لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-14, 12:51 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

قرر زين أن يترك رهف لحال سبيلها فاذا كان هذا ما ترغب به وسيسعدها حقاً فسيبتعد عن طريقها ولو أن ذلك على حساب قلبه.

وحتى يستطيع أن ينساها قرر أن يشغل وقته كله حتى يبعد تفكيره برهف وحتى يستطيع أن يعيش حياته الباقية فقام بتقسيم وقته كله ما بين التمارين وأعمال أخرى.

فقام بعمل عدة مشاريع مع مجموعة من المستثمرين الذي تعرف عليهم عن طريق والد رولا .
احدى هذه المشاريع بناء مجموعات سكنية تقع بالقرب من البحر وعند الإنتهاء يقومون ببيعها , أما مشروعه الأخر فكان يقع
بالقرب من دار الأزياء الذي تملكه رهف وهذا ما أراده أن يكون قريباً منها وكان عبارة عن مقهى كبير يضع عليه اسمه , يستقبل فيه محبين الرياضة وغيرهم من الشباب وجعل أصدقائه من اللاعبين يرتادوه حتى يزداد الإقبال عليه وحقاً نجح في كلا المشروعان .

لكن بالرغم من كل ذلك زين لم ينسى رهف ولو لحظة واحده فبمجرد عودته للمنزل ليجده فارغاً يشعر وقتها بالوحشة والضيق , اخذ زين يتأمل منزله وتذكر يوم شراه لهذا المنزل حينها تخيل حياته مع وليد ومع أطفاله الآخرين والحقيقة أنه لم يتخيل سوى رهف من تشاركه حياته ومن تنجب له أطفاله الآخرين .

نفض زين هذه الأفكار وقرر أن يذهب لينام قليلاً فهذه الأفكار لن تفيده بشيء سوى أنها ستذهب عنه النوم ولكن ما أن خطى قليلاً حتى توقف عند غرفته القديمة فقد تذكر الصندوق الذي وضعته رهف له في أخر يوم لها هنا , تردد زين في الدخول لكن شوقه لرهف دفعه للدخول ولإخراج الصندوق لقد كان مليئ بذكريات فأخذ ينثر حاجيات رهف الذي فاحة منها رائحة عطرها المفضل .

أخذ يخرج كل ما في الصندوق فوجد علبة المجوهرات التي أهداها فشعر بالحزن لأنها أرادت أن تتخلص بأي شيء قد يذكرها به ثم فتح علبة صغيرة يبدوا عليها القدم ففتحها ليجد الساعة التي أهداها إياها عند تخرجها وخاتم زواجهما شعر بمشاعر مختلفة بين الغضب والحزن فلم يعرف هل يصرخ أم يبكي .

" ألهذه الدرجة يا رهف "

ثم تذكر أنه عندما رأى ذلك المغفل يقبل يدا رهف في المطعم رأه يلبسها خاتم بيدها ثم قبلها هل يعقل أن رهف نزعته من قلبها كما نزعت خاتمه من اصبعها .

ثم أخرج البوم كان اشتراه يوماً واخبرها أن تحتفظ بصورهما فيه لكنه ما أن فتحه حتى وجد أنصاف صور قديمة جداً , قامت رهف بتمزبق صورتها من جواره وكأنها تقول له هكذا ستصبح حياتك بدوني فارغة ممزقة .

لكن ما أدهشه أكثر أنه وجد في أخر الصندوق مجموعة ظروفاً لم يكن بها يكتب على غلافها الخارجي أي شيء , عندها قام زين بإخراج بعض الرسائل من ظروفها ليقرؤها فوجدها رسائل من رهف او فلنقل كانت عبارة عن يومياتها , كانت تخاطب زين فيها وكأنها تراسله ....

حبيبي زين 1

لقد عرفت خطأي الذي اقترفته في حقك في ذالك اليوم ولقد عرفت ما كان يفعله رشدي لإغاظتك فقد اعترف لي .

أنا أعرف أنه شخص سيء في نظرك , لكنه أخي وهو ليس شخص سيء بالنسبة لي فمن عادة الأخوة الغفران وهذا
الشيء ليس بيدي حيلة فيه حتى أنه منذ ذلك الوقت وهو من يعتني بي .

زين هنالك ما أريد أن اعترف به لك أنا أعرف أنك ستكرهني لكنني لم أكن أعلم بوجوده سوى عندما كنت أنت في السجن , وهو أنني كنت حامل وتلك الفترة كنت شديدة الحساسية والغضب , فقد تعبت كثيراً في حملي وفي ولادتي تعسرت به وكدت أفقده لكنني ولله الحمد نجوت أنا وهو.

لقد أنجبت طفلنا الأول يا زين واسميته وليد كما كنت تقول لي دائماً وبالرغم من أنني لم أحب اسمه , هنالك من يقولون أنه شبهك وهنالك أيضاً أخرون يقولون أنه شبهي .

والحقيقة أنني لا أعلم يشبه من فينا ..

اليوم يبلغ وليد من العمر ستة أشهر ...

وهنا أرفقت رهف صورة لوليد ابن الستة أشهر ومعها صور أخرى ...

.............................

فتوقف زين عند هذا مفكراً في السبب الحقيقي لترك رهف هذه الرسائل له وفي مثل هذا الوقت , ولماذا لم تعطيه من قبل

ربما لكانت هنالك كثير من الأمور تغيرت , أخذ يتأمل صورة وليد ثم قال وهو يبتسم بحزن

" يشبهك أنتِ يا رهف "

ثم أخرج زين ظرفاً أخراً ليجده

حبيبي زين 15

أتعرف أصبحت أشعر بوحدة قاتلة فالحمل الذي احمله ثقيل جداً عليّ وغيابك عني يقتلني يا حبيبي .

زين لقد مرت أكثر من سنه ونصف وأنا مازلت أبحث عنك حتى أخوتك لم يتوقفوا عن البحث , أرجوك اعطنا اشارة صغيرة عن
مكانك , زين كيف لك أن تغيب عنا هكذا وكأنك كنت في يوماً ما مجرد شبح .

زين حبيبي لقد أتانى اليوم بلاغاً عن وجود ثلاث جثث مجهولين الهوية موضوعة في ثلاجة المستشفى أتعرف كيف كانت وقع
الصدمة عليّ وعلى اخوتك ووالدك , لقد ذهبنا جميعاً إلى هنالك لكن لم يدخل سوى سامر ليتأكد من هويتك فنحن لم نقوى
على ذلك , أتعرف أيضاً بمجرد خروج سامر وهو يدمع فرحاً ماذا شعرنا به لن استطيع أن اصفه لك يوماً ...

ما يحزنني أكثر أن يكبر وليد بدون أب يشاركه حياته يعلمه بعضاً من تجاربه أتعرف كيف هذا يزيد حملي ثقلاً ..

ثم أرفقة عدة صور لوليد ...

توقف هنا زين فقد شعر بالشوق لمن تخاطبه في هذه الرسائل هكذا كانت رهف فتاة حالمة لطيفة رقيقة هشة من الداخل ربما هذا الحمل هو من صنع منها امرأة قوية اليوم , قلب زين بين الرسايل ليجد أن أخر رسالة كتبتها منذ ستة سنوات ففتحها ليقرأ أخر ما كتبته رهف له.

عزيزي زين الدين ... 576

لقد مر وقتاً طويل ولم أعرف بعد ان كنت حياً ترزق أو مت أو لعله أصابك مكروه ما , لكن هذا يزيد الحمل عليّ كل يوم أشعر بأنني مدينة لك ولعائلتك ولوليد خاصة باعتذار ..

أنا أعرف بأنك شخص عاطفي وحساس جداً من داخلك بالرغم من قوتك وتجلدك من الخارج , لهذا تأثرت بما حدث وبقوة وأنا
أعرف بأن أبي ورشدي ووالدتي أيضاً آذوك .

لكن كل هذا لا يعطيك سبباً واحد لتختفي من حياة الجميع هكذا دون أن تترك أثراً خلفك أو حتى تسأل عنهم.
أريد أن أخبرك في رسالتي الأخيرة أنني سأتوفف من انتظارك وسأنظر إلى مستقبلي فقد تعبت من طيلة الإنتظار على أمل أن تذكرنا في أي مناسبة أو عيد لعلك تتصل بأحدنا .

أتعرف أننا لم نغير أرقام هواتفنا حتى تستطيع أن تصل إلينا لكنك بالرغم من ذلك لم تتصل ولا مرة واحدة .
لقد خاب ظني وظن الجميع فيك حتى والدتك عادت منذ سنوات وبحثت عنك ولم تجدك لم أكن أعرف بأنك تملك كل هذه القسوة .

..........................

هذه المرة لم ترفق رهف شيئاً مع هذه الرسالة فقد كانت توبخه بقوة حتى أنها قررت أن تتوقف عن انتظاره فقد أذى الجميع بأنانيته لهذا ربما لم ترفق له صور وليد , لكن السؤال هو لما رهف أعطته هذه الرسائل بعد تركها له .

ما كان هدفها بأن تعطيه هذه الرسائل هل يعقل أنها أرادت أن توبخه بطريقتها أو ربما ظنت أنني سأقرها فور رؤيتي للصندوق فأعرف مقدار معاناتها وحبها لي في تلك الأعوام , لكنني وكعادتي تأخرت في قرأتها كما تأخرت في معرفة مكانتها في قلبي فظنت أنني لم أبالي بها يا لغبائي ...

نهض زين وأعاد الأشياء التي أخرجها من الصندوق ثم أغلق عليها أما الرسائل فقد أخذها معه ليقرأها .
قرر زين أن يقرأها جميعها فوجد أنها كتبت له الكثير من الأحداث التي وقعت معها ومع وليد حتى أخوته ذكرت أشياء كثير عنهم حتى أنها كتبت عن تخرجها هي وسامر ودخول وليد المدرسة .

حتى عن عودت والدته والبحث عنه وزيارة والدته لرهف عدة مرات والذي فاجأه أن وليد يعرف بوجود جدته وأنه يزورها باستمرار لكنه بالرغم من ذلك لم يزل لسانه يوماً .

وصفت له سقوط وليد وكسره لسنه الذي اضطرت بعدها من خلعه وبقائه بدون سن ثلاث سنوات , لقد كانت تكتب له وكأنها ترسلها حقاً لا أعرف كيف قامت بذلك ربما كان ذلك عزائها الوحيد...

مرت أياماً تلو الأخرى وزين يشعر بأنه أصبح أكثر قرباً من رهف فقرأته لرسائلها يومياً أصبح يسليه ويشعره بوجودها معه فتارة يضحك لما كتبته وتارة يبكي حزناً عليها , لم يكن يتخيل يوماً أنها عانت في غيابه هكذا فقد ظن أنه هو فقط من عانى من غيابها لا يعرف لما لم يلتفت يوماً إليهم , لقد عرف سبب غضب سامر منه فقد عانوا جميعاً الخوف من المجهول فغيابه سبب لهم حزناً فقد كان بالنسبة لأخوته ابناً لهم أكثر من أخ ...

.....................................

بعد عدة أشهر ...

عاد زين من تمارينه وهو يشعر بارهاق وما أن وصل إلى الباب حتى فتحت نعيمة له وهي تبتسم بلطف فبادلها الابتسام انها امراءة تبلغ الخمسة والأربعين من العمر عملت لديه طيلة العامين المنصرمين لكنه لم ينظر إليها يوماً لكنه منذ مدة ليست بطويلة قرر أن ينظر لمن حوله...

أثناء ذلك رن هاتفه فوضع حقيبته جانباً ثم أجاب فقد كان والد رولا

" السلام عليكم "

" وعليكم السلام "

" كيف حالك يا زين الدين "

" الحمدلله , كيف حالك حضرتك "

" الحمدلله لكنني منزعج منك "

" منزعج مني أنا "

" نعم "

" هل لي أن أعرف لماذا "

" منذ أشهر لم تسأل عني أو حتى زورتني "

" في هذه أنت محق يا عمي "

" اسمع ما رأيك أن تأتي معي للمدينة السياحية الجديدة التي سيتم افتتاحها بوجود كبار الشخصيات في البلد ,, وبعد
انتهى الحفل سنبقى هنالك يومان لنرفه عن أنفسنا "

" لا أعرف في الحقيقة فأنا مشغول قليلاً "

" اسمع ستأتي معي فرولا ووالدتها يصرين عليك أن تأتي لترافقنا ,, وهذا قرار نهائي "

" حسناً "

" اذن مع السلامة أراك الأسبوع المقبل "

" إن شاء الله "

.................

أغلق زين الخط ثم جلس على الأريكة وهو يشعر بالإنزعاج فهو منذ أشهر وهو يفكر كيف ينهي هذا الزواج بأقل خسارة أما تأجيله فلم يعد في صالحه , لهذا يجب أن ينسحب بطريقة لا تسخط والد رولا عليه فيقلب عليه الطاولة وليريه وجهه الأخر .
شعر زين بغضب من ذاته فقد أخطأ عندما لعب بهذه الورقة فوالد رولا له معارف كثيرين في البلد , فمعظم من استعان بهم واستثمروا معه قاموا بذلك لأنه نسيب رئيس الوزراء وليس لشخصه , ولا يعتقد أن هنالك من يريد أن يغضب سيادته إن تم الطلاق , عندها سيتخلى عنه الجميع إنه يعرف ذلك لهذا هو يساير رولا ويخلق لها كل يوم عذراً جديداً لكن أعذاره بدأت تنفذ ولا يعرف ما العمل الآن.

.............................

مر الأسبوع ...

أتت نهاية الأسبوع سريعاً وزين يشعر بأن كاهله مثقل من كثرت التفكير في عدة أمور منها كيف سيتخلص من هذه الزيجة التي ورط نفسه فيها , وماذا سيحدث لمشاريعه إن تم الطلاق وغضب عليه سيادة رئيس الوزراء ؟؟ وماذا يعمل ليتجنب كل هذا مع التخلص من هذا الزواج؟؟؟

همس زين لنفسه بينما كان يضع نظارته الشمسية " أنت تحصد مازرعت يا سيد زين "

ثم انظلق بسيارته البيبي همر ليقضي أربع ساعات على الطريق الصحراوي لوحده فشعر بوحدة قاتلة فهو من الاشخاص الذين لا يحبون منظر الصحراء ولون رمالها في الحقيقة أنها تسبب له الضيق والإنزعاج .

بالرغم من أن الصحراء ورمالها جزء لا يتجزء عن موطنه لكنه بالرغم من ذلك أيضاً هو لا يحبها ربما بسبب حرارة شمسها , عندها قرر زين أن يضع شريط اشتراه مؤخراً لعل المسافة تطوى سريعاً ومن ثم رفع الصوت قليلاً

احبك احبك احبك

واموت بكلمهـ احبك

انت الهوى وانت الحيـآهـ

عيشني ليلهـ بقلبك

***

مجنوني... وينك تعال بحضني يامجنوني

وينك حبيبي ياوفي

اشتعل بيك وانطفي

انت الهوى وانت الحيـآهـ

عيشني ليلهـ بقلبك

***

يـآمـن هوـآك في دمي يسري

في دمي يسري

مالي سوـآـآـآك

واللهـ يـآعمري ... واللهـ ياعمري

***

مشـتآقلك

قد المطر

ورمل الصحاري

والبحر

بس لو يجي منك خبر

افرش قليبي بدربك

..........

بينما كان زين يستمع للأغنية كان يشعر بألم شديد يجتاح جسده ليرتكز في قلبه أخيراً , فقد اشتاق لرهف بحق .
لقد مرت أشهر كثيرة منذ أخر مرة رأها وفي الحقيقة أنه يشعر بأن اليوم في بُعدها سنة بالرغم من ذلك لم تكن لديه القدرة على الذهاب لرؤيتها مرة أخرى حتى وإن كان من بعيد فهو خائف أن يضعف من جديد.

لم يكن يعلم أنها تملك كل هذه المكانة في قلبه حتى فقدها فعرف أن العيش بعيد عنها أصعب قرار اتخذه ...
هنالك اسئلة كثيرة تظل تراوده كلما انفرد بنفسه مثل الآن فالهدوء الذي هو فيه يجعل عقله يعيده للتفكير بها
هل أنتِ الآن سعيدة يا رهف ؟؟

هل يحسن معاملتك ؟؟

هل عرف قدرك وأهميتك أم أنه غبياً أخر ؟؟

هل رسمتي معه ذكريات لحاضرك ومستقبلك ؟؟

هل يعقل أنه استطاع أن ينسيكِ ماضيك ؟؟ أم ما زال لدي مكاناً في قلبك ؟؟

لو أنك تعطينني فرصة أخيرة يا رهف لتسمعينني لكنت طلبت منكِ أن تغفر لي فقد كنت غبياً لإعتقادي أن حبكِ لي وجنونك
بي قوة لي , لم أكن أعرف أنه سيضعفني ويذلني هكذا.

كنت أظن أنه سيربطك بي إلى ما لا نهاية أو على الأقل حتى أعود لكِ , لكنني علمت مؤخراً ما يعنيه ذاك الحب وأهميته في حياتي , فعندما أردت معاقبتي أخذت حبكِ معك وغبتما فلم أعد أعرف افرق بين الفصول والألوان لأنها تساوت في عيني بعد غيابك عني فلم تعد تفرق معي لأنها أصبحت في عيني سواد حالك ...

يـآعيوني ... يـآغلى مني وحتى اغلى من عيوني

وينك حبيبي ياوفي

اشتعل بيك وانطفي

انت الهوى

وانت الحيـــــآه

عيشني ليلهـ بحبك

تنهد زين ثم توقف بالقرب من محطة بنزين ليملئ خزان سيارته وليشتري له بعض المشروبات والمأكولات التي تساعده على الطريق ثم عاد لسيارته لينطلق بمرة أخرة .

وصل زين إلى المنتجع الساعة 10 صباحاً وما أن وصل حتى أخذ مفتاح غرفته وصعد إليها مباشرة ليأخذ له حمام بارد سريع ومن ثم خرج ليتردد في ما يريد أن يرتديه لكنه اختار ولأول مرة منذ سنوات طويلة أن يرتدي الثوب الأبيض وغترة بيضاء واحتار كيف يلبسها فلها اشكال كثيرة للبسها لكنه قرر أخيراً أن يلفها كعمامة على رأسه وما أن انتهى حتى ابتسم لنفسه

ثم قال " ان شاءالله ما اسقط أو تسقط عمامتي عندها ستكون فضيحة "

ثم نزل وهو يضع نظارته الشمسية ليقود سيارته لمكان الإحتفال لكنه اكتشف أنه تأخر فقد تم قص الشريط ودخل الجميع عندها ماكان بيده سوى اللحاق بالجموع , وما دخل حتى وجد الكثير من الشخصيات النسائية والرجالية المعروفية على مستوى الوطن ككل وكانت هنالك كاميرات ومقابلات تلفازية فهذا المنتجع من أكبرالمنتجعات التي قامت في بلده.
اخذ زين يراقب من حوله فشعر بغرابة نظراتهم أو لعل ذلك بسبب ما يشعر به من احراج عندها اخذ يمشي بين الجموع متوتراً بينما يداه كانت تلعب بنظارته الشمسية محاولاً لأن يتجنب أي محادثة قد تقع مع أحدهم فهو يحب الانعزال اكثر من مخالطة الأخرين .

عندها همس زين لنفسه " تباً لو أنني لم أرتدي هكذا ما كنت شعرت بهذا الحرج "

توقف زين بجوار طاولة موضوعة عليها عصائر وماء وبعض المأكولات فأخذ ماء وارتشف القليل منه .

عندها تفاجأ بعينين اشتاق لهما كثيراً رأى انعكاس عيناها على الزجاج الذي يقف مقابله فاستدار ليبحث عنها لكنه لم
يجدها فظن أنه تخيل ذلك فقام وتناول بعض الأطعمة ليذهب عنه التوتر عندها شعر بيد تنسل بجواره وتقبض عليه لينظر
ويجد رولا بجواره تبتسم له بكل بسعادة

" زين حبيبي لقد انتظرتك منذ الصباح لما تأخرت "

" أنتِ تعرفين أن المسافة طويلة من المدينة إلى هنا "

" أعرف ,, ما الذي حدث لك اليوم "

" ماذا "

عندها ضحكت وهي متعلقت بيده ثم قالت " شكلك ,, شكلك متغير كثير لم أعرفك في الحقيقة "

عندها شعر زين بأن هذه الشعرة التي قصمة ظهر البعير

" هل شكلي غبي لهذه الدرجة "

تفاجأت رولا " غبي ,, من الذي قال لك هذا "

" أنت ألم تضحكي وقولتِ أن شكلي غريب "

" نعم غريب يعني كول "

" وهل أصبح الغريب كول "

" حسناً فلنقل أصبحت كيوت "

" كيوت "

" زين الدين ماذا بك "

" لا شيء "

" حسناً تعال لنجلس مع أبي و أمي "

.......

جلس زين مع والد رولا وعائلته وبعض من معارفه وأثناء ذلك .

همست رولا

" زين هل غادرنا المكان "

" رولا لا يصح ذلك "

" ماذا تقصد بلا يصح "

" رولا هؤلاء كبار الشخصيات في الدولة هل تريدين أن أتركهم هكذا وأغادر ,, لا يصح ذلك "

" حسناً ابقى أنت ,, أما أنا فسأذهب "

.....

ترك زين رولا تذهب دون أن يوقفها كما ظنت هي أنه سيفعل لكنه في الحقيقة لم يبالي بأمرها فهو يتهرب منها , انه يعرف أنها فتاة جيدة وطيبة لكنه لم يحبها ولا يستطيع أن يمثل عليها أكثر .

فقرر أن يجعلها هي من تتركه سيتجاهلها في البداية إلى أن تمل وتفهم ما يريد أن يفهما إياه , وعندما تطلب من والدها أن يطلقها سيأتي هو حزيناً مكسوراً لا يعرف لما حظه هكذا عندها سيخرج من هذا الزواج بأقل خسارة ممكنة...

نهض الجميع ليتناولوا الغداء وعندما انتهى زين من تناوله الطعام انتهز الفرصة ليخرج إلى الحديقة واختبى بين احدى الشجرات , فلم يعد يظهر منه شيء عندها أخذ يفكر في قدرة الخالق ليخلق مثل هذ الجمال الساحر بعكس الصحراء القاحلة التي قضى أربع ساعات على طريقها , وما أن وصل إلى هنا حتى وجد هذه الواحة الجميلة التي ترسم الوان الطبيعة الخلابة ويداعبها نسيم الربيع .

اسند زين رأسه على جذع شجرة ثم اغمض عينيه لكنه فجأت شعر بأن هنالك من داس على يده فنهض متألماً وفزعاً لدرجة سقطت عمامته من على رأسه ظناً منه أنها حية قرصته .

في نفس الوقت سمع صرختها تدوي في الفضاء للحظة شعر أنه تخيلها ..

لكن مستحيل فألم يده يؤكد له صحوته

" ماذا بكِ لما لا ترين أمامك "

بلعت رهف ريقها بصعوبة " أنا آسفه ,, لكن أنت لما تجلس هنا "

" وأنتِ لما لا ترين أمامك ثم هذا مكان منعزل وليس مكان للمشاة ,, ومن المفترض أن امرأة مثلك لا تأتي إليه "

خجلت رهف من نفسها فهذا في الحقيقة مكان يجب أن لا تأتي هي إليه لكن ماذا تقول له أنها رأته وهو يدخل بين الشجر
فأرادت أن تراقبه من بعيد ظناً منها أنه يواعد رولا هنا , عندها شعرت بغيرة قاتلة فقررت اللحاق به , ربما اصبح طليقها لكنه
مازال حبيبها لكن ما العمل الآن كيف ستخرج نفسها من هذه الورطة..

لكن زين سبقها في تحليل سبب قدومها إلى مكان مثل هذا ..

" هل يعقل أنكِ أتيتِ من أجل "

" زين الدين كف "

" آآآآششششش ,, هل أعدتِ اسمي مرة أخرى فقد اشتاقت اذناي لصوتك "

نظرت رهف إليه ثم استدارت لتعود من حيث أتت لكنه لحق بها ووقف أمامها فشعرت بأن نبض قلبها يكاد يتوقف خوفاً من ما
سيحدث فهي لا تريد أن توقظ حبهما الذي نام أخيراً

" أين ستذهبين بهذه السرعة "

" وما دخلك أنت "

عندها صمت زين ليفكر في شيئاً يقوله لها فهو للآن مازال يملك أملاً ضعيفاً معها .

بينما رهف أخذت تتأمله فقد ذكرها باليوم الوحيد الذي لبس فيها ثوب وغترة مثل هذه لكن بطريقة أخرى لا يلبسها سوى
عريس وهذه المرة الثانية فقط التي تراه هكذا انها كانت تظن أنه لا يعرف يلبسها ..

إنها مازالت تذكر عندما سألته عن عدم لبسه للثوب عندها قال

" لأن سامر كان يضربني باستمرار لإتساخ ملابسي سريعاً وتمزقها بسبب لعبي وكان منظري قذرا به عندها قررا كلاً من
أحمد وسامر توفير للجهد والمال وهو أن لا البسه سوى في المناسبات فقط وهكذا أصبحت لا أحب لبس الثوب فأنا أشعر
بأنه يربط قدماي "

..........

" رهف هل لي أن أطلب منك أن تبقين معي قليلاً فلديّ كلام كثيييير لأقوله لك "

" زين الدين هل جننت "

" لا لم أجن لكن بما أنكِ أتيتِ إلى هنا من أجلي فأعطيني فرصة لسماعي "

" أنا آسفه لست مستعدة لفضيحة جديدة "

ثم ابتعدت عنه وسارت فلحق بها ثم توقف أمامها

" خمسة دقاشق ليست بالكثير أليس كذلك "

" ولا ثانية ,, لقد كان لديك كل الوقت من قبل فماذا فعلت به "

" كنت غبياً "

" هذا شيئاً يرجع لك لكنه ليس عذراً كافياً لأن أسمعك "

" حتى لو أنني قولت لكِ بأنني نادماً أشد الندم وأنني عرفت خطأي وأنني بدونك مثل اليتيم "

" أولا ندمك اليوم لا يعنيني بشيء , أما معرفتك لخطأك فذلك يدل عل تغيرك وهذا سينفعك في حياتك القادمة مع رولا
لتتجنبا أخطائنا , أم أنك مثل اليتم فأذهب لأحدى والديك ليعوضاك عن هذا اليتم "

عندها ضحك زين فقد كان ردها قوياً جداً

" لقد احرجتني حقاً "

عندها لاحت ابتسامة على وجهها لكن سرعان ما أخفتها ثم قالت

" زين الدين أرجوك ابتعد من أمامي فأنا الآن امرأة متزوجة ولا يصح هذا "

" لما تحاولين أن تذكرينني دائماً بهذا , هل تظنين أنني نسيت حتى تذكرينني بذلك "

" تصرفاتك تدل على ذلك "

" رهف لقد مضت أشهر منذ تركتك وابتعدت عن طريق وكان ذلك رضوخاً لطلبك لكن اليوم أنتِ من لحق بي فلما تريدين أن
تعذبين نفسك وتعذبينني معك "

"ألآن أنا من يعذب كلانا "

" نعم ,, فأنتِ تحبينني وأنا أحبك , أخطأتي في حقي وأخطأت في حقك للنسى الموضوع ونعود لنكمل حياتنا "

" لنكمل حياتنا هكذا بكل بساطة "

" نعم "

" يبدوا أنك جننت رسمياً , أنا متزوجة ولا أريد أن اطلق مرة أخرى ثم أنت منزوج بإبنت رئيس الوزراء أم أنك نسيت "

" لا لم أجن أنت متزوجة من شخص لا تحبينه وبالرغم من ذلك تفضلين أن تعيشين معه وأنت تحبينني , أما عن رولا
فسأطلقها قريباً "

" حبك بالنسبة لي مثل مرض خبيث تفشى بداخلي لكنني مع ذلك املك القوة لأن اتعايش معه بعيدة عنك فقد قررت أن لا
أتنازل عن كرامتي مرة أخرى "

" رهف سأفعل ما يرضيك "

" لقد تأخرت يا زين الدين "

ثم ابتعدت عندها صرخ " لدي سؤال أريد أن تجاوبينه "

لكن رهف لم تتوقف فلحق زين بها وامسك بيدها " رهف أريد أن أعرف لما وضعت ما كتبته من رسائل طيلة تلك السنوات
في الصندوق هل لأنك أرديتني أن أندم ها أنا اليوم أعترف لكِ بأنني لم أندم على شيء مثل الآن "

" أي رسائل "

" ماذا تعنين أي رسائل "

" ما الذي لم تفهمه ,, أي رسائل قرأت "

" ما كتبته يا رهف طيلة ستة أعوام على مدار مرتين أسبوعياً "

" أين وجدتها "

" في الصندوق الذي تركتيه ليّ "

" أنت كاذب "

" ماذا "

نظرت إليه رهف وهي غاضبة منه ظنا منها أنه فتش في حاجياته

" رهف لما سأكذب "

" لأنني من المستحيل أن أعطيك إياها "

" لما لأنها تفضح حقيقة مشاعرك "

" هذا شيئاً لا يعنيك "

شعرت رهف بالغضب والاحراج هل يعقل أنها نست شيئاً كهذا أم أنه يريد أن يوقعها فقط , لكن كيف سيعلم عن الرسائل إن
لم يكن يملكها ..

" رهف "

" اصمت لا أريد أن اسمعك "

" لا تخافين لن أخبر عنها احد "

نظرت إليه فهو يستظرف بينما هي تغلي غضباً من نفسها

" ابتعد من امامي لأغادر يا زين الدين "

" ومن الذي منعك "

" ظريف جداً "

" لأجل عيونك فقط "

ثم ابتعد من أمامها بعد أن احرجها وجعلها ضعيفة أمامه وامام نفسها فشعرت بالغضب منه ومن نفسها فلو أنها ما لحقت
به لما كانت وقعت في هذ الاحراج وما أن سارت حتى ناداها

" رهف "

عندها استدارت له دون أن تنطق بشيء فاقترب إليها وقال وهو ينظر إلى أعماق عينيها لعله يجد شيئاً من بعضه هنالك

" لقد آلمتني "

توقفت رهف تنظر إليه فقد كان يبدوا عليه الحزن والألم بحق فدهشت لذلك فقالت

" أنا "

" نعم أنتِ ,, أم أنكِ تظنين أن لكِ الحق في أن تدوسين على يدي وتؤلميني وتنسين فعلتك تلك بسهولة هكذا ,, حتى أنك
لم تعتذري لي "

نظرت رهف إليه بغضب ثم تركته دون أن تنبس بكلمة وغادرت المكان فشعر زين بحزن ووحدة قاتلة شعر بأن تلك اللحظات ستكون عزاه للأيام القادمة فيكفيه أن يعلم أنها لحقت به .

..........................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 19-06-14, 07:54 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

رائعة جدا من اللزي وضع الرسائل هل هي امها

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 19-06-14, 10:13 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265662
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: تشايلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تشايلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

بارت حلو بس حابه اعرف هل بتخلصي الروايه قبل رمضان وكم باقي ع النهايه؟!

 
 

 

عرض البوم صور تشايلي  
قديم 05-08-14, 11:15 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

آسفه ع انقطاعي المفاجئ للرواية ...

بصراحه ما عندي أي عذر سوى بأن هنالك كم شخص من المقربين لي انتقدوني في بعض الأمور حتى جاني احباط وتوقفت أناملي عن الكتابة

كان قصدهم توجيهي وانا أحترم رأيهم لكن النقد كان قوي وفي مكانه

وإن شاء الله لما أخلصها راح أعيد صياغتها بشكل أفضل

وأحذف الأشياء اللي ما لها داعي

وكل عام وأنتم بخييييير .....

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
قديم 05-08-14, 11:44 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265129
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: أضئت القمر عضو على طريق الابداعأضئت القمر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 198

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أضئت القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أضئت القمر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أتحبني بعد الذي كان

 

عادت رهف لغرفتها وهي تشعر بغضب ممزوج بحرج من نفسها فقد فكرة عدة مرات أن تتخلص من تلك الرسائل لكنها لم تفعل وها هي وقعت في يدين زين ..

وقفت رهف أمام المرآة سارحت بفكرها لتدمع عينها من شدة الاحراج ثم جلست على السرير وهمست لنفسها بينما كانت تتذكر نظرات زين الساخرة

" تباً يا رهف كيف فعلت بنفسك هكذا "

لقد شعرت رهف اليوم بذل لم تشعر به من قبل فأولاً كشف زين سبب وجودها في ذلك المكان وهذا كان يكفيها لتشعر بكل هذا الاحراج لكن المصيبة الأكبر أن الرسائل وقعت في يده أيضاً , عندها صرخت رهف ثم نهضت وخرجت للشرفة لأنها كادت تختنق من كثرة التفكير في الموضوع.

خرجت رهف إلى الشرفه لتستنشق بعض الهواء فقد كانت تختنق في الداخل , وبالرغم من سحر المنظر الذي أمامها والمساحات الخضراء الممتدة الرائعة الجمال إلا أنه لم يؤثر ذلك في تحسن مزاجها فما كان يدور في رأسها من أفكار أنستها أن تلاحظ ذلك , ثم جلست على احدى الكراسي المتواجدة في الشرفة مفكرة في الماضي البعيد وكيف بدأت تكتب تلك الرسائل .

كان ذلك عندما عادت بوليد لتذهب به إلى زين لتتفاجأ حينها باختفائه لكنها لم تيأس لأنها أعتقدت أن زين لن يستطيع أن يطيل الغياب عن عائلته , فبحثت عنه وعندما مرا لوقت ولم يعرفوا عنه أي شيء وكثرة الظنون والشكوك بدأت تنهار قواها وبدأت تكثر البكاء واصبح الحزن لون من الوان حياتها وكادت تهلك في ذلك الوقت فقد اضربت عن الطعام عندها أخذها والدها لأقرب مشفى فقام الطبيب بتحويلها لطبيبة نفسية فما تشكو منه ليس علة تداوى بالدواء.

وحقاً تم تحويل رهف للطبيبة التي أخبرهم الطبيب عنها لكن لم تتحسن رهف ولم يحدث تغير بالرغم من محاولة الطبية ..

" اسمعي يا رهف رفضك للحديث معي ليس بحل "

" وما الفائدة من الحديث يا دكتوره "

" لندردش ونخرج ما بداخلنا أياً كان ما ستخبريني به سيبقى بيننا فقط "

........

" ماذا ألا تريدين "

" أتصدقيني أيتها الطبيبة إن قلت لك أنني تعبت من كل شيء حتى الحديث "

" حسنا ما رأيك أن تكتبي "

" اكتب ,, اكتب ماذا "

" أي شيء أفكارك ,, مشاعرك ,, أوهامك ,, مخاوفك "

" وما الفائدة من ذالك "

" الفائدة اذ شعرت بتحسن اتبعيها أما ان لم تشعرين بشيء فاتركيها ولنبحث عن طريقة اخرى "

ثم تركتها قليلاً لتأتي مرة أخرى بظرف وورقة وقلم

" خذي "

" ما هذا "

" هذا ظرف وورقة وقلم أريدك أن تكتبي رسالة لنفسك "

" ولما سأفعل ذالك هل تظنيني مجنونة "

" وما الجنون في ذلك ثم هنالك فرق بين الجنون وبين الكبت وأنتِ شخص يكبت بداخله مشاعر كثير إن أخرجتها هنا ستتعافين صدقيني "

.....

" سأضعها هنا أمامك وأتمنى أن تروق لك الفكرة "

ثم غادرت لكن من ذلك الوقت ولمدة ستة أعوام وأنا أرسل رسائل وهمية إلى زين لأبقى شعلت الأمل لدي مشتعلة فقد كان خوفي من موته شيئاً رهيباً , فداومت على ذلك مرتين في الاسبوع ثم تذكرت رهف ما قاله زين

" ما كتبته يا رهف طيلة ستة أعوام على مدار مرتين أسبوعياً "

إن زين بالتأكيد يملك تلك الرسائل فما أدراه كم مرة في الاسبوع كانت تكتب فيها , لكن اللغز هنا في كيفية وصولها ليده فهي تصدقه عندما أخبرها أنه وجدها في الصندوق .

نهضت رهف منزعجة أكثر من قبل لتدخل من الشرفة لعلها تنام قليلاً لتريح رأسها من كثرة التفكير فما خافت منه قد حدث .
وبينما كانت تبدل ثيابها تذكرت أن هنالك حفلة في المساء سيقيمها عدة فنانون مختلفين الجنسيات ولقد وعدت فارس أن تلاقيه الساعة الثامنة والآن الساعة الثانية ظهر , فأغلقت الستائر ومن ثم ذهبت لسريرها حتى تنام.

...................................

استيقظ زين على صوت رنين هاتفه ففتح عينيه بصعوبة ليجد المتصل رولا

" الو "

" زين هل أنت نائم "

" نعم "

" ألن تنزل لتتناول العشاء معنا "

" كم الساعة "

" إنها التاسعة "

" حسناً ,, سأتي في الحال "

ثم أغلق الهاتف ونهض من سريره وهو يشعر بتعب وارهاق لكنه جر نفسه ليستحم ويبدل ثيابه وما أن انتهى خرج من غرفته وقد عاد له نشاطه..

وقف زين أمام المصعد بضعة دقائق حتى وصل لدوره وتوقف وما ان فتح باب المصعد حتى دخل زين بخطى سريعة ليقف وجها لوجه أمام رهف لتتفاجأ هي الأخرى بهذه الصدفة التي جمعتهما مرة أخرى عندها ابتسم زين سعيداً بوجوده معها أما رهف فقد ابتعدت من أمامه لتقف بعيداً عنه

" السلام عليكم "

......

" ألا تعرفين أن السلام واجب "

عندها قالت رهف دون مبالاة

" للذين يستحقونه "

" هل تعنين أنني لا أستحقه "

......

" حسناً إن كان هذا رأيك سأقبله بالرغم من أنه قاسياً علي "

......

" هل تعرفين مقدار سعادتي لرؤيتك اليوم , وبدل المرة مرتين "

......

" رهف أرجوكِ لا تتجاهلينني هكذا "

.......

كاد أن يتوقف المصعد وكانت رهف تهم بالخروج عندها قام زين بالضغط على مفتاح الدور الأخير للفندق عندها نظرت إليه رهف

" زين الدين ماذا تفعل "

" أريد وقتاً أكثر لأقضيه معاكِ "

" لكنني لا أريد أن أسمعك أو أراك في أي وقت "

" رهف لا تقسي علي فهل تعرفين أن بعدكِ عني انتحار "

" اذن فلتنتحر وتنهي الموضوع "

" وهل تستطيعين أن تعيشين بعد موتي "

" ما رأيك أن تمت أولاً لنرى هل استطيع أم لا "

" وكيف سأعرف الأجابة ان مت "

نظرت رهف إليه بانزعاج

" هل تظن حقاً بأنني لن استطيع العيش بعد موتك "

" بالطبع "

" ألم تكن تعتقد أيضاً أنه من المستحيل أن أتزوج سواك , لكنني تزوجت "

عندها تبدلت نظرات زين ثم استدار ليواجه باب المصعد ليخفي عنها مشاعره لتقف هي خلفه

" زين الدين ما أريدك أن تفهمه أنه لا يوجد لديك أي أمل للعودة لما مضى ,, هل تريد أن تعلم لما ؟؟؟ "

.....

" لأن تجربتي معاك كانت قاسية جداً ,, وما كان يوقفني في الماضي هو وليد أما اليوم فقد كبر لهذا قررت أن ابدء حياة جديدة مع شخص مثل فارس لطيف وطيب القلب ويحترم زوجته ولدينا نفس الخلفية والمعارف "

" هل تريدين أن تقنعينني أم تقنعي نفسك بهذه الكلام "

" لو أنني لم أكن مقتنعة به لما تزوجته فأنا لست من النوع المتسرع وأنت تعرف ذلك "

" ما أعرفه أنك تنكرين حبك لي "

" لقد قولت لك سابقاً حبك مجرد مرض والوقت سيشفيني منه "

" وإن لم تشفي "

........

صمت كلاهما قليلاً ثم قالت

" انساني يا زين الدين فأنا لن أكون لك بعد اليوم "

عندها استدار إليها والغضب ظاهراً في عينيه

" اذن اسمعي ما سأقوله لك إن لم تكوني ليّ فلن تكوني لسوايّ "

" هل تهددني "

" نعم "

" اسمع يا زين الدين زواجي سأقيمه بعد ستة أسابيع فلتريني ما ستفعله "

" رهف لا تتحدينني "

" أنا لا أتحداك بل أبلغك بما سيقع بعد ستة أسابيع "

" رهف لا تدفعينني لإرتكاب جريمة ما "

" لا تستطيع فأنت أجبن من أن تقوم بذلك "

" صدقيني إن حدث ذلك سأقتلك وأقتله بأبشع طريقة تتخيليها "

" لن تستطيع "

" لما هل تظنيني أنني جبان "

" بالطبع "

" لا لست جباناً لكنني .."


" لكنك ماذا "
.....

نظر إليها وهو يشعر بغضب وحزن فكيف يصلح ما أفسده في علاقتهما فقد كان خيبة أمل كبيرة لها

" رهف أريدكِ أن تعرفي أنني أكن لك حباً بداخلي أكثر بكثير من ما تتخيلينه إنه ليس مجرد حب بين شخصين فأنتِ لم
تكوني زوجتي فقط أنتِ كنت لي الأم والأخت والحضن الدافئ واليد التي تطبطب على كتفي كنت اشحذ قواي منكِ "

......

" أريد أعترف لك بشيء وهو بأنني أخطئت بحقك وأنني كنت غبياً في تصرفي معك لكنني كنت غاضباً منكِ لتخليكِ عني , رهف ما مررت به في تلك السنوات كان قاسياً عليّ جداً بالإضافة لذلك إهانة عائلتك ليّ لم تكن بالشيء السهل بالإضافة ما فعله والدك معي كل تلك كانت تكفي لتغير أي شخص "

نظرت إليه رهف ثم قالت

" وما الفائدة من قول هذا الآن كل هذا لن يغير شيئاً مما حدث يا زين "

" رهف لا تقعي في نفس أخطائي أنا قادني غضبي وانظري إلى النتيجة لهذا لا تتركِ غضبك يقودك لإرتكاب حماقة ما "

" هل تعني زواجي من فارس حماقة "

" بالطبع وأكبر حماقة "

" وزواجك برولا "

" هي أيضاً مجرد حماقة إنها لا تعني لي شيء "

" يالقسوتك تلعب بمشاعرها بكل برود "

" وأنتِ ألستِ تلعبين بمشاعر فارس "

" لا "

" أنتِ كاذبة "

" لا لست كاذبة "

" أذن أقسمي بأنك أحبينه لهذا تزوجتيه "

....

" لماذا لا تقسمين "

نظرت إليه بغضب لكنها لم تنبس بكلمة أثناء ذلك , وفجأة توقف المصعد وفتح الباب مما اتيح لها الهرب فخرجت رهف حينها

مسرعة الخطى ...

بينما وقف زين ينظر إلى رهف وهي تبتعد وقد هدء عنه الغضب حينها , فقد شعر بالراحة لأن رهف لا تحب فارس .

......................

وصل زين مكان الإحتفال ليرى خيمة كبيرة مقامة في منتصف الحديقة التابعة للفندق وما أن سار قليلاً يبحث بين الوجوه
على رولا وعائلتها أثناء ذلك شعر باهتزاز هاتفه في جيبه فاخرجه ليرى رولا المتصلة

" ألو "

"أين أنتِ "

" أنا خلفك يا زين "

استدار زين فرأى رولا وعائلتها يجلسون على احدى الطاولات خلفه وبالاضافة لاشخاصاً اخرون

" هل رأيتني "

" نعم "

ثم اغلق الهاتف وسار حتى وصل فالقى التحية على من يجلس بالطاولة ثم جلس على كرسي بجوار رولا ...
أخذ زين يتابع ما يجري من حوار بين الذين معه بفكر سارح ومغيب عن ما حوله فرهف سلبته تفكيره , فجأة مسكت رولا يده وهمست

" زين ماذا بك "

فنظر إليها متعجباً

" ماذا "

" لماذا لا أشعر بأنك معنا "

" لا شي فقط هنالك مايشغل بالي "

" وهل أستطيع أن أسئلك ما هو "

" ليس مهم يا رولا "

......

رفع زين عينيه إلى المسرح الذي أمامه ليتابع ما يجري عليه باهتمام زائف ليهرب من اسئلة رولا .

وأثناء ذلك كان يبحث عن رهف بين وجوه المتواجدين حوله وحقاً وجدها كانت تجلس بالجوار من فارس ورشدي ووالدها , لكن ما المه هو حديث فارس المتواصل معها الذي كان يستغل صوت الموسيقى العالية ليقترب منها ليهمس أو ليسمعها
واضعاً يده خلف كرسيها شعر زين وقتها ببركاناً يغلي بداخله .

وبعد ساعتين من مراقبة زين لرهف التي لا حظت تلك المراقبة عدة مرات هي الأخرى لكنها كانت تتظاهر بعدم معرفتها
بذلك , فقد شعرت بالسعادة وقتها حتى تذيقه من نار الغيرة قليلاً ..

انتهى الحفل وغادر الجميع ليتناولوا طعام العشاء ..

شعر زين بأن هذه الأيام هي الأسوء في حياته فرؤيته لرهف تمسك بيد رجلاً أخر وتتهامس معه وتجلس بجواره لتتناول
العشاء معه أمام الجميع كان مثل كابوس بالنسبة له , حاول أن يتجاهل ذلك أو يتظاهر بأن ذلك غير مهم لكن ذلك كان فوق
طاقته عندها نهض من كرسيه ثم استئذن من رولا ووالديها ليغادر إلى غرفته ..
وما أن خرج حتى ارسل لرهف رسالة كلها غضب

( سأقتلك لا محالة )

للحظة شعرت رهف بقشعريرة تسري بجسدها عندها سألها فارس فقد لاحظ تغير ملامح وجهها

" ماذا بكِ "

" لا شيء "

" ماذا تقصدين بلا شيء ,, هل تخفين عني شيئاً يا رهف "

" بالطبع لا "

" رهف .. "

" فارس انه أمر غير مهم "

" هل الموضوع يخص زوجك السابق "

نظرت رهف إليه بإندهاش ثم قالت

" ماذا تقصد "

" هل تظنين أنني لم أراه "

" فارس انسى امره انه فقط غاضباً قليلاً لكنه بالتأكيد سيرضخ للأمر الواقع "


" وأنتِ هل نسيته "

" ما هذا الكلام يا فارس وهل كنت سأتزوجك إن لم أكن أخرجته من حياتي تماماً "

" آسف يا رهف أرجوكِ لا تغضبي ,, لكن ماقاله تلك المرة مازال يغضبني ,, ففي الحقيقة أنني خائف من أنك لم تنسيه بعد "

" فارس ما هذا الذي تقوله "

" ما أقوله هو ما أخاف منه يا رهف ,, لهذا ان كنت مازلتِ تكنين له القليل من المشاعر سنؤجل اقامة عرسنا حتى تتأكدين من حقيقة مشاعرك لي "

" أنا متأكدة من مشاعري "

..........

................................

استيقظ زين باكراً وقرر أن يغادر حتى لا يرتكب جريمة ما فجمع حاجياته واتصل برولا وابلغها بذلك وهو يسلم مفتاحه

" زين ألم تعدني أن تبقى يومين أخرين معنا "

" حقاً لا أستطيع يا رولا "

" زين "

" آسف يا حبيبتي لديّ عمل هنالك يجب أن أعود "

" زين لقد وعدتني "

" أعذريني هذه المرة فقط ,, حسناً "

" حسناً "

" مع السلامة "

" زين "

" نعم "

" هل طمئنتي عندما تصل "

" حسناً ,, مع السلامة رولا "

" مع السلامة "
.........

خرج زين من الفندق ليتفاجأ برهف تفتح باب سيارتها لتغادر هي الأخرى عندها قال من خلفها

" لما العجلة مازالت الإجازة في أولها "
ا
ستدارت رهف بفزع لتواجه زين الدين ولأول مرة تشعر بخوف منه إلى هذه الدرجة

" لا تنتطقين "

" وما يعنيك أنت ان غادرت أم بقيت "

اقترب زين منها بينما رهف ابتعدت عنه

" سأعطيكِ فرصة أخيرة لتعودي إلى رشدك أو ستندمين طيلة حياتك يا رهف "

" هل تهددنني يا زين الدين "

عندها امسك زين بيدها ليمنعها من الصعود بالسيارة

" اسمعيني يا رهف واعتبريه تهديداً ,, إن لم تتطلقي من ذاك الغبي خلال اسبوعان فقط فسأحرمك من وليد طيلة حياتك
واقسم لكِ على ذلك يا رهف "

" وليد ابني أيضاً يا زين الدين وليس لعبة في يدك تلعب بها وقتما شئت و لن تستطيع إبعاده عني أتفهم ذلك "

" وإن لم تنفذي ذلك فسأقتلك وأقتله ليلة عرسكما حتى يزفونكما للقبر "

نظرت إليه ثم قالت

" افعل ما شئت يا زين الدين "

" أتقصدين أنك لست خائفة "

" ما أقصده بأنني لن أسمح لك بأن تلوي ذراعي مرة أخرى "

" حسناً الأيام بيننا يا رهف "

ثم تركها ليركب سيارته هو الأخر وليقودها بطريقة جنونية ...

كان زين يقود سيارته ملتصقاً بسيارتها مما جعل أمر القيادة صعبة عليها , لقد جعلها تندم على عودتها لوحدها هذه المسافة الطويلة.

توقفت رهف في أحدى المحطات لتعبئ وقود فتوقف زين أيضاً بجوارها ثم نزلت من سيارتها لتشتري شيئاً تأكله فبطنها
أخذت تقرصها من شدة الجوع لكنها ما ان دخلت المحل حتى شعرت به خلفها فرائحة عطرة تملئ المكان لكنها تظاهرة بعدم معرفتها بذلك .

فجأة قال زين مما أفزع رهف

" هل هنالك فتاة عاقلة تدخل مثل هذه البقالات وفي طريق مثل هذا "

" ومن طلب منك رأيك "

" رهف هيا "

" أين "

" لنخرج هنالك محطة أكبر من هذه تبعد 300 متر من هنا , وهنالك مطاعم جيدة "

" لا أريد "

لكن زين أمسك بيدها وجرها خلفه وأخرجها من البقالة وقام بفتح باب سيارتها ثم أمرها وهو يغلق الباب بعد أن صعدت

" الحقي بي "

نظرت رهف إليه وهو يصعد سيارته ثم همست لنفسها

" تباً لك كم أنت مخيف وأنت غاضب "

ثم قادت خلفه وهي منزعجة حتى وصلا للمحطة عندها نزل زين واقترب من سيارتها ففتح بابها وهو يأمرها

" أطفئي المحرك هيا "

" لا أريد "

" لما "

" اخاف أن يرانا أحد من الذين يعرفونا وتكون فضيحة كبيرة "

" ولما خائفة ستكون فرصتنا لنعود لبعض "

" هل جننت "

" ماذا ,, انها امنية فقط "

" زين الدين "

" ماذا "

" ليذهب كل واحد منا بطريقه "


" ألهذه الدرجة خائفة "
......

نظرت إليه رهف ثم هبطت من سيارتها وسارت بعيداً عنه حتى دخلت لاحدى المطاعم وجلست في ركن بعيد عن الأنظار وبينما كانت تقرأ قائمة الطعام جلس زين أمامها وهو يقول لها

" لا داعي لتقرئيها "

" لماذا "

" لأنني قد قمت بطلب الطعام بدلاً عنك وهاهو قادم "

عندها رأت رجل يسير بإتجاهم بيديه صينية فيها أنواع عدة من الطعام وما أن وصل لطاولتهم حتى وضعها أمامهم بالإضافة
للمشروبات وما أن انتهى من ذلك حتى تركهم عندها قالت رهف

" من الذي سمح لك أن تتطلب عني "

" لم أشعر أنني بحاجة لإذنك في أمر كهذا "

" لن أتناوله "

" رهف كفِ عن عنادك "

" لقد قولت لك لا أريد أن يجمعنا مكاناً واحد لكن يبدوا أنك لا تفهم "


" من ماذا أنتِ خائفة الآن ,, في السابق لم تكوني تخافين من أن يراكِ أحد تسيرين في حارتي واليوم خائفة من أن يروكِ معي "

" في السابق كنت مستعدة بأن أضحي بحياتي من أجلك لكن بعد أن عرفت حقيقتك عرفت أنك لا تستحق أن أضحي
بحياتي من أجلك "

" على الأقل مازلتي تكنين لي مشاعر "

" أنا أكرهك إن لم تفهم ما أعنيه "

" رهف الحياة علمتني أن الكره هو الوجه الأخر للحب وخاصة إن كان من شخص مثلك فحبكِ لي لن يختفي في لحظة فلا تحاولي "

" اصبحت فيلسوف مؤخراً "

" رهف أنا مستعد لأن أصبح أي شيء فقط عودي لي "

....

" أعطيني فرصة أخيرة "

" زين أنا لا أريد أن يعيش وليد ما عاشه السنة الماضية ,, ثم أنا لست مستعدة لأن أمر بما مررت به سابقاً "


" أنتِ محقة أنا شخص حقير ولا يستحق أي فرصة أخرى ,, أوافقك الرأي "

ثم أخذ يتناول الطعام في صمت غريب ويشرب عصيره بسرعة وما أن انهى طعامه حتى نهض عن الطاولة بينما رهف بالكاد

بدءت تتناول الطعام

" زين الدين "

" ماذا "

" أين ستذهب وتتركني "

" لا أريد أن أسبب لك احراجاً أكثر من هذا "

ثم تركها وخرج لينتظرها في سيارته وأثناء ذلك شعر بأن هنالك شيئاً يخنقه فكثرة التفكير في رهف وكيف يعيدها لتعيش
معه أصبح يخنقه ويتعبه فله أشهر وهو يحاول معها لعلها ترأف بحاله وتعطيه فرصة أخرى , لكنها يبدوا أنها أتخذت قرارها ولن

تعود فيه.


لم يمضي الكثير من الوقت حتى خرجت رهف هي أيضاً من المطعم وصعدت سيارتها وهي تنظر إليه عندها أشار لها بأن

تلحق به ..

قام زين بمرافقة رهف طيلة الطريق حتى وصلت بالجوار من منزلها عندها اتصلت به

" مرحبا زين "

" مرحبا "

" شكرا لك على مرافقتي لهنا "

" بل الشكر لك لأنكِ تركتني أرافقك "

......

صمت كلاهما فقد شعرا كلاهما بتضارب مشاعرهما وبصوت خافت قالت رهف

" مع السلامة يا زين "

" مع السلامة يا رهف"

وصلت رهف أخيراً إلى منزلها وقد شعرت بأنها متعبة جداً ربما بسبب ظهور زين الدين مرة أخرى في حياتها كانت لأشهر
بدءت تتأقلم على غيابه , لكن بمجرد رؤيته مرة أخرى والتحدث معه استيقظ حبه من جديد .
همست رهف لنفسها وهي تجر حقيبتها خلفها

" لما صعبت الأمور علينا يا زين الدين "


..................

بعد اسبوع ...

استيقظت رهف متعبة مرهقة من كثرة الأفكار التي اصبحت تراودها هل يعقل أنه لم يبقى على زواجها سوى خمسة أسابيع ولم تقرر بعد هل تكمل هذا الزواج أم توقفه , فهي للآن مازالت تحب زين الدين وبجنون وتعرف في قرارة نفسها أنها
ستظل تحبه فإن تزوجت فارس ظلمته وظلمت نفسها , إذن ما العمل يا إلاهي ؟؟
" يا ربي ساعدني "


ثم نهضت وتوجهت للحمام لتستحم ثم ترتدي ثيابها وما ان انتهت حتى طرق وليد لتئذن له بالدخول


" ماما "

" نعم يا وليد "

" هل أستطيع أن أذهب مع والدي مباراة اليوم "

" لا "

" ماما "

" وليد لديك مدرسة غداً ,, انسى لامجال لك لتغيب "

" ماما هذا ظلم "

عندها نظرت إليه ثم قالت " ظلم ما هو الظلم يا سيد وليد , لقد كثر غيابك حتى استاذك قال ذلك "

" ماما أنا أكره هذه المدرسة "

" وليد يجب أن تعرف أنها أفضل مدرسة قد تحصل عليها "

" بل إنها سجناً يا ماما "

" لم ترى بعد السجن الحقيقي يا سيد وليد "

" ماما في الحقيقة أن والدي بالأمس اتصل باستاذي واستئذن منه وقال لا مانع لديه "

" ومنذ متى وأنت تعمل شيئاً من ورائي "


" لم أفعل شيئاً يا أمي من ورائك "

" أن تتفق مع والدك وتنهيان الموضوع وتقول لم تفعل شيئاً "

وقبل أن يكملا حديثهما سمعا صوت عجلات الباص وهي تقف عندها قالت رهف

" وليد عند عودتك سنتحدث في هذا الأمر "

" حسناً ماما "

ثم غادر وليد وهو منزعج عندها أخذت رهف هاتفها واتصلت بزين الذي كان يقود سيارته ليذهب للملعب ليستعد لمباراة

الليلة

" الو زين "


" أهلين "

" زين الدين هنالك ما أريد أن أتحدث عنه معك فهل أنت مشغول "

" هل يعقل أن أسمع صوتك ويكون لدي ما يشغلني عنه "

" زين الدين أنا لم أتصل لسماع هذا "

" وأنا لم أقول سوى ما أشعر به فقط "

" هل انتهيت "

" نعم "

" زين الدين كيف تقوم بأخذ اذن من استاذ وليد دون أن تعود لي أو على الأقل تعلمني بذلك أم أنك تريد أن يفسدوه هذا
الإنفصال ليعمل ما بدا له "

" أنا آسف لقد نسيت أن أبلغك معك حق لقد كان يجب أعلمك عن ذلك "

" حسناً أريد أن تتذكر ذلك مرة أخرى "

" لا أعتقد أنه ستكون هنالك مرة أخرى "

" ماذا تقصد "

" رهف لقد قررت أن أخذ وليد ليعيش معي "

" ماذا تقول "

" ما سمعتيه "

" ماذا تقصد بأنك ستأخذه "

" رهف ابني لا استطيع أن أتركه يعيش مع رجل غيري "

" وأنا ألم تفكر فيني أنا أيضاً بدون وليد لا أستطيع أن أعيش "

" هذا شيئ يرجع لكِ لكن ابني لن يعيش عند رجل غير والده , ثم تستطيعين أن تريه متى ما شئتِ "

" زين هذا مستحيل حدوثه "

" لديكِ اسبوع لتوضبين أغراضه ولتخبرينه أنتِ من أنه سينتقل ليعيش معي "

" زين أرجوك لا تفعل بي هذا "

" رهف يجب أن تعرفين أنني لن أترك ابني الوحيد يربى في حضن رجل غيري "

" لكنني والدته أم أنك نسيت من رباه قبل ظهورك في حياتنا "

" ذلك كان من واجبك وليس فضلاً منك "

" زين الدين لن تأخذ وليد مني , سأذهب للمحكمة وأرفع عليك قضية حضانته "

" حسناً كنت سأعطيك مهلة لاسبوع لكنني غيرت رأيي وسأمر الليلة عليه وأخذه فأريني ما ستفعله المحكمة لك "

" زين حرام عليك لما تصعب حياتي هكذا ما الذنب الذي ارتكبته لتجعل حياته هكذا "

" ذنبك أن حياتي صعبة أيضاً فمنذ تركتني وانا أعاني من الوحدة "

" لهذا تعاقبني بإبني "

" نعم "

" وتعترف أيضاً "

" نعم , فإما أن تكوني لي أو سأجعل حياتك جحيم "

وما أن انهى زين حديثه حتى أغلق الهاتف تاركاً رهف تغرق في أفكارها وخوفها من قراره وهو أخذ وليد وإبعاده عنها , لكن
ما يحزنها أكثر أن وليد سيسعد بقرار مثل هذا فهو منذ رجوعهما لمنزل والدها وهو يزعجها بأنه يريد أن يعود لمنزله , لا تعرف
رهف كيف تقبل وليد أباه بسرعه هكذا , في الحقيقة كان لزين دور كبير لجعل وليد يحبه ويتعلق به فقد قام بتعويض ابنه عن
كل تلك السنين التي عانى فيها بعيداً عنه .

..........................................

المساء ..

أخذ زين يقود سيارته وهو يشعر بالتعب فقد كانت مباراة اليوم متعبة فالفريق الذي واجههم كان قوي جدا في لعبه وبالكاد
استطاع أن يحقق هدفين مقابل هدف واحد. أثناء ذلك اهتز هاتف زين وكان المتصل ابنه وليد

" الو بابا "

" مرحبا حبيبي "

" مبروك الفوز يا أبي "

" الله يبارك فيك يا حبيبي "

" أبي لقد كان الهدفين ساحقين فقد حطمة شباكهم "

ضحك زين على مبالغة ابنه " حقاً "

" بالطبع يا أبي "

" هل أنت فخور بوالدك يا وليد "

" بالطبع "

" وليد لقد أرسلت لك السائق فلما لم تأتي "

......

" وليد هل سمعتني "

" نعم يا أبي في الحقيقة أن أمي لم تئذن لي بالذهاب "

" لما هل فعلت شيء أزعجها "

" لا "

" حسناً هل هي قريبة منك لأنني أريد أن أتحدث معها "

" إنها في غرفتها "

" حسناً سأتصل بها بعد قليل , لكن ما أريدك أن تفعله الآن هو أن تجهز حقيبتك لأنني سأمر وأخذك للمنزل لتعيش معي "

" حقاً يا أبي هل ستأخذنا "

" أنت فقط يا وليد "

" وأمي "

" أمك الآن متزوجة برجل أخر لهذا سأخذك لتعيش معي "

" أنا فقط وهل ستوافق أمي "

" إن أنت مستعد لأن تعيش معي سأقنعها بذلك فهذا القرار بيدك أنت "

" أنا أريد أن اعيش معك ياأبي لكن أمي ستحزن كثيراً وستبكي أيضاً "

" أخبرها أنه لا داعي للحزن والبكاء فهي ستراك متى ما شائت , حسناً "

" حسناً يا أبي "

" جيد , والآن جهز حقيبتك وأغراضك كلها , حسناً "

" حسناً يا أبي "


........

أغلق زين هاتفه وأخذ يقلبه في يده مفكراً كيف سيقنع رهف بأن يأخذ وليد للعيش معه , وفجأة طرأت على باله فكرة وهي
أنه إن أخذ وليد عندها ربما ترضخ رهف للأمر الواقع وهو أن توافق للعودة له فتعلقها بابنها سيجعلها تفعل أي شيء مقابل
أن تبقى بجواره ..

" الو رهف "

" نعم "

" هل أيقظتك "

" لا "

" هل أنت مشغولة "

" نعم "

" حسناً لن أخذ الكثير من وقتك "

" ماذا تريد "

" أنا في طريقي إليكِ لأخذ وليد "

" أنت بالتأكيد تمزح "

" أنت تعرفين أنني لا أمزح , وأنا حقاً في طريقي إليكم فأتمنى أن تجهزي حقيبته بسرعة فأنا متعب "

" زين هذا مستحيل لن أتركك تأخذ ابني مني "

" أنه ابني أنا أيضاً "

" ابنك ,, هل تعتقد أن هذا يعطيك الحق بأخذه مني هكذا ببساطة "

" اسمعي يا رهف أنا والده وسأخذه أم أنك تظنين أنني سأترك رجلاً أخر يربي ابني ,هل جننتِ "

" زين الدين أرجوك أرجوك لا تفعل ذلك "

" أنا آسف , ألم تختاري طريقك اذن تحملي نتائج أفعالك لقد أعطيتك مهلة لتصححي أخطائك لكنك عنيدة وهذه نتيجة
عنادك "

" هذا ظلم "

" ليكن "

" أكرهك أكرهك "

أغلقت رهف هاتفها وهي تذرف دموعها فهي لم تعد تريد أن تسمع صوته أكثر من ذلك فهو شخص أناني جداً مستعد أن
يدمر سعادتها مقابل سعادته هو مسحت رهف دموعها فهي لن تنفعها مع أمثال زين , فنهضت لتذهب لغرفة وليد لتتفاجأ بوليد وهو يجهز حقيبته

" وليد ماذا تفعل "

" ماما "

" وليد ماذا تفعل "

" ااه أبي طلب مني ذلك وهو في طريقه الآن "

" أنت تريد أن تذهب معه أليس كذلك "

" لا أعرف يا أمي "

عندها صرخت رهف " وليد قول الحقيقة هل تريد أن تعيش مع والدك "

عندها انزل وليد رأسه فوالدته غاضبة جداً وهذا ما كان يتوقعه


" وليد تكلم "

" ماما أنا أحبك وأحب أبي أيضاً ولا أعرف مع من أبقى "

" معي أنا يا وليد فأنا أمك التي تحبك والتي ربتك وسهرت ليالي لآجلك "

" أبي أيضاً يحبني يا ماما "

" تباً لك ولوالدك "

" ماما أنا آسف "

" اذن أنت اخترت أن تعيش مع والدك "
....

" أليس كذلك "

" نعم "

" حسناً يا وليد "

" ماما أرجوكِ لا تغضبي مني "

" لا أريدك أن تتحدث معي أبداً , أذهب إليه "

" ماما "

" لقد قولت لك أذهب إلى والدك وعش معه "

خرج وليد من الغرفة وهو يذرف الدموع فهو لم يكن يريد أن يغضب والدته هكذا فهذه اول مرة تصرخ به هكذا ...

..................

أوقف زين سيارته بجوار منزل عائلة رهف وما كاد أن يخرج من سيارته ليدق الجرس حتى خرج وليد محني الرأس يسير

بإتجاهه حاملاً حقيبتين أحداهما لكتبه المدرسية والأخرى لثيابه وما أن رأى ذلك زين حتى خرج وأخذ من ابنه حقائبه وهو يراقب وجهه ثم فتح له باب السيارة ليصعد بها ومن ثم عاد هو وصعد ثم قاد السيارة

" وليد بني ماذا بك "

" لا شيء "

" وليد هل هنالك ما تخفيه عني "

....

" هل والدتك صرخت عليك "

" نعم , لقد صرخت بي بشدة "

" ماذا قالت "

" أخبرتني أنها لا تريد أن تتحدث معي أبداً "

" لا تحزن والدتك لا تستطيع أن تفعل ذلك فهي تحبك "

" إن كانت حقاً تحبني ما كانت صرخت بي هكذا "


" لا بأس يا وليد لا تنزعج من والدتك إنها حزينة فقط "

" نعم إنها حزينه والذنب ذنبي يا أبي "

" إن الذنب ليس ذنبك , في الحقيقة أنه ما كان يحق لوالدتك أن تصرخ بك هكذا "


" أنا أحبها أيضاً يا أبي , لكنني أريد أن أعيش معك أنت "

نظر زين لابنه وشعر بحزناً شديد على وليد فهو يبدوا كالتائه بينهما , إضافة لذلك قامت رهف بتوبيخه لتفضيله العيش معه بدلا منها , فكر زين أنه لو كان مكانها لكان خاب ظنه هو أيضاً وخاصة أنها قامت بتربيته وحدها ولم تتزوج أو تتركه بل لازمته طيلة الوقت .

وصل زين للمنزل برفقة وليد

" وليد هل تناولت عشائك "

" نعم "

" حسناً , اذن فلنصعد لننام "

وصعد كلاهما حتى وصلا لغرفة وليد وضع زين حقائب ابنه وساعده في الإستعدا للنوم

" أبي "

" نعم "

" هل بقيت الليه معي "

" حسناً , سأبدل ثيابي وأتي في الحال "

" حسناً يا أبي "

ذهب زين ليبدل ثيابه وهو منزعج من ما فعلته رهف فيبدوا أنها نست أن وليد مازال طفل ولا يعرف من المخطئ الحقيقي
بينهما فماكان يحق لها توبيخه على خطأ لم يرتكبه , ثم عاد ليجد وليد يذرف دموعه في صمت فاقترب منه وضمه لصدره وناما ..

.............................................

 
 

 

عرض البوم صور أضئت القمر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتحبني.قصة قصيره.قصه.العوده.زين.رهف
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية