لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-11, 08:00 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في وقت لاحق من بعد الظهر ، إلتقت أليسون جوني أمام مكتب البريد ، لأول مرة بعد ليلة الأحتفالات .
قال لها وهو يدخل الى المكتب:
" دقيقة واحدة فقط ، وسأرافقك في طريق العودة".
بعد لحظات لحق بها على الطريق وهو يدس علبتي سكائر في جيب سترته ، قالت له :
" لو عرفت انك تريد سكائر لكنت أحضرتها لك معي ما دمت قد قصدت المكتب لبعض العمل".
اجابها مبتسما وهو ياخذ الأشياء من يدها:
" وكيف ستعرفين ما دمت تهربين من طريقنا دائما؟".
إعترضت بنعومة عندما وضع يده على خدها:
" إنتبه يا جوني ، تحمل لي حاجاتي وتمسك يدي ؟ لا شك أن أهل القرية سينسجون حولنا العديد من الروايات والشائعات !".
" سنعطيهم شيئا يبعد عنهم الملل ، هل تريدينني أن اعانقك أمام الجميع؟".
حثّت أليسون خطواتها وهي تلاحظ الأعين الفضولية ، ثم قالت:
" لن تجرؤ على ذلك؟".
أجابها بإبتسامة عريضة:
" إذن أنتظري حتى نصل قرب البيت... وعندها ستعرفين !".
إلتفتت اليه مبتسمة ، هل نسي فعلا الكلمات التي قالها في تلك الليلة ؟ لعله قصدها في وقتها فقط ، أما الان فقد أصبحت في خبر كان ؟ كانت يده دافئة في يدها ، وهما يتحدثان عن العمل ، وعن ميغ وبيل وعن ليلة الإحتفالات .... لكنهما لم يذكرا نيال ماكيين أبدا ، وكأن لا وجود له البتة .
قال جوني عندما وصلا الى الباب الخلفي للبيت الكبير:
" سأحضر شخصيا كي آخذ الطعم عند الظهر ، فهل عندك مانع؟".
ردت اليسون بلطف:
" سيكون ذلك شرفا كبيرا لنا".
مدت يدها لتتناول الأغراض منه وقد إستدارت نصف دورة للذهاب الى الكوخ ، وفجأة قال لها بصوت هامس:
" أليسون؟".
التفتت اليه متسائلة ، فإذا به ينحني أتجاهها ويضمها في عناق قصير ، وفي هذه الحظات بالذات ، ظهر نيال ماكيين خارجا من موقف السيارات وهو يحمل بعض الأخشاب ، نظر اليهما دون أن يتكلم ، ثم إختفى داخل البيت بسرعة.
ودّعها جوني ودخل الى البيت ، تاركا إياها مع سؤالين لم تستطع إيجاد أجوبة عليهما ، هل كان جوني يعرف أن نيال في موقف السيارات؟ وهل عانقها عمدا في ذلك المكان بالتحديد؟
أمضت اليسون بقية ذلك النهار في تصميم وخياطة فستان خاص بها ، في حين كان اندريه جالسا بالقرب منها يتأمل بذهول مواد الخياطة المختلفة ، وعندما تأخر الوقت ، قررت الإخلاد الى النوم قليلا على أن تنجز الفستان في اليوم التالي ، إستيقظت صباح يوم الجمعة كالمعتاد ، وبعد وقت قصير حضر أندريه برفقة ابيه الذي لم تلمح منه سوى كتفيه وهو يغادر المطبخ من الباب الخلفي ، وما ان رآها اندريه حتى أسرع يحتضنها والفرحة تغمر كل قسمات وجهه ، قال لها:
" وافق ابي على إصطحابي الى الجزيرة غدا ، لقد شاهدنا أمس معا بجانب القارب ، وقرر أن ياخذني فيه".
هزت اليسون رأسها بلطف ، كان نيال هو الشخص الذي أطل من النافذة إذن ، ولعله لاحظ الحسرة في عيني إبنه وهو يتأمل القارب فحنّ قلبه له .
" سألته إذا كان من الممكن ان يأخذك معه ، فقال إن الآنسة ماكاي مشغولة جدا ولا تستطيع أن ترافقنا".
ردّت أليسون بإبتسامة خفيفة:
" اجل ، أنا مشغولة كثيرا ، ربما أفعل ذلك في يوم آخر ، والآن هل تريد الخروج في نزهة قبل أن نعود لمواصلة الخياطة؟".
إلتمعت عيناه فرحا وهو يهز رأسه موافقا.
وشعرت اليسون ببعض الإرتياح لأن نيال قد بدأ يحمل مسؤوليته كأب على محمل الجد.
مر الصباح مثل أي صباح آخر في موسم العطلات ، ويوما بعد يوم ، بدأ أندريه يتغلغل في التفاصيل الحميمة لحياة أليسون ، التي راحت تتساءل وهي تحتسي فنجان القهوة بينما اندريه يحاول إجبار الكلب على الجلوس لتناول قطعة من البسكويت ، عما إذا كان نيال مسرورا لقرار إغلاق المدرسة بعد عطلة راس السنة ، ودون ان تدري سكبت القهوة الساخنة على آلة الخياطة ، نظّفتها بسرعة وهي تتساءل ماذا بي هذه الأيام؟فهي تعرف انها متعبة خاصة أن النوم جافاها طيلة الأسبوع الماضي ، وقد بدأت الدوائر السوداء تظهر تحت عينيها ، وفكرت أن عطلة هادئة بعيدة عن شيلينغ وكل سكانها يمكن أن تقيدها كثيرا ، ولكنها لا تريد مغادرة القرية خوفا من حدوث اشياء غير سارة خلال غيابها ، من غير المعقول ان ينتزع منها نيال أكثر مما أخذ حتى الان ، ولكن كل شيء ممكن مع شخص مثله ، وفجاة تذكرت حلما شاهدته ليلة البارحة ، حلمت أنها عادت من المدرسة فوجدت الكوخ خاليا وباردا ، وعندما صرخت بأعلى صوتها سمعت نداء من البيت الكبير فاسرعت راكضة الى هناك وكأن آلاف الأثقال تعيقها عن المشي ، ولما وصلت بعد مشاق كثيرة رأت امها تستقبلها على الباب الخارجي كما في الأيام الماضية ، في الداخل وجدت القاعة الرئيسية وقد تغيرت تماما ، ولاحظت ان أمها ترتدي زيا هو الزي نفسه الذي ترتديه جسي التي دخلت الآن لتسال أليسون إذا ما كانت راغبة في فنجان من الشاي ... ثم إستيقظت مذعورة والعرق الغزير يتصبّب من كل انحاء جسدها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 08:01 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عادت السيدة ماكاي ظهرا لتناول طعام الغداء مع أليسون وجسي ، وقبل تقديم الحلويات ، قالت السيدة ماكاي:
" سوف يعملون في تهديم جزء من جدار غرفة الرسم تمهيدا لأقامة باب خاص ، لذلك إنشغلت طيلة الصباح بنقل اللوحات الى مكان امين".
سألتها أليسون:
" هل تحتاجين الى مساعدة ؟ أنا واندريه يمكن ان نساعدك بعد الظهر إذا رغبت؟".
نظرت امها مبتسمة:
" أتمنى ذلك ، فهناك لوحات كثيرة اريد نقلها ، بالإضافة الى ذلك ، فانا لم أعد اراك كثيرا في الآونة الخيرة".
وتدخلت جسي قائلة:
" وساقدم لكما الشاي بنفسي عند الساعة الثالثة والنصف".
وهكذا كان ، فبعد أن إنتهى الغداء ، إنتقل الثلاثة الى غرفة الرسم الملحقة بالبيت الكبير ، وإندمجت أليسون في العمل بحيث نسيت الوقت تماما الى ان قال اندريه:
" أريد أن أشرب؟".
نظرت اليسون الى ساعة يدها فوجدت انها قاربت الرابعة ، قالت له:
" يبدو أن جيسي نسيتنا ، فهيا بنا نحضر الشاي".
منتديات ليلاس
عبرت اليسون واندريه الغرف والقاعات واحدة بعد الأخرى وهي تتوقع في أية لحظة ان تعثر على جسي غارقة في حديث لا ينتهي مع أحد العمال ، بينما الآخرون ينتظرون الشاي ولما إقتربت من الكوخ سمعت صوت أزيز أبريق الشاي على النار ، فاسرعت راكضة ونفسها تخبرها بوقوع حادث خطير ، للحظة الآولى إعتقدت ان المطبخ يحترق ، لكنها إكتشفت بعد إطفاء الغاز أن بخار الماء هو الذي يحدث صوتا في المطبخ دالا على ان البريق يغلي منذ مدة طويلة.
ركضت الى الداخل تاركة أندريه خلفها ، وقلبها يخفق بشعور هو مزيج من الخوف والقلق ، لم تستطع ان ترى شيئا في المطبخ بسبب البخار ، لذلك إنتقلت الى غرفة الجلوس وهي تصيح:
" جسي... حسي".
فجاة سمعت أنينا خافتا من مكان ما في الداخل ن فأحست قلبها يسقط بين قدميها هلعا ، وسرعان ما لمحت جسي مكومة قرب الباب والى جانبها سلم خشبي يروي تفاصيل ما حدث ، ركعت أليسون بالقرب من العجوز المسكينة ومسحت على وجهها قائلة:
" ايتها العزيزة جسي ، إستلقي في مكانك دون حراك ، ساطلب مساعدة فورية.
ثم قامت نحو الصبي المذعور المنتظر في الخارج قائلة:
" اسرع وأحضر أباك فورا... وأمي أيضا".
إنطلق أندريه فورا نحو البيت الكبير في حين قامت أليسون بوضع أريكة تحت رأس جسي دون أن تجرؤ على النظر الى قدمها اليسرى التي كانت مطوية بشكل مفجع ، إبتهلت اليسون ان تصل المساعدة بسرعة وان لا تكون القدم مكسورة فعلا ، وفجأة مدت جسي يدها الى أليسون قائلة بصوت باك:
" كنت اتناول بعض المعدات عندما تحطم السلم الخشبي ، وآخر شيء أتذكره صوت ابريق الشاي وهويغلي".
شدّت اليسون على يدها قائلة:
" لا باس عليك ، لقد ذهب أندريه لأحضار امي ونيال ، لحظة وأحضر لك غطاء دافئا.
في هذه الأثناء كان نيال قد وصل برفقة جوني ، ومن خلال النظرة التي شاهدتها على وجهه ، ادركت أليسون ان قدم جسي مكسورة فعلا ن إلتفتت الى جوني متسائلة:
" هل عرفت أمي بالحادث؟".
ردّ جوني بصوت خافت:
" اجل ، لقد ذهب أندريه لإحضارها بعد ان أخبرنا ، وجهك شاحب اللون يا أليسون".
" إنظر الى قدمها إنها مكسورة".
تدخل نيال الذي كان يتفحص القدم قائلا:
" هل هناك طبيب في هذه المنطقة؟".
أجاب جوني:
" أجل ، هل تريدني ان أحضره؟".
" لا ، الأفضل ان ننقلها الى هناك ، أرجو أن تحضر السيارة الى الباب الخلفي ، وانت يا أليسون عليك بتجهيز مجموعة من الوسائد والأغطية".
ثم إلتفت الى جسي متابعا:
" لا تقلقي يا عزيزتي ، بعد قليل ستكونين على خير ما يرام ، فانا معتاد على مثل هذه الإصابات".
بعد حوالي عشر دقائق ذهب الرجلان بجسي الى طبيب القرية وبرفقتهما السيدة ماكاي التي أصرت على أن تكون معهم ، أما أليسون فقد ظلت في البيت مع أندريه تنتظر عودتهم على أحر من الجمر ، وبعد نصف ساعة من الإنتظار رن جرس الهاتف ، فأسرعت أليسون تجيب وقلبها يرتعش قلقا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 06:51 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ووووااااااااووووو احدث حلوه ومحمسه ننتظر التكمله لاتتخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 08:38 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- عناق في الممر


كان جوني على الطرف الاخر من الخط ، وقد بدأ كلامه قائلا:
" أود ان أخبرك انهم توجهوا الى أينفرينس".
أجابته بصوت متوتر قلق:
" لماذا؟ ماذا حدث".
" ذهبنا الى عيادة الطبيب ، لكنه كان مشغولا في ولادة إحدى نساء القرية ولم نستطع الوصول اليه ، قامت زوجته بإعطاء جسي حقنة مهدئة وسألتنا إذا كنا نريد إستدعاء سيارة إسعاف... غير أن نيال فضّل ان يأخذها الى المستشفى بنفسه توفيرا للوقت".
واين أمي الآن؟".
" ذهبت معهما أيضا ن لقد طلبت مني أن أخبرك أنها ستتصل بك هاتفيا من المستشفى فور حصولها على معلومات جديدة... ربما بعد عدة ساعات".
شعرت اليسون باللم عندما تصورت المسافة الطويلة التي يجب ان تقطعها جسي وهي في مثل هذه الحالة.
ثم جاء صوت جوني مجددا:
" كما طلب مني نيال ان اسالك إذا كان بإمكانك رعاية اندريه حتى يعود".
" طبعا... طبعا ، إن سيارتك هنا ، فهل ستعود لأخذها؟".
" كلا ، وأرجو أن تطلبي من لوري أن يقودها الى ستراكوران على أ يتبعه إيان في سيارتهما ، فهذا يوفر عليّ الكثير من الوقت " تردد قليلا قبل ان يضيف بلهجة غريبة: " الحقيقة أن نيال أصر على ذلك رغم إستغرابي الشديد؟".
منتديات ليلاس
لكن فكر أليسون كان مشغولا بأمور اخرى فلم تهتم بالمعنى الذي أنطوت عليه كلماته ، أسرعت تعطي التعليمات للآخوين كاميرون ، ثم عادت الى الكوخ واعدت وجبة خفيفة لها ولأنديه ، حاولت ان تشغل نفسها بمشاهدة التلفزيون ثم بالقراءة ، ثم عادت الى التلفزيون... ولكن على الأقل ، فالمسافة الى المستشفى بعيدة ، ومع ذلك ظل قلقها مرتبطا بمكالمة هاتفية ملحة.
وعند الساعة الثامنة والنصف رن جرس الهاتف ، وكانت السيدة ماكاي على الطرف الاخر :
" أليسون يا حبيبتي ، أعتذر لأنني لم أكن قادرة على الإتصال مبكرا ، لقد تركنا جسي ترتاح في سريرها الان".
" كيف وضعها ؟ ماذا قالوا؟".
" لم يعرفوا بعد ، لقد صوروا قدمها وذراعها بأشعة أكس ، وبعد قليل تظهر النتائج ، أليسون....".
قاطعتها متسائلة :
" ماذا؟".
" لقد قررت البقاء هنا ، إتصلت بميغ فدعتني لتمضية الليلة عندهم ، فهذا اقل ما يمكن أن افعله من اجل جسي التي ليس لها أهل احد غيرنا".
" طبعا يجب أن تبقي الى جانبها ، هل تريدين أن أضع أندريه في الفراش هنا؟".
"نيال ينتظرني في الخارج هل أدعك تتحدثين اليه؟".
ردت اليسون بسرعة:
" ليس من الضروري ، فقط أبلغيه ان أندريه مرتاح معي ، وأرجوك ان تنقلي تمنياتي القلبية الى جسي ، ولا تنسي أن تتصلي بي غدا".
ودعتها أمها واغلقت الخط ، اعادت أليسون السماعة من طرفها وهي تشعر بالإرتياح على الاقل لأنها عرفت أين يمكن أن تتصل بأمها إذا دعت الظروف.
عادت الى أندريه وأخبرته أن بإمكانه قضاء الليل معها.
فسالها وقد علت الإبتسامة وجهه:
" هل يمكن أن ينام راستي بجانبي؟".
ضحكت اليسون وقالت:
" سنرى بعد قليل ، والان جاء وقت النوم ، فهيا نغتسل ونقرأ قصة جميلة ... ثم الى الفراش".
بلغت السعة الحادية عشرة ليلا وأليسون ما زالت ساهرة تشاهد فيلما تلفزيونيا طويلا ، كان المطر ينهمر غزيرا في الخارج ، أما الداخل فكان دافئا ومريحا ، في إحدى الزوايا رقد راستي ، في حين كان أندريه يغط في نوم عميق في غرفة اليسون بإنتظار أن ياتي والده وياخذه صباحا.
إنتهى الفيلم التلفزيوني ، فوقفت أليسون إستعدادا للنوم عادت سمعت قرعا خفيفا على الباب ، نظرت الى الساعة فوجدتها قد شارفت على الثانية عشرة ، إقتربت من النافذة لكنها لم تستطع ان ترى شيئا.
عادت الطرقات تتجدد بقوة أكثر مما أيقظ راستي الذي هبّ واقفا وهو يهز ذيله بتوتر ، امسكت أليسون بطوق راستي وتوجهت نحو الباب قائلة:
" من هناك؟".
" أنا نيال ماكيين".
فتحت الباب ، كان واقفا تحت المطر الغزير ، قالت له وقلبها يخفق بشكل غريب:
" كنت على وشك ان أنام".
اجابها بهدوء:
" لن اؤخرك كثيرا ، رجعت فقط لأعادة الأغطية ، وما عليك إلا فتح الباب وساحضرها من السيارة بنفسي".
شرعت اليسون الباب وراقبته وهو يقطع المسافة القصيرة بين الباب والسيارة تحت المطر ، ثم يعود حاملا الأغطية والوسائد ، قالت له بعد أن وضع حمولته فوق إحدى الطاولات:
" كان من الممكن أن تعيدها في الصباح".
" ربما ، لكن أمك طلبت مني ان أطمئن عليك".
كان صوته باردا ، لكن عينيه لم تفارقا وجهها لحظة ، لذلك أحست بالإحراج الشديد خاصة أنها كانت في ثياب النوم ، وتمنت لو أنه يترك البيت بسرعة ، وفجأة ، تذكرت ما حدث ليلة البارحة عندما شاهد عناقها مع جوني.
فنظرته في هذه اللحظات تشابه نظرته بالأمس ، لكن لماذا هي مهتمة الى هذا الحد ؟ فحياتها ملكها ، وليس له أن يتدخل في امورها الشخصية ، ومع ذلك ظلت تشعر بالإنزعاج، وللتخلص من الورطة قالت:
" أنا بخير ، وكذلك أندريه ، سوف يكون مستعدا عند الصباح لمرافقتك الى الجزيرة _ ثم أضافت – أرجو ان لا تقلق ، فساحاول ان أبدو مشغولة عندما تأتي لمرافقته".
إلتمعت عيناه غضبا عندما ادرك ما عته بكلامها ، ثم قال بهدوء :
" لا تقولي انك كنت راغبة في مرافقتنا؟".
ردت على إبتسامته الساخرة بلهجة عنيفة:
" لو ان الرحلة مع أندريه لكنت وافقت بسرعة .... لكنني جربت النزهة معك من قبل".
سألها بنعومة:
" ولن تجربي مرة أخرى؟".
" الرحلة الأولى لم تكن ممتعة على الإطلاق ، صحيح أنني أحب الجزيرة ، لكنها لم تعد ملكنا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 08:41 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم ترددت لحظات قبل أن تقول : " إنني متعبة جدا".
تقلصت شفتاه وهو يقول:
" طبعا تريدين ان ارحل ، وما دمنا عاجزين عن الحديث كالناس المتمدنين ، فمن الأفضل لي أن أرحل ، في كل حال أنا لست جوني ، اليس كذلك؟".
إجتاح أليسون شعور بالغضب والخجل من جراء النظرة الحادة المتفحصة التي صوبها نحوها من قمة رأسها الى أخمص قدميها ، ثم سالته:
" وماذا تقصد بكلامك هذا؟".
أجابها بهدوء مثير:
" يمكنك أن تفسريه كما تريدين ، ما دامت تصرفاتك أمام الناس على تلك الصورة".
قاطعته غاضبة:
" إذا كنت تعني ما حدث امس ، فدعني أؤكد لك أننا لم نكن في مكان عام ، وما دمت تتسلل وتختبىء ، فيجب ان تتوقع رؤية أمور يجب ألا تراها ابدا".
رفع حاجبيه مستغربا:
" لم اكن متسللا ، بل كنت أعمل".
وفجأة تذكرت أليسون كلمات جوني الأخيرة على الهاتف ، فقالت:
" الان فهمت السبب الذي دعاك الى منع جوني من العودة لأخذ سيارته.... فأنت لا تريده هنا".
وأدركت أليسون انها اصابته في الصميم عندما لاحظت تقلصات وجهه الغاضبة ، لذلك تابعت قائلة:
" يجب ان اشكرك على جهودك المستمرة لحمايتي ، لكنني اؤكد لك اني لست بحاجة لمن يحميني من جوني ، فهو رجل مهذب على الأقل".
"وانا لست مهذبا؟".
إصبح صوته الآن أكثر حدة ، مما اشعر أليسون ببعض الإرتياح لأنها إستطاعت جرحه اخيرا.
ردّت عليه بصوت قاس:
" انت الذي أثرت الموضوع ، ويمكنك ان تفهم كلامي كما تشاء ".
سالها بلهجة جافة:
" وكيف هي طريقة الرجل المهذب في العناق؟ هكذا...".
وفجأة إمتدت اليها ذراعه القوية وضمتها في عناق حار لكنه لطيف في الوقت نفسه وإستغربت أليسون كيف أنها إستمتعت بذراعيه وأحست أن جسمها يتجاوب معه ، لم يكن عناق جوني في مثل رقة وحنان وجمال عناق نيال ، وبعد لحظات من التردد والحيرة ، إستطاعت أن تجتذب نفسها من بين يديه وتصرخ في وجهه قائلة:
" إخرج من هنا ، هيا إخرج بسرعة".
غاصت عيناه خلف سحابة سوداء وهو يرد بغضب:
" ليس قبل ان انتهي منك".
قالت بصوت حاولت ان يخرج خافتا:
" إياك أن تمسني مرة اخرى".
سالها بسخرية:
" خائفة ؟ قد لا أكون رجلا مهذبا كما أشرت قبل قليل ، لكنني لا استعمل القوة مع النساء ... أبدا".
اجابته قائلة:
" لكنك فعلت عندما عانقتني بالقوة".
ردّ عليها بنعومة :
" عندي إنطباع بأنك إستمتعت بالعناق ، على الأقل لم تحاولي منعي ، والحقيقة أنك كنت بحاجة اليه".
إرتفع صوتها غاضبا وهي تقول:
" لديك طريقة غريبة في تفسير تصرفات الناس ، عليك ان تدرك انك لم تشتريني عندما إشتريت البيت ، فاتمنى أن تفهم هذا الأمر في المستقبل".
وبهدوء وحزم ، سارت نحو باب الكوخ وفتحته على إتساعه قائلة:
" وأنت لم تشتر هذا الكوخ أيضا ، فمن حقي بالتالي ان اطلب منك مغادرته ، فهل تفضلت بالرحيل".
ثم أضافت وهي تبتعد عن الباب:
" لم تطلب مشاهدة إبنك بعد ؟ أليس من الأفضل ان تتأكد بأنه على ما يرام".
شعرت اليسون بخوف جارف وهي تشاهد نظرته الغريبة المسمرة عليها لذلك عضت على شفتها قائلة:
" إنه في غرفة نومي".
إنتظرت اليسون في القاعة الخارجية الى أن عاد نيال من غفة نومها ... وبرغبة عميقة في إيذائه بعدما جرحها عندما كشف مشاعرها ، قالت له:
"المدرسة ستغلق بعد عطلة رأس السنة ، وعندها سينتقل أندريه الى ستراتكوران ، وستكون سعيدا عندما تعرف انني لن أكون معه بعد ذلك".
توقف نيال في منتصف القاعة بينما كان في طريقه الى الخارج ثم إستدار ببطء شديد وعلامات الإنفعال ظاهرة على وجهه ، وسالها بغضب حاد:
" ولماذا أكون سعيدا؟".
" هل تعتقد انني لم الحظ موقفك عندما يكون أندريه معي؟ لقد شاهدتك وأنت تراقبنا بينما كنا على الشاطىء قبل ايام ، انا لست مثلك ، ولا اريد أن أسرق الأشياء والناس الذين تحبهم ، فأنا احب اندريه إنه ولد رائع ، ويا للاسف فأنت لا تحبه".
حاولت مغادرة القاعة الى المطبخ خوفا من الحقد البارد الذي إرتسم على وجهه لكنه إستوقفها قائلا:
" الأفضل أن تشرحي كلامك بالتفصيل ، لأنني لن أغادر المكان قبل أن أحصل على إيضاح كاف".
أحست اليسون انه يقف خلفها ، فإستدارت لمواجهته وقد إمتلأت نفسها بكل المشاعر المتضاربة التي إختزنتها منذ اسابيع ، خاصة فيما يتعلق بموقفه من إبنه ، قالت له:
" ساوضح لك الأمر ، انت تتصرف معه كرجل غريب ، ولقد غرقت في العمل بحيث لم تقدّر وحدته وغربته ، وحتى عندما تتكلم عنه تقول ( الولد ) و ( أندريه ) وليس ( إبني اندريه) الا تعتقد انه يحس بذلك ؟ إنه يمتلك قلبا حساسا ومفعما بالحب ،وهو يحتاج الى رعاية وإهتمام ، إنك ....".
وكادت تنفجر باكية لولا انها أرادت ان تخرج كل ما في صدرها من مشاعر ، لذلك تابعت تقول:
" وانت لا تتحدث مطلقا عن زوجتك ، وعندما تذكرها تشير اليها بإسم ( أم أندريه) ".
قاطعها قائلا:
" لعلي اقول ذلك لأنها ليست زوجتي".
ذهلت اليسون للحظات ، ثم إستعادت رباطة جأشها متسائلة:
" هل تقصد إنك لم تكن متزوجا منها؟".
وقف أمامها بتحد صامت:
" كلا".
" إذن فهو...".
ترددت أليسون في إكمال جملتها ، فتدخل نيال قائلا:
" إنه طفل غير شرعي ؟ هل أنت خائفة من إستعمال هذع العبارة؟ إنني استغرب ذلك".
" لقد فهمت".
" لا أعتقد أنك فهمت شيئا على الإطلاق ، والحقيقة يا آنسة ماكاي إن الوقت قد حان لتلقينك بعض الحقائق الأساسية عن الحياة ، والآن سأخبرك شيئا لا يعنيك بتاتا ، ولكن لا بأس من معرفتك له ، فلعله يساعدك على التفكير ، أندريه هو إبني بالتبني ، أبوه الحقيقي هو أخي دانكان الذي إرتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة برازيلية ، في حين كان مخطوبا لفتاة اخرى ، وعندما قرر ترك البرازيلية ، تبين له أنها حامل ، فعمد الى دفع نفقة شهرية الى الأم والإبن دون أن يخبر زوجته الشرعية التي تنحدر من عائلة ثرية في الريو ، وقبل اشهر عرف دانكان ان أم اندريه مريضة ، لذلك طلب مني الذهاب لتفقد أحوالها ، ولما وصلت كانت الأم قد ماتت ووضع الإبن في دار للايتام ولقد رفضت عائلة الفتاة الإهتمام باندريه ، خاصة أنهم فقراء للغاية... لكنهم يريدون النفقة الشهرية التي تاتيه من ابيه ، هذا الموقف القاسي أثار حفيظتي ، وبعد جهد إستطعت إقناعهم باخذ اندريه من دار الأيتام ولقد لعب المال دورا في هذا المجال ، إنني لست عاطفيا ، لكن أندريه من لحمي ودمي ، وعندما رأيته لأول مرة أدركت...".
توقف نيال عن الكلام للحظات ، ثم تابع بقسوة أشد:
" وها أنت تقولين انني اهمل اندريه وأعامله كغريب الى حد ما ، اوهكذا كنت في بادىء الأمر ، أما الآن ، فانا أتعلم كيف أكون أبا حانيا ، لكنك لا تفهمين ذلك ما دمت ترين الأمور من جانب واحد ، يبدو أنني فشلت بنظرك ، لا بأس ، سأحاول إصلاح الأمر... لذلك سآخذه معي الآن الى البيت ".
بذلت جهدا كبيرا للنطق:
" أرجوك ألا تفعل ، دعه في فراشه غافيا ومرتاحا".
لم تحرك الدموع في عينيها اية مشاعر في نفسه ، لكنه هز رأسه قائلا:
" لا بأس سأحضر باكرا لآخذه من هنا".
غادر نيال الكوخ بخطوات سريعة حازمة من دون ان ينطق كلمة ، أما أليسون فقد تسللت الى غرفة نوم أمها وهي عاجزة حتى عن البكاء!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, black niall, mary wibberley, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نهر الذكريات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية