كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل التاسع )
- آه ! مابالك ؟ قد اكون بريئة لكنني لست مغفلة . ففي كل مناسبة اتصلت فيها كانت امرأة ترد على الهاتف.. ولم تكن تلك لوسيتا.
أضافت غرايس الجملة الأخيرة بحدة , وهي غير قادرة على إخفاء الغيرة البادية في صوتها .
وافقها خافيير برصانة " لا! لوسيتا تقيم مع نسيبتها في الجانب الآخر من المدينة . المرأة الوحيدة التي جاءت الى هنا هي بيلار... مدبرة منزلي "
أضاف خافيير كلماته الأخيرة مفسراً حين عبست غرايس.منتديات ليلاس
- فهمت!
تذكرت حين دخلت الى شقة ريتشارد كوينتين , لتجده في السرير مع مدبرة منزله . يومها احست بالدمار والاحباط التام لدى اكتشافها الخيانة الفظة لرجل اعتقدت انها تحبه , اما الآن , فرغبت بأن تتقيأ لمجرد تصورها لمنظر خافيير وهو يتقلب على أغطية الفراش مع مدبرة منزله الجميلة. قالت بصوت ثخين " بيلار... أهي جميلة بمقدار اسمها ؟ وهل تلبي كل رغباتك , خافيير ؟"
بدا عليه الارتباك والحيرة بوضوح لعدائيتها , فاجابها " إنها حتماً طباخة ماهرة, لكنني اخشى ان التهاب مفاصلها بدأ يسوء الى ان يجعلها ترغب بالتقاعد قريباً, والانتقال للسكن مع ابنتها واحفادها . إنها تقيم معهم الآن لعدة ايام" ثم اضاف " لكنها اعدت لك سريرك قبل مغادرتها "
تمنت غرايس لو ان بمقدروها ان تزحف فاتختبئ تحت صخرة ما , قالت " اشكرك لإيضاح ذلك . اعتقد انه يجدر بي ان اذهب الى الفراش قبل ان احرج نفسي اكثر عمت مساء"
انّت بصمت دلالة على عدم رضاها عن لمحة التسلية التي التمعت في عيني خافيير.
- عمت مساء , عزيزتي , نامي جيداً.
حياها خافيير بصوت مغيظ جعلها تتلوى من شدة خجلها , فأومأت بسرعة وحثت الخطى في البهو الى غرفتها .
استحمت غرايس وجففت شعرها بمجفف الشعر الكهربائي , ثم انزلقت الى السرير حيث غفت بتململ لا يعرف الراحة, استيقظت قبل ساعة من طلوع الفجر , وما إن استرجعت ذكرى الاتهامات الجامحة التي قذفتها نحو خافيير , تأوهت وجذبت الوسادة فوق رأسها , كيف استطاعت ان تكون بهذا الغباء ؟ لابد ان خافيير حلل الأمر, وادرك انها تكن له المشاعر . أقرت بتشاؤم: وأيُ مشاعر هذه ! منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه في منزل العمة بام, بدأ جسدها الخائن يضج باحاسيس من الشغف الحامي , وحده خافيير يستطيع إثارتها فيه . إنها مشتاقة اليه الى حد جعل الشوق ينبض في عروقها بضربات بطيئة هادئة.منتديات ليلاس
اطلقت غرايس أنّة احباط, ثم رمت الأغطية الى الوراء وسارت نحو الحمام, آملة ان تخمد المياه الباردة حرارتها الحارقة .ريحانة
فكرت بشعور من الحتمية انها وجدت في خافيير قدرها , وان كان قدراً قصير الأمد . أقرت بذلك بألم وهي تفكر بالطلاق الذي سيحين موعده بعد تسعة اشهر . لكنها تحبه! إن الوعود التي قطعتها يوم زفافها لم تكن اكاذيب, فهي قصدت كل كلمة قالتها, بالرغم من انها لم تدرك ذلك حينها . سوف تحب خافيير في المرض وفي الصحة ولبقية حياتها, كما انها تتوق لأن تكرمه بالحصول عليها كل ليلة من الأشهر المتبقية لزواجهما.منتديات ليلاس
اسرعت غرايس بعبور الرواق المؤدي الى غرفة خافيير من دون ان تسمح لنفسها بأن تستجمع افكارها وشكوكها , راح قلبها يدق محدثاً صوتاً قوياً, وفاجأها ان المبنى بأسره لم يرتج لدويه . طمأنت نفسها ان خافيير لا يزال نائماً , وحين يستيقظ سيجدها مستلقية الى جانبه , اما هي فستقول له إنها تسير في نومها. إذ كان الحظ حليفها سوف يأخذها خافيير بين ذراعيه قبل ان يستيقظ تماماً , بعدئذ من يعلم ما الذي قد يحدث؟
دفعت الباب ففتحته بحذر , لكن قلبها تجمد في مكانه عندما رأت زوجين من العيون العسلية تركزان نظراتهما عليها عبر الغرفة.
- غرايس! هل من خطب؟
|