منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t205800.html)

Rehana 29-03-18 11:33 AM

447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
https://s7.postimg.org/z017eg1vf/100407777.gif

يسعد ايامكم آل ليلاس وخاصة عشاق روايات احلام المكتوبة

هذا الرواية كانت من ضمن روايات الغير مكتملة , ان شاء الله تعجبكم


شبح من الماضي

للكاتبة : شانتيل شاو

الملخص


خافيير هيريرا دوق اسباني ومليونير عديم الرحمة. علمته الحياة باسلوبها الشائك الا يقع في الحب مطلقا.اما الآن فهو يحتاج الى زوجة حتى يرث اعمال عائلته في قطاع المصارف.
غرايس بيريسفورد, ابنة الرجل الذي سلب من خافيير ملايين الدولارات, لذا فهو يرى فيها فرصة مناسبة للانتقام وللحصول على زوجة ملائمة..في بادى الامر لم يابه خافيير بكره غرايس له, فكل ما يبتغيه منها هو جسدها. لكنه اكتشف لاحقا انها ترفض ان تدفع حتى هذا الثمن...
بالرغم من المشاعر المتفجرة بينهما ..حتى متى تستطيع غرايس ابقاء هذا الزواج اسميا فقط!


لا نحلل نقل جهدنا وتعبنا بدون ذكر اسمينا رنا السوداني و Rehana واسم منتديات ليلاس

Rehana 29-03-18 11:37 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
روابط فصول الرواية

http://up.liilas.com/uploads/liilas_1396753809913.gif

1- شبح من الماضي

2 - عرين الاسد

3- خدعة ام حقيقة ؟

4 - اين المفر ؟

5- اعتراف وندم

6- أسيرة !

7 - لا ... ارجوك !

8 - لست .. اكرهك

9- صدمة ومفاجأة

10 - لاتبعدني عنك

11 - الهروب الى المجهول

12 - سيدة القصر

الخاتمة

I Love Tunisia 30-03-18 12:01 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
يسعد مساكي ريحانة اشتقنالكتاباتك ومثل ما عودتينا اختيارك هالمرة حلو وانا بحب الروايات اللي بيكون فيها البطل اسباني او ايطالي وارجوكي تنزليلنا اول فصل في اقرب وقت مشكورة

Rehana 31-03-18 06:41 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
ومساءك عزيزتي , سعيدة ان اختياراتي تعجبك ^^
وان شاء الله كل ليلة فصل جديد من الآن ما عدا ليلة الجمعة

Rehana 31-03-18 06:50 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
1-شبح من الماضي

-بشكل ما افترض ان هذه مزحة؟
استدار الدوق خافيير اليخاندرو دييغو هيريرا بقوة مبتعدا عن نافذة القصر التي تطل على مناظر مدهشة للريف الاندلسي وحدق بالرجل الاكبر سنا.
اجابه رامون اغويلار بقساوة"اؤكد لك انني لا امزح ابدا بخصوص موضوع جدي كهذا"
انتصب شارباه الفضيان سخطا وحنقا.ل كنه اخفى توتره بخلط اوراق الوثائق التي يحملها بين يديه وتابع قائلا"شروط وصية جدك محددة جدا:ان لم تتزوج قبل عيد مولدك السادس والثلاثين .سوف تسلم ادارة مصرف هيريرا الى نسيبك لورنزو"
اطلق خافيير شتيمة خافتة وقد شعر بالضيق ,فيما انعقد حاجباه السوداون مع بعضهما, واصبحت بشرته السمراء مشدودة فوق عظمتي خديه البارزين.منتديات ليلاس الثقافية
اخيرا تكلم "يا الهي ! لطالما اعتبر جدي ان لورنزو ضعيف الشخصية. انه لا يتمتع بالاندفاع او بالطموح. اخبرني, ما الذي دفع بكارلوس الى الاعتقاد انه اكثر مصداقية مني لادارة المصرف؟"
تلاشت صدمة عدم التصديق وحل محلها الغضب الشديد مندفعا امواجا تلو امواج عبر جسد الدوق النحيل المشدود, فتنحنح السنيور اغويلار, وتمتم قائلا "لديه زوجة "ليلاس

Rehana 31-03-18 06:52 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
سقط هذا التعليق الهادى الذي يكاد يشبه الاعتذار في الغرفة المغمورة بالصمت كما يسقط الحجر على وجه المياه الساكنة.كان خافيير يطوف في الغرفة كأنه نمر محبوس في قفص لكنه توقف الأن فجأة. وجه كل جزء من تركيزه الى المحامي الذي كان من اقدم اصدقاء كارلوس هيريرا والمؤتمن على اسراره.
-جدي دربني منذ كنت في العاشرة من عمري لاستلم مكانه على راس مصرف هيريرا.
همس خافيير بذلك وقد تصلب فكه في محاولته لاحتواء مزاجه الغاضب, ثم تابع قائلا"لماذا تراه غير رأيه فجأة؟"
توفي جده الدوق, اطال الله عمر الدوق الجديد! فكر خافيير بذلك ساخرا ان لقبه الارستقراطي ليس بذي اهمية كبرى بالنسبة له لان اهتمامه يتجاوز ذلك الى تولي ادارة اعمال عائلة هيريرا في مجال الصيرفة , والد خافيير وهو ابن كارلوس توفي ايضا, وقبل ذلك بوقت طويل تم ابعاده عن العائلة, قبل ان تقضي جرعة مفرطة من المخدرات على حياته. منتديات ليلاس
وبما ان خافييرهو الوريث التالي على اللائحة ,فقد اتخذ مكانة الدوق الجديد لعائلة هيرا بعد وفاة كارلوس لكن يبدو ان التحكم بالمصرف لا يزال بعيد عن متناوله.منتديات ليلاس
-اتعني انني حرمت من حقي في ترؤس المصرف لان نسيبي متزوج في حين انني لست كذلك؟ اذاك هو السبب الوحيد.
بدا خافيير متهجما,فيما ومضت عيناه الكهرمنيتان نافثتين النيران للحظات, قبل ان يعود ويفرض على نفسه سيطرة حديدة, فيستعيد وجهه قناعا من الغرور المتعجرف.
-امنية جدك وهو على فراش الموت كانت بأن يترك المصرف بين يدي رجل اهل للثقة,حرصا على استمرار نجاحه.
زمجر خافيير بنفاذ صبر" وانا هو هذا الرجل"
تابع رامون اغويلار كلامه كما لو ان خافيير لم يتكلم, فقال"احس مجلس الادارة ببعض القلق خلال الاشهر المنصرمة ,وتشارك معهم كارلوس في هذا القلق."رنا
اثناء كلامه, قام رامون بنثر مجموعة من الصور الفوتغرافية على المكتب, تظهر خافيير برفقة نساء مختلفات.
بدا من الواضح ان رفيقاته يتشاركن في الصفات المميزة نفسها, وهي الشعر الاشقر والقامات الرشيقة اللافتة للانظار.
القى خافيير نظرة وجيزة على الصور الفوتوغرافية, اولئك النسوة لسن اكثر من مجرد رفقة مسلية لفترة وجيزة انه ليس قادر على تذكر اسماء معظمهن, بالرغم من انه دون شك تشارك مع كل واحدة علاقة حميمة خالية من تعقيدات المشاعر المثيرة للفوضى.
وقف خافيير مستقيما بطوله الذي يزيد عن الست اقدام, ثم رمق المستشار القانوني بنظرة مترفعة مزدرية اخترقت عظامه قبل ان يقول بنبرة لاذعة"أكان يتوقع مني ان التزم بالتبتل؟".ليلاس
-بالطبع لم يتوقع ذلك, فبحسب شروط وصيته هو يتوقع منك ايجاد زوجة.
تحكم رامون باعصابه, وتابع قائلا"بحسب تقديراتي امامك شهران فقط للقيام بذلك قبل ان تخسر ادارة المصرف لصالح لورنزو ان مصرف هو مصرف تقليدي قديم الطراز"
انهى خافييركلام رامون بغموض قائلا"....وانا انوي جره بالقوة نحو القرن الحادي والعشرين"
-صحيح ان المصرف بحاجة التطوير والى افكار جديدة عصرية, لكنك لن تتمكن من تحقيق هذا التغير من دون دعم مجلس الادارة.
نصحه رامون بذلك, ثم استئنف كلامه: ان المدراء حذرون ويحترسون من التغير. هم يرغبون برئيس يتشارك معهم في القيم الاخلاقية والادبية اللائقة. ويحتضن الحياة العائلية انهم لا يستمتعون برؤية صورك مع عشيقاتك منثورة على صفحات الصحافة الصفراء.
توقف قليلا ثم تابع قائلا"كان كارلوس قلقا...بخصوص حياتك الاجتماعية الناشطة التي قد تؤثر بشكل سلبي على احكامك فهمت ان هنالك بعض المشاكل مع الفرع البريطاني للمصرف..... فالمدير الذي عينته انت-المدعو انغوس بير يسفورد-برهن على انه اختيار سيء."

Rehana 31-03-18 06:52 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
لاول مرة في حياته يسيء خافيير الحكم على احدهم. هذا الخطأ بدا كالسم الفاسد في رأسه خلال الاشهر الماضية القليلة وذلك منذ ان اكتشف مدى خيانة انغوس بيريسفورد.ما من داع لان يذكره رامون بذلك.
قال مزمجرا بعصبية"انا مسيطر على الوضع تم التعامل مع الامر ويمكنك ان تطمئن فانا ساتولى امر بيريسفورد."
توتر فك خافيير بشكل منذر بالسوء فعبر الغرفة مجددا ليحدق نحو ممتلكات هيريرا البالغة الاتساع.منتديات ليلاس
انه السيد المالك لهذه الاراضي التي يقع عليها نظره لكنه يشعر كما لو انه ملك محروم من تاجه....
مصرف هيريرا ملكه هو , فقد امضى السنوات الخمس والعشرون الماضية بانتظار هذه اللحظة..
صرح خافيير بنبرة متعالية لا تخلو من التوتر "انا افضل رجل لهذا العمل كيف استطاع كارلوس ان يشكك بذلك بسبب بضع صور التقطها صحافي لعين في صحيفة للاشاعات. الزواج؟ يالهي ما الفائدة التي جناها ابي من الزواج. والدتي كانت راقصة فلامنغو تعمل في سيرك جوال. فدمرت فرناندو بعلاقتها الغرامية, ثق بي انا لن امنح ابدا اية امرأة ذاك المستوى العالي من القدرة للسيطرة عليّ."
تشدق خافيير بكلامه متهكما ثم تابع قائلا:ما الذي دفع كارلوس بحق الجحيم الى الاعتقاد بانني ارغب بالزواج؟
تمتم رامون "من الطبيعي ان يامل جدك بان تختار عروسا تتشارك واياها الخلفية العائلية نفسها امرأة يمكنها ان تفهم المسؤليات التي ترافق دورها كزوجة للدوق في الواقع ائتمني كارلوس على سر قبل وقت قصير من مماته.انه يتامل ان تتزوج من لوسيتا فاسكيز."
انفجر خافيير قائلا "وانا اوضحت له بأن لا نية لدي بالزواج من طفلة في السابعة عشر من عمرها يا إلهي لوسيتا ماتزال ترتاد المدرسة"ريحانة
-صحيح انها ما تزال يافعة لكنها ستكون دوقة ممتازة وبالطبع بالاضافة الى الزواج هناك منفعة دمج عائلتين عظيمتين في مجال المصارف تخيل فقط......
توقف رامون عن الكلام قليلا ثم تابع بنبرة ناعمة هدفها الاقناع".....عائلتي هيريرا وفاسكيز مجتمعتين سويا وانت تدير دفة هذه السفينة..."
آخر حديث لخافير مع جده تضمن العبارات نفسها ادرك الآن كما ادرك حينها كم تبدو فكرة دمج اثنين من اقوى مصارف اسبانيا مثيرة وشيقة.
كان كارلوس قد وضع امام خافير هذا الطعم الممتاز المغري لكن خافير ادرك ان تلك هي طريقة جده في السيطرة عليه والتحكم به وهو في قبره.
ان ميغيل فاسكيز وهو اقدم صديق لكارلوس سوف يبقى فوق رأسه فيما سيصبح هو مرتبطا بطفلة لم تخف ابدا نزوتها الصبيانية واعجابها به.ريحانة
بالطبع رفض خافير التام للزواج بلوسيتا لم يعجب كارلوس ولابد ان الرجل العجوز الطيب طلب من رامون ان يعدل وصيته بعد ذاك الذي دار بينهما ,اعتقد كارلوس ان الضغط على خافير بضرورة ايجاد زوجة له خلال وقت قصير جدا سيدفع به الزواج من لوسيتا ,لكن يبدو الرجل العجوز نسي ان حفيده ورث عنه صفتي التصميم والعناد ,اذا كان عليه ان يتزوج فسوف يفعل لكن زوجة من امرأة يختارها بنفسه.
فريقه من المحامين سوف يدققون النظر في الكلام المدون بالوصية لكنه يعلم مسبقا انها ستكون متماسكة ومحكمة لطالما كان كارلوس ماكرا كالثعلب , حسنا ستكون الجولة الاولى لصالح العجوز اقر خافيير بذلك بابتسامة متصلبة لكنه مصمم على الفوز ولا شي سوف يمنعه من ضرورة ايجاد زوجة ملائمة له.

Rehana 31-03-18 06:53 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
تمتم خافيير ببرود"اذا لدي مهلة شهرين من الزمن حتى اختار دوقة"
ثم انزلق ليجلس على الكرسي الجلدي خلف مكتبه وهو يراقب المحامي الاشيب الجالس امامه
اتسع فمه في ابتسامة مشوقة تنم بصراحة عن ثقته بقدرته على ايجاد زوجة قبل حلول عيد ميلاده التالي.منتديات ليلاس
فقال : "هل تظنني قادرا على فعل ذلك رامون؟"
اجابه رامون :"انا صدقا آمل ذلك هذا ان كنت جادا بخصوص رغبتك بان تصبح الرئيس التالي للمصرف"
-انه الشيء الوحيد الذي رغبته ولن اتواني عن القيام باي شي لكي احقق هدفي.
تلاشت ابتسامة خافيير , فبدا وجهه مجددا كما لو انه منحوت من الرخام , تعرف رامون الى ارادة خافيير القوية التي لايمكن التغلب عليها. فاحس بالتعاطف والشفقة على المرأة المجهولة التي سوف تصبح الدوقة دي هيريرا , انها لن تكون قادرة على مقاومة سحر خافيير الخارق حين يواجهها.ريحانةمنتديات ليلاس
وقف خافيير ومد يده للمحامي وقال "سوف نلتقي مجددا بعد شهرين من اليوم وسوف اعرفك على عروسي."
في هذا الاثناء اخذ يراجع ذهنيا قائمة اسماء عشيقاته المختلفات, مناقشا نفسه بصمت أياً منهن يستطيع اقناعها بالزواج لاقصر مدة ممكنة فكر انه قد يعرض حافزا ماديا مناسبا بحيث تستلم عروسه المبلغ كاملا بعد يوم من طلاقهما انه لايرغب بان يساء فهم هذا الزواج على انه قد يتطور الى حيث ((يعيشان بسعادة وهناء الى الابد))
نهض رامون ببطء واقفا على قدميه ثم قال "سوف انتظر ذلك بشغف ولدى حلول الذكرى الاولى لزواجكما سوف يسرني ان اوقع على استلامك للسيطرة الكاملة للمصرف حتى ذلك الحين سوف تتابع مهامك كرئيس للمصرف على امل ان تجد عروسا قبل عيد مولدك لكن كل القرارات الهامة المتعلقة باتفاقيات اعمال المصرف سوف تخضع الى شرط موافقتي انا وفريقي من المحامين القانونيين."
-سنة؟
تعلثم رامون متوقفا تحت تاثير نظرات خافيير الجليدية وقال "اعتقد جدك انه يتصرف لصالح مصرف هيريرا."
رمى الدوق الجديد رأسه الى الوراء ثم التوت شفتاه في ابتسامة ساخرة وقال مزمجرا"لا تخطئ الظن رامون سوف اخذ ما هو لي ولا شيء سيمنعني عن ذلك لاسيما اوامر شبح من الماضي"



نهاية الفصل

doda qr 01-04-18 06:09 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
اسعد الله مساءك ريحانه دايما مبدعه ومتالقه في اختياراتك للروايات تاتينا دايما بالجديد والمثير في حبكه الروايه شكرا على عطاءك

Rehana 01-04-18 07:25 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
الله يسعد ايامك , تسلمين عزيزتي لذوقك وردك الجميل :c8T05285:

Rehana 01-04-18 07:26 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
2- عرين الاسد

قصر الاسد هو قصر ذو طراز مراكشي تم بناءه في جبال سييرا نيفادا المرتفعة في القرن الثاني وهو يطل على مدينة غرناطة.
راحت الطريق المؤدية للقصر تزداد انحدارا كلما اقتربت فاضطرت غرايس الى نقل مقبض تبديل السرعة الى سرعة اعلى عندما واجهت انحناء خطيرا آخر في طريقها فكرت وهي تحدق صعودا نحو القصر الذي بدا وكانه يتشبث بقوة بتلك الصخور الشامخة على حافة الجرف المنحدر , انها لو صعدت بسيارتها اكثر فقد تصل الى الغيوم.ريحانة
بدت قمم الجبال اكثر ارتفاعا وهي ما تزال مغطاة بالثلوج بدا المنظر نظر واخضر مع ان السماء تمطر اقرت غرايس ان الطقس الموحش يتلائم مع مزاجها.
لدى وصولها الى غرناطة قال لها مدير الفندق "هطلت الامطار لمدة ثلاثة ايام وهو امر غير عادي خلال هذا الوقت من الربيع لكن انظري فغدا تشرق الشمس وسوف تجعلك سعيدة."
فكرت ان مدير الفندق لا يعرف شيئا عن مزاجها فالامر سيتطلب اكثر من مجرد تبديل في حالة الطقس حتى ترتفع معنوياتها.منتديات ليلاس
تخيلت للحظة وجه والدها الشاحب المنهك مرتميا على الكرسي وقد نبت شعر ذقنه .انهار مدير الفندق الفخور الانيق اللباس قبالة عينيها وحل محله رجل وصل الى اخر رمق من امكانياته .
"ليس هناك ما يمكن فعله عزيزتي"
قال لها انغوس ذلك محاولا من دون جدوى ان يبتسم ادركت غرايس انه يحاول حماية ابنته الوحيدة الا ان هذا شحذ تصميمها وعزمها لكي تفعل شيئا ما , والدها هو بطل بالنسبة اليها , و هو اروع رجل في العالم , لكن المبلغ الهائل الذي اختلسه من المصرف جعل رأسها يدور في دوامة مع انها فهمت اسبابه ودوافعه .تلك السنوات التي قضاها في الاهتمام بصحة والدتها التي اصيبت بمرض الاضطراب العصبي الوظيفي دمرته تماما, بحث انغوس في العالم باسره عن علاج لهذا المرض العضال الذي لا شفاء منه جرب كل شيء املا في تخفيف معاناة زوجته المحبوبة , بدءا من العلاجات بالاعشاب الصينية الى العلاجات المكلفة في الولايات المتحدة الامريكية.
في النهاية اتضح ان العلاجات بدون جدوى اذ توفيت سوزان بيرسفورد منذ عامين قبل اسابيع من بلوغ غرايس عامها الحادي والعشرين ومنذ اسابيع فقط عرفت ان الاموال التي حصل عليها انغوس الطائلة لعلاج والدتها من المقامرة, كما علمت ان ادمانه خرج عن السيطرة مما دفعه الى الاقتراض الاموال لدفع ديونه من المصرف الاوربي وهو الفرع البريطاني لمصرف هيريرا.
لم تستطع غرايس اخفاء صدمتها لدى معرفتها ما فعل ابوها فنعق انغوس "لطالما نويت ان اسدد ما علي اقسم بذلك, كان بوسعي ان اعيد الاموال التي اقترضتها وان اغلق الحسابات المزيفة التي فتحتها دون علم احد بذلك. "
اما الآن فهم يعلمون قام احد مدققي الحسابات باكتشاف بعض المخالفات ما اطلق سلسلة من التحقيقات الاكثر عمقا وتم تبليغ روساء مصرف هيريرا. لم يكن بوسع غرايس سوى الوقوف جانبا ومشاهدة عالمها ينهار والاهم رؤية والدها يسقط الى الحضيض.ريحانة
اعادت غرايس ذهنها الى الحاضر , تابعت القيادة صعودا على الطريق التي تحف فيه الاشجار على الجانبين, والتي تتلاقى على شكل قوس في وسط الطريق , لكن ما إن التفت السيارة حول منحدر آخر حاد جدا حتى شهقت وقبضت على مقود القيادة استطاعت ان ترى بوضوح حافة الطريق في الارض المقطوعة الاشجار وتخيلت السقوط من حافة الجبل.

Rehana 01-04-18 07:32 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
تمتمت "يا الهي!."
احست بان كفيها اصبحا رطبين بسبب التعرق حين صدمها إدراكها ان اية خطوة خاطئة يمكن ان تسبب لها الانقلاب بعنف من فوق الهاوية انها تكره المرتفعات !. اخذ رأسها يدور فيما قاومت الشعور بالغثيان الذي سيطر عليها .ريحانة
احست لوهلة ان تستدير وتعود ادراجها , لكن الطريق بدت ضيقة جدا لدرجة لا تسمح لها بمحاولة الالتفاف بالسيارة نحو الاتجاه الآخر , فضلا عن ذلك . فكرت بحزن ان لديها عملا يجدر بها انجازه: الوصول الى قصر الاسد, موطن اسلاف عائلة هيريرا......
راحت تصلي لكي يكون الدوق الجديد موجود في المنزل, لم تلق اي جواب من الرسائل التي ارسلتها اليه جوابا, اما محاولتها للاتصال هاتفيا فقد صدها فريقه البالغ الفعالية دفع اليأس بغرايس الى السفر قاصدة مكاتب المصرف في مدريد ومن هناك سافرت بالطائرة الى جنوب غرناطة , حيث تم اعلامها بان الرئيس يقيم في مقره الخاص في الجبال.
اقسمت غرايس بحزن إنها سوف تقابل خافيير هيريرا , او انها ستموت في محاولتها لفعل ذلك, وركزت على الطريق الممتدة امامها, شعرت بالارتياح حين استوت الطريق اخيرا, وحين استدارت بالسيارة حول المنعطف التالي ظهر القصر الشامخ مرتفعا امامها , انها قلعة مراكشية مهيبة, بدت تلك القلعة رمادية وغير مرحبة تحت تأثير رذاذ المطر الخفيف .
راح قلب غرايس يتخبط بقوة حين خرجت على مهل من السيارة.
بدا القصر نموذجا مؤثرا عن فن العمارة المراكشية انجذبت عينا غرايس نحو الباب الامامي الصلب المنيع الذي يحرسه كلا الجانبين اسدان حجريان وهما يراقبانها كما لو انهما يرغبان بالانقضاض عليها. فكرت مرتعدة انها لا ترغب بالتواجد هنا عندما يحل الظلام , لكن الدوق هيريرا هو الشخص الوحيد الذي يمتلك القدرة على إنقاذ والدها.
كان المطر الخفيف قد بلل فستانها الخفيف الرقيق باعثا القشعريرة في بشرتها.ريحانة
هرعت الى السيارة لتتناول الوشاح الرقيق الذي قذفته في السيارة في آخر لحظة وهو مصنوع من اجود انواع و انعم اصواف الكشمير , اقرت غرايس ان شراءه هو اسراف وتبذير مفرطين , حتى قبل ان تكتشف مشاكل والدها المالية , لكنه على الأقل يشعرها بالدفء الآن وهي تلفه وتمسك به حول كتفيها.منتديات ليلاس
اندفعت صعودا على الدرج الامامي للقصر, وما إن رفعت يدها لتجذب الحبل الخاص بالجرس حتى فتح الباب فجأة وظهر امامها شخصان ادركت على الفور ان احدهما رئيس خدم القصر, اما الآخر فهو رجل متقدم في العمر ذو شاربين ملفتين للنظر.منتديات ليلاس
تلعثمت غرايس قائلة"جئت لمقابلة الدوق دو هيريرا"
احست بالامتنان لانها تتحدث الاسبانية بطلاقة, والفضل في ذلك يعود الى السنوات التي امضت خلالها اجازاتها مع عمتها بام في جنوب اسبانيا.
اخبرها الرجل الاكبر سنا بفظاظة"انا لا انصحك بذلك سنيوريتا اذا كنت تخافين على حياتك , فالدوق ليس في افضل مزاج له"
غمرها الامل لمعرفتها ان خافير موجود هنا. جل ما عليها ان تفعله هو اقناع رئيس الخدم المتهجم الوجه بان يسمح لها برؤيته. بعد مرور عدة دقائق كانت غرايس ما تزال واقفة على الدرج. توسلت الرجل للمرة الاخيرة فيما بدا باب خشب السنديان الثقيل بالانغلاق ليقفل في وجهها"ارجوك!"
اجابها رئيس الخدم بنفاذ صبر قائلا" انا آسف, لكن هذا مستحيل فا لدوق لا يقابل ابدا ضيوفا غير مدعوين."
-لكن..فقط اخبره انني هنا..لن اخذ سوى خمس دقائق من وقته.

Rehana 01-04-18 07:34 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
ارتدت صرخة غرايس اليائسة عن الباب الخشبي الصلب, عندئذ استسلمت بدافع الاحباط الى رغبتها الصبيانية بركل الباب الامامي, ولم تفاجأ حين بقي مقفلا بثبات, بالطبع تم بناء هذا القصر ليقاوم جيشا من الغزاة , فكيف تستطيع امرأة شابة نحيلة البنية , ان تخرق دفاعات هذا الحصن المتبع؟
غمغمت غرايس متذمرة وهي تطرف بعينيها لتمنع دموعها من التساقط قائلة "اللعنة عليك .خافيير هيريرا!".
يبدو انه لم يعد امامها اي خيار سوى الالتفاف بسيارتها لتعود من الطريق الجبلية التي سلكتها نفسها, لكنها لم تقوّ على تحمل فكرة فشلها في تحقيق مبتغاها.
ان الدوق خافير دو هيريرا موجود هنا , في الجهة المقابلة لهذه الجدران ولابد ان تكون هناك طريقة ما للوصول اليه واجباره للاصغاء اليها.ريحانة
لطالما كان والدها يغيضها قائلا ان عنادها الزائد يعوض عن الانشات القليلة التي تنقصها في الطول, مجددا حضرتها الصورة الذهنية الواضحة لوالدها الذي احاطت هالتان حمراوان بعينيه بسبب افتقاره الى النوم , اما جسده الذي كان قويا صلبا في مامضى , فأصبح هزيلا بسبب الضغوط النفسية وفقدانه الشهية , ليت بمقدورها ان تزيل خوف والدها ورعبه من فكرة إدخاله الى السجن , عله يصبح قادرا على إخراج نفسه من أساءه العميق.
توقفت الامطار عن الهطول وبالرغم ان السماء ما زالت رمادية الا ان اشعة الشمس الباهتة كانت تحاول بشجاعة ان تبعث الدفء الى تلك المنطقة.
لاحظت غرايس عبر الباحة الخارجية وجود بوابة ذات قنطرة في الحائط, قالت لنفسها على الارجح ان البوابة المصنوعة من الحديد مقفلة , لكنها اندهشت حين تمكنت من فتحها بسهولة, فخطت الى الداخل بسرعة.ريحانة
بدت الحديقة رائعة التصميم ومتميزة جدا, كما لو انها لمحة من الجنة , ما أثار في نفسها شعوراً مهدئاً مسكناً , عكست سلسلة من البرك المربعة الشكل ذات المياه الصافية صور اشجار نخيل استوائية , في حين تناثر رذاذ نوافير المياه المنعش عليها مسكنا اعصابها المنهكة, اما الورود التي تطاولت بأعناقها نحو السماء ,فقد علقت على وريقاتها المخملية قطرات الماء التي بدت كحبات من اللؤلؤ.
اندفعت غرايس بدون تفكير وقطفت احدى الورود ثم احنت رأسها لتستنشق عبيرها. للحظات ثمينة احست ان اعباء همومها ترتفع عن كاهلها .ليتها تستطيع المكوث هنا الى الأبد , وهي تصغي الى زقزقة العصافير اللطيفة ! تمشت على طول الممرات الضيقة في الحديقة ناسية انها يفترض بها البحث عن طريقة لاقتحام القصر . ازاحت بعيداً عن تفكيرها ذكرى بؤس والداها وحاجتها الى ايجاد الدوق دو هيريرا , إضافة الى خشيتها من فكرة قيادة السيارة في طريق العودة نزولا على الطريق الجبلية المنحدرة الملتوية حتى تعود الى غرناطة , لم تعرف غرايس ما الذي دفع بها الى قطع حبل تاملها الصامت لبرك المياه .لم يعد هنالك اي صوت...حتى العصافير توقفت عن الغناء , ساورها احساس غريب بالوخز حل بين كتفيها كما تصاعد في داخلها شعور بان احدهم يراقبها .ادارت رأسها ببطء , وعلقت الانفاس في صدرها.
كان الرجل واقفا في ناحية بعيدة من الحديقة, لكن طوله بدا ملحوظا جدا من هذه المسافة
كان يرتدي معطفا من اللون الاخضر الغامق اللماع , يصل الى ما تحت ركبتيه ويحتك بجزمته الجلدية ,اما القبة التي تعلوها قلنسوة فجعلت مظهره اشبه بمظهر احد المحاربين من العصور الوسطى.منتديات ليلاس
جذب الرجل قبعته ذات الحافة العريضة فوق عينيه مغطيا وجهه, لفت انتباهها غرايس كلب الدوبرمان النحيل الاسود الواقف الى جانبه, فاحست بالخوف يتمخض في اعماق معدتها , هذا الحيوان لا يبدو حيوانا اليفاً لطيفاً ودودا, لاشك انه كلب حراسة , اما الرجل فلا بد انه احد موظفي الحراسة في القصر.

Rehana 01-04-18 07:35 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
فكرت ان الخيار الاكثر عقلانية هو ان تدنو من رجل الامن هذا فتعتذر على فعلتها, لكن مخيلتها صورت لها انه يبدو كقابض للارواح , لذلك حلت غريزتها مكان تفكيرها المنطقي , فاستدارت حول نفسها وفرت هاربة وهي تصرخ . القت نظرة سريعة من فوق كتفيها , فاتضح ان الرجل اطلق سراح كلبه وبدا هذا الاخير يركض عبر الحديقة نحوها .راح الدم يتخبط داخل اذني غرايس , وهي تندفع بعنف عبر ممرات الحديقة باحثة بيأس عن مخرج للفرار .كانت الحديقة محاطة من جهات ثلاث بحائط مرتفع , اما من جهة الرابعة فكان الحائط اقل ارتفاعا , فيما بدت احجار الطوب فيه قديمة ومتداعية.
كاد الكلب ان يصل اليها واستطاعت ان تسمع انفاسه الخشنة المزعجة تدنو منها شيئا فشيئا , كما تخيلت انيابه الحادة تنغرس في لحمها.
انطلقت غرايس بقوة في ممر آخر من الحديقة , وبدأت تتسلق الحائط القديم بسرعة هائلة متولدة من يأسها.ريحانة
وفرت لها احجار الطوب موطئ لقدميها , ما سمح لها بالوصول الى حافة السور مستخدمة كل طاقاتها وقوتها ,طمأنت نفسها انها باتت بمأمن الآن, اما الكلب القابع في الاسفل فراح ينبح بصوت عنيف شرس ..آه!م ع القليل من الحظ يمكنها ان تتسلق الحائط فتجتازه الى الناحية الاخرى حيث الامان.منتديات ليلاس
بعد ان القت غرايس نظرة اخيرة على الحيوان المتوحش, علقت احدى رجليها فوق حافة السور ثم اطلقت صرخة رعب. فخلف الحائط تنحدر الارض نحو هاوية سحيقة تبلغ بضع مئات الاقدام لو رمت بنفسها من فوق السور سوف تموت, اما البديل الوحيد فهو العودة نزولا نحو الحديقة حيث ينتظرها الكلب ولعابه يسيل.
لم تعد غرايس تستطيع الحراك بعد ان شلها الخوف, لذا حافظت على توازنها على حافة السور وراقبت الرجل يدنو منها.منتديات ليلاس
-هذا يكفي لوكا!
تمشى خافيير نحو الجهة البعيدة من الحديقة ,فنادى كلبه ليعود اعقابه .هناك كانت المرأة-او الفتاة ,كما صحح لنفسه بعد ان القى نظرة وجيزة الى الاعلى-تتعلق بحافة السور كما لو ان حياتها متعلقة بها ,وقد خلا وجهها من اية لمحة من اللون ,فبدا شاحبا وسيطرت عليه عينان هائلتان يغمرهما الخوف.
لم يشعر خافيير باقل لمحة من الشفقة عليها ,فكر بعبوس ان بمقدورها ان تبقى قابعة هناك طيلة النهار, لقد سئم من اولئك الصحافين المتطفلين الذين يقتفون تحركاته لرصد الشائعات و نقل الاخبار , اثناء تواجده في المدينة يقبعون امام النوادي الليلية المشهورة مصممين على القبض عليه وهو برفقة احدى عشيقاته, اما اكتشافه لهذه الصحافية على اراضي قصره فهي آخر إهانة يتقبلها خلال أسوأ يوم في حياته.منتديات ليلاس
سألها خافيير ينفاد صبر "كيف دخلت الى هنا ؟وما الذي تريدينه؟"
لم يرى معها آلة تصوير فوتوغرافي, لعلها اسقطتها في الحديقة حين هربت من لوكا , بقيت الفتاة صامتة ,فتصلب فك خافيير , انه ليس بمزاج يسمح بتحمل الالاعيب, وهو يريدها ان تخرج من ارضه حالاً, امرها قائلا" انزلي ! الكلب مربوط برسنه ولن يؤذيك."
بالرغم من ذلك لم يلق منها جوابا, لذا ضاقت عيناه وهو يتمعن في بشرتها الشاحبة الباهتة. لاحظ ان شعرها مخبا تحت وشاح لفته حول رأسها وكتفيها فاصبح كالقلنسوة ,لكنه علم بغريزته انها ليست اسبانية الاصل ,فكرر طلبه بالانكليزية.
امتدت فترة من الصمت بينهما, ثم قالت غرايس في نهاية الأمر بصوت بالكاد يتخطئ الهمس "لا استطيع."
خوفها من الوقوع الى الهاوية ارعبها بشدة , فانسد حلقها وباتت عاجزة عن الكلام, لم تعد تقوى على الحراك , وبالكاد تمكنت من التنفس.
-سنيوريتا عليك ان تنزلي.
الحدة في صوت الرجل اخترقت غمامة الخوف التي غلقت ذهن غرايس ,فادارت رأسها بحذر لتحدق به نزولا. لاحظ خافيير ان المرأة على وشك ان تصاب بالاغماء, تفحص الحائط بنظرة سريعة , وهو يتلفظ بشتيمة قاسية. منتديات ليلاس

Rehana 01-04-18 07:36 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
يمكنه ان يتسلق الحائط لينقذها , لكن الخوف احساس يصعب التنبوء بتبعاته. ان تحركت مبتعده عنه فستسقط على الارجح من فوق الحافة على الصخور الناتئة في الجهة الاخرى من الحائط .كبح غضبه ولطف نبرة صوته قائلا " ما من داع لأن تخافي, انا لن يؤذيك كما ان الكلب لن يوذيك , اقفزي الى هذه الجهة وسوف التقطك"
بغض النظر الى مدى كرهه للصحافيين, الا انه لايرغب برؤية الفتاة تهوي لتسقط ميتة.
ترنحت غرايس وقد اصبحت بشرتها رمادية اللون, واغمضت عينيها وتدلى رأسها بتكاسل الى الامام .مد يديه الى الاعلى وقال لها بنبرة آمرة "اقفزي بين ذراعي سنيوريتا. سوف تكونين بمأمن معي ما اسمك.؟"
حين هوت غرايس انزلق الوشاح عن رأسها ,فتطاير شعرها حول كتفيها كشلال حريري ذي لون بني باهت, اما صوتها فطاف نزولا نحوه, بحيث همست كلماتها قبل ان تغوص في الظلام قائلة"اسمي هو...غرايس.....بيريسفورد"
لفتها شرنقة ملؤها الخوف بعثت فيها شعورا مريحا مهدئا, وطنين تحت اذنيها قرع متواصل كقرع الطبول, لكن شعورها بالامان لم يطل كثيرا , فقد تطفلت الحقيقة على ذهنها المستريح حاملة ذكرى تلك اللحظات الاخيرة المرعبة, حين تعلقت بالحائط. فواجهتها الهاوية الحادة من احدى الجهات , ومن الجهة الاخرى شخص غريب لا وجه له يرافقه كلب متوحش شرس.
فجأة انفتحت عينيها ,فعاد الخوف ليملأ قلبها ,تكلمت بصوت بدا مزعجا جدا لشدة خفوته , اذ قالت "الى اين تاخذني؟"
لدى سماعه كلماتها توقف الرجل عن السير , فوضعها ارضا بغير رفق كل ما استطاعت غرايس رؤيته لمحة من ملامح وجهه المغطى بحافة قبعته , لكن فكه المربع اعطاها فكرة عن قوته وصلابته.ريحانة
احست بان الارض تدور تحت قدميها بشكل ينبئ بالخطر , غمرها شعور بالغثيان والتوت رجلاها ,فسقطت على ركبتيها لم يقم الرجل بأية محاولة لمساعدتها على النهوض, بل انحنى ببساطة فوقها فيما هي راكعة على العشب الرطب المبلل ,فاحست ان تفحصه الصامت لها بدا يفقدها اعصابها, اما الكلب فجلس عند قدميه, اطلقت غرايس تنهيدة ارتياح عندما لاحظت ان الرسن مربوط بالطوق الموجود عنق الكلب .منتديات ليلاس
قالت وهي غير قادرة على منع الرجفة من صوتها "لا اصدق انك اطلقت كلبك في اثري."
رد الرجل بخشونة "انا لااحب المتطفلين على املاك الغير"
جاء صوته رزينا مهيبا ومنخفض النبرة , لكنه تحدث الانكليزية بطلاقة بالرغم من لكنته القوية البادية بوضوح , امالت غرايس رأسها فنظرت اليه بفضول , وقد ازعجتها وقفته المتعجرفة بالنظر الى مظهره افترضت انه احد رجال الحراسة في هذه الملكية , لكن الرجل راح يحدق بها نزولا كما لو انه يمتلك المكان .
زمجر قائلاً" لماذا جئت الى هنا؟"
-جئت لمقابلة الدوق دو هيريرا.
احست غرايس بشكل ما ان وضعها وهي راكعة امامه ليس لصالحها, لذا استنشقت نفسا عميقا واجبرت نفسها على النهوض على قدميها, كانت ما تزال تشعر بالوهن وبفقدان حسن الاتجاه فترنحت بغير ثبات, اما الرجل فلم يعرض اية مساعدة بل راقبها بصمت قاتل.
-لأي سبب؟
صرّت غرايس على اسنانها بحدة لدى سماعها سؤاله , ثم رفعت ذقنها وحدقت به متمنية لو ان بمقدورها رؤية وجهه.ريحانة
-لأسباب شخصية.
توقفت عن كلامها وقد انجذبت عيناها نحو ذراعيه القويتين وصدره العريض, لاشك ان هذا الرجل انقذها من سقوط كان لينتج عنه تكسر عظامها ,تمتمت بصوت ابح "اشكرك على التقاطي, اقدر بأن هذه حديقة خاصة لكنني جئت لمقابلة...."

Rehana 01-04-18 07:37 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
تشتت حديثها بشكل بائس, فيما تذكرت محاولتها الفاشلة للحصول على مقابلة مع الدوق دو هيريرا المراوغ.
اعلمها الرجل بنبرة متعالية "الدوق لا يستقبل زوارا غير مدعوين."
بدا خوف غرايس يتلاشى الآن واصبحت قدماها اصبحت ثابتتين على الارض, فتذكرت السبب الذي دفعها الى اقتحام الحديقة اصلاً, كانت مصممة على ايجاد طريقة للدخول الى القصر, ومع قليل من الحظ قد يساعدها هذا الرجل الريفي على تحقيق مبتغاها.
-انا لست زائرة غير مدعوة لدي موعد.ريحانة
قالت غرايس ذلك كاذبة , فانطلق لسانها فوراً لترطيب شفتيها اللتين جفتا فجأة , لم يبدر عن الرجل اي جواب لكن لغة جسده دلت ببساطة على عدم تصديقه, ما تسبب في زيادة انزعاجها.
قالت وهي ترفع عينيها الزرقاوين الصافيتين نحوه مبتسمة بتردد "نعم وصلت باكرا وقررت استكشاف اراضي الملكية عوضا عن الانتظار في السيارة .انا آسفة اعتقد ان الدوق قد يكون مستعدا لمقابلتي الآن لعلك تستطيع مرافقتي اليه"
استمر تدقيق الرجل وتفحصه الصامت لغرايس لفترة طويلة اخيرا اخترق صوته الهواء الساكن فجأة , فقفزت غرايس مجفلة حين سألها "هل انت واثقة من رغبتك بدخول قصر الاسد آنسة بيريسفورد؟"
اهذا تلميح خفيف بالتهديد في صوته؟ لعنت مخيلتها المبالغة في تصوراتها , ثم ردت بحدة ورشاقة "بالطبع ساتبعك."
-تفضلي!
هذه المرة لم يكن هنالك اي شك في وجود النبرة المهينة في صوته, لكن الرجل لم يضف اي شي على كلامه ,بل استدار على عقبيه ببساطة وبدا يسير بخطوات كبيرة عبر الحديقة ,فيما هرول الكلب الى جانبه ,لم يزعج نفسه ليستدير حتى يتحقق إن كانت تتبعه ام لا, لذلك اضطرت الى الهرولة حتى تلحق به.
مع دخولهما الى القصر من باب جانبي كانت غرايس تشعر بالحرارة وانقطاع الانفاس ,لكنها تبعت دليلها صعودا على درج حجري شاهق شديد الانحدار.منتديات ليلاس
شعرت بالارتياح لأنها لم ترى أي أثر لرئيس الخدم الفضولي الذي كان قد رفض التماساتها وتوسلاتها حتى تقابل الدوق قبل قليل , فكرت انها وصلت الآن الى الداخل , إلى عرين الاسد . حاربت شعورها بالهلع عندما خطت الى غرفة فسيحة امتلأت جدرانها بالكتب, خمنت غرايس ان هذه هي غرفة مكتبة الدوق دو هيريرا , تسلل الخوف الى عظامها حين تبعها الرجل الى داخل وارتجف قلبها عندما اغلق الباب خلفه وسمعت طقطقة القفل الخافتة.منتديات ليلاس
اخرج خافيير هاتفه الخلوي من جيبه فتمتم بضع كلمات عبره لكن صوته كان خافت فلم تفهم ما قاله.
تعمدت غرايس النظر الى ساعتها يدها قائلة "هل سيصل الدوق خلال وقت قريب؟".
رد خافيير بصوت حريري "اعدك انك لن تضطري الى الانتظار مطولا آنسة بيريسفورد"
مجددا التقطت شيئا من السخرية في صوته فازدادت خشيتها منه . راقبته وهو يفك ازرار معطفه, ثم يهز كتفيه ليسقطه عنهما فانجذبت عيناها الى بنيته الجسدية الرائعة. كان يرتدي سروال اسود ضيقا , فيما كشفت قميصه البيضاء المفتوحة عند العنق عن عنقه الطويل الاسمر اللون , اما في قدميه فقد انتعل جزمة جلدية طويلة الساق, شكله هذا ذكر غرايس بشكل بارون من العصور الوسطى.منتديات ليلاس
-سوف تصل الشرطة الى هنا خلال وقت قصير.
ابلغها خافيير ذلك بابتسامة خالية من اي دفء شقت مساحات وجهه الصلب.
-الشرطة؟
احست غرايس بالصدمة الى درجة فقدت لوهلة القدرة على ايجاد الكلمات المناسبة , اقرت ان ردة فعلها الجسدية تجاه هذا الشخص الغريب الواثق من نفسه امر صعقها الى درجة الغباء .

Rehana 01-04-18 07:38 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
فكرت بحذر ان الوسامة بالكاد تكون وصفاً ملائماً له . بدا وجهه منحوتا الى حد الكمال مع انه متعجرف فظ الى حد بعيد, كما ان عظمتي خديه بدتا حادتين, كذلك لمعت بشرته الذهبية كلون الزيتون بحاجبين اسودين وشعر اسود كجناحي الغراب , اما عيناه السوداوان الكهرمانيتان فاتقدتا بالنار وهما ترسمان دربا وهميا فوق كل إنش من جسدها. احست كما لو ان الرجل يقوم بتفحصها بعناية تحت المجهر, فأثار هذا الأمر غضبها , ودفع باللون الأحمر نحو وجنتيها بشدة , تكلمت بشكل لاذع محاولة إخفاء شعورها بالاحراج بسبب رد فعل جسدها الغدار , فقالت "انت لست البستاني, اليس كذلك افترضت انك....لا تقل لي انك انت الدوق دو هيريرا؟"
رفع خافيير احدى حاجبيه باستمتاع ساخر وقال "انت يا آنسة بيريسفورد كاذبة كما انك سارقة".
توقف لبرهة ثم تمتم مضيفا "لابد ان تلك العادة تجري في دماء عائلتكم"
ادركت غرايس مرتعبة ان الرجل هو الدوق نفسه وانه عرف من تكون. استنشقت نفسا عميقا مكابدة العناء حتى تجد الكلمات المناسبة لتفسير زيارتها هذه , لكن بدا لها كأن دماغها تداعى , ولم تقو على التوقف عن التحديق به , وجهه ذو الزوايا الحادة , وانحناءة رأسه المتعجرفة , فضلاً عن عينيه الغريبتين بلونهما الذهبي , كلها عوامل اجتمعت لتترك تأثيرا مخدراً عليها .
قالت متلعثمة "اقر انني...تفوهت بكذبة صغيرة , لكنني لست بسارقة"
احمرت وجنتاها خجلا حين تذكرت القصة التي لفقتها حيال حصولها على موعد للقاء الدوق, سيصعب عليها إقناع خافيير هيريرا بأنها جديرة بالثقة.ريحانة
-احقا ؟ اذا من منحك الاذن بالسرقة من حديقتي؟
تمشى خافيير عبر الغرفة ثم توقف على مقربة شديدة منها ,حتى إن احاسيسها التقطت النكهة الحادة لعطره اللاذع .وقفت غرايس مبهورة مخطوفة الانفاس فيما قام بتمرير احدى انامله بدهاء, نزولا من فكها وصولا الى اسفل عنقها. انحبست انفاس غرايس, فاحست بالدوار بسبب افتقارها للاوكسجين , حدقت به عاجزة عن الكلام, ثم شهقت عندما انتزع منها فجاة الوردة المحشورة في عروة زر الفستان.منتديات ليلاس
همست "انها مجرد وردة واحدة"
اما خافيير فتمتم متهكما "بالطبع! ما قيمة وردة واحدة في حين ان والدك سلبني مسبقا ملايين الجنيهات؟"
اطلقت غرايس انيناً ينم عن اليأس حين صدمها مجدداً هول الجريمة التي ارتكبها والدها , فقالت"آه يا الهي! ادرك ان الامر يبدو سيئا..."
-لايبدو الامر سيئاً فقط آنسة بيريسفورد بل يبدو مريعاً.
بدا خافيير كالأسد الذي ينتظر الانقضاض على فريسته , فيما بدت غرايس كالفريسة التي دفعها غباؤها الى الدنو كثيرا منه تمتمت "انا آسفة"
ابتلعت الدموع التي سدت حلقها ,فيما تذكرت ضخامة المبلغ الذي اختلسه انغوس , انها ثلاثة ملايين جنيه استرلينياً قام بتحويلها خلال مدة من الزمن الى حسابات مزيفة. ترافق انزلاق والد غرايس الى الاحباط والأسى العميق مع اعتقاده المهووس بأن ضربة حظ واحدة يحظى بها على طاولة الروليت سوف تمكنه من تغطية اموال الدائنين ودفع الأموال التي اقترضها من المصرف.
استهلت غرايس كلامها قائلة "ادرك ان والدي ارتكب خطاً شنيعاً لكن هنالك اسباباً دفعته الى ذلك."
تشدق الدوق دي هيريرا قائلا "انا واثق ان لديه اسبابه ,وان بامكانه اطلاع القاضي عليها"
رن جرس الهاتف الموضوع على مكتب خافيير فالتقط السماعة واصغى للحظة, ثم اعادها الى مكانها قبل ان يوجه الى غرايس ابتسامة قاسية اخرى.ريحانة
ادركت غرايس فطريا ان الاتصال اعلمه بوصول الشرطة, فغمرها الهلع. هذه هي فرصتها الوحيدة للدفاع عن قضية والدها , وهي لن تستسلم من دون مقاومة.

Rehana 01-04-18 07:39 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
 
قال خافيير ببرود"ادهشني لقاؤك والتعرف بك آنسة بيريسفورد. لكنني اخشى انه حان اوان رحيلك"
-ارجوك! يجدر بك ان تصغي الي ان والدي.....
-يستحق كل ما سيحصل معه.
كان خافيير وصل الى الباب, ولغة جسده تحذرها من ان صبره وصل الى حده الأقصى, لكن غرايس يائسة جداً.
-انه مريض .مريض عقليا , لم يكن يدري ما يفعله.
اجابها خافيير"آه ما بالك؟ انغوس ببريسفورد استغل مكانته كمدير للمصرف, فاخذ يحول الاموال الى حسابات زائفة خلال الثمانية عشر شهراً الاخيرة, وهو يدرك تماما ما يفعله"
اطبقت يد خافيير على مقبض الباب لكن, قبل ان يتمكن من فتحه اندفعت غرايس بقوة فاستندت الى الباب الخشبي تضرعت قائلة "لم يتمكن والدي من ايجاد طريقة اخرى ..ارجوك...امنحني خمس دقائق من وقتك ودعني اشرح لك الاسباب التي دفعته لارتكاب فعلته هذه"
اعتقدت غرايس للحظة كادت توقف قلبها انه سوف يجرها بالقوة بعيداً عن الباب, بعد ان اطبق يده حول معصمها بقبضة مؤلمة, لكن فجأة سمعت طرقة حادة من الجانب الاخر من الباب.
تكلم خافيير بإيجاز مستخدما لغته الام, وهو غير مدرك ان بمقدور غرايس ان تفهم سؤاله وجواب خادمه الذي ابلغه بوصول الشرطة وبانهم ينتظرون في البهو.منتديات ليلاس
لقد حذرها المحامي بان والدها سوف يواجه حكما طويلا بالسجن لمدة طويلة, ومامن شيء يمكن انقاذه الآن , فجأة احست بالارتخاء في عظامها ,اما الدموع التي راحت تتجمع في عينيها منذرة بالانهمار منذ ارتعابها السابق في الحديقة, فبدأت تنهمر بصمت نزولا على وجنتيها.


نهاية الفصل

Rehana 02-04-18 07:21 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
3- خدعة ام حقيقة ؟

حدق خافير بالجدولين الصغيرين اللذين تدفقا نزولا على وجنتي غرايس, وفكر بازدراء ان النساء غالبا ماينجحن في تحقيق ماربهن عندما يلجان الى ذرف الدموع.
تسائل كيف يستطيع الجنس الآخر ان ينتقل الى البكاء والدموع في الوقت المناسب. ومازال هذا الامر يدهشه حقاً.منتديات ليلاس
بلغ خافير الخامسه والثلاثين من عمره ,وهو يعيش حياته بنمط سريع جدا بكل ماتحمل الكلمة من معاني ,انه يهوى السيارات السريعة والعلاقات الغرامية الاكثر سرعة.م عظم علاقته لم تتجاوز مرحله الانطلاق ,فاستمرت لمد ليلة او اثنتين. تعرف من خلال هذه العلاقات على كل اساليب النساء, وشاهد كل انواع الحيل التي تستخدمها المرأة في محاولتها لجعل الامور تسير على هواها, الا ان البكاء هو اسوأ ماينفره من المرأة من بين جميع اساليبها الاخرى. لماذا اذا جعله منظر دموع هذه المرأة يشعر كما لو ان احد طعنه بسكين في احشائه؟ ثمه شيء في عينيها الزرقاوين الغامقتين الطافحتين بالدموع يؤثر به.منتديات ليلاس
احس برغبه في ان يجذبها الى صدره فيمرر انامله في شعرها البني الحريري ...يجدر به ان يطردها على الفور. يجدر به ان يسلمها الى الشرطة ويقاضيها بتهمه التعدي على املاكه من دون اذن.
لماذا تراه يتردد في ذلك؟ منذ لحظه معرفته بهوية هذا المرأة اخذت مشاعره تتارجح بين الغضب الشديد واحساس آخر انها الرغبة غريزية نوعا ما, ولاشك انها المسوؤلة عن عدم قدرته على ابعاد عينيه عنها.
لطالما فضل خافيير النساء الطويلات القامة الانيقات المظهر اللواتي يتمتعن بارجل طويلة وقامات رشيقة اما غرايس بيريسفورد فهي قصيرة القامة نحيلة.

Rehana 02-04-18 07:22 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
انها امرأة غير مميزة ببشرتها الباهتة الفاتحة اللون وشعرها البني الذي تتخلله مشحات من اللون الذهبي الفاتح. غرايس ليست من النوع الذي يلفت النظر , ومع ذلك فهناك شيء ما في وجهها...شيء من الصفاء والرصانة. منتديات ليلاس
لعل تلك الرسالة المخفية في عينيها الزرقاوين المدهشتين او الابتسامة المراوغة التي عرضتها امامه قبل قليل هما المسوؤلتان عن الالم الذي ينتابه في احشائه؟
قال ببرود وهو يجبر نفسه على التمشي بتكاسل وغير اكتراث نحو النافذة " امامك دقيقتان! مع ذلك يجدر بي ان احذرك بان لدي فكرة جيدة عن الاسباب المؤدية الى مشاكل والدك المالية, ولا اعتبرها مبررا لاستغلاله الثقة التي وضعتها فيه"
قالت غرايس بإلحاح" الاتعلم انه مصاب بالاكتئاب المرضي وانه لا يستطيع السيطرة على نفسه؟ كما انه ضحية لمجال المراهنة المتوفر عبر شبكة الانترنيت"
- ان قلبي يدمي من شده الالم.منتديات ليلاس
سخريه خافيير استفزت اعصاب غرايس فمشت عبر الغرفة لتقف امامه بحزم وصلابة. حين التوى حاجبا خافيير دلالة على عدم تصديقه قالت بشراسة "والدي رجل طيب.إنه رجل محترم , منذ بضع سنوات قام ببعض الاستثمارات, لكنه لسوء الحظ خسر الكثير من الاموال"
رد خافيير بنبرة لاذعة "لست افهم لماذا يجدر بي ان اعاني بسبب تهوره."
-كان يشعر باليأس. والدتي كانت مريضه جداً, وكان هو مستعدا لفعل أي شيء.. أي شيء .. من اجل مساعدتها.ريحانة
لم تتحرك تعابير وجه خافيير الدالة على لا مبالاته , فمررت غرايس إحدى يديها فوق وجهها من فرط يأسها , إنها ليست قادرة على الوصول اليه ليتفهمها , كما ان الوقت بدأ ينفذ منها .
تابعت كلامها متلعثمة فقالت "بدت له المرهنات السبيل الوحيد للخروج من مأزقه. كسب مرة او اثنيتين فاعتقد ان الحظ سيظل حليفه. لكنه عوضا عن ذلك بدأ يسجل على نفسه ديونا هائلة"
تابعت بصوت خافت"لم يعد لديه امل بأن يسددها. اما بعد وفاة والدتي, فغمره الألم والأسى الشديدين . الشيء الوحيد القيم الذي تبقى لدينا هو منزلنا الذي كان ملكاً لوالدتي فأصبح ملكه بعد وفاتها , هدده الدائنون بالاستيلاء على منزل ليتل كوت فأراد بيأس التمسك به ... لأجلي "
قالت ذلك بصوت مخنوق , محاربة دموعها التي اوشكت ان تنهمر , تابعت قائلة "عندئذ فعل انغوس مافعله. اخذ الاموال لانه رغب بالاحتفاظ بالمنزل الذي احبه."
تدفقت الدموع من عيني غرايس, ففركت عينيها بظاهر يدها. لم ترغب بالبكاء ,لا سيما امام هذا الرجل الذي بدا كأن قلبه منحوت من الصخر الصلب.منتديات ليلاس
علق خافيير بنبرة تدل على الملل"انها قصة مؤثرة, ولاشك انها تتضمن شذرات من الحقيقة. انا اصدق ان انغوس سرق الاموال من اجلك, فانت تتمتعين بذوق مرهف آنسة بيريسفورد."
طالبته غرايس وهي تشعر بالحنق"كيف يمكنك انت تعرف ذوقي؟"
رماها خافيير بنظرة ازدراء وقال"من الطبيعي ان اطلب تقريرا مفصلا عنكما ,لذا انا اعرف كل مايجب ان اعرفه عنك يبدو انك تحبين المقتنيات الثمينة"
اعلمها خافيير بذلك ببرود وتابع"انت تقتنين كلبين اصيلين تاخذينهما الى صالونات التمشيط والتزيين الخاصة بهما."
فتحت غرايس فمها لتعارضه لكنه تابع قائلا"كما انك تابعت دراستك في جامعة خاصة متميزة, من دون ان نذكر تلك الشقة الفخمة التي كنت تقطينيها اثناء وجودك في الجامعة."
ردت غرايس بحزم"دفعت ايجار الشقة من اموال بوصلة تأمين تركها لي جداي."

Rehana 02-04-18 07:24 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
راح الغضب يفور في داخلها كالحمم البركانية. لكنها لو اطلقت هذا الضغط الكامن في داخلها ,فذلك سيفسدكل فرصها السانحة لمساعدة والدها. لذا تكلمت بهدوء قائلة "...وانا بالفعل عملت جاهدة لاجل الحصول على شهادتي."
-في مجال تاريخ الفن؟ انا واثق انها شهادة مفيدة جدا لك."
الاستهزاء البادي في كلمات خافيير جعل غرايس تتوق الى صفعه. لكنها ردت ببرود قائلة "بما انك تعرف الكثير عني انا واثقة انك عرفت انني ادير متجري الخاص بالتحف الاثرية القديمة."
رد خافيير"اعرف انك تحبين لعب دور البائعة في مؤسستك الصغيرة الخاصة في برايتون لكن متجرك(ركن الكنوز) بالكاد يعتبر عملا ناجحا اليس كذلك؟"
عبست غرايس فتابع هازئا منها "آه ,بربك! انت بلكاد تنتجين ما يكفي من المال ليغطى رأسيكما انت و والدك."
احمرت وجنتاها لدى سماعها ملاحظات خافيير حيال عملها الحديث العهد ,فتمتمت قائلة"صحيح ان ارباحي لم تصل الى المستوى الذي املته ,لكن بناء سمعة جيدة في مجال العمل بالتحف الفنية يتطلب بعض الوقت."
قبل ان تفتح غرايس متجرها الخاص احبت عملها كموظفة مبتدئة في مجال الفهرسة والتوثيق لدى دار مرموقة للبيع بالمزاد العلني. لكن حياتها في لندن اصطدمت بعقبة مفاجئة كادت تحطمها وذلك حين انتهت خطوبتها بريتشارد كونيتين.ريحانة
خيانة ريتشارد جعلتها محطمة الفؤاد فعادت الى برايتون حيث افتتحت(ركن الكنوز) بمساعدة والدها.
لكن الاعمال سارت ببطء خلال العام الاول , ولم يبق لديها سوى القليل من المال بعد دفع الفواتير المتوجبة عليها , لذا سمحت لوالدها بمساعدتها مالياً في بعض المناسبات , لطالما استمتعت غرايس بنمط حياه مريح جدا ,لكنها احست بشعور سيء عندما ادركت ان والدها دفع ثمن هذا الرخاء بواسطة الاموال التي سرقها من المصرف.منتديات ليلاس
احست بالسقم من شدة الخجل والحرج , فرفعت عينيها نحو خافيير الذي راح يراقبها من دون ان تظهر اية ملامح على وجهه , بدت عيناه الذهبيتان محجوبتين برموشه الطويلة , فلم تظهر أي لمحة عما يجول في خاطره , تكلمت بصوت ابح قائلة "يجدر بي ان اشاركه في تحمل اللوم على هذه الورطة المريعة التي وقع بها.و الدي اختلس من المصرف, ليس فقط لأجل علاج والدتي, بل لانه لم يرغب بحرماني من نمط العيش الذي كنت معتادة عليه. لايمكنك ان تتصور كم يجعلني هذا الامر اشعر بالسوء".
تشدق خافيير بسخرية" اتصور انك منزعجة جدا لانه يتوجب عليك تغيير نمط حياتك. لابد ان فقدانك للمصدر الاساسي لمدخولك امر مزعج جدا وغير مريح بالنسبة لك. لكنني اخشى ان مصرفي وبفضل خفة يدي والدك وطولهما لم يعد مستعدا لتغطية نفقات مصروفك المفرط."
تملك الغضب الشديد غرايس وظهرت نبرة حادة في صوتها حين قالت" اتشير الى انني كنت اعلم بما يجري؟"
وجه اليها نظرة باردة قائلا لها"هل تتوقعين مني ان اصدق بانك ماكنت تعلمين؟ انا لست غبيا آنسة بيرسفورد. يبدو بوضوح انك تحركين والدك كما تشائين بمجرد حركة من إصبعك.اما الآن ومع انهيار عالمك الصغير المشبع بالدلال والرفاهية فقد اصابك الهلع."
اكمل بوحشية"ما الذي املت بتحقيقه عبر مجيئك الى هنا؟ اتتوقعين مني التغاضي عن اختلاس مبلغ ضخم كهذا؟ قد تجدي دموعك نفعا حين تستخدميها مع والدك لكنها لا تؤثر بي مطلقا."
اضاف بخشونة فيما توجهت نظراته نحو الساعة المعلقة على الحائط "انتهت الدقيقتان المخصصتان لك."منتديات ليلاس
خاطبته غرايس بهلع قائلة" جئت لاعرض عليك تسديد الاموال التي اخذها والدي منك. وافقت على بيع المتجر ومنزل (ليتل كوت). اذا جمعت المبلغ الذي ساحصل عليه مع الحصص التي تركتها لي والدتي يمكنني ان اجمع مليوني جنيه."
سالها خافيير بهدوء "وماذا عن المليون الآخر؟"

Rehana 02-04-18 07:25 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
-انا اتحدث الاسبانية بطلاقة.ربما...يمكنني العمل في المصرف الى ان يتم تسديد الدين... من دون راتب بالطبع.
اضافت غرايس كلماتها الاخيرة بتسرع بعد ان رمقها خافيير بنظرة استهزاء. مالبث ان صرح بخشونة "يا إلهي! هل تظنين اني قد اسمح لك بالبقاء على مقربة من مصرفي؟ يكفيني فرد واحد من ال بيريسفورد. ثم..كيف يمكنك ان تعيشي من دون مدخول؟ تسديد مبلغ مليون جنيه يتطلب اعواما واعواما حتى لو حسمنا الفائدة المتراكمة. ان الفكرة سخيفة ومضحكة. لا شي لديك يمكن ان يثير اهتمامي ولو بشكل ضئيل."
انزلقت نظراته سريعا فوق جسدها كانه يصرفها من امامه. بالرغم من كل شيء , لم تقو غرايس على ارتعادة من العبور خلال جسدها , ما خطبها ؟ كيف عساها سمحت لهذا الرجل من بين كل الرجال ان يؤثر فيها الى هذا الحد؟ إنها بالكاد تستطيع ان تفكر بصواب.ريحانة
فكرت غرايس ان يجدر بها ان تركز على إنقاذ والدها من الحكم الذي سيودي به الى السجن , لا شيء آخر يهمها , لا سيما ذاك الاحساس الغريب المشابه لرفرفة الفراشات في معدتها , والذي انتابها عندما تحرك خافيير عبر الغرفة سائراً نحوها .
همست قائلة" والدي سينهار لو تم إرساله الى السجن. جعلته وفاة والدتي رجلاً محبطاً مكسور الفؤاد. ولا اظن انه يستطيع تحمل المزيد من الصدمات. انا اخشى بأنه قد ينهي حياته بيده , لذا اتوسل اليك كي تظهر اللين والتساهل معه."
ارتعش فم غرايس فعضت على شفتها السفلى بقوة , الدوق دو هيريرا قال لها للتو إن الدموع لا تؤثر فيه, لذا فهي بحاجة لأن تكون هادئة ومتحكمة بمشاعرها , تابعت تقول"سوف افعل اي شي تطلبه اذا وافقت على عدم ملاحقته قانونيا."
ارتفع حاجباه وقد بدا استمتاعه واضحاً فسألها "أي شيء؟ هل يجدر بي ان افهم انك تعرضين خدماتك؟ كم ليلة من الشغف يمكنها ان تعوضني عن المليون جنيه برأيك؟"
سمح خافيير لعينيه بان تتأملا جسدها ببطء ملاحظا وجنتيها القرمزيتين كما لاحظ ارتفاع صدرها وهبوطه بسبب الهلع.ريحانة
ردت غرايس بكلمات لاذعة"لم اعني...ذلك ! بل املت ان نتوصل الى اتفاق من نوع ما.."
قطعت كلامها وقد ادركت بمرارة انها لا تملك أي شيءثمين لتعرضه على دوق مليونير باستثناء جسدها لكن كيف عساه تجرأ على الاعتقاد بأنها تعرض عليه ذلك الأمر ؟ اغمضت عينيها بضعف حين تقدم خافيير ليقف على مقربة منها, اقتحمت احاسيسها رائحة خافيير وتسللت الى أنفها رائحة عطر مسكي خفيف , بدأت الدماء تتدفق في عروقها فترنحت مائلة نحو خافيير بارتباك واضح .
التمعت عيناه الذهبيتان فيما اقترح بصوت حريري "لعلك لن تجدي معاناة في مشاركتي السرير ,فما اراه في عينيك المعبرتين يدعوني الى الاعتقاد بانك متلهفة لذلك"منتديات ليلاس
استنشقت غرايس الهواء بحدة , ثم همست وهي تتلوى خجلا "انت مخطئ في ذلك"
تراجعت الى الوراء خطوة , لكن خافيير استطاع الامساك بذقنها, ثم رفع وجهها بحيث لم يعد لديها اي خيار سوى ملاقاة نظراته.ريحانة
-انا لست اعمى ,آنسة بيريسفورد, يمكنني ان ارى كيف يسود لون عينيك حين تنظرين الي , كما ارى ارتعاشة جسمك.
قال ذلك متمتماً وقد تبدلت نبرة صوته فجأة فصارت مخملية ناعمة , ثم تابع " كلانا مدركان لهذا الانجذاب المتبادل بيننا .. و ... دعينا نواجه الامر , فهناك اساليب اسوأ من هذه لكسب المعيشة "
يا الهي! هل يتكلم بجدية؟ اتراه حقا يقترح بان تصبح عشيقته؟ احست بأناملها تسحكها حتى تصفع تلك التكشيرة المتعجرفة البادية على وجه خافيير , فانفجرت تقول بكلمات لاذعة "هذا خيار لن اخذه ابدا بعين الاعتبار افضل ان اموت اولاً"

Rehana 02-04-18 07:26 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
اطلقت قهقهة خافيير الخافتة اللهب في اعصاب غرايس ثم قال ساخراً "اذاً, من حسن حظنا معاً انني لا اميل الى العذاري اللواتي يقدمن انفسهن كاضاحي"
طرفت غرايس بعينيها ,وغمر اللون الاحمر وجنتيها كيف عرف انها عذراء ؟هل استطاع استنتاج ذلك ؟هل طبعت جملة (لم تلمس قط) كالوشم فوق جبينها؟
اعلمها خافيير بتعجرف "انا لم اجري المقايضات ابداً من قبل بهدف الحصول على هذه الخدمات, ولا نية لي مطلقا بأن ابدأ الآن"
استقرت يده بثقل على كتف غرايس, فادارها بحزم نحو الباب قائلا "لقد هدرت وقتي بما فيه الكفاية, لذا اقترح ان تعودي الى منزلك وتوظفي خدمات محام جيد, انغوس سيكون بحاجة اليه"
منطق غرايس حذرها بأن الصمت خيارها الأفضل للحفاظ على عزة نفسها , لكنها احست ان عزة نفسها ممزقة, فهي لم تشعر بغضب مماثل ابداً طيلة حياتها , فقذفت الكلمات نحو خافيير كتيار غاضب لانها فشلت بتغطية خيبة املها لفشلها في مساعدة والدها, فقالت له "انت عديم القلب تماماً, اعلم ان انغوس اخطأ بفعلته , وهو يعرف ذلك ايضاً لو كان بمقدورك ان تراه لادركت ان الشعور بالذنب دمره, لكنه اخذ الاموال لانه لم يستطيع رؤية اي سبيل آخر"
ارتعش صوت غرايس بسبب الاحاسيس المريرة, فيما تذكرت الاسابيع الاخيرة الصعبة من حياة والدتها , وتذكرت حزن والدها الشديد لأنه لم يتمكن من إنقاذ محبوبته سوزان.ريحانة
عبرت تعابير خافيير وجه خافيير الضجرة عن قلة اهتمامه, فاستسلمت غرايس وقالت له بمرارة "انت لا تملك اي فكرة عن الحياة الواقعية اليس كذلك؟ فأنت ولدت وريثا لثروة هائلة لا يمكن تصورها, وتقبع هنا في قصرك حيث تلعب دور الحاكم المسيطر على الاخرين. اتعلم شيئاً؟ انا اشعر بالاسف عليك فانا لا اظن انك اختبرت الحب او ان احدهم احبك يوماً".
اقترب حاجبا خافيير من بعضهما في عبوس, لكنه فتح الباب ودفع غرايس نحو الرواق. كشفت ابتسامته الواسعة عن اسنان بالغة البياض. قال لها "ربما انك على صواب, لكن دعيني اؤكد لك ان هذه النوع من العلاقات مع الناس يناسبني تماماً. وداعا آنسة بيريسفورد"
-مهلا!
كاد الباب ينغلق, فحشرت قدمها بسرعة في الفجوة وهي تدرك تماماً كم يسهل على خافيير ان يسحق عظامها سألته بيأس" هل تريدني ان اتوسل؟ اهذا هو الامر ؟سوف افعل ذلك ان كان الامر ينقذ والدي"
رمت عزة نفسها جانباً وسقطت على ركبتيها وقالت "لن اسمح بأن يدخل والدي الى السجن لابد ان تكون هناك طريقة افيدك بها ..سوف اطهو انظف...."منتديات ليلاس
القت نظرة على طول الرواق نحو الأرض الحجرية التي بدت كأنها تمتد لاميال وتابعت "سوف انظف ارضيات منزلك, سوف افعل اي شي ...ما دام لايخرج عن حدود الاخلاق."
عضت غرايس بقوة على شفتيها حتى احست بطعم الدم في فمها وهي تحدق بخافيير راجية ان يمنحها فرصة , تصلب فك خافيير واخذت عيناه الذهبيتان تخترقان جلدها وتحرقانه, فيما سمح لنظراته ان تمر بشكل متراخ فوق فستانها الصيفي الاصفر .بدت روح البراءة التي تتمتع بها مثيرة للاهتمام ,الا ان المنطق كان يقول له بان ذلك لايمكن ان يكون حقيقيا بالفعل, بحسب التقارير التي وصلته عنها , علم خافيير ان غرايس حظيت بنصيب لابأس به من العلاقات العاطفية, وانها كانت على علاقة مع سمسار ناجح في مجال التأمين يدعى ريتشارد كوينتين , انه يكبرها بعدة سنوات ويتمتع بسمعة في ارجاء لندن تقول انه زير نساء . يقول التقرير ان غرايس كانت مخطوبة الى كوينتين لفترة وجيزة , ولابد إنهما كانا عشيقين .لماذا عساها اذا تزعج نفسها بادعاء الخجل كالعذاري؟ ولماذا بحق الجحيم لم يتخلص منها بكل بساطة؟منتديات ليلاس

Rehana 02-04-18 07:27 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
استفهم خافيير بخشونة " لماذا جئت الي؟ لماذا لا تعرضين ......" تمهل بالكلام سامحاً لعينيه بالتباطؤ وهما تتأملانها , ثم تابع "خدماتك على رجل ثري آخر."
اجابت غرايس ببلادة ذهن وفظاظة "لقد نفذت مني الخيارات سينيور هيريرا , انا جدية بخصوص تسديد جميع ما اخذه انغوس من اموال ... كل قرش منها : اضافت بشراسة عندما رأت ان خافيير ليس متأثراً بكلامها " لا اعرف كيف سأفعل ذلك بعد , لكنني سوف اسدد ديون والدي بشكل ما . جل ما اطلبه هو ان تمنحني الوقت, وان تعطيني موافقتك بتسوية الموضوع خارج اطار المحكمة"
غمر خافييرشعور بالانزعاج لسبب ما لدى مشاهدته منظر غرايس راكعة امامه, فاطلق شتيمة اندفع مبتعداً عنها. صوت المنطق يقول له إن غرايس فاسقة و انانية اجبرت موقعه في المصرف لتحافظ على نمط حياتها المبذر المسرف, لكنها تبدو لطيفة حقاً حين تنظر اليه بهاتين العينين الواسعتين ذات اللون الياقوتي الازرق. من جهة اخرى , سلم خافيير بأن غرايس تتمتع بروح مميزة , ولابد انها تحب والدها حباً جماً, كي تأتي الى هنا للدفاع عن قضيته, انها لا تستحق احترامه او تعاطفه, لكن ما ازعجه هو احساسه بهذين الشعورين.منتديات ليلاس
فجأة تسللت الى ذهنه فكرة, انه ليس بحاجة الى طباخة او الى عاملة تنظيف, لكنه بحاجة الى زوجة, التوى فمه بابتسامة ساخرة ما إن تذكر الشرط الذي فرضته وصية جده عليه.ريحانة
تكلم خافيير ببرود وهو مدرك للاحساس الغريب الذي يعتمل في صدره , فيما راقبها وهي تنهض على قدميها مرتعشة , قال لها "انهضي آنسة بيريسفورد اتقولين انك مستعدة للعمل لاجلي مقابل اسقاطي لكل الاجراءات القانونية التي اتخذتها ضد والدك؟"
بدا الامل يتسلل الى صدر غرايس فيما تعثرت وهي تتوجه اليه , طمأنته مؤكدة بحماس "نعم قلت لك انني سوف افعل أي شيء"
ساد بينهما صمت يشوبه التوتر الى ان تكلم خافيير اخيراً فقال "في تلك الحالة افترض انك لاتمانعين في ان تصبحي زوجتي؟"
تصريح خافيير الخالي من المشاعر قلب عالم غرايس رأسا على عقب. جذبت الهواء بصعوبة الى داخل رئتيها, ثم تمتمت بصوت كئيب "انت تمزح اليس كذلك؟"
بدأت الدموع تخز عينيها وهي تتوقع ان تسمع ضحكته الساخرة, لكن كلماته التالية جعلتها ترفع رأسها, اعلمها خافيير بإيجاز " هذه ليست مزحة فأنا في موقف لا احسد عليه, يفترض بي ايجاد زوجة قبل عيد مولدي التالي وعلي ان ابقى متزوجا من المرأة التي اختارها لمدة سنة"
تمتمت غرايس وقد اصابها الذهول " ومتى يحين عيد مولدك؟"
-بعد شهرين من الآن.
-اذا فالامر مستعجل الى هذا حد بعيد.
بدا لغرايس ان هذا الموقف بأسره يميل الى السور يالية , واحست كما لو انها تائهة في صفحات كتاب ( اليس في بلاد العجائب ).ريحانة
راح خافيير يراقبها مشككا بعينيه الذهبيتين المدهشتين , بدت غرايس مدركة بقوة للارتعاش الذي انتابها بسبب الانجذاب الذي تردد بينهما .
احست لوهلة برغبة في الهروب من هنا , لكن النبرة الامرة البادية في صوته منعتها من ذلك.
-اجلسي آنسة بيريسفورد, افترض انه تجدر بي مناداتك غرايس بما اننا اصبحنا مخطوبين.
ردت غرايس بنبرة لاذعة وقد اغضبها اسلوبه المتسلط " انا لم اوافق بعد"
رماها خافيير بنظرة تنم عن الضجر وقال" لكنني ظننت ان الخيارات نفذت منك"
-نعم, انها كذلك ,لكن يبدو انك في وضع مماثل.

Rehana 02-04-18 07:28 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
جلست غرايس على إحدى الكراسي وهي تشعر بالامتنان, محاولة استعادة رباطة جأشها. ادركت بفضل حاستها السادسة بأن تعابير وجه خافيير الباردة اللامبالية هي مجرد ستارة لما يخفيه من الاحباط الداخلي, يبدو انه مجبر على إيجاد زوجة لسبب تجهله , لذا فهو بحاجة اليها بقدر ماهي بحاجة اليه, وهذا الأمر يضعها في موقع قوي يسمح لها بالمساومة .
سألته "لماذا يجدر بك ان تتزوج؟"
لبرهة قصيرة اعتقدت انه سيرفض الرد عليها , توهجت عيناه بغضب مفاجئ , ثم قال "بحسب شروط وصية جدي يجب على ان اتزوج والا فأنني سافقد حقي في ادارة مصرف هيريرا لصالح نسيب لي"
اخبرها ذلك فيما بدا صوته ممزوجا بالمرارة.منتديات ليلاس
-يبدو ان المصرف مهم جداً بالنسبة اليك.
صحح لها خافيير بشراسة " انه حقي بالولادة وهو الشيء الوحيد المهم بالنسبة اليّ"
قالت غرايس بعد تردد "فهمت. لكن مما سمعت, انت لا تفتقر الى النساء في حياتك, لماذا لا تطلب من احداهن الزواج بك؟"
اقر خافيير بنبرة فظة جعلت غرايس تجفل "سيكون الامر اشبه بالجحيم حين يأتي وقت الدفع للتخلص منهن, هذا الزواج هو بمثابة عرض عمل لا اكثر .لكن ذكر كلمة زواج امام غالبية النساء يجعلهن يقفزن الى التصور المضحك السخيف للحب"
قالت غرايس ببطء وهي تحاول استيعاب مايجري "اتعني... انك اذا اخترت احدى صديقاتك الحميمات, فأنك تخشى ... ان تقع في غرامك؟ ان غرورك كبير الى حد يخطف الانفاس , ماالذي يجعلك تعتقد بانك مميز الى هذا الحد؟"
رد خافيير بنبرة جافة " ثروتي التي تقدر بعدة ملايين من الجهينات. تعلمت في سن مبكرة من عمري ان المال هو اكثر مايثير شهية النساء , اليس هذا هو سبب وجودك أنت هنا؟"ريحانة
أردف بصوت حريري "انت تريدين مني ان اسقط التهم الموجهة الى لص كافأ ثقتي به بالخيانة, مستغلاً الموقع الذي وهبته له"
احست غرايس ان وجنتيها تتوردان خجلا , فقالت بصوت أبح "ليس الامر كذلك, قلت لك ان والدي كان في حالة يأس تام ولم يجد امامه خياراً آخر"منتديات ليلاس
دفع خافيير كرسيه الى الوراء ثم دار حول مكتبه متجها نحو غرايس, فأحست هذه الاخيرة فجأة ان جاذبيته الحادة تغمرها . تسارعن نبضات قلبها عندما اسند وركه على حافة المكتب وانحنى ليدنو منها, آسراًع ينيها بنظراته , واذهلتها قوة كلماته إذ قال "جميعنا نملك الخيارات غرايس. يمكنك ان تختاري منحي سنة من عمرك مقابل اعفائي والدك من الملاحقة القانونية ومن فترة حكم طويلة بالسجن"
فكرت غرايس مذهولة ان عينيه أشبه بعيني النمر , فيما حدقت في عمقهما الكهرماني المتوهج .
همست قائلة " لا اظنني قادرة على فعل ذلك, الزواج ارتباط مقدس مميز , انه اتحاد شخصين يقفان امام الله ويتعهدان بأن يحب كل منهما الآخر , طيلة حياتهما .اما ما تقترحه انت فهو.. لا اخلاقي"
تمتم خافيير متهكما "وهل اختلاس ثلاثة ملايين جنيها اخلاقي؟ اظن ان من الافضل ان نضع جانبا التساؤل حول مدى الاخلاقية في هذا الامر , غرايس انت ترغبين بان يعفى والدك من الحكم بالسجن وانا استطيع مساعدتك في ذلك"
اظهرت الارتعاشة في شفتها السفلى توترها , فيما تصلب فك خافيير وقال مزمجراً بنفاد صبر "ان تصبحي الدوقة دو هيريرا, اليس خيارا افضل من قيامك بتنظيف الارضيات لدي؟"
تمتمت غرايس متجاهلة النظرة الساخرة البادية على وجهه "لا احبذ فكرة الكذب"
حسنا! ماهي الخيارات التي تملكها حقاً؟ إن لم توافق على الزواج من خافيير , لاشك ان والدها سيدخل السجن يجدر بها ان تفعل هذا . منتديات ليلاس

Rehana 02-04-18 07:29 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثالث )
 
قالت من دون تفكير "حسنا! اوافق على عرض العمل الذي تقدمه لي, ساصبح زوجتك لمدة سنة, لكن مقابل ذلك اريدك ان تلغي كل الديون المترتبة على والدي, وتسدد المبلغ المتوجب عليه الى المصرف من حسابك الخاص"
تابعت بصوت خال من الاحاسيس , آملة ان يخفي ذلك حقيقة ان قلبها يدق بقوة في صدرها " واريدك ان تسقط كل التهم الموجهة ضد والدي .حين تفعل ذلك, ساصبح أنا عروسك"
تحرك خافيير بسرعة كما لو انه نمر كبير يطبق على فريسته, فوضع كلتا يديه على المسندين الموجودين على جانبي كرسيها , قال لها بوحشية " انك تعطين قيمة كبيرة لنفسك, آنسة بيريسفورد ,يبدو انك نسيت انني انا من يضع الشروط هنا , ماذا ستفعلين لو قلت انني كنت اخدعك وانني سارميك خارجا من دون اي فلس؟"
آه يا الهي! هل سيفعل ذلك؟ اخذت غرايس نفساً مرتعشاً واجبرت عينيها على ملاقاة نظراته الثاقبة , ثم تكلمت بصوت كذب توترها الصارخ قائلة "لن تفعل فأنت بحاجة الي بقدر ما انا بحاجة اليك واستطيع ان اؤكد لك تماما بأنني ابدأ بعدّ الساعات التي تفصلنا عن الطلاق بشوق بالغ منذ اليوم الاول لزواجنا لامجال ابدا لأغرم بك."ريحانة
قالت غرايس ذلك وهي تحني ذقنها بحيث اصبح وجهها على بعد انشات قليلة من وجهه, استطاعت ان تشعر برغبته في ان يخضعها لإرادته, لكنها ترفض ان يخيفها او يرعبها , إذا كان يتوجب عليها ان تصمد سنة لتلعب دور زوجته , فهي لا تستطيع ان تسمح له بالسيطرة عليها .
ساد توتر حاداً جداً بينهما , وبدأ كأن الهواء الموجود بينهما يفرقع بشحنات كهربائية , شعرت غرايس بالحرارة المنبعثة من جسده تغمرها , فحدقت في عينيه وعلمت انه يشعر بالرغبة في معانقتها ,كتمت شهقة كادت تخرج من فمها حين اخفض خافيير رأسه ببطء, احست ان جفنيها ثقيلان وان رموشها تنخفض فوق عينيها. لكنها عادت وفتحت عينيها مجددا حين امسك خافيير بسرعة قبضة مليئة من شعرها الطويل عوضا من معانقتها ما جعلها ترفع راسها بقوة الى الاعلى.
لدى رؤية تعابير وجهها المصدومة, التوى فم خافيير مظهراً ابتسامة اطلعتها انه مدرك لخيبة أملها , قال لها "انت لست الزهرة الهشة كما اعتقدك , اليس كذلك غرايس؟ ان جمالك الرقيق يخفي عقلك المخادع الذي يكاد يتطابق مع عقلي انا."
وقبل تحظى غرايس بوقت لتتفاعل مع ما قاله, اقترب خافيير منها وعانقها عناقا وحشيا مطالباً بتجاوبها كما لو ان ذلك من حقه.منتديات ليلاس
بعد قليل افلتها ثم استقام في جلسته , فيما التمعت عيناه الذهبيتان, اضاف بسخرية "اتفقنا آنسة بيريسفورد سوف نتزوج حالما نستطيع ترتيب الامر ,يخالجني شعور بانها سوف سكون سنة مثيرة للاهتمام"
احست غرايس كما لو ان يداً باردة ملؤها الجزع والخوف تطبق على قلبها , لكنها اجبرت نفسها على النهوض, فوجهت له نظرة جليدية ثم قالت " اتوقع ان تكون اسوأ سنة في حياتي"
اجابها بنبرة جافة "انا واثق انك ستجدين ما يعوضك بكونك زوجة لرجل مليونير .فكري بكل التسوق الذي يمكنك ان تنهمكي فيه"
استدار خافيير حول مكتبه, ثم رفع سماعة الهاتف وزمجر سلسلة تعليمات. ادركت غرايس انه لم يعد يوليها اي اهتمام ,وانه عاد الى ممارسة عمله بعد ان حل مشكلة ايجاد زوجة له. افترضت انه سوف يصرفها من هنا حتى يحين موعد الزواج الذي سوف يربطهما سوياً بشكل قانوني , لا بأس , فوالدها سوف يصبح حراً , ويجدر بها ان تتمسك بهذه الفكرة المريحة خلال السنة القادمة , بدأت بالانسحاب نحو الباب شيئا فشيئا الى ان اوقفها صوت خافيير الجاف"الى اين تظنين نفسك ذاهبة؟"منتديات ليلاس
غروره وعجرفته جعلاها تغلي من الداخل, لكنها لم تجرؤ على ازعاجه , ابتسمت غرايس وقالت "سوف اجد سيارتي واقود عائدة الى غرناطة ,هل تريدني ان انتظر هنا لعدة ايام ام اعود الى انكلترا وانتظر حتى تتصل بي؟"
اجابها خافيير ببرود"لا هذا ولا ذاك انا مغادر الى مدريد خلال دقائق وسوف ترافقينني"



نهاية الفصل

Rehana 03-04-18 10:19 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
4- اين المفر؟

بدت مكاتب مصرف هيريرا في مدريد بالغة الفخامة , لكن غرايس بدأت تتململ من الانتظار.
-الآنسة بيريسفورد تود ان تعلم ان كنت تتوقع منها الجلوس في صالة الاستقبال طيلة النهار؟
لم تستطع ايزابيل سانشيز سكرتيرة خافير ان تخفي لمحة الاحراج من صوتها حين اوصلت استفهام غرايس الى رئيسها. تكلم خافيير عبر الهاتف الداخلي الموضوع امامه , فقال "قولي لها انها ستظل مكانها بقدر ما احتاج من وقت لانهاء هذا التقرير"
اطلق خافير كلماته اللاذعة مقاوما رغبته بتذكير غرايس بانها لو كانت تشعر بالضجر الى هذا الحد فهي حرة لتغادر , وسوف يقابلها مع والدها في قاعة المحكمة, انه يسدي لهذه المرأة خدمة هائلة عبر إعفاء انغوس ببريسفورد من ديونه , وأقل مايمكنها فعله هو التعبير عن امتنانها ولو قليلاً ! عوضاً عن ذلك امضت غرايس طيلة الخمسين دقيقة التي استغرقتها الرحلة بالطائرة نحو مدريد بالتذمر , معبرة عن رغبتها بالعودة الى ديارها , عندها اخذت تنتاب خافيير شكوك جدية حيال رغبته بالزواج منها , فكر بتشاؤم انها شرسة حقاً حتى لو بدأت امرأة جميلة.ريحانة
نقح عدة تفاصيل ملائمة للتقرير , ثم عاد الى الوثيقة الموجودة على شاشة الكمبيوتر, فقرأها من جديد قبل ان ينقل المعلومات المطبوعة على قرص مدمج, لكن حتى وهو يعمل , لم يستطع ان يصرف من ذهنه صورة ملامح وجه غرايس الرقيقة , وتينك العينين الكبيرتين الممتلئتين بالدموع , اطلق شتيمة بصوت خافت وقفز واقفاً على قدميه فعبر مكتبه نحو النافذة ليحدق الى الخارج.

Rehana 03-04-18 10:20 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
بدت مدينة مدريد في الاسفل مختنقة من شدة حرارة شمس الربيعية, يحب خافيير هذه المدينة العالمية ومن المنطقي ان يجعل المكاتب الرئيسية لمصرف هيريرا في قلب اهم مدينة اسبانية, كما يسعد بتمضية وقته في شقته المترفة التي تقع على سطح احد اجمل المباني في افخم ضواحي العاصمة . لكن قلبه يقبع في الاندلس وقصر الاسد هو مرجعه ودياره.
امضى خافيير السنوات العشر الاولى من عمره في عربة قذرة تستخدم كمسكن , لذلك اذهله حجم هذا القصر المهيب وفخامته في بداية الأمر . منتديات ليلاس منتديات ليلاس
تشكل هذه القلعة مثالاً رائعاً للفن المعماري المراكشي , لكن حين كان فتياً اهتم باستكشاف الغرف الكبيرة الفسيحة للقصر واراضيه الواسعة الامتداد , اكثر من اهتمامه بالتعرف الى تاريخه . مازال يذكر حتى الآن ذلك الشعور الجميل الذي احس به حين شعر اخيراً بانتمائه الى مكان ما , بعد ان اخبره كارلوس بأن القصر هو منزله وميراثه . علم عندئذ انه لن يضطر بعد اليوم الى التنقل من مكان الى آخر الى مالا نهاية , ولن يضطر الى البحث عن الطعام بين النفايات كما تفعل الكلاب الشاردة , او الى تمضية ساعات وهو رايض على درج العربة فيما تقوم والدته بالترفيه عن عشاقها , اما والده فكان يختفي لايام وايام بحثاً عن ورطته التالية .منتديات ليلاس
تصلب فك خافيير حين تذكر قول غرايس له إن ثروته تحميه وتقيه كالدرع من العالم الحقيقي , ما الذي تعرفه هي عن طفولته البائسة المروعة , حين كان يعيش في اماكن حقيرة لا يمكنها ان تتصورها ؟ لقد واجه مواقف حيث كان الأقوى هو الغالب , فكان يحكم بقوة قبضته , عرف خافيير خلال السنوات العشر الأولى من حياته معنى الفقر والجوع , كما عرف الاحساس بالخوف والوحدة اللذين مايزالان يلطخان احلامه, حتى بعد مرور خمس وعشرين سنة , النعمة الوحيدة التي حظي بها هي تمتعه بغريزة عنيدة للصمود والحياة , بالاضافة الى تصميمه وعزمه على النجاح بالرغم من كل العقبات , هذه هي الصفات و الميزات التي كونت الرجل الذي اصبح عليه اليوم , إنه ليس بحاجة الى آنسة بريطانية مدللة مبذرة , تجعله يشعر بالسوء حيال نفسه . من ناحية اخرى, هاهي غرايس جالسة في مكتب سكرتيرته منذ ساعتين وذلك بعد ان اخرجها من القصر ,ثم سمح لها بدقائق قليلة فقط لتجمع مقتنياتها من الفندق في غرناطة قبل ان ينقلها بسرعة الى الطائرة النفاثة الخاصة به.
أقر خافيير بصدق ان الصبر ليس إحدى ميزاته , عبر نحو مكتبه , وبعد ان اطلق شتيمة اخرى تحدث عبر الهاتف الداخلي قائلاً" ايزابيل, اطلبي من الآنسة بيريسفورد الدخول ارجوك"
بقي خافيير جالسا في مكتبه عندما دخلت غرايس الى الغرفة .نظر اليها بشكل عابر حين مشت نحوه مترددة , بادرها قائلاً بنبرة لاذعة "ما الخطب؟ اخبرتك انه يجدر بي حضور اجتماع مهم , ثم تدوين التقرير وحفظه في ملف, هل انت دوماً نافذة الصبر الى هذا الحد؟"
احست غرايس بالرعب لبضع ثوان , ثم اقرت لنفسها بصمت انه رجل مغرور جداً, راح قلبها يتمايل في صدرها وتناست انزعاجها لأنه هجرها في المكتب الخارجي كما لو انها طرد ما, هذا الرجل يمسك بين يده مصير والدها , وجل ما تسطيع فعله هو التحديق فيه كما لو أنها مراهقة واقعة تحت تأثير اول انجذاب تشعر به تجاه رجل.ريحانة
حالما وصل خافيير برفقة غرايس الى المكتب الرئيسي للمصرف , توجه مباشرة الى مقره الخاص, ولابد انه اخذ حماماً وبدل ملابسه قبل بدء اجتماعه .طمأنت غرايس نفسها بأن سبب إحساسها هو رؤية مظهره في البدلة الرسمية , منحه لباسه الرسمي روحاً من التميز والتألق , لكن غرايس استشعرت ان خافيير هيريرا يمتلك اثراً جامحاً في شخصيته , وهو يقبع تحت هذه القشرة الظاهرية المتحضرة , ففي الواقع هو رجل بالكاد يعطي أي اعتبار للقوانين.

Rehana 03-04-18 10:21 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
غمغمت ساخطة "أأنا قليلة الصبر؟ انت من اصر على جرجرتي الى مدريد من دون ان تمنحني اية فرصة لاوضب امتعتي بشكل لائق, انا حتى لا اعرف لماذا انا موجودة هنا, الا اذا كان الهدف ببساطة ان اجلس في مكتبك لابدو كأحد الاشياء المخصصة للديكور"
اندفع الغضب داخل خافيير لفترة وجيزة ,تبعته على الفور لمحة استمتاع حاول جاهد بقوة كي يخفيها, غرايس قد تبدو كفأرة صغيرة وديعة , لكنها تتمتع بدهاء حاد , وهي لا تخشى الوقوف للدفاع عن نفسها , اجابها قائلاً "في الواقع , ان سبب احضاري لك الى هنا بسيط جدا, الليلة سوف نحضر مأدبة عشاء على مستوى رفيع, تقام على شرف ابرز رجال الاعمال والنخبة الاجتماعية في مدريد".منتديات ليلاس
مرر نظرته بسرعة فوق جسدها, ثم استقرت عيناه على وجهها المحمر خجلاً , فيما تابع يقول "لكننا اولا بحاجة لان نذهب للتسوق "
بعد مرور عدة ساعات ,لم يبد اي اثر للا ستمتاع في صوت خافيير وهو يكلم غرايس "اسرعي واخرجي من السيارة وتوقفي عن التهجم والعبوس"
ادارت غرايس رأسها فوجهت له نظرة ملؤها الغضب , ثم اجابته بنبرة لاذعة حانقة "انا لست متهجمة, انا كنت ببساطة... استجمع افكاري."
قررت ان تحتفظ بهذه الافكار لنفسها بعد ان القت نظرة اخرى الى عيني خافيير الكهرمانيتين اللتين تحملان غضبه المكبوح , لم يمض على اتفاقهما على الزواج اربع وعشرين ساعة , وهاهي قد بدأت تشعر بأنها فقدت السيطرة على حياتها , قالت له " ربما انت تستمتع بالاندفاع العاصف في حياتك كما لو كنت إعصاراً هائجاً , لكن لا يمكنك ان تتوقع مني مجاراتك في ذلك"
صرّ خافيير بأسنانه , وقد شد حاجباه الى بعضهما في عبوس , فيما حدق في تعابير وجهها المتمردة قائلاً "اتوقع منك ان تخرجي من السيارة وتدخلي الى المصعد خلال الثواني الخمس المقبلة, الا اذا ارتني ان ارميك فوق كتفي واحملك بنفسي"
-يمكنك ان تبقي يديك اللعينتين بعيدتين عني!
احست غرايس بالغضب الصاخب يغلي في عروقها , وذلك بحد ذاته دليل على مدى قوة تأثير هذا الموقف عليها , إنها معروفة بطبيعتها الرقيقة وطباعها الهادئة , لكن يبدو ان خافيير هيريرا يستفز أسوأ مافيها من صفات . دفعت باب السيارة ففتحته بقوة , ثم مشت مرفوعة الرأس عبر مرآب السيارات الموجود في الطابق السفلي نحو المصعد , فيما غمغمت لعنة ما متذمرة بصوت منخفض .منتديات ليلاس
اعلمها خافيير ان المادبة التي ستقام الليلة في احد افخم فنادق مدريد هي مناسبة مثالية لاعلان خطوبتهما , ولاول مرة سيرحب بالاهتمام الذي توجهه اليه وسائل الاعلام , وهو سوف يعطيها تفاصيل عن زواجهما الوشيك الذي سيتم خلال مهلة ثلاثة اسابيع .
احست غرايس برغبة في الصراخ لدى تصورها فكرة الزواج بهذه السرعة , كما شعرت ان قلبها يطوف بألم داخل صدرها , لكن خافيير تجاهل قلقها ومخاوفها باسلوبه المستبد المتحكم المعتاد , إنه ببساطة رجل اعتاد الحصول على مايريده وعلى طريقته الخاصة , إنه عازم تماماً على السيطرة على مصرف هيريرا عبر الزواج بها . قاما بعد ظهر ذلك اليوم في جولة شبيهة بالاعصار على افخم متاجر الملابس في المدينة, حيث اختار لها خافيير شخصياً مجموعة من البدلات وفساتين السهرة الخاصة بمصممين مشهورين, ارتأى انها الملابس المناسبة للدوقة دو هيريرا , تجاهل رفض غرايس المبدئي لقبول اي شيء منه, كما أشار بوقاحة الى إذا ماقورنت بالمليون جنيه الذي دفعه للتو من اجل الحصول عليها, هذه الجملة الاخيرة جعلت غرايس غير قادرة على النطق .ريحانة
لحق خافيير بغرايس الى المصعد, وهو يحمل عددا كبيرا من الاكياس والعلب.
-لا اصدق انك ابتعت لي هذا الكم من الملابس, اخبرتك انني لست بحاجة اليها, فلدي ملابسي الخاصة.

Rehana 03-04-18 10:25 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
ضغط خافيير على احد مفاتيح لوحة التحكم بالمصعد حتى يعلو بهما الى الطابق الاعلى في المبنى ثم تشدق قائلاً "دعينا نوضح شيئا واحد حبيبتي, خلال السنة القادمة سوف تكونين زوجتي وانتظر منك ان تتصرفي كدوقة وتلبسي ما يليق بالدوقة. اتفهمين؟ اما عندما تكونين بمفردك فانت حرة التصرف. يمكنك ان تهرولي عارية ,قلما آبه لذلك"
استقرت عيناه على وجهها الغاضب بشدة, فوجه لها ابتسامة مفاجئة , تركت تأثيراً غريباً داخل احشائها , ثم تمتم بصوت حريري " من يدري؟ قد يزيد ذلك علاقتنا تشويقا"منتديات ليلاس
تجاهلت غرايس تسارع نبضات قلبها , فقالت"في احلامك! ما الخطب بمظهري؟"
لاحظت انعكاس من صورتها في المرايا المعلقة على جدارن المصعد, فكشرت , اقرت لنفسها ان فستانها جميل ولطيف لكنه بالكاد يعتبر انيقا, إنها لسوء الحظ تفتقر الى الذوق الرفيع في الاناقة مقارنة بسكرتيرة خافيير المتميزة وموظفات المتاجر الفخمة ذوات الملابس العصرية الطراز . شعرت كما لو انها واقفة في قعر واد شديد الانحدار , حيث يجدر بها تعلم الصعود , انفتحت ابواب المصعد , فتبعت خافيير الى داخل شقته .ريحانة
يوحي هذا المبنى السكني من الخارج بأنه بناء تاريخي قديم يتكامل مع الفن المعماري الخاص بفندق بالأسيو رويال المجاور . لكن زينته وتصميمه الداخليين عصريان , بدت غرفة الشقة مضاءة ومشرقة, ذات ارضية خشبية باهتة اللون, وقد سمحت النوافذ الضخمة بدخول اشعة الشمس اليها , تمعنت غرايس في الجدارن والمفروشات ذات الألوان المحايدة, فقررت انها تبدو الى حد بعيد شقة خاصة برجل عازب. مناضد المطبخ المصنوعة من الغرانيت وتجهيزاته المصنوعة من الفولاذ غير القابل للصدأ بدت جميعها ملخصاً لعمل مصمم مشهور بالغ الأناقة , هذه الشقة شبيهة بمالكها , فهي مصممة بإتقان ودهاء لكنها خالية من الروح .منتديات ليلاس
تمنت لوهلة لو انها في ديارها في منزل ليتل كوت , حيث الكراسي المريحة المغطاة بأغطية ذات رسومات خفيفة اختارتها والدتها في الايام الخوالي قبل ان يدمرها المرض, اما والد غرايس فرفض ان يبدل غطاء المفروشات بأي شيء آخر عصري , لكن منزل ليتل كوت سيباع , لذلك لم يعد لديها أي مكان آخر في إنكلترا تدعوه منزلها باستثناء المنزل المخصص للضيوف الموجود في منطقة إيست بورن , والذي اشترته العمة بام بعد ان باعت المقهى الذي كانت تملكه في اسبانيا , إنه المكان الذي سوف يقيم فيه والدها الى ان يصبح قادراً على النهوض .
-ما الخطب الآن؟ تبدين كما لو انك رايت شبحاً.
تطفل صوت خافيير الخشن مقتحما افكار غرايس , فرمشت عينيها بسرعة حتى تردع دموعها.
ردت بصوت ثخين "كنت افكر بوالدي وآمل ان يكون على ما يرام .متى تنوي ان تسقط التهم الموجهة ضده؟ آمل ان تفعل ذلك بوقت قريب"
-فريقي الخاص من المحامين بدا للتو العمل على الموضوع.
-حسناً يجدر بهم ان يقوموا بعملهم بسرعة , لانني لن اضع خاتم الزواج في اصبعي قبل ان يصبح والدي بعيدا من خطر الملاحقة القانونية.
زمجر خافيير قائلاً "يا إلهي ! ألا تجيدين التكلم باحترام ؟"
لااحد يجرو على التحدث الى خافيير بهذا الاسلوب. انه معتاد على اصدار الاوامر لا على تلقيها. كيف تجرؤ هذه المرأة الصغيرة التافهة, ابنة اللص على فرض الشروط عليه؟ احس برغبة ان يقول لها ان اتفاقهما ملغي وانه سيجد لنفسه زوجة في مكان آخر. أي امرأة ستكون أفضل من هذه الشيطانة بالرغم من انها تتمتع بوجه ملاك , لن يجد مشكلة في إيجاد امرأة غيرها توافق على الزواج به , فكر خافيير بذلك مستهزئاً ساخراً.منتديات ليلاس

Rehana 03-04-18 10:26 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
ردت غرايس تحذره بأنه لا يتطابق مع مقاييسها " انا اتكلم باحترام مع من يستحق ذلك "
احس خافيير ان الغضب العارم يهدد بالسيطرة عليه , لقد تعلم عبر السنين ان يسيطر على اعصابه ومزاجه الغاضب , لكن غرايس بيريسفورد تظهر اسوأ مافيه من صفات , لذلك زمجر في وجهها , هذه المرأة لا يتجاوز طولها الخمس اقدام لكنها مليئة بالعناد والتصميم , مع ذلك استطاع ان يستشعر تحت شجاعتها هذه , انها تخفي الحذر والخوف الحقيقي منه .
أتراها تعتقد بأنه سوف يؤذيها؟ لم تبد هذه فكرة ممتعة على الاطلاق , حتى لو أزعجته غرايس الى اقصى حد ممكن , فهو لن يسبب لها أي أذى جسدي , تساءل لماذا انقبضت احشاؤه لدى رؤية الدموع في عينيها الزرقاوين الغامقتين , ذكرها خافيير بعبوس "قضية اغنوس سوف تسقط ما ان يصبح ذلك ممكناً من الناحية القانونية , وذلك سيحصل قبل موعد زفافنا "
-شكرا لك.
ادار خافيير رأسه لدى سماع النبرة الخافتة في هذا التصريح البسيط , فلاحظ لمحة على وجهها تدل على حساسيتها وقابليتها للانجراح والأذى , فجأة بدت له غرايس هشة الى حد مؤلم , فكر ان هذا وهم حتماً , لكن ما إن رأى ارتخاء كتفيها , وكيفية تمريرها ليدها فوق وجهها , حتى احس بقلبه يكاد ينخلع من مكانه.منتديات ليلاس
أقر خافيير لنفسه بأسى ان غرايس امرأة مميزة حقاً , فهي لا تشبه أية امرأة قابلها من قبل , إن زواجهما يعد بالشرارت والألعاب النارية , وهو لا يستطيع ان ينكر إحساسه بالشغف لدى تفكيره بمشاركة السرير مع زوجته الانكليزية الصغيرة الشرسة , غرايس بيريسفورد بقامتها النحيلة الجميلة التكوين , وبشعرها الحريري البني الكثيف سوف تؤمن له لهواً مختلفاً عن اولئك الشقراوات الانيقات المتميزات اللواتي كن يشاركنه سريره .
فجأة قال لها "سوف ادلك على غرفتك"
لاحظ ان ملامح الارتياح سيطرت على وجه غرايس, اتراها خشيت ان يفكر بتجربة البضاعة قبل شرائها؟ ليكن صريحا مع ذاته. نعم, مرت الفكرة بباله, يبدو انه مازال في حالة اضطراب منذ ان سقطت غرايس عن سور القصر بين ذراعيه , فأحس برغبة وتوق لاستكشاف هذا الانجذاب المكبوت الذي يجري بينهما , اعترف خافيير لنفسه بأنه قد يستمتع بملامستها وعناقها , لكنه اقر بأن الوقت ليس مناسباً الآن . إن المادبة التي ينوي إعلان خطوبتهما خلالها سوف يحين موعدها بعد اقل من ساعتين. ذكر نفسه بابتسامة ساخرة بقاعدته الذهبية : الاعمال تأتي قبل المتعة . أزعجه التفكير بأنغوس بيرسفورد الذي لن يعاني من أي نوع من العقاب على خيانته للثقة الموضوعة به, لكن بدا له ان المليون جنيه هي سعر منصف يدفعه ثمناً لزوجة . بعد ثلاثة اسابيع من الآن سوف يضع خاتمه في إصبع غرايس , والأهم من ذلك هو انه سيطالب بمنصبه كرئيس لمصرف هيريرا , سوف يحظى بالوقت حينها للانغماس في هذا الشغف غير المتوقع , تجاه هذه الفتاة الشاحبة الوجه .منتديات ليلاس
تبعته غرايس خافيير على طول الرواق نحو غرفة نوم فسيحة أنيقة , قال مشيراً الى باب يقع في الجانب البعيد من الغرفة " الحمام هناك , اقترح عليك ان تستخدميه لتستعدي من اجل هذه الليلة , المناسبة تتطلب لباساً رسمياً , وفي المستقبل سوف نحتاج الى ملابس خاصة بالسهرة يخيطها مصمم معروف خصيصاً لك "
انزلقت عينا خافيير الكهرمانيتان برشاقة وسرعة فوق جسد غرايس , تابع كلامه بتعجرف " حتى ذلك الحين, ستضطرين الى ارتداء احد الفساتين التي اشتريناها اليوم ,ربما ذاك الفستان الحريري الازرق"
ردت غرايس بنبرة لاذعة وقد اغضبها اسلوبه المتعجرف في الكلام "انا لست فتاة قروية جاهلة. اعرف مالذي يجدر بي ان ارتديه"
ابتسامة خافيير الباردة لم تنفع ابداً في تهدئتها , فقال لها " جيد. اذاً ساراك بعد ساعة"
- لا .منتديات ليلاس
ضاقت عينا خافيير على وجه غرايس , لكنه لم يقل أي شيء آخر , بعد ان اومأ لها بإيجاز , خرج من الغرفة واغلق الباب وراءه , عندها فقط اطلقت غرايس نفسها فيما ارتخت رجلاها , فجلست على السرير , ماالذي فعلته ؟

Rehana 03-04-18 10:27 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
لوهلة احست بهول مافعلته , لقد وافقت على ان تصبح زوجة خافيير هيريرا الذي ابتاعها بالمال! دفنت وجهها بين يديها , وانتابها احساس وكأنها قفزت من الطائرة من دون ان تحمل مظلة تجاه , وهي الآن تسقط في الفضاء . كيف تراها ستقدر على العيش معه لمدة سنة ؟ فكرت غرايس بذلك بيأس وقنوط .
إن خافيير يثير اهتمامها ويرعبها في آن معاً, وقد تطلب الأمر منها كل ذرة من قوة إرادتها كي لا تكشف أياً من هذين الشعورين خلال وجوده معها .ريحانةمنتديات ليلاس
أملت انه سوف يلين , لكن هذا الأمل الضيئل عاد وتلاشى حين تذكرت العناد والحقد الباديين على ملامح وجهه القاسية الخالية من اية لمحة رقة او لين , كل مايقوم به خافيير له دافع خفي , وذلك هو سبب زواجه منها .
كان بحاجة الى زوجة , فاشتري لنفسه واحدة الآن , لكن زواجهما ببساطة سوف يكون عقداً قانونياً, ولا داعي لأن يضطر الى تمضية الوقت بالفعل سوياً , لعلها تستطيع ان تعود الى إنكلترا فتساعد العمة بام على الاعتناء بوالدها, فكرت غرايس بذلك وقد احست بخفقان خفيف ينم عن التفاؤل , خافيير اوضح لها بأن السبب الوحيد الذي يدفعه الاهتمام بها هو كونها البطاقة التي ستوصله الى استلام منصب مدير مصرف هيريرا.
لكن ما إن خطت تحت مرشة الحمام حتى تذكرت كيف تفحصت عينا خافيير الذهبيتان جسدها بدهاء واحست بالإهانة فعلا , لا يحق لخافيير ان ينظر اليها بهذا الاسلوب , زواجهما بعد ثلاثة اسابيع سوف يمنحه الحق بـ ماذا , بالتحديد ؟ المطالبة بأن تشاركه سريره؟
ياالهي! انه لن يفعل ام بلى ؟ لأنها بالطبع سوف ترفض ,لا مجال لذلك. ربما تحصل معركة إثر ذلك, او ربما حرب بكل ما للكلمة من معنى , تساءلت غرايس بخوف كيف ستتمكن بعد ذلك من الخروج سالمة. لكنها واثقة من أمر واحد وهو أنها لن تسلم نفسها الى رجل لا تحبه ولا يبادلها الحب بدوره.ريحانة
ريتشارد الوسيم البالغ الثقة بنفسه سلبها عقلها حين قابلها بعد وصولها الى لندن بفترة قصيرة , لكي تستلم وظيفتها في دار للمزاد العلني. حتى ذلك الحين كانت غرايس قد حظيت بعدد قليل من الاصدقاء الحميمين, فالاعتناء بوالدتها ومحاولة تقديم الدعم العاطفي لوالدها , استغرقا كل طاقاتها , ولم يبق لها سوى القليل من الوقت لإقامة العلاقات الرومنسية .
اقرت غرايس بتجهم انها تعرفت الى ريتشارد بعد مرور فترة قصيرة فقط على وفاة والدتها , وكانت يومها حساسة جدا وقابلة للجرح والأذى , وحده الله يعلم ما الذي رآه ريشارد في هذه الفتاة الخجولة التي تعيش وحدها في لندن للمرة الأولى, لعلها براءتها البادية بوضوح , فكرت غرايس بذلك فيما سارت نحو النافذة لتحدق في منظر فندق بالاسيو والحدائق المحيطة به . لم يحاول ريتشارد ان يضغط عليها لتشاركه سريره , بل راح يطمئنها بأنه مستعد للانتظار الى ان تصبح زوجته .
غمرها حبها لريتشارد بالكامل , فتصورت ان زواجها سوف يدوم لفترة طويلة ملؤها السعادة, تماما كما كان زواج والديها.منتديات ليلاس
مازالت غرايس حتى الآن تجهل لما أزعج ريتشارد نفسه بلعب دور الخطيب المحب المغرم , لم تكن لديها ادنى فكرة عما إذا كان ينوي الاستمرار في هذه المهزلة فيتزوج منها فعلاً, لو انها لم تقبض عليه في السرير برفقة مدبرة منزله البولندية الأصل , منظر ريتشارد مع تلك الشقراء الجميلة فطر قلب غرايس وجرح مشاعرها , لم توافق غرايس على منح علاقتهما فرصة اخرى بالرغم من التوسل والتضرع الذين اظهرهما ريتشارد , بحجة ان ستاسيا ليست سوى خادمة لا تعني له أي شيء . برأيها , الإخلاص هو عنصر اساسي مهم لأجل إقامة زواج ناجح , عادت غرايس الى ديارها في برايتون محطمة الفؤاد جريحة, وهي تشعر بالغباء التام, على الرغم من اهتزاز ثقتها الى حد كبير , ماتزال تؤمن ان هنالك شريكاً ملائماً لروحها في مكان ما في الدنيا , وبالرغم من ان هذا الاعتقاد قد يكون قديم الطراز , فهي مصممة على الانتظار الى ان تجد هذا الشخص.
آه! لقد غفلت عن الوقت. جرجت غرايس ذهنها من الماضي , فعادت الى الحاضر لتكتشف ان نصف ساعة قد مضت حتى الآن , ومازال عليها ان تجفف شعرها وتبدل ملابسها. لكنها لم تستمتع مطلقاً برحلة التسوق التي قاما بها بعد ظهر اليوم , لاسيما ان خافيير هو من سدد الفواتير . فكرت بكآبة انها لا ترغب بأن تدين له بالشكر من اية ناحية , فيما وضعت الفستان الحريري الازرق الذي اقترح عليها بأن ترتديه على السرير.

Rehana 03-04-18 10:28 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
اخرجت من كيس آخر الغرض الوحيد الذي ابتاعته هي, وهو فستان اسود بسيط يصل طوله الى الارض, ذو قبة عالية وكمين طويلين, ما إن امسكته غرايس لتجربه حتى قام خافيير برفضه فورا قائلاً انه غير ملائم.اما هي فاعتقدت انه انيق و عملي والاهم من ذلك كله , انها دفعت ثمنه بنفسها من اموالها الخاصة من دون علمه . ريحانة
بدا كأن اللون الاسود يستنزف اللون من وجهها , قررت غرايس ذلك بعد ان رفعت شعرها فربطته في عقدة , ثم تراجعت الى الوراء حتى تتفحص انعكاس صورتها في المرآة , آه! حتى مع لمسة أحمر الشفاه اللماع الزهري اللون , ما زالت تشبه مربية للاولاد في زيها الرسمي, لا عروسا متوردة الخدين. لكن الوقت تأخر الآن كي تقوم تبديل ملابسها, فضلا عن ذلك , إنها ترفض السماح لخافيير بأن يملي عليها مايجدر بها ان تلبسه .
كان خافيير ينتظر في الصالة عندما اندفعت غرايس عبر الرواق, رافضة ان تقر بأن قلبها يتخبط بألم في صدرها . ما إن دنت من الباب تمهلت وحدقت بخافيير . فكرت بوهن انه يبدو مميزاً حقاً , فيما احست ان شجاعتها تتلاشى , بذلته الرسمية السوداء المخصصة للسهرات ابرزت طوله وكتفيه العريضين , لكن ما ان استدار نحو غرايس حتى حذرتها النار المتأججة في عينيه الذهبتين.
-ما هذا الذي ترتدينه بحق الجحيم ؟يا الهي! تبدين كما لو انك على وشك حضور مأتم عوضا عن الاحتفال بخطوبتنا.منتديات ليلاس
ردت غرايس وقد لسعها ازدراؤه الهازئ "لعل السبب هو انني اعتبر خطوبتنا امر غير مهم ولا داعي للا حتفال بها. ام اللون الاسود فهو ملائم تماما لمزاجي الآن"
زمجر خافيير فيما عبر الغرفة بخطى واسعة, فقبض على كتفيها قائلاً:
-امامك دقيقتان فقط لتبدلي ملابسك من ثياب الحداد الخاصة بالارامل وترتدي الفستان الازرق"
-او...؟
تحدته غرايس وقد اشتعلت وجنتاها فيما استقرت يديها على وركيها في وضعية محاربة . لم تشعر بغضب مماثل طيلة حياتها, اختفت غرايس ببرسفورد اللينة الطباع , وحل محلها بركان ثائر يفور بالهيجان والغضب العارم . إن هيريرا رجل متعجرف بشكل لا يطاق , كما انه فظ وقح , وهي سوف ترتدي ماتحبه . اللعنة! كيف يجرؤ على وضع القانون الخاص بما ترتديه من ثياب ؟
التوى فم خافيير في ابتسامة خالية من الدفء تماماً , إذ قال "او سوف اجردك من ملابسك في رمشة عين و...اقر انه قد يستغرقني وقت اطول حتى البسك مجدداً "
تمتم خافيير بذلك ببرود متابعاً " قد ينتج عن ذلك تاخرنا على مادبة العشاء ,لكن مضيفينا سوف يتفهمون حتما خطبيين شغوفين ببعضهما. اما لطخة الدفء التي ستظهر على خديك سوف تمنحك مظهراً متالقاً عوضاً عن مظهر شبح شاحب اللون"
-انت نذل حقير , وانا لن استمر بهذا الامر.ريحانة
احست غرايس بدموع الغضب تلسع عينيها , فرمشت بحدة مصممة على منعها من التساقط , قالت " انا لا اقدر على تحملك لمدة خمس دقائق, فكيف اتزوجك لمدة سنة كاملة؟"
هز خافيير كتفييه بلا مبالاة, ثم اخرج هاتفه النقال من جيب سترته قائلاً "حسنا! سوف نلغي الامر برمته" توقف عن الكلام لجزء من الثانية , ثم اضاف "ظننتك تهتمين لامر والدك, لكن من الواضح انني كنت مخطئاً. الشخص الوحيد الذي تهتمين له هو نفسك اليس هذا صحيحا غرايس؟

Rehana 03-04-18 10:36 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
همست غرايس بصوت مخنوق "انت تعلم انني افعل اي شيء لاجله"
ان خافيير يمتلك القدرة على التحكم بالامور , وكلاهما يدرك ذلك. إذا رفضت غرايس الزواج منه, فهو سوف يجد عروساً غيرها بمنتهى السهولة , ثروته التي تقدر بعدة ملايين من الجنيهات تضمن له ذلك, اما هي فليس امامها أي خيار آخر لإنقاذ والدها من السجن , إنها عالقة , ولا مفر امامها .ريحانة
-دقيقتان غرايس!
حذرها خافيير بهذه الكلمات , فيما ناولها الفستان الازرق. تمتمت غرايس لعنة ما واستدارت بسرعة حول نفسها , ثم مشت نحو الحمام .
إذا ارادت ان تكون صادقة مع نفسها , فالفستان جميل فعلاً ولونه يتلائم مع لون بشرتها الرقيقة . إنه فستان ذو ربائط على الكتفين مرصعة بحبات ماسية, وذو فتحة عنق منخفضة اكثر من اي رداء ارتدته يوماً, هو انيق وجذاب في آن معاً . بدا كأن الحرير المنسدل على جسدها يداعب بشرتها كاللمسة الرقيقة لعاشق مجنون ...
حدقت غرايس في انعكاس صورتها في مرآة الحمام . بحق السماء ! عليها ان تتمسك برصانتها فيما يخص خافيير , فلا تنجرف الى عالم خيالي ملؤه الشغف كذلك الذي رأته منعكساً في عينيه الكهرمانيتين . ذكرت غرايس نفسها بانزعاج انها غير معجبة بالرجل اصلاً , إنها في الواقع تمقته . إنه ضخم جداً , قوي جداً , كل مافيه كثير جداً عليها .
استنشقت نفساً عميقاً , ثم فتحت الباب نحو غرفة النوم وقالت ببرود "اراض انت؟"
لم تقدر على كبح ارتعاشة خجل خفيفة حين انزلقت عينا خافيير بوقاحة فوق جسدها .
-ليس تماماً, تعالي الى هنا.
احست غرايس كما لو انها كلب يستدعى ليجثم عند قدميه, لكن الوميض البادي في نظرته الذهبية حذرها بأن تتمالك نفسها وتردع لسانها . قومت كتفيها وعبرت الغرفة لتقف امامه. شهقت حين ادارها حول نفسها بحيث اصبح ظهرها في مواجهته, ورأت انعكاس صورتها في المرآة . بعدئذ قام خافيير بحركات رشيقة لإزالة المشابك من شعرها المعقود بترتيب وحذر , وعندما انسدل نزولاً على ظهرها التقط فرشاة شعرها وبدا يمشط الخصلات الحريرية بضربات خفيفة.
بدا ذلك امراً حميمياً الى حد بعيد, فأخذت الحماوة تجوب عروق غرايس , ماجعلها تتحرك مبتعدة عنه.منتديات ليلاس
-لا تتحركي!.
بدا الوميض في عينيه ساخراً نوعا ما , كما لو انه مدرك لجهودها الجبارة لكبح كلماتها الغاضبة وإبقائها تحت السيطرة , بالرغم من ذلك . فإن انزلاق الفرشاة من خلال شعرها بدا مريحاً الى حد بعيد. وحين وضع خافيير يده الاخرى نحو قفا عنقها ,مدلكا العقدة العضلية بانامله الطويلة. احست غرايس ان التوتر يخرج مبتعداً عن جسدها.
-ها انت.... الآن تفين بالمطلوب. منتديات ليلاس
اعاد الفرشاة الى طاولة الزينة, ثم مد يده الى جيبه قائلاً" باستثناء لمسة اخيرة نهائية"
فتح خافيير العلبة المخملية الموجودة في يده. حدقت غرايس بصمت الى خاتم من الماس والياقوت الازرق ذي بريق يخطف الابصار. سألته بصوت يشبه النعيق "هل هذا ضروري حقاً؟"منتديات ليلاس
خمنت ان غالبية النساء مستعدات لأن يهبن نفوسهن لأجل الحصول على قطعة من المجوهرات بهذه الروعة , اما هي فأحست بالغثيان , اجاب خافيير بصوت يرشح بالتحكم " بالطبع هو ضروري, فحالما اعلن عن خطوبتنا سيتوقع جميع الموجودين رؤية الخاتم"
مد يده ليمسك بيدها فيما وضعت غرايس يديها خلف ظهرها ,مد يده بنفاد صبر ليمسك بيدها , فيما وضعت غرايس يديها خلف ظهرها , فقال "اعطني يدك , اعتبريه ذخيرة للمستقبل, فبعد انتهاء زواجنا يمكنك ان تبيعيه"

Rehana 03-04-18 10:37 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
-حينما ينتهي زواجنا سوف اعيده لك مع كل شيء آخر منحته لي. لعلك اشتريت وجودي في حياتك لمدة سنة لكنك لن تمتلك روحي ابدا ولن تسرق نزاهتي.ريحانة
-النزاهة؟
ارتفع حاجبا خافيير نحو السماء, لكنه لم يضف اي شيء آخر فيما وضع الخاتم في اصبعها. فوجئت غرايس حين ناسبها تماماً , فاستقر في اصبعها بثبات, كما لو انه صنع خصيصاً لها . علقت بتذمر "انه جميل جدا .انا فقط آمل الا يضيع مني"
رفعت يدها وتأملت الخاتم بتردد معجبة بكيفية التماع الماسات تحت الاضواء, فيما وقف خافيير يراقبها بصمت ما جعلها تحمر خجلاً, غمغم قائلاً" لا اظن انه سيضيع. الياقوت الازرق يتلائم مع لون عينيك, لقد خمنت قياس إصبعك ,فطلبت من الصائغ ان يعدّل الخاتم الاساسي ويصغره عدة قياسات"
امسك خافيير يد غرايس بقبضته القوية وحدق نزولا نحو اناملها النحيلة قائلا "انت نحيلة وسريعة العطب كما لو كنت عصفوراً صغيراً حساساً, وانا اخشى ان احطمك بيد واحدة"
نبرة صوته المخملية ارسلت ارتعاشة في جسدها, فنزعت يدها بسرعة من قبضته , ثم اكدت له بشراسة وهي ترفع ذقنها لتلاقي نظرته المتوهجة " انا اقوى مما ابدو عليه. لذا لن تحطمني ابداً, سنيور"
احست غرايس بانفاسها تنقطع لدى رؤيتها ابتسامته المفاجئة , ولم تستطع إبعاد نظراتها عن وجهه الوسيم . قال لها "انها كلمات شجاعة, حبيبتي والآن حان وقت ذهابنا"
مد خافيير ذراعه لغرايس فشبكت يدها بها فيما احست ان قلبها يغوص في صدرها ما ان اصبحا مترابطين معاً , لقد عقدت اتفاقا مع الشيطان والآن لم يعد امامها خيار آخر سوى المضي حتى النهاية.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

I Love Tunisia 04-04-18 12:49 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
اهلين فيك ريحانة كانت فصول حلوة كتير تسلم ايديكي الذهبية

doda qr 06-04-18 09:58 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
تحمست كثير مع احداثها مسكينه غرايس حزنتني اما خافيير مره قاسي معها يسلمو كثير على الروايه ننتظر الباقي

Rehana 06-04-18 08:16 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الرابع )
 
اسعــــــــــــــــــــــــــــــــــــدني حظوركم وحماسكم يا حلوات ^^

Rehana 06-04-18 08:26 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
5- اعتراف وندم

قال خافيير لغرايس" اوشكنا ان نصل الى الفندق, ارى ان التلميحات التي اعطيتها للصحافة اعطيت تاثيرها المطلوب, يبدو ان صحافي الصفحات الصفراء احتشدوا لملاقاتنا"
القى نظرة على غرايس, فانعقد حاجباه السوداوان سوياً في عبوس وهو يتأمل ملامح وجهها المتوترة . قال" يا الهي !تبدين كما لو انك في طريقك الى حبل المشنقة .ابتسمي يا امرأة! يتوقع الصحفيون منك ان تبدي مغتبطة جدا بما انك على وشك ان تصبحي الدوقة دو هيريرا"
غمغمت غرايس" لايمكنني تمالك نفسي. كيف يمكنني ان ابدو سعيدة خلال اسوأ امسية في حياتي؟ ما هم ما يعتقده, اي شخص في جميع الاحوال؟ او ليس معلوماً من الجميع بانك تتزوج فقط لكي تضمن موقعك على رأس مصرف هيريرا؟"
حدقت مشككة في ملامح خافيير العابسة فيما جاءتها فكرة مفاجئة , فقالت "من يعلم بخصوص شرط الزواج المدرج في وصية جدك؟"
لوهلة بدا كأن خافيير يرفض الرد . اتسعت فتحتا أنفه غيظاً , فيما راقب غرايس بمقت . بعدئذ رد قائلاً" محامي كارلوس رامون اغويلار فقط, فهو يعرف محتوى الوصية وانا اريد ان يبقى الامر حصراً علينا"
اضاف خافيير كلماته هذه فيما اثار التهديد المضمر في نبرة صوته الارتعاد في جسد غرايس. بدا من الصعب عليها ان تقرأ افكاره فيما تبدو عيناه مخبئتين خلف اهدابه السوداء الطويلة , لكنها استطاعت ان تلحظ لمحة حرج عليه بسبب تصلب كتفيه , فاستفسرت" لماذا اصر جدك على وجوب زواجك قبل ان تتمكن من استلام رئاسة المصرف؟"

Rehana 06-04-18 08:28 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
هز خافيير كتفيه واجاب "ظن جدي ان صورتي كرجل متزوج افضل من تلك المعروفة كزير نساء. اقر انني لم اعش ابدا حياة الراهب المتنسك حبيبتي"
التمعت عيناه باستمتاع لدى رؤيته منظر وجنتيها المتوردتين , فتابع متشدقاً " أنا اتمتع ... بغرائز سليمة, لكن كارلوس رأى ان حياتي الشخصية قد تترك تاثيرا على احكامي العملية العقلانية ,ما يؤدي بي الى ارتكاب الاخطاء".منتديات ليلاس
-وهل اثر ذلك في احكامك العملية؟ هل ارتكبت الاخطاء؟ لابد ان شيئا ما حدث فجعل كارلوس هيريرا يضيف البند المتعلق بالزواج الى وصيته.
تلاشت ابتسامة خافيير فرمق غرايس بنظرة باردة وقال "خطأ واحد فقط. عينت رجلاً يدعى انغوس بيريسفورد لادارة الفرع البريطاني من المصرف"
طارت يدا غرايس الى فمها, وقالت" اه, لا !هل علم جدك....؟"
-...بأن الرجل الذي وضعت فيه ثقتي هو لص ماكر استغل موقعه حتى يختلس ثروة من الاموال مصرف هيريرا ؟نعم علم جدي بالامر .عمل جدي لسنوات على تشذيبي وتهيئتي لاستلم مكانه في ادارة المصرف لكنه علم بخيانة والدك وهو على فراش موته, ما اثار لديه الشك بقدراتي في الحكم بشكل جيد على الاخرين.منتديات ليلاس
ابتسم خافيير ابتسامة خالية السرور واللهو , وتابع قائلاً"من الواضح ان كارلوس استنتج انه لو كانت لدي زوجة تلبي رغباتي, سيغدو عقلي خاليا مما يكدره ,فاركز على الاعمال"
احست ان قلبها يغوص في صدرها , فقالت "أهذا صحيح؟ اهذا ما تتوقعه من زواجنا. خافيير؟"
أعلمها خافيير بخشونة "انا انظر الى زواجنا كأمر غير مناسب لي وكإزعاج لعين ولا نية لي مطلقا بأن اسمح لأي شخص ان يكتشف الاسباب الحقيقية الدافعة لهذا الارتباط. لكن هنالك سخرية ما في الامر, فالالتزام بمطالب جدي, دفعني الى الزواج بابنة الرجل الذي اثار شكوك كارلوس بقدراتي"
انزلقت نظراته الى جسد غرايس ثم قال لها "على الرغم من ذلك, ارى بأن هناك تعويضات محددة من خلال جعلك عروسي, حبيبتي"
اجفلت غرايس فيما انجرف الهلع داخل جسدها , فاندفعت قائلة " اي نوع من التعويضات؟"
افترضت ان زواجهما سيكون اسميا فقط ولم يطرأ ببالها بأن خافيير يتوقع منها تتمم كامل واجباتها كزوجة له : في تلك اللحظة توقفت السيارة فاستنشقت غرايس نفساً حاداً لدى رؤية حشد الصحافيين المنتظرين خارج الفندق, فكرت مرتعبة انها غير قادرة على المتابعة . حاولت بقوة سحب خاتم الياقوت الذي بدأ كأنه ملتصق بإصبعها , يجدر بها ان تنهي الأمر الآن , قبل ان تؤدي بها خطوبتها المزيفة الى ان تصبح فعلاً الزوجة العذراء لخافيير هيريرا .
-تعويضات مثل هذه...منتديات ليلاس
شيء ما في صوت خافيير جعل غرايس تدير رأسها نحوه, ابتلعت ريقها لدى رؤيتها الشرارات اللامعة البادية في عينيه. كان الاوان قد فات حين ادركت نيته. وقبل ان تتمكن من الابتعاد الى الوراء امسك خافيير بها واخفض رأسها وعانقها.ريحانة
فاضت الحرارة من خلال شرايينها فاحست كأن عظامها تحولت الى هلام. لم تعد قادرة على منع نفسها من الانحناء نحوه لتضغط بجسدها على حائط صدره القاسي. استخدم خافيير يديه بمهارة ودقة فاطلقت غرايس انينا خافتا ,عندها جذبها لتدنو منه اكثر .شعرت بضربات قلبه غير المنتظمة يتردد صداها تزامناً مع ضربات قلبها هي. لفت ذراعيها حول عنقه ثم غرست اناملها في شعره الحريري الاسود. لم تشعر باحساس مماثل ابداً من قبل, حتى عندما كان ريتشارد يعانقها وهو الرجل الذي ظنت انه حب حياتها.

Rehana 06-04-18 08:29 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
-اعتقد ان ذلك كاف, اريدك ان تبدي مفتونة لا مذعورة كأنك خرجت لتوك من السرير وبالكاد تنتظرين العودة اليه.منتديات ليلاس
اطفأ هذا التعليق الساخر شغف غرايس, كما لو ان دلواً من المياه الباردة قد سكب فوق رأسها, تلون خداها باللون القرمزي و انتزعت يديها عن كتفي خافيير , وهي تحاول تجنب نظرته الساخرة , فيما همست مرتعشة "ايها الوغد!"
-لا اظن ان احدا سيشك بشغفنا المتبادل. اليس كذلك عزيزتي؟ انت تبدين مفتونه بخطيبك بشكل ملائم .جل ما عليك فعله الآن هو الابقاء على هذا المظهر حتى نهاية السهرة.
بدا واضحاً من نبرة خافيير إداركه التام بأنه لم يكن هنالك اي تظاهر في ماجرى , أقله من ناحيتها هي . فكرت غرايس بذلك فيما احست بالغثيان . كيف تمكنت من التجاوب معه وهي تعلم كم يمقتها ؟ منتديات ليلاس
فتح السائق الباب لهما فقبض على رسغ غرايس ثم همس" ابتسمي عزيزتي, قبل ان يشعر المصورون بالارتياب, فاضطر الى معانقتك مجدداً, اريد ان يرى العالم اجمع في صحف الغد ان زواجنا هو ارتباط حب مصنوع في الجنة"
راحت غرايس ترتعش من شدة الاضطراب , فيما سمرت ابتسامة على وجهها .كادت تصاب بالعمى بسبب وميض اضواء آلات تصوير الصحافيين المجتمعين على الرصيف , قالت من خلال اسنانها"كلانا نعرف جيداً ان ارتباطنا تم ابتكاره في نيران الجحيم, لذا أشك في انني استطيع خداع اي شخص ليعتقد انني مغرمة بك"
استقرت يد خافيير على خصرها, فبدا لها كأنها تحرقها من خلال الفستان . تشدق وهو يقودها بحزم نحو بهو الفندق "على العكس. اعتقد انك بدوت مقنعة جداً. لكن اذا كنت تلحين يمكننا ان نخوض المزيد من التدريبات لاحقا هذا المساء. الآن ها هو مضيفنا ,تذكري ما تخاطرين به هنا غرايس"
حذرها خافيير بصوت حريري ناعم متابعاً "حرية والدك تعتمد على قيامك باداء ملائم, تماماً كالنجمة الهوليودية"
* * *
بدت المأدبة مهيبة , وقد أقيمت تكريماً لأعضاء مؤسسات وشركات اسبانيا الفضلى . احست غرايس بالرهبة لمدى روعة صالة الاحتفالات . تمنت لو ان بإمكانها ان تبدي أعجابها بلأعمال الفنية المدهشة التي تزين الجدران , وبالثريات المميزة المعلقة في السقف . لكنها عوضاً عن ذلك اضطرت الى معاناة محنة العشاء الرسمي الذي بدا كأنه يستمر الى الأبد . اما الأسوأ من ذلك , فهو وقوف خافيير لدى انتهاء العشاء ليعلن خطوبتهما . اجبرت غرايس على الوقوف امام حشد وافر من الوجوه الغريبة حتى تتقبل التهاني , ومالبثت ان شعرت بالرعب عندما غمرها خافيير بين ذراعيه , وعانقها امام انظار الضيوف المذهولين .
حين افلتها خافيير غرقت الى الأسفل في كرسيها , فهي لم تقو على مقاومة عناقه , حتى اثناء شعورها بعيون مئات من الاشخاص الغرباء منصبة عليها .ريحانة
ما الذي يحدث لها ؟ تساءلت غرايس يائسة فيما راقبت خافيير وهو يتحرك برشاقة في حلبة الرقص . اتضح لها ان كل امرأة في الغرفة تتوق لمراقصته . ففي هذه الغرفة المكتظة بالرجال المتميزين , بدا خافيير متفوقاً باشواط على الآخرين جميعاً . ليس للأمر اية علاقة بثروته او بمركزه الاجتماعي , بل السبب هو الرجل نفسه . إنه قوي , مسيطر ووسيم الى حد الدمار . حتى إنه أسر عيني كل امرأة موجودة في القاعة . حتى خلال فترة خطوبتهما , لم يتمكن ريتشارد من استثارة هذا المستوى من الأحاسيس التي يستحضرها فيها خافيير.ريحانة
- يبدو ان خطيبك هجرك . ألهذا السبب تبدين حزينة جداً آنسة بيريسفورد؟

Rehana 06-04-18 08:30 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
جرجرت غرايس عينيها بالقوة فسحبتهما عن باحة الرقص, لتنظر الى المرأة الجالسة قبالتها . الكونتيسة ميرسيدس دي ريبس هي زوجة احد أبرز رجال الأعمال في مدريد واكثرهم نفوذاً . تمتمت بلباقة " أنا لست حزينة , سينيورا , انا فقط .. أفكر"
القت الكونتيسة نظرة نحو حلبة الرقص, حيث يراقص خافيير امرأة شقراء مذهلة ترتدي فستاناً قرمزي اللون ملتصقا بجسدها . كانت الموسيقى قد توقفت , لكن أياً منهما لم يكترث لهذا الواقع او يدركه . قالت المرأة برقة " أشعر بالفضول لمعرفة ماتفكرين به , عزيزتي"
لم تقو غرايس على منع عينيها من الالتفات مجدداً نحو حلبة الرقص , مذكرة نفسها ان لا داعي لهذا الشعور السخيف بجرح الأحساسيس والاستياء , إن خطوبتهما مزيفة , وهي لا تأبه البتة بمن يراقص خافيير . اجابت محيدة بنظرة عن نظرة الكونتيسة " كنت ابدي إعجابي بمهارة خافيير في الرقص."
- نعم. إن الدوق دو هيريرا بارع في الرقص . أليس كذلك؟ اخبريني عزيزتي...
انحنت الكونتيسة الى الأمام وقد التمعت عيناها السوداوان مشككتين, ثم قالت "... كيف تعرفتما الى بعضكما ؟"
اللعنة! منتديات ليلاس
- تعرفنا خلال إحدى رحلات خافيير للعمل في إنكلترا , إنه ... صديق لوالدي.
- لكن... هذه هي المناسبة الأولى التي تشاهدان علناً سوياً.منتديات ليلاس
اصطنعت وجنتا غرايس باللون الأحمر , فرطبت شفتيها بتوتر فيما حاولت تذكر القصة التي ابتدعها خافيير حول علاقتهما الرومنسية المزيفة . يجدر به ان يكون هنا, ليساعدها على ردع الكونتيسة.
فسرت غرايس للمرأة آملة ان تبدو مقنعة " عرفنا بعضنا لعدة اشهر , لكننا في بادئ الأمر قررنا إبقاء علاقتنا بعيدة عن الأضواء , إن الوقوع في الحب أمر شديد الخصوصية . ألا تظنين ذلك؟"
تقوس حاجبا الكونتيسة المرسومان بدقة بدهشة واضحة , وقالت " حسناً ! لم اتوقع ذلك من خافيير , يبدو انك نجحت حيث فشلت الأخريات آنسة بيريسفورد , فأسرت قلب الأسد , هل تحبينه؟"
لاحظت غرايس اللمحة الخفيفة التي تدل على عدم التصديق في صوت الكونتيسة . بدا من الواضح ان المرأة الأكبر سناً لم تقنع بأن الدوق دي هيريرا قد يختار فأرة خالية من اللون ومملة مثلها هي لتصبح عروسه . تحرك السخط والحنق في صدر غرايس فرفعت ذقنها الى الأعلى . قالت بحزم " أنا احب خافيير من اعماق قلبي , انه توأم روحي , وبالكاد اطيق صبراً حتى يحين ذاك اليوم الذي اتعهد فيه بقضاء بقية حياتي معه "
- آه, غرايس! إنك تسلبينني انفاسي , يا حبيبتي.ريحانة
سمعت غرايس صوتاً مألوفاً , فشهقت واستدارت الى الوراء لتصطدم نظرتها المجفلة بعينين كهرمانيتين وامضتين , حيث قال خافيير " انا ايضاً يكاد صبري ينفد لأجعلك زوجتي"
ذلك اللمعان السري في عينيه ذكرها بسبب نفاذ صبره بالتحديد , فهو يريد الحصول على مصرف هيريرا , وماهي إلا مجرد وسيلة لتحقيق هدفه , ومن المحتمل ان تكون كذلك لهواً مسلياً من عشيقاته , فكرت غرايس بعبوس , انها يجب ان تضع بعض الشروط الاساسية .
- ارقصي معي , حبيبتي.
قبل ان تتمكن غرايس من الاعتراض , كان خافيير قد جذبها بين ذراعيه فسحبها الى حلبة الرقص , حيث شدها لتلاصق جسده الصلب , قالت غرايس لنفسها بحزم إن هذا كله جزء من اللعبة , وذلك حين احست بأن كل خلية من خلاياها العصبية قفزت نابضة بالحياة والنشاط .
همست في أذنه حين تحولت الموسيقى الى إيقاع هادئ بطيء " اعتقد انني تدبرت أمر إقناع الكونتيسة انني مغرمة بك بجنون "
- أقر بأن مواهبك في التمثيل اثرت بي عزيزتي , لوهلة كدت تقنعينني بذلك.

Rehana 06-04-18 08:30 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
توبيخ خافيير الساخر وضحكته المكتومة التي نفخها داخل أذنها , كانا آخر مايمكنها احتماله .
- من الواضح انني كذبت بخصوص ذلك. فلا يمكنني ان اتصور ان امرأة في كامل قواها العقلية تعطيك قلبها وتقع بغرامك أنت . فأنت شخص لا يمكن ان يحب مطلقاً؟
- كانت والدتي تقول لي ذلك ايضاً.
تلون صوت خافيير بالاستمتاع , لكن حين رفعت غرايس نظرها نحوه, وجدت ان عينيه المحجوبتين تخفيان افكاره, تعثرت في خطاها وقد احست بالارتباك التام , فأحكم خافيير قبضتيه فوراً حول خصرها .ريحانة
غمغمت غرايس قائلة " كل الوالدت تحبين اولادهن , لماذا تراها قالت ذلك؟"
قاومت رغبتها بوضع يدها فوق قلب خافيير الذي راح يخبط بقوة تحت أذنها . هز خافيير كتفيه بلا مبالاة وقال " ربما لأن ذلك صحيح"
اخفض بصره نحوها فلاحظ الارتباك ولمحة الشفقة الخفيفة البادية في عينيها . بدت غرايس صغيرة جداً , اما هو فبدا كما ورد قادر على سحقها بين يديه . لكنه لا يرغب بإيذائها . فاجأه إدراكه انه يكاد لا يطيق صبراً حتى يصبح بمفرده معها, عوضاً عن البقاء امام الجموع الموجودة في هذا الحفل اللعين . تاق خافيير لأن يتذوق طعم عناقها مجدداً , فيشعر برقتها ونعومتها.منتديات ليلاس
لأول مرة في حياته , احس انه مجبر على تفسير سبب تجرده من الأحاسيس الانسانية . في العادة , هو لا يأبه لرأي أي شخص آخر حياله , لكن شيئاً ما في تعابير وجه غرايس الرقيقة جعله يرغب بكشف بعض من شخصية هذا الرجل القابع خلف القناع . كما رغب بكشف الاسباب التي دفعت خافيير هيريرا الى إلغاء الحب من حياته.
شرح لها بنبرة جافة " والدتي تزوجت من والدي فقط لأجل امواله , وربما بسبب الاعتبار الذي أملت ان تحظى به إذا ما اصبحت الدوقة دو هيريرا . لكن جدي كان لها بالمرصاد , إذ أنذر والدي انه لو تزوج بوالدتي , فسوف يفقد كل حق له بالقصر وبالمصرف وبثروة آل هيريرا "
التوت شفته بابتسامة ساخرة وتابع " ولأنه غبي اختار الزواج بها , فقطع جدي كل علاقة معه"
استفسرت غرايس وهي عاجزة عن إخفاء صدمتها " اتقصد ان جدك أبعد والدك عن حياته الى الأبد ؟ ألم يقابله مجدداً بعد ذلك؟"
اجابها خافيير بخشونة " آل هيريرا لا يرجعون بكلامهم , ادرك كارلوس ان عقل فرناندو مشوش بسبب حياة المجون التي عاشها مع والدتي , لذلك حرمه من ميراثه وطرده من قصر الأسد "
ظلت غرايس مدركة في مكان ما من ذهنها لوقع الموسيقى , فتحركت قدماها بصورة آلية مع الايقاع . لكنها في الواقع كادت تترنح بسبب اعترافات خافيير الغامضة حول عائلته . لابد ان كارلوس هيريرا كان رجلاً فظاً عديم الرحمة ليتمكن من التخلي عن فلذة كبده , فهل يفاجئها ان حفيده ورث عنه خصاله ؟ منتديات ليلاس
سألته " ماذا عنك...؟ افترضت انك امضيت طفولتك في القصر "
- اتقصدين انني ولد ثروة يعجز العقل عن تصورها ؟
اجبرتها سخريته على تذكر الاتهامات المريرة التي وجهتها له حين زارته في قصر الاسد , ضاقت عينا خافيير حين احمرت وجنتاها خجلاً, وقال " امضيت السنوات الأولى من عمري كطفل غجري همجي متجول , تماماً كالكلاب التي ترافق اعضاء السيرك الذين عملت والدتي معهم"
اطلق خافيير ضحكة مريرة ولم تعد عيناه تتوهجان باللون الذهبي , بل اصبحتا باردتين خاليتين من الأحاسيس , فيما تابع " حالما ادركت والدتي ان جدي لن يقبل بها مطلقاً, ادارت ظهرها لوالدي وللابن الذي انجبته . كنت طفلاً مزعجاً غير محبوب , وحين ارتبطت والدتي بعشيق ثري تخلت عني, فبقيت مع والدي شبه المجنون الذي تدعو حاله الى الشفقة "
همست غرايس " وماذا حصل له ؟"

Rehana 06-04-18 08:33 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
- توفي بعد أشهر قليلة على هجر والدتي له , لذا تعلمت في سن مبكرة ان الحب إحساس فظ ومدمر , واقسمت انه لن يحتل أي مكان في حياتي ابداً, علم جدي بوفاة والدي , وحتى ذلك الحين لم تكن لديه اية فكرة عن وجودي , لكنه احضرني حالاً الى القصر . عندها اكتشفت ميراثي . لذلك عزيزتي , لن يوفقني أي عن تحصيل حقي بالولادة والوراثة"
رفعت غرايس بصرها نحو خافيير وقد ظهر قلبها من خلال عينيها , فهي خلال طفولتها لم تعرف أي شيء سوى الحب و الحنان من قبل والديها . إنها لا تستطيع حتى ان تبدأ باستيعاب طفولة خافيير الموحشة الكئيبة . لا عجب إذاً انه سحق مشاعره بقسوة , فهو لم يختبر ابداً في حياته الحب العائلي غير المشروط.ريحانة
للحظة تخيلت غرايس ذاك الولد الذي نما ليصبح رجلاً قاسياً عديم الرحمة. ماشأنها هي على أي حال؟ لماذا تهتم لأجله ؟ إن حربة والدها هي الأمر الوحيد الذي يهمها , وسوف تكون غبية لو رقت مشاعرها وحن قلبها على الأسد الذي يعيش منفرداً في قصره في الجبل.
تمتمت وهي غير قادرة على منع شفتها السفلى من الارتعاش " إنها قصة مريعة حقاً. لا ادري ماذا اقول "
تركز تحديق خافيير بدقة على غرايس , فيما لف خصلة من شعرها الطويل حول يده, ثم دفع برأسها الى الأعلى , وقال " لا اطلب منك ان تقولي أي شيء سوى ( أنا أقبل ) عندما يحين موعد زفافنا . أما في الأوقات الأخرى المتبقية فأقترح ان تبقى فمك مقفلاً" ريحانة
احست غرايس ان كلماته جرحتها بقساوة , اتراه ندم على اندفاعه الجنوني بائتمانها على اسراره؟ لابد انه كره فكرة ان يكون حساساً بأي شكل من الأشكال , وهو بحاجة الى فرض سلطته مجدداً قبل ان تظن غرايس انه ضعيف . قربها خافيير منه وعانقها , فأحست غرايس انها عاجزة عن مقاومته . إنها لا تستطيع ردعه فيما النار تحرقها وتشعل اللهب في احاسيسها . يا إلهي ! ما الذي حدث لها ؟ وجدت غرايس في مكان ما القوة على الابتعاد عنه قليلاً . أما وميض الانتصار البادي في عينيه الكهرمانيتين , فجعلها تشعر بالغثيان , ارادت ان تقول له أي شيء , لكن بدا كأن لسانها ملتصق بسقف حلقها , فشعرت انها عديمة الحيلة وهي تحدق به من خلال دموعها المترقرقة , خافيير سوف يحطمها خلال لحظات بتعليق ساخر كعادته . راقبت غرايس تحول عينيه الى لون اغمق , واحست بالتوتر الذي حل به فجأة . لكنها فوجئت حين استدار خافيير فجأة , فقادها الى خارج حلبة الرقص من دون ان يتفوه بكلمة .منتديات ليلاس
- خافيير , هل يمكنني ان اسرق منك خطيبتك لفترة قصيرة؟
تمتمت الكونتيسة فيما القت نظرة سريعة نحو غرايس , قبل ان تستقر عيناها على وجه خافيير الوسيم. رد خافيير ببرود " اخشى انه لا يمكنك ذلك , فنحن مغادران . كان نهار غرايس طويلاً وهي بحاجة الى النوم "
زمت الكونتيسة شفتيها تجهماً وقالت " إنها تبدو كالزهرة الرقيقة السريعة العطب خافيير , احذر يالا تنهكها قبل حلول ليلة زفافكما "
لم يلق ذلك التعليق أي رد , او بالأخرى لم تجد غرايس أي جواب يمكنها ان تفكر به في حالة التخدير هذه . لم تستطع إجبارها نفسها على النظر الى خافيير , فحدقت بائسة الى الأرض . بدا لها ان هذا النهار امتد الى مالا نهاية, هل كان هذا الصباح بالذات هو اليوم الذي توجهت فيه نحو القصر, فعرضت على خافيير العمل لديه مقابل حرية والدها؟
كان الصحافيون مايزالون يخيمون خارج الفندق , لكن غرايس شعرت بالارتياح لأن خافيير لم يبد اهتمامه بمجاملاتهم , فحماها بجسده فيما اسرع بإخراجها نحو سيارة الليموزين التي تنتظرهما . سألته بتهكم حتى تخفي مدى تأثيره القوي عليها " هل أنت واثق من انك لا ترغب بالتوقف لالتقاط المزيد من الصور للزواج السعيد ؟"منتديات ليلاس
اجابها خافيير " اعتقد اننا اقنعنا الجميع اننا سوف نتزوج للأسباب الصحيحة , ألا تظنين ذلك عزيزتي ؟ صباح الغد , سوف تنقل الصحف قصتنا الرومنسية الشبيهة بالإعصار "


Rehana 06-04-18 08:33 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
حدقت غرايس مرهقة الى الخارج نحو آلاف الأضواء الأمامية للسيارات المارة , فيما تهادت الليموزين عابرة الشوراع المكتظة. شيء ما في تصريح خافيير الأخير ازعجها , لكنها كانت شديدة الارهاق ولم تتمكن من التفكير بسبب ذلك الانزعاج . شعرت ان رأسها ينبض مختلجاً, واحست انها قادرة على النوم لمدة سنة من الزمن ... ثم فكرت انها ستنام بمفردها في سريرها الخاص. إنها ليست عمياء, فقد رأت النهم في عيني خافيير , ومازالت تحترق في ذهنها ذكرى جسده المتصلب العضلات , هل تراه ستضطر الى خوض معركة معه هذه الليلة ؟ املت غرايس ألا يحصل ذلك, لأنها غير واثقة من فوزها.ريحانة
استرخت بفعل تحرك السيارة برفق, فذبلت جفونها واحست فجأة ان رأسها اصبح ثقيلاً . الى جانبها بدا خافيير متوتراً , فنظر نزولاً نحو رأسها المستلقي على كتفه . القى انعكاس ظل اهداب غرايس الطويلة ظلالاً غامقة على وجنتيها, اما شفتاها فانشقتا وهي نائمة , فبدت بريئة كالطفلة .
ذكر خافيير نفسه ساخراً ان هذا وهم بالطبع , فغرايس امرأة ناضجة تعرف تماماً ما الذي تفعله , فتحت هذه الواجهة المزينة بالخجل الجميل هناك امرأة تحسب الامور تماماً كأي امرأة اخرى تعرف اليها. انها فاسقة مدللة سمحت لوالدها بأن يخاطر بكل شيء لكي تحافظ على اسلوب حياتها المسرف المبذر. وضع يده على كتفها وهزها ليوقظها , لكنها بدت يافعة بشكل يفطر القلب فانقبض قلبه عليها , تمتم خافيير شتيمة تنم عن نفاذ صبره , ثم رفعها بين ذراعيه وضمها الى صدره , فيما حملهما المصعد نحو شقته الموجودة في الطابق الأعلى من المبنى .ريحانة
لابد انه اصبح رقيقاً , قر خافيير بذلك فيما وضع غرايس على السرير وارخى سحاب فستانها , اجبر نفسه على مقاومة مشاعره , سوف يكون هنالك متسع من الوقت بعد زواجهما , لإشعال الانجذاب المتفجر بينهما . امامه سنة كاملة ليستمتع بتلك الزهرة الطرية النضرة . أما هي فسوف تستمتع بذلك ايضاً , فهو عاشق موهوب كريم جداً, وسوف يجد متعة في تدليلها ومغازلتها , اتراه اصيب بالجنون فجأة لينظر بشوق الى السنة المقبلة عوضاً عن اعتبارها عقاباً له ؟ تساءل خافيير عن ذلك, لكنه لم يتمكن من ايجاد جواب سهل , فسحب اغطية السرير بسرعة فوق غرايس , ثم اطفأ الأنوار قبل ان يخطو نحو الصالة , حيث سيعد لنفسه فنجاناً من القهوة هو فعلاً بحاجة اليه.


نهاية الفصل

Rehana 07-04-18 07:49 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
 
6 - أسيرة!

يجدر بها ان تعود الى منزلها!
فتحت غرايس عينيها بسرعة فيما تسللت الى ذهنها هذه الفكرة , كانت ليلة الأمس مرهقة جداً ومستنزفة للمشاعر فلم تتمكن من تحليل الأمر الذي يزعجها , لكنها تذكرت الآن شعور خافيير بالرضى لاهتمام وسائل الاعلام بهما لأن قصة خطوبتهما ستتصدر عناوين الصحف حول العالم . ما الذي سيستنتجه والدها من هذا الخبر؟ إنه لن يفهم مايجري وسوف يشعر بالقلق , وذلك آخر ما ترغب بحصوله نظراً لحالته النفسية الحساسة . قذفت غرايس الأغطية الى الخلف, ثم عبست لدى إدراكها بأنها نامت في ملابسها الداخلية , عوضاً عن ارتداء قميص للنوم . الفستان الأزرق الذي أمرها خافيير بارتدائه الى مأدبة العشاء كان معلقاً على مسند الكرسي , وهي لا تتذكر انها وضعته هناك. آخر امر تذكره هو جلوسها في السيارة اثناء عودتهما الى شقة خافيير . لابد انها غفت في السيارة . أيعني هذا انه حملها الى سريرها؟ ثم... من الذي نزع عنها ملابسها ؟ لابد انها مدبرة المنزل , قررت غرايس ذلك فسرى الارتياح في جسدها , فيما اندفعت خارج الفراش .
كانت قد جمعت بسرعة اغراضها القليلة حين توقفا لفترة وجيزة في الفندق الذي كانت تنزل فيه في غرناطة يوم أمس . وحين قام خافيير بتسديد فاتورة الفندق عنها, ثارت ثائرتها وغضبت فتجادلت معه بمرارة خلال رحلتهما بالطائرة نحو مدريد. اما الآن فقد احست بقلبها يغوص في صدرها وهي تنقب في حقيبة اغراضها , يبدو ان جواز سفرها وتذكرة العودة مفقودان. هل تراها وضعتهما في الدرج المجاور للسرير في الفندق , ثم نسيت ان توضبهما مع اغراضها؟
افرغت غرايس محتويات الحقيبة على الأرض , باحثة في كل شيء , لكن من دون جدوى. لعل خافيير يستطيع الاتصال بالفندق ليستفسر إن كان احدهم قد وجدها . فكرت غرايس بذلك وهي تلبس بسرعة رداء الحمام وتنطلق بسرعة عبر الممشى , فيما لم تحتل رأسها أي فكرة سوى حاجتها الملحة لإيجاد جواز سفرها . قرعت على باب غرفة خافيير , لكنها لم تلق أي جواب, فأخذت تقفز من قدم الى اخرى نافدة الصبر , لم تكن لديها اية فكرة عن الوقت , لكنها ترغب في العودة الى لندن لتكلم والدها قبل ان يعلم عن الزواج المقبل من خلال إحدى الصحف.
قرعت غرايس الباب مجدداً, ثم فتحته بحذر, وجدت سرير خافيير فارغاً, فابتعلت ريقها لدى رؤية منظر الأغطية الحريرية القرمزية المجعدة بشكل فوضوي. فكرت ان شقة خافيير تتميز الى حد بعيد بكونها شقة رجل اعزب , وحسبما يبدو فإن هذا الجناح المخصص للإغواء يبدو تجسيداً لهذه الفكرة بفضل السرير الضخم ذو الستائر المخملية البنفسجية و... يا إلهي ! هناك مرآة هائلة معلقة في السقف.منتديات ليلاس
خرج خافيير من الحمام المتصل بغرفة النوم , وتمشى الى داخل الغرفة ثم قال" صباح الخير غرايس . هل نمت جيداً؟"
راح يفرك شعره بمنشفه , وقد لف منشفة اخرى حول خصره . بدا جلده متوهجاً كالحرير.
- أنا ... نعم .. شكرا لك.منتديات ليلاس
صعب على غرايس ان تفكر بشكل متماسك, ولم يكن بمقدورها إلا ان تحدق به بعينين متسعتين مصعوقتين . إنه وسيم جداً الى درجة الألم . لا يحق لأي رجل ان يبدو جذاباً الى هذا الحد.
- هل تريدين شيئاً؟
ضاقت عينا خافيير لدى رؤيتها ملتفة برداء الحمام . فهي حتماً تبدو اكثر نضارة مما كانت عليه ليلة الأمس بخديها المتوردين خجلاً . غرايس لا تشبه ابداً خياراته المعتادة للنساء . فهو يفضل اولئك النبيلات الشقراوات المتميزات المتألقات . لكن لسبب ما فإن هذه الوردة الانكليزية الرقيقة ذات العينين الشبيهتين بعيني الغزال والابتسامة المحيرة تجعل الدماء تتدفق في عروقه بشكل مفاجئ.

Rehana 07-04-18 07:52 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
غمغمت غرايس قائلة: "علي ان اعود الى دياري"
ابعدت نظراتها عن جسده فركزتها على السجادة, ثم تابعت " انا بحاجة لرؤية والدي حتى افسر له عن... الزواج وكل شيء... قبل ان يقرأ عن الموضوع في صفحات الجرائد , لكنني لا استطيع ايجاد جواز سفري . لابد انني تركته في الفندق"
عبست حين اسقط خافيير المنشفة التي كان يستخدمها لتجفيف شعره على السرير , ثم تمشى عبر الغرفة متجهاً نحوها.منتديات ليلاس
- هلا اتصلت بالفندق في غرناطة لتسأل إن كانوا قد وجدوه ؟
- لا!
جوابه الموجز أثار غضب غرايس , فشبكت ذراعيها فوق صدرها , وهي تتمنى لو انها ارتدت ملابسها العادية قبل ان تندفع بسرعة نحو غرفة نوم خافيير . تذكرت كيف جذبها خافيير اليه في الليلة السابقة ليعانقها بحرارة .
اجبرت افكارها على العودة الى الحاضر لتقول " هذا أمر مهم جداً , خافيير , يجدر بي ان اجد جواز سفري"
راقبها خافيير بصمت من خلال جفني المحجوبتين لفترة بدا لها انها استمرت دهراً, إن الانجذاب الحسي بينهما واضح لا شك فيه. اقرت غرايس بذلك فيما احست بنبضات قلبها تتسارع . لكن عليها ان تتذكر جيداً سبب وجودها هنا" إنه والدها ! قالت " خافيير ... ارجوك"
- جواز سفرك موضوع في خزنتي المقفلة.منتديات ليلاس
اخيراً قطع خافيير اتصال نظراتهما فابتعد عن غرايس حتى يذهب لإخراج قميص من خزانة ملابسه . راقبته غرايس وهو يدخل ذراعيه في كمي القميص قبل ان يبدأ بإقفال ازارها , ثم قالت له" لكن .. كيف وصل الى هناك؟ هل سرقته من حقيبتي؟"
- أنا لم اسرقه . والدك هو اللص المحترف ولست أنا عزيزتي. أنا ببساطة اخرجته من حقيبتك لأبقيه في مكان آمن .
ظهرت بقعتان حمراوان على خديها وهي تقول " اللعنة! عليك ان تعيده لي. لربما أكون محظوظة فاتمكن من تبديل رحلتي بأخرى تغادر اليوم نحو لندن"
رد خافيير بتعجرف" اتتوقعين مني ان اسمح لك بالسفر والعودة الى انكلترا ؟ سددت ديون والدك من حسابي المصرفي الخاص واصبح حراً من خطر الملاحقة القانونية , فما الذي يمنعك الآن من التواري عن الانظار و التنكر لاتفاقنا ؟ افهمي هذا عزيزتي : أنا لن ادعك تفارقين نظري حتى يصبح خاتم الزواج في يدك, ويتم عقد زواجنا"
حاولت غرايس ان تطمئنه يائسة , فيما غاص تحت تأثير وميض العزم والتصميم البادي في عينيه , فقالت له "لكنني اعدك بأنني لن اختفي . اعدك بذلك". ريحانة
اجابها خافيير ساخراً" انت من آل بيريسفورد , فهل تتوقعين مني ان اصدقك ؟ في مطلق الاحوال , ليس هنالك متسع من الوقت حتى تذهبي الى إنكلترا , اليوم سوف نعود الى قصر الأسد لنبدأ بالتحضير لزفافنا . هنالك الكثير من الترتيبات التي علينا القيام بها "
مررت غرايس احدى يديها المرتعشتين من خلال شعرها , وهي تجاهد لإخفاء اضطرابها وخيبتها , ثم قالت " أي نوع من الترتيبات ؟ من المؤكد اننا سنجري مراسم مختصرة لا زواجاً شبيهاً بالقصص الخرافية"
اعلمها خافيير بتعجرف " من الطبيعي ان يكون زفاف الدوق دو هيريرا حدثاً مهماً جداً. اعطيت التعليمات للموظفين لدي بأن يحضروا الطعام الكافي لعدة مئات من الضيوف من افراد المجتمع الإسباني الراقي , وسوف تتم المراسم في كنيسة القصر "

Rehana 07-04-18 07:53 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
تناول سرواله عن علاقة الملابس ثم وجه اليها نظرة موجزة قائلاً" رتبت لك موعداً مع إحدى اهم مصممات الأزياء في مدريد لتأخذ مقاييسك من اجل اعداد فستان العرس لك, وهي سوف تصل قريباً . اقترح عليك ان تذهبي لارتداء ملابسك , إلا اذا كنت تنوين استقبالها برداء الحمام"
ارتفع حاجبا خافيير جزئياً , متابعاً" بالرغم من انني لا اعترض ابداً على مظهرك هذا عزيزتي"
ليتها تستطيع ان تصفع تلك الابتسامة الوقحة عن وجهه ! لم تعد غرايس قادرة على الكلام بسبب الغضب , لكنها تذكرت والدها فغاص قلبها في صدرها . يجدر بها ان تقنع خافيير بشكل ما . همست قائلة " كيف تظن ان انغوس سيشعر لو انه قرأ عن علاقتنا هذه في الصحف ؟"
- اتصور انه سيعتقد انك فتاة ذكية جيدا. من الواضح انه ارسلك الى القصر لتحاولي إغوائي و إقناعي بمساعدته , لكنك عوضاً عن ذلك ربحت الجائزة الكبرى . اي الزواج بمليونير سوف يعيد سجله نظيفاً.منتديات ليلاس
المقت البادي في صوت خافيير جعل غرايس تر غب بالاختفاء عن وجه الأرض , لكنها قالت بحدة " لم تكن لدى والدي اية فكرة عن... قدومي اليك, وهو سوف يصاب بصدمة لو علم بحقيقة ما اقوم به , وقد يفعل كل ما بوسعه ليحاول منعي من القيام بهذه الخطوة"
- إذاً فنحن محظوظان لأن الفرصة لن تسنح لك لرؤيته قبل ان يجف الحبر على شهادة زواجنا جيداً, فأنت مضيت في هذا الاتفاق ولست قادرة على التراجع الآن.منتديات ليلاس
القى نظرة نافذة الصبر الى ساعة يده, وقال " الوقت يمر بسرعة وأنا اريد ان ارتدي ملابسي"
انطلقت غرايس بسرعة خارج الغرفة وصفقت الباب خلفها , بعد ان اطلقت صرخة تنم عن الاحباط , إنها تكرهه! قالت غرايس ذلك لانعكاس صورتها في المرآة , فيما ارتدت سروالاً من الجينز مع قميص قطنية . مسحت الدموع المنهمرة من عينيها وهي تفكر ان خافيير قاس , عديم الرحمة وغير قادر على المسامحة ابداً. لكنه سوف يصبح زوجها على مدى سنة كاملة .ريحانة
إنها عالقة من دون جواز سفرها , ما يعني ان الهرب أمر مستحيل . احست غرايس لبضع لحظات ان مشاعر الرعب التي ساورتها حين اكتشفت لأول مرة مدى خطورة مشاكل والدها المالية بدأت تهدد بالسيطرة عليها مجدداً. ماكان يجدر بها ان تدنو من خافيير هيريرا ابدا, لكن فات الأوان على الرجوع الى الوراء الآن .
اخيراً, حين خرجت غرايس من غرفتها بعد ان ذرفت الكثير من الدموع وجدت خافيير في المطبخ جالسا الى منضدة الفطور وهو يقرأ الصحيفة . حياها ببرود وقد لاحظ بعينيه الحادتين المتفحصتين ان هالتين زهرتي اللون تحيطان بعينيها . قال لها " هنالك قهوة في الأبريق , وهناك عصير فاكهة . ما الذي ترغبين بتناوله؟"
- انا لست جائعة , شكراً.
تحاشت غرايس النظر اليه, فركزت على سكب كوب من عصير الليمون .ريحانة
- بالكاد لمست طعامك ليلة الأمس . انت بحاجة الى الطعام.
- قلت لك إنني لست جائعة , انا نادراً ما اتناول الفطور.
جاءت نبرة غرايس هذه المرة اكثر حدة , مع ذلك ظلت ترفض النظر الى خافيير . جلست على كرسي خشبي من دون مسند, فبدت صغيرة الحجم وسريعة العطب الى حد كبير . تصلب فك خافيير , فأجبر نفسه على النظر الى صحفيته . يبدو ان غرايس اثرت به كما لم تفعل اية امرأة اخرى, وبدا ذلك مزعجاً جداً بالنسبة اليه.
- المقالات المتعلقة بخطوبتنا نشرت في العديد من الصحف , وصورك فيها ناجحة .
قال خافيير وهو يحدق بصورته مع غرايس وقد بدت ممسكة بذراعه وهي ترفع رأسها لتنظر اليه مبتسمة . أقر لأول مرة انها تشعر بالخوف تحت هذا الستار من الشجاعة الذي تبديه . اضاف بهدوء: " أنا لم أقل لك ذلك ليلة الأمس , لكنك بدوت جميلة جداً"

Rehana 07-04-18 07:55 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
تعمدت غرايس تجاهل الصحيفة التي امسكها خافيير ومدها نحوها, لكنها لم تتمكن من السيطرة على اللون الخفيف الذي غمر وجنتيها, فقالت " سأصدق كلامك بهذا الخصوص"
التوهج الذي ظهر في عينيها أثار اهتمام خافيير . لابد انها تدرك تأثيرها عليه, فقد لاحظ نظراتها قبل قليل , واتساع عينيها عندما انتبهت الى المرآة فوق سريره . ولابد انها مدركة ايضاً للجاذبية التي تغلي على مهل بينهما , تماماً كما يدركها هو . لكنه لم يفهم لماذا لم تستطع ان تقر بها بكل صراحة وصدق , عوضاً عن القيام بكل هذه الألاعيب . كانت غرايس قد انهت كوب العصير وراحت تنظر في ارجاء المطبخ , فسألها خافيير بفضول " ما الذي تبحثين عنه؟"
جاء جوابها فورياً" اتساءل اين هي مدبرة المنزل. أنا لم ارها بعد"
- اخبرتك ان يوم الامس كان يوم عطلة بيلار , وهي لن تعود قبل المساء .منتديات ليلاس
لفت هذا الأمر اهتمام غرايس , فادرات رأسها وحدقت بخافيير قائلة" من قام بنزع الملابس عني ووضعني في السرير مساء الامس ؟ لا تقل لي إنك انت من فعل ذلك؟"
التمعت عيناها بدموع الغضب والحنق , فرمشتهما بصعوبة حتى تتخلص منها, ثم تابعت " اللعنة, كم انت مغرور! تظن ان بمقدورك ان تفعل ما شئت , لكنك لا تمتلكني"
تمتم خافيير بنبرة عذبة " ليس بعد , عزيزتي"
في تلك اللحظة سمع رنين جرس الباب , فقال خافيير " اعتقد ان مصممة الأزياء قد وصلت "
تمهل في المدخل وحدق بغرايس قائلاً" لماذا كنت تبكين ؟"
- أنا لم أكن ابكي.
الالتواء الخفيف الذي ظهر على حاجبي خافيير اظهر بوضوح عدم تصديقه لكلامها . اما غرايس فهزت كتفيها وفكرت , ما الهدف من الكذب على خافيير في حين ان عينيه الذهبيتين تخترقانها وتشاهدان مافي داخل روحها؟ قالت بمر ارة" انا قلقة على والدي. اعرف رأيك به , وأعلم انك لا تتفهم مشاعري, فالحب شعور غريب جدا عليك خافيير , أليس كذلك؟"
- اسقطت جميع التهم الموجهة ضد انغوس . اتصل المحامون بي في وقت سابق من هذا الصباح واعلموني بذلك .منتديات ليلاس
لاحظ على الفور ان الارتياح ظهر بوضوح على وجهها . همست غرايس بحماس " الحمد لله! هل يمكنني على الأقل ان اتصل به لأطمئنه بأنني على مايرام ؟"
ابعد خافيير عينيه بالقوة عنها, فمشى بخطوات واسعة الى خارج المطبخ وقال " لاحقاً . اما الآن فهنالك امور اكثر اهمية يجدر القيام بها "
***
في فترة متأخرة من بعد الظهر انضمت سيارة الليموزين الى طابور السيارات المتوجهة نحو المطار. امضت غرايس الرحلة محدقة خارج النافذة , ضائعة في افكارها, غير مدركة لتحديق خافيير المتفكر الذي يتفحص وجهها الباهت اللون. تكلم خافيير فجأة وهو يقلب حقيبة اوراقه فيفتحها, ويخرج جواز سفر غرايس بارتباك " لن احتاج الى إظهاره خاصة بانتظارنا لتقلنا الى إنكلترا . سوف نصل في وقت متأخر من هذا المساء , ثم نعود لنطير عائدين الى غرناطة مساء الغد , لكنك سوف تحظين بنهار كامل تمضيه برفقة والدك".ريحانة
اخبرها خافيير ذلك بنبرة صوت تحذرها من سؤاله عن سبب تغييره المفاجئ لخطته . ابتلعت غرايس الكتلة التي كانت تسد حلقها , ثم لفت اناملها حول جواز سفرها , واظهرت له ابتسامة غير واثقة فيما قالت " لست ادري ما اقوله ... وكيف اشكرك"
نصحها خافيير ببرود" لا تقولي شيئاً , عزيزتي, سوف يكون هنالك متسع من الوقت لتشكريني خلال ليلة زفافنا , وأنا أقر انني اتلذذ بانتظارها وتوقعها "

Rehana 07-04-18 07:57 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
احست غرايس ان وهج السعادة القصيرة التي انتابتها قد تلاشى , فاطبقت بيدها على جواز سفرها وضمته الى صدرها كما لو انه حبل للنجاة , قالت " ماكنت لأفعل ذلك لو كنت مكانك , فلدي شعور ان ظنك سيخيب بشكل كبير"
توقفت سيارة اللموزين فقفز السائق خارجاً حتى يفتح الباب لهما. وفيما كان خافيير يستعد للخروج من السيارة , تغيرت تعابير وجهه العابسة الى ابتسامة شديدة الجاذبية , جعلت غرايس تشعر بوخز في بشرتها , ثم تمتم قائلاً" آمل ألا يحصل ذلك عزيزتي"
بعد مضي عدة ساعات , اوقف خافيير السيارة المستأجرة في شارع جانبي ضيق بالقرب من الواجهة البحرية في إيست بورن . فكرت غرايس ان المنزل يبدو جميلاً نوعا ما ما بفضل دهانه التبني اللون وأصص الازهار المعلقة على نوافذه , لكنها تشك في ان الدوق دو هيريرا قد اقام يوماً ما في منزل إنكليزي صغير بقرب الشاطئ كهذا.منتديات ليلاس
طالبها خافيير حين تباطأت في الخروج من السيارة " هيا بنا! ما الذي تنتظرينه ؟ الم تجلسي هنا لمدة كافية ؟ هذه ليست سيارة , بل هي لعبة مصممة للأقزام . كان يجدر بنا الاقامة في فندق قرب المطار , ثم زيارة والدك يوم غد"
بدا خافيير نافد الصبر حتى يتمكن من تمديد رجليه الطويلتين , لكن غرايس ترددت وعضت على شفتيها , ثم فسرت به بهدوء" اردت رؤية والدي بأسرع وقت ممكن خافيير ... اعلم انك تظنني وضعت خطة وإياه تقضي بأن ... اقدم لك نفسي مقابل حريته, لكن هذا ليس صحيحاً . أنغوس لا يدرك انني ذهبت لأطلب مساعدتك , وأنا لا اريده ان يعرف ابداً السبب الحقيقي لزواجنا"
توقفت غرايس عن الكلام وقد اصبحت وجنتاها قرمزيتي اللون , ثم تابعت " يجدر بنا ان نقنعه بأننا مغرمان , وبأنك مستعد لأن تسامحه على سرقة الاموال من المصرف لأنك ... تهتم لأمري"منتديات ليلاس
- وكيف تفترضين ان افعل ذلك؟
التمعت عينا خافيير الغاضبتان فيما تذكر خيانة أنغوس بيريسفورد للثقة التي وضعها بهه . حدق بغرايس ولم يلحظ فقط شعورها بالاحراج , بل ايضاً اليأس التام البادي في عينيها, فاستفسر قائلاً" اتريدينني ان اتصرف كما لو انني مغرم بك؟"
ضغطت على نفسها لتتابع قائلة" سوف نقول له إنني زرتك في إسبانيا حتى اتوسلك لتتفهم وضعنا , فوقعنا في الحب المتبادل من النظرة الأولى . وسوف نتزوج بهذه السرعة لأننا..."
- ... لا نستطيع ان نبقى ايدينا بعيدة عن بعضنا؟
ظهر بريق اسنانه البيضاء لبشرته السمراء , حين ابتسم لغرايس ابتسامة شريرة.منتديات ليلاس
ردت غرايس الى خافيير بحذر وهو ينحنى فجأة نحوها . قبل قليل بدا خافيير محجوزاً في هذه السيارة الضيقة قريباً جداً منها الى حد لم يشعرها بالراحة. اما الآن فالتهبت احاسيسها عندما استشعرت عطره الذي تفوح منه رائحة المسك . قالت له " ما الذي تفعله ؟"
همس بنعومة " أنا بحاجة الى التمرن على هذا الذي يدعونه حب. فكما تعلمين , إنه ليس شعوراً مألوفاً لدي عزيزتي. هل تظنين ان أنغوس سيطمئن لو عانقتك بهذا الشكل ؟"
احتكت بشرة خافيير بها في مداعبة بطيئة رقيقة , جعلت احاسيسها تضج مطالبة بالمزيد. رفع رأسه لوهلة فحدق في عينيها كما لو انه يبحث عن جواب لسؤاله الصامت, ولابد ان مارآه في اعماقهما قد ارضاء , لأنه اسرها مجدداً في عناق جعلها تذوب.ريحانة
تسللت يداها لتحيطا بعنقه , فيما نقل هو بدوره عناقه الى مستوى اكثر عمقاً . أنّت غرايس بنعومة فألقت برأسها فوق صدره , تلاشى الواقع حينها, فتركها أسيرة الأحاسيس المحصنة. بعد قليل رفع رأسه ليحدق بها نزولاً, وقد التمعت عيناه الكهرمانيتان حارقتين , ثم تشدق ببرود قائلاً" هل هذا كاف غرايس؟"

Rehana 07-04-18 07:59 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
استنشقت غرايس نفساً حاداً, ثم ابعدت نظرها عن نظراته الساخرة وقالت" أنا اكرهك"
قفزت الى الوراء مبتعدة عنه , وراحت ترتب هندامها ساخطة بسبب ردة فعل جسدها الخائن . قالت " اتمنى ان تحترق بنار جهنم , لكننا الآن عالقان مع بعضنا , لذا دعنا ننجز الأمر "
اندفعت غرايس خارجة من السيارة قبل ان يتمكن خافيير من التفوه بكلمة اخرى , فأسرعت الخطى على طول الرصيف صعودا على الدرب المؤدي الى منزل الضيوف الخاص بالعمة بام. اما قلبها الخائن فقفز في مكانه حين لحقها خافيير فلف ذراعه حول خصرها .
حيتها العمة بام قائلة " غرايس ! اشكر السماء لمجئيك الى هنا , فوالدك ليس على مايرام. زاره محاميه هذا الصباح, وقال له شيئا بشأن التهم الموجهة ضده, لكنني لا افهم ما الذي يجري "
فيما هي تتحدث استقرت عيناها على خافيير , فقالت " لم ادرك انك ستحضرين معك صديقاً"
- هذا ... خافيير هيريرا.ريحانة
اجفلت المرأة , فوضعت غرايس يدها على ذراعها وقالت متابعة " لا بأس بذلك بام , فنحن صديقان ... حسناً! اكثر من مجرد صديقين " احست ان وجنتيها تتحولان الى لون زهري تحت تأثير تفحص العمة بام المصدومة.
- هل قرأ أبي اية صحف اليوم ؟
من الواضح ان العمة بام لم تعد الكلمات المناسبة لتقولها, فيما ارشدتهما الى الداخل, قالت " ليس على حد علمي. لكن لأكون صريحة معك غرايس , لا شيء منطقياً بالنسبة اليه في هذه اللحظة على كل حال, انه يعيش في عالمه الخاص "
فجأة بدت عينا العمة مشرقتين بشكل يدعو الى الشك , إذ قالت " إنه ماينفك يسأل عن مكان والدتك , ولا يطاوعني قلبي على تذكيره بموتها, إنه في غرفة الجلوس "
اضافت وهي تحملق بخافيير " لست ادري لماذا احضرتك غرايس الى هنا. انا ادرك ان اخي قام بعمل مريع بأخذه كل تلك الأموال , لكن إن اردت إزعاجه , فلن تفعل ذلك إلا فوق جثتي "
طمأن خافيير المرأة الاكبر سناً قائلاً" لا رغبة لدي بإغضاب انغوس , انا هنا لكي..."
توقف للحظة , ثم حدق بغرايس وتابع " ... اقدم له مسامحتي, اريد مساعدة اخيك "
طالبته العمة بام قائلة " ولماذا تفعل ذلك ؟"
تمهل خافيير مجدداً , فسمح لعينيه بالمرور ببطء فوق غرايس , ثم قال" أنني مغرم بابنته , وآمل ان يبارك علاقتنا , لأنني انوي الزواج بها ". ريحانة
احست العمة ولأول مرة في حياتها انها لم تعد تجد الكلمات التي تقولها , فقالت " حسناً! أنا ... لكن متى تعارفتما ؟ من غير الممكن ان تكونا قد عرفتما بعضكما لأكثر من خمس دقائق"
قالت غرايس بهدوء" علمت لحظة رأيته بأن خافيير هو الرجل المناسب لي , وبأنني سوف احبه لبقية حياتي "
لم تجرؤ على النظر الى خافيير خشية ان ترى السخرية في عينيه , لكن عينيها تحركتا نحو وجهه بإراداتهما الخاص, وعوضاً عن السخرية لاحظت غرايس شعوراً مثيراً لاهتمام لا يمكن تعريفه.
قالت العمة بام مجدداً " حسناً! لابد ان ذلك يجري بالوراثة في العائلة . فوالدك أغرم بسوزان من نظرة واحدة, ولطالما قال إنه غير قادر على العيش من دونها , للأسف , يبدو ذلك صحيحاً"
- آمل ان يتفهم علاقتي بخافيير . ريحانة

Rehana 07-04-18 08:00 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
قالت غرايس ذلك بحماس فيما خطت داخل غرفة الجلوس , رأت أنغوس جالساً على كرسيه وهو يحدق في الفراغ نحو الحديقة , فتابعت تقول " بفضل خافيير لن تتم ملاحقته قانونياً "
رمت غرايس ابتسامة مرتعشة نحو خافيير , ثم ركعت بالقرب من والدها قائلة " أبي. هذه أنا ... غرايس"
- مرحباً , ياحلوتي.
سماع صوت غرايس أيقظ أنغوس من احلام اليقظة , فحدق بابنته واشرق وجهه النحيل بابتسامة باهتة . قال والدموع تترقرق من عينيه " غرايس ... أنا غير قادر على إيجاد والدتك"
- سوف احضرها لك, أبي.
وعدته غرايس بذلك برقة , مدركة ان والدها يقصد صورة والدتها التي اعتاد ان يضعها الى جانب سريره في ليتل كوت . كانت الصورة موضبة في مكان آمن في إحدى علب التخزين , وهي لن ترتاح حتى تجدها لأجله . ضغطت غرايس على ذراعه مطمئنة , وقالت " لدي ما اخبرك به"


نهاية الفصل

doda qr 08-04-18 07:58 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
يالله ريحانه خليتي اعصابي مشدوده وانا اقرا تحمست على رده فعل ابوها يسلمو كثير

I Love Tunisia 08-04-18 09:36 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السادس )
 
بجد زعلت عليها مسكينة ابوها فعلا مريض وهذاك الغبي خافيير اتمنى ما يكون قاسي معاها كتير

ayabraim 08-04-18 02:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
KJHGFDSQAZERTYUIOPNBVCXW

Rehana 08-04-18 08:04 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayabraim (المشاركة 3700298)
KJHGFDSQAZERTYUIOPNBVCXW

صراحة ما ادري ايش كتابة , كل الحروف على بعضها
او هي مجرد حروف عشوائية !!!؟؟؟
اذا كان كذا فهذا شيء ممنوع ومخالف في المنتدى

Rehana 08-04-18 08:06 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
7 - لا ... ارجوك !

- سيدي , حان وقت الذهاب .منتديات ليلاس
الصوت القادم من مدخل الباب أزعج تأملات خافيير الصامتة للمنظر الممتد اسفل برجه العالي , فتصلب ثم تمتم وهو يخطو بعيداً عن النافذة , موجهاً الى كبير الخدم إيماءة موجزة" شكراً نوريس . هل بات كل شيء جاهزاً؟"
- نعم . لقد اجتمع الضيوف في الكنيسة.
- والآنسة بيريسفورد؟
- إنها تنتظر في غرفة الاستقبال , وأنا سارافقها الى الكنيسة كما اتفقنا .منتديات ليلاس
- جيد.
سعل خافيير لينقي حلقه , ثم قال مخاطباً كبير الخدم" اخبرني توريس , كيف تبدو السنيوريتا بيريسفورد ؟"
لم يقو توريس على إخفاء ارتباكه , فقال " كيف تبدو سيدي؟"
- نعم , هل تبدو ... سعيدة ؟
حدق خافيير بالرجل الآخر بنفاد صبر , اشرق وجه توريس , وقال " بالطبع ... قريباً سوف تصبح الدوقة الجديدة, ومن الطبيعي ان تكون في نشوة من السعادة و ... اذا كان بمقدوري ان اضيف , فهي تبدو جميلة جداً" اطلق كبير الخدم ابتسامة ذات دفء اصيل حقيقي , لكنها لم تسهم في تهدئة مزاج خافيير . فهو يشك بأن غرايس تشعر بالسعادة لاحتمال ان تصبح عروسه , إنها أبعد ما تكون عن ذلك.

Rehana 08-04-18 08:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
لاشك في انها متميزة جداً في فستان عرسها . لكن خافيير شعر بشيء من الغرابة لأن كبير خدمه عبر عن إعجابه بمثل هذه الحماسة. هو لم يكن يعلم حتى بقدرة توريس على الابتسام قبل وصول غرايس الى قصر الأسد. لطالما بدا القصر مكاناً بشعاً ومروعاً الى حد ما , وكذلك بدا الموظفون فيه . لكن يبدو ان ذلك تغير بشكل ما خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة . والفضل في ذلك يعود الى تأثير الوردة الانجليزية الرقيقة , التي بدت قادرة بابتسامتها الناعمة على تفتيت قساوة هذه القلعة . أقر خافيير بعبوس انها لم تكن تبتسم له . بدت غرايس لطيفة مع موظفي القصر, واستطاعت بتصرفاتها الهادئة ان تستحصل على رضاهم الفوري . لكنها ظلت باردة متزمتة معه, في حين ان حذرها منه راح يزداد يومياً . اصبح وقت العشاء كل مساء محنة بالنسبة اليه, بالرغم من توقه الى كسر تحفظها حتى يتلقى هو بدوره احدى ابتساماتها الخجولة التي كانت توجهها بطيبة خاطر الى كل شخص سواه في هذا القصر .منتديات ليلاس
- سيدي , هل يمكنني ات احضر لك شيئا ما ما؟
توريس متدرب على عدم إظهار نفاد الصبر , لكن خافيير ادرك انه يخشى من ان يشعر الضيوف الذين ينتظرون في الكنيسة بالضجر , فكر خافيير , ما الذي قد يظنه به كبير الخدم لو علم ان غرايس تتزوجه فقط لأنه اجبرها على ذلك؟
صعق خافيير لإدراكه انه لم يفكر حتى بمصرف هيريرا لعدة ايام , اليس السبب الوحيد لاهتمامه بهذا الزواج هو كونه وسيلة للحصول على مايحق له بالولادة ؟ تذكر كيف تعلقت بوالدها لدى نهاية رحلتهما القصيرة الى أيست بورن , التمعت عيناها الزرقاوان الكبيرتان بالدموع , فيما ارتعش صوتها وهي تخبر أنغوس ببريسفورد بمقدار حبها له . أقر خافيير بتثاقل ان غرايس مستعدة لفعل اي شيء لأجل والدها , حتى الزواج من رجل تمقته بوضوح.منتديات ليلاس
- سيدي؟
- حسناً! أنا قادم.منتديات ليلاس
لا جدوى من ان يعاني هجوماً غير ضروري من قبل ضميره الآن , إنه وغرايس عقدا اتفاقاً , وهو وفى مسبقاً بجانبه منه . ذكر خافيير نفسه بذلك فيما مشى عبر الغرفة وتبع توريس . من الأفضل ان يتذكر ان الفضل يعود اليه لأن والد غرايس الغشاش النصاب ليس قابعاً في السجن بانتظار محاكمته بتهمة الاحتيال.
بعد رحلته الى أيست بورن , ادرك خافيير ان أنغوس لم يعد يشبه البتة الرجل الهادئ الرصين الذي كان قد عينه لادارة الفرع البريطاني من مصرف هيريرا منذ ثلاث سنوات. بدا والد غرايس مثراً للشفقة بوجهه الهزيل ويديه المرتعشتين. كما ان خافيير صدم فعلاً لرؤية اضطرابه النفسي الواضح. ما الذي جعل أنغوس يفكر بالاختلاس ؟ لم تكن هنالك دلائل واضحة على انه استفاد من الملايين التي سرقها . بدا رجلاً منكسراً , بعيداً عن حياة البذخ والرفاهية , وقد اجبر على اللجوء الى شقيقته لكي توفر له المسكن . ماالذي فعله إذاً بتلك الملايين؟ هل تراه صرفها كلها على غرايس ؟ قبل ان تدخل غرايس حياته , كان خافيير يظن صدقاً بأن ابنة أنغوس بيريسفورد هي فتاة مدللة متواطئة مع والدها المحتال . لكنه اجبر بعد مرور الاسابيع القليلة الماضية ان يتقبل حقيقة ان غرايس لا تشبه البتة ماتصوره عنها.منتديات ليلاس
نظر الى صورة الدوق السابق , فيما عبر صالة الدخول الواسعة. منذ لحظة وصوله الى القصر وهو صبي يافع , لقنه كارلوس هير يرا مبدأ الاعتقاد بأن القوة هي كل شيء, وان المشاعر كالحب والتعاطف هي للضعفاء فقط, اما اسد آل هيريرا فصلب قوي , ويمشيء دوماً بمفرده, أقر خافيير بتثاقل ان لا مكان في قلبه لغرايس بيرسفورد , لكنه لم يستطع إخراجها من ذهنه . إنها مجرد فتاة غير ملفتة للنظر بملامح وجهها الرقيقة وشعرها البني الناعم لو قورنت مع عشيقاته العديدات , مع ذلك سيطرت على افكاره وطاردته في احلامه. لكن الانجذاب الحسي هو الشيء الوحيد الذي يشعر به تجاه غرايس , ذكر خافيير نفسه بذلك بحدة . إنه يرغب بها, وسوف يحصل عليها الليلة ... ليلة زفافهما .

Rehana 08-04-18 08:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
طمأن نفسه وهو يعبر الباحة الخارجية متوجهاً نحو الكنيسة بأن غرايس تدين له . لم يفهم لماذا اختلس والد غرايس تلك الاموال , لكن تصرفات انغوس ادت بكارلوس هيريرا الى التشكيك بأحكام خافيير , فأضاف شرط الزواج الى وصيته . لذلك من المنصف ان تحترم غرايس جهتها من الاتفاق , فتصبح زوجته وتؤكد له حصوله على موقعه في رئاسة مصرف هيريرا .
***
إنها الآن متزوجة! حركت غرايس بتوتر الخاتم الذهبي البسيط في إصبعها فوجدته عالقاً بإحكام . كان خافيير قد وضعه في إصبعها بسهولة في وقت سابق من هذا النهار, لكنها في ذلك الوقت كانت تشعر بالبرد بسبب اعصابها المتوترة . اما الآن فهي تشعر بالحر بسبب جلبة الأصوات المنبعثة من ارجاء قاعة الاستقبال. ياله من نهار طويل! بالكاد تطيق صبراً حتى ينتهي هذا اليوم. لكن اللمعان الدال على الترقب في عيني خافيير الكهرمانيتين بتوعدها بأن يكون الليل اكثر مشقة من نهار زفافهما . جعلت هذه الفكرة معدة غرايس تتقلص.ريحانة
بعد انتهاء العشاء , راح الضيوف يتبادلون الاحاديث . كان خافيير يقف برفقة مجموعة من الأشخاص الذين لم تلتقهم غرايس من قبل, وخمنت ان معظهم على الارجح شركاء في اعمال خافيير . قدمها خافيير الى بعض افراد عائلته , وبالتحديد الى نسيبه لورنزو وبيريز , أي الرجل الذي سينتزع منه رئاسة المصرف اذا ما فشل في إيجاد عروس يتزوجها. تساءلت غرايس هل يدرك لورنزو السبب الحقيقي لزواجهما المتسرع؟ هل يعلم بذلك أي شخص آخر هنا باستثناء المحامي رامون اغويلار؟
كان خافيير قد أصر على ان يبقى الأمر سراً , انه رجل فخور جداً, وساتشعرت غرايس ان هذا الشرط جرحه. راحت تنظر اليه غير قادرة على انتزاع نظراتها عن وجهه الوسيم. حين رأته واقفاً بانتظارها امام المذبح بدا لها بارداً وبعيداً لكنه رائع الى حد الدمار , فأحست بجاذبيته القوية تغمرها بالكامل , فجأة بدت رجلاها غير قادرتين على حملها , فتعلقت بذراع توريس وهو يرافقها الى داخل الكنيسة .منتديات ليلاس
بدت مراسم الزفاف مؤثرة جدا, فملأت الدموع عينيها حين تلت عهودها بصوت مرتعش لشدة تأثرها . لطالما حلمت بالزواج من رجل يشكل توأم روحها , وهاهي عالقة في اتحاد خال من الحب مع رجل غالباً مايتكلم عنه موظفوه بلقب أسد آل هيريرا . سمعت غرايس صوتاً مألوفاً في أذنها قائلاً" حاولي ألا تبدي مأساوية الى هذا الحد, عزيزتي , فضيوفنا سيظنون اننا نخوض اول شجار عاشقين"
وجود خافيير المفاجئ الى جانبها جعلها تقفز مرتعبة , لاحظ بنظره الثاقب الظلال الباهتة في عينيها , فسألها " ما الخطب؟"
سحب كرسياً وجلس بالقرب منها , فتنشقت غرايس رائحة عطره الممزوجة برائحة المسك بالإضافة الى عبير آخر غير محدد يدل على القوة المطلقة . عضت على شفتها وقالت " لا شيء.. فقط افكر بوالدي .. لم اتصور ابداً انني قد اكون وحيدة خلال يوم زفافي"
قال خافيير بقساوة " انت بالكاد تبدين وحيدة , فهنالك اربعمائة من الضيوف المدعوين هنا"
غمغمت غرايس متهكمة" لكنني لا اعرف اياً منهم, إنهم ليسوا اصدقائي أنا , بالرغم من انني اشعر بالفضول لأعرف اذا كان اي منهم صديقك انت , او ان زواجنا هو مجرد فرصة رائعة لإقامة العلاقات والاتصال بشركائك في العمل ؟".منتديات ليلاس
رد خافيير بنبرة صوت جليدية " حسناً! لن تضطري الى تحمل وجودهم لفترة طويلة , عزيزتي , فالحفلة سوف تنتهي خلال ساعة ولن يجرؤ احد على التمهل , لابد انهم يعرفون كم يكاد ينفذ صبري حتى اخذ عروسي الى سريري , لكن فقط , في حال انتابهم اية شكوك..."
انزل خافيير رأسه فأسر غرايس بعناقه بدقة جعلتها مسلوبة الانفاس . قبضت انامل خافيير النحيلة عليها , ممسكة إياها بإحكام فيما تابع عرضه لضيوف العرس , كاشفاً عن توقه ليحمل دوقته الى الأعلى .. الى غرفته.

Rehana 08-04-18 08:09 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
فكرت غرايس مخدرة , انه يجدر بها ان تقاومه وتدفعه بعيداً عنها . طيلة فترة العشاء راحت تبحث عن الكلمات المناسبة لتقول له إن لانية لديها بإتمام زواجهما المزيف. كذبت في الكنيسة حينما تلت عهودها , لكنها سوف تكون صادقة مع قلبها , فهي ترفض ان تسلم جسدها لرجل لا تحبه . يجدر بها ان تقول له ذلك الآن , كي لا يعتقد انهما على وشك تمضية ليلة من الشغف والهيام. لكن صعب عليها التفكير بصواب فيما ذراعاه تغمرانها وتضمانها اليه بقوة وإحكام.
إنها لم تشعر بأحساس مماثل من قبل . لم تختبر ابداً احاسيس هائجة تلتهمها وتستنفذ قواها , فتجعل جسمها يتألم .ريحانة
اخيراً قطع خافيير العناق وحدق نزولاً نحوها, وقد ظهر تلق عنيف ضار في عينيه فيما لاحظ الارتباك بعينيها. قد لا تكون وردته الانكليزية معجبة به, لكنها اسيرة هذا الانجذاب الحسي البدائي الذي يستعيده هو ايضاً . لاحظ خافيير ذلك وقد احس بجيشان من الرضى في داخله.
التوى فمه بابتسامة فظة لدى رؤية تعابير الصدمة على وجهها , فقال " سأطلب من توريس ان يعلن حلول موعد النخب الأخير للعروسين . حان موعد عودة ضيوفنا الى منازلهم "
- لايمكنك ان ترميهم خارجا, ما الذي سيظنونه؟
اخبرها خافيير بغرور فائق" لا اكترث البتة لمايفكرون به. أنا اشعر بنهم شديد تجاهك عزيزتي , ولتذهب اللياقات الاجتماعية الى الجحيم "
استنشقت غرايس نفساً عميقاً و قالت " خافيير ... أنا ... لا اريد ان أنام معك"
رفع خافيير كأس العصير فشربه بجرعة واحدة قبل ان ينظر نحوها وقد امتلأت عيناه المثقلتان بالتسلية , ثم قال" أنا ايضاً لا ارغب بالنوم معك, فأنا انوي الانغماس بنشاطات اخرى اكثر متعة ولهواً خلال ساعات الليل الطويلة "
مرر عينيه ببطء عليها في تقدير صادق جداً, , الى حد انها احمرت خجلاً .اما خافيير فضحك ضحكة مكتومة وقال " إن ادعائك البراءة أمر مثير جداً عزيزتي , وأنا واثق من انك تدركين ذلك"
ثم تشدق متابعاً " لكن لن تضطري الى ادعاء ذلك بعد الآن , فأنا افضل المرأة الواثقة من سحرها , ولدي توقعات كبيرة بأنك ستتصرفين كاللبوة في السرير"
- لا تعتمد على ذلك.ريحانة
اجبرا على قطع حديثهما حين اقتربت امرأة شابة من طاولتهما , وقد ثبتت عينيها بحزم على خافيير . قالت له بنزق يظهر حدة طباعها " بحثت عنك في كل مكان , وعدتني بأن ترقص معي؟"
اجابها خافيير برصانة قائلا" نعم. لكن كما ترين , أنا اتحدث مع زوجتي . لم لا تطلبين من احد معجبيك الشبان العديدين بأن يراقصك؟"
جاء ردها الحاد " أنا اريد ان ارقص معك فقط"
احست غرايس برفرفة غريبة في معدتها لدى سماعها كلمة زوجتي , فلم تستطيع حمل نفسها على ملاقاة نظرات خافيير . عوضا عن ذلك تفحصت الشابة التي راحت تحدق بخافيير وقد بدا الاعجاب واضحاً في عينيها .منتديات ليلاس
اشتدت اعصاب غرايس في انتظار ان يقوم خافيير بتدمير الفتاة بإحدى تعليقاته الساخرة الفظة, لكنه عوضاً عن ذلك ابتسم لها ابتسامة دافئة, فأشرقت عيناه ورقت ملامح وجهه القاسية.منتديات ليلاس
- أنا آسف , وفري لي رقصة لوقت لاحق . انظري , اعتقد ان والدك يستعد للمغادرة .
- لم يحن منتصف الليل بعد. إن بابا ممل جداً.
كورت الفتاة شفتيها تجهماً , ثم هزت شعرها الأجعد الأسود اللون في حركة تعمدت ان تبدو جذابة , فيما تجاهلت غرايس تماماً , بعدئذ تمتمت " الى المرة المقبلة إذاً خافيير "
نفخت له قبلة في الهواء قبل ان تستدير على عقبيها وتمشي عبر الغرفة .

Rehana 08-04-18 08:09 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
قال خافيير لغرايس " ميغيل سوف يعاني من المشاكل مع تلك الفتاة "
تتبعت غرايس نظرات خافيير نحو الفتاة التي تتمايل برشاقة , فغمرها إحساس يشبه الغيرة سألته بحدة " إنها يافعة جداً , من هي؟"
رد خافيير بنبرة ملؤها التسلية " لوسيتا فاسكيز . والدها ميغيل كان الصديق الأقرب الى جدي, كان في الستين من عمره حين ولدت , واخشى انه دللها الى حد كبير لا يمكن العودة عنه. أمل كارلوس ان اتزوج منها, فندمج بين عائلتينا العاملتين في مجال الصيرفة "
ردت غرايس بكلمات لاذعة , متعلقة بغضبها حتى تخفي ردة فعل جسدها الخائن لدى سماعها كلماته " انت حقاً تظن بأنك هبة من الله , أليس كذلك؟"
إدراك خافيير للتأثير الذي يتركه عليها أمر مهين جداً لها . الطريقة التي نظر بها اليها الآن بالذات , جعلتها تشعر بوخز من التوق يسري في جسدها . طمأنت نفسها بأن الأمر لا يعدو كونه انجذاباً حسياً, لكنها ترفض الاستسلام للإغواء . غمغمت وهي تقفز ناهضة على قدميها " انا بحاجة لاستنشاق الهواء". ريحانة
اضافت مرتعبة حين حاول خافيير الحاق بها " اظن ان نسيبك يرغب بالتحدث اليك, من الأجدر ان تذهب لترى مايريد"
عبرت غرايس من خلال حشد من الضيوف , فخرجت من قاعة الاحتفالات وهربت صعوداً على الدرج , هرعت بسرعة على طول مدخل الدرج , ثم توقفت فجأة حين وقعت عيناها على السرير المجرد من الأغطية.
اطلقت صرخة خافتة ثم عبرت وفتحت باب خزانة الملابس فوجدتها خالية . احست بحركة خفيفة في المدخل , فاستدارت حول نفسها , ثم سألت الخادمة بإلحاح " كونسويلا , اين هي اغراضي ؟"
اجابت الفتاة الاسبانية مبتسمة " في غرفة النوم الرئيسية . طلب مني الدوق ان انقلها الى هناك"
قاومت غرايس الشعور بالغثيان الذي احست به في معدتها , وهرعت عبر الرواق نحو غرفة خافيير , ثم دفعت الباب لتفتحه .ريحانة
هيمن السرير الرائع ذو الأعمدة الأربعة على الغرفة , في حين ان الستائر ذات اللونين الأرجواني و الذهبي قد شدت الى الخلف . فكرت غرايس انها تفضل القفز في حفرة مليئة بالأفاعي , خصوصاً عندما وقع نظرها على رداء النوم الخاص بها الموضوع على اللحاف.


Rehana 08-04-18 08:11 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
كانت غرايس قد تلقت خلال الاسابيع القليلة المنصرمة عدداً لا يحصى من الملابس والأحذية وادوات الزينة التي اعتبرها خافيير ضرورية لأجل لعب دورها كدوقة . احمرت وجنتاها بشدة فيما راقبت كونسويلا وهي تفرغ حقائب الملابس. افترضت ان كونسويلا هي من اختارت ذاك القميص الحريري الزهري وهي تفكر بالإغواء في ذهنها, فهو ذو صدر مخرم ناعم, كما انه شفاف . الفكرة الوحيدة التي سيطرت على ذهن غرايس هي الفرار.
سألتها كونسويلا " هل أساعدك في نزع التاج؟ إنه جميل جداً, لكن لابد انه ثقيل "
ردت غرايس موافقة بحزن" كما انه لا يقدر بثمن . خشيت ان اوقعه"
حاولت إخفاء نفاد صبرها فيما قامت كونسويلا بإزالة مشابك الشعر من شعرها المرفوع , بحيث سقط منسدلاً في شلال من اللون البني الحريري الباهت .ريحانة
فسرت الخادمة لغرايس قائلة " يقول توريس إن كل عرائس آل هيريرا ارتدين هذا التاج . يقال إنه يجلب لهن السعادة و ..."
قطعت كونسويلا كلامها مطلقة قهقهة خجولة , ثم تابعت " ... و العديد من الاطفال"
تنهدت , وتمنت ان تذهب كونسويلا وتتركها وحدها , فخافيير لن يمضي طيلة الليل مثرثراً مع ضيوفه , وهي مصممة على ايجاد احد قمصان نومها القديمة, والعودة الى غرفة نومها القديمة , قبل ان يأتي الى الطابق العلوي مطالباً بحقوقه الزوجية. بدت الفكرة كافية لجعل غرايس تشعر بالوهن. شهقت حين سمعت صوته العميق من مدخل الباب , وهو يقول" شكراً كونسويلا , يمكنك ان تدعينا بمفردنا الآن "
خاطب خافيير الخادمة , لكن نظرات عينيه تركزت على غرايس فيما ابتلعت هذه الأخيرة ريقها تحت تأثير الحرارة الخانقة النابعة من نظراته اليها .
فكرت بتهور انه فات الأوان للهروب الآن , فيما بدت عيناها كبيرتين في وجهها الباهت اللون .
غمغمت قائلة " لم اتوقع منك ان تترك ضيوفك وتتبعني الى هنا "
- لقد تركتهم لحالهم .منتديات ليلاس
اجاب خافيير بإيجاز , فيما أغلق الباب خلف كونسيلا واقفله قبل ان يضع المفتاح في جيبه , ثم اضاف , وقد اخطأ تفسير شهقة الرعب الصادرة عنها " لا تقلقي , توريس سوف يحرص على ألا يزعجنا احد. سوف نستمتع بالخلوة التامة لبقية الليل , عزيزتي"منتديات ليلاس
- ماذا بشأن خصوصيتي أنا ؟
طالبته غرايس بصوت أبح, وقد تراجعت خطوة الى الوراء فيما تمشى خافيير نحوها . ذكرتها مشيته بالنمر المرقط , فهو رشيق الحركة غامض وخطير جداً. أقرت لنفسها بكآبة انها ليست خائفة منه فعلاً , بل هي خائفة من نفسها ومن ردة فعلها تجاهه. أعلنت بصراحة واهنة " اريد ان أنام في غرفتي الخاصة . أنا مرهقة ... ورأسي يؤلمني "
- ايتها الصغيرة المسكينة !
دنا خافيير منها الى ان وجدت غرايس نفسها ملتصقة بأدراج الملابس التي تعلوها مرآة.
كان احدهم قد وضع الورود الزهرية الباهتة اللون التي كانت تحملها كباقة خاصة بالعرس في زهرية , لذلك ملأ عبيرها المميز اجواء الغرفة. راقبته غرايس يضعف وهو يختار احد البراعم وقد بدأ يتفتح للتو ليداعب به خدها برفق. اخيراً تمتم قائلاً " هل احببت ورودك اليوم ؟"
همست قائلة " إنها جميلة , فالورود هي ازهاري المفضلة "
- أعلم ذلك.منتديات ليلاس
ابتسامة خافيير البطيئة اطلعتها على انه يفكر بأول لقاء بينهما , حين سرقت غرايس وردة من حديقة قصره. قال لها مخفياً أسفه " إنها تذكرني بك, فهي رقيقة , جميلة وبديعة التكوين , لكنها تحمل اشواكاً قد تسبب أذى حقيقياً"

Rehana 08-04-18 08:12 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
لسبب ما انجذبت عينا غرايس نحو يده , وكانت قد لاحظت الضمادة الصغيرة حول يده قبل قليل . عبست لدى رؤية لطخة الدم الواضحة على القماش " ما الذي جرى ليدك ؟"
- لا شيء مهم.
هز خافيير كتفيه ومسد شعرها بأنامله. فكرت غرايس مرتعبة انه يجدر بها ان تتحرك من مكانها , لكن بدا لها كما لو ان قدميها ملتحمتان بالأرض . وحين امسك خافيير بذقنها فرفع وجهها لتواجهه , لم تقو على منع نفسها من الاقتراب منه . عانقها ببطء خدر احاسيسها وفكك حواجزها بسهولة مرعبة . كيف يمكنها مقاومته , فيما قلبها يتخبط في صدرها بقوة الى حد جعلها بالكاد تستطيع التنفس ؟ تساءلت , أتارها ترتكب خطأ كبيراً إذا استسلمت الى المشاعر الهادرة التي تجول في عروقها؟ إنه زوجها بالفعل, لكن زواجهما مجرد خدعة , كما انها لا تحبه . خطت اصابع خافيير درباً نزولاً على عنقها , ثم استقرت على النبض الذي يدق بجنون . شعرت غرايس باحاسيسها تلتهب الى درجة لا تحتمل . شهقت حين ضمها اليه في عناق حارق كشف عن نفاد صبره وتوقه لأن يأخذها الى سريره .منتديات ليلاس
- خافيير ... لا!
استشعرت غرايس أنامله تتحرك على عمودها الفقري , وهي تفك الأزرار اللؤلؤية الصغيرة التي تحكم إغلاق فستانها , حينها وجدت في مكان ما القوة لتدفع بنفسها بعيدا عن صدره , فقالت " لقد عنيت ماقلته , لن أنام معك"
سحبت الهواء الى داخل رئتيها بقوة وحدقت به بجموح قائلة" لا اريدك"
- لا تكوني سخيفة .
ابتسامته الساخرة وغروره جعلا غرايس تكزّ اسنانها , اما هو فتابع قائلاً " أنا لست اعمى عزيزتي, فلدي دلائل حسية على انني اعجبك بقوة . انت تشعرين بالشوق تجاهي تماماً كما اشعر أنا , فما الهدف من نكران الشغف الذي يتوق له جسدك بكل وضوح؟"
ردت غرايس بكلام حاد جداً جعل عيني خافيير تضيقان " لربما يتفاعل جسدي مع خبرتك , لكن قلبي وعقلي يرفضانك , وهما الأهم بالنسبة إلي"
- لكنك زوجتي.منتديات ليلاس
وقبل ان يتسنى لغرايس الوقت لتفكر , ادراها خافيير حول نفسها وتابع فك أزرار فستانها .
- لا!
اطلقت غرايس صرخة حادة وامسكت بفستانها ليبقى ملاصقاً لصدرها , ثم قالت " فستاني الجميل ... لقد خرّبته"
تابعت قائلة " انت ... بربري همجي! لا عجب انني لا اتحمل وجودك بالقرب مني"
تصلب فك خافيير , لكن حين تكلم بدا صوتع هادئاً , إذ قال " ما القضية الحقيقية هنا , غرايس ؟ هل قررت ان تقبضي ثمن انجذابي اليك؟ دفعت مسبقاً ثروة من الأموال لأجلك, لكن ذلك المبلغ ذهب لأجل تصفية ديون والدك , هل ترغبين الآن بحافز مالي إضافي مقابل مشاركتي سريري؟"
في اللحظة التالية سمع دوي الصفعة التي تلقاها خافيير على خده , والتي تردد صداها في ارجاء الغرفة كالقذيفة . تبع ذلك لحظة من الصمت , ثم صرخت غرايس حين رفع خافيير يديه فمزق الفستان عن كتفيها .منتديات ليلاس
- خافيير .... لا .... لن افعل هذا .
لكنه اختطفها واخذها بين ذراعيه , فبدأت تضربه بقبضتيها , احست ان الانفاس تفارق جسدها حين اسقطها على السرير وأسرها بجسده الصلب. فيما قال لها " انتهى وقت الألاعيب عزيزتي"
ارتعدت وهي تشعر بكرب وألم شديدين من الرفض الممتزج بالشوق الصادق , لاسيما حين اخفض خافيير رأسه ودفنه في عنقها متنشقاً رائحة عطرها . شعرت غرايس ان الاحساس بأنفاسه فوق بشرتها هو عذاب رائع , لكنها راحت تحرك جسمها مقاومة من دون هوادة . غمرتها الأحاسيس الجديدة الغريبة التي أثارها خافيير في داخلها , فلم تتمكن من كبت تنهيدة ارتياح حين رفع خافيير رأسه . راحت غرايس تتنفس بصعوبة , فحدقت الى الأعلى نحوه بعينين مغشيتين , فيما تدحرج ليقف الى جانب السرير.

Rehana 08-04-18 08:12 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
قال لها بقسوة " تعهدت في الكنيسة بأن تكوني زوجتي , والآن حان الوقت لتحترمي هذا الوعد"
- و ما الذي تعرفه انت عن الاحترام ؟
خلع خافيير برشاقة قميصه فتألقت بشرته تحت ضوء الغرفة كالنحاس.منتديات ليلاس
- آه , يا إلهي!منتديات ليلاس
قفزت غرايس بهلع صرف , الى ان اصبحت تضغط بنفسها على خشبة السرير العلوية , فقالت " خافيير , لا يمكنني ان افعل هذا. ارجوك لا تجبرني "
بدت عيناها ككرتين محترقتين في وجهها الباهت اللون , فيما تشدق خافيير قائلاً لها " على الأقل تحلي بلياقة النظر الي مباشرة حين تحبكين أكاذيبك "
لكنه شعر بالتوتر حين رفعت غرايس اهدابها , فرأى التعابير البادية في نظراتها الخائفة . لم يقل شيئاً للحظات طويلة مؤلمة, فاكدت له بتسرع قائلة " اقسم... انا ابداً لم أقم علاقة مع أي رجل"
زمجر خافيير بحدة وغضب" لكنك مخطوبة الى رجل يتمتع بسمعة في ارجاء لندن انه متعدد العشيقات "
اخبرته غرايس بتصلب , فيما تحولت وجنتاها الى اللون القرمزي" لم اكن اعرف شيئاً عن سمعة ريتشارد حين تعرفت اليه , ظننته ساحراً ونبيلاً حقيقياً لأنه لم يحاول اخذي الى سريره "
لاحظ التعاسة في عينيها , فقال لها مخمناً " لكنك عرفت الحقيقة في نهاية الأمر , ما الذي حصل؟"
ابتلعت غرايس ريقها , اما خافيير فاستلقى على احد وركيه منحنياً فوقها قليلاً , لكنه لم يبد أية محاولة للمسها فيما انتظر جوابها . اقرت بصوت أبح" تعرفنا بعد انتقالي للسكن في لندن , فوقعت في حبه الى حد كبير , حدث ذلك بعد وقت قصير من وفاة والدتي . كنت في حالة من الاحباط واليأس , وافترض انني كنت اشعر بالوحدة . وريتشارد جعلني اضحك بعد ان امضى وقت طويل على آخر مرة ضحكت فيها . احسست انني اكاد اطير فرحاً حين طلب مني الزواج به . اعتقدت ان عدم إصراره على اقامة علاقة معي حتى موعد زفافنا هو أمر يبرهن حقيقة حبه لي "
تنهدت غرايس بثقل فيما تذكرت تلك الفترة من حياتها التي تفضل فعلاً لو تنساها , ثم تابعت " قبل الزفاف باسابيع قليلة قصدت شقته في زيارة مفاجئة , وكنت انوي إخباره انني احبه كثيراً , واننا سوف نمضي بقية حياتنا سوياً , لكن المفاجأة وقعت علي أنا ".ريحانة
تابعت غرايس بمرارة " كنت املك مفتاحاً خاصاً بي لشقته , فدخلت ... حتى اجده في السرير مع مدبرة منزله "
استفسر خافيير قائلاً" وبالتالي , انت فسخت الخطوبة؟"
- بالطبع . أنا اؤمن بأن الزواج يجب ان يكون ارتباطاً لمدى العمر, كما كان زواج والديّ.
فكرت بالعهود التي تعهدت بها لخافيير في وقت سابق من هذا النهار , فعضت على شفتها وقالت " ظننت ان الحب الذي اتشاطر به مع ريتشارد سوف يدوم الى الأبد , لكنه كان مزيفاً تماماً كما هو زواجنا الآن , ريتشارد رغب بالزواج مني فقط لأن افتتاني به زاد من غروره وارضاه . كنت مغرمة بشدة به الى درجة الغباء. حتى إنني لم اشك ابداً بالمرات العديدة التي اُجبر فيها على العمل لوقت متأخر , او حين كان يختفي فجأة لعدة ايام من اجل حضور مؤتمرات متعلقة بالعمل "

Rehana 08-04-18 08:13 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
استنشقت غرايس نفساً عميقاً وحدقت بخافيير , وقد ظهر قلبها في عينيها, فقالت " بالرغم من كل الألم الذي سببه لي ريتشارد مازلت أؤمن بالحب... ذاك النوع العميق من الحب الصامد الذي أحسّه والدي تجاه بعضهما , يوماً ما آمل ان التقي بالرجل الذي سوف احبه الى الأبد , والذي سيبادلني هذا الحب , وهذا هو الرجل الذي سوف أكرّمه بشرف الحصول على جسدي"
حدق خافيير بغرايس , فيما التمعت عيناه الكرمانيتان بالاحباط وقال " يا إلهي !"
فجأة سحب ثيابه وارتداها , ثم قال " يالحظي السيء ! يبدو انني ارتبطت بزوجة تتمتع بلسان لاذع كالأفعى , وبوجه جميل كحورية البحر , فيما تبدو براءتها مشابهة لبراءة إحدى عذاري قيسنا ".منتديات ليلاس
قدف خافيير قميص النوم الزهري اللون باتجاه غرايس , ومزاجه يغلي على مهل , ثم قال " من الأفضل ان ترتدي هذا قبل ان اعود"
غمغمت غرايس فيما الصقت الثوب الفضفاض الى صدرها " الى أين انت ذاهب؟"
- لآخذ خماماً مطولاً بارداً.
قالت غرايس بسرعة " سوف أنام في غرفتي القديمة لو فتحت لي قفل باب غرفة نومك"
رد خافيير بنبرة لاذعة آمرة متسلطة قائلاً" هذه هي غرفة نومنا . من الآن فصاعداً سوف ننام كلانا فيها . اخبرتك انني لا اريد ان يشك أي شخص بأن زواجنا ليس ارتباط حب وغرام, حتى الموظفين العاملين لدي"
- لكن لا يمكنني البقاء هنا, لن اغفو ابداً.ريحانة
- حسناً! اقترح عليك ان تحاولي ذلك جاهدة عزيزتي , لأنني لا استطيع ان اعدك بأنني سوف اعفيك من حاجاتي البدائية التي تعتبرينها مهينة جداً إن كنت ما تزالين مستيقظة حين اصعد الى جانبك في السرير.
مشى خافيير داخلاً الى الحمام, فصفق الباب بقوة جعلت مفصلاته تئن .


نهاية الفصل

Rehana 09-04-18 06:10 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل السابع)
 
8 - لست اكرهك

تحركت غرايس الناعسة , وانقلبت من جنب الى آخر في السرير . لكن جفنيها انفتحا بسرعة حين أسرها صوت مألوف فأيقظها تماماً.
حياها خافيير بصرامة قائلاً" اخيراً استيقظت ! لم اعرف ابداً امرأة تنام بعمق مماثل"
قالت له غرايس برقة " ذلك لأنني اتمتع بضمير صافٍ "
احست بنبضات قلبها تتسارع حين تشربت مظهره النحيل الغامض البالغ الجاذبية , بسرواله الجينز الأسود و الكنزة الصوفية .
- هل استنتج انك لم تتمتع بليلة مريحة ؟
رد خافيير فيما هي تمشي نحو السرير " صحيح , لكن السبب ليس ضميري, ولا افتقاره الى الصفاء . مامنعني من النوم عزيزتي , هو جسدك الملتف حولي بإغواء شديد , وهو أمر أطلق العنان لمخيلتي "
اعترضت غرايس , وهي غير قادرة على ملاقاة نظرته الساخرة " أنا لم التف على جسدك "
بعد ان صرح لها خافيير بذلك لن يغمض لها جفن بعد الآن . إنها لا تتذكر أي شيء عن الليلة المنصرمة باستثناء شعورها بالدفء والاسترخاء والأمان . أتراها حقا امضت الليلة وهي منضمة الى دفء جسده؟ نظرت اليه بحذر , وقد ثارت شكوكها بسبب تعابير وجهه المهدئة اللطيفة , فقالت " هل أتأمل الكثير باعتقادي انك تصرفت كرجل نبيل ؟"
طمأنها خافيير بابتسامة " تصرفت بشكل معصوم عن الخطأ . ثقي بي"
وقبل ان تتمكن غرايس من الحراك , انحنى خافيير فوقها فأسرها في عناق سريع , تحول خداها الى لون زهري عندما استقام فنظر نزولاً نحوها , وقال لها "حين نقيم علاقة سوف تكونين مستيقظة ومدركة تماماً لما يحصل, وسوف تستمتعين بذلك, عزيزتي"
اجبرت غرايس رئتيها على استنشاق الهواء , وابعدت نظراتها بالقوة عن خافيير , فيما ارتعشت اناملها قليلاً. بدا من المستحيل ان تسيطر على الانتعاش الذي يصيبها بسبب قربه منها, خصوصا حين يتفوه بكلمات مماثلة. ردت بنبرة لاذعة " ألم تصغ الى كلمة واحدة مماقلته لك ليلة الامس ؟ انا لن اقيم علاقة مع رجل لا احبه ". ريحانة
اطلق خافيير ضحكة مكتومة وتحرك نحو الباب قائلاً" إذا سوف يكون علي بكل بساطة ان اوقعك بحبي , أليس كذلك؟"
طمأنت غرايس نفسها قائلة إنه بالطبع لن يتمكن من فعل ذلك, ذلك أمر مستحيل! ردت عليه " ظننتك لا تؤمن بالحب"
اخبرها خافيير بغروره المعتاد " أنا كذلك , لكنني أؤمن بالجاذبية المتبادلة , لأكون صريحا معك , أنا لا آبه للاسم الذي تطلقينه على هذه الكيمياء الموجودة بيننا , لكن كلينا نعلم جيداً كم تحرقنا بشدة . اما الآن فقد حان وقت استيقاظك . كونسويلا سوف تأتي الى هنا خلال دقائق حاملة لك الفطور , بعدئذ يجدر بنا اللحاق بالطائرة "
- لماذا ...؟ الى اين نحن ذاهبان ؟منتديات ليلاس
- سوف نقضي بضعة اسابيع في جزر السيشيل.منتديات ليلاس
فتح خافيير الباب , وكان على وشك ان يخطو خارجاً حين تكلمت غرايس . سألته " اتقصد ان لديك اعمالاً هناك؟"
اجابها وقد ظهر توهج ماكر في عينيه" لا! إنها رحلة استجمام ومتعة فقط"
وقبل ان تتمكن من طرح المزيد من الأسئلة وصلت كونسويلا حاملة فطورها , فاختفى خافيير .
تكلمت الخادمة الشابة وهي تبتسم ابتسامة عريضة , فيما وضعت الصينية على حضن غرايس , فقالت " لابد انك متحمسة جداً, شهر عسل في جزر السيشيل أمر رومنسي جداً, إن الدوق يتمتع بوجه متصلب لكن قلبه دافئ ... اعتقد ذلك"

Rehana 09-04-18 06:13 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثامن )
 
تابعت كونسويلا كلامها فيما جمعت البتلات القليلة التي سقطت على خزانة الأدراج ذات المرآة , فقالت مبتسمة لغرايس " من المؤسف ان ورودك سوف تذوي قبل عودتك. صمم السينيور هيريرا على قطفها لك بنفسه من حدائق القصر , لكن الأشواك جرحت يديه فأدمتهما . هل هنالك أي شيء آخر تحتاجينه, سنيوريتا؟"
فكرت غرايس صامتة انها فقط بحاجة الى مفتاح يدخلها الى ذهن الدوق دو هيريرا. هزت رأسها وحدقت نزولاً تحو الفطور , فاكتشفت فجأة ان شهيتها قد فارقتها. من هو هذا الرجل الذي تزوجته ؟ اعتقدت انه بارد القلب عديم الرحمة, لكنه تكبد العناء ليقطف لها ازهارها المفضلة لأجل باقة العرس , والآن سوف يخطفها بسرعة البرق الى احد اكثر الأماكن رومنسية في العالم لقضاء شهر عسلهما . لكنها تذكرت ان خافيير سوف يكون نافذ الصبر لأن يستلم موقعه في رئاسة مصرف هيريرا , وذلك هو السبب الوحيد لزواجه منها .منتديات ليلاس
مرت خمسة ايام , ومازالت غرايس لا تملك مفهوماً واضحا للأشياء التي تؤثر على زوجها , فمنذ وصولهما الى الفيلا الفخمة الواقعة على الشاطئ في جزر السيشيل , راح خافيير يتصرف بلياقة واهتمام لا تشوبهما شائبة , بدا ساحراً جداً معها , الى درجة انها بالكاد استطاعت ان تصدق انه الرجل نفسه الذي اطلق كلبه في اعقابهما حين قبض عليها تتطفل على اراضي قصره . أي لعبة تراه يلعب معها؟ لأنها حتماً لعبة ما , اما الذنب فيقع عليها وحدها لكونها تنزلق اكثر فأكثر لنغوس في تأثير سحره .منتديات ليلاس
امضيا ايامهما يسبحان في بركة السباحة الخاصة بالفيلا او في البحر الأزرق الغامق الصافي, تمشيا على الشاطئ وهما يتحدثان عن كل موضوع محتمل, باستثناء والدها واسباب زواجهما , تناقشا بشأن الأفلام السينمائية والفنون, وقام خافيير بإطلاعها على تفاصيل مدهشة بخصوص الكنوز المراكشية الموجودة في قصره . كما قال لها ان بإمكانها الاطلاع على القوائم المدونة يدوياً حين يعودان الى غرناطة . لكن غرايس لم تتمكن من اكتشاف حقيقة خافيير هيريرا او الاسرار التي يبقيها مغلقة في قلبه . لم يتحدث عن طفولته مجدداً , لكنها افترضت انه يشعر بالوحدة .
بعد ظهر احد الأيام امضت غرايس بضع ساعات بمفردها , فيما ذهب خافيير للتزلج على المياه, فكرت ان من الأفضل ان يبقى على بعض الحواجز بينهما, فهي لا ترغب في ان تعجب به . يكفي انه يجعلها تشعر كما لو انها فتاة صغيرة طائشة حين يبتسم لها , وحين يعانقها ...
اطلقت أنيناً ينم عن اليأس , فيما تملصت من فستانها الصيفي , فتركته على الرمال قبل ان تهرول مسرعة نحو البحر . بدت لها المياه باردة على بشرتها الحامية , فسبحت الى ان آلمتها ذراعاها علها ترتاح من التوتر . قالت لنفسها بحزم إنها لا تعاني من الاحباط, لكن جسدها بدا غير مقتنع بذلك. لطالما افترضت انها إحدى اولئك النساء اللواتي لا يتمتعن بقابلية لإقامة العلاقات, لكنها شعرت بالمرارة لاكتشافها ان مجرد نظرة واحدة من عيني خافيير كافية لإشعال لهيب احاسيسها .
- لا يحق لك ان تستمر بـ ... التصرف بقسوة معي .ريحانة
كانت غرايس قد قالت ذلك لخافيير خلال اول يوم من وصولهما الى الفيلا , بعد ان جذبها الى حضنه فعانقها بمهارة بالغة جعلتها تفقد انفاسها . تابعت " انت بنفسك قلت إن زواجنا هو مجرد عقد عمل , ولست أرى أي بند فيه يذكر انه يفترض بي ان اشاركك سريرك"
- لكن من الممتع جداً ان نكسر القوانين , ألا تظنين ذلك عزيزتي؟
رد خافيير بإحدى ابتساماته المدمرة , التي جعلت غرايس تتوق لأن تتخلى عن العقلانية فتتبع مايمليه عليها جسدها . منذ ذلك الحين راح خافيير يعانقها اينما شاء وساعة شاء . فكرت بأسى ان ذلك يحصل كثيراً , وهي غير قادرة على مقاومته حين يضمها اليه بشغف لا يحاول ابداً إخفاءه .

Rehana 09-04-18 06:15 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثامن )
 
انقلبت غرايس على ظهرها فطافت فوق سطح الماء . ذاك الجمال المحيط بها أشعرها بالهدوء . اقتربت بعدئذ من المياه الضحلة , وتمشت على طول الشاطئ , فيما توقفت من حين الى آخر حتى تلتقط صدفة عن الأرض . بعدئذ فقدت شعورها بالوقت ... كانت مستغرقة بالتفكير حين لفحتها نسمة هواء باردة. نظرت حولها , وادركت حلول الغسق.منتديات ليلاس
***
- غرايس !
حدق خافيير على طول الشاطئ الخالي فنادى باسم غرايس مجدداً , على الرغم من معرفته بأنها لن تجيب . اين تراها تكون؟ كان فستانها والقبعة الواقية من الشمس مايزالان على الر مال, في حين أكد موظفي الفيلا انه رأى السنيورة دو هيريرا متجهة نحو البحر منذ بضع ساعات.
بحث عنها خافيير في كل مكان , اما الآن وبعد ان حلّ الظلام, فقبض عليه شعور من الخوف , لا يمكن ان تكون قد غرقت . قال خافيير ذلك لنفسه بحزم, فيما بدأ يخطو على طول الشاطئ مرة ثانية , متتبعاً الدرب الذي كان قد مشاه مرتين من قبل . لم تكن مصلحة الأرصاد الجوية قد اعلنت ان التيارات المحيطة بالجزيرة هي خطيرة, اما إذا واجهت اية صعوبات خلال السباحة, فلابد ان يراها احدهم ويذهب لنجدتها . لكن غرايس صغيرة الحجم وتعتمد على نفسها الى حد كبير, لذا من المحتمل ان تغرق ببساطة من دون أي أثر , حث خافيير خطاه فنادى باسمها مراراً الى ان بح صوته . قال لنفسه بحدة إنه ما كان يجدر به ان يتركها وحدها ابداً.
إنه في الواقع لم يتغيب سوى لبضع ساعات . بدت منشآت الرياضات المائية ممتازة جداً, لكنه شعر بالملل من دون وجود غرايس . بالرغم من ذلك انزعج لإقراره بأنه يكاد لا يطيق صبراً حتى يعود اليها . يبدو انها أثرت به فعلاً لسبب لا يمكن تفسيره . إنها امرأة ذكية ورفقتها ممتعة . يمكنه ان يتكلم معها لساعات وليس فقط خمس دقائق , كما اعتاد ان يفعل مع غيرها من النساء . إدراكه القوي للجاذبية المتبادلة بينهما كاد يخنقه من الداخل . احياناً حين يجذبها بين ذراعيه ليعانقها تهدد احاسيسه بالانفجار والاشتعال. لكنه كان نوعاً ما يستمتع بتراكم الشغف ببطء في كيانه, بدا انتظاره لقضاء اوقات حميمة مع غرايس اختفت , وحتى الآن لم يتمكن الفريق الذي استخدمه لمساعدته من إيجادها . سيطر خافيير على هلعه بقوة إرادة حديدية. اجال بصره على امتداد الشاطئ المغطى بالظلام, فاستطاع ان يلمح شكل شخص صغير القامة يسير باتجاهه. لاحظ بحدة وغضب انها غرايس , وهي تسير كما لو انه ليس هنالك مايشغل بالها ابدا في هذه الدنيا. بدأ قلبه يخفق في صدره , فبدأ يركض نحوها .منتديات ليلاس
- اين كنت بحق الجحيم ؟ معظم سكان الجزيرة يبحثون عنك.
قال خافيير ذلك بوحشية عندما وصل الى غرايس محدقاً نحو وجهها المستدير . يا إلهي , كم هي لطيفة ! اراد ان يجذبها ويضمها بين ذراعيه ليمسكها بأمان , ثم يهزها حتى تصطك أسنانها !منتديات ليلاس
غمغمت غرايس وقد استمتعت بغضبه الذي يغلي على مهل" أنا آسفة , لم ادرك ان الوقت تأخر . لم هذه العجلة ؟"
ردها البريء فجر غضبه , فأطلق شتيمة , ثم رفعها بين ذراعيه وبدأ يسير على طول الشاطئ.
- تغيبت لأكثر من اربع ساعات , لم تضعي قبعتك , مع انك غادرت الفيلا خلال اكثر ساعات النهار حرارة, ولا افترض انك اخذت معك المرطب الواقي من اشعة الشمس , لذا فإن اقل ماتستحقينه هوان تتلقي ضربة شمس.
قال لها ذلك بعبوس وتجهم , فيما اطلعتها نبرته بأنه يهيئ لها عقابا اكثر ملاءمة للوضع.
وصلا الى الفيلا , فرحب بهما مدير الملكية الذي عبر عن ارتياحه لكون غرايس سليمة معافاة . شكر خافيير الرجل وبقية الموظفين , فيما كادت غرايس تموت من شدة خجلها لأنها احدثت هذه الجلبة . ريحانة

Rehana 09-04-18 06:15 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثامن )
 
حالما اصبحا بمفردهما , حاولت ان تقاوم لتخرج من بين ذراعيه, لكن خافيير تجاهلها فحملها الى غرفة النوم الرئيسية , حيث اسقطها من دون مقدمات ومن دون لباقة على السرير.
قالت له عابسة مستهجنة " يمكنني الاهتمام بنفسي, أتعلم ؟"
رد خافيير وقد تصلب فكه لدى تذكره الساعات التي أمضاها باحثاً عنها " خشيت ان تكوني قد غرقت , فأنت تركت ملابسك على الرمال , وشوهدت متوجهة نحو البحر"
هز كتفيه , وقد تلطخت وجنتاه بلون خفيف او ماشابه ,فتابع " ادرك ان زواجنا لا يشعرك بالسعادة "
قالت غرايس بوقاحة " لعله قدر أسوأ من الموت , لكن اطمئنك بأن لا نية لدي بإغراق نفسي"
لاحظت غرايس في عيني خافيير لمحة غضب او ماشابه , إنه شيء غير محدد .. ربما إحساس ما , فأدركت متأخرة انه فعلاً خشي على سلامتها . منتديات ليلاس
قالت متلعثمة " أنا آسفة ... ذلك قول سخيف"
اما عيناها فاتسعتا عندما انحنى فأسرها بعناقه , غمغم خافيير بصوت حريري"إذاً... الزواج مني هو قدر أسوأ من الموت . أليس كذلك؟ دعينا نرى .. هلا فعلنا ؟"
- خافيير ... لا! أنا لم اقصد أن ...
ضاعت بقية كلمات غرايس , فيما انقض عليها بعناق شغوف يهدف الى إيقاع العقاب بها , حركت رأسها بارتعاب, إلى ان شبك خافيير اصابعه في شعرها فأمسكها بإحكام, بينما شدها بالقوة اليه . بدأ قاسياً ومسيطراً , فيما سحقها تحت جسده , ماجعل الحرارة تطوف في عروقها . ارتخى ضغط يديه للحظة, بينما اصبح عناقه اختباراً فاضحاً لأحاسيسها , لم تعد غرايس قادرة على مقاومة مهارته , فلقت ذراعيها حول عنقه وتعلقت به . طالبها خافيير بخشونة " اخبريني بصراحة غرايس , هل تجدين لمساتي منفرة ؟"
التمعت عيناه بوهج الشغف و الكرامة المجروحة , وكادت غرايس تصدق فعلاً بأنها جرحته , فهزت رأسها ببطء من جانب الى الآخر.منتديات ليلاس
- أنا انتظر ردك.
اجبرت نفسها على فتح عينيها وملاقاة نظراته لدى سماع صوته الخشن . كم رغبت بأن ترفضه فتمسح بذلك ابتسامة الغرور عن وجهه , لكن جسدها كانت له طريقته الخاصة في فضح احاسيسها.
- أنا ... لا ... اكرهها .
قالت غرايس ذلك بصوت ثخين فرأت الوهج في عينيه, قبل ان يضمها اليه مجدداً مدمراً آخر الآثار المتبقية من كرامتها , ففكرت , أتراها ترتكب خطأ لو تخلت عن مبادئها فسلمت نفسها له؟ إنه زوجها على أي حال . كل لمسة من لمساته النابضة بالحياة جعلت احاسيسها تتصاعد أعلى فأعلى الى ان احست كما لو انها تتأرجح على حافة الوقوع الى مكان سحري ما.
- خافيير...!
غمرتها الأحاسيس بقوة , بدا الأمر رائعاً جداً, لكنه خاطئ جداً, لا يجدر بها ان تفعل هذا ...ليس مع رجل لا يكن لها اي احترام , ويعتبرها إحدى ممتلكاته لأنه اشتراها بماله.
غمغم خافيير بصوت حريري " صه , اهدأي حبيبتي ! كل شيء على مايرام"
لف ذراعيه حولها , فأمسكها بالقرب منه , لكن غرايس دفعت صدره بيديها , فيما بدأت الدموع تنهمر نزولاً على وجهها .
- لا ! ليس الأمر على مايرام ... لايجدر بي ان افعل هذل , فأنا لا أحبك.ريحانة
قالت له ذلك بوحشية , وهي تهز رأسها بحدة , ماجعل شعرها يتطاير الى الأمام فيغطي وجهها , ثم همست منكسرة " أنا لا اكره لمساتك .. هذا واضح جداً.. لكنني أكره نفسي "

Rehana 09-04-18 06:16 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثامن )
 
رد خافيير مزمجراً " لكننا متزوجان ! إذا كنت ترفضين إقامة علاقة معي وانت زوجتي , ماذا بحق الجحيم كنت ستفعلين لو انني عرضت عليك ان تصبحي عشيقتي مقابل مساعدة والدك؟"
ارتعشت غرايس وقالت بصدق " أنا مستعدة لأفعل أي شيء حتى انقذ والدي من السجن . لكنني احتاج الى تناول حبة دواء منوم اولاً , حتى لا اتذكر الكثير مما يحصل "
اطلق خافيير شتيمة بلغته الأم وابتعد عنها , ثم قال " انت مناسبة تماماً لغروري عزيزتي"
مجدداً لاحظت غرايس لمحة ألم حقيقي ممتزجة بغضبه , فعضت على شفتها . اتراها جرحت كبرياءه؟ لسبب ما جعلتها تلك الفكرة ترغب بالبكاء , لذا قالت " أنا آسفة , لكنك تعرف شعوري . بالنسبة إلي, الحب والعلاقة الزوجية مرتبطان بشكل لا يمكن الخروج منه , ويوماً ما آمل بأن أتعرف الى شخص يقدر قلبي تماماً كما جسدي". ريحانة
سألها خافيير بسخرية " أأنت مستعدة لأن تحرمي نفسك من العلاقة الزوجية التي تستحقينها ويتوق جسمك لها , فقط لأجل إيمان مضلل بقصة خرافية؟ حسناً! أنا اتمنى لك السعادة . مهما حاولت إنكار الأمر , فأنا الرجل الوحيد الذي يناسبك "


نهاية الفصل

Rehana 10-04-18 07:00 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الثامن )
 
9 - صدمة ومفاجأة

تسللت اشعة الشمس الفضية الباهتة عبر الستائر وانحرفت على الوسائد , ففتحت غرايس عينيها متنهدة بنعومة . منظر كما يحصل كل صباح طيلة الشهرين الماضيين.
الشهران اللذان امضتهما غرايس في قصر الأسد مرا بسرعة . لكنها عوضاً عن تتمنى لو يقف الزمن في مكانه . ما الذي يفعله بها هذا الساحر الذي اوقعها تحت تأثير لعنته ؟ حدقت غرايس بخافيرر ملاحظة كيف تحتك رموشه الطويلة السوداء بخديه . بدا خافيير خلال نومه اكثر استرخاء , بل يكاد يكون صبياني الملامح , فأحست بقلبها ينتفخ بالأحاسيس . عندما التقته لأول مرة اعتقدت انه احد افراد عصابة الشيطان , لكنها ادركت منذ الشهور الأولى لزواجهما ان الدوق دو هيريرا يمتلك قلباً بالفعل , لكنه ببساطة يبقيه مخفياً تحت قشرة ظاهرية من اللامبالاة الباردة.
رفعت جسمها لتستند على مرفقها حتى تدرس ملامح وجهه بوضوح أكبر. أقرت حينها انه ليس بارداً تجاهها , فهو يمضي الكثير من الوقت برفقتها رغم انشغاله الدائم في مكتبه او في مكاتب مصرف هيريرا في غرناطة , غالباً ماكان يأخذ استراحة فيطلب من غرايس ان تتمشى معه في اراضي القصر.منتديات ليلاس
اما خلال العشاء كل ليلة , فبدا خافيير رفيقاً محبباً يتمتع بخفة الدم , وراح يغازلها مداعبا بغير خجل . وهو أمر جعلها تتوق للموافقة على الدعوة الجريئة الواضحة البادية في عينيه.

Rehana 10-04-18 07:04 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
لكن منذ الصدمة التي تلقاها اثناء شهر عسلهما لم يبذل خافيير اية محاولة اخرى لإقامة علاقة زوجية مع غرايس . كما انه لم يعد يعانقها إلا امام موظفي القصر , وافترضت انه يفعل ذلك لتدعيم الاعتقاد لدى الآخرين بأن زواجهما حقيقي , وذلك ايضاً هو سبب إصراره على نومها في سريره . اما حالما يصبحان بمفردهما كل ليلة , فخافيير يحاذر تماماً ان يلمسها .
فكرت غرايس يائسة انها لا تستطيع اتهامه بالتصرف الخاطئ . كان يصعد الى السرير , فيغفو بعد لحظات من إطفاء الأضواء , في حين انها تبقى صاحية معظم الليل , لأن رغبتها بالانزلاق بين ذراعيه تعذبها . الانجذاب الحسي , الحب... إنها مرتبكة جدا. ما عادت تعرف اين تنتهي الأولى فتبدأ الأخرى . حين وافقت غرايس على عرضه بالزواج عاهدت نفسها بالأ تقع في غرامه ابداً, اما الآن فهي لم تعد واثقة تمام من ذلك. أقرت بكآبة ان افكارها تأخذ منحنى خطيراً , ثم انقلبت على ظهرها فحدقت الى الأعلى . يوماً بعد يوم اخذ خافيير يجتاح قلبها , لكن لا مجال ابداً لأن يحبها هو بدوره . بعد مرور عشرة اشهر من الآن سوف يطردها من حياته بالقسوة الفعالة, وعدم الرحمة اللتين يتميز بهما.منتديات ليلاس
- صباح الخير عزيزتي . هل نمت جيداً؟
هل سبب هذه النبرة المغيضة نوعا ما في صوت خافيير , هو إدراكه انها امضت ساعات وهي تتقلب في السرير , فيما يعاني جسدها من الإحباط؟ فكرت غرايس بذلك عندما ادارت رأسها لتلاقي نظراته اللطيفة . اكدت غرايس له مبتهجة " نمت كالميتة, فقد حظيت بليلة رائعة خالية من الإزعاج"
- احقاً؟ ظننت انك حلمت بكابوس ما, نظراً لكثرة تلويك في السرير .
- لم اكن اتلوى .منتديات ليلاس
جلست غرايس باستقامة وحملقت بخافيير , فيما اشتعلت وجنتاها عندما لاحظت الوهج الماكر في عينيه . علق خافيير برقة " لعلني كنت أحلم , إذاً ليتني لم استيقظ " وضع ذراعه في وضعية الدفاع عن النفس عندما انتزعت غرايس وسادتها فضريته بها .
- حسناً! انت ترغبين باللعب . أليس كذلك؟
ابتسم لها خافيير , وفاجأها حين اخذ الوسادة منها بيسر مهين, ثم قلبها على ظهرها ووهج الإغاظة مازال يلتمع في عينيه, لكنه ما إن حدق بها نزولا حتى تلاشت تلك النظرة , قال " تبدين جميلة جداً عزيزتي, وانا تحليت بالصبر كثيراً بالبقاء على جهتي من السرير "
غمغمت غرايس بصوت أبح " انت لست على جهتك من السرير الآن"
احست بردة فعل جسدها الفورية على احتكاك جسمه بها .منتديات ليلاس
- وانت كذلك , نحن لسنا في ارض أي شخص , حيث لم تعد تحتسب قوانين الحرب.
سقطت خصلة شعر على جبين خافيير , فأطلقت غرايس تنهيدة ضعيفة الحيلة , واستسلمت الى رغبتها بتمسيدها الى الخلف, بينما ارتعشت اناملها قليلاً وهي تمررها من خلال الشعر الحريري الأسود الغزيز. كم هو رائع ووسيم! إنها لا تستطيع ان تفكر بشكل صائب وهي على مقربة منه , يجدر بها ان تدفعه بعيداً عنها , لكنها عوضاً عن ذلك لفت يديها حول كتفيه . ثم همست بخجل " ظننت أننا اصبحنا صديقين"
- صديقين ؟!
اطلق ابتسامة نحوها جعلت الأنفاس تعلق في حلقها , وقال " وشركاء في المنامة . بالرغم من انه من المنصف ان اقول إن أياً منا لا ينام كثيراً, هل توافقين عزيزتي؟"
من غير المجدي ان تنكر ذلك , في حين انها تكاد تذوب شوقاً اليه , فقالت" نعم "

Rehana 10-04-18 07:05 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
ابتعلت غرايس ريقها لدى رؤية الدفء اللامع في نظراته. راقبته وهو يخفض رأسه ببطء , ثم يعلق غمغمة خافتة قبل ان يعانقها.منتديات ليلاس
- خافيير ...!
دفنت غرايس وجهها في عنقه حين همست باسمه .
غمغم خافيير قائلاً " انت تتوقين الي غرايس كما اتوق اليك "
بدت نبرته شديدة الصراحة الى درجة اضطرتها الى التركيز على كلماته , فتابع " من يحتاج الى الحب في حين اننا نتشارك بشغف عميق وحاد كهذا ؟."
- أنا احتاجه .ريحانة
اغمضت غرايس عينيها واجتاحتها موجة من اليأس لرؤية الاحباط القوي البادي في عيني خافيير , ثم قالت بكآبة " انت موهوب في فن الإغواء خافيير... لاشك انك حظيت بالكثير من التمرين . لكن من دون الحب و الثقة ماذا يبقى لدينا, سوى بضع لحظات من المتعة الفارغة ؟"
صرخت بقوة عندما حذرتها عضلات كتفيه وقساوة وجهه , بأنه على وشك ان يفقد السيطرة على ذاته , فقالت " خذ جسدي إذا اردت ! لن اتمكن من منعك لو حاولت, كلانا ندرك ذلك , لكنك ستقضي كل ماتبقى لي من الاحترام القليل لذاتي , خصوصاً بعد الاشياء التي فعلتها مؤخراً"
تراجع خافيير الى الوراء كما لو انها صفعته , ثم سألها بوحشية " أية اشياء ؟ غرايس , هل تخجلين من زواجك بي؟"
أقرت غرايس بصوت أبح " انا لست فخورة بالكذب, ولا افخر بالتعهد بنذور كاذبة في الكنسية , في حين انني اعلم بأنني لن أفي بها مطلقاً, لكنني احب والدي أكثر من أي شخص في العالم . ماكان يجدر به ان يسرق تلك الأموال منك , لكنني افهم لما فعل ذلك. عانى والدي الأمرين عندما خسر والدتي , وكرامتي ليست سوى ثمناً زهيداً ادفعه مقابل ان يسلم والدي من الحكم بالسجن"
زمجر خافيير ساخراً" انت تتمتعين بالمبادئ اكثر من اللازم . لعله أمر جيد انني راحل من هنا لبعض الوقت"
ارجح رجليه من فوق حافة السرير قبل ان يمشي بخطوات واسعة نحو الحمام المتصل بغرفة النوم.
- راحل ؟ الى اين؟
- الى مدريد . لدي سلسلة لقاءات عمل في المكتب الرئيسي للمصرف. لدي ايضاً عدة دعوات اجتماعية .منتديات ليلاس
ردت غرايس بنبرة لاذعة , وقد آلمها مقته المرير" ألن يستغرب اصدقاؤك محضورك بمفردك؟"
رد خافيير من دون مبالاة " سوف أفكر بعذر ما لتغيبك .. سأقول إنك مريضة او ماشابه. بالرغم من انني اخشى ان يعتقدوك حاملاً"
قال ذلك متهكماً, ثم تابع " على أي حال, لن اكون بمفردي فلوسيتا ذاهبة برفقتي. اقنعت والدها بأنه حان أوان ظهورها على الساحة الاجتماعية في مدريد"
اجبرت غرايس نفسها على ان تبدو غير مكترثة, لكنها راحت تغلي من الداخل بسبب المشاعر المضطربة , فقالت " وهل تم تعيينك جليساً للأطفال لترعاها ؟ كم يبدو ذلك متعباً بالنسبة اليك"
- أنا واثق بأنني سأحيا , فلوسيتا على الأقل تعرف كيف تمضي وقتاً ممتعاً.
- اراهن انها تفعل . اليست يافعة قليلاً بالنسبة اليك؟.
تذكرت تلك الفتاة الإسبانية المدهشة وهي تغازل خافيير بشكل فاضح خلال حفل عشاء حضراه مؤخراً. تمهل خافيير في مدخل باب الحمام موجهاً اليها ابتسامة لطيفة , وقال " حسناً ! عزيزتي , اوشك على التصديق انك تغارين"
اخبرته غرايس بمزاج سيء " حسناً! انا لا اغار , فلا تغتر بنفسك . انتظر بشوق ان احظى بقليل من السكينة والهدوء بعد رحيلك, لذا لا تسرع بالعودة "
بعد مرور اسبوعين , أقرت غرايس ببؤس وحزن ان خافيير لا يبدو على عجلة من أمره ليعود الى القصر . أما عذره للتأخير فهو اضطراره الى تحمل اعباء عمل غير متوقعة , لأن بعض المشاكل طرأت في المكتب الرئيسي للمصرف . منتديات ليلاس

Rehana 10-04-18 07:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
بدا متعباً خلال المناسبات القليلة التي كالمها فيها هاتفياً, اما غرايس فقد اتصلت به الى شقته في مدريد مرتين , مبتدعة اعذاراً سخيفة امضت وقتاً طويلاً في ابتكارها. لكن من اجاب على اتصالها امرأة ذات نبرة مشرقة جعلت الغيرة تتآكلها كما لو انها نار حارقة . لم تكن تلك لوسيتا , فالصوت بدا صوت امرأة متميزة راقية . من تلك التي ترفه عن خافيير في شقته الخاصة في ساعة تكاد تقارب العاشرة مساء ؟ أتراها إحدى عشيقاته السابقات ؟ كان يجدر بها ان تتحلى بالجرأة والشجاعة حتى تسأله , عوضاً عن إقفال السماعة في وجهه وقضاء ليلة اخرى من الأرق , وهي تتصوره مع امرأة خارقة الجمال.ريحانة
قالت غرايس للوكا إنها لا تفهم سبب اضطرابها وغضبها الى هذا الحد , اما كلب خافيير فهو مثلها تماماً يتوق لسيده , وراح يلاحق غرايس في ارجاء القصر كظلها . قالت له غرايس بنزق " أنا لا آبه الى مايفعله , او إلى من يكون معه "
انتابها شعور بأن لوكا يدرك انها تكذب . بدا القصر هادئاً جداً وكئيباً اثناء غياب الدوق , فبعد رحيله , ادركت غرايس مقدار الذي كانا يمضيانه سوياً , هسمت قائلة" أهو أمر سيء جداً لو أقريت بأنني افتقده؟ إذا كان هذا ما أشعر به الآن , فمابالك عندما ينتهي زواجنا"
لعق لوكا يديها متعاطفاً , فربتت غرايس عليه وقالت له بكل جدية " أنا لست مغرمة به . أنا بكل بساطة لا يمكنني حمل نفسي على التوقف عن التفكير به . هذا كل شيء"
***
بعد مرور ثلاثة ايام سمعت غرايس أزيز محرك طوافة خافيير وهي تنزل فوق الجبال , غطت عينيها بيدها وهي واقفة في الحديقة تراقب هبوطها , ثم اندفعت الى الطابق العلوي مسرعة حتى تبدل سروالها القصير والقميص القطني , فترتدي احد الفساتين التي تملأ خزانة ملابسها . راحت أناملها ترتعش وهي تفك رباط شعرها ليسقط منسدلاً على كتفيها . قالت لنفسها بصرامة إنها لا تود ان تبدو كما لو انها بذلت جهداً لتبدو جميلة , لكنها لم تقو على مقاومة وضع لمسة من احمر الشفاه اللماع على شفتيها , كما رشت العطر على رسغيها بكرم.منتديات ليلاس
خافيير في المنزل الآن ! فجأة بدا لها كأن حجارة القصر القديمة العهد تبتسم . ما إن هرعت غرايس لتعبر الباب الأمامي حتى رأته يمشي بخطوات واسعة عبر الباحة الخارجية . لكنها لم تكن مستعدة لوقع أتثير رؤيته عليها. بدا لها كأنما قلبها توقف عن الخفقان , ثم بدأ ينبض مجدداً بضعف سرعته الاعتيادية . فكرت يضعف انها افتقدته كثيراً , لذا تمهلت قليلاً على الشرفة الخارجية المغطاة بالظلال . بينما حاولت استعادة سيطرتها على مشاعرها. نظر خافيير الى الأعلى فرآها. التوى فمه بابتسامة مدمرة جعلت نواياها تذهب في مهب الريح.
- خافيير!
اسرعت غرايس نزولاً على الدرج وهي لا تكاد تلاحظ شاحنة إيصال الطلبيات التي تسير الى الخلف الدرب المؤدي الى القصر . لكنها استطاعت ان تلتقط بطرف عينها أثراً اسود اللون ينطلق بسرعة فائقة من المدخل الجانبي, فصرخت " لوكا ... لا !"
سمع صوت الارتطام المسبب للغثيان ثم عواء الكلب الذي يئن متألماً . ابعدت غرايس نظراتها منظر الكلب المستلقي من دون حراك تحت إطار الشاحنة , والتفت نحو خافيير . حين رأت التعابير البادية على وجهه احست برغبة في النحيب . تساءلت كيف تراها استطاعت ان تظن بأن خافيير يفتقر الى القلب و المشاعر ؟ اخبرها انه لا يؤمن بالحب , لكنها الآن تمتلك الدليل على انه يكذب . لبضع ثوان لمحت في عينيه الألم المحض و الخوف والتعاطف الوفي الذي يشعر به تجاه صديقه الوفي , لكنه عاد وسيطر على احاسيسه فأسرع متجهاً نحو لوكا. إنه رجل قادر على منح الكثير من العاطفة , نظراً الى انه تلقى قدراً قليلاً جداً من الحب في حياته. طفولته جعلته شخصاً حذراً عديم الثقة بالناس , ولكي يتجنب خطراً ان يجرح مجدداً, قام خافيير بتوجيه عاطفته بإسراف نحو كلبه.منتديات ليلاس

Rehana 10-04-18 07:09 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 

تكلم خافيير وهو راكع الى جانب الكلب بصوت ملؤه الانزعاج قائلاً لغرايس التي مشت متعثرة نحوه" اطلبي من توريس ان يتصل بالطبيب البيطري بسرعة , فهو يفقد الكثير من الدم"
خلال الساعات القليلة التالية راحت تصلي كي ينجو هذا الحيوان الأليف . إنها مستعدة لأن تفعل أي شيء مقابل ان يحيا لوكا وترى الابتسامة على وجه خافيير من جديد. فتحت الفكرة شقاً صغيراً في ذهن غرايس , وفجأة احست ان كل شيء يبدو منطقياً جداً. إنها تحب خافيير! هذا هو السبب الذي جعلها تشعر بكل يوم من ايام غيابه طويلاً رمادياً لا ينتهي . وذلك بغض النظر عن سطوع شمس أواخر فصل الصيف , بشكل ما , ومن دون ان تدرك ذلك, اصبح خافيير شمسها وقمرها وسبب حياتها.
أقرت غرايس مرتعشة فيما خطت عبر حديقة الورود , بأن شعورها ليس مجرد نزوة عابرة . اخبرها خلال شهر عسلهما انه الرجل الوحيد المناسب لها , وهي لم تتمكن من نكران ذلك. انه يثير فيها مشاعر وافكاراً بدائية جداً مازالت حتى الآن تسبب لها الصدمة, لكنه الرجل الوحيد الذي جعلها تشعر بذاتها كامرأة كاملة.ريحانة
بعد ان رأته اليوم مع لوكا, ادركت غرايس اخيراً ان مشاعرها نحوه تتعدى المشاعر الحسية. رغبت باحتضنانه لكي تحميه من الألم و الأذى. بفضل خافيير لن يمضي والدها السنوات القليلة المقبلة في السجن. وبالرغم من ان كليهما حظيا بمكاسب معينة من عقد زواجهما , عاملها خافيير بكل احترام وتقدير . ليست مصادفة ان فريق عمله وموظيفه يقدرونه ويحترمونه , فغرايس اكتشفت انه تحت واجهة الغرور والتعالي , لطيف وساحر , ويتمتع بشغف وسحر يجعلانها تتوق اليه . لكن في يوم زفافهما حذرها خافيير بألا تتوقع اشياء غير موجودة , قائلاً إن من المستحيل ان يغرم بها ابداً. يومها كانت غرايس تعتقد انه صلب وقاس لايمكن اختراقه, تماماً كجدران هذا القصر.
حسناً! لمجرد انها لمحت صدعاً في درعه الواقي ليس سبباً كافياً لأن تأمل بأنه قد يتوصل ابداً الى اعتبار هذا الزواج اي شيء اكثر من مجرد عقد عمل مؤقت .ريحانةمنتديات ليلاس
الآن بالذات , الشيء الوحيد الذي يشغل تفكير خافيير هو لوكا , وهو ليس في مزاج يسمح له بالتعامل مع احاسيسها. آخر شيء تود فعله هو ان اتحرج نفسها بالكشف عن مشاعرها له. استنشقت غرايس نفساً عميقاً ومشت عائدة الى داخل القصر . عندما انضمت اليه داخل المطبخ الضخم , اخبرها خافيير ان لوكا يعاني من كسور في رجله والكثير من الرضوض. تطلب نقل لوكا الى داخل القصر تعاون كل من خافيير وتوريس اللذين حملاه الى هناك. أما الطبيب البيطري فأبدى تردداً بشأن تحريكه مجدداً , وعوضاً عن ذلك عالج لوكا واعطاه مسكناً قوياً, والآن لم يعد امامهم سوى الانتظار والتأمل بأن ينجو الكلب.
تكلم خافيير بعبوس وتجهم قائلاً" الساعات الأربع و العشرين المقبلة هامة وحاسمة , لكن الطبيب البيطري واثق من انه سيتعافى "
غمغمت غرايس متحمسة " آه ! آمل ذلك"
ركعت الى جانب خافيير ومسدت فرو الحيوان الفاقد الوعي , ثم تابعت بصوت ثخين " أعلم كم تهتم لأمره"
احست بالدموع تخز عينيها حين تذكرت الاحباط والألم اللذين ظهرا في عيني خافيير ساعة وقوع الحادث . ظهر التوتر على خافيير , ومالبث ان امسك بذقنها ورفع وجهها لكي يتمكن من النظر الى عينيها, ثم قال " احياناً اشعر انك تعرفين الكثير عني , غرايس , اشعر بهاتين العينين الزرقاوين العميقتين تنظران الى داخل روحي فتكشفان عن اسراري"
همست غرايس وقد خدرتها قوة نظراته " ارغب بألا تكون هناك اسرار بيننا , انت زوجي .. بالرغم من انه يبدو وكأنك نسيت هذه الحقيقة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة "
تذكرت غرايس صوت تلك المرأة التي ردت على الهاتف في شقة خافيير , فابتعلت ريقها . الآن لا يبدو الوقت مناسباً للكشف عن غيرتها غير المنطقية.منتديات ليلاس

Rehana 10-04-18 07:17 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
التوى فم خافيير في شبه ابتسامة جميلة لم تبلغ عينيه , فقال " اتظنين ان بمقدوري ان أنساك؟ ليتني أقدر على ذلك عزيزتي , لكن الواقع انني قضيت كل دقيقة وأنا فكر بك, واحلم كل ليلة بأنك مستلقية الى جانبي , وبأن وجهك قريب جداً, وانني اذا ادرت رأسي يمكنني ان اعانقك ... هكذا"
تحرك خافيير نحوها برفق ولطافة, كما لو انه يرغب بأن يعوض في هذه اللحظة عن كل الايام التي امضياها بعيدين عن بعضهما . فكرت غرايس ببساطة ان هذا هو المكان الذي يرغب بالتواجد فيه, فلفت ذراعيها حول عنقه وتجاوبت مع عناقه بشغف رقيق.
عندما رفع خافيير رأسه لاحظت خطوط الارهاق البادية حول عينيه, فغمغمت قائلة " يجدر بك ان تحاول النوم"
- ليس الليلة .. أرغب بالبقاء مع لوكا, فلربما تحرك.منتديات ليلاس
- حسناً! على الأقل استرح لبضع دقائق , يمكنك ان تستحم وتتناول بعض الطعام, انا ساجلس معه , واعدك انني سأناديك إن طرأ أي تغير في حالته.
كانا ما يزالان راكعين على الأرض الى جانب سلة لوكا . اخيراً وقف خافيير وجذبها لتقف على قدميها , قال بصوت أبح" غرايس , أنا لا استحق لطفك , انت هي من يجدر بها ان تنام قليلاً , فسوف تستقلين الطائرة الى إنكلترا غداً"
قفزت الى ذهنها أفكار متسارعة , فتلعثمت قائلة" اتقصد انك... سترسلني بعيداً عن هنا؟ لكن لماذا؟"
أتراه سئم منها ومن مبادئها الأخلاقية ويريد ان يبعدها عن طريقه ليتمكن من إحضار عشيقته الى القصر؟
انخفض حاجبا خافيير في عبوس يدل على الارتباك والحيرة بسبب انزعاج غرايس الواضح , وقال " فقط لمدة اسبوع . ادرك كم تفتقدين الى والدك , لذلك رتبت الأمر لكي نزوره سوياً , لكنني لا استطيع ترك لوكا بهذا الوضع "
غمر الارتياح غرايس فوجهت له ابتسامة غير واثقة , وقالت " بالطبع لا , لكننا نستطيع تأجيل الرحلة الى ان يصبح بحال أفضل "
- انا وثق من انك لم تنسي ان عيد مولد أنغوس بعد عدة ايام. تحدثت الى عمتك هاتفياً , فقالت لي إنه ينتظر رؤيتك بفارغ الصبر.
مسد خافيير شعر غرايس بعيداً عن وجهها , ثم قال " لا يمكنك ان تخيبي ظنه عزيزتي"
أقرت غرايس بأنها فعلاً لا تسطيع تخييب ظن والدها , لكن ذهنها انشغل بخافيير الى درجة نسيت معها عيد مولده . سألته بهدوء " متى سأغادر ؟"
- غداً باكراً , يجدر بك ان تذهبي الى السرير , وسأراك في الصباح.منتديات ليلاس
أومأت غرايس برأسها وهي لا تثق بنفسها لكي تقول شيئاً . لكن ما إن وصلت الى الباب حتى اسوقفها صوت خافيير وهو يقول " غرايس! سوف تعودين أليس كذلك؟"
بدت التعابير في عيني خافيير غامضة , لكنها لاحظت اللون الباهت الذي علا عظمتي خديه الحادتين , وعدته بنعومة " بالطبع سأعود , لقد عقدنا اتفاقاً اتذكر ؟"
لكنها تعذبت لماتبقى من الليل بسؤال نفسها كيف يمكنها ان تحيا من دون خافيير بعد ان تنتهي مدة عقد زواجهما . كذلك فهي لم تقو على إخفاء بؤسها عندما قاد توريس السيارة بعيداً عن القصر صباح اليوم التالي.منتديات ليلاس
***
فكرت غرايس ان الخريف قرر كما يبدو ان يصل باكراً هذه السنة الى شاطئ إنكلترا الجنوبي , و ذلك بعد مرور اليوم الخامس المشحون بالأمطار الجارفة الغزيزة . حدقت خارج نافذة منزل الضيوف الخاص بالعمة بام, و نظرت باتجاه العشب الأخضر المغمور بالماء , فيما فكرت بتوق وكآبة بأشجار النخيل الاستوائية و بالحشائش النامية في حدائق قصر الأسد.

Rehana 10-04-18 07:17 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 

أقرت انها بالكاد تطيق صبرا حتى تعود الى هناك . إلا ان شوقها هذا ليس سببه شمس غرناطة الدافئة , فهي قد تعيش بسعادة في القطب الشمالي طالما هي مع خافيير.منتديات ليلاس
- مات الملك!
أعلن أنغوس ببريسفورد ذلك بسرور رافعاً رأسه لينظر نحو غرايس من فوق حافتي نظارتيه, وتابع " شيء ما ينبؤني بأن ذهنك لم يكن منصباً كلياً على اللعبة حبيبتي"
اجابت غرايس مبتسمة " أنا لم اتمكن ابدا من التغلب عليك في لعبة الشطرنج , ابي . لطالما كانت والدتي أفضل مني"
ساد السكون على أنغوس للحظة ثم رد ابتسامتها ببطء وقال " نعم , كانت تقدر على التغلب علي بسهولة , رحمها الله "
لطالما تجنبت غرايس اي ذكر لوالدتها خشية ان ترسل والدها في نوبة اكتئاب عميق يستمر لأيام عديدة . أما الآن فقد اصبح انغوس قادراً على تحمل خسارة المرأة التي أغرم بها منذ ان وقعت عيناه عليها , وذلك بفضل مساعدة اخصائي في هذا المجال. انحنت الى الأمام لتقبل أنغوس على خده مدركة انه مازال امامه درب يقطعه. فهو سوف يتابع تناول الأدوية الخاصة بالاكتئاب لعدة اشهر مقبلة بعد. ماتزال هنالك فجوات كبرى في ذاكرته , وهي متأكدة من انه يتذكر تفاصيل قليلة عن آخر سنة له كمدير للمصرف وعن محاولاته اليائسة للتعامل مع المشاكل المالية المتزايدة.منتديات ليلاس
بفضل خافيير اصبح أنغوس حراً من الملاحقة القانونية , وهو في مأمن حيث ترعاه العمة بام. غرايس لن تسمح بأن يعرف مطلقاً ماهو الثمن الذي دفعته مقابل حريته , لقد وهبت سنة من عمرها لرجل تمقته.منتديات ليلاس
أقرت بألم انها بالطبع لا تمقت خافيير . استحال عليها ان تفكر بأنها كرهته يوماً, في حين ان حبها له يملأ قلبها كالطوفان . قوطعت افكارها لدى سماعها جرس الباب . تبع ذلك النباح الحماسي لجراء العمة بام الثلاثة سمعت توسل العمة الخافت " هيا بنا مستي الى المطبخ , وانت موبيت توقف عن مضغ خفي . غرايس , هل يمكنك ان تفتحي الباب؟"
اسرعت غرايس في عبور البهو محاولة ألا تبتسم , وفتحت الباب الامامي. كاد قلبها يثب من صدرها عندما حدقت في عينين ذهبيتين مألوفتين , قالت " خافيير! ماذا .. ما الذي تفعله هنا؟"
تلعثمت وقد غمرها الخوف المفاجئ , فقالت " لوكا ...؟"
طمأنها خافيير بسرعة " إنه يتعافى بسرعة اكبر مما توقع الطبيب البيطري , جئت لآخذك الى المنزل بالطبع"
اخبرها ذلك بلمحة من التعجرف و التعالي اللذين تعرفهما جيداً , لكن الدفء البادي في عينيه اخبرها انه لا يقوى على التحكم بأحاسيسه , قال " فكرت ان زوجتي تغيبت لفترة طويلة بما يكفي "
تكلمت غرايس مبهورة فقالت " لكنك تعلم انني سأعود غداً . انت رتبت لي موعد الرحلة "
كان خافيير يرتدي سروالاً من الجينز الباهت اللون مع سترة جلدية سوداء ابرزت عرض كافيه الواسعتين. اما شعره فكان بحاجة الى القص بحيث التف فوق قبة سترته , فيما غطت فكه ظلال غامقة اللون فبدا لها كما لو ان رحلته الى إنكلترا جاءت وليدة اندفاع جنوني .ريحانة
تشدق خافيير قائلاً" الصبر ليس مطلقاً إحدى نقاط القوة لدي. طائرتي الخاصة تنتظر في المطار المحلي , اذهبي واجلبي اغراضك"
طالبته غرايس " أتقصد انك تريد الذهاب الآن بالذات؟ لكنني لم اوضب امتعتي او أي شيء . ما الأمر حقاً , خافيير ؟ هل ظننت انني قد اخلف باتفاقنا ؟ لقد اعطيتك كلمتي بأنني سوف اعود اليك, لكن من الواضح انك لا تثق بي " زمجر خافيير وتلاشت ابتسامته ما إن لاحظ تلألؤ الدموع في عينيها , فقال " ليست مسألة ثقة"
تذمرت غرايس قائلة " لم الضرورة المفاجئة إذاً؟ فأنت تبدو كأنك سقطت خارج سريرك هذا الصباح فوقعت مباشرة في الطائرة الى هنا"

Rehana 10-04-18 07:20 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
هز خافيير كتفيه , وفجأة بدا مصمماً على تجنب نظراتها فقال " الضرورة هي اننا امضينا مايقارب الشهر منفصلين عن بعضنا . أنا أمضيت في مدريد فترة تزيد عما خططت له , ثم جئت انت هنا للاحتفال بعيد مولد والدك "
بدا خافيير محرجاً فلاقت عيناه عينيها لحظة , ثم بسرعة غير اتجاههما بعيداً عنها , وقال " أنا ... اشتقت اليك"
- آه !
احست غرايس كما لو ان كورساً من الملائكة راح يرتل داخل رأسها , فوجهت لخافيير ابتسامة خجولة وهمست " أنا ... اشتقت اليك ايضاً"
حدقت به فأجبرته على النظر اليه. اخذ قلبها ينبض بقوة عندما التوى فمه في ابتسامة بطيئة تعدها بالجنة .منتديات ليلاس
- غرايس...!
نظر خافيير الى اعماق عينيها , فارتعشت كما لو ان موجة من الكهرباء مرت بينهما .
غمغمت غرايس منقطعة الأنفاس " نعم؟"
- هل تظنين انه يمكنني الدخول من تحت المطر قبل ان اغرق ؟
- آه ! نعم , بالطبع . أنا آسفة جداً!
تراجعت غرايس فأدخلته الى الصالة , بينما التهبت وجنتاها باللون الأحمر , كان خافيير مبللاً جداً. رفع إحدى يديه ليمسد شعره الذي يقطر ماء بعيداً عن جبينه, احدثت غرايس جلبة وهي تجذب سترته قائلة " انت مبتل بالماء حتى جلدك... دعني اساعدك على خلع ملابسك"
تراقصت عينا خافيير المستمتعتان برؤية وجهها المحمر خجلاً, فقال يغيظها " انا تحت تصرفك عزيزتي , لكنني لست واثقاً من انه يجدر بك ان تجرديني من ملابسي في البهو . قد لا توافق عمتك على ذلك"
قالت له غرايس معاكسة " انت فعلاً من صنع الشيطان , خافيير هيريرا"
ثم ضاع تدفق مزاجها الغاضب تحت وطأة عناقه المشتاق, تعلقت غرايس به, من دون ان تبالي بملابسه المبللة , فهي مشتعلة بالنار بسببه.منتديات ليلاس
دمدم خافيير بصوت خشن حين رفع رأسه " عودي الى المنزل غرايس , فمكانك معي"
أتراه يقصد شروط عقد زواجهما ؟ فكرت غرايس برفق ان ذلك لم يعد يبدو لها مهماً, جل مايهمها هو ان تكون مع الرجل الذي تحبه, مهما كانت المدة التي يريدها هو. وجهت له ابتسامة اخترقت روحه , واسرعت تصعد الدرج لتوضب امتعتها.


نهاية الفصل

ام ميار 11-04-18 08:53 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
روعة رجاء كملي كتابتها :wookie:

I Love Tunisia 12-04-18 06:05 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
حلو كتير ما تطولي علينا بالبقية عشان انا صبري بلش يخلص وشكرا على مجهودك

Rehana 13-04-18 08:01 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 
10 - لا تبعدني عنك!

- يجدر بي البقاء في مدريد لبضعة أيام , وفكرت بأنك تودين تمضية بعض الوقت في المدينة قبل ان نعود الى القصر.
اخبر خافيير غرايس بذلك عندما اوقف السيارة في مرآب السيارات السفلي التابع للمبنى حيث تقع شقته, ثم قاد غرايس الى داخل المصعد.منتديات ليلاس
فكرت غرايس بصمت انها لا تمانع طالما هي مع خافيير, آملة ان تخفي ابتسامتها الباردة ذاك الحماس الهائج الذي اخذ يتصاعد في داخلها منذ ان صعدت على متن طائرته الخاصة. افتقدته كثيراً خلال الاسابيع القليلة المنصرمة التي أمضياها منفصلين , لكن فقط الآن ادركت تماماً كم تاقت له, فيما تمعنت بملامح وجهه الخشن. كيف تراها ستحيا من دونه ؟ تساءلت غرايس بخوف فيما أقلهما المصعد . بعد تسعة أشهر من الآن سوف تنتهي مدة عقدهما فيذهب كل منهما في طريقه , لكنها لن تتحرر منه ابداً. لقد عرفته روحها كنصفها الآخر, وحين يفترقان سوف تمضي بقية حياتها وهي تشعر بالفراغ و عدم الاكتمال , غمغمت وهي تنظر نحو خافيير عبر البهو الواسع الخالي من الحياة نوعاً ما " اصبح الوقت متأخراً ولابد انك متعب , فقد امضيت معظم يومك في الفضاء . اين وضعت حقيبة اغراضي ؟ افترض انها في غرفة النوم الرئيسية"
اضافت جملتها الأخيرة وقد احست بارتعادة تعبر جسدها لدى تفكيرها بمشاركته السرير مجدداً. هي لم تشاركه ابداً السرير في الشقة . لابد ان خافيير سيتبع الليلة الوعد الظاهر في عينيه , فيأخذها بين ذراعيه.منتديات ليلاس
تمشى خافيير عبر البهو قليلاً , ثم قال " وضعت حقيبتك في غرفة النوم الموجودة في نهاية الرواق , حيث نمت من قبل "
تمهل برهة , ثم تابع " قررت من الآن فصاعداً ان تنامي في غرفتك الخاصة , هنا وفي القصر ايضاً"
احست غرايس كما لو ان قلبها سقط دفعة واحدة حتى اصابع قدميها لدى سماعها هذا التصريح غير المتوقع , فغمغت " فهمت!"
هذا يوضح لها تماماً بأنه ماعاد يريدها , ولابد انها اخطأت حين رأت الشوق في عينيه . حدق خافيير بعزم ثابت خارج النافذة , ثم قال لها بخشونة " كنت مخطئاً حين طالبتك بمشاركتي سريري... وحين توقعت منك ان تضحي بقيم هي ذات اهمية بالنسبة اليك , لابد ان تفهمي ان سبب ذلك يعود الى حقيقة انني لم اتعرف ابداً الى امرأة تتمتع بالمبادئ من قبل. انت لست مثل النساء الاخريات , اليس كذلك عزيزتي؟"
التوى فمه في ابتسامة لم تصل الى عينيه.منتديات ليلاس
- لا يمكنني ان اوافقك على ايمانك الأعمى بالحب الأزلي وبالنهايات السعيدة الشبيهة بقصص الجنيات الخرافية , لكنني ادركت انه لا يحق لي تدمير معتقداتك, او إفساد براءتك اللطيفة بسخريتي , اعدك أنك من الآن فصاعداً سوف تمضين كل ليلة في غرفتك الخاصة.
رمشت غرايس عينيها وقد ضاعت منها الكلمات , ثم نعقت اخيراً قائلة " شكراً لك"
لم تسمح لها عزة نفسها ان تقر ان فقدان تلك الحميمية التي تشاركا بها من قبل سوف يدمرها.
تساءل خافيير " أنت لا تبدين سعيدة جداً. ما الخطب الآن ؟"
ضاقت عيناه وهو يلاحظ الذبول المفاجئ في فمها , فيما تذمرت غرايس قائلة " أنا فقط اشعر بالفضول حيال تغييرك المفاجئ لرأيك . افترض ان للأمر علاقة بعشيقتك التي أقامت هنا معك حين تركتني وحيدة في غرناطة؟"
ارتفع حاجبا خافيير جزئياً وقال " ليس لدي عشيقة "

Rehana 13-04-18 08:02 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
 

- آه ! مابالك ؟ قد اكون بريئة لكنني لست مغفلة . ففي كل مناسبة اتصلت فيها كانت امرأة ترد على الهاتف.. ولم تكن تلك لوسيتا.
أضافت غرايس الجملة الأخيرة بحدة , وهي غير قادرة على إخفاء الغيرة البادية في صوتها .
وافقها خافيير برصانة " لا! لوسيتا تقيم مع نسيبتها في الجانب الآخر من المدينة . المرأة الوحيدة التي جاءت الى هنا هي بيلار... مدبرة منزلي "
أضاف خافيير كلماته الأخيرة مفسراً حين عبست غرايس.منتديات ليلاس
- فهمت!
تذكرت حين دخلت الى شقة ريتشارد كوينتين , لتجده في السرير مع مدبرة منزله . يومها احست بالدمار والاحباط التام لدى اكتشافها الخيانة الفظة لرجل اعتقدت انها تحبه , اما الآن , فرغبت بأن تتقيأ لمجرد تصورها لمنظر خافيير وهو يتقلب على أغطية الفراش مع مدبرة منزله الجميلة. قالت بصوت ثخين " بيلار... أهي جميلة بمقدار اسمها ؟ وهل تلبي كل رغباتك , خافيير ؟"
بدا عليه الارتباك والحيرة بوضوح لعدائيتها , فاجابها " إنها حتماً طباخة ماهرة, لكنني اخشى ان التهاب مفاصلها بدأ يسوء الى ان يجعلها ترغب بالتقاعد قريباً, والانتقال للسكن مع ابنتها واحفادها . إنها تقيم معهم الآن لعدة ايام" ثم اضاف " لكنها اعدت لك سريرك قبل مغادرتها "
تمنت غرايس لو ان بمقدروها ان تزحف فاتختبئ تحت صخرة ما , قالت " اشكرك لإيضاح ذلك . اعتقد انه يجدر بي ان اذهب الى الفراش قبل ان احرج نفسي اكثر عمت مساء"
انّت بصمت دلالة على عدم رضاها عن لمحة التسلية التي التمعت في عيني خافيير.
- عمت مساء , عزيزتي , نامي جيداً.
حياها خافيير بصوت مغيظ جعلها تتلوى من شدة خجلها , فأومأت بسرعة وحثت الخطى في البهو الى غرفتها .
استحمت غرايس وجففت شعرها بمجفف الشعر الكهربائي , ثم انزلقت الى السرير حيث غفت بتململ لا يعرف الراحة, استيقظت قبل ساعة من طلوع الفجر , وما إن استرجعت ذكرى الاتهامات الجامحة التي قذفتها نحو خافيير , تأوهت وجذبت الوسادة فوق رأسها , كيف استطاعت ان تكون بهذا الغباء ؟ لابد ان خافيير حلل الأمر, وادرك انها تكن له المشاعر . أقرت بتشاؤم: وأيُ مشاعر هذه ! منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه في منزل العمة بام, بدأ جسدها الخائن يضج باحاسيس من الشغف الحامي , وحده خافيير يستطيع إثارتها فيه . إنها مشتاقة اليه الى حد جعل الشوق ينبض في عروقها بضربات بطيئة هادئة.منتديات ليلاس
اطلقت غرايس أنّة احباط, ثم رمت الأغطية الى الوراء وسارت نحو الحمام, آملة ان تخمد المياه الباردة حرارتها الحارقة .ريحانة
فكرت بشعور من الحتمية انها وجدت في خافيير قدرها , وان كان قدراً قصير الأمد . أقرت بذلك بألم وهي تفكر بالطلاق الذي سيحين موعده بعد تسعة اشهر . لكنها تحبه! إن الوعود التي قطعتها يوم زفافها لم تكن اكاذيب, فهي قصدت كل كلمة قالتها, بالرغم من انها لم تدرك ذلك حينها . سوف تحب خافيير في المرض وفي الصحة ولبقية حياتها, كما انها تتوق لأن تكرمه بالحصول عليها كل ليلة من الأشهر المتبقية لزواجهما.منتديات ليلاس
اسرعت غرايس بعبور الرواق المؤدي الى غرفة خافيير من دون ان تسمح لنفسها بأن تستجمع افكارها وشكوكها , راح قلبها يدق محدثاً صوتاً قوياً, وفاجأها ان المبنى بأسره لم يرتج لدويه . طمأنت نفسها ان خافيير لا يزال نائماً , وحين يستيقظ سيجدها مستلقية الى جانبه , اما هي فستقول له إنها تسير في نومها. إذ كان الحظ حليفها سوف يأخذها خافيير بين ذراعيه قبل ان يستيقظ تماماً , بعدئذ من يعلم ما الذي قد يحدث؟
دفعت الباب ففتحته بحذر , لكن قلبها تجمد في مكانه عندما رأت زوجين من العيون العسلية تركزان نظراتهما عليها عبر الغرفة.
- غرايس! هل من خطب؟

Rehana 13-04-18 08:06 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل العاشر )
 
ظنت انها ستجده نائماً إلا ان خافيير كان مستنداً الى الوسائد , فيما تدل الغطاء فوق وركيه , تاركاً صدره ومعدته المشدودة مكشوفين.
بدا مستيقظاً تماماً وجذاباً الى حد الخطيئة . جاذبيته جعلتها تشعر بالضعف فرطبت شفتيها بتوتر.
- ليس هنالك أي خطب , أنا فقط....
قطعت غرايس كلامها فاقدة الحيلة فيما أذابت عظامها تلك الحرارة في عيني خافيير . انفجرت بعدئذ لتقول بشجاعة " خافيير ! أنا لا امانع في ان نقيم علاقة حميمة"
- غرايس ! لا يجدر بك ان تتفوهي بأشياء مماثلة.منتديات ليلاس
أفلت اسمها من شفتيه بأنين خافت , فارتعشت تحت قوة نظراته الحادة.
غمغمت غرايس " لم لا ؟ نحن متزوجان"
مشت بضع خطوات لتدنو من السرير , شجعها على ذلك وميض الشوق البادي على وجهه , قالت " اريد ان اصبح زوجتك بكل مافي الكلمة من معنى"
دمدم خافيير بصوت اجش " يجدر بي ان اطردك من غرفتي , فأنا لست الرجل المناسب لك عزيزتي . لكن رقتك جمالك يغويان حتى القديس , وأنا لم اعلن ابداً إيماني بالتقوى وتمسكي بالورع"
ابعد غطاء السرير الى الخلف , ثم تناول يدها وذبها الى السرير . كانت غرايس ترتجف , أم تراه هو الذي يرتجف ؟ رفع يدها نحو فمه فمرر شفتيه برقة فوق مفاصل أناملها , ثم قال " لا تنظري الي هكذا. آخر شيء أود فعله هو ان اؤذيك . هل تثقين بي؟"
امسك خافيير ذقنها فأجبرت على النظر اليه . رأت الشغف الرقيق في عينيه , فجعلها ذلك تومئ برأسها من دون كلام. وجهت له ابتسامة غير واثقة , ثم سمعته يستنشق النفس بخشونة قبل ان يخفض رأسه ليعانقها عناقاً حميماً جعلها لا تشك مطلقاً برغبته فيها.ريحانة
همس خافيير لها قبل ان يتتبع بأصابعه درباً على طول فكها , ثم نزولاً نحو النبض الذي يخفق بجنون في اسفل عنقها " إنك صغيرة جداً... كاملة جدا"
- خافيير!
همست غرايس الى جانب عنقه فابتسم , لعله لا يعرف الكثير عن الأحاسيس و المشاعر , لكنه عاشق ماهر , كريم وموهوب . بالرغم من انه لا يستطيع ان يكون صبوراً جداً حين يتعلق الأمر بغرايس.
***
في فصل الشتاء تغطي الثلوج قمم جبال السييرا نيفادا , لكن داخل قصر الأسد فإن النيران في المواقد الضخمة تشتعل متوهجة فتحرص على تدفئة كل غرفة منه . ماتزال هنالك ثلاثة اسابيع حتى حلول موعد عيد الميلاد , لكن موسم الاحتفالات بدأ للتو . الليلة يقيم الدوق دو هيريرا حفل عشاء مترف لرجال الأعمال المحليين واصحاب المقامات الرفيعة في غرناطة.
فكرت غرايس وهي تتحضر للحفل ان الأشهر القليلة الماضية كانت الأسعد في حياتها , فمنذ ان جعلها خافيير زوجته بكل ما للكلمة من معنى لم يمضيا اي ليلة منفصلين . عاشا لحظاتهما الحميمة بسعادة وشغف جعلا غرايس تتمتع بابتسامة دائمة على وجهها . لكن معرفتها بأن الوقت بدأ ينفد عكر سعادتها. بعد مرور ستة اشهر من الآن سوف يضمن خافيير موقعه كرئيس لمصرف هيريرا , ثم يرتب لمشروع طلاق سريع منها .بالرغم من تمتعها بحياة زوجية رائعة جداً , لم توهم غرايس نفسها بأنه قد يرغب باستمرار علاقتهما . كل ليلة كان خافيير يضمها اليه بشغف حاد , لكنه ينقلب لاحقاً الى جهته من السرير فيحرمها من القرب الذي تتوق اليه .ريحانة
اما المرات الوحيدة التي كان يعانقها خلالها مظهراً عواطفه فهي اثناء النهار, لذا افترضت انه يقوم بذلك امام أعين موظفيه , متعمداً عرض هذه المظاهر التي تدل على انهما زوجان سعيدان.
راقبت غرايس انعكاس صورتها في المرآة , فعلمت ان وهج الحماس البادي على خديها سببه خافيير , الذي سوف يراقصها خلال حفلة الليلة ويمسكها بقربه باسلوب تتوق له.

Rehana 13-04-18 08:07 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل العاشر )
 

لفت انتباهها حركة خفيفة عند مدخل الباب فحبست انفاسها , فيما سار خافيير باتجاهها الى ان انضمت صورته الى صورتها المنعكسة في مرآة طاولة الزينة.منتديات ليلاس
- انت تبدين ... مميزة .
قال لها ذلك بعد عدة لحظات طويلة , وبعد ان تنقلت عيناه فوق جسدها في تقدير صريح وصادق. غمغمت قائلة " شكرا لك"
تلاقت عينا خافيير مع عينيها في المرآة , فأحست غرايس بارتعاشة سرور انثوي لدى رؤيتها التوهج في نظراته . ارتدت غرايس فستاناً من اللون الأحمر النبيذي الغامق ذا تنورة ممتلئة وكمين ضيقين , تم تصميمه بمهارة حتى يبرز رشاقة جسمها الى اقصى حد, استفسرت بصوت أبح, فيما راقبت فمه يلتوي الى ابتسامة مدمرة" كم تتوقع ان تستمر الحفلة ؟"
زمجر خافيير " لفترة طويلة جداً"
انتابها شعور بأنه يخوض معركة داخلية مع ذاته, فجأة انفجر توتره , ففوجئت غرايس حين انزل رأسه ليضمها اليه في عناق محموم.
بعد قليل غمغم قائلاً" اتساءل ما الذي يدور داخل رأسك , خلفت تلك الابتسامة الهادئة ؟ مارأيك يا حمامتي الرمادية الصغيرة لو عانقتك الآن بالاسلوب الذي ارغب به ؟"
- عليك الانتظار , فأنا لا اريدك ان تتلف فستاني ..
وجهت له غرايس ابتسامة ماكرة وراقبت التماعاً يتوهج في عينيه .
- اعتقد انك محقة . بمناسبة الكلام عن فستانك .. لدي شيء لك.
اخرج خافيير علبة جلدية رفيعة من جيب سترته وسلمها إياها .
سألته غرايس " ماهذه ؟"
- افتحيها وسترين .منتديات ليلاس
ابتسم فيما تلمست المشبك بأناملها , ثم سمعها وهي تشهق محدقة نزولاً نحو العقد المصنوع من الماس والياقوت الأحمر, والمعلق على سلسلة ذهبية طويلة.ريحانة
حدقت غرايس بخافيير بعينين متسعتين وقالت " إنه رائع ! لكنك لا تستطيع ان تعطيني هذا . لابد انه قيمته باهظة جدا "
- لا تكوني مضحكة . انت زوجتي! , واستطيع ان امنحك أي شيء ارغب به.
رفع خافيير المتدلية من علبتها, فوضعها حول عنق غرايس بحيث استقرت الياقوتة فوق صدرها . ثم قال بملاحظة تدل على رضاه " إنها تتلائم تماماً مع فستانك "
- لكن , خافيير....
توقفت غرايس عن الكلام , وحدقت بالجوهرة الثمينة والباردة الثقيلة المستلقية على بشرتها, ثم تابعت تقول " لا يمكنني الاحتفاظ بها. سوف استدينها منك , واعيدها لك عندما ارحل"
استفسر خافيير بتباطؤ " عندما ترحلين ... الى اين ؟"
القى نظرة سريعة الى ساعة يده وتمشى نحو الباب , مشيراً الى انه آن أوان نزولهما الى الطابق السفلي لملاقاة ضيوفهما.منتديات ليلاس
- الى منزلي .. بعد .. بعد طلاقنا .
فأفأت غرايس مجيبة , بينما ابتلعت الدموع التي احست فجأة انها تسد حلقها لمجرد تفكيرها بأن تتركه, تصلب خافيير , فيما بدا وجهه كقناع مبهم غامض , ثم قال بحدة " سوف نقلق حيال الأمر حينها , اشتريت هذا العقد لأنني اعتقدت انه سيعجبك , لكنك ستضعينه حتى لو لم يعجبك . انت الدوقة دو هيريرا , واتوقع منك ان تبدي مناسبة للدور وان تلعبيه جيداً امام ضيوفي "
اقرت غرايس ببؤس ان تلك ليست بداية ميمونة تبشر بالنجاح لهذه الأمسية .
بعد مرور عدة ساعات , وبعد ان انتهى اخيراً العشاء بدأ تقديم القهوة في صالة الاستقبال . بدا خافيير امام ضيوفه زوجاً مخلصاً شغوفاً بزوجته.

Rehana 13-04-18 08:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل العاشر )
 
هي وحدها التي ادركت ان تعابير وجهه الرقيقة تخفي البرودة البادية في عينيه حين ينظر اليها . دوره كمضيف للأمسية منحه لعذر الكافي الذي يسمح له بالتحدث مع كل شخص آخر باستثنائها , كما انه انضم معظم فترة تناول الطعام وهو يتبادل الغزل مع الشقراء المرحة الجالسة الى احد جانبيه , ومع لوسيتا فاسكيز الجالسة الى الجهة الأخرى.
قالت غرايس لنفسها بقساوة إنها لا تهتم حقاً . من جهة اخرى فإن الغثيان الذي اصابها خلال الايام القليلة الماضية عاد اليها خلال هذه الأمسية , فتجعد جبينها في عبوس خفيف بسبب تذكرها لقلقها السري من حصول أمر غير مؤات . إن موعد دورتها الشهرية تأخر... فقط بضعة ايام , لكنه تأخر بمافيه الكفاية ليجعلها تشعر بالهلع.ريحانة
حاولت ان تطمئن نفسها قائلة إنها لايمكن ان تكون حاملاً , فذلك شبه مستحيل , لكنها شعرت ان رائحة القهوة القوية تقتحم احاسيسها . احست غرايس بارتعادة اعبر جسدها . إنها خليط من الخوف والسرور المبال الى الخشية, إذ تصورت نفسها لبضع لحظات وهي تحمل طفل خافيير بين ذراعيها. تدخل الواقع متطفلاً على افكارها بسرعة. ما الذي سيظنه خافيير ؟ لعله سيشعر بالسرور لذلك. اطلق قلبها رفرفة أمل خافتة صغيرة!
- هل تشعرين بالمرض, غرايس؟ تبدين باهتة اللون أكثر من المعتاد.
قالت لوسيتا فاسكيز ذلك فيما انزلقت لتجلس في الفسحة المتوفرة على الكنبة الصغيرة الى جانب غرايس . اجابت غرايس وهي تدفع فنجان القهوة الخاص بها الى الجانب البعيد من الطاولة " أنا بخير . أشعر ببعض الغثيان هذا كل شيء , اخشى انني تناولت الكثير من الطعام الدسم"اضافت ذلك عندما درست لوسيتا ملامحها بنظرة مشككة.ريحانة
بدت الفتاة الإسبانية الشابة فاتنة بشعرها الأسود الأجعد المتراقص فوق كتفيها , وبفستانها الأبيض الملتصق بجسدها . كما بدت أنيقة وجذابة بفضل القرطين الذهبيين المعلقين في أذنيها, و الأساور العديدة في رسغيها. حدقت الفتاة بغرايس لبضع لحظات والتمعت عيناها السوداوان قبل ان تطلق ابتسامة مشدودة وتقول ساخرة " الطعام الدسم ؟ لا اظن , شقيقتي انجبت ثلاثة اطفال, وهي لا تقوى على تحمل رائحة القهوة خلال فترة حملها . لعل هنالك سبباً آخر يفسر شعورك بالتوعك "
استنشقت غرايس نفساً حاداً, لكنها وجدت نفسها غير قادرة على ملاقاة نظرات تلك المرأة الشابة , فغمغمت " يحتمل ان اكون مخطئة . لم أتأكد من ذلك بعد "
لكن الغريزة الأنثوية - القديمة العهد قدم الزمان نفسه- أنبأتها انها حامل فعلاً.
همست لوسيتا وقد بدا وجهها الجميل فجأة حاداً كوجه ابن عرس" إذاً , نجح مخطط خافيير . فقد حصل لنفسه على زوجة وعلى وريث ايضاً ضمن السنة المجددة. هذا إنجاز حقيقي"
احست غرايس بريبة لا يمكن تفسيرها , وبانقباض في معدتها , فسألتها " ما الذي تعنيه ؟ انت لا تعرفين شيئاً عن زواجي"
صرحت لوسيتا بنبرة واثقة " بل اعرف كل شيء . أنا اعلم ان خافيير تزوجك فقط لكي يضمن موقعه على رأس مصرف هيريرا. كما اعلم انه قرر استخدام هذه السنة التي أُرهق فيها بالحصول على زوجة , حتى يحقق شروط وصية جده, فيصبح والداً لوريث هيريرا التالي"
احست غرايس لبضع لحظات مروعة ان الغرفة تدور بها. قبضت على حافة الطاولة بيدها . لا يمكنها ان تغيب عن الوعي... ليس الآن امام نظرات لوسيتا الساخرة. رطبت شفتيها الجافتين , وحدقت بالفتاة ملاحظة توهج الانتصار يتألق في عينيها السوداوين , فهمست " من اخبرك ؟"
ادركت انه من غير المجدي ان تستمر بالادعاء انها عروس سعيدة في حين ان لوسيتا واثقة جداً من نفسها ومما تقوله .منتديات ليلاس
طالبتها غرايس سائلة " أهو خافيير؟"

Rehana 13-04-18 08:08 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل العاشر )
 
احست بالغثيان القوي في معدتها حين ابتسمت الفتاة بكل بساطة . تشدقت لوسيتا قائلة " لا عليك غرايس . خافيير لن يطلب الطلاق إلا بعد ان تلدي طفله. من الطبيعي ان يعيش الطفل معه في قصر الأسد لكنني واثقة من انه سيسمح لك بزيارته من وقت لآخر"
تعثرت غرايس وهي تهب واقفة على قدميها , ثم قالت " لا شيء يمكنه ان يبعدني عن طفلي ابداً , أتسمعينني ؟ لا شيء! لماذا تخبرينني بكل هذا في جميع الأحوال ؟ انت واهمة لو ظننت ان خافيير قد يلتفت اليك ابداً. كان بمقدوره ان يتزوجك فينال السيطرة على مصرف والدك ايضاً بضمه الى مصرف هيريرا, لكنه يعتبرك يافعة جداً بالنسبة له"
رقت شفتا لوسيتا , لكنها اجابت ببرود" ذلك صحيح, قررنا ان ننتظر بضع سنوات الى ان انهي تعليمي . لكن بحسب وصية كارلوس , كان يجدر بخافيير ان يتزوج في الحال, ذلك هو السبب الوحيد لاختياره لك"
لم تقو غرايس على نكران الحقيقة الجوهرية في تصريح هذه الفتاة الاسبانية , لذا اسرعت عبر الغرفة متوجهة نحو الباب في حاجة ملحة لاستنشاق الهواء المنعش.ريحانة
قالت غرايس لنفسها مراراً وتكراراً إن ذلك غير صحيح . قد يكون خافيير عديم الرحمة عندما يريد تحقيق مبتغاه , لكن من المستحيل ان يتعمد ان يجعلها تحمل بطفله. لكنه تعمد كتمان معرفته بالشرط المدرج في وصية جده و المتعلق بإنجاب وريث . تحركت يداها من تلقاء نفسيهما نحو معدتها . إنه ليس رجلاً فظاً, فقد اظهر لها اللطف والشغف ايضاً خلال النصف الأول من فترة زواجهما . أهذا كله خداع ليجعلها تهدأ فتستكين الى إحساس كاذب بالأمان , ليعود ويطالب بحضانة الطفل؟
فكرت غرايس ان لوسيتا تكذب, فالرجل الذي وقعت في غرامه ليس قادراً على القيام بتصرف متحجر كهذا, حسناً! ليس هناك سوى طريقة واحدة لتهدئة مخاوفها , وهي بأن تسأله إذا كان هنالك شرط اضافي في وصية كارلوس , وهذا قبل ان تطلعه على ظنها بأنها حامل.
نظرت غرايس في ارجاء الغرفة باحثة بهلع عن بنيته الطويلة النحيلة, لكنها لم تستطع ان تراه في أي مكان , ادارت عينيها نحو النافذة الواسعة في الوقت المناسب لتشاهد لوسيتا وهي تلف ذراعها حول خافيير فتعانقه بدلال . بدا خافيير أبعد مايكون عن الانزعاج , إذ رمى رأسه الى الوراء ضاحكاً . آه ! ذلك أكثر مما تستطيع ان تتحمله , فكتمت تنهيدة ثم ركضت خارجة من الغرفة , ولم تتوقف إلا لإعلام توريس بأنها ليست على مايرام , وانها سوف تنسحب الى غرفتها .
علمت غرايس ان رئيس الخدم سوف يطلع خافيير فوراً على الخبر , لكن ساورها الشك بشكل ما بأنه سوف يهتم, فهو منشغل مع صديقته الإسبانية الفائتة .منتديات ليلاس


نهاية الفصل

I Love Tunisia 14-04-18 10:53 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل العاشر )
 
حلو انا متفائلة وما اظن خافيير رح يزعل بالعكس حيكون فرحان كتير يلا صديقتي ريحانة لا تطولي علينا بالتكملة انا مستنية بالتوفيق

Rehana 15-04-18 07:20 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
11 - هروب الى المجهول

- غرايس ! افتحي الباب او أقسم انني سأكسره.
ربضت غرايس على طرف السرير تراقب الباب الخشبي الثقيل , إن خافيير لا يمزح , لذا خشيت ان يسقط الباب تحت وقع ضرباته خلال دقائق.منتديات ليلاس
هل تجرؤ على إدخاله؟ ماذا يمكنها ان تقول له ؟ وكيف تواجهه من دون ان تكشف انكسار فؤادها الذي أدى بها الى البكاء والنحيب بصمت على الوسائد خلال الساعة الأخيرة الماضية ؟
- غرايس! هل أنت مريضة ؟ توريس يقول إنك لم تكوني على مايرام , اللعنة ... تكلمي !
تبعت تلك الكلمات موجة من اللعنات اطلقها خافيير بنبرة إسبانية خافتة , تلاها صمت وجيز , ثم سمع صوت شيء ثقيل يرتطم بالباب . بدا لها كما لو انه سيحطم القصر بأسره . شعرت غرايس بالغضب فيما تعثرت وهي تهب واقفة عن السرير, ومشت بخطوات واسعة نحو الباب . ادارت المفتاح , ثم جذبت الباب ففتحته فيما كان خافيير يوشك على إسقاط ضربة اخرى عليه مستخدماً إحدى كراسي خشب السنديان الصلبة التي تقبع عادة في الممر. منتديات ليلاس
- ماذا تريد؟
- ماذا أريد أنا ؟
اخفض خافيير ببطء الكرسي وحملق بغرايس . بدا جذاباً ومثيراً بشكل مدمر , احست غرايس بالوهن في ركبتيها , فقبضا على إطار الباب حتى تسند نفسها. تشدق خافيير متهكماً " هل هناك سبب مقنع لنوبة الغضب هذه أم انها ببساطة محاولة للفت الانتباه ؟"
ردت غرايس بلطافة " انت على الأقل تتمتع بالصدق الكافي لتعترف انني مضطرة لأن افعل شيئاً ما حتى اجذبك من تحت وقع سحر لوسيتا اليافعة. اخبرني بصراحة خافيير , لماذا لم تتزوجها بكل بساطة عوضاً عن جعلي اخوض هذه المهزلة البائسة ؟". ريحانة
زمجر خافيير بوحشية " هل استنتج انك تقصدين زواجنا بالمهزلة البائسة؟"
التمعت عيناه بالغضب الشديد فيما دفع بغرايس الى الخلف في الغرفة , وتابع دفعها حتى ارتطمت رجلاها من الخلف بالسرير ثم سقطت على الفراش . استطاع خافيير ان يلاحظ الدموع على خديها تحت ضوء الغرفة , فضاقت عيناه واستفسر بنبرة أرق " ماسبب هذا كله , هممم؟ هل قالت لوسيتا شيئاً أغضبك ؟ ادرك انها مغيظة احياناً , لكنها لا تقصد أي أذى "
اطلقت غرايس ضحكة مريرة, وقالت " أهذا صحيح ؟ حسناً! انت تعرفها أفضل مني . اتظن انني لم ألاحظ كيف التفت ذراعاها حولك هذه الليلة ؟"
قال خافيير بنزق " أعرف لوسيتا منذ كانت طفلة ! اعتقد انني أنظر اليها كما لو انها شقيقة صغرى لي لم ألحظ بها يوماً"
- كم هذا لطيف! وهل تأتمن شقيقتك على اسرارك , خافيير ؟ هل تطلعها على اسرارك الشخصية جداً .. كسبب زواجك بي مثلاً؟
أنكر خافيير بقوة قائلاً" أنا لم اخبر احداً . الشخص الوحيد الذي يعرف الشروط التي فرضها جدي في وصيته هو محاميه رامون أغويلار "
الشروط! إذاً هنالك اكثر من شرط , ولوسيتا لم تكن تكذب . لاحظت غرايس ذلك مرتعشة .
لابد ان الشرط النهائي في وصية كارلوس هيريرا هو ضرورة إنجاب خافيير وريثاً قبل ان يحصل على موقعه في رئاسة مصرف ميريرا. فجأة احست بالارهاق حتى عظامها, قذفت غرايس الاتهامات نحو خافيير " حسنا! لوسيتا تعرف , وأنت اخبرتها . لابد انك فعلت ذلك... كيف تراها علمت إذاً؟"

Rehana 15-04-18 07:23 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
اضافت غرايس جملتها الأخيرة حين ظهر خافيير فوقها وقد تراقص لهب الغضب في عينيه الكهرمانيتين.منتديات ليلاس
تابعت بمرارة " ظننت انني استطيع ان اثق بك . لكن يبدو ان احكامي في مايتعلق بالرجال تخطئ على الدوام !"
احست بارتعادة تمر بجسدها , فتراجعت الى الوراء مبتعدة عنه عندما حاول سحبها بين ذراعيه , وقالت " لا تلمسني ! لا اريد ان تكون لي أية علاقة بك بعد الآن . من الآن فصاعداً سوف أنام في غرفتي الخاصة حتى ننهي هذا الزواج المهزلة ". ريحانة
- لا تحلمي بذلك مطلقاً!
احبط خافيير محاولتها للنهوض عن السرير , فرفعها من قدميها ورماها على الفراش بوحشية تكاد لا تخفى , ثم قال " انت توجهين لي الاتهامات من دون ان تسمحي لي بقول أية كلمة دفاعاً عن نفسي, لكنني لا آبه البتة لما تظنينه عزيزتي. أنت لي . اشتريتك ودفعت ثمنك , وسوف اسمح لك بالانصراف من سريري عندما اكون أنا مستعداً , وليس قبل ذلك"
همست غرايس من بين اسنانها وهي تقاومه بوحشية " لا يمكنك ان تفعل هذا . أنت ... ايها البربري!"
قال خافيير بضحكة خشنة" من سيوقفني ؟"
التوى فمه في ابتسامة فظة فيما راقب حدقتي عينيها تتسعان . الأمر الوحيد الذي يثق به هو انجذابها اليه, وهو الآن بالذات لا يأبه لأي شيء آخر.
- انت لن توقفيني غرايس . وكلانا ندرك لماذا.
كيف تراها تستطيع ان تكون ضعيفة الى هذا الحد بحيث ان لمسة واحدة من يديه كافية لجعلها تشعر بمثل هذا الوهن ؟
نعقت غرايس تسأله " لماذا ؟"
لم تظهر أية لمحة من الرقة في عينيه اللامعتين حين رد عليها وعيناه تلتمعان بوهج الانتصار " لأنك لا تقدرين على مقاومتي . لأنك تحتاجين إلي"
للحظات قليلة بدا لغرايس كما لو ان قلبها توقف فعلاً عن الخفقان , فلعقت شفتيها متوترة برأس لسانها. راحت تجاهد لكي تبدو باردة ومسيطرة على نفسها فيما فشلت بشكل مريع بذلك. سألته " ما الذي يجعلك تظن ذلك بحق السماء ؟".منتديات ليلاس
رد خافيير ببساطة وهو يلاحظ عينيها تغشيان بالارتباك " انت اخبرتني , لعلك لم تقولي ذلك بالكلام لكن تصرفاتك قالته . لماذا إذا جئت الى غرفتي في مدريد ورغبت بأن نقيم علاقة حميمة ؟ كنت متصلبة الرأي بخصوص إقامة علاقة حميمة مع رجل لا تحبينه "
ذكرها خافيير بذلك فيما بدت غرايس فاقدة للقدرة على الكلام , ثم تابع " لكنك لا تقدرين على نكران الشغف الحاد المحترق بيننا "
آه! كيف استطاعت ان تكون واضحة جدا بمشاعرها؟ لابد انه كان يضحك منها في سره خلال الأشهر الماضية. احست بالاذلال التام , فارتعدت منتفضة , اسجمعت شجاعتها , واجبرت شفتيها على إظهار ابتسمة .
- انت محق خافيير . أنت قلت بنفسك إن الشغف القائم بيننا إحساس قوي جدا, وأنا ذهبت اليك يومها لأنني قررت انه حان الأوان لأتوقف عن التصرف كراهبة. قررت الاستفادة من مهارتك المعروفة . إنها سمعة تستحقها جيدا.ريحانة
رد خافيير بلطافة , لكن ابتسامته لم تخدعها إذ قال " يسعدني ان هذا ما تظنينه "
احست غرايس بالغثيان يطوف في داخلها, فوضعت يديها لتمنعه عن ذلك. بالرغم من كل شيء عرفته الليلة فهي ماتزال تحبه . بالرغم من ان هذا الادراك جعلها تشك في سلامة عقلها , إلا انها لا تحتمل ان يتصرف معها خافيير بغضب وقوة , فيحول كل ماوجدته جميلاً في علاقتهما الى عمل انتقامي بدائي.

Rehana 15-04-18 07:34 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
فكرت بهلع : ماذا تفعل ؟ بعد كل ما اخبرتها به لوسيتا , لم تجرؤ على إخبار خافيير انها قد تكون حاملاً بطفله . إنها بحاجة الى تمضية الوقت بمفردها لتتعمق بحقيقة حبلها , قبل ان تواجه خشيتها منه انه سيرغب بانتزاع الطفل منها حين يطلقها.
توسلته غرايس" لا ارجوك.. لا تجعلني أكرهك"
زمجر خافيير بوحشية " أتظنين انني أهتم ؟ الحب... الكراهية ... إنهما سيان بالنسبة إلي"
لكنه لا حظ التماع الدموع في عينيها , فاطلق لعنات طويلة وقاسية .
- ياإلهي! غرايس , ما الذي تفعلينه بي ؟
قفز ناهضاً على قدميه . اما عيناه فالتمعتا بالمقت والغيظ .منتديات ليلاس
- لايمكن ان تكرهيني أكثر مما أكره نفسي . لطالما عرفت انني شخص غير محبوب .. سمعت ذلك مرات عديدة .
اخبرها خافيير ذلك بنبرة عادية خالية من الأحاسيس , كذبتها ملامح الألم البادية في عينيه, ثم اضاف بخشونة" كيف تراني أملت بأنك مختلفة عن الآخرين , وبأنك رأيت في شيئاً ليس بارداً ومريراً؟"
- خافيير!
احست غرايس ان البؤس البادي على تعابير وجهه يمزق قلبها, فمدت يدها نحوه . لكن يدها سقطت الى الوراء ضعيفة الحيلة حين تصلب خافيير واستدار مبتعداً عنها . قالت " أنا لم اقصد ابداً .. أنا لا اظن انك من دون قلب .."
توقفت عن الكلام وغشيت عيناها عندما تذكرت تلميحات لوسيتا اللاذعة , حين قالت لها إنه تعمد جعلها تحبل لأنه بحاجة الى وريث.منتديات ليلاس
قال لها ببرود " إذا اقترح عليك ان تراجعي رأيك بي , عزيزتي , لأنني عديم الرحمة تماماً كأسلافي الأربعة الذين عاشوا هنا في قصر الأسد"
اطلق خافيير ابتسامة قاسية وقال" هل اخبرتك ان كارلوس رفض السماح لوالدي بزيارة جدتي حتى وهي على فراش الموت , مع انها توسلته لكي ترى ابنها ؟ كان فرناندو ابنها الوحيد , لكنه عارض رغبات جدي فتزوج من والدتي , لذا طرده من القصر نهائياً , من وصولي الى هنا وأنا صبي نحيل تعلمت ان القوة هي كل شيء , اما الحب فلا قيمة له "
احست غرايس كما لو ان يداً باردة من الخوف والهلع تطبق على قلبها , فهمست" وهل ما زلت تؤمن بذلك خافيير؟ هل انت مستعد حقاً لأن تفعل أي شيء لتستلم السيطرة المطلقة على مصرف هيريرا؟"
اجابها خافيير وهو يسير متجهاً نحو الباب " انت تعرفين الجواب على ذلك. لا تظهري الدهشة الى هذا الحد عزيزتي , عرفت جيداً ما الذي ستواجهينه حين قبلت بهذا الزواج , ما زالت امامك ستة اشهراً وما يقاربها كزوجة لي. عليك ان تعتادي على الفكرة , لأننا عقدنا اتفاقا ولن اسمح لك بالمغادرة حتى تسددي الجزء المتعلق بك منه"منتديات ليلاس
تلك الليلة نامت غرايس نوماً متقلباً متشنجاً, ثم استفاقت لتجد نفسها وحيدة في السرير الضخم . لم تكن لديها أدنى فكرة اين امضى خافيير ليلته. لكن حين ضربتها موجة من الغثيان استوجبت منها رحلة طارئة الى الحمام , شعرت بالامتنان لعدم وجود خافيير حتى يسألها عن سبب توعكها.
لا يمكنها البقاء في هذا القصر وهي تعلم ان هذا الكائن الحي الحساس الذي ينمو في احشائها , هو آخر دفعة في حساب هذا العقد التي أجرته مع خافيير, إن مصلحة طفلها وتربيته ليستا مسألة قيد المناقشة والبحث. ما دامت تمتلك نفساً وروحاً في جسدها سوف تحارب لأجل الحصول على حضانة وريث آل هيريرا.منتديات ليلاس
طفلها سوف يتربى بأمان معها هي التي عرفت الحل غير المشروط , على العكس من والده الذي حرم من العاطفة خلال سنوات عمره الأولى.
احست غرايس ان الدوار بدأ يزول عنها, فرمت بسرعة القليل من اغراضها الى الحقيبة , بينما حرصت على ان توضب فقط الأغراض التي احضرتها معها من إنكلترا ولا شيء مما اشتراه لها خافيير. عندما تسللت الى الطابق السفلي بدا القصر هادئاً على غير عادة, لكنها ما إن دخلت غرفة الطعام حتى توقفت تماماً لدى رؤيتها للوسيتا فاسكيز.

Rehana 15-04-18 07:36 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 

استفسرت غرايس بحدة " اين خافيير ؟"
وهي مدركة لشحوبها مقارنة مع جمال هذه الفتاة الإسبانية الرائعة الجذابة.
قالت لوسيتا بتجهم" انطلق مسرعاً الى مكان ما مع لوكا بعد ان القى علي محاضرة ملؤها التأنيب . هل كان عليك ان تدخليني في عراككما السخيف؟"
اطلقت غرايس ضحكة خشنة , وقالت " أنت أدخلت نفسك . إذا كان خافيير غاضباً منك , فلا تلومي إلا نفسك . حان الوقت لكي يقول لك احدهم بأن تنضجي"
قطعت كلامها وعضت على شفتها عندما حدقت لوسيتا مشككة بحقيبة أغراضها.
استفسرت المرأة اليافعة بنبرة حلوة عذبة " آه, يا إلهي! انت لست راحلة . اليس كذلك؟"
غمغمت غرايس" أنا ذاهبة لزيارة والدي ... لبضعة أيام"
فيما رفضت ان تعترف ان لا نية لها بالعودة .ريحانة
التمعت عينا لوسيتا السوداوين فجأة وقالت " أحقاً؟ بعد ان تبتعدي عن طريقي , سوف تسنح لي الفرصة لأتصالح مع خافيير"
رمت رأسها الى الوراء بحيث تطايرت خصلات شعرها المجعدة حول كتفيها , وتابعت تقول " اسديني خدمة , ولا تسرعي بالعودة"
تمسكت غرايس بكرامتها , فأخرجت مفاتيحها ومشت بسرعة خارج القصر, لكنها احست بالدموع تغشي عينيها وهي تركض نزولاً على الدرج.
كانت يائسة للابتعاد من هنا قبل عودة خافيير , لذا انزلقت وراء مقود السيارة الرياضية الفاخرة التي كان قد اشتراها لها وادرات المحرك.منتديات ليلاس
إن الثلوج التي تغطي عادة قمم جبال السييرانيفادا لم تصل الى مستوى القصر, لكن الامطار الغزيرة كانت تعيق رؤيتها , بالرغم من ان مساحات الزجاج الأمامي كانت تعمل بسرعة مزدوجة. بعد دقائق على مغادرة غرايس للقصر بدأت تحاول يائسة ان تقطع الطريق المنحدرة الملتوية . قبضت بقوة على المقود, فيما تذكرت اول مرة قادت فيها سيارتها الى قصر الاسد.
تساءلت غرايس فيما انهمرت الدموع بغزارة على وجهها, لو انها علمت حينها انها سوف تخسر قلبها لصالح الدوق المتصلب الوجه, هل كانت ستأتي ؟ اما الجواب فهو نعم بكل صراحة . كانت مستعدة لأن تفعل أي شيء من اجل مساعدة والدها , أما الآن فيجب ان تحمي طفلها.
ما إن استدارت حول المنعطف التالي , حتى رأت سيارة متجهة نحوها, ولصدمتها الكبرى ادركت ان الرجل خلف المقود هو خافيير , اصابها الذعر فضغطت على دواسة المقود, بحيث انطلقت السيارة الرياضية القوية بسرعة الى الأمام , فانحرفت الإطارات على الطريق المبللة بالماء, وفجأة بدأت غرايس تندفع بعنف نحو الأشجار التي تقف حاجزاً بين الطريق والهاوية السحيقة.منتديات ليلاس
راحت تندفع بسرعة قصوى ولم تقو على التوقف, فصرخت قبل ان تغوص في السواد و الظلام.
***
- غرايس , افتحي عينيك.
سمعت غرايس مجدداً هذا الصوت غير المرتبط بشخص محدد, فأجبرت نفسها على فتح جفونها لتحدق الى الأعلى نحو وجه غير مألوف.
- من...؟
همست غرايس ذلك بوهن, فابتسم الشخص الغريب برقة , وقال " تعرضت لحادث سيارة , لكن كل شيء سيكون على مايرام, إن زوجك هنا"
بالكاد سمعت غرايس كلمات الطبيب التي بدت لها مبهمة , وراحت تومض في ذهنها صورة متكسرة : الأشجار تتسارع باتجاهها بسرعة لا تصدق, صوت الزجاج الأمامي يتكسر... ملأها شعور بالهلع التام وقالت "طفلي...؟"

Rehana 15-04-18 07:37 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 

سمعت تأوهاً متقطعاً من الجانب الآخر للسرير , لكن جل انتباهها كان مرتكزاً على الطبيب وهو يهز رأسه ببطء.
- أنا آسف . كنت في المراحل الأولى للحمل , وقد بذلنا كل مابوسعنا . ادرك ان ذلك لا يواسيك الآن بالتحديد, لكن جراحك خفيفة نسبياً , وليس هنالك من سبب يمنعك من ان تنجبي طفلاً آخر في المستقبل.منتديات ليلاس
ربت الطبيب على كتفها بلطف ونهض, ثم تمتم قائلاً لخافيير" سوف أدعكما بمفردكما الآن . زوجتك محظوظة جداً, فالاشجار عملت كحاجز منع سيارتها من السقوط والتحطم على جانب الجبل. جراحها سوف تشفى, لكن لابد ان خسارتكما لطفلكما أمر مدمر بالنسبة إليكما "
اغمضت غرايس عينيها , فتسربت الدموع من تحت جفنيها. احست كما لو ان قلبها قد انتزع من مكانه , ورغبت في البقاء بمفردها حتى تبكي خسارتها.منتديات ليلاس
هل رحل خافيير؟ فتحت غرايس عينيها فلاقت نظراته الغامضة , بدا وجهه كما لو انه منحوت من الرخام , ولاحظت وهي تحدق به ان الغضب يكاد يقفز من عينيه , فهمست " أنا آسفة!"
بالرغم من انها تعلم لماذا هي آسفة , إنها تأسف على نفسها في الحقيقة وعلى طفلها الذي خذلته بشكل مريع.منتديات ليلاس
انهمر المزيد من الدموع من عينيها , فيما راقبها خافيير من دون ان يبدو أي وميض من الاحساس على وجهه , ثم قال بصوت خشن : أنت لم تنوي إطلاعي على خبر حملك بهذا الطفل, اليس كذلك؟.
اجابته غرايس بمرارة" كيف يمكنني ان افعل ذلك بعد ان علمت من لوسيتا انك تعمدت ان تجعلني احمل بولدك, وانك كنت تنوي ان تأخذه . او تأخذها مني بعد طلاقنا"
تلعثمت غرايس وقالت مجبرة نفسها على المتابعة " أنا اعرف بخصوص الشرط النهائي في وصية جدك"
زمجر خافيير وهو يبذل جهداً لإبقاء صوته منخفضاً " يا إلهي ! ليس هنالك شرط نهائي . إن ما سمعته واخترت تصديقه هو نتاج مخيلة حقودة مكايدة لفتاة مدللة اصبحت مهووسة بي أكثر مما تصورت "
حدقت غرايس به باستغراب, وهي غير قادرة على استيعاب مايقوله لها فقالت " لكن لوسيتا..."
- اخبرتك برزمة من الأكاذيب . أنا لم اخبرها ابداً بسبب زواجنا , لكن جدي ووالدها كانا صديقين قديمين , فسمعت بالصدفة كارلوس وهو يخبر ميغيل عن شرط الزواج الذي اضافه الى وصيته . اما بقية ما قالته فهو مبتكر .
- لكنها بدت مقنعة جداً.
همست غرايس بذلك فيما استوعبت فداحة مافعلته , حرمت خافيير من فرصة الدفاع عن نفسه, وعوضاً عن ذلك استمعت بكل بساطة الى فتاة مراهقة تشعر بالغيرة منها. هاهي قد دفعت ثمن ثقتها بخافيير فخسرت طفلها الذي لم يولد بعد. من النظرة التي ظهرت في عيني خافيير , ادركت انها خسرت ايضاً اية فرصة لأن تربح حبه, وهذا الادراك لا يحتمل . لذا ادارت رأسها بعيداً عنه.
- غرايس ...!
النبرة اللطيفة غير المتوقعة مزقت قلب غرايس تمزيقاً فرفضت ان تنظر اليه. إنها غير قادرة على تحمل المقت الذي ستراه في وجهه. خبأت وجهها بيديها , وقالت " ارحل , خافيير! فقط ارحل , ودعني لوحدي"


نهاية الفصل

doda qr 15-04-18 10:39 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
واو احداث شيقه وحماسيه جدا لوسيتا مره حقوده ... حزنتني غرايس فقدت جنينها ...ننتظر الباقي ولك جزيل الشكر

I Love Tunisia 15-04-18 11:27 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
خسارة فقدانها الطفل انا زعلت كتير عليهم بس ما يصير بينهم مشكل اكبر في انتضار البقية والله يعطيك الصحة

Rehana 16-04-18 07:27 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
12 - سيدة القصر

وقف خافيير أمام باب غرفة نوم غرايس , فأصغى الى صوت نحيبها المكبوت . فكر بوحشية ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر . مضت ستة اسابيع منذ ان اعادها من المستشفى الى المنزل ومازال الأمر على حاله : هو يتربص في الممر خائفاً من الدخول والمجازفة برفضها, بينما تقبع هي وحيدة باكية.
إنه مستعد لفعل أي شيء حتى يراها تبتسم مجدداً, إن تعاستها تمزقه إرباً, و الأسوأ من ذلك معرفته انه هو المسؤول عن دموعها , قال لنفسه بكآبة إنه ما كان يجدر به ان يتزوجها , كان يجدر به ان يتبع غريزته الأولية فيطردها من القصر حين زارته لأول مرة لتدافع عن قضية والدها, لا ان يقع تحت إغراء ابتسامتها الخجولة المحيرة.منتديات ليلاس
إدراكه للسهولة التي سحرته بها جعله يشعر بالرعب . لطالما تمكن خلال سنوات عمره الستة والثلاثين من فرض سيطرة حديدية فولاذية على مشاعره, ولطالما تفاخر بكونه محصناً ضد الحيل الأنثوية . لكن بشكل ما , ومن دون ان يدرك ذلك, تسللت غرايس خلف دفاعاته الى ان اصبحت كل مايهمه في حياته . إن السماح لها بالرحيل قد ينتزع قلبه من مكانه . تقبل خافيير ذلك وهو يمسك بمقبض الباب.
لكنه لا يستطيع الابقاء على حمامته الرمادية الصغيرة اسيرة قصره لفترة أطول .
خرجت غرايس من الحمام المتصل بغرفة النوم, فتوقفت فجأة لدى رؤيتها لخافيير واقفاً عند طرف سريرها . لاحظت بعبوس انه فقد بعض الوزن , اصبح وجهه نحيلاً ذا فجوات عميقة عند جانبي فمه, لكنه مازال اورع رجل رأته في حياتها , فأحست بذاك الألم المعهود حول قلبها .
عاملها خافيير بلطف بالغ خلال الأسابيع الماضية , فتحت تحفظه البارد أيقنت غرايس انه يمتلك قلباً حنوناً. وبالرغم من معاملتها الفظة له حين لم تثق به, لم يلمها يوماً على خسارة طفلهما. لعله لم يرى أي داع لذلك في حين انها تلوم نفسها بنفسها.منتديات ليلاس
إدراكها لحملها كان أمراً جديداً عليها. بالكاد تسنى لها الوقت لقبول ذلك حتى انتزعت منها سعادتها . بكت غرايس الى ان احست كما لو ان قلبها سينفجر على خسارة هذه الحياة الصغيرة التي حملتها لفترة وجيزة . أما خلال الليالي القليلة الماضية , فانهمرت دموعها بدافع اليأس , لأنها واجهت حقيقة ان خافيير لن يحبها ابداً.منتديات ليلاس
وجه خافيير لغرايس نظرة وجيزة ذابلة, فيما تحركت هي متجهة نحوه . أعاد انتباهه الى الصور المنشورة على السرير , وقال " أستنتج ان المرأة في الكرسي ذي العجلات هي والدتك؟"
تكلم بهدوء وهو يحدق بالابتسامة الساكنة البادية على وجه المرأة التي انعمت على غرايس بجمالها الرقيق , ثم تابع " لم أدرك انها لم تكن قادرة على السير"
أومأت غرايس ثم التقطت إحدى الصور الفوتوغرافية وقالت " لسوء الحظ, فقدت والدتي القدرة على استخدام رجليها خلال المراحل الأولى لمرضها . لكن حتى خلال أسوأ لحظاتها لم تتوقف عن الابتسام"
اخبرته غرايس بذلك وصوتها يرن بالحب و الفخر تجاه والدتها.ريحانة
- هل اعتنيت بها في المنزل؟
- نعم في بادئ الامر تدبرنا والدي وأنا الأمر بنفسينا . لكن عندما اصبحت تتألم كثيرا , أمن لها والدي ممرضات مختصات للعناية بها على مدار الساعة. كان ذلك مكلفاً بالطبع, كذلك كانت الرحلات الى لورد الفرنسية والأماكن الأخرى, حيث كانوا يعدونه بالعلاجات العجائبية. ذلك كل ما تبقى لوالدي ان يأمل فيه... وبالطبع لم ينفع أي منها.

Rehana 16-04-18 07:29 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
اطلعته غرايس على ذلك بحزن , وتابعت " لكنه احبها الى درجة جعلته مستعداً لأن يفعل أي شيء لإنقاذها... حتى سرقة الأموال منك"
اضافت غرايس جملتها الأخيرة بصوت أبح, قبل ان تضيف " بالرغم من كل ماحدث , أنا لا استطيع لومه . إنها حب حياته ... لكنني لا اتوقع منك ان تفهم"
سألها خافيير بخشونة " هل تظنين ذلك لأنني لم اختبر الحب من قبل ولا اعترف به , كما انني لا احترمه لدى الآخرين ؟"
وجهت غرايس له نظرة مدهوشة" انت اخبرتني بنفسك انك لا تؤمن بالحب "
قال " يا إلهي ! تفوهت بالعديد من الاشياء اللعينة الغبية. هل سترمينها كلها في وجهي من جديد؟ إن اي شخص ينظر الى صور والديك لا يمكن إلا ان يلاحظ الحب الذي تشاركا به . لابد ان موت والدتك دمر والدك . لو انني أصغيت اليك عندما جئت إلي , لعلني كنت سأفهم اسباب تصرفه , وسأشعر بالتعاطف معه , عوضاً عن إصدار الحكم الصارم وإجبارك على الزواج مني"
أدار خافيير وجهه , فكادت غرايس تبكي بسبب قوة المشاعر البادية في عينيه.ريحانة
همست برقة" لم يكن الأمر هكذا . كان الخيار بيدي , وأنا اخترت الزواج بك"
حدق خافيير بالصورة , ثم دفعها نحوها قائلاً" انت وافقت على عرضي فقط بدافع الحب لوالدك. لم يكن ذلك ماتريدينه. انت اعتبرت زواج والديك السعيد نموذجاً ترغبين به لمستقبلك , لكن ما الذي اعطيتك إياه أنا ؟ إنه عقد عمل خال من المشاعر , وتوقعي منك بأن تقسمي بعهود مهمة جداً بالنسبة إليك , وانت تعرفين أنها اكاذيب . أنا راقبت وجهك في الكنيسة غرايس "
قال خافيير ذلك بصوت أبح قبل ان يتابع " أدركت كم آلمك ان تقولي هذه الكلمات لي أنا عوضاً عن قولها للرجل الذي تحبينه وتأملين بتمضية بقية حياتك معه"
تمشى نحو الموقد الضخم , فحدق نحو اللهب المتراقص في داخله . وفجأة شتت الصمت بينهما , فقال " يجدر بك العودة الى إنكلترا . أنت حزينة وبشرتك باهتة وشاحبة جداً, لذا انت بحاجة الى تمضية بعض الوقت مع الاشخاص الذين يحبونك "
- فهمت!
احست غرايس بشق من الألم يقطع جسدها , لكنها رفضت ان تسمح له برؤية ألمها . ليس بمقدوره ان يوضح لها بشكل أبسط وأوضح انه لا يحمل اية مشاعر تجاهها . فكرت بذلك وهي تمسح دموعها عن وجهها بنفاد صبر . لعله سئم من رؤيتها تبكي على الدوام . عضت على شفتيها السفلى حتى شعرت بطعم الدم . اجبرت صوتها على ان يبدو خالياً من المشاعر , فسألت " متى ... تريدني ان ... أغادر ؟"
اجابها خافيير وهو يهز كتفيه " حين يلائمك الأمر , غداً إذا احببت ". منتديات ليلاس
احست بلا مبالاته كالسكين المغروز في صدرها, فخنقت تنهيدة كادت تخرج منها . وفيما وقفت بصمت متمنية ان يذهب ويتركها وحيدة مع بؤسها , تكلم خافيير مجدداً قائلاً " غرايس ... اريدك ان تعلمي ان الاشهر القليلة المنصرمة التي عشت فيها هنا في القصر كانت الأسعد في حياتي ... باستثناء الأسابيع القليلة الأخيرة التي كانت كالجحيم"
اضاف ذلك بنبرة هامسة غير مصطنعة.منتديات ليلاس
كان خافيير مايزال يحدق بالنار , فيما ادار وجهه بعيداً عن وجهها كما لو انه يتعمد تجنب نظراتها , لكن اعترافه المفاجئ عنى كثيراً بالنسبة الى غرايس , فطالبته وهي تسير نحوه " في هذه الحالة , لماذا ترسلني بعيداً؟"
تعثرت وهي تستعجل للاقتراب منه فوطأت على ذيل قميص نومها . تمتمت لعنة وهي تجمع القماش بيدها ثم تقف أمامه.

Rehana 16-04-18 07:30 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
قالت بحدة " مازال هنالك مايزيد عن الأربعة أشهر من عقد زواجنا , وأنا مستعدة تماماً لاحترامها . اعتقدت انك تحتاجني هنا حتى تقنع افراد مجلس إدارة المصرف انك ماعدت تعيش حياة الرجل الماجن اللعوب, بل انت رجل متزوج سعيد"
للحظة لم يقل خافيير شيئاً, بل ببساطة ازلق أنامله داخل شعر غرايس فداعب الخصل الحريرية وصولاً الى خصرها , ثم قال " أنا استقلت من منصبي في مصرف هيريرا, وتخليت عن كل حقوقي به. من الآن فصاعداً سيحصل نسيبي لورنزو بيريز على السيطرة التامة"
- لكن...! المصرف هو كل شيء بالنسبة اليك... اهم شيء في الدنيا. ريحانة
من فرط اهتمامها لأن تفهم مايجري , قبضت غرايس على مقدمة قميصه فحدقت الى الأعلى نحوه , وتابعت تقول" لست مضطراً الى التخلي عنه الآن , في حين انك اوشكت على ربح مكانك "
اغمضت عينيها وقد اشرق عليها فجأة الفهم , ثم قالت وقد تجمعت الدموع في حلقها " لهذا السبب ستعديني الى إنكلترا , اليس كذلك ؟ لا يمكنك ان تنتظر اربعة أشهر إضافية لتفسخ زواجك بي. لابد انك تكرهني كثيراً بما انك مستعد لخسارة حقك بالولادة , عوضاً عن البقاء متزوجاً مني لأشهر قليلة قصيرة "
انفجر خافيير نافياً " بالطبع أنا لا أكرهك"
قبض على كتفيها واجبرها على النظر اليه , وقد رقت نظراته لدى رؤية البؤس المذل في عينيها , فتابع" كيف يمكنك ان تظني ذلك ابداً؟"
قالت غرايس من بين دموعها " الذنب يقع علي لخسارة الطفل . لو انني وثقت بك اكثر , عوضاً عن الاصغاء الى اكاذيب لوسيتا , لبقيت حاملاً بطفلنا"
اطلق خافيير ابتسامة خشنة وقال" ظننت انني اريد هذا الطفل فقط لإتمام شروط وصية جدي. حتى أنا لست عديم الرحمة الى هذا الحد عزيزتي , لكن اعتقادك انني قادر على قسوة من هذا النوع هو دليل على رأيك بي . حسناً! بعد الأسلوب الذي عاملتك به , أنا استحق كرهك"
بدا وجهه كالقناع المشدود فيما جاهد للسيطرة على احاسيسه . سوف يسنح له مايكفي من الوقت بعد رحيل غرايس حتى يتعامل مع اليأس الذي يهدد بالسيطرة عليه . جذبها الى صدره , فأحس بالدموع تبلل قميصه , فتوسلها بصوت أبح " لا تبكي غرايس. حان الوقت لإنهاء هذا الجنون. انت حرة لترحلي إلى منزلك ... الى والدك, وأعدك ان أنغوس آمن من الملاحقة القانونية . لوكنت في مكانه واقفاً اراقب بعجز معاناة المرأة التي أحب , لفعلت مافعله بالضبط"
اعترف خافيير بذلك بصوت خافت جداً الى درجة ان غرايس اضطرت الى ضغط جسدها عليه حتى تسمعه . ثم تابع" أنا أسامحه عزيزتي , وآمل انك ستسامحيني يوماً لأنني سببت لك الأذى"
- انت لم تؤذني ابداً... أقله , ليس عمداً.منتديات ليلاس
قالت غرايس ذلك بحزم فيما القت خدها على صدره و اصغت الى ضربات قلبه غير المنتظمة. إنها قادرة على البقاء هكذا الى الأبد , لكنها على الأرجح تحرجه . أقرت بذلك بأسف , فهي تعلم كم يكره خافيير إشارات العاطفة.ريحانة
استنشقت نفسا عميقا وخرجت من بين ذراعيه لتتمكن من رؤية وجهه بوضوح . احست غرايس انه كرمها واحترمها باعترافه انه يتعاطف مع والدها, لذلك يجدر بها ان تكافئ صدقه بصدقها معه.
لطالما اعتقد خافيير طيلة حياته بأنه يتمتع بنقص او عيب ما. كانت والدته قد اخبرته انه غير محبوب , لذلك لا عجب انه قام ببناء سور دفاعي حول قلبه . كان الغرور قد دفع غرايس الى نكران مشاعرها تجاهه , وهي تصرفت بفظاظة معه حين جعلته يعتقد انها لا يمكن ان تحبه ابدا . كم كان مخطئا بظنه ! تمتمت وهي ترفع ذقنها حتى تلاقي نظراته بكل شجاعة " الذنب ليس ذنبك لأنك لا تحبني , فأنت اوضحت منذ البداية بأنك لا تحبني ابدا. الذنب ذنبي أنا . عندما اتخيل فكرة التخلي عنك ... وعدم رؤيتك مجدداً ...ذلك يفطر قلبي "

Rehana 16-04-18 07:31 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
تجاهلت نظرة عدم التصديق والاندهاش البادية في عينيه, فتابعت كلامها " أنا لا اعتقد انك بارد ومتحجر القلب , خافيير. فأنت تتحلى بالقلب الحنون وبالحب في داخلك كأي رجل آخر... وربما أكثر, لكن طفولتك علمتك ان تدفن مشاعرك وتقفل عليها في داخلك بانتظار المرأة المناسبة التي تدير المفتاح فتحررها ".منتديات ليلاس
فجأة لم تعد غرايس قادرة على المتابعة , فأدارت وجهها بعيداً عنه, و سالت دموعها نزولاً على وجهها . قالت بصوت فيه غصة " اتمنى لو كنت انا تلك المرأة , لأنني أحبك من اعماق قلبي . كنت محقا حين خمنت سبب قدومي إليك في مدريد . لم أقو على مقاومتك... لكنني ما كنت لأرضى بإقامة علاقة معك لو لم أكن أحبك"
- لماذا إذاً كنت تنوين الرحيل عني؟.منتديات ليلاس
بعذاب يدفعه الاحباط أدارها خافيير حول نفسها وهزها بكل معنى الكلمة, قبل ان يسحبها الى صدره الصلب. ثم غمغم بصوت أجش " يا إلهي عندما فتحت باب السيارة بالقوة ووجدتك مرمية فوق المقود ..."
احس خافيير بارتعادة تعبر جسده , فأغمض عينيه لفترة وجيزة, فيما احرقت الدموع مؤخرة حلقه, آخر مرة بكى فيها هي حين كان في الثامنة من عمره , حيث جلس متقوقعاً تحت عربة والدته النقالة , بعد ان أقفلت الباب عليه وتركته وحيداً وجائعاً, منذ ذلك الحين تعلم السيطرة على مشاعره, فذلك نظام دفاع عن النفس ضد التعرض للأذى . لكن غرايس استطاعت ان تخترق روحه , فمزقت دفاعاته واحدة تلو الأخرى , وتركته مكشوفاً على طبيعته , إن ذكرى تلك اللحظات القليلة التي تلت الحادث, حين ظن انه خسرها الى الأبد , كانت أقوى من ان تحتمل , لذا دفن خافيير وجهه في شعر غرايس , فتسربت الدموع من تحت رموشه . انَّ خافيير وهو يمسح وجهه بعنقها, ثم قال " رفضت الحب طيلة حياتي الى ان اعتقدت فعلاً انني محصن ضده. لكنني احبك غرايس أكثر مما ظننت ان بإمكاني أن أحب"
مرر خافيير أنامله في شعر غرايس , فأحنى وجهها حتى يتمكن من التحديق الى عينيها , توقدت عيناه الكهرمانيتان بأحاسيس قوية, فتساءلت غرايس كيف تراها استطاعت ان تتخيله بارداً, بدا كما لو انه يعوض عن كل السنوات التي أقفل فيها على مشاعره فحبسها في داخله.
وقفت على اطراف اصابع قدميها حتى تطال وجهه , فأمسكته بين يديها وعانقته بكل الحب المكبوت الذي ابقته مخفياً لفترة طويلة جداً. احست به يتردد قبل ان يغمرها ببطء وعذوبة , بمداعبة جعلتها ترتعش بين ذراعيه .منتديات ليلاس
أقر خافيير عندما رفع رأسه " في بادئ الأمر رحت أخدع نفسي فأقول إنني مسيطر على الوضع . لم أقو على منع نفسي من ملامستك , لكننس اقنعت نفسي ان هذا فقط مجرد انجذاب قوي بيننا"
التوى فمه في ابتسامة آسفة وتابع " إنه افضل انجذاب على الاطلاق , أنا لم اختبر ابداً شغفاً مماثلاً وسعادة مماثلة في حياتي كلها. لكني لاحقاً اضطررت الى إجبار نفسي على الابتعاد عنك خشية ان تدركي انت كم أنا ضعيف حيالك "
همست غرايس بخجل " ظننت ان هذا هو اسلوبك في إفهامي أنك لا تريدني سوى للفراش فقط ولاشيء أكثر . لطالما تقت لأن تعطيني إشارة صغيرة ما تثبت انني أعني شيئاً بالنسبة لك . ولكم شعرت بالغيرة من الإلفة التي تشاركت بها مع لوسيتا . أنا آسفة لأنني صدقتها هي عوضاً عن الوثوق بك"
غمغمت غرايس ذلك وهي تشعر بالخزي و الأسف , لكن خافيير عاد ورفع ذقنها حين اخفضت وجهها .منتديات ليلاس
- لم افعل سوى القليل حتى اكتسب ثقتك عزيزتي . لوسيتا لا تعني شيئاً . أنت هي المرأة الوحيدة التي احببتها يوماً, واقسم انني سوف احبك لبقية حياتي. أنا فقط آسف لأن الأمر تطلب ان أكاد اخسرك حتى أقر بالواقع .

Rehana 16-04-18 07:32 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
عانقها خافيير مجدداً بشغف حاد, لم يترك لغرايس مجالاً للشك ابداً بعمق حبه لها. لفت غرايس ذراعيها حول عنقه وتعلقت به. أما هو فرفعها فجأة بين ذراعيه , ومشى بخطوات واسعة خارج غرفتها فعبر الممر نحو غرفة النوم الرئيسية, حيث وضعها في وسط السرير الضخم ذي الأعمدة الأربعة .
- هذا هو المكان الذي تنتمين اليه.
أغاظها خافيير بكلماته , لكن على الفور تلاشت ابتسامته فتحولت تعابير وجهه الى مايدل على التوق والشوق التاميين , فقال " قولي لي إن هذا حقيقي غرايس , وليس مجرد وهم يرسمه لي يأسي الحاد , إذا تركتني الآن فسوف تأخذين قلبي معك"
ركعت غرايس على السرير ووعدته بنعومة " أنا لن أغادر الى أي مكان قصر الأسد هو منزلي , وأنوي ان اعيش هنا معك ومع الأولاد في المستقبل."
مدت يدها نحوه , وهمست قائلة " اريد ان اظهر لك كم احبك فعلاً , لقد عنيت كل كلمة من العهود التي قطعتها يوم زفافنا, لعلني لم ادرك ذلك حينها , لكن روحي ادركت بأنك توأمها , ولن أتركك مجدداً, حتى ليوم واحد "
امسكت به قريباً من جسدها ملامسة بشرته الحريرية برؤوس أناملها.منتديات ليلاس
- أنا أحبك , غرايس.منتديات ليلاس
تحرك ليغرقها في عناق محموم محمل بلهفته واشتياقه لها , رفع رأسه بعد قليل ليقول " لا تتركيني ابداً."
الحساسية الصادقة البادية في صوته جعلت قلبها ينقبض . إن الجراح طفولته أثرت بعمق فيه , وقد يستغرق الأمر سنوات من التطمين. سوف تخبره بحبها كل يوم , بالكلام وبالفعل , حتى يعرف كم يعني بالنسبة اليها.
لف خافيير ذراعيه حولها وامسكها قريبة منه , مداعباً شعرها بيده المرتعشة نوعاً ما , ثم همس " انت حياتي , عزيزتي, ولن أدعك ترحلين ابداً"
ضمته غرايس بعمق أكبر وقد احبت الوهج الرقيق الذي ظهر في عينيه, فقالت " أكنت ستعيدني إلى إنكلترا حقاً؟"
- حتماً , وكنت سأطلب الطلاق فوراً .
أحكم قبضته عليها وهو يقول ذلك , فيما اطلقت غرايس شهقة مسموعة , تابع " وما إن نصبح غير مرتبطين بعقد الزواج الجهنمي ذاك. كنت أنوي ان انتظر لفترة معقولة من الزمن .. لنقل أسبوعاً واحداً قبل ان أبدأ بتطبيق مخططي "
- أي مخطط؟
سألته غرايس متقطعة الأنفاس , فيما تلاشت نبضات قلبها لدى رؤيتها اللمعان الماكر في عينيه.
- مخططي بأن اسعى وراءك وأتودد اليك بشكل لائق , ادعوك الى تناول العشاء على ضوء الشموع , واتصرف بشكل ساحر جداً يجعلك غير قادرة على رفضي عندما اطلب منك الزواج بي وقضاء بقية حياتك معي.منتديات ليلاس
تكور فم غرايس وقد خاب ظنها " آه ! أنا احب فكرة تناول العشاء على ضوء الشموع معك لكنني لا هوى الطلاق , لذا يجدر بنا ان نبقى سوياً بكل بساطة"
اقسم خافيير , وامضى الدقائق القليلة التالية مظهراً لها باساليب عديدة متنوعة وممتعة تماماً كم ينوي البقاء مقرباً منها.
اخيراً افلتت غرايس نفسها من بين ذراعيه وجلست مستقيمة على السرير فقالت بجدية " أنا لا اريدك ان تتخلى عن موقعك في رئاسة المصرف . إنه مهم جداً بالنسبة اليك"
اجابها خافيير بحدة" لا شيء مهم بقدرك أنت. فأنا لا اريد ان تساورك اية شكوك حيال سبب زواجي بك"
جذبها بقوة لتعود الى ذراعيه وقال " لورنزو مسرور لأننا ندير المصرف معاً . لكن القرار يعود إليك , عزيزتي . أنا ... كيف ساقولها ...؟ كالمعجون بين يديك"
استنشق خافيير نفساً حاداً حين تتبعت غرايس بيدها حدود فكه , تمتمت ببراءة " انت لا تبدو لي كالمعجون "


نهاية الفصل

Rehana 16-04-18 07:34 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الحادي عشر )
 
الخاتمة

عند حلول ذكرى زواجهما الأولى قطف خافيير الورود لغرايس من حدائق القصر , لكن الأشواك جرحت يديه , فأصرت زوجته على ان يمضي بقية النهار في السرير معها حتى يشفى.
عند حلول ذكرى زواجهما الثانية , قطف الورود مجدداً . فأزاح الأشواك بعناية قبل ان يضع الباقة على السرير حيث كانت غرايس ترضع ابنهما الذي يبلغ الشهر من العمر .ريحانة
غمغمت قائلة " خدا ريكو ناعمان كبتلات الورد . إنه رائع جداً. أليس كذلك؟ اتمنى ان نرزق بالكثير من أمثاله "
- هل تمزحين ؟ لا يمكنني ان اخوض تجربة ولادة اخرى مثل هذه.
تذمر خافيير بارتعاد, فيما تذكر الساعات الست عشرة المليئة بالآلام والعذاب وهو يراقب غرايس تعاني من آلام الولادة , قبل ان يصل ريكاردو هيريرا اخيراً الى هذا العالم .
حط شفتيه بنعومة فوق خد ريكو , فأحس بقلبه ينبض بالحب, ذلك الحب الذي ظهر في عينيه حين ابتسم لغرايس , فقال " سوف نحبه من اعماق قلبينا , لكنني اخشى بأنه سوف يكون طفلاً وحيداً , عزيزتي"
وضع خافيير الطفل برفق في مهده , ثم تحرك نحو السرير حيث كانت زوجته تنتظره بذراعين مفتوحتين .ريحانة
قالت غرايس بفرح وابتهاج " هراء! أنا ارغب بإنجاب اثنين على الأقل وأنت تعلم انني دوماً احصل على مبتغاي "
بعد مرور ثمانية عشر شهراً , فعلت غرايس ذلك بالضبط , انجبت توأمين من البنات هما روزا وسوزانا, فرنت ارجاء القصر بأصوات ضحكات الاطفال. إن أسد هيريرا لم يمشي بمفرده بعد الآن !

Rehana 16-04-18 07:37 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
الشكر الجزيل للكل المتابعين وخاصة

doda qr
I Love Tunisia


في امان الله وحفظه

I Love Tunisia 16-04-18 11:49 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
مشكورة صديقتي على اللفتة الكريمة وكلك ذوق النهاية حلوة جدا في انتضار رواية جديدة مع اخلاصي

مريوما شرف 17-04-18 02:16 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
شكرا ليكي غاليتي روايه ولا أجمل منتظرين الجديد حبيبتي

doda qr 18-04-18 06:04 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
شكرا لك جميلتي روايه مره رووووووعه ونهايه ساحره ولك حبي وامنياتي بدوام الصحه والعافيه وننتظر كل جديد منك وشيق

سيريناد 25-04-18 10:51 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
:peace::peace::peace:

paatee 30-04-18 05:11 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
يعطيك العافيه

fadi azar 09-07-18 10:45 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
مشكورة على الرواية

demis 15-07-18 09:45 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
مساهمة رائعة إلى مكتبة المنتدى من الروايات العالمية الرومانسية الجميلة ، فشكرا لمن يقف وراء هذا المجهود الرائع .

paatee 04-10-18 09:11 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
يعطيك العافيه تسلم الانامل ياعسل ننتظر جديدك

amany khalil 06-10-18 06:45 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
جميله جدا شكرا

sohaa 06-10-18 07:40 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
*يا ريت حد يعرف رواية البطلة بتلبس زى عروس بحر(حورية بزعنفة) و يقابلها البطل و يفتكرها حورية حقيقية وتفقد الوعى و ينقلها لحمام السباحة و هى لسة فاقدة الوعى وتطلع مصابة فى رجلها و بتقدم فقرة فنية كعروس بحر و يتجوزوا

سافاس 06-11-18 11:21 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
شكرااااااااااات

ساشا علي 09-06-20 12:33 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو
 
رواية روعة روعة روعة,,,تسلم الايادي

Zakia jo 16-06-20 03:52 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله

demis 19-04-21 10:50 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
شكرا على اتاحة هذه الرواية الجميلة للاستمتاع بقراءتها والتعرف على شخوصها وأحداثها الشائقة .

demis 09-05-21 06:14 PM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
رواية رائعة ومثيرة في أحداثها المتسارعة وفي شخصياتها المثيرة للجدل ، فشكرا لمن وفر لنا هذه الرواية لنستنتع بقراءتها

نجلاء عبد الوهاب 04-09-21 01:24 AM

رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( كاملة )
 
وااااااااااااااااااااااااو حلوة اوى
شخصية البطل والبطله تجنن
روايه جميله فعلا
:welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3:
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:


الساعة الآن 09:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية