إيران ودورها الاقتصادي في كردستان

يتجه إقليم كردستان العراق إلى التسليم بدور اقتصادي أكبر لإيران، بعد إبقاء بغداد الأبواب موصدة بوجه الإقليم بحسب مراقبين، على خلفية مسألة استفتاء انفصال الإقليم سبتمبر الماضي.

فيما يخص موقف الإيرانيين من مسألة إنفصال الأكراد، لابد من الإهتمام لمسألة أن المسؤولين السياسيين في إيران لطالما نظروا إلى قضية تحريك الأكراد للإستقلال بإعتبارها مؤامرة من أعداء إيران ولا يمكن تحقيقها على أرض الواقع. وعليه فالأكراد من منظور الإيرانيين يمثلون جزءً من الهوية الإيرانية التاريخية المدعومة إيرانياً، وهذا الإشتراك كان عاملاً مهماً في اتصال الطرفين. من هذا المنطلق تحوز زيارة “نيجرفان” إلى طهران على أهمية استثنائية بالنظر إلى السوابق التاريخية والعرقية المشتركة بين الطرفين.

رتبط أهمية زيارة “البارزاني”، من جهة أخرى، بالعلاقات الاقتصادية. وفي هذا الصدد يمكن إعتبار العلاقات وحجم التبادل الاقتصادي بين إيران وإقليم كردستان، هو تابع للعلاقات الاقتصادية الرئيسة الإيرانية مع العراق.

والواقع أن السنوات الأخيرة شهدت، بالنظر إلى المجالات الثقافية والقومية المشتركة بين أربيل وإيران والعلاقات الجيدة بين الطرفين، إرتفاع معدلات التبادل التجاري والاقتصادي اليومي بين المواطنيين في إيران وكردستان العراق بشكل ملحوظ، لدرجة أنه، ورغم تشكيل الأكراد لنسبة 20% من التركيبة السكانية العراقية، لكن تركزت نصف المعاملات التجارية الإيرانية تقريباً مع إقليم كردستان.

وبخلاف العلاقات الاقتصادية في “قطاع الطاقة”، يمكن القول إن كردستان العراق أحد الدول الرئيسة التي تستهدفها إيران بالصاردات غير النفطية، تلك العلاقات التي قد تلعب دوراً مهماً في الإزدهار الاقتصادي للبلدين.

كذلك فقد وقع مسؤولي البلدين، حتى الآن، على عدد من الاتفاقيات في مجالات النفط والاتصالات وإنتاج الكهرباء والجمارك والترانزيت والسكك الحديدية والتعاون الصناعي والتأمينات والاستثمارات في التجارة والسياحة.

لكن بالنسبة للعلاقات التجارية مع كردستان العراق؛ يمكن القول إنه بعد الهجوم الأميركي على العراق والإطاحة بحكومة “البعث” في بغداد، تهيأت الظروف بالنسبة لإيران لإتخاذ وجهة نظر جديدة حيال كردستان العراق. لذا زادت أهمية كردستان العراق من المنظور الاقتصادي بالنسبة لإيران بعد العام 2003، وأرتفع حجم التبادل التجاري بين الطرفين إلى أكثر من 2 مليار دولار خلال العام 2009. وعليه يمكن تقييم زيارة “نيجرفان” الحالية إلى إيران بإعتبارها فصل جديد للتعاون الاقتصادي بين البلدين.