لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


رواية 13

-1- من يستطيع أن يضع تصوراً عن النساء في عقل طفل لم يعرف عن أمه سوى صورة بملامح ساكنة تتوسط جدار غرفة أبيه، ومن يمكنه أن يشرح له

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-09-13, 09:22 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رواية 13

 



-1-


من يستطيع أن يضع تصوراً عن النساء في عقل طفل لم يعرف عن أمه سوى صورة بملامح ساكنة تتوسط جدار غرفة أبيه، ومن يمكنه أن يشرح له معنى الخواء الفكري الذي يجتاحه كلما فكر في ملكوتهن بين سبعة إخوة خط الشارب سيفه على وجوه أغلبهم.
لم يتمكن والده في أصفى حالاته الذهنية أن يجيبه عن أهم سؤالٍ لديه، عندما يقول لأبنائه بتأثر شديد:
- كانت والدتكم تحبكم.
فأجيب بغصة:
- ولمَ تركتنا إذن؟!
ما هو نوع الحب الذي يريد أن يشعرني به والدي عند حديثه عنها لأدين لها بولاء يجعلني أشعر بتأثر شديد عند ذكرها، وماذا يجب أن يعني لي هذا الحب إذا كان هناك الكثير ممن يستطيعون أن يمنحوني إياه فعلياً أكثر منها؟ وإن كان هذا الحب من نوع مختلف يميزه عن غيره سلفاً، فكيف استطاع أبي أن يكمل حياته بدونها؟
كانت النساء بالنسبة لي شيء أشبه بالخيال منه إلى الواقع فسكنتني منهن رهبة قديمة، وهالة من الضباب تجتاحني كلما فكرت في ملكوتهن، لطالما اعتقدت أنهن كائنات لا تتحلى بما نتحلى به نحن الرجال من أفكار كالحقد والغباء، أو تصرفات كالأكل والنوم والشرب، لجهلي بتفاصيلهن وطريقة عيشهن، فربما كنتُ أعرف عن عالم الجن، أكثر مما أعرفه عن عالم النساء.. اللاتي كنّ في نظري أقرب إلى الملائكة من كونهن بشراً.. وسقى أخي هذه الفكرة عندما أقسم لي أن أجسامهن تختلف في هيئتها عن أجسامنا!!
بات الأمر بالنسبة لي حدثاً كونياً سيحدث لي مرة واحدة بطريقة أجهلها، سأعرفها عندما أكبر وأقوم بحزم أمري وأقرر أن يكون لي أطفالاً، حينها ستظهر هذه (النساء) وستقوم بعملها، ثم تختفي حينما تنتهي مهمتها في هذه الحياة، تماماً كما حدث مع أبي وجدي من قبله.
النساء من النسيان..
فبالرغم من كل هذا الزخم الذي يرافق ظهورهن واختفائهن، إلا أنني نسيتهن حالما دخلت إلى المدرسة، ووجدت أشياءً ملموسة أكثر إثارة تمنحني الشعور بالخوف والفرح معاً، كالهرب من المدرسة مثلاً!!
كم عرفتُ من النساء؟
واحدةٌ منهن كانت تبيع الحلوى أمام المدرسة، تجلس على كرسي خشبي وترتدي الأسود بالكامل، من رأسها وحتى آخر أطرافها، والقليل جداً منهن كن يعبرن بين الفينة والأخرى في العصر من أمام منزلنا.
أول النساء نون النسوة، والسين للسراب الذي يلهث الرجل خلفه طول عمره، والأَلف حرفٌ أو رقم، كلاهما لا يستطيع أن يدل على نفسه إن جاء مفردا!!
لذلك لم يزدني التوغل في تفاصيلهن إلا جهلاً، فكلما اعتقدت أنني اقتربت من الحقيقة، وجدتني أنقب عنها خارج الإطار!!
ثم جاءت كالطّيف..
كالحلم..
لتغذي هذه الرهبة وتمنح قلبي المزيد من التقديس لكينونة النساء، وزادت على ذلك نوعاً من السحر الخلاب الذي جعلني أقف على حافة العقل والذهول –دائماً- عندما أحدثها، ومنح الأشياء بريقاً، والكون روحاً فوق الحياة التي يتغنى بها، فأصبحت أشعر أن الأشياء التي ترتبط بلقائها صارت أكثر إحساساً.
سحراً يخيل لي أن أشيائي تقاسمني التنفس والتفكير والإحساس، فنظارتي تشتاق لمرآها، وقلمي يكتب مشهد اللقاء قبل حدوثه، وساعتي تنتظر الموعد..
الباب يقف بانتظاري، والكرسي على عجلة من أمره ينصب لنا مجلساً، يأمر المنضدة فتطيعه ويطلب من الضوء أن يخفت أو ينطفئ، ليهيئ لهذا السحر مشهد المساء.
سحراً ليس كالسحر.. يختالني فأشعر أنه تعويذة فرعونية من نقشٍ بابلي، نصبته أسطورة آشورية على قلاع أحد آلهة الإغريق، سحر اجتمعت عليه وفيه الدنيا بأسرها.. سحر الحب.
الحب الذي اختلف أهل الأرض في تعريفه واتفقوا على سحره، يعربد دائماً كيفما شاء، ولا يعيد الكرة مرتين، ذلك أنه لا يؤمن بالروتين ولا يعجبه التكرار!!
ثم أنه لا يتبع خواصاً فيزيائية أو حسابات رياضية، لا كميات محدودة أو احتمالات منطقية، لذلك عادة ما يأتي مقترناً بما لا نستطيع إحصائه نحن البشر (أحبك بحجم السماء.. بحجم البحر)، هكذا متجاوزاً كل الأرقام الفلكية في ثوان.
لكننا نبحر فيه مقتنعين بأننا الأفضل، نخوض في تفاصيله دون الخوض في تفاصيلنا، لا أستطيع التفكير وهي تحاصرني حد الغرق، فتقبل كالبحر الذي لا تمل الجلوس بحضرته، تستأنس بحديثه وإن لم تعي ما يقول، تقف دائماً في حيرة من جبروته وحنانه وفتكه وهدوئه، تخافه وتشتهيه، لأن الحب هو الشيء الوحيد القادر على أن يمنحك شعورين متناقضين في الوقت ذاته إن أراد ذلك!!
فابتسامة الحب مثلاً.. تحمل كل الصفات والأضداد من المعاني والتصرفات.
كانت تحدثني كطفلة..
وتستمع لي بحكمة عجوز..
وتضاحكني بمرح أنثى لا تنتهي..
ومهما تكررت اللقاءات بيننا فإنها تغيب لتظهر بنفس الهالة القدسية المبتسمة لا يغيرها الزمن ولا يحيد بها، كأنها صحراء مترامية الأطراف، ترى نفسك صغيراً أمامها مهما كبرت.
لون العينين، حجم الشفتين، طول القد، عقدة الحاجب، رسمة الجيد، انحناءة الخصر وكل التفاصيل لا تعني شيئاً عندما تنظر إلى امرأة تعتقد أنك كلما رأيتها، تأخذك تلك الهالة السحرية التي تخيل لك أنك تراها للمرة الأولى!!
فعينيها متجددة، وشفتيها قديمة، وروحها أزلية لا تعترف بمقاييس العالم الحسي الذي وضعه الناس عرفاً لوصف معشوقاتهم.
وأمام كل هذا السحر كنت أنا..
كالطالب البليد الذي لا يستطيع تدوين مشاهداته ولا مراجعة دروسه، يزداد إيماني بجهلي يقينا كلما ابتسمت لتستحيل أيام حياتي مجرد حلم تبعثره ابتسامتها وحضورها الآسر لكل شيء، فكأن الدنيا والمشاعر والناس رهن إشارتها تحركهم كيفما شاءت.
حتى بت أشعر أن العالم الخارجي لا يعدو على أن يكون ابتسامة واحدة منها، وحتى الآن.. وبعد كل هذا العمر والشيب الذي بدأ يغزو رأسي لازلت أمنع نفسي من التفكير في تلك الابتسامة، حتى لا أخرج إلى حيز الكفر أو حيز الجنون!!
تمنيت حينها لو أنني كنت شاعراً لأستطيع وصف ما يدور بخلدي ودواخل نفسي على صورة شعر ليفهم الناس ما معنى أن تبتسم لك امرأة بحق.. وحتى أكون أكثر دقة، فقد تمنيت أن أكون شاعراً أكثر جاهلية، لأكون أكثر بدائية وشاعرية في وصف ما حدث دون الحاجة إلى استخدام الأغراض الشعرية الحديثة التي طرأت على الشعر العربي فجعلته ركيكاً هزيلاً يستخدمه العامة قبل الخاصة حتى في المناسبات التي لا تستحق حتى التفاتة فيحيلها إلى شعر خيالي متكلف وتافه.
أبجديات الحب صعبة ومخيفة، فلكي تحب لا بد أن تنحي عقلك جانباً، تتوقف عن التفكير تماماً، تعيش كل لحظات الحب في حياتك كأنها الأخيرة.. اغمض عينيك وقل أصدق الأشياء في حياتك.. ستشعر تلك اللحظة أنك ركضت ملايين الأميال دون توقف.. وأن قلبك شارف على الانفجار.. ستختفي كل معالم الكون لتشكل معلماً واحداً فقط.. معلم الحب.. وبعدها سيختفي كل شيء لتجد أنك أصبحت وحدك.. لا شيء معك، حتى ذلك الشخص الذي تكاتف كل الكون ليتشكل في صورته.. ليحيل حياتك حلماً تائهاً وسط المجرة.
يقول علماء النفس أن أطول حلم يراه النائم يستمر لمدة ثلاث ثوان فقط، إن كان هذا صحيحاً فكل ما تبقى لي الآن بعد كل هذا العمر الذي قضيته كالحلم، ثلاث ثوان وتسعون ألف عمر مقسمة ما بين أحلامي وآمالي وما كنت أتمناه وأخشاه.. ما أطول مدة هذا الحب الذي لا زلت أتذوقه رغم رحيله.
وكما جاءت كالحلم رحلت معه..
كان يجب عليّ أن أتوقع ذلك، لكن قلّة خبرتي في التعامل مع الحياة وقتها جعلتني أرفض هذه النهاية ولا أصدقّها بالرغم من أنني كان من أجاب منادي الرحيل أولاً.. لأنني فضلت أن أحتفظ بذكريات حبي كما هي دون أدنى شائبة، فرحلت بكل قوتي..
لا عجب.. فهذا نحن عندما تجمعنا قلة الخبرة، جنون المراهقة وطيش الشباب!!
وتلاشت الحياة قدراً لتصبح لا شيء..
لا شيء..
هكذا يرحلون من حياتنا تاركين اللا شيء خلفهم..
إن أكثر شيء قاتل يمكن أن يحدث لك في حياتك هو لا شيء..
عندما تكون ردة الفعل لا شيء..
عندما لا يعتريك أي شيء من المشاعر ولا تظهر أمامك أي خطوط تمكنك من اتخاذ رد الفعل المناسب..
فتمسي وأنت ترى أن الأشياء الملموسة بدأت تفقد قيمتها الحسية، تصبح كلها بلون أسود لتتحد على صناعة الظلام والفراغ لجميع قائمة مشاهداتك، يصبح القلم جافاً، والجو بارداً والباب عنيداً.. ليس الباب فقط، فكل الأشياء من حولك تتحد لتصنع الشيء الذي يخالف ما تريده أنت، لكنك لا تملك سوى التسليم، فمن يقف في وجه الكون سينفى إلى عالم الفراغ والظلام.. عالم لا جاذبية فيه ولا لون لمعالمه ولا نهاية لوجوده.
حتى المشاعر التي كنت تقتاتها بصبر تفقد قيمتها المعنوية.. تتبدد لتصبح متساوية فلا تعرف صبراً ولا تحملاً ولا حنيناً إلى شيء.. يختلط الحب والجنون، وينتهي العشق والألم لتصبح أقرب إلى دمية في ركن قصي سئم طفل من ملاعبتها فأعادها إلى عالم النسيان.
الآن اكتشفت طريقة جديدة للقتل، فحين تريد أن تقتل شخصاً يعرف أنك تنوي قتله، لا تفعل شيئاً.. أتركه لـ(اللاشيء) .. ثم تمتع بمشاهدته وهي يذوب في عالم النسيان!!
أصبحت أحيا بعدها بلا مشاعر.. بقيت لفترة لا أستخدم أي تقنية محتملة ، وسافرت.. كأن الأرض كانت تتنفس باسمها، غيرت كل ما يمكن أن يذكرني بها، نسيت كيف كانت حياتي قبل أن أتعرف إليها.

*****

ويهرب الإنسان دوماً.. من قدرٍ لن يصيبه إلى قدرٍ سيصيبه!!
رغم يقينه وإيمانه بالقدر إلا أنه لا يتورع عن الهرب، مسهلاً مهمة القدر دوماً، ومثله كنت أهرب، أبتعد خوفاً من أن يقتلني كل شيء هناك، حتى الهواء الذي طالما تشاركنا استنشاقه باستمتاع.
ولم أكد أنفض رجلي من غبار تلك التجربة حتى وقعت مرة أخرى فلمعت حذائي وارتديت ملابسي وخرجت على عجل..
هنا في الهند لن يعرفني أحد، أقصد.. سيعرفني كل أحد!!

يتبع ..

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية