لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-08, 04:34 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77529
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: sasa sasa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sasa sasa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الروايه حقيقى روعه سعدت اول مشفتها لانى قريتها من زمان
وكان نفسى اقراها تانى تسلمى وتسلم اختياراتك يا قمر
منتظرينك بشوق :)

 
 

 

عرض البوم صور sasa sasa   رد مع اقتباس
قديم 10-10-08, 03:03 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أهلين
و آسفة على التأخير أنا كنت من أمس بنزل فصلين من الراوية بس كان النت عندي مررررررررررة ضعيف و يقطع و أشكر كل اللي ردوا علي على موضوعي و من جد فرحت بردودكم الحلوة
و أنا ألحين كتبت ثلاثة فصول و راح أنزلها اليوم


*****************

7 - انتصار صغير


كانت تارا واقفة بالقرب من عين الماء في الحديقة تنظر الى سفوح التلال المزروعة بالزيتون و الى زرقة مياه البحر و الى الافق بين البحر و السماء .
و كانت تشعر بقرب البستانيين لكن دون ان تراهما .
و بعد بضع دقائق خرج زوجها من البيت و قالت له عندما اقترب منها انها ستهرب مهما تشددت الرقابة عليها .
- لا تتصوري نفسك ثعلبا ماكرا . تلزمك بعد بعض الدروس القاسية .

هزت كتفيها لتظهر له عدم مبالاتها و قالت :
- انك دائما تهدد . لقد اعتدت على تهديداتك الآن بعد ثلاثة اسابيع .
- انت اعند امرأة التقيت بها في حياتي .
- لأني لم اخضع بعد لسحرك ؟ هذه ضربة قاسية لكبريائك لأني لم اقع في حبك . كم قلبا حطمت في حياتك ؟
- لكنك سقطت ضحية ل ...

توقف عند اتمام جملته و لكنه عبس و قال :
- قبل كل شيئ لك رغباتك ، و لا بد انك تعترفين لنفسك بأن المتعة التي تشعرين بها معي لأعظم بكثير مما لو كنت مع ديفد .

لا تستطيع ان تناقشه في هذا الموضوع . فهو يعرف تماما انها تقر به .
- لكن الاهم من هذا انك لم تفز بقلبي .
- هذا صحيح ، لكن لدي الوقت الكافي .
- هل تهتم فعلا بأن اقع في حبك ؟
- ليس بالضرورة ، الا ان الحياة تكون افضل ، و علاوة على ذلك لن تزعجيني بشجارك الذي لا ينتهي .
- لم اكن كذلك قبل ان اتعرف عليك !
- طبعا لا . فمن يقع في حبك كي تتجادلي معه ؟ ان حظ ديفد اكبر مما يتصور لانه لم يتورط معك ، و لكن هل يعرف ذلك ؟

لم تظهر تارا درجة الغيظ الذي استولى عليها .
و هذه احدى المرات القليلة التي تنجح في ضبط اعصابها أملا منها بأن يفقد السيطرة على اعصابه ، و لكنها لا تستطيع الاستمرار .
تبدأ سيطرتها بالتلاشي عادة فيحتد مزاجها .
يحدث ذلك كلما هددها بالضرب . اما هو فلا يفقد هدوءه البارد الا نادرا .
كان البستانيان الآن يعملان قريبا منها و اخذت تفكر في طريقة للهرب .
من غير المعقول ان يبقى زوجها في البيت و يهمل أعماله .
فلا بد ان يسافر الى اثينا مثلا .
و كما قال لها مرة انها لن ترافقه في رحلاته حيث لا يستطيع مراقبتها كما تراقب هنا .
نظر اليها و تبع اتجاه نظرتها .
- من السهل ان يخمن المرء ما تفكرين فيه : الا تتوقفين عن التفكير بالهرب ؟
- ابدا و اتمنى ان ارى هذين الاثنين يسقطان امامي جثتين هامدتين .
- فكري فيما تخسرين لو انك تركت بيتي .

قال ذلك ليذكرها بمواقف ضعفها .

- يا لك من حمار متكبر !

انها تتسرع في الاجابة دون ان تفكر . و لولا وجود البستانيين لكانت الآن تذوق ألم العقاب ، و لكن اقصى ما حدث هو ان وجهه دل على غضب شديد و هياج مكبوت .
- يبدو لي انك تحبين العقاب ، و استغرب اني لم استعمل العصا لغاية الآن .

و رأت يديه تتشنجان و اصابعه تتلوى كأنه يريد ان يخنقها .
و عزمت ان تنتبه الى هفواتها اكثر .
- اني اكره ان اسمعك تكرر اخبار مغامراتك العاطفية .

دهشت لما قالت . كانت تريد متابعة الحديث و حسب .
- لأن تكراري يذكرك بأني أنجح في اخضاعك . و يذكرك ايضا بانك كنت تتمنين بكل قوتك ان تتزوجيني ...

كان هادئا جدا و هو يتكلم . و لكنه لم يتم كلامه اذ قاطعته :
- انت اجبرتني على الزواج ! و انا لم ارغب في الزواج منك لأني احب شخصا آخر !
- لا تحبين شخصا آخر . اذا كان هذا صحيحا فكيف تستمتعين بوجودك مع رجل آخر ؟

خفضت رأسها خجلا امام هذه الحقيقة الصارخة .
- هذا لأنني ...

توقفت و رأسها بعد منحني . ضحك هو و أتم جملتها :
- ... انك تنجذبين الي .

و رفعت رأسها و رأت ابتسامته الهازئة . قالت :
- سأتخلص حتى من هذا في يوم من الايام .
- لن تتحرري من ذلك . عرفت منذ اللحظة الاولى التي وقع نظري عليك في المستشفى ان القدر شاء لك ان تكوني لي ... الى الابد .

تناول يدها و نظر الى خاتم الزواج الذي في اصبعها :
- هل من الممكن ان تتحرري ؟

لم تدري كيف اجابت كما يشتهي ، كأن قوة خفية دفعتها لتقول ذلك :
- كلا يا ليون . لن اتحرر .
- هذا هو التعقل بعينه . ارجو ان تهدئي الآن و تتقبلي الحياة الهنيئة التي اقدمها لك .

نظرت اليه بعينين باكيتين و قالت :
- لا حياة لي ، انك حرمتني من سعادتي الآن و في المستقبل .

اطبق يديه بقوة و لكنها فسرت ذلك بأنه دليل انفعال داخلي لا على غضب و رأت شريانا في عنقه ينبض و الشمس تعكس نورها على صدغه الأشيب فتحوله الى لون الفضة .
جعله هذا يبدو اكبر من سنيه الاحدى و الثلاثين ، و ربما يعود ذلك الى حياته الماجنة .

نظر هو الآخر اليها و ثبت عينيه في عينيها و رآهما تلمعان .
بدا كأنه يريد ان يتكلم و لكنه بدلا من ذلك ادار ظهره اليها و ذهب تاركا اياها حزينة بائسة . كان يؤلمها ان تكون مع هذا الرجل الذي هو سجانها ...

ظلت برهة على هذه الحال ثم اخذت تتجول في انحاء الحديقة يتبعها احد البستانيين عن كثب حاملا معولا لتنظيف الحشائش و في اليد الاخرى سبحة كان يسبح بها و هو يتمتم او يغني .

تنهدت حسرة و ندما . كانت قد قالت لزوجها انها لن تتحرر ، و ها هي الآن تفكر بالحرية . و لكنها عندما تكون بين يديه تبدو مسحورة بقوة مغناطيسية تجعلها تستسلم لكل رغباته و نزواته مثل دمية تسيرها الخيطان .

و عندما تكون وحدها ترى زوجها كغمامة عابرة دخلت حياتها و لم يعد لها اية اهمية .
و عندها فقط يحتل ديفد تفكيرها لأن جاذبية و سطوة ليون بعيدتان عنها .
و تعود تفكر في بيتها الجديد الذي و ضبته مع ديفد و اثاثه الذي اشترياه بعناية فائقة و كل ذلك بعد دراسات و ابحاث و زيارات الى المخازن لاختيار الصنف و اللون و الشكل .
كانت اياما حلوة تلك التي كانا يمضيانها معا لتجهيز عش المستقبل و كم يتولاها الحنين لتلك الساعات الهادئة عندما كانا يتجولان في المخازن و هو ممسك بيدها أو يخططان حياتهما المقبلة بحب و اخلاص ...

و الآن ... هل ستجتمع بديفد مرة اخرى اذا نجحت في الهرب ؟ و اذا هي هربت ، على ليون ان يطلقها ، و اليونانيون لا يؤمنون بالطلاق . و لكنها فكرت فجأة في احتمال ان يكون هناك مولود و أخافها هذا الاحتمال .
كلا ، لا تريد مولودا بالرغم من تأكيد ليون على ذلك ، لأن هذا يعني نهاية أملها في الهرب ...
خاطبت نفسها :
- لا يجب ان افكر في ذلك . يجب ان افكر في الهروب . اذ كلما طال مكوثي هنا كلما زادت احتمالات ارتباطي بطفل .

و بينما كانا يتناولان طعام العشاء في ذلك المساء رآها ليون صامتة تفكر .
قال ظنا منه انها تفكر في ديفد :
-آن الاوان لأن تطردي الشخص الآخر من رأسك . انا زوجك و كلما اسرعت في ادراك هذا و التكيف به كلما كان ذلك افضل .

أفسد عليها تجهم وجهه و كلامه ما كانت تفكر به . و أقرت تارا في نفسها بأن ليون كان يبدو جذابا في طقمه الناصع ذي اللون الاخضر الخفيف .
و له هيئة مميزة لا توجد الا في طبقة الاشراف .
و من ينظر اليه يرى فيه سيدا مثقفا له دماثة خاصة .
بالاضافة الى قامته المديدة الرشيقة كقامات أبطال الرياضة الذين لا يزيد وزنهم غراما واحدا عن المطلوب .

لم تطل التفكير فاجابته :
- لن يخرج ديفد من حياتي . انه الرجل الذي اخترته زوجا لي ، الرجل الذي اعرف اني استطيع ان احبه و ان اكون سعيدة معه طيلة حياتي .
- لو تزوجته لأصبحت أتعس النساء !

كانت لصوته رنة من لا يعرف الا الأمر و النهي .
و فتحت تارا فمها لتعلق على ذلك لكنه قال :
- انا اعطيك كل هذا ، فلم لا تقنعين ؟
- الحب اساس الزواج . لهذا لا يمكنني القبول .
- انتم الانكليز عاطفيون ... و الانكليزيات بصورة خاصة . قولي لي بربك ، كم يدوم هذا الحب ؟
- الحب الصحيح لا يزول ، و لكنكم معشر اليونانيين لا تفهمون ذلك . الحب و العناية هما اهم شيئ في الحياة الزوجية .
- و الانسجام الجسماني ، اليس مهما هذا الآخر ؟
- ربما ...
سألها مستغربا :
- ربما ؟ قولي بصراحة ، أليس هذا أهم شيئ في زواجنا ؟
- هو الشيئ الوحيد في زواجنا .
- و الماديات ؟ معظم النساء يكن سعيدات لو حصلن على ما لديك الآن اذا تمسكت به و لم تهربي .
استطيع ان امنحك اعلى مستوى من الترف و العيش الفخم ... انظري الى بيتنا مثلا ... نملك يختا و عندما تأتين معي الى اثينا ستعيشين في شقة فخمة و ستكون لك سيارتك الخاصة .
- كل ذلك ... و لكن بدون حب .
- اخبريني . كم عدد صديقاتك اللواتي تزوجن عن حب ... و يعشن سعيدات بحبهن فقط كما تتصورين ؟

تطلعت اليه ، لكنها لم تقل شيئا . تذكرت سو و هي تعدد لها الزواجات التي تهدمت او هي مهددة بالانهيار . انه لمخيف حقا ، و لكن زواجها بديفد سيدوم لأن حبهما قوي ثابت .
- ما هو جو ابك على ذلك ؟
- يمكن للحب ان يدوم .
- الا تعرفين اصدقاء لك هانئين في حياتهم الزوجية ؟

لم يكن سؤاله استيضاحا ، بل تحديا . و اضاف يقول :
- تجدين الجواب هنا في اليونان . نحن نتزوج لإرضاء الغريزة و لانتاج الاولاد . و تزويج الاولاد في القرى
ما زال من مسؤليات الوالدين الذين يعرفون ما ينفع اولادهم .
- قف ! الزواج بالتسوية و المساواة من أرذل الامور !
- انسي الحب و ارضي بما لديك . و عندما تعودين الى رشدك سنكون سعيدين حقا .
- تذكرت الآن انك تمنيت ان اقع في حبك .
- قلت ستكون الحياة افضل مع الحب و لم أعن الحب الجامح الذي يتغنى به الشعراء و الكتاب . في نظري ان الحب علاقة واقعية .

ابتسم عند هذه الكلمة و تابع يقول :
- اما الحب الذي نسمع عنه فإنه سخافة .
- سترى ان الكثير ينقصك في الحياة . استطيع القول انك ستجد فيها متعة حسية لا اكثر .
- انت كلبة صغيرة يا تارا . لم أعد اتحمل مهاتراتك المسمومة دون ان ارد لك الكيل كيلين .

اخذا يأكلان بصمت . و كان ليون يظهر اهتماما واضحا بمظهرها .
كان لبشرتها لون ذهبي لأنها تأخذ حمام شمس كل يوم .
و خفت شقرة شعرها و الخصل التي تتوج جبهتها العريضة الدالة على الذكاء .
عيناها واسعتان لكن حزينتان و فمها يرتجف بين الحين و الحين متأثرا بما يجول في فكرها.
رآها صغيرة و بلا حول امام سطوته .
و كانت تنظر اليه احيانا فترى عبوسا في وجهه او شرود في عينيه يدل على انه غارق في التفكير .
- سأحيي حفلة عشاء صغيرة الاسبوع القادم .

قال ذلك كأنه لم يفطن لهذا القرار إلا الآن .
- آن الاوان لأن افخر بوجود زوجتي الجميلة .
- قد استعين بهم في الهرب !

نظرت اليه مستغربة من عبارتها و قالت :
- هل مستعد انت لهذه المجازفة ؟
- يا طفلتي الصغيرة . هل تتصورين حقا ان اصدقائي سينصتون الى ادعائك باني اختطفتك و تزوجتك بالقوة ؟ قد يشكون في قواك العقلية .

تضايقت من منطقه . انه دائما على حق .
كم تكرهه ! و بالرغم من ثقته التامة في استحالة هربها ... فانها ستبرهن له انه مخطئ ...

قبل حفلة العشاء ببضعة ايام اشترى ليون فستانا لها و وضعه على السرير .
سألته من اين اتى به اذ كانت ترتاب في انه قد يكون أحد فساتين صديقاته .
قال ضاحكا و كأنه خمن شكوكها :
- لا اعمل شيئا كهذا لزوجتي يا تارا . هذا محتمل لغيرك ، و مستحيل لك .

نظرت اليه نظرة فضول و استيضاح :
- هل تحترمني ؟

تردد قليلا قبل ان يجيب بسرعة و بدون انتباه :
- اكثر من احترامي لاي امرأة من قبل .

ثم قال مشيرا الى الثوب :
- اشتريته هنا في الجزيرة . و هو بقياس الفساتين الاخرى .
- في الجزيرة ؟ هل في الجزيرة مخازن ازياء ؟
- توجد خياطة في القرية ... مارغاريتا . هي التي عملته حسب تصميمي .

ثم نظر اليها و ابتسم :
- سأسمح لك بزيارة القرية اذا وعدتني بعدم الهرب .
- لن أعدك مطلقا ...

كان جوابها دون تردد ، الا انها نظرت اليه بعينين واسعتين و قالت :
- هل تثق بي اذا وعدتك ؟

شعرت كأن قلبها سيقفز من صدرها لشدة خفقانه . فهذه فرصتها .
ستعده و سيثق في وعدها و ستكون هذه طريقها الى الحرية ... زوارق النقل متعددة بين الجزيرة و بيراوس . و هي تراها من بينها .
ضيق فتحة عينيه لأن دهاءه كشف له عن نواياها فقال :
- اذا وعدت يتحتم عليك ان تلتزمي بوعدك .
- ماذا تعني بذلك ؟
- لا شيئ . كل ما هناك انني اثق بك ؟
- اتثق بي ... الى هذا
الحد ؟

هزت رأسها غير مصدقة ما يقول و اضافت :
- لن ترتكب هذه الحماقة !
- اعرف انك لن تخوني وعدك . انا مستعد ان امنحك حريتك اذا وعدتني فقط .

كان يتكلم واثقا . اما هي فلم تجب ، و كان فكرها في دوامة .
هل سيثق بها حقا ؟ يبدو ذلك مستحيلا .
من المؤكد انه لن يعتبرها عديمة الشرف اذا هي وعدته و حنثت بوعدها ، اذ تؤمن ان لها مطلق الحق في عدم تنفيذ وعدها ... و ستفعل ذلك .
ثم تساءلت : هل سيفعل ذلك حقا ... ؟
- و الآن ... ؟

هزت رأسها و قالت :
- كلا . لا استطيع وعدك بذلك .
- ربما فيما بعد .

و تحول الى موضوع الخياطة و قال :
- تملك مارغاريتا مصنعا صغيرا في نهاية الميناء . إبرتها سحرية في العمل .
وانا ادرس امكانية ضمها الى مؤسستي .

توقف قليلا كمن يستريح ثم اضاف :
- ستتعرفين على إلين في حفلة العشاء . انها اجمل و اذكى من جميع نماذجنا .

لم تفهم تارا لماذا اصابتها قشعريرة برد خفيفة في ظهرها .
- اوه ... أهي يونانية ؟
- والدها يوناني و والدتها انكليزية .

و بحركة عادية رفع الفستان و اخذ يتلمس الاجزاء المطرزة فيه .
اعجبت تارا بخبرته حتى في طريقة حمل الفستان بين يديه .
و بدا لها غير ذلك الرجل العنيد المتغطرس .
ثم حول نظره من الفستان الى قوام زوجته الرشيق و الى وجهها و شعرها .
- كان يجب قص شعرك . ذكريني ان اتصل بمصفف الشعر ليأتي غدا .

توهجت عينا تارا و صرخت :
- لن اسمح بذلك . أحب شعري كما هو !

لم يؤثر غضبها فيه فقال :
- شعرك لا يليق بك هكذا و لا بالشكل الذي سألبسك اياه ، و خاصة بهذا الفستان .
- انت تلبسني كما تشاء ؟ هل تعتقد اني عبدة بلا ارادة و ظيفتها اطاعة سيدها و ارضاؤه ؟

و قالت بصوت مخنوق :
- فكر فيما اقول مليا . لن ألبس كما يشتهي الغير .
- تظلين غير أليفة كالقطط . انك لم تلبسي الا ما قدمته لك حتى الآن .
- لأنه لا خيار لي .
- و لذلك ستلبسين ما اختاره لك . و لكن اذا وعدتني بعدم الهروب ستتمكنين من زيارة محلات الازياء في اثينا و ستختارين ما يحلو لك .

كان دمها يغلي في عروقها .
هو يلبسها كما يشاء ! و لكنها امسكت عن الكلام ، غير انها صممت الا تلبس الفستان الذي بين يديه .

و في مساء حفلة العشاء استحمت تارا و اخرجت فستانا آخر من خزانتها .
و لكنها تأملت الفستان الذي يريد منها ان تلبسه فوجدته فعلا غاية في الكمال .
كان بلون القرنفل الزهري له بطانة خضراء خفيفة تظهر من خلال فتحات التطريز .
و كانت اكمامه طويلة تبدأ عند الخصر بثنيات متعددة واسعة .
جربته في الصباح بعد قص شعرها و رأت انه من جمالها ... ادركت ان ليون يملك بصيرة حادة تؤمن النجاح لأي شركة ازياء .
- لن ألبسه ! و لن يفرض ارادته علي !

لبست الفستان الآخر .
وكانت واقفة امام المرآة عندما اتى ليون من الغرفة الثانية يرتدي طقما فخما من الكتان الاخضر الباهت و قميصا ابيض في صدره ثنيات .
و توقف فجأة عندما رأى فستانا آخر بين يديها .
- ماذا جرى ؟ هل حدث شيئ للفستان ؟
- ليس به اي شيئ .

هاهي تثور تفور كما يحدث لها عادة .
- لن البسه ، هذا كل ما في الامر . افضل عليه هذا .

تعرف انها كذبت عليه .
- يا لك من ...

وقف امامها كالجبار و قد اسود وجهه من حدة الغضب و قال مهددا :
- اخلعيه حالا ! هذا ليس فستان سهرة ...
- اعرف ذلك لي شيئ من قدرة التمييز .
- اين الفستان الآخر ؟

كان اهدأ بقليل الا انه كان قلقا .
- في الخزانة . لن البسه .

كانت تقاوم حتى و هي ترتجف .
- اقسم بالله انك ستلبسينه . اخلعي هذا و الا اجبرتك بالقوة .

تراجعت مذعورة و اخذ الدم يتلاشى من وجنتيها و خافت من انه سيضربها .
- اياك و ان تلمسني . انا ...

لم تكمل عبارتها لانه بحركة عصبية مزق الفستان الذي عليها من ياقته الى طرفه الاسفل تقريبا .

و قبل ان تتحرك خطوة واحدة انتزعه عن جسمها كليا فبقيت بملابسها الداخلية .
و اشار بيده نحو الخزانة و صرخ قائلا :
- اريد الفستان الثاني . الآن يا تارا و إلا ...

و بالرغم من غيضها الذي غمرها كالطوفان توجهت الى الخزانة تفاديا لضربة قد يوجهها اليها .
- لا ... لا اريد ان ... ان البسه .

كانت العبرات تخنقها فبكت مثل طفلة .
- ارتديه !

بدأت تلبسه طائعة و الدموع ما زالت تسيل من عينيها .
- حسنا عملت . ان ضيوفنا سيكونون هنا بعد بضع دقائق . فلا تتأخري .

و خرج تاركا اياها في حالة لا تطاق من الغيظ و القهر .
- اكرهه . قد أقتله !

وضعت رأسها بين يديها و اخذت تبكي .
- كيف استطيع ان استمر في حياة كهذه ؟ كيف ؟ آه يا ديفد ... لو استطيع ان ارسل لك رسالة واحدة ...

كفت عن البكاء خوفا من بطش زوجها و غسلت عينيها . كان منظر وجهها بشعا عندما تطلعت في المرآة .

تملكها الغضب مرة ثانية و تغلب على حذرها فأصرت على عدم ارتداء الثوب ، و لن يتمكن ليون منها هذه المرة .
أخذت تنزعه عنها بتمهل .
و بحركات جنونية حاولت تمزيقه و لكنها فطنت الى مقص الأظافر فتناولته و أخذت تمزقه قطعا صغيرة .

دخل عليها ليون و وجدها في عباءة نوم .
- ألست جاهزة بعد ؟

و لكنه ذهل عندما وقع نظره على الفستان الممزق و لم يصدق ما رأت عيناه .
و لتزيد الطين بلة لم تبال بما قد يفعله بها ، فأخذت قطع الفستان و رمته في وجهه .
- قلت اني لن البسه و كنت جادة في قولي . انا البس ما اختاره لنفسي ... يجب ان تفهم ذلك !

كان كله شعلة من الغضب . ازرق وجهه و انتفخت شرايينه فهجم عليها بخفة القط و اخذ يهزها هزا عنيفا سريعا دون توقف جعلها تحس بضربات مطرقة داخل رأسها .
و ظل على هذه الحال الى ان اخذ يلهث من التعب فتوقف .
لكن عباءة البيت و هي خفيفة جدا تمزقت و انزلقت من على جسمها فأخذت تستر نفسها .
- ماذا سترتدين الآن ؟ ليس هناك ما يلائمك .

سمعت اسنانه تصطك و رأته ينظر الى ساعته .
و لم تبال هي بما ترتدي او لا ترتدي ، فقد شعرت بنشوة اول انتصار لها عليه .
كان ليون امام الخزانة يبحث بين الفساتين الاخرى بينما تارا تنتظر و هي تصغي الى الجنادب الليلية بين الاشجار .
و جد ثوبا في نهاية الامر .
كان ثوب سهرة هو الآخر بلون الفيروز الازرق .
كانت تحب هذا الثوب و لكنه ليس على ذوق ليون الذي يريد لها فستانا خاصا لهذه الحفلة .
- البسي هذا . انه افضل شيئ .

اطاعته بسهولة هذه المرة متنازلة عن كل رغبة في القتال بعد نشوة الانتصار ،
و قد يقنعه عملها هذا بانه لا يجب ان يتوقع منها خضوعا اعمى دائما ...منتديات ليلاس

****************

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 10-10-08, 03:08 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8 - عذاب في الفردوس



عندما نزلت تارا من غرفة نومها كان هناك ضيفان و صلا قبل غيرهما و استقبلهما ليون .
و كان ستاماتي عند الباب و تناول من الفتاة معطفها الفرو .
حملقت تارا في جمال هذه الفتاة التي لا يبدو فيها اي عيب و التي عرفت فيها عارضة الازياء التي تكلم عنها ليون .
كانت الفتاة طويلة و ساحرة في لباسها المكون من فستان صمم ليبرز مفاتن جسمها .
و رأت فيها رمزا لتفوق الانوثة .
و كلما قارنت فستانها بفستان الفتاة ودت لو تختفي عن الانظار نظرا للفرق الكبير بين الاثنين .
صمم ليون فستان هذه الفتاة كنموذج رائع يضفي جمالا على جمال وجهها و جسمها كما يراهما هو .
فهمت الآن شعور زوجها و حماقتها في اتلاف الثوب الذي اراده ان يكون ارقى نماذجه تصميما .

رأت تارا البريق في عيني ليون و هو ينظر الى الفتاة ثم اليها .
- الين ، أعرفك على تارا زوجتي .

مدت الفتاة يدها و هي تلقي نظرة فاحصة بعينيها السوداوين على ثوب تارا .
بالطبع لن تستطيع تارا ان تقرأ افكار إلين التي تعرف كيف تخيفها عند اللزوم .

صافحت تارا تلك اليد و هي تشعر باحساس جليدي يلف جسمها ، فقد احست تارا بعداء هذه الفتاة نحوها على الفور .
- لي الشرف .

قالت إلين ذلك و التفتت الى ليون لتهنئه :
- انها فاتنة حقا ! كانت دهشتنا جميعا كبيرة ، و لم أصدق عندما اتصلت بي لتزف الي الخبر .

رد ليون على ذلك بابتسامة باردة .
ثم عرف زوجته على رفيق الفتاة ،
نيقولاوس كاليرجيس .
كان متوسط القامة ، له شعر اسود كاليل و عينان كستنائيتان .
يناهز الثامنة و العشرين و يملك سفينتي ركاب و مزارع زيتون شاسعة .
تناول يد تارا و احتفظ بها مدة اطول من اللازم .
التقت عيناها بعينيه و تولاها شعور لم تفهم سببه .
إلا انها رأت في عينيه نظرة صداقة فورية كما رأتها في شفتيه الممتلئتين .
- انا سعيد بالتعرف عليك يا تارا .

قالها باخلاص و هو يقفز بنظره من إلين الى ليون .
و توجه بالكلام الى تارا مرة اخرى :
- كيف استطعت التغلب على مناعة هذا الاعزب العنيد ؟

تورد وجهها و لكنها لم تجب ، و هي تعي تماما ان نظرة إلين المترفعة تعني ان ليون لم يتزوجها لنباهتها و ذوقها السليم .

تضايقت تارا داخليا من احتمال نقد إلين لأنها لا تظهر بالشكل الذي يليق بالمقام و هي زوجة لأشهر مصمم أزياء .

وصل ضيفان آخران بعد خمس دقائق و انضما الى باقي الضيوف في غرفة الجلوس حيث كانوا يتناولون المقبلات .
الضيفان رجل و امرأته و هما اكبر سنا بكثير من إلين و نيقولاوس ، و قد احبتهما تارا كما احبت ضيفين آخرين هما جوليا و كرستاكيس ميتاس . لم تمل للاشتراك في الحديث فكانت تتسمع فقط .
و كان آخر الضيوف الذين وصلوا أغني و لوكيس اماخيس ، و أغني هذه لها من العمر خمس و اربعون سنة . و دهشت تارا عندما علمت بأن أغني متساوية مع زوجها حقا و ودت لو تعرف كيف رفعت نفسها الى هذا المستوى في بلد يضع المرأة دون مستوى الرجل .

و عندما قدم ليون زوجته الى لوكيس للتعارف قال هذا الأخير و هو يبتسم في وجهها :
- هذا مثير حقا . ليون متزوج ... و لم يعلم اي من اصدقائه لا من قريب او بعيد بنيته في الزواج .

كان لفظه و هو يتكلم الانكليزية كلفظ زوجته اقرب الى اليونانية منه الى الانكليزية بعكس إلين و ليون اللذين يتكلمانها بطلاقة .
و سألت أغني ليون اذا كانا قد تعارفا مدة طويلة .
و لاحظت تارا ان المتكلمة توجهت بنظراتها الى الفتاة الجميلة التي كانب تجلس منزوية على كرسي قرب النافذة و ورائها الستائر المذهبة التي زادت من جمالها الساحر .
اجاب ليون :
- كانت مدة التعارف قصيرة ، و كانت لحظة من تلك اللحظات التي يحدث فيها الانجذاب المتبادل من اول نظرة .

قال ذلك و هو ينظر الى زوجته التي كانت تعرف ان ذرة من كلامه لم تكن صحيحة .
و الصحيح هو ان الذي انجذب و هي التي نفرت منه عند النظرة الاولى .
و تابع ليون كلامه قائلا بصوته العذب :
- و لهذا السبب لم يكن امامنا سوى الزواج .

اطبقت إلين شفتيها و مالت الى الامام فتناولت سيكارة من العلبة .
تساءلت تارا كم من المرات قامت إلين بهذه الحركة قبل الآن .
و اسرع ليون فأشعل لها السيكارة .
و لاحظت تارا كيف تقابلت أعينهما .
و لكنها لم تلاحظ فيها اي تعبير خاص .

كانت حفلة العشاء هانئة و كان نيقولاوس الجالس قبالة تارا يحادثها معظم الوقت بالرغم من النظرات الخفية التي كان ليون يرميه بها .
رأت تارا تلك النظرات إلا انها لم تعبأ بها فتابعت حديثها مع نيقولاوس الذي فضلته على الضيوف الستة .
و ما اتت السهرة على نهايتها حتى قام بينهما نوع من الرباط لم يعرفا مدى قوته أو تأثيره في هذه المرحلة .
إلا ان تارا كانت متأكدة من انهما سيلتقيان مرة ثانية ... و لكن وحدهما ...
وكما توقعت كان ليون غاضبا .
اذ ما ان رحل آخر الضيوف حتى عاتبها على استفراد نيقولاوس دون باقي الضيوف في الحديث .
و اتجهت تارا بفكرها الى إلين التي استفردت زوجها في عدة مناسبات و غازلته بغاية لفت نظره الى الفارق بين مظهرها ومظهر زوجته .
غضبت تارا هي الأخرى دون ان تعرف الدافع ، فهي لا تغار من الالفة الموجودة بينه و بين إلين الجميلة .
- قمت بمتطلبات المجاملة اللطيفة . الا تتوقع مني ذلك ؟
- كنت اتوقع منك ذلك تجاه الجميع . و لكنك كرست وقتك لنيقولاوس فقط .
- اي عمل اقوم به لا يعجبك . اعلمني و لو مرة واحدة بعمل يروق في عينيك حتى اسجله .
- انتبهي . مزاجي لا يتحمل اي شيئ الآن .
- كان نيقولاوس لطيفا و ظريفا ، و في كل الاحوال اظرف من صديقتك إلين .

لم يظهر على وجهه اي انفعال غير انه سألها :
- الم تهتمي بإلين ؟
- كلا ، لم اهتم . كانت تنظر الي كأني أدنى منها مستوى .
- هذا بسبب فستانك ...
- و من اشترى هذا الفستان لي ؟
- و لكن ليس لمناسبة كمناسبة هذه الليلة . و لكل مناسبة فستانها الخاص ، و هذا ما يجب ان تتعلميه .
- هذا سخيف . يلبس الانسان ما يروق له .
- انت زوجتي و يجب ان تكوني مثالا للغير ، و ان يكون ملبسك في منتهى الكمال شكلا و لونا و زيا .
- هذا حديث الخبراء ! كنت فتاة عاملة دفعتني الى هذه البيئة ... التي اكرهها !
- كاذبة !

كان مزاجه هادئا و متزنا مما اثار اعجاب تارا .
كم تتمنى لو تحظى بقوة ارادة كقوة ارادته في ضبط الاعصاب .
- اشعر اني اريد ان اذهب للفراش .
- هذه مبادرة تعجبني .

لم تفكر في ما فكر به و قالت بغضب ظاهر :
- اريد ان ابقى وحدي ... و لو مرة واحدة .
- كاذبة !

و لم يترك لها الوقت لتتكلم اذ اخذها بين ذراعيه و عانقها بضراوة قائلا :
- نعم يجب ان نذهب للفراش .

وقفت تارا عند النافذة تنظر الى الافق البعيد .
هناك ما وراء الافق ، وطنها انكلترا و ديفد ... اخذت افكارها تجول هنا و هناك و تذكرت شيئا قالته إلين عندما كانتا جالستين معا على الديوان في احدى لحظات الحفلة :
- لم يتوقع اي منا ان يتزوج ليون بهذه السرعة ، و الكل يأمل ألا يندم على ذلك .

كان هذا الكلام مع صراحته دون اي تأثير على تارا .
ان علاقة إلين بليون اكثر من عارضة ازياء بمصمم ازياء .
تبين لها الآن كيف كان الضيوف ينظرون اليها بلطف و اعجاب و ربما يتساءلون عما وجد ليون في هذه الانكليزية حتى يتزوجها بهذه الصورة المفاجئة .

و كان نيقولاوس وحده الذي انسجم مع تارا منذ اللحظة الاولى و ربطت اسمه بفكرة الهرب .

قال لها اثناء الحديث انه يملك يختا متينا و هو موجود في الميناء .
و تمنت لو تستطيع ان تميز يخته بين الزوارق و اليخوت الراسية هنالك .
و أملت في ان يعيدها هذا اليخت يوما ما الى حريتها .
كان الميناء يتلألأ بأنوار الزوارق و اليخوت و في خارجه تحوم زوارق الصيد .
و حين يطل القمر من بين الغيوم يحول سطح الماء الى مرآة لامعة تتخللها ظلال يلعب بها النور في سحر طبيعي خلاب .
كان من سمى هذه بجزيرة الفردوس على حق .

فتحت تارا النافذة فوصل الى أنفها أريج الازهار الذي كان يختلط برائحة شجر الصنوبر .

و فجأة رأت نفسها تنتقل الى عالم لا نهاية له حيث لا توجد اشياء حقيقية او اشياء حسية .
ديفد ليس موجودا و الهرب لم تعد له تلك الاهمية .
كما لم تعد اهمية للماضي او للمستقبل .
و لكن في الوقت نفسه احست بوجود شيئ حقيقي في الغرفة .
استدارت و رأت زوجها واقفا على مسافة قصيرة منها بوجهه الجميل و قده الرشيق .
و لاحظت ان عباءة النوم التي كان يرتديها لم تكن مزررة من الامام فكشفت عن صدره .
تلون وجهها عندما واجهها بسؤال وجدت فيه قوته السحرية كلها :
- ألست مستعدة لي يا زوجتي ؟

تنهدت و هزت رأسها بالنفي .
و لكنها لم تقاومه عندما جذبها اليه .
- هل ما زلت عند قولك بأنك تفضلين البقاء وحدك الليلة ؟

كانت عيناه تأكلانها أكلا و ابتسامته تدل على انه يتوقع كالعادة ان يتغلب على اية مقاومة قد تبدر عنها .

كانت تكره هذه النظرة كما تكره ضعفها و استسلامها لسطوته السحرية .
و تشمئز من شعوره بالنصر على ارادتها و حرية التلاعب بها كالعجينة دون ان يلقى منها حتى ارادة في صده .
- اجيبيني يا تارا !

كان يصر على سماع ردها .
رفعت اليه عينين رأى فيهما توسلا كي يتابع ما هو ناو عليه .
- لا يا ليون ... لا اريد ان ... ان ابقى وحدي ...

* * *

ماذا جرى لها ؟ سألت نفسها هذا السؤال عندما امرها زوجها بارتداء لباس سباحة من نوع خاص فأطاعته .
اذا كانت تقاومه في السابق بعقلها اصبح عقلها مستسلما لجسمها الآن و مع مرور الزمن و تكرار هذه الطاعة العمياء تخشى تارا الا تستطيع ابدا الرجوع الى الوراء .
تعرف قوة جاذبيته لها و قوة جاذبيتها له و هذا هو موضع ضعفها .
اذ انها تقاومه في وضح النهار و لا تفكر بمقاومته في هدوء الليل ، و لكن مقاومتها بدأت تخف حتى في وضح النهار .
و ليون يعرف متى و كين يجعلها تطيع كعبدة بلا روح .
و يعرف انها عندما تكون بين ذراعيه تطيع كل امر يصدره اليها .
و لكن هل يعرف انها تخافه و تخاف استبداد اوامره في النهار ؟

امرها الان و في وضح النهار بأن ترتدي لباس السباحة و رأت عينيه تحدرانها من الرفض ، ففكرت بضعف مقاومتها الجسدية و الالم الذي تشعر به كلما هزتها يداه القويتان من كتفيها .
و مع ذلك كانت تتصدى له .

اما الآن فقد وصلت مقاومتها الى ادنى حد تستسلم ليس فقط بالجسم بل بالعقل و الروح ايضا .

و لأنها عبست عندما أراها ثوب سباحة اصغر من قبضة يدها اراد ان ينتقم منها و يبرهن لها على انه هو السيد المطاع .
فأرغمها على ان تلبسه امامه .
اعجبه الثوب و قال لها :
- انزلي الى الحديقة الآن ، و لكن لا تتعرضي للشمس كثيرا .

سألته اذا كان سيأتي هو ايضا ، و تمنت ان يرفض لأنها تفضل ان تبقى وحدها في الحديقة ، فالوحدة بلسم لها عندما تختلي بذكرياتها الماضية .
بدا لها في كثير من الاحيان انها تستطيع ان تنسى ديفد و مأساة اختطافها و زواجها بالقوة .
و لكنها لم تستطع هضم فكرة ان يتخذها ليون مرافقة له اذا هي رفضت الزواج منه فيقذف بها الى الشارع متى شاء اذا ضجر منها .

فاذا كان ليون لا يجد فرقا بين امرأة في بيته تكون زوجة له و امرأة تسلية ، فلماذا تزوجها اذن ؟
منتديات ليلاس
قطع صوته تأملاتها عندما قال انه مشغول في مكتبه .
و لكنه كان ينظر اليها بتشوق ، و رنت في اذنها عباراته التي تقول بان جسمها ملك له و له الحق في التصرف به كيفما يشاء .
و تساءلت اذا كانت نظراته تعني انه يفكر في امتلاكه لها في تلك اللحظة .
اذا كان هو مستعدا فلم تكن لها اية رغبة في ذلك .
و لكي تتخلص منه اخذت تبحث عن عباءة الحمام .
و عوضا عن ان يدلها عليها اخذها وضمها اليه و لم يتركها .

كانت متمددة على كرسي بحري طويل عند المسبح حيث يصل الى سمعها أزيز الحشرات في اغصان الاشجار و صوت معول البستاني و هو يعمل هنا و هناك من حولها و هو يراقبها كي لا تهرب حتى في ثوب الحمام و العباءة التي لا تستر كثيرا .

مضى عليها نصف ساعة و هي مسترخية متناعسة عندما افاقت على صوت زوجها .
- رائعة ! رائعة جدا !

ابتسم و لأول مرة ترى على وجهه هذه الابتسامة .
- هل استطيع مجالستك ؟
- من يمنعك ؟

و اشارت بيدها الى كرسي طويل آخر يبعد عنها قليلا .
لم تعجبه طريقتها في استقباله و قال بعد ان تلاشت الابتسامة :
- لا تكوني كالكلبة . من الواضح اني غير مرغوب فيي هنا .

قال ذلك و جلس .
كان لابسا سروال السباحة و قميصا بسيطا لا يغطي عضلات ذراعيه و صدره .
حتى و هو في هذا اللباس كان مميزا .
نظرت الى عينيه الحادتين و وجهه البرونزي و فكيه اللذين يذكرانها بفكي تمثال اغريقي قديم .
و نظرت الى فمه و شفتيه الممتلئتين .
و دون ان تفكر وجدت نفسها تقارن بينه و بين ديفد ، و لم ترى فيهما نقاطا مشتركة ... لا يستطيع الانسان ان يقارن النمر بالجمل .

فكرت في ان توجه له سؤالا يراودها منذ مدة :
- لماذا تزوجتني يا ليون ؟

و لما اكتفى بالنظر اليها بحدة دون ان يجيب ، اضافت :
- لم تكن بحاجة الى الزواج .

كانت تتفحصه بانتباه كبير .
- كنت تمتلكني حتى قبل الزواج ، و كان في امكانك و انا في قبضتك ان تتسلى بي بغير زواج و تتخلص مني متى وجدت واحدة غيري .

كان ينظر الى البستاني الذي له وجه لا يدل على اي انفعال او عاطفة .
- الاحتفاظ بك من دون زواج كان مستحيلا في هذه الظروف .
- ماذا تعني بذلك ؟
- لا تنسي اني اختطفتك . فاذا ابقيتك في بيتي بغير زواج و من ثم تخلصت منك تستطيعين سجني . اما الآن فلا مجال لك باتهامي بأي شيئ و لذا كان الزواج ضمانة تحميني من المتاعب .
- ماذا تعني بقولك انه ليس لدي اي قضية او شكوى
ضدك ؟
- انت تزوجتني بارادتك و انت الآن زوجتي ... ماذا تستطيعين ان تفعلي فيما لو تمكنت من الافلات مني ؟
- سأذهب الى الشرطة طبعا .
- هذا لن يفيدك لأنك وعدتني بالزواج ، أنسيت ؟ و تزوجتني و لم تحتجي او حتى تتذمري .
- انت لست بهذا الذكاء كما تعتقد . سأنال منك يوما .
- اما زلت تحلمين بالهرب ؟
- طبعا .
- ما أحمقك ! ألم تفكري بأنك حامل ؟

نظرت اليه و الدم يصعد الى وجهها .
- كلا ، لا ... ماذا يؤكد لك ذلك ... ؟
- انا لست ابن البارحة . انت سجينة هنا يا تارا ... الى الابد .

كادت تبكي لأن تأكيده أخافها .
وبدأت تصدقه بالرغم من ميلها الى انكار هذه الحقيقة .
اين العدالة في كل هذا ؟ لماذا فرض عليها القدر هذا الزواج الملعون ؟
- لو تعلم كم اكرهك و تقدر ذلك لتركتني اذهب حالا .

تجاهل زوجها بكاءها و نحيبها و شبهها بطفلة تبكي ، الا انه شعر بشيئ من العطف نحوها و رأت الشريان إياه يتحرك في عنقه . فقال :
- اذا وعدتني بما اريد يا تارا فسأطلق لك كل الحرية على هذه الجزيرة . اما و الحال كما هي عليه الآن ، لا اسمح لك و لو بشبر واحد خارج بيتنا . كوني عاقلة و عديني .
- انت قلت انني سجينتك ... بدون اي شك ، فلماذا تصر على الوعد ؟
- لا اريد ان اجازف بأي شيئ قبل ولادة الطفل . لأني اعرف تماما انك لن تتخلي عن طفلك و اعرف ايضا انك اذا وعدت فلن تحيدي عن وعدك ، و قلت ذلك سابقا .

اخذت تتأمل فيما قال . لو تستطيع الهرب قبل ولادة الطفل ... قالت لنفسها : " لن ألد طفلا ! سيدمر ذلك حياتي ... و لن يقبل ديفد طفل رجل آخر و لن يتزوجني " .

قال ليون متحولا الى موضوع آخر :
- انا ذاهب الى اثينا في الاسبوع القادم ، و سآخذك معي اذا اعطيتني هذا الوعد .

كان ينظر اليها بعينين متسائلتين و فيهما أمل بأنها سترد بالايجاب .
هزت رأسها و قالت انها لن تتمسك بأي وعد .
- انت أعند امرأة التقيت بها . اريد ان آخذك معي .
قالت باحتقار :
- لماذا كل هذا الازعاج ... ؟ الا تستطيع ان تجد احدى شعلاتك القديمات و تدعوها لتأتي معك ؟

لمعت عينا ليون كجمرتين تشتعلان .
- عودي الى البيت !

نهض و انهضها معه .
- سئمت كل هذا . ستشعرين بثقل يدي على جلدك بسبب ما قلت الآن .

كان يجرها جرا و كانت تعرف ان البستاني يتبعهما بنظره .
فلم تحاول تارا ان تقاوم .
الا ان قلبها كان يدق بسرعة هائلة و وجهها يشحب خوفا من ان يضربها بالرغم من انه لم يلجأ الى هذه الوسيلة مهما هدد .

لم تتوقع رحمة او شفقة هذه المرة بعد خبرتها السابقة مع بطشه .
فكرت في ان تتوسل اليه و لكن التوسل يقرفها .
و يقرفها اكثر من ذلك عندما تنكمش على نفسها من الخوف .

دخلا غرفة النوم و أغلق الباب خلفه بعنف .
و وقف امامها بقامته الطويلة و منكبيه العريضين و وجهه المخيف .

و لما تركها ابتعدت عنه و ركضت نحو النافذة و ظهرها الى الحائط كحيوان يحاصره عدوه و يستعد للانقضاض عليه .
رأت انه من الافضل ان تتوسل اليه اذ انها فقدت شجاعتها .
- ليون ... ارجوك ... لا تؤذني !
- تعالي الى هنا !

قصف صوته كالرعد و احست ان قلبها سيتوقف .
فوضعت يدها عليه و الدموع تهطل من عينيها بغزارة .
اطبق أسنانه و اشار الى قدميه :
- هنا ! أقسم بالله ، سأجعلك تندمين اذا لم تأتي !
- أ ... أنا ... لا استطيع ... اوه ، ليون ، ارجوك ...

لم يقل شيئا . و لكنه استمر يشير الى المكان عند قدميه .
كان السكون في الغرفة يزيد من عذابها و ذلها و غطى العرق جبينها و يديها .
- سأفعل كل ما تطلبه مني ...

توقفت عن الكلام .
و رغم ان ما ستفعله الآن هو اصعب شيئ لديها فقد اعتذرت لما قالت ، و لكنها لم تتوقف عن البكاء ما دام بقي خوفها منه قائما .
و بقي اصبعه يدل على نفس الموضع .
بدأت تجر نفسها جرا و الرعب يثقل مشيتها .
كان يبدو عليه انه مستعد لا لضربها فحسب بل لقتلها .
وفجأة تساءلت لماذا هذه المبالغة في غضبه ... أقر بأن له صديقات ، فلماذا ثار و غضب لمجرد قولها هذا له ؟ و قال لها ايضا انه يحترمها اكثر من أي امرأة اخرى .
فهل يعني غضبه انه يريد ان ينساهن ؟ تملكت منها هذه الفكرة فتابعت مشيتها و هي تحملق فيه متناسية انه ربما يمسك بها و يضربها .
و اذا كانت نيته ان ينساهن ، فهذا يعني انه ... لا ، هذا غير ممكن ، غير ممكن انه بدأ يتقرب اليها و يستحبها ... الم يقل مرارا و تكرارا انه لا يؤمن بالحب ؟
- و اخيرا ، قررت ان
تعتذري ؟

فقد صوته قليلا من قوته و رأت ان غضبه كان أقل حدة .
- لقد انقذت نفسك .

بدأت اعصابها تتمدد و تسترخي و ضربات قلبها تخف .
- اظهرت حكمة و تعقلا ، و بالفعل هذا خير ما عملت .

كانت انظاره تحتويها كليا كالهواء المحيط بكل شيئ .
شدها اليه بقوة و قال :
- قلت لك انك انقذت نفسك من الضرب ... و لكن ليس من عناقي !

ظلت تبكي و تتألم من هذه المعاملة غير الانسانية ، و كان بكاؤها ناعما و هي بين ذراعيه ، مستسلما للهزيمة امام المنتصر ، السيد ، المستبد .
و في لحظة الألم و المذلة قررت ألا تعاكسه و هو بهذه القوة التي كادت تهلكها و جعلت صدغيها تضربان مثل الطبل .
لماذا تسلك هذا المسلك ؟ كانت غريزتها في البقاء تستوجب المقاومة و الأخذ بالثأر .
الكرامة هي التي تدفعها للقتال و لكن زوجها عراها من كل كرامة عندما دفعها الى الاعتذار له .
- سأروضك . فاذا كان اليونانيون لا يتحملون العصيان من الرجال فكيف بالحري من النساء ؟ انت امرأة لي في هذا البلد و بهذه الصفة ستقدمين لي كل طاعة و احترام .

ورفع رأسها لتنظر في عينيه و قال :
- هل كلامي واضح ... يا زوجة ؟

اجابته بصوب بدا غريبا حتى في سمعها هي :
- نعم . نعم يا ليون . كلامك واضح تماما .
- هذا حسن ! ربما سيكون عيشنا معا اكثر هدوءا بعد الآن .

كانت تخضع له و تستسلم بمذلة لم تعرفها من قبل .
- انت تريدينني .

أرغمها على قول ذلك و هي تعرف ان كل حركة و كل كلمة يقصد منها اذلالها و اخضاعها و كسر عنفوانها .
حملها و مددها على السرير و في لحظة لم ينتبه لها فرت من بين يديه كالغزال و احتمت في الغرفة الثانية .
و لكن لسوء حظها كان مفتاح الباب من جهته هو و لم يكفها الوقت لفتح الباب و نزع المفتاح .
اذ كان ليون أسرع منها فحملها الى السرير مرة ثانية حيث فقدت كل روح للمقاومة و عادت عبدة له لا حول لها و لا قوة ...


*******************

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 10-10-08, 03:10 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


9 - لن أراك ابدا



كانت تارا وحدها في الحديقة عندما اتى دافوس أحد الخدم ليقول لها ان شخصا يدعى نيقولاوس يرغب في مقابلة السيدة ليون .

انتفضت تارا و لكنها كانت بغريزتها تتوقع ان تلتقي به ... على انفراد .
- ادخله الى غرفة الجلوس و قل له اني سأكون هناك بعد خمس دقائق .
- حسنا يا سيدتي .

نظرت الى البستاني و ابتسمت .
لم يطلب ليون الى اي من الخدم ان يكون حاضرا اذا استقبلت زائرا لأنه لم يتوقع زيارات خاصة بها .

كانت متأثرة جدا و هي تغير ثياب السباحة الى ثوب فيه ثنيات و له طوق أرجواني عند فتحته السفلى .
هذا واحد من عدة أثواب اشتراها ليون من محل مارغاريتا قبل بضعة ايام ، كلها جميلة .
بالاضافة الى بلوزات و تنانير و ألبسة داخلية حريرية .
و قفت تنظر الى نفسها في المرآة بعد ان استعملت احمر الشفاه و العطر .

لماذا اتى نيقولاوس ؟ هذا يعني انه يعرف بغياب ليون .
نهض عندما دخلت و نظر الى لباسها الجميل بإعجاب .
- تحياتي يا تارا !

مد كلتا يديه و رأت ان لابد من مد يديها و وضعهما فيهما .
- عرفت ان ليون ليس هنا فأتيت لأراك . لماذا لم تذهبي معه ؟
- هو مسافر في عمل و انا في الحقيقة لا اهتم بهذه الامور .

لم ترد ان تدخل في تفاصيل عدم ذهابها و اشارت اليه ليجلس و جلست هي بالقرب من النافذة .
كانت خجلة فلم تبدأ بالكلام ككل ربة بيت عندما تستقبل زائرا .
خاصة انها و نيقولاوس ما زالا غريبين ، ان كلا منهما يشعر بوجود هذا الرباط الذي قام بينهما في حفلة العشاء .
كان ينظر اليها دون ان يتكلم ففكرت في ان تطلعه على حياتها الآن . اذ أن شيئا فيها كان يقول لها انها ستفعل ذلك يوما . فلماذا التأجيل ؟

كيف تبدأ ؟ تلزمها مقدمة اما من عندها او من عنده .
و لكن كان كلاهما مرتبكين و افكارهما مشوشة .
و تنفست الصعداء عندما بادرها نيقولاوس بسؤال عن ظروف تعارفها بليون .
- كان هذا السؤال نفسه على طرف لساني في حفلة العشاء . و لكني اعرف ان ليون لا يحب الاجابة على اسئلة كهذه او حتى التفكير فيها .
- التقينا عندما كنت اعمل ممرضة في احد المستشفيات و صدف ان كان ليون مقيما في احد الغرف بعد ان تعرض لحادث سيارة .
- من الغريب حقا ان يسرع ليون في الزواج منك بعد هذه المدة القصيرة من تعارفكما .

ضحكت تارا و ندم نيقولاوس على عدم لباقته في توجيه هذه العبارة .
- آسف ! يجب ان افكر جيدا قبل الكلام و الا ابتعدت عن الاصول .
- هذا لا يهم . و قد أتيت لأنك تسر برؤيتي كما قلت .
- شيئ من هذا القبيل . رأيت ان اراك في وحدتك بعد ان رفضت الذهاب مع ليون الى اثينا .
- فعلا كنت اشعر بالوحدة . و انا مسرورة بمجيئك و كان لطفا منك ان تفكر فيي .

كشفت عيناه عن سروره و ترحيبه بما قالت :
- في المسألة سر غامض ، الا تعتقدين ذلك ؟
- سر غامض ؟
- في زواجك من ليون ...

توقف عن متابعة كلامه غير ان تارا شجعته على المضي لأنها تريد ان تعرف المزيد ، فقالت :
- تابع ، ارجوك . يهمني ما ستقوله .
- لذا كنت محقا في قولي عن وجود شيئ غير واضح .
السر هو ان ليون و إلين كانا صديقين حميمين طيلة السنة الماضية و كان الكل يعتقد بأنهما سيتزوجان في نهاية الأمر . و من ثم سافر فجأة الى انكلترا في رحلة عمل و عاد منها بعد تسعة ايام برفقتك . و كانت الايام التسعة هذه مدعاة استغراب لدى كل من يعرفه من اصدقاء و رجال اعمال و مستخدمين . كان مسلك إلين متزنا اثناء حفلة العشاء و لكنها ثارت عندما اتصل بها قبل ذلك ليعلمها بزواجه .

كانت تارا و هو يتكلم تحملق فيه و تفكر مليا فيما يقول .
- هل تشاجرا ؟
- اظن انه كان بينهما جدل او عتاب . إلين جميلة جدا و الرجال يلاحقونها . سمحت لواحد منهم فقط ان يرافقها في سهرات او ما شابه ذلك .

هز نيقولاوس كتفيه و رفع يديه و قال :
- انها مجرد اشاعة سمعتها و قد تكون صحيحة او مختلقة . انا اعرف تماما ان إلين كانت تجتذب ليون اكثر من غيره ...

قطع حبل كلامه و لام نفسه لأنه لم يكن لبقا في عبارته الاخيرة .
- اعرف ان في حياة ليون غيري من النساء . هذا متوقع ، أليس كذلك ؟
- بالطبع ، و لكن ليس من اللائق ان يذكر الانسان هذه الاشياء امام زوجته .
- ما عليك من هذا . كلمني عن إلين .
- كما قلت . انزعجت إلين كثيرا .

وقبل ان يتابع نظر في تارا مليا و سألها :
- هل تريدين فعلا ان تعرفي المزيد ؟
- نعم ، يا نيقولاوس . اريد .
- تعتقد إلين انه تزوجك ليستغلك فقط .
- افهم من ذلك انها واثقة من ان ليون مازال يحبها .
- كنا نعتقد جميعا انه كان يحب إلين .
- ليون ليس من اولئك الرجال الذين يقعون في الحب .

لم ترفع نظرها عن نيقولاوس لترى ردة فعله ، فكان ان رفع حاجبيه فجأة .
و من ثم اومأ برأسه ليس موافقة منه على ما قالت و لكن كمن اكتشف شيئا فقال :
- اذن فهو لا يحبك ؟
- لا يحب أحدنا الآخر .

خرج جوابها من فمها عفويا و عليها الآن توضيح الامر . كانت مترددة في فتح قلبها له و طلب مساعدته لكنها ستحاول .
- ما هي ظروف طلب يدك ؟

تمهلت قليلا خشية اطلاعه على كل شيئ قبل ان تتأكد من قوة الصداقة بينه و بين ليون .
كانت تخشى ان يذهب الى ليون و يكشف له عما قالته له كدليل على اخلاصه .
و لن ينتج عن ذلك الا اضطهاد لها من ليون لا تعرف مداه . و لاحظ نيقولاوس وجهها فقال لها انه شاحب و سألها اذا كانت تشعر بشيئ .

اومأت برأسها و بقيت مترددة ، و في النهاية سألته :
- هل الصداقة بينك و بين ليون متينة ؟
- لسنا صديقين حقيقيين ، و لكن بما اننا نعيش على هذه الجزيرة فمن الطبيعي ان يتعرف الناس بعضهم على بعض و يتلاقوا في المجتمعات . و عدا ذلك لا شيئ يجمعنا . تملك إلين بيتا فخما هنا و لكنها تمضي معظم وقتها في اثينا حيث تعمل عارضة أزياء للمؤسسة الشهيرة التي يرئسها ليون .

توقف و كان يتفحص وجهها و هو يقول :
- يمكنك ان تثقي بي يا تارا . اشعر انك تبحثين عن شخص تثقين فيه ، و من حقك ان تتحفظي . ألم تشعري بأن هناك ... كيف يمكنني وصف ذلك ، نوعا من التقارب او الرباط مثلا ؟
- هذا ما شعرت به يا نيقولاوس ! و انا مسرورة انك شعرت بنفس الشيئ .
- و هكذا فنحن صديقان ؟
- نعم ، نحن صديقان .
- اذن تستطيعين الاجابة على سؤالي دون ان تخشي شيئا .
- ان ليون لم يطلب يدي .

قالت ذلك بصوت هادئ و ابتسمت لانه دهش من كلامها .
- لم يطلب منك ان تتزوجيه ؟
- لن تصدق القصة التي سأسردها عليك يا نيقولاوس .
- و لا اعتقد انك ستكذبين . و اذا اختلقتها فلن تفيدك .
- طبعا لا تفيدني . و قول الحقيقة هو الذي يفيد .

صمتت و لم تقل شيئا و كان نيقولاوس صامتا هو الآخر ينتظر .
في النهاية تغلبت على ترددها فأخذت تسرد قصة حياتها مع ليون منذ الساعة الاولى حتى لحظة وجود نيقولاوس عندها .
و كان نيقولاوس و هو يستمع اليها يبدي دهشته و اشمئزازه او غضبه تحت تأثير عباراتها .

قال و هو لا يصدق ما يسمع :
- اذن قام بخطفك !

ثم اضاف :
- يا آلهي ! لن يصدق أحد هذا التصرف من ليون . انه شخصية معروفة و محترمة في العاصمة ... لا اصدق ذلك يا تارا !
- أذكرك بما قلت من انك لا تعتقد انني سأكذب .
- اعرف ...

كان ما يزال تحت تأثير الذهول ، يرفع حاجبيه و يعبس و يرفع علامة استفهام بين عينيه محاولا بذلك اقناع نفسه بتصديق ما يسمع .
- هذا يحدث يوم زفافك . انه لرهيب حقا ! لا بد ان قلبك تحطم !
- تحطم ، و أصابني رعب شديد !
- و هل تغلبت على كل ذلك الآن ؟
- تلاحقت الامور فأصبح الماضي ضبابا و ابدو كأنني لا احيا الا في الحاضر . ديفد حقيقة واقعة كثيرا من الاحيان و يصبح نسيا منسيا كثيرا من الاحيان ايضا .

و لكنها لم تذكر لنيقولاوس انها تنسى وجود ديفد فقط و هي بين ذراعي ليون .
- انت سجينة هنا ؟

نظر من النافذة و رأى الخادم دافوس يعمل في الحديقة بالقرب من النافورة .
- نعم ، انا سجينة ، و يريد مني ليون وعدا قاطعا بعدم الهرب مقابل رفع الرقابة عني .
- أي شيطان سكنه ؟ هل كان حبه لإلين بهذه الدرجة ليتزوج اول امرأة يقع نظره عليها ؟

- لا أصدق اني اول امرأة وقع نظره عليها . لا تنس انه سافر من اليونان الى انكلترا .
- ذهب الى انكلترا في رحلة عمل و كان يجب ان ترافقه إلين . و لكن لا افهم دوافعه الى هذه الجريمة . فإذا كان فقط يريدك ، كان بوسعه ان ...

توقف نيقولاوس مرتبكا ، و انقذته تارا من وضعه بعرضها عليه ان يتناول مرطبا او شيئا آخر .
طلب مرطبا و اتت به خادمة حسب طلب تارا ، و تناولت هي شرابا مرطبا ايضا .
- اني اتساءل لماذا قام بكل ذلك في حين كان ...

لم يكمل و هز كتفيه . فاكملت تارا عنه :
- في حين كان باستطاعته الحصول عليه بدون زواج ؟ كلا يا نيقولاوس . اوضح لي ليون انه خاف من عواقب الاختطاف اذ سيلاحقه القانون عندما يمل مني و يرذلني فأذهب الى الشرطة .
- تستطيعين عمل ذلك الآن .
- نعم ، اذا تمكنت من الهرب و لن يعطيني حرية التنقل بدون ذلك الوعد .
- و لماذا التمسك بالوعد ؟ اعطيه الوعد و اهربي .
- لا يمكنني التراجع عن كلمة الشرف يا نيقولاوس .
- اذن انت مجنونة ! لا يجب ان ترتبطي بوعد كهذا !
- سأرتبط ، و ليون يعرف ذلك .

نظر اليها بإعجاب و تقدير فاحمر وجهها و لاحظت شريانا يخفق في عنقه .
- انت امرأة مدهشة . اتمنى لو ...
- نعم ؟
تساءلت و الأمل يحدوها .
- لو استطيع ان استحبك و اتقرب اليك كثيرا يا تارا .
- هل تساعدني في الهرب يا نيقولاوس ؟
- تهربين و تعودين الى خطيبك على ما اظن .

كان صوته هادئا و اجوف .
و فكرت في احتمال كونها حاملا فقالت :
- لا اعلم . قد لا يقبل بي بعد زواجي من شخص آخر .

فكرت في ديفد و لكنها فشلت في تصوره كما كانت تفعل في السابق .
و الاغرب من ذلك انها وصلت الى حالة نفسية لم تعد تدفعها الى الحزن و اليأس ، و لو انها تأسف لذلك .
- عليك الحصول على الطلاق او على الغاء الزواج كليا ، و هذا يتطلب الكثير من الوقت .
- كل همي الآن هو الهرب من هذه الجزيرة . و بعد ذلك سأقرر مصيري ، فهل ستساعدني ؟

كان ينظر اليها و كانت تعرف ان صراعا قويا في داخله .
- اذا وشيت بليون الى الشرطة ستدمرين حياته .

كانت تهز رأسها حتى قبل ان ينهي كلامه .
- لا استطيع ان اشكوه الى الشرطة يا نيقولاوس .
- الا تريدين الانتقام ؟ كيف ؟
- كنت اريد ذلك من قبل ، و ليس الآن .
- هل وقعت في حبه ؟
- ابدا !
- كثيرات وقعن في حبه . له جاذبية خارقة .

لم تعلق بشيئ و لكنها اقرت في داخلها بحقيقة ذلك ، و هذه الجاذبية غير الطبيعية هي التي جعلتها تستسلم ، فكيف بها تنكرها في نفسها الآن ؟
- أعد بأني لن أقدم شكوى بحقه . ساعدني يا نيقولاوس ، ارجوك .
- اعتقد ان من واجبي ان اساعدك ، لكن ليون سيكتشف ذلك .
- كيف ؟
- هل هناك طريقة اساعدك بها دون ان يدري ؟
- بكل أسف لا . لكن نستطيع كلانا ابتكار طريقة ما .

كانت متهيجة و عصبية ، و هي متأكدة من مساعدة نيقولاوس لها بسبب الرباط الذي يجمع بينهما .
- لن يكون ذلك سهلا .

رأيا فجأة ظل طير على ارض الغرفة .
فنظرت تارا الى الخارج و رأت دافوس مع احد البستانيين .
و كرهت حتى خدم ليون الذين يلاحقونها بلا انقطاع .
- اعلم صعوبة المهمة ، و لكني سأجن اذا لم اهرب يا نيقولاوس .
منتديات ليلاس
تململ في مقعده .
- انها مشكلة كبرى . من البديهي انه اصيب بالجنون حتى يرتكب عملا كهذا ! هذا ليس من صفاته ، انه رجل متزن يحترم القانون .

و عندما رأى حاجبي تارا يستغربان قال :
- قال لي انه سيبقى حتى يوم السبت .
- امامنا ثلاثة ايام بعد ... و لكن كيف نتخلص من هؤلاء الحراس ؟
- لا اعرف . اعتقد ان دافوس ينام في الممشى و يصعب تخطيه اذا خرجت من الغرفة .
- تأكد لي الآن ان ليون معتوه !

تارا تعرف انه ليس معتوها . و ان السبب كل ذلك يكمن في انه يريدها .
- ربما استطعت النزول من النافذة اذا اتيت انت بعد ان يكون الجميع قد ناموا و وضعت سلما لي .
هنالك الكثير من السلالم في غرفة العدة في آخر حديقة الفواكه ... هل تستطيع عمل ذلك يا نيقولاوس ؟
- هذا ممكن .
- لست متأكدا اذن .
- المشكلة هي اني لن اراك ابدا بعد مغادرتك للجزيرة .

عضت على شفتها و قالت :
- انا اطلب منك المساعدة دون ان اقدم لك شيئا مقابل ذلك .

تبللت عيناها و لكن بدون دموع ، و اضافت :
- انا مقصرة اليس كذلك ؟ قد تأخذني مثلا في يختك الى بيراوس ... طبعا ، اكون قد ظلمتك و تركتك بدون مكافأة .
- قلت انك لست متأكدة من الرجوع الى خطيبك .
- اني اعرف ما تفكر فيه يا نيقولاوس ، و لكن يجب ان اصارحك باخلاص . ليس في قلبي شعور خاص نحوك ... أي شعور عميق .
- لا يجب ان تقولي اشياء كهذه . لم تتيسر لنا الفرصة الكافية ليعرف أحدنا الآخر . و في هذه المرحلة الباكرة وجد ذلك الرباط المفاجئ بيننا . اليس هذا اساسا لشيئ
أقوى ؟

تنهدت . يبدو ان نيقولاوس يشعر بنوع من العطف او الحب نحوها ، و هذا يبدو سخيفا نظرا لأن الرجل اليوناني لا يعترف بالعواطف الكبيرة .
- في الحقيقة لا اظن اني سأقع في حبك يا نيقولاوس . و علاوة على ذلك فأني سأعود الى بلادي اذا تخلصت منه .
- هذا ما قلته منذ لحظة . لن اراك ابدا .

رفع قدح الشراب امام عينيه و اخذ يتأمل عصير البرتقال في داخله .
وضعه على شفتيه و هو ينظر اليها من فوقه ، و اضاف قائلا :
- و مع ذلك سأساعدك ، و لكن ليس اثناء غياب ليون الحالي لأن يختي قيد التصليح الآن . متى سيغيب ليون مرة اخرى ؟
- لا أعلم .

بعد ان كان قلبها ينبض بالأمل و التوقع احست كأنه اصبح كتلة من الرصاص .
- الا توجد طريقة لانقاذي خلال يومين من الآن ؟ اليس هناك زورق آخر ؟
- لي صديق يملك يختا لكني لا استطيع ان اضمن سكوته او حتى ان يأخذك لأنه أحد عملا ليون ، انه يشتري الفواكه من بساتين ليون فيعلبها في معامله .
- ليون يملك بساتين فواكه ؟
- ليس هنا في الجزر بل في سهول اليابسة في اليونان . و اعمال ليون تتعدى صناعة او تصميم الازياء التي تكون جزءا من مجموع نشاطاته . افترض انك تعلمين انه مليونير .
- اعرف انه غني كبير .

لم تول تارا اهمية تذكر لهذا الحديث ، و عادت الى موضوع هربها .
و لم تخف عنه خيبة أملها فاعتذرت و أكد لها انه سيجهز كل شيئ عندما يتغيب ليون في المرة القادمة . فاطمأنت تارا و اقتنعت بذلك .
و قبل ان يتركها سألته اذا كان يستطيع ان يزورها مع ما في ذلك من مجازفة ، فاجابها انه سيزورها و انه مستعد لمواجهة العواقب .
- و اذا اراد هؤلاء الخدم الملاعين ان يحكوا قصصا لليون فليفعلوا ذلك !
- و لكن عندما ارحل سيشك ليون بأنك ساعدتني .
- لا اهتم بذلك ، و اذا حاول ليون ان يخشن معي فسأسكته عندما يكتشف ما أعرفه عنه .

بعد ان تركها نيقولاوس اخذت تفكر فيما قاله عن ليون .
لم تهتم بأن يصيب ليون أي حرج او اذلال قد يسببه له نيقولاوس ، مادام قد داس على كرامتها هي عندما انتزعها من خطيبها بالقوة و حطم آمالها ...

****************


يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 11-10-08, 12:34 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45074
المشاركات: 58
الجنس أنثى
معدل التقييم: niso عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
niso غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
روووووووواية رائعة بانتظار التكملة

 
 

 

عرض البوم صور niso   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, pagan lover, عبير, عبير القديمة, عسل الصبار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t95118.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 31-08-14 04:19 PM
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 07:46 PM
Untitled document This thread Refback 10-04-10 06:48 AM


الساعة الآن 10:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية