لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-11, 07:46 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الحادي عشر


مر اسبوع .. و فكرة غريبة تراود جليل ..يريد اجراء عملية تجميل لساقيه كونهما متشوهتان ..كمال بعد سفرته تلك توسع محله لبيع ألعاب الأطفال ..و ها هو يبدأ بانشاء محل آخر في منطقة أخرى للألعاب أيضاً .. مهند و أخيراً وجد عملاً .. في شركة خياطة للملابس .. و هو يكون مشرفاً على تنظيم العمل بين الخياطات و الخياطين .. يقول أن المكان حار جداً .. و متلوث .. و يقول أنه يشعر باشمئزاز من الجلوس مع الآسيون و لكنه حتماً سيعتاد على ذلك.. و طبعاً عاد للعيش في شقته السابقة و سكنت الخلافات بيني و بين جمانة..أما سهيل مصاب بالكآبة الشديدة و الملل و لا أدري لماذا ..
لذا اقترح كمال أن نذهب لقضاء رحلة ما .. جلسنا في غرفة المجلس الخاصة لمنزل جليل نتناقش في هذه الرحلة ..
قال كمال متحمساً :" نذهب للتخييم .. و "
قاطعه سهيل مستاءاً :" لا .. نريد رحلة قصيرة "
قال مهند :" إذاً فلنذهب لمدينة ملاهي "
نظر إليه سهيل باحتقار :" و هل نحن أطفال "
تنهد مهند :" مجرد فكرة "
و قال كمال :" بصراحة الفكرة أعجبتني "
و التفت لي و قال :" ما رأيك حسام ؟ "
ابتسمت :" أظننا سنستمع .. "
و قال جليل ضاحكاً :" منذ زمن و لم نذهب للملاهي .."
فقال مهند و هو يضع رجلاً رجل و يرمق سهيل :" إذا متى ستذهبون "
قلت أنا :" لكن القرار ليس بالاجماع "
ضحكوا .. فنظرت أنا لسهيل الغاضب .. سألته :" هاه ما رأيك ؟ "
زفر :" اعتبروه بالاجماع "
=
اتفقنا أن نذهب ليلاً .. و حذرت كمال و مهند من لبس البدلات الأنيقة كعادتهما .. لأننا ذاهبون لمدينة ملاهي .. و هذه الملابس لا تتناسق مع رحلتنا .. في سيارة كمال الفخمة التي اشتراها من فترة قصيرة..كانت الساعة العاشرة و النصف .. قال جليل :" ما اسم هذه الحديقة "
أجاب كمال :" ( مدينة الترفيه ) .. هي جديدة .."
قال مهند : " هل سيكفينا الوقت ؟ "
و قال كمال :" نعم ..فهي لا تغلق إلا عند الساعة الثانية عشر "
أخرج سهيل كيس التوت من حقيبة كمال قائلاً :" شكله مشهي "
صاح به كمال :" أتركه .. أتركه "
=
مر الوقت و نحن في السيارة و حل الصمت بيننا و بلغت الساعة الحادية عشر إلا ربع ..و قد دخلنا منطقة مظلمة مليئة بالأشجار المتشابكة .. و لم تكن معبدة .. كانت وعرة و منحدرة قليلاً .. أحسست بها منطقة نائية غريبة .. أشبه بغابة مخيفة غامضة .. تنهد جليل :" تأخرنا عن مدينة الملاهي "
و همس مهند بقلق :" أين نحن كمال ؟ "
صمت كمال لبرهة .. ثم همس :" لا أدري .. و كأننا تهنا "
صاح سهيل :" ماذا تقول ؟ "
و قال و هو يتلفت حوله :" هل ضعنا في مكان مخيف مظلم كهذا ؟ "
خاطبت أنا كمال قائلاً :" سر .. سر .. لعلنا نجد ما يهدينا "
قاد كمال السيارة ببطء .. و قال مهند بخوف و هو يرمق المكان المظلم :" هناك أشياء تتحرك .. لكني لا أراها "
صاح سهيل بفزع :" ماذا قلت ؟ أشياء تتحرك .. "
خاطبتهم :" كفى .. ليس هنالك أي شيء .. الرياح تحرك الأغصان ..لا تربكوا كمال "
و جرى صوت حفيف الأشجار مرعباً ..قبض سهيل على يدي و قال :" كمال .. ارجع "
و قال جليل بصوت متقطع :" نعم .. فلنعود إذ كنت لم تعرف لحد الآن الطريق الصحيح "
صاح كمال :" ألا ترون أن المكان مظلم عدا عن مصابيح سيارتي ..دعونا نكمل طريقنا "
فوجئنا بشيء كبير أسود يلتصق بالنافذة التي تجاور مهند .. صرخنا فزعين .. و دققت أنا النظر في ذلك الشيء .. الذي أبرز جناحين مخيفين و طار .. هل كان حشرة ضخمة ؟ حشرة بهذا الحجم .. أخذنا نلهث بخوف و كل واحد يضع يده على قلبه .. قال كمال و هو يضع يده على كتف مهند :" أأنت بخير "
بالكاد خرج صوته :" نـ .. نعم "
و قلت أنا :" ظننا أن سكتة قلبية أصابتك "
كنت أريد تلطيف الجو لكن لا فائدة ..طل جليل على الخارج و قال :" ما هذه الأشياء بحق الجحيم ؟ "
فوجئنا حينها بمخلوقات أشبه بالحشرات الكبيرة المقززة السامة تتقافز على السيارة كالمطر ..شعرت بالسيارة تسقط على منحدر وعر و حاد .. تفجرت السيارة بالصرخات ..صاح سهيل :" سأموت و لم أتزوج هيام "
!! توقفت عن الصراخ فجأة .. كأنني سمعت اسماً مألوفاً.. هيام أختي ؟؟ ضجت السيارة بالصراخ حتى ارتطمنا بشيء أوقفنا بقوة .. بقينا متصلبين في السيارة كأن على رؤوسنا الطير .. بعد دقيقتان زفرت أنا .. فزفروا يطلقون كمية كبيرة من الهواء المحبوس في داخلهم ..و استدار مهند لسهيل و رمقه بحدة .. و كذلك فعل كمال ..أما جليل نظر لسهيل بصدمة ..و أنا تظاهرت بأني لم أسمع شيئاً.. همس كمال :" منذ متى ترغب في ذلك ؟ "
نكس سهيل رأسه ثم نظر لي من طرف عينه خجلاً .. ثم قال متنهداً :" أ.. حسام .............. "
فوجئنا بالسيارة تبدأ بالتحرك ..فصرخ مهند :" اخرجوا "
فتحنا الأبواب مسرعين .. و خرجنا .. عدا عن سهيل يحاول سحب جليل بكل قوته .. صرخ :" ساعدوني "
بدأت الصخرة التي توقف السيارة بالتزحزح .. فأسرعت أنا لمساعدة سهيل صارخاً :" مهند أخرج الكرسي المتحرك"
أسرع مهند لخلف السيارة لفتح صندوق السيارة و كان يرتعد خوفاً .. للتحرك البطيء للسيارة ..تعاونت مع سهيل على اخراج جليل من السيارة .. فرأيناها تتحرك .. صرخنا :" مهند .. ابتعد "
ارتبك مهند و هو يمسك بالكرسي ..صرخ به كمال :" ابتعد .. ماذا تفعل ؟ "
نظر للسيارة و هي تتحرك ناحيته ببطء .. بسرعة ركض ناحيتنا بالكرسي ..صرخ كمال :
" سيارتي ستسقط في المستنقع "
أسرعنا إليها نمسكها من الخلف ....و نحاول سحبها .. صاح سهيل :" لا فائدة .. ابتعدوا لكي لا تتأذوا "
و انفلتت الصخرة التي توقفها .. فزلزلنا صوت ارتطامات السيارة بالمنحدر .. حتى المستنقع ..و هالنا منظرها و هي تغرق في تلك المياه .. صرخ كمال :" سيارتي !!! رباه "
وقفنا متسمرين نتأمل السيارة و هي تغرق في المستنقع .. ركض كمال بجنون على المنحدر ناحية المستنقع المخيف صارخاً :" سيارتي ...سيارتي " ..
صرخت به :" كمال .. عد "
و ركض مهند خلفه و هو يناديه :" كمال توقف .. ذلك خطر "
حتى بلغه فأمسكه و صار يهدئه :" كمال .. كمال .. لا بأس .. لا تدع حياتك تذهب سدى لأجل سيارة "
صرخ به :" هذه السيارة الوحيدة التي اشترتيها من مالي الخاص "
و التفتت للمستنقع و صرخ :" أيها الحقير .. لماذا ابتلعتها ؟ "
=
تلفتت حولي و خاطبت كمال الذي في قمة بؤسه :" الآن .. إلى أين نتجه ؟ "
زفر :" ستعودون مشياً ؟ "
و قال جليل :" على الأقل نجد ما يرشدنا .. أو سيارة أجرة "
تنهد مهند :" أي سيارة أجرة في هذا المكان النائي "
أفزعنا صراخ سهيل .. التفتنا له :" ما بك سهيل ؟ "
رأيناه يقفز من مكان لمكان فزعاً .. صرخ :" هناك أشياء تتحرك من حولي "
نظرت أنا إلى المنطقة المحيطة بي .. و رأيت حشرات كبيرة مخيفة و غريبة تتحرك بسرعة .. رأينا سهيل يركض صاعداً يتخطى المنحدر .. و ركض خلفه كمال و هو يدفع جليل الذي على الكرسي .. صحت بهم :" هيه توقفوا "
خاطبني مهند و ينظر للأسفل بفزع :" فلنلحق بهم حسام "
و لم ينتظر مني جواباً .. بل ركض خلفهم خائفاً .. و لم أجد سوى أن ألحق بهم ..
=
غاب عن أنظارنا سهيل و جليل و كمال .. و بقيت أنا أصعد التل المليء بالصخور الكبيرة الصلبة .. أمامي مهند .. عندما رأيته يوشك على الابتعاد قليلاً .. صحت به :" مهند انتظر "
استدار لي و هو يلهث :" ماذا ؟ "
خاطبته بترجي :" انتظرني .. "
نظر لي بعمق ثم قال :" سوف نتوه إن لم نسرع حسام .. البقية سبقونا بأميال "
"لا بأس مهند .. الآن يجب أن نحرص أن لا نتفرق .. أنا و أنت"
مد يده لي و قال :" هيا حسام "
مددت يدي و قبضت على يده بقوة .. حاولت رفع جسدي ..فهمس مهند و هو يحاول رفعي :" أنك ثقيل .. لا أستطيع "
و نظر لي بيأس .. ثم قال :" اصعد لوحدك .. أنا سأنتظرك .. للأسف لا يمكنني رفعك .."
نظرت له لبرهة ثم شعرت بلسعة حادة في ساقي ..صرخت بحدة ..و لم أستطع تمالك نفسي ..فكدت أسقط .. لولا أن مهند مد يديه الاثنتين و رفعني بكل ما أوتي له من قوة ..و أنا أشعر بشيء يسري على جسدي بأقدام حادة مؤلمة ..
و مهند يستمر في رفعي و هو يهمس يخاطب نفسه :" سنسقط .. "
و كنت حقاً أشعر أننا سنسقط ..إلى الهاوية ..



صعقنا بصوت قوي مرعب .. كأنه صوت وحش كبير استيقظ للتو .. هذا ما شعرت به .. رأيت أوراق الشجر تتطاير ..

==

"ثم جئت و فضحت نفسك يا سهيل .. و أنت تعلم أني من يريد الزواج من أخت حسام "

==

هنا رأيت ملامح الانهيار على وجه جليل .. صرخ :" أنت .. أنت شخص منبوذ سيء .. حقير و تافه و مستهتر "

==

أشار لخلفه قائلاً :" هناك .. مع بعض قطع متكسرة من كرسي جليل "



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 07:47 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثاني عشر

لا أدري كيف تمكن مهند بعد ذلك من الصعود و هو يمسك بجسدي بيد واحدة و اليد الأخرى بها يتمسك بالصخور .. و كنت أحرك ساقي بسرعة لكي يسقط ذلك المخلوق ..و بعد أن عضني فوق العشر عضات ..سقط أخيراً .. و كنت أتألم كثيراً .. و كم كنا في خطر كبير .. فمهند يتسلق ذلك التل المليء بالصخور ممسكاً بجسد أضخم من جسده ..و لم أكن أساعده أبداً .. بل كنت مشغولاً بالألم الكبير الذي يسيطر على ساقي ..
=
ها نحن في أعلى التل أخيراً .. جلست على الأرض بسرعة و رفعت طرف بنطالي .. لأرى منظر ساقي المريع .. و كيف كانت مليئة بالقرصات الواضحة ..كانت ساقي تنزف دماً .. مد مهند يده ناحيتي و قال و هو ينظر للطريق الذي سلكه سهيل و جليل و كمال .. :" انهض .. انهض حسام .. سوف نتوه إن لم نلحق بهم .. لقد اختفوا عن أنظارنا "
صرخت به :" ألا ترى ساقي أيها الأبله ؟ هل تظن أني أستطيع المشي ؟ "
و همست و أنا أنظر لساقي الجريحة :" ما هذا المخلوق العنيف ؟ .. "
جلس مهند و صار يتفحص ساقي مقطباً حاجباه ..ثم أخرج منديلاً من جيبه و صار يمسح عنها الدماء و ينظفها .. و أنا أصرخ متألماً ..ثم قال يترجاني :" ستستطيع المشي حسام .. أنها مجرد قرصات .. قم و دعنا نسير .. لكي لا نتوه "
صرخت به مغتاظاً :" ما بك أنت ؟ ليس لديك مشاعر ؟ إذ كنت خائفاً أن تتوه .. فلتلحق بهم وحدك "
تنهد .. ثم نزع ربطة عنقه و ربط ساقي بها و غطاها ببنطالي ..و خاطبني :" تريد الاستلقاء و الراحة هنا ؟ "
نظرت له لبرهة ثم قلت منفعلاً :" و كأنك مستاء مني ؟ على فكرة إذ كنت تظن أنك أنقذتني فعلاً فأنت مخطئ.. لم تفعل شيئاً.. سوى تأخيري بمحاولتك التافهة برفعي بيد واحدة حتى قرصتني تلك الحشرة .."
عض على شفتيه منقهراً ثم همس :" أنت شخص غريب مريض "
ثم نهض قائلاً :" أنا سأتبع البقية .. يبدو أن هذا المكان أعجبك و لا تريد مغادرته "
و مشى مغادراً .. لم أصدق ما أراه .. رأيته يغيب على أنظاري شيئاً فشيئاً حتى اختفى ..كدت أموت خوفاً و أنا أتلفت حولي .. مرت دقيقتان و أنا لازلت غير مصدق ..هل تركني مهند فعلاً ..؟
لا أدري كيف تمكنت من النهوض .. و صرت أحاول المشي بضع خطوات متألماً ..وجدت أحدهم من بعيد يمشي ناحيتي .. ضحكت فرحاً ..و حاولت المشي لأقترب منه صارخاً :" مهند .."
و كان مهند فعلاً .. لكنه عاد لي مستاءاً حزيناً .. اتجهت له بسرعة و طوقته قائلاً :" ظننتك تركتني "
و ضربت كتفه بخفة ضاحكاً :" لأول مرة أشعر أنك مهم بالنسبة لي .. و أني أحتاج لك "
تنهد مستاءاً .. فسألته :" ما بك ؟ غضبت لأنني قلت لك ................... "
قاطعني :" لا .. "
ثم أخرج من جيبه شيئاً لم أفهم ما هو إلا بعد أن دققت فيه .. كانت عجلة كرسي جليل المتحرك .. صحت مصدوماً :
" أين وجدتها ؟ "
أشار لخلفه قائلاً :" هناك .. مع بعض قطع متكسرة من كرسي جليل "
" رباه ! "
نكس رأسه مستاءاً .. ثم قال فجأة :" لماذا لم تخطر ببالي هذه الفكرة من قبل ؟ "
و أخرج من جيبه هاتفه قائلاً :" كان يجب أن نتصل بهم لنعرف مكانهم "
قلت بحماس :" نعم فلتتصل هيا "
قال و هو يضغط الأزرار :" سأتصل بسهيل .. لأن كمال كان يضع هاتفه في السيارة و جليل ربما سقط فأسقط الهاتف "
توجعت .. جليل ربما سقط ؟ أنه أضعف من أن يسقط على هذه الصخور الحادة .. تنهد مهند و هو يعيد هاتفه لجيبه :
" خارج الخدمة "
و ضرب كتفي ضاحكاً :" ها أنت تقف على قدميك .. ما هذا الدلال ؟ "
ضحكت :" و أنت ؟ كم أنت قاسي .. لماذا ...... "
صعقنا بصوت قوي مرعب .. كأنه صوت وحش كبير استيقظ للتو .. هذا ما شعرت به .. رأيت أوراق الشجر تتطاير ..
ركضت مع مهند مسرعاً ناسياً ألم ساقي ..
=
بعد ركضنا المتواصل رأينا شيئاً أشبه بالكهف ..من حوله الأشجار المتشابكة .. يصدر منه أصوات مخيفة للغاية ..صرخت بمهند :" فلنهرب مهند .. "
رأيته يحملق بالكهف مقطباً حاجباه .. ثم قال :" أترى ؟ "
من دون ألتفت صحت مرعوباً :" رباه !!!! "
أمسك بي و همس :" أنظر "
و أنا أشدد من قبضة يدي نظرت لذلك الكهف فراعني منظر ضوء مخيف يصدر منه .. صرخت مرتاعاً .. فقاطعني مهند :
" هيه أجننت ؟ .. أنهم البقية "
و اتجه نحو الكهف بكل بساطة و أنا متسمر في مكاني ..دخل هو الكهف ..و غاب أن أنظاري .. ثم سمعت صدى ضحكات مألوفة .. بسرعة ركضت نحوه فكان بداخلهم البقية و كم سُعدت لرؤتيهم ..
=
قال جليل و هو ينظر للنار التي أشعلوها:" نعم حسام .. تحطم الكرسي تماماً "
نظرت له لبرهة.. و كان وجهه مخضب بالأتربة و قميصه ممزق ..
قلت :" لا بأس .. فجسدك ضئيل و سهيل ضخم و قوي و يستطيع حملك .. "
رأيت كمال و سهيل قد انفردا في زاوية ما يتحادثان بحدة .. اتجهت نحوهما و اختبئت خلف احدى الصخور لأسمع كمال يقول :" ثم جئت و فضحت نفسك يا سهيل .. و أنت تعلم أني من يريد الزواج من أخت حسام "
همس سهيل بغضب :" أنا أحق يا كمال .. و أنا من فكر فيها قبلك "
" لعلمك جميعنا فكرنا فيها منذ أن رأيناها لكن على مستويات .. حتى مهند لمح لي أنه يريد خطبتها لكن بعد أن يكون نفسه .. و جليل أيضاً .. لمح لذلك .. لست أول شخص فكر فيها لكن أول شخص صرح برغبته بغباء "
صرخ سهيل :" مهما فعلت .. فهيام لي .. و أنا من سيتقدم لها "
قال كمال بثقة :" أنا قلت أني سأتزوج أخت حسام يعني سأتزوجها .. و سترى "
صدمت !! جميعهم يريدون الزواج من أختي ؟ هذا غير معقول ؟..
عدت لأرى مهند يخاطب جليل من بعيد دون أن ينتبه لي :" و تظن نفسك جدير بها ؟ "
أجاب جليل :" أكثر منك يا مستهتر يا مزعج يا ..."
قاطعه مهند :" رغم ذلك .. كل فتاة لو خيرت بين خريج سجون و معاق ستختار خريج السجون "
هنا رأيت ملامح الانهيار على وجه جليل .. صرخ :" أنت .. أنت شخص منبوذ سيء .. حقير و تافه و مستهتر "
ضحك مهند بسخرية ثم قال :" كل فتاة تتأثر بمظهر خاطبها بنسبة خمسٌ و تسعون بالمائة .. لو فرضنا أني تقدمت لأخت حسام .. ماذا سترى .. رجل يقف على قدميه ..و هذا أقل شيء تتمناه الفتاة..أما أنت لو تقدمت لها سترى رجل لا يسمى رجل من النظرة الأولى .. على كرسي متحرك و جسد ضئيل و ساقين تثيران النفور و وجه شاحب"
عض جليل على شفتيه قهراً .. و تمتم :" أ .. أنت .. أنت .."
ثم نكس رأسه بقهر .. و قال :" هذا إذ كانت فتاة عادية .. "
نهض مهند و أشعل سيجارته و مضى نحو ناحية أخرى .. لا أدري بماذا شعرت حينها .. أختي .. ربما ستكون السبب في تشتت هذه المجموعة .. لكني إلى الآن لا أصدق .. بعد كل هذه السنوات تحظى هيام بأربعة معجبين و متلهفين للزواج بها .. أربعة دفعة واحدة ؟!! شيء غريب ..




و همس و قد جحظت عيناه غضباً :" سأقتلك "

==

استدار لي سهيل صارخاً :" لماذا تدافعون عن شخص كهذا ؟ ..لماذا لا يزال معنا .. لماذا لا نتعاون على رميه من المنحدر ؟ لماذا تتقبلون منه كل شيء يفعله .. أتساءل هل يستحق منكم هذا ؟ "

==

صرخت به :" تتفاخر بعضلاتك على شخص مريض ؟ "

==

احمر وجه مهند غضباً .. و هو يعض على شفته


>> الجزء الياي حماسي .. و الجزء اللي عقبه أنصحكم تقرونه لانه مهم و هم حماسي ..

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 07:48 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثالث عشر

صرنا نمشي في تلك الغابة المخيفة نبحث عن الطريق العمومي .. حينها كانت الساعة الواحدة صباحاً .. قال جليل الذي كنت أنا و سهيل نمسك به :" الساعة الواحدة .. لسوف تقلق علينا أهالينا "
و قال كمال :" نعم .. أختي وحيدة الآن في المنزل لأن والدي مسافران .. ربي احفظها "
و قال سهيل :" أمي شديدة القلق علي .. لربما لا تنام الليلة "
و قلت أنا :" زوجتي لن تخاف علي بل ستشك في"
و التفت سهيل لمهند و شد شعره بخفة و قال :
" الوحيد المرتاح هو مهند .. لن يقلق بشأن أهله لأنهم لا يعلمون عنه شيئاً .."
انزعج مهند و هو يرتب شعره ..و قال كمال :
" فعلاً .. حتى لو تأخر حتى أذان الصبح لن يعلم عن أمره أحد و لن يحاسبه أحد "
نظر إلينا مهند من طرف عين .. ثم همس :" فعلاً .. مرتاح "
فسألته بجدية :" ألن تعود المياه لمجاريها ؟ "
نكس رأسه .. ففاجأه سهيل بضربة على رقبته قائلاً :" لن تعود لأنه لا يريد أن تعود .. هل هناك شخص يكره أهله "
أبعد مهند يد سهيل عنه بغضب و قال :" أولاً .. ليس من شأنك .. و علاقتي بأهلي أنت لا تعلم عنها شيئاً .. و في المرة القادمة لا تمد يدك علي حتى لو كان مزاحاً .. فإن لم تكن تعلم يدك تسبب أذى أكبر من مما تتصوره "
قال سهيل بحدة :" أنت من يصر على توتر العلاقة بيني و بينك .. لا فائدة .. شخص مثلك لا يحاول اصلاح ما تلف.. أيها القصير القزم "
نظر إليه مهند مشتعلاً ثم قال :" للمرة المائة .. أقول لك نادني باسمي و لا داعي لهذه الألفاظ التافهة "
و قال سهيل بحدة أكبر :" ألم تتساءل لماذا نناديك بهذا اللقب .. لا لتصغير حجمك و تحقيرك .. بل لأنك حقير أصلاً "
احمر وجه مهند غضباً .. و هو يعض على شفته .. ثم قبض على قميص سهيل ففوجئنا بسهيل يبدأ مشاحنة عنيفة معه .. أسرع كمال لايقافهما بينما كنت أنا أمسك بجليل ..و لم يستطع كمال فعل شيء .. صاح جليل :
" سهيل كفى .. كفى .. "
لكن الاثنان غرقا في عراك مخيف عنيف .. و كان كمال يحاول الامساك بسهيل لكنه لم يستطع .. رأيت سهيل خلع معطفه مستعداً ليغرق في العراك بشكل أعمق .. ثم لوى بيد مهند للخلف .. مهند بيده الأخرى أخرج من جيبه مقص الأظافر الخاص به .. صرخت به :" لا .. مهند " ..
لكنه لم يكترث .. و غرس ذلك المقص في ذراع سهيل ..صرخ سهيل متوجعاً .. ثم ترك مهند و وضع يده اليسرى على ذراعه اليمنى .. و همس و قد جحظت عيناه غضباً :" سأقتلك "
ابتعد مهند و يلهث و حبات العرق واضحة على وجهه المحمر ثم قال و هو يمسك بالمقص :
" إن اقتربت .. سأريك ماذا سأفعل بك "
سهيل و هو يتنفس بصعوبة.. و قد احمرت عيناه بشكل مرعب :" أرني "
صرخت بهما :" كفى .. كفى "
اقترب سهيل من مهند الذي يمسك بالمقص بقوة .. فوجئنا بمهند يهاجمه بالمقص .. صعقت عندما رأيته يغرس المقص في كتفه بقوة .. بسرعة سحب سهيل المقص و رماه في اتجاه آخر ..صرخ جليل :
"سهيل .. سهيل .. عد .. لا تتشاجر معه أكثر "
التصق مهند بشجرة ما و هو يلهث .. و صاح كمال و هو يمسك بسهيل :" كفى سهيل .. مهند مريض "
دفعه سهيل بقوة ..و قال :" أهذا مريض ؟ .. يا له من متوحش "
و ركض ناحية مهند .. بينما مهند تلفتت حوله بسرعة ..عندما بلغه سهيل حاصره بذراعيه .. نظر إليه مهند برعب ..
تركت أنا جليل على الأرض و ركضت نحو سهيل و أمسكت به قائلاً :" سهيل .. سهيل أرجوك "
استدار لي سهيل صارخاً :" لماذا تدافعون عن شخص كهذا ؟ ..لماذا لا يزال معنا .. لماذا لا نتعاون على رميه من المنحدر ؟ لماذا تتقبلون منه كل شيء يفعله .. أتساءل هل يستحق منكم هذا ؟ "
نظرت لعلامات الخوف البارزة على وجه مهند المحمر ..و صرخت بسهيل :" لن أتركك تؤذي مهند "
نظر لي سهيل بدهشة .. ثم قال :" أنصحك أن تبتعد يا حسام "
صرخت به :" تتفاخر بعضلاتك على شخص مريض ؟ "
دفعني بيده قائلاً :" فلتبتعد .."
و مد يده ناحية مهند و قبض على قميصه ..و خاطبه :" إذ كنت جبان هكذا ؟ لماذا تجرأت و جرحتني بذلك المقص ؟ "
أسرعت و سحبت يده عن مهند و سددت قبضة يدي ناحية بطنه .. فصرخ متوجعاً .. ثم همس لي :
" لا أريد أن أؤذيك حسام .. ابتعد أرجوك "
و دفعني بقوة ... حينها جاءنا صوت قوي مخيف زلزل قلوبنا ..

قال سهيل :" أمعقول ؟ .. الساعة الآن متأخرة .. ماذا تفعل فتاة في هذا الوقت ؟ "

=

.. فصعقنا بجثة رجل مرمية أمام سيارتها

=
ارتبكت هي أكثر و صارت تنحرف عن مسارها .. صرخ سهيل بانفعال :" الرجل وراءك .. أنظري خلفك أرجوك "

=

نظر لي كمال بعمق ثم همس :" لو ترك مهند التدخين و تقدم لخطبة أختك هل ستوافق ؟ "



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 07:49 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الرابع عشر

ركضنا بسرعة نتخطى الأشجار المتشابكة .. سهيل كان يحمل على ظهره جليل ..كنت أنا بطيء قليلاً .. فكنت في المؤخرة و أشعر بذلك الصوت المرعب يخترقني ..و مهند و كمال في المقدمة .. أثناء ركضنا المتواصل الطويل كل واحد منا تعرض أما للسعة حشرة .. أو سقوط في حفرة ..أو تعرقل بحجرة .. و أنا تعرضت للثلاثة .. ارهقنا تماماً ..
غاب ذلك الصوت المرعب .. سمعت كمال يصرخ :" الطريق العمومي يا شباب "
صرخنا في وقت واحد :" أحقاً "
و ركضنا نتخطى الأشجار .. و أخيراً وقفنا نحن الخمسة نراقب الطريق العمومي الذي ظهر أخيراً .. صحنا بفرح و طوقنا بعضنا بعضاً .. صاح جليل :" الحمد لله .. الحمد لله "
نظرت لكمال بفرح و ضممته بقوة قائلاً :" رباه .. كنا قد فقدنا الأمل "
للأسف ظننا أن الطريق العمومي سيكون الحل و لكن الحل الأصلي هو سيارة الأجرة ..ظللنا ننتظر سيارة تمر ..مشينا في الشارع بارهاق ..قال مهند و هو يلهث :" رباه .. أشعر أننا سنموت قبل أن نصل لبيوتنا "
نظرت أنا لسهيل الذي يحمل جليل على ظهره .. أعانه الله ..أخيراً رأينا سيارة ضخمة تسير في الطريق ..كانت كالحلم الذي تحقق .. صرخنا و نحن نشير لها :" توقف .. توقف .." و وقفنا أمامها بسرعة ..توقفت أخيراً .. فجرينا نحو السائق و كان رجل يبدو في الأربعين من عمره .. نظر إلينا مستغرباً .. فصاح به كمال :" سيدي .. هل لك أن توصلنا معك "
قطب حاجبيه و هو يتفحص وجوهنا و ملابسنا الرثة بأنظاره ثم قال :" أ.. بصراحة لست مطمئن "
صرخ به سهيل :" لست مطمئن ؟ هل ترانا مجرمين مثلاً "
و اقترب منه مهند و قال بهدوء :" سيدي ..لقد تهنا في هذه المنطقة و خسرنا سيارتنا في مستنقع .. "
و خاطبته أنا :" فلتساعدنا أرجوك .. سوف ندعو لك في كل صلاة "
تفحصنا بنظراته ثم تنهد :" تفضلوا "
صعدنا السيارة الواسعة فكانت تكفينا نحن الخمسة.. شعرنا حينها براحة عميقة و نحن في السيارة .. و قصصنا حكايتنا بالتفصيل للرجل ..و ظننا أن الآن انتهت رحلتنا المرعبة.. الساعة كانت الثانية و النصف .. و كان الطريق فارغاً..
رأينا سيارة أمامنا .. سمعنا الرجل يقول :" أنظروا لمن في السيارة .. أنها فتاة "
قال سهيل :" أمعقول ؟ .. الساعة الآن متأخرة .. ماذا تفعل فتاة في هذا الوقت ؟ "
و قال جليل :" غضوا البصر .. غضوا البصر "
و انشغلنا بالحديث و كانت سيارة الفتاة تبعدنا بأميال لكنها لا تزال واضحة لنا .. فجأة توقفت ..حتى اقتربت سيارتنا من سيارتها قليلاً .. فصعقنا بجثة رجل مرمية أمام سيارتها .. نزلت هي من السيارة .. و تقدمت لرؤية الجثة ..قبل أن تطل هي على الجثة صعقنا بالجثة تتحرك و تزحف أسفل سيارة الفتاة .. و الفتاة واقفة حائرة ..ربما ظنت أنها تتوهم .. لكننا رأينا ذلك الرجل دخل السيارة من الباب الخلفي من دون أن تنتبه الفتاة !! كانت تحوم حائرة و لم تنتبه أنه في سيارتها ..
تبادلنا نحن النظرات مصعوقين .. و صدمنا بالفتاة تعود للسيارة و تصعدها دون أن تنتبه للرجل الذي يجلس في الخلف و الذي اختبئ في المقاعد الخلفية .. صرخنا نحن في وقت واحد :" لا !!!!!!!!!"
حركت هي السيارة و مشت بها .. بسرعة قاد الرجل ذو الأربعين السيارة و هو يقول بقهر :" رباه .. "
و بات يضرب بوق السيارة لينبهها و صرنا وراءها مباشرة .. فكانت مرتبكة و منزعجة تظننا نحاول معاكستها .. فتح مهند النافذة و صاح بها :" وراءك .. أنظري وراءك .. "
ارتبكت هي أكثر و صارت تنحرف عن مسارها .. صرخ سهيل بانفعال :" الرجل وراءك .. أنظري خلفك أرجوك "
و لم تكن تنظر للخلف أبداً سوى أنها ترمقنا من خلال المرآة و لا أدري كيف اختبئ ذلك الحقير لم تنتبه له إلى الآن ..
أسرع الرجل ذا الأربعين بالسيارة حتى صرنا بجانبها ..صرخ بها كمال :" خلفك يا فتاة .. خلفك رجل يريد ايذائك .."
و صاح جليل:" أخرجي من السيارة "
نظرت إلينا و هي تبكي خوفاً .. ثم صرخت :" ألا تخجلون ؟ كلكم على فتاة ضعيفة "
خاطبتها بانفعال :" لا .. لا تفهمينا خطأً .. سوف يؤذيك ذلك الرجل "
صعقنا بها تفقد سيطرتها على السيارة و تنحرف إلى الصخور الكبيرة .. من قوة الانحراف .. انقلبت السيارة على أحد جانبيها ..و بدأت بالاشتعال .. صرخنا رعباً .. و أوقف الرجل ذا الأربعين السيارة .. خرجنا و ركضنا نحو سيارة الفتاة .. فتح الرجل ذو الأربعين الباب و صرخ بالفتاة التي بدأ الدم يبلل خمارها و وجهها :" أخرجي .. أخرجي "
همست باكية :" لا سامحكم الله يا منحرفين .. "
صرخت بها :" أقسم لك أننا نريد انقاذك .. أخرجي .. أقسم أننا لن نمسك بسوء .. فقط أخرجي .. ستموتين "
أسرع كمال للباب الخلفي و فتحه صارخاً :" الرجل سيموت "
تعاون سهيل مع كمال في اخراجه و كان مغشاً عليه ..و يبدو أنه تعرض لضربة قوية برأسه ..قال مهند للفتاة مشيراً للرجل .. :" هذا من كنا نريد أن ننبهك على وجوده .. "
تمايلت هي تتألم برأسها .. صرخنا :" ستموت الفتاة "
و التفت أنا للرجل ذو الأربعين :" عليك نقلها لسيارتك "
احمر وجهه ثم قال :" مستحيل "
و قال مهند مؤيداً :" اعتبر نفسك والدها .. "
و قال كمال :" بسرعة قبل أن يموت الاثنان .. "
قمت أنا و سهيل بنقل الرجل للسيارة و تركناه على المقعد الأمامي .. وقف الرجل ذو الأربعين ينظر للفتاة ..مد يديه مرتبكاً .. ثم همس :" أستغفرك يا رب .. "
ثم صرخ بنا :" غضوا أبصاركم .. "
و أخيراً حملها من سيارتها و نقلها لسيارته و تركها على المقاعد الخلفية .. بينما ساعدت أنا جليل على الخروج ..صعد الرجل سيارته و هتف بنا .. :" ظلوا هنا .. سأعود لكم .. "
=
حتى السادسة صباحاً .. كان لازال لدينا أمل بعودة الرجل.. سهيل استلقى على الأرض و نام .. جليل يجلس وسط الأعشاب ساهماً ..مهند أخرج علبة سجائره و صار يدخن .. ملابسه رثة و ممزقة إلا أن علبة السجائر لازلت تبدو جديدة ..لم يمسها أي سوء .. للعلم .. جميع هواتفنا النقالة فقدناها ..كمال بقي يتحدث معي عن سهيل :" أنه بدا لي في هذه الرحلة أسوأ مما كنت أتصور "
و قال :" و كيف قال ما قال عن أختك .. كيف رضيت ؟ "
أشحت بوجهي .. فهمس هو :" لو تقدم سهيل لخطبة أختك .. هل ستوافق ؟ "
زفرت .. ثم قلت مغيراً الموضوع رافعاً طرف بنطالي .. :
" أنظر .. ربطة عنق مهند الأنيقة جفت عليها دمائي .. أتساءل إن كان سيستعيدها أم لا "
و قلت مبتسماً :" لقد هزأت مهند كثيراً .. لكنه كبر في عيني .. فقد اكتشفت أنه رغم كل عيوبه إلا أنه طيب القلب و يشعر بمن حوله .. رغم أننا كنا دائماً نصفه بعديم الاحساس .. لكنه بدا لي أكثر شخص يشعر بالناس "
و نظرت إليه و هو يمشي و يدخن و قلت مبتسماً :" و لو يترك التدخين ... لكان فعلاً شخص مثالي "
قال باستنكار :" الآن العيب الوحيد في مهند أنه يدخن ؟"
" مم ..تقريباً "
نظر لي كمال بعمق ثم همس :" لو ترك مهند التدخين و تقدم لخطبة أختك هل ستوافق ؟ "

ثم ضرب كتف مهند ضاحكاً :" آسف .. لأني مزقت قميصك الأنيق .. "

=

فرأيت جمانة تنظر لي بلهفة و دموع تملئ مقلتيها .. همست :" لماذا ؟ .. "

=

" أنسيت ؟ سيذهب ليجري عملية تجميل بساقيه "

=

" أريد أن أتقدم لخطبة أختك .. "

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 07:52 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بـراءة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الخامس عشر
نظر لي كمال بعمق ثم همس :" لو ترك مهند التدخين و تقدم لخطبة أختك هل ستوافق ؟ "
نظرت له باستياء و صرخت :" كمال ما بك ؟ تصر على الحديث في هذا الموضوع الحساس المحرج ؟ "
سمعنا صوت مهند يهتف :" عاد الرجل "
رفعت رأسي فرأيت سيارة الرجل ذا الأربعين و هو تقبل نحونا .. ابتسمت بفرح .. و نهضت و نهض كمال .. و رحت أوقظ سهيل ..بلغنا الرجل و أوقف سيارته و هبط منها .. صحت به ضاحكاً :" كم أنت رائع "
=
أمام منزل كمال .. هبط و هو يخاطب الرجل :" أشكرك يا ابن الأصول ..كم أنا ممتن لك "
و استدار لنا قائلاً :" و أنتم يا شباب .. سنلتقي فيما بعد "
صحت به ساخراً :" احذر لكي لا تخيف أمك "
و ضحك سهيل :" لسوف يظنونك لصاً "
و قال مهند :" قبل أن تدخل اتصل بالاسعاف "
ابتعد قائلاً :" تحبون السخرية .. وداعاً .."
=
أمام منزل جليل .. هبطت أنا و أمسكته من جانب و سهيل أمسكه من جانب ..قرعنا الجرس .. فخرج والده و اندهش و هو ينظر لجليل .. و صاح :" جليل .. لماذا سهرت من دون أن تقلنا يا بني .. أخفتنا عليك .. و أين كرسيك ؟ "
قال جليل :" لا بأس أبي .. سوف أحكي لك ما جرى .. "
=
أمام منزل سهيل ..قبل أن ينزل قبل رأس الرجل ثم ضرب كتف مهند ضاحكاً :" آسف .. لأني مزقت قميصك الأنيق .. "
ضحكت و أنا أنزع ربطة عنق مهند من ساقي و رفعتها قائلاً :" المسكين مهند .. تمزق قميصه و تلوثت ربطة عنقه .. أناقته كلها تلاشت " و قهقت ساخراً ..
تنهد مهند مستاءاً .. فعاد سهيل يضرب كتفه و يقول :" هيه ..لا تتظاهر بأنك منزعج مني .. "
و أشار لكتفه ثم لذراعه و قال :" أنظر ماذا فعل مقصك بي .. من المفترض أني أنا من أغضب "
قال مهند بنفور :" اهبط .. اهبط .. "
خرج سهيل قائلاً :" وداعاً .. "
=
و في الطريق يخاطب الرجل ذو الأربعين مهند :" الآن أين منزلك ؟ "
" عمارة الشروق .. هل تدلها ؟ "
قلت أنا بسرعة :" اتجه نحو شارع الأسواق في آخره ستجد منزل مهند "
التفت لي مهند و نظر لي لبرهة ثم عاد يقول للرجل :" عمارة الشروق لو سمحت سيدي "
قال الرجل ذو الأربعين مستغرباً :" الآن ماذا ؟ العمارة أم المنزل ؟ "
قلت أنا :" المنزل يا سيدي .. "
و نظرت لمهند الذي ينظر لي بعمق ثم همس :" أنت تعلم أني على خلاف مع أهلي منذ أكثر من عشر سنوات "
شهق الرجل :" عشر سنوات ؟"
تنهد مهند .. فخاطبته أنا :
" سوف تبقى قليلاً هذا الصباح مع أهلك ..لربما تعود المياه لمجاريها ..ثم عد إلى شقتك متى شئت "
عبث بشعره ثم قال بضيق :" بصراحة .. ليس لي مزاج للعتاب و الصراخ "
قاطعته :" كل مرة تتحجج بهذه الحجة السخيفة ..سوف آتي معك أيضاً .. "
نظر لي لبرهة ثم قال مشيراً لملابسه :" على الأقل سنبدل ملابسنا و نرتاح "
=
الرجل أوصل كل واحدا منا لشقته..تحسست أنا جيبي .. رباه مفتاح الشقة ليس معي .. قرعت الجرس .. بعد ثوان سمعت صوت جمانة :" من ؟ " .. أجبت ضاحكاً .. :" أنا زوجك .. حسام "
بسرعة فُتح الباب .. دخلت .. فرأيت جمانة تنظر لي بلهفة و دموع تملئ مقلتيها .. همست :" لماذا ؟ .. "
مسحت شعرها مبتسماً .. ثم قلت :" سأحكي لك شيء لكن فيما بعد "
لجأت لسريري و نمت إلى الساعة التاسعة .. ثم استيقظت لأستحم و أحكي القصة لجمانة .. و كنت حقاً في قمة جوعي ..اتصلت بمهند حيث جاءني صوته الناعس :" هاه حسام .. ماذا عندك ؟"
"هل نسيت يا مهند ؟ سنذهب لمنزل أباك "
تنهد :" انسى الأمر حسام "
=
في يوم آخر في مقر عمل مهند .. جلست أراقبه و هو يتناقش مع أحد الآسيوين ..عن عدد الأقمصة التي خاطها ..لم أكن أتخيل أن مهند سيعمل في شركة خياطة يوماً .. اقترب مني مستاءاً و جلس بجانبي و هو يتفحص ورقة ما ..ثم قال :" جليل أنهى اجراءات السفر .."
قلت مستغرباً :" سفر ؟ "
" أنسيت ؟ سيذهب ليجري عملية تجميل بساقيه "
قلت مندهشاً :" بهذه السرعة ؟"
--
مرة من المرات كنت أساعد سهيل في تصحيح أوراق الامتحانات .. رفع رأسه و نظر لي قائلاً :
" حسام ..ما رأيك بشكل لحيتي ؟ "
بات سهيل يسألني عن رأيي في كل شيء فيه .. فيزعجني ..
و مرت الأيام .. عادية ليس فيها شيء مميز .. سوى تلميحات من الأطراف الثلاثة للزواج من أختي لكني كنت أتجاهلهم .. سهيل يتأكد من اعجابي به .. كمال يحاول جاهداً تطوير محله أكثر فأكثر و يحاول أن يسألني عن هيام بطريقة غير مباشرة .. مهند تلمع في عينيه نظرة استياء شديدة الوضوح عندما يحاول كمال ابراز نفسه لي و تلميحاته أنه جاهز للزواج ..لكني أشعر أن مهند لا يستطيع أن يصارحني برغبته مستقبلاً لأنه يعلم رأيي جيداً ..
بصراحة .. لو سألتموني من هو الأفضل من بين أصدقائي سأتحير .. ربما سهيل .. لكني لا أتخيله زوجاً لهيام .. بل لا أتخيل أي واحد من هذه المجموعة زوجاً لأختي هيام ..
--
أثناء ما كنا نحن الأربعة نتناول الغداء مع بعضنا البعض ..قال كمال و هو يبتسم بارتباك :" حسام .. أظن .. أن حان الوقت لأفتح معك موضوع مهم و مصيري بالنسبة لي "
انقبض قلبي .. و رأيت ملامح مهند قد تغيرت .. و كذلك سهيل .. فعدت أنظر لكمال و أجبت :" موضوع مهم ؟ تفضل "
تنهد و تفحص وجه مهند القلق و وجه سهيل الثائر و الذي يتحرك في مكانه لا يستطيع الثبات ..ثم قال منكساً رأسه :
" أريد أن أتقدم لخطبة أختك .. "
الاثنان متسمران .. أما أنا فدرت ببصري في جميع أنحاء المطعم هروباً من أنظار كمال الثاقبة ثم أجبت متوتراً :
" بصراحة .. فاجأتني "
تنهد كمال و قال مرتبكاً :" أ.. على العموم .. لست مستعجلاً .. أريد رأيك أنت أولاً .. أنا أنظم أموري الآن و حتماً سأكون جاهزاً بعد اسبوع و أتمنى أن يكون رأيك ايجابي "
صُدمنا بسهيل يقول :" بصراحة .. كمال أخطأت .. أخت حسام لا تناسبك "
التفتنا لسهيل بسرعة .. و قال كمال بحدة :" لماذا ؟ هل تعرفها ؟ هل تعرف ما هي شخصيتها لتحدد هذا ؟ "
نكس سهيل رأسه فقال كمال :" حسام الوحيد الذي سيحدد ما إذا كانت أخته تناسبني أم لا "
حينها سمعنا مهند يقول خافضاً أنظاره محدقاً في الشوكة التي بيده :" كمال .. إذ كنت ستتقدم لخطبة أخت حسام عليك الكشف له عن كل الأمور التي تمارسها .. سواء كان سلبية أم ايجابية "
نظر كمال لمهند بنظرة قاتلة ..ثم قال بغضب :" ماذا تقول مهند .. حسام يعلم كل شيء عني "
نظر مهند لكمال بنظرة عميقة ثم همس :" أمتأكد ؟ "
!!!

..اكتشفت أن جليل لا يبالي بأي أحد من أصدقائه ..

=

تسمر سهيل مصدوماً ..احمر وجهه و انتفخت أوداجه ثم صرخ فزلزل الغرفة :" حقير .. حقير "

=

لم أحصل على أي معلومة من مهند و كم كان كتوماً من هذه الناحية

=

جليل قال لهما أنه سيقنعني في رفض كمال لكنه فعل شيئاً آخر



 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب لا يأتي سيراً على الأقدام, الحب لا يأتي سيراً على الأقدام للكاتبه براءة, القسم العام للروايات, الكاتبه براءة, شبكة ليلاس الثقافية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:37 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية