نبذه عن الحجاج بن يوسف الثقفي

سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي الحجاج بن يوسف الثقفي، وإن شئت فقل أبو محمد بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي، ذلك الفصيح صاحب المنطق القوي، والخطب الرنانة التي ذاع صيتها، وهو أيضًا القائد العبقري الذي أتقن فنون الإدارة، وضف إلى ذلك الجبار الذي حكم بالحديد والنار، شخصٌ ملأت سيرتُه كتب التاريخ، وهو بين كفتين؛ فبعض المؤرخين رأى فيه العبقرية وحسن الاستعداد، ومنهم من رأى أنه رمزًا للظلم والاستبداد. وفي بعض الأحيان طغى ذكر ظلمه وتعطشه لسفك الدماء وقتل الأبرياء على إنجازته في تاريخ الحضارة الإسلامية، ولكن من الإنصاف أن يتجرد الإنسان ويتحدث عن أي شخصٍ بموضوعية؛ فكلنا بشر نصيب ونخطئ، وهذه فطرتنا.

نشأة الحجاج بن يوسف الثقفي

  • عام 41 للهجرة النبوية الشريفة ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في مدينة الطائف، في أحد بيوت ثقيف، ولأن الإنسان ابن بيئته؛ فقد تأثر الحجاج بالبيئة المحيطة به، وهي بيئة الخطباء أصحاب الفصاحة والبيان والعلم؛ فقد خالط أفصح قبائل العرب، الأمر الذي جعل لسانه ينطلق بالعربية انطلاق الجواد في البيداء.
  • علمه أبوه القرآن الكريم، وطلب العلم في الحلقات التي كانت لكبار التابعين وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى نهج أبيه سار الحجاج؛ حيث عمل معلمًا لكتاب الله عز وجل.

قطوفٌ من حياة الحجاج

  • أصبح الحجاج ينظر إلى الحياة نظرةً مختلفة؛ فقد نظر إلى العمل السياسي والمناصب القيادية، فانطلق خلف هدفه من الطائف حتى وصل بلاد الشام، ومن هنا كانت البداية التي ظهر من خلالها الحجاج بصفته قائد خبير بأسرار القيادة، التحق بالشرطة وأصبح يدرس مجريات أمورها بعناية ودقة، الأمر الذي جعله في فترة قصيرة يتدرج في سلم الترقي بسرعة كبيرة.
  • وظل الأمر هكذا حتى وصل خبره إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فأصبح قائدًا للجيش وعمل على تدعيم وتعزيز الدولة الأموية، وكان نظام حكمه القوة المطلقة، فقد كان يعاقب المخالفين عقابًا شديدًا يخيف بقية المرؤوسين فيتراجعوا عن مجرد التفكير في المخالفة أو التمرد.

سطورٌ مشرقة في حياة الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج ربما كان جبارًا كما ذكرنا ولكن كان هدفه أن يبني دولة ذات مكانة كبيرة ولذلك فقد كانت له العديد من الإنجازات التي لا يمكن إنكارها منها:

  • الإصلاحات التي تمت خلال ولايته للعراق والتي شملت مختلف المجالات الإنسانية مثل تطوير الصحة وأمور الإدارة.
  • اهتمامه بالزراعة وشؤون المزارعين وإصلاح الأراضي لأنه يعي جيدًا قيمتها بالنسبة للدول.
  • عمل الحجاج على تعريب الدواوين.
  • منع الأعمال المخلة مثل قضاء الحاجة في الطرقات أو بيع الخمور.
  • توفير الآبار على طول الطرق لتوفير المياه العذبة للمسافرين.
  • بناء مدينة واسط والتي تقع بين البصرة والكوفة وصارت مقر حكمه.
  • بناء الجسور وخزانات المياه لحفظ مياه الأنهار.

وبعد رحلة عمرية ليست طويلة قضى الحجاج بن يوسف الثقفي نحبه وتوفاه الله عز وجل عن عمر يناهز أربع وخمسين عامًا بعد صراعٍ مع المرض، ويبقى الحكم عليه لله عز وجل، وللتاريخ كلمته في حقه.