كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
هل الذي تسمعه خفقات قلبه أم قلبها؟ لم تستطع التمييز ... رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه ثانية فإذا بعينيه مفتوحتين تقريباً تنظران إليها. رفعت يديها عن صدره وقد اعتلى وجهها الأحمرار، لكنه طوى أصابعه على يدها وشد يدها إلى صدره ثانية.
- علمت انك ستصلين إلى هنا ... أهلا بك في فراشي ليدي.
- لا ... لا ... ليس هذا سبب وجودي هنا.
تسللت يده إلى ذراعها ثم إلى كتفها، وفي الوقت نفسيه تسللت ذراعه الأخرى تجدبها إليها. قال هامساً:
- لقد لامست جبيني، وخدي، ثم صدري بنعومة ... أفعلي هذا ثانية .
- انا ... أنا ... كنت قلقة عليك ... هذا كل شيء ... كنت جامداً وبارداً، ولم أكن واثقة ما إذا كنت فاقد الوعي أم ميتاً.
- قصة محتملة ... ولكنك أردت أن تكوني معي ... وستبقين معي با حبيبة قلبي ...
-لا !
حاولت التحرك، لكنها وجدت نفسها تقع على ظهرها فجأة, وأحست بذراعه تطوقها وبرأسه يستقر على صدرها وكأنه يضعه فوق وسادة, همس :
- دعيني أنام هكذا ... ستدفئيني، قد تزيلين ألم رأسي إذا دلكته لي، فهذا أقل ما يمكنك فعله بسبب ما فعلته بي .
- آوه ... ولكنني قلت لك إنني آسفة، لم أقصد إيذاءك ... هل أحضر لك المزيد من الأسبرين؟
-لا اريد الأسبرين, ما أريده هو أن تشاركيني الوسادة.
ثقل رأسه، وقسا فمه، بينما توسلاته لمساعدته على إراحة ألمه كانت تثير في داخلها مشاعر لم تكن تعرفها. فذهبت بذلك كل اعتراضاتها أدراج الرياح ... أخذ المد الدافئ من المشاعر الناعمة يدفعها إلى أن تهب المواساة لمن يحتاج إليها.
سمعته تتمتم ثانية:
- انت دافئة، وقوية. كنت أبحث عنك منذ زمن طويل ... زمن طويل جداً ...
ثم رفع رأسه ليقول بدهشة:
- من كان يتكلم؟
- أنت ...
- وماذا قلت؟
- لا شيء مهم ... إن ... إن ما قلته غير مفهوم. أظن أنه من الأفضل أن تعود إلى النوم.
حاولت الابتعاد عنه، ولكن ذراعه اشتدت حول خصرها:
- لا تذهبي ... ابقي معي الليل كله ...
كانت تستطيع الابتعاد بقليل من المقاومة، ولكنها لم تكن ترغب في مقاومته، ليس وهو متألم. أوه ... لماذا لا تعترف بالحقيقة؟ لماذا لا تواجه واقع الحال؟ إنها لا تريد تر كه وحده وهو مريض.
- أرجوك ابقي ليديا ... سأحس بالوحدة إن لم تبقي ... ابقي هنا معي ... نامي فقط ... لا شيء آخر ... نامي فقط.
انزلق رأسه قليلاً ... كانت حركة المركب الصامتة قد هدهدتها وجعلتها ترد بهدوء فتحركت أصابعها على غير إرادة منها برتابة فوق رأسه إلى أن هدأ ونام .عندها فقط حرکت لتجذب كيس النوم فوقهما معا، ثم استغرقت في النوم.
نهاية الفصل
|