كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
وقال مارك:
"لا سأقوم بتجفيف نفسي بينما نمضي في الطريق تعالي الآن"
و اخذ مارك ملابسه عن رمال الشاطئ , ووضع السكين و المفاتيح في جيب بنطلونه الذي لم يكن قد خلعه ثم وضع ساعته في معصمه.
ووقفت ساشا تنظر اليه و هي تعجب لأنه في لهفة للحاق بها في البحر لم ينس ان يترك اشياءه الثمينة على الشاطئ و سخرت من نفسها في هده اللحظة لأنها كانت تعتقد انه لا يجيد السباحة.
ألقت ساشا بالمنشفة الى مارك و سبقته بعدما حملت رداء الاستحمام المبتل فوق ذراعها و تسلقت الصخور لتصعد الى الطريق العام و هي تتمنى في هذه اللحظة لو انها وافقت مارك على ركوب الدراجة البخارية.
كانت تشعر بالدفء بعدما خلعت رداء الاستحمام المبتل و لكنها كانت تجاهد للتمسك بما تبقى لديها من قوة لتتمكن من السير و العودة الى المنزل .
و عندما وصلا الى الطريق العام ، توقفت ساشا وهي تنظر الى الطريق و قد ازدحم بالسيارات المسرعة في الاتجاهين ، كانت تشعر باعياء شديد و شعرت برعب مفاجئ لأنها قد لا تتمكن وهي في هذه الحالة من عبور الطريق.
و امسك مارك بيدها يجذبها و هو يقول:
"الآن...تعالي بسرعة"
ثم توقفا في منتصف الطريق و انتظرا مرور بعض السيارات من الاتجاه المعاكس و عبرا الى الناحية الاخرى، وبعد ان وصلا بسلام ترك مارك يدها وسار الى جوارها في صمت.
و اخذت ساشا تفكر...لقد كان مارك غاضبا قبل مغادرتها المنزل ،و لكنها لا تدري موقفه الآن، ربما يكون ازداد غضبا و شعرت ساشا باليأس و هي تفكر في وضعها ، و كيف تكون نهاية هدا الكابوس الذي تعيشه الآن وبدت لها الحرية أبعد منها في اي وقت آخر.
كانت السباحة الى اليخت آخر محاولات الهرب فقد استنفدت كل قوتها، ولم تعد تستطيع السير بسرعة و كان مارك يتوقف بين لحظة و اخرى لينظر الى الخلف و ينتظرها لتلحق به ، و كانت ساشا تعرف انه يعتقد انها تفعل ذلك متعمدة ،لكنها لم تسرع الخطى بل كانت تشعر بقدميها ثقيلتين و لم يكن امامها إلا ان تجرهما جرا حتى تصل الى المنزل الدي بدا لها بعيدا جدا في دلك الوقت.
وسارا جنبا الى جنب في الطريق بصمت تام ، وكان السكون يلف المكان باستثناء صوت زمامير بعض السيارات بين آن و اخر، او صوت أرنب يقفز ليختبئ بين الحشائش على جانب الطريق . واخيرا وصلا المنزل .
و عندما دخلا و اغلق مارك الباب نادى احد الرجلين من الطابق العلوي فالتفت مارك الى ساشا و اعطاها المنشفة التي كان يحملها قائلا:
"انتظري هنا"
ثم هرع مسرعا الى الطابق العلوي.
ووقفت ساشا تنصت في سكون تام فسمعت اصوات حديث ، ثم اغلق باب غرفة في الطابق العلوي فخفت صوت الحديث ، حتى انها لم تعد تسمع شيئا.
وبدا لها غريبا ان مارك يتحدث الانجليزية برغم ان الرجلين اللذين رأتهما من قبل في المنزل لا يعرفان الانجليزية على الطلاق.
و لم تنتظر ساشا في البهو كما طلب منها مارك بل كانت تشعر بارهاق شديد فاتجهت بسرعة الى المطبخ حيث وضعت الحليب على الموقد لتدفئته ثم وضعت فيه بيضة و بعدما قلبته جيدا شربته دفعة واحدة. وكانت تشعر بالآم شديدة في معدتها و تعتقد ان ذلك ربما يكون بسبب الجوع الشديد الذي تشعر به لكنها مع ذلك لم يكن بمقدروها في هده اللحظة تناول اي طعام جاف .
|