كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
قفزت الى الأرض , وحاولت الاتجاه نحو الباب الرئيسي , تعثرت قدمها , فارتطمت بتمثال صغير. اتكأت عليه تفكر في مخرج من ورطتها . وصاحت بأعلى صوتها , فتجاوب صداه في اركان الكهف وارتد الى اذنيها .
يا للظلام المدلهم! كيف ستشق طريقها وتتبين معالمه؟ اين الباب ؟ كيف دخلت وظلت كل هذه المدة بدون ان يراها احد ؟ واين مضى العمال والفنانون الذي راقبتهم يرسمون بعض الرسوم ؟ بدا المكان مقفراً , يخيم عليه صمت القبور .
اخذت تزحف بصعوبة , ثم تبينت دهليزاً ضيقاً عبره . مرت دقائق معدودة خالتها دهراً مديداً . وهي لا تدري ما اذا كانت تتقدم الى الأمام ام تتجه نحو عمق الكهف وزواياه الغائرة .
واخيراً وصلت امام الباب الخشبي . مرت بيدها فوقه , باحثة عن القفل في وسطه , والآن اين المفتاح؟ كان الباب موصداً باحكام.
تراجعت الى الوراء , وراحت تتسلق بعض الدرجات حيث تراءت لها كوة مفتوحة في اعلى الجدار. زحفت ببطء شديد , ثم تدحرجت الى الأرض ثانية . توجهت نحو الباب ثانية . قبضت على مزلاجة وسحبته , فانفتح الباب اخيراً.
وقفت في الخارج والظلمة تلفها بوشاحها . كان عليها هبوط عدد من السلالم لتبلغ المدخل الرئيسي . وادركت ان هذه المهمة تستغرق ساعة من الزمن . تنفست بقوة لتتنشق بعض الهواء المنعش . ثم خطت خطوتها الأولى . ما هي الا لحظات . حتى كانت ركبتاها تصطكان ذعراص وهي تحت الخطى مسرعة . زلت قدمها , فالتوى كاحلها , وشعرت بزخز ألم حاد وكأنه مئات الأشواك. منتديات ليلاس
تابعت امسير مترنحة , وهي تتمايل ذات اليمين وذات اليسار. ارتسمت صورة جيلز امامها . اين هو الآن ؟ ماذا كان يفعل لو وجد نفسه في مأزق كهذا ؟ يا ليتها اصغت اليه وعادت معهم الى الفندق!
ظلت صورة جيلز تلازمها كالشبح . وقفت قليلاً زائغة البصر , مرهقة الاعصاب وجسمها به ألم شديد , صاحت بأعلى صوتها : جيلز ! جيلز !
ردد الوادي صدى الصوت , واستمرت في الصياح . وفجأة سمعت صوتاً بعيداً يناديها :
- ابيا . ابيا اين أنت ؟
وادركت لتوها انه صوت جيلز , بقيت في مكانها مستلقية على الصخور لا تستطيع حراكاً . وماهي الا لحظات حتى كان جيلز ينحني فوقها مؤنباً:
- يا لك من فتاة حمقاء! ماذا تفعلين هنا ؟ وفي هذه الساعة المتأخرة؟
اجهشت بالبكاء ورفعت ذراعيها نحوه . حملها برشاقة ومضى بها الى السيارة . كانت لا تزال العبارات تخنقها فلا تقوى على الكلام . التصقت به كطفلة صغيرة وجلة, والقت رأسها فوق صدره تستمد منه بعض الثقة والطمأنينة . وتمكنت من الاشارة الى الآلام المبرحة التي تكوي اعضاء جسمها قبل ان تتوقف السيارة امام الفندق بقليل.
حملها جيلز ثانية بين ذراعيه وهرع بها الى غرفته , ثم رفع سماعة الهاتف لستدعي الطبيب.
تحلقت حولها المجموعة المألوفة بكاملها , العجوز , وفيكي , وزوجها طوني . وراحت الاسئلة تنهال عليها , وهي تعاتي صداعاً رهيباً , ويزداد الوجع المؤلم في قدمها . وكان جيلز بجانبها على السرير , وهو يمسك بيدها يحاول تهدئة روعها .
قالت فيكي :
- يا للمصيبة ! انها فتاة مجنونة لا اجد تفسيراً لتصرفها .
اقتربت منها العجوز مستاءة :
- الحمد لله يا عزيزتي . انك لا تزالين على قيد الحياة , وهذا اهم شيء الآن .
|