لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-14, 11:58 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

بعد اسبوع ..

لقد كان الاسبوع الأول محزناً لوليد جداً فهذه أول مرة منذ احدى عشرة سنة يترك والدته هكذا فهي لم تكن تتركه يذهب رحلات المدرسة أوا لمخيمات الصيفية خوفاً عليه , ومنذ مغادرته المنزل وذهابه مع والده وهو يتصل بها باستمرار لكنها لم تجيب على اتصالاته , نظر وليد إلى هاتفه الذي بين يده وسقطت دمعته وهو يتسائل

" لما يا ماما لا تجيبن عليّ "

وبينما وليد يمسح دموعه سمع خطوات والده قريبة من غرفته وما أن وصل لباب غرفته حتى طرق الباب ثم فتحه وهو يقول

" بني هل جهزت فلم يبقى الكثير على قدوم الباص "

استدار وليد بسرعة ليأخذ حقيبته ثم مشى بسرعة مخفي وجهه عن والده حتى أنه نزل الدرج بسرعه و سبق والده لطاولة الطعام فتعجب زين لذلك لكنه لم يرد أن يزعجه إن كان لا يريد أن يبوح بشيء فلن يضغط عليه سيتركه بحريته ..

جلس زين على كرسيه ومن ثم نظر لوليد وقال

" ماذا يريد وليد البطل أن يتناول "

" أي شيء يا أبي "

" أي شيء يعني أضع لك مربى "

" لا لا أحبه "

" هل تريد اذن قشطه "

" أبي أنت تعرف أني لا أحبها "

" عسل "

" لالالا "

" جبنة "

" ليس اليوم "

" وليد اذن ماذا "

" بيض مقلي "

" آآآها "

.....

وبينما زين يعمل ساندوتش لوليد أخذ ينظر إلى ابنه فلم يعجبه حاله فقد كان الحزن ظاهراً عليه حتى شهيته لم تعد مثل قبل ومنذ قدومه للمنزل لم يسمعه يضحك أو يلعب مثل قبل وكأن بعده عن والدته أثر فيه بشدة.

" أبي "

" نعم "

.....

" ماذا هنالك يا وليد "

" أخاف إن قولت لك تغضب أنت ايضاً "

" لا لن أغضب ماذا هنالك "

" أمي "

" ماذا بها "

" لا تجيب على اتصالاتي "

" هل اتصلت بها اليوم "

" نعم اتصلت بها اليوم و بالأمس وقبله لكنها رغم ذلك لم تجيبني "

" لا تحزن بني والدتك منزعجة فقط "

" لكني اشتقت لها "

" اذن سأخذك لها الليلة ما رأيك "

" لا لا أريد ,, أخاف أن تكون مازالت غاضبة مني "

" اذن ظل اتصل عليها وصدقني ستجيبك لا محالة "

" أبي منذ اسبوع وأنا اتصل بها لكنها مع ذلك لا تجيبني "

" لقد قولت لك لا تقلق "

" ما الحل يا أبي أخاف أن تتركني مثلما تركتنا أنت يا أبي "

نظر زين لإبنه وشعر بحزناً شديد اذن هذا ما يخيف وليد أن تتركه والدته مثلما تركهم هو

" اسمع بني والدتك لن تترك أتعرف لماذا "

" لماذا "

" لأنها تحبك كثيراً لهذا غضبت عندما تركتها "

" حقاً يا أبي "

" نعم يا وليد "

" وأنت يا أبي هل تحبني مثل أمي "

" بالطبع وهل لديك شك "

" اذن لن تتركني أنت أيضاً "

" أبداً "

....

وبينما وليد يتناول افطاره سمع صوت قدوم الباص فنهض مسرعاً وطبع قبلة على خد والده الذي قبله هو الاخر ومن ثم أخذ
يجري بسرعه حاملاً حقيبته خلفه , أخذ زين ينظر حوله وكيف أصبح المنزل هادئ فجأة فشعر بوحشة تشتاح جسده , الغريب في الأمر أنه عندما كان مسافر وطيلة العشرة سنوات كان يحب الوحده ولم يكن يمانع من البقاء وحيداً حتى في الأعياد لكن الحقيقة أنه كان لديه هنالك أصدقاء كثر , ومنهم محمد الذي لم يكن يتركه وحيداً بل كان يسأل عنه بإستمرار ويتصل به ليتناول الغداء أو العشاء معه ومع أطفاله , لكنه منذ قدومه هنا لم يعد يحب الوحده ويشعر بضيق وحزن , فهنا الكل كون له عائلة سعيدة فسامر وأحمد لديهما عائلة ووالده يعيش مع زوجته ووالدته تعيش مع أخوته حتى رأفت سيتزوج قريباً ورائد سيخطب عما قريب الكل ستكون له عائلة سواه وهذا خطأه هو وحده لا غير ...
نهض زين من مكانه لينفض عن عقله هذا النوع من الأفكار فهي لن تفيده بشيء سوى أنها ستعكر مزاجه طيلة اليوم , فذهب وبدل ثيابه ومن ثم أخذ حقيبته وخرج من المنزل...

صعد زين سيارته ثم قاد وهو يفكر في رهف ووليد وما فعله معهما فقد قلب حياتهما منذ ظهوره في حياتهما , انزعج زين من نفسه فهو لا يصدق أن هو من فعل كل هذا برهف , رهف حب طفولته وصديقته الوحيدة كيف استطاع أن يمحو ابتسامتها بيديه كيف استطاع أن يبني بينهما هذه الأسوار كيف لم يستمع لها عندما كانت تحاول أن تعيده لرشده لقد عاشت معه سنة كارثية حقاً فقد أذاقها أنواع التعاسة وقد كان يتفنن في ذلك .

أغمض زين عينيه ثم أخرج هاتفه وأخذ يقلبه بين يديه مفكراً هل يتصل أم لا , لكنه عندما تذكر منظر وليد والحزن بادياً عليه اتصل على رهف وهو مستعد لكل ما ستقوله

" الو "

" الو رهف "

" يا إلهي ,, أنت "

قال زين ساخراً " يبدوا أنكِ لست سعيدة بسماع صوتي "

" سعيدة صدقني عندما اسمع صوتك أنسى السعادة كلها أتعرف لما ,, لأنني عندما أسمع صوتك أعرف أن هنالك مصيبة
في طريقها إلي "

" أنت تبالغين "

" أنت تعرف أنني لا أبالغ "

" حسناً هذا رأيك وأنتِ حرة فيه "

" أنت تعرف إنها حقيقتك وليس مجرد رأي فأنت لا يأتي من ورائك سوى المصائب "

" على العموم أنا اتصلت بك لأطلب منك أن تجيبين على اتصالات وليد "

" لماذا "

" لماذا ؟؟ ما الذي تقصدين بهذا "

" ما أقصده ألم يختار أن يعيش معك اذن ماذا يريد مني "

" ما يريده أي طفل من والدته ان تكون بجواره "

" آسفه أنا ليس لديّ أطفال فقد اكتشفت مؤخراً بأن الطفل الذي انجبته مثل والده تماما ناكرا للجميل ففضلت أن أتخلى
عنه وأنساه منذ البداية "

" مهما قولتي ستظلين والدته التي تحبه وتشتاق له "

" انا لست بوالدته ,, فهو في رأي يشبهك كثيرا لهذا قررت أن أتركه لك أليس ذالك ما كنت تريده أن تفرق بيننا ,, فلتعيشا الآن معاً في سعادة "

" رهف هل يعقل أن هذا حديث يصدر من أم "

عندها بكت رهف فالقوة التي كانت تتظاهر بها انهارت فجأة

" نعم عندما ابني اللي ضحيت بحياتي كلها لآجله يختار شخص مثلك ليعيش معه فأنا لست بأمه "

" رهف إنه طفل في الحادية عشر من عمره , فلا تظلميه بسبب أخطائي "

" وأنت لما ادخلته في مشاكلنا أم أنك نسيت أنه طفل "

" لأنني حقير "

" جيد أنك أعترفت ,, لكن مع ذلك هذا لن يحل المشكلة فأنا قررت أنني لن أتحدث مع وليد إلا إذ عاد ليعيش معي غير ذلك لا تتظرا مني شيئاً "

" رهف أنتِ تمزحين "

" هل تعتقد ذلك "

" نعم "

" حسناً ,, الأيام بيننا وهي خير دليل "

" هل يعقل أن تقسي على وليد لأجل أن تعاقبيني "

" أنا أريد أن ألعب بنفس طريقتك في اللعب فأنا تعلمت على يديّ محترف كبير في الحقارة"

" رهف إن أردت معاقبتي فعاقبيني أنا وليس وليد "

" غريب أمرك ألم تأخذ وليد مني عقاباً لي "

" نعم , لكن الحالتين مختلفتين "

" وما الاختلاف "

" أنني أحبك ولم أعرف ما العمل لإعيدك إلي ,, بينما أنتِ تعاقبين وليد على انه اختار العيش مع والده وهذا أمر طبيعي فأي فتى يحب العيش مع والده ,, لم يكن اختياره لي عقاباً لك بل لأنني والده كما أنتِ والدته , ويبدوا أنه لم يشعر بالراحة في منزل جده مثل التي وجدها في منزل والده هذا كل ما في الأمر "

" ومع ذلك لا تحاولا أن تتصلا بي إلا في حالة عودت وليد للعيش معي غير ذلك لا تتعبا نفسيكما فأنا اتخذت قراري "

" رهف انه ابنك لا تفعلين ذلك به "

" لا ليس ابني في الحقيقة انه ابن اباه "

صمت زين فقد شعر بالحزن في صوتها والانزعاج من كليهما فلم يعرف ماذا يقول لها

" مع السلامة يا رهف "

......

أغلقت رهف الهاتف دون أن ترد عليه فشعر زين بالضيق فالمسافات بينهما أصبحت تزيد يوما ً عن يوم .....

أغلقت رهف الهاتف وهي تذرف دموعاً حارة مثل حرارة شوقها لوليد ابنها الوحيد وحزنا ًمنه فمن كان يعتقد بأنه سيكون مشابهاً لوالده هكذا, فهي من ربته وكبرته وحدها لم يكن هنا زين عندما بدأ في خطواته الأولى ولم يكن موجود عندما كان يمرض ولم يكن زين هو من تخلى عن كل شيء في حياته من آجل وليد هي من قامت بتربية وليد وحدها وسهرت على ذلك ليالي كثيرة, والآن بمجرد ظهور والده تركها وجرى لحضن والده هكذا بسهولة والآن بكل وقاحة يأتي السيد زين الدين ويعظني كان أولى أن يعظ نفسه أولاً ....

...................................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 09-08-14, 10:37 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

اعتقد لن يشعروا بما يفعلونه الا ازا حدث شىء لوليد فيشعروا بما يرتكبونه من اخطاء الحب هو تضحية وليس عناد

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 09-08-14, 01:07 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 217675
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: *احلاهم* عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
*احلاهم* غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

السلام عليكم اجمعين

البارتين الاخيرين قمة في الألم والحزن

كيف لأم ان تصبر عن ضناها كل هذا الوقت وبدعوى العقاب

احزنني تصرف رهف فقد كانت قسوتها ع درجة قسوة ابنها الذي تركها

اعجبني وجداً تمسك زين بهااا

يعطيك الف عافية كاتبتنا المميزة

والبنسبة للانتقاد فهو وجهة نظر وليس نقدا بحد ذاته بل رأي يعود لتوجه صاحبه
انت مميزه وقلمك ممييز ونافذ ويستحق الاشاده دائماً
اما توجه القصة فهي دواعي الحبكة وغالبا تفرض علينا نفسها

استمتعت بروايتك كثيرا واتمنى رؤية اخواتها فالقريب

 
 

 

عرض البوم صور *احلاهم*  
قديم 12-08-14, 03:35 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

أتحبينني بعد الذي كان ...

استيقظت رهف على صوت المنبه فأطفئته وهي بالكاد تفتح احدى عينيها , وبعد مرور نصف ساعه رن هاتفها فامسكت به لترى من المتصل فرأت اسم ابنها وليد عندها شعرت وكأن النعاس غادر عينيها فجأة حاولت أن تتجاهل الرنين لكن وليد ظل يتصل بها عدة مرات لمدة عشرة دقائق ثم توقف الرنين .

نظرت رهف لسقف غرفتها لتتأمله حزينة ومشغولة البال فوليد لم يمل أو يكف عن الإتصال بها , أخذت تقلب الهاتف في يدها فهل تستسلم وتتصل به أم تصبر وترى ما سيحدث .

أخذت رهف تبكي فما يحدث داخلها لم تعد تحتمله فأفكارها ومشاعرها مشتتة ومتناقضة فهي تشعر أن ما تفعله بوليد لا تفعله ام تحب ابنها لكنها لم تجد طريقة لتنتقم من زين سوى ذلك وأرادت بنفس الوقت أن تعاقب وليد الذي اختار والده عليها فذلك ألمها بحق فهي من ربته واعتنت به منذ صغره لقد تخلت عن حياتها من آجل تربيته وإخلاصاً لوالده لكن كلاهما تسبب بجرحها ..

أرادت رهف أن تنهض لعلها تنفض عنها هذا الأفكار فمن الأفضل لها لو أنها تركز على عملها فلم يبقى لها الكثير على المعرضين , لكن في الواقع أنها لا تشعر برغبة في مغادرة سريرها فهي تشعر بارهاق وتعب فهي لم تنم جيداً ليلة امس بسبب تفكيرها بوليد وبزين وبحياتها وما آلت إليه.

الحقيقة أن اقتراب موعد الزفاف هو ما يربكها ويخيفها فهي تشعر أنها تريد أن توقفه بأي طريقة لكنها لا تعرف طريقة مناسبة توقف بها هذا الزفاف بدون أن تظهر ضعف قلبها أمام الأخرين فالجميع وأولهم زين سيعرف السبب حتى وإن أنكرت السبب الحقيقي , لهذا تريد أن تجد سبب معقول لتلغي به الزفاف .

فجأة قطع حبل أفكارها رنين هاتفها فرفعته بسرعة ظنناً منها أنه ابنها وليد لتتفاجأ بأن فارس هو المتصل عندها همست

" عمرك طويل يا فارس "

ثم أجابت " ألو "

" صباح الخير يا رهف "

" صباح النور "

" كيف حالك يا رهف "

" الحمدلله , وأنت كيف حالك يا فارس "

" منذ أن سمعت صوتك أصبحت بأفضل حال "

شعرت رهف بالخجل فهي لم تعتاد أن تسمع كلام الغزل هذا سوى من زين

.......

" رهف هل أنت في منزلك أو مشغلك "

فكرت رهف بانزعاج مشغل إنه دار للأزياء وليس مشغل خياطه ..


" في المنزل لما "

" ألن تذهبي لمشغلك "

" بلى "

" حسناً أذن سألتقي بك هنالك "

" لماذا "

" عندما أراكِ ستعرفين "

" حسناً "

" إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "

أغلقت رهف الهاتف وهي تفكر في الشيء الذي من أجله قد يتصل فارس في مثل هذا الوقت المبكر لكنها لم تتوصل
لشيء , فقررت أن تنهض عن سريرها لتبدل ثيابها ولتذهب لعملها

........................

في المكتب ...

وصلت رهف لمكتبها فوضعت حقيبتها وكأس القهوة بجوارها وفتحت درجها لتخرج بعض الأوراق التي تعمل عليها , وظلت رهف على ذلك طيلة فترة الصباح فقد اختارت الفساتين التي ستشارك بها في العرضين ووضعت بعض ملاحظاتها على تلك الأوراق حتى تناقشها مع سمية , وعندما انتهت نظرت إلى ساعتها فوجدتها الساعة 12 ظهراً فهمست

" الآن وقت عودة وليد "

عندها شعرت بألم وحزن فقد اشتاقت لابنها كثيراً عندها أخذت هاتفها وأصبحت تتنقل بين صور وليد التي التقطتها له خلال السنة الماضية فأخذت تقبلها وهي تذرف الدموع .

" سامحني يا وليد لقد قسوت عليك كثيراً بنيّ "

وبينما رهف تضم هاتفها لصدرها وتذرف الدموع اقتحمت سمية المكتب تتبعها فتاتان تحمل كلاً منهن فستان زفاف أبيض فنظرت إلى صديقتها والسعادة تملؤها

" ما رأيك يا عروستنا بهذه المفاجأة "

لكنها فوجئت بمنظر رهف فقد كانت تبكي

" رهف ماذا بك "

.....

ثم استدارت سمية للفتاتان وقالت

" لو سمحتن علقن الفستانين هنالك ثم اذهبن "

" حسناً "

" شكراً "

وبعد أن خرجت كلا الفتاتان اقتربت سمية من صديقتها ثم سألتها والقلق واضحاً عليها

" رهف عزيزتي ماذا بك لما تبكين "

عندها اخفضت رهف رأسها وأخذت تبكي أكثر

" رهف أقلقتني ,, ماذا حدث "

......

" رهف أرجوكِ قولي ما بكِ ولما تبكين "

....

" رهف أرجوكِ "

" وليد يا سمية "

" ماذا به "

" لا شيء لكنني اشتقت له ولضمه وتقبيله هذه أول مرة يبتعد عني هكذا يا سمية "

" ألست أنتِ من قررتِ ألا تتحدثي معه ولا ترينه إلا إذا عاد يعيش معك يجب أن تتحملي قليلاً لعله يتحقق ما تريدينه "

" لكنني لم أعد أحتمل بعده أكثر من هذا فقد مرت ثلاثة أسابيع على ذهابه , لكنني أشعر بأنها سنين وليست أسابيع "

" أذن أذهبي إليه إنه إبنك يا رهف لن يمنعك عنه أحد "

" أعرف ذلك , لكنني أشعر بخيبة أمل منه فقد ظننت أنه بمجرد أن يمر الاسبوع الاول وهو بعيداً عني حينها سيشتاق ليّ وقتها لن يتحمل فراقي فيعود إليّ من تلقاء نفسه , لكن ذلك لم يحدث إنه مثل والده أنانيّ "

" لا تقولي ذلك عنه فوليد مازال طفل فلا تشبهي تصرفاته برجل بالغ , ثم أنتي لا تعرفين ظروف وليد ربما والده هو من منعه عنك ِ "

.........

" رهف عزيزتي لا تبكين أرجوكِ أنتِ تعرفين أن وليد سيعود لكِ لا محالة فأنتِ والدته لكن يجب أن تصبري قليلاً "

" أشعر بفراغ كبير في حياتي يا سمية "

" لقد أخبرتكِ مرة ألا تعلقين سعادتك على أي شخص فإن اختفى اختفت سعادتك وبسمتك معه , أنظري حولكِ الكل يعيش لنفسه فقط حتى وليد لقد اختار من تلقاء نفسه أن يعيش مع والده لأن ذلك هو ما يريده دون أن يهتم بك , حتى إن لم يتركك اليوم كان سيأتي يوم ويتزوج فيه وينشغل بحياته عنك عندها ماذا ستفعلين "
........


" رهف أريدك أن تركزين على سعادتك أنتِ "

" ماذا تقصدين "

" ما أقصده أنه من الضروري أن تتزوجي من فارس فهو الرجل المناسب لكِ فهو رجل طيب القلب , لطيف , وسيم , من عائلة مرموقة في الحقيقة أنا لا أعتقد أن هنالك مثل هذا الشخص هذه الأيام فلا تضيعينه من يدكِ "

" لكنني خائفه من أن أظلمه وأظلم نفسي يا سمية "

" رهف أرجوكِ أنزعي هذه الأفكار من رأسك وركزي فقط كم ستكون حياتك سعيدة مع رجل مثله "

نظرت رهف إلى صديقتها وفكرت فهي لا تشعر أن سعادتها ستكون مع رجل سوى زين فهو الرجل الوحيد الذي تتخيل أن يكون صدره وسادة لرأسها , في الحقيقة أنه هو مصدر سعادتها فبدونه لن تكون سعيدة مهما حاولت فعندما غاب عشرة أعوام عنها حينها أختفت السعادة معه وأظلمت حياتها من يومها , ومهما كانت تحاول أن تتظاهر بالسعادة كانت تعود لغرفتها
أخر النهار لتعيش ساعات حزن طويلة , فكيف لها أن تكذب اليوم على نفسها وتخبرها أن سعادتها ستكون مع رجلاً أخر .

" رهف "

" نعم "

" أين ذهبتي "

" لا مكان يا سمية "

" اذن هيا انهضي "

" لماذا "

" حتى تقيسين فستان زفافك "

" أرجوكِ يا سمية لست بمزاجاً جيدا "

" بل ستقيسهما الآن "

" سميه "

" لا تجادليني "

وحقا قامت رهف بقياس الفستانين واختارت فستان هادئ التفاصيل ليس به تعقيدات كثيرة مثل الفستان الأخر الذي كانت تصر عليه سميه فقد شعرت أن هذا الفستان يناسب مزاجها وحالتها في الحقيقة , فقد شعرت أنه يجدر على من تلبس الفستان الأخر أن تكون عروساً سعيدة حقاً وليس مثل حالتها .

غادرت سمية مكتب صديقتها بعد أن انتهت رهف من قياس الفستان تاركتاً إياها وحيدة , لكن لم يمر سوى بضعة دقائق
حتى اهتز هاتفها فرفعته لترى اسم فارس فتذكرت أنهما تواعدا أن يلتقيا هنا اليوم ..

" الو "

" مرحباً رهف "

" أهلين فارس "

" هل أنتِ في مكتبك "

" نعم "

" ذلك جيد لأني في طريقي إليكِ "

" حسناً ,, أنا منتظرتك "

" هل تغديني "

" ليس بعد "

" ممتاز "

" ما هو "

" أنكِ لم تتغدين بعد لأنني أريد أن أتغدى معكِ "

" لكنني مشغولة ولن أستطيع مغادرة مكتبي "

" لا بأس سأحضر الغداء معي , فهل هنالك نوع معين تحبينه "

" أي شيء سيعجبني "

" حسناً , إلى اللقاء "

" الى اللقاء "

أغلقت رهف هاتفها وهي تفكر أنه يجب أن تجد طريقة سريعة لتوقف هذا الزفاف وهذه التمثيلية فهي في الحقيقة لا تحب فارس ولا تريد أن تظلمه , وبينما هي سارحت بفكرها فتح باب مكتبها بقوة مما أفزعها بشدة

" زين الدين "

" نعم زين الدين "

" ماذا تفعل هنا "

" أتيت لأقابلك "

نهضت رهف وهي تشعر بالغضب من طريقته لاقتحام مكتبها بهذه الطريقة

" لكنني لا أريد أن أقابلك "

" لا يهمني ما تريدينه "

" وهل هو بالقوة أن أقابلك "

" لديّ كلام أريدكِ أن تسمعيه وتعيه وبعد ذلك سأغادر "

" من الأفضل لك أن تغادر الآن فأنا لا أريد أن أسمع أي شيء منك "

" رهف الأمر لن يأخذ الكثير من وقتك "

" لقد قلت لك لا أريد أن أسمعك فأخرج "

" إن الأمر يخص وليد "

" ماذا ألا تفهم غادر مكتبي حالاً "

..........

" ومرة أخرى اتصل لتأخذ موعد مسبقاً فأنا لا أحب الأشخاص الهمجيين أمثالك "

" لما هل سأقابل رئيسة الوزراء "

وقفت رهف أمامه وصرخت به بكل الغضب الذي تكبته داخلها تجاهه

" يجب أن تعرف أنه لا يحق لك أن تدخل مكتبي دون موعد سابق , وإن قمت بذلك مرة اخرى سأتي بمن يرميك خارجاً ,, أتفهم ذلك "

اقترب زين منها اكثر مما افزعها ثم قال " ماذا قولتي حضرتك ,, لم اسمعك جيداً "

عندها استدارت رهف متظاهرة بالقوة وضغطت على زر

" زياد أرسلي رجال ... "

لكن زين امسك بيدها وشدها لتقف أمامه مفزوعة وغاضبة منه فصرخت

" هل أنت مجنون أم ماذا "

.....

" لما لا تجيبني "

" على ماذا تريدينني أن أجيبك "

" على سبب قدومك واقتحامك لمكتبي بهذه الطريقة "

" لقد أتيت لأعيدك لرشدك "

" لتعيدني لرشدي لما هل أخبرك أحدهم أني جننت أم ماذا "

" اذن ماذا تسمين امراءة تركت زوجها لتتزوج رجلاً أخر وتركت ابنها الصغير ثلاثة أسابيع دون أن تجيب على اتصالاته , أليس
هذا نوع من أنواع الجنون "

" نعم أعيد ما قولته ,, أنا من تركت زوجي لأتزوج رجلاً أخر وتركت ابني الصغير دون الاطمئنان عليه ,, هل تريد أن تلفق بي تهمن لم أرتكبها,, أم أن هذا ما تقنع به نفسك وتقنع به وليد "

......

" أتعرف الجنون هو أن اقف هنا وأسمع حديثك هذا الدال على الجنون بحق ,, فزواجي بفارس كان بعد أشهر من طلاقنا وأنت تعرف ذلك ,, أما عن عدم اجابتي على اتصال ابني فهذا شيئاً لا يعنيك بتاتاً "

" كيف لا يعنيكِ والفتى تغيرت حاله للأسوء حتى اساتذته لاحظوا ذلك "

" ألم يختارك إذن فليتحمل نتيجة اختياره "

" رهف أنا لا أصدق ما اسمعه "

" بلى صدق "

" رهف إنه طفل فكفِ عن جنونكِ هذا "

" إن كنت جننت فذلك سيكون بسببك "

" رهف صدقيني سيأتي يوماً وتندمين على هذا كله "

" اسمع لقد مللت حديثك فلما لا تغادر "

وقبل أن يجيب زين فتح الباب ودخل فارس وهو مبتسم ابتسامة كبيرة كريهة وكان يحمل في يده أكياس وعلب كثيرة وباقة ورد كبيرة وما أن دخل وقبل أن يلاحظ زين قال

" كل عام وأنتِ بخير يا رهف "

.....

" مفاجأة أليس كذلك "

عندها تنحنح زين من خلفه فاستدار فارس ليجد زين خاف الباب ينظر إليه باشمئزاز عندها استدار فارس برهف وقال

" لماذا هذا الشخص هنا يا رهف "

نظرت رهف إلى كليهما ولم تعرف ما تجيب عندها قال زين

" ألم أخبرك أن هنالك أموراً كثيرة تجمعني بها لهذا حتماً ستراني في المستقبل كثيراً "

عندها هجم فارس على زين الذي كان يريد أي شيء يفرغ به غضبه فأخذ يضرب فارس ويركله بينما فارس يحاول أن ينهض لكن سرعة ضربات زين وقوتها انهكته عندها صرخت رهف

" زين كف عن ذلك ,, كف ,, زين الدين هل جننت "

توقف قليلاً زين ليلتقط نفسه ثم نظر إلى رهف وهو غاضب عندها امسكت بيده رهف

" زين كف عن جنونك هذا "

" اتركِ يدي "

" لا لن اتركك حتى تخرج من هنا "

لكن زين دفعها فاسقطها دون أن يقصد ذلك عندها قال وهو يقترب منها

" رهف هل أنتِ بخير "

" ابتعد عني "

" أنا آسف لم أقصد ذلك "

" غادر مكتبي في الحال "

نظر زين إليها ثم غادر وهو ينظر إلى فارس الذي ينزف دماً من أنفه ويده التي ارتطمت على الجدار وابتسم ساخراً من فارس فقد أحرجه بالتأكيد أمام رهف وهذا ما كان يريده , فالمرأة دائماً لا تحب الرجل الضعيف والذي يضرب وخاصة لو كان من ضربه زوجها السابق.

........................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 12-08-14, 03:45 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

شكرررررا لجميع من ينتقدني ولمن يمدحني ويدعمني ..

فقد اختلفت الاسباب والغاية واحده ...

فشكرا بعمق للجميع واتمنى أن تعجبكم أولى رواياتي التي كتبت ربعها الأول قبل خمس سنوات لهذا كانت البارتات الأولى سريعة النزول أما من فصل * لعنة حب * إلى الآن وأنا أكتب كلما أتيحت لي فرصة ..

فأعذروني على التأخير ...

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتحبني.قصة قصيره.قصه.العوده.زين.رهف
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية