لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-10, 07:13 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح الورد ياقلوب الورد


خجلتوني باستقبالكم لي ياعلني ما أخلى منكم ومن دفا قلوبكم


.


.


أسئلة كثيرة تدور.. ليش لما كساب يعرف اسم كاسرة كان يسأل عنه؟؟


ليش سميرة حبت تميم؟؟


أشلون كساب عرف بحب والده لمزنة؟؟



عاد السؤال الأول أجلوه شوي.. أو سمعونا رأيكم حوله


الثاني والثالث ورد في القصة بس شكلكم نسيتم ياحلوين :)


.


.


نبضات القلب كل شخصية بتأخذ حقها


يمكن الحين فيه شخصيات بارزة أكثر لكن لأن قضاياها ملحة أكثر


والكل بيكون له قصة مختلفة وبتعجبكم إن شاء الله


علي اللي البنات مهتمين فيه ينتظره قصة خاصة جدا بس بدري عليها


.


ألف مبروك لعروستنا الغنج الله يكتب لك سعادة العمر وسكن الروح


.


.


والآن إلى الجزء الحادي والأربعون


وموعدنا يوم الخميس إن شاء الله الساعة الثامنة صباحا


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


.







بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والأربعون






جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك.. أنت تفهم وإلا ما تفهم.. حسن هذا ولدي أنا بروحي..



عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش.. افهمي ذا الشيء زين.. وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه..



جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه؟؟



عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي..



بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر..



عبدالله بصدمة مشاعره المبعثرة (هل قالت سأفكر؟!) همس بتساؤل عميق:


نعم؟؟ وش قلتي؟؟



جوزاء همست العبارة كأنها تبصقها.. كأنها مشارط تمزق لسانها: قلت لك بأفكر



عبدالله شد نفسا عميقا: صحيح أنا ملزم عليش بس أبو عبدالرحمن رافضني..


وكنت أبي وقت لين أرجع أكلمه..



جوزاء تشعر بمرارة عميقة من اتمام هذا الحوار..


وكأنها تتحاور مع سجانها حول سجنها وترتيبه.. همست باختناق: إبي حلف؟؟



عبدالله بنفي: لا .. ما حلف..



جوزاء بضيق عميق: خلاص أنا قلت لك بأفكر.. ولو افقت كلّم عبدالرحمن.. عبدالرحمن لو اقتنع .. بيقنع إبي..



عبدالله عاجز عن تصديق كل هذه الفرحة.. هتف بلهفة عميقة: ومتى تردين علي؟؟



جوزاء بكراهية أعمق: أبي لي وقت.. لأني بكل صراحة أكرهك كره العمى..



عبدالله مصدوم من صفعها له بكراهيتها بهذه الطريقة.. هتف بحزم موجوع: زين ليه توافقين علي؟؟



جوزاء بصراحة غريبة ممزوجة بالمرارة والكراهية والبغض: أنا لو وافقت عليك بيكون عشان أسود عيشتك بس..


عشان أخليك تعيف حياتك مثل ما خليتني اعيف حياتي



عبدالله باستغراب: فيه وحدة تقول ذا الكلام لواحد يخطبها!!



جوزاء في داخلها.. في عقلها الباطن.. تتمنى أن يتراجع عبدالله عن التفكير بعودتها له..


أن يكون هو من يرحمها من مرارة التفكير بالحياة معه.. أن يهرب بجلده منها!!



بداخلها رغبتان متصارعتان..


رغبة العودة له للانتقام منه..


ورغبة الهروب منه لأبعد كوكب..


وفي ذات الوقت رغبة العودة له باتت أقوى.. لأنها تغذي شيئا مختلفا في روحها


ولكن رغبة البعد عنه هي الأقرب لروحها المنهكة المعذبة..


لذا تريد منه هو أن يساعد رغبتها في البعد عنه.. أن ينقذها هو من جنون التفكير بالعودة له..


التفكير الذي بات يمزق تفكيرها ويغذيه كراهيتها له..


ولكنها تعبت من الكراهية.. تعبت!!.. تريد أن تعيش لابنها فقط..


و في ذات الوقت لو عادت له ستتفجر الكراهية أمواجا أمواجا تحت ردائها..


تخشى من تحول أشد في شخصيتها.. أن تتحول لمخلوق أكثر بشاعة ومرارة وهي بقربه..



همست بكل هذا الجزع والتعقيد والمرارة: عبدالله أنا أبري ذمتي الحين..


ترى لو تزوجنا.. ودّع راحة البال.. بأخليك تكره الدنيا


أنا قلبي مليان سواد وكراهية وحقد وكل ذا بأطلعه فيك..


أنا أحذرك من حياتك معي.. صدقني بتكون تعاسة مابعدها تعاسة..



شد عبدالله نفسا عميقا: المهم هلي ما يدرون بشيء من اللي يصير بيننا.. عدا كذا أنا كلي حلالش..


تدرين ليه؟؟


لاني واثق إن حبي لش أقوى من كراهيتش لي..



جوزاء بكراهية عميقة: لا تكون واثق كذا!! أنت ماعادك تعرفني!!



عبدالله بثقة عميقة: وأنا واثق في نفسي.. واثق في قلبش اللي ما تعرفينه..


المهم تردين علي بسرعة.. خلاص مافيني صبر عقب ماعطيتيني أمل!!







*****************************************







"انبسطتي بالجولة؟! "



كاسرة تلتفت لكسّاب وهي تخلع نقابها وتعلقه وتهمس بهدوء عذب: الحمدلله..



كساب جلس وهو يخلع حذائه ويهتف بثقة: تعليق محايد.. أفهم منه أن الجولة ماعجبتش ..



كاسرة جلست على مقعد منفرد قريبا منه بعد أن خلعت عباءتها وهمست بثقة:


من حيث إنها عجبتني فهي عجبتني بكل صراحة..


وخصوصا أنه كان معي دليل خبير وذكي كان يعرف كل شيء.. وعطاني معلومات حول كل شي


والمدينة القديمة عجبتني فعلا كأن الواحد رجع للزمن القديم..


لكن الدليل كان مستعجل عشان شيء ما أدري وش هو..



كساب يفكك أزرار قميصه ويهمس بحزم: قلت لش أنش ذكية من قبل يا بنت


فعلا أنا مستعجل عندي موعد للشغل.. باتسبح وأطلع..



كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق المتحكم: بتطلع وتخليني؟؟



كساب بتساؤل لئيم: خايفة؟؟



كاسرة بحزم: طبعا لا.. وليه أخاف؟؟ انا في فندق مليان سكيورتي.. وبشكل عام أنا وحدة ما أخاف


بس فيه شيء اسمه ذوق.. أعتقد أن هذا شهر عسلنا..


والمفروض أنه احنا نقضيه مع بعض.. مهوب يكون عندك شغل فيه..



كساب بعدم اهتمام: تعبت وأنا أقول لش ماعندي ذوق..


أنا عبيت تلفونش الجديد رصيد.. كلمي هلش وهل الدوحة كلهم


لاني ماني براجع قبل الفجر..



حينها هتفت كاسرة بصدمة عميقة: تونا الحين متعشين وتعشينا بدري بعد.. وش اجتماع الشغل اللي بيقعد ثمان ساعات؟؟



كساب بشبح ابتسامة: ما ادري ليه شام ريحة غيرة وإلا شك؟؟



كاسرة تقف لتهمس بحزم: لا غيرة ولا شك.. مرخوص..


المهم لا تزعجني لو لقيتني نايمة..







***********************************






" شأخبارش اليوم؟؟"



وضحى تجيب بهدوء ساكن: تحسين البيت صاخ مافيه حياة


حتى جدي مايرد علينا إلا بالقطارة..تحسينه ذابحته الشحنة لها ومايبي يبين..


نبي لنا كلنا وقت لين نتأقلم..



حينها سألت سميرة بحذر: وتميم أشلونه؟؟



حينها انحدر صوت وضحى للحزن: تميم الله يعينه.. هو بروحه سالفة.. الحين مايطلع إلا للمسجد ويرجع


لا عاد راح شغل ولا حتى يطلع من غرفته إلا في أضيق الحدود..



سميرة بتأثر: طيب وش يسوي ذا كله بروحه؟؟



وضحى بتأثر شفاف: أنا أحط له على الفيديو برامج دينية وثقافية بلغة الإشارة.. وكل شوي أرجع أغيرها لها..


غير أني أصلا لو كان ماعندي شغل قاعدة عنده.. وين بروح يعني؟؟



سميرة بحذر شديد: زعلان مني ياوضحى؟؟



وضحى تخفي عنها الحقيقة وهي تجيب بطبيعية مصطنعة: لا طبعا.. وليش يزعل منش؟؟..



سميرة بقلق: ما أدري ليه قلبي ناغزني إنه ممكن يكون شايل مني في قلبه..


يعني أنا كنت السبب في اللي صار له.. وهو بنفسه حساس..


ما أدري وضحى.. ما أدري.. قلبي مهوب مرتاح..



وضحى بتشجيع: لا تصيرين معقدة.. وريحي قلبش.. وفكري في تجهيزات عرسش وبس..



همست سميرة بحياد تختلف عن القلق الرقيق الغامض الذي بدأ يتسرب لقلبها:


يصير خير وضوّح.. يصير خير..








***********************************







" هاه يأبيش تبين شيء من السوق الحرة؟؟"



مزون تلتفت لوالدها وهي تعدل وضع حقيبتها على كتفها وتهمس بمودة: إيه فديتك أبي أشتري شوي هدايا لجميلة..


الأيام اللي طافت في رأسي ألف شغلة عشان عرس كساب ومالحقت أشتري لها شي..



زايد بمودة: خلاص يابيش وتعالي نقي معي بعد هدية لخليفة.. مايصير نجيه يدنا فاضية..



مزون بتساؤل: إلا يبه خليفة ذا وش طينته؟؟



زايد يبتسم: رجّال أجودي وفيه خير.. الله يعينه على دلع جميلة بس..


أنا بنفسي سألت دكتورتها يوم رجعت قبل فترة..


قالت لي إنها مجننته بعصبيتها ودلعها..



مزون تنتهد: والله العظيم جميلة قلبها أبيض وأطيب منها مافيه..


بس المشكلة ما يعرفون يتعاملون معها.. حتى خالتي بنفسها ماكانت تعرف تتعامل معها..







***********************************






لم تستطع مطلقا أن تنام رغم إرهاقها.. بداخلها تغلي غضبا عليه..


تتمنى لو كانت تستطيع أن تعود للدوحة وتتركه هنا ليستمتع هو وحده بشهر العسل هذا الكسّاب المعدوم الذوق!!


هل سبق أن حصلت في التاريخ أن عريسا يترك عروسه في الليلة الثانية من زواجهما ويذهب في عمل؟؟..


وأي شركة هذه التي تبقي أبوابها مفتوحة حتى صلاة الفجر؟؟


بقي هذا الغضب في روحها حتى بعد أن صلت الفجر وهو لم يعد بعد..



كانت تنظر في نفسها في المرآة.. وتتذكر أحاديث النساء اللاتي كن دائما يقلن لها ذات المضمون بعبارات مختلفة:


" أعانك الله على التصاق زوجك بك.. فهو منذ يراك سيعجز عن مفارقتك أو حتى مجرد إغماض عينيه عن حسنك..


زوجك سيلتصق بك التصاق المغناطيس بالحديد.."




كانت تنظر لحسنها الخيالي المنعكس على صفحة المرآة..


شعرها المنسدل على كتفيها أمواج من ليل أسود.. وهو يتناثر على بيجامتها الزهرية ..


وجهها الخالي تماما من المساحيق وفيه من الحسن والجمال ماتعجز عن صنعه كل مساحيق العالم لأنه صنع الله عز وجل.. تباركت قدرته



هاهي تقضي ليلتها الثانية وحيدة بدون وجوده..


كم تمنت في داخلها أن تراه يركع أمام حسنها.. أن تذله قليلا بهذا الحسن..


هذا المتغطرس المغرور الذي لا يعترف بالحدود.. ثم حين يريد يضع كل الحدود..


تريده أن يتمنى نظرة رضى منها فلا تمنحها له.. أن تراه محترقا بالشوق لها واللهفة لرضاها..



بينما على مستوى آخر.. هي غير متعجلة أبدا على قرب هذا الرجل وكسر الحواجز بينها وبينه..


في داخلها خشية طبيعية من هذا القرب.. ومن قرب كسّاب بالذات..


ولكنها تريده أن يتمنى هو هذا القرب ويعاني حتى يصل له..تريده أن يرضي غرورها!!


فكيف تكون هي بكل هذا الجمال الذي كان يُسكر كل من يراه..


بينما زوجها يتجاهلها وفي ليلة زفافها.. بل ويتجاهلها بطريقة غير مفهومة


فلا هو من يصرح بتجاهله.. ولا هو من يقترب.. ولا هو من يبتعد..



وهي غارقة في تفكيرها هذا سمعت صوت الباب يُفتح..


دخل وهو يترنح في مشيته.. انتفضت بعنف وقلبها يقفز خارج ضلوعها!!



"مشيته غير طبيعية.. هل هو مخمور؟؟ "



( آخرتها أنا أتزوج واحد يجيني عقب صلاة الفجر سكران؟؟


هذا شغلك اللي أنت مشغول يا كسّاب؟؟


خلني أتاكد بس إنك سكران والله ما أقعد عندك دقيقة!!)



كاسرة اقتربت منه بخفة.. همس لها بصوت مرهق: السلام عليكم



همست له بحذر وهي تكاد تصفعه: وعليكم السلام..



اقتربت منه أكثر وهي تحاول أن تشتم رائحته.. لا تعرف أبدا ماهي رائحة الخمر.. ولكنها سمعت أنها رائحة كريهة..



لذا انتفضت بجزع وهو يمسك بها من مؤخرة رأسها ثم يدفن أنفها في عنقه


ويهتف لها بنبرة متفجرة بالغضب رغم إرهاقه:


تبين تشمين.. تعالي شمي من قريب..



كاسرة دفعته بيده وهي تهتف بغضب: فكني يالمجنون!!



أفلتها لينهار جالسا على الأريكة وهو يهمس بتهكم مغلف بالإرهاق: وش شميتي؟؟



كاسرة كانت تمسح وجهها بقرف وتهمس بذات القرف: شممتني عرقك يالمقرف..



كساب بذات التهكم: يعني ماشميتي ريحة خمر ولا عطر نسوان؟؟



كاسرة همست بحزم دون أن تنظر ناحيته: ماخطرت ذا الأفكار برأسي..



كساب بغضب: إلا طرت على بالش وأنتي قاعدة تشممين كنش قطوة..


يا بنت الناس أنا لاني براعي خمر ولاني براعي نسوان ولا عمري عرفت شيء منهم..



ثم انحدر صوته بخبث وهو يقف بذات الطريقة المترنحة ليمسح على خدها بنعومة:


ولو أني مشتهي أعرف النوع الثاني..



كاسرة أزالت يده وهمست بغضب: هذا مهوب أسلوب تكلمني فيه..



عاد ليجلس هامسا بحزم مخلوط بالإرهاق: أنا أكلمش مثل ما أبي.. مهوب أنتي اللي تعلميني الأسلوب



حينها سألت كاسرة بنبرة قاطعة حازمة: كساب وين كنت؟؟



كساب يقف ليتوجه للحمام ويهتف بحزم: مهوب شغلش.. وترا بكرة بعد بأطلع وأتوقع ذا السؤال ما يتكرر..



كاسرة حينها هتفت ببرود: دامك كل ليلة تبي تطلع وتخليني.. رجعني للدوحة أحسن..



كساب ببرود: اسمعيني يا بنت الحلال.. برنامجنا من الساعة 10 الصبح للساعة 10 المسا.. طول هالوقت أنا بأكون معش..


بعد كذا مالش شغل فيني..



كاسرة ببرود مشابه: والسالفة بيننا مجرد سالفة برنامج نقضية مع بعض كن حن مسجونين مربوطين ببعض؟؟..



حينها اقترب منها كساب وهمس بتلاعب: طيب وش هي السالفة؟؟



كاسرة تراجعت للخلف وهي تهمس بحزم: أنت شكلك تبي تروح للحمام وأنا عطلتك..



كساب اتجه للحمام وهو مازال يمشي بذات الطريقة المترنحة..


كاسرة غيظها عليه يتصاعد.. قررت أن تنهي الصراع اليوم وتتجه لتنام..



كساب حينما خرج .. وجدها تمددت..


تناول مصحفه ليقرأ ورده الذي لم يستطع قراءته بعد صلاة الفجر..


لأنه صلى في مكان لم يكن به مصحف..


ثم تمدد جوارها بصعوبة آلمه المنتشر على امتداد كل جسده..


كان يشعر أن جسده يشتعل بالألم الفعلي الذي يحاول إلغاءه حتى لا يفكر به..


وبالفعل كان على وشك أن ينام حينما صرخت به كاسرة بجزع: كساب قوم..



كساب بإرهاق: كاسرة نامي.. تعبان أبي أنام..



كاسرة اقتربت منه وهي تهمس بذات الجزع: أقول لك قوم..



كساب جلس وهو يهتف بغضب: نعم.. وش تبين؟؟



كاسرة بقلق: بيجامتك فيها نقط دم.. من وين؟؟



كساب شد الغطاء عليه قليلا وهو يهمس بحزم: كاسرة خلي ذا اليوم يعدي.. ونامي الله يهد عدوش..



كاسرة بغضب مكتوم: خلاص كيفك.. ولو تبي تموت وانت نايم.. تريحنا بعد..



كساب لم يرد عليها وهو يوليها ظهره ويغرق في النوم فعلا


بينما هي كانت تراقب بقع الدم التي بدأت تتسع على ظهر بيجامته ومن أماكن مختلفة..


وهي تشعر بحرقة عميقة غير مفهومة.. (ماذا فعل هذا المجنون بنفسه؟؟)


لم تستطع أن تنم معه على ذا السرير.. وهي مشغولة بالنظر إلى بقع الدم التي اتسعت أكثر وأكثر!!


نهضت ونامت على أريكة في غرفة الجلوس..


قضت وقتا طويلا قبل أن تنام..


تفكر.. مليئة بالهواجس والكثير من الحرقة..


تمنع نفسها أن تنهض لتعود لترى هل غرق في دمائه أو كيف هو حاله..


(ماذا فعل بنفسه هذا المجنون؟؟


من أين أتت كل هذه الدماء؟؟ من أين؟؟)



وأخيرا نامت نوما سيئا مليئا بالأحلام الغريبة!!



وكانت مستغرقة في النوم حين نهض كساب قبلها


وخرج ليتوجه للطبيب ليضع له لاصقات طبية على عشرات الجروح التي غطت نواحي مختلفة من جسده!!


وليعطيه مسكنا ما.. يهدئ الألم قليلا..



حينما عاد توجه للأميرة النائمة..


رغما عنه وبعيدا انتباهها له قضى عدة دقائق يراقبها بصمت وهي مستغرقة في نوم عميق..


كان بوده أن يمد يده ليمسح خدها.. أجفانها الغافية .. شفتيها النديتين..


ولكنه منع نفسه وهو يقهر رغبته العارمة في تحسس بشرتها فقط.. لينتزع نفسه من مراقبتها..


مـا الـجــديــد؟؟


فهو في السنوات الأخيرة كان هذا ديدنه مع نفسه..


سلسلة متواصلة من القهر حتى اعتاده!!..




تنهد وهو يجلس معها على نفس الكنبة..


كاسرة حين شعرت بالثقل الذي التصق بها ..فتحت عينيها بخفة..


لتنهض جالسة وهي تشعر بخجل طبيعي وتتراجع للخلف قليلا..



هتف لها بهدوء: ممكن أعرف ليش قمتي من جنبي؟؟



كاسرة همست بهدوء وهي تعيد شعرها خلف أذنيها: يعني تبيني أقعد لين تغرقني بالدم اللي ما أدري من وين جاي



حينها وقف كساب وهو يهتف لها بسكون: أنا طلبت لنا فطور بيجي الحين.. بأبدل ملابسي.. وبنطلع بعد الفطور


اليوم بنروح بحيرة جنيف.. بنتغدى هناك ونتعشى بعد.. الجولة حولها طويلة وتستاهل يوم كامل..



كاسرة توجهت للحمام.. حين اغتسلت تذكرت أنها نسيت أن تأخذ معها ملابسها..


وحين توجهت لغرفة النوم فوجئت بمنظر كساب الذي كان يبدل ملابسه


وجسده المغطى باللصقات الصغيرة..


لم تعلق مطلقا.. وهي تفتح الخزانة لتتناول من ملابسها التي رتبتها البارحة هناك لتقضي على الملل..


كساب كان مستغربا بالفعل أنها لم تعلق.. بل وكأنها لم تبصره.. وهي تمر من جواره..



حينها اعترض كساب طريقها وهو يشدها ناحيته..


حاولت تحاشي النظر لجسده وهي تنظر لوجهه مباشرة..


أمسك بيدها ووضعها على اللاصقات على صدره.. حاولت شد يدها التي كانت ترتعش رغما عنها.. ولكنه لم يسمح لها


وهو يهتف بتلاعب: يمكن أحيانا ما أحبش تعلقين أو تسألين..


لكن لو ما سألتي بطولة لسانش المعتادة احس فيه شيء مهوب طبيعي..



كاسرة بحزم: سألت البارحة وماجاوبتني.. فمافيه داعي أسأل اليوم..



حينها صدمها أنه أجابها ببساطة: البارحة كنت أتسلق جبل.. الغبي اللي كان رابطني ماثبت الحبل زين..


فلت الحبل شوي.. فصدم جسمي في الجبل من عدة نواحي.. بس الحمدلله ماصار لي إلا شوي ذا الخدوش..



كاسرة من صدمتها مما سمعته لم تستطع قول شيء (أيتركها في أول أيام زواجهما ليتسلق الجبال؟؟)


تشعر أن غضبها الذي لا يتوقف يتزايد أكثر وأكثر منه..



حاولت دفعه عنه ولكنه لم يتركها وهو يمسك بها من عضديها ويهمس بهدوء مقصود:


ليه زعلتي؟؟



كاسرة ببرود محترف: مافيه شيء يزعل..


تتركني أول أيام زواجنا.. وتروح تطامر في روس الجبال.. وفي الليل..


وترجع لي مرضرض وجسمك مقطع.. وكان يمكن تموت بعد لولا ستر ربي..


وتصدق!! تصدق؟!! مافيه شيء من ذا كله يزعل..



حينها نقل كفيه من عضديها لجانبي وجهها وهو يقربها منه أكثر ويهمس بدفء عميق:


خاطري أدري هو زعل.. وإلا عتب؟؟ وإلا خوف علي؟؟



أمسكت بكفيه لتزيلهما عن وجهها لتهمس بحزم يختلف عن ذوبان داخلها:


ولا شيء منها..






*************************************







" ياقلبي..


البارحة كله ما نمتي.. بأروح للدوام وأنتي مابعد نمتي!!"



همست عفراء بإرهاق وهي تسكب له فنجان من القهوة: ليه أنا أزعجتك؟؟



منصور يضع فنجانه جانبا ويمد يده ليمسح خدها بحنو: كنتي يا الله تتحركين ماتبين تزعجيني.. بس أنا كنت حاس فيش..


أنا خلاص ما أقدر أنام إلا على أنفاسش الهادية لا نمتي ورحتي في النوم بين ضلوعي..



عفراء بقلق: متوترة منصور.. أنتظر وصول مزون لجميلة.. عشان تطمني عليها


من عقب اللي صار وأنا أقلى على فرن..



منصور بنبرة عتب: عقب اللي صار.. تقصدين فيه روحتي لجميلة؟؟



عفراء تمد يدها لتحضن كفه وتهمس بحزن: منصور تكفى لا تفتح ذا الموضوع الحين.. اللي فيني من التوتر يكفيني..







********************************







" الحين أنا أبي أدري ليه ذا البكا كله؟؟


ما تبينه خلاص وشو له تبكين؟؟


من البارحة لين اليوم وأنتي تبكين"




جوزاء بين شهقاتها: مجرد التفكير بالرجعة له يذبحني.. أشلون أرجع له؟؟



شعاع باستغراب: لا ترجعين له.. حد غاصبش.. وش ذا الهبال؟؟



جوزاء همست بغضب بين شهقاتها: شعاع اطلعي برا.. خليني بروحي.. لو اشرح لش من اليوم لين السنة الجاية مارح تفهميني..


واللي يعافيش روحي عني بس.. وإذا رجع حسن سبحيه وعشيه..


أحس مافيني حيل أسوي شيء الليلة من كثرة التفكير.. انهديت


هد حيلي الله يهد حيله عبدالله الزفت..



شعاع تنهدت وهي تتناول ملابس لحسن وفوطته من الخزانة ثم تخرج وتغلق الباب وراءها..


لتترك جوزاء جالسة على سريرها ووجهها مدفون بين ركبتيها تنثر دموعها بغزارة..


تشعر بتمزق عميق.. كلما تعمقت في التفكير كلما وجدت أنها تقترب من استحالة العودة لعبدالله.. فهذا هو ماتريده!!


مجرد تفكيرها أنها قد تعود زوجة له يجعل روحها تنزفا حزنا ودموعا لا يتوقفان..



رنين هاتفها انتزعها من دموعها ..كان هو المتصل.. ردت عليه وقرار مرعب يتكون في داخلها..


حين ردت أجابها باستعجال: أم حسن أنا برا.. خلي وحدة من الخدامات تطلع تأخذ حسن..



همست بنبرة ميتة: عبدالله أنا موافقة عليك..



عبدالله شعر بسعادة محلقة تتفجر بروحه ولكنه حاول ألا يضغط عليها


رغم أنه كره ما سيقوله.. فآخر مايريده هو أن تفكر أكثر:


مهوب كنش مستعجلة.. فكري شوي



جوزاء بذات النبرة الميتة: عبدالله أنا لو فكرت لين بكرة بس.. مستحيل أتزوجك



عبدالله أكثر حرصا منها على ألا تغير رأيها .. و همس بحزم وهو ينهي الاتصال: خلاص أنا بأنزل أكلم عبدالرحمن الحين..



جوزاء ألقت هاتفها جوارها وانخرطت في بكاء هستيري مر وهي تصرخ: أكرهك.. أكرهك



.


.



بعد دقيقة


عبدالله يدخل للمجلس... ويسعده الحظ أنه لم يكن في المجلس سوى عبدالرحمن الذي كان مستغرقا في مشاهدة الأخبار..



حين دخل عليه عبدالله كتم صوت التلفاز وهو يقف مرحبا بعبدالله..


حينما جلسا .. وبعد التحية والسلامات.. شد عبدالله نفسا عميقا ثم هتف لعبدالرحمن بحزم:


اسمعني يأبو فاضل.. ما يجهلك أني طلبت من عمي أبو عبدالرحمن أرجع أم حسن وهو ردني..


والله العظيم يأخيك أني ما أرخصتها.. وان غلاها عندي داخل بين اللحم والعظم..


وإني ماحدني على طلاقها إلا أني حنيتها من اللي بيصير عقب


مالي ذنب إن خبر الطلاق ما وصلكم وأنها حادت.. هذا شيء ربي كتبه


وأنا والله ثم والله يالسنين اللي قعدتها في أمريكا أني شفت فيها الشين كله


لكن والله ياخيك ثم والله أني ماسويت شيء لحق الدين والشرف


لكن هو شيء ربك كتبه وكان يختبرني فيه.. وأنا أشهد أني تعذبت عذاب ماشافه بشر..


مايحق لي عقب ذا السنين أجتمع أنا ومرتي وولدي؟؟..


أدري أنكم كلكم شايلين في خطركم علي.. أنا أبي أعوض على جوزا كل شيء هي شافته..



عبدالرحمن بنبرة مقصودة يتخللها بعض غضب: يمكنها ماتبي العوض.. واللي أنت سويته فيها ماله عوض..



عبدالله بذات النبرة الحازمة: أم حسن الحين ماتبي تعرس عشان ولدها..


هل هو حق أن شبابها كله يضيع؟؟..


أنا والله ما أقهرها على ولدها ولا أخذه منه..


بس أنت رجّال فاهم ومثقف.. وأنا وهي بيننا طفل..


بكرة بيكبر ويسأل ليه مهوب مع أمه وأبيه مثل باقي بزارين خلق الله..



حينها بدأ قلب عبدالرحمن يؤلمه.. فهو هنا ما يهمه حسن كطفل ليس مسؤولا عن أخطاء والديه ولكنه يستحق الافضل..


عبدالرحمن بحزم: زين أنت وش اللي أنت تبيه الحين؟؟



عبدالله بنبرة قاطعة: أبي أرجع أم حسن ونربي ولدنا بيننا..


وأبيك أنت تكون وسيطي عند أبو عبدالرحمن.. لأني مستحيل أكلمه عقب الكلام اللي هو قاله لي


واسأل أنت أم حسن وخذ رأيها!!








*************************************







طوال جولتهما حول بحيرة جنيف.. وكساب يشبك ذراعها في ذراعه


بينما هي كانت تتحاشى بفشل ذريع أن يلتصق جنبها بجنبه ولا تعلم السبب


هل لأنها تخشى قربه؟؟


أم لأنه تخشى إيلامه وهي تعلم أن تحت قميصه عشرات الجروح؟؟



كساب وكأن الأمر لا يهمه: أبي أدري أنتي ليه متضايقة أني دخلت ذراعش في ذراعي؟؟



كاسرة بهدوء: مهوب متضايقة.. بس خايفة أكون آجعتك وانت فيك إصابات ولا أصابات الحروب..


عدا أني بصراحة ماني بمرتاحة لطلعتنا وأنت تعبان أصلا.. وقلت قبل نطلع بلاها اليوم بس أنت لزمت..


خلاص خلنا نرجع..



كساب بسخرية: أنتي من جدش.. قال إصابات حروب.. بلاش ماشفتي إصابات الحروب أشلون؟؟


يا بنت الحلال والله العظيم أني ماني بحاس بشيء.. كنت مستوجع شوي الصبح بس الحين خلاص تمام..


تعالي خلينا نقعد نشرب لنا قهوة..



بعد أن جلسا..


همست كاسرة بهدوء: كساب لو سمحت ممكن أكلم أمي شوي في تلفونك


تلفوني فضا شحنه..



كساب ناولها هاتفه بعفوية.. لكنها لاحظت أيضا أنه شد على هاتفه الآخر ثم أخفاه في جيب جاكيته الداخلي..



همست كاسرة بتحكم به نبرة ساخرة: ترا ماني بخاطفة تلفونك من يدك.. ليه خايف عليه كذا؟؟


والغريب إنه اليومين اللذي قضيتهم معك ما أشوفك تكلم إلا في التلفون هذا


ومع كذا أنت حريص على التلفون اللي ما تكلم فيه أكثر من التلفون اللي تستخدمه..


لدرجة إنك تدخله معك الحمام!!



حينها رفع كساب حاجيا وأرخى الآخر وهتف بتهكم واثق:


ماشاء الله مراقبة تحركاتي بدقة...



كاسرة بثقة: شيء حتى الأعمى يلاحظه.. وأنا ماني بعمياء..



كساب بثقة مشابهة: أدري منتي بعمياء بس غيورة..



كاسرة باستنكار: نعم؟؟ غيورة؟؟ شكلك تتحلم..



كساب استرخى في جلسته وسألها بحزم: قولي لي.. أخوانش امهاب وحتى تميم كم جوال عند كل واحد منهم؟؟



كاسرة أجابته بثقة: عند كل واحد منهم تلفونين.. واحد لهله وربعه والثاني لشغله..


لكن أنت حتى لو كلمك مدير مكتبك يكلمك على تلفونك هذا (قالتها وهي تشير للهاتف في يدها)


والتلفون الثاني ساكت ماتستخدمه.. إلا لو كنت تكلم فيه وأنا ما أشوفك..


(همست العبارة الأخيرة بنبرة مقصودة وهي ترص عليها)



كساب بدون اهتمام: وش اللي يريحيش غيورة هانم.. أقول أني أغازل فيه عشان ترتاحين؟!!



كاسرة بغضب: كسّاب احترمني لو سمحت.. هذا مهوب كلام يقوله رجّال لمرته..



كساب حينها مال عبر الطاولة ليهتف لها بحزم بالغ:


يا بنت الناس أنا ماني براعي خرابيط ولا عندي وقت لها أساسا..


وغير كذا ماعندي.. والشيء اللي مالش خص فيه لا تسألين عنه..


وكلمي أمش وخلصينا لأني أبي أكلم خالتي..







**************************************








" أم حسن أقدر أدخل؟؟"



جوزاء تعتدل عن سريرها وهي تمسح وجهها وتهمس بذبول: تعال عبدالرحمن فديتك..



عبدالرحمن جلس جوارها بينما كانت هي تتحاشى النظر له حتى لا يلاحظ احمرار وجهها وذبول أجفانها


هتف لها عبدالرحمن بهدوء حازم: جوزا عبدالله رجع وخطبش..


أنتي تدرين إن إبي رفضه .. بس لو أنتي موافقة عليه.. خلي إبي علي..



جوزاء صمتت.. لم تستطع أن تقول شيئا ..


هل تقول له أنا موافقة أن تذبحني؟؟ أنا موافقة أن أعود إلى سجاني؟؟


أنا موافقة أن أعيش أسيرة لأكثر مخلوق أكرهه في العالم؟؟



عبدالرحمن استحثها للرد عليه رغم أنه في داخله يتمزق بين رغبته أن توافق من أجل حسن وأن ترفض من أجل نفسها:


هاه يأم حسن؟؟ ماتبينه ترا مافيه شيء يجبرش.. هو لزم أني إسألش.. وحقش إسألش..


وتراش طول عمرش المبداة على خلق الله.. وبتقعدين طول عمرش معززة أنتي وولدش في بيتنا..



جوزاء همست بمرارة وعبارتها تتقطع كتقطع روحها:


موافقة عليه.. مهما كان هذا إب ولدي.. وحسن يستحق يتربى بين أمه وأبيه..



عبدالرحمن احتضن كتفيها بخفة وهو يقبل رأسها ويهتف بحزم:


يمكن أني في داخلي أبي أكفخ عبدالله لين أقول بس..


بس اللي سويتيه عين العقل..حسن ماله ذنب يتقطع بين أم وأب مطلقين..



عبدالرحمن غادرها لتنهار باكية على سريرها فور أن أغلق الباب.. بينما توجه هو للمرحلة الثانية.. إلى والده!!





توجه لغرفة والده الذي كان عائدا للتو.. طرق الباب ليدخل عليه..


بينما كانت والدته في غرفة شعاع تحاول تنويم حسن الذي أتعب شعاع..



هتف والده بمودة عميقة: تعال يأبيك؟؟



عبدالرحمن دخل ليقبل رأس والده ثم يجلس جواره وهو يهتف بحذر:


يبه أبي أكلمك في موضوع.. بس أوعدني ماتعصب لين أخلص كلامي..



أبو عبدالرحمن بمودة: أفا عليك يأبيك.. أعصب عليك.. قول اللي تبي!!



عبدالرحمن بهدوء: الحين يبه أكيد أنت أكثر شيء يهمك مصلحة جوزا وولدها..



أبو عبدالرحمن بتلقائية: أكيد مافيه شك!!



عبدالرحمن بحذر: ومصلحة الولد إن إبيه يربيه..



حينها وقف أبو عبدالرحمن وهتف بغضب: ليه أنا قصرت في حقها وإلا حق ولدها.. عشان ترجع للكلب اللي أرخصها..



عبدالرحمن شد والده برفق وهتف بهدوء عميق: يبه فديتك وش ذا الحكي.. الرجّال ذا اللي أنت تسبه بيصير خال عيالي..



أبو عبدالرحمن يفرك يديه ويهتف بغضب مكتوم: أصلا والله لو أني داري بذا كله.. إن الله ما يكتب إنك تأخذ بنتكم..


محشوم أبو صالح رجال من خيرة الرجال.. بس عبدالله مهوب كفو يكون خال عيالك..



عبدالرحمن يبتسم وهو يمسك كف والده: يبه الله يهداك لا تخلي زعلك يخليك تغلط بالحكي.. آل ليث نسبهم يشرف..


وعبدالله ترا ماحده على ذا الا شيء كايد.. وأنت عارفه رجال فيه خير..



أبو عبدالرحمن بذات الغضب: إلا كنت مغشوش فيه..



عبدالرحمن بهدوء عميق وهو يميل على كتف والده ليقبله: يبه أنت وش يهمك الا مصلحة جوزا وولدها..


وجوزا عادها صغيرة.. ولو مارجعت لعبدالله صدقني ماراح تأخذ غيره عشان ولدها..



أبو عبدالرحمن بغضبه المكتوم: أحسن.. جعلها ماتأخذ غيره.. أجل يسوي في بنتي كذا وعقبه يرجعها..



عبدالرحمن برجاء: يبه جوزا موافقة عليه.. خله يرجع مرته ويضم ولده..



أبو عبدالرحمن حينها انفجر بغضب: تخسى وتهبى.. ليه أنا مانا بضام بنتي وولدها..يدورون حد يضمهم..



عبدالرحمن وقف وهو يقبل رأس ولده وكتفه ويده ويهتف باحترام ودود:


يبه الله يهداك أنت ليه تبي تعسر السالفة وهي بسيطة..



حينها هتف أبو عبدالرحمن كأنه يكلم نفسه : أعسر السالفة!!


ثم أردف بنبرة قاطعة حازمة: خلاص يبي يرجعها يجيب لي جاهة يخطبونها من مجلسي..



عبدالرحمن بارتياح: زين هذي بسيطة..



أبو عبدالرحمن بنبرة مقصودة: مابعد قلت لك من الجاهة..


أبي رووس القبايل الكبيرة اللي قطر كلهم يجون في الجاهة..



عبدالرحمن بصدمة: يبه الله يهداك كذا عسرتها واجد.. بيجيب لك رووس قبيلتنا كفاية..



أبو عبدالرحمن بحزم: لا.. كل رووس القبايل الكبيرة..



عبدالرحمن برجاء: يبه وين يجمعهم لك.. حن الحين في إجازة الصيف وفيهم اللي مسافر.. وفيهم اللي مشغول..



أبو عبدالرحمن بحزم بالغ: مابه عجلة.. يجمعهم على راحته..


وعلى قد سواته الشينة في بنتي.. لازم يكبر قدرها.. وتكون جاهتها..


وأنا أبد.. وعد علي.. إنه اليوم اللي بيجيبهم.. عشاهم عندي..


وذاك الليلة دخلته.. وهم شهود ملكته.. كلها في ليلة وحدة..







*************************************







" خليفة شكلي حلو؟؟"



خليفة ينظر لها ويبتسم: تيننين.. قمر..



جميلة همست بتوتر وهي تعيد لف حجابها على رأسها وتحكم تقريبه من وجهها:


صار لي شهر ونص ماشفتهم.. أبيهم يشوفون أني تحسنت..



خليفة بحنان: وأنتي تحسنتي وايد..



جميلة تنظر لعروق يديها البارزتين وتهمس بألم: وين تحسنت؟



خليفة يهمس بها بنبرة مساندة: أنتي الحين عارفة أنج على أول الطريج..


لأنج قبل كله تقولين أنا دبة.. الحين صرتي عارفة إنج أي شيء إلا دبة..


وصرتي عارفة إن النحافة هذي تضرج..


وبعدين وين أنتي عن أول.. أول ماكنتي تقدرين تقومين.. الحين صرتي تمشين بروحج..



جميلة تنظر لساعتها وتهمس بتوتر: كنهم تأخروا..



خليفة يقف لينظر مع النافذة ويهتف بهدوء: توه كلمني عمي زايد.. كاهم على وصول



بعد دقائق يرتفع صوت دقات هادئة على الباب..


جميلة تشد على يد خليفة بصورة تلقائية آلمت قلب خليفة وهو يربت على كفها


ويهتف بحنان: شكلهم وصلوا.. خليني أطلع تاخذين راحتج مع بنت خالتج.. وأنا أسلم على عمي زايد



خليفة فتح الباب ليجد زايدا وابنته يقفان جانبا.. خليفة خرج.. بينما مزون دخلت وأغلقت الباب خلفها..


ظلت واقفة قريبا من الباب لعدة ثوان وهي تنظر لجميلة بلهفة وسعادة وهي ترى تحسنها الواضح..


بينما كانت عينا جميلة قد امتلئتا بالدموع وهي ترى مزون تنتزع نقابها وتقترب منها..


كانت تنظر له بتمعن مترع بالشجن والحنين والشوق وكأنها تشتم عبق رائحة والدتها يعطر الأجواء..


مزون اقتربت أكثر وهي تقول بصوت حنون مختنق: والله وأحلوينا وتختنا ماشاء الله..



جميلة وقفت على قدميها وارتمت في حضن مزون وهي تنتحب بعمق..


مزون احتضنتها بحنان وهي تهمس بقلق حنون: جميلة وش فيش؟؟ ليه ذا البكا كله؟؟ متضايقة من شيء؟؟



جميلة ترفع رأسها عن كتف مزون وتهمس باختناق: لا والله بس اشتقت لكم..


اشتقت لـ..



ثم بترت عبارتها بيأس ..بينما كانت مزون تشدها لتجلسان كلاهما على الأريكة


وهي تهمس بذات النبرة الحنونة:واحنا اشتقنا لش أكثر..


ثم أردفت بابتسامة مرحة حنونة: وكل محلات المكياج في الدوحة مشتاقة لش..


يقولون وين زبونتنا اللي كانت ممشية ميزانية المحلات؟!!



جميلة همست بحزن: الله يرحم أيام المكياج.. وش المكياج اللي بينحط على وجه مثل وجهي..



مزون تمسح خد جميلة بحنو: إذا ذا الوجه الحلو ما يتزين.. ما للزينة عازة..


وعلى العموم أنا أصلا ماخليت في السوق الحرة روج ولا غلوس ولا بودرة


كلها جبتها لش..



جميلة تشد على كف مزون وتهمس بشجن: بشريني منكم أنتم..


أشلونكم كلكم.. أشلون هل الدوحة.. أشلون أخوانش؟؟


أشلون البنات اللي هناك كلهم؟؟ أشلون؟؟ أشلون؟؟ أشلونكم كلكم؟؟



مزون كانت على وشك أن تقول (وليه ما تسألين عن اللي تبي تسألين عنها فعلا بدون لف ودوران) ولكنها ردت عليها برقة:


هل الدوحة كلهم طيبين ويسلمون عليش... وصديقاتش يوم دروا أني بجي أرسلوا معي أغراض لش..



جميلة بحزن: كثر الله خيرهم.. وش أغراضه.. ما أبي إلا أنهم يتصلون فيني ويسمعوني أصواتهم..


ثم أردفت بلهفة: وين عمي زايد؟؟ أبي اشوفه..



مزون تهمس بحنان: أكيد مع خليفة وبيجي الحين..



.


.



في صالة الانتظار في الخارج



زايد يجلس مع خليفة يسأله عن أخباره: عسى بس منت بضايق يأبيك من القعدة هنا؟؟



خليفة باحترام: لا طال عمرك.. ماشي الحال..


أبوي وأخواني يكلموني دايم...



زايد بمودة: توني شفت أبيك وأخوانك في عرس كسّاب.. طيبين وبخير ويسلمون عليك..


واسمعيني يأبيك زين.. أنا أدري إن علاج جميلة مطول.. ترا متى ماحبيت ترجع للدوحة تشوف هلك


كلمني بس وأجي أنا وبنتي هنا ونقعد عندها لين ترجع..



خليفة برفض: يا علك سالم..


أنا باقعد مع جميلة لين أرد أنها وياها الدوحة سوا مثل ماطلعنا منها سوا..


ماراح أتركها لو حتى يوم واحد...


وأبوي وأخواني هم اللي بيوون يزوروني..



زايد بمودة عميقة: جعل جميلة ما تبكيك..


أنا بأقوم أسلم عليها ثم بأطلع أنا وإياك للفندق...


بنتي هي اللي بتنام عندها الليلة وأنت الليلة خويي...







*******************************






" عبدالله وش فيك؟؟"



عبدالله يلتفت لصالح ويهتف بسكون: رجعت وخطبت أم حسن



صالح بابتسامة: خير وبركة..



عبدالله بذات النبرة الساكنة: بس ماتدري وش طلب أبو عبدالرحمن


يقول يبي جاهة من كل رووس القبايل الكبيرة اللي في قطر..


وين أقدر أجيبهم ذولا كلهم..



صالح بمودة: لا تشيل هم.. هي صحيح صعبة بس مهيب مستحيلة..


بأكلم لك إبي.. إبي يعرف أكثرهم ويعزونه ويحترمونه..


يعني إن شاء الله ماراح يقصرون.. واللي يعرفهم بيكلمون اللي مايعرفهم..



عبدالله بقلق: لين يتجمعون كلهم.. أخاف تطول السالفة..



صالح يغمز بعينه: خلها تطول.. وش أنت مستعجل عليه؟؟



عبدالله بغضب: تدري إنك متفرغ يأبو خالد.. وأحر ماعندي أبرد ماعندك..







************************************






حينما أنهيا جولتهما


عادا لجناحهما.. صليا العشاء.. ثم غير كساب ملابسه بسرعة استعدادا للخروج


كاسرة همست بهدوء: كساب من جدك تبي تطلع وانت كذا؟..



كساب يشد رباط حذائه الرياضي ويهتف بحزم: قلت لش مافيني شيء..



كاسرة بحزم مشابه: كساب أنا ما أحاول أني أتدخل في هوايتك الغريبة اللي نطت في رأسك وفي شهر العسل


بس أنت اليوم تعبان.. اقعد اليوم وروح بكرة..



كساب وقف وهو يهتف بثقة: أصلا الدورة كلها 3 أيام.. وبكرة آخر يوم..واحنا بعد يومين طالعين لوزان..


وعقبها خلاص مافيه شيء يشغلني غيرش..



كاسرة بثقة: وليه أنا أشغلتك الحين عشان أشغلك عقب؟؟.. عليك بالعافية تسلق الجبال..



كساب يستعد للخروج وهو يبتسم ويهمس بتلاعب ساخر:


أموت في الثقيل ياناس..






************************************







" مزون... أمـ ... أمــ... أمي أشلونها؟؟


عسى الحمل مهوب متعبها؟؟"



مزون تنظر لجميلة التي كانت تنظر لكفيها المتشابكين في حضنها وتهمس بحنان:


وأخيرا نطقتي بالدرة اللي من يوم شفتيني وأنتي تحومين حواليها..


أمش الحمل متعبها... بس أنتي متعبتها أكثر شيء..


تدرين جميلة.. أمي ماتت وعمري خمس سنين.. أذكرها.. وأذكر حنانها.. واذكر أيام مرضها الأخيرة...


بس لاجيت أبي أتذكر وجهها ماأشوف وجه غير وجه خالتي عفرا..



حينها انفجرت جميلة بالبكاء العميق الخافت والمكتوم وكأنها تنزف شهقاته من عمق روحها.. مزون قفزت لتجلس جوارها ولتحتضنها بكل حنان..


جميلة ألقت بنفسها في حضن مزون وهي تشهق: اشتقت لها.. والله العظيم اشتقت لها..



مزون تربت على ظهر جميلة وتهمس بحنان: ويوم نشتاق لأحد حتى تلفوناته ماعاد نرد عليها..



جميلة تنتحب بوجيعة: مالي وجه أرد عليها عقب اللي قلته لها آخر مكالمة.. مالي وجه.


آجعتها واجد بالحكي يامزون.. وخبصت.. ماأدري أشلون قلت لها كذا..


بس والله من غلاها عندي اللي ماحد يشاركها فيه.. مابغيت حد يشاركني غلاي..



مزون تربت على ظهرها بحنان أكبر: وانتي غلاش مايشاركش فيه حد



جميلة مازالت تنتحب وهي تشدد احتضان مزون: اشتقت لها.. باموت أبي أسمع صوتها بس..



مزون بحذر رقيق: خلاص خلينا نكلمها الحين...






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 23-09-10, 07:00 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني و الأربعون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح الخير وكل الخير يا أهل الخير


جعل الخير دوم في دربكم وممشاكم


.


فيه ناس أنا فاقدة وقع خطواتهم الدافية حولنا..


إن شاء الله أنهم بخير وهذا أهم شيء ..الله يحفظهم وين ماكانوا


والله لا يحرمني منكم جميع ولا من تواصل مشاعركم الأدفأ


.


البارت اللي فات



اللي قالوا أشلون عبدالله بيطلب من أبوه طلب جاهة جوزا


أقول لهم أنا حليتها من البارت اللي فات


صالح قال هو اللي بيكلمه لأنه عارف إن الحوار بين أبوه وعبدالله مقطوع


.


مصدر الجدل الأكبر البارت اللي فات


إنه كساب أخذ الدورة عشان يهرب من تأثير فتنة كاسرة عليه؟؟


مثل ماصار مع عبدالله وجواهر في بعد الغياب..


لهالغوالي أقولا لا... لسبب بسيط بعض الغوالي قالوه


أني ما أحب أعيد نفس فكرة جبتها بحذايرها


يعني قد يحدث تشابه غير مقصود بين رواياتي لأنها تصدر عن قلم واحد


عدا أنه حتى في الحياة تتشابه المواقف بين ناس وناس..


لكن تشابه مقصود وفي موقف مهم.. لا لن يحدث إن شاء الله..


السبب الثاني وهو الرئيسي إنه ذهابه للدورة كان له سبب ضروري بس بتعرفونه بعدين


وعلى العموم خلكم مع الأحداث لأنه جزء اليوم بيكشف لكم من تصرفات كساب إنه مايهرب منها


لكن له مخططات أخرى!!


.


الغوالي اللي طالبين تقديم البارت شوي وعودته بعد الفجر


لهالغوالي أقول كان بودي لأنه الوقت مافيه مشكلة عندي


لكن اللي صار أني صرت أسمع شكاوي من الأمهات إنه البنات بدل مايتجهزون


ويلبسون ويتريقون عشان يروحون المدارس..


يكونون قاعدين على الكمبيوترات وأمهاتهم يسحبونهم..


يعني البارت موجود من الصبح إن شاء الله.. اللي هالوقت فاضي يقراه


واللي عنده شغل يقراه لا صار عنده وقت فراغ يقراه


وسامحوني.. على عيني أني أردكم.. مثلكم ماينرد..


.


.


إليكم الجزء الثاني والأربعون


وموعدنا الجاي الأحد نفس الوقت الساعة 8 صباحا..


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.




بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والأربعون






" عفرا حبيتي تعالي الله يهداش.. وش تسوين تالي ذا الليل؟؟ "



عفراء برقة: بس أجهز لبسك حق الدوام بكرة.. دقيقة واخلص..



منصور بمودة: الله لا يخليني منش يالغالية.. تعالي أبي أشوفش قدامي وبس..


ملابسي بأخذها بنفسي.. سنين وأنا أطلعها بروحي.. والحين خربتيني بالدلع..



عفراء تتجه ناحيته وهي تبتسم: هذا أنا خلصت.. أنت فاجأتني بتغيير زامك.. وإلا كان رتبتها قبل تجي..


وبعدين اللي قبل وأنت عزابي مالي شغل فيه.. والله ماتمد يدك في شيء وانا موجودة..


ولو أني المفروض أزعل.. يعني بكرة كان إجازتك.. ويطلع لك دوام..



كانت قد وصلت منصور وجلست جواره مع إنهاءها لعبارتها..


منصور احتضن كتفيها بحنان وهو يقبل رأسها ويهمس بهدوء:


واحد من الربع جا له ولد الليلة عقب ست بنات.. ما تتخيلين أشلون مبسوط


تخيلي قده جد.. بنته الكبيرة توها جايبة ولد..


وهو كان عنده زام بكرة..فقلت له بأخذ زامه.. وهو بيأخذ زامي عقب..



وهما مستغرقان في الحديث.. رن هاتف عفراء.. عفراء همست باستغراب وهي تتناول هاتفها: من اللي بيدق ذا الحزة..


ثم أردفت بشهقة موجوعة: منصور.. رقم جميلة..



ابتسم منصور بفخامة وهو يشد على كفها: ردي حبيبتي..



عفراء شدت لها نفسا عميقا وردت بحذر: هلا..



جاءها صوت مزون الحنون: هلا والله بالغالية..



عفراء لا تنكر أنها شعرت بخيبة أمل أن جميلة لم تتصل بها ومع ذلك ردت بمودة حقيقية: هلا والله باللي الدوحة مافيها نور عقبها..



مزون برقة: دامش فيها.. فنورها فيه..


خالتي فيه عندي ناس مشتاقين لش ويبون يكلمونش..بس مستحين منش..



حينها شعرت عفراء بثقل كبير في قلبها وهي تهمس باختناق: صدق تبي تكلمني..؟؟



مزون اختنق صوتها وهي تشتم في صوت خالتها أنها توشك على البكاء:


والله العظيم إنها مشتاقة لش وتبي تكلمش..



حينها ناولت مزون جميلة الهاتف.. جميلة تناولته بيد مرتعشة وهي تهمس فيه باختناق: ألو..



عفراء همست بحنان عميق: هلا والله أني صادقة.. كذا تسوين في أمش يا جميلة؟!



حينها انفجرت جميلة باكية وهي تشهق: يمه سامحيني .. سامحيني..



عفراء ردت عليها بصوت مختنق ودموعها بدأت تنسكب بغزارة وهي تمنع نفسها أن تنفجر باكية حتى لا تزيدها على جميلة:


يأمش مازعلت عليش عشان أسامحش..



جميلة بين شهقاتها: إلا غلطت عليش واجد.. واكيد أنش زعلتي علي..



عفراء بحنان عميق وتأثر أعمق: والله العظيم ماني بزعلانة..


بشريني أنتي منش.. أشلون صحتش الحين؟؟



جميلة تحاول تهدئة نفسها: الحمدلله أحسن بواجد.. وزني صار 34 الحين ويزيد شوي شوي..



عفراء بسعادة حقيقية: الحمدلله يأمش.. الله يتم عليش عافيته



جميلة بخجل: وأنتي يمه.. عسى منتي بتعبانة من الحمل؟؟



عفراء بحنان: أنا يأمش زينة الحمدلله.. ويوم سمعت صوتش همي كله راح..



منصور يهمس لعفراء بحزم: عفرا عطيني إياها أكلمها..



عفراء بجزع تشير له لا.. فهي مازالت لم تفرح برضاها عليها..


فلماذا يستكثر عليها هذا الفرح؟؟..لماذا يريد انتزاعه منها بسرعة؟؟..



منصور همس لها بذات الحزم: طيب إسأليها قبل.. قولي عمش منصور يبي يكلمش..



عفراء همست باختناق وهي لا تريد أن تقول لها ذلك ولكنها تقوله مجبرة:


يأمش.. عمش منصور يبي يكلمش.. تكلمينه؟؟



كانت صدمة عفراء بالغة أنها أجابتها بهدوء: إيه بأكلمه..



عفراء أعطت منصور الهاتف بتردد.. منصور هتف بحزم ودود: أشلونش يأبيش؟؟



جميلة همست بخجل: طيبة ياعمي.. أشلونك أنت؟؟



منصور بفخامة: أنا طيب.. ما ننشد إلا منش..



جميلة بذات النبرة الخجولة: سامحيي ماواجهتك زين يوم جيتني المرة اللي فاتت


الله يكبر قدرك.. ومشكور على الجية..



منصور بثقة: العفو يأبيش.. واوعدش بس أول ماتقدر أمش تركب الطيارة أجيبها لش..



حينها همست جميلة بحزن لأنها تعلم أن ذلك يعني شهرين على الاقل: الله لا يهينك..


ثم أردفت برجاء: طالبتك عمي.. تحط بالك على أمي.. تراها حتى لو تعبت والله ماتبين لك..



منصور يمد يده ليحتضن عفراء بيد وهو يمسك الهاتف بيده الحرة ويهتف بابتسامة:


كنش دارية.. بس لا تحاتينها تراها في عيوني..


المهم أنش تشالين بسرعة وترجعين لنا..


ويالله يأبيش ..هاش أمش هذي هي قاعدة تحرقص.. تبيش..



منصور أعاد الهاتف لعفراء التي استغرقت في حوار طويل سعيد مع جميلة


بينما كان منصور مكتفيا ومستمتعا بمراقبة تعبيرات وجهها السعيدة..






***********************************







" وش فيك يأبيك مارقدت؟؟


شيء مضايقك؟؟"



خليفة يضع الكتاب الذي كان يقرأه جانبا وهو ينظر الذي لزايد الذي مازال وجهه مبلولا من أثر الوضوء..



خليفة رد بأريحية: إلا أنت ياعمي ليش مانمت.. لا يكون المكان ماريحك؟؟



زايد بمودة فخمة: لا يابيك.. أنا عشانك جيت أرقد هنا في شقتك..


وكنت راقد أصلا بس قمت الحين أصلي التهجد


شفت ليت الصالة والع جيت بأشوف من.. ولقيتك..


عسى ماشر..؟؟



خليفة يبتسم: مافيه شيء.. أخاف أقول لك تضحك علي..



زايد يبتسم بأبوية: قول وش عندك؟؟



خليفة بشفافية: تعودت ما انام لين أشوف جميلة.. والليلة ماشفتها..



زايد بابتسامة شاسعة: الله لا يخليها منك... خلاص بكرة أخذ بنتي ونرجع..



خليفة بحرج جازع: لا عمي والله ماقصدت... تبي جميلة تزعل.. ماصدقت تشوفكم..



.


.



في المصحة..




" ماشاء الله وجهش منوّر من عقب المكالمة مع إنها خلصت من زمان


بس أثرها موجود !!"



جميلة تحتضن ذراع مزون وتسند رأسها لعضدها وهي تهمس بفرحة طفولية:


ما تتخيلين أشلون كنت ضايقة الأيام اللي فاتت.. الحين هم وانزاح..



مزون بمودة: يعني الخاطر مافيه شيء خلاص...



حينها أفلتت جميلة ذراع مزون وهي تبتعد قليلا وتمسح وجهها وتهمس بنبرة حزن:


ما أقدر أكذب عليش وأقول أني داخلي ماني بمتأثرة..


بس على قولت خليفة إذا هي قبلت زواجي اللي أنا فرضته عليها وماعارضته مع إنها هي اللي أمي


فأشلون أعارض أنا زواجها.. مهما كان تفكيري أنا.. هذا حقها هي.. ومالي حق أمنعها منه..


أمي عادها صغيرة من حقها يكون لها زوج وأطفال حتى لو كان ذا الشيء يجرحني من الداخل..



مزون تمسح شعر جميلة وتهمس بحنان: ماشاء الله صرنا نقول درر.. شكلها بركات العم خليفة..



جميلة ابتسمت بحزن: خليفة مافيه مثله أبد.. بس أنا اللي مخي يبي له سمكرة..


ثم أردفت وهي تحاول ابعاد هذه الفكرة عن بالها:


إلا قولي لي.. عمش حاط أمي في عيونه وإلا لا؟؟



مزون بمودة صافية: الله لا يغير عليهم... عمي يموت عليها من قلب ماشاء الله..



جميلة بابتسامة: فديت أمي.. ليه هو يلقى حد مثل أمي وحلاوة أمي وطيبة أمي وسنع أمي في كل شيء...



مزون تضحك: يه يه يه... معلقة المدح هذي كلها في أمش..



حينها ضحكت جميلة بعذوبة: وعمش بعد يستحق معلقة مدح..


تذكرين مزون وأنا صغيرة أني كنت أخق من قلب على شكله في البدلة العسكرية..


لا وكان إذا ناداني أسلم عليه... خاطري أقول له ممكن أحبك مرة ثانية من كثر ماكانت ريحته حلوة...



مزون تضحك: هذا هو صار ابيش... حبيه على كيفش..



حينها انطفئت ابتسامة جميلة وهي تهمس بنبرة أقرب للذبول:


ياكثر ما تمنيت يكون عندي أب.. بس الحين خلاص كبرت على ذا الحلم..



مزون تحتضن كتفي جميلة بحنان وهي تهمس بحنان مشابه:


عمر الإنسان مايكبر على إنه يكون عنده أب..






************************************






الليلة الثالثة التي تقضيها وحيدة.. تعبت من التفكير..


كانت تريد أن تنام ولا تشغل بالها بالتفكير في أي شيء ولكنها لم تستطع..


هاهي بعد صلاة الفجر ومازالت جالسة في انتظاره وتفكر..



هل يُحكم عليها أن تكون حياتها معه هكذا؟؟


أن يقدم هواياته وجنونه عليها؟؟ أن تكون هي في مرحلة تالية أقل أهمية؟؟


كانت تسمع أن الزوج يكون في قمة اهتمامه بزوجته في الأيام الأولى لزواجهما..


فإذا كان هو هكذا في هذه الأيام.. فكيف سيكون حينما تمر الأشهر أو حتى السنوات.. قد يتناسى وجودها مطلقا!!


وهي ليست أي امرأة حتى يتم تناسيها.. هي كاسرة.. كاسرة!!




" نصاب.. نــــصــــاب..


كلها حركات نصب بس على مستوى!!


يبي يبين إنه مهوب مهتم فيني.. مع أني عارفة أنه بيموت علي


يعني هو كان يحصل وحدة مثلي هو ووجهه


تلاقينه في قلبه يحمد ربه في اليوم ألف مرة!! "



ككل مرة يأخذها تفكيرها إليه.. تنظر لنفسها في المرآة..


تتأكد من سحر فتنتها..الذي كان بالغا مداه في رداء نوم أسود.. لا تعلم هل اختارته بعفوية أو عن تقصد!!



وهي تنظر لنفسها.. دخل عليها وهي مازالت جالسة أمام المرآة..


هتف بابتسامة مقصودة:


ماتملين من القعدة قدام المراية..


هذا كله حب لروحش.. وإلا غرور بنفسش؟؟



أجابته بهدوء ودون أن تتحرك وبنبرة مقصودة: لا وأنت الصادق أكلم روحي.. ماعندي حد أكلمه..



جلس وهو يشير للمكان الخالي جواره ويهتف بتلاعب:


وهذا أنا جيت.. تعالي كلميني.. وإلا اهربي مثل ماتسوين كل مرة..



كاسرة نهضت لتجلس جواره وهي تهتف بثقة: وليش اهرب.. شكلك تتخيل أشياء من عندك



كسّاب طوق كتفيها بذراعه وهو يشعر بنعومة كتفيها البالغة التي زادها رداء الشيفون نعومة وفتنة


وهو يهتف بخبث: إيه والله شكلي أتخيل أشياء من عندي..



كاسرة وكحالتها التي لا تستطيع السيطرة عليها.. بدأت ترتعش.. ولا تريده أن يلاحظ ذلك فيعلم أنها متوترة..


لذا قفزت من جواره وهي تهتف بثقة:


خليت الماي مفتوح في الحمام.. باروح أسكره..



كساب يضحك: روحي سكريه.. وأنا بأروح أتسبح.. يا الجبانة..



كاسرة حين رأته غادر عادت لتجلس وهي تهدئ دقات قلبها وارتعاش جسدها


(أبي أعرف هو وش يسوي فيني؟؟


عمري ماكنت خوافة.. وأنا فعلا ماني بخايفة منه


لكن ليش قربه يوترني كذا.. ليش أرتعش كذا وغصبا عني؟!!


والمشكلة أنه لاحظ..


وأنا ما أبيه يأخذ عني فكرة إني خايفة منه أو حتى مهزوزة قدامه!!)



(والله ياكاسرة أنش ماينعرف لش


الحين أنتي متضايقة وتقولين يتجاهلش


ولو جا وقرب منش نطيتي من المكان بكبره!!)



(لا هو أسلوبه كله غلط.. وما يعرف يتعامل


وكلامه دايما يغث..)



كاسرة قررت أن تترك التفكير كله وأن تتمدد.. حتى لا تواجهه حينما يخرج من الحمام..


سمعت صوته يخرج من الحمام.. ثم صوته وهو يقرأ ورده بسكينة عميقة..


ثم بعد ذلك حركته جوارها وهو يتمدد قريبا منها..


تلاه همسه الدافئ: أدري أنش منتي براقدة يالنصابة.. على الأقل لفي عطيني وجهش بدل منتي معطيتني ظهرش..



كاسرة استدارات بخفة وهي تدير وجهها ناحيته وتهمس بهدوء عذب:


خبطت في الجبل اليوم؟؟



كساب ابتسم: لا اليوم براءة..


ثم مد يده ليمسح خدها بحنو وهو يهتف بعمق موجع:


سبحان رب(ن) خلقش..شوفتش من كثر ماتشرح القلب.. توجعه..



ابتلعت كلماتها.. رغم أنها بداخلها شعرت بانتصار ما.. أنها انتزعت منه اعترافا بتأثير جمالها عليه..


ولكنها بداخلها غير سعيدة بهذا الانتصار ولا تعلم لماذا!!



شدها قليلا ناحيته وأنامله تتبع تفاصيل وجهها بدفء أشعرتها أن وجهها يشتعل


همس لها من قرب بخفوت: ليه خايفة؟؟



همست بهدوء واثق يختلف عما يمور داخلها من توتر:


من قال لك خايفة؟؟ قلت لك شكلك تتخيل أشياء من كيفك



حينها مد يده ليمسك بيدها التي كانت ترتعش بشدة..


ثم نقل يده إلى قلبها الذي كان يدق كطبول الحرب.. وهو يهتف بتلاعب مثير:


هذا كله ومنتي بخايفة.. أجل لو خايفة وش بتسوين؟؟ تبكين؟؟



كاسرة هتفت بحزم: أبكي؟؟ بتبطي ماشفت دموعي



كساب اعتدل جالسا وهو يهمس بحنان مدروس: اقعدي بس خلينا نسولف..



كاسرة اعتدلت جالسة مثله.. بينما كساب فتح ذراعه لها وهتف بثقة:


تعالي دامش منتي بخايفة..



كاسرة اقتربت بثقة رغم أنها تمنت أن تهرب من المكان كاملا.. وهي تضع رأسها على كتفه..


احتضنها بخفة حانية وهو يهتف بابتسامة متلاعبة: مابغيتي يالجفول..



كاسرة أجابته بهدوء واثق تخفي خلفه اختلاج أنفاسها: ناديتني وأنا رديتك؟؟



حينها طبع قبلاته العميقة على شعرها وهو يتنفس عطر شعرها ويهتف بذات الابتسامة: إن اللبيب من الإشارة يفهم..


لو حتى مسكت يدش جفلتي..


بس كل شيء بالصبر حلو.. مثل المهرة الشرود.. كم يوم وعسّافها يعودها على شوفته بس..



حينها ابتعدت عنه كاسرة وهي تهتف بغضب: قلت لك قبل لو هذا هو التفكير اللي في رأسك.. ماراح يمشي حالنا..



كساب شدها ليعيدها لحضنه ويهتف بابتسامة مثيرة: وين بتروحين عقب ماجيتي والله جابش..



كاسرة كان جسدها متصلبا تماما وهي ترفض الاستكانة لحضنه وتهتف بضيق:


أسلوبك كساب بصراحة ينرفز.. قلت قبل أنا ماأنا بحيوان تعسفه.. وش ذا الكلام المتخلف؟!!



حينها أفلتها كساب بشكل مفاجئ وهو يهتف بصرامة:


وأنا بعد ماني بهمجي ولا متخلف..


وأعرف أشلون أتعامل مع مرتي بطريقتي أنا.. وما أنتظر حد يعلمني الأسلوب كاسرة هانم..



كاسرة لم تتوقع مطلقا أنه سيفلتها بهذه البساطة بعد أن أصبحت في حضنه


ولأنها كانت متصلبة بشدة.. فهي كادت تسقط جانبا حين أفلتها


لأنها كانت تشد نفسها جانبا..ولولا أنها استندت على كفها وإلا كانت وقعت..



كساب تمدد وهو يوليها ظهره بكل برود.. لتنتظم أنفاسه بعد دقائق فقط دلالة استغراقه في نوم عميق..



كاسرة عاودت التمدد.. وضيق عميق لا تعرف له سببا يتصاعد في روحها..


ولكنها في ختام الأمر تنهدت وهي تهمس لنفسها بحزم:


أنا ماغلطت في حقه.. ودامني ماغلطت.. ماعلي من حد..



قضت لها وقت طويل قبل تنام هي أيضا وهي تراقب ظهره


(هذا من جده رقد؟!!


رقاده في مخباه الظاهر!!)



بقيت مع هواجسها لوقت طويل حتى نامت.. لتصحو على صوت فتحه للخزائن بصوت مسموع..


همست بنعاس وذراعها على وجهها: كساب ترا اللي في الجناح اللي جنبنا صحو من إزعاجك



يأتيها صوته الساخر على الدوام: زين اللي جنبنا صحو وأنتي ما صحيتي..



كاسرة بصوت مرهق: تعبانة كساب.. أنت منت بتعبان؟؟ حتى ساعتين مالحقت تنام..



صوته أصبح قريبا.. ساخرا.. ساحرا: كاسرة تقومين وإلا أشلش؟؟..



كاسرة دون أن تتحرك من مكانها وهي مازالت مغلقة العينين همست برقة تلقائية:


كساب بس نص ساعة وأقوم.. من يوم جيت ذا الديرة ماعاد عرفت النوم مثل باقي مخاليق ربي..



مع إنهاءها لعبارتها كانت ترتفع عن السرير بشكل مفاجئ..


حينها طار النوم كله من عينيها وهي تجد نفسها محمولة بين ذراعيه..


حاولت التفلت أو حتى مجرد ستر أجزاء جسمها التي ظهرت مع رفعه المفاجئ له وهي تهتف بغضب: كساب نزلني بلا سخافة..



كساب بتلاعب: مشكلتش كاسرة أنش تحسبيني أمزح.. مع أني من جدي..


قلت لش بتقومين وإلا أشلش.. وأنتي ما تبين تقومين..



حينها همست برجاء مدروس: زين نزلني خلاص.. النوم كله طار من عيني..



هتف لها بخفوت: أنزلش ببلاش.. أكون رجل أعمال فاشل..


أول قاعدة في البيزنس.. إذا كنت أنت في موقع القوة افرض شروطك..



كاسرة بدأت تشعر بالرعب من مجرد تخيلها لما قد يطلبه كساب لذا همست بحزم رقيق:


تصدق مكاني هنا حلو.. ما ابي أنزل.. خلك شايلني لين في الليل..



حينها هتف بخبث: وأنتي ظنش بأقعد شايلش كذا وبس..


أول شيء بأسويه الحين بأطيرش في السما مثل البزران.. وعقب أمسكش..



كاسرة تتخيل شكلها المخجل في ملابسها هذه وهي طائرة في الجو..


حينها وبشكل لم يتوقعه مطلقا منه.. أمسكت بطرف وجهه وهي تقبل خده برقة ثم تهمس بأمر رقيق: يالله نزلني..



أنزلها وهو يضحك ويقول بخبث: صحيح مهيب اللي في الخاطر بس تمشي الحال...



بينما كاسرة حاولت ألا تُنزل نظرها ولكنها لم تستطع وهي تحاول الانسحاب بثقة متجهة للحمام..


وتحاول أن تكون خطواتها ثابتة حتى لا تفضح توترها..



حينها جلس كساب ووجهه يتغير للنقيض..


والابتسامة المرسومة تنقلب لغموض غريب وهو يمدد ساقيه على الطاولة أمامه...



بينما هي في داخل الحمام تستند على طرف المغسلة وهي تكاد تنهار من فرط ارتعاشها وهي تتحسس شفتيها التي لامست خده..


وتشعر بشعور غير مفسر من السعادة المبتورة والخيبة والألم..


وكثير من الحرقة لأنها تشعر أنها تفقد زمام الأمور من بين يديها وهي من اعتادت على إحكام سيطرتها على نفسها وعلى من حولها..


ربما لو كانت تعلم أنه يشعر مثلها.. لم تكن لتشعر بهذا الضيق.. ولكنها تعلم يقينا أنه يتلاعب بها لغرض لا تعلمه..


تشعر بإحساس بالغبن والظلم.. لأنه في الوقت الذي كان يُفترض أن تكون هي من تفقده صوابه..


هو من بدأ يفقدها صوابها..دون أن تعلم ماخلف أبوابه المغلقة..



قرار ما يتشكل في ذاتها..


أقصر طريق بين نقطتين هو الطريق المستقيم..


ولكن هل ينفع هذا الأسلوب المستقيم مع كسّاب الملتوي؟!!



حين أنهت اغتسالها.. خرجت لتجده يجلس أمام الفطور ويهتف لها بابتسامة:


تعالي تريقي..



كاسرة توجهت له بثقة.. جلست لتسأله بذات الثقة:


أنا وحدة ما أحب اللف والدوران وأنت قاعد تلف وتدور معي


كسّاب أنت ليش تتعامل معي كذا؟؟



كساب يرتشف فنجانه بهدوء ويهمس بهدوء أعمق: ضايقتش بشيء؟؟



كاسرة بثقة: هذي مشكلة تعاملك معي.. يعني ما أقدر أقول أنك ضايقتني..


وفي نفس الوقت ما أقدر أقول أنك ماضايقتني



كساب يهتف بذات الهدوء وهو مشغول بفنجانه فقط:


والله هذي مشكلتش أنتي مهيب مشكلتي..


لاني اتعامل معش بطبيعتي.. فأنتي يا تتضايقين ياأما ما تتضايقين..


يعني أنا ماني بمسؤول عن ردة فعلش..



كاسرة بحزم: طيب والحل؟؟



كساب حينها هتف بحزم شديد وهو يرفع عينيه عن فنجانه ليركز نظره عليها:


والله الحل عندش مهوب عندي


أنتي متصلبة واجد.. ومنتي بمتقبلتني.. وأنا ما أقدر أفرض نفسي عليش أكثر من كذا..



كاسرة لم تتوقع منه هو هذه المصارحة المستقيمة بينما كانت هي من تريد أن تهاجمه باستقامة..


فإذا به يحاربها بسلاحها ويقلب الطاولة عليها..


وبما أنه صارحها فلن تكون أقل مصارحة لذا همست بحزم:


السبب أنت.. أسلوبك يوترني.. لأني حاسة أنك تخبي شيء..


يعني مرة تندفع بمشاعرك.. ومرة تتجاهلني..


فانا ما أدري أتجاوب مع اندفاعك وإلا أكون حذرة مع تجاهلك..



حينها هتف كسّاب بغموض: أتجاهلش؟!!


ثم أردف بمباشرة وبنبرة مقصودة: ومن اللي يشوفش قدامه ويتجاهلش؟؟



كاسرة بذات نبرته: أنا أدري إنه ماحد يقدر يتجاهلني..


فيوم حد يتجاهلني أدري إنه فيه شيء مهوب طبيعي!!



حينها ابتسم كساب: بصراحة غرور ماله حل..


تريقي الحين وعقب قومي البسي.. بنطلع اليوم طلعة سبيشل


بنروح جبل ساليف على الحدود الفرنسية..



ثم أردف وهو يسند ظهره للخلف وينظر لها بعمق ويهتف بغموض حازم:


ترا أنا إذا بغيت شيء.. بالي يصير طويل لين أجيب رأسه يا بنت ناصر..


خلنا نشوف آخرة خوفش مني..



كاسرة شعرت باستنكار شديد للجزء الثاني من عبارته جعلها تنسى التباس الجزء الاول:


أنا خايفة؟؟.. قلت قبل أنا ما أعرف الخوف..



حينها مال كساب قليلا للأمام وهتف بنبرة مقصودة: ماتعرفين الخوف؟؟


زين عطيني يدش..



كاسرة أعطته يدها وهي تهمس بعزم: هذي يدي.. وش تبي فيها؟؟



كساب تناول يدها ليرفعها إلى شفتيه ناثرا قبلاته الناعمة الدافئة في باطن كفها


حينها بدأت يدها ترتعش رغما عنها.. ورغم كل محاولاتها لمنع هذا الإرتعاش إلا أنها باءت بالفشل..


لا تعلم بالفعل أي فوضى يحدثها لكل مشاعرها..


كساب حينها أمسك كفها بين كفيه ودعكها بخفة حنونة كأنه يريد تهدئة ارتعاشها وهو يهتف بنبرة مقصودة:


لا تقولين مرة ثانية أنش منتي بخايفة مني..


أنتي بس لسان وش طوله.. وحزة الصدق مانلاقيش..







***************************************





" ها عبدالله خير.. ليه أصريت نتقابل في كوفي.. مهوب في مجلسكم ولا مجلسنا؟؟"



عبدالله يتنهد ويهتف بهدوء وهو يضع فنجانه وينظر لعبدالرحمن: أبي أكلمك في موضوع خاص.. ونأخذ راحتنا..



عبدالرحمن بهدوء: آمر.. خير إن شاء الله..



عبدالله بجدية: خير إن شاء الله.. الوالد بدأ يكلم الرياجيل اللي بيجون في الجاهة


وأتمنى إن الموضوع مايطول..


بس أنا ابي أسألك عن شيء..


لا تزعل مني عبدالرحمن.. بس أنا سمعت عن التغيير الكبير اللي في صار في شخصية أم حسن..


أم حسن عاجبتني على كل حال .. وراضي بها على كل حال..


بس أنا وأنت ناس مخنا منفتح.. ومافيها شيء لو سألت لو كنت عرضتها على طبيب نفسي..


لأني أتوقع أنك لازم تسوي ذا الشيء..



حينها تراجع عبدالرحمن في جلسته وهو يسند ظهره بثقة للخلف وهو يهتف بنبرة مقصودة:


تدري ياعبدالله كأني أسمع المرض يسأل المريض أنت عالجت مني!!


وعلى العموم إيه نعم أنا عرضت جوزاء على طبيب نفسي.. لأنها بعد الولادة جاتها حالة كآبة حادة..


الدكتور عطاها مضادات اكتئاب وقتها..


لكنه قال أكثر من كذا قال ما أقدر أسوي لأنه أختك مهيب مريضة مرض نفسي بالمعنى المعروف....


لكن تعاني عارض نفسي.. لو زال العارض زالت الظواهر المصاحبة له..


مثل بالضبط اللي شاهد فيلم رعب أو مشهد مؤثر..


ممكن يظل له يومين يحلم بكوابيس أو يعاني من التأثر لحد ما يتجاوز السبب فيخف العارض..


لكن أختك مهيب قادرة تنسى السبب عشان كذا العوارض مازالت مستمرة معها..


وأعتقد ياعبدالله أنك عارف السبب زين... لمعلوماتك جوزا عمرها ما قالت شيء عنك.. ولا اشتكت من حياتها معك..


لكن الكتاب مبين من عنوانه.. ماكان يحتاج إنها تشتكي عشان نعرف إن الفترة اللي عاشتها معك أثرت فيها كثير..



عبدالله حينها هتف بثقة يخفي خلفها ألما شاسعا وتأثرا متجذرا:


يصير خير يأخيك.. مايصير إلا خير..



" يالله كيف أصبحت أنا الجلاد والضحية في ذات الوقت؟!


كيف أكون أنا السبب في جرح أغلى الناس؟!


كيف أكون السبب في أذية من تمنيت أن أحمل أنا عنه الأذى طوال عمري؟!


أثقلت علي هذه الحياة بالكثير


فمتى ينصلح الحال؟؟


متى يكتب الله لي أن أعيش حياة طبيعية ككل البشر؟؟


متى؟؟ متى؟؟ "






****************************************





" هلا والله حيا الله العريس..


هاه عساك مبسوط بالجدول الجديد عقب ماخليته ممل كنه وجهك"



كساب يسترخي في جلسته وهو في انتظار كاسرة التي كانت مازالت تلبس ويهتف بحزم: المهم أنا أكون مبسوط.. لأني اللي بأروح في الرحلة ذي مهوب أنت..


الترتيبات الخبلة ذي خلها لك أنت ومرتك المقرودة عقب...



علي يضحك: مافيه حد مقرود غير بنت ناصر اللي قطها الزمان عليك..


أما مرتي بتحمد ربها علي.. واحد على الكيف أنا !!



حينها ابتسم كسّاب بمودة عميقة: أما على الكيف فأنا أشهد جعلني ما أخلى منك..


ثم أردف بابتسامة: تدري علي والله أني حاس أخرتك مثل قيس بن الملوح عاشق ولهان مستخف..


لأن أشكالك انقرضوا ذاك الزمان.. ماعاد فيه منكم...



علي بابتسامة: وش فيه ولد عمي قيس بن الملوح.. والله إنه شقردي.. الله يبعث لي بس وحدة أحبها مثل ماكان يحب ليلى..


بس عاد بدون خبال الله يرضى عليك...



كساب يبتسم: إيه دوّر ليلى لين تشيب وتطيح سنونك... لأنه ليلى انقرضت مع قيس..



علي بتساءل: خلك من ذا لهذرة الفاضية... طالع بكرة لوزان صح..؟؟


وإلا لا يكون تخطيطي للمدن بعد مهوب عاجبك.؟..



كسّاب بمودة: إلا بنروح لوزان.. وتخطيطك على الرأس والعين بس إذا كان تخطيط ناس عقّال...







*********************************






"نويف وش أخبارك؟؟"



نايف يتناول فنجان القهوة من أمامه ويهتف بابتسامة: أخباري أني ودي أرجع لباريس اليوم قبل بكرة



عالية باستغراب: من جدك.. باقي لنا شهر ونص عطلة..



نايف بتهكم أقرب لليأس: خواتي دخلوا في مخي.. جننوني عالية.. أحس أني باستخف..



عالية تبتسم: كل عطلة تقول كذا وتقعد لين نخلص العطلة..



نايف بضيق: لا ذا المرة قلت لهم أبي أجدد بيت الوالد.. كل وحدة منهم تبي هي اللي تخطط كل شيء..



حينها همست له عالية بحزم: تسمع نصيحتي ياخال؟؟



نايف يبتسم: وأنا عندي حد أسمع نصايحه اللي تودي في داهية غيرش..



عالية بذات الحزم:أول شيء لازم تعرف توقف خالاتي عند حدهم.. مهوب كل شي تسمح لهم يتدخلون فيه..


أدري بتقول مايهونون علي.. وأنا أخيهم الوحيد وانك تعزهم واجد..


ذا الحكي حفظته.. لا تخلي محبتهم لك سيف على رقبتك..


ثاني شيء.. لا تجدد بيت جدي.. بيت جدي أساسا قديم.. غير إن خالاتي كلهم داخلين معك في ورث البيت..


عشان كذا يمكنهم حاسين إن لهم حق يتدخلون..يعني أنت اللي بتتخسر في البيت وعقب كل وحدة منهم شايفة لها حق فيه..


وعقب بيتدخلون فيه وفي خصوصيتك أنت ومرتك فيه..


بيع البيت وعط كل وحدة منهم نصيبها.. وأرض البيت أساسا كبيرة واجد يعني بيجيب مبلغ ممتاز..


ونصيبك بيجيب لك أحسن بيت..


اشتر لك بيت على قدك وأنت مرتك وعيالك عقب.. واخلص من حنتهم..


وأثث بيتك على ذوقك ولا تستشير ولا وحدة فيهم..



نايف بضيق: أبيع بيت أبي!!



عالية تهز كتفيها وتهمس بثقة: الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح..


هذي أول خطوة عشان تستقل بروحك..


والله لو ماسويت كذا لا يقعدون طول عمرهم ماسكين في رقبتك..


ثم أردفت وهي تغمز بعينها بمرح: وبما أن أمي أساسا متنازلة عن نصيبها لك.. فلازم ينولني من الحب جانب.. على الأقل عطني عمولة على الاستشارة..








************************************







" حبيبي طالعة شوي مع سميرة وبأرجع"



صالح بابتسامة ملولة: ترا سميرة هذي طلعت روحي.. صارت كنها طبيتني.. ماصدقت يصفى الجو بيننا ونبدأ نأثث بيتنا إلا هي طالعة لنا في البخت..



نجلاء تميل عليه لتحتضن عنقه من الخلف وتهمس برقة:


حبيبي والله ما أتأخر.. بنروح نشوف بروفة فستانها..



حينها همس صالح بنبرة حزن: والله العظيم إن سميرة غلاها مثل غلا عالية


الحين المسكينة مشتطة.. زين ولو كان الفستان أحلى فستان ..


هل تميم بيقول لها (الله فستانش يجنن وأنتي اللي محلية الفستان) ؟؟


أشلون أبيش وغانم وافقوها على خبالها؟؟.. حد يقط بنته كذا!!



نجلاء دارت لتجلس جواره وهي تهمس بحزن أعمق: صالح لا تشكي لي أبكي لك..


هي مقتنعة فيه.. وراسها مليان أفكار مثالية.. بس هي بزر.. ويا مسرع ما بتنصدم بالواقع.. خايفة عليها كثير من اللي بيصير لها


صحيح أقول لها دايما هذا قرارش ولازم تتحملينه.. عشاني أحاول أشجعها.. لأني حاسة باللي يصير..


تمنيت إنها استشارتني قبل..والله ما أخليها تأخذه لو حتى انطبقت السما على الأرض.. بس قدر الله وماشاء فعل..


سميرة وحدة لو ما لاقت حد يسولف معها تستخف.. أشلون بتقضي حياتها مع واحد مستحيل يرد عليها في يوم من الأيام..



صالح يحتضن كتفيها بحنان ويهمس برجاء: ادعي لها بالتوفيق.. وبالصبر..







************************************







هذه المرة قررت أن تبين له أنها لا تخاف قربه كما يظن..


من يكون ليظن أنها قد تخاف منه؟!!


ومع ذلك الإحساس المزعوم بالشجاعة كان صعبا عليها أن تكون هي من تعقد ذراعها في ذراعه طوال جولتهما في قمة جبل ساليف..


ورغم استغرابه منها.. إلا أنه شد على ذراعها..


خصوصا وأن الجو كان باردا في الأعلى.. وهو نسي أن يشتري لها (بالطو) أسود ترتديه فوق العباءة..



حينما أصبحا في التلفريك.. احتضن كتفيها بذراعه وهو يضمها له ويهمس بهدوء: بردانة؟؟



كانت تدعك يديها المتجمدين وتهمس بهدوء ساكن: شوي بس..


ثم أردفت بتساؤل: تتسلق هنا؟؟



كساب بغموض: تقريبا..



حينها سألته بنبرة مقصودة: وياترى هذي هوايتك الغريبة الوحيدة وإلا عندك غيرها؟؟



ابتسم وهو يجيبها بذات الغموض: عندي هوايات أغرب بواجد.. بس مافيه داعي تسألين عنها..



كاسرة بذات النبرة المقصودة: تراها مجرد هوايات مهيب سر الذرة.. وعلى العموم شي مايخصني ما أسأل عنه..



حينها سألها بتلاعب: وأنا شيء ما يخصش؟!!



حينها ابتعدت كاسرة قليلا عنه وهي تتخلص من ذراعه وتهمس بحزم:


شفت.. أسلوبك هذا اللي من تحت لتحت ما يعجبني..



كساب هتف لها بذات النبرة المتلاعبة: زين حن الحين بروحنا في التلفريك..


ارفعي نقابش خلني أشوف وجهش ونتناقش وجه لوجه



كاسرة رفعت غطاء وجهها بينما كساب أردف بثقة:


الحين أنا سألت سؤال..


وش الشيء الغلط اللي في سؤالي؟؟..



كاسرة بحزم: الغلط هو في طريقتك وأنت تسأل..



كساب هز كتفيه: وأنتي مثل اللي مسك في القشرة وخلا اللب..


وعقب تقولين أنا وحدة ما أحب ألف وأدور.. وأنا ما شفت حد يلف ويدور مثلش..



كاسرة بثقة: إذا سألتني بشكل مباشر.. جاوبتك بشكل مباشر..


لكن نبرتك هذي اللي تسأل وأنت تمسخر فيها.. ماراح أجاوبك فيها..



حينها أمسك كساب بذقنها بين سبابته وإبهامه وسألها بنبرة مباشرة وهو ينظر في عينيها:


هل أنا أهمش؟؟ والأشياء اللي ترتبط فيني تخصش أو لا؟؟



للمرة الثانية يقلب عليها الطاولة.. توقعت أنه سيتجاهلها ويعتصم ببروده..


وكان توقعها لردة فعله خاطئا.. وهاهي مجبرة أن تجيبه وبكل صراحة..


كانت تتمنى أن تبعد عينيها عن مدى عينيه وهي تجيبه.. لكنها لم ترد أن تظهر بمظهر الجبانة أمامه..


لذا أجابته بثقة وهي تركز نظرها على عينيه التي تمور بغموض يشعرها بالتوجس:


مبدئيا أكيد تهمني.. مهما كان أنت رجّالي..



حينها ابتسم بغموض وهو يمد سبابته ليمسح شفتيها: بأكتفي بمبدئيا ذي.. وخصوصا أنها عادنا (مبدئيا) وقلتيها وشفايفش ترتعش..


أبي أشوف لا صرت أهمش بشكل كامل أشلون بتقولينها..











****************************************






" كلمتكم كاسرة اليوم؟؟"



مزنة تلتفت لمهاب ونهمس له بمودة: كلمتني فديتها..



مهاب بهدوء بحذر: كلمتني البارحة.. أسألها عن أخبارها تقول كل شي تمام..


قالت لش شيء ثاني؟؟



مزنة حينها همست بقلق: وليه تقول لي شيء ثاني.. مبين عليها مبسوطة.. وكساب كلمني معها اليوم..


تعرف شيء ما أعرفه؟؟



مهاب بنبرة طمأنة: لا والله .. بس طبايع كساب جامدة شوي.. وهي بعد طبايعها مثله..


خايف ما يتوالمون بسرعة..



حينها ابتسمت مزنة وهمست: ما تدري يأمك.. مايفل الحديد إلا الحديد


عقبال مانلاقي اللي تفل حديدك..



مهاب بهدوء: لا يمه.. أنا تو الناس.. الفكرة مؤجلة عندي إلى أجل غير مسمى..



مزنة بعتب: أشلون يعني.. بتقعد عمرك عزابي؟؟



مهاب ابتسم: يمه يمكن ربي كاتب لي الحرية والراحة من حنت النسوان..


خلني أشتري رأسي..







*******************************************






طرقات خافتة ترتفع على بابه.. هتف بصوت عال: ادخل ياللي عند الباب



دخلت بخطوات ذابلة كوجهها الذابل تماما.. هتف بترحيب عميق: حيا الله أم حسن.. وينش غايبة ماعاد شفناش؟



همست بنبرة ميتة دون مقدمات وهي تقف أمام وجهه:


عبدالرحمن ما أبيه.. ما أبيه.. خلاص كلمه وقل له أنه حن غيرنا رأينا..



عبدالرحمن شدها ليجلسها جواره ثم أمسك بكفها بين كفيه وهتف بحنان:


يأخيش خلاص السالفة مهيب لعبة وخصوصا أن السالفة كبرت واجد


وأنا عرفت أن أبو صالح خلاص قد كلم له كم رجّال من اللي بيجون في الجاهة


أشلون نكلمهم ونقول خلاص..



حينها دفنت وجهها في عضده وهي تنتحب بصوت ممزق تماما:


عبدالرحمن ما أبيه.. تكفى ما أبيه..


بأموت لو خذته!!



عبدالرحمن احتضنها بحنان وهو يهمس بألم:


والله العظيم ماعاد هو بيدي يأخيش..


وبعدين أنتي عارفة من البداية أنش وافقتي ترجعين لعبدالله عشان حسن..


لا تكبرين السالفة.. وش تموتين ذي ؟؟


عمرش طويل لحسون وأخوانه.. ماتدرين وين الخيرة يأخيش!!









****************************************







" أنا طالع الحين.. وبكرة تجهزي بنطلع لوزان


وعلى فكرة أخذي معش بس لبستين وأغراضش الغالية


لأنه الجناح هذا محجوز لنا لين نخلص رحلتنا"



كاسرة بتساؤل: زين وليه مانسوي شيك آوت.. ونأخذ أغراضنا معنا..؟؟



كساب يغلق أزرار قميصه ويهتف بحزم: هذي فكرة علي..


يقول عشان نكون خفيفين.. ومانشيل شناط ثقيلة كل ماجينا ننتقل من مكان لمكان..



كاسرة بسكون: خلاص.. إن شاء الله..



حينها شدها كساب ليوقفها وهتف لها بحزم: ليه شكلش زعلانة كذا؟؟



كاسرة بحزم مشابه: ماتشوف إن طلعتك كل ليلة وتخليني بروحي لين عقب الفجر شيء يزعل؟؟..



كساب بصرامة: قلت لش قبل.. اليوم آخر يوم.. مافيه داعي تسوينها سالفة..



كاسرة تعاود الجلوس وتهمس بثقة: ما سويتها سالفة.. بس أنت بعد لا تطالبني أبين نفسي راضية غصبا عني..



حينها عاود كساب شدها بقوة لتقف وهو يهتف بغضب ويعتصر عضدها بقوة بالغة لم يشعر هو بمداها:


وأنا ماقلت لش اقعدي عشان تقعدين وأنا واقف ياللي ماتستحين..



أجابته بحزم رغم شعورها بألم متفجر في عضدها الذي شعرت كما لوكان تمزق من شدة قبضته حين شدها لتقف:


وقلت قبل لا تستخدم إيديك.. أنا أسمع عدل..


وأعرف أشلون احترم اللي قدامي ومهوب أنت اللي تعلمني ..



أجابها بغضب وهو ينقل يده من عضدها ليعتصر بها وجهها: لو تسمعين عدل


كان فهمتي من اول مرة لما وقفتش عشاني واقف..


وبعدين أنا ما أستخدمت يدي.. وما أرد عقلي لمرة عشان أستخدم يدي معها..



كاسرة حينها تفجر غضبها وهي تلطم يده لتزيلها عن وجهها:


ليه وش فيها المره؟؟ مخلوق أقل من حضرة جنابك؟؟



حينها هتف لها بغضب هادر: ياويلش تطولين صوتش عندي مرة ثانية.. وإلا والله لا تعيفين حياتش..



أجابته بذات الغضب: وش بتسوي يعني؟؟ تستقوي علي عشان أنا ما أقدر أدافع عن نفسي لو أنت قررت تستخدم إيديك؟؟


مثل ما تكلمني بأرد عليك.. احترمني واحترمك.. غير كذا ماعندي..



حينها ابتعد عنها وهو يدعك كفيه ويهتف ببرود مختلف عن غضبه المرعب قبل دقائق:


ليه بتمشيني على شروطش يا مدام..؟؟


تدرين.. ذا الرحلة السخيفة كلها ماعاد لها لازمة..


أنا طالع لشغلي وأنتي جهزي شناطش نرجع الدوحة بكرة..






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 26-09-10, 07:53 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والأربعون

 

السلام عليكم
آسفة جدا جدا جدا على التأخير
والله العظيم توني داخلة البيت
كان عندي ظرف طارئ
بس الحمدلله مافيه إلا الخير
آسفة مرة ثانية وسامحوني
وتفضلوا البارت
وقراءة ممتعة
.
.
.


بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والاربعون





" أنا طالع الحين.. وبكرة تجهزي بنطلع لوزان


وعلى فكرة أخذي معش بس لبستين وأغراضش الغالية


لأنه الجناح هذا محجوز لنا لين نخلص رحلتنا"



كاسرة بتساؤل: زين وليه مانسوي شيك آوت.. ونأخذ أغراضنا معنا..؟؟



كساب يغلق أزرار قميصه ويهتف بحزم: هذي فكرة علي..


يقول عشان نكون خفيفين.. ومانشيل شناط ثقيلة كل ماجينا ننتقل من مكان لمكان..



كاسرة بسكون: خلاص.. إن شاء الله..



حينها شدها كساب ليوقفها وهتف لها بحزم: ليه شكلش زعلانة كذا؟؟



كاسرة بحزم مشابه: ماتشوف إن طلعتك كل ليلة وتخليني بروحي لين عقب الفجر شيء يزعل؟؟..



كساب بصرامة: قلت لش قبل.. اليوم آخر يوم.. مافيه داعي تسوينها سالفة..



كاسرة تعاود الجلوس وتهمس بثقة: ما سويتها سالفة.. بس أنت بعد لا تطالبني أبين نفسي راضية غصبا عني..



حينها عاود كساب شدها بقوة لتقف وهو يهتف بغضب ويعتصر عضدها بقوة بالغة لم يشعر هو بمداها:


وأنا ماقلت لش اقعدي عشان تقعدين وأنا واقف ياللي ماتستحين..



أجابته بحزم رغم شعورها بألم متفجر في عضدها الذي شعرت كما لوكان تمزق من شدة قبضته حين شدها لتقف:


وقلت قبل لا تستخدم إيديك.. أنا أسمع عدل..


وأعرف أشلون احترم اللي قدامي ومهوب أنت اللي تعلمني ..



أجابها بغضب وهو ينقل يده من عضدها ليعتصر بها وجهها: لو تسمعين عدل


كان فهمتي من اول مرة لما وقفتش عشاني واقف..


وبعدين أنا ما أستخدمت يدي.. وما أرد عقلي لمرة عشان أستخدم يدي معها..



كاسرة حينها تفجر غضبها وهي تلطم يده لتزيلها عن وجهها:


ليه وش فيها المره؟؟ مخلوق أقل من حضرة جنابك؟؟



حينها هتف لها بغضب هادر: ياويلش تطولين صوتش عندي مرة ثانية.. وإلا والله لا تعيفين حياتش..



أجابته بذات الغضب: وش بتسوي يعني؟؟ تستقوي علي عشان أنا ما أقدر أدافع عن نفسي لو أنت قررت تستخدم إيديك؟؟


مثل ما تكلمني بأرد عليك.. احترمني واحترمك.. غير كذا ماعندي..



حينها ابتعد عنها وهو يدعك كفيه ويهتف ببرود مختلف عن غضبه المرعب قبل دقائق:


ليه بتمشيني على شروطش يا مدام..؟؟


تدرين.. ذا الرحلة السخيفة كلها ماعاد لها لازمة..


أنا طالع لشغلي وأنتي جهزي شناطش نرجع الدوحة بكرة..



كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق: من جدك؟؟



كساب بصرامة: لا تخدعيني وتخدعين نفسش وتقولين أنش مبسوطة بذا الرحلة..


كل واحد منا زهقان من الثاني.. فليش نطول رحلة مملة مثل هذي؟؟


وهذي آخرتها.. وصلت أنش تطولين لسانش علي.. وذا الشيء أنا مستحيل أوافق عليه..



كاسرة مصدومة من كل هذا.. لم تتخيل أن الأمر قد يصل إلى أنه يصفعها بصراحة أنه يشعر بالملل منها وبعد زواجهما بثلاثة أيام فقط..


وما يهمها الآن ليس كساب ولا حتى نفسها.. إنما كيف ستبرر للمتواجدين في الدوحة عودتها المبكرة..


لا تريد أن يتشمت بها أحد.. لا تريد أن تمنح لأحد الفرصة أن يجد كلاما يقوله عنها..


لا تريد قبل ذلك أن تثير قلق والدتها وأسرتها..


لابد أن تستعيد هي زمام الأمور.. فهذا الكساب ليس سوى طفل متهور غبي..


وهي من يجب الآن أن تكبر عقلها عليه.. حتى يعودا للدوحة فقط!!



حينها أمسكت كاسرة بطرف كمه وهي تتحاشى الإمساك بكفه وتتناسى ألم عضدها المتزايد..


وشدته بلطف لتجلسه وتجلس جواره وهي تهمس بلطف مدروس لكن بنبرتها الحازمة:


ماراح أعطلك.. خمس دقايق وروح لشغلك..


أنا أبي أعرف ليه الحوار بيننا انتهى كذا؟؟..


أي اثنين متزوجين جديد لازم يصير بينهم شد لين كل واحد يتعود على طبايع الثاني..


أنا ما أبي أمشيك على كيفي.. ومهوب رجّال اللي مرته تمشيه على كيفها..


بس في نفس الوقت أتوقع منك ما تتصرف وكنك تبي تلغي شخصيتي لأنه ذا الشيء مستحيل يصير


أنت تزوجتني وأنت عارف أن شخصيتي كذا.. فليش الحين ماني بعاجبتك..



كساب حينها استدار ناحيته وهتف بحزم: لا تعتقدين أني أبي أكسرش


بس أنا بعد مستحيل أقبل أنش تحطين رأسش برأسي..


(الرجال قوامون على النساء) وإلا عندش كلام غير كلام رب العالمين؟؟



كاسرة حينها أجابته بحزم: وأنا معترفة أنك أنت لك القوامة..


حقك استأذنك لو جيت بأطلع أو أسوي أي شيء


حقك أطيعك وأمشي على شورك في الحق..


بس مهوب حقك أنك تمنعني أعبر عن رأيي لو شفت شيء ما يعجبني..


مهوب حقك أنك تبي تلغي شخصيتي وتبيني امعة..



كساب حينها وقف وهو يهتف بحزم: الخمس دقايق خلصت


أنا اليلة بأرجع أبكر من كل مرة..إذا رجعت.. كملنا كلام..وقررت وش بنسوي..


ولا تظنين إن قصدي أضايقش أو أعاقبش..


لكن ياليت نوصل على الأقل لطريقة حوار ترضينا اثنينا..


وحطي في بالش أني مستحيل أرضى أنش تطولين صوتش عندي!!



كساب خرج بينما كاسرة جلست وغيظها منه يتصاعد..


( والله كان عندي حق يوم كنت أبي اتزوج رجّال كبير


هذا الحين أشلون أتفاهم معه وهو وعقله الصغير)



تشعر أنها مرهقة تماما.. وهذه الرحلة استنزفتنها نفسيا وجسديا..


حتى لو قال أنه سيعود مبكرا فهي لن تنتظره..


سـتـنـام..


تريد أن تريح جسدها مادامت عاجزة عن إراحة ذهنها..


صلت قيامها مبكرا ونامت..



قبل صلاة الفجر بساعتين كانت مستغرقة تماما في نوم عميق


حين شعرت بأنامل حانية على عضدها تلاها همس حنون غريب بدا مغلفا بألم غير مفهوم:


كاسرة الأثر هذا من مسكتي لعضدش البارحة؟؟



همست بنعاس وكأنها مازالت تحلم وهي تئن بخفة من ألم لمسته للأثر المزرق في عضدها:


بكرة بيروح..بس تكفى لا تلمسه ولا تجي جنبه..



أدخل يديه تحت كتفيها ليضمها لصدره بقوة وهو يهمس بذات النبرة الحانية:


أنتي مصنوعة من لحم وعظام مثل باقي البشر وإلا انصنعتي من طينة ثانية؟!


ماهقيت أن مسكة بسيطة مثل ذي بتقعد معلمة لين الحين!!



فوجئت بنفسها بين أحضانه ..


ليس لها مجال لتهرب.. أو ربما تعبت من الهرب!!


همست حينها بارتعاش وهي تدفن وجهها في عنقه وجسدها كله يرتعش:


عندك بسيطة.. بس أنت آجعتني واجد..



حينها شدد احتضانه لها وكأنه يريد إخفائها بين ضلوعه.. كي يُسكن ارتعاشها العميق الذي شعر به بين حناياه


وهو يهتف لها بعمق لا يشبه أحدا سواه: والله العظيم ماهقيت حتى واحد في الميه أني أجعتش حتى..


صدقيني لو أعرف اعتذر كان اعتذرت..



همست بذات النبرة المرتعشة: ما أبيك تعتذر.. بس أبيك ماتعيدها..


ذا المرة عديتها لأني عارفة إنك ماكنت تقصد.. لكن مرة ثانية ماراح أعديها..



خفف من احتضانه لها ليفلتها قليلا حتى ينظر لوجهها ..


كانت نظراته عميقة..دافئة.. غامضة..


خليط من وله وعمق وشجن وغرابة.. حينها همست وهي تمد يدها لشعره المبلول:


كساب الله يهداك ليه مانشفت شعرك ؟؟تبي تاخذ برد من التكييف؟؟..


بأقوم أجيب لك فوطة..



همس بعمق أقرب للوجع وهو يمسك بذقنها: إلا قولي تبين تلاقين لش سبب تهربين مني..



حينها مدت يدها لتمسح خده بظهر أناملها وهمست بنبرة تذوب رقة:


وما سألت نفسك وش السبب اللي يخليني أهرب؟؟



حينها غمر وجهها بقبلات عميقة حانية دافئة.. مختلفة .. وهو يهمس بعمق خافت دافئ:


دامش ماهربتي ذا المرة.. مايهمني المرات اللي فاتت..







*******************************






" عبدالله الله يهداك وش فيك مأخذ الشغل حامي حامي كذا


توك مداوم أمس.. وشكلك أول واحد توصل وآخر واحد يطلع"



عبدالله ينظر لهزاع ويبتسم: الناس مسكوني على طول منصب تبيني أبين ماني بقدها


وعلى طاري حامي حامي... أشوف ناس خذوا الشهادة ورقدوا عليها..



هزاع بتأفف مازح: يا ابن الحلال مالحقنا نرقد.. مالي كم يوم.. وكلكم دخلتوا في أبو مخي..



عبدالله باهتمام: صدق هزاع لازم تقرر لك شيء من الحين..



هزاع هز كتفيه: تدري عبدالله.. دراسة مالي خلق دراسة..


عمري الحين 22 أرجع أدرس مع البزران في الجامعة.. وعقبه ما أفلح بعد!!


وفي نفس الوقت ما أبي عقب ذا السنين أني ما أدخل كلية حالي حال العالم


عشان كذا أفكر أمشي على خطا أخيك الجلف فهيدان وندخل الكلية العسكرية


أبي أكلم منصور آل كساب يتوسط لي هناك.. بس مستحي!!



عبدالله يبتسم: حلوة مستحي ذي.. وليه ماتكلم فهد يكلمه؟؟..



هزاع بهدوء: ما أبيه يحس أني أستغل غلا فهيدان عنده..



عبدالله بمودة وهو يربت على كتف هزاع: هزاع أنت نسبتك زينة يأخيك..


وترا ما تحتاج واسطة.. وعلى العموم مايضر نوصي منصور عليك


خلاص أنا بأكلمه بنفسي..



والاثنان مستغرقان في حوارهما وينتظران اكتمال عقدهم ليتغدوا سويا.. دخل أبو صالح..


الاثنان قفزا ليقبلا رأسه..


أبو صالح سأل هزاعا بصرامة وهو يتجاهل وجود عبدالله:هزاع وين صالح؟؟



هزاع باحترام: مابعد جا.. طلع من دوامه على بيته.. ويقول نص ساعة وجاي..



حينها هتف وكأنه لا يوجه الحديث لأحد معين: كنت أبي أقول له أنه موضوع الجاهة خلص..


والرياجيل ماقصروا بيض الله وجيههم.. قدموا كلهم الغانمة.. واتفقوا كلهم يجتمعون ليلة الخميس..



عبدالله بصدمة: عقب 3 أيام بس.. وأشلون قدرت تجمعهم بذا السرعة؟؟



حينها التفت له والده بشكل حاد وهو يهتف بغضب:


ليه وأنا متى ماكنت أشل الحمول الثقيلة؟؟


وإلا ماتشوفني كفو يوجبوني الرياجيل؟؟



حينها قفز عبدالله ليقبل رأسه وسعادة عميقة تتفجر في روحه


لم يتخيل مطلقا ولا في أكثر أحلامه أملا.. أن حلمه سيتحقق بهذه السرعة



هتف لوالده باحترام جزيل وهو يلثم ظهر كفه :


إلا كفو وكفو.. لا صار أبو صالح مهوب كفو.. من اللي كفو


جعلني ماخلا من نفعتك.. وجعل يومي قبل يومك اللي ماخليت الرياجيل يصغروني..



كاد أبو صالح أن يهتف بجزع (إلا يومي قبل يومك.. ماهقيت أني عادي بأشوفك قدامي.. وين عاد أتحمل أذوق حزنك مرتين؟؟)



ولكنه بدلا من ذلك شد يده بصرامة وهو يهتف بذات الصرامة:


ماسويت ذا علشانك.. لكن علشان أم حسن اللي تستاهل إن قدرها يكّبر عقب اللي أنت سويته فيها..



" ليتك تعلم يابني كم بذلت من الجهد لكي أستطيع جمعهم بهذه السرعة


ثلاثة منهم اتصلت بهم خارج الدوحة


ورجوتهم مطولا أن يعودوا ولو يوما واحدا من أجلي!!


أردت أن اريحك حين بلغني لهفتك لانهاء الموضوع"



عبدالله عاود تقبيل كف والده وهو يهتف بذات الاحترام الودود:


ماتروح إلا في القدا يأبو صالح.. (القدا= الطريق الصائب)



حينها هتف أبو صالح لهزاع بحزم: هزاع يأبيك روح لأمك جيب دفتر شيكاتي من عندها..


أبي أكتب لعبدالله شيك عشان مهر مرته!!



انتفض عبدالله برفض قاطع: جعلك سالم يأبو صالح عندي فلوس..


أصلا مهرها عندي في الخزنة من البارحة..



أبو صالح يخاطبه دون أن ينظر له بصرامة غاضبة:


من وين لك الفلوس وأنت أربع سنين غاطس في اللي ما يعلمه إلا ربك..؟؟


وإلا تبي تفضحنا في أبو عبدالرحمن وبنته؟؟.. قدك متعلم(ن) على الفضايح..



عبدالله بذات نبرة الاحترام الودودة دون تغيير.. رغم الحزن الشفاف الذي غزا روحه مع تعريض والده به:


وجهك أبيض يأبو صالح.. السنين الأربع ذي أنا كنت أشتغل وشغل زين بعد وراتبي عود..


عدا أني أصلا كان عندي وديعة هنا ما تحركت لأن أوراقها كانت في الخزنة..


خيرك سابق يأبو صالح...







******************************






" ماشاء الله ماتخيلت المناظر هنا حلوة كذا!!"



مزون باستغراب: ليه أنتي ماطلعتي من المصحة كلش قبل؟؟



جميلة بخجل: لا.. خليفة عرض علي واجد نطلع خصوصا بعد ماتحسنت صحتي


بس أنا كنت أعيي وما أترك حتى مجال للنقاش..



مزون بذات الاستغراب المتزايد: وليه يعني؟؟



جميلة تنظر لخليفة الذي كان يوليهما ظهره وهو يجلس على طاولة بعيدة مع زايد على ضفاف بحيرة أنسي..


ثم تهمس بمصارحة شفافة: بصراحة أخاف واجد أطلع معه برا المصحة!!



مزون يتزايد استغرابها: وليه بعد؟؟ دوختيني!!



جميلة بحرج رقيق: ما أدري مزون.. أحس المصحة تشكل حماية لي..



مزون ابتسمت: لا تصيرين خبلة.. يعني ما أظني خليفة همجي بيجبرش على شيء


وخصوصا وأنتي حالتش كذا!!



جميلة بنبرة لا تخلو من حزن شفاف: مزون.. أنا أدري إنه أنا وخليفة زوجين مع وقف التنفيذ..


وأدري إنه خليفة مايبي مني شيء.. من أصلا اللي بيفكر فيني كامرأة وأنا في شكلي الحالي..


بس لما نكون في المصحة إحساسي هو إحساس المريضة..


يعني ممكن أتقبل يمسك يدي..يسندني.. يحضنني حتى.. لأنه هذي مجرد مؤازرة من مرافق مريض لمريضه..


يعني إحساسي بلمسته طبيعي كأنها لمسة أخوية.. مايحرك أي مشاعر مختلفة فيني لكنه يحسسني بالأمان الكبير..


لو طلعنا خارج المصحة.. أخاف أفسر لمسته بمجرد لمسة رجل.. أخاف أفقد إحساسي بالأمان..


وأنا في ذا الفترة ماني بمحتاجة رجل بمعناه المجرد لكن محتاجة سند.. أخ..


لو فقدت إحساسي بالسند.. أحس أني وقتها ما أقدر أكمل علاجي..



مزون تبتسم: بصراحة كلام غريب.. بس في حالتش أشوفه مقنع..


المهم إنه أنتي كل ما تتحسنين.. خفي لنا من إحساس الأخوية الله يرضى عليش..


ثم أردفت بحذر: جميلة تبين شيء من الدوحة؟؟



حينها همست جميلة بحزن عميق: تراني مانسيت أنكم بتروحون الليلة عشان تذكريني..


والله العظيم مالحقت أشبع منكم.. حرام عليكم اقعدوا عندي شوي.. بس شوي..



مزون بحزن رقيق: غصبا عني جميلة... لو علي أنا فاضية ماعندي شيء


الطيران وخليته.. ودراستي في الجامعة باقي عليها أكثر من شهر..


لكن تدرين إن إبي مشغول كثير ومايقدر يعطل شغله أكثر من كذا..






***********************************






" ماشاء الله ماتخيلت أنش بتقدرين تروحين معنا!!


خفت عمي فاضل يعيي كالعادة"



شعاع بابتسامة متوترة: إبي ذا الأيام مشغول باله بسالفة جوزاء..


عدا أني بصراحة استأذنت أمي وعبدالرحمن بس.. وإن شاء الله أبي مايفقدني


ثم أردفت بمودة عميقة: عدا أني ماقدرت أضيع على نفسي فرصة أني أختار مسكتش معش..


لا وعقب نمر نشوف فستانش.. هذي عاد ما أقدر أفوتها كلش..



سميرة بمودة عميقة: جعلني ماخلا منش قولي آمين!!



شعاع حينها عاودها التوتر: إلا قولي لي سميرة عسى الأماكن اللي بنروح لها مافيها أصنصير؟؟.. يازينه الدرج زيناه..



وضحى حينها ابتسمت: أنتي يالخبلة لمتى وأنتي تخافين من الأصنصيرات..



شعاع ابتسمت برقة: بأخاف منها لين أموت... يا أختي حد يدخل نفسه في قبر مسكر عشانه عاجز يطلع درجتين..


صعود السلالم رياضة حلوة ومفيدة..



سميرة تضحك: رياضة حلوة ومفيدة للجبناء مثلش.. وعلى العموم مافيه أصنصير


ولو كان فيه أصلا ماكان وديتش معي.. احنا ناقصين مناحة..


كفاية المرة الوحيدة اللي غصبناش تطلعين معنا الأصنصير في الجامعة.. سويتي لنا فضيحة في كل الجامعة..



شعاع تضحك: يا أختي أنا وحدة عندي عقدة من الأصنصيرات.. كيفي.. حرية شخصية...



حينها اردفت وضحى باهتمام: سميرة عسى بس إنه احنا ماحنا بمطولين..


ما أبي أتأخر على تميم..



حينها تغير وجه سميرة.. التغير الذي لم يلحظه أحد لاختفاءه تحت نقابها.. ولكن شعاع همست بمرح:


أشوف بنت أخت هريدي نزل عليها سهم الله عند طاري البعل المبجل..



وضحى ردت عليها بمرح مشابه: تبي تدرب عندنا على تمثيلية السحا..


تدرين السحا ديكور ضروري لكل عروس..



كان بود سميرة حينها أن ترد عليهما ردا مرحا أقوى من تعليقاتهما عليها


وهي ليست عاجزة عن الرد.. ولكن قلقا غافيا في روحها بات يضيق عليها أنفاسها


لا تعلم هل هو قلق العروس الطبيعي؟؟


أم هو قلق خاص بها وبزوجها وبحالته التي ازدادت تأزما.. وبسببها؟؟


هاهو موعد زفافها يقترب.. وتوترها يتصاعد كلما اقترب!!


ورغم كل ذلك.. هناك أمل رقيق في روحها.. أن تميما لن يخذلها!!



"هذا الإنسان الطاهر النقي الذي يبدو لشدة طهره ونقائه كما لو كان يوشك أن يصبح شفافا مرئيا..


أستطيع رؤية ماخلفه دون تعقيد.. دون التباس..


أستطيع أن أصل لروحه الشفافة دون قيود


أعلم أنه سيسامحني..


لا أعتقد أنه مازال يلوموني على أني أسقطته


فهذا شيء لا ذنب لي به"



لم تعلم هذه الطفلة البريئة كم بات خلف رداء هذا الرجل من التعقيد والالتباس..


وأنها ستعجز بالفعل عن رؤية مايخفيه خلف شكوكه المتراكمة وروحه التي أثقلها الألم واليأس!!


وأن ما بات يحمله ضدها يتجاوز مجرد السقطة بكثير..


كان يتمنى أن يحمل ألم كسور جسده كاملا..وأكثر!!


ولا يحمل هذا الشك المدمر الذي بات ينمو كنبات شيطاني بلا توقف ولا رحمة!!






***********************************






" كساب أنت من جدك البارحة يوم تقول أنك تمللت مني؟؟"



كان يحتضن كفها وهما يجلسان متجاورين في القطار المتجه للوزان..


رفع كفها إلى شفتيه ليقبل باطن كفها بعمق متروي وهو يهتف بهدوء متحكم:


بصراحة أحيانا تمللين الواحد.. وتطلعينه من ثيابه بعد!!



همست بهدوء كهدوئه: ترا ينقال عليك نفس الكلام تمام..



ابتسم وهتف بثقة: وأنا قلتها لش أمس بعد.. قلت كل واحد متملل من الثاني..


بس الملل معش له طعم ثاني..



ابتسمت برقة: صدق نصاب!!ترا بأبلعها بمزاجي!!



حينها هتف بغموض: فيه أشياء واجد بتضطرين تبلعينها.. فالأحسن يكون دايما بمزاجش..



لم يرق لها تلميحه لذا شدت يدها من بين يديه برقة..



بينما هو عاود تناول كفها وهو يهتف بحزم ويمسح أناملها بأنامله:


ترا بنت خالتي في مصحة قريب من جنيف


نبي نروح نزورها قبل نرجع الدوحة..



همست بهدوء ساكن: نزورها ليش لأ.. زيارة المريض واجب..



ثم التفتت لتنظر عبر نافذة القطار للمناظر الطبيعية المذهلة في خضرتها بينما مازالت كفها ترتعش في كفه..


وهو يصر على الاحتفاظ بها بين قوة أنامله بطريقة تملكية غريبة..



هذا الصباح حين نهضت من نومها يغتالها إحساسها الغريب بقربه الدافئ الحنون المختلف وهي تخلص نفسها بصعوبة من بين ذراعيه..


بعد أن أصر أنها لن تنام إلا على ذراعه لتكون هي مخدتها غير المريحة بصلابتها..



قررت أن تجهز حقائبها للعودة للدوحة.. فهي يستحيل أن تطلب منه تغيير رأيه.. وهو لم يقل لها أنه غيّر رأيه..


رغم أنها استغربت وجود حقيبة صغيرة جديدة مسندة إلى دولابها يبدو أنه أحضرها معه حين عاد قبل الفجر..


ولكنها لا يمكن أن تفسر وجود الحقيبة بأي شيء مادام لم يصرح لها بشيء..


واستمرت في وضع ملابسها في حقيبتها الكبيرة..



لذا ارتعشت بعنف وهي تشعر بدفء كفيه على عضديها من الخلف


ثم دفء أنفاسه قرب أذنها وهو يهمس فيها بصوته الرجولي الناعس:


وش ذا الأغراض كلها؟؟..


قلت لش لبستين بس تكفيش في لوزان!!







*******************************







" سلام ياعريس"



عبدالله ينظر لعالية التي تطل برأسها عبر الباب ويهتف بابتسامة: بدري على عريس ذي



عالية قفزت جواره وهي تهمس بمرح: إلا عريس ونص وثلاث أرباع.. كلها 3 أيام بس..


تدري.. خاطري أسوي فيك مقلب ذاك اليوم يطلع من رأسك..


الحين أنا بين عدة خيارات.. أما أني أعطيك منوم.. ثم أدسك في غرفتي عشان ما يلاقونك..


وتروح الجاهة مايلاقون حد.. العريس طافش والباقين يدرون له..


ويأما أني عقب الملكة على طول.. أخذ حسون وأدسه وأخليكم تمتغثون شوي..


ويأما أني أول ما تسكرون غرفتكم عليكم أنت وجوزا.. أجي وأدق الباب وأقول لكم ألحقوني الزايدة انفجرت معي


وش رأيك أنت عبود اختار واحد من الخيارات؟؟



عبدالله يضحك: أول شيء عبود في عينش ياقليلة الحيا!!


ثاني شيء.. ول عليش متخرجة من مدرسة إجرام.. هذا مقلب وإلا جريمة؟؟


ثالث شيء.. خلش تكانة ومرة ثقيلة لأني أبيش أنتي تودين مهر جوزا لها..



حينها قفزت عالية وهي تهمس بحرج: تبيني أروح لبيت عبدالرحمن؟؟



عبدالله ببساطة: وش فيها؟؟ لا تحدد عرسكم ولا يحزنون..


وبعدين أمي ماتقدر تروح.. عادها تعبانة



عالية قفزت لتقبل رأس عبدالله وهي تهمس برجاء: تكفى اعفيني


باعطيه نجلا توديه.. مافيها شيء.. بنت عمي الكبيرة ومرت أخيك الكبير



عبدالله يبتسم: والله مهوب هين الدحمي اللي مخليش مستحية كذا!!


وقولي لي وش فرقت؟؟ أنتي أساسا رايحة رايحة يوم الخميس..



عالية بحرج: إلا فرقت .. يوم الخميس أمي موجودة والناس كلهم هناك


مهوب أنا مرتزة عندهم بروحي!!



عبدالله يبتسم بمودة: خلاص عطيه نجلا.. على رأسنا أم خالد..







*************************************







"قومي يا بنت وكلميني"



جوزاء تعتدل جالسة وهي تحاول ألا تبين لوالدتها احمرار وجهها


وتهمس بصوت خافت عله يخفي اختناق صوتها: لبيه يمه!!



أم عبدالرحمن بغضب: ارفعي وجهش وحطي عينش في عيني..


أنتي وش آخر خبالش ذا؟؟


لين متى وأنتي خبلة كذا؟؟



جوزاء بضيق: يمه الله يهداش وش فيش جايه هادة علي.. والله العظيم اللي فيني مكفيني..



أم عبدالرحمن تعتصر عضد جوزاء وتهمس بذات الغضب:


الي فيش كله من فعل يمينش..


أول شيء طلبتي الطلاق من امهاب.. قلت ماعليه خايفة على ولدها وبلعتها..


عقبه وافقتي على اب ولدش برضاش..وماحد غصبش


لكن إن أم صالح بنفسها تجي هنا وهي تعبانة ومرت ولدها تعكز لها عشان تجيب لش مهرش


وأنتي ماحتى ترضين تنزلين تسلمين عليها.. هذي مستحيل أعديها لش..



جوزاء حينها انتفضت بغضب: لا وأشرايش أنزل لهم وأنا كذا.. وجهي متنفخ وعيوني حمر..



أم عبدالرحمن بغضب أشد: ولين متى وأنتي وجهش منفخ وعيونش حمر..


تبين تشمتين العرب فيش؟؟



حينها انهارت جوزاء بيأس: وأنتي يمه متى اهتميتي إن العرب ما يتشمتون فيني..


كنتي تسمعينهم يقطون علي الحكي ولا عمرش دافعتي عني..



أم عبدالرحمن شدت جوزاء لتحتضنها وهمست بألم: الله خلقني كذا.. أحشم حتى اللي ما يستاهل الحشيمة..


يأمش ملكتش عقب 3 أيام..


تبين الناس يشوفونش حالتش حالة ؟؟وإلا يقولون مغصوبة عليه؟؟..


يأمش طالبتش.. أبي اللي قهروش وحكوا فيش لا شافوش ذاك الليل..


يقولون شوفوها تضوي.. مهوب يقولون ذابلة.. ومسكين من هي ضوت عليه الليلة..



جوزاء انهارت باكية في حضن أمها: يمه صعب علي والله العظيم صعب علي!!



أم عبدالرحمن ربتت على ظهرها وهي تهمس بعمق:


يأمش من أدخل رأسه يعرف أشلون يظهره..


وإذا ذا السنين كلها ماعلمتش شيء.. عمرش ماراح تعلمين أبد..







************************************






"يمه الله يهداش أنتي رايحة بنفسش بيت أبو عبدالرحمن


ماصدقت صالح يوم قال لي أنش معه في سيارته"



أم صالح تنظر لعبدالله الذي كان ينحني على رأسها مقبلا وتهمس بمودة:


أنا أصلا زعلانة عليك أنك قلت لنجلا ولا قلت لي..



عبدالله جلس جوارها وهو يقبل كتفها ويهتف بمودة عميقة :


حنيتش جعلني فداش..



ربتت على فخذه وهمست بشجن: لا تحنّي إلا من الردا يأمك..


يأمك أنا من فرحتي كان رحت ولو هم يشلوني..


فكيف وأنا لله الحمد طيبة وبخير وأمشي على أرجيلي..



عبدالله بذات المودة: جعلش دوم طيبة وتاج على رووسنا.. والبيت ما يخلى من نورش..



أم صالح بحنان: يأمك ماعاد فيه وقت.. روح أنت وعالية بكرة


واشتر لك غرفة جديدة.. وغير أثاث قسمك.. مايصير البنية ترجع على نفس أثاثها القديم..



عبدالله يبتسم: والله أنه طاري علي.. بس كل شيء جاء مع كل شيء..


أبشري يالغالية.. من بكرة بأغير كل شيء حتى الصبغ بأغيره..






***********************************







" وش فيك يأبو عبدالرحمن متضايق؟؟"



أبو عبدالرحمن بضيق: ما أدري يام عبدالرحمن.. اللي صار الليلة ماريحني..



أم عبدالرحمن بنبرة طمأنة: ليه يأبو عبدالرحمن؟؟


هذا أبو صالح جايك بعياله كلهم عشان يبلغك بجية الجاهة اللي مابعد جا لبنت مثلها..


وجايبين لها مهر أكثر حتى من مهرها أول مرة..


يعني الناس ماقصروا.. وكبروا قدر البنت وقدرنا..



أبو عبدالرحمن بهدوء حذر: أبوصالح مايلحقه قصور.. رجّال(ن) نادر.. ومثايله قليلين..


أنا بلاي من عبدالله.. قلبي مهوب مرتاح(ن) عقب اللي هو سواه في بنتي..ولا في السنين اللي هو غايب فيها..


الليلة نشدته وين كان السنين اللي فاتت.. وكان بيرد علي..


لكن أخيه صالح نط وغير السالفة.. قلبي نغزني..


قام عبدالله قدام يطلعون مسكني على صوب وقال لي:


" والله العظيم ياذا السنين اللي فاتت أني لا كنت في سجن ولا في شيء يرد في ديني.."


بس بعد قلبي عاده ناغزني..



أم عبدالرحمن بنبرة استسلام: يأبو عبدالرحمن هي راجعة له عشان ولدها.. والرجّال مايعيبه شيء.. رجّال كداد ومصلي وغير كذا مالنا طريقة عليه..



حينها هتف أبو عبدالرحمن بغضب: وش مايعيبه شيء؟؟


والله ثم والله كلام(ن) أقوله عندش وعند غيرش وقدام عبدالله إنه لازيد يزعل بنتي وإلا يحزنها..


إنه ماعاد يرضيني إلا دمه.. وخلني أيتم حسن صدق..







***************************************






" مابغيت يأمك تجيني


من يوم راحوا هلك وأنا أترجاك كل يوم تتغدى عندي وإلا تتعشى"



علي بابتسامة ودودة: والله العظيم مشغول.. مابين شغلي وأنتي عارفة أنه شغلي ماله مواعيد


وبين شغل الوالد اللي ماني بفاهم فيه شيء بس أروح أرتز عشان يشوفوني



عفراء تربت على فخذه وتهمس بحنان: زين تاكل عدل؟؟ تتريق ؟؟ تغدى؟؟ تعشى؟؟


مهوب باين عليك أنك تاكل زين



علي يبتسم: والله العظيم أكل.. وكل شيء تمام.. وتوني الحين متعشي وجايش..


ثم أردف بمودة: ها عسى مزون طمنتش على جميلة؟؟



حينها أشرق وجه عفراء بسعادة شفافة: الحمدلله جميلة ومزون كل شوي يكلموني


وجميلة تحسنت حالها كثير..



غصة غريبة تصاعدت في روحه مع ذكرى مازالت طرية في ذاكرته الفتية يحاول تناسيها ليمضي..


مطلقا ليست ذكرى عشق ولا حبيب لم يُنل.. ولكن ذكرى خذلان مرة من أقرب الناس..


ممن أختارت عليه ما لا تعرفه.. وغصة أكبر ممن سمح لها بالاختيار..


ليفتح في روحه أبوابا مزدهرة لمرارة اعشوشبت حتى أقصاها..



ابتسم ابتسامته الصافية التي لا يعرف سواها: مبسوط عشانش ياخالتي..


ما أبيش تحاتين وأنتي حامل وتعبانة..


ثم أردف بمودة: عسى عمي بس ما يزعلش في شيء؟؟




"ياذا العم اللي حاطين دوبكم دوبه!!


أنت وأخيك لو تطلعون من بيني وبين مرتي كان الدنيا عامرة!!"



علي يقف ليقبل أنف عمه الذي دخل عليهم للتو وهو يهمس بعبارته المرحة


ويرد عليه بمرح: مهوب كفاية أنك خذت أمنا.. عادك مستكثر نسأل عن فعايلك فيها؟؟



منصور بفخامة: خالتك فوق رأسي ازهلها..



علي ينظر لخالته ويبتسم: هاه العم صادق؟؟.. وإلا أأجر عليه عصابة يضربونه؟؟


خبرش كساب مهوب هنا وأنا مافيني حيل أناطح رجّالش..



عفراء برقة: الله لا يخليني من أبو زايد ما يقصر.. جعلكم أنتو وإياه ذخر لي.. وعمركم طويل في الطاعة..



علي بذوق: أجل اسمحوا لي أنا أنسحب.. وأخليكم بدون عزول..



منصور برفض: اقعد تعشى معي ياولد..



علي بمودة: قدام تحلف.. والله أني توني متعشي.. خلوني أترخص..


طيارة ابي ومزون بكرة الصبح بدري..


بأروح أرقد عشان أجيبهم من المطار وأنا شبعان نوم..



علي غادر بينما منصور جلس بجوار عفراء ليطوق كتفيها بذراعه ويقبل رأسها وهو يهمس بمودة:


أشلونش اليوم حبيبتي؟؟



عفراء بابتسامة: الحمدلله فديتك.. من الله في خير..


ثم أردفت بعذوبة: قوم بدل على ما أجهز لك العشا..



منصور يمسك بكفها لينهضها معه ويهتف بهدوء: ماني بمشتهي.. شربت قهوة واجدة وكلنا قدوع وفاكهة..


أبي أشوف وجهش قدامي وبس..






**************************************







"الحين أبي أعرف وش مزعلش يا مدام؟؟


مهوب أنتي اللي تقولين خلك ذوق مع الناس.. ؟!!"



كانت كاسرة تنظر لكساب الذي كان يتحدث بكل برود وهو يسترخي في جلسته بطريقة لا مبالية..



كاسرة همست ببرود أشد من بروده: ومن قال لك زعلانة؟؟



حينها مال كساب للأمام قليلا وهتف بخبث: أجل غيرانة..؟؟



كاسرة بتهكم: نعم؟؟ غيرانة؟؟ في أحلامك أغار!!


يا أستاذ تغار اللي خايفة إن رجّالها يشوف أحلى منها وتزوغ عينه!!



كساب بنبرة مقصودة: عادي.. يمكن أنا أشوفها أحلى منش..


خفي غرورش شوي لأنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع..ويمكن ذوقي جاي على الفرنسيات..



كاسرة تتجاهل ماقاله وتهمس بنبرة مدروسة: كسّاب أنا أدري أنك بيزنس مان..


وعقلي مهوب صغير عشان أزعل إذا قابلت حريم لك بيزنس معهم


لكن أنت أسلوبك كان ينرفز..


يعني المرة سلمت.. ويوم عرفت أنك في شهر العسل انحرجت وتبي تمشي


لكن أنت تمسك فيها إلا تتقهوى معنا


ما أدري هل أنت ترسل لي رسالة أنك ما تحترمني أو أشلون؟؟



كساب وقف وهو يهتف بعدم اهتمام وهو يخلع قميصه استعدادا للقيام بالتمارين:


أنا ما أبرر تصرفاتي لا لش ولا لغيرش..


وأنتي افهميها مثل ماتبين!!



كاسرة تنظر لكساب بشكل مباشر وتهمس بنبرة حازمة:


لا كساب.. لازم تبرر تصرفاتك.. لأني ماني بأي أحد.. أنا مرتك.. ولازم تحترمني في كل تصرفاتك..


ثم أردفت بنبرة مقصودة: وعلى العموم ماعليه.. طلعنا من ذا المقابلة بتاكيد للكلام اللي أنا قلته لك قبل


أنك لو بغيت.. عندك ذوق ولباقة محترفين..إلا كنت بتموت من اللباقة والذوق!!



كساب يلتفت لها ويبتسم ويهمس بذات نبرتها المقصودة وهو يتمدد أرضا للقيام بتمريناته الأثيرة:


إذا ماصرت ذوق مع رئيسة أكبر شركة عقارية في فرنسا.. مع من أكون؟؟






***********************************







"صالح ليه ماخليتني أعلم أبو عبدالرحمن يوم سأل؟؟"



صالح يلتفت لعبدالله بنصف عين: زينك وأنت هال شريطك ومخرب السالفة كلها


أول شيء قول لأبي.. لو هو تقبل السالفة.. قولها لغيره..



عبدالله يتنهد: أنا ماكنت بأقول له كل شيء.. بأقول له الحقيقة بس مهوب كلها


بس كذا خليت شكلي قدامه بايخ وكني داس جريمة..



حينها نظر صالح لعبدالله نظرة مقصودة: وليه اللي أنت سويته ماتسميه جريمة!!



عبدالله بانثيال عصبي غاضب: لا مهوب جريمة.. أنا غلطت وانغشيت..


وتعذبت بذا الغلطة عذاب ماشافه حد منكم..


فلا عاد حد منكم يمد لسانه علي.. يعني ما أسلم من الصغير ولا من الكبير


يعني لا الصغير يحترمني ولا الكبير يرحمني.. خافوا ربكم فيكم..


أخيكم أنا ماني بعدوكم ترا..



صالح بنبرة تهدئة: عبدالله الله يهداك وش فيك شبيت كذا.. ترا الكلام أخذ وعطا


وأنت عارف غلاك عندي.. والعتب على قد المحبة..



عبدالله يقف ليغادر المجلس.. ويهتف بغضب مكتوم وحزن أعمق: وانت عاتبتني وعاتبتني وعاتبتني.. تشوفوني بالع غصتي وساكت..


ماخلاكم ذا تقولون خلاص شاف ماكفاه.. إلا قلتوا مهوب حاس بغلطته خلنا نحسسه فيه..


والله العظيم أني داري إني غلطان.. وغلطان وغلطان..


صالح أنت بالذات ماعاد أقبل منك عتب لأنك شفت بعينك اللي ماحد يدري به..




"وش اللي صالح يدري به وغيره مادرى؟؟"


صوته الحازم العميق قاطع عبدالله وهو يتعكز على عصاه داخلا للمجلس..





#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 28-09-10, 07:16 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباحكم خير ياوجيه الخير


ياهلا والله وألف هلا بكل تعليق وبكل وجه جديد


ويا ألف هلا بكل الصديقات اللي اللي معي دايم مايخذلوني


الله لا يخليني منكم جميع..


أنا رحمتكم المرة اللي فاتت من هذرتي.. اليوم جمعت لكم كل الهذرة


واللي رأسه يوجعه.. يعديها وينط للبارت


.


.


اليوم عاد يوم الانتقادات العالمي


فيه مجموعة من الانتقادات قديمة وجديدة بس أنا مالحقت أرد عليها


فيه صديقات غاليين هنا.. كانوا يقولون لي لا تردين


لأنه هذي الانتقادات فردية..يعني رد واحد من ضمن ألف رد


لكن أنا حبيت أرد عشان ماحد يقول إنه أنا بس أبي أتلقى المدح والنقد لا


وأنا أرحب جدا بالنقد.. والنقد الموضوعي لمسارات القصة يدفع القصة دائما للأفضل


لكن انتقادات اليوم نقدر نسميها الانتقادات غير الموضوعية لو صح التعبير وسامحوني..


وعلى العموم كل الانتقادات والأراء على رأسي..


وأنا والله العظيم مازعلت من أي انتقاد..


لكن ما أقدر أنكر أني أتضايق لما أشوف إنه البعض ينتقد لمجرد أن يجد له شيئا ينتقده!!


تعودت مني أكون شفافة معكم.. الله لا يخليني من شفافية قلوبكم ودفاها..


.


يالله نبدأ


.



البنات اللي يقولون لا تخلين القصة ترتكز على الرومانسية وخرابيطها


لهم أقول يابنات الله يهداكم ويصلح بالكم.. خلكم موضوعين شوي


لأن اللي يقول إن القصة ترتكز على الرومانسية يكون أحادي النظرة


يعني شاف شيء واحد وترك كل الأشياء اللي عالجتها القصة.. مثل:


العلاقات بين الأب وأولاده من عدة أشكال


العلاقات بين الأخوة ومن عدة أشكال


العلاقات بين الأصدقاء ..و العلاقات مع المجتمع


الإعاقة.. والتعامل مع المعاق..


تحدي المجتمع ونتيجته..


الهروب من مواجهة المشاكل ونتيجته..


حدوث شرخ في العلاقات بين البشر لأسباب كثيرة


العقد النفسية ومعالجتها


الشك.. والغربة.. والأوجاع النفسية


مايحدث لأولادنا في الخارج


تربية الأولاد وأهميتها..


الحمية والدفاع عن الأضعف وبصور مختلفة


الشخصية المتسلطة وكيف تتعامل


وحتى العلاقات بين الأزواج تم معالجتها من زوايا مختلفة


.


ونرجع على الرومانسية.. وأتكلم عنها من ناحيتين:


أولا: أنا عمري ماجبت موقف رومانسي إلا مع زوجين ولسياق القصة وليس لمجرد الحشو


وأنا في هذا أحاول أن أقف في وجه قصص يقرونها البنات تجيب مواقف بين شباب وبنات بدون رابط شرعي..


يعني البنت بتقرأ بتقرأ ..ولو مالقت الشيء الجيد المصاغ في إطار شرعي.. ستقرأ ماعداها..


وبعدين ما أظن أني أبدا سبق لي جبت خرابيط..


يعني لا خليتهم يركضون على البحر مثل الأفلام الهندية.. ولاجبتهم يرقصون فالس مثل بعض روايات مرت علي..


.


الشيء الثاني: فن كتابة القصة كفن معروف..


علاقة الحب هي عقدة في القصة تبنى عليها أحداث..


يعني مستحيل تقولون أني جبت قصة الحب عشان أخليهم يحبون بعض والسلام..


وين المغزى؟؟ وين الهدف؟؟ كل قصة حب في الرواية وراها هدف أكبر..


ولا توجد رواية واحدة عالمية ناجحة لم تكن علاقة الحب أحد مرتكزاتها


رواية (شفرة دافنشي) التي اجتاحت العالم تتحدث عن ألغاز وفك شفرات وأسرار مع ذلك تجدين فيها قصة حب..


أروع واعظم وأرقى روايات العالم قامت على قصص حب.. جين إير.. مرتفعات وذرنج.. ذهب مع الريح..


بتقولون ماذكرتي روايات عربية.. هذولا أجانب.. دينهم غير.. بأقول خلوا الطابق مستور


لأن الروايات العربية الشهيرة الناجحة قامت على ماهو أكثر من الحب إحراجا!!


ولكن لأقل لكم الروايات التي عرّبها كتاب ملتزمون مثل المنفلوطي..


قامت على أساس حب عميق عاصف جدا.. مثل مجدولين.. والشاعر..


.


.


البعض الآخر من الانتقادات خلوني سبب لكثير من المشاكل


باقي يحملوني مشكلة الاقتصاد العالمي وأني السبب في انهيار البورصة


يعني هناك من تقول أني أخذ ذنب من يقرأ وأضيع وقتهم


هل بارت لا تتجاوز مدة قراءته نصف ساعة كل يومين أو حتى كل يوم هو ما اضاع الوقت؟؟


إن كان هناك من يضيع وقته فهو أنا.. ومع ذلك لا أقول أني أضيع وقتي


لأني أعرف كيف أقسم وقتي تماما.. لم أقصر ولله الحمد لا في حق ربي ولا في حق بيتي ولا أسرتي


ولكن يبقى هناك وقت خاص بك.. تحتاجين إلى تقضيته في شيء أنتي تحبينه


أنا أحب أكتب.. وهناك من يحب أن يقرأ


وأنا ولله الحمد لا أكتب ما أخجل به ولا ما اشعر أنه قد يضر سواي


لأن الإنسان مسؤول من ربه فيما أضاع فيه وقته


وكل واحدة منكم كذلك هي مسؤولة عن الوقت التي تقضيه في أي شيء



يعني بنات بعيد عن قضية هذا الانتقاد لو تكلمنا في قضية عامة


إنه أحيانا يكون من الأسهل علينا نلوم غيرنا على أخطائنا نحن


بدل مانواجه الخطأ ونحله.. فالخطأ عندها يجر لخطأ..


يعني شابة تُغرق نفسها في قراءة الروايات لدرجة أنها تهمل دراستها أو مسؤولياتها


هل من المنطق أن تتهم من يكتبون أنهم السبب؟!!


الإنسان لابد أن يعرف كيف يفصل بين هواياته وواجباته.. الهوايات عُرفت أنها لوقت الفراغ فقط!!


والقراءة فعلا غذاء للروح ولكن في وقتها المناسب!!


وأنا أحمدالله أن ماكتبته وصل لأرواحكم وكانت نتيجته هذا الحب العميق الذي تغمرونني فيه


والذي اعتبر أنه أكبر نعمة أعادها الله علي من الكتابة..


.


.


ومن هنا أنتقل لمن حتى انتقدت أني صورت الزواج بصورة جميلة..


وأني أخدع البنات بذلك لأن الزواج كثير من المسؤوليات..


تـخـيـلـوا!!


هنا أقول اتقوا الله فعلا... هل مثل هذا الكلام يُقال؟؟


هذا الزواج قال عنه الله عز وجل أنه سكن لروح الإنسان..


(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)


أم أنكِ ستتعدين على الذات الآلهية وتقولين إنه كلام غير صحيح؟؟


تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..


ولا أعتقد أنه حتى الطفلة التي عمرها 10 سنوات تجهل أن الزواج هو كثير من المسؤوليات..


فالبنات لا يتلقون معلوماتهم مني.. ولست مصدر المعلومات الوحيد في العالم!!


فالبنات اليوم يعلمون أكثر مما تتخيلون بكثير..


فهل كان من الأفضل أن أكتب لهم عن علاقات غير مشروعة؟؟


لأن الزواج كله مسؤوليات وانا أخدعهم حين أصوره بصورة جميلة!!!!!!!!!!


يا نبضات القلب.. هكذا الزواج يجب أن يكون في صورته الطبيعية.. تآلف أرواح تسكن لبعضها


لكن ماتسمعونه من المشاكل الكثيرة هو خارج عن الفطرة


لأن الناس هم من خرجوا عن الفطرة السوية!!


اللهم أحينا على فطرتك وأمتنا عليهم..


.


يابنات الله لا يحرمني منكم.. انتقاداتكم كلها على رأسي وفوق رأسي بعد..


بس خلكم موضوعين.. لأن انتقاد بدون موضوعية معناه بهتان وتجريح..


.


.


تدرون يا نبضات القلب


الرواية عمل فني معقد مهوب بسيط أبد..


وأنا سعيدة جدا إن اللي كتبته يقرونه قراء من مختلف الأطياف


أنا أعرف إنه حتى الجدات يقرون لي<= الله لا يحرمنا من جداتنا..


وأنه الشباب والبنات يقرون لي..


وأعرف بعد ومن زمان.. تحديدا من قبل أكثر من سنة.. إنه قصصي حضيت بإشادة أكاديمية في دراسات جامعية..


وأعرف بعد إنه فيه اللي مايقرأ لي أبد.. أو حتى مايعجبه كتاباتي وهذي حرية شخصية


ورأيكم على الرأس والعين


أنا ماصادرت أرائكم.. أحترم حريتكم الشخصية..


فياليت على الأقل تحترمون عقليتي..لأنه البعض يحاول تسطيح أفكاري أو إظهارها كأنها غير منطقية!!


يابنات هذي قصة لازم تختلف عن الواقع شوي عشان تكون جذابة


لأنها لو طابقت الواقع تماما سقطت في سجن الملل والجمود


لكن في نفس الوقت لازم إنه نظل نرتبط بخيط الواقع


وهذه معادلة صعبة يصعب المحافظة عليها.. كما لو أنك تمشي على حافة سكين


ومع ذلك أحاول الموازنة قدر جهدي والمحافظة عليها..


وأنا أحاول جهدي بأقصى طاقته.. واتعب فوق ما تتخيلون في صياغة القصة


إن أحسنت فمن الله وتوفيقه.. وإن أخطأت فمن نفسي


وهذا عمل إنساني نقصه أكثر من كماله كأي عمل إنساني


.


.


نرجع للقصة بعد ماصدعتكم بالهذرة <== ماصدقت تهذر.. فتحت حلقها ماسكته


غموض كساب <== مقصود ولن ينجلي قريبا.. خلكم تفكرون شوي!!


حتى البعض لاحظ إن كاسرة أجيب هي بشنو تفكر لكن كساب لا


بعد أقول مقصود.. وأنتظروا شوي.. الله لا يخليني منكم ومن دقة ملاحظتكم..


يمكن تكون البارتات الجاية حضور جوزا وعبدالله أكثر


لأن قصتهم معقدة أكثر ليس إلا.. وتحتاج معالجة أعمق وإلا فأنها ستكون تعاني من نقص في المعالجة


وبعدين أنا ما أحب أشعللها على كل الجبهات.. لأنه كذا بتضيع خيوط القصة وبيصير فيه نقص في المعالجة


كل الشخصيات بتأخذ حقها وبالكامل


بس مهلكم علي..


يعني أنا لا أركز حضور شخصية لمجرد أني أحبها.. لأنه لو على الشخصيات المقربة لي..


فهي مازالت بعيدة عن الظهور المنتظر!!


.


وإن شاء الله إن قدرت .. فيه بارت إضافي صغنون هدية لكم خلال هذا الأسبوع أو في نهايته..


حسب التساهيل إذا الله قدرني وخلصته..


وبنخلي وقته مفاجأة لكم..


.


بالنسبة للبارتات كلها حتى آخر بارت موجود في الصفحة الأولى


أحيانا أنا أضعه وأكثر الأحيان يتكرمون علي مشرفاتنا الغوالي بوضعه


ولكن مايحدث أنه تكون هناك أحيانا ردود مخالفة قبل البارت مثل ننتظر وما إلى ذلك


وأنا أعلم أنها سُتحذف..فإن وجدت مثل هذه الردود


أنتظر حتى يحذفها المشرفات لأنه بعد أن تحذف يتغير مكان البارت


ثم بعد ذلك أضع الرابط إن لم يكن مشرفاتنا العزيزات وضعوه


وغالبا أجدهم تكرموا علي بذلك <== الله لا يخليني منهم ولا من نفعتهم وخالص شكري لهم..


لجهدهم الواضح الدائم في الارتقاء بالقسم للأفضل..


.


فيه من سألت عن معنى عفسها بمعنى حاسها.. عفسة=حوسة..


.


أما الحلوة اللس سألت لو تحولت الرواية مسلسل


أقول لها عاد سامحيني لو ماقدرت أجاوب


لأني أساسا ما أشوف التلفزيزن من أكثر من سنة ونصف


أشوف الاخبار وبس


عقبالكم...


.


وقبل البارت أبي أشكر روح التفائل على إهدائها الجميل المبدع لبين الأمس واليوم


ألف شكر يا عذبة..


.


.


ويالله وأخيرا مع البارت الجديد


الرابع والأربعون


وطبعا ظهور خالاتنا نورة وسلطانة على الساحة أخيرا!!


.


قراءة ممتعة مقدما


وموعدنا الجاي الخميس..الساعة 8 صباحا


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.






بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والأربعون






عبدالله وصالح كلاهما التفتا مذهولين لناحية الباب..


بينما أبو صالح تقدم بخطوات ثابتة وهو يوجه نظرات مباشرة لعبدالله


ويهتف بنبرة صريحة مباشرة شديدة الحزم: ها ياعبدالله.. وش عندك؟؟..



عبدالله حينها تبادل النظرات المبهوتة مع صالح ..


فالإيمان بضرورة عمل الشيء مختلف تماما عن عمله على أرض الحقيقة!!


فرغم إيمان عبدالله بضرورة إخبار والده بالحقيقة..


ولكن حينما حانت اللحظة هاهو يجد الأمر غاية في الصعوبة..


كيف يخبره؟؟ كيف؟؟


ليس لديه أي توقعات حول ردة فعل والده.. ولكن أكثر مايخشاه أن يبعده والده عن حضن عائلته..


لن يحتمل مطلقا العودة للوحدة والألم واللوعة والقهر/المسميات والمشاعر التي عايشها طيلة السنوات الماضية حتى تشرّب بها!!



أبو صالح بنبرة غضب عالية صاخبة: عبدالله !!



عبدالله انتفض بعنف: لبيه يبه..


ثم أردف باختناق وهو عاجز عن ابتلاع ريقه.. ليس جزعا ولا خوفا..


ولكن هيبة واحتراما لمقام هذا الشيخ الذي أرهقته السنون..


خوفا عليه وليس خوفا منه: اقعد يبه جعلني فداك وأقول لك..



أبو صالح جلس على أقرب مقعد وهتف بحزم: وهذا أنا قعدت..


وش العلوم اللي في بطنك.. واللي لين الحين ماعلمتني فيها؟؟


مع أنه كان لازم(ن) عليك إنك تجيني أول ماطبيت الدوحة وتعلمني بكل شيء


لكن أنت ضيعت السنع أول وتالي..



عبدالله شد له نفسا عميقا.. ليبدأ حكايته مترددا مشوشا خجلا..


كان في بداية الحكاية يسترق النظر لوجه والده.. ليراقب تعابير وجهه..


ولكنه بعد ذلك بدأ يغرق رويدا رويدا في وجعه وهو ينزف الحكاية التي يستعيدها جمرات تحرق جوفه وتكوي مشاعره..


حكى له كل شيء من البداية.. لم يزد ولم ينقص.. حكى الحكاية كاملة..


استعاد وجيعته كلها.. غرق في وجع الحكاية حتى أذنيه..


امتلئت روحه حتى أقصاها بقيح الوجع حتى ماعاد قادرا على مجرد بصقه!!


ومع وصوله للنهاية وهو يستعيد مشهد فقدان صغيره..


كان صوته يرتعش وهو يمسح دمعات خائنة تسربت من روحه عبر عينيه..


فهو طيلة الأيام التي مضت كان يحاول السلوى والانشغال بأهله عن كل شيء


فإذا الفجيعة تعود لتتجسد بألمها حادا مرا غائرا ..غاص في روحه حتى أطراف نهاياتها المكلومة..


هاهو يقف أمام والده ليخبره كيف فقد كلاهما ابنه !!



حينما انتهى.. صمت..


لم ينظر حتى لوالده.. لم ينتظر ردة فعله.. فهو الآن في عالم خاص من وجيعة لا حدود لها..


مهما كان ماسيقوله له والده.. فهو لن يؤثر فيه في هذه اللحظات.. كما لو أنك تحاول ملء دلو ممتلئ أساسا..


كل ما سيحدث.. أن ما تسكبه فيه.. سيفيض خارجه!!..



أبو صالح وقف وهو يحاول جاهدا ألا تخذله قدميه...


لم يعلق هو أيضا..لم يقل كلمة واحدة!!


وإنما انسحب من المجلس تاركا ولديه فيه


وصالح يربت على كتف عبدالله الذي كان وجهه محتقنا بشدة!!


وكأنه يوشك على الانفجار بالبكاء !!..


أو البدء بالتقيء!!







***************************************







" الله يهداج جميلة ليه هالدموع كلها؟


مايصير تصيحين جذيه.. مو زين لج !! "



لم تجبه وهي مستمرة في ذات وتيرة البكاء المستمرة من أكثر من ساعتين


منذ غادرتها مزون ووالدها..



جلس جوارها على الأريكة وهو يربت على رأسها بحنان:


جميلة بس.. تبين نطلع مكان؟؟


نطلع نتعشى برا!!



جميلة انفجرت باكية بصوت أعلى: خليفة واللي يخليك.. خلني بحالي


أنا حاسة كني باموت.. وأنت تقول نطلع نتعشى برا !!



خليفة بنبرة مساندة: جميلة هذا أنا عندج.. وإن شاء الله مو مطولين..


كلها كم شهر بتمر هوا .. ونرد الدوحة..



جميلة دفنت وجهها بين ركبتيها وهي تشهق: أنا متى عرفتك خليفة؟؟


ما لي حتى شهرين..


لكن مزون وعمي زايد فتحت عيني على الدنيا لقيتهم قدامي..



حينها وقف خليفة ليمشي متجها للنافذة ويهتف بحزم أخفى خلفه ألمه الشفاف وهو ينظر عبرها للخارج:


جميلة وأنا ماطلبت منج تعتبريني مثلهم..


لكن تقدرين تعتبريني تصبيرة.. لو عجبتج التسمية..


لأنه مافيه حد معج هني غيري..


ملزومة تتقبليني.. أو ابجي مثل ماتبين..





.


.


.




في الطائرة التي حلقت قبل دقائق..



زايد يلتفت لمزون ويربت على كفها بحنو: يأبيش وش فيش مكتمة من يوم طلعنا من عند جميلة؟؟



مزون بحزن: جميلة كاسرة خاطري يبه... بكت لين الله شاف لها.. ماتت من البكا..


حاسة فيها والله العظيم...



زايد بابوية حانية: ولا يهمش يأبيش.. ولا تتضايقين..


وعد علي كل كم أسبوع أخذش يومين تزورينها


ولا يصير في خاطرش شيء يالغالية..



مزون بلهفة: صدق يبه!! صدق؟؟



زايد يحتضن كفها بكل حنان: ومتى أبيش قال ولا فعل؟!!







****************************************






"أبو عبدالرحمن!! "



التفت لها أبو عبدالرحمن وهتف بهدوء ساكن يختلف عن مشاعره الثائرة هذا المساء:


نعم.. وش تبين؟؟



أم عبدالرحمن بخفوت: أم صالح تقول تبي تسوي عشاء للنسوان ليلة الخميس أما في بيتنا أو في بيتهم


وأنا أبيه في بيتنا.. أبي أسوي لجوزا عشاء كبير.. واعزم النسوان.. مايصير تروح لبيت رجّالها كذا ماحد درا بها..



أبو عبدالرحمن بسكون: لا تخلين أم صالح تجيب شيء.. أنتو اللي سووا لعشا والترتيب ولا يهمش من المصاريف..


ثم أردف بنبرة أعلى: وياويلش تخلينهم يدفعون ريال..عشا بنتي ماني بعاجز(ن) منه..



أم صالح بذات الخفوت: إن شاء الله تم.. تم..



ثم شد له نفسا عميقا وهتف بحزم: وعشا الرياجيل ذاك الليل لا تهتمين منه..بأخلي المطعم يسوي الذبايح..


والخفايف اللي معه بأجيبها من مطعم ثاني..


اهتمي ببنتش وبس..





*******************************






" وش استعداداتش لليلة الخميس؟؟"



جوزاء تنظر لشعاع ولا ترد عليها وهي تتمدد بجوار ابنها النائم وتمسح شعره وتتنهد..



شعاع بلهجة جدية: ولو تنهدتي عشرين تنهيدة.. الحين أنا الصغيرة بأعلمش..


زواجش ليلة الخميس وأمي تبي تسوي حفلة كبيرة..


وأنتي لا حجزتي شعر ولا مكياج.. ولا حتى جهزتي وش بتلبسين؟؟



جوزاء بنبرة ضيق: شعاع اعتقيني.. ترا ذا الموضوع آخر شيء أبي أتكلم فيه..


ضايقة منه ومن طاريه..



شعاع برجاء: زين يعني بتطلعين للناس مبهدلة؟؟



جوزاء بتصميم غاضب: آخر شيء بأسويه أني بأطلع للناس مبهدلة


لا تخافين بأكشخ أكثر من كل مرة كشخت في حياتي..


ثم أردفت بألم: هذا كن الكشخة تصلح ما أفسده الدهر..



شعاع بغضب: رجعنا لطير يا اللي..


تدرين جوزا لو أنتي آمنتي في داخلش بجمالش.. الناس بيشوفون ذا الجمال..


بس دامش أنتي تقللين من قدر نفسش.. وش بتكون ردة فعل الناس..



جوزاء بإرهاق: شعاع اعتقيني الليلة بس.. مقروفة منه ومن طاري زواجنا الله يأخذه..



شعاع وكأنها لم تسمع شيئا مماقالته: اشرايش تلبسين فستانش اللي خلص عند المصمم ومارحتى تجيبينه..



جوزاء بجزع: تبين ألبس فستاني اللي كان لعرسي مع امهاب؟!!..


مستحيل ألبس فستان عروس..



شعاع باهتمام: زين وش بتلبسين؟؟



جوزاء تريد أن تنتهي من الحاحها: بألبس الفستان الأحمر اللي كنت مجهزته لوصار مناسبة عقب..


خلاص شعاع فارقيني الله يرحم والديش..



شعاع بذات الإلحاح: زين نروح بكرة السوق تكملين تجهيز..


تكفين جوزا لا تعصبين.. أدري أنش متضايقة..


بس عاد لا تفشلين روحش في الناس.. وتخلين روحش مطنزة لهم..



جوزاء قفزت وهي تصرخ بغضب وترتعش: كيفي.. كيفي ..أنا المطنـزة وإلا أنتي؟!..


طول عمري وأنا مطنـزة.. وش فرقت الحين؟!!


اطلعي برا.. ارحميني خلاص.. برا..



شعاع جرجت أذيال حرجها خارجة.. بينما جوزاء عادت لموالها الذي بدأ منذ عودة عبدالله ومازال..


موال دموع لا ينتهي..


"خلني أخلص دموعي الحين.. لأني مستحيل أشمته فيني وأخليه يشوف دموعي


زين يا عبدالله زين!!


تبي ترجعني؟!!


بأرجع لك بس ذنبك على جنبك!!


وذنبي أنا بعد على جنبك"







***************************************






" خالد وش فيك متعومس؟؟"



يهتف لها بهدوء عميق: مافيني شيء.. ارقدي ياصافية.. أنا مافيني نوم..


وأنتي عادش تعبانة والسهر مهوب زين لش..



أم صالح بقلق: تبيني أرقد وأنت ذاهن!! ياكبرها عند ربي !!


قل لي وش فيك؟؟.. مهوب عوايدك السهر..



أبو صالح بعمق: مافيني شيء.. بس مافيني رقاد..


شوي وبأقوم أصلي وأقرأ قرآن لين يجيني نوم وإلا لين أصلي الفجر..


ارقدي يالغالية.. جعله نوم العافية!!



" نامي.. أريحي أعصابك التي أرهقها طول الهم!!


فماذا تريدين أن أخبرك ياصافية؟؟ بماذا أخبرك؟؟


هل أخبرك حكاية الجلاد والضحية اللذان أصبحا شخصا واحدا؟؟


هل أخبرك كيف نحر ابنك نفسه وبيده؟؟


هل أخبرك أنه طعن نفسه بسكين طعنني بها؟؟


هل أخبرك أن وجيعتي أكبر من وجيعته وفجيعته أكبر من فجيعتي؟؟


هل أخبرك أن شعر جسدي قد وقف من مجرد الوصف فكيف بمن رأى مالايوصف بالكلمات؟؟


هل أخبرك أني حزين وغاضب ومغبون؟؟


هل أخبرك أن بودي أن أصفعه ألف مرة وأن أخذه تحت جناحي وفي حضني ألف ألف مرة؟؟


هل أخبرك أن بودي أن أمزقه بالعتب والتوبيخ حتى أجعله أشلاء؟؟


وأن بودي لو أستطعت أن أحمل عنه كل حزنه ويأسه وألمه حتى يعود قلبا خاليا من الهم كما كان؟؟


فأنا شيخ أثقله الهم ولن يضيرني حمل المزيد..


فكم بقي لي من العمر المكتوب في غيب رب العالمين؟؟


لكن هو شاب صغير أثقلته الهموم وهو لم يبدأ حياته بعد!!


وأي هموم يأم صالح؟!! أي هموم؟؟ هموم لو حملها الجبل لانهار


وهو مازال صامدا أو يدعي الصمود!! "



أم صالح تمددت بعد أن وقف أبو صالح على سجادته وأطال في صلاته


قضت وقتا طويلا تراقبه وهو يصلي..


حينا يقف وحينا يصلي جالسا على مقعد حين تتخاذل قدماه..


عيناها ترقبانه حتى غفت من التعب رغم قلقها من حاله..


بينما هو حينما أنهى صلاته.. وأكثر من الدعاء بعده


وجد قدماه تقودانه إلى مكان أتعب قدميه الهرمتين الصعود له


وقضى وقتا طويلا هو يتسند على حاجز الدرج حتى وصل لغرفته بصعوبة!!



فتح الباب بخفة..


تجاوز غرفة الجلوس لغرفة النوم.. وجده يصلي


عاد ليجلس في غرفة الجلوس..


عبدالله شعر بدخول أحد.. لذا حين سلّم.. توجه ليرى من الداخل


انصدم بوجود والده صدمة كبيرة .. فهو يعلم أن والده لا يصعد الدرج مطلقا ومنذ سنوات.. منذ أجرى جراحة في ركبته..


هتف بعتب ممزوج بالاحترام والقلق العميق: يبه طالع هنا بروحك


كان كلمتني ونزلت لك..



أبو صالح أشار للمكان الخالي جواره وهو يهتف بعمق يخفي خلفه حنينا شاسعا:


تعال يأبيك.. تعال اقعد جنبي..



عبدالله شعر بالطعنة العذبة التي اخترقت قلبه مع نبرة والده الحانية وهو يقول له "يأبيك" وهو يربطه به.. ويقربه منه


شعر أن كل هذا كثير عليه.. كثير جدا!!


عبدالله انحنى على يد والده مقبلا وهو يجلس على الأرض عند قدميه..


ثم يدفن وجهه في حضن والده وهو ينتحب كطفل صغير..


ينتحب كما لم يفعل في حياته كلها.. ينتحب في حضنه كما كان ينتحب وهو طفل لا يتجاوز عمره بضع سنوات..


لم يخجل أو يتردد من سكب وجيعته ودموعه في حضن والده..


لآنه يعلم أنه الآن يستطيع أن يقول أنه عاد إلى حضن وطنه بشكل كامل!!


فعلاقته بوالده لطالما كانت فريدة ومختلفة وعميقة!!


وكم افتقد حضنه!! كم افتقده!!



أبو صالح ربت على ظهر عبدالله وهو يهتف بوجع عميق متجذر حتى أقصى روحه:


الله يواجرك يأبيك على قد صبرك..


على كثر ما أنا زعلان(ن) منك ذا الحين.. على كثر ما أنا زعلان(ن) عليك..


وبين زعلي عليك وزعلي منك.. مابقى في رأسي كون ذا الروح الطاهرة اللي راحت بدون ذنب..


كل شيء ماعاد له قيمة.. وش عاد يفيد لو تشرهت عليك.. أو زعلت عليك.. أو قلت أني ما أصدق انك تسوي ذا كله!!


شفت في حياتك اللي أكبر من شرهتي وزعلي بواجد..


الله يواجرك يابيك.. الله يواجرك!!







**********************************







" الحمدلله على سلامتكم


مابغيتوا تجون.. وأنتو مهمليني بروحي"



زايد يلتفت لعلي الجالس جواره في السيارة ويهتف بمودة: ما يخليك ربك..



بينما مزون الجالسة في الخلف هتفت باهتمام: أنت وشأخبارك.. كنت تأكل زين وإلا كالعادة ناسي الأكل؟؟..



علي يضحك: أنتي وخالتش ما تشوفوني إلا همكم على بطني..


الحمدلله زين..



زايد بحزم: زين دامك ماتبي تحكي عن الأكل.. وشأخبار الشغل..



علي يبتسم وعيناه على الطريق: الله يهداك يبه.. اللي يشوفك يقول ماتدري وش أخبار الشغل


مدير مكتبك كل خمس دقايق يتصل فيك.. العلوم عندك أكثر من عندي..



زايد يبتسم: أحب أسمع منك..



علي حينها هتف بجدية: كل اللي طلبته مني سويته مثل ما طلبت..



حينها هتف زايد بنبرة مقصودة: وعسى جازت لك شغلتنا.. ترا ما يتعارض إن الواحد يكون دبلوماسي وعنده بيزنس..



علي بضيق: يبه مالها داعي ذا السالفة.. أنا مخي مهوب مخ تجارة وعقارات..


وبعدين بين الدبلوماسية والتجارة خط رفيع من النـزاهة.. أفضل ما أقرب منه لا ينقطع..



زايد بحزم: أنا ما أغصبك على شي ماتبيه.. بس أبي يكون عندك خلفية عن كل شيء..


بكرة لا خذ ربك أمانته.. ذا الشركات وش بتسوون فيها؟؟..


تبيعونها وتخسرون مصدر خيركم..



علي بجزع: ما أشين ذا الطاري.. إلا عمرك طويل في الطاعة إن شاء الله وأنت اللي تحاضي حلالك..



زايد بنبرة مقصودة: وحلالي وحلالكم ويش؟؟



مزون تتدخل لتهدئة الجو: يا شين سوالف الشغل لا حضرت.. أنا تعبانة من السفرة وجوعانة ما كلت شيء في الطيارة


خلونا نروح البيت نتريق ونعين من الله خير..






****************************************






يجلسان على ضفاف بحيرة جنيف أو كما تُعرف أيضا ببحيرة ليمان من ناحيتها الأخرى.. ناحية مدينة لوزان..


فهذه البحيرة هي الأكبر في أوربا الغربية.. ويقع على ضفافها عدة مدن سويسرية وفرنسية..


وشكلها يشبه هلال يمتد بين الدولتين ولكن مساحتها الأكبر في سويسرا..




يرن هاتف كاسرة.. ترفع الهاتف ثم تهمس بابتسامة: كسّاب أختك مزون..



في داخله ومهما كان غضبه من شقيقته فهو يستحيل أن يقلل من قدرها أمام زوجته..


أجاب بتلقائية محترفة: تلاقينها استحت تتصل فيني.. ردي عليها وعقب عطيني أكلمها


توهم جايين اليوم الصبح من عند بنت خالتي..



كاسرة تناولت هاتفها وردت بلباقة: هلا والله..



مزون بخجل رقيق: هلا بش.. آسفة لو أزعجتكم.. بس قلت لازم أكلم أشوف أخباركم..



كاسرة بذات النبرة اللبقة: لا أزعجتينا ولا شيء.. حياش الله


والحمدلله على سلامتش


أشلون جميلة يوم جيتي منها؟؟



مزون تبتسم: الله يسلمش.. وجميلة طيبة وتحسنت واجد..



كاسرة بابتسامة رقيقة: الله يتم عليها عافيتها.. هذا كسّاب عندي بيكلمش..



حينها لم يفت ذكاء كاسرة ارتعاش صوتها وصدمتها التي حاولت إخفائها وهي تهمس: يبي يكلمني؟؟!!



كاسرة وهي تنظر لعيني كسّاب وتهمس بهدوء: إيه.. هذا هو أخذيه..



كسّاب تناول الهاتف ليضعه على أذنه ويهتف بحزم: هلا مزون.. أشلونش؟؟



مزون أجابت بارتعاش: أنا طيبة..


أنت أشلونك.. عساك مرتاح؟؟



كسّاب بذات نبرته الحازمة: الحمدلله.. تبين شيء من هنا؟؟ توصين على شيء؟؟



مزون ارتعش صوتها أكثر: لا فديتك.. أبي سلامتك بس..


ثم اردفت رغما عنها بألم شاسع: ورضاك..



كسّاب بذات النبرة الحازمة التي لا تتغير رغم أنه يشعر فعلا أن قلبه كما لو كان يُعتصر بقسوة..


فمهما يكن هذه صغيرته ومهما أنكر عليها.. فهو لا ينكر ألمه على نفسه:


سلمي لي على إبي وعلي.. وإذا تبين شيء كلمينا..



حينما انهى المكالمة أعاد لكاسرة هاتفها.. وغرق في صمت غريب.. ارتعاش صوتها لم يفارق أذنه..


لماذا يبدو كل شيء معقدا هكذا؟؟


لماذا لا يستطيع أن يقول لها أني راض عنك؟؟..


لماذا لا يستطيع على الأقل أن يقول لها:


" غلاش تراه يزيد ماينقص


ولا تظنين إني ارخصتش يوم


بس وجيعتي على قد غلاش


ومثل ماغلاش ماله حد.. وجيعتي مالها حد!!


ومهما حاولت أنسى.. غلاش يذكرني!!"



كاسرة همست بنبرة هادئة عفوية: صحيح أختك حبوبة.. وفعلا القلب ينفتح لها


بس تدري من اللي نفسي فعلا أشوفه من هلك؟؟



كساب بهدوء مشابه: من؟؟



كاسرة هزت كتفيها وابتسمت: ابيك !!



حينها ابتسم كسّاب: وش معنى؟؟!!



كاسرة بابتسامة عذبة حماسية: باموت نفسي أشوفه وأتكلم معه..


ما تتخيل وش كثر أنا معجبة فيه!!



حينها تناول كساب أناملها بين أناملها لترتعش ارتعاشها الدائم الذي لا تعرف له سببا..


بينما كان كسّاب يهتف بنبرة مقصودة: زين ولده ماله نصيب من الإعجاب؟؟



ردت عليه كاسرة بذات نبرته المقصودة: ولده له نصيب من كل شيء..


بس لو أعرف وش اللي في رأسه؟!!






*******************************************






صباح اليوم التالي




" قوم نروح للمستشفى.. عشان يشيلون جبس يدك اليسار"



كانت هذه إشارة مهاب لتميم الجالس في غرفته..


تميم أشار بعينيه لغترته على المقعد جواره... مهاب تناولها وألبسها له..



ابتسم وأشار له بمودة: خلاص هانت.. الحين تقدر تستخدم يد.. وقريب إن شاء الله تستخدم الثانية..


ثم أردف بإشارة أخرى: بأسال الدكتور اليوم لو يقدر يخفف لك جبس يدك اليمين قبل عرسك..


ويحط لك جبيرة خفيفة..



تصلب جسد تميم بعنف.. ورغما عنه مع ذكر موعد زفافه الذي بات يثير قشعريرة قرف ورفض عميقين في روحه


مع مرور الأيام أصبح يرفضها بكل مشاعرها.. ورفضه لها يتعمق ويتعمق..


حتى أصبح حاجزا صلبا يحيط بمشاعره..


والحاجز الجديد الذي أحاط بتواصله مع الآخرين مع كسر يديه جعل مشاعره تصبح أكثر تعقيدا وقوة..



هز رأسه بإشارة مموهة.. لا يُعلم أي تعبير يقصد منه... وهو يقف ليتبع مهاب إلى سيارته!!






*************************************







" تعبانة أبي أنام شوي"



كساب وهو يضع له ملابسا في حقيبته ويهتف بحزم: وين تنامين.. بنطلع الحين


السيارة تنتظرنا تحت..


جهزي ملابسش



كاسرة بإرهاق وين بنروح تونا رجعنا جنيف..



كساب يشدها بحزم: إذا وصلنا ارتاحي.. المكان أصلا قريب واجد..


بنروح مدينة فرنيه الفرنسية لاصقة في جنيف


وعقبها ديفون في فرنسا بعد.. بنأخذ في ذا الجولة تقريبا 3 أيام وعقب بنرجع لجنيف..



حينها هتفت كاسرة ببرود غاضب: زين صار لنا في لوزان يومين.. ولا حتى جبت لي طاري وين بنروح عقب


الحين تقول لي..



كساب ببرود مشابه: هذا انتي عرفتي... خلصيني..



كاسرة كان بودها أن ترفض.. كثير من تصرفاته تثير غيظها.. لا يستشيرها ولا يخبرها بأي شيء..


كان بودها أن ترفض فعلا.. ولكنها لا تضمن ردة فعله.. وهي تريد أن تنهي هذه الرحلة على خير.. وفي موعدها المحدد..


من ناحية أخرى لا تستطيع أن تنكر أنها أصبحت تستمتع كثيرا بصحبته... فهو خبير سفر من الطراز الأول..


وحين يكون مزاجه رائقا.. فهو يتدفق بحديث ممتع عميق حول كل شيء يراه..



"زين ياكسّاب.. زين.. خلنا لين نرجع الدوحة بس!!"


توجهت لتفتح حقائبها وهي تهتف ببرود: زين وعقب مانرجع لجنيف وين بنروح؟؟



كساب بنبرة عدم اهتمام: تدرين وقتها !!






*******************************************






بعد يومين آخرين




" تعال ياعريس خلني أدخنك"



هذه الليلة سعيد إلى أقصى درجات التوجس..


أحقا أصبح حلمه قريبا منه ؟!!


أحقا ستدفئ أنفاسها صدره البارد؟!!


يقرب غترته من المبخر الذي ترتفع منه رائحة العود الفاخرة والذي تحمله عالية وهي تبتسم: إلا ليش منت بلابس بشت؟؟



عبدالله بابتسامة: أي بشت الله يهداش.. خلاص راحت علي


إلا تعالي.. وش ذا الزين؟؟ لا يكونون قايلين لش بتشوفين عبدالرحمن


وإلا بتقابلينه من ورانا؟؟



عالية تبتسم: يا ليت.. أحسن من مقابل وجيهكم..


خسارة الكشخة اللي مهوب شايفها..



عبدالله يضحك وهو يشد أذنها: عيب يا بنت استحي..



عالية تدعي الألم: فك أذني.. أنت اللي قلت وعقبه تبي تعاقبني..



عبدالله صمت لدقيقة ثم هتف لعالية بعمق: عالية.. تغير شكلها؟؟



عالية بتساؤل: من؟؟


ثم أردفت بنبرة أعلى: إيه جدتي!!


بتشوفها الليلة وتعرف تغيرت وإلا لا؟



عبدالله بذات العمق: جد عالية أنا أسألش..



عالية تبتسم: شكلا ماتغيرت.. بس


ثم أردفت بسكون: بس اللي داخل الشكل تغير واجد..


ثم حاولت أن تعود للابتسام: بس يمكن أنت تلاحظ تغيير في الشكل


لأنه تدري احنا نشوفها دايم فما نلحظ التغيير


لكن أنت لك 4 سنين ماشفتها.. وأتمنى التغييرات لو شفت تغيرات تعجبك..



عبدالله يهمس في داخله بألم اشتياقه (عاجبتني على كل حال!!)






********************************************







"تدرين ترا ابتسامة صغيرة ماراح تضر


تدربي عليها قبل تنزلين للنسوان!!"



جوزاء بضيق: تدرين أنش متفرغة!!



شعاع بابتسامة: وليه ما أتفرغ.. عندنا عرس وعروس كنها قمر..



جوزاء بذات الضيق: حسن وين راح؟؟ قبل شوي كان هنا..



شعاع بتلقائية: عبدالرحمن اتصل فيني يبيه.. وخذه معه المجلس.. ريحي بالش بس..


ويالله ابتسمي..



جوزاء باختناق: أحاول والله العظيم.. بس ماني بقادرة..



شعاع هزت كتفيها وهمست بنبرة عدم اهتمام مصطنعة وهي تنظر للمرآة وتعدل تسريحة شعرها:


عادي خلش مكشرة.. شمتي خالاتي الحلوين نورة وسلطانة فيش


الثنتين مرتزين تحت.. أول حد وصل.. مجهزين عيونهم تقولين كشافات


وأكيد عقبها مجهزين ألسنتهم..


ثم أردفت وهي تغير صوتها بطرافة: شفتوا جوزا كنها في عزاء.. مادة البوز..


ياعزتي لولد أختي المزيون..



حينها تغيّر وجه جوزاء وهي تهمس بغضب: قاعدين تحت؟؟



شعاع تبتسم وهي تهز رأسها.. حينها أردفت جوزاء بحزن: وأنا بأعيش عمري وهم وراي وراي..



شعاع جلست جوارها وهي تربت على كفها وتهمس بحنان:


جوزا كلام الناس عمره مايخلص إن كان خالات رجّالش ولا غيرهم..


اعرفي أشلون توقفينهم بلباقة... وبعدين أساسا ليش تخلين لهم لسان..


أنتي خليهم يبلعون ألسنتهم في حلوقهم..



جوزا وقفت وهي تنظر لنفسها في المرآة وتهمس بمزيج من التصميم والكراهية:


وأنا ماني بعاجزة أخليهم يبلعون ألسنتهم هم وغيرهم


هذاك أول.. يوم أني أبلع غصتي وأسكت..







*****************************************






" امهاب.. منت بجاي؟؟"



مهاب يشد على هاتفه في يده ويهتف بحزم: اعذرني عبدالرحمن.. ما أقدر


أنا وصلت تميم لكم.. هذي بنت عمته.. لكن أنا أعذرني..



عبدالرحمن بتصميم: امهاب لازم الموضوع يكون عادي عندك..



مهاب بذات الحزم: بس أنا ماني بكاذب عليك وأقول لك إنه عادي


مهما كان هذي كانت زوجتي قبل أسبوعين بس..


يعني حتى شكلي بين الرياجيل مهوب زين.. مالي حاجة في الجية


جعله مبروك.. بس بعيد عني..



عبدالرحمن يتنهد: خلاص امهاب.. خلاص.. أنا عقب العشا بأجيك في مجلسك



انتهى الاتصال.. ولكن المرارة المتأصلة التي يشعر بها في روحه لم تنتهِ..


لا يلومها.. فهي تريد أن تربي ابنها بينها وبين والده...


ولكن ألم تستطع الانتظار لأشهر فقط.. وكأنها لم تصدق تخلصها منه حتى تُزف إلى غيره..


إحساس مثقل بالمرارة والمهانة يغرق روحه..


مسح وجهه وهو يهتف بعمق متألم: أعوذ بالله منك يا أبليس..


يا الله ياكريم اشرح صدري..







**********************************






" مبروك ياعريسنا"



عبدالله يلتفت لصالح ويهمس له بهدوء: الله يبارك فيك..



صالح يبتسم ويهمس له بخفوت: وش إحساسك بعد مارجعت أم حسن؟؟



عبدالله يبتسم ويهمس له بصدق: مستانس أكثر بكثير من زواجنا أول مرة..



ولكنه لم يخبره عن كم التوجس الموجود خلف السعادة البريئة


عن إحساس القلق الذي يخنق روحه..


مستعد لكل شيء من أجلها.. مستعد لأقصى الاحتمالات..


ولكنه يبقى عاشقا يريد أن يرى لمعة الحب في عيني حبيبته!!


فحتى متى ستضن عليه بهذه النظرة؟!!








***************************************






" ياويل حالي.. كل ما أشوفها أحس أني باسخن"



نجلاء تبتسم وهي تهمس في أذن شقيقتها: ماعليش قصور يالبرصاء..



سميرة تبتسم وهي تنظر لجوزاء المتألقة في فستانها الأحمر وشعرها الذي يتناثر على كتفيها في تموجات لولبية راقية..


وهي ترسم على شفتيها ابتسامة محترفة غاية في اللباقة.. ليس مبالغا بها.. ولا يبدو مطلقا أنها مصطنعة ..


بل كأنها عفوية وهي مغلفة بخجل رقيق تلقائي أو تم تمثيل التلقائية ببراعة..



سميرة تهمس بخفوت في أذن شقيقتها: يأختي وغير ذا البرص..


بأموت أبي لي جسم مثل جسمها.. شوفي رقبتها وخصرها وبس.. أخخخ..


آه ياقلبي.. مسخنة أنا من ذا الحين.. عِسّي رأسي أكيد حرارتي ألف الحين..


ثم أردفت بـ(بعيارة) : زين إنها ماوافقت على رجّالش.. والله لو رجالش شاف ذا الجسم


إن قد يتفل في عينش أنتي وتدلعاش الماسخ عليه..



نجلاء تقرص سميرة في مكان مخفي من جنبها: زين ياقليلة الحيا.. دواش عندي..



سميرة تدعك مكان القرصة وتهمس باستياء مرح: أفا يأم خويلد أنتي عارفتني برصا تبين تشوهيني قبل عرسي..



نجلاء بغيظ باسم: قومي شين علومش يالبرصا.. هذي سالفة تقولينها؟!!



سميرة تضحك بخفوت: أنا وحدة أقدر الجمال الخاص وأعرف أقيمه..


صحيح أنتي أحلى.. بس عند جسمها يروح زينش وطي..



نجلاء بذات الغيظ الباسم: سكري ذا السالفة اللي كنها وجهش..


المرة مرت حماي يالخايسة..


وبعدين أنا كنت عارفة إنها عمرها ماراح توافق على صالح..


وبعدين هو أصلا كان يخطب عشان يغيظني وبس... صالح مستحيل يتزوج علي..



سميرة ترقص حاجبيها: خلش في ذا الثقة بس.. يمكن صويلح الحين تزوج في السر من وحدة تجيب له البنت اللي هو يبي..


وأنتي منتي بفالحة تجيبينها له...



نجلاء تقرص سميرة للمرة الثانية: ياكرهي لش اليوم.. كل السوالف اللي تمغث جبتيها..



سميرة تضحك وهي تنظر لجوزاء: سامحيني ياوخيتي.. من يوم شفت ذا الشوفة وأنا مخي خبطت مكينته.. الله يهني أبو حسون بأمه..



نجلاء تغمز لسميرة: إلا أشلون خلتش أمي تجين اليوم.. لين اليوم وهي معيّة..



سميرة تبتسم: شعاع كلمتها وترجتها.. قالت لها هي مجرد حفلة والمعازيم مهوب كثيرين..



نجلاء تبتسم وتهمس بحنين: ماني مصدقة أنه ماعاد باقي على عرسش إلا 3 أسابيع..


.


.



زاوية أخرى من مجلس الحريم الواسع في بيت أبي عبدالرحمن




"هذا والله الحظ اللي يفلق الصخر..


تطلقت من طيار هي أول بخته.. عشان ترجع للمهندس اللي يطيح الطير من السما


والمشكلة مابها زود.. وش عليه ذا الهدة عليها؟؟ "



نورة تلتفت لشقيقتها الصغرى سلطانة وهي تهمس بغيظ:


كنت أبيه لمنيرة.. بس حظ الجويزي أم لسانين رده عليها أول وتالي..



سلطانة تبتسم: هذي منور متوفقة مع رجالها.. وعندها أربع عيال.. ومستانسة ومرتاحة..



نورة بتأفف: قطيعة تقطعه.. ماينزل لي من زور رجّالها ولد غرسة..



كانت نورة في أواخر الخمسينات وبينها وبين سلطانة مايقارب عشرين عاما


فسلطانة كانت في التاسعة والثلاثين وهي أصغر البنات وبينها وبين نايف 14 عاما..



قاطع أحاديثهما اقتحام عالية للحديث وهي تهمس بتقصد:


خالاتي حبيباتي.. وش ذا المساسر عليه؟؟



نورة بنبرة تحسر: وش حن بنقول... نقول مسيكين ولد أوخيتي اللي ماتوفق أول ولا تالي...


هم خلصوا النسوان.. يوم ربي أنقذه من ذا النسرة.. يعّوّد عليها..؟؟



عالية بنبرة مقصودة: جازت له أول وتالي.. ماقدر يصبر على فرقاها..



سلطانة بتأفف ساخر: وش عليه ياحظي؟؟ على زينها؟؟ وإلا على ذرابة لسانها؟؟



عالية تبتسم وهي تهمس بثقة: في عينه شيخة النسوان.. والمهم رأيه مهوب رأي غيره..



نورة بغضب: إنها عوايدش يابنت صافية طولت ذا اللسان..


الحمدلله أنش ماوافقتي على ولدي..



عالية بخفوت ساخر: والله ولدش ماله من الذنب إلا أنه ولدش..



نورة بتساؤل غاضب: وش تقولين يام لسان؟؟



عالية تبتسم: أقول سلامتش ياخالتي وحياش الله.. نورتينا..



حينها همست سلطانة بتقصد: زين دامش ماتبين نحكي عن مرت عبدالله


خل نحكي عن نايف.. أكيد أنتي اللي مطلعة في رأسه سالفة بيع البيت


أعرفش تحنين في أذنه مثل السوسة..



عالية تهز كتفيها: والله نايف رجّال وشوره في رأسه.. بس الظاهر غيري هو اللي يحن في أذنه مثل السوسة..



نورة حينها همست بنبرة مقصودة: ترا مثل منتي ماتبين حد يتدخل في أخيش


ترا حن بعد مانحب حد يتدخل في أخينا..



عالية تبتسم باصطناع: خالتي أنا ما أحب حد يتدخل في أخي ولا حتى أنا..


والمفروض نايف نفس الشيء.. ماحد يتدخل فيه ولا حتى أنتم..


نايف رجّال مستقل.. ومهوب عشانه حاشمكم لأنكم خواته العجايز تصدعونه..



نورة بغضب: عجزت عظام العدوين... روحي يا بنت فارقي


شوفي النسوان تقهوا أخير لش.. قدام أعلم أمش بطول لسانش.. تسنعش..



عالية مالت على رأس نورة تقبله قبل أن تغادر وهي تهمس بمودة:


لا تزعلين علي خالتي فديتش.. بس والله أحيان تطلعيني من طوري..



نورة بغيظ مكتوم: خلاص روحي الله يستر عليش..


ثم أردفت بعد أن غادرت عالية وهي توجه الحديث لسلطانة:


حشا وش ذا البنت.. من وين جايبة ذا اللسان كله..


هذا وأمها صافية من صغرها وهي أهدانا..




.


.



ناحية العروس..



شعاع تجلس بجوار شقيقتها وتهمس بابتسامة وهي تنظر للأمام:


ها ياعروس شاخبارش؟؟



جوزاء ترسم ابتسامة مدروسة تماما وتهمس بسكون: شوفة عينش


فرجة لخلق الله.. واللي يبي يتطنز يتطنز على كيفه!!


ومبين خالات شين الحلايا شغالين حش فيني..



شعاع تبتسم : من حرتهم.. خلهم يطبخون.. الكل أصلا يسمي عليش.. لو تسمعين تعليقات سميرة بس


كان معنوياتش ارتفعت للتوب..



جوزاء تشعر أنها لا تنتمي لهذا المكان أبدا ولا لهذه الأحاديث ومع ذلك همست بذات السكون:


ياحليلها سميرة دايما هي ونجلا رافعين معنوياتي.. الله يوفقهم وين مالقوا وجوههم..



شعاع حينها همست بتردد: ترا أمي حالفة أنش ماتروحين بحسن الليلة..



حينها تغير وجه جوزاء وهي تهمس بغضب خفيض: وش حن متفقين عليه اليوم؟؟


قلت أني باخذ ولدي معي!!



شعاع ترسم ابتسامة أوسع باصطناع: فكيها الناس انتبهوا أنش كشرتي..


يابنت الحلال بس الليلة وبكرة الصبح أمي بتجيبه لش هناك



جوزاء بتصميم: مستحيل.. مستحيل.. لا جا وقت روحتي مع الزفت تفاهمنا..






.


.



" يامش عيب.. فكي وجهش شوي"



وضحى بسكون: يمه أكثر من كذا ما أقدر والله العظيم


صحيح يمكن أنا ماكنت أبيها لامهاب..


بس خلاص صارت مرته.. ولين قبل أسبوعين كانت مرته..


ما أقدر أنسى ضيقته حتى لو دسها عنا..



مزنة بهدوء: يأمش هذي بنت عمتش ولحم ودم.. بيني أنش مبسوطة


المهم توفيقها..



وضحى بذات السكون: وأنا أقول الله يوفقها من قلبي


بس عاد أكثر من كذا ما أقدر فديت قلبش..



قاطعهما ترحيب أم عبدالرحمن بهما للمرة الثانية وهي تهمس بمودة بعد ذلك:


بشروني من كاسرة.. وش علومها..؟؟



مزنة ابتسمت بتلقائية: طيبة وبخير وبتجي عقب كم يوم إن شاء الله..



أم عبدالرحمن بذات المودة: سلموا لي عليها إذا كلمتكم..



مزنة بمودة مشابهة: إلا بأخليها تكلمش بنفسها.. هي يمكنها مستحية تكلمش بس أنا بأقول لها..







**************************************







" عبدالرحمن قول لهلي يطلعون علي!! "



عبدالرحمن يبتسم: هلك كلهم كلهم..؟؟



عبدالله يبتسم: أنت عارف قصدي.. خل أم حسن تطلع لي.. أظني العرب كلهم سروا..



عبدالله أدخل سيارته لباحة البيت.. بينما عبدالرحمن توجه للداخل ليخبر شقيقته أن تتجهز للذهاب مع عبدالله..



في أثناء وقوف عبدالله خارجا أتى إليه أبو عبدالرحمن عاقدا ناظريه..


عبدالله نزل ليوجه له أبو عبدالرحمن الحديث قائلا بحزم شديد ودون مقدمات:


اسمعني ياعبدالله.. والله ثم والله لا عاد تزعل بنتي بأدنى شيء.. ماني بسأل من الغلطان


وماعاد يرضيني شيء إلا دمك..



عبدالله يبتسم وهو يقبل رأس أبي عبدالرحمن ويهتف باحترام:


ودمي حلالك.. وإن شاء الله أنه مايصير بيننا زعل..



أبو عبدالرحمن بذات الحزم: العلم وصلك.. ولا تحسبني أقول شيء ما أقصده


اللي أنت سويته في بنتي كبير.. وأي غلطة تغلطها على بنتي بأطلع الأولي والتالي..



عبدالله بذات نبرة الاحترام الودودة: مايصير إلا اللي يرضيك..




جوزاء في الداخل..


تشعر كما لو كانت تُقاد لقبرها.. كانت تريد أن تذهب بحسن معها..


ولكن أمها حلفت ألا يذهب وخصوصا أنه نام أساسا من التعب


على أن تحضره لها في اليوم التالي..



جوزاء ارتدت عباءتها.. وخرجت مع عبدالرحمن وهي تشعر كما لو كانت تمشي على شفرات مسنونة..


قابلها والدها عند الباب .. وقفت ووقف..


نظر لها بنظرة غير مفهومة.. هل هي حنين.. أم ألم.. أم غضب؟؟


همس لها بحزم: اسمعيني زين ياجوزا.. والله لا يزعلش ولد آل ليث ولا تعلميني


إنه زعلي عليش دنيا وآخرة..



جوزاء انتفضت بجزع وهي تقبل جبينه وتهمس بذات الجزع: الله لا يجيب زعلك طال عمرك في الطاعة


ثم أردفت بسكون: وإن شاء الله مايصير زعل بيني وبين إب ولدي.. لا تحاتيني..



ثم غادرته للخارج لتقطع المسافة بين الباب الخارجي وسيارة عبدالله القريبة الواقفة في الباحة..


كما لو كانت تقطع شرايينها وعروقها بوقع خطواتها على الأرض..





#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 30-09-10, 07:04 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والأربعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح الرحمات والرضا من رب العالمين


الله لا يحرمني من مشاعركم وتفاعلكم ومحبتكم


وجمعني الله بكم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله


.


.


البنات ياحليلهم يستعجلون مزون


ويقولون أني لحد الحين ماركزت عليها


ما أعتقد فيه بارت أو بالكثير بارتين مايمر الحديث عنها وعن مشاعرها ومواقفها في الحياة


أو أن الظهور مايكون إلا لما أربطها بمهاب أوغانم ؟؟؟


فرضا إنه مزون ما انكتب لها تتزوج ولا واحد منهم


الدنيا مليانة بنات ماتزوجوا.. يعني يأما تتزوج أو يكون معناه إن مالها قصة؟؟


قصة مزون وبعيد عن وجود أي شريك لها من أعمق القصص في الرواية..


وعلى العموم العجلة شينة... :)


يا نبضات القلب هنا شوية شخصيات متشربكة تبي تفكيك.. خلونا نفكهم أول.. :)


ولكل واحد أولويته!!.. وكل واحد بياخذ دوره!!


.


ومن هنا أنط لطلب أو تعليق من أيام بعد الغياب ثم أسى الهجران والحين هنا


استعجال البعض للأحداث..يعني يقولون نبي احداث..وليه فلان ماحضر للحين؟؟


ونفس الرد كنت أرده بس هالمرة بأضرب مثال


يانبضات القلب الأحداث كلها في رأسي يعني أسهل شيء أقول وصار كذا وكذا وكذا


حتى جزء واحد ما أخذ.. وأريح رأسي


وأحيانا بعض الكاتبات لما يقعون تحت ضغط القراء والمطالبة أو التعجيل بالاحداث.. اوتعجيل شخصية معينة


يقعون في هذا الخطأ عشان يرضون القراء.. واللي يصير إن القصة تبدأ قوية وتنتهي ضعيفة


لكن أنا حقكم علي أنهي لكم الرواية مثل مابديتها..


لأنه الحدث ذاته أراه غير مهم بقدر أهمية وصول الإحساس لكم


والأحاسيس لا يمكن سلقها أبدا..


يعني مثلا أنتي تحبين المكرونة..


لكن تخيلي مكرونة مسلوقة في ماي وملح.. ومكرونة متسبكة ببهاراتها مطبوخة على مهل..


أيها ألذ.. وايها تشتهين تأكلينها مرة ثانية؟؟


.


ما أبي أطول هذرة أكثر من كذا.. لأني ياالغوالي تعبت كثير في بارت اليوم


جوزا وعبدالله استنزفوني واستنزفوا مشاعري وطاقتي!!


وأنا يوم أتعب أحب أسكت وأخليكم أنتم تستمعون بالقراءة


.


البارت الخامس والاربعون


.


قراءة ممتعة مقدمة مقدما


.


وفيه بارت صغنون بينزل بين بارت اليوم وبارت الأحد إن شاء الله


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.





بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والأربعون





في سيارته في الخارج..


تغتاله مشاعر أشبه بأعصار.. يؤمن أنه لم يُخلق عاشق مثله


قد يكون هذا العشق عقوبة له على كل مافعله..


ولكنه ختاما عاشق متيم..


هل هناك من هو مثله؟؟..



شهران قضاها معها.. أصبحت ذكراها فيها حلما أدفئ سنوات الصقيع بعدها..


وخلال كل هذه الأيام لم تغب مطلقا عن باله..


كل شيء يذكره بها رغم أنه لم ينساها حتى يحتاج لما يذكره!!..


رائحة الورد.. وملمس الحرير.. ومرور النسيم..


كل شيء عذب حمل له بعضا من طيفها ليشعر أن قلبه يُعتصر شوقا لها..


كان يحلم أنه سيعود يوما.. مجرد حلم باهت ولكنه كان يميته شيئا فشيئا..


حلم أنه سيعود ليحتضنها بين جوانحه..


أنه سيحتويها بين أضلاعه الذائبة ولعا واشتياقا..


أنه سيعود ليتنفس أنفاسها من قرب لتسكن روحه التي أثقلها الارتحال..


كان ينهر أحلامه.. ولكن الأحلام أبت أن تنتهر..


فهل كانت الأحلام تعلم أنها ستعود لتصبح حقيقة؟؟


هل كانت الأحلام تنبئه أن قلبه سيعود بين جنبيه بعد أن اُنتزع منه بكل قسوة؟؟


ماعاد حتى يحتمل الدقائق التي تفصله عنها..


ماعاد يحتمل بعدها عنه!!




هــي.. تخطو خطوات أشبه بالموت.. لم تصدق أنه اتنتهى من حياتها وأنه ستبدأ حياة جديدة ..


حتى يعود كشبح مرعب قفز من عالم الأموات ليفسد حياة الأحياء..


تتمنى لو تستطيع أن تتراجع الآن وهي تراه ينزل من سيارته ليفتح لها الباب


وهي تراه بهذا القرب منها بينما هي تتمنى أن يكون المخلوق الأبعد عنها..


يستحضر خيالها كل ذكرياتها المريرة معه وبسببه.. وكراهيتها له تتجسد وتتجسد..


تنظر له وهو يقف باسما بينما هي تتمنى لو تمزق ابتسامته الكريهة..


هل هو سعيد لهذه الدرجة أنه سيعود لأسرها؟!!



" لا تكن سعيدا لهذه الدرجة ياهذا.. لأنك أيضا ستكون أسيري


بقدر ما أنا تعيسة سأجعلك تعيسا


بقدر ماعانيت السنوات الماضية سأجعلك تعاني في سنواتك القادمة


ابتسم.. ابتسم الآن


فأنت لا تعلم ما الذي ينتظرك


تمتع بابتسامتك الجميلة البغيضة..فقد تكون هذه من مراتك الأخيرة التي تبتسم فيها"



عبدالله فتح الباب ووقف قريبا منه.. وهو يشعر أن قلبه سيقفز من بين جنبيه


يشعر أنه يؤلمه فعلا لفرط مايشعر من ضغط مشاعره العميقة..



جوزاء وصلت له فعلا لتتحاشى النظر له بشكل مباشر بينما عبدالرحمن يقبل رأسها ثم يهتف لعبدالله بمودة حازمة:


الله الله في أم حسن يأبو حسن..



عبدالله هتف بعمق وهو ينظر ناحيتها..فعيناه عاجزة عن مفارقتها:


ازهلها.. في عيوني!!



جوزاء ركبت وهي تشعر كما لو أن قدميها تخونانها وتتهاويان..


عبدالله ركب مكان السائق ثم التفت لها بتساؤل: وين حسن؟؟



جوزاء أجابته بسكون: نايم.. وأمي حلفت ما أخذه..



حينها ابتسم: لو عارف إن حسون مهوب رايح معنا كنت حجزت لنا في أوتيل..



جوزاء بنبرة ميتة: وش تفرق؟؟ كله واحد..



هتف بذات النبرة المبتسمة وهو يحرك سيارته: تغيير ليس إلا..



كان ينظر ليديها المعقودين في حجرها ويتمنى لو يمد يده ليحضنها بين أنامله ويلثم أطرافها..


يشعر أنه يحترق حد الترمد من رغبته في ضم أناملها قريبا من صدره..


ولكنه كتم رغبته في ذاته.. فهو لا يضمن ردة فعلها وهما في الشارع..



بقيت ساكنة تماما طوال الطريق لبيته غير البعيد.. بينما هو كان يحلق من إحساسه بقربها منه.. يحلق..


حين وصلا.. نزل ليفتح لها الباب..


كانت أغراضها كلها قد أصبحت في الأعلى بعد أن أرسلتها شعاع ورتبتها عالية..



قد تكون لم تقاطع هذا البيت.. فهي كانت تزور أم صالح من وقت لآخر


وفي كل مرة تدخل هذا البيت تشعر بضيق عميق يُطبق على أنفاسها..


ولكن لا شيء يشبه إحساس الاختناق القاهر الذي تشعر به الآن وهي تخطو خطوات مترنحة للداخل..


تشعر أن قدميها تأبيان التحرك.. وكأنهما يخبرانها أن تهرب..


وقفت وهي تتسند على الباب..


همس لها عبدالله بقلق: جوزا أشفيش؟؟



همست بنبرة كراهية صافية: مافيني شيء..



كانت تشعر بخجل عميق أن تقابل أي أحد في الداخل.. ولكن المكان كان خاليا تماما


كما لو أنهما تقصدا إخلاء الطريق لهما حتى لا يحرجاهما..


خطت خطوتين ثم عادت للترنح..


هتف لها بقلق أعمق: أشلش؟؟



فهتفت بجزع: نعم؟؟ لا لا.. بأطلع بروحي..



كان يبدو تماما أنها عاجزة عن الصعود.. وقدماها ترفضان التحرك لذات المكان الذي نُحرت فيه روحها المرة الأولى..



حينها هتف لها بحزم: خلاص بأسندش بس..


قالها دون أن ينتظر ردا منها وهو يحيط خصرها بذراعه ويمسك بها بقوة..


وشتان بين إحساسه وإحساسها..


في الوقت الذي ارتعشت بعنف وهي تحاول دفع يده و تشعر أن ذراعه سلسلة من نار أحرقت خصرها..


كان هو يشعر بتأثر عميق وهو يشعر بنعومة جسدها المرتعش ملاصقا لذراعه


هتف لها بحزم لطيف: جوزا الله يهداش بأسندش بس..



همست له بحزم ممزوج بالكراهية: لا تلمسني.. بأطلع بروحي..


قالتها وهي تتسند على أول حاجز الدرج وتبدأ الصعود..


بدا شكلها مثيرا للشفقة فعلا وهي تحاول الصعود بينما قدماها كأنهما صخرتان تأبيان التحرك..



حينها تفاجأت بنفسها محمولة بين ذراعيه..


كادت تبكي وذكرى مريرة لحمله لها قبل سفره بليلة تعود لذكراها..


همست بمرارة: نزلني عبدالله.. عيب عليك.. لا تفشلني في هلك..



هتف بحزم وهو يصعد الدرجات بسرعة: لو بأقعد أنتظرش لين تطلعين بروحش بنقعد لين بكرة الصبح..


وأنا متأكد إنه مافيه حد من هلي على طريقنا..



هتفت بذات المرارة ولكن بعمق أكبر: أكرهك أكرهك..



شعر حينها بما يشبه طعنة سكين تخترق قلبه بوحشية.. يعلم أنها تكرهه وأخبرته بذلك سابقا..


لكن أن تخبره وهما في ذات الوضع..


يحملها قريبا من قلبه وبين ذراعيه.. وهي تصفعه بكراهيته هكذا !!..



وصل غرفته ليهمس لها بحزم: عادي.. اكرهيني اليوم وبتحبيني بكرة..



همست بذات المرارة: مستحيل أحبك يوم..



فتح الباب.. لينزلها على الأريكة ويهتف بذات الحزم: بتحبيني غصباً عنش..



جوزاء اعتدلت جالسة على الأريكة وهي تغرق في صمت غريب.. بينما عبدالله هتف لها ببرود:


ترا نقابش عاده عليش.. تبين ترقدين فيه؟؟



أزالت نقابها وشيلتها بحركة واحدة.. لتصيب قلب المتيم في مقتل..


اشتاق لكل تفصيل صغير من تفاصيلها..


أهداب عينيها.. انحناء أنفها.. استدارة شفتيها.. كل شيء فيها!!



بينما استمرت هي في الصمت وهي تنظر لكفيها.. كان هو يسبر بولع كل ملامحها التي أضناه الاشتياق لها..


جلس جوارها لتنتفض وهي تحاول الوقوف لتبتعد عنه..


ولكنه لم يسمح لها وهو يشدها لجواره..


ثم وهو يديرها لناحيته ممسكا بعضديها وينظر لوجهها من قرب.. همست بنبرة كراهية مصفاة:


فكني.. خلني أقوم..



همس لها بعمق خافت: أفكش؟؟ ماصدقت أشوفش قدامي وتبين أفكش؟؟


أفك روحي تبعد عني؟؟


أفك قلبي وأخليه يروح بعيد مني؟؟



همست بسخرية مرة: وكذاب بعد؟!!



همس بمرارة عميقة: كذاب؟؟ أنا لو كذبت في أي شيء ما أقدر أكذب في حبش اللي خالط لحمي..



حينها انتفضت بغضب من أكاذيبه التي أثارت قرفها.. والتي لو كانت صدقا فهي أثارت قرفها أكثر وأكثر!!


حاولت القيام وهي تهمس بقرف: فكني.. أقرفتني بكلامك.. وكلك على بعضك تقرفني!!



همس بعمق خافت وهو مازال يمسك بها من عضديها بقوة: قلت لش ماني بفاكش..


أبي أشبع من شوفة وجهش قدامي.. أنا لحد الحين أحسب أني أحلم


خليني أتأكد إنش قدامي حقيقة..



قالها وهو يمد يده لوجهها بينما مازال يمسك عضدها بيده الأخرى..


مد يده وهو يتحسس تفاصيل وجهها ويده ترتعش لفرط انفعاله..


يشعر أن أنامله ستزهر من مجرد ملامسة ربيع وجهها..


تأخرت هي بعنف وهي تهمس بذات كراهيتها المصفاة: لا تقرب مني..



وهمس لها بذات عمقه الخافت الموجوع: ما أقرب؟؟ لو أقدر دخلتش بين ضلوعي..



قالها وهو يشدها فعلا بين أحضانه ويحتضنها بكل قوته..


انتفضت بجزع وهي تشعر برائحة عطره المركز الثمين تخترق صدرها..


عادت لها ذكرياتها المريرة معه حينما تشتم نفسها ويخيل لها أن رائحتها تزداد عفونة..


بدأت تلكم صدره بقوة بينما هو لم يشعر بالألم المتصاعد في صدره..


كل ماكان يشعر به هو نعومة جسدها بين ذراعيه..


رائحتها العذبة تعطر أنفاسه الداخلة إلى صدره..


روحها التي أسكنت روحه المهاجرة القلقة وكأنه يؤوب من منفاه..


وكأن العالم كله يسكن بين أحضانه ولا يريد مزيدا..


إذا كان العالم كله بين يديك.. فأي مزيد تريد؟؟



تبعد نفسها عنه بقوة ولكن دون جدوى.. فذراعيه احاطتا بها ككماشة حديدية..


عاجزة عن التنفس وهي تختنق في أحضانه.. آخر مكان تتمنى أن تكون فيه..


مستعدة أن تكون في ساحة معركة حقيقية والحرب دائرة حولها..


مستعدة أن تكون مسجونة في قبو تحت الأرض لا ترى الشمس ولا النور..


مستعدة أن تكون في صحراء خالية بدون زاد ولا ماء وفي منتصف ظهيرة عز الصيف..


مستعدة أن تكون في كل هذه الأمكنة ولا تكون هنا.. بين ذراعيه..



همست من بين أسنانها: عبدالله فكني.. فكني.. فكني..



ولكنه لم يكن يسمعها فهو كان يحلق في عالم آخر مختلف عن عالم كراهيتها


عالم حبه اللا محدود لها..


بدأت تصرخ بصوت مكتوم أن يفلتها.. لكنه لا يستجيب..


حين يأست أنه قد يفلتها.. غرزت أسنانها في كتفه..


وعضته بكل قوتها..



حينها أفلتها فجأة وهو يمسك بكتفه ويبتسم: يمه.. قطوة منتي بآدمية..



كانت أنفاسها تعلو وتهبط..وجهها محمر.. كانت توشك على البكاء


ولكنها وعدت نفسها أنها لن تبكي ابدا أمامه..


قفزت بعيدا عنه وهي تعدل شعرها الذي تشعث وتهمس بغضب عميق:


ماتفهم أنت.. قلت لك لا تقرب مني..



عبدالله يهز كتفيه ويهتف ببرود: وأنا قلت لش بأقرب وأقرب وأقرب..


أشلون يعني بتحرميني من حقوقي عليش..



جوزاء بذات الغضب: عشت معك شهرين وأنت متنازل عنها..


وش اللي تغير؟؟..



عبدالله بذات البرود: والله هذاك زمن وهذا زمن..


أنا ماني بجابرش على شيء.. بس إذا تبين تباتين والملايكة تلعنش.. هذا شيء راجع لش..



جوزاء انتفضت بجزع خوفا من غضب الله عليها.. شدت لها نفسا عميقا وهي تخلع عباءتها وتهمس بغيظ من بين أسنانها:


عطني بس فرصة أبلعك.. أنا ماني بطايقك.. ماني بطايقك..


اتق الله فيني..ماتنجبر روح على روح..



كانت تنتفض غضبا وغيظا.. بينما كان هو في عالمه الخاص لا يغادره وهو ينظر لصورتها المكتملة..


تشتعل مشاعره وهو يراها كشعلة نار متألقة في رداءها الأحمر..


حسن لا مثيل له في ناظريه هو!!


يتسائل تساؤله الأبدي : (هل هناك عاشق مثله في هذا العالم؟!


تصفعه بكراهيتها بينما هو غارق في هواها حتى مافوق أذنيه بالآف الكيلومترات!!)



مع ذلك هتف لها بذات البرود: أمممممم.. ماتنجبر روح على روح!!


زين.. أنتي كنتي عارفة ذا الشيء قبل ماتوافقين علي!!



حينها همست بتقصد وهي تبتعد وتستند وهي واقفة على طرف المقعد:


ليه أنت ظنك إن حن زوجين طبيعين بيعيشون حياة طبيعية؟!!



حينها هتف بنبرة سخرية: لا متزوجين عشان حضرتش تطلعين كل عقدش فيني


حفظتها هذي.. عندش غيرها؟!!



ردت عليه بسخرية مشابهة: لا ماعندي.. لين أطلع عقدي عليك.. لأنك مابعد شفت منها شيء!!



أسند ظهره للخلف وهو يهتف بذات نبرة السخرية:


زين لين ذاك الوقت تعالي اقعدي جنبي.. ماشبعت من شوفتش..



همست ببرود: اسمح لي أبي أسبح عشان أصلي قيامي..



حينها صرخ فيها بنبرة حازمة: أقول لش تعالي.. الليل عاده طويل.. كلنا بنسبح ونصلي..



ولكنها لم تستجب له وهي تتجه لغرفة النوم المفتوحة على صالة الجلوس


وتتجه للدولاب ولكنها قبل أن تفتحه فوجئت باليد القوية التي تديرها ناحيته وتثبت ظهرها للخزانة


وجهه قريب.. ويمور بالانفعالات.. بينما وجهها عامر بالبرود.. وعيناها تنضح بالكراهية..



همس من قرب بعمق خافت: تعصيني؟!!



ردت عليه ببرود: ماعصيتك.. قلت لك بأسبح..



همس لها بذات الخفوت العميق: وأنا قلت لش لأ.. يعني أنتي كذا عصيتني..



حينها همست بنفاذ صبر: خلاص فكني وأجي أقعد معك..


لين تقول لي أنت خلاص فارقيني.. والله يعينك على الكلام اللي بتسمعه مني


بتمنى أنك ماقلت لي اقعدي..



همس بولع عميق متجذر: مشتاق لكل حرف بتقولينه... وكل اللي تقولينه عسل على قلبي..



همست بغضب: زين فكني.. خلني أسمعك من العسل الأسود شوي..



أفلتها ليمسك بوجهها بين كفيه.. همست بقرف: أقول لك فكني..ماتفهم أنت..



كان ينظر لوجهها بحنين سرمدي.. يريد أن يشبع نظرا لمحياها فلا يستطيع..


كيف وهو ينظر لها من هذا القرب ؟!..


قربها يُسكره!! رائحتها تسكره!! روحها تسكره!! ذكريات قربها تسكره!!


اقترب أكثر ليصدمها بقبلته الدافئة الملتاعة الأشبه بأنين الموجوعين!!


موجوع هو حتى روح الروح.. موجوع بالشوق.. موجوع باللهفة.. موجوع باللوعة..


دفعته عنها بحدة.. وهي تصرخ بغضب عارم وتمسح شفتيها بقسوة:


ياحقير.. ياقذر.. أكرهك.. أكرهك.. ماتفهم.. ماتفهم..



ركضت باتجاه الحمام وتركته ممزقا بين مشاعره المتصارعة..


إحساسه الرائع القاتل بقربها.. وإحساسه المريع القاتل بقسوتها..


كلا الشعورين يغتالان روحه بذات الحدة والقسوة..



انهارت هي تبكي في الحمام ببكاء مكتوم.. لا تريده أن يسمعه..


تبكي كل مامر بها هذه الليلة.. كثير كل هذا عليها.. كثير..


لم تحتمله حتى لساعة.. فكيف ستحتمله مابقي من عمرها..


ومن قال أنها ستعيش معه لسنوات؟؟ يستحيل.. يستحيل..


تعلم أنه لن يحتملها ولن تحتمله حتى لأشهر.. أي جنون ألقت نفسها فيه؟؟


كيف وافقت عليه وعلى العودة له؟؟



تشعر أنه ينتهك روحها وجسدها ومشاعرها..


تتمنى لو كان صغيرها حسن معها الآن ليهدئ روحها الجزعة القلقة..


تشعر بالضغط عليها من كل ناحية ومنذ البداية.. فكيف ستحتمل المزيد؟؟ كيف؟؟




هــو كان في الخارج يقف قريبا من الحمام.. يرهف السمع..


تعود له هو أيضا الذكريات المريرة.. يخشى أن يسمع صوت بكائها كما سمعه في تلك الليلة المشئومة..


يا الله كم من الذكريات المرة المعقدة بينهما؟!



يسند رأسه لباب الحمام بإرهاق ومرارة.. يبدو أن الأمر سيكون أصعب مما يتوقع..


لماذا هي عاجزة عن رؤية مقدار حبه لها؟!


ألا يكفي كل هذا الحب ليفتحا صفحة جديدة معا؟!


ألا يكفي كل هذا الحب لتغفر له كل ذنوبه..


بدأ قلق روحها يتسرب لروحه.. قرر أن يصلي قيامه ليريح روحه المنهكة من مرارة كراهيتها..



كان مستغرقا في صلاته حين خرجت من الحمام.. بعد أن التفت بروبها الذي وجدته بداخل الحمام..


ثم لبست رداء الصلاة فوقه.. لتصلي هي أيضا..


حينما انتهى توجه لغرفة الجلوس.. وبدأ يقرأ ورده .. حينما انتهى كانت هي تقرأ وردها في داخل الغرفة..


لم يحادثها.. ولم يقترب منها.. دخل الحمام ليستحم.. ثم اندس في سريره دون أن ينظر ناحيتها..


أراد أن يترك لها مساحة للتحرك والتنفس بعيدا عنه.. رغم أن كل مايريده هو أن يحاصرها حتى آخر نفس..



حينما انتهت.. فتحت دولابها.. لا تشتهي أن ترتدي شيئا..أحاسيسها مرهقة حتى الثمالة


ختاما ارتدت لها بيجامة قطنية واسعة يصل قميصها للركبة..


ثم توجهت لغرفة الجلوس وجلست على طرف الأريكة وهي تنزوي على نفسها وتطوي ركبتيها تحتها..


أسندت رأسها لطرف الأريكة وأسبلت عينيها.. لتسيل دموعها بصمت رغما عنها..



كان هو في الداخل يحترق.. لا يطيق صبرا ألا ينظر لها على الأقل.. أربع سنوات وهو يحلم بها ليلا ونهارا..


وعندما أصبحت عنده وأمامه.. يتركها؟!



نهض من فراشه ليمزق قلبه المتخم بحبها منظرها البائس..


همس بحنان عميق: جوزا..



انتفضت بجزع وهي تمسح وجهها وتحاول أن تتكلم بطبيعية أقرب للجزع: نعم.. وش تبي؟؟



همس بذات الحنان المصفى: قومي حبيبتي نامي داخل.. لا تنامين كذا..



قفزت وهتفت بغضب عارم: لا تقول حبيبتي.. لا تقول حبيبتي..



همس بهدوء عميق: أنتي حبيبتي.. وبأقولها في اليوم ألف مرة.. ماتقدرين تحجرين على كلامي بعد..



همست حينها بمرارة وهي تصر على أسنانها: الله يأخذك أخذ عزيز مقتدر..



ابتسم رغم آلمه الداخلي العميق من دعاءها عليه وهمس بذات الابتسامة الظاهرية:


الله بيأخذني متى مابغى.. ولين ذاك الوقت أنتي بتكونين مرتي


لأنه ماعاده بمفرقنا شيء إلا الموت..



مرهقة حتى من الكلام.. هذه الليلة استنزفها الألم والصدمات ووطأة قربه البغيض..


منذ أن علمت بموعد عقد القران لم تنم مطلقا.. لذا تشعر أن جسدها مفتت من الإرهاق..


صمتت وهي تتجاوزه.. وتتجه لغرفة النوم.. لتندس في الفراش.. تعلم أنها رغم تعبها العميق لن تنام..


لكنها تريد أن تُقصر الوقت حتى الصباح.. حتى ترى ابنها.. ويفارقها هذا الكريه إلى أي داهية..



لذا كادت تبكي وهي تحس بحركته يندس جوارها..


لا طاقة فيها حتى تقوم أو تصرخ به أو تسبه.. أو تبرد بعضا من نارها فيه..


صمتت وهي توليه ظهرها.. أما مالم تحتمله أبدا هو التصاقه بها ليديرها ناحيته ثم يشدها إلى أحضانه..


همست بإرهاق مرير: اعتقني الله يعتقك من نار جهنم..



همس لها بعمق موجوع: ما أقدر والله العظيم ما أقدر..



حينها همست بمرارة الذكرى التي لاحد لمرارتها: نفس الكلمة اللي قلتها لي قبل أربع سنين.. وعقبه وش سويت فيني؟؟


أكيد ماتذكر.. ينسى الظالم ولا ينسى المظلوم..



شدها بقوة بين أضلاعه وهو يهمس بذات مراراتها:


والله العظيم أذكر أكثر ما تذكرين.. تحسبين أني جرحتش وأنا كنت أجرح نفسي..


أنا ياجوزا كنت أشوفش أطهر مخلوق في الكون.. خفت أنجسش..


لكن الحين أنا شفت في حياتي من العذاب اللي طهرني..


والله العظيم أني الحين طاهر وأستاهلش..



همست بنبرة ميتة ووجهها مختبئ في صدره وكأنها لا تسمع شيئا مما يقول:


قبل أربع سنين.. عقب ماقلت لي ذا الكلمة..


رحت واختفيت..


ياترى ممكن أحلم أني أقوم الصبح وألقى أنك مجرد كابوس واختفى..



عبدالله شد له نفسا ثم هتف بحزم: أنا حقيقة.. وبأقعد حقيقة..لين يكتب الله اللي يبي..



همست بكراهية عميقة: أكثر حقيقة كرهتها في حياتي..



شدها أكثر بين أضلاعه.. حتى شعرت ان أضلاعها بدأت تؤلمها وهو يهتف بتصميم:


اكرهيني مثل ماتبين.. مصيرش تحبيني غصبا عنش..







********************************






لم تتوقع أنها قد تنم أبدا.. نامت بعد صلاة الفجر..


وهي تتمنى حين خرج عبدالله للمسجد لصلاة الفجر ألا يعود أبدا.. ولكنه عاد..



" لماذا عاد؟؟ لماذا؟؟


ولماذا يبدو سعيدا هكذا؟؟


ووسيما هكذا؟؟


ووجهه يشع بالسعادة والارتياح والنور هكذا؟؟


أريده أن يكون مثلي.. حزينا وقبيحا ومثقلا بالمرارة"



بينما كان هو ينظر لها وهي تجلس على سجادتها.. وجهها مثقل بالحزن


ومع ذلك يبعث في روحه سكينة عميقة..



" أ مجرد وجودها في حياتي كفيل بنشر كل هذه السعادة والسكينة في روحي؟!


مجرد روية محياها أمامي كفيل بفتح أقطار قلبي على الحياة


أ يعقل أن أحبها كل هذا الحب بينما هي عاجزة عن مجرد الإحساس بي؟؟


أعلم أنها ستحس بي يوما.. ولن أمل الصبر!!


فحبي لها أعلم أنه أكبر من كل كراهية العالم مهما تجسدت في روحها


حبي لها سيذيب كراهيتها شيئا فشيئا!!"



وهاهي تصحو من نومها.. لتتفاجأ أنه قد صحا قبلها وانه كان يتأملها بتعمق.. وهو يجلس على مقعد قريبا منها..



همست بتوتر غاضب وهي تشد غطائها عليها: فيني شيء غلط يومك تمقل كذا؟؟



ابتسم بولع: فيش شيء غلط؟؟ والله الواحد يتعب لو يبي يطلع فيش شيء غلط..



همست بغضب: وتمسخر علي بعد؟!! وكم صار لك صاحي وتمقل..



ابتسم بذات الولع: صار لي ساعة.. ولو أقعد بس عمري كله أشوف وجهش ما مليت..



وقفت وهي تهمس بنبرة كراهية أصبحت خاصة له: أنا باتسبح وعقب بأشوف حسن جابته أمي أو باجيبه..



عبدالله هتف بهدوء: ترا عالية جايبة ريوق من بدري.. خليته في الجلسة


هذا يعني لو حبيتي تريقين..



عبدالله نزل للأسفل.. ليجد والدته أمام قهوتها وفي حضنها حسن الصغير..



أشرقت روحه..


"هل هناك سعادة كسعادة اليوم؟؟


رضا والديه.. وقرب حبيبته


وابتسامة ابنه "



ألقى السلام.. منحنيا على رأس والدته.. ليقفز حسن متعلقا بعنقه وهو يهتف بنبرة محببة:


وين ماما.. ددة قالت لي ماما ئندك..



احتضنه بحنو وهو يغمر وجهه ويديه بالقبلات ويهتف له بحنان:


ماما فوق.. وبتجي الحين؟؟



ابتسمت أم صالح وهي تهمس بحنان: بشرني منك يامك؟؟ عساك مستانس؟؟



ابتسم بمودة: مستانس يالغالية.. الله يونسش بالعافية..



همست أم صالح بحنان وهي تنظر لحسن الجالس في حضن والده:


تراه ما تريق..وجدته يوم جابته تقول إنه يعيا يتريق..


وهذا أنا خليت الخدامات يسوون له ريوق.. وهذا هو ماعسه..



عبدالله يخاطب حسن بحماس حنون: من اللي بيأكل ريوقه كله.. وعقب كنه قعد شاطر ومؤدب بأوديه مكان حلو..



حسن بحماس طفولي: وماما تروه مئنا؟؟



عبدالله يقبله ويبتسم له: وماما بتروح معنا..



بعد بعض الوقت.. جوزاء نزلت وهي تغطي وجهها بطرف جلالها..


لم تكن مطلقا تريد مواجهة أحد.. ولكنها كانت مجبرة..


فهي لابد أن تلقي التحية على أم صالح وأبي صالح.. لتذهب لإحضار ابنها..



حين وصلت لم ترَ من خلف الغطاء الثقيل سوى عبدالله وأمه.. رفعت غطاءها وهي تسلم ثم تنحني على رأس أم صالح..


لتتفاجأ بالصوت الغالي يهتف بسعادة: ماما.. أنا هنا..



أشرق وجهها بابتسامة سعيدة وهي تتلقاه وتحمله لتغمر وجهه بقبلاتها..


ليشرق وجه من كان يراقبهما.. كم كان مشتاقا لرؤية ابتسامتها.. كان يظنها قد نست الابتسام..


وكم بدت له ابتسامتها رائعة ومبهجة للروح!!



جوزاء جلست وحسن في حضنها لتهمس لأم صالح بمودة واحترام: أصب لش قهوة يمه؟؟



أم صالح بمودة: يأمش تقهويت من زمان



جوزاء حينها التفتت لحسن وهمست بحنان مصفى: حسوني كلت ريوق؟؟



حسن هز رأسه.. بينما همست أم صالح بحنان: مارضى يتريق إلا من يد أبيه..


وإلا حن يالجدات ماعبرنا..



جوزاء نظرت لعبدالله نظرة الكراهية إياها..


ثم نظرت لأم صالح وهي تهمس باحترام: أنتو الخير والبركة يمه..



عبدالله حينها هتف بحزم: عقب صلاة الظهر بنطلع نتغدى برا ونلاعب حسن.. أنا وعدته



جوزاء همست باحترام مصطنع: إن شاء الله..





********************************






" ها كساب بنطلع جنيف اليوم؟؟"



كساب يبتسم ساخرا: اللي يشوفش تقولين بنطلع جنيف يقول يا بعدها.. ترا كلها 16 كيلو بين جنيف وديفون..



كاسرة تنظر عبر النافذة للمنظر الطبيعي المذهل أمامها والذي تطل عليه شرفة الفندق.. وتهمس بسكون:


حلوة ذا المنطقة عجبتني أكثر من ازعاج جنيف..




كساب يقف خلفها ينظر معها عبر النافذة ويهتف بهدوء:


تدرين إنه فيه مقاطعة انجليزية اسمها ديفون بعد.. في جنوب غرب بريطانيا..



كاسرة تبتسم وهي مازالت تنظر للنافذة: لا تتذاكى علي.. أعرفها وجيتها بعد مع امهاب قبل كم سنة..



كساب وضع كفيه على كتفيها لترتعش هي بشدة وفورا


بينما كان يهتف بنبرة عميقة مدروسة: خليت شغلات التذاكي لش.. هذا تخصصش أنتي..



ثم أردف بتسائل وهو يديرها ناحيته: أبي أعرف ليش لين الحين كل مالمستش ترتعشين؟؟..



ابتسمت وهي تنظر لعينيه تتمنى أن تكتشف المجهول الذي لا ينجلي خلف نظرتهما الآسرة:


أنا ما أدري.. أكيد إنك أنت تسوي لي شيء تخليني أرتعش..


مثل ماخليتني يغمى علي يوم الحريق..



ابتسم وهو يمد يده ليمسح خدها: لا تيك شغلة ثانية.. تبين تعرفينها؟؟



ابتسمت وهي تشعر بالإثارة: إيه أبي أعرف..



حينها نقل يده من خدها إلى مكان ما في المنطقة الخلفية من رأسها .. تحت أذنها قليلا من الخلف وهو يهمس لها بهدوء مثير:


في المنطقة هذي بالضبط عرق يوصل الأكسجين للرأس..


لو ضغطت عليه لثانيتين مهوب أكثر توقف الأكسجين فيصير أغماء..


لكن لو ضغطته أكثر من كذا.. تصير مضاعفات أخطر بكثير.. ممكن غيبوبة دائمة.. ممكن تلف في الدماغ..



ابتسمت كاسرة: زين ماخفت تذبحني بذا الحركة..



ابتسم وهتف ببرود: لو ذبحتش أريح..



كانت على وشك أن ترد عليه ردا غاضبا.. لولا أنه أعاد نفس الحركة بسرعة لتسقط مغمى عليها


حين صحت من اغماءتها القصيرة وجدت نفسها تتمدد على على الأريكة ورأسها ممدد على فخذه..


همست بغضب وهي تعتدل جالسة: تدري أنك مجنون وعقلك يبي له صواميل جديدة..



ابتسم بتلاعب: عشان تعرفين لو أنا أبي أذبحش كان ذبحتش..


يالله تجهزي نمشي.. اليوم كله بنقضيه في جنيف.. وبكرة بنطلع أنترلاكن..







************************************






" يبه فديتك ماكلت شيء.. شوي بعد.. بس شوي!!"



الجد بنبرة مودة: يأبيش والله أني شبعت.. ظنش بخليه وأنا لي فيه..



وضحى بابتسامة صافية: لو كاسرة اللي ترجاك تكمل غداك.. كان مارديتها..


بس لقمة بعد فديتك..



حينها هتف الجد بنبرة غضب: لو كاسرة اللي تبي تغصبني أكل..


كان ضربتها بالصحن على وجهها.. لأنها تعرف أني إذا قلت خلاص يعني خلاص


كانش تبين الصحن في وجهش.. علميني!!



وضحى تضحك: أفا يبه جابر.. أفا.. هذي أخرتها.. وش فيك معصب كذا؟؟



الجد ينتهد: يأبيش ما أداني حد يغصبني على العيشة كني بزر!!



وضحى تميل لتقبل كتفه ثم تقرب منه غسول يديه ليغسل يديه وهي تهمس بمودة:


خلاص السموحة.. لا تزعل..



الجد وهو يغسل يديه يبتسم لتظهر فجوة فمه الخالية من الأسنان:


يأبيش لا تظنين إن كاسرة أغلى منش.. كلكم غلاكم واحد..


كاسرة قرّبها مني إنها تعرف وش اللي في خاطري..


وإلا الغلا مقسوم بينش وبينها..



وضحى تقبل رأسه وتهمس بمودة باسمة: أدري يبه فديتك..


ما أشك في غلاي عندك..



تقول ذلك كي ترضيه.. رغم أنها في قرارة نفسها لطالما كانت تشعر أن كاسرة أكثر قربا لجدها منها..


ربما اعتادت على هذا الإحساس حتى آلفته!!



استمرت تتحاور معه لفترة حتى بدا يغفو قيلولته المعتادة بعد الغداء..


كانت تخرج حين صدفت مهابا يريد الدخول.. همست بصوت منخفض:


جدي راقد..



هتف مهاب بخيبة أمل: كنت أبي أواجهه لأني طالع المطار الحين عندي رحلة



وضحى بمودة عميقة: تروح وترجع بالسلامة..



مهاب شدها خارج غرفة جده متجهين للصالة وهو يهتف لها بنبرة مقصودة باسمة:


وين تلفونش؟؟



وضحى بتلقائية: فوق في غرفتي..



مهاب بابتسامة: زين ترا عندش مقابلة عمل بكرة..


الظاهر اتصلوا لش مارديتي.. وعقب قالوا أنش معطيتهم رقمي..



وضحى بابتسامة سعيدة: المدرسة السمعية؟؟ صح؟؟



مهاب بابتسامة: صح.. ليه أنتي قدمتي على حد غيرهم؟؟



وضحى تتسع ابتسامتها: لا ماقدمت على حد غيرهم.. ولا أبي أشتغل في مكان غيره



حينها شدها مهاب ليجلسها على الأريكة ويهتف بنبرة جدية:


وضحى أنتي مقتنعة بذا المكان؟؟.. هذي مسؤولية كبيرة وشغلة مهيب بسيطة أبد..



وضحى بذات الابتسامة السعيدة: مقتنعة جدا.. يعني امهاب كم وحدة قطرية تعرف لغة الإشارة وهي طبيعية تسمع وتتكلم..


يمكن تكون هذي رسالتي في الحياة.. لأنه اللي دربتني قالت لي عقب إني حتى تفوقت عليها..


وبعدين أنا حابة ذا المجال وأتابع كل شيء جديد فيه.. وصار عندي خبرة فيه..


بالفعل حاسة فيه رسالتي...


ومثل ماكنت نافذة لتميم ..


يمكن الله كاتب أكون نافذة لأطفال كثيرين أربطهم بالعالم الخارجي...






****************************************






" هاحبيبتي شأخبارش الحين؟؟"



عفراء تمسح وجهها وتهمس بإرهاق: تعبانة شوي..



منصور يمد يده ليمسح جبينها ويهتف بقلق: دام اعترفتي وقلتي تعبانة شوي.. فأكيد تعبانة واجد..



عفراء تبتسم رغم إرهاقها: بكرة عندي موعد عند الدكتورة وباقول لها تعطيني شيء يخفف الوحم شوي..


وعلى العموم كلها شوي ويخلص الوحم..


مايجي دوامي إلا وأنا على آخر الوحم..



حينها قفز منصور وهو يهتف بغضب: نعم؟؟ عيدي.. ماسمعت عدل ذا النكتة


وش دوامه اللي تبين ترجعين له؟؟



عفراء وقفت وهي تهمس باستغراب: منصور الله يهداك.. دوامي في المدرسة.. نسيت..



منصور بحزم: ماني بغبي.. أعرف إن داومش كان في مدرسة..



عفراء باستغراب أكبر: كان؟؟..



منصور بحزم أكبر: إيه كان.. خلاص سالفة المدرسة هذي تخلصين منها..



عفراء شدت لها نفسا عميقا وهتفت بأكبر قدر من الهدوء:


منصور ياقلبي.. الموضوعات هذي ماينوخذ فيها القرارات بهذي الصورة


وخصوصا إن هذا شغلي أنا.. يعني انا اللي أتخذ القرار..


وبعدين أنت تزوجتني وأنت عارف أني أشتغل.. وعمرك ماجبت طاري إنك تبيني أترك المدرسة.. وش اللي تغير؟؟



منصور بذات النبرة الحازمة الواثقة: حن ماتكلمنا في ذا الموضوع عقب حملش


وأنا كنت أظن إنش أنتي من نفسش بتخلين المدرسة..



عفراء بهدوء: وليش أخليها؟؟ أنا أحب التدريس..


أنا لو كنت وافقت على الترفيعات اللي جاتني كان أنا الحين مديرة مدرسة


بس أنا أحب التدريس.. وأحس فيه رسالتي في الحياة..



منصور بذات الحزم: صار لش بالضبط 15 سنة وأنتي قايمة بالرسالة على أكمل وجه.. قدمي على التقاعد..


الحين عندش رسالة ثانية.. عندش طفل تربينه..



عفراء تشعر بتصاعد الغضب في روحها ومع ذلك همست بذات الهدوء المتحكم:


ربيت أربعة مهوب واحد بس وأنا أشتغل.. ولا عمري قصرت في حقهم..


وبعدين منصور توني على التقاعد..



منصور بنبرة غاضبة: عفرا لا تطولينها وهي قصيرة.. فيه ناس يتقاعدون وهم في العشرينات.. كلن وظروفه


وأنتي كفيتي ووفيتي.. الحين تفرغين لي ولولدش.. والراتب اللي تاخذينه بأعطيش أنا دبله..



حينها هتفت عفراء بغضب رقيق: منصور السالفة مهيب فلوس وأنت عارف ذا الشيء زين..


إبي كان رجال خيره واجد وماعنده إلا أنا ووسمية..


ومخلي لي الله يوسع عليه في قبره.. فلوس تخليني أفتح مدارس مهوب مدرسة وحدة..


بس التدريس رغبتي أنا.. ومايحق لك تفرض شروطك بذا الطريقة..



منصور بحزم غاضب مرعب: عفرا لا تخليني أعصب عليش وأنا ما أبي..


قلت لش انتهى النقاش... مدرسة مافيه خلاص انتهينا..


وذا المرة أنا اللي باطلع.. وغصباً عني عشانش حامل وما أبي أثقلها عليش..



ولكنه قبل أن يخرج عاد ليمسح خدها بحنو وهو يقبل رأسها ثم يهتف بحنان:


حبيبتي.. والله العظيم من غلاش عندي..


أبيش بس قدام عيوني.. ما أبي شيء يضايقش ولا يتعبش ولا يأخذش مني..


أدري أني أناني.. بس والله من حبي لش..


وعلى كثر ما أحبش وأموت فيش.. على كثر ما أبيش لي بروحي.. مايشغلش شيء عني..



منصور أنهى عبارته خرج بالفعل بينما كانت عفراء تنتفض غضبا..


" ويتغزل الأخ بعد..


له مزاج يقول يحبني ويموت علي وهو توه يحكم على حياتي كأني بدون رأي..


بس لا منصور.. لا.. لين هنا وبس.. مهوب كل شيء تتحكم فيه


ما ألومهم نسوانه يطفشون


من اللي بيستحمل ذا التحكم والتسلط؟؟..


نسوانـــه؟؟


نسوانــــــه؟؟


نـــســــوانــــــــه؟؟ "




(منصور.. أ كنت هكذا مع زوجاتك الأخريات


زوجاته الأخريات؟؟


زوجاته الأخريات؟؟)



حينها قفز لذهن عفراء المنهك فكرة مغايرة تماما.. وكأنها لم تكتفِ من الغضب والغيظ


لتشتعل من شعور جديد.. قفز إلى مخيلتها فجأة.. ولا تعلم كيف أو لماذا؟!


وليس حتى وقته وهي غاضبة من منصور!!


شعور حارق.. ملتهب.. مؤذي!!


اسـمـه..


الـــــغــــيــــرة !!



(منصور أيها النذل التعيس


هل كنت تتغزل بزوجاتك كما تتغزل بي؟؟


هل قلت لهن كلهن أنك عاشق متيم أناني لا تقوى على البعاد؟!


هل كنت تحتضنهن كما تحتضني لتهمس في أذني همساتك التي تذيبني؟؟


هل كنت تغرقهن بفيض مشاعرهن كما تغرقني؟؟


أيها النذل !!


هل قلبك هذا سوق مفتوح على مصراعيه لا يغلق أبوابه أمام أي داخل؟؟


نذل!! ونــــذل!!


ونــــــــذل!! )






#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 07:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية