لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-13, 09:28 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

السلام عليكم ..

شكرا لجميع المتابعين

تقريباً موعد نزولها هو مساءكل جمعه وشاكر لكم دعمكم جميعاً

وألف شكر لكل طاقم الإداره :)

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
قديم 25-11-13, 06:52 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 261481
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: همسة حياااة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همسة حياااة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

الى الامام بارك الله فيك

 
 

 

عرض البوم صور همسة حياااة   رد مع اقتباس
قديم 25-11-13, 08:48 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259832
المشاركات: 746
الجنس أنثى
معدل التقييم: عشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييمعشـق القــمر عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1785

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عشـق القــمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

ياااعاااالم ممكن تفهمووني قصي هذا وشو سالفته..انا تعقد منه صراحه..هههههه
مع ان الروايه جميله جدا جدا جدا..لكن اظن اني راح اطالب بتحليل شخصية قصي. !!
ممكن يحب سمر في النهايه او يمكن تالا او يمكن يصل لرقم 13في العلاقات العابره ممكن..؟؟!!
أنا محتآره جدا..مع اني يمكن اقدم فيه بلااغ لانو ماعم بيحترم العنصر النسائي ابدا..هههه..شكرا كثير..ومتحمسه الفصل القادم..وشكرا..اختكم عشق..

 
 

 

عرض البوم صور عشـق القــمر   رد مع اقتباس
قديم 25-11-13, 10:03 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 229283
المشاركات: 7,565
الجنس أنثى
معدل التقييم: براعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسيبراعم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6201

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
براعم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 
دعوه لزيارة موضوعي

اعتقد ان قصي يخبرنا من خلال علاقاته وتجاربه انه على معرفة بالنساء

ويعرف تفكيرهاا وكيفية التعامل معها >>>> نرى ذلك من خلال خططه والتي للاسف ناجحه

شخصيه ذكيه جدا نعترف ياقصي انك اجدت فهم المراه للان وهذا ماجعل من الروايه ملفته للانتبها وخصوصا لدينا نحن النساء

السر برقم 13 هل اقتربنا من النهايه ؟؟؟؟ اذا كان عدد الفصول هي 13 ؟؟

ام في عدد التجارب وانواع مامر به هن 13 ؟؟؟ اذا كان الجواب نعم >>> هل سيقع تحت تاثير سمر ؟

سمر التي تفوقه ذكاء ولديها القدره على تحليل شخصيته ؟ وباعترافها الاخير هل تبقى العلاقه مجرد صداقة ؟ لا اغتقد

ممكن الرجل يخاف الارتباط بامراة اذكى منه ؟

شكرا لك ولابداعك المميز

 
 

 

عرض البوم صور براعم   رد مع اقتباس
قديم 29-11-13, 07:50 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258684
المشاركات: 28
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ahmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاطAhmad Rufai عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 121

االدولة
البلدKenya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ahmad Rufai غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Ahmad Rufai المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية 13

 

-12-


وفتاة هائمة بك..
لا تتخيلها رجاءاً.. افتح عينيك ..
إنها أنا..
للحظة شعرت أنني أريد فتح عيني لاكتشف أنهما كانتا مفتوحتين مسبقاً، فنظرت إلى سمر وعيني ترجوها قائلة: أرجوك.. تراجعي عن قرارك يا سمر.. وأعدك بأنني سأتصرف كأنني لم أسمع شيئاً، قلت ضاحكاً:
- هل تصدقين أنني شعرت أن عيني كانتا مغلقتين فعلاً.. بالرغم من أنني أكاد أجزم أنني رأيت كل ما قمت بوصفه لتوك..
أدركت سمر حينها أنني تجاهلت آخر حروفها، فقالت بحسرة وهي تمسح بيدها دمعة طفرت من عينيها:
- أتعلم يا قصي.. لا أعرف رجلاً يستطيع تخيل كل هذا في وقت واحد ليكوّن صورة جميلة كما تفعل أنت..
لماذا يا سمر.. أنا لست جيداً في إنتاج الحب وتغليفه في علب لا تنتهي صلاحيتها كما يفعل الآخرون، فعادة ما تتلف منتجاتي من الحب وتصبح غير قابلة للاستخدام قبل أوانها، لقد تركت قلبي منذ زمن في مكان ما ونسيته هناك ولا أعرف طريق العودة إليه الآن..
لو كنت أملك قلباً ينبض لما تركت ربى غارقة في الغربة دون أن أودعها.. لما رأيت الحب في عيني خصال وهي تحاول أن تمنحني كل شيء ثم أهملها.. أعترف بأنني لم أحاول أن أحبهما لأنني لم أرد ذلك كما لم أطلب منهما أن يحبنني..
ثم ما بال النساء لا يجدن اللعبة التي منحتهن الحياة إياها، ألم تقسم الحياة بيننا وبينهن فأعطتهن الفتنة والإغواء وأعطتنا المحن والحروب!!
كنت قد منحتها ظهري عندما بدأت الحديث، لكنني الآن لا أجد مجالاً للهرب فاختلست النظر إليها بعد لحظات لأني توقعت أنها رحلت حين لم أشعر بها - أو هكذا منيت نفسي- فوجدتها تمسح دموعها وتخبئ وجهها بكلتي يديها، وحالما شعرت أنني أنظر إليها رفعت عينيها لتلتقي بعيني لثوانٍ شعرت أنها دهراً كاملاً، كانت كأنها تنظر لي للمرة الأولى منذ التقينا، أو كأنها نظرة الشخص المتسائل.. لم أنت هنا؟!
آه يا (سمر) لو تعلمين أنك الأنثى الوحيدة التي استطاعت أن تنسج لي الحلم بخيط الحقيقة.. أنتِ بالنسبة لي علم.. أقصد أنك شيء مقدس جداً، وسأشعر بحقارتي إن قمت برفع القداسة عنك.. صدقيني..
ابتلعت ريقي وفتحت فمي أحاول أن أتكلم.. أن أشرح لها قداستها في نفسي، أعلم أنني لن أستطع مهما فعلت.. فرحت أهذي بكلام غير مفهوم، قلت:
- أريدك أزلية يا سمر.. لا أريد أن تكوني واهمة بالحب.. السيطرة.. الخلود.. هذه كلها أوهام العاجزين الذين لا يريدون الاعتراف بعجزهم وأنهم بشر مصيرون إلى الفناء.. ومهما حاولوا فلابد أن يصلوا إلى النهاية..
الحب كالدول يا (سمر) يبدأ صغيراً في نفسه كبيراً في قلوب أصحابه ثم ينمو ويكبر ليصبح كبيراً في قدرته كبيراً في قلوب أصحابه.. ثم يصير إلى الزوال عندما يصبح أكبر من قلوب أصحابه فيموتون متأثرين بتضخمه..
كنت قد وصلت إلى حافة الشعور بأني سأفقدها فرحت أحاول أن أشرح لها ما بداخلي دون جدوى وأنا أحرك يدي موضحاً كل انفعالاتي لدرجة أنني أصبحت لا أعي ما أقول، قلت:
- الحب يستنزفنا يا سمر.. يستنزفنا لأننا يجب أن نبقى في حالة حرب مستمرة مع شخص يفترض أننا نحبه حتى لا نقلل من وتيرة هذا الحب.. أنت أكبر من هذه الترهات .. أكبر من هذه الترهات بكثير..
في الحب يا سمر.. دائماً ما تأتي النساء على صورة مدينة.. ويأتي الرجال على صورة وطن.. فإذا سقطت المدينة مات الوطن..
وأنا لا أريد أن أموت..
لا أريد لهذه الصورة الجميلة أن تنتهي.. لا أريد أن أصحو يوماً لأجد نفسي وحيداً هارباً من ذكرياتك في بلد لا أعرفه..
شعرت أنها لم تفهم شيئاً مما أقول فرحت أحاول أن يبدو كلامي واضحاً، قلت:
- هل تعلمين أن..
قاطعتني بهدوء:
- لا أريد أن أعلم.. أريدك أنت يا قصي.. أريدك أنت..
أنا مؤمنة بك وبقدراتك، إيماناً يتجاوز كل درجات التسليم.. ويمنعني من التراجع ..
وتأكد أنه ليس تسليماً بواقع ولا استسلاماً لمشاعر..
ابتلعت ريقها ثم عادت للحديث وبدأ صوتها يعلو من بين بكائها، قالت:
- لا أريد أن أعرف.. هل تعلم لماذا؟؟ لأن الإيمان مصدره الثقة وليست المعرفة، فالمعرفة تولد عدم الثقة في أكثر الأحيان.. وأنا لا أريد أن أعرف..
اقتربت مني وهي تحاول أن تقنعني، قالت:
- أحلامنا الصغيرة، لا تحتاج إلى طاقة خرافية بقدر ما تحتاج إلى إيمان كبير.. وأنا على يقين بأنني سأمتلكه معك..
للحظة شعرت أنني لن أستطيع الصمود أمامها.. وأنني سأجثو على ركبتي لأخبرها أنني أحبها كما تحبني، لكن ما حدث مع خصال جعلني أعيد التفكير كثيراً، ولن أسمح لنفسي بتكراره مرة أخرى مع امرأة أعلم يقيناً أنني لا أحبها..
رأيت سيارة سائقها تقترب فقلت:
- سأكون سعيداً جداً عندما أجد رسالة منك صباح الغد تقولين فيها كعادتك: أتمنى لك يوماً جميلاً يا صديقي..
لم أمنحها فرصة لأي شيء واتجهت نحو سيارتي مباشرة.
ولأول مرة منذ عرفت (سمر)، ها أنا أستلقي على فراشي دون أن تكون هي آخر من أتحدث معه، خيل لي أنني سمعت صوت (باسل) يتحرك في المطبخ ويسقط شيئاً فقمت لرؤيته، عندما دخلت إلى المطبخ كان يجمع قطع الزجاج المنثورة على الأرض، قال لي باسماً:
- ألا زلت مستيقظاً؟
اتكأت بجسدي على خزانة الصحون دون أن أجيبه، قال بخبث:
- يبدو أن صاحبة العطر بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيرك.. هل هي جميلة إلى هذا الحد؟؟
رفعت حاجبي إلى الأعلى ثم أخذت نفساً طويلاً وزفرته بهدوء، فتحرك ناحية سلة المهملات وهو يقول:
- الحب.. الحب.. أعتقد أنه العمود الأهم لخيمة الحياة الزائلة.. إذا استطعت أن تراه جميلاً فسترى جميع أحلامك تتمحور حوله، وإن لم تستطع أن ترى ذلك فإنك ستعتقد أنه العقبة التي تقف في منتصف الطريق دائماً بينك وبين أحلامك.. أنت من يقرر كيف تريد أن تراه..
اقترب مني ووضع يده أمام أنفه بحركة مسرحية، قال:
- لا زلت أشم رائحة عطرها في يدي.. أعتقد أنها تشعر بالوحدة.. فرائحة العطر نفاذة جداً.. وأعتقد أن هذا يبدو جيداً حتى الآن.. أهم ما في الأمر هو أن تبني علاقة متينة مبنية على أساس سليم لتستمر لآخر العمر..
قالها ثم أتبع حديثه بضحكة كبيرة فشاركته بابتسامة وخرج من المطبخ وهو يغمز لي بعينيه.. فناديته:
- باسل..
التفت لي فقلت:
- وكيف ترى أنت عمود الحب في حياتك.. هل هو محور أحلامك؟؟ أم عقبة يقف بينك وبينها؟؟
اتكأ بجسمه نحو الباب وهو يقول:
- أعتقد أنه بالنسبة لي في مرحلة التحول.. فأصبح علامة لموضع أعلم الطريق إليه ولكنني لا أحتاجه كثيراً..
بدا على وجهي التفكير في حديثه، فتابع:
- أما صاحبة العطر فأنصحك ألا تتأخر عليها.. فكأني برائحة عطرها تخبرني بأنها على عجلة من أمرها.
قالها ثم اختفى وسط ظلام الردهة عائداً إلى غرفته.. وبالرغم من أنني لم أكن أتحدث معه بخصوص ما يحدث معي في يومي إلا نادراً إلا أنه كان على حق، فقد بدت (ود) على عجلة من أمرها تلك الليلة حين سحبتني من يدي وراحت تعرفني على بعض شخصيات الحفلة أمام عيني (تالا) التي كادت تموت حسرة عندما رأتني بصحبتها، ثم سحبتني إلى الخارج وقالت لي:
- هل اكتفيت؟؟ أم أن حلمك يريد الذهاب لأبعد من ذلك؟؟
تراجعت متجهاً نحو سيارتي، قلت مبتسماً:
- لا أعتقد أنه سيكتفي من أنثى تشبهك أبداً.. لكنني على ثقة أنه يتفهم موقفي الآن.. فتحقيق جميع أحلامه بهذه السرعة دائماً يجعله كثير المتطلبات..
صمتت قليلاً، ثم قالت:
- وأنا.. لدي حلم.. هل بإمكانك أن تحققه لي؟
أشرت لها بعيني علامة الموافقة، قالت:
- أريد أن أعرف لماذا أحرجت الرجل في تلك الليلة؟؟ ولماذا اخترتني من بين كل النساء لتكذب عليّ هذا المساء..
صمتت قليلاً ثم تابعت:
- وفي حال موافقتك على تحقيق حلمي فإني أريد أن أعلم لماذا وافقت على تحقيقه؟؟
ابتسمت لها واقتربت من سيارتي لأفتح لها الباب وأدعوها بعيني للركوب.. بدت واثقة من نفسها جداً وهي تقترب مني وتتجاوزني نحو مقعد الراكب، وما أن استقرت بنا السيارة على الطريق قالت:
- رغم شعوري بأنك تشبه اللعنة.. إلا أن الحديث معك جميل جداً..
ابتسمت لها، قلت:
- إن الحياة مع امرأة شيوعية لعنة أكبر.. فهي لا تبذر حتى في مشاعرها، دائمة السؤال عن أسباب كل شيء..
قاطعتني بسرعة بديهة:
- ربما لأنها لا تحب أن تعطي أمراً أكثر مما يستحق!! دعك من هذا الآن.. ألن تجيبني على أسئلتي؟
رن هاتفي ليعيدني إلى الواقع.. فهرعت إلى غرفتي بسرعة لأجيب على الهاتف ظناً مني أنها سمر، قلت:
- أهلاً..؟
لم يجبني أحد فتوقعت أنه ربما لا يستطيع سماعي، قلت:
- هل يسمعني أحد؟؟ .. صباح الخير..
لم أجد إجابة فأغلقت الهاتف ورحت أتقلب على سريري وأنا أنظر إلى السقف، ما بال الوقت هذا المساء لا يريد أن يتحرك يا سمر، ليتك تعلمين أنني لم أكف عن التفكير للحظة في ما حدث بيننا اليوم، أتمنى لو كنت أستطيع أن أغسل كل أحزانك أو أختزلها لأضعها على قائمتي التي لم تعد تكترث بزيادة المصائب، أصبحت أكره كل شيء يا سمر.. ويبدو أنني بدأت أكره نفسي..!!
بدا المساء ثقيلاً جداً وكذلك الصباح، وبالرغم من أنني أنهيت عملي إلا أنني جلست على مكتبي دون أن أتحرك.. حتى عندما خرجت من المكتب مرغماً لم تعد تغريني تلك الطرق الفرعية التي كنت أستخدمها في الوصول إلى المنزل سريعاً لأتحدث مع (سمر)، قدت سيارتي إلى البيت من الطريق الرئيسية، لأتوقف في كل إشارة علّها تأخرني قليلاً، سمعت صوت هاتفي فاختلست النظر إلى شاشته لأجد اسم (ود) يتكئ عليها بملل فرفضت أن أجيبها، ورفضت هي أن تصمت، أعادت اتصالها لمرتين فأجبتها في الثالثة على مضض.. يبدو أنني بدأت أكره كل النساء أيضاً..
حاولت أن يبدو صوتي طبيعياً قدر الإمكان، قلت:
- أهلاً (ود).. كيف حالك؟
جاءني صوتها مرهقاً جداً، قالت:
- أنا في المستشفى أجري بعض الفحوصات..
- هل أنتِ بخير؟؟
- لا تقلق.. إنه أمر روتيني..
- هل هناك أحد برفقتك؟؟
- اتصلت بصديقتي، لكنها مشغولة..
- في أي مستشفى أنتِ الآن؟
- أنا بخير.. لا تقلق..
أخذت عنوان المستشفى، كنت أعلم أنها بحاجة أحد إلى جانبها وإلا لما اتصلت فقط لتخبرني أنها هناك، وبالرغم من أنني لا أريد رؤيتها إلا أنني لم أستطع أن أعتذر عن مساعدة شخص أراد مساعدتي.
الغريب أنني عندما دخلت إلى المستشفى أصبت بحالة غريبة، فكأن وجهها مسح من ذاكرتي تماماً.. حاولت أن أتذكرها لكنني كلما أمسكت بطرف خيط رأيته ينسل من يدي ليتبدد في الظلام..
توجهت نحو موظف الاستقبال بتردد وهممت بسؤاله فشعرت بأصابع صغيرة تسحبني من ذراعي إلى الخلف، قالت ضاحكة:
- لا أعلم كم من الوقت يجب عليّ أن أمسك بيدك كطفل صغير..
التفت إليها مباشرة، قلت:
- ماذا قال الطبيب؟؟ هل أنت بخير؟
لم تجبني، اكتفت بابتسامة وقادتني من يدي إلى الخارج، كانت ملامحها تنذر بالخوف رغم محاولتها الشديدة إخفاء ذلك، لم نتحدث طوال بقائنا في السيارة، ولم أكن أعرف إلى أين سنذهب، ولم أستطع أن أطلب منها أن تدلني إلى منزلها حتى لا تشعر أنني لا أريد البقاء معها، كما أنني لا أعلم إن كانت في مزاج جيد للذهاب إلى مكان ما.. فرحت أتنقل من شارع إلى آخر وأختلس النظر إليها لأتأكد من أنها على ما يرام..
قالت بعد فترة من الصمت:
- هل تعلم يا (قصي).. أشعر أنني في الأربعين..
شعرت بمدى الإحباط الذي تعانيه (ود) في هذه اللحظة، فأحببت أن أمنحها شيئاً من الأمل:
- مثيرون جداً أصدقاء الأربعين.. فكما يمنح الأربعين الرجل الوقار في هذه المرحلة ويخط الشيب أولى حروفه على صدغه ويمنحه مظهر الرجل الحكيم، فإنه يمنح الأنثى فتنة لا تنتهي، كأنه يصقل كل مفاتنها طوال هذه السنين ليجعل منها تمثالاً صلداً لا يتغير..
إن امرأة لا تثيرك في الأربعين هي امرأة تم استهلاكها قبل أن تصل إلى هذه الفتنة.. لأن الأربعين هو أهم مرحلة انتقالية فاصلة في حياة كل شخص، وهو المفتاح لما بعده من سنين..
ابتسمت لي بامتنان أنثى في الأربعين، الأربعين في هيبته وجلاله وتجاربه.. وإثارته!!
ولكي أمنعها من التفكير بإحباط وأمنع نفسي من الكذب حركت مؤشر مذياع السيارة لينساب صوت (الست) هديراً يجتاحنا ويجرفنا بقوته وحيويته نحو الشلال.. فسقطنا وضللنا صامتين كتماثيل، لا نحاول التجديف نحو الأعلى كأننا نستمتع بالغرق، في الواقع كانت أفواهنا صامتة فقط، أما أجسادنا فقد راحت تتحدث بمنتهى القوة والحيوية كصوت (الست) وتعبر عن نفسها بانقباضات متكررة في أصابعي وعينيها، وما أن أنهت وصلتها حتى انفجرت باكية، غطت وجهها بيد واحدة وأمسكت الأخرى بالباب بقوة فأغلقت جهاز التسجيل وتوقفت جانباً.. ثم سحبت يدها ورحت أمسح عليها بهدوء.
قالت:
- الحب كالموت، قدر لا تستطيع الفرار منه، ومهما فررت منه فإنك ستصطدم به يوماً، أكثر ما يعجبني فيك يا قصي أنك تجاوزت الحب بمراحل، تستطيع الاستمتاع بكل لحظاتك كأنها الأخيرة..
قبضت على يدها ورحت أرسم دوائر صغيرة على راحتها، قلت:
- وماذا يعني الموت.. كلنا سنموت، أنا أخاف الموت كما تفعلين، لكنني أستغل كل لحظة لأحيا ما أحبه وأفعل ما أريده.. لا أريد أن ينتشلني التفكير في الموت عن الحياة.
مسحت دموعها ونظرت إلى عيني مباشرة، قالت:
- قصي.. هل تجيد الرقص؟
ابتسمت وأنا أدير محرك السيارة من جديد، قلت:
- في الواقع.. لا..
- أشعر برغبة جامحة في الرقص..
لم أجبها أكملت طريقي متجهاً نحو نفس المكان الذي جلسنا فيه سابقاً وأوقفت سيارتي على تلّة بعيدة عن الأنظار..
نزلت من السيارة ورفعت رأسي إلى السماء أستنشق الهواء، ثم أخرجت علبة السجائر من جيبي لكنني اكتشفت أن القداحة في السيارة، فالتفت نحوها لأجدها تقوم بنزع حذائها ثم ترفع صوت المذياع وتخرج من السيارة، أشارت لي فاقتربت منها بعد أن أخذت قداحتي من السيارة وأشعلت السيجارة لتشاركني هذا المشهد الذي لن أنساه ما حييت.
رفعت (ود) يديها إلى الأعلى وابتعدت لخطوتين ثم بدأت في الرقص بشكل مثير وتدور حولي وأنا في قمة دهشتي، فسحبتني من يدي وأوقفتني بجانبها تقول ضاحكة:
- هكذا.. افعل هكذا.
استغربت من قدرتها العجيبة على تجاوز المشاكل بهذه الطريقة المجنونة حقاً .. لا أعلم كم من الوقت بقيت تتمايل بطريقة هستيرية، كان جسمها يتلوى مع كل نغمة كأنها ثعبان كوبرا يحركها عازف هندي!!
ولم تنقطع ضحكتها وهي تراني أشاهدها بذهول وتعجب، حتى ألقت بجسدها على مقدمة السيارة وهي تتنفس بقوة..
اختفت ابتسامتي واقتربت منها، قلت:
- ود.. هل أنت بخير؟؟
تنهدت وهي تحاول أن تعبئ صدرها بالأوكسجين، قالت:
- لم أشعر أنني بخير في حياتي كما أفعل الآن.. أشعر أنني حرة من كل شيء..
أشعلت سيجارة أخرى وتوجهت نحو السيارة لأخفض صوت المذياع لكنني سمعت صوت ارتطامها بالأرض فحملتها مباشرة وتوجهت بها نحو المستشفى..

*****

جلست بقرب النافذة في المساء أقلب نظري بين التلفاز وشاشة الكمبيوتر، أفكر في (سمر) التي جرحها الحب، و (ود) التي جرحها عدم وجوده.. سمعت صوت جهاز (الكمبيوتر) ينبئني عن رسالة واردة.. سعدت جداً عندما وجدتها من سمر.. لا بد أنها فهمت ما أقصده.. فرحت أقرأها بكل حواسي..
"الواحدة بعد منتصف الحلم بقليل.. وخمسة وعشرون ساعة منذ فقدتك..
كنت أعتقد أن كلماتنا تسمو عندما نحب، لكنني اكتشفت اليوم أن أصدق اللحظات هي تلك التي نفقد فيها القدرة على التعبير، تنسل الحروف من بين يدي بعد أن كنت أستطيع تشكيلها بالطريقة التي أحبها، لتظهر كمنحوتة أو لوحة تشكيلية خالدة.
فاغفر لي غباء كلماتي وعجز حروفي لأنني لا أجد طريقة أبدأ فيها حديثي معك، بعد أن كنت لا أجد طريقة لإنهائها!!
الغريب أنني حتى الآن لم أستطع تحديد الوقت الذي وجدت فيه نفسي مغرمة بك، فكلما حاولت تحديد أول تصرف أجبرني على الاعتراف بذلك، اكتشف أنني أهملت موقفاً قبله كان أجمل منه، كأن الحب يريد أن يجبرني على الاعتراف بأنني أحبك منذ ولدت..!!
هل كان القلم الذي أهديتني إياه ليتلبسني كعاشق، أم كان جلوسنا معاً كل ليلة كصديقين، أم هو ذاك الشعور الذي رأيته في عيني (هند) عندما قالت أنك رجل يستحيل نسيانه، أم كان ذاك الموقف في حديقة مبنى الثقافة حين تأخر سائقي وشعرت أنك قادر على حمايتي كأب فقدته منذ زمن بعيد.
لأشعر أنني مرتبطة بك ارتباطي بالوجود..
أيقنت الآن أن أجمل الأشياء هو ما يغمرنا صدفة دون ترتيب.. ولأول مرة في حياتي أشعر أن هناك شخصاً يرتقي ليكون نصفي الآخر.. يرتقي لأن أجمع كل أحلامي الصغيرة وأنثرها أمامه كطفلة تسمح له بأن يشاركها باللعب في أحلامها.. ومشاعرها باختيارها.. لأنها على ثقة بأنه لن يخذلها يوماً.. لأنها موقنة بأن الخوف منه كالخوف من الفرح.. وأن الكون كله عاجز أن يمنحها الفرحة كما يمنحها لها..
واعذر طيشي فأنت من علمني أن الحب هو أن نتصرف كمراهقين.. أنت من شجعني على الاعتراف لك بذلك حين منحتني الإحساس بأنك مستعد للتضحية بكل شيء من أجلي فاعتقدت أنني امتلكتك يا قصي لتصبح لي وحدي.. لكنني كنت مخطئة حين حاولت أن أمتلك شيئاً كتب عليه أن يكون ملكية عامة..
افتح مسودة كتابي الذي لم أعد أريده بعد أن امتلأ برائحتك، واقرأ حروف اسمك في كل أول سطر من كلمات الإهداء، ثم احرق هذه المسودة أو احتفظ بها لنفسك لأنني لم أعد بحاجتها، لأنها تذكرني بعجزي وعدم قدرتي على امتلاك حبك..
يبدو أنني بحاجة إلى أكثر من عمر لأنسى ما حدث، ويبدو أنني لن أنسى لأني لا أريد ذلك حقاً، أنا من رضيت مختارة أن أعرف جميع الأشياء بطريقتك الباذخة في تعريف الأشياء.. هل تذكر حين أسررت لي بأنك تقوم بتجزئة كل كلمة إلى حروف ثم تعيد صياغتها من جديد؟
اليوم سأخبرك ماذا تعني بالنسبة لي يا قصي..
قلب كبير..
وصغيرة تهذي..
ويوم أخير..
أرجوك يا قصي.. بقدر قداستي التي تدعيها في نفسك.. لا تحاول الاتصال بي لأنني لا أملك ألا أن أجيبك.. وأنا لا أريد ذلك.. وتأكد أنني لست نادمة على كل لحظة قضيتها بجانبك، كل ما في الأمر أنني لا أقبل أن أمتلك جزءً منك بينما تتمتع أخرى بكل ما فيك"

*****

وقفت أمام سرير (ود) في المستشفى أنظر إلى تجاعيد وجهها والمحاليل التي التصقت بها، انتظرت طويلاً حتى فتحت عينيها وانتبهت لوجودي، قالت بصوت واهن:
- أكره الحقن، لو كنت أملك قليلاً من الطاقة لنزعتها.
ابتسمت، لم أجبها، قالت:
- أخبرني.. ماذا يفعل الإنسان عندما يصل إلى هذه المرحلة؟
أخذت مقعداً قربها وجلست لكنها لم تلتفت ناحيتي وبدأت عينيها تفيض بالدموع، قالت:
- تخيل أنني لا أستطيع حتى الالتفات إليك.
عدّت للوقوف مرة أخرى أمام سريرها، والتقت أعيننا فتحدثنا بصمت مهيب، قالت:
- لا تصمت، أخبرني.. هل أنا جميلة حقاً؟
اقتربت منها وقبلت رأسها بعد أن احتضنته بيدي، قلت:
- لا تسألي عن المسلمات.. قولي هل يستطيع الناس استيعاب كل هذا الجمال والفتنة التي أملكها؟
هل يستطيع من يراني أن يمر به يوم دون التفكير بي؟ هل يملك ألّا يفقد عقله؟ إن رجلاً يستطيع تقبيلك يا (ود)، هو بلا شك أسعد رجال العالمين.
لم تبتسم، قالت:
- اقترب.. انزع عني هذه الملاءة.
أمسكت طرف الملاءة بتردد، قالت:
- انزعها.. وارفعني.. ستكون أنت أسعد الرجال على الإطلاق..
حملتها بيدي دون أن أتحدث، قالت:
- هذا يكفي.. أعدني الآن.
عندما أعدتها إلى وضعها، كانت عينيها تلمع، صمتت طويلاً ثم قالت:
- أعلم أنك لا تحبني ولست مفتوناً بي.. لا تحاول الإنكار، إن محاولة قلب الحقيقة لن تجعلك كبيراً في عيني، بل على العكس تماماً.. سأشعر بأنك مثل أي كاذب عرفته في حياتي.. لكنني سأكذب على نفسي الآن.. وعليك أن تصدق كل كلمة أقولها.
وجهت نظرها إلى السقف وتابعت بصوت حالم وعميق جداً:
- أنت تعشقني جداً ولا تستطيع العيش من دوني.. حتى أنك الآن تقف أمامي راجياً أن أمنحك نظرة من عيني.. لكنني لن أفعل، فأنت لا تستحق ذلك.. أنت شخص عادي، ليس هناك ما يميزك أو أستطيع أن أحبك من أجله، لكنني أمنحك الآن الوقت لتفعل أي شيء يساعدني على أن أحبك..
كانت قد وصلت إلى حافة الحياة، تستجدي الحب في أصعب لحظاتها، لكنها لم ترد أن تصرح بذلك، بل أرادت أن تكون محور اهتمامي ففعلت. واقتربت منها جداً قلت:
- هل تسمحين لي أن أنزع الغطاء عنك.. أريد أن أكون أسعد الرجال هذا المساء.
- لا..
اقتربت من رأسها وجلست على ركبتي وأمسكت بيدها، قلت:
- رجاءاً.. سأكون سعيداً إن قبلت طلبي برؤيتك.
توجهت بنظرها نحو السقف، قالت:
- لست في مزاج طيب لأسمح لك بذلك.
- رجاءاً.. أرجوك سيدتي، أريد أن أمتلك في حياتي تلك اللحظة التي يخبئها كل الرجال في صدورهم ويقدسونها.
صمتت لثوان كأنها تفكر ثم قالت:
- حسناً.. سأفعل ذلك فقط لأنك رجل طيب..
رفعتها وأجلستها في حضني، قالت:
- هل صحيح يا قصي أن الرجال يخبئون بعض اللحظات في صدورهم ويقدسونها؟
- نعم..
- وكيف تكون هذه اللحظات؟؟
- تكون أقرب إلى الخيال من الحقيقة، ولا يصدقها أحد.
- وهل تملك أحداها في قلبك؟
- إنها لحظة تمثل الخلود، تزداد روعة كلما اختزلت لتصبح أقرب إلى الحلم منها إلى الواقع.. يصبح الرجل فيها مهما بلغت قوته عبداً لامرأة.
صمتت، فقبلت جبينها وأعدتها إلى سريرها، قلت:
- أخاف أن أبقى معك أكثر فلا أستطيع أن أبتعد عنك، لذلك سأحتفظ بقليل من ذاتي بعيداً عنك، فأنا كغيري من الرجال أخاف أن يسيطر حبك على كل تصرفاتي.
ابتسمت بامتنان واضح، قالت:
- هل تعلم يا قصي؟؟ قبل أن تطرق الباب بلحظات، كنت أتمنى لو استطعت الوقوف لألقي بنفسي من هذه النافذة.. أما الآن، فبودي لو استطعت الوقوف لأحلق من خلالها نحو الحياه، قصي.. هل تسمح لي أن أضع رأسي على كتفك؟؟
عندما يستطيع إنسان أن يشعرك بأن وجودك في حياته مصدر إيجابي، فإنك ستقف بجانبه مجبراً حتى آخر لحظة في عمرك، لأنه يكون حينها قد استطاع مخاطبة الإنسان في أعماقك.. استطاعت (ود) أن تسرق الكثير من اهتمامي دون أن أشعر بذلك.. أشعر وأنا بجانبها بالسعادة لكنني ما أن أعود إلى المنزل فإن كل شيء في حياتي يبدأ في مضايقتي بذكرياته، تطل (سمر) من كل النوافذ وتأتي (خصال) مع كل اتصال تتبعها (تالا) التي لا بد أنها الآن تعاني من الوحدة والقهر متأثرة بالطعنة التي سددتها لها كأفعى لا تريد أن تموت دون أن تنتقم من قاتلها.. شعرت بتفاهة تصرفي معها لأنها في النهاية أنثى ولا تستحق ما حصل.. لكن قلبي كان يبرر بأنها طعنت رجولتي وكان عليها أن تتحمل النتيجة!!
قضيت الليل كله أنظر إلى السقف وأتنقل بين طوابق الذاكرة الخربة، اكتشفت أنني أصبحت أمارس كل شيء بتلقائية آلية، فأحيانا أخرج من العمل لأجدني في البيت ثم أستيقظ وأنا في العمل دون أن أتذكر التفاصيل التي مررت بها أو الأشياء التي قمت بفعلها طوال هذا الوقت، استيقظت ذات صباح لأجد نفسي على مكتبي والأستاذ (حسن) يربت على كتفي لينبهني إلى وجوده، أطال النظر إلى الورقة التي أمامي وهو يتأمل الدوائر الفارغة التي صنعتها دون شعور مني، قال:
- قصي.. هل أنت على ما يرام؟؟
حركت رأسي بابتسامة، قلت:
- نعم.
توجه نحو النافذة ثم فتحها وهو يقول:
- أنا أعتمد عليك.. هل تعي ذلك؟؟ إنها فرصة لا تعوض.
وضعت يدي على يده بابتسامة، أخذت كوب قهوتي يرافقني زميلي داني، وطوال طريقي كنت أفكر في (ود).. ترى كيف هي الآن، لابد أنها تتوقع زيارتي القادمة في أقرب وقت ممكن..
وصلنا إلى مقر الشركة فقادنا أحد الموظفين عبر ردهة طويلة تنتهي بباب مغلق.. طرقه مرتين ثم فتحه فظهرت في الواجهة لوحة فنية وما أن نظرت يميني حتى وجدت مكتباً بلون عسلي أنيق تتوسطه امرأة في منتصف العمر يبدو أنها شاميّة، ظللت واقفاً بجانب صديقي أحاول أن صنع ابتسامة على وجهي، حتى طلبت منّا أن نتفضل بالجلوس..
اختفى ذلك الموظف الذي يبدو أنّه أنهى مهمّته بإيصالنا إلى هنا.
قالت:
- مرحباً..
قلت بتوتر:
- كان لدينا موعد مع الأستاذ فيصل في الحادية عشره هذا اليوم بخصوص المناقصة التي عرضتها شركتكم لعقد صيانة حواسيبها.. و.. هل هو مستعد للقائنا.. أم..
قالت بابتسامة:
- يبدو أنك على عجلة من أمرك.. انتظر قليلاً ريثما ينهي مكالمته فقط.
رددت الابتسامة وجلت بنظري في أنحاء الغرفة، فبالرغم من أنها ليست سوى مديرة مكتبه إلا أن مكتبها فخم جداً، علقت في بعض زواياه لوحات فنية وفي منتصفه سجّادة إيرانية وتمثال صغير بعيون يبدو لي أنها صينية.
ساد الهدوء إلى أن قالت:
- لقد أنهى الأستاذ فيصل مكالمته، تفضّلوا معي.
تبعناها إلى قاعة اجتماعات زجاجية تطل على مكتب الأستاذ فيصل.. رأيته يرفع سماعة الهاتف لثوان ثم تقدم نحونا وطلب مناّ أن نجلس بعدما جلس إلى أول كرسي عن اليمين فتبعته السيدة بالجلوس.
قلت:
- أنا قصي.. وزميلي داني.
قطع حديثي رجلين وامرأة أخرى يدلفون إلى الغرفة ويجلسون بسرعة على الكراسي المقابلة، فقامت السيدة بتعريفهم، قالت:
- الأستاذ سعيد.. المدير المالي، الأستاذة رجاء مديرة شئون الموظفين، والأستاذ حامد مدير العقود والاتفاقات في الشركة.. بإمكانك أن تبدأ أستاذ قصي.
قلت:
- مرحباً بالجميع، في الواقع.. سيكون شرفاً لمؤسستنا أن يكون اسم شركتكم وارداً في ملفاتها، كما تتشرف بالعمل مع أحد صروح العمل العملاقة كالتي تعملون على صناعتها.
تقدم مؤسستنا خدماتها المتمثلة في إمدادكم بحواسيب عالية الجودة والتقنية، مع برامج مصممة خصيصاً لعمل ربط ما بين الإدارات وتشمل القسم المالي من إحصاء رواتب الموظفين وأيام غيابهم واستحقاقهم للإجازات والترقيات والانتدابات، كما تحتوي على عملية ربط بريدي بين جميع الأقسام، يستطيع الموظف تقديم التقارير والأمور المطلوبة من خلالها.. الجميل أنها تحتوي على شبكة تستطيع أن تعمل في ظل انقطاع خدمة الأنترنت، كما أنها تقوم بخدمة توقيع حضور وانصراف الموظفين من خلال البصمة أو الكاميرا ومراقبتهم أيضاً خلال أداء أعمالهم.
قام داني بتوزيع البروشورات، فتوقف الأستاذ (فيصل) ودلف إلى غرفته وتوقفت عن الحديث، بينما راح داني يجيب على أسئلتهم واستفساراتهم المتعلقة بالحواسيب وقوة أدائها.. كنت أنظر إلى قلمي وخيّل لي للحظة أنه حقنة، سأقوم بإعطائها لود.. وستشفى إلى الأبد.
أيقظني صوت الأستاذة (معالي):
- يبدو أن صديقك متوتر جداً يا داني.
انتبهت لأنني أصبحت أصدر صوتاً عالياً جراء ضرب القلم على الطاولة فتوقفت فوراً تعلو وجهي ابتسامة خجلى.
قال داني:
- سيزول هذا التوتر حتماً ما أن يخرج من هنا ويشعل سيجارته.
ضحك الأستاذ سعيد والذي يبدو أنه خفيف الظل جداً، قال:
- يبدو أنه يتنفس السجائر بدلاً من الأوكسجين، أنظروا إلى يده.. إنه يمسك بالقلم كأنه سيجارة كوبيّة فاخرة..
في الواقع كنت أمسكها كذلك فعلاً.. لكنني كنت أضع إبهامي على مؤخرة القلم كأنني أستعد لغرز الحقنة في جسد ود..
ابتسمت الأستاذة (معالي) وهمت بالحديث لكن دخول الأستاذ فيصل أوقفها، قال موجهاً حديثه لهم:
- ما رأيكم في العرض؟؟
حركت فمي بصمت، لم أكمل عرضي حتى الآن، قالت الأستاذة (معالي):
- يبدو أن الأستاذ قصي لديه ما يقوله.. بـ
قاطعها الأستاذ فيصل:
- أنا موافق.. لابد أنه عرض جيّد، ثم مد يده ليصافحني وتابع حديثه.. إذا ضحك المدير المالي فاعلم أن العرض قد نال إعجابه.. وهذا يكفي.
لم أجب، اكتفيت بمصافحته بابتسامة ثم رأيت ظله يختفي خلف زجاج غرفته، فجمعت أوراقي فوراً.. قالت الأستاذة (معالي):
- نادراً ما يوافق الأستاذ فيصل بسرعة.. يبدو أن لباقة قصي في حديثه هي السبب..
قال الأستاذ حامد:
- اتبعوني لعمل بنود العقد وتوقيعها.
خرجت خلفه وأنا أخرج علبة السجائر من جيبي وأشعل واحدة، قالت الأستاذة (معالي):
- أطفئها أن كنت رجلاً..
كنت قد تقدمتها فأجبتها بصوت بارد:
- ومن قال لك أنني بحاجتها لأثبت أنني رجل..!!


يتبع..

 
 

 

عرض البوم صور Ahmad Rufai   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:37 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية