كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - المسافرة - راكيل ليندسي - روايات قلوب عبير القديمة
قال :
- نعم ، ان ضميري يعذبني . ولكن كيف يمكننا خداع فيكي اذا تصرفنا تصرفاً مغايراً ؟
استشاطت ابيا غضباً :
- لا شك انك نجحت في خداعها حتى الآن .
ترجلت من السيارة وهرعت نحو غرفتها واوصدت الباب وراءها . اخذت تفكر في مستقبلها . يبدو ان حياتها تزداد تعقيداً ، ولا تعرف كيف تنقذ نفسها من هذا المأزق . ما الفائدة من البقاء في بومباي بعد الآن او العمل لدة السيدة بيتمان ؟ كيف تستمر في لعب هذا الدور ، وتتظاهر انها خطيبة جيلز بدون جدوى ؟ حقاً انه يحبها . ولكنه لم يفصح عن حبه لها, ويتلاعب بعواطفها وكأنها مجرد دمية من الدمى. كانت غارقة في حيرتها ، تلعق جراحها بلوعة وأسى عندما سمعت قرعاً على الباب . فتحته لترى جيلز منتصباً امامها . هتف :
- هل يمكنني قضاء بعض الوقت معك ؟
- كلا , اعاني من صداع رهيب ، واريد الايواء الى السرير .
مر اسبوع بكامله وابيا تعارك القدر الغاشم ، وتؤدي دورها ، منتظرة بزوغ يوم جديد يحمل اليها حلاً لورطتها .
اقتربت منها العجوز ذات مساء قائلة :
- ان جيلز رجل غريب . لماذا يتظاهر بالخطوبة ولا يحولها الى حقيقة واقعة ؟
- لا يريد جيلز اكثر من التلاعب بعواطفي ، ولن يلبث ان يستسلم لاغراء فيكي ويعود اليها . انها امرأة تجيد اصطياد الرجال .
- وماذا عنك انت ؟ الست مستعدة لبذل جهد في سبيل الحصول عليه ؟
خانتها جرأتها فلم تفصح عن حقيقة مشاعرها . قالت مراوغة :
- ابذل جهدي لمساعدة جيلز . ولكن عليه هو مقاومة فيكي والتغلب على اغرائها .
- تجنبت الاجابة على السؤال يا عزيزتي . انت تحبين ابن اخي ، وعليك بذل جهدك للحصول عليه .
طافت ابتسامة باهتة فوق ثغر ابيا :
- ليست العواطف مجرد اشياء نبذل جهدنا فنحصل عليها . انا لا انوي اصطياد جيلز كأنه سمكة في نهر .
- لست متأكدة تماماً . ان الرجال يشبهون الأسماك في كثير من النواحي . المهم معرفة اختيار الطعم الملائم .
رن جرس الباب واطلت السيدة شاندريس . واخذت العجوز بيتمان تثرثر واياها حول الناس والاسواق ، والتحف الفنية . وفجأة وضعت السيدة شاندريس فنجان الشاي جانباً وقالت :
- يقال ان زوج فيكي ينوي العودة وتركها هنا . ويبدو انها تفكر في الانضمام الى احدي الفرق الروحية . وهي كما يقول زوجها غارقة في التعاليم الروحية .
علقت السيدة بيتمان :
- ان الايمان الروحي يستلزم استئصال الانانية وحب الذات ، ولا اخال فيكي قادرة على ذلك.
ابتسمت السيدة شاندريس ، واستأذنت بالانصراف والعودة الى منزلها . واغتنمت ابيا الفرصة لتطرح سؤالاً على العجوز طالما اقض مضجعها :
- ماذا سيفعل جيلز عندما نعود الى انكلترا ؟ كنت تتنظرين رحيل فيكي قبل مغادرة الهند ، اما الآن فيبدو انها ستمكث اشهراً هنا .
اجابت السيدة بيتمان :
- اذن سنبقى هنا اشهراً . ان جيلز سعيد بوجودي هنا ، واستطيع الكتابة في اي مكان من العالم .
وسيرحب جداً ببقائك معنا ...
قاطعتها ابيا :
- لا تتجاهلي سؤالي الاساسي . اي متي سنغادر الهند ؟ لا اريد الاستمرار في هذه الخطوبة .ساعدت جيلز بما فيه الكفاية ، ولا استطيع بذل اي جهد اضافي .
|