لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-10, 11:06 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تجاهل قصدها .
" الزوارق تنتشل من الماء في الشتاء عندما لا تكون قيد الأستعمال , ويجب حمايتها من الطقس بقدر الأمكان".
" أعلم ذلك , ولكنني أستعمله على مدار السنة وليس فقط في الصيف , وأقوم بأعمال كثيرة لصيانته , ثمة خبير يكشف عليه بين الحين والآخر , وأنا أقوم برأب الشقوق وطلائه بنفسي".
نظرة عدم التصديق التي بدرت منه كانت مثيرة للغضب فهبت على قدميها تاركة فنجان الشاي على المائدة , وصعدت ألى سطح الزورق , شعرت بموجة من السرور تسري في شرايينها عندما أدارت المحرك وراح صوته يتردد على مسامعها ,, وبلطف فائق أبتعدت بالزورق عن المرسى المزدحم آخذة بعين الأعتبار أن أي أحتكاك بزورق قد يقذف بوجبة الطعام أرضا , وعندما تأكدت أن ممرها خال أنطلقت بالزورق ألى عرض البحر.
وما هي ألا ثوان حتى لحق بها كما كانت تتوقع.
" ما الذي تفعلينه؟".
تعالى صوته فوق ضجيج المحرك .
" البحر ليس مكانا للمبتدئين ".
وبسرعة ألتفتت يمينا ويسارا متفحصا الأنوار على الجانبين ,وبذلك كشف عن معرفته لقوانين البحار مما أثار حمية تامي".
" لا تقلق , فقد درست التقويم البحري , وجدول المد والجزر ونظام العوم ولذا يمكنك الأطمئنان معي".
كان سبر غور الظلام تسلية خطرة بينما كان الزورق القوي ينطلق تحت توجيه يديها الماهرتين , لا وجود آدم فوكس المحترق غيظا ولا شتائمه التي كانت تصفع مسمعها , أستطاعت القضاء على شعورها بالقوة وبسيطرتها التامة على هذا الرجل المتصلّب.
كانت تتوقع موقفا ظيفا عندما تبدر من المحرك أولى أشاراته بالتوقف , وكان عليها أن تبذل جهدا فائقا لأبعاد رنة الشماتة عن صوتها وهي تجيب على سؤاله:
" ما الأمر؟".
منتديات ليلاس
بقولها :
" لست أدري , لم أدرس فن الميكانيك البحري".
" يا ألهي!".
كان تصلّبه لينا أذا قورن بنبرة صوته الغاضبة , وفي تلك اللحظة توقف المحرك كليا , مخلفا وراءه صمتا رهيبا.
" ما الذي حدث برأيك؟".
سألته بوداعة وهي تتسلل من جانبه مبتعدة عن قامته الضخمة .
فأجاب متجهما :
" جهاز أدارة المحرك أو الضغط أو الوقود , أنني أشكر الله لكوننا بعيدين عن الخط الرئيسي لمرور السفن! ولكن على سبيل الأحتياط راقبي جيدا بينما أكشف على المحرك".
هزت تامي كتفيها حبسة ضحكة راودتها , بينما راحت تراقبه وهو يكشف على المحرك , وعندما أقتنع بأنه غير معطل حول أهتمامه ألى جهاز الضغط وكآخر سهم في جعبته حل أنبوب الوقود.
تشنجت وهي تتوقع أن ينفجر غاضبا , ولكن عندما أستدار ليواجهها كان صوته هادئا ألى حد لا يمكن تصديقه.
" نفد الوقود ....... الخزان فارغ".
" آه , يا لحماقتي!".
كان أرتجاف صوتها حقيقيا لا تصنع فيه." لا بأس , سنضطر ألى المبيت على متن الزورق وفي الصباح نجد من يقطره لنا".
خيّم صمت طويل مشحون بالترقب ,وراحت تتململ بأضطراب , وأخذت تتساءل عن الأفكار التي تتزاحم وراء عبوسه , والعبارات اللاذعة التي ستنطلق من فمه , وبجهد أستطاع السيطرة على نفسه وجعل رده عبارة مقتضبة.
" أهبطي أنت , سأمضي الليلة على سطح الزورق".
وأعترضت قائلة:
" ولكن البرد شديد".
" أهبطي يا آنسة ماكسويل ".
" سأفعل , ولكن لا تلمني أذا أنهمر المطر عليك".
أمضت الساعات مستلقية على الأريكة مصغية ألى وقع خطاه على سطح الزورق , ولما لاحت تباشير الفجر راحت تشجع نفسها على مواجهته , ولكنها رأت أن أفضل وسيلة لتهدئة الوحش الثائر هي أعداد أفطار شهي له.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 11-09-10, 11:20 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وسريعا ما عبق الجو برائحة الطعام المؤلف من البيض واللحم , وكالمغناطيس أجتذبت أهتمام الرجل الكليل العينين فهرع ألى المطبخ وطوق فنجان القهوة الساخن بأصابعه المتجعدة , نظرة واحدة ألى عينيه الزرقاوين المنغلقتين أنبأتها بأن الوقت غير مناسب لتقديم الأعتذار , وبدون أن تفوه بكلمة وضعت أمامه صحنا حافلا بالطعام , وأنتظرت بصمت ألى أن ألتهم كل محتوياته.
" أيها القوم".
وصلهما هذا النداء بوضوح عبر المياه , وتقابلت عيونهما ثم قفز آدم مندفعا ألى سطح الزورق ولحقت هي به , كان ثمة زورق دورية نهرية بمحاذاة زورقهما.
" هل أنتما في مأزق؟".
منتديات ليلاس
أنطلق هذا السؤال من مكبر الصوت.
وأجاب آدم :
" يلزمنا من يقطر لنا الزورق , هلاّ أسديتم ألينا هذا الجميل؟".
وكان الجواب :
" بكل تأكيد , سنرسيكم بأسرع ما يمكن".
بعد ساعة بر طاقم الزورق بوعده وأعادهما ألى مرساهما سالمين , ولوحا بأيديهما للطاقم شاكرين مودعين , تقبل الرجال قول آدم أن الوقود نفد منهما ساخرين , ولحسن حظ تامي كانت عبارات السخرية معدودة , ولكن بينما كان منقذوهما يرحلون شعرت بأن صبر آدم قد نفد.
وبينما كانا يترجلان ألى الشاطىء , ثمة ساعة أعلنت الخامسة , تمتم قائلا:
" سنكون محظوظين أذا وجدنا سيارة أجرة في هذه الساعة المبكرة , أستعدي لمسيرة طويلة للعودة ألى الشقة ".
لأول مرة منذ ساعات نظر مباشرة ألى محياها الرصين , ردّت أليه النظرة بأخرى جريئة وقد ندمت على تسرعها , خوفها من الأنتقام منعها من الأقرار بأن ما حدث لم يتعد كونه مزاحا.
ومضة من نور بهرت عينيها , ولأول وهلة عزت ذلك ألى تأثير آدم على مشاعرها , وعندما أدار رأسه تبعت عيناها الأتجاه الذي تركزت عليه نظراته المنفعلة.
منتديات ليلاس
لوح ستيف هاريس بآلة التصوير وعلى شفتيه أبتسامة عريضة .
" صورة أخرى على سبيل الأحتياط !".
وأبتسم ثانية قبل أن تلتقط الآلة صورة ثانية لهما وهما في حالة من الذهول الشديد!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 11-09-10, 11:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- حرب بين قلبين

نادرا ما كانت تامي تشارك والدها طعام الأفطار , ولذا بدت عليه الدهشة عندما رآها تجلس في المقعد المجاور له , لم يكن للسهر أي أثر على محياها بأستثناء تعب طفيف في عينيها , زال عندما جالت ببصرها في محياه الهادىء , كان من الواضح أنه يجهل ما جرى في الليلة المنصرمة.
تأكد لها ذلك من تحيته:
"طاب صباحك , هل أمضيت سهرة ممتعة؟ أنا آسف لعودتي متأخرا أذ حدث ما أخرني".
أرتسمت على شفتيها أبتسامة غامضة , سيئة والدها الوحيدة , أذا جاز التعبير , هي حبه للعب الورق حتى مطلع الفجر , وليس في هذا ما يضير , ألا أنه يأبى الأقرار بذلك.
منتديات ليلاس
" لا بأس يا أبي , أنا أيضا تأخرت بالعودة ".
وقبل أن تباشر بتفسير ذلك أطلق ضحكة العالم بالأمور قائلا:
" لا تكوني أبنة أبيك أذا لم تنتهزي الفرصة التي هيأتها لك , ذلك الشاب يعجبك , أليس كذلك ؟".
قال ذلك ضاحكا وراح يدهن قطعة خبر بالزبدة وأضاف:
" لأول مرة أوافق على أختيارك , ولذلك خرجت عن المألوف لأوفر له صفقة جيدة , كما تعلمين , أترك أمور المشتريات ألى الموظفين المقتدرين , ولكنني في هذه الصفقة قبلت بالخسارة , ليس بدافع العطف على الشاب الذي توسّل كثيرا بالنيابة عن شركائه طلبا لسعر أفضل من ذلك السائد في السوق , بل لثقتي من أنه بعد عقد الصفقة سيضطر للعمل بجميع أقتراحاتي , والآن , أخبريني , هل نجحت خطتي؟".
قالها وهو يقضم قطعة الخبز:
" هذا ما أود محادثتك فيه يا أبي".
وراحت تامي تداعب منديلها بعصبية ظاهرة , لأول مرة في حياتها لم تكن واثقة من ردة الفعل لدى والدها , كانت على وشك الأبتداء بالشرح عندما قوطعت للمرة الثانية برنين جرس الباب , وترددت , غير راغبة في أستئناف الحديث قبل أن يوليها والدها كل أنتباهه .
أنتظرا بصمت ألى أن أدخلت الخادمة الزائر , ثم نظرا بدهشة عندما دخل آدم فوكس الغرفة بخطة ثابتة تحدوه رغبة فائقة في الأسراع بالرحيل.
" آدم ! كنت أظنك لا تزال نائما!".
" كلا , أكون عادة قد أنجزت نصف أعمالي اليومية في مثل هذه الساعة , ذهبت ألى المحطة للأستفسار عن مواعيد القطارات , هناك قطار ينطلق بعد ساعتين وذلك يناسبني تماما ".
جوك , الذي يعرف طباع أبنته جيدا نظر أليها وتساءل عن سبب أهتمامها المفاجىء بمحتويات صحنها , ليس من عادتها أن تتحاشى نظرة أحد , ولاحظ أن آدم لم يرمقها بنظرة واحدة ,وبدا أن رغبته في الرحيل تتعدّى كل تهذيب , ولما شعر بأن وجوده غير مرغوب فيه تأبط الصحيفة وغادر المائدة , أنه لا يفهم أساليب شباب اليوم , يسرهم أن يظهروا غير ما يبطنون.
" سأراك قبل رحيلك".
قالها وهو يتجه نحو غرفة الجلوس ساخطا لسوء أستغلال تجاهله , عندما أبح آدم وتمي وحدهما أخذا يتبادلان النظرات , يسيطر على آدم الجفاء والبرود , وتامي يأكلها الأرتباك والأحراج.
" هل يعلم؟".
وتحركت عضلة في وجه آدم:
" يعلم ماذا؟".
حاولت كسب الوقت وكان يعرف ذلك.
صرخة غضب مفاجئة من غرفة الجلوس أكدت لتامي ما كانت تخشاه.
" أصبح يعرف".
قالت هامسة وأعدت نفسها للمجابهة التي لا مفر منها.
بدت على آدم دهشة مثيرة للمجابهة التي لا مفر منها .
بدت على آدم دهشة مثيرة للضحك عندما أندفع جوك ألى الغرفة وهو يصرخ غاضبا وملّوحا بالصحيفة , وكادت تامي أن تنفجر ضاحكة.
منتديات ليلاس
" ما معنى هذا؟".
ولوّح جوك بالصحيفة أمام عيني آدم :
"أريد تفسيرا ........ أريد تبريرا مقنعا".
كان آدم يستعد للرد وأذ بعينيه تقعان على صورة تمثل رجلا وفتاة يبدو عليهما التعب والشعور بالذنب , وتحت الصورة ملاحظة لاذعة تقول:
" ماذا سيقول الوالد؟".
وتحت ذلك وبحروف أصغر حجما كتب ستيف كلاما حافلا بالسخرية , الجملتان اللتان لمحتهما تامي من فوق كتف آدم كانتا كافيتين لتفسير أمتقاع لونه:
" أبنة المجتمع المخملي تقضي الليل على أمواج البحر , الآنسة ماكسويل تقع أسيرة شاب فاتن من الشمال , هل تصدقون أن عذرهما هو نفاد الوقود من زورقهما ؟".
" تبا له ".
وعصر آدم الصحيفة بقبضتيه القويتين :
" سوف أدق عنق ذلك الصحافي اللعين !".
أطلق جوك زفرة حارة وقال:
" هلا أبديت لي عذرا يمنعني من دق عنقك؟".
حملق به آدم وقال:
" أنك حتما لا تصدق هذه السخافات".
صرخ جوك غاضبا:
" لا يهم أن صدقت أو لا , السؤال هو كم من أصدقائنا سيصدقون ذلك ؟ ألحقت لعار بأبنتي ولوثت سمعتي وسنكون محور أحاديث أهالي لندن , أود أن أعلم بما تنوي مله حيال ذلك ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 03:53 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس مميز


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 49790
المشاركات: 895
الجنس أنثى
معدل التقييم: قصائد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قصائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سلام الرواية مرة حلوةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة

 
 

 

عرض البوم صور قصائد   رد مع اقتباس
قديم 12-09-10, 02:30 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أستعادت تامي الجرأة على الكلام , وأندفعت تبدي الأيضاح الذي تأجل مرتين:
" حقا يا أبي , لا لوم على آدم ,بل يقع الذنب عليّ , أنا أخرجت الزورق ولم أتأكد من كمية الوقود فكانت النتيجة أن توقفنا لبضع ساعات ألى أن قطرتنا دورية ألى الشاطىء في الصباح الباكر , وقد أمضى آدم اليل على سطح الزورق ونمت أنا تحت".
لم يبد على جوك أي لين وزأر صارخا:
" أنا أصدقك , ولكن هل يصدق الناس ذلك؟".
وتدخّل آدم بكلمات تفيض أحتقارا:
" وهل تبالي بتصرفات بعض الأغبياء؟".
" أني والله أبالي".
قالها جوك حانقا.
منتديات ليلاس
في الجبال المعزولة تجد مناعة ضد الألسن الثرثارة, أما نحن فنعايشهم يوميا , في الأشهر القليلة ستكون قد نسيت هذا الحادث , بينما أطون وتامي هدفا للأنتقادات اللاذعة والنظرات الحافلة بالمعاني , ألحقت العار بأبنتي , في الأيام الغابرة كان عمل كهذا يثير العداء المستحكم".
أعربت تامي عن عدم تصديقها بقولها:
" كم هذا سخيف يا أبي".
أستدار جوك نحوها وهو يرتجف غضبا وأمرها قائلا:
" أذهبي ألى غرفتك , لي حديث مع هذا الشاب".
ألقت تامي نظرة على والدها , كانت قد رأته يصبّ غضبه على الآخرين , ولكنها لم تكن مرة هدفا له , شدّة غضبه كانت مخيفة , ولاحظت العروق تبرز في صدغيه وتوشك أن تنفجر , كان يتنفس بصعوبة وأحتقن وجهه بلون داكن مخيف.
توسلت أليه وقد أعترتها رهبة مفاجئة :
" يجب أن تهدأ يا أبي!".
نبرتها الهادئة لم تزده ألا أنفعالا , وبغضب هائل لوح بذراعيه بأتجاه غرفتها مصرا على تنفيذها لأمره , وقفت مترددة ونظرت ألى آدم الذي أومأ برأسه فأذعنت وتوجهت متمهلة ألى غرفتها .
جلست في غرفتها لمدة ربع ساعة تصغي ألى سوت والدها الغاضب وألى أجوبة آدم الهادئة , كان يتكلم بنبرة معتدلة , مزيلا تدريجيا الحدة من نبرة والدها .
أما الآن وقد أتيح لها التفكير بنتائج تصرفها الأرعن شعرت بتأنيب الضمير , لم تتوقع أن تسبب كل هذا العذاب لوالدها , منذ طفولتها وهي موضوع محبة والدها , ولو كان والد سواه لكانت موضع كراهيته , لم تكن المرة الأولى التي تحن فيها تامي ألى حكمة والدتها ومؤاساتها , دللها جوك ألى درجة مشينة ضاربا بتحذيرات الأصدقاء عرض الحائط , مدّعيا أن تصرفات أبنته المعوجة سيصلحها الأدراك السليم الذي ورثته عن والدتها وهي سيدة فاضلة من يوركشاير أعتمد جوك عليها كليا طوال العشرين عاما من زواجهما .
مولد تامي وضع خاتمة لزواج قام على مدى السنين على المحبة والثقة ,الطفلة التي طالما توسلاها جاءت متأخرة جدا في حياتهما , وتسببت بتضحية والدتها بحياتها من أجلها.
أغرورقت عينا تامي بالدموع وهي تفكر بالمحبة الفائضة التي لقيتها طوال حياتها , وتلطيفا لعذابه من جراء خسارته , صبّ جوك كل طاقته على تنمية أعماله وأنهالت ثمار ذلك عليها وهي لا تستحقها , كيف ردّت أليه الجميل ؟ بعمل طائش واحد خانت ثقته وزعزعت أيمانه وأسكتت ألى الأبد مباهاته بأن تامي لم تسبب له لحظة من الهم منذ ولادتها .
قرع على الباب وصوت آمر أنتشلاها من أفكارها اقاتمة:
" أرجوك أن تخرجي يا آنسة ماكسويل , يرغب والدك في التحدث أليك".
طار قلبها أستجابة لنداء آدم وأسرعت ألى الباب تفتحه , كان يقف على العتبة بقامته المديدة وشفتيه المومومتين ونظرت ألى حيث يجلس والدها يرشف المرطبات.
" هل أنت بخير يا أبي؟".
وجرت لتجثو عند قدميه وترى بعينيها الخائفتين الأمتقاع الغريب الذي يكتنف محياه .
أبتسم جاهدا وكانت في صوته رنة يشوبها الأمل وهو يشير نحو آدم قائلا:
" شرح لي آدم الأمر يا عزيزتي , ويجب أن أعتذر لكما على ما بدر مني".
" آدم شرح الأمر؟".
ردّدتها بحذر وألتفتت أليه تستقرىء محياه الرصين الهادىء.
" لا أفهم لماذا وجدتما صعوبة في أطلاعي على حقيقة مشاعركما.........".
قال جوك متذمرا:
" قد يهزأ البعض بنظرية الحب من النظرة الأولى , أخبرتك مرات عديدة عن لقائي بوالدتك , حين رأيتها أدركت أنها الفتاة الوحيدة التي أريدها زوجة لي".
منتديات ليلاس
ومد يده يربت بها على رأس تامي:
" أجل , تلك الساعات الأولى من أكتشاف الأمر قد تتحكّم بتفكير المرء وتطرد كل ما عداها من خواطر , أذكر لقاءنا الأول جيدا , كنا في حفلة وتطوّعت أن أحمل أليها بعض المثلجات وكانت تقف في أحدى زوايا القاعة وحيدة مرتبكة , يسيطر عليها الحياء , وعندما رجعت أكتشفت أن الحياء يلجم لساني , ألتقت عيوننا ووقفنا صامتين يسبر أحدنا غور الآخر ألى أن أرتطم أحدهم بذراعي فأنسكبت المثلجات على مقدمة ثوبها.
ألم الذكرى عقد لسانه وبدا لها أنه يشيخ أمام عينيها الخائفتتين , ثم نفض عنه تلك الذكريات الأليمة وبشيء من حيويته المعهودة خاطب آدم :
" الوقت مناسب الآن لأعمل بنصيحتك , أشعر بالتعب , لذلك سأنام قليلا وأتركك يا آدم لتنتهز الفرصة التي كنت تتحين , لا أشك في ما سيكون ردّها ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, adam's rib, اللمسات الحالمة, margaret rome, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات.روايات رومانسية, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية