المنتدى :
القصص المكتمله
ذكريات سمين سابق بقلم تركي الدخيل
****ذكريات سمين سابق *****
هنا دون تركي الدخيل لتجربته يوم كان بديناً (185 كجم)،
وكيف فقد أكثر من تسعين كيلوجراما خلال سنتين ونصف السنة.
كما يروي الدخيل بشكل ساخر معاناة السمين في المجتمع من خلال نظرة الناس إليه،
وعبر مشاكله اليومية في الجلوس والركوب والسفر.
:*** ذكريات سمين سابق***
الإهداء
إلى الميزان...
بأنواعه...الإلكتروني منه،وذي المؤشر الأحمر!
أيها الصامد أمام أوزان البشر...
يامن تتحمل البدين منهم والنحيف...
يامن تصبر على ثقل دمهم قبل ثقل أجسادهم...
إلى الذي طالما أبكاني وأفرحني...
يامن أحسن رسم البسمة على محياي...
يامن انتزع مني تكشيرة،أو غرسها في وجهي...
إليه وقد أصبح جزءا لا يتجزأ من يومي،ويوم الملايين من البشر...
شكراً لك على تحملي يوم كان ينوء بحملي العصبة أولى القوة...
ذكرى وفاء...
وامتنان...
وتقدير...
تركي(نيويورك)
٢٠٠٥ م -١-٦
تمهيد
هذا الكتاب،ليس وصفة رياضية...
ولا هو(روشتة) طبية...
ولا هو من وصايا الآباء للأبناء...
وليس دواء من كل داء...
كما أنه ليس منهاجاً يجب أن يتبع...
ولا دستوراً يجب أن يطبق...
أقر وأعترف – أنا كاتب هذه الأ سطر – وأحسبني والله حسيبي ولا أزكي على الله أحداً – في كامل
قواي العقلية – إن كان العقل لا يتأثر بفقدان الوزن – أقر أن هذه الأسطر والكلمات،ليست شيئاً مما سبق
بتاتاً،ولا يجب أن تؤخذ على هذا الأساس...
إنها ذكريات رجلٍ م ر بمرحلة تستحق – في نظره على الأقل – أن تكتب .التجربة هي أكثر الأشياء
إثراء للإنسان،هذا الذي نتلمسه فينا،ونحن نتعاطي مع أنفسنا، ومع غيرنا من البشر .فمن وجد شيئاً منه
هنا،فأمل أن يكون وجد ما يسره،ومن لم يجد،فالعذر عند كرام الناس مأمول.
... أدام الله علينا وعليكم نعمة الصحة والعافية،وأعاذنا من أن نكون من المغبونين في صحةٍ،أو فراغ ١
التوقيع
سمين...سابق
لماذا؟!
لماذا تنازلت عن سمنتي؟!
لايبدو السؤال السابق مصيرياً،لكنه قد يحوم في مخلية بعض الناس،ومن حقهم أن يرتكبوا هكذا تساؤل!
بعيداً عن الكلام المنمق الذي يتحدث ع ن خطورة السمنة،على أن هذا الكلام جد محض،لا مجال لعدم
الأخذ به،إلا أن الإجابة عن السؤال بالنسبة لي تكمن في قصة طريفة تستحق أن تروى.
يقول الأطفال عادة حديثاً كثيراً،ولا نعبأ به،بل إننا نصطلح على تسمية الكلام الذي يجب أ ّ لا يقال،بأنه
كلام أطفال.يقولون أيضاً عنه "كلام عيال"!
لكن ما حدث معي لم يكن كلام عيال بهذا المعنى أبدا ً.كان دافعاً،لتغيير كبير في دنياي،وأسلوب
عيشي،ونمط حياتي!
لست أبالغ،ولا أحاول أن أضخم القصة،وربما تقرون بصحة كلامي مع قراءة سطور هذا الكتاب.
قال لي ابني عبدالله،عندما كان ابن خمس سنوات:
متى أكبر يا بابا كي أكون سميناً مثلك؟!
الحقيقة أني كتبت لكم مقولة طفلي السابقة بعد إجراءات الصياغة والتلطف وإلا فقد كان يقول لي:
متى
. أكبر يا بابا كي أكون (دباً) مثلك؟!!
٢
ألقى صغيري بقنبلته هذه،ومضى!
عادة القنابل ت نثر الأشلاء حال انفجارها فوراً،لكن قنبلة ابني ألقيت بأشلاء سمنتي خلال عامين،
وليس فور إلقائها!
ما زالت ألفاظ طفلي ترن في أذني،ومنذ انتهت جملته الطفولية،قررت أن العائلة قد تصبر على بلاء في
واحد منها،لكن اتخاذه قدوة في هذا الأمر مصيبة يلزمني وأنا أضطلع بمسؤولياتي كأب سمين،
أن أمنعها درءاً
للشرور!
وبدأ المشوار،بعد أن قص شريط افتتاحه عبدالله...
كنت أقص الحادثة على صديق،فسألني:ماذا فعلت بعد ذلك؟!
أجبته:تركت لابني فرصة الاستمتاع بما يختار لنفسه،لكني حرمته، إذا اختار أن يكون سميناً،أن يكون
مثلي،لأني حينها لن أكون سميناً!!!
التعديل الأخير تم بواسطة ميثان ; 13-01-09 الساعة 04:54 AM
|