لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 741
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

جيهان لا اعرف هل سوف ترضى على فواز ام تطلب الطلاق لما تعرف ان ابوها سيقف معها منتظرين التكملة

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 25-03-16, 11:48 AM   المشاركة رقم: 742
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




مسـاء الورد يا بعدري أنتوا :$$
إن شاء الله تكونون بألف صحة وسعادة عسى الفرح ما يفارق عيونكم

موعدنا اليوم ما بين صلاة العصر والمغرب، المهم إن البارت راح ينزل لكم قبل الليل بما أن موعدنا الأساسي في النهـار . . + الأحداث راح تأخذ أكبر منحنى في الرواية بعد جزئين أو ثلاث، أحـاول بقد ما أقدر أخلي أجزائي طويلة بحسب مقدرتي وفيه بارت قريب بآخذ أسبوع تقريبًا في كتابته لأنّه البـارت ذو النقلة الكُبرى ومنها بنعدّي بالزمن كم شهر وتشوفون حيـاة مختلفة للأبطـال . . اربطـوا أحزمة الأمان ورانا رحلـة طوييييييلة :)

" لي عودة لكل تعليقاتكم في الليل بإذن الله ، خلاص قررت ما أفوتها علي وأحيي النقاشات في المتصفح " :*

ربي يسعدكم جميعًا :"""

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 25-03-16, 05:24 PM   المشاركة رقم: 743
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم/مساؤكم طاعـة ورضا من الرحمـن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافيـة


المتابعين اللي مرسلين لي الاقتباسات/كتاباتهم ، أحـاول أنزل اقتباس مع كل بارت بس صعبَت عليْ مع الضغط في اللحظـات الأخيرة لذلك بحاول أجمعهم بداية كتابة البارت مو قبل التنزيل . . حاليًا مافيش حاقة للأسف بس بإذن الله مع البارتز الجـاية :( تسعدوني كثير بكتاباتكم والاقتباسات اللي أشوفها منكم ()

+ في الجزء اللي قبل الأخير ذكرت بالغلط " رقية " عوضًا عن " ام غزل " ، مافيه تشابه بالأسماء بينهم مجرد خطأ منـي وحبيت أوضحه .

بسم الله نبدأ
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبـادات


(70)*3


وضعَت كوبَ العصيرَ وهي تبتسم بودٍ لهمـا، يردّانِ البسمـة وإحداهما تبتسمُ بحبٍّ كبيرٍ وشغفٍ لرغبـةٍ لم تتوّج بالتلبية! ، مدّت أرجـوان لها العصير وعينـا ام فواز تراها أجمـل أنثى تمنتها لابنها ولم يحدث، أجمـل أنثى لا يناسبُ ابنها سواها . . تنـاولت كوبَ العصير من يدها وهي تبتسمُ بأسى، لو لمْ يكُن ابنها عنيدًا حدّ أن يرفضها ويبقى دون امرأةٍ إلى أن حانت فرصته بأخذ من يحب! .. لا تكرهها، كثيرًا ما قالتها، لا تكره جيهان بل لهـا مكانةٌ في قلبها إلا أنّ هذهِ المكانـة لا تجيء شيئًا أمـام مكانةِ جيهان التي كانت ترسمها في عقلها زوجة ابنها منذ سنوات، سنواتٌ تخطط لليلـة التي ترى فيها ابنها يقف بجانب زوجتِه – أرجوان – لكنّ ابنها بتر كلّ أحلامها بالأخت . .
ارتشفَت من العصيرِ البـاردِ علّه يُطفئ نـار قهرها، ليُخرجها الله من ذاكَ المشفى سالمـة، لم تعُد تريد شيئًا وإن أرادت فهي لن تستطيع شيئًا، الآن لم يعُد يهمها سوى سعـادة ابنها الذي أفصح اليوم وأمسَ وقبله وقبله عن شوقِه لامرأتِه التي تنـام متألمـة وهذا الألم باعَدها عن عينيها، تحسّب على ألمها، تحسّب بغيظٍ وهو يلفظ من بينِ أسنانِه شاكيًا لها : " شفتِ يمه هالوجَع الحقير اللي خلاها بعيدة عنه ، حسبي الله عليه !! ".
لم تستطِع قولَ شيءٍ وهي تبتسمُ لهُ بحبٍ وتردّ بتشجيع : تحرّك وارجع قوي عشان تهزم كل شيء وتكون قربها ..
لا تملك شيئًا! كُتبَ كلّ شيء عند الله وانتهى، جيهان زوجتـه، لا يمكنها رفض ذلك ولا رفض الحب في عينيه عوضًا عن السعادة التي كـانت تُغرقهُ ليلة زفافهما التي انتهَت بتلكَ المأسـاة.
هتفت بنبرةٍ محبّةٍ لأرجوان : رحتِ لأختك اليوم؟
ابتسمَت أرجوان وهي تجلسُ بجانبِ أسيل وتلفظ : أي رحت بس ما طوّلت ، ليـان اليوم تعبانة ما تقدر تروح وياي أنا وأبوي ولا أقدر أخليها بروحها.
أسيل : يا حبيبتي هي وش فيها؟
أرجوان : تسمم غذائي ما تخلي خرابيطها وأبوي معطيها وجه.
ام فواز بابتسامة : بزرة وش يدريها هذول هم البزران.
أرجوان : أي والله . .
ام فواز : وش أخبـار دراستك خابرتك تركتيها أنتِ وأختك قبل سفركم!
أرجوان تتنهّد بقنوط : بنشوف إذا أبوي وده يستقر ببروكسيل وهذا الاحتمال الأكبر وبكمل هناك، أما لو رضى نجلس بالسعودية فبكمل بجامعتي.
أسيل : أجلتي صح؟
أرجوان : أي ، خفت أتهور وأسحب ملفي فأجلت ترم بس للحيطة.


،


استمعَت لكلماتـه الطويلةِ في قسوتِها ولم تستطِع أن تقول شيئًا سوى من نحيبٍ شاركـهُ ضجيجَ الصوت، غطّت أذنيها هذهِ المرة لا تريد الاستمـاع لكلماتِه الباقيـة، بينمـا كان هو يهزّها وهو يهتفُ بغيظ : علّميني الحين ليه ضربتيها؟
عضّت شفتها السُفلى وهي تشدّ على أجفانِها تُغمض عينيها عن ملامحه الغاضبـة والتي تضاعفَت حدّتها بصمتها وعدم الإجابـة، لذا أردف من بينِ أسنانِه بوعيد : ما أنصحك تتجاهليني ، انطقــــي يا غزل واحمي حالِك مني!
ارتعشّت شفاهها وهي تفتحُ عينيها بضعفٍ لتصتدم بعينيهِ القاسيتين وتشتتها تلقائيًا بعد أن تضاعفَت ربكتُها وذُعرها منه، تنفّست بتحشرجٍ تُحـاول الردّ والنحيبُ جرح حنجرتها فوجدَت الحديثَ موجعًا، موجعًا بعددِ المرّاتِ التي بكَت فيها معه ومنذُ علِم، بعدد المراتِ التي قسى فيها ولم تحصرها سوى بنظرةِ عيُونه التي تكفِي لتُنسيها العدّ والأرقـام ويجعلها أميّةً بالتناقـض الذي تراه ما بينَ سلطـان السابق والآن . . خسرت! خسرتْ كخسارتها في كلّ مـرة ، يا للوجع!
عـادت لتُغمض عينيها بضعفٍ وصدرُها يرتفعُ بشهقةٍ مؤلمة، وبنبرةٍ واهنـةٍ خافتـة يكاد وجودها أن يكُون عدَمْ : أ أحررقتنــي بالغلط في رجلِي .. وأنـا من غير لا أحس ضر ربتها كردة فعل . . * بحّ صوتُها أكثر بوجعٍ وهي تُردفُ منتحبة * والله ما قصدت ، ما قصدت . .
زمّ شفتيهِ وهو يخفضُ عينيه دونَ شعورٍ منهُ لقدميها العاريتين ليرى إحمرارهما الواضح والذي يثبت صدقها، زفـر بحنق، وظهـر الجزء الآخـر فيهِ تجاهها، الجـزء الذي باتَ ضوؤهُ خافتًا لا يُرى، حتى هو لا يـراه، لا يـراه أبدًا !!!
سلطان بنبرةٍ مشدودةٍ وهو يرفعُ عينيه ببطءٍ إليها : توجعك؟
ازدردّت ريقها باضطرابٍ وهي تفتحُ عينيها ببطءٍ غيرَ مستوعبةٍ لسؤالهِ الشـاذِ عن حقدهِ واحتقارهِ لها، حتى نبرته التي لا زالت جامدةً وقاسية احتوَت بعض الاهتمـام ، هتفت بفتورٍ وهي تشكّ بما قال : مو مرّة.
سلطان ببرود : طول عمرك كذّابة.
شهقَت حين وجدَت نفسها بينَ ذراعيهِ فجأة، اتّسعت عيناها بصدمةِ وهي تُحيطُ عنقهُ بذراعيها في صورةٍ تلقائيةٍ خشيـة سقوطها، بينما تحرّك هو ليخرج من المطبـخ . . . تضـاعفت وتيرة النبضـات، نسبة تنفّسها، واندفع الأدرينالين في كامل جسدها وهي ترتعشُ ورعشتها تصلُ جسده بكلّ سهولة، يخترقها بدفئه، صوتُ أنفاسـه الهادئة المشاركة لعلوّ صدرهِ وانخفاضـه ، لا تدرِي ما الخـواء الذي أصابَ جسدها في هذهِ اللحظـة وهي تشعر بهِ يصعدُ بها للأعلـى، الخـواء الذي شعرَت بهِ ينالُها من موجةِ غضبٍ والآن دفء! من الانقلاباتِ التي يُجيدها ولا يمارسُ صورةً واحـدةً أمـامها . . أدخلها غرفته بصمتٍ ليضعها على السرير وهي غَشت عينيها ضبابةٌ حتى فقدَت القدرة على النظـر لوجههِ الجامد، تحرّك ليسحب واحدة من مناشِفه ومن ثمّ دخل الحمـام ليُبللها بالماء البارد، عادَ إليها ليضعَ المنشفةَ على قدمها، ابتسمَ ابتسامةً ضيّقة وهو ينظُر لوجهها الذي كـان باهتًا وهي تنظُر نحوه، وبلا مبالاة : ماهو بارد مرة بس يمشي الحال ، عاد ما عندي وجه أقول لسالي تجيب كمادات ، بركاتك.
ازدردَت ريقها بصعوبةٍ وهي تُخفضُ رأسها بأسى وتُشتت عينيها عنه، كيفَ يكُون حنونًا وقاسيًا في ذاتِ اللحظة، كيف يملك الصفتيْنِ في آنٍ واحـد . . دفَنت رأسها في الوسـادةِ وهي تُغمضُ عينيها وتقاومُ الوهـن الذي أصابَ جسدها، بينما هتفَ هو بجمودٍ وهي يُسكن المنشفة الباردة على قدمِها : شلون أحرقتك بالضبط؟
مررت لسانها على شفتيها بضعفٍ وهي مُغمضةُ العينين لا تنظُر نحوه، وببحّة : كانت تسوي القهوة وأنا دخلت المطبخ من غير لا تحس ، لفّت شايلة المويا الحارة وأنا كنت وراها مباشرة ،فانخرشت وطاح من المويا شوي على رجلي.
عقد سلطان حاجبيهِ بحنق : الغلط منّك ومع كذا ضربتيها!
عضّت طرفَ شفتها بخزيٍ وألمٍ وهي تهتفُ بغصّة : من غير لا أحس مديت يدي ، والله ماقد ضربت أحد بحياتي!
سلطان ببرود : لسانك بروحه يكفي وزود ، تظنين إنّك مسالمة يوم إنّك ما تمدين يدينك؟
صمتت ولم تقُل شيئًا، حينها زفـر بيأسٍ وهو يستقيم لافظًا بهدوءٍ وبرود : بروح أجيب كمادات المنشفة ما تأدي الغرض.
خرجَ من الغُرفة دونَ أن ينتظر كلمةً منها، وكأنّها كـانت تختنقُ في حضورهِ ولم تستطِع التنفّس إلى الآن ، شهقَت بقوّةٍ تجتذبُ الأكسجين المنقطعَ عنها، اتّكـأت على مرفقيها لترفعَ جذعها قليلًا وتنظُر للمنشفَة التي على قدمِها، ارتعشَت شفاهها باضطرابٍ لتزمّهما وهي تمدُّ يدها لتُلامس بللها بأطرافِ أصابعها، نسيَت ألمَها من الحرقِ ونسيَت ألمَ البُكـاء وكلماتهِ القاسيـة معها لاهتمامِه، بالرغمِ من كرههِ لها وازدرائِه لازال يهتمُّ بها ، لمَ يفعل بها هذا؟
عادت لتمدّ جذعها على السرير وهي تتنهّد بألـم، رائحةُ عطرِه التصقَت بها، أنفاسهُ التحمَ دفئها ببشرتها لتبقَى تحرقها حتى الآن أضعاف الاحتراق الذي يحصلُ في قدمها ... أغمضَت عينيها بوهن، نبضـاتُ قلبها تتباطئ تارةً وتتسارعُ تارةً أخرى، أضلُع صدرها تؤلمها، وعضلات وجهها تنقبض وتتشنّج كلّما اخترقها عطرهُ أكثر، كلّما تذكّرت دفء جسده الذي اشتاقته! اشتاقت اهتمـامه ورعايته، اشتاقت حنانه، اشتاقت نبرته الهادئة والبسمة التي تعانق شفاهه .. كان جميلًا! تعترف أنّها كـان يحمل كلّ الصفـات الجميلة فيه ولا تناسبه هذه القسوة، لا تناسبه أبدًا!!
اقشعرّ جسدها فجأةً حين شعرت بهِ يجلسُ على طرفِ السرير ويُبعد المنشفة ليضع الكماداتِ عوضًا عنها، شدّت بأصابعها على المفرشِ وهي تشدُّ على عينيها أيضًا للنـار التي تبدأ من قدمها وتنتشرُ في عروقها عوضًا عن انتظـام حرارةِ جسدها لتلك الكماداتِ الثلجية، شعرَ سلطان بانكمـاش جسدها وتشنّجه، لينطق باستنكار : شفيك؟
غزل بتوتّر : اتركني بروحي . .
سلطان بجمودٍ يرفعُ إحدى حاجبيه : عن البزرنة الحين!
غزل بوجعٍ تبتلعُ ريقها بصعوبةٍ وتهتفُ بغصّة : لا تهتم فيني وبعدين تأذيني!
سلطان بحدة : متى آذيتك أنا؟
فتحَت عينيها بضعفٍ لتنظُر لهُ بعتب : كل هذا وما آذيتني؟
سلطان : لو بأذيك كنتِ بتشوفين مني تصرّفات تخليك تتمنين لو إنّك ما عرفتي شخص اسمه سلطان!
عضّت شفتها السُفلى لتهزّ رأسها نفيًا بأسى وهي تلفُظ بعتاب : تمنيتها ، تمنيتها! ليتني ما عرفتك وبقت نظرتِي للرجـاجيل نفسها . . ليه أنت قاسي وحنون؟
لم يتغيّر شيءٌ من جمودِ ملامحهِ عدا من انقباضٍ واهنٍ في وجنتِه، بقيَ ينظُر نحوها بنظراته البـاردة تلك لتتساقطَ دموعها تباعًا ، قطرةً قطرة، تحملُ في كل دمعةٍ عتبًا، ألمًا، وجعًا، أسى وهـوان! . . أردفَت بنبرةٍ خفتت وعانقَت حنجرتها لتخرجَ لهُ واهنةً تكـاد أن لا تكون : ليه علمتني أبكي وأرتاح؟ لو تدري الحين شلون أبكي وأتضايق! أضعفتني كثير ، أضعفتني يا سلطـــان . .
شهقَت بضعفٍ والكلماتُ تنحدرُ من حنجرتها دونَ دراسـة، لم تُبالِي بما تقول وبدأ صدرها يحكِي دون عقلها، بدأ شعورها بالخـواءِ هو ما يحكِي : وش الفرق بين لمّا كنت أبكي قبل لا اعرفك وبعد ما عرفتك والحين؟ المشكلة إنّ الجواب عندي! .. الفرق إنّك كنت جنبي بعد معرفتي لك وتحضنّي كل ما بكيت .. بس اختلف الوضع وصرت أنت اللي تجرحني وتأذيني .. يا قوّ قلبك شلون كنت وصرت؟ يا قوّ حضنك وش هالجفا؟!
وقفَ سلطـان وكأنّ عقربًا لدغـه وهو يتراجعُ عن السرير وينظُر لها بحدّةٍ وانفعـال، وبنبرةٍ خافتةٍ لكنّ الاستنكـار ملأها : وش أفهم من هالكلام؟
نظرَت لهُ بضعفٍ ليردف بنبرةٍ مشدودة : أسميه حب؟
اهتزّت أحداقها لتفغـر فمها بعذابٍ وقلبها انقبضَ بشدّة، هزّت رأسها بالنفيِ لتلك الفكرة التي ولّدت فيها الذعر، هزّت رأسها وهي تسترجع كلمـات والدها التي رفضتها بقوّة، أيّ حُب؟ الحُب لن يتقرن بها ، لن يقترن بها مهما كـان هو ومهما حدث، أيّ حب؟
ارتعشَت شفاهُها وهي تنظُر نحوه بنظراتٍ واهنـة، قبضَت على المفرشِ لتلفظَ باهتـزاز : سمّيه احتيـاج.
سلطان بنظراتٍ حادةٍ إليها : والاحتيـاج وشو؟ انتبهي تغلطين يا غزل لأنّي مستحيل أسامحك ، ماراح تضرّين إلا نفسك!
غزل بضعف : عـارفة ، ما راح أضـر غير نفسي .. بس أنت اللي ولّدت هالاحتيـاج فيني ، أنت السبب يا سلطان! وش تتوقّع من إنسانة ما حصّلت الاهتمام طول عمرها وفجأة لقته بشخص! أضعفتني كثيييييييير الله لا يسامحك! عوّدتني على احتياجي لك!
زمّ شفتيه لتُغمضَ عينيها في المُقابل وتصدّ بوجهها عنـه، دفنَت وجهها بالوسـادة . . أرادَت دفن ملامحها لأدنـى حفرةٍ قد تجدُها، أرادَت نفيَ وجعها في أبعدِ زاويـةٍ مظلـمة، الظـلام في وجعها ذاتِه! الظـلام الأكبر والذي لم يجد ظلامًا خارجيًا أكبـر كي تستطيعَ نفيهُ فيه . . هذا الوجع/المنفى لها! يُجيد بغطرسةٍ إضافـة البؤسِ في حلّة البُكـاء.
ارتعشَت أهدابُها بثقلُ الدمُوع التي سقطَت، جفّ وجهها من تلك الملوحة! جفّ بعد أن أصبحَت أرضًا تمتصُّ الملحَ دونَ المـاء، هذا التشقّقُ الذي يهزمُ قلبي كيف لا يقتله؟ يوجعه لكن لا يقتله، لازلت أشعر، لازال قلبي ينقبض، لازال قلبي يصرخُ كلّما وجدتُ هذا الظـلام فيّ يكبـر ، لازال يُنادي حضنكَ يا سلطان ، لازال يحتاجه!! أيّ برودةٍ خلّفها دفئُك فيّ بعد أن ابتعدت؟
ضمّت جسدها بذراعيها ورعشتها لعينيه كانت واضحـة، صوتُها حاولت قتلهُ بعضّها لشفتِها لكنّه تمرّد وأخرجَ أنينها الواهنَ مُصاحبًا للدمـوع .. لم يستطِع أن يخرج! لم يستطِع ووجد نفسه يتألّم! هـو جزءٌ من آلآمها ، هو جزء! جزءٌ رغمًا عنهُ وعنـها، يُدرك كيف يقسو، لكنّ تلك القسوة هي من خلقتها فيه نحوها . . . بهتت فجأةً حين شعرَت بهِ يجلسُ بجانبها، وتطوّر البهـوت لشهقة ، حين شعرت بهِ يُحيطها بذراعيه ويرفعها إلى صدرِه لتسقطَ الكمـادةَ من على قدمِها إلى السرير .. انتفضَت موسّعةً عينيها وهي تُحاول التحرر من ذراعيه بصدٍّ وصوتها الباكي ينتفضُ في حُنجرتها : لا تضمـنــي !!
سلطان بحدةٍ وهو يشدّها لصدره : ماهي أوجاعك تحتاجني؟ ابكي وارتاحي . .
غزل بضعفٍ تناقـضُ ما تريدُ وما تحتـاج : بتضاعف حاجتي لك ، أبي أهزمك وأرتاح من غير حضنك.
سلطان بحزم : بساعدك تتخلّين عن هالحاجة بس الحين ابكي وارتـاحي !!
غزل بوهنٍ واستسلام : شلون تساعدني وأنت تبي تنتقم مني؟
سلطان : ماودي أنتقم بمشاعرك ، ماودي يجي يوم أشوفك فيه متعلقة فيني ! .. اكرهيني يا غزل ، اكرهيني بقد ما تقدرين بس لا تحبيني وتحتاجيني! اكرهيني لأني ماراح أسامحك.
غزل بأسى وهي تدفُن وجهها في صدره : اعتقني!
سلطان يبتسم ابتسامةً ضيّقة : تعرفين إنّي مستحيل أعتقك ، مستحيل أسامحك ، ومستحيل ما أقسي عليك!
وضعَت كفّها على كتفهِ تشدّ عليه بقوّةٍ وهي تنتحبُ بأنينٍ خافت، شدّها إليه أكثر ليرتفعَ بُكاءها أكثر ، لتغيبَ في صدرهِ أكثر، لتجد دفئًا غير دفء الوسـادة، الدفء الذي تحتـاجه، الدفء الذي يُسعفُ حزنها ويحوّر البكـاء إلى راحـة . . همسَت بعذابٍ وأسى وهي تغيبُ بين أضلع صدره ونبضاتُ قلبهِ تجاور أُذنها : بتكرهني أكثر يا سلطـان . . بتكرهني !!

،


متى رأى ملامحها الصاخبـة بالفتنةِ آخر مرّة؟ لا يدري! بـات يشعُر أنّه لم يرهـا منذ أشهر، لربمـا كانت الأيـام كاذبةً في عدوِها أو أنّهم من كذبُوا حين قـالوا لم تنـم طويلًا، نهضتَ مبكرًا ونهضَتْ مبكرًا، لربّمـا دخلُوا في غيبوبةٍ ولم يخبروهم .. يشعر أنّه لم يرها منذ زمن! لم يلمـح عينيها البنيّتين منذُ زمـن، لم يُغرق أناملهُ في شعرها النـاعم، لم يـلامس بشرتها البيضاء!
اتّصـلت العيُون وعبـرت النظـرات، رأى بوضوحٍ البهُوت في عينيها ما إن رأتـه، ورأت هي الشوقَ المحموم في براكينِ عشقِه . . تـراجعَ يـاسر بعد أن ألصق كرسيّه بسريرها نظرًا لصعوبة حركةِ فواز الآن، وقبل أن يذهب انحنى إلى أذنه وهمس بعبث : اللي مرضيني فيك إنّك ماراح تقدر تتحرّك من الكُرسي أو تحركه يعني مصيرك في يديني . . قول يارب ما يرجع خالي وأنا ما جيتك.
ضحكَ بخفوتٍ ومن ثمّ ذهبَ وهو ينظُر للأسفـل ونظراته لا تقعُ على جيهان التي مدّت طرف الطرحـة لجانب وجهها بعد الاتصـال السريع بين نظراتهما، قلبها ينبضُ بقوّة، وجهها تضاعـف بهوتًا، أصابعها تشنّجت وانتشـرت برودةٌ في أوصـالها .. بينما تنهّد فواز وهو يتراجعُ بظهرهِ للخلفِ ليهمسَ بشوق : شهر والا شهرين والا سنة؟ والله الأيـام كذّابة!
أسبلَت أهدابها بضعفٍ وهي تشدّ بيدها على الطرحـة بوهن، لم تنظُر نحوه، لم تعلـم لمَ لمْ تنظُر إليـه، كـانَ الاتصـال سريعًا، لم يكن بينها وبينه! بل كان بين عينيهما، بين أحداقهمـا بنيا جسرًا سُرعـان ما تحطّم بصدّهـا ، الهـواءُ المعبّق برائحة مطهّرات المشفى أصبـح خانقًا حينَ حضـر وحين رآها، البيـاضُ هنا يكتنز ، والصدُور تتعرقلُ بالتنفس . . ابتسمَ بولعٍ وهو يتفقّد كفّها التي كانت تُمسك بها طرحتها لتُغطّيها عنه، المُغذّي الذي يتّصـل بظاهرها، الشحُوبُ في مفاصِلها ، يُريد النظر لوجهها الآن! لعشقِه، للجمـال في عينيه! . . هتفَ بعشق : شدعوى مغطّية وجهك عني؟ تراني فـواز.
فواز! هذا الاسمُ عبر على مسامعها الآن، وتسارعَ نبضُ قلبها، لمَ؟ ألازالت تُحبّه؟ ألازال عبقًا من زهورِ الأقحـوان حين يأتِي ترقصُ الأهداب طربًا في إغماضةِ جفن! تركَت الطرحـة تلقائيًا لتسقطَ وتظهـر ملامحها الشاحبـة، عينيها مُغمضتينِ وأهدابُها نقشَت الصدّ الغيـر إراديّ منهـا .. " تراني فوّاز "، يقصد أنّه زوجـي! زوجـي الخائن، كم اشتاقتـه! كم استنجـدت بهِ في تلك اللحظـة، لم تُنادي أحدًا، لم تُنادي أحدًا ليُنقذها سواه، كـانت ترتّل اسمه في أقسى لحظـات حياتِها، بينمـا هو خائن! كيف فعلهـا بها؟
تذكّرت زواجـه، تذكّرت أنّه خانها، أنّ أخـرى أصبحَت تشاركـها بِه ، وانطـفأ لهيبُ الشوق أمـام حممِ القهـر والغيرة، انطفـأت إغماضةُ الأجفـان لتفتحَ عينيها وتنظُر نحوهُ بعذاب، بغضب، بحُب! وبعتـابٍ مجروح، لمَ فعلتها؟ .. أرادَت سؤاله، أرادَت الصـراخ في وجههِ بعتـاب، ببحّةِ صوتها المُرهق، لكنّها في النهايـة لفظَت بضعفِ صوتِها، بقوّةِ الكلمـات رغم الضعف! لفظَت من بينِ أسنـانها بحقد : منت زوجي! انتهيـنا!
كـان يتأمّل ملامحها الشاحبـة، عينيها المُنطفئتآن، شفاهها الجافـة، يتأمّل كلّ جزءٍ من أرضِه، يتأمّل كل جزءٍ من وطنِه، وطنه الذي لا يُريد سُقياه، وطنه الذي استكبَر! وطنه الذي يلفظُ كلمـات المنفى ، لا أرضَ سواكِ، أنتِ الوطنُ والمنفى، عائدٌ إليكِ في رضاكِ وفي العـدم، إن رغبتُ وإن لم أرغبْ، وكيف لا أرغبْ؟
همسَ بولـه : نتفاهم بعد ما نطلع بالسلامة . . عيوني اشتاقت عيُوني.
جيهان بقهرٍ ترتعشُ كفّها وهي تصدُّ بوجهها للجهةِ الأخرى : ما يشتاق لك القُرب!
فواز بابتسامة : والبُعد ما أشتهيه ، عاندته وجيتك . . أحبك!
أغمضَت عينيها بقوّةٍ وهي تشدُّ على شفتيها بضعف، وبجـراحٍ تعمّقت في كلماتِها فنـزف منها العِتـاب : كذّاب ، اللي يحب ما يخُون!
تنهّد فواز بأسى وعجز، هل يلعنُ هذا العجز الذي يمنعهُ من مدّ يديه واحتضانها؟ يلعنُ يدهُ المكسورة؟ الجبيرة التي تقيّده والحركـة المحصورة في قدميه؟ . . هتفَ بخفوت : اتركِي هالموضوع ، خليك فينا .. زواجي أوعدك ماراح يضرك ولا بيضر مكانتك بقلبي!
فتحَت عينيها ونظرَت نحوهُ دون استيعابٍ لكلمـاته التي يقُولها، للمحـاولة الفاشلة في إرضائِها! ابتسمَت بسخريةٍ لتهتف ببحّة : ماراح يضرني؟ أنت مستوعب إنّي الحين أحترق؟ إنّ قلبي موجوووع؟ إنّ روحي مجروحة ونـار تاكلني من فكرة إنّي أكون لشخص وتشاركني فيه غيري؟ ماراح تحسْ، ما تحسون بحرقتنـا لما تسوونها فينا.
فواز بمحاولـةٍ لاستمالتها : اعتبريها ماهي موجودة وأرضي لأني مستحيل أتركك، لأني أحبك أنتِ وبس.
جيهان بسخريةٍ مريرة : وش كثر تبسّط المواضيع يا فـواز! . .
أردفت وكأنها تُريد إوجـاع ذاتها أكثـر، الحقـد عليه أكثر، تعميق رغبتها بالإنفصـالِ أكثـر : أحـلى مني صح؟
أجفـل لسؤالـها المرير، قبضَ كفّ يدهِ السليمـةِ وانعقدَ حاجبيهِ لسؤالهـا الذي دلّ على مرارةِ زواجـه، هتف ينهرها بحدة : جـــيـــــهــــااااان!
جيهان بوجَعٍ تبتسمُ وهي تنظُر لعينيه بخيبة : من بعد هذيك الليلة اللي سبقت زواجنـا وأنا أحترق! أنـاظر وجهي بالمراية وأحترق، هيّ أحلى والا أنا أحلى؟ أكيد ما عجبته عشان كذا تزوّج وحدة حلوه ترضيه، أكيد ملامحي ماهي حلوة وكان كذّاب يوم قالّي إنتِ أحلى بعيوني . . ليش كذبت؟
تمنّى لو يمدُّ يديه، أن يحتضنـها، أن يعانقها إلى قلبهِ بقوّة، يدخلـها بين أضلعهُ قسرًا، يجعلها تلتحمُ بهِ لتنتمي إليه أبدًا ولا يفقدها! . . لفظَ بأسى : أنتِ شغفي ، والشغف دايِم يكون متعدّي الجمـال .. أنتِ أجمل إنسانة بعيونك ولو حطّوا شبيهاتك جنبك تلاشوا لأن الشبـه عندك مُحــال!
سقطَت دمعةٌ وحيدةٌ من عينها اليُسرى، ببطءٍ مُهلكٍ وصَلت إلى أذنها وهي تهتفُ بعذابٍ وضعف : ليه تزوّجت عليْ؟
فواز بعجز : لا تسأليني الله يرضى عليك ، ما عندي جواب بس أعرفي إنّي ما أحب غيرك.
جيهان بانفعـال : طيب طلّقها .. طلقها لو كنت تبيني وتحبني ، وأنا أوعدك ماراح أطري الطلاق وبكون لك!
نظر لهـا بصدمةٍ لا يستوعبُ أنها استسلمَت عمّا تُريد وقايضتهُ برضائها مقابلـة طلاقـه، لكنّه لم يستطِع قول شيء يُرضيها، زمّ شفتيه ومن ثمّ لفظَ بأسى : لا تصعبينها عليْ.
جيهان وشفتيها تهتزّان ألمـًا، لفظَت بسخريةٍ من ذاتِها : أي صح، نسيت أصلًا إني سمعتك يومتها تقول مستحيل تطلّق.
فواز بأسى : الطـلاق ماهو لعبـة، مهما كانت ظروف الزواج مستحيل أفكر إن الحل الأول هو الطـلاق! .. ماني أوّل واحد ولا آخر واحد يتزوّج ثنتين يا جيهان ، لا تصعبينها عليْ وعليك لأني ماراح أطلّقك!
صدّت وجهها عن وجههِ بقهرٍ وهي تلفُظ : اطلــع ، ما أبيك ، ما أبي أشوف وجهك.
فواز : ما جيت عشان تشوفيني، ما جيت عشانك تبيني ، جيت لأنـي مشتاااااااق ..
زمّت شفتيها بوجعٍ وهي تُغمضُ عينيها بقوّة، وبغصّة : شوقك يوجعني أكثر ، اطـلع.
تجاهل حديثها وهو ينظُر نحو ساقيها التي جُبرت إحداهما : شلونها ساقِك؟
أطبقَت فمها واعتصمَت الصمتَ لهُ ردًّا، لم تُرِد الحديثَ معهُ أكثـر، لم ترِد إوجـاع ذاتِها أكثر، لم تُرد لهذا الجُرح والنقص أن يتعمّق فيها أكثر ، لمَ تزوّج؟ لمَ؟ تُريد إجـابةً تزيدُها بؤسًا، يا للتنـاقض!! لمَ تزوّج؟ .. ألأنها ليست جميلة؟ لأنّها لم تفتنهُ يومًا سوى في شعرها؟ كـاذب، كـاذبٌ حين يقول بعينيه " كلّك فتنة "، كـاذب! قِيل بأنّ لغـة العيُون هي الأصدق، وأثبت لها فوّاز أنّ هذا خطأً . . كاذب! كــاذب!!!


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 25-03-16, 05:35 PM   المشاركة رقم: 744
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


،


كـانت ترمِي ملابسها في حقيبـة السفر، تبكِي والدمُوع تسقُط تبـاعًا بصمت، الملابسُ تنـاثرت حولها وعلى السرير، بينمـا قبضت في كفّها على إحدى قمصانها، شدّت عليها بقوّةٍ وهي تنظُر للحقيبةِ بأسـى، كيف يفعلُ بها هذا ويُبعدها عنه؟ كيف يفعلها بها؟ كيـــف!!
سمعَت صوتَ خطواتِه تقتربُ بهدوءٍ إليهت وارتفعَ صوتُ بكائها رغمًا عنها، وقفَ عند البابِ واتّكأ على إطـاره وهو يتنهّد بأسى : غــادة! لا تصعّبينها علي، هذا أفضل لي ولكم.
لم تردّ عليه وهي تُديرُ ظهرها إليه وتشدُّ على قميصها أكثـر، ترتعشُ شفتيها بـرفضٍ لقراره، كـانت تحاول الأيـام التي سبقت أن تجعله يعدل عمّا يُريد لكنّ تلك الفكرة كانت قد غُرست في عقله وانتهَى الأمـر ، يخاف عليهما، رغمًا عن خوفِه من الوحدةِ ورغمًا عن كلّ شيء! لا يريد أن يصبحَ وحيدًا في هذهِ الأرضِ لكنّ خشيتهُ عليهما أكبـر ، سيعُود! سيلتقِي بهما من جديد، لكنّه لا يضمُن ذلك إن كـانوا قُربه، لذا من الأفضـل أن يرحـلوا.
أغمضَ عينيه لثلاثِ ثوانٍ قبـل أن يفتحهما بـأسى ومن ثمّ تحرّك نحوهـا وهو يُخفي رغبتـه في قُربهما أيضًا عن ملامحـه، جلسَ بجانبها على طرفِ السـريرِ ومن ثمّ وضعَ كفِه على كتفِها ليهتفَ بحزم : بكاك ماراح يخليني أبدّل قراري ، صدقيني هذا القرار اللي كان الصـحْ من وقت ما ماتوا، كان لازم أبعدكم!
مررت لسانها على شفتيها بأسى ولم تقُل شيئًا تردّ بهِ عليـه ولم تَلتفِت إليهِ حتى، زفـر بتهدّجٍ ومن ثمّ اقتربَ منها ليقبّل رأسهـا بحنانٍ ويهمس : بشتـاق لكم ، الله يصبرني بوحدتي بعيد عنكم!
سحبَت نفسها من كفّه المُمسكةِ بكتِفها بصدٍّ ومن ثمّ وقفَت لتتّجـه نحو الحمـام وهي تمسحُ بظاهر كفّها الدمُوع التي على وجهها، تنهّد بعجزٍ وهو يمسحُ على وجههِ ويستغفر، لن تفهمَ خوفـه عليها أبدًا، تدرك المخـاطر لكنّها لم تقدّرها يومًا ولن تقدّرهـا ، وهو لن يخاطِر بهم!


،


صعدَت للسيـارةِ وهي تشعُر بالدوارِ والألـم يصـارع جسدها، بدأً من كتِفها وانتهـاءً إلى معدتها، أغلقَت البـاب بعد صعودها لتلفظَ بنزقٍ وكأنّها تُخرج ألمها الجسديّ بكلماتِها الوقحـة : أقرفني ولدك اليوم ، وش كبره ويوصّخ نفسه هذا لو دلّ على شيء فهو إهمـال أمّه وتربيتها الخايسة.
عقدَ حاجبيهِ بشدّةٍ ونظـر نحوها نظـرةً غاضبة، كـان زياد اليوم قد نـام لنصفِ ساعةٍ دونَ شعورٍ منهُ على الأريكـة، وحين نهضَ كـان فزعًا لأنّه رأى كابوسًا ودونَ شعورٍ تبوّل على نفسه! . . هتفَ بغضب : ديما لا تصيرين لئيمة لهالدرجة ! اتّقي ربّك بالولد ولا تعصبيني!
زفـرت بحنقٍ وهي تمسّد كتفها بينمـا تحرّك هو بسرعةٍ احتجّت عليها إطـارات السيارة، لمْ تُبـالي بغضبهِ وهي تسندُ رأسها للخلفِ وتعضّ شفتها بألـم، بينمـا كان هو قد انقلبَ حالـه بعد الابتسـامة التي كانت تشقُّ ملامحهُ من النشـوة، بعد تلك الرسائل القصيرة بينهما وتلك البسمـة منها!
ضـاعفَ سُرعـة سيّارته كي يصلَ للمشفـى بسرعـة . . بينمـا في جهةٍ أخـرى ، كـان فوّاز قد عادَ إلى غرفتـه وساعدهُ ياسِر ليتمدد فوقَ سريرِه .. دخـل من بعد خروج ياسِر يوسف الذي كـان غاضبًا، إذ أنّه دخـل أخيرًا إلى غرفـة جيهـان ليجد فوّاز معها والدمُوع تغطّي وجهها ، هتف من بين أسنانِه بنبرةٍ حـاول مدّها بالهدوء : ارجع غرفتك يا الورع وبلى هالحركات!
نظَر لهُ فوّاز بصمتٍ بينما نظرت جيهان نحوَ والدها لتقوّس شفتيها وهي تهتف : وش كثر أتمنّى لو توقف معاي ضدّ الكـل بس دايم توقف ضدّي !!
نظرَ لهـا يوسف بأسى ليقتربَ منها ويقفَ بجانب سريرها وفواز يُجاوره، وضعَ كفّه على شعرها ليهتف بحنـان : أنـا معك ، لو تطلبين الطلاق أنا معك كلّه ولا ضيقتك!!
لازال يتذكّر نظـرة الزهوِ في عينيها والتي حطّمتـه لأشـلاء، فرحـتها لمساندتِه، ما هذه القسـوة التي تملكها؟ تحبُّ وتُجيد الفُراق .. نعم تحُب ، يُدرك أنّها تحبه ، لكن ماهذا الحبُّ الذي لا تجدُ مفرًّا من جرحِه فيه إن اضطرّت!؟ ماهذهِ القدرة على صدّ من تحب؟ أولًا والدها ، والآن هو! ولن يصعب عليها الصدّ أبدًا والابتعـاد!! غيرُ ممكن !! . . شدّ قبضتيهِ بحُنقٍ وهو يضغطُ على شفتيْهِ بأسنـانه، نظـر ليُوسف الذي اقتربَ منه، كـان قد قالها لهمـا، قالها لهما بكلّ حنقٍ وثقـة، قالـها لهما والآن يُكررها لـه : ماراح أتركها لو توقف بوجهي قبايل الدنيـا . .
نظـر يُوسف لوجههِ بملامحَ متشنّجة، وبتحذير : تعوّذ من ابليس واعقـل ، أنا ودي أأجـل الموضوع لين تطلعون بالسلامة بس واضح إنّك ما تفهم .. وش اللي مخليك تروح غرفتها وأنت تدري برفضها لك؟
فواز بقهرٍ وهو يشدُّ على أسنانه : تأجّل الموضوع وأنت اللي قايل لي طلّقها بعد يومين من الحادث اللي صابني؟ طبعًا ماراح ألُومك يا عمي العزيز ، هي بنتك وماراح ترضى بالضيقة لها بس أنا ماني ولدك عشان تحاتي صحّتي .. أفهمك بس حاول تستوعب إنّك تخرب بيت كامل!
بُوسف بحدّة : بيت أساسـه هشْ! تهمّني سعادة بنتي فوق تسويَة هالبيت، دامـه ما ربط بينكم عيـال بلحق قبل لا يصير.
فواز بحرقة : ماراح أطلّقها !!
يُوسف يهزُّ رأسها بالإيجاب : نتفاهم بعدين يا فواز ... بعدين ..
فواز يُكرر بتأكيد : ماراح أطلّقها لو ترفضني وتبكي منّي مليون مرّة!
يُوسف بحدّة : واضـح إنّي غلطت لما وثقت بأناني مثلَك ظنّيت سعادتها أهم شيء عنده!
ضحكَ بسخريةٍ مريرة : أكيد سعادتها مهمة عندي بس سعادتها قُربي وبس! مانِي مثالي عشان أمارس هالتضحية وأخليها .. بتكون لي رضت أو لا وبسعدها بعد .. لا تخرّب بيننا أكثر يا عمي!
فتحَ يُوسف فمهُ كي يردّ عليهِ بحـدة، لكنّ دخُول ديما وسيف في تلكَ اللحظـة قطعَ النقـاش من منتصفِه، بل قبل أن يبدأ فعليًا، هذا النقـاش الذي كان سيُصبح كحربٍ مستعرةٍ لملكٍ يُحارب من أجـل عرشه وآخرَ يحاربُ من أجـل حريّة هذا العرش ..
دخـل سيف ومعهُ ديما إليهما وهما يلقيان السـلام، ابتسـم يوسف بمجاملةٍ بينما لم يستطِع فواز الابتسـام في وجهِ اخته التي انحنَت نحوهُ وقبّلت وجنته بعد أن سلّمت على يُوسف، وبرقّة : اليُوم جبت لك ورد.
لم يستطِع الابتسـام رغم بسمَة نبرتِه : ماشاء الله شفيكم أنتِ وأسيل مع باقات الورد!
ديما : الورد للورد يا حبيبي


،


الكُتب تتنـاثر أمامها، لا ترى الكلمـات بوضوح، لا تستطيعُ قراءةَ السطُور وعينيها تسكُنها غشـاوةُ الأيـام والواقع المرير، تسكُنها الحقيقةُ المالحـة، مُنذ علِمَ الجميع بالحقيقةِ في هذا البيت حتى أصبحَت نظراتُهم حين تصتدمُ بها ترتبك، لا تدري أيّ حقيقة! أهيَ الحقيقةُ الكـاملة أم أنّ عبدالله أخفَى الجـانب الموجع! لا تدرِي، وتعمّدت أن لا تلتقِي بهم كثيرًا بداعِي الدراسـة خشيةَ أن ترى نظراتهم التي لم تستوعب الحقيقةَ بعْد، لم تستوعِب حقيقة أنّ اسمها صـار آخر، صـار حقيقيًّا ينتمي لأبٍ وجدٍ وعائِلةٍ وقبيلة! . . رفعَت رأسهـا للأعـلى تنظُر للسقفِ بعذاب، أغمضَت عينيها بقوّةٍ وهي تهمسُ بعبـرةٍ لم تسمحْ لها بالتطوّر لبُكـاء : الحمدلله على كل حـال ، الحمدلله ...
مسحَت على جبينها وارتعشَت شفاهُها بثقل الكلمـات الحاقدة، همسَت بالتحسبـاتِ عليه من جديدٍ بعد الحمـد، لا تستطِيع السمـاح! لا تستطِيع غير هذا التناقضَ في حمدها ومن ثمّ الدعـاء عليه ، وكم دعَت بخشوعٍ طيلة الأيـام وفي صلاتِها ، أن ينتقم الله منهُ في الدنيا قبل الآخرة أشدّ انتقـام! الله يُمهل ولا يهمل يا أدهم، الله يُمهل ولا يُهمل يا قاتِلــي !!

في الأسفـل . . دخَل عبدالله المجلسَ وهو يعقدُ حاجبيْه باستنكـارٍ لمـا يسمعه من أدهم الذي كـان يُحادثه، وبغضَب : نعم!!! مين اللي قـالك تجي؟ وجودك غير مرحّب فيه.
تنهّد أدهم وهو يسكُن في سيارتِه خارجًا ليمسحَ على ملامحه، أقنـع ذاتهُ كثيرًا بأنّه يجبُ أن يـواجه الأمـر ويقابـلها شاءت أم أبَت ، يريد الحديثَ معها وجهًا لوجـه وليس عبر هاتفٍ أو مرسولٍ من عبدالله ! . . هتفَ بجديّة : مضطرْ ترحّب فيني بغيت أو لا لأني زوجهـا . . لازم أشوفها وأحكِي معها.
عبدالله بحنقٍ من تصرّفه المُفاجئِ والمتهوّر : أنت أهبل؟ تجي لين بيتي وودك تقابلها فيه؟ على بالك فيه أحد يدري بهالزواج غيرنا احنا وأبوها الزفت!! أقول اذلف لا بـارك الله فيك ...
أدهم بتحدي : وأيش فيها لو دروا؟ لازم يدرون يا بعدي أنت لأنّي زوجها في النهاية.
عبدالله بتحدي أكبـر : والله ما تلمس شعرة منها!
أدهم يبتسمُ بشر : نشُوف . .
عبدالله : امشى لأني ماراح أدخّلك بيتي ولا أتشـرف بأشكالك الخسيسة.
أغـلق دونَ أن ينتظـر كلمات أدهـم الذي شعرَ بالنـار تندلعُ في جسدهِ غيظًا من كلماته، نظـر نحو المنزل لا يريد التحرّك دونَ أن يحطّم رأسـه ويدخُله ، إن كـان يتحدّاه فهو لم يعرفه أبدًا ، لم يعرفه!!
سكَن في سيارتِه قليلًا وهو ينظُر للبـابِ بقهر، المشكلة هي كيف يفعلها ويدخُل دونَ أن يكون متسللًا؟ .. بدأ يفكّر بجنونِه بعد الغيظِ والحنق الذي ولّده فيه عبدالله بكلماتِه المستفزّة والمنقّصةِ منه.
بقيَ لرُبع ساعـةٍ في السيـارة أمام المنزل، وحين يأسَ وشـارف على التحرّك باستسلامٍ مخزي لنفسـه كـانت سيّارة يـاسر تدخُل عبر البوابـة . . أجفل واتّسعَت عينـاه وهو يتعرّف عليهِ جيدًا، أليسَ ممن يسكُن هذا المنزل قُرب - حبيبته -!! أخوها بالرضـاع كما علِم من عبدالله، ولكم أشعرهُ ذلك بالراحـة بعد سنينِ تفكيرٍ بسبب كلمات رقيّة التي قالت لهُ مرّة " بزوجها ولدهم "! وتركَت نارًا اندلعت ولم تنطفِئ إلا حين علم بأمـر تلك العلاقة بالرضـاع.
ابتسمَ بشرٍ وهو يفتحُ البـاب وينزل، اقتربَ من البـاب وهو ينادي ياسِر بانتصـار : يا الحبيب . .
استدار ياسِر باستنكارٍ للصوتِ الغريب الذي يناديه، وحين رأى الذي اقترب ومدّ يدهُ كي يصافحه مدّ يدهُ بتلقائيةٍ في المقابل، وبهدوء : أي خدمة؟
أدهم بابتسامة : الوالد موجود؟
ياسِر بتعقيدةِ حاجبين : على حسب ظنّي موجود بهالوقت ، مين معي؟
أدهم وعينيه تلتمعان بانتصار : واحد من عيـال أصحاب الوالد ربي يحفظه لكم.
ياسر بترحيب : حياك ربي تفضل تفضل . .


،


نـامت، غفـت على صدرهِ وهي تتشبّث بمـلامسه ، بقيَت تتنهّد ما بين جولـةِ بُكاءٍ خافتةٍ وأخرى حتى نـامت، تكرّرُ بصوتِها المبحُوح " بتكرهني أكثر " وهو تركـها تحكِي وتكرّر كيفما شاءت دونَ أن ينبسَ ببنتِ شفـة ، يدرك أنّها شعرت بالراحـة أخيرًا، لا يُريدها أن لا تشعر بالراحـة إلا في حضنه! لا يُريد هذا الشيء!!
كـان قد غادر السرير فقَط ليُصلّي ومن ثمّ عـاد إليها من جديدٍ وتمدّد جانبها دونَ أن يعانقها هذهِ المرّة، أسنـد ثُقل جسدهِ كلّه على جانِبه الأيسـر ينظُـر لها، لملامِحها، للدموعِ الجافـة على وجنتيها، لشفتيها المتورّمتين قليلًا والمنفرجتـينِ تلتقطُ من بينهما هـواء الغُرفـة البـارد، أهدابُها الكثيفةُ تنعكفُ كانكسـار جناحي حمامـةٍ فقَدت القُدرة على الطيران، تسقُط خصلاتٌ من شعرها الكثيفِ الليليّ على وجهها ، فيمدّ يدهُ بتلقائيـةٍ ويُبعدها ومن ثمّ يقـرأ تقاسيمَ وجهها الحـادة ويجدُ بين أسطرِها بـراءةً لازال يراها فيها حتى في المنـام، حتى بعد كلّ شيء! .. براءةً زائفـة! كيفَ استطـاعت التحلّي بها حتى في هذهِ اللحظـة وفي غيابِ عينيها؟ .. عينيها اللتينِ تخافـه! تخافـه كالخوفِ الذي كان في بداياتِهما وربّمـا أشدْ! وعـدها يومًا ألّا يؤذيـها ونقضَ الوعـد، وعدها وهو يظنّ أنهـا بريئة ونقضَت هي تلك البـراءة، ينحلُّ من نفسِه أمـامها، لن يسامحها على ما تفعلهُ بِه، لن يسامحهم كلّهم بحجمِ الاختلافِ الذي كان بين سلطان وبينـه.
أرادَ أن يوقظـها للصـلاة، لكنّهُ أدركَ في قرارةِ نفسه أنّها لم تعُد تصلّي منذ انتقـلا لهذا البيت، لذا تركها وهو يتوعّدها في داخِله.
ابتعد عنها ومن ثمّ رفـع اللحاف ليُغطّيها به، تنـاول جهاز التحكّم بالتكييف وعدّل البرودة، وضعـه على الكومدينةِ ليتّجه نحوَ البـابِ ويخرج، كـان يُريد أن يجد سالِي في طريقه حتى يعتذر منها عن غـزل الذي يدرك أنها لم تكُن لتعتذر لاعتدادها بذاتِها ، زفـر بحنقٍ منها وهم ينزلُ عتبـاتِ الدرج، اتّجه للمطبـخ ومن حُسن حظّه وجدها، دخـل وهو يلفظُ بهدوء : سالي.
التفَت سالِي إليه بسرعةٍ بربكة وهي تُجفف يدها المبلولة : نعم بابا.
تنهّدَ قبل أن يلفُظ : أعتذر منك عن اللي سوّته ، تراها ما كانت تقصد تضربك وبكَت من هالسالفة.
أخفضَت رأسها بصمتٍ وهي تضمّ كفيها المرتعشتينِ بانفعـال، بينما أردفَ هو بعد تنهيدةٍ طويلة : تحمليها لين تتعدّل على يديني بس.

يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 25-03-16, 05:37 PM   المشاركة رقم: 745
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



،


تأفأفت بضجرٍ منهُ وهي تعقدُ حاجبيها باستنكارٍ وتنظُر نحوه : عناد شفيك والله طفّشتني منك صاير لصقة.
ضحكَ بخفوت : ولا صرت ما أجلس معِك كثير قلتِ ما تهتم فيني.
غيداء : بس مو كذا عاد يوووووه جبت لي المغص حتى.
رفـعَ إحدى حاجبيه يستنكرُ هدوءَها الذي لم يختلطْ بهِ كبت! لا يرى فيها أيّ شيءٍ يثير خوفهُ ممّا حدَث لها، وكأنّها قد أفضَت بما في جعبتها وارتـاحت، لا تحتاج للحديث ولم تكبت على ذاتِها !!
لفظَ بنبرةٍ فيها الخشيـة تتضاعفُ لهذا الأمـر : مغص؟ .. الحين بس علميني ، ليش كنتِ تبكين يوم رحتي بيت سلطان؟ خدامتهم قالت بكيتي لين نمتي.
تغيّرت نظـراتها بسرعةٍ واشتعـلت، لكنّها سُرعـان ما انطفـأت وحلّ محلّها البرود وهي تنهضُ من مجلِسها لتبتعدَ عنه لافظةً بلا مبـالاة : ولا شيء موضوع سخيف.
بهتَ لردّة فعلـها الباردة، البـاردة!!! مـا الذي يحدُث؟!! .. لم يستطِع الاستيعـاب سريعًا كي يُناورها بكلمـة، فهي هروَلت ضاحكةً وهي تستديرُ نحوَه لتمدّ لسانها وترفعَ كفّها مودعةً له : وراي دروس وإنت معطّلني ... امتحان تاريخ يا لبــى.
اختفَت من أمام عينيه بعد ضحكتـها الصاعقة والتي أثـارت الحيرة والقلقَ في نفسِه ، في حينِ صعدتْ هي لغُرفتها وفتحَت البـاب مُبتسمـة، دخَلت وكـان الفاصل بين تلك البسمـة والعبُوس خطوة . . تلاشَت ابتسامتـُها لتُغمض عينيها بعذابٍ وتُعيد ظهرها للخلف، أسندتهُ على البـاب وهي ترفعُ هاتفها ، لتتّصل بطبيبتها الخـاصة ، لتستمعَ لنصائِحها التي تُساندها في النسيـان واحتقـار أي ما تعلّق بِه.
اتّصلَت بها لتردّ منذ أول رنّةٍ كعـادته، هتفَت بمرح : هااااللوو يا البزرة الحلوة.
ابتسمَت بأسى ما إن سمعَت صوتَ سارة، الفتـاة التي أفضَت إليها بكلّ شيءٍ أوّل يومِ ذهبت فيهِ للمـدرسة بعد زيارتها الأخيـرة لبيت سُلطان ، سـارة كانت تعلمُ منذ البداية بمـا حصل لها، أليسَت هي من استشارتها سابقًا وقالت لهـا أنها " لم تعُد عذراء "! هيَ من فتحَت عينيها على الكثير مما تجهلـه، لم تجِد غيرها حتى تُخبرها بمـا يضايقها ، وأفضَت هيَ بنصائح كثيرة : " تجاهلي ، انسـي ، لا تفتحين الموضوع قدّام أخوك بتشوفين نظرات الاحتقـار والعـار .. بيشوفونك عـار لأنّك أنثى، الرجـاجيل ما يحسون بالبنت! ما يهمهم غير سمعتهم في المجتمع، يا ويلك تفتحين الموضوع لأخوك أو تخلينه هو يحكِي ، بيكرهك زووود ولو ما وضّح ، بيكرهك زووووووود !! "
عضّت شفتها السُفلى بعبـرةٍ وهي تهمسُ بعذابٍ متجاهلـةً ترحيبها : سألني ، توّه عنـاد سائِلني عن هذاك الموضوع!
عقَدت سـارة حاجبيها من الجهةِ الأخـرى لتلفظَ بحدة : وان شاء الله وضّحتي له إنك متضايقة من الموضوع ومأثر عليك؟ وضّحتي له ضعفك؟
غيداء بنفيٍ شديد : لا لا لا .. وضّحت إنّ الموضوع ما يهمني وإنّه سخيف بالنسبة لي.
سارة بتشجيعٍ تبتسم : أي عفيه عليك .. لا تورينه انك متضايقة أو إنّ الموضوع يضعفك ، بيدوس عليك باحتقاره وتوقّعي إذا انضغط من الموضوع أكثر يذبحك .. الرجاجيل مالهم أمـان يرمون البنت لو مسّت شرفهم.
سقطَت دمُوع غيداء بهوانٍ وهي تشدّ على أسنانـها بعذاب : ما يسويها عناد! ما يسويها هوّ يحبني !
سارة بجديّة : يحبّك بس منتِ أهم من سمعته ، البنت عند الرجاجيل مثل أكياس الزبالة أول ما يصير فيها أوساخ يرمونها.
ابتلعَت غصّتها من تشبيهها الجـارح ، هل أصبحَت مُتّسخة بالعـار؟ ما ذنبها؟ ما ذنبها وهي المُرغمـة على ذلك ، ليس ذنبها أبدًا! ليس ذنبها أنّها كـانت في منزلِ سُلطان، أنّ سلطان لم يكُن قُربها ليحميها، أنّ عنـاد لم يكُن بجانبها أيضًا .. ليس ذنبها أنّ الله كتب لها ذلك في يومِ كذا وكذا!!
بكَت رغمًا عنها وهي تشدُّ بكفّها على فمِها وسـارة تبثُّ إليها كلمات المواسـاة من الجانبِ الآخر وتنصحها بالنسيـان، بتجـاهل كلّ شيء، بأن تصير أقــوى !!


،



دخـل للمجلِس بعد أن أخبـره ياسر بأن ضيفًا جاءهُ يقول بأنّه من أبنـاء أصدقائِه القُدامـى ، كـان وجههُ بشوشًا ما إن دخـل، لكنّ كلّ ذلك تلاشـى حين رأى الجـالس والذي كـان يُسلّي نفسه بهاتِفه . . أجفـل بصدمةٍ في اللحظـة التي ارتفعَت نظراتُ أدهم الذي ابتسم ابتسامةً رآها ياسـر فرحًا وترحيبًا برؤيـة والده ، لكنّ عبدالله قرأهـا جيدًا ، كـانت بسمةَ انتصـارٍ وقحَة، كيف تجرّأ على الدخُول لمنزلهِ بهذا الشكلِ الوضيع !!!
حينَ لم يقتربْ منه وبقيَ جامدًا في مكانه نهضَ أدهم وهو يبتسم كي لا يُحرجَ ذاته أمـام ياسر، اقتربَ من عبدالله حتى وصلَ إليه ومن ثمّ وضعَ كفيهِ على كتفيه وقبّل انفـه ومن ثمّ رأسه وهو يهتفُ بشوقٍ كـاذب : يا حيّ الوجيه الطيبة اشتقنا يا عمي اشتقنا ، آخر لقاء بيننا كانت قبل موت الوالد الله يرحمـه . .
نظَر لهُ ياسِر بحاجبين معقودين : متوفي؟
أدهم بأسى : أي الله يرحمه.
ياسر بأسف : الله يرحمه ويرزقه فردوسه.
أدهم وهو يبتسم لعبدالله : آمين . . تراه سميّ أبوك.
ياسر يبتسم : الله الله أجل بيكون وسيم وقلبه وسيع كل العبادلـة كذا.
أدهم : وأنت الصـادق، أبوك الله يذكره بالخير كـان قلبــه حيــــــــل وسيـــــــع لبى الشياب بس ما عاد تلاقي اللي قلوبهم وسيعة.
ضحكَ ياسر : هههههههههههههه شكلك تمون على الوالد أجل شايب؟
أدهم : قبل كنت كل ما شفته أقوله قدام أبوي شايِب وما أحصل غير وساعة الصدر كان يقولي بس قليل أدب .. الهواش كنت أحصله من أبُوي لأني ما أستحي على قولته.
ياسر بضحكَة : الله يخلف عليك.
نظـر أدهم بابتسامةٍ لعوبة إلى عبدالله وهو يهتفُ بوداعـةٍ أمام نظراتِه الغاضبـة : يا حبي لك يا الشايب والله إنّي اشتقت لأيـامنا مع أبوي . .
ياسِر : لا معليش احترم نفسك هالمرة منت مع أبوك أنا ولده وقدامه.
أدهم : ههههههههههههههههههههههههه ولا تهون عشانك نبطّل نقولها.
تحرّك عبدالله بصمتٍ غاضـبٍ لم يلحظهُ ياسِر ليجلسُ ومن خلفه تحرّك أدهم يكاد يتراقصُ أمامه رقصة انتصـار، جلسَ بجانبه بكلّ وقـاحةٍ بينما ارتفعَت نظرات عبدالله الحادة إلى ياسِر ليلفظَ بحزم : قولهم يجهّزون الضيـافـة . .
أومأ ياسر ليلفظَ قبل أن يتحـرّك : أبشـر.
خرجَ ليعمّ الصمتَ للحظـاتٍ قبل أن يقطعها أدهـم بانتصـار : الخسيس دخـل بيتك؟
نظـر لهُ بازدراءٍ ليلفظَ : أوقـح منّك ماقد شفت!!
تراجعَ أدهم بهدوءٍ للخلفِ وهو يضعُ قدمًا على أخرى دونَ مبالاةٍ بحديثهِ المُزدرء، وببرود : ما دخلت عشان أشوفها لأني يوم عرفت إن محد يدري من البيت شفت كلامك صح وما يصير ، بس حبيت أكسر عينك وأدخـل بيتك يمكن تتشرّف بالخسيس بعدين !!
عبدالله يهزُّ رأسه بالنفيِ بيأسٍ منـه : تسيء لأبوك بتصرّفاتك ، وش هالتربية العاطلة؟
ارتفعَت زوايـة فمِ أدهم ببرودٍ لينطقَ بنبرةٍ لا مُبالية : اترك أبوي بحاله وبريّحك ... تراه ما ربّاني أبدًا وكان مهملني فالغلط ماهي في تربيته السيئة كثر ما الغلط من تربيتي لنفسي أنـا.
عبدالله : مدرك الوضع يعني ومعترف!
أدهم : الرسُول كان يتيم وما احتـاج لأب وأم يربونه! الشخص له الجانب الأكبر من تربية نفسه بالله !
عبدالله يتنهّد بعجز : ما يليق عليك هالكـلام! عيب تكون فاهم وما تطبّق على حالك.
أدهـم بصدق : أحـاول ، بس عجزت أربّي نفسي لأنّ تربيتي سيئة.
عبدالله بجمود : وتبيها زوجتك وام لعيالك وأنت معترف إنك ما تعرف تربّي؟
أدهم : تربيتي لنفسي سيئة ، ماهو بالضرورة تكون لعيالي! عيـالي أكيد أبي لهم الأفضـل اللي ما حصله أبوهم وما قدّره لنفسه.
عبدالله : ما أقدر أخـاطر مع انسان متهوّر ولا مبالي مثلك.
أدهم بنظراتٍ واثقـة : وما أقدر أتخلّى عنها .. هي لي، لو تمطر السمـا صديد، لو تجدب الأرض وتموت .. هي لي !
أغمـض عينيه بصبرٍ وهو يزفُر الهواء الملوّث من رئتيْه، كلمـات أدهم الواثقة لا يستطيع تقدير حجمها أبدًا، يُريدها، لكنّه لن يقدّر حجمَ هذهِ المُخـاطرة، كيف يثقُ برجلٍ تركها سنينَ زوجةً لهُ وحين عـاد قال " أنـا أخوك؟ "!! . . فتحَ عينيه لينظُر نحوه بهدوءٍ وهو يحـاول جعلهُ يعدلُ عن جنُونه : اعقـل يا أدهم ، اعقـل لأنّي ما أبي أجرجرك للمحاكـم وأفضح كل اللي سويته! كفايـة عليك صورة أبوك ماودي أثبت إن الولد سيء بعد!
أدهم بحدةٍ وتحذير : أبوي الله يرحمه اتركه بحالـه ، ما يجوز على الميت الا الرحمة.
عبدالله بهدوء : الله يرحمه وما قلت شيء من باب الشماتة إن شاء الله يكون ذكره حسَن .. بس ودي أوضّح لك إنك الخاسـر بكل الأحوال ..
أدهم : فوزي فيها أجمـل خسارة.
عبدالله : وصرت العاشق المتيّم ! لا تعلب على نفسك !!
دخـل في تلكَ اللحظـة ياسِر يقطعُ أيّ حديثٍ قد يقُولهُ أدهم أو حتى عبدالله، جلسَ معهما باترًا الحـدة في صوتِهما ، العداوةَ في كلماتِهما . . وانضمّ يُحادثُ أدهم ويسأله عن اسم والدهِ الذي أخبره عبدالله أنّه من أصدقائه القدامى جدًا لذا لم يعرفهُ حين ذكرهُ أدهـم . .


،


دخـلت المنزلَ وهي تشدّ على أسنـانِها ألمًا، الغثيـان تضاعفَت وطأتُه، ركضَت نحوَ المغاسـل في الأسفل ليعقدَ سيف حاجبيهِ ويتبعـها بقلق، تقيأتْ حتى أصبحَت تشهقُ كالغريق البـاحث عن الأُكسجين، وقفَ خلفها وهي تمسحُ وجهها وتأنُّ بألـم، وضعَ كفّه على ظهرها ليدلّكه برفقٍ وهو يلفظُ بقلق : آخذك للمستشفى؟
هزّت رأسها بالنفيِ لتهتفَ ببحّة : شيء طبيعي هالشيء ... آآه يا بطنــ . .
عادَت لتتقيّأ وهذهِ المرة سوائِل معدتها، وقفَ بجانبها مباشرةً يضعُ كفًا على معدتها وأخرى على ظهرها يدلكهما برفق، عـادت لتمـسح وجهها بالمـاء ودموعها قد سقطَت رغمًا عنها دونَ بكـاء، فقط الألـم ما نثر تلك الدمُوع على وجهها . . تراجعَت للخلفِ لتستندَ على كتفُه بإرهـاقٍ بينما امتدّت كفه اليُمنى ليسحبَ بضعَ مناديل ومن ثمّ مسحَ وجهها المُبلل وهو يحيطُ بطنها بحنـان : فترة وتعدي ، فترة وتشوفين اللي منتظرته سنين وتنسين كل آلآمِك.
أغمضَت عينيها وهي تسندُ رأسها على كتفِه بإرهـاق، وبصوتٍ مُتعب : بنسى آلآمِي منّك؟
قبّل رأسها وهو يرمي المناديل لسلة المهملات التي كانت بجانب المغسلة : بتنسين ، بتنسين . .
ديما بضعف : مشتاقـة لك يا سيف!
ابتسمَ ومعدتهُ انقبضَت ليُغمض عينيه ويتنهّد بنشـوة الاشتيـاق الذي صرّحت به، نثـر قبلاتِه على رأسها وهي ثقُل جسدها قليلًا باعتمـادِها على كتفِه مسندًا، على حُضنِه ملجأً ، لا تنكُر أنّها اشتاقته! رغمَ كلّ ما فعلـه بها اشتاقـته ، رغمَ كلّ أوجـاعها منه اشتاقته، رغمَ حبّه المستورِ اشتاقتـه!! .. شدّها إليه في عناقٍ حميميٍّ ليحترقَ ظهرها بحرارةِ صدرِه ، تأوّهت بضعفٍ واستسلامْ وهي تهمسُ بأسـى : أهـاجر مع طيور زعلـي وأرجع مشتاقـة لك .. ليه أنت موطني ومقصدي دايم؟
شريعةٌ هذهِ العلاقـة ، وقبلتُها أنتْ . . موطِنٌ تهاجـر فيه أسرابي في كلّ موسِم، أعـود إليك رغـمَ حرارةِ صيفك، رغـم صقيعِ شتائك ، كُن ربيعًا دافئًا ، أو كُن بردًا وسلامًا، لا تكُن قاتـلًا!
أخفـض رأسهُ قليلًا ليسندَ ذقنهُ برقّةٍ على كتِفها ، همسَ بعاطفـةٍ صاخبـة : أنـا عشّك لو ما حضنتك السمـاء ، ارجعِي لــي!
ديما بآهةِ ألـم : غصب عني برجع لك ، غصب عني يسيّرنـي قلبي لك ... بس لا توجعني فيها تكفَى! لا تصير عشْ لحمامتين !!
فهـم مقصدَها جيدًا ، فهمَ من تلك الحمـامة التي تصفعها بجناحِيها ، فهـمها جيدًا ، تقصدُ بثينة، المـرأة التي انهـارت بسببها، والتي رآها بأضعفِ حالاتِها حين صفعها بِها !!
سيف يقبّل جانب عنقها برقّة : انسيـها الحين ، خليك فينا وانسيـها !!
ديما تفتحُ عينيها بوهنٍ لتنظُر لملامحهِ المعشُوقة لديهـا عبر المرآةِ أمامها، عينيه، أنفـه، عارضـه وشفاهُه التي كمْ مسّت جراحهـا ضمادًا بعد أن كـانت سلاحًا للجروحِ ، ولطالما كانت سلاحًا أكثر مما كانت ضماد! . . نظَرت لعينيه التي لطالمـا كانتا كاذبتين تخفيـان الحُب عنها، الآن هاهمـا تصرخـان، تصرخـان بكلّ عشقٍ لا يريد أن يلفظهُ بلسانِه .. التوَت أحشاؤها وهي تفغَر فمها غيرَ مصدّقةٍ أنّه يحبها .. لكنّها أخفَت كل خلجـاتها وكل النشوةِ التي تعتري جسدها لتهتفَ برجـاء : قلت لي ما تقدّمت لها من جديد وكنت تكذب علي .. بس ما قلت طلّعتها من بـالك! تكفى قولها ، قولها وريّح قلبـي لا تذلّه أكثر وتوجَعه.
سيف : ما عاش من يذلك يا ديمـا .. بكون صريح معك وبقولك للحين ما طلعت هالموضوع من بالِي عشان زيـاد، بس حاليًا ماراح يصير شيء أبدًا.
انتفضَت في حُضنه لتبتعدَ عنهُ بعنفٍ وتتكأ بكفيها على طرفِ المغسلة، عضّت شفتها السُفلى بألـمٍ وهي تُغمض عينيها بشدّة .. لازال يجرحها بأخـرى، لازال يستخدمُ السـلاح الأعنف، السلاح الذي إن اخترقـها - ماتت بحُزنها حيّة -! . . ارتعشَت وهي تشدّ على كفيها وأجفانها تقـاوم الدمُوع التي تُحاربُ مقلتيها لتبزُغ . . شعـر بها ليضعَ كفهُ على كتفها لكنّها انتفضَت وهي تصرخُ بقهر : والله لو ترجّعها لعصمتك ما بظـل عندك دقيقة وحدة ، والله ما أظـل عندك يا سيف ..
سيف بضيق : ديما بلاش تهديدات وحلوف تدرين إنّي ماراح أطلقك.
ديما بقهرٍ وهي تُخفضُ رأسها ويديها تتشنجـان على طرفِ المغسلةِ حتى ابيضّت مفاصـلها : لا تطلّقني ، سوّ اللي تبيه بس ما بظـل عندك ، مستحيل أكون لشخـص ماهو لي بس!!
أحـاط خصرها من الخلفِ وسحبها إليه لتترك المغسلة رغمًا عنها، وبحدة : مشتـاقة لي ، وبالرغـم من شوقك باقِي تصدّين!!
ديما تحاول أن تستدير إليه حتى تضربهُ وتُشفي غليلها ، وبغضب : شين وقواة عين باقي لك وجه تحكِي وتعاتب ! انقلع من وجهي انقلـــــع . .
ضمّها إليه بتملكٍ وهو يقرّب فمهُ من أذنها ليقبّلهُ ويهمسَ فيه برقّةٍ ذابَت بها بشرتها مع حرارةِ أنفاسِه : وأنـا مشتاق ، مشتـاق لعيونك، لعصبيتك، لكلماتك الوقحة وسبّك الخـايس وقلّة أدبك ..
ديمـا بغيظٍ تصرّ على أسنـانها : حـمــــــــاااااااااااااار
ضحكَ رغمًا عنـه : ما يتـزوج غير حمـاره.
دفعتهُ عنها بغيظٍ ومن ثمّ تحرّكـت لتبتعدَ عنه بينمـا ضحك هو بتسليةٍ رغـم نارها، لازال يضحك كلّمـا احترقت، لازال يضحك هذا الأحمـق ولا يُبالــي !!!


.

.

.

انــتــهــى

للأسف كان المفترض فيه ثلاث مواقف زيادة وقفلة قويّة بس ما حصلت وقت أكتبهم قبل الميعـاد :( -> محد مقهور على القفلة :p ، لذلك نأجله للبـارت الجاي .. قراءة ممتعة للجميع ()

+ موعدنا القادم ليـل الثلاثاء بإذن الله :"""


ودمتم بخيـر / كَيــدْ !




 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 06:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية