لماذا أوصى السناتور الأمريكي الراحل جون ماكين بعدم حضور ترامب جنازته؟

 يعد السيناتور جون ماكين البالغ من العمر 81 عاما والذي توفي يوم السبت أبرز شخصية سياسية في الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية حيث قضى أكثر من خمس سنوات في السجن كأسر حرب. أكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وصايا ماكين
وفور إعلان خبر وفاته تناقلت المواقع والمحطات الإخبارية مجموعة الوصايا التي طالب بها ماكين، أبرزها طلبه من البيت الأبيض ألا يشارك الرئيس دونالد ترامب في مراسم دفنه، وأن يحضر بدلاً منه نائبه مايك بنس”.

وكان ماكين تمكن من الحفاظ على صورته القوية في النقاشات الرئيسية للسياسة الخارجية والعسكرية بمجلس الشيوخ،

كما كان منتقدا بارزا للرئيس دونالد ترامب لاسيما خطابه العنيف لترامب تجاه الهجرة غير الشرعية، كما انتقده بشدة بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي يعده ماكين عدوا قديما له.

ويأتي ذلك على خلفية استخفاف ترامب بالتاريخ العسكري لماكين قائلا إنه “يفضل الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر”. ومن منطلق الولاء للحزب أيد ماكين ترامب لاحقا عندما فاز الأخير بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة.

لكن ماكين سحب تأييده في أكتوبر 2016 بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء. وظل ماكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب، رغم أن الاثنين ينتميان للحزب الجمهوري.

خطاب أوباما وجورج بوش
كما أوصى ماكين بأن يُدلي كل من الرئيس السابق باراك أوباما والأسبق جورج بوش بخطاب في مراسم تأبينه.

كذلك طلب “ماكين” في لقاء مع المذيعة “ليزلي ستال” في برنامج “60 دقيقة”، أن تُجرى مراسم التشييع في الأكاديمية البحرية، وأن يوجد بعض الأشخاص ليقولوا إن “هذا الرجل خدم وطنه”.

يذكر أن ماكين وفي عام 2017 وأثناء جراحة في أريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لماكين اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ.

وبعد أقل من أسبوعين، عاد ماكين إلى واشنطن وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما. وأمضى ماكين معظم وقته لاحقا في أريزونا حيث خضع للعلاج والرعاية حتى توفي أمس السبت بعدما خسر معركته القاسية مع سرطان الدماغ وهى آخر معركة خاضها العسكرى والسياسى المخضرم.

السياسى البارز
ولقى خبر وفاته صدى واسعا فى الأوساط العالمية والسياسية الأمريكية بمختلف أطيافها، وأبدى الكثيرون تعاطفهم مع السياسى البارز، وقد نعاه عدد من عدد من الرؤساء الاميركيين منهم “ترامب” الذي قال في تغريدة قصيرة ومقتضب: “تعاطفي العميق واحترامي لأسرة السيناتور جون ماكين، قلوبنا وصلواتنا معكم”.

أما الرئيس السابق باراك أوباما، الذي انتصر على ماكين في السباق الرئاسي عام 2008، فقال عبر حسابه في “تويتر”: “بالرغم من كل الخلافات، نشترك بالولاء لشيء سام، المثل والمبادئ التي حاربت لأجلها أجيال من الأمريكيين والمهاجرين، ساروا وضحوا”، مضيفا :”قليلون منا اختبروا طريقة جون ماكين، لكن كل واحد منا يطمح لأن تكون عنده هذه الشجاعة، كما كانت عند ماكين الذي أظهر لنا معانيها”.

رجل صاحب عقيدة
بدوره، قال الرئيس جورج بوش الابن، الذي هزم ماكين في ترشيحات الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2000: “ماكين رجل صاحب عقيدة، ومقاتل من الطراز الرفيع، من الصعب تخيل فقدان بعض الأشخاص”.

ونعاه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالقول: “جون ماكين آمن بأن كل مواطن مسؤول عن فعل شيء لخدمة الحريات التي ضمنها الدستور، منذ خدمته بالبحرية، وحتى وصوله إلى الكونجرس، عاش مع عقيدته كل يوم”