علاج التهاب النخاع الشوكي

اعراض التهاب النخاع الشوكي ينتج التهاب النخاع الشوكي عن طريق تلف الخلايا العصبية في منطقة معينة من النخاع العصبي، ولمعرفة كيفية حدوث هذا التلف يجب الإشارة أولًا إلى أن النخاع الشوكي يتكون من أنسجة دهنية تدعى المايلين، وتعمل هذه الأنسجة على حماية الألياف العصبية عن طريق الالتفاف حولها مثل الغزل الذي يغطي الأسلاك الكهربائية، وعندما تتضرر هذه الأنسجة الدهنية يحدث تضرر للألياف التي تغطيها مما يؤدي إلى خلل في عملية إرسال الإشارات الكهربائية إلى أجزاء الجسم، وعندما يحدث هذا الخلل للأعصاب على جانبي الحبل الشوكي فإنه يعرف باسم التهاب النخاع الشوكي، ويستعرض المقال أهم أسباب وطرق العلاج والوقاية من التهاب الحبل الشوكي.

أعراض التهاب النخاع الشوكي

في العادة ما تظهر علامات وأعراض التهاب النخاع الشوكي خلال بضع ساعات إلى بضعة أيام من المرض، وقد تتطور تدريجيًا على مدار عدة أسابيع، ويؤثر التهاب النخاع الشوكي في العادة على جانبي الجسم تحت المنطقة المصابة من الحبل الشوكي، ولكن في بعض الأحيان تظهر أعراض على جانب واحد فقط من الجسم، وتشمل العلامات والأعراض ما يأتي:1)

  • الألم: قد يبدأ ألم التهاب النخاع الشوكي فجأة في أسفل الظهر، وتختلف أعراض الألم من شخص إلى أخر وذلك يعتمد على المنطقة المصابة من النخاع الشوكي.
  • الإحساس غير الطبيعي: بعض الأشخاص المصابين بالتهاب النخاع الشوكي يشعرون بالخدر أو الوخز أو البرودة أو الحرقة، والبعض قد يتحسس بشكل كبير من اللمس الخفيف من الملابس أو يتحسس من الحرارة الشديدة أو البرودة.
  • الضعف في اليدين أو الساقين: يلاحظ بعض المصابين بالتهاب الحبل الشوكي بأنهم يتعثرون أو يشعرون بثقل في أجزاء من الجسم، وقد يعاني آخرون من ضعف حاد أو حتى شلل كامل.
  • مشاكل في المثانة والامعاء: قد يشمل ذلك الحاجة إلى التبول بشكل متكرر أو صعوبة التبول والإمساك.

أسباب التهاب النخاع الشوكي

السبب الرئيس لالتهاب النخاع الشوكي عير معروف، ولكن يفسر العلماء سبب حدوث هذا المرض على أنه ردة فعل للجسم يقوم من خلالها بمهاجمة الخلايا السليمة وعدم التفرقة بينها وبين المرض الذي أصاب الشخص، مما يؤدي إلى تضرر الأنسجة المغلفة للنخاع الشوكي، وفي ما يأتي أهم الأسباب التي ترتبط بمرض التهاب النخاع الشوكي:2)

  • أمراض المناعة الذاتية: مثل مرض الذئبة ومتلازمة سجوجرن- Sjogren’s syndrome.
  • الالتهابات البكتيرية: مثل مرض لايم والسل والزهري.
  • الالتهابات الفطرية للحبل الشوكي: مثل الرشاشيات والمكورات المخروطية.
  • الطفيليات: مثل داء المقوسات وداء البلهارسيات.
  • الالتهابات الفيروسية مثل varicella zoster: والتي تسبب جدري الماء، بالإضافة إلى فيروس غرب النيل.
  • التصلب العصبي المتعدد-MS: يمكن أن يكون التهاب النخاع الشوكي أول علامة على مرض التصلب العصبي المتعدد، والذي يدمر المايلين في الدماغ والحبل الشوكي.
  • التهاب العصب البصري: يسبب هذا المرض الالتهاب وفقدان المايلين للأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي والعصب البصري.
  • اضطرابات الأوعية الدموية: مثل التشوه الشرياني الوريدي والتشوهات داخل العمود الفقري أو انسداد القرص العصبي.

تشخيص التهاب النخاع الشوكي

يبدأ تشخيص مرض التهاب النخاع الشوكي عن طريق وصف المريض للأعراض التي قد مر بها، كما أن الطبيب سوف يقوم بطلب بعض الفحوصات اللازمة لتحديد المرض والمرحلة الحالية له، وفي ما يأتي أهم الفحوصات التي تُمكّن الطبيب من تشخيص الحالة:3)

  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو التصوير المقطعي المحوسب CT: تعمل هذه الصور على إعطاء أدق التفاصيل للحالة، عن طريق إعطاء صور تفصيلية لمنطقة الحبل الشوكي.
  • الصنبور الشوكي أو البزل القطني Spinal tap: لإجراء هذا الاختبار يضع الطبيب إبرة بين الفقرتين لأخذ عينة من السائل الذي يحيط بالحبل الشوكي، وتؤخذ هذه العينة للفحص المخبري.
  • فحص الدم: سيقوم الطبيب بأخذ عينة من الدم بحثًا عن علامات لمرض معين قد يرتبط بحالة التهاب الحبل الشوكي مثل: الذئبة وغيرها من الأمراض.

علاج التهاب النخاع الشوكي

غالبًا ما يبدأ علاج التهاب النخاع الشوكي بالعقاقير لتقليل الالتهاب، وبما أن تحريك الأطراف مهم للمريض فمن المحتمل أيضًا أن يتلقى المريض العلاج الطبيعي للمساعدة في إصلاح تلف الأعصاب، كما أنه يجدر بالذكر أن الانتظار دون الحصول على العلاج أمر خطير جدًا، وكلما سارع المريض بمراجعة الطبيب لتلقي العلاج زادت فرص الشفاء من المرض، وفيما يأتي أهم الأدوية لعلاج التهاب النخاع الشوكي:4)

  • الأدوية المضادة للفيروسات: يتم وصفها إذا تبين للطبيب بعد الفحوصات أن سبب المرض فيروسي.
  • الغلوبولين المناعي الوريدي IVIG: سيقوم الطبيب بحقن الأجسام المضادة من المتبرعين الأصحاء في جسم المريض، مما يؤدي إلى زيادة الأجسام المضادة السليمة.
  • أدوية للأعراض والمضاعفات: قد يحصل المريض على أدوية لتخفيف التشنجات العضلية، وتساعد هذه العقاقير في السيطرة على المثانة وتخفيف الصلابة والسيطرة على الاكتئاب.
  • أدوية الألم التي لا تستلزم وصفة طبية: مثل الأسيتامينوفين وأيبوبروفين، والتي تعمل على تقليل الألم.
  • الستيرويدات: تعمل على تقليل الالتهاب في العمود الفقري، ويتم تناولها على شكل حبوب أو مباشرة في الوريد. 5)

 الوقاية من التهاب النخاع الشوكي

من الصعب تحديد الطريقة المثلى للوقاية من التهاب النخاع الشوكي، ذلك بسبب أن المرض في كثير من الأحيان ناجم عن خلل في الجهاز المناعي الذي يقوم بمهاجمة الجسم، ولكن بشكل عام تعتمد طرق الوقاية على تقليل الشخص من فرص إصابته بالأمراض المعدية، والتي قد تعمل على تفعيل جهاز المناعة، ومن هذه الطرق ما يأتي:6)

  • الحصول على اللقاحات بشكل دوري.
  • غسل اليدين بشكل متكررة يعمل على التقليل من فرص الاصابة بالأمراض.
  • تجنب التواجد حول الأشخاص المرضى.
  • عدم مشاركة أدوات الأكل وفراشي الأسنان وغيرها من المستلزمات الخاصة.
  • ممارسة التمارين الرياضية يعمل على تقوية الجهاز المناعي وتقليل الإصابة بالأمراض.