كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
3- مد المشاعر
شق القارب الصغير ببطء المياه الصافية اللامعة بفعل أشعة الشمس وراح المجذافان يقرقعان فوق أوتادهما ... بينما راحت ليديا تراقب فقاقيع الماء وهي تخرج من تحت المجذاف كلما ارتفع فوق الماء، كانت طوال الوقت تحس بوجود كليف قبالتها, يجلس في منتصف القارب يراقبها هو أيضاً أثناء التجذيف.
جاءها صوته لاذعاً كالسوط:
- استرخي في منتصف القارب لئلا تفقدي القارب توازنه .
أحست بالغضب من لهجته الشرسة، فرمقته بنظرة نارية . فلاحظت أن في عينيه المتأملتين وجهها تعبيراً حسابياً يناقض تلك الابتسامة الخفيفة التي لوت أطراف فمه.
احترق خداها بنار الخجل ... فهي ليست ساذجة إلى حد يجعلها لا تفهم ما يريده منها.
اصطدم القارب بلطف بجسم اليخت الذي كانت المياه تحت ظله عميقة وخضراء، يلمع فيها انعكاسه باللون الأبيض والذهبي.
وضع كليف المجذافين داخل القارب، وأمسك بسلم صغير يتدلي من الجانب ، ثم قال آمراً:
- هيا ، ..اصعدي.
تسلقت ليديا السلم، ودخلت عبر فتحة في الحاجز إلى السطح. ودون أن تنظر خلفها توجهت نحو المقصورة الرئيسية, ثم دخلت الحمام، وأغلقت بابه وراءها بالمفتاح. هنا على الأقل ستكون بأمان .
خلعت قميصها، ثم جففت جسدها تماماً. لفت منشفة فوق جسدها وخرجت من الحمام تبحث عن ثيابها التي تركتها ليلة امس ملفوفة في غرفة القيادة.
من المطبخ الصغيرة, تصاعدت روائح اللحم المقلي ورذاذ القلي، فسال لعابها للصوت والرائحة. فلعقت شفتها وهي تحس بالجوع.
فتشت في غرفة القيادة ... فلم تجد ثيابها، تقدمت ببطء إلى المطبخ لتنظر إلى الداخل. كان كليف يقلب قطع اللحم في المقلاة، فسألته:
- أتعرف أين ثيابي التي ارتديتها ليلة أمس؟ .
فاستدار ينظر إليها:
- علقتها على الحاجز لتجف هذا الصباح .
شكرته بأدب هش أرادت منه أن تصنع حاجزاً بينهما.
صعدت إلى السطح لتأخذ ثيابها ... ستكون مؤدبة باردة, تتكلم فقط متى يوجه الكلام إليها وعندما سيجد أنها غير مثيرة أو صلبة ، سيرفض بقاءها معه مسروراً بإعادتها إلى أمير الدكاي.
عادت إلى الحمام فارتدت ثيابها الجافة المثقلة بالملح, التنورة الطويلة ليست مناسبة ليخت، لكنها أفضل من جينز كليف الثقيل ... إنها لا تريد ارتداء أي من ثيابه بعد الآن ولا تريد أن تقترب منه ... إنها تكرهه!
|