لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-13, 01:38 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218737
المشاركات: 1,290
الجنس أنثى
معدل التقييم: قرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 950

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قرة عين امي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاول مرة اقراء لرجل لعتقادي القاصر ان الروايات باقلام انثوية مليئة بالمشاعر والغموض المحبب الى قلوب القارائات لكنك اخي غيرت اعتقادي الظالم بحقكم لاجدني استمتع بما خطت يمناك من تالق وابداع من بداية الرواية
اجتذبني العنوان بشدة اردت القاء نظرة سريعة على المحتوى ولم اشعر بنفسي وانا التهم الحروف الندية والكلمات الجميلة بنهم وحب شديد الا عند توقف نبع قلمك على كلمة يتبع
في شوق عارم لمعرفة اسرارك الخفية خلف الرقم 13 وحياة قصي مع النساء
في اعتقادي ان قصي سينتقل بحياته من امراءة الى اخرى دون ان يستقر مع احداهن
في انتظار جمال حرفك وغموض رقمك

 
 

 

عرض البوم صور قرة عين امي   رد مع اقتباس
قديم 22-09-13, 05:21 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

الأستاذه فهاوه/

لن أنسى أبداً أنكِ كنت صاحبة أول إطلالة على روايتي هنا :)

****

أستاذتنا رباب/

كثير على مثلي هذا المديح والثناء.. أنا من سعدت بالتواجد معكم والكتابة هنا..

أما بالنسبة لقصي المسكين ونيتك السوداء.. فحرام أتركيه، حرام نكون أنا وإنتي والزمن عليه:)

خالص ودي واحترامي لحرفك..

****

أستاذة/ براعم

وعليكم السلام ورحمة الله..

أهلاً بك..

لا زلت صغيراً جدً على أن تكون لي تجارب سابقة :)

أما سر الرقم 13 ستعرفينه قريباً..

شكراً لتواجدك

****

الأستاذة/ قرة عين أمي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سعيد جداً بتواجدك، وسعيد أكثر لعاطفتك تجاه ما أكتب..

كوني بالقرب..

في حفظ المولى :)

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
قديم 23-09-13, 03:31 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

-3-

استقبلني العم (موجود) في جناحه تلك الليلة، قال مرحّباً:
- أهلاً.. قصي.. كيف حالك؟
- الحمد لله.
- أرى على وجهك علامات الضيق.. يبدو أن الهند لم تعجبك ؟
- لا.. إنها رائعة.
اتجه لمشربه الصغير في زاوية الجناح وهو يضحك، قال:
- عندما نقترب من الأشياء التي كنا نحلم بها أكثر من اللازم، نكتشف أنها ليست سوى أشياء عادية غالباً.
حاولت التهرب من أسئلته بأن أقوم بدوره في إلقاء الأسئلة، قلت له وأنا أقلب نظري في غرفة المعيشة علّها تشي لي بشيء من ماضيه القديم:
- لماذا اخترت أن تكون بحاراً يا عم موجود؟
- تلك قصة قديمة جداً يا قصي.. قديمة جداً..
فتح زجاجته وجلس على كرسيه المتحرك، ثم راح يحدثني عن ذكرياته وهو ينظر إلى السقف ويهدهد نفسه بمرح طفل صغير:
- ولدتُ في قرية نائية تطل على البحر في الجنوب، كنت مثار السخرية في طفولتي بين أقراني لزيادة وزني وعدم قدرتي على الحركة بشكل سريع فأصبحت أتجنبهم، وعشقت الجلوس وحيداً على سقف بيتنا أراقب دخان السفن التجارية صباحاً وأضوائها ليلاً.. أحببت البحر، السفر والترحال لأراضٍ بعيدة، تمنيت أن أصبح بحاراً أجوب العالم على متن سفينة تنقل البضائع والمسافرين من الشرق إلى الغرب.. تخيلت وجوهاً بملامح عربية وأفريقية ومعالم دولٍ أسمع عنها في مذياع أمي الصغير الذي تضعه بجانبها دائماً.
لكن والدي المزارع - الذي جاء نازحاً من الشرق أثناء الحرب الطائفية التي تبعت استقلال الهند عن بريطانيا - كان يكره هذه الأمنية ويمقتها، لأنه يرى أن الرجل لا تساوي قيمته شيئاً دون أرض يملكها وتملكه.. كان رجلاً شديد الارتباط بأرضه وماشيته.
ولحدته وغلاظة طبعه لم أجرؤ يوماً على الوقوف في وجهه عوضاً عن مناقشته وعرض ما يدور بداخلي أمامه، تركت تلك المهمة للوقت، وكلما جلست أمام المحيط سألته أن يقنع أبي في العدول عن رأيه لأستطيع تحقيق أمنيتي ؟؟
وكما تتبخر أحلام الصغر سريعاً فقد تبخر ذلك الحلم حين رأيتها وأنا أمارس عادتي اليومية في مراقبة السفن تقف بالقرب من منزلنا في المساء، تبكي وتتلفت يمنة ويسرة فاقتربت منها وأخبرتني أنها جاءت مع أهلها لتزور قريباً لهم في قريتنا وتقيم عنده لكنها ضلت الطريق.
قام من مكانه بتثاقل يطوح بجسمه الممتلئ يمنة ويسرة حتى اتكأ على النافذة، قال وهو ينظر من خلالها كأنه يصف شيئاً متألقاً في السماء:
- سمراء واسعة العينين، طويلة الشعر، مهما حاولت جاهداً أن أصفها لك يا قصي فلن أستطيع، بعض الأشياء يأتي جمالها في صعوبة وصفها وعدم احتمالية حدوث ما يشبهها، كحديث السماء حين تسقط مطراً على البحر صانعة بينها وبينه سلماً خفياً إليها.. هل شاهدت ذلك يوماً يا قصي؟؟
لم أجب فعاد إلى مقعد كان بجانبي وشد على يدي بقوة:
- أحببتها بحجم البحر بل أكثر من ذلك، ومنذ تلك الليلة التي ساعدتها فيها للوصول إلى منزلها تغيرت حياتي، كنت صغيراً جداً لا أملك القدرة على التعبير عما يدور في داخلي ولا أملك الحق في شرح ما حصل لوالدي حين رآني أقبلها القبلة الأولى في حياتي.
رأيت في عينيها وأبي يسحبني إلى البيت دموعاً تبلل خدّها وابتسامة تغمر محياها، مدت يدها إليّ دون أن تتحدث حتى غبت عن نظرها تماماً، قيدني والدي تلك الليلة في حجرتي وضربني.. ضربني كثيراً.. قال أنها ليست على ديننا.. وأن مجرد الحديث معها سيجلب لنا كثيراً من المتاعب، بكيت كثيراً دون أن أعي ما يقول..
كان أكثر ما جرحني هو أنه ضربني أمام الناس فلم أعد أقوى على الخروج أمامهم.. إن..
ولأول مرة أقاطعه وأتحدث، تمنيت أن يلهمني هذا العجوز الثمل شيئاً من تجاربه، أردت أن أعرف هل حقق حلمه بالارتباط منها بعد ذلك، قلت بتوجس:
- وهل قابلتها بعد تلك المرة؟ أم أنها كانت الأخيرة؟
تنهد قليلاً أغرق عقله وثوبه بكأسه، ثم عاد بنظرة إلى السقف ولمعة تغطي عينيه:
- الأخيرة.. نعم.. لازال مشهدها الأخير يتكرر في رأسي لدرجة أنني كلما رأيت أنثى تبتسم، أنظر إلى عينيها مباشرة لأبحث عن تلك الدموع التي اعتقدت أنها فطرة تصاحب ابتساماتهن.. لكني لا أجدها..
بدأ يختل توازن كلماته وبدا حديثه أقرب إلى الهمس:
- علمت أنني لن أستطيع الحصول عليها وأنا أعيش مع ذلك المزارع المقيت، رغم محاولات أمي الكثيرة لتهدئتي وإسباغ الحنان علي إلا أنني هربت.. خبأت الخبز في كم ثوبي ثم تسللت إلى أحد السفن في جنح الظلام وخبأت جسدي الصغير داخل صندوق خشبي يرقد في المستودع ولم يشعر بي أحد..
حاول الوقوف عن مقعده لكنه بدأ في الضحك بهستيريا حتى وقع على الأرض فلحقت به لأرفعه بثقله عن الأرض وأحاول إجلاسه على المقعد ولم تلتقط أذني سوى كلمات قام يرددها بالعربية ( لم أعد.. غبي.. لم أعد.. أمي أين أنتِ..)
غاص جسمه في المقعد دون أدنى مقاومة، في البداية حاولت الاتصال بالاستقبال.. توقعت أن مكروهاً ألم به، لكنني سمعت شخيره المنتظم يعزف سمفونية الغائبين، فغطيته بملائة كانت على سرير في أحد الغرف وخرجت دون أن أطفئ النور.. أردته أن يواجه قدره بقسوة.. أن يحقق أحلامه في النور.
لم أنم طوال تلك الليلة.. رأيت فيما يرى المستيقظ بين الوعي والجنون أنني كهل يقف على حافة رصيف يستجدي المارة أن يتحدثوا معه، لا أريد أن أموت غريباً وحيداً هارباً في بلد لا أعرف فيه أحد، كان مجرد تخيل ذلك يزيد من تسارع دقات قلبي ويجعلني أتنفس بصعوبة شديدة حتى أشعر أن الأكسجين لم يعد يستطيع أن يغذي جسدي فأفقد السيطرة على أطرافي وأشعر ببرد شديد قاتل.. فقررت التوقف عن الهرب..
وقبل أن يستيقظ (عم موجود) من نومه، كنت أحمل شنطة ذكرياتي عائداً إلى أرض الوطن، لا أريد أن أموت هرباً، وبقدر ما أحببت عم موجود لا أريد أن أكون مثله أبداً!!
وكما لم يعارض والدي سفري إلى الهند فجأة دون سابق إنذار، لم يناقشني أبداً في اختياري الانتقال إلى أي مدينة أخرى من المدن الممتدة بعرض الوطن،، ربما أعتقد أنني سأعود سريعاً كما عدت من الهند، كان آخر ما قاله لي حين أخبرته برغبتي:
- لو كانت والدتك على قيد الحياة الآن، لتغيرت كثيراً من الأمور في حياتك وحياتي.. حياتنا..
لم أجد إجابة أطبعها على لساني فآثرت الصمت.. أمي.. ولماذا أمي.. لم كل هذه النقاط المبهمة التي يتركها والدي؟؟ هل أراد أن أحب والدتي أكثر؟؟ لما لا يقوم هو بما كان يجب عليها القيام به طالما أنها ليست موجوده؟؟
دقيقة من فضلك.. وماذا تعني أمي؟؟
عادة ما أقوم بإعادة الكلمات التي لا أشعر بمعناها الحسي إلى حروفها الأصلية، ثم أقوم بتحليل كل حرف على حدة، علّني أستطيع الحصول على مفاتيح ترشدني إلى ضالّتي.
الأم ألف أُلفة وميم محبة كما يقول العم (موجود).. لا.. إنها ألف اشتياق وميم مودة، كما شعرت بذلك في حديث ربى عندما قالت أن في صوتي شيئاً يشبه صوت أمّها..
ترى كيف حالك الآن يا ربى؟ هل آلمك غيابي المفاجئ أم أنك وجدت شخصاً آخر يجيد القيام بدور مهدئ للغربة؟؟بعيداً عن كل ما حدث بيننا فأنا أحسدك على صوت أمك الرخيم واهتمامها الحنون.. فكلما قلبت حروفي وجدتها ألف اغتراب وميم معاناة..
وانتظرت كثيراً حتى تذكرت شيئاً أذكر أنني كنته سابقاً، رحت أتجول في ذاكرتي بحثاً عن أي شيء ينقذني من شر نفسي وهلوساتها، فوجدتني أنظر إلى المرآة في مدينة أخرى، وكما قال جدي، كل الأشخاص الذين يكسبون قوتهم بيدهم لا يبالون إن أقاموا أو رحلوا.. عملتُ في شركة لصيانة الحواسيب والتقيت (باسل) صديق دراسة قديم كانت تربطني به علاقة وثيقة، كان يمثل الضمير المستتر بالنسبة لي عندما أخطئ.. خاصة في الأيام التي تلت عودتي إلى أرض الوطن.. أرض الذكريات، لأنني لم أكن منعدم الضمير فحسب، بل كنت لا شيء.
كنا نجتمع في المساء لنتحدث، في الواقع لم نكن نتحدث، كان (باسل) يتحدث وأنا أستمع فقط لحديثه الممتع وتجاربه ومعتقداته وانتمائاته الفكرية وتحليلاته السياسية، كنت أشعر أنني لا أملك سوى تجربة واحدة، فاشلة يتيمة، أودت بي إلى هنا.
من سور الصّين العظيم حدثني عن الشيوعية والاشتراكية، وقرب برج إيفل، أخبرني كيف استطاع الألمان أن يسقطوا فرنسا في ثلاثة أسابيع، حدثني عن أدغال أفريقيا ومقاطعات الشرق البعيد ساعدني على تجاوز محنتي دون أن يعلم، فاكتشفت أن هناك أموراً أكثر إثارة من الحب، إنها الحياة.
بالرغم من أنها زائلة إلا أنها تمكنك من اختيار قراراتك فيها أو معها، تصبح تحت طوعك إذا استطعت موازنتها وقيادتها بالشكل الصحيح، فقمت أمارس التجربة تلو التجربة.
ولأن تجارب الصغر تؤثر فينا طويلاً، فقد ظلت تجربتي القديمة ترافقني أينما رحلت، فرحت أبحث في كل وجوه النساء عن ملامحها.. لكن ذلك لم يزدني سوى خيبات متكررة تتساقط على رأسي.

****

كان (لباسل) فضل كبير - بعد الله - في حصولي على أشياء كثيرة منها هذه الوظيفة، كان عملي بسيطاً يتطلب مني تجميع البلاغات من موظف شركتنا ومن ثم الذهاب إلى عنوان الشركة التي يجب أن أصلح جهاز أحد منسوبيها، عادة ما تكون هذه الأخطاء ناتجة عن سوء استخدام للحواسيب، ولأن الأخطاء كانت تكرر جداً فقد طلب مني مديري أن أكون مسئولاً عن ثلاث شركات فقط، شركتين للمقاولات وشركة مرموقة للأعمال الحرة بينما يقوم بقية زملائي بالتوزع على باقي الشركات حسب تقسيم المناطق.
عملي الجميل ساعدني على عقد بعض الصداقات الجميلة مع بعض الموظفين هنا وهناك، لكن موظفي شركة الأعمال الحرة كانوا لا يميلون إلى الابتسامة أو عقد الصداقات، دلفت إلى مبناهم ذات صباح بعد أن تلقيت بلاغاً عن عطل فني في أحد مكاتبها، كان في المكتب ثلاث موظفين يتحدثون عن مباراة ليلة البارحة، وفجأة قطع صمتهم صوت أنثوي يصدر من أحد أجهزة الهاتف:
- أستاذ عبد الرحمن..
فزّ أحدهم ليجيب مباشرة بارتباك كأنه طفل صغير:
- نعم..
وبكل برود تابع الصوت الأنثوي:
- تعال إلى مكتبي رجاء.. لا تتأخر..
خرج الموظف على عجل فيما ضحك البقية، قال أحدهم:
- ستقتله بكل تأكيد.
- لن يجسر على الوقوف أمامها.
قال أحدهم، وكان في طرف الغرفة تنم ملامحه عن مكر وكبر شديد:
- بل على العكس.. سيكون وجهاً لوجه.. مع أجمل وأصغر مديرة في الشركة، بودي لو بدأت صباحي يومياً بوجهها الصبوح.
- لن يستطيع ذلك المغفل الحديث أمامها.
أكملت عملي دون أن أتدخل في حديثهم ثم طلبت من الموظف أن يوقع على فاتورة الاستلام المذيلة باسمي ورقم هاتفي، ضحكت في السيارة كثيراً وأنا أسأل نفسي.. هل هناك حقاً امرأة يخافها الرجال ويجدونها جميلة في الوقت ذاته؟؟
جاءني الرد صباحاً حين وجدت نفسي وجهاً لوجه مع مديرة شئون الموظفين، قادتني سكرتيرتها إلى مكتبها، نقرت على الباب ثم فتحته قائلة:
- موظف الصيانة.
دخلت المكتب دون أن أنظر إليها مباشرة، بل نظرت إلى الأوراق الصفراء التي علقتها فوجدتها قد كتبت في أحدها (معرض الكتاب) فخمنت أنها قد تزوره مساء اليوم بعد أن جعلته ضمن خططها المسبقة، لم أكن ألوي على شيء لولا أنها بدت كبدر مكتمل في كبد السماء.
لم أبدِ أي إعجاب ولم أبتسم لها محاولاً التقرب منها، كنت أعلم أن ذلك يعني أن أضاف إلى قائمة المعجبين الصامتين، وأنا لا أفضل أبداً أن أكون ضعيفاً.
كانت تعلم مسبقاً بدخولي فبدأت مباشرة في عملي، قطعت التيار عن جهاز الطابعة دون أن أتحدث إليها، ورأيت علامات التعجب على وجهها لكنني أهملتها تماماً.
قالت موضحة:
- قمت بفصل جهاز الطابعة لأضع شاحن الهاتف، وعندما أعدته لم يعد جهاز الطابعة يعمل.
لم أجبها، فتنحت جانباً وجلست على أحد الكراسي في الجهة المقابلة لي وهي تحاول أن تتفحصني وأنا أوهمها بعدم اهتمامي بها. لم تكن تعلم أنني أنظر إليها من خلال انعكاس صورتها على شاشة الكمبيوتر.
الأشياء المنعكسة عادة ما تعطي انطباعاً أوضح، خاصة عندما لا تستطيع النظر إليها مباشرة، كالشمس مثلاً، يزداد انبهارك بها عندما ترى انعكاسها على صفحة الماء أو أشعتها تنفذ من فتحة في الباب.
من جلستها المنزوية والمتفحصة أدركت أنها تعاني مشكلة ما مع الرجال، لكنني كنت مختلفا عنهم، فهم عادة ما يحاولون جذب انتباهها فيما أقوم أنا الآن بتجاهلها تماماً.
لم أحاول التقرب والتزلف منها، فأنا على موعد معها مساء اليوم في معرض الكتاب، صحيح أننا لم نتفق بعد، لكننا سنلتقي هناك في الثامنة على الأغلب، إذا افترضنا أنها ستخرج من عملها في السادسة مساءاً متجهة إلى منزلها استعداداً للقائي المفترض ثم إلى المعرض، ستكون هناك في الثامنة إذا افترضنا أن معرض الكتاب يبعد عن مقر شركتهم ساعة ونصف تقريباً.. ونصف ساعة سأقوم أنا بانتظارها ريثما تغير ملابسها في منزلهم.. لكنني كنت هناك من السابعة والنصف تحسباً لأي خطأ لم أحسب حسابه.
أوقفت سيارتي قبل مدخل المواقف بقليل، أتفحص في وجوه الداخلين إلى المعرض وأين يوقفون سياراتهم، حضورها مع والدها منحني الثقة في أمرين، ليس لديها صديقات يشاركنها نفس اهتماماتها، كما أنها تفضل القوة والصرامة في التعامل، وستحضى بوقت أكبر للمطالعة إن كانت مع والدها.
أوقفت سيارتي ملاصقة لسيارتهم من جهة اليسار، حتى لا يستطيع والدها الدخول قبل أن أزيح سيارتي وانتظرت لخمس دقائق دخلت المعرض بعدها.
كانت تتمتع بجاذبية تشبه جاذبية الكتب بالنسبة لي، وقوام يتسابق شعراء العصر الجاهلي في وصفه، كانت تجاري في الحسن مثيلاتها في كتب الألف ليلة وليلة..!!
مشيت خلفها لأرى كيف يكون تعاملها مع الرجال، ثم استغليت وقوفها في أحد المعارض أمام كتب إدارة الوقت لأقترب منها أكثر، تجاوزتها ومنحتها ظهري وقمت أقلب في كتب التاريخ.
بدا لي أنها تمتلك من الكيمياء والاهتمامات ما يمكن تقسيمه على خمس فتيات في وقت واحد دون أن تقصر كل فتاة في جانب من جوانب الفتاة الأخرى، انتظرت حتى تيقنت أنها أخذت ما تريد وقبل أن تتوجه إلى البائع توجهت أنا إليه، لنلتقي مصادفة هناك أيضاً، فمن العيب أن نأتي إلى هنا مصادفة ثم نتوقف على بعد متر من بعضنا مصادفة ثم نخرج دون أن نتحدث!!
شعرت بها تقف خلفي إلى اليمين فاصطنعت النظر إلى بعض الكتب، ثم سقط نظري عليها فزويت ما بين حاجبي، افتعلت أنني أحاول أن أتذكرها ثم قلت:
- أهلاً أستاذه.. وصـ.. عفواً خصال..
ابتسمت بثقة:
- مرحباً أستاذ.
قلت:
- أرجو أنكِ لا زلت تذكريني، لا أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي بلقائك، كنت سأحاول الاتصال بكِ في جميع الأحوال أو المرور بشركتكم صباح السبت، لكن لقائكِ وفّر علي الكثير من الإحراجات والمتاعب.
قالت محاولة أن تخفي جميع مشاعرها:
- لمَ؟
تابعت بنفس طريقتي:
- لقد نسيت محفظتي بجميع محتوياتها في مكتبكِ عصر اليوم، لم أكتشف ذلك إلا حين وقفت أمام المحطة لأملأ سيارتي بالوقود، والحمد لله أن عامل المحطة يعرفني وإلا لكنت الآن في مشهدٍ آخر.
في بداية حديثي شعرت أن عصافير قلبها بدأت في التغريد، رغم أنها حاولت جاهدة إخفاء ذلك لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها، التي اختفت فعلاً عندما علمت أنني سعيد بلقائها ليس لشخصها وإنما لأستطيع الحصول على أغراضي الشخصية، ثم ابتسمت مرة أخرى عندما علمت أنني وضعت في موقف محرج نتيجة لنسيان محفظتي في مكتبها.
ما حدث بعد ذلك في مواقف السيارات بيني وبين والدها كان كفيلاً بأن لا تنساني أبداً.. وفي صبيحة يوم السبت كنت أقف أمام سكرتيرتها القصيرة، قلت:
أريد أن أرى الآنسة خصال.. هل هي موجودة؟!
نظرت إلى وجهي محاولة الاستفسار عن هويتي فقلت:
- أنا قصي.. نسيت محفظتي في مكتبها نهاية الأسبوع الفائت.. فأخبرتني أن أحضر اليوم لاستلامها.
قالت بعدم اهتمام:
- لا يمكنها مقابلتك الآن، أخبرتني أنها ليست مستعدة للقاء أحد..
قلت:
- أنا لم آتي للقائها، أطلبي منها محفظة نقودي فقط، لست مسئولاً عن مزاجها اليوم ولا يخصني في شيء.
كان من الواضح أنني غاضب ولن أتنازل أبداً، أطل أحد الموظفين برأسه من المكتب المجاور عندما سمع صوتي و دخلت الفتاة إلى مكتب مديرتها التي يبدو أنها سمعت، حتى أنها سبقت سكرتيرتها في الخروج من المكتب.
سألت الموظف:
- ما الأمر؟؟ هل فقدت شيئاً؟؟
وقبل أن يجيب جاءه الأمر الصارم من أستاذه خصال:
- أستاذ مروان.. عد إلى مكتبك..
ما أن نظرت إليها حتى قذفت المحفظة في وجهي، قالت:
- يا لوقاحتك.. هل تعتقد أنني سأسرق منها شيئاً؟؟ تصرخ كأنك المالك هنا؟؟ أنت حقير!!..


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
قديم 23-09-13, 11:42 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 229283
المشاركات: 7,565
الجنس أنثى
معدل التقييم: براعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6201

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
براعم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافيه اخوي

قمة اﻻبداع ...... مو سهل قصي والله بيطلع منه عامل فيها وﻻ على باله ﻻ وواثق كمان امممم

اسلوب مميز متمكن وقلم مثقف ربي يحميك

شخصية البطل بدات بالوضوح اكثر ..... يخفي الكثير

شكرا

 
 

 

عرض البوم صور براعم   رد مع اقتباس
قديم 24-09-13, 06:25 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218737
المشاركات: 1,290
الجنس أنثى
معدل التقييم: قرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 950

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قرة عين امي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

مساء الاقلام المبدعة والحروف المزخرفة
ماشاء الله عليك استاذ احمد قلمك رائع ومبدع واسلوبك جديد غير تقليدي يجعلني في شوق عارم للقادم
والله وطلع قصي ماهو سهل وحاسبها بالدقيقة وتخطيط دقيق من غير ثغور
الله يعطيك العافية وفي انتظارك

 
 

 

عرض البوم صور قرة عين امي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية