لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-16, 09:17 PM   المشاركة رقم: 736
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



-
-
مسـاء الورد قرائِي الأعـزاء
موعدنا بيكون بعد منتصف الليل إلـى الآن ما اكتمـل البارت وبقي مشوار نقول يارب بسيط :(
يبيلي ثلاث أو أربع ساعات عشان الكتابة بروحها من غير المراجعة ، نامُوا وتلاقونه بعد ما تصحون ، عاد الطلاب بتلاقونه بعد ما ترجعون من دواماتكم لا تتهورون وتخربون نظامكم :D


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-03-16, 05:36 AM   المشاركة رقم: 737
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

صباح الخير، راحت علي نومه وما حسيت بنفسي الا الحين للأسف :(
نمت وانا اكتب والجهاز قدامي وتوها تصحيني أمي والحين مضطرة ما انزله لين ارجع من الجامعة :(

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-03-16, 04:28 PM   المشاركة رقم: 738
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف صحة وعافيـة



عذرًا على التأخير ، نمت من غير لا أحس بما أني شبه مواصلة يومين وكان صعب أنزله 6 ونص الفجر وأنا عندي دوام! على فكرة ترى كان عندي امتحان ميد اليوم وما ذاكرته بالبيت واستغليت ساعات فراغي في الجامعة وذاكرته عالسريع عشاني فرغت وقتي أمس للكتابة يعني بلاش اللي يقول عني مُماطلة بدون أي وجه حق :(
بحـاول هالفترة أنزل بشكل أكثف من قبل ، كل ثلاثة أيام ، كل أربعة وهكذا ، ماراح يكون فيه وقت محدد لأني محتاجة هالوقت المفتوح وبحدده بحسب البارت إذا كان دسم أو لا ، + ودي أمشي الأحداث بسرعة، ما أقصد بالكتابة قد ما أقصد بتقارب وقت التنزيل ، بتكون أوقاتنا دايم بفترة الليل وممكن بعد منتصف الليل بعَد يعني لو قلت البارت الاثنين على سبيل المثال ممكن أخليه بعد منتصف الليل بعد يعني نكون دخلنا بالثلاثاء فلا تتضايقون من هالشيء وتقولون عدم تدقيق بالمواعيد ! .. الاستثنـاء الوحيد هو الويكند ممكن يكون التنزيل بفترة النهار غالبـًا :"" محتاجة أختم الرواية بأقصر وقت ممكن لشيء في نفسي.

،

تفضلوا البارت ، بسم الله وقراءة ممتعة للجميع
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !

لا تلهيكم عن العبادات


(70)*2



بعـد الغـداء، جلَست في غرفـة الجلُوس مع امّها، تحتضنُ إحدى الخدادياتِ في حُجرها وهي تنظُر للتلفـاز بجبينٍ مُقطّب، جلـس بجانبها وهو يُشير لامّه أن تتركهـما لتفهمه وتذهب، نظرَ نحوها وابتـسم، ليهتف برقّة : طفلتي وش مضيّق عليها؟
رفعَت نظراتها إليه وهي عاقدة الحاجبين، وكـان جوابها المُتوقعُ أن يكون " ماني طفلة "، لكنّها هتفت بنبرةٍ هادئـة : ولا شيء.
تنهّد عنـاد وابتسامتـه تخفتُ بأسى، رفعَ كفّه ليداعب وجنتها وينظر في عمقِ عينيها ليهتف بحنـان : كيف كانت زيارتك أمس لزوجة سلطان؟
رفعَت حدقتيها للجهةِ العُليا اليُسرى من عينيها وهي تُفرج شفتيها قليلًا تجتذبُ الهواءَ عن طريقِ فمها، وبضيق : ماشي حالها.
عنـاد : كيف صار بيت سلطان، أحلى صح؟
عبسَت بشدّة : ماهو حلـو.
عناد : ليه؟
غيداء بضيقٍ وشفتيها ارتعشتـا قليلًا حتى كـادت رعشتُها لا تُلحَظ : لو يغيّره كله أحسن.
وضعَ كفّه على شعرها ومسحَ عليهِ بهدوء : صاير ممل بشكله والا شلون؟
شتت عينيها لكلّ الجهاتِ وهي ترفعُ كفّها اليُمنى بتلقائيةٍ لتشدّ على ساعِدها الأيسر ، وبخفوتٍ مُضطرب : ما أدري . .
عنـاد بهدوءٍ لازال يسيطر عليه : يضايقك؟
رفعَت عينيها مباشرةً لعينيه لتعقدَ حاجبيه وهي تتابـع نظرتهُ الثابتة على عينيها، وبرعشـة : ما أدري . .
عناد : كنتِ تحبينه وتقولين أحسن من بيتنا.
غيداء بسرعة : بيتنا أحلـى.
عنـاد : طيب شرايك نروح كلنـا عند سلطان اليوم؟
فغَرت فمها مباشرةً وهي تندفعُ باعتراضٍ متوتر : لا ليه اليوم؟ توني أمس كنت عندهم!
صمتَ وهو يقطّب جبينه قليلًا ويبتسم ابتسامةً مبتـورة، بينما أخفضَت هي عينيها لا تدري لمَ تشعر أنّها كرهَت منزل سلطان فجأة! شعرت بالضيق البارحـة من تواجدها هنـاك ما إن تذكّرت كل شيء، شعَرت أن جبـالًا تسندُ ثقلها على صدرِها، أن سجنًا يُحيطها وأغلالٌ تقيّد معصميها بينمـا نارٌ تُحيطُ بها !!
عنـاد بصوتٍ حنونٍ رُغمَ ألمـه، ودائمًا ما يُصبح الانسان أضعف حين يكون العلاج الذي يمدّه لـ - قريب - : ما نروح اليوم مرة ثانية طيب؟
غيداء بمجاراةٍ وهي في داخلها لا تُريد : طيب طيب ، * أردفت لتغيّر الموضوع * ماما قالت امس تبي تزوجك ترى.
ابتسم رغمًا عنهُ وهو يترك لها حريّة تغيير الموضوع الآن، لن يضغطَ عليها كثيرًا وهو يدرك ما شخصيتها والتي قد تنهـار بالضغط وتسوءَ لا أن تتحسّن ، هتفَ برقّة : إذا بتعجبك أنتِ أبيها . .
غيداء تبتسم : تقول تبي تزوجك لبنت جارنا هي صح حلوة بس معصقلة مرررة وباردة.
عناد بحزم : بطّلي توصفينها وبطّلي تغتابين.
غيداء بحرج : ما أقصد بس هي كذا والله.


،


تنظُر للطبيبِ بضعف، كـان يرفعُ اللحافَ عن قدميها قليلًا حتى يحرّك أنبوبًا معدنيًا على باطِن قدمِها ينتظرُ ردّة فعلٍ منـها ، عقدَت حاجبيها وأصابعها تنكمشُ لتسحبها بضعفٍ قيدَ أُنملة . . ابتسمَ الطبيبُ وهو يستقيمُ واقفًا ليهتفَ بهدوء : الحمدلله على سلامتك أخت جيهان، وش تحسين فيه؟
اهتزّت شفاهها بضعفٍ وهي تُغمضُ عينيها وتهتفَ ببحّةٍ وصلَت للطبيبِ بصعوبـة : أ بــ ـي موو يــا
أشـار الطبيبُ للممرضةِ لتتحرِك مقتربةً منها، رفعَت رأسها بعد أن وضعَت كفّها أسفل عنقها بينما يدها الأخرى تناولت كوبَ مـاءٍ من ممرضةٍ أخرى ، جعلتـها ترتشف القليل الذي ضاعفَ عطشها وجعلها تطمعُ بالمزيد لكنّ الكوبَ انسحبَ من فمها وصوتُ الطبيب جـاء إلى أذنيها لتقطّب جبينها باعتراض : يكفي . .
كـانت ستعترضُ لكنّ حنجرتها التي لم تكتفِي بالبللِ لم تُساعدها بجفافها، أعـادت الممرضة رأسها على الوسـادة لتُغمض عينيها باستسـلامٍ للخـدرِ والضعفِ الذي يهاجمُ صحوتها . . حينَ فتحَت عينيها لم تجـد أحدًا حولها، لم ترَى سوى الضبـاب وهي التي احتاجَت رؤيـة ابيها فقط، لم ترَه! لكنّها سمعَت صوتهُ الملهوفَ وهو يهتفُ بكلماتٍ لعثمتها الفرحـة ومن ثمّ نـادي الطبيبَ بسرعـة ، صوتهُ الغـالي على قلبها، الذي جرحـها برفضِه للوقوفِ معها في الطـلاق ، لكنّه غالٍ عليها، موسيقَى تظهر من آلـةِ الأبوّة.
فتحَت عينيها بضعفٍ وهي تسمعُ خطواتِ الطبيب والممرضتين تبتعِد . . ومـاذا عنه؟ ما الذي حدَث للعـريسِ الذي غَدر؟ .. شعَرت بالضيقِ وهي تفكّر بِه، هل هوَ بخير؟ هل أُصيبَ بأذى كمـا حدث لها؟ هل تألـم كما تألّمت في تلك الدقائِق التي طالَت؟ ... دعَت الله داخلـها أن يكُون بخير، مهما حدَث ومهما فعَل، تُريدهُ بخيـرٍ كمـا كـان لها حتى تلك النقطـة.

يقفُ بلهفـةٍ خـارج غرفتها ينتظر خروج الطبيب حتى يُطمئنهُ عليها بعد أن نهضَت وأنـارت حُزنـه بالفرح . . يهزّ قدميـه بتوتُر، وابتسـامةٌ طفيفةٌ تظهر من عُمقِ توتّره . . خـرج الطبيبُ بعد لحظـاتٍ ليندفعَ إليهِ بلهفـةٍ وهو يسأله : هاه بشّر دكتور!
نظر إليه الطبيب ليبتسم : الحمدلله للحين وضعها في السليم وإن شاء الله تظـل كِذا .. مبروك سلامة بنتك.
ضحكَ يوسف بسعـادةٍ وهو يشكُره ويتّجه للغرفـة حتى يدخُل إليها، حتـى يكحّل عينيـه بعينيها، حتـى يغمّد سيفَ الحُزن ويطوِي آلآمـه، حتـى يرتـاح هذا القلب الذي أُوجِع حدّ اعتنـاقِ الموت.
دخـل ليجدها مُغمضَةً عينيها، زفـر بإرهـاقِ الأيـامِ السابقة مواجهًا فيها رعبـه من أن يفقدها، من أن يؤذيها ما حدثَ بدرجةٍ ستوجعها قبله، وكم يتمنى أن لا يصير شيئًا من مخاوفـه، لا يستطيع تخيّل فكرةِ أن تؤذَى، لا يستطِيع!
صوتُ زفـرتِه المكبوتَة اختـرق الصمتَ ومزّقـه، اخترقَ السكُون وإغمـاضة الأجفـان، بعثَر أهدابَ عينيها عن أحداقها، جعلَها تكشفُ صفيحةَ عينيها إليه - حتَى تــراه!
نظَرت إليه بعجز، بألـم، اهتزّت أحـداقها بضعفٍ وهي تُحـاول الحديثَ والتشكّي ، تُريد أن تخبره عن ألمـها، عن أنينها، عن دقائِق حبسها في السيارة، عن ذاكَ الحُضن الموجِع! تُريد أن تشتكِي الألـم الذي اغتـال جسدها حتى فقدَت الوعـي بعد أن تمنّت ذلك طويلًا ووجـدته بعد أن ذاقَت أكبَر قدرٍ من الألـم ، تريد أن تتشكّى! وتسألـه لمَ لم يكُن معها! لمَ لم يكُن قريبًا! لمَ لم يُنهي ألمـها بسرعة بأيّ طريقةٍ كـانت! أليـس هو والدها؟ من يُجيرها من الآلآم؟!!
ارتعشَت شفاهُها وعينـاها تغيمـان بدموعٍ كثيفـة، بدموعٍ كـانت كغيُومٍ سوداء/حُبلى، سقطَ مطرُها ما إن أُثقلَت، سقطَ مطرها! ولمْ يكُن عذبًا! كـان مالحًا، مالحًا بحجمِ الأوجـاع ، لمَ كـانت الدمُوع مالحـةً لتُذكّرنا بمرارةِ سقُوطها؟
أجفـل ما إن رأى الدمـع يتساقطُ كحبّـاتِ بلّورٍ بائِس، قطـع المسافـة بينهما بخطواتٍ واسعـة وهو يسمعُ صوتها المبحوحَ والواهـنَ يجيئهُ محملًا بأكبر قدرٍ من الأوجــاع : يــبــــه.
يا عيون أبوك! .. قالـها بوجعٍ أكبر، وجعٍ نفسيٍّ يختـزل كل الأيـام السابقةَ في حُزنـه، قالها وهو ينحنِي إليها ليقبّل جبينـها البـارد، ليقبّل وجنتها الشاحبـة، ليقبّل دمعتها المالحـة .. وضعَ كفّهُ على شعرها البُنيِّ وهو يهمسُ ببحّةٍ هاجَمت حُنجرته صوعًا لرغبتهِ في عدمِ الثبـات : يا عيُون أبوك ، يا نظـره اللي غابْ ، صرت أعمَى يا عيوني، صرت أعمَى وأنتِ غايبة.
انتحَبت نحيبًا جـرح حنحرتها الجـافة ومن ثمّ أغمضَت عينيها تمنـع دموعًا أخـرى من النزول بينما كانت أنـامله تمسحُ بأطرافها آخر الدمعِ الذي سقَط، فتحَت فمها تُحاول الحديث حتى تقول له " توجّعت كثير ، توجّعت كثير ومالقيتك " ، لكنّ سبابته منعت حديثها حين وضعها على شفتيهِ وهو يهمس : ششششش ، ارتاحي ما أبي أسمع صوتك ، أنتِ سامعته كيف تعبان؟
أطبقَت فمها وهي تبتسمُ بضعف، كـانت تريد أن تسألـه عن فواز أيضًا عوضًا عن الشكوى، ولم تستطِع منع نفسها بأن تنصـاع : فـ فواز ...
تجمّدت ملامحهُ قليلًا ليتنهّد ويهمسَ بحنـان : بخيـر ، وأنتِ بعَد كونِي بخير.


،


ظلّت تنظُر نحوهـا بجمود، أُخرسَت الكلمـاتُ على سطحِ شفتيها بعد أن خرجَت دونَ صوت، هذهِ الحقيقةُ موجعة! موجعةٌ حدّ أن تصمتَ ولا تجدَ شيئًا تُبرّر بهِ أو تجيب فقط بـ نعم ، أم لا! لم تعُد تملك القدرة على شيء، أُهلكَ الحديثُ في الحُنحرة، وكأنّ أيـام بُكائِها زحزحَ كل ثباتٍ في الحديثِ ليضعف، ضعفَت! حتى أنّها حين قال لهـا " طلعتِ تشبهين أمّك ، ما أستبعد حتى في الأفعـال " لم تجد شيئًا لتردّ بهِ على شخصٍ لم تشعر نحوه أنّه أب! لذا كـان يجب أن يكُون الردّ أسهـل ، إلا أنّها ضعيفة! ضعيفةٌ بحجمِ غايـةِ حُزنها.
أخفضَت أحداقها بصمتٍ ولجأت لـ - نعم - عن طريق صمتِها، لم تجد الجرأة لتُخرح صوتها الواهِن، لم تجِد القُدرة لتُسمعها الاهتزازَ في صوتِها/الضعفَ في حنجرتها البلهـاء . . كانت قويّة قبل نصفِ ساعةٍ ربّما أمـام أدهم، كانت قويّةَ الكلمـات وحتى النبـرة، والآن ضعفت! خرجَت من قوقعةِ زيفها!!
بينمـا عقدَت هديل حاجبيها بتوترٍ وهي تُشتت عينيها لا تدري ما تقول بعد أن فهمَت ردّها من الصمت، ارتعشَت شفاهُها قليلًا باضطرابٍ قبل أن تهتفَ بتردد : كنتِ تبين هالشيء من قبل! نقُول مبروك؟
لم تردّ عليها وهي تغـرقُ في الخـزي، " مبروك " على ماذا؟ على عريّ هذهِ العلاقـة الجـائرة! على انهزامها، على خسـارتها! على مـاذا تُبارك لها؟ على دموعٍ جففوها بعد أن ذُرفَتْ.
توتّرت هديل أكثر لصمتها الذي طـال حتى هذهِ اللحظـة، وبربكـة : بتنامين؟ ممم خلاص بطلـع ونكمل حكي بعدين ، ما ودي أشغلك أكثر.
هرولَت هاربـةً من الغرفـةِ بعد أن كـان صمتُ إلين الدليلَ الأكبـر على أنّ هنـاك الكثير مما نقصَ في هذهِ العلاقة، بينما تراجعَت إلين لتجلسَ على السريرِ بوهن، رفعَت كفيها لتغطّي فمها تـُخفِي تقويسته وهي تهمسُ بعذاب : الله لا يحللكم ، الله لا يحللكم.


،


ليلًا . . نـظرَ نحوَ ياسِر بحنقٍ وهو يكـاد يصرخُ في وجههِ ويشتمه، في حينِ كتّف ياسـر يديه وهو يرفعُ إحدى حاجبيه بجمود : نـاظرني لين بكرا ، أهم شيء منت شايفها وموت بحرّتك.
فواز بحنق : تحرّني يا الحيوان؟
ياسر ببرود : والله عـاد ما الحيوان غيـرك وش هالجسم عندك وش يقدرك تروح لها بعد؟ ما مرْ وقت على كلام خالي معك ما تتوب أنت؟
فواز بحدة : هيَ صاحية وأنا هنا يا كبرها عند ربّك!
ياسر باستفزاز : ياخِي اثقل لا تصير تراكض وراها كذا خلّها تشتاق لك.
فواز بحقد : تشتاق لك جهنم.
ياسر : ههههههههههههههه راح تشتاق إذا ما كنت فيها شايِف وش كثر تحب الخير لي.
فواز برجـاء : ياسر أبي أشوفها وأتطمن عليها بعيوني تكفى والله اشتقت لها.
ياسر ولم يستطِع منع ضحكاته : ههههههههههههههههههههههههههههه فواز لا جد وش فيك صاير خروف؟ اثقل شوي تلاقيها الحين ما طرتك.
فواز بغضب : ما الحيوان غيرك أنت وش درّاك بالمشاعر عشان تنسبها للحيوانات يا حيوان؟ قال خروف قال نعنبو من حب عندكم.
ياسر يكتم ضحكته : ما قصدنا شيء بس اثقل شوي ..
فواز بعتب : شايف الوضع يحتـاج ثقل وهي تتوجّع وما أقدر أتطمن عليها بنفسي؟ ما أصدقكم وأنا أحاتيها.
تنهّد ياسر بعجز : والله العظيم هيَ بخير.
فواز بقهر يُغمض عينيه بعجز : وش يقنع هالقلب؟


،


يتحرّكُ أسفـل أضـواءِ الشـارع وهو يدندنُ وكفيهِ في جيبيّ معطفِه، صوتُ موسيقَى كلاسيكية تعلُو من أحدِ المارينِ بجانبِه، رجُلٌ يمشي أمامهُ وذراعهُ تُحيط كتفيّ امرأتِه، وطـائرةٌ في السمـاءِ تُغادرُ هذا البلـدَ هربـًا ، تُغادرهُ في الليلِ وسجعهُ أضـواءُ برُوكسيل من أعلى الطـائرة.
ابتسمَ ابتسامةً ضيّقـة وهو يضوّق عينيهِ الواسعتـين، شتت عينيه في النـاس، في الألـوان حولهِ والأجنـاس، ولـوى فمهُ قليلًا وهو يرفعُ إحدى حاجبيـه، هذهِ الرتـابةُ تقتله! يريد شيئًا آخرًا كي لا يمُوت هكذا! يريدُ شيئًا يُسلّي بها ذاتهُ التي ملّت . . زفـر بضجرٍ وهو يركلُ حصَى كانت أمامـه، أكمـل طريقهُ للأمـام ولم يجد لديهِ سوى إخـراج هاتفـه حتَى يجدَ ما يُسلّي ذاتهُ فيه . . ابتسمَ فجـأةً حين تذكّر عنـاد ، لحظة! كيفَ نسيه؟!
التوَى فمهُ بتسليةٍ وهو يكتبُ إليهِ رسـالةً سريعةً عابثـة ( تعـال دامَك حليتني ، بروكسيل تنادِيك ترى فيها هوايل )
ضحكَ بعبثٍ وهو يهتف : وش ذا الملل بالله؟
تحرّك حتى يُكمل طريقه لكنّ صوتَ الهاتفِ اخـترق الصمتَ فجاةً برسـالةٍ كـانت منه ! من عناد !! .. صفّر دونَ تصديقٍ لسرعةِ ردّه ليفتح الرسالة ويقرأها ( ما أجي ببلاش وش عندك؟ )
تميم : اووووه بطل . .
أرسـل : ( فيه مكـان ووقت ، لو تواجدت فيه بدقّة ميعاده أوعدك تفهم اللي يصير حولك )


يُتبــع . .

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-03-16, 04:31 PM   المشاركة رقم: 739
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 


،


مرّت أيـام ، وذاكَ ارتحـل مع قافلـةِ الأحـلام التي جاءتهُ كثيرًا بعد تلك، يـراهُ من جديدٍ بنفسِ حالتـه ، يقفُ بعيدًا ، يبتعدُ أكثر هذهِ المرة! يبتعد ، لكنّ شفافيتهُ صـارت أقلّ، لازال يغُوص فيه يحاولُ لمسَه والتغلّب على عدمِ الوجُود سوى في طيفْ! ولازال هذا الطيف ينظُر لهُ بعتب، يكرّر كلمـاته : ماقد دخلت الجنة يا خوي ، لازلت في النـــار . .
ليـالٍ نـام فيها ورآه، بعينيهِ الحمراوتين، بنظراتِه العاتبـة، والحاقدة في آن! يستيقظُ متأخرًا قبل صلاة الفجـر بساعتين وهو يضعُ كفّه على صدرهِ بقلقٍ ويتلفّت حولـه بينما أسيل تغوصُ في نومـها ، يستعيذ من الشيطـان ويحاول العودةَ لينـام ولا يستطِيع ، طيفهُ لم يـغـادره، لازال يراهُ حتى في صحوته!!

اقتربَت السـاعة من الرابعـة مساءً وهو يستقرّ في سيارتهِ وأسيل بجانِبه حتى يوصلـها للمشفى لتزور أخـاها مع امّها، كـان شاردًا بعض الشيءِ يحرّك يديه بآليةٍ على المقود، يُديره بممارسـةٍ لا وعـي.
شعرَ بكفٍّ وُضعت على فخذِه ليستوعب أسيل التي لفظَت بقلق : شاهين !!
أدار نظراتهُ إليها بسرعة ومن ثمّ عاد ينظُر للطريقِ وهو يتنهّد بجمود : شفيك؟
أسيل بحيرة : من أول أحاكيك وينك؟ منت على طبيعتك هاليومين فيه شيء؟
مرر لسانـه على شفتِه السُفلى، وبهدوء : لا بس كنت أفكر بخصوص الشغل.
أسيل : مو بهالطريقة! يومين وأنت غريب اترك شغلك لوقته مو طول يومك.
تنهّد بقنوط : وش كنتِ تبين؟
عقدَت حاجبيها دون رضا لكنّها لفظَت باستسلام : كنت أقولك مر نآخذ باقتين ورد لفواز وبنت عمي.


،


امتـلأت الصفحة البيضـاء بشخابيطِ قلم الرصـاص بعد أن فقدَ هدوءهُ وانفعـل فجـأة، كـان يُحاول الرسم هذهِ المرّة، ملّ الكتابـة أو هيَ ملّتـه ، لا يدري إلا أنّه أفسـد العيُون التي رسمَها ومن ثمّ جعّد الورقة بين كفيه ليرميها أخيرًا في سلّة المهملات . . وقفَ مجعّدًا ملامحـه بمزاجٍ سيءٍّ ومن ثمّ اتجـه للنـافذة ليراقبَ السمـاء الصافيـة من الغيُوم، فعلًا، أليسَ هو من اجتذب الغيومَ إلى صدرهِ ليبقى مطرُ الشتـاءِ وبردهُ يغتـال دفئه؟
رفـع هاتفهُ الذي كـان يُمسك بهِ لينظر لشاشتهِ بيـأس، لم يعُد يتّصـل عليه فعلًا، فعلـها، فعل ما أراد ، لكنّه في المقـابل أسكَن فجوةً وفـراغًا في صدرِه، الآن أدهـم غاضبٌ منه، لم يعُد يريد مُحادثته! غريبٌ كيف انصـاع لرغبته؟
زفـر وهو يعقدُ حاجبيه، كـان يريد ذلك حتى يمحق الخطر عنه، فلمَ يشعر الآن بهذا الضيق وبتلك الحـاجةِ لهُ في وحدته؟ لا يهم ، لا يهم أبدًا ما سيحدثُ له ، بالرغمِ من شغفهِ بالعـودة، بكتابةِ اسمهِ بين أسماءِ الهابطين من طائرةِ الغُربة إلى الوطـن ، لكنّ الموت أقرب للأسف! لا يضرُّ أن يموت ، لن يضرّهُ سوى الاشتيـاق الذي أهلكهُ ومؤلمٌ أن ينتهِي دونَ إرضـاء .. لم تعُد حياته ذات معنى، وأيّ معنَى وهو الحيّ الميت؟ رجوعه وبقاءهُ سواء .. المسألـة إرضـاءٌ لشوقِه.
وضعَ يديه على خصرهِ وهو يتنفّس بعمقٍ ليشمّ رائحـة امّه في الهواء بعد أن فتحَ النـافذة ، ومرّ عبيرٌ حمَل عطرًا أنثويًا ناعمًا ، يا لهـذا الوهمِ الموجِع! يشتمّ روائـح الذكرى في وهم، رائحـة الأم تختلطُ برائحة الخُبز الدافئ، ورائحـةُ الحبيبة تختلطُ برائحـة القهوة ، كم هوَ الحنين مُهلك! يجيءُ قويًّا حتى في الوهم!
مرر لسانهُ على شفتيهِ وهو يُغلقُ النـافذة خوفًا من وهمٍ آخر قد ينجلي في رائحـة شاهيـن، لن يبقى واقفًا إن اشتمّ رائحته! لن يبقى واقفًا وستتهدّل ساقاه ويسقطَ جالسًا من شدّةِ الوهـنِ والعجـز ، من نـارٍ تحرق عظامهُ ولا يفتّتها . . أشدّ ضعفٍ هو الذي يجيءُ من ضربةِ كفّ الأخْ! لن يبقى قويًا، ليس قويًا من بعد ما فعـله، ليسَ قويًا أبدًا.
أعـاد رأسهُ للخلفِ وهو يتنفّس بعمقٍ بينما كفيه تضغطُ على خصرِه، أغمضَ عينيه بقوّةٍ وهو يسترجعُ صورًا عديدة ، صورَ تلك الليلة - بداية المأسـاة - وصدامهُ بالموت، وصورةُ الليلة الأخـرى التي مـات فيها فعلًا لعائلتِه ... استرجعَت ذاكرته كلّ شيء، كلّ شيءْ في ثوانٍ، كلّ شيءٍ يُهلكه!


،


ربـط حزام الأمـان لهُ وهو يبتسمُ بحنـان : خلاص صرت رجّال لازم تتعلم شلون تربطه بنفسك.
نظـر لهُ مبتسمًا ليُردفَ سيف بتذمّر : بقى ساعة وتصدّع راسنا أمّك باتصـالاتها عشان أرجّعك ، ما عليه بنستغل هالساعة تبي جدتك؟
اتّسعت ابتسامتـه بحماسٍ وهو يهتف : أي ، بس لا تلعب معاي كورة آخر مرة رميتها بوجهها بالغلط وزعلت مني.
سيف : هههههههههههههه قليل أدب.
زياد بحرج : كنت ألعب معاها وشتها عليها بالغلط.
سيف بضحكة : بشّر طيب جدتك تعرف تلعب؟
زياد : لا والله بس أسلك لها.
سيف : ههههههههههههههههههههه الله أكبر هذا جزاتها معطيتك وجه يا النشمي؟
ابتعد عنهُ ليحرّك السيـارة وهو يُكمل حديثهُ معه ليردّ عليه بطفولةٍ يتصنّع بهـا رجولةً مُبكرة.

في جهـةٍ أخرى ، تجاوزَت عتبـات الدرجِ بمـلامحَ مُرهَقة، تضعُ يدها على كتفها وتدلّكـه وعينـاها تضيقانِ ألمـًا، اتّجـهت لغرفـة الجلُوسِ لكنّها توقّفت فجأةً أمـام البابِ ما إن سمعَت صوتًا طفوليًا تعرفهُ جيدًا، تجمّدت ملامحها تلقائيًا، وفتحَت الباب بثقةٍ عميـاء أنّ أعصـابها ستصمُد بل لن يُصيبها اهتزازٌ أمـامَ وجودِه، كـانت دائمًا ما تثورُ بصمتٍ أو سـواه لأنّهـا فقيرة! لكنّ الله أغنـاها الآن، أغنـاها بجنينٍ تستمدُّ منـه الثبـات، تستمدُّ منـه البرودَ أمـام عائلة سيف " الضـنــا ".
ارتفعَت الأنظـارُ نحوها ما إن دخَلت وألقَت السلام، ردّت ام سيف وردّ هو أيضًا بتمتمةٍ خافتـة وهو يتابعها بأنظـارِه الساكنـة على ملامحها التي لا تُنبؤه بمزاجها الحـالي ، يتوقّع منهـا كل الانفعـال لرؤية ابنه، لذا رغمًا عنه سيتوجّس إن هيَ حضرت.
جلَست في أبعدِ منطقةٍ عنهمـا لترفعَ هاتفها وتُشغل جلوسها بينهم بِه . . فتحَت الواتـس أب لتردّ على رسائِلها من أسيل وهديل ومعارفـها عمومًا، كـانت أسيل قد أرسلَت لها رسالةً تُنبئها أنّها ذهبَت لزيـارة فوّاز وجيهان، عقدَت حاجبيها قليلًا وهي تُلملمُ شفتيها وتمدّهما للأمـام بامتعاض لترسل لها : " يا خاينة ليه ما فكرتِ تقولين لي أروح ويّاك ومريتيني؟ ".
ردّت عليها أسيـل بعد دقائِق وقد كانت وقتها عند أخيها : " ورَجلِك وش فايدته كنبة؟ خليه يجيبك هوّ ".
تمتمَت بحنقٍ لم يصل لمن حولها : الله ياخذك أنتِ وهو.
خرجَت من محادثتها مع أسيل وكادت تتركُ الواتس دون أن تردّ على بقيّة الرسائِل، لكنّ عينيها تجمّدتـا فجأةً كمـا أصابعها وهي ترى اسم سيف يرتفعُ في رسـالةٍ جديدةٍ منـه، رفعَت أنظـارها نحوهُ تلقائيًا لتجدهُ جالسًا على طرفِ الأريكةِ وساقيه يمتدّان على الأرضِ بينما كـان زياد مع امه تحادثهُ وتُمازحه وهو يضحك ضحكةً غابَت عنها بينمـا كلّ حواسها نحْوَه ، يُمسك الهاتف بين يديه ويبتسم للشـاشة دون أن يرفع عينيه.
عقدَت حاجبيها لتُخفض نظراتها حتى تدخل محادثته وتقرأ ما أرسله : ( شفايفك فتنة لا عاد تبوزين ).
أفرجَت شفتيها بجفولٍ والحُمرة تسللت إلى وجنتيها رغمًا عنها لتُخفض رأسها دون شعورٍ منها حتى لا يرى أحدٌ احمرارها ، لم تردّ عليه وهو لم ينتظر ردًّا، بل أرسل لهـا وابتسامتهُ تشقُّ ملامحه : ( ودّي أبوسك مير إنّ المكـان عام ).
عضّت شفتها السُفلى بحرجٍ وهي ترفعُ عينيها دون رأسهـا لتسرق النظـر لملامحه، نبضَ قلبها بشدّةٍ حين وجَدت عيناه مصوّبتين نحوها بنظراتٍ عاشقـة، نظراتٍ لم تكُن تراها فيهما، لربمـا كانت متواجدة، لربّما! لكنّها لم ترها يومًا أو هو أخفـاها . . هذهِ النظـراتُ تدغدغ أنوثتها وترضيها ولو مؤقتًا!
أخفضَت عينيها إلى شاشـة هاتفها وابتسامةٌ لم تشعُر بها سطعَت على شفتيها، حرّكت سبابتها لتبدأ بالكتـابة إليه، برسمِ كلماتها بريشةٍ من عبَث : ( مراهقة متأخّرة ).
ضحكَ سيف رغمًا عنهُ لترتفعَ كلّ الأنظـار نحوه، نظراتها الخجولة، ونـظرات امه وابنه الفضولية، نظر نحوهما وهو يبتسم ويهتف مبررًا : واحد من الربع قاعد ينكت.
أخفض نظراته بعد تبريرهِ الكاذب ليرسل إليها : ( الله على المراهقة دامها معاك! ).
ديما : ( شفايفك كذّابة ! ).
سيف بلؤم : ( تعالِي علّميها صدق شفايفك ).
رفعَت إحدى حاجبيها وهي تعضّ شفتـها بتسليةٍ رغم خجلِ عينيها : ( قليل أدب يا المراهق ).
سيف : ( قليل أدب مع زوجتي؟ ).
ديما : ( ترى أسيل تقول عنك كنبة ).
سيف يرفعُ حاجبيه : ( شدعوى؟ ).
ديما : ( زوجها مآخذها لأخوي وبنت عمي وأنت قاعد تراهق على جوّالك ، تحاكي مين اعترف؟ ).
سيف : ( وحدة جميلة ).
ديما : ( تخونني؟ ).
سيف : ( خيانة وفيّة والله .. يلا قومي اجهزي على ما أرجع زياد ).
رفعَت نظراتها نحوهُ وهي تُقـاومُ بسمتها بعكسِه، كـان يبتسمُ ابتسامـةً صافيـةً بالعِشق، ابتسامةً هذّب جاذبيتها الحُب . . يا الله هل يُحبّني صدقًا؟ هذا الحُب المُحـال - نحوي - حدَث؟


،


يقـرأ في إحدى صُحفِ اليـوم عنه، اسمُ سلمـان يُزاحمُ الكلمـات ومعهُ اسم وليد ، تلفيقٌ وكذبٌ بأنّ سلطان تقـابل مع وليد وحدث بينهما مشـاداةٌ كلامية على الكذب الذي ترجّله في الصحيفة، ومن ثمّ تركـه ولم يتدخّل بشيءٍ بينه وبين عمّه . . ابتسم سلطـان بسخريةٍ لمـا يقرأ، عـاد بعد اليوم الذي يلي آخر مقابلةٍ بينه وبين سلمـان كي يحاول ملاقـاةِ وليد لكن وكمـا حدثَ قبلًا مُنعَ من جدِيد . . انتقلَت عيُونه لكلمـاتٍ أخـرى عن عفوِ سلمـان عن وليد ورفضه الغرامـة المالية منه، لكنْ ما حدثَ في المقابـل أن مُنعَ وليد من شغفِه ونُفيَ من تلك الصحيفةِ من وزارة الثقافة والاعلام ذاتِها!! .. ماهذا الجنُون الذي يحدث؟
رمَى الصحيفةَ بحنقٍ وهو يزفُر ، لم يكذب سلمـان حين قالها، لم يكذب حين قـال لهُ أنّ لهُ علاقاتٍ تكفِي ليفعل كلّ مـا يريد ويتلاعب بالقانون ، كيف يتم الحكمُ بهذهِ السرعة الخارقـة وهو طرفٌ في القضيّة لكنـه أُبعدَ قسرًا بطرقٍ مُستفزّة!!
مسحَ على ملامحهِ الجامـدة وهو ينظُر للأرضِ بحدّةِ عينيه الحاقدتيْن ، وقفَ كي يخرجَ من المنـزل في اللحظـة التي اعتلا فيها صوتُ صرخـةٍ جـاءت من المطبخِ جعلته يتجمّد عمّا نواه ويتراجـع بسرعةٍ متّجهًا للمطبخِ الذي كـان يحتضنُ غزل وسالِي في هذا الوقت.
دخـل بعجلةٍ ليجدَ غزل تستندُ بظهرها على الثلاجـةِ وهي تضمّ كفّها اليُمنى باليُسرى وعينيها تتوسّعـان بذعرٍ متّجـهةً نحوَ سالِي باهتـزازِ أحداقها ، عقدَ حاجبيهِ باستنكارٍ وقلقٍ وهو يوجّه نظـراته لسالِي التي كانت تقفُ أمامها على بُعد خطواتٍ وتضعُ كفّها على وجنتها ، لم يُصدّق ما استنتجَه ، كذّب عينـاهُ وفِهمه، واقتربَ منهما وهو يلفظُ بنبرةٍ حـادة : وش صــار؟!!
ارتعشَت غزل بقوّةٍ لتنظُر نحوَ سلطـان بذعرٍ وهي تضمّ كفّيها إلى صدرها وتهتفَ بنبرةٍ مرتعشـةٍ مُبررة شابها لفحةُ البُكاء : والله ما حسيت بنفسي ، ما قصدت ، والله ما قصدت .. أنا ، أنـا . .
بكَت بانهيـارٍ ولم تُكمل لينظُر نحوَ سالي الصامتـةِ بملامح احتدّت أكثـر وهو يهتفُ بنبرةٍ قويّة : ضربتك؟!!
لم تُجِب سالِي بينما رفعَت غزل كفيها بضعفٍ إلى وجهها لتغطّيه وهي تلفظُ باختنـاقِ صوتها الذي اصتدمَ بكفيها : ما قصدت والله ما قصدت مستحيل أسويها مستحيييييل.
سلطان بغضب : ليش وش صـار؟ بأي حق تمدين يدك عليها !!
انسحَبت سـالِي بصمتٍ دونَ أن تهتفَ بشيءٍ لتتابعها نظراتُ سلطان الغاضبـة حتى اختفَت عن عينيه، وما إن أصبـحا وحيدين حتى كـانت عيناه أشدّ اشتعـالًا وغضبًا، اقتربَ من غزل يبتُر المسافة الفاصلة بينهما ليُمسك كفيها بعنفٍ ويبعدهما عن وجهها وهو يصرخ : ما تستحييين على وجهك؟ ما تخافيـن ربّك تضربين انسانة مثلك؟!! كل يوم تثبتين لي إنّك تنافسين نفسك بالسوء !!
انتحَبت وهي تُغمضُ عينيها وجسدها ينتفضُ بين يديه، وبضعفٍ بـاكي : ما حسيت بنفسي ، مستحيل أضرب والله مستحيل.
صرخ : لا عــاد تحلفين وتنزّلين اسم الله على لسانك الوصخ .. ليش ضربتيها؟
لم تُجبه وهي تعودُ لتغطيةِ وجهها بكفيها، حينها أمسك كتفيها وعينيه تشتعـلانِ بنـارٍ لم تهدأ ولن تهدأ ببكائِها الذي كـان كالحطبِ يُضاعفها أكثر ، شدّ على كتفيها الرقيقين ليهتف بنبرةٍ خافتـةٍ مُحتقرَة : مستحيــل تكونين انسانة ، بالضبط مثل أبُوك، الحقـارة والدونية تمشي بدمّكم لدرجة إنّ وحدة مثلك عانَت بطفولتها تجرّأت ومارست اللي كانت تعانِي منه على انسانة مثلها ، وشو مثلها؟ والله إنه حرام أقـارن أي شخص فيك . .


،


ساعـدهُ على الجلُوسِ فوقَ الكُرسي المُتحرّك، ابتسمَ فوّاز بنشوةٍ عميقةٍ وهو ينظُر ليـاسر بامتنـان : ياخي أحبك.
ضحكَ ياسر : مو منّي صدقني بس صرت أفضل وفيك تتحرّك عكس قبل كم يوم .. هاه جهّزت الحكِي اللي ودك تقوله لها تراها صاحية !
فواز : مالك شغل بين حكي الأزواج أنت سوّى شغلتك وتحرّك.
ياسر : كلب بس لعيون تعبَك نمشّيها.
دفعَهُ ليخرجه من الغـرفة ويستغلّ غيـاب يوسف عن المشفى بعد أن خرجَ للمنـزل ومعهُ أسيل وام فواز اللتين أرادَتا زيارة أرجـوان في حين كان شاهين قد ذهب مبكرًا مضطرًا .. أوصلهُ لغرفتها بينما كـانت يدا فوّاز ترتعشُ بشوقٍ محمومٍ آذى جسدهُ أكثر من كلّ الذي حدَث، الآن يمكنه رؤيـتها أخيرًا بعد أن غابَت الشمسُ عن سمائِه وغابَ القمر، الآن فقط يُمكنهُ الضيـاء، الآن فقَط.
فتحَ ياسِر البـاب بعد أن طرقَ ليهتفَ دونَ أن يدخل : السلام عليك يا بنت الخـال ، شلونك اليوم؟
سحبَت جيهان طرحتها بضعفٍ ولفّتها على رأسها بصعوبةٍ وهي تردّ بهدوءٍ وبحّة : الحمدلله ، شلونك أنت؟
ياسر : نشكر الله ، جبنا لك ضيف يارب ما يكون ثقيل بس، أدخله؟
قالـها بابتسامةٍ لتعقدَ جيهان حاجبيها بحيرةٍ وهي تهتفُ بتلقائية : تفضـل.

.

.

.

انــتــهــى ..

موعدنا القـادم نهـار الجمعة بإذن الله

ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 22-03-16, 11:02 PM   المشاركة رقم: 740
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 279084
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضَّيْم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 79

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضَّيْم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

رائع كيد *تصفق*
في هالفصل حبّيت ديما وسيف جدًا
شاهين، الله يعينه وش نقول الجاي أعظم الله يربط على قلبه بس...
فواز وجيهان ما أقدر أتنبأ وش ممكن يصير بينهم ربما يكون هالحادث منفعه لهم وربما يكون الأسوأ.
نجلاء والعاشق أدهم كوبل مميز إذا تم زواجهم، ننتظرك تمتعينا بالأحداث إذا الله كتب نصيب *قلب*
غزل وسلطان ما أقدر أقول إلا إنّ حماسي قل عن قبل بكثيــر،
حتّى الآن الأحداث بينهم تسوء أكثر من قبل معناته السالفه مطوله مطوّلـه.



ماقصّرت حبيبتي.. بانتظارك نهار الجمعة إن شاء الله.

 
 

 

عرض البوم صور ضَّيْم  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 08:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية