لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-11, 08:45 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- سقوط المطر


عند الساعة التاسعة تماما ، كان نيال يقف أمام باب الكوخ بإنتظار إبنه ، حاملا في يده اليسرى سلة طعام ومرطبات ، وفي اليمنى معطفا واقيا من المطر لأندريه.
وجّه تحية الصباح الى أليسون قائلا:
" شكرا لك لأتك رعيت إبني امس ، اندريه ، عليك أن تشكر الآنسة ماكاي لأهتمامها بك".
كان نيال جافا وباردا في تصرفاته معها ، وكأنه غريب تماما عنها ، وعندما غادر البيت ، وضع يده في يد اندريه الذي كان يقفز فرحا.
منتديات ليلاس
وقفت أليسون عند النافذة تراقبهما وهما في طريقهما الى القارب ، لقد إعتقدت أنها تكره نيال ماكيين ، لكن أندريه كشف لها أنها تكره نفسها فقط.
إتصلت بها امها من منزل ميغ بعد قليل وأخبرتها أن صور الأشعة اظهرت عدم وجود كسور في ذراع وقدم جسي ، وكل ما في الأمر ان عضلات القدم تمزقت وهي تحتاج الى عدة ايام من الراحة ، سألتها السيدة ماكاي قائلة:
" جسي ستعود الى البيت يوم الثلاثاء ، واري دان أعرف إذا كان عندك مانع في ان أبقى معها حتى ذلك الوقت؟".
" لا مانع ابدا ، على كل أنت بحاجة الى الراحة بعد اسابيع طويلة من التعب والإرهاق ".
" أشكرك يا حبيبتي ، وأرجو أن تشرحي لنيال أسباب غيابي".
" طبعا ، وسأتصل بك هذا المساء ، أرجو أن تسلمي على جسي وتأخذي لها باقة من الزهور بإسمي".
بعد هذه المكالمة الهاتفية ، اصبحت أليسون وحدها ، وجدت نفسها تعيد التفكير في تصرفاتها ، وتاكدت عندما ادركت أنها كانت انانية في تعاملها مع الاخرين ، لقد خاضت المعركة ضد امها لأنها ارادت بيع البيت ، وخاضتها ضد نيال ماكيين الرجل الذي غيّر المكان كله والذي تبنّى إبن أخيه المنبوذ من كل الناس ، فالتبني خطوة كبيرة حاسمة ، لكنه لم يتردد في الإقدام عليها في حين إتهمته اليسون خطأ بأنه لا يهتم بذلك الطفل المسكين ، إكتشفت ان أمامها الكثير لتتعلمه ، والدرس الأول كان الليلة الماضية ، ربما كان الدرس الأخير !
وأدركت بعد فوات الأوان ان نيال رجل حقيقي ومهذب بكل معنى الكلمة ، وأن كل المشاكل التي أثارتها في وجهه لم تستطع الحد من قوة إرادته او تحطيم كرامته.
تجولت أليسون في البيت الفارغ متعبة ومنهكة القوى لأنها لم تنم إلا قليلا ، وبعد ان غادرها نيال الليلة الماضية كان البيت بحاجة الى ترتيب عاجل ، فجسي لن تستطيع العمل عندما تعود الى البيت .... وعلى اليسون ان تتولى مهمات التنظيف والترتيب والطهي طيلة الفترة المقبلة ، وهكذا امضت اليسون نهارها في متابعة شؤون البيت.
في تمام السادسة جلست تتناول فنجانا من الشاي وهي تحس بالتعب النفسي والجسدى حد سواء ، لقد حاولت شغل نفسها بالعمل المضني ، ولكن ما أن إرتاحت حتى عاودتها الهواجس من كل حدب وصوب.
انهت فنجان الشاي وهي تتمنى لو أنها تستطيع الإبتعاد عن المنطقة حتى تتمكن من إعادة دراسة الأمور بروية أكثر ، وفجاة لمحت القارب يتهادى على صفحة الماء حاملا نيال وأندريه من رحلتهما الى الجزيرة ، وقفت تاملهما وهما يعبران الكوخ الى البيت دون ان يلتفتا الى حيث تقف ، ماذا تتوقع غير ذلك ؟ هل إعتقدت ان نيال سياتي اليها ليخبرها عن الرحلة؟
إبتسمت بحزن عميق ، وسارت نحو النافذة تتأمل القارب الراسي في مكانه المعتاد ، ولم لا ؟ حدّقت في القارب مجددا ، إن رحلة بحرية صغيرة يمكن ان تساعدها على التخلص من الافكار والهواجس.
حزمت أمرها بسرعة ، ثم توجهت مع الكلب نحو القارب ، كانت السماء الصافية والغيوم القليلة المتناثرة لا تنذر بمطر غزير ، وفي كل مكان طيور النورس بزعيقها الحاد ، أدارت محرك القارب وهي تتأمل الجزيرة البعيدة، هناك تستطيع اليسون أن تفكر بهدوء ، ولعلها تقدر على إكتشاف الأحاسيس الغامضة التي تضغط على فكرها وعقلها وروحها.
إلتفتت أليسون الى الشاطىء ، فلمحت سيارة نيال الزرقاء والى جوارها عدة أطفال يلعبون ... تنهدت بصمت وعادت لتتأمل الجزيرة التي اخذت تتضح معالمها كلما أسرع القارب في سيره نحوها ، وتساءلت اليسون عن مشاعر اندريه عندما دخل الجزيرة لأول مرة ، لا شك انه شعر بالسرور والإثارة والإستغراب ، وايضا بالخوف من عتمة الجزيرة وغموضها.
وتمنت من كل قلبها أن يكون اندريه قد تمتع برحلته ، فهي تريده ان يشعر بالسعادة الحقيقية بعد البداية التعيسة التي كانت عليها حياته في البرازيل ، ورغم كل مشاعرها أتجاه نيال ، فهي متأكدة انه قصد كل الكلمات التي أطلقها بمرارة الليلة الماضية ، إنه يحاول ان يكون ابا حقيقيا لأندريه ، ولا شك انه سيكون ابا عادلا ومحبا وليس قاسيا على الإطلاق .... وحتى عندما كان صغيرا....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 08:47 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنقطع حبل أفكارها عندما لامس القارب رمال شاطىء الجزيرة ، وفجأة إتضحت لها الأشياء التي كانت تثقل على نفسها وعقلها خلال الأيام القليلة الماضية ن وأدركت بلمحة بصر لماذا كانت تخوض معركة شرسة ضد الجميع منذ ان عاد الى القرية.
انساها الإكتشاف الجديد ما حولها ، ووجدت نفسها تغادر القارب مع راستي ، وتحث خطاها الى الجانب الاخر من الجزيرة حيث المحيط الممتد.
لم تستطع تحديد مشاعرها الجديدة ، فهي تعرف لماذا قاومت بشدة دخول نيال الى حياتها ، ولماذا يخفق قلبها ويكاد يتوقف عن الخفقان كلما إقترب منها.
لقد كانت تصرفاتها مجرد دفاع يائس ضد قلبها الذي خانها بشكل واضح ، الآن فقط بات بإستطاعتها نطق الكلمات المتجمدة على شفتيها وعند طرف الجزيرة الاخر ، أطلقت العنان لصوتها قائلة:
" إنني أحب نيال ماكيين".
غطت الدموع عيني اليسون وهي تعترف بانها أحبت رجلا لسنوات طويلة ، ون هذا الرجل يحتقرها ويعتبرها أنانية ، كم سيضحك ويقهقه عندما يعرف الحقيقة ، لقد شاءت الظروف ان ياخذ قلبها رغم انها حاربته بكل قوتها وسرعان ما عادت الى ذاكرتها كل الأشياء الصغيرة التي حاولت تجاهلها ... وتذكرت أمرا حدث قبل سنوات وسنوات ، وكانت تتعمد تناسيه دائما.
وقع الحادث في المدرسة عندما كانت في السادسة من عمرها ن واليك ونيال في الحادية عشرة ، كانت الآنسة مارميكل المعلمة الحازمة قد غادرت قاعة الصف للحظات تاركة التلامذة في دروسهم ، وفجأة سقطت ورقة مبللة بالحبر على طاولة أليك الذي إتهم نيال على الفور ، وكان من الطبيعي أن يندلع عراك حاد ن حاولت اليسون أن توقفه قبل عودة الآنسة كارميكل ، وفي خضم المعركة تلقت أليسون لكمة حادة القتها الى الخلف وهي تصرخ الما ، وهنا توقف الصبيان عن القتال وإقتربا منها بخجل ، وفجأة إنحنى نيال نحوها وأنهضها متجاهلا نظرات اليك والتلامذة الآخرين ، ثم قال:
" انا الذي أصابك يا أليسون ، إنني أعتذر لهذا الحادث العارض ".
ولم تلحظ اليسون على وجه نيال الصغير سوى القلق والإهتمام الحقيقيين ، وبسبب ذلك ظلت الحادثة منزرعة في ذاكرتها وإن كانت تحاول دائما إبقاءها في الزوايا العتمة.
لا فائدة من تذكر الماضي والتقدم على ما فات ، إن إغلاق المدرسة سيعطيها فرصة للإبتعاد عن شيلينغ والتخلص من معظم متاعبها ، عليها ان تقدم طلب إنتقال الى إينفرنيس أو أدنبرة ، وهناك تحاول نسيان ما حدث ، ومع الوقت ربما تنسى نيال أيضا ، فهي غير قادرة على تحمل رؤيته على بعد امتار قليلة دون أن تعرف ما يفكر.... واين يذهب.... ستخبر جسي وأمها بقرارها عندما تعود ، ولا شك ان جسي لن تستغرب خطوتها هذه ، فالملاحظات التي ابدتها في مناسبات شتى كانت تشير الى أنها توقعت هذه النهاية....
نظرت اليسون الى السماء عندما احست بقطرات المطر تنهمر على يديها ووجهها ، فلاحظت ان الجو بات ملبدا بغيوم داكنة ، وقد إزدادت البرودة وخيّم الضباب على الجزيرة كلها .
نهضت على عجل وسارت بإتجاه المرسى وهي تشعر بالندم لأنها أت الى الجزيرة في مثل هذه الظروف ، وعندما وصلت الى الشاطىء الآخر برفقة الكلب ، فوجئت بأن المرسى خال ...وبعد لحظات من الذهول شاهدت القارب يسبح مع التيار بإتجاه البحر ، وادركت بعد فوات الوان انها نسيت ربطه بالمرسى عندما ترجلت منه قبل قليل.
وهكذا فقدت الوسيلة الوحيدة التي تعيدها الى البيت ، وزيادة في الصعوبات والمشاكل ، إنفتحت ابواب السماء فجأة وإنهمر المطر الغزير مصحوبا ببرق خاطف ورعد يصم الآذان....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 08:48 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الأخير



إستظلت اليسون فروع شجرة وارفة الأغصان ، وتساءلت عما إذا كان بإمكانها السباحة حتى الشاطىء الاخر ، في مثل هذه الظروف الجوية ، يبدو الأمر صعبا ، فالتيارات المائية قوية وجارفة وسوف تشعر بالإنهاك قبل ان تقطع نصف المسافة ، بدات الأغصان تتكسر تحت وقع المطر الغزير ، وأخذ البلل يصيب رأس اليسون وثيابها.
الحل الوحيد الان أن تبحث عن ملجأ يقيها هذا المطر المنهمر ، لذلك نادت على الكلب راستي واسرعت معه بإتجاه الكوخ ، اما وسيلة العودة الى البيت ، فهذه مسالة اخرى ستعالجها فيما بعد.
عندما وصلت اليسون الى الكوخ ، خطرت على بالها فجأة صعوبة الموقف الذي وجدت نفسها فيه ، إذ ليس في البيت احد يفتقدها او يشعر بغيابها ، فاليوم هو السبت ، والسيدة ماكاي لن تعود قبل يوم الثلاثاء.
إجتاحت الوحشة نفس أليسون التي فكرت أن امها ستتصل هاتفيا هذا المساء ثم تعيد الإتصال مرات .... دون ان يجيبها احد ، وسرعان ما اخذت المشاكل تظهر تباعا ، فهي لا تملك عيدان ثقاب لإشعال نار التدفئة ، وليس هناك طعام في الكوخ و... تلفتت حولها بحثا عن شيء مجهول ، لا فائدة من إضاعة الوقت في البكاء والندم ، بل عليها ان تبحث في الكوخ عن حاجات ذات منفعة ، قبل أن تشتد حلكة الليل ويصبح من الصعب عليها ان تلمس موقع قدمها.
كان الكوخ فارغا من الاثاث ، ولا شيء فيه يوحي بأنه يصلح للسكن ، جلست اليسون على السلم الخشبي الذي يوصل الغرفتين السفليين بالغرفتين العلويتين وإحتضنت الكلب راستي هامسة بصوت خافت:
" يبدو أننا سننام دون اكل هذه الليلة ، انا آسفة لذلك ، لكنني في الوقت نفسه سعيدة لأنك معي".
سيظل هذا اليوم راسخا في ذاكرتها الى الأبد ، ليس فقط بسبب المأزق الذي وجدت نفسها فيه فجاة ، بل ايضا لإكتشافها بانها غارقة في الحب لأول مرة في حياتها.
جلست في الكوخ العاري تتامل المطر الغزير المستمر في الخارج ، لكن وجه نيال كان في كل مكان يملأ مشاعرها وافكارها ، ولم تجرؤ أليسون على إغماض عينيها ، لأنها تعرف ان صورة نيال الغاضب الثائر كما كانت في الليلة الماضية راسخة في أعماق عقلها.
إزداد ظلام الليل بسرعة بسبب الغيوم التي إشتدت كثافتها ، لم تكن اليسون تخشى الظلام ، لكن شيئا ما في هذا المكان المنعزل اشعرها بالتوتر ... إذ كانت تحس ان أجيالا من عائلة ماكاي ، ومن عائلة ماكيين ايضا ، تراقبها من خلف ألف ستار وستار.
ويبدو انها غفت قليلا في جلستها غير المريحة تلك ، وشاهدت حلما غريبا فقد سمعت شخصا ما يناديها ويكرر النداء عدة مرات ، وكان الحلم قويا ما ايقظ أليسون مذعورة لتجد ان الكلب راستي قد ذهب بعيدا ، توجهت الى الباب صارخة:
" راستي... راستي".
ومن حيث لا تدري سمعت صوت عواء راستي مصحوبا بصوت بشري ينادي:
" أليسون".
إذن لم تكن تحلم ، فالنداء حقيقي فعلا ، أسرعت خارجة غير عابئة بالمطر الغزير ولا بالعتمة الحالكة ، ودموع الفرح تمتزج بحبيبات المطر المنسكبة... ولم تدر إلا وهي بين ذراعي الرجل الذي ظهر فجأة من وسط الظلام.
فتحت عينيها بعد لحظات لتفاجأ بانها في أحضان نيال نفسه ، همست بضعف محاولة الإبتعاد عنه:
" لا...هذا أنت؟".
أجابها بصوت مرتجف:
" ارجوك لا تقاومي ،دعيني اسندك قليلا".
حدّقت أليسون في عينيه الغارقتين تحت المطر الغزير وبادلها هو النظرات نفسها ، وهناك ، في ذلك الليل الممطر .... عرفا كل شيء.
لمس نيال وجه أليسون بحنان بالغ وهو يقول:
" إعتقدت انك غرقت".
" كنت في الكوخ لكن القارب...".
قاطعها بلهفة:
" أعرف التفاصيل ، لقد شاهدته سابحا مع التيار ، ثم شاهدت الثياب المنشورة في حديقتكم ما زالت تحت المطر.... فأدركت أن شيئا خطيرا وقع لك".
تمهّل للحظات ، ثم أضاف قائلا وهو يحكم ذراعه حولها:
" كان عليّ التأكد أولا ، لذلك ذهبت الى الكوخ فلم اجدك أنت والكلب ، عندها عرفت ما حدث".
وفجأة دفن رأسه في عنقها وتابع يقول :
" في تلك اللحظات بدأ الكابوس المرعب ، إستعرت أول قارب وجدته عل لشاطىء وأنا أتمنى أن تكوني في القارب الاخر ... لكنني صعقت عندما وجدته خاليا".
كان المطر قد بلهما تماما ، وتحولت ملابسهما الى اقنية للمياه الغزيرة ، لكن اليسون لم تكن قادرة ، بل لم تكن تريد الإبتعاد عنه ولو للحظة واحدة ، فقد إستولت عليها كلماته المتلهفة القلقة وجمدتها في مكانها.... وبعد جهد إستطاعت القول:
" انا آسفة ، لقد أخطأت في عدم ربط القارب بالمرسى".
قاطعها بحنان :
" هذا ليس مهما ، المهم يا أليسون انني وجدتك سالمة ومعافاة".
ثم إنحنى عليها وضمّها في عناق دافىء غيّبهما عن المطر والليل وكل المشاكل السابقة ، ولم تعد اليسون تشعر إلا بوجوده الطاغي الذي ملأ عليها كل حياتها.
قال لها بصوت متهدج:
" يجب أن نذهب ، فأنت بللة حتى العظام ، ويجب ان انقلك الى البيت فورا".
سارت أليسون بإنصياع تام وهي لا تصدق ما يحدث لها ، من غير المعقول أن يكون هذا هو نيال نفسه... ولكن المطر والليل والطريق الوعرة أكدت لها الحقيقة الجميلة الرائعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 08:50 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال نيال وهو يساعد اليسون على ركوب القارب:
" سنأخذ قاربنا لانه اسرع".
إستغربت اليسون كيف انه إستعمل كلمة ( قاربنا) بدلا من كلمة ( قاربي ) كما هو في الواقع ، أدار نيال محرك القارب وأدار الدفة بعيدا عن الجزيرة في حين إشتد المطر بشكل لا يصدقه عقل ، وفي خضم من المياه ، وقف نيال خلف دفة القارب وعيناه لا تبتعدان عن عيني اليسون ، ولم يكن الإثنان بحاجة الى اية كلمات ، فالنظرات الخاصة روت الحكاية كلها .
عندما وصلا الى الشاطىء ، كانت اليسون ترتجف بشدة بحيث إضطر نيال الى حملها بين ذراعيه طيلة الطريق الى الكوخ ، وضعها في مقعد مريح ثم قال:
" هيا بدّلي ملابسك ، وساذهب الى البيت الكبير لأبدل ملابسي ايضا".
إنصاعت لكلامه فورا ، ودخلت الى غرفتها للتخلص من الثياب المبللة ، وعندما عادت بعد دقائق وجدته قد سبقها الى المطبخ وراح يجفف الكلب الذي رقد بين يديه هادئا مستسلما.
رفع نيال عينيه الى اليسون ، ثم ربت على رأس راستي قائلا:
" هذا يكفيك ايها الكلب العجوز".
وبعد أن إبتعد الكلب ، توجه نيال الى أليسون التي كانت تنتظره ، وأمسك يديها بيديه القويتين الدافئتين ، وهمس:
" أليسون؟".
" نعم يا نيال".
" انت تعرفين كل شيء أليس كذلك؟".
ولم تستطع اليسون ان تبعد عينيها عن عينيه ، وإكتفت بالقول:
" أجل ، إنني اعرف".
وفجاة غرقا في عناق حار كان كافيا للتعبير عن المشاعر التي تملأ قلبيهما .
وفي وقت لاحق جلسا في مقعد مريح امام النار بعد ان إلتهما عشاء خفيفا.
كانت ذراع نيال تحتضن أليسون بقوة وكانه يخاف ان تفلت من بين يديه مجددا سالها:
" متى عرفت؟".
" اليوم ظهرا ، ذهبت الى الجزيرة كي أفكر في مشاكلنا ، خاصة انني إعتقدت انك تحتقرني بعد الذي حدث الليلة الماضية ، كنت أخطط للهرب بعيدا عنك... الى أي مكان آخر".
إبتسم بحنان لم تعهده من قبل ، وقال:
" وهل إعتقدت انني ساتركك ترحلين؟ آه يا اليسون ، ساكون قاسيا بحق نفسي لو تركتك تفعلين".
وضعت أصبعها على فمه مقاطعة:
" لا ، أنا التي كرهتك لأنك كنت تاخذ مني كل شيء ، دون أن أدرك أنني احارب الإنجذاب المتزايد في نفسي نحوك ، ولم اتأكد من حبي لك إلا عندما وصلت الى الجزيرة بعد ظهر هذا اليوم".
ضحك نيال وهو يقول:
" اما انا فإكتشفت مشاعري اليوم أيضا ، عندما عثرت على القارب خاليا أدركت أنك كل شيء في حياتي – تردد قليلا قبل أن يكمل – طيلة السنوات الماضية كنت لا تبرحين عقلي ، هناك في أعماق ذاكرتي ترقدين بهدوء وصمت ... ودائما كنت أتذكر لقاءنا الخير في الغابة".
لاحظ انها إنفعلت قليلا فقال:
" اعتقد انك لم تنسي ذلك اللقاء أيضا؟".
" وكيف استطيع النسيان ؟ ربما بدات القصة من هناك قرب الجدول المائي في ذلك المساء البعيد".
" اجل بدأت هناك ، كنت رائعة الجمال يا أليسون وأنت تامرينني بكبرياء أن أغادر المكان .... بحيث لم استطع مقاومة رغبتي في عناقك، ولسبب ما إرتبطت صورتك بالبيت الكبير ، كنت دائما أحب ذلك البيت وأحسدكما أنت وأليك لأنكما تعيشان فيه ، بينما أنا...".
منتديات ليلاس
حثته أليسون على الكلام بعد أن تردد قليلا ، فتابع يقول:
" حسنا ، هل تذكرين عندما سألتني لماذا قلت ان البيت الكبير يجب أن يكون ملكي؟".
تسارعت دقات قلبها وهي تجيب:
" إذا كنت غير راغب في الحديث ، فلا بأس".
" لا أبدا ، لم تعد هناك أسرار بيننا الآن يا اليسون".
نظر اليها بحب بالغ وتابع قائلا:
" عندما كنت صغيرا علمت أن هناك أكثر مما هو معروف عن الصراع العائلي بينا ، كانت العائلتان مرتبطتين في اكثر من مجال ، كالتهريب مثلا ، وفي إحدى المرات كان جدك الأكبر وجدي الأكبر يقامران ، وقد تخلّى الحظ عن جدك الذي قامر بالبيت الكبير ،وخسر ، ولكن قبل أن تنتقل الملكية الى عائلة ماكيين ، وشى بعضهم بعمليات التهريب الى رجال لجمارك ، فإعتقل جدي ، أما جدك فقد ظل طليقا ، ولم يكتشف أحد حتى الآن كيف حدثت الوشاية ومن هو الواشي ولماذا لم يعتقل جدك ؟ ولكن يمكنك تصور الشائعات التي إنتشرت في القرية وهكذا ،عندما تعلق الشابان بالفتاة نفسها... إندلعت الأحقاد وعاد النزاع مجددا".
هزّت القصة مشاعر أليسون التي فغرت فمها دهشة ، ثم قالت:
" إذن طيلة هذا الوقت !".
قاطعها قائلا :
" كلا ، الماضي ذهب من دون رجعة ، كيف يمكننا إكتشاف الحقيقة بعد هذه السنين الطويلة ؟ ما قلته كان مجرد كلام شاب مراهق".
إبتسمت بحنان :
" إنني أفهم مشاعرك ، فقد كنتما في عراك مستمر ، من يدري ؟ فلو ان النزاع لم يكن لأصبحتما صديقين حميمين؟".
ردّ بإبتسامة مماثلة:
" ربما ، لكن الحياة لن تكون ممتعة دون عراك ومنافسات ، انا لا أنسى أبدا تلك الأيام ، آه كم غرت يا اليسون عندما كنت اشاهدك مع جوني...".
" وأنا كذلك ، طيلة الوقت كنت أقول لنفسي انني يجب ان لا أتعلق بأندريه لأنه إبنك ... إنها غيرة من نوع مختلف".
" إنه يحبك يا اليسون ، ودائما يتحدث عنك ، ويسأل ما إذا كنت ستهتمين به عندما يكبر".
تنهدت بعمق قائلة:
" كنت على وشك...".
" ارجوك لا تقوليها ، إنني بحاجة اليك يا أليسون ، لم أشعر في حياتي بالحاجة الى إنسان مثلما أنا بحاجة اليك الآن ، كل تصرفاتك جعلتني أثور واغضب بحيث عجزت عن الرد إلا بالعناق".
ضحك مطولا قبل أن يضيف قائلا:
" لكنني لم أدرك تأثير العناق عليّ شخصيا".
" لا تقلق يا نيال ، سأظل في سترانكوران اطول مدة ممكنة...".
" لم أقصد التعليم ، إنني اريدك زوجة لي واما لندريه في البيت الكبير في آخر الحياة".
" آه كم أحبك يا نيال".
وتولّى العناق الحار التعبير عن المشاعر التي عجزت الشفاه عن تحويلها الى كلمات........




تمت

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 10:27 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلموا أيديكى فراولة ويعطيكى ألف عافية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, black niall, mary wibberley, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نهر الذكريات
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية