الرئيس الفرنسي يدعو الشركات الفرنسية للاستثمار في روسيا

مد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة اليد الى روسيا ل”ترسيخها في اوروبا” رغم التوتر الحالي وطي صفحة “غياب التفاهم” التي استمرت ربع قرن.

وقال ماكرون في اليوم الثاني من زيارته الرسمية الى روسيا “اؤمن بقوة ان لروسيا تاريخها وقدرها في اوروبا”.

وكان ماكرون يتحدث الى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ حيث كانت فرنسا ضيف شرف كاليابان.

شارك الرئيسان الروسي والفرنسي الجمعة في المنتدى الاقتصادي الذي يجمع كبار رجال الأعمال الروس في سان بطرسبورغ حيث دعا إيمانويل ماكرون إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية في روسيا، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العقوبات والحواجز التجارية.


وقال ماكرون في كلمته خلال المنتدى “أمام علاقتنا مستقبل كبير لأن اوروبا تمتد من الأطلسي إلى الاورال. وقال بوتين بدوره ان “فرنسا شريكتنا القديمة والتقليدية والموثوقة”. وان رحب بزيادة التبادل بينهما الى 15,5 مليارات دولار في 2017، قال انها لا تزال ادنى بكثير من المبادلات مع الصين التي بلغت 85 مليار دولار ويتوقع ان ترتفع قريبا الى مئة مليار.
تنشط نحو 500 شركة فرنسية في روسيا توظف قرابة 170 الف شخص لا سيما في قطاع الطاقة والمالية. ولكن ماكرون قال إنه “يمكننا فعل المزيد علينا ان نفتح طرقاً جديدة مثل الاغذية الزراعية والفضاء والمدن المستدامة وخدمات الطاقة والمجال الرقمي”.
واكد الرئيس الروسي من جهته ان العالم يحتاج الى وقف الحروب التجارية في ما بدا انه رد على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال بوتين في كلمته امام المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج بحضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “لسنا اليوم بحاجة إلى حروب تجارية بل إلى سلام تجاري”.
وحذر بوتين من أن تضافر العقوبات والحواجز التجارية وانعدام الثقة بين الدول والشركات من شأنه أن يقول إلى أزمة عالمية لا مثيل لها.
وقال “نشهد بداية دوامة من العقوبات والحواجز وهي تؤثر على عدد متزايد من الدول والشركات”. واضاف ان هذا “من شأنه أن يؤدي الى أزمة تؤثر على كافة قطاعات الاقتصاد لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل”.
واجتمع الرئيسان طوال اكثر من ثلاث ساعات في قصر قسطنطين، في ضواحي سان بطرسبورغ، العاصمة الامبراطورية الروسية السابقة حيث استقبل بوتين الثنائي ماكرون على شرفات تطل على خليج فنلندا.
وقال بوتين في نهاية هذا اللقاء ان “فرنسا شريكنا التقليدي، نقدر علاقاتنا المفيدة للطرفين.. ونتمسك بحوار سياسي كثيف جدا”، مشيدا باجواء الانفتاح بينهما.
من جهته، وعد ماكرون بالعودة الى روسيا لحضور مونديال 2018 في كرة القدم هذا الصيف اذا ما “اجتازت فرنسا الربع النهائي”.
ويشارك ماكرون في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي الاقتصادي كضيف شرف الى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وأعلن ماكرون الذي يرافقه وفد من رجال الأعمال الفرنسيين عن توقيع حوالى خمسين عقدا خلال زيارته ينص احدها على دخول مجموعة توتال الفرنسية في مشروع نوفاتيك الكبير للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي الروسي ب 2.5 مليار دولار.