأنه خلاص مالي حق فيه..


ضحك زايد ضحكة فخمة قصيرة مثقلة بالشجن والذكريات:
تدري يأبيك إني شتاي وصيفي كنت قاعد في دكتنا.. البرد يصقعني والشمس تخرق رأسي.. وما أحس بشيء..

ثم أردف بعمق والذكريات تستغرقه تماما كأنه يحادث روحه:
المهم مايفوتني زولها وهي طالعة وداخلة.. الله يسامحني.. كان جهل مراهقين..
بس يأبيك لو أحاول أوصف حالتي لا شفتها ما أقدر أوصف..
أحس إني ما أقدر اتنفس من كثر ما قلبي يدق.. وإيدي ترجف.. وريقي يجف..
وياويل اللي بأشوفه يحاكيها وإلا حتى يطالعها بنص عين..
تهاديت مع عيال الجماعة كلهم.. وماحتى كانوا يدرون ليه أنا هديت عليهم..
أستانس لا خليتها تعصب وتسب.. عمري ماشفت حد يعصب ويذوب القلب وهو معصب غيرها..
ومع ذا كله ومع طيش الشباب اللي كنت فيه.. عمري مافكرت حتى أمسك طرف إصبعها.. كنت أشوفها شيء طاهر مايدنس..
كنت أشوفها شمس بتحرق من يلامسها..
وأشلون وأنا أتخيل إنه ممكن أمسك يدها وأشوف زولها صدق..
أنا بس لا تذكرت حالتي أول.. أحس الذكرى توجعني..وقلبي يعصر عصر..
أشلون الحين ينقال لي الذكرى بتصير حقيقة..؟؟
يا أبيك واحد بعمري ومكانتي صعب عليه يحس بذا الإحساس..
عشان كذا أنا حاسس كني متبلد.. أو انا اللي أبي أحس إني متبلد...وأجمد كل أحاسيسي..
لأني خايف إنه أكون متوقع شيء.. واللي بيصير شيء ثاني..
يا أبيك تعودت أكون حاسب لكل شيء حساب.. لكن ذا الشيء أبد ماحسبت حسابه!!
ما ني بقادر أصدق لين الحين.. والله العظيم ماني مصدق..


علي لم يستطع أن يرد حتى.. من شدة تأثره..
يا الله.. يا الله كم هي عميقة ومتجذرة مشاعر والده.. وكم يستحق أن ينال مبتغاه..!!

ولكن أ يحدث له هو ذات الشيء..؟؟
أ قد تمر عشرات السنوات.. وأحفاده حوله... وتلك المعشوقة المجهولة حسرة لا تنتهي في قلبه المتيم..؟؟

هذا لو لم تذوب روحه من الحسرة قبل ذلك بكثير!!






****************************************






منذ أن أنهى صلاته وورده وهو يدور في الغرفة كالأسد الحبيس..
أنفاسه تعلو وتهبط ولا يستطيع الجلوس..
سميرة كانت تنظر له وهو في دورته هذه.. تراقبه بصمت..
تعلم يقينا أنه وافق مجبرا.. لا تعلم كيف تمكنت وضحى من إقناعه..
لكن هذا يستحيل أن يكون منظر شخص وافق برضاه..

حين شعرت أنه فرّغ الحد الأدنى من عصبيته..
وقفت واتجهت نحوه لتشده من كفه وتجلسه جوارها على السرير.. ثم صعقته صعقا أنها شدته إلى صدرها وهي تربت عليه..

حينها شعرت بارتعاشه بين ذراعيها.. يتجاوب مع ارتعاش ذراعيها الناتج عن خجلها الرقيق..
دفن وجهه في ثنايا صدرها وهي تشعر بعرقه المتصبب وازدياد ارتعاشه..
مسحت عرق جبينه برفق وهي تطبع قبلات حانية على رأسه كما لو كانت أما تهدهد صغيرها الخائف..

أبعدته بعد ذلك ذلك برفق رغم أنه لم يكن يريد إفلاتها.. ولكنها أبعدته لتشير له بحنان:
تميم ترا حتى لو وافقت عن غير رضاك..
صدقني إن هذا هو الصح.. لا تخلي أنانيتك تعميك إن أمك لها الحق تعيش حياتها مثل غيرها..

صمت لم يشر لها بشيء..
ماذا يقول؟؟ أ يقول لها أن أمه ماعادت مشكلته ولا سبب غضبه..بل السبب وضحى ولا شيء غيرها..؟؟


أشار لها فقط بإرهاق عميق: أنا تعبان.. وتعبت من التفكير..

حينها فتحت سميرة له ذراعيها مرة أخرى.. كأنها تدعوه أن تُسكن هذا القلق والحزن والصدمة المتجددة في عروقه..
ويسند هو رأسه فعلا إلى صدرها كمسافر أرهقه السفر وآن له أن يؤوب..

وهاهو بالفعل يشعر بالسكينة وهو يشعر بصدى أنفاسها تحت أذنه وإن كان لا يسمعها..
ويشعر بارتباكها من تصاعد أنفاسها واختلاجها في صدرها.. ومع ذلك تقرر أن تضغط على نفسها لتكون الميناء الذي ترسو عليه سفينته..
فالميناء تعب من الهجر.. والسفينة أتعبها الترحال..!!

تميم عدّل وضعه ليجلس ويفتح ذراعيه لاحتضانها.. ما أن شعرت بدفء ذراعيه يحيطان بها بقوة حتى ارتبكت وتوترت ..
ثم حين شعرت بدفء أنامله ترفع وجهها ناحيته.. حتى انتفضت وابتعدت عنه
وهمست باختناق ارتفاع أنفاسها: شوي شوي عليّ تميم..

حينها أشار لها تميم بعتب عميق: شوي شوي هذي تقولها وحدة أول أيام عرسها.. مهوب وحدة صار لها أكثر من سبع شهور..
حرام عليش سميرة.. اتقي الله فيني..

سميرة بوجل: تكفى ماتزعل علي.. ولا تخوفني بربي.. ما استحمل.. أشلون أنام والملايكة تلعني..
عطني يومين بس.. بس يومين..

تميم نهض من جوارها وهو يشير بغضب: سميرة أنا الليلة بالذات فيني من الضيقة اللي مكفيني..
وماكنت أبي شيء منش.. بس أنتي اللي دعيتيني..
أنتي يعني تبين تنتقمين مني؟؟.. وإلا تعذبيني؟؟ وإلا أشلون؟؟
ارتاحي.. ارتاحي ما أبي منش شيء.. الله المغني..






***************************************




اليوم التالي
.
.
.



يشعر بشعور حرج متزايد.. لا يظهر في جلسته الواثقة المتحكمة..
اعتاد أن يخطب لسواه.. وما اعتاد أن يخطب لنفسه..
حتى في خطبتيه السابقة لمزنة.. وفي خطبته لوسمية.. كان والده هو من خطب له..
يشعر أن الوضع غريب تماما عليه..
وهو يقف أمام الجد جابر وتميم.. ومعه كساب ومنصور..
ولولا إلحاح كساب عليه لم يكن ليذهب بهذه الصورة المستعجلة.. وهو مازال غير قادر على استيعاب الفكرة حتى..
مازال عاجزا عن التصديق أن مزنة وافقت عليه!!


الجد هتف بحزم مغلف بارتياح كبير جذري.. فهاهو يحقق حلمه بعد كل هذه السنوات:
والله إنها الساعة المباركة.. زايد ولدي قدام تغدي مزنة بنتي..
وأبدن حددوا الموعد اللي تبونه للملكة..

زايد هتف بثقة متحكمة رغم أنه يشعر بنوع غريب من الدوار مازال حتى الآن عاجزا عن التصديق أن هذا مايحدث فعلا:
ماعليه يبه خل نخلص الفحص الطبي.. وعقب نحدد..

حينها فاجأه كساب بالتدخل الحازم: ترا إبي يقصد ذا الجمعة إن شاء الله..
لأنه الفحوص ماتأخذ يومين..
ملكة ودخلة مرة واحدة.. لأن عرس علي عقب أسبوعين ونص وإبي يبي عمتي أم امهاب تسافر معهم..

زايد منع نفسه من مجرد النظر لكساب حتى لا يحرقه بنظراته أو ربما يتهور ويصفعه..
وهو يشعر أن أسنانه قد تتحطم لشدة ضغطه عليهم.. يبدو أن هذا الولد قد جن.. جن تماما..
أ يمشي رأيه على زايد؟؟ على زايد؟؟


بينما كان منصور يمنع نفسه من الانفجار ضاحكا وهو ينظر لزايد وابنه..
ويحمد الله أن الجد لا يرى جيدا.. وتميم لا يسمع..

كساب كان يخبر تميما بما قاله للجد بطريقة بطيئة حتى يستطع قراءة شفتيه..
تميم شعر بمرارة عظيمة تتصاعد في روحه..
تتزوج أمه... بل وتسافر أيضا..!!

لم يسبق مطلقا أن دخل البيت إلا ووجدها.. كان فور دخوله تبحث عيناها عنها..
ولا تستقر روحه حتى يرى محياها ويطبع قبلته على جبينها..
فأي بيت بل قبر بعد وجودها؟؟
يتزايد غيظه من وضحى.. كل ذلك بسببها.. بسببها هي..
وهاهو الآن بعد شهر أو شهرين سيرتحل لبيته.. ولن يرى أمه إلا مجرد زائرة..
يا الله ماكل هذه الحرقة!!

تميم هز رأسه موافقا.. ماذا يستطيع أن يقول بعد؟؟ فكل شيء انتهى..انتهى!!

ثم فاجئه كساب باقتراح ماكان يتوقعه والحوار يدور بينهما فقط.. لأن كساب يتكلم ببطء وصوت منخفض.. :
وشرايك يا تميم دام أمك خلاص بتجي لبيتنا.. وأنتو يمكن ماتبون تبعدون منها..
وشرايك تشتري بيتي؟؟

تميم شعر بصدمة ترجمها أن أخرج مفكرته الصغيرة وكتب لكساب:
بس أنا ما أقدر على سعر بيت مثل بيتك في وضعي الحالي.. بيتك يفوق إمكانياتي بواجد..

كساب حينها تناول المفكرة وكتب له بسرعة: عادي ادفع لي اللي تقدر عليه
والباقي أقساط شهرية نفس الأجار اللي كنت تدفعه لي..

تمنى تميم حينها لو يقفز ويقبل رأس كساب.. فكساب بطريقة سحرية خفف بعضا من حرقته.. أنه مهما كان فوالدته ستبقى قريبة..

وهذه المرة لم يكن سبب اقتراح كساب هو كاسرة.. فكاسرة ستعود قبل الشهرين بكثير..
ولكنه كان من أجل تميم..

فهو شعر بحرقته تنادي حرقة مشابهة في قلب تميم.. إن كان هذا يخشى فقدان أمه..
فذاك فقدها..
شعر به تماما.. وشعر بوجيعته.. فهذه الوجيعة ترجمتها روحه لإحساس قاهر يحز في عمق النفس ويعلمه هو جيدا..


كساب أنهى حواره مع تميم بأن مد تميم بظرف ضخم كان يحمله بيده
وكان والده مستغربا ماهذا الظرف ولماذا ينزل به معه للمجلس..؟؟
وكساب يهتف بحزم: هذا من أبو كساب للوالدة.. ويقول قدرها أكبر من ذا بواجد..

فور أن خرجوا ماطاق زايد أن ينتزع كساب انتزاعا من ذراعه وهو يهتف بغضب عارم متفجر بالحزم والصرامة:
أنا طلبت منك تكون لسان لي؟؟.. تحدرني وتسندني على كيفك كني بزر يا اللي ما تستحي (تحدرني وتسندني= تذهب بي شرقا وغربا)

كساب بابتسامة متلاعبة: أفا يا ابو كساب.. وش فيك صاير كبريت ما تتنحاكى..

منصور هتف بحزم: خلونا نوصل المجلس وعقبه تلاغوا على كيفكم..

لأنهم خرجوا من بيت كساب متجهين مشيا إلى مجلس زايد الكبير..
حالما وصلا انفجر زايد في كساب:
من اللي قال لك إني أبي أعرس ذا الجمعة...؟؟
ومن اللي قال تتصرف من عندك وتعطيهم المهر.. ليه أنت اللي تصرف عليّ ذا الحين؟؟
يمكن أنا أبي أعطيهم شيء ثاني..

كساب بثقة تثير الغيظ: أفا عليك يبه.. يا أبو كساب الجيب واحد .. ولا تخاف عطيتهم اللي بيبيض وجهك وزيادة..
بنت جابر ذي مهيب أي حد..
أما على العرس.. دامك فيها وش أنت تتتنيها..
ملكة مزون نخليها الخميس.. وانت الجمعة.. ونتفرغ عقب كلنا لعرس علي..
بسيطة يعني..





***************************************





مزنة كانت تجلس تتابع لها برنامجا دينيا..
بينما كلا من سميرة وكاسرة مشغولتان بعد المبلغ الذي وضعه تميم في حضن والدته بعد أن أخبرهم بتفاصيل ماحدث بملامح جامدة..
وغادر دون أن يعلق بشيء..

سميرة بمرح: يمه.. الله.. عمري في حياتي ماشفت فلوس كذا..

كاسرة ابتسمت: تصدقين يمه.. أكثر حتى مهري بواجد.. مافيه مقارنة حتى..

بينما مزنة همست بضيق: ماهقيت إن زايد يتصرف مثل ذا التصرف البايخ..
هو الحين يشتريني يوم يدفع ذا المبلغ كله..؟؟
أنا لو بأقيم روحي بفلوس.. بأقول قدري مهوب بفلوس الدنيا كلها..
لكن هو شكله قيمني بذا المبلغ.. وقال كفاية عليش..
والله العظيم ودي إنه ماقدم مهر كلش.. ولا قدم ذا المهر..
وعلى العموم ولا فلوس الدنيا كلها تساوي حرقة وليدي.. الله يسامح اللي كان السبب..

كاسرة وقفت وجلست جوار أمها وهمست بمودة:
يمه الله يهداش وش فيش قالبة تراجيديا كذا.. والله العظيم عمي زايد نعمة من رب العالمين.. قولي كاسرة قالت..

سميرة قفزت بحماس.. تدرين يمه.. ماعاد فيه وقت.. يالله ذا الكم يوم.. نلحق نشتري شيء..

مزنة بصدمة: نعم؟؟ تشترون؟؟
ثم أردفت بحزم صارم: ياويلكم وياسواد ليلكم أشوف وحدة منكم شارية شيء..
أنا ماني بزر تبون تلبسوني على كيفكم.. ولا وحدة منكم لها دخل فيني..
واللي بتخالفني منكم.. والله لا تشوف شيء مايسرها..





************************************






" خبل.. خبل..
يبي يجلطني.. هذا تصرف عُقّال؟؟"

علي بتهدئة: يبه من كثر ماهو شايف قدرها كبير ..

زايد باستنكار حقيقي: ليه ومزنة قدرها بالفلوس..؟؟
يا أبيك الحين وش تقول علي.. أشتريها؟؟ وإلا شايف إن قد ذا قدرها عندي؟؟
السنع سنع !!

علي يبتسم: يا عيني عليك يأبو كساب ياعيني.. مدرسة مدرسة..


زايد شد له نفسا عميقا وصمت..لا يريد حتى أن يعلق..
يا الله ماهذه الضغوط المتوالية..!!
يشعر بإرهاق عميق من كل هذا..
وكأنه يدور في دوامة توشك أن تسحقه..
برأسه عشرات الأشياء وهذا ماكان ينقصه.. وليس هذا أي شيء.. ليس أي شيء..
بل كل شيء.. كل شيء!!

هذه مزنة !! مزنة !!
وكل ما يرتبط بها..مثلها... معقد.. وثري.. وعميق.. ومؤلم ..ومشتت للأفكار..
وهو لابد أن يعاني من كل هذا وعلى ذات المستوى من الثراء والتعقيد والعمق والألم وتشتيت الأفكار!!






*******************************






" بروفة الفستان طلعت عليش خيال..
الله يجزاها المصممة خير اللي قالت إنها تقدر تخلص الفستان لش"

شعاع تجلس وهي تهمس بإرهاق: وش خياله؟؟ هذا لو أنتي اللي لابسته..
خايفة على وقت العرس يكون وسيع علي.. مضغوطة من كل صوب..

جوزاء تضحك وهي تمسح على بطنها الذي بدأ يبرز قليلا: وين أيام الجسم الله يرحم أيامها..
أما على الضعف لا تخافين.. أنا وأمي مسوين لش برنامج تسمين مايخرش الميه..

ولا تحاتين أي شيء ثاني..
أنا والبنات متفقين نروح ونسوي لش كل شيء... واللي مايعجبش بنرجعه..
بعدين خلاص يا أختي أنا حافظة ذوقش بالمسطرة
لا تحاتين.. وحطي همش في المذاكرة وبس..

شعاع تقترب لتسند رأسها لحضن جوزاء وهي تتمدد على السرير وتهمس بتوتر رقيق:
متوترة جوزا.. متوترة..
ثم أردفت برجاء وهي تشد كف جوزا: جوزا تكفين وين صورته.. ماصارت أبي أشوفه..
خليني أخفف من توتري شوي.. لا شفته وعرفت شكله على الأقل..

جوزاء حينها ضحكت: سامحينا.. الصورة بح..

شعاع اعتدلت جالسة باستغراب: أشلون بح..؟؟

جوزاء ابتسمت: تسلم عليش.. عبدالله شققها.. ويقول لش اركدي يا بنت..
وعلي بيعجبش..

شعاع وضعت كفيها على وجهها من الحرج.. ثم أخذت تضرب كتف جوزا بخفة وهي تكاد تبكي:
كله منش.. كله منش.. كذا تفضحيني في أبو حسن.. الحين يقول البنت مافي وجهها سحا..

جوزا ترقص حاجبيها: وأنتي صدق مافي وجهش سحا..





*******************************






" حبيبي أقوم أجيب لك عشا؟؟"

منصور يشد عفراء ويجلسها جواره ويهتف بحزم ودود: مهوب الحين..
خلي جميلة تخلص سبوحها وتنزل ونتعشى سوا..

ابتسمت عفرا: أجل مطولين وبنتسحر الليلة بدل العشا..

منصور بمودة: خلي البنية براحتها.. وش حن مستعجلين عليه..
ثم أردف بتساؤل لا يخلو من خبث: وأنتي متى إن شاء الله بتشرفين غرفتش؟؟
ترا غرفتش مشتاقة لش.. وبتشق ثيابها..

عفراء همست بحياءها الفطري الرقيق: أسبوع إن شاء الله..

منصور بإبتسامة: ست أيام يا النصابة... إيه وش عليش منتي باللي تعدين الليالي..؟؟

عفراء أخفضت رأسها بخجل.. ليمد منصور سبابته ويرفع وجهها ويهمس بدفء خافت:
ألف مرة قايل لش.. ما أحب تلدين بعيونش وأنا اكلمش..

ثم أردف وهو يقترب أكثر ويمسح على خدها بذات السبابة: بس تدرين من عقب زايد الصغير صاير حلاش غير طبيعي..

عفراء تأخرت بحرج: منصور عيب عليك.. جميلة لا تدخل علينا الحين.. ما احنا في غرفتنا..

منصور ضحك: صدق إنش نصابة.. قبل شوي كنا بنتسحر قبل تخلص سبوحها..
والحين صارت بتطب علينا..
بس صدق جميلة الله يعين رجالها عليها.. بيخيس على باب الحمام ينتظرها تخلص سبوحها..

عفراء بضيق: منصور تكفى تدري إن ذا السالفة تضايقني.. ما أبي بنتي تعرس خلاص..
ثم أردفت بابتسامة: خلنا في العرس اللي صدق..
عساك بس منت بزعلان عشان مزون وافقت على غانم؟؟

منصور بابتسامة فخمة: وليش أزعل؟؟ من جدش؟؟ مزون بنتي وما أبي إلا توفيقها..

عفراء برقة: عشان فهد يعني؟؟.. أعرف بغلاه عندك..

منصور ابتسم بغموض: مزون ما كانت نصيبه.. وفهد له نصيب مابعد جا..

عفراء بمودة: الله يوفقه ببنت الحلال.. والله أني صرت أعزه من معزتك له..
ثم أردفت بتساؤل: والخطبة الثانية وش صار فيها؟؟ خطبة أبو كساب؟؟

ابتسم منصور: كان خاطري بس تشوفين كساب.. تقولين هو اللي بيعرس..
في عرسه ماشفته مشتط كذا..

ضحكت عفراء بخفوت: إيه في عرسه كان مابعد شافها.. الحين ماينلام ياقلب خالته ماعاد فيه صبر..

منصور بتساؤل باسم: شتقولين؟؟

عفراء أشارت بيدها لا شيء.. ليردف منصور بذات الابتسامة:
بس سبحان الله على تقاديره.. زايد خطبها مرتين قبل أم كساب الله يرحمها.. وماوفقت عليه..
وتوافق عليه عقب ذا العمر..

حينها انقلبت ابتسامة عفراء لإنكسار مرعب وهي تشهق: نعم؟؟
خطبها قبل وسمية مرتين؟؟




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 16-12-10, 06:49 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء السبعون

 

()
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباحكم خير
.
.

البعض متوقع مشكلة لما حد يعرف عن مكالمات عالية وعبدالرحمن..
خلونا منطقيين شوي.. صحيح هي أمر منتقد جدا في عاداتنا..
لكن لو عرفوا أهلهم.. وش اللي بيصير؟؟ يعاتبونهم؟؟ يصرخون عليهم؟؟؟ يغسلون شراعهم؟؟
وبس....
لكن إنهم يعجلون الزواج عشان مجرد مكالمات وبين زوجين؟؟ قوية :)
لأنهم ماطلعوا مع بعض ولا حتى فكروا فيها... يعني الشيء اللي ممكن يسوي مشكلة فعلا ويعجل بالزواج..
للمكالمات سبب ثاني بعد بس بتعرفونه موب في بارت اليوم لكن البارت الجاي :)
.
.
ويا الله مع بارت طوووووويل تتسلون فيه نهاية الأسبوع
وبارب يعجبكم
.
الجزء 70
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السبعون






حينها انقلبت ابتسامة عفراء لإنكسار مرعب وهي تشهق: نعم؟؟
خطبها قبل وسمية مرتين؟؟

منصور استدار بكامل جسده لها وهو يهتف بقلق: عفرا اشفيش؟؟
بسم الله عليش..

عفراء أشارت له وهي لاتكاد تبصر ما أمامها من شدة الفاجعة
واسما (مزنة – مزون) يضيء في داخلها كقنبلة مدوية بربط موجع لأبعد حد بين الاسمين:
مافيه شيء.. مافيه شيء...


" يا الله أتكون مزنة هي من جلبت كل هذا الحزن لوسمية..؟؟
ويا الله ما أظلمك زايد كيف جرؤت أن تسمي ابنتها على اسم حبيبتك..؟؟
كيف جرؤت أن تظلم قلب وسمية الطاهر هكذا؟؟
كيف طاوعك قلبك أن تقهر وسمية هكذا؟؟

ويا الله ما أصبرك ياوسمية!!
كيف صبرتِ كل هذا؟؟ كيف صبرتِ؟؟
كيف سمحتِ له أن يذلكِ حبه لدرجة أن توافقي على أن يسمي ابنتك باسمها؟؟

يا ربي..يا الله ماكل هذا الوجع!! ماكل هذا الوجع!!
أشعر أن قلبي سيقع من مكانه لشدة الوجع
وسمية لم تكن أختي فقط..
وسمية كانت أختي وأمي ورفيقة روحي!!
.
.
.
ولكن إن كانت وسمية أختا وأما.. فهل أكون ناكرة للجميل وأنكر أن زايدا كان لي أخا وأبا وسندا؟؟
وسمية ذاتها كانت تقسم أنه ماضايقها بشيء هو يقصده
عدا هذا الاسم الذي كان يهذي به ونائم لا يقصد إيذائها به..
وكان يستطيع أن يسمي ابنته باسمها دون تحريف لأنه يظن أن لا أحد يعلم..

هو لم يقصد مطلقا جرحها.. لم يقصد جرحها يارب!!
فهل أتقصد الآن جرحه؟؟
ماذا سأستفيد من ذلك؟؟ هل سيعيد ذلك وسمية من قبرها؟؟

وسمية أحلم بها في نومي على الدوام أنها سعيدة وعلى خير حال؟؟
فهل سترضى وسمية عليّ لو جرحت أولادها وأبوهم وقلبت حياتهم رأسا على عقب؟؟

مزنة ذاتها التي أشعر الآن بالحقد عليها ماذنبها؟؟
هل هي من طلبت من زايد أن يهذي باسمها في نومه؟؟

يا الله ألهمني الصواب لأقوم به!!
ألهمني الصواب..
وسمية رحلت.. فماذا سيستفيد الأحياء من تقليب دفاتر موجعة؟؟
أنتقم لها وأنا كاني أنتقم من زوجها الذي أكرمها وأنتقم من فلذات أكبادها؟؟
يا الله ألهمني الصواب.. ألهمني الصواب!!"

منصور يهز كتفها بقلق: عفرا اشفيش.. كلميني.. اشفيش..

عفراء وعت من غيبوبتها.. لتستدير وتدفن وجهها كاملا في عرض صدر منصور وهي تحتضن خصره وتبكي ببكاء خافت أشبه بالأنين.
منصور كاد يجن وهو يحتضنها بكل قوته ويهمس في أذنها بقلق مرير:
حبيبتي وش فيش؟؟ تكفين لا تحرقين قلبي كذا؟؟

عفراء همست بصوت مختنق: مافيني شيء.. بس تذكرت وسمية الله يرحمها..

حينها شدد منصور احتضانه لعفراء وهو يطبع قبلات حانية على شعرها ويهمس بحنان:
السموحة يام زايد.. وش نقزني أجيب طاري أم كساب.. جعل مثواها الجنة؟؟

عفراء دفنت وجهها في صدره أكثر وهي مستمرة في نحيبها الشفاف..
دون أن ينتبها كلاهما أن هناك من أطلت عليهما ثم عادت ركضا للأعلى ووجهها يشتعل احمرارا..

" يافشلتي فشلتاه.. وش نزلني؟؟ وش نزلني أنا ولقافتي..؟؟
يمه.. يمه.. الحين ممكن يصير في يوم من الأيام أنا أسوي كذا؟؟
لا لا مستحيل.. يمه.. يمه "






***************************************






" هلا يمه..
تقول سميرة إنش تبيني؟؟"


كانت هذه إشارة تميم لوالدته بعد أن أغلق الباب..
أشارت مزنة بشجن: يعني ماتمرني إلا لأن مرتك قالت لك..

تميم بجزع: لا والله يمه..
ثم صمت بألم..

مزنة أشارت للمكان الخالي جوارها..
تميم جاء وجلس جوارها ليضع رأسها على فخذها ومزنة تمسح على شعره بحنو ثم تميل لتقبل جبينه..
قبل هو فخذها حيث كان يسند رأسه ثم نهض وقبل كفها.. قبل أن تشد مزنة كفها لتشير له بحنان:
يا أمك مهوب خافيني إنك متضايق..
ووالله العالم لولا إن وضحى حدتني إني ماكان أوافق..
أنت يامك تكفيني عن كل رياجيل العالم..

ابتسم تميم بشجن: داري فديتش.. طالبش أنتي ماتضايقين روحش..
مهما كان يمه.. هذا زايد آل كساب.. نسبه شرف..
وفعايله ماحد يسويها ولا أحد يقدر يوقف مواقفه..

مزنة ربتت على خده ثم أشارت بحنان: خير يمه..
أنا بس بغيت أشوفك أنت..
ما أبغي شيء يحز بخاطرك طالبتك..


تميم غادرها وأغلق الباب خلفه.. لتتمدد مزنة على سريرها..
لأول مرة تفعل شيئا هي غير مقتنعة به..

فعلا لا رغبة لها بالزواج وقيوده بعد أن مضى أكثر من 15 عاما على رحيل زوجها الثاني..
قد يكون زايد آل كساب خيارا مغريا لأي أحد حتى لشابة أصغر منها بكثير..
ولكن هي لا تريد أن تتزوج لا من زايد ولا من غيره..

لا تتخيل نفسها زوجة مرة آخرى..
ربما لأن الزواج ارتبط في ذهنها بحياة باردة خالية من اشتعال المشاعر..

فزوجها الأول تزوجته صغيرة جدا.. وتوفي قبل أن تتعرف عليه حتى.. بعد زواجهما بخسمة أشهر..
وزوجها الثاني كان رجلا ودودا جدا لا يخالفها في كلمة ويرضى بأدنى شيء قد تقدمه له..
جمع بينهما المودة والأولاد والاحترام.. ولا شيء آخر..
لم يصل أحدا منهما إلى عمق روحها المحضورة..
تأقلمت على حياتها كأم وابنة.. أما الزوجة والأنثى فهي كانت مغيبة من أفكارها..

حتى في اهتمامها البالغ بنفسها.. كانت تفعله لنفسها..وإرضاء لنفسها..
فإذا كان الله قد منحها كل هذا الجمال.. ألا تشكر الله بحفاظها على هذه النعمة؟!!

حينما كانوا يقولون لها: خاطرنا نشوف لو هذا اهتمامش بنفسش وأنتي ماعندش رجّال.. لو عندش رجّال.. وش بتسوين؟؟

كانت ترد باسمة: بيكون نفس الشيء.. يعني الوحدة إذا ماكان عندها رجّال لازم تدفن نفسها..
الحياة ماتوقف عشان رجّال غير موجود..

وهاهو الرجل أصبح موجودا..!!

تجربتها الآن في الحياة أعمق بكثير..
ولا تجهل كيف تتعامل مع رجل وبأفضل طريقة..
ولكنها لا رغبة لها بذلك.. لا رغبة لها بذلك..!!

كما لو كانت طباخة ماهرة جدا ولكنها قررت اعتزال الطبخ..
ثم يأتون لها لكي يجبروها للعودة للطبخ رغم أنها ماعادت راغبة في الطبخ..
ولكنها مجبرة أن تفعل ذلك.. وتعلم أنها ستنجح لأن براعة الطبخ مغروسة في روحها..

رغم سذاجة هذا المثال ولكنه حقيقة..
فمزنة بأنوثتها الطاغية وتفكيرها الذكي هي طباخة ماهرة.. وحتى لو لم ترغب بإعادة استخدام هذه الأنوثة والذكاء كزوجة..
فهذا شيء مغروس في روحها ولابد أن يتدفق تلقائيا حين تضطر لاستخدامها..
فكيف ستوظفه فعلا الآن كزوجة لزايد؟!






************************************





" ها تميم أمك وش تبي فيك؟؟"

كانت هذه إشارة سميرة لتميم الذي دخل والإرهاق باد ملامحه ليلقي غترته على المقعد ويشير لها قبل أن يجلس:
أبد.. تبي تتأكد إن خاطري مافيه شيء..

سميرة حينها أشارت له بتساؤل مقصود: وأنت خاطرك فيه شيء؟؟؟

تميم بشجن عميق: تكفين سميرة لا تسأليني عن أي شيء؟؟

سميرة ابتسمت: ولا حتى وش قالت لك وضحى وأقنعك.. بأموت من الفضول أبي أدري..

حينها ابتسم بإرهاق: هذي عاد مستحيل أقول لش.. خلش بفضولش..

سميرة حينها جلست جواره لتسند رأسها لكتفه وتحتضن خصره..
استغربت بألم شاسع أن تميما أبعدها عنه.. نظرت له باستغراب مصدوم..

بينما أشار لها بشجن:
سميرة ألف مرة صرت قايل لش لا تسوين شيء ماتقدرين تكلمينه..
أنتي بطريقتش هذي تعذبيني..
أنا تعبت وأنا كل ماحاولت أقرب منش.. تجفلين مني..
لا تعطيني نص الإحساس ولا نص اللمسة..
لأنه أنتي كذا ما ترضيني وأنتي محسستني إنه لي حدود لازم ألتزمها..
دامش حاطة حدود بيننا.. خلي الحدود كلها.. لأني مستحيل أرضى أوقف على نص الحدود..
خلينا ربع ونسولف مع بعض من بعيد لبعيد..
وإذا قررتي تشيلين الحدود كلها أنا أنتظرش.. بس ترا صبري صار أقل مما توقعين...






*****************************************






" غانم يأمك وش فيك مستعجل؟؟
كمل قلاصك!!"

غانم يضع كوبه أرضا ويهتف باستعجال: اليوم عندي آخر فحص طبي..
بأخلصه وأطلع المطار عندي رحلة..

تنهدت أم غانم ثم هتفت بأمومة: صحيح نسب آل كساب يشرف.. ومن يقدر يطوله ؟؟..
بس أنا بغيت لك وحدة أزين..

ابتسم غانم وهو يقف ويقبل رأس والدته: يمه ترا الزين مهوب كل شيء في الدنيا..
الحين أنا بأعاشر أخلاقها وإلا بأعاشر زينها..؟؟
لو كانت أخلاقها مهيب زينة.. بأشوف زينها أشين شيء في عيني..
ومزون يمه أنا أعرف أخلاقها زين.. وسالفة الزين كلها ماتهمني.. فريحي بالش..
أنا شايفها من الحين أزين وحدة بأخلاقها..

ابتسمت أم غانم: الله يزينك في عينها مثل ماهي زينة كذا في عينك..
والله يوفقك يامك وينولك كل اللي في بالك






***********************************





بعد عدة أيام ..يوم الخميس..
.
.
.



" يقولون بعد شوي ملكة أبو عيون عسلية!!"

عالية تعدل المخدة تحت رأسها وهي تتمدد بعد صلاة العصر وترد على تهكم عبدالرحمن بتهكم مشابه:
يا الحقود.. يا اللي ماتنسى.. يا اللي قلبك أسود..
ترا أبو عيون عسلية له اسم يهبل.. وولد عمي.. وما ارضى إنك تسميه كذا..
اسمه غانم لو سمحت...

عبدالرحمن بابتسامة مغلفة بالغيظ: ياسلام.. واسمه يهبل بعد.. وعيونه عسلية ياحظ بنت زايد فيه..
على حد علمي.. ترا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير الاسماء ماحمُِد وعُبد..

حينها همست عالية بانتصار: ويقولون لك يادكتور الجامعة المحترم إن هذا حديث لا أساس له من الصحة وما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم...
فروح لقط وجهك !!

عبدالرحمن ضحك: خطيرة يا بنت... ملعوبة.. حكرتيني في الزاوية..

عالية تضحك: دوم مهوب يوم يارب.. وانت دايم اللي حاكرني وحايسني..

حينها هتف عبدالرحمن بنبرة مقصودة: زين دامش استانستي فأكيد ماتقدرين تنكرين صحة الحديث اللي يقول:
(إن أحب أسمائكم إلى الله عبدالله وعبدالرحمن)
يعني اسمي بالتحديد.. ماقال غانم..

عالية تبتسم: ماخليتيني أستانس بنصري شوي يا الدب..
وانسى غانم.. الولد بتنفقع عيونه منك يا المفشوح.. مايسوى عليه ذا العيون العسلية طلعتها من كبده..

عبدالرحمن ضحك: لو عيني حارة كان قصيت لسانش شوي يا القردة..

عالية بغضب: لا تقول قردة..

عبدالرحمن مازال يضحك: وأنتي لا تقولين دب..

عالية بغيظ: بس أنت دب..

عبدالرحمن ببساطة باسمة: وأنتي قردة !!

عالية أغلقت الهاتف في وجهه.. ليس لأنها غضبت منه.. ولكن لأنها تريد أن تنام قليلا..
وهو يستحيل أن ينهي الاتصال من نفسه..
كانت تبتسم وهي تغلق عينيها.. لا تعلم كيف ملأ حياتها بطريقة سحرية هكذا وفي غضون أيام..
لو تأخر عن الاتصال بها أكثر من ساعتين.. ستتصل هي به.. لأنها لا تستطيع الصبر أكثر عن سماع صوته..

يبدو أن هذا العبد للرحمن سيكون إدمانا لذيذا بكل حالاته...
يتكلمان في كل شيء من أعمق الأشياء لأسخفها..
من أعسر المشاكل والقضايا لأتفهها.. المهم أن يتكلما..
بدأ كل منهما يعرف عن الآخر أدق تفاصيل حياته وأسراره وبطريقة شفافة لا تكلف فيها وهما يتبادلان روح مرح عميقة بينهما..
مطلقا لا يبدوان زوجان تقليديان بل هما لصديقان أقرب بكثير..

كانت على وشك أن تغفو حين أيقظها رنة رسالة:

" ولا تزعلين يا قلبي.. مايهون علي زعلش!!
بأرسل لش رضاوة..
.
.
بعد شوي بتلاقين عند باب بيتكم كرتونين موز



يا الــــقــــــردة !! "






************************************





" أنتي الحين ليش متوترة كذا!!
ترا مافيه شيء يوتر"

كانت جميلة تحاول تهدئة توتر مزون وهي تردف بمرح:
صحيح تجربتي الوحيدة وأنا في المستشفى على سريري ويا الله أشوف لحية الشيخ وهو يسألني..
بس ترا السالفة ماتفرق واجد.. بيجيش الشيخ ويسألش.. وهزي رأسش مثل البقرة وخلاص...

مزون تدعك طرف عباءتها التي لبستها حين أخبرها والدها أن تستعد لأن الشيخ سيأتيها بعد قليل ليسألها تهتف بتوتر:
تدرين إنش متفرغة..

جميلة ضحكت: عاد أنتي وحدة المفروض مافيه شيء يوترش.. كل شيء مار على رأسش.. الطيران ومشاكله..
وكساب ومشاكله... كساب بروحه يكفي...
يعني توترش الحين يشبه مثلا توتر الفترة اللي اختفى فيها كساب في أمريكا..؟؟

مزون بابتسامة: لا.. وش جاب لجاب.. الله لا يعيدها تيك الأيام.. بغيت أستخف.. خمس شهور ماندري عنه..
مع إنه قال لأبي عقب ماخلص الماجستير إنه بيطلع رحلة تخييم للجبال يمكن تطول شهور.. ويمكن مايقدر يتصل..
بس حتى إبي مع إنه كان يبين إنه كل شيء طبيعي بس بغى يستخف..لأنه هقى شهر شهرين مهوب خمسة..
حتى السفارة هناك اتصل بها.. وقالوا له جواز سفره موجود وماراح مكان ودوروا له في المستشفيات والسجون مالقوه..

جميلة مازالت تحاول إلهاء مزون عن التفكير بالملكة بحكايات اخرى:
زين عقب ما انصلح الحال بينش وبينه ما سألتيه وين كان..؟؟

ابتسمت مزون: سألته.. قال لي رحلة تخييم فوق الجبال ومافيه إرسال ولا تلفونات..

ما أن أنهت مزون جملتها حتى سمعت صوت كساب يأتيها عبر باب مجلس النساء الموارب: مزون تعالي هنا... الشيخ هنا..

مزون بدأت ترتعش بعنف.. بينما جميلة شدت على كتفيها وهي تهمس لها بحنان: يا الله قومي..

مزون همست باختناق حقيقي: أبي خالتي.. أبي خالتي.. ليه ماجات..؟؟

جميلة برقة: والله العظيم امي تعبانة واجد.. وصار لها كم يوم تعبانة.. أنتي بروحش شفتيها..

مزون وقفت لتبلس نقابها.. وهي تشعر أن قدميها تكادان تذوبان من التوتر والارتباك..
بينما جميلة تدفعها حتى أوصلتها للباب..
حين دخلت تلقاها كساب بحنان وهو يرى ارتعاشها ليسندها..

سألها الشيخ بنبرته الهادئة: موافقة يا بنتي على غانم بن راشد آل ليث زوجا لكِ؟؟

مزون هزت رأسها إيجابا وهي تستند بثقلها على كساب الذي كان قلبه يذوب حنانا لها وهو يرى حالتها..

الشيخ سألها مرة أخرى: هل لكي شروط يا بنيتي؟؟

فهزت رأسها رفضا..

فقال لها الشيخ: زين يا بنتي وقعي هنا..

مزون تناولت القلم بأنامل مرتعشة ووقعت..
حينها هتف الشيخ بحزم: خلاص أنا بأرجع للمجلس..

قالها وهو يفتح باب مجلس الحريم المفتوح على الخارج ويخرج فعلا حاملا دفتره..
لتدفن مزون وجهها في صدر كساب وهي تبكي بخفوت..

كساب احتضنها بحنو وهو يهمس بابتسامة: هذي دموع الفرح يعني؟؟

مزون بخجل بالغ: كساب حرام عليك.. اللي فيني مكفيني..

كساب قبل رأسها هتف بحنان عميق: ألف مبروك.. غانم نعم الرجال.. وإن شاء الله إنش ما تندمين..
ويا الله خلني أكلم علي يبي يكلمش.. أمني أدق عليه أول ماتوقعين عشان يبارك لش دايركت..









**************************************





تحتضن صغيرها بين يديها ودموعها تنهمر بغزارة..
أ يعقل أن يكون الآن عقد قران ابنتها وهي غير حاضرة فيه..؟؟
أ يعقل أن اليوم الذي حلمت به طويلا يحضر دون أن تكون أحد المشاركين فيه؟؟


ولكنها بالفعل مرهقة ومجروحة لأبعد أبعد حد..
ولا ترغب مطلقا بدخول بيت زايد.. وتقليب أوجاعها المستعرة..

تعلم أن لا ذنب لأحد فيما حدث لكنها لا تستطيع منع نفسها من الإحساس بكل هذا الألم الغريب العميق..

حاولت جاهدة وبكل قوتها أن تتشجع للذهاب..
ولكن قدميها أبتا التحرك.. لذا طلبت من جميلة أن تذهب هي لوحدها مع عمها منصور..

وبعد خروجهما تمنت لو تتصل بمنصور وتقول له عد وخذني حتى لو حملتني إلى السيارة حملا..
ولكنها خافت من ردة فعلها هي..
خشيت أن تتصرف تصرفا يفسد على صغيرتها فرحتها..
قد تكون اعتادت على الكتمان وعلى كتم أوجاعها من أجل الآخرين
ولكنها تريد لها وقتا حتى تتأقلم مع الفكرة الموجعة لها تماما !!
لا تعلم متى تتأقلم؟؟
ولكن حتى ذلك الحين يجب أن تبتعد عما قد يثيرها أو يثير ألمها..
لأن هذا الألم مختلف.. مختلف.. واحتماله صعب!!





*********************************






" يمه.. يمه.. خل الخدامات يدخلون الأغراض اللي برا!!"

هزاع جلس بجوار عالية التي كانت تصب القهوة لوالدتها.. بينما أم صالح تهمس بتساؤل: ليه وش أنت جايب يأمك؟؟

هزاع يضحك: أنا أجيب شيء؟؟ حاشا وكلا.. هزلت.. أنا أكل بس..

أم صالح باستغراب: مهوب أنت تقول خل الخدامات يدخلون الأغراض اللي برا..

هزاع مازال يضحك: تخيلي يمه ما أدري من اللي استخف وجايب لنا خمس كراتين موز..
والغريب إن إبي وأخواني كلهم في ملكة غانم.. من اللي جابهم زين؟؟
إلا لو كانت من بيت فاضل بن عبدالرحمن... توني شفت سواق البيت طالع من حوشنا وأنا داخل؟؟

عالية شعرت بالصداع والممزوج بغيظ عميق (استخف.. والله العظيم استخف!!)

أم صالح باستغراب: 5 كراتين مرة واحدة.. يأمك يمكن قصدك كرتون تفاح وبرتقال وموز.. كذا يعني..

هزاع بابتسامة شاسعة: أقول لش يمه خمس كراتين موز.. ليه ما أعرف الموز أنا؟؟..
تصدقين يمه.. الظاهر يحسبون عندنا مزرعة قرود..

عالية حينها لكزت هزاع بقوة في جنبه لشدة شعورها بالغيظ من عبدالرحمن الذي أكمله عليها هزاع وهو يذكر القرود..

هزاع هتف بغضب وهو يضرب مؤخرة رأسها: وش فيش يا الخبلة علي ؟؟ليه تضربيني؟؟..

عالية بغضب: ما أقصد يا الخبل.. من غير قصد..
كم مرة قايلة لك لا تمد يدك علي.. ماتعرف تحترم الكبير أنت..

هزاع يبتسم : وأنا كم مرة قايل لش اعطفي على الصغير...
الله يعين عبدالرحمن عليش.. الأنوثة ملغية من قاموسش..

حينها لكزته بكوعها بقوة أكبر في جنبه.. حينها أمسك بذراعها وعصرها خلفها
وهتف بغيظ باسم: الحين تخسين تقولين إنش ماتقصدين..
إلا تقصدين وتقصدين..

عالية تصرخ بألم: يمه تكفين.. فكيني من ولدش الخريش.. بيكسر يدي..

أم صالح بابتسامة حانية: وحد قال لش تحارشين الخريش..
رجّال أطول منش واعرض ما تستحين تمدين يدش عليه..؟؟
خلش دواش.. جعله الزين فيش!!
وقومي كلمي السواق.. خله يعطي كل بيت من بيوت جيراننا كرتون.. قدام تخرب عندنا..





*************************************





دخلت على استحياء وهي تسحب قدميها الثقيليتين سحبا لداخل غرفة والدتها..
مزنة فتحت عينيها حين سمعت صوت الباب يُفتح ثم عادت وأغلقتها حين رأت من دخل..


وضحى اقتربت من السرير حيث تتمدد مزنة.. جلست جوارها على الأرض..
وهي تستند على طرف السرير بكوعيها وتهمس لوالدتها من قرب بوجع عميق:
يمه تكفين.. ماكفاش الأيام اللي فاتت وأنتي تعذبيني وهاجرتني حتى من الكلام..
الحين بكرة بتروحين.. تبين تروحين وأنا وأنتي كذا!!

حينها فتحت مزنة عينيها وهمست بألم مغلف بالحزن: مهوب أنتي اللي تبيني أروح.. وش فرقت عندش الحين؟؟

وضحى تناولت كف والدتها وأغرقتها بدموعها ونشيجها المفاجئ وهي تهمس بين شهقاتها:
يمه تكفين لا تحاسبيني على شيء راح وخلاص ماعاد له قيمة..

مزنة بألم: لو ماله قيمة ماكان قدرتي تستخدمينه ضدي وضد تميم..
ماهقيت ذا منش يأمش.. أنتي بالذات من بد خلق الله..

وضحى وقفت على ركبتيها وهي تميل على والدتها لتقبل جبينها وتهمس بين شهقاتها المتزايدة:
يمه تكفين.. تكفين.. لا تروحين وأنتي زعلانة علي.. طالبتش..

مزنة اعتدلت جالسة وهي تسند ظهرها للسرير وتخلي مكانا جوارها وهي تشير لوضحى أن تندس جوارها..
وضحى ماكادت تصدق وهي تقفز بجوار والدتها وتحتضن خصرها وتسند رأسها لكتفها وهي تنخرط في بكاء مثقل بالوجع..

مزنة ربتت على وضحى وهي تحتضنها بحنو: بس يأمش.. بس..
ما أقدر أزعل عليش.. بس أنا مستوجعة منش واجد.. أول شيء دسيتي علي سالفة ما تندس..
وعقبه ماتعلميني إلا عشان تستخدمين السالفة ضدي..
وحتى لو قلتي إنه ماعاد لذا السالفة قيمة.. هذا أنتي عرفتي أشلون تستخدمينها؟؟

وضحى رفعت رأسها قليلا وهي تبتسم بسعادة لأن والدتها غير غاضبة منها.. وهكذا هو قلب الأم لا يعرف إلا التسامح مهما أساء الأولاد..

همست وضحى بإبتسامة مبللة بدموعها وهي تدخل كفها في شلال شعر والدتها الكستنائي المتناثر بفخامة استثنائية على قميصها القطني:
يمه.. قلت حرام ذا الزين كله يروح ماشافه حد.. وما حد يستاهله كثر أبو كساب..

مزنة همست حينها بحزم: إذا على قولتش الله رزقني زين..
فهو رزقني إياه لنفسي مهوب عشان رجّال..
لكن زايد غدا أهم عندش من أمش !!

ثم أردفت بشجن: خاطري أدري لو ذا الخطبة صارت على وقت امهاب الله يرحمه..
كان تجرأتي تسوين فيه اللي سويتيه فيني وفي تميم!!

حينها همست وضحى بألم عميق ألم اشتياق وشجن وبعاد: مستحيل.. كان امهاب بيذبحني..
بس يمه ماعاد به شي عقب امهاب على حاله.. كل شيء تغير.. كل شيء تغير!!





*************************************






" يبه لا تقول إنك بتمسي عندي الليلة عشان كساب أمسى البارحة
لأنك أنت اللي ممسي عندي البارحة
روح جعلني فداك للبيت.. وراك بكرة يوم مشهود!! "

زايد ابتسم: لا... أكون بأروح أحارب يأبيك..
الليلة أبي أقعد أسولف معك..

علي ابتسم مودة غامرة: زين يبه أنا بكرة أبي أطلع وأحضر ملكتك.. وأمسي في البيت وأرجع المستشفى الصبح..

زايد ابتسم: أبشر.. بس وش معنى تبي تمسي في البيت؟؟ ما تبي ترجع في الليل يعني؟؟

علي بابتسامة: اول شيء شوفة عينك أنا أحسن بواجد.. وزهقت من قعدة المستشفى.. أبي أطلع أغير جو..

ثم أردف بمصارحة شفافة مثقلة بالعذوبة: وثاني شيء أبي أكون قريب منك تيك الليلة..
ولا تسألني ليه؟؟ لأني ما ادري وش السبب..
يمكن لأنها بتكون ليلة تاريخية صدق.. أبي أكون قريب منك..
ما تتخيل يبه وش كثر أنا مستانس عشانك.. لأني حاس فيك زين..

زايد حينها هتف بشجن يخفي خلفه قلقا كبيرا: يبه إحساسك غير إحساسي..
إحساسك بريء وتوه طازج..
لكن أنا يا أبيك مليان تعقيدات بعمر 30 سنة..
يا أبيك ماهقيت ولا حتى واحد في الميه إنه أنا ممكن أخذ مزنة في يوم من الأيام..
يا أبيك مزنة مثل حلم مستحيل ماتوقعت إنه ممكن يتحقق يوم..
لأن الأحلام المستحيلة ما تتحقق.. فأشلون تحقق الحين لحد الحين ما أدري!!

علي ابتسم حينها بخبث: يبه دامك تعلمني بكل شيء..
ممكن أطمع إنك بتعلمني بإحساسك بكرة لا شفتها قدام عيونك..؟؟

زايد رد عليه حينها بابتسامة مقصودة: لا عاد يا أبيك كذا مسختها..
مهوب كل شيء ينقال..






*************************************






" يبه لا تحاتي شيء فديتك..
تراني كل يوم عندك صبح وليل.. مافيه شيء بيتغير عليك"

جابر يبتسم بمودة: داري يأبيش داري.. لا تحاتيني.. هذا بناتي الكحيلات عندي ومافيني إلا العافية..

مزنة بحزم: جعل ربي يخليك لهم ويخليهم لك.. بس أنا المسئولة عنك..

كاسرة حينها هتفت باستغراب: بس يمه عمي بيسافر عقب أسبوعين مع ولده ويبيش تسافرين معه..

مزنة بذات الحزم: يسافر بروحه.. يعني رجّال لف الدنيا كلها بروحه.. يبي له خوي..
أبدى ماعلي إبي.. ومستحيل أطلع من الدوحة وهو وراي..
ثم أردفت لكاسرة بخفوت حازم: إبي شيبة عود ما يندرى متى ربي يأخذ أمانته.. ولو صار له شيء وأنا رايحة مع زايد وولده... بينفعوني حزتها؟؟

كاسرة بغضب: تدرين يمه إني ما أداني ذا الطاري..
لا تفاولين على جدي..

مزنة بحزمها الواثق: ما أفاول على إبي.. بس أنا أتكلم في حق..

حينها سألت كاسرة بحزم: زين ولو طلب عمي تسافرين معه بتقولين لا..؟؟

حينها فاجأتها مزنة أن قالت بحزم صارم: هذا أساسا بيكون شرطي في العقد..






*****************************************






بعد صلاة العصر..


كساب وتميم يدخلان مع الشيخ الذي دخل لمزنة..
ليتفاجأ كساب بشرطها الذي أصرت أن يُكتب في العقد.. أنها لن تخرج مطلقا من الدوحة مادام والدها حيا..
ولم يكن شرطها تضييقا على زايد أو تعسييرا عليه.. فهي وافقت عليه قبل أن تعلم أنه يريدها أن تسافر معه ومع ولدها..

ولم تكن تريد اشتراط شيء معين.. لكن حين علمت بذلك..
قررت أن تشترط هذا الشرط حتى تضمن أنها لن تترك والدها الذي تخشى أن يحدث له شيء في غيابها..

كساب أصبح قاب قوسين أو أدنى من مخططه.. فهل يسمح لهذا الشرط أن يفسد عليه مخططاته؟؟..
من جهة أخرى يعلم أن والده يستحيل أن يحرج نفسه بعد أن علم الجميع أن زواجه الليلة لذا سيقبل شرطها..
ومن ناحية ثالثة يخشى أن يظن والده أنها تريد فرض شروطها من البداية عليه فيرفض الشرط..

كساب هتف بمودة مغلفة بالحزم والاحترام: يمه ماحد بغاصبش على شيء ماتبينه
وإبي مستحيل يجبرش تسافرين مكان وأنتي ما تبين..
بس مافيه داعي تحطين ذا الشرط وتفشلين إبي في الرياجيل اللي تارسين مجلسه ذا الحين..

مزنة بحزم: وأنا وش يدريني ما يحلف علي أسافر معه.. وقتها ما أقدر أعصاه..

حينها هتف كساب بحزم: مع إنش آجعتيني يوم قلتي ماعاد لك وجه عندي
فأنا أقول لش الحين ذا الحين إن لش وجهي.. إنه مايغصبش تروحين مكان..
وأظنش يمه صرتي تعرفين إني لا قلت ما أخلف.. وهذا أنا عطيتش وجهي..
طالبش ماتفشليني وتفشلين إبي..

مزنة حينها هتفت بثقة: عشانك يأمك ماني بحاطة ذا الشرط.. بس تبلغه لأبيك..
وحتى لو ماحطيته في العقد هذا أنت صرت إنه هذا شرطي..

كساب تنفس بارتياح بعد شد الإعصاب: أبشري.. أبشري..




.
.
.


" يبه.. ترا عمتي شارطة إنها ماتسافر برا الدوحة دام إبيها حي!!"

زايد التفت بحدة لكساب الذي كان يهمس له بخفوت حين عاد مع الشيخ:
نعم ؟؟.. وعلي اللي شارط إنه حن نسافر معه..؟؟

كساب بحزم: يبه لا تفشل روحك في الرياجيل.. هذا هي ما كتبت الشرط في العقد..
وعلي خله علي.. يبي حد يسافر معه.. بأسافر معه أنا وكاسرة.. وكاسرة بنت خال مرت علي.. مافيه مشكلة يعني..

زايد بخفوت غاضب: هي كاسرة رجعت لك أساسا عشان تسافر معك..؟؟

كساب بثقة غامرة: بترجع الليلة أنا وهي متفقين مع بعض.. بس مانبي حد يدري لين ترجع..


زايد وقع على مضض.. يكره أسلوب لوي الذراع الذي برع فيه كساب مؤخرا..
وربما لم يكن كساب لينجح لولا أن زايد هو من كان يتغاضى بمزاجه ورغبته..
التضادات البشرية تتصارع في نفسه على أعلى مستوياتها وأحدها وأقساها!!

ومايهم هو الختام..!!
فخـــــــــتــــامــــا...
أ يعقل أن مزنة أصبحت أخيرا زوجته.. وهو يرى توقيعها بجوار توقيعه... ؟؟
ليس هذا مجرد عقد زواج.. فهذا وثيقة تاريخية تضع حدا فاصلا بين تاريخ وتاريخ..
فمزنة أصبحت زوجته هو... أخير!!

أخــــــــيـــــــــرا !!!







****************************************






" يوه كساب أرهقتني بذا السالفة
يوم أصريت إن إبي يرجع لجناحه لفوق
صار له شهور من يوم جاتنا خالتي وهو مستقر تحت..
متت وأنا أنقل أغراضه في وقت قصير كذا
وتأخرت على الكوافيرة اللي تنتظرني تحت.."

كانت مزون تهمس بذلك وهي منهمكة بتوزيع مباخر البخور في أرجاء الجناح الواسع..
بينما كساب يهتف بحزم: مايصير تجي تلاقي غرفتها تحت.. وإبي لازم يرجع لغرفته..
وبعدين أنتي اللي تحبين الشقا.. من أمس وكل شيء هنا جاهز..

مزون بإرهاق: لا والله.. حتى كاسرة أرسلت قبل شوي شنطة لأمها..
بس بصراحة استحيت افتحها عشان أرتب الأغراض.. فخليتها على حالها..

حينها هتف كساب بغموض: وليش كاسرة ماجات ترتب أغراض أمها بنفسها..؟؟

مزون بانشغال: ما أدري أكيد هم بعد مشغولين..

حينها هتف لها كساب بنبرة مقصودة: بس أكيد بتجي مع أمها لاجات الليلة..
مستحيل تخليها بروحها..

مزون منهمكة: ما أدري أظن كذا..

حينها هتف لها كساب بأمر صارم مرعب جعل مزون تترك كل شيء في يدها وتلتفت له:
لا مهوب تظنين.. لازم تجي مع أمها..لازم..
وتوصلونهم أنتي وإياها لين غرفتهم.. وعقب تخلينها تنزل بروحها..
وأنتي عاد دوري لش شيء يشغلش عند إبيش دقيقتين بس عقب ماتطلع كاسرة..

مزون باستغراب: وليش ذا التعليمات كلها..؟؟

كساب بحزم: والتعليمات تتنفذ بدقة وبحذافيرها.. أنا اعتمد عليش في ذا الشيء..
مزون لازم تجيبينها معش.. وعقب تخلينها تنزل بروحها.. مفهوم..؟؟

مزون بدهشة أشد: زين وليه ذا كله..؟؟

كساب بغموض: بتدرين بعدين..


كان مخططه بسيطا جدا ولكن تنفيذه هو الصعب..
حين تعود لبيته.. لن يسمح لها أن تخرج.. أبدا !! أبدا !!
ولكن كيف يحضرها؟؟ مهما بذل من الحيل وحتى لو حضرت لبيته لأي سبب كان..
يعلم أنها لن تتجاوز مجلس الحريم في الأسفل..
وهي لابد أن تصل لغرفته هو لينجح مخططه !!!
فهو رغم جهله لدواخل كاسرة.. ولكنه يعرف تماما ردات فعلها.. ويستطيع توقعها بدقة..






*****************************************






" ماهقيت ام امهاب تسوي ذات السوات على آخر عمرها!!"

جوزا تميل على أذن والدتها وتهمس بخفوت: يمه يعني هي سوت جريمة؟؟
خالتي مزنة ماشاء الله عليها عادها شباب!!

أم عبدالرحمن بعتب: والله لولا غلاها وإلا والله ماكان أجي..
يعني حتى لو هي شباب.. عيالها قدهم شباب والمفروض قدها جدة.. وش حاجتها في العرس؟؟

جوزاء بابتسامة: يعني هذا عشانها أعرست عقب أخيش..
خالي ناصر صار له 15 سنة من يوم مات الله يرحمه.. خلاص كفت ووفت..

أم عبدالرحمن بذات العتب العميق: والله لو عرست عقبه بسنة أهون علي من عرسها ذا الحين..
كنت أحسب مزنة أعقل من كذا!!




في زاوية أخرى من مجلس الحريم الواسع الذي لا يتواجد به سوى مزنة وبناتها وسميرة.. وفاطمة صديقة كاسرة
وأم عبدالرحمن وابنتها جوزاء.. ومزون وجميلة فقط!!


فاطمة تهمس في أذن كاسرة بحرج: حاسة شكلي غلط.. وأنتو حتى قرايبكم ما عزمتوهم.. بس عازمين أقرب القراب..

كاسرة تبتسم بمودة صافية: وأنتي أقرب القراب.. أمي تعدش وحدة من بناتها..

فاطمة تبتسم: والله يهنيها أم امهاب.. والله إن قلبي كان حاسس إن ذا الزين كله مايروح هدر..

كاسرة تضحك بخفوت: أنتي على طول قلبش حاسس خرطي...

حينها همست فاطمة بخبث: وإن قلت إن قلبي حاسس إن رجعتش للشيخ كساب صارت قريب..

كاسرة بذات الابتسامة: بأقول إحساسش استخف مهوب خرطي بس..

حينها همست فاطمة بجدية: بصراحة صار لش صار شهر ونص وأنتي مصدعة رأسي بمبرراتش اللي ما تدخل الرأس..
قال أحبه وما يحبني..
عنه ما حبني بالطقاق.. رجال حاشمني ومقدرني ومهوب مقصر علي بشيء خلاص مالي طريق عليه..

كاسرة مازالت مبتسمة: يا شينش لا قلبتي على ذا الموجة!!

حينها ابتسمت فاطمة: لأنش صدق فاقعة كبدي ومرارتي..
الحين لو فرضنا العكس صار.. وكساب ميت عليش وأنتي ماحبيتيه.. كان خليتيه بعد ولا حتى تفكرتي له بعين..
وش ذا الأنانية عندش؟؟

حينها همست كاسرة بضيق: فطوم الله يخليش.. خلاص.. خلينا في أمي وبس..



زاوية ثالثة...

جميلة تهمس في أذن مزون بخفوت: مرت أبيش وش فيها قاعدة ببرقعها كذا..
لا تكون ناوية تدخل على عمي زايد كذا..؟؟

مزون همست بخفوت وهي تنظر لمزنة التي تجلس ببرقعها وعباءتها: حتى في عرس كاسرة وتميم كانت ببرقعها..

جميلة بذات الخفوت: ماعليه هذي أعراس عيالها مهيب عرسها.. وبعدين أنا أعرفها في بيتها ما تلبس برقع..
كم مرة جيت لوضحى قبل كانت بدون برقع.. وبعدين ماشاء الله تهبل.. وشو له البرقع بعد ؟؟

مزون ابتسمت: يمكن خايفة على إبي ينجلط لا يشوف وجهها كذا على طول
تبي تسوي له تهيئة أول.. يشوف عيونها اللي تذبح أول..
وعقب يشوف الوجه كامل..

جميلة ضحكت بخفوت: الله يغربل أبليسش.. فيه وحدة تقول على إبيها كذا؟؟

مزون تضحك بخفوت مشابه: أتكلم من جدي.. إبي مسكين..سنين طويلة وهو محروم من الحريم وعقبه يدخلون القنبلة هذي عليها..
أخاف عليه يطب ساكت.. خلها ببرقعها أحسن..



وبالفعل كانت مزنة تجلس ببرقعها وعباءتها احتراما لوضعها
وأنه لا يتناسب مع من هي في مكانتها وسنها أن تلبس أو تتصابي كصبية صغيرة..

وفي ذات الوقت ومع عدم رغبتها في التزين.. ولكنها تأنقت كما يجب وبرقي دون إفراط أو تفريط.. حتى لا يقول أحدا أن مزنة مجبرة..
وهي ترتدي عباءة أنيقة جدا للمناسبات.. وبرقع بفتحات واسعة يكشف بشكل واضح ومثير عن عينيها المكحلتين بأهدابها الطويلة المصقولة والمكثفة بسواد الماسكرا..

ولكن بعيدا عن المظهر كانت تشعر في داخلها بإحساس تبلد.. وكأنها ليست هي..
رغم أنها أصبحت قبل ساعات وفعليا زوجة لزايد.. ولكنها مازالت لم تستطع استيعاب الفكرة..

يصعب على من اعتادت على التحكم بحياتها أن تصبح قيادا لشخص آخر..
أبسط الأشياء أنها حتى ذهابها لشراء أغراض البيت أو لزيارة جارة مريضة لابد أن تأخذ أذنا له قبل ذلك..

وبعيدا عن تسلطه على حياتها الخارجية فتسلطه الأقسى سيكون على روحها وجسدها..
لها خمسة عشر عاما حرة من قرب رجل.. تنام لوحدها كيف تشاء متى شاءت..
حتى أبناؤها ماعاد أحد منهم ينام معها منذ سنوات طويلة..
أصغرهم وضحى لها أكثر من عشر سنوات وهي تنام في غرفتها..

فكيف ستعاود تقبل قرب رجل..؟؟
يا الله.. دوامة قاسية من الأفكار تصيبها بالصداع.. وخصوصا أن كل شيء حدث بسرعة ومازالت لم تتهيأ للفكرة حتى!!


وهي غارقة في أفكارها اقتربت منها كلا من مزون وكاسرة.. وكاسرة تهتف برقة: يمه عمي زايد ينتظرش برا..

شعرت مزنة أن صداعها يتزايد.. تمنت لو استطاعت أن ترفض الخروج وأن تبقي حياتها كما كانت..
فهي فور أن تخرج من هذا الباب لن يعود شيئا كما كان أبدا..
ولكنها تعلم أنها لا تستطيع فعل ذلك..
وليست مزنة من تخاف أو تجبن!!

مزنة وقفت فعلا.. وبناتها كلهن يحطن بها مع ابنتها الجديدة مزون التي همست لكاسرة بخجل:
تروحين معي أنا وإبي عشان توصلين أمش وترجعين..؟؟

كان بود كاسرة أن ترفض.. لا تريد أن تذهب هناك..
ولكنها كانت قررت وحتى قبل أن تطلب منها مزون أن تذهب مع والدتها

لأنها تعلم أن أمها وإن أنكرت ذلك.. فهي تعاني من ضغط هائل وأرادت أن تكون جوارها حتى اللحظة الأخيرة..
هزت رأسها إيجابا وهي تهمس بحزم: دقيقة بس أجيب عباتي..

بينما وضحى وسميرة الاثنتان كانت أعينهما مغرقة بالدموع..
لا تتخيلان أنهما ستنامان الليلة دون أن تقول لهما مزنة بابتسامتها الحانية (تصبحان على خير)


في الخارج.. في داخل الباحة وأمام مدخل البيت كانت سيارة زايد تقف بفخامة كفخامتها الفارهة وفخامة صاحبها..
وهو يجلس في داخلها.. يشعر أن فولاذ السيارة يكاد يطبق على أحشائه!!

والغريب أنه لو خرج خارجها فهو سيشعر كما كان يشعر قبل قليل
أن أقطاب الكون كله تتقارب لتطبق على أحشائه..

كان في غنى عن ذلك كله..
في غنى عن ذوبان مشاعره هكذا..
في غنى عن ثورة توتر لم يعتدها رجل مثله..
بعد ثوان سيراها.. زوجته هو.. وحلاله هو..
هو الذي لم يستطع احتمال رؤية أطراف أناملها..
ولم يستطع احتمال أثير صوتها.. فكيف سيحتملها كلها بكل مافيها وهي بين يديه..؟؟


"يا الله يارب أقسم لم يكن لي في كل هذا حاجة!!
إذا كنت رجلا مجنونا وحلمت بحلم مجنون وهو أني أريد أن أتنفس كل هواء العالم في لحظة واحدة؟؟
أ يطاوعونني؟؟ ويتركوني أتنفسه كله في لحظة واحدة؟؟
ألا يعلمون أن هذا الهواء كله سيمزق رئتي التي لن تقوى على احتماله؟؟
هكذا هي مزنة.. هي كل هواء العالم الذي لن تحتمله رئتين يتيمين.. كرئتيّ !!
يا الله الصبر من عندك.. يا الله العزم من عندك.."


كان لاهيا في أفكاره حين سمع الطرقات على زجاج السيارة ومزون تشير له بغيظ أن ينزل..
اجتاحه طوفان ضاغط من المشاعر.. كيف لم يشعر بخروجهم..؟؟

نزل بخطوات واثقة حازمة هي خطواته المعتادة.. خطوات لم تظهر فوضى مشاعره لأنها خطوات بات يتحركها بالسليقة..

الفتيات خرجن فقط بعباياتهن وأغطية الرأس فقط دون تغطية وجوهن..لأن مدخل البيت غير مكشوف لباب الباحة المفتوح..

زايد عرف طبعا مزون وكاسرة ولكن معهن صبية ثالثة لم يعرفها..
أما رابعتهن.. بؤرة الضوء.. فهو حاول جاهدا ألا ينظر لها حتى..

ولم يستطع أن ينظر لها حتى.. لأنه حدث ماصدمه.. فبعد أن قبّلتا كل من مزون وكاسرة رأسه وباركتا له وتأخرتا..
الفتاة الثالثة فاجئته أنها قبلت رأسه.. ثم تعلقت بعنقه.. وبكت وهي تدفن وجهها في عنقه..
زايد احتضنها بحنو حتى لا يحرجها وهو يهتف بيقين حنون: وضحى صح؟؟

هزت رأسها وهي تبكي بتأثر.. ثم حدث ماصدمه فعلا أنها انحنت لتقبل كفه..
زايد شد يده بسرعة وهو يربت على رأسها ويهتف بذات الحنو الأبوي:
قدرش كبير يأبيك..

ولكن ما فاجئه وصعق كل من مزون وكاسرة أنها أصرت أن تقبل كفه وهي تهمس بتأثر عميق بين شهقاتها:
طالبتك ماتردني.. لأن حبة رأسك ويدك.. شيء حلمت فيه ليالي طويلة..

بينما مزنة كانت تقف شامخة لا يظهر تأثرها المتزايد في روحها.. خصوصا وهي ترى حال وضحى وتعلم سببه..

وضحى بعد أن قبلت زايد.. التفتت لوالدتها واحتضنتها مطولا..
حينها كان مجبرا أن ينظر أن ناحيتها.. ولكنه لم يستطع أن يلمح شيئا فوضحى تغطي عليها..

ومزنة تنحني بكامل جسدها عليها وهي تحتضنها بكل حنو وتهمس في أذنها:
الله الله في نفسش.. وفي جدش.. ومهما صار ترا ظني فيش ظن خير مايغيره شيء..

وضحى هزت رأسها بألم.. بينما كاسرة تهمس بتاثر: يا الله يمه.. عمي طوّل وهو واقف..

زايد فتح الباب المجاور له.. لتتقدم مزنة بثقة رغم تصاعد توترها وتجلس في مكانها.. ليغلق الباب دون أن ينظر لها حتى..
بينما ركبت الفتاتان في الخلف..

زايد توجه لمكان السائق.. مازال لم يوجه لمزنة كلمة واحدة حتى.. ووجود الفتاتين يلجمه حتى لو حاول..

ركب.. وعيناه تتجهان فقط إلى يديها المشبوكة في حضنها..

"يا الله.. يا الله.. يا الله.. الصبر !!"

هاهو يرى كفيها كاملتين..
كفا مزنة.. كفاها !!

أغلق عينيه لبرهة عاجزا عن الاستيعاب..
أهذه فعلا يديها قريبة هكذا..؟؟
أكل مافيها ينضخ بهذا الحسن الغريب الذي يبدو أنه لم يُخلق إلا لها؟!!
بدا له أنه لم يرى في حياته كلها يدين أجمل ولا أعذب ولا أنقى من هاتين الشمسين المتشابكتين في حضنها..

" يارجال اصطلب..
ماشفت إلا كفوفها وحالك مايسر العدو ولا الصديق..
يا الله الصبر من عندك..
أنا أبي معجزة صبر الليلة !! "

حرك زايد السيارة.. أخيرا ليدخل إلى باحة بيته الشاسعة جدا في غضون ثوان ويتقدم حتى وقف أمام المدخل مباشرة..

لينزل ويتجه ليفتح لها الباب.. رغم أن مزنة شعرت بالحرج من فتحه الباب لها..
وكانت تريد فتحه بنفسها إلا أنها سبقها وفتحه..

والفتاتان تنزلان قبلها...
كان بود كاسرة أن تقول له أن يمسك كف والدتها على الأقل وهي تنزل..
لا تعلم لمّ يبدو مظهره جافلا هكذا..
ولكنها رأت أنه في مقام عمها ووالدتها لا يصح التدخل أبدا!!

وأخيرا هتف زايد بنبرة مثقلة بالفخامة والترحيب والثقة:
حياش الله يأم امهاب في بيتش..

مزنة همست بأدب رفيع: جعل البيت عامر بهله..

" يا الله حتى صوتها من قريب كذا له نكهة غير.. غير!! "

تقدموا جميعا وزايد يفتح الباب ويشير بالترحيب دون أن ينظر لها حتى..
لا يعلم كيف مازال قادرا على السيطرة على نفسه هكذا..
كيف أن عينيه التي أظناهما اللهفة التي امتدت لقرون مازالتا صابرين عن مجرد اختلاس نظرة؟؟

الفتاتان صعدتا خلفهما وهما يصعدان حتى وصلا لجناح زايد..
حينها شعرت مزنة أنها تختنق فعلا " أهذا فعلا حقيقة ويحدث؟؟"

كاسرة حين وصلا لباب جناحهما شعرت بحرجها يتصاعد وهي تقبل رأس زايد ووالدتها على عجالة وتهمس بثقة تخفي خلفها حرجها:
ألف مبروك.. واسمحوا لي..

ثم نظرت لمزون حتى ترافقها.. مزون كادت تبكي لشدة الحرج وهي تريد أن تهرب فعلا..
لكنها تخشى أن يقتلها كساب لو خالفت أوامره التي أعادها عليها اليوم عدة مرات..
وآخرها قبل دقائق حين اتصل بها وأخبرها أن والدها قادم لأخذ مزنة..

همست بنبرة ودودة وصوتها يرتعش من الحرج: يبه ترا العشا رتبته في الجلسة..
وإذا بغيتوا أي شيء.. ترا تلفوني جنبي.. وإذا..........

كاسرة حين رأت أن مزون لديها ماتخبر والدها به.. شعرت أن وقوفها محرج..
لذا قررت أن تنزل للأسفل.. وترسل لتميم رسالة حتى يحضر لأخذها
لأن الباب بين البيتين مغلق بعد أن تركت مفتاحه في غرفتها القديمة..

كانت كاسرة قد أصبحت قريبة جدا من الدرج حين وقفت لثوان..
رغما عنها شعرت أن قلبها يعتصر إلى حد الإجهاد..

غرفته قريبة جدا.. تكاد تشعر برائحة عطره تعبق في الجو فعلا..
كما لو كان عبر المكان منذ ثوان فقط..

يا الله كم اشتاقت له.. ولعطره.. ولصوته.. وحتى للؤمه وخبثه !!

تنهدت بوجع عميق وهي تتحرك متجهة للأسفل..
لتتفاجأ برائحة العطر -التي كانت تظنها طيفا- تحيط بها تماما.. إحاطة السوار بالمعصم حتى دخلت أقصى حويصلاتها الهوائية!!


ويد قوية جدا تطبق على فمها..
والأخرى تحيط بخصرها وتكتف ذراعيها لجنبيها وتحملها لتسحبها بخفة إلى مكان تعرفه جيدا..!!!




#أنفاس_قطر#
.
.
.
ويا الله عشان نقرب الموعد شوي
ترا بارت الأحد بيكون السبت في الليل الساعة 10 ليل
عشان نقرب الموعد شوي وعشان يوم السبت هو 18/12 اليوم الوطني :)
فابي أحتفل معكم بطريقتي..
وأدعوكم لين موعد البارت تشاهدون الاحتفالات على التلفزيون
جعل بلادكم كلها عامرة..
السبب الثاني البارت الجاي قنبلة بكل المقاييس لعدة أسباب بتعرفونها البارت الجاي..
وأبيكم تقرونه على رواق مع جو الليل الهادي يمكن يهديكم..
فكل وحدة تقوي قلبها قبل تقرأ البارت :)

وعلى كذا يكون موعدنا الثلاثاء الصبح..
أدري أنكم تبون بارتات أكثر.. بس البارتات هذي بالذات أبيكم تستمعتون بقراءاتها لأني قد ما أتعب في كتابتها قد ما أستمتع..
فعلا فيها استنزاف روحي وعقلي غير طبيعي..
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 04:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية