منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207852.html)

Rehana 26-12-20 09:46 PM

26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
https://b.top4top.io/p_18212lzn91.jpg

راح نزل رواية... وعاد في المساء
للكاتبة... ماري ويبرلي

رواية من تدقيقي ... وشكرا لكاتبات رواية

المخلص

بعض الناس يتعودون تمضية العطلة في مكان معين ويحافظون على هذا التقليد كل عام .هكذا كانت ساشا التي لم تكن تدري ما ينتظرها في المنزل المعروف لافاليز في الريف الفرنسي ... هناك كانت تمضي عطلتها كل عام , وهذا العام وجدت نفسها أسيرة أشخاص غريبي الأطوار. حارسها مارك الروسي الأصل , القاسي الذي لا يرحم ,الى أين يستطيع ان يتبعها ، وكيف تستطيع ان تنساه ؟

الغلاف الاصلي للرواية

http://www.liillas.com/up3//uploads/...4bd1ec55d7.jpg

Rehana 26-12-20 09:46 PM

رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
 
روابط فصول الرواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

Rehana 28-12-20 09:59 PM

رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
 
1-العطلة المخطوفة

بدات تظهر من بين الأشجار الكثيفة معالم لافاليز ، احد المنازل القديمة ، وساشا تقود سيارتها الستروين الصغيرة وتقترب من نهاية الرحلة.
وإرتسمت على شفتيها إبتسامة وهي تمسك بعجلة القيادة ، فكان الطريق في هذه المنطقة وعرا الى حد ما ، ودخلت في السيارة احد المنحنيات وقد انساها شعور الوصول الى المنزل الذي تقصده لقضاء عطلتها متاعب الرحلة بالطائرة الى مطار نيس ثم الرحلة الطويلة التي اعقبت ذلك في السيارة التي إستأجرتها من المطار ، وتساءلت ساشا إذا كانت ستجد السيدة كاسيل في إنتظارها وقد إعتادت السيدة كاسيل أن تقدم للقادمين عصير الليمون المثلج وربما وجبة خفيفة من اللحم المقدد والزيتون.
كان الطريق وعرا ، فقد كان ممرا حجريا يصل المنزل بالطريق العام وكان الجو حارا للغاية بالنسبة الى هذا الوقت من العام في نهاية شهر ايار / مايو ، وقد بدت السماء كانها على وشك ان تمطر ، وتمنت ساشا أن تمطر السماء أن تمطر فعلا حتى يخفف ذلك من شدة حرارة الجو ، وأخرجت منديل ورق من حقيبتها ومسحت وجهها الذي إمتلأ بحبات العرق وهي تتعجل الوصول الى المنزل لتأخذ حماما باردا ، صحيح ان المنزل القديم لم يكن يحتوي حماما بمعنى الكلمة ، ولكن كانت فيه غرفة صغيرة مزودة بدوش ، وبدا لساشا وهي تمشي في الممر الضيق المؤدي الى المنزل ، أن الأسوار الحجرية العالية التي تحيط به على وشك السقوط لكنها تذكرت أنها كانت هكذا دائما منذ ثمانية اعوام ، حين جاءت الى المنزل لأول مرة وكانت في ذلك الوقت في الرابعة عشرة من عمرها.

Rehana 28-12-20 10:03 PM

رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
 
وحوّلت نظرها لحظة عن الطريق وهي تنظر الى طير جميل وقف على احد النتوءات الحجرية البارزة في السور ، وعندما إلتفتت الى الطريق من جديد فوجئت بشيء غير متوقع ، دراجة بخارية تندفع مقبلة بسرعة من ناحية المنزل ثم تدور لتقف فجأة على بعد خطوات من سيارتها ، فضغطت بقدمها بطريقة لا شعورية على كابح السيارة لتوقفها.
وأعقب ذلك فترة من السكون يشبه ذلك الذي يسبق العاصفة وبعدما تمالكت أعصابها من جديد نظرت من نافذة السيارة، فرأت شابا ينزل عن الدراجة البخارية ويتجه اليها.
كان الشاب فارع القامة يصل طوله الى حوالي ستة اقدام وكان قوي البنية بدرجة واضحة ، اما وجهه الذي لوّحته الشمس فإكتسى باللون الأسمر الجذاب فظهر قويا بوجنتيه البارزتين وعينيه السوداوين وقد تهدل شعره الأسود فوق جبينه ، وكان يلبس سروالا قصيرا أزرق اللون ، وقميصا تركه مفتوحا في هذا الجو الحار وقد إنتعل حذاء من احذية الرياضة الخفيفة ، وبدت ساقاه وذراعاه وقد كساها الشعر الكثيف ، كان مظهره بوجه عام ينم عن القوة والرجولة.
ونظرت ساشا الى وجهه فلم تلمح اية مظاهر للغضب ، بل بدا لها كأنه يبتسم ، وفتحت ساشا باب سيارتها لتقف في مواجهة الشاب الذي بدا فارعا بالنسبة اليها برغم كونها لم تكن قصيرة وإبتسم الشاب وهو يقول بالفرنسية:
" انا آسف يا آنسة وأرجو ألا أكون قد سببت لك أي إزعاج ، لكنني لم أكن اتوقع ان أرى أي شخص هنا فهذا الطريق كما ترين ممر خاص".
فأجابت ساشا بالفرنسية ايضا:
" نعم... اعرف أنه ممر خاص".
قاطعها الشاب قائلا بالإنكليزية :
" أوه .>. أنت إنكليزية !".
نظرت ساشا اليه وقد بدت على وجهها معالم الحيرة وهي تقول :
" نعم... إنني إنكليزية ... ولكن ... كيف... عرفت ذلك؟".
فضحك الشاب الأسمر وبدت اسنانه ناصعة البياض وسط وجهه الذي لوّحته الشمس.
" عرفت ذلك من لهجتك... لا يستطيع أحد ان يخطىء في معرفة اللهجة الإنكليزية .... اليس كذلك؟".
ونظرت اليه ساشا من جديد وكان واضحا لها أنه لا يمكن باي حال من الأحوال ان يكون هذا الشاب الجذاب الذي يقف مواجهتها إنكليزيا أو فرنسيا وودت لو عرفت جنسيته ، لكنها لم تسأله وإكتفت بالرد قائلة:
" نعم هذا صحيح ... لكنني آسفة ايضا... فلم أوقع ان أقابل أي شخص في هذا الممر لأنني أعتقد أنه يؤدي فقط الى المنزل الذي اقصده".
ورد الشاب قائلا:
" هو كذلك فعلا... ولكن لماذا؟".
ولمحت ساشا في وجهه لحظة تعبير ينم عن الضيق ولكنه إختفى سريعا فردت قائلة :
" لآنني متجهة الى هذا المنزل".
ونظرت اليه ساشا وهي تبتسم فقد كان شابا وسيما ولو انه كان بادي الرجولة والخشونة وشعرت ساشا وهي تنظر اليه برجفة خفيفة ولكنها لم تستطع ان تعرف سبب ذلك.
ورد الشاب وقد بدأت الإبتسامة تغيب عن وجهه:
" لا بد أن هناك خطأ ما، فإنني اقيم في هذا المنزل ايضا".

Rehana 28-12-20 10:04 PM

رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
 
وتوقف قليلا قبل أن يضيف:
" مع عائلتي ، وسنمكث فيه لعدة اسابيع ، ثم اضاف وهو يهز كتفيه بطريقة بدت لها جذابة ، ولذلك لم تدعه ساشا يكمل كلامه فقد بدأت تشعر بالضيق فردت عليه في لهجة حازمة:
" لا... لا... إنني آسفة ... ولكن معي رسالة هنا في حقيبتي".
وإنحنت ساشا تبحث في حقيبتها عن الرسالة لتريها للشاب، ولذلك فقد فاتها ان ترى أحد الرجال يأتي من ناحية المنزل ، وفوجئت وهي تعبث بمحتويات الحقيبة بصوت رجل ينادي على الشاب بإسم مارك ثم يقول شيئا بلغة لم تعرفها.
ونظرت ساشا الى اعلى لتفاجأ على بعد خطوات منها برجل رمادي الشعر أتى على ما يبدو من المنزل في حيرة ينظر اليها وكأنه فوجىء بوجودها مع الشاب.
وإلتفت الشاب الى الرجل وتحدث اليه بضع كلمات سريعة غاضبة بلغة لم تكن غريبة على مسمعها وإن لم تكن تعرف ما هي فإتجه الرجل ناحية المنزل من جديد وهو يلوح بيديه كانه يعتذر ويقول أنه لم يكن يعرف.
وإلتفت الشاب الى ساشا وفي هذه اللحظة إكتشفت ساشا سببين مهمين أولهما أن وجه الرجل الرمادي الشعر ليس غريبا عليها وربما تكون رأته من قبل مرة واحدة ، والثاني أن هذا الشاب الذي يقف معها إسمه مارك وبدا لها هذا الإسم جذابا.
وبدا لساشا أن شيئا ما حدث وإن لم تكن تعرف ما هو وبدا الشاب نافذ الصبر وأشار اليها بيده وهي ما زالت تبحث عن الرسالة في حقيبتها بما يعني أنه لا داعي للبحث فالمسألة لم تعد تهمه.... ثم مد يده ليمسك بذراع ساشا وهو يقول:
" إسمعي يا آنسة ، يبدو واضحا أن هناك سوء تفاهم ، تعالي معي الى المنزل لنبحث هذا الأمر بينما نتناول بعض الشراب ، فالجو حار هنا".
وشعرت ساشا بيد دافئة تكاد تحرق ذراعها فنظرت اليه وإلتقت نظراتهما وفي هذه اللحظة رأت في عيني الشاب شيئا افزعها قليلا وجعلها تدرك على الفور أنه يجب عليها ان تمضي من هذا المكان ، ولم تكن تعرف تماما ما هو هذا الشيء ولكن كل ما تعرفه ان شعورا قويا بداخلها كان يحذرها من هذا الشاب ويدفعها الى الهرب بعيدا عن المكان.
حسنا حاولت ان تتماسك وان تبدو طبيعيةب قدر الإمكان وهي تقول له:
" حسنا ، ربما كنت على حق .... وربما يكون حدث خطأ ما... في أي حال لي عمة تقيم في كان ويمكنني ان اذهب اليها وزيارتها و....".
ولم يدعها الشاب تكمل حديثها ، بل قاطعها سريعا وهو يقول في لهجة لطيفة.
" لا.... لا أعتقد أنه يمكنك ذلك ، فليس من العدل أن ادعك تعودين أدراجك بعد كل هذه الرحلة الطويلة ، تعالي الآن".
ثم اضاف وهو يهز كتفيه بالطريقة الجذابة نفسها قائلا:
" سنعود الى المنزل الآن ، حيث نقرر ما يمكن أن نفعله ، وانا اكرر لك أسفي".
وإإلتفتت ساشا الى سيارتها وودت لو أنها عادت أدراجها فورا برغم مشقة الرحلة فقد إزداد هذا الشعور الغامض الذي يدفعها الى الإسراع بالهرب.
وإتجهت ساشا الى السيارة ومدت يدها الى الباب لتفتحه وهي تنظر الى الشاب بدا لها الآن كما بدا لها لأول وهلة جذابا الى درجة كبيرة ، هناك شيء آخر يبدو عليه الآن ، لا تستطيع ان تصفه ولكنه يملأها بالخوف ، ونظرت اليه وهي تحاول أن ترسم على شفتيها إبتسامة وهي تقول:
" لا بد أن اذهب الآن...".


الساعة الآن 11:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية