كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
واخذت تعمل ذهنها بسرعة ، ربما لا يكون احد الرجال في المنزل الآن ولكن ماذا لو رآها احد وهي تهرب بمفردها بدون ان يكون مارك معها.
كان احد الرجلين الذي قابلته في الممر الحجري يناهز الستين من عمره اما الآخر الذي كان يقف بباب المنزل فإنه أصلع وبدين ولن يمكنه الركض بسرعة للحاق بها ، وعندما وصل تفكير ساشا الى هذا الحد نظرت من جديد وبحذر شديد الى القضيب الخشبي ، فقد كانت تخشى أن يلاحظ مارك شيئا برغم إنشغاله في اعداد الشاي إذ كان يبدو لها يقظا أكثر من اللازم.
ترددت ساشا لحظة لكنها كانت تريد مغادرة المكان باسرع ما يمكن ... اين وضع مارك مفاتيح السيارة وتذكرت انها رأته يضعها في جيب السروال القصير الخلفي ، واخيرا قررت ساشا ان تنفذ خطتها وتضرب مارك بقضيب الخشب ثم تأخذ المفاتيح من جيبه وتهرب بالسيارة الى منزل العمة ماري في كان حيث يمكنها أن تتصل برجال الشرطة بعد أن تشعر بالامان وتبلغهم بأمر الرجال المجانين الذين يحتلون المنزل.
وإرتجفت ساشا وهي ترى مارك يلتفت اليها فجاة وهو يسألها:
" هل تريدين بعض السكر؟".
وتلعثمت ساشا وهي تجيب بالنفي فالأمر لا يهمها الآن إذ قررت الهرب ولن تشرب الشاي في أي حال.
ووضعت ساشا حقيبتها على المائدة بصورة بدت طبيعية وإتجهت الى الحائط القريب من القضيب الخشبي الذي اصبح في متناول يدها... لكن الموقف لم يكن قد حان بعد أن كان مارك يلتفت اليها قائلا:
" الماء يغلي في الأبريق ... هل تضعين الشاي؟".
فردت ساشا بالإيجاب وإتجه مارك الى أحد الرفوف ليحضر الاقداح وفي هذه اللحظة اسرعت ساشا بإلتقاط القضيب الخشبي وقد ملأها الخوف واليأس بالقوة ووجهته الى رأس مارك في ضربة قوية ، ولكن القضيب لم يصب رأسه بل أصاب كتفه الأيسر وتنبه مارك في اللحظة الخيرة لما تجرأت لما يحدث خلفه وأمكنه تلافي الضربة القوية على رأسه.
ولم تشعر ساشا إلا والقضيب الخشبي يختطف من يدها بسرعة ويسقط على الأرض بعيدا ، ووجدت نفسها فجأة وجها لوجه مع رجل تملّكه غضب جنوني وحشي ، وشحب وجهه وسقطت ذراعه اليسرى الى جانبه.
وتجمدت الدماء في عروق ساشا التي إندفعت تركض الى باب المطبخ في محاولة للهرب ، لكن مارك تبعها وأمسك بها وهو يصر أسنانه وبدت على وجهها علامات الألم وهو يزمجر قائلا:
" هكذا... في الوقت الذي تحاولين أن تقنعيني فيه انك بريئة".
قال مارك هذه الجملة المبهمة التي لم تستطع ساشا أن تفهم لها معنى ، وهو يسحبها الى غرفة الجلوس ويدفعها فوق أحد المقاعد ، ووقف مارك مواجهتها وهو يدلك كتفه اليسرى بيده اليمنى ، وإنكمشت في مكانها فوق الكرسي تنظر اليه ولكن شعورها بالخوف بدأ يخف الى حد ما ، لأنها أقنعت نفسها بأنه لو كان كان مارك يريد الإنتقام منها لفعل ذلك في لحظات الغضب الأعمى التي أعقبت محاولتها ضربه في المطبخ.
واخيرا قال مارك:
" والآن اريد أن أعرف منك كل شيء ، من أنت ومن اين اتيت ، وحاذري ان تقولي غير الحقيقة ، اين جواز سفرك؟".
" في حقيبتي في المطبخ".
قالت ساشا ذلك وهي لا تقوى على الكلام إذ شعرت بحلقها يجف فجأة وبدا لها ، وكأن الجو إزداد حرارة وتوجه مارك بدون ان ينطق بكلمة أخرى الى المطبخ وعاد حاملا الحقيبة التي قذف بها على ركبتيها وهو يقول:
" إفتحي هذه الحقيبة ، وأخرجي منها جواز سفرك فقط ولا شيء غير ذلك ، هل تفهمين؟".
|