لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


86- نهر الذكريات - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )

86- نهر الذكريات - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-11, 01:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 86- نهر الذكريات - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

86- نهر الذكريات - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة


الملخص


هذا الكره هل هو الحب ؟ أليسون تأرجحت طويلاً بين النار و الماء باحثة عن نفسها .
نيال , الرجل الوحش بنظرته الحديده اغلق عليها ابواب قلبه , انه لص سرق بيت طفولتها , وخطف ذكرياتها , وحرق اوراق ماضيها , لاشيء يجمعهابه , و الشفقة التي تحسها نحو ابنه الصغير اندريه لا تعني بأي شكل الخضوع لسلطانه.
انها تكرهه ... لابل تحبه ... أليسون الجميلة عالقة في شباك نيال , بينهما قبلة قديمة , فهل تكفي ذكراها لأزالة الرماد عن الجمر .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 22-12-11, 01:07 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1-شمس في الذاكرة


لم يعرف أحد أن نيال ماكبين قادم الى بلدته شيلينغ ، الى ان وصلها فعلا في ذلك اليوم الصيفي العاصف.
كانت اليسون ماكاي جالسة في غرفة الصف عندما شرد إنتباهها عن مقعدها الذي كان ويلي ماكلويد يشرحه لستة من زملائه التلامذة ، ومن مقعدها المرتفع لمحت ظلا أزرق اللون يمر عبر الأشجار مما جعلها تسرع نحو النافذة.
قالت للطفل الذي توقف عن الشرح مستغربا:
" تابع القراءة يا ويلي ، فنحن نستمع اليك".
إنتظرت حتى عاودت السيارة الزرقاء الظهور ، لم تستطع ان تلمح شيئا داخل السيارة لأن المطر الغزير كان يهيمن على كل شيء ، ترى من الذي يقصد القرية في منتصف آخر الأسبوع من حزيران؟ فالمدرسة تقع خارج الطرق التي يقصدها السياح ، وهي معزولة تماما بإستثتاء الدكاكين المتنقلة التي تزورها مرتين في الأسبوع.
فجاة إلتمعت السماء ببريق قوي اعقبه صوت الرعد القاصف ،وعلى هذا الضوء الباهر شاهدت السيارة مرة أخرى وهي تصعد الطريق الوحيد في المنطقة ثم تقف أمام لوك شيل الذي بدا غامقا وغريبا في هذا الشتاء الغزير.
إرتجفت أليسون لأحساسها بقرب وقوع مشاكل غير محدودة ، وأحست بالبرد ، رغم ان قاعة الصف كانت دافئة تماما ، لمحت شكل رجل يخرج من السيارة ثم يقطع الشارع مسرعا قبل أن يختفي في أحد الأكواخ هناك ، إعتقدت أنه دخل منزل فيرجوس ماكبين ، لكنها لم تكن متأكدة.
خيّم صمت شامل على القاعة ، فعادت اليسون الى مكانها وهي تقول:
" أحسنت يا ويلي ، كانت قراءتك ممتازة".
نظرت اليسون الى ساعة يدها ، إنها الرابعة إلا الربع تقريبا ، لم يعد هناك مجال للمزيد من الدروس ، بالإضافة الى أن الأولاد يأتوا منزعجين من العاصفة ، بل ويبدو على إثنين منهما الخوف الشديد ، توجهت أليسون الى الطاولة وقالت:
" هيا ايها الأولاد ، إحملوا معاطفكم وسآخذكم الى بيوتكم".
إبتسمت وهي تراقب الأولاد وسرورهم ، من حسن الحظ انها جاءت بسيارتها عند الصباح ، فمع انها تعيش على بعد ميل واحد فقط من المدرسة إلا ان هذا المطر الغزير ما كان ليتركها تسير ولو لأمتار قليلة.
تأكدت أليسون من أن النار في المدفأة خامدة ، ثم أطفأت الأنوار وجمعت الأولاد في المدخل في حين فتحت هي أبواب السيارة لهم ، وواحدا بعد واحد ودّعت الأولاد الفرحين على ابواب بيوتهم الممتدة على طول الطريق الوحيد ، واحدة من التلامذة، فيونا ستيوارت ، تعيش في البيت المجاور لمنزل فيرجوس ماكبين ، لذلك قالت اليسون وهي تفتح لها الباب:
" يبدو أن السيد ماكبين يستقبل بعض الضيوف".
إستغربت اليسون نظرة غير الطبيعية في وجه الفتاة ، صحيح أن فيونا كانت في العاشرة من عمرها فقط ، إلا ان كل سكان القرية يعرفون التفاصيل الشاملة عن النزاع ، قالت فيونا:
"هذا صحيح يا آنسة أليسون".
منتديات ليلاس
كان الكوخ ماء ، تظاهرت اليسون بانها تراقب فيونا حتى تصل الى بيتها ، بينما كان نظرها في الواقع مركزا على القنديل الزيتي الذي ينير الغرفة الأمامية من منزل السيد ماكبين ، وطيلة الوقت كان التساؤل حول هوية الضيف يلح على فكرها ومشاعرها.
لكن اليسون نست كل شيء عندما وصلت الى البيت ، فهناك أمور اخرى كثيرة تشغل بالها ، سمعتها جيسي وهي توقف السيارة أمام الباب الخلفي ، فأسرعت تفتح لها الباب وهي تقول:
" هيا بسرعة يا إبنتي ....هيا".
قطعت اليسون المسافة القصيرة ركضا ، وعندما وقفت الى جانب المرأة ذات الشعر البيض الناصع ، قالت:
" يا له من يوم قاس يا جسي ، هل الشاي جاهز؟".
" الماء على النار ، لحظات ويكون قدح الشاي أمامك ، لكن قبل كل شيء أريد أن أحدثك قليلا ، هيا إجلسي".
إعترضت أليسون على جسي التي حاولت أن تجلسها وقالت:
" انا سأصنع الشاي.......".
" لن تفعلي ذلك ، هناك شخص واحد في هذا البيت يعرف كيف يصنع الشاي... وهذا الشخص هو انا".
إبتسمت أليسون من على كرسيها الهزاز وقالت:
" آسفة يا جسي ، لا أعرف ما يمكن ان نفعل من دونك".
وكانت تعني كل كلمة تقولها ، راحت تراقب يدي العجوز وهما تعملان بثقة وخفّة في إعداد الشاي ، فقد عاشت جسي مع العائلة منذ ما قبل مولد اليسون ، بل حتى قبل مولد اخيها أليك الذي يكبرها بخمس سنوات ، والان ، بعد وفاة والدها وزواج اليك في كندا وتبخّر ثروة العائلة بالكامل... فإن جسي ما تزال معهم في الضراء كما كانت في السراء.
وبقوة تحسد عليها ، إستطاعت جسي أن تقف الى جانب الأم عندما قتل الأب في حادث طائرته وهو في رحلة عمل الى يوغوسلافيا قبل ثلاث سنوات ، كان الأب على وشك أن ينقل شركته الهندسية الى مرحلة أخرى من النجاح ، مرحلة كانت ستعني الثروة والأمان ، بعد خيانة غير متوقعة من شريك محتال.
المال الذي كان بين يدي العائلة إبتلعته ترتيبات الدفن بعد الحادث المفجع ... ومع ذلك ظلت جسي معهم ، وكم تتمنى أليسون أن تظل معهم طيلة حياتها ، فهي تحب مدبرة المنزل وترتاح اليها كثيرا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 01:09 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضعت جسي أبريق الشاي من يدها وقالت:
"المسألة تتعلق بأمك ، فهي تتصرف بشكل غريب هذه اليام ، تتجول في البيت على غير هدى بدل الإهتمام بلوحاتها الفنية ، وقد لاحظت على وجهها تلك النظرة الحالمة ، النظرة نفسها التي تحملها عندما تكون قد وضعت في راسها فكرة ثابتة ، الواقع انني لا أعرف ماذا تفكر ، لكنني يمكن أن أخمن".
هزت اليسون راسها وقد احست قلبها يغرق بين أضلعها:
"البيت؟".
تمعّنت جسي في وجه أليسون بحدّة وقالت:
" اجل ، فهي تواصل الحديث منذ مدة عن أن البيت كبير ويكلّف الكثير من الأوال لصيانته ... وما شابه".
قاطعتها أليسون بأسى واضح:
" اعرف ذلك ، انها تثير الموضوع كل صيف عندما تكشف الشمس ما حلّ بالبيت من الخارج ، آه يا جسي ، ماذا يمكن أن أفعل؟".
تلفّتت جسي حولها قائلة:
" الله وحده يعلم يا إبنتي، إنها على حق ، ماذا تفعل ثلاث نساء وحيدات في هذا البيت الضخم ؟ المدخول الوحيد هو المال الذي تكسبينه وما قد تبيع امك من رسوم ... وهذا المدخول لا يكفي".
ردت أليسون بإنفعال يائس:
" لكنها لا يمكن ان تبيع البيت، فهو متوارث في العائلة منذ أجيال".
توقفت عن الكلام وكأن فكرة طارئة داهمتها ثم اضافت:
"في كل حال ، من سيشتري البيت ؟ فالمعروف أن مثل هذه البيوت الضخمة غير رائجة في السوق ، آه يا جسي...".
أغمضت عينيها براحتي يديها وهي تقول:
" أتمنى ان نكون مخطئين ".
" صحيح ، لكن يجب أن نكشف الحقيقة ، من الأفضل أن تساليها لكن بلطف يا أليسون ، فأنت تعرفين بأنها تضطرب فورا إذا ما تعرضت لأية مشاكل".
إغتصبت اليسون إبتسامة صفراء وقالت:
" سافعل ذلك طبعا ، اشكرك يا جسي لأنك أخبرتني ، لعلنا نستطيع إيجاد مخرج ، من يدري؟".
رمت اليسون هذه العبارة بخفّة ، لكن قلبها كان مثقلا بالأحزان ، فهي تحب بيتها بكبرياء مجنونة ، فقد كان منزلا ريفيا ضخما مبنيا بالحجر الصخري ، موقعه يواجه الشرق بحيث تحتضنه الشمس كل صباح ، ومع ذلك تحميه التلال المجاورة من العواصف والأمطار ، كما تحيطه الجبال والغابات في موقع يعتبر من أجمل مناطق اسكتلندا ، وبينما هي في طريقها من المطبخ الى القاعة الرئيسية ، أضاء البيت برق خاطف أعقبه رعد قوي... فإزداد إضطراب اليسون وخوفها.
كان على أليسون أن تنتظر حتى ساعة متأخرة من الليل كي تعرف الحقيقة التي أنهت كل التكهنات ، كانت جالسة في مقعدها المريح في غرفة الجلوس وهي تراجع بعض الدفاتر المدرسية ، وعندما رفعت عينيها الى أمها لمحت على وجهها تلك النظرة الحالمة التي تعني الكثير ، انها النظرة التي تكشف كل مكنونات الأم ، لذلك لم تعد تحتمل المزيد ، وضعت الدفاتر جانبا وقالت بهدوء:
" امي أرجوك ان تحدثيني".
فتحت السيدة ماكاي عينيها على إتساعهما ، وهي تشعر بالذنب أكثر من أي وقت مضى ، أحست اليسون بدفقة حب عارمة لأمها ، وكادت أن تغص بالبكاء لكنها تمالكت نفسها بسرعة ، بدت الأم متعبة ومهزومة بحيث اجبرت أليسون على إسترجاع صورتها عندما كانت مهندسة ديكور ناجحة جدا زارت معظم أقطار العالم مع شريكة لها قبل أن تتعرف الى والدها في أستراليا ... بعد ذلك عادت الى أسكتلندا وتزوجته وتركت اعمالها لتصبح ربة بيت مثالية ، ومنذ ذلك الحين لم يسمع أحد منها كلمة اسف أو ندم على الثروة الكبيرة التي كانت ستحصل عليها فيما لو إستمرت في مهنتها ، اما الآن فتكتفي بالرسم الزيتي ، وفي بعض الأحيان بيع اللوحات الى مردوخ أيمري ، وهو صديق قديم للعائلة يملك محلا فاخرا لبيع التحف القديمة واللوحات الفنية.
" اخبرك عن ماذا؟".
لكن إرتجاف يدها وهي تداعب خدها كشف كل ما تحاول اخفاءه .
توجهت اليسون لتجلس على الرض أمام امها ثم وضعت راسها في حضنها وقالت:
"آه يا أمي ، انا وجسي قلقتان عليك تماما ، هناك شيء ما يدور في تفكيرك ، ولا بد لك من الحديث عنه عاجلا ام آجلا فلماذا لا يكون الآن؟".
لم يكن للأم مهرب من المنطق الواضح في كلام إبنتها ، تنهدت بعمق بينما يدها تداعب شعر اليسون بحنان:
" حسنا ، إنه شيء كان يجب أن احدثك به قبل الان لأنني لا احب أن اخفي شيئا عنك أنت خاصة".
فجأة تهدّج صوتها وعادت تبكي ، لكنها تمالكت وتابعت تقول :
" لقد وصلت الأمور الى حد بات معه من المستحيل المضي في الوضع الحالي أكثر ، علينا أن نبيع البيت".
نظرت اليسون الى امها وهي تجاهد كي تحبس دموعا ترقرقت في عينيها عندما تأكدت مخاوفها.
" هذا ما فكرنا فيه ، لكنني احب هذا البيت كثيرا".
ردّت الأم بحنان واضح :
" وانا أحبه ايضا ، كم فكرت في المسالة قبل إتخاذ القرار؟ كان عليّ أن أخبرك منذ مدة ، لكنني كنت اتامل حدوث... انت تعرفين كيف افكر".
هزّت اليسون راسها وهي تشعر بالحزن لأمها ولنفسها أيضا.
تابعت الام:
"الواقع انني بحثت المسألة مع السيد جون ستيورات".
وجّهت اليسون نظرة حادة الى أمها ، فمع ان جون ستيورات هو محامي العائلة ومن الطبيعي ان تبحث الأم معه موضوع البيت ، إلا أن ذكر إسمه جعل عملية البيع تبد اكثر إلحاحا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 01:10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" وماذا قال لك؟".
إبتسمت الأم بضعف وقالت:
" لن تصدقي الأمر ، هناك شخص ما مهتم بشراء البيت ، لم يخبرني السيد ستيوارت عن هوية هذا الشخص ، حتى أنني لم أعرف ما إذا كان رجلا او أمرأة ، والظاهر ان هذا الشخص إتصل به قبل حوالي سنة وابلغه أنه مهتم بالبيت ، ويريد ان يعرف حالما نقرر طرحه للبيع ، ولا شك أن هذا الشخص يعرف البيت ، المهم ان المحامي إتصل بي امس وقال لي ان ذلك الشخص سيتصل بنا قريبا".
حوّلت الأم نظرها الى المدفأة ، وتابعت تقول وهي تربّت على كتف أليسون:
" هذا هو السبب الذي جعلني متوترة خلال الأيام القليلة الماضية ، فارجو ان تسامحيني ، إذ ليس أمامي إلا هذا السبيل".
هزّت اليسون راسها بعنف:
" لا ، لا بد ان هناك طرقا أخرى".
" ماذا؟ اتمنى لو أجد حلا آخر ، أنت تعرفين كيف يكون البيت في الشتاء... يصبح كثلاجة كبيرةجدا ، كان علينا ان نركّب تدفئة مركزية منذ مدة ، الأمر كان محتملا عندما كان البيت مليئا بالزوار والنار في كل غرفة...لكنه لم يعد كذلك ، نحن وحدنا في البيت ، وجسي أصبحت كبيرة في السن ، الى متى تظنين انها ستظل قادرة على العمل في ذلك المطبخ الشاسع؟ صحيح أنها لا تشكو ولا تتلكأ ... لكن التعب سيظهر جليا باسرع مما نظن".
هدأت العاصفة ، وإنعكس الهدوء على مزاج أليسون التي بدت ساكنة وكأنها تخلّت عن كل معارضتها ، تنهدت وحوّلت نظرها بإتجاه الكلب راستي الذي كان متمددا بالقرب من المدفأة ، مدّت اليسون يدها تداعبه ، وسالت أمها من دون ان تنظر اليها:
" والى اين سنذهب يا أمي؟".
" كنت اتفحص منذ يومين الكوخ الملحق بالبيت والأراضي المحيطة به ، صحيح أنه بحاجة الى عمل كثير لأنه مهجور منذ أن تخلينا عن البستاني العامل فيه ، إلا أنه يصلح لنا نحن وللكلب أيضا".
رددت اليسون كلام امها:
" .... وراستي ايضا لكن هل يمكننا بيع البيت دون الكوخ".
اجابت الأم بإستغراب:
" طبعا ، الواقع انهما منفصلان ، وسوف نحتفظ بالحديقة الصغيرة المحيطة بالكوخ ، وفي الوقت نفسه تطل على الوادي تماما كما تطل من هنا".
كل ما قالته الأم كان صحيحا ، لكن أليسون تساءلت في سرها:
( هل تحتمل العيش في الكوخ قريبا من البيت الذي يعيش فيه غرباء ؟) هذا هو السؤال الذي لا جواب له الان.
ذهبتا الى النوم دون أن تخبر أليسون أمها عن الشيء الاخر الذي يقلقها هذه الأيام ، إذ يكفيها الألم الذي تحملته فيما يتعلق بالبيت ، فالمدرسة التي تعمل فيها اليسون ستغلق بعد فصل الخريف ، ومن سبعة تلامذة تعلمهم أليسون هناك خمسة سيغادرون لأنهم اصبحوا فوق العاشرة وهذا يتطلب إنتقالهم الى مدرسة أخرى ، اما التلميذان الآخران فسينقلان الى مدرسة تقع على بعد خمسة عشر ميلا ، وبما أنه لا يوجد أطفال في عمر مناسبة لصفها ، فإن الإدارة قررت إغلاقه لمدة أربع سنوات ، وربما الى البد ، ومع ان أليسون ستتلقى قرارا بالنقل إلا ان المدرسة الجديدة ستكون بعيدة جدا ، وكل ما تتمناه الآن حدوث معجزة تتمثّل في إنتقال عائلتين فقط الى شيلينغ لكل منهما ثلاثة او اربعة أطفال ، وهذا كفيل بإنقاذ وظيفتها.
تنهّدت أليسون بعمق وهي تطفىء نور غرفتها ... وعبثا حاولت النوم.
كان اليوم التالي نهار الجمعة ، يوما مشمسا ودافئا وكأن عاصفة الأمس لم تكن قط ، وبينما كان الأولاد يلعبون بعد الظهر في باحة المدرسة ، شاهدت اليسون مرة أخرى السيارة الزرقاء التي راتها بالأمس وهي تتوقف مجددا أمام منزل فيرجوس ماكبين ، كانت قد نسيت تماما هذا الضيف الغريب لأنشغالها بقضايا البيت والمدرسة الملحة ، إقتربت من الحائط الحجري الصغير الذي يحمي الصغار من المنحدر المطل على القرية ، وراحت تتامل السيارة بفضول ، خرج رجل من سيارة الفورد القديمة ، وقبل أن يعبر الطريق القى نظرة خاطفة بإتجاه المدرسة ، كانت كفيلة بإحراج اليسون مما جعلها تبتعد عن الحائط وكانها شوهدت بالجرم المشهود ، ومع ذلك كانت راغبة في معرفة هوية الرجل ، لو انه أحد أبناء فيرجوس لكان الخبر قد عمّ القرية فورا ، لكن شيئا لم يذع بين الأهالي ، لم تستطع ان تلمح وجه الرجل الغريب ، ومرة أخرى القت نظرة الى الكوخ الذي يعيش فيه فيرجوس ماكبين وحيدا ، بعد رحيل إبنائه الأربعة أليستير وأيان ودانكان ونيال، الإبنان الأكبران يعيشان في نيوزيلندا ويقال أنهما يعملان في تجارة الماشية ، اما دانكان ونيال فقد غادرا القرية منذ سنوات للعمل في السفن التجارية... نيال الأسود كما يسمونه ، الإبن الأقسى بين أربعة يشكلون عائلة ماكبين التي عاشت في نزاع مستمر منذ أكثر من قرن مع عائلة ماكاي ، اليسون تتذكر نيال فقط لأنه كان أصغر اخوته ، من عمر أخيها أليك تقريبا وزميله في الصف نفسه أيضا ، زميله ؟ صحيح ، لكنهما كانا يتقاتلان دائما ، فكرت أليسون ان الكراهية موجودة في الدم ، بحيث كانت العائلتان على نزاع دائم ومستمر منذ العام 1869 عندما كانتا أكبر عائلتين في القرية والأرياف المحيطة بها ، ففي أحد ايام ذلك العام ، وجد هيكتور ماكبين ودومنيول ماكاي نفسيهما يقعان في غرام أمرأة واحدة عمدت الى تاجيج نار الحب والحقد بين الرجلين معا ، وفد تأكد فيما بعد ان الشابين كانا ضحية سحر إيزابيل القاسية ، ومهما كانت الحقيقة فإن الرجلين قررا ذات يوم التوجه الى التلال لتسوية المسالة بينهما... ذهبا ولم يعودا ابدا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 01:11 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد عدة ايام ، نزل احد الرعاة من كوخه الجبلي ليروي قصة مرعبة عما شاهده ، في أحد الأيام ، ذهب يبحث عن بعض الأغنام الضالة ناحية الجبل المطل على البحر بإنحدار شديد الإرتفاع ، وهناك شاهد الرجلان يتقاتلان بضراوة ووحشية ، كانت الأرض مغطاة بصخور وحصى صغيرة تجعل الثبات عليها صعبا ... وبينما هو يراقب إنزلق الرجلان واخذا ينحدران صوب البحر وهما مستمران في القتال ، وعندما وصل الى مكان المعركة كان الأوان قد فات ، ففي الأسفل ، لم يكن يسمع إلا صوت إرتطام الموج بالصخور الحادة وزعيق طيور البحر الباحثة عن طعامها.
ولما إنتشرت قصة الراعي في القرية ، تبادلت العائلتان التهم والكلمات القاسية ، ومنذ ذلك اليوم إنقطعت العلاقات بين الطرفين وإندلع الحقد في نفوس الجميع ، وبالطبع كانت هناك قصص غير قصة مصرع الشابين تتعلق بتجارة البحر والتهريب وغيرهما ، لكن أحدا لم يخبر أليسون عن الحقيقة تماما ، لعل الخجل كان يجعل كل طرف يحجم عن المجاهرة بالواقع ، واليسون نفسها لم تتجرأ وهي طفلة على طرح الأسئلة ، ودائما كانت تتساءل عما إذا كان أليك قد عرف الحقيقة أم لا .
منتديات ليلاس
البيت الذي تعيش فيه اليسون الآن هو بيت العائلة قبل زمن طويل من النزاع ، اما فيرجوس ماكبين ، وهو آخر فرد من العائلة باق في القرية ، فيعيش في كوخ عاش فيه من قبل أبوه وجده ، وبيت ماكبين ، الذي كان يجاور بيت ماكاي ، فقد دمر نهائيا في حريق كبير إندلع في العام 1872 ، وتقول الروايات أن ثروة العائلة إحترقت في البيت ، ولم يبق من أثر البيت المحترق إلا بعض الأحجار المتفرقة ، في حين نمت اعشاب وأشجار برية في المكان برمته.
احست اليسون بقشعريرة برد تجتاح جسمها بفعل الذكريات الأليمة التي إسترجعتها ، لذلك توجهت الى الأطفال تشاركهم تمارينهم الرياضية بحماس وكأنها تريد إبعاد أشباح الماضي عن فكرها ، لكن عقلها رفض التلبية في الدروس اللاحقة ، كانت تشعر بالضيق الشديد ، ربما لعلمها بأن المدرسة ستغلق ، او ربما لأن البيت سيذهب الى الأبد مع العائلة ، أو ربما للسببين معا ، اصابها التفكير الشديد بصداع حاد إستمر بإلحاح رغم تناولها قرصين من الأسبرين ،وما أن جاءت الساعة الرابعة حتى شعرت بالإرتياح لأن العمل قد إنته وبات بإستطاعتها أن ترتاح ، ومن مقعدها خلف الطاولة راحت تراقب الأطفال وهم يغادرون القاعة بسرور كمن أطلق سراحه من سجن مظلم.
في الجهة الخرى من الوادي ، إستطاعت أليسون ان ترى من مقعدها جانبا من البيت ، السقف القرمزي وبعض غرف النوم ، فعادت اليها كل مخاوفها ، فكرت بصوت خافت ، كيف يمكن أن أتركه ؟ فطفرت دموع الحزن والألم الى عينيها ، لقد كانت أمها على حق بينما تصرفت هي بطيش وعاطفية ، إنهم لا يستطيعون مواصلة العيش في البيت بالمدخول الخفيف المتوفر لديهم ، فالحب العميق الذي تشعر إتجاه البيت لم يعمها عن رؤية إطارات النوافذ المتساقطة أو قرميد السطح الذي يحتاج الى ترميم سريع ، حتى الحديقة تحولت الى يباس بعد أن إضطروا الى الإستغناء عن البستاني ، حاولت أليسون وأمها جهدهما ، لكنهما كانتا تخوضان معركة خاسرة مع المساحات الواسعة التي غزاها اليباس.
تنهدت أليسون بعمق ثم اخرجت مرآة صغيرة وتطلعت فيها الى عينيها ، يجب أن لا يرى احد آثار الدموع عندما تعود الى البيت ، حدّقت طويلا في المرآة فلم تر سوى عينين دامعتين ، ولكنّ الذين ينظرون اليها يجدون أكثر من ذلك ... يجدون الجمال الهادىء الذي ينير ملامحها بحيث يجعلها محط أنظار المجتمع الذي تتواجد فيه ، كانت شفتاها حمراوين ممتلئتين ،وعيناها برموش سوداء كثيفة.
وضعت المرآة في حقيبة يدها وتناولت مشطا صغيرا سرّحت به شعرها المجعّد من دون إنتظام ثم جالت في الغرفة لتتأكد من ان كل شيء على ما يرام.
زال الصداع الحاد عندما بدات اليسون سيرها نزولا نحو القرية ، كان عليها أن تعرج على مكتب البريد للحصول على بعض الأوراق الرسمية والطوابع لجسي التي تراسل العديد من القارب في مختلف انحاء العالم ، وقد شعرت أليسون بالإرتياح وهي تحيي اهل القرية على طول الطريق ، ما أعاد اليها بعض السعادة المفقودة.
يقع مكتب البريد الذي يشكّل أيضا مخزنا لبيع الخضار الطازجة والبضائع المختلفة ، في الطرف الاخر من القرية على الطريق المؤدي الى بيت اليسون ، وكانت قد إستدارت قليلا لتحيي السيد ماكينتر قرب مكتب البريد ، ولما إتجهت مجددا نحو المكتب وجدت نفسها وجها لوجه مع رجل خرج لتوه من الداخل ، للحظات ، شعرت أن توازنها قد إختل ، لكن يدين قويتين امسكتاها ....فنظرت الى صاحبهما فورا ، وما أن لمحت وجهه حتى علتها الدهشة فجذبت نفسها بعيدا عنه وكنها تهرب من أفعى سامة ، فالرجل الذي إصطدمت به والذي كان يرميها بنظرة غريبة ، لم يكن إلا نيال ماكبين ، نيال ماكبين الأسود نفسه ، وعندما تمالكت نفسها ، إبتعدت أليسون مسرعة ودخلت الى مكتب البريد المعتم وقلبها يخفق بشدة لكنها ظلت تشعر ان نظراته تلاحقها من خلال النافذة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, black niall, mary wibberley, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نهر الذكريات
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية