لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


116 - أريد سجنك - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )

السلام عليكم كل عام و أنتوا بخير أنا كان نفسي أحط رواية كاملة هدية العيد بس ما قدرت أكتب غير ثلاثة أجزاء من الرواية و الحين أكتب في الرابع

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-10-08, 11:23 PM   3 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 116 - أريد سجنك - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )

 

السلام عليكم
كل عام و أنتوا بخير
أنا كان نفسي أحط رواية كاملة هدية العيد بس ما قدرت أكتب غير ثلاثة أجزاء من الرواية و الحين أكتب في الرابع
و هذي الرواية البطل فيها يوناني <<<<< و أنا أحب البطل يوناني
بس من جد رواية رووووووعة
إنشاء تعجبكم و لا تبخلوا علينا بالردود الزينة



**********
أريد سجنك !
ل : آن هامبسون

*********************

هناك عواطف غامضة كالهيام لا يمكن سبر أغوارها بسهولة ... تتخذ أشكالا غير متوقعة مليئة بالمفاجآت وقد تغير وجهة الحياة في غمضة عين ...
ليون بتريديس ، الرجل ذو السطوة الرهيبة ... عندما رأى تارا الحسناء كان له حلم واحد : ان يأخذها الى جزيرته الفردوسية في اليونان بأي ثمن ... ولو اصبحت سجينة بالاكراه . انها المرأة التي خلقت له وحده ، دون سواه . أعماه جمالها عن كل شيئ ، حتى المجازفة بحياته ، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو :
... ألم يكن لتارا رأي في تقرير مصيرها ؟ لماذا لم تحاول الهرب ؟
منتديات ليلاس

************


1 - العاشق البربري

بدا الارتياح على وجه (( تارا بنيت )) و هي تصغي الى الصوت على الطرف الآخر من الخط . لم يتخلف خطيبها مرة واحدة عن الاتصال بها كل يوم في مثل هذا الوقت ، ليذكرها مازحا انها له وحده و الويل لها اذا سمحت لأحد مرضاها ان يغازلها . وسألها ديفد :
-كيف حال جماعتك في المستشفى ؟
- اتانا مريضان آخران في ساعة متأخرة من الليلة الماضية . كانا ضحيتي حادث سيارة ، ولم أرهما الا عندما اتيت الى عملي هذا الصباح . احدهما يوناني متغطرس ! لم أكلمه حتى الآن ولم ألق عليه حتى نظرة . ولكن سو غاضبة عليه لمعاملته لها . وتقول ان من يراه قد يعتقد انه سيد الاسياد .

ضحكت تارا على الخط و هي تستعيد كلام سو و شكلها و هي ثائرة .

- كيف هو ؟ صفيه لي .
- تقول سو انه جميل الطلعة وتعتقد انه في الثانية و الثلاثين ، و لكنه يرفض ان يتكلم عن عمره .

ضحكت تارا مرة أخرى عندما اطلعت خطيبها على ما قاله اليوناني لسو عندما سألته عن عمره . فقد نظر إليها بكبرياء وصرخ في وجهها :

- مالك ولعمري . قومي بعملك و كفي عن توجيه اسئلة تافهة .

علق ديفد على ذلك بقوله :
- لا يدل هذا على ان في الرجل شيئا غير عادي .
- كلا ، ولكن الطبيب المناوب يصر على اجراء فحوص أشعة عليه . لأن الحادث كان مهما ولأن اليوناني ضربته سيارة كانت تسير في الجهة المعاكسة قذفت به على الرصيف . كله رضوض وفي رأسه جرح بليغ .

غير ديفد موضوع الحديث وقال :
- نسيت ان اخبرك يا حبيبتي اننا مدعوان الى مطعم ماري يوم الجمعة . جون هنا في عطلة .
- مدهش ! اذن سيحضر حفلة زفافنا .
- هذا ما اعتقده . مضى عليه سنتان في الخارج و اظن ان مدة عطلته ستكون طويلة . بقي لنا تسعة أيام قبل ان نتحد . يكاد صبري ينفذ .

اكتفت باحاسيسها السعيدة ولم تتكلم . واتجه كلاهما بذهنه في فترة الصمت هذه الى مستقبلهما الذي تأمل تارا ان يكون ورديا مليئا بالبهجة . وسرت كثيرا لصدفة وجود اخيه يوم زفافهما . وخاصة انها بدون اقارب على العكس من خطيبها الذي له والدان و عمتان مسنتان بالاضافة الى اخيه .

قالت تارا :
- يجب ان اتركك لأني سأحل محل التي انتهت من عملها الآن .
قال ديفد مازحا :
- احذري هذا اليوناني اذن ، فان اليونانيين معروفون بأنهم يطاردون النساء .
- لكنه ليس من هذا النوع . و سو هنا الآن تعبس وتشير باصبعها الى غرفة اليوناني .
- من الصعب اغاظة سو ، اليس كذلك ؟
- ان سو من اهدأ الناس ... و هذا هو الشيئ المطلوب في مهنة التمريض . وداعا يا حبيبي . سنلتقي هذا المساء .

نظرت تارا الى سو وقالت هذه الأخيرة :
- انه حيوان وقح !

دهشت تارا لهذه العبارة لان سو لا تتلفظ بعبارات بذيئة تسيئ الى مرضاها مهما كانت مضايقاتهم لها .
- ارجو الا يضايقني يا سو .
- انه مصر على الخروج لكن الدكتور جيمسون شدد على ان نبقيه تحت المراقبة مدة من الزمن .
- ليس في استطاعتنا اجباره على البقاء اذا هو اراد الخروج ، و الدكتور جيمسون يعرف ذلك كما نعرفه نحن ايضا .
- يبدو ان الدكتور جيمسون غير مقتنع بأن الانسان لا يصيبه اذى داخلي في حوادث كهذه .منتديات ليلاس

لم تقل تارا شيئا ، و بعد بضع دقائق دخلت الغرفة الخاصة حيث اليوناني حاملة صينية قهوة وبعض البسكويت . و كانت قد توقفت قليلا قبل دخولها ريثما يهدأ نبضها المتسارع .

كان اليوناني واقفا امام النافذة ينظر الى الخارج . كان طويل القامة ، عريض المنكبين نحيل الخصر ، وله جسم الرياضيين . دار على نفسه و ذكرتها تقاطيع وجهه الجانبية بتلك التماثيل اليونانية التي شاهدتها في المتحف . لاحظت بروز ذقنه وخط فكه الناعم وانفه المعقوف ...

وقف امامها الآن وجها لوجه ... ولم تدر لماذا أجفلت . ربما كانت عيناه ، و هما سوداوان فيهما لمعان البلور الاسود ، ترمقانها دون ان ترفا ، ! ثم اتسعت فتحتهما وبدا لها انهما نفذتا الى صميمها . لم يتحرك اليوناني . وكان يخيل لمن يشاهده انه تحت تأثير التنويم المغناطيسي ... كما لو كان ينظر الى اشياء موجودة في غير هذا العالم .

- ق ... قهوتك .

تأتأت تارا ولكنها لم تتحرك من مكانها . كانت ساقاها ضعيفتين و ذهنها مرتبكا . وشيئ فيها يحس بأن تيارا كهربائيا يدور في حلقات عبر الغرفة تمر بينها وبين الرجل الواقف امامها . لم يظهر اي دليل في وجهه على تأثر معين او ابتسامة . واستطاعت ان تلاحظ و لكن بصورة غير واضحة لون جلده الكثير السمرة ، وعظم وجنتيه المنخفض الخاص بالجنس اليوناني ، وشعره الاسود الكثيف الممشط الى الوراء . تذكرت ان سو قالت انه جميل الطلعة . ولكنها لم تره كذلك ، بل ان ملامحه تدل على غطرسة وعلى انه قاس ومترفع .

لم ترى تارا في حياتها وجها يؤثر هذا التأثير في الناظر إليه . كلا ، انه ليس جميلا في نظرها على الاقل . و بالمقارنة معه ... ديفد ليس بهذا الطول . ولكن تقاطيعه ناعمة ولطيفة وعينيه صريحتان ، وفمه ممتلئ و الشفتين فيهما حنان ، بعكس فم هذا الرجل ذي الشفتين الرقيقتين اللتين تدلان على قسوة . و بالرغم من ذلك فيهما شيئ يبعث الدغدغة في ظهر تارا . تكره تارا ان تجد نفسها وحيدة معه .

تابع الرجل نظره فيها مدققا في جمال تقاطيعها الخارق و انفها الصغير .
في شفتيها القرمزيتين الجميلتين الدائمتي الانفراج . و لاحظ الدهشة او شيئا من الخوف في عينيها الزرقاوين . وشعرت هي بهذا الخوف في عينيها . ولكنها لم تفهم مصدره . وكانت جفونها ترف و استطاعت بذلك اخفاء ردة الفعل في عينيها . و لكنها لم تستطع ان تخفي احمرار وجهها . وغضبت من نفسها لأنها لم تجد في نفسها القوة على الكلام او حتى السير نحو الطاولة لتضع القهوة عليها .

و أخيرا تكلم اليوناني . ولم تكد تارا تستبشر بزوال الصمت حتى تولاها احساس جديد بالخوف او الحذر عندما سمعت رنة صوته الغريبة و لكن الجميلة التي كان يشوبها قليل من اللكنة الاجنبية .
- نهارك سعيد . انت ممرضة النهار على ما اظن ... ما اسمك ؟

بلعت ريقها بشكل ظاهر . و اخذت الافكار تدور في رأسها مثل دوامة .
لماذا أربكها صوت الرجل ؟ لم يقل غير بضع كلمات و لكنها رأت معاني كثيرة في تلك الكلمات البسيطة . سمعت نفسها تتمتم اسمها و احست بالدم يصعد الى وجهها . و اتى الى اذنها صوت الرجل و هو يعيد اسمها بنغمة ناعمة ولطيفة .

قال اليوناني عالما بارتباكها :
- تارا ... لا ، ليس هناك ، بل على هذه الطاولة الصغيرة هنا .

تيبست في مكانها لأن الطاولة الصغيرة كانت قريبة منه كثيرا .
- انا دائما اضعها هنا .

اتجهت نحو الطاولة . ودهشت لأنه لم يوقفها نظرا لسطوته التي قد تخضع لها دون ارادة لو انه أعاد طلبه لتضع الصينية حيث يريد .

و بعد ان وضعت القهوة على الطاولة سمعت صوته يوجه اليها امرا قاطعا ومزعجا :
- تعالي الى هنا !

حملقت فيه ولعنت ضعفها امامه . اين مواقفها الجريئة مع مرضاها ؟
وماذا حل بصوتها الثابت وبنبرته الخاصة التي تجعلهم يطيعونها ؟
- يجب ان ... ان اذهب .

ولكنها لم تتم عبارتها عندما اشار اليها بيده . و رأت عينيه نصف مفتوحتين وفيهما نظرة رهيبة .
- تعالي هنا يا تارا .

كان صوته ناعما ولكن فيه نبرة جعلتها تنظر حولها و تتجه نحو الباب بضع خطوات . لماذا لم تحذرها سو من ذلك ؟
- قلت تعالي هنا .

ظل صوته ناعما . ولكنها لم تدر لماذا اخذت تقترب منه وتطيع امره كأنها دمية آلية . غير انها توقفت فجأة كأنما لتقاوم هذه المغناطيسية الخفيفة التي كانت تشدها اليه .
- قلت انه يجب ان اذهب مستر بتريدس ، واظن ان الطبيب سيراك بعد ساعة تقريبا .

فهمت تارا من سو ان الرجل يحتج كل مرة و يؤكد رغبته في ترك المستشفى . الا انه ادهشها عندما اومأ برأسه موافقا .
- سأعود لأخذ الصينية في خلال نصف ساعة .
- اظن اني طلبت اليك ان تأتي الى هنا .

استدارت تارا و الغضب في عينيها و قالت :
- لا اعرف سبب مناداتك لي يا مستر بتريدس ، و طلبك هذا يدهشني كثيرا . فالمرضى لا يعطون الاوامر للمرضات .
و هنا ايضا توقفت عن الكلام عندما تقدم نحوها بخفة القط البري .

**********

- لا تكن سخيفا !
وافلتت من قبضته .
- انك شيطان مجسم ! سأشكوك !

كانت غاضبة ومرتبكة معا لأن اليوناني عندما قال انها استسلمت كان صحيحا .
و لو ان استسلامها لم يكن طوعا بل ضعفا ، ولكن ما الفرق بالنسبة له ؟ و شعرت بالعار و الاشمئزاز من نفسها . وفكرت في
ديفد الذي خانته دون ارادتها . وفكرت في سو
وتساءلت لماذا لم يعرض عليها هذا اليوناني عواطفه غير المحدودة .

قال الرجل وهو يتأمل في صدرها الذي كان يخفق بسرعة :
- لا اصدق انك ستعرضين شكواك من هذا المشهد اللذيذ يا تارا . انت استمتعت به كما استمتعت انا . لا تنكري ذلك . تكفين عن المقاومة اذا كان العناق يروق لك . انك لم تمانعي .
- آراؤك في جرأتك الغرامية متكبرة يا هذا !

لماذا تلفظت بهذه العبارة او تكلمت بهذه الطريقة لا تدري . هي تدري فقط انها تغلي من الغضب ولو استطاعت لتسببت له في اذى . نظرت الى الربطة التي تعصب الجرح في جبينه و تساءلت اذا كان هذا الجرح أثر في دماغه . لكنها ابعدت هذا الاحتمال اذ ان عقل الرجل سليم كعقلها . هذا الرجل يستغل كل دقيقة ليستمتع بملذات الحياة و فيض حيويته الداخلية يستحوذ عليه ، كان الله في عون زوجته اذا كانت له زوجة ... فهي ستكون عبدته ليس عقليا فقط بل جسديا .

- اكتشفت ان النساء يجدن متعة في ... في اعتباراتي لهن . و انا اكيد من انك وجدت متعة انت الاخرى .
- انك تتكلم كشخص مجنون ! اما بصدد تقديم شكوى ضدك فسأفعل ذلك حالما اخرج من هنا !

قالت ذلك وجرت نحو الباب دون اعتبار لكرامتها كسيدة وفتحته وخرجت .

كريه ، كريه ! من المؤسف ان الحادث لم يقض عليه كليا . ولكي لا تعود اليه لتأخذ الصينية ، تدبرت في ايجاد ممرضة اخرى غيرها لتنوب عنها ، ولكنها حذرتها من هذا الذئب المفترس .
- لقد اوقعك ، هيه ؟ هذه هي مفاجآت غرف الذكور . و لكن اذا تجرأ و حاول ان يتخطى الحدود سيذوق صفعة لن ينساها هذا المغازل !

بالطبع لم تطق تارا صبرا لمعرفة ما يكون حصل بينها و بين اليوناني عندما ذهبت لتأخذ الصينية .
سألتها و هي ترى هدوء الفتاة :
- كيف كان ؟
- لم يتفوه و لا بكلمة واحدة . كان هادئا و بعيدا . تطلع في وتناول كتابا .

قطبت تارا ما بين حاجبيها ثم قالت :
- غريب جدا ... لم يتحايل على سو ايضا .
- ربما وقع في حبك من النظرة الأولى .
قالت الممرضة ذلك وخرجت تاركة تارا في حالة ذهول ...

و سألت نفسها لماذا عدلت عن تقديم الشكوى ضد هذا اليوناني المغرم .

التقت ديفد ذاك المساء وذهبا لتناول العشاء في مطعم رويال اوك .
وكانت تارا وهي جالسة قبالة ديفد تقارن بين وجهه السمح و وجه اليوناني .
وعبست لأن وجه هذا المخلوق يغزو افكارها ، و لكن ديفد لم يلحظ هذا العبوس في ضوء الشموع التي كانت تزين مائدتهما الا بعد ان رأى شرودها :
- هل كان يومك شاقا في المستشفى ؟ الهذا تعبسين ؟

اومأت برأسها ، ثم سألها ثانية :
- كيف كان اليوناني الذي تكلمت عنه ؟ آمل الا يكون قد تكلم معك بوقاحة كما تكلم مع سو.

بلعت تارا ريقها بصعوبة وهي تتساءل كيف يكون رد فعله اذا قصت عليه حادثة الصباح ، ولكنها كانت خجلة متضايقة من نفسها لاقتناعها بأنها لم تخلص للشخص الذي تحبه .
ربما كان يجب عليها ان تقاوم بقوة اكثر وان تطيل مدة مقاومتها . ربما كان بوسعها ان تمنعه من معانقتها بالمرة . و بان لها ضعفها في استسلامها بتلك السهولة .
نعم ، كان عليها ان تقاوم ، و لا غرابة اذا هي شعرت بالذنب . ذكرها ديفد بأنها لم تجبه على سؤاله بعد .
نظرت اليه وأملت الا يكشف ضوء الشموع عن تعابير وجهها .
- كان مزعجا بعض الشيئ .

كانت تعرف ان هذا الوصف أبعد ما يكون عن الحقيقة ، ثم اضافت قائلة :
- انه مريض وسيئ الخلق . كلمتك عن هذا النمط من قبل .
- من المؤكد ان مسلكهم يؤثر على الاعصاب . هل ما زال في المستشفى ؟
- رحل بعد الغداء .
سألها مقطبا :
- هل ودعك ؟
- كلا ، لم افكر فيه مطلقا .

لم تذكر لديفد انها سعت جهدها كي لا تكون في طريقه ساعة رحيله .

- تخلصتم منه اذن ! اتعلمين حبيبتي ، سأسعد كثيرا اذا تركت عملك بعد زواجنا .
- نعم ، ولكن بعد زواجنا بفترة قصيرة . اصبر قليلا يا ديفد لأن علينا تأثيث بيتنا وأقتناء اشياء اخرى قبل مولودنا الاول .
قال مبتسما :
-هذه فكرة حسنة ، و نحن متفقان على ان الأم تلزم بيتها لأجل اولادها .


في صباح اليوم التالي اتى البواب بباقة فخمة من الورد و قدمها لتارا مهنئا اياها على حظها السعيد .
- انها جميلة حقا ، ولكنها ليست لي ، و ربما ارتكبت خطأ بتقديمها لي .

فكرت ان الباقة أرسلها احدهم الى مريض عزيز عليه ، وطلبت ان تقرأ البطاقة .
وتناولت الباقة التي كانت مكونة من حوالي ثلاثين وردة يربطها شريط فضي .

نظر البواب الى تارا مبتسما و هو يرمقها باهتمام جديد :
- انها لك . ارسلها معجب اسمه ليونيدس .

ليونيدس ... توترت اعصابها . انه اليوناني ! يا لجرأته ! احمرت من الغضب وكادت تمزق البطاقة لولا وجود البواب الذي كان ينتظر ردة فعلها .
قالت و هي تحاول ان تبدو طبيعية :
- شكرا يا بيل ، هذا من مريض يريد ان يعبر عن شكره ، و لكن لا يجب ان يبذروا مالهم بهذه الطريقة . رغم ان نيتهم حسنة .

قال بيل بفتور :
- طبعا ، لكنها تساوي ثروة .

و رغم غليان الدم في جسمها لم تجرؤ تارا على رمي الباقة في القاذورات .
أغراها جمالها فأرادت ان تعتني بها وترتبها في وعاء كبير . و زادت من رونقها عندما قطفت أورقا خضراء من حديقة المستشفى و رتبتها حول الورود .
كان الجميع يريدون معرفة اسم من ارسلها و لمن ارسلها .
لم ترد تارا ان تكذب . ولكنها ايضا لم تكن تنوي ان تكشف عن مرسلها اليوناني الذي سمع عنه كل نزلاء المستشفى منذ ان اذاعت سو اخباره على الملأ ، فقالت ان البواب أتى بها و ان البطاقة ضاعت .
و بالفعل رمتها تارا في صندوق الزبالة .

قيل لها فيما بعد انها مطلوبة على الهاتف وكان المتكلم ليونيدس بتريدس .
سألها اذا احبت الورود .

فأعادت السماعة الى مكانها فورا ، و لكنها بدأت تنتفض . ماذا يجب ان تعمل ؟
ترددت في السابق بين ان تطلع خطيبها او لا تطلعه على الامر .
ولكنها حسبت حساب للنتائج ، وكان هذا خطأ منها لأن خطيبها أول من تلجأ اليه في الصعوبات او كلما احتاجت الى مساعدة او نصيحة . لذا قررت ان تتجاهل اليوناني اذ انه سرعان ما سيمل من هذه السخافات .
ولكن بينما كانت تترك شقتها ذلك المساء في مبنى الممرضات الجديد وهي في طريقها إلى محطة السيارات رأت نفسها وجها لوجه معه .

صرخت في وجهه قبل ان يتكلم :
- اذهب عني ! واذا تابعت مضايقتي فسأطلب الحماية من الشرطة !

قال مشيرا الى سيارة بجانب الرصيف :
- انسي هذا . ادخلي و سنتكلم بهدوء ، و لن يكون جوابك رفضا يا تارا .

و لما حاولت ان تقاطعه اضاف :
- يجب ان نتكلم ، اتفهمين ؟ تلاقينا في الحياة وليس من السهل ان يختفي احدنا عن الآخر . لذا ، ارجوك ، ادخلي السيارة و ...
- هل تفترض انني ذلك النوع من الحمقى ؟

ولما حاولت ان تبتعد عنه اعترض طريقها و أوقفها . دارت بنظرها حولها لعل احدى الممرضات تراها من احدى النوافذ الكثيرة في المبنى .
- مالذي يجعلك تعتقد اننا يجب ان نتباحث ؟ هذا شيئ لا اتصوره. ارجوك ، دعني اذهب . يجب ان استقل السيارة !
- اين وجهتك ؟
كان صوته خافتا و لكن فيه وقاحة .
- انا اوصلك .
قالت حانقة :
- خطيبي ينتظرني ، لذا فابتعد عن طريقي .
- خطيبك !

نظر الى وجهها الجميل الذي زادت من جماله هالة من الشعر الذهبي ، بتسريحة طويلة ذات اطراف متموجة كأنها ترفض ان تكون ملساء مثل باقي شعرها . وكانت خصلة تتوج جبينها العريض الذكي وتتموج الى ان تصل صدغها .
- خطيبك ... ؟ انت مخطوبة و ستتزوجين ؟

كان صوته اجوف و حيرها هذا التغير المفاجئ فيه .
- نعم .

اجابته بكلمة واحدة فقط وشعرت كأنها ضربت انسانا في صميمه و آلمته .
- و الآن يا سيد بتريدس ، ارجوك ان تدعني أمر . فان سيارة الباص قد تأتي في اية لحظة ... ها هي قد اتت ، يجب ان اذهب .
- كلا !
كان صوته آمرا و وجهه قاسيا كوجه وثني . واضاف :
- سأوصلك انا بنفسي .

حاولت الافلات منه ولكنه بقي في مكانه يسد عليها الطريق .
و نظرت الى الباص وقد مر عنها ، فقالت يائسة :
- أرأيت ؟ هاقد ذهب . سيقلق علي خ ... خطيبي . اوه ، لماذا تضطهدني هكذا ؟
- الم تحزري ؟
- أحزر ؟

هزت رأسها و هي اعجز من ان تفكر في اي شيئ سوى ديفد الذي ينتظرها عند موقف الباص . واضافت مستوضحة :
- احزر ماذا ؟
- انسي ما قلته . ادخلي السيارة الآن و سأقودك الى خطيبك .
اقتنعت اخيرا بصدق كلامه . ودخلت السيارة .
- حسنا سأدخل .

لم تطق لمسة يده و هو يحاول مساعدتها في دخول السيارة ، حيث جلست جامدة تتوجس شرا وتشك في انه سيوصلها الى خطيبها . لماذا وثقت فيه ؟ الم تختبر معاملته لها ؟
- اريد ان اتكلم معك يا تارا . هل انت مستعجلة حقا للقاء خطيبك هذا ؟
- انه ينتظرني عند موقف الباصات .
- اذن لدينا بعض الوقت لألحق بالباص .

قال ذلك و اندفع بسيارته فدخل شارعا تزينه اشجار على جانبيه . كان الوقت غسقا في اول ايام شهر نيسان ( ابريل ) . و بدأت ترتجف و لكنها لم تصرخ اذ انها لم ترى فائدة ترجى من احتجاجاتها . وتوقف ليونيدس بتريدس على بقعة خضراء بجانب الطريق .
تمهل قليلا ، ثم نظر اليها وقال :
- انك لن تتزوجي خطيبك الذي تتوقعين ان تلتقي به . خطيبك ليس من نصيبك .
- ماذا تقول ؟ انت لا تعرف خطيبي . و في اعتقادي انك معتوه . آه ، كان يجب ان اطلب حماية الشرطة منذ البداية .
تطلع فيها بدهشة بريئة وسألها :
- ماذا عملت ؟
- عانقتني بالقوة و أرسلت لي زهورا واتصلت بي هاتفيا ! و الآن اجبرتني على دخول سيارتك ...
خف صوتها و هي تلفظ العبارة الأخيرة عندما رأته يبتسم .
- هل تفترضين ان مثل هذه الاشياء ستقنع الشرطة لتقوم بحمايتك ؟ انا لم اجبرك على دخول السيارة يا تارا . انت دخلتها باختيارك ، وسأفي بوعدي و آخذك الى خطيبك ولكن بعد ان نتحادث . إلا اننا لن نصل الى نتيجة اذا بقيت متمسكة بادعاءاتك ضدي . لذا انصحك اذا كنت فعلا تريدين ملاقاة خطيبك ان تكوني اكثر تفهما ريثما نناقش اقتراحي .

- اقتراح يا سيد بتريدس ؟
- ليونيدس ... كما هو مكتوب على البطاقة التي كانت مع باقة الورد . واصدقائي ينادونني باسم ليون فقط .

كانت جلسته جانبية ولذا كان أسهل عليه ان ينظر اليها مباشرة .
- بما اني لست صديقة لك و لن اكون ، فسأناديك سيد بتريدس و اكون ممتنة اذا ناديتني بالآنسة بنيت . و اقتراحك هذا ، اذا رأيت من الضروري ان تعرضه علي ، فأرجوك ان تسرع بعرضه و تأخذني بعدها الى خطيبي .

ورغم انها تتكلم بهدوء كان قلبها يخفق بسرعة .
رأت نفسها في عالم كله ظلام حيث تنتظر المجهول او القدر .
و بالفعل نزل القدر وتكلم :
طلب اليوناني منها ان يتزوجها .

عندما تذكرت هذا فيما بعد و هي صافية الذهن انقشع عنها ذلك الضباب الذي كان يلفها و هي في السيارة .
عندما تقدم بطلب يدها و هي تنظر اليه مبهوتة سألت نفسها لماذا لم تقفز من السيارة وتهرب .
شعرت في حينه كأنها فريسة لتأثيره ذي القوة المغناطيسية التي سمرتها في مكانها وأرغمتها على سماع حديثه .

أكد لها انه يسعدها بحياة هنيئة في فيلا بيضاء و زرقاء على جزيرة هيدرا في اليونان . و انه سيكون لها خدم و مصروف جيب يزيد عن حاجتها . ولم تحاول مطلقا ان تقاطع كلامه الذي كان ينساب من فمه بسهولة مدهشة وكان أشبه بقصص الخيال . انها تحلم وتهذي .
هذا لا يحدث في الحياة الحقيقية .
انهى كلامه و انتظر ردها عليه و لكنها بقيت حالمة .
- لم تقولي شيئا بعد يا تارا .
نظرت اليه و تأملت وجهه فرأت دلائل العزم في كل تقاطيعه و شعرت بقوة عينيه التي تؤثر في الناس وترغمهم على الخضوع لرغباته . تكلمت بسرعة لتظهر له انها لم تقع تحت سطوته :
- اني سأتزوج من ديفد خلال ثمانية ايام يا سيد بتريدس .
- ثمانية ايام !

تفرس فيها بعينيه السوداوين . ودفعتها غريزتها الى وضع يدها على عنقها دفاعا عن النفس .
من المؤكد ان هذا الرجل يريدها الى درجة انه عرض عليها الزواج مستثنيا
اياها من بين كل النساء اللواتي يعرفهن .
و للوصول الى مراده قد يفعل اي شيئ ، وراودها الشك في انه سيقتل خطيبها . ورسخ شكها في ذهنها عندما قال :
- لن تتزوجي من احد غيري في ثمانية ايام .

استولى عليها خوف غامر مدها بالشجاعة الكافية لتقفز من السيارة وتركض
بسرعة دون توقف الى ان وصلت الطريق العام . لحق بها ولكن في الوقت الذي استغرقه ليغير اتجاه السيارة ويصل الى الطريق العام كانت تارا قد اختفت داخل حرش مجاور حيث قبعت بين الاشجار و انتظرت الى ان رأته يتجه بسيارته على طريق الباص .


*******************


2 - عروس في المرآة

وقفت تارا وهي لابسة فستان العرس الابيض مع سو التي ستكون لها وصيفة
الشرف و اخذت هذه الاخيرة الفستان فوجدته في منتهى الكمال .
- كم جميلة انت في هذا الفستان ! لم أرك أجمل من اليوم يا تارا !
توردت وجنتا تارا لهذا الاطراء وشعرت بسعادة لا توصف .
اليوم ستكون العروس المحبة لشخص يحبها و ينتظرها ليعلن انه لها وأنها ستكون زوجته الى الابد . كانت واقفة امام المرآة وتنهدت :
- اوه ، اليوم انا اسعد من يكون ! بعد ساعة و نصف سأصبح السيدة ديفد روثويل .

وفجأة جمدت في مكانها . ولم تعد ترى أو تعي شيئا غير وجه اسمر اللون لشخص يقف امامها ... واخذ اسمه يطن في اذنيها ... " ليون بتريدس " يتبعه لقب
" السيدة ليون بتريدس "
... قد يكون اسمها لو قبلت به .
- تارا ، مابك ؟
كان صوت سو مفعما بالقلق و الذهول و لكنه ازال الطنين من اذني تارا .
- كان مظهرك مظهر أسى !
اي انك بدوت حزينة ... نوعا ما .
- كيف تتكلمين هكذا ؟

كان صوتها شبه مخنوق الا انها حاولت تغطية ما حل بها و قالت :
- انا اسعد فتاة في العالم !

لكن فكرها اتجه الى ذلك اليوناني الذي اتى ورآها في اليوم الثالث بعد هربها منه . كان ذلك عندما خرجت ذلك المساء مع ديفد و اوصلها في آخر السهرة الى مبنى الممرضات في المستشفى . وقفت تارا عند المدخل واخذت تلوح له بيدها مودعة . و بعد ان اختفت سيارة ديفد عن الانظار وارادت ان تدخل وجدت نفسها فجأة بين ذراعي اليوناني الذي لم يمهلها حتى لتتنفس ، اذ هجم عليها يعانقها بعنف .
عادت هذه الذكرى اليها وهي واقفة امام المرآة في فستان العرس .
و اصابها الخجل من نفسها لأنها قصرت في اخلاصها لديفد .
فهي لم تصرخ بعد ان هدأ جنونه وابعدها عنه قليلا و اخذ يتفرس في وجهها على ضوء المصباح الكهربائي . لم تستطع الهرب لانه كان ممسكا بها . لكن لماذا لم تصرخ ؟

* * *

بدا ديفد مجرد ظل غير واضح .
طلب ليون بتريدس ان تتفوه باسمه فاطاعته على الفور ، و قال ان القدر جمعهما فوافقت ، وطلب اليها ان تفسخ خطوبتها مع ديفد فوعدته بذلك .
كانت هجينة بين يديه ، بين يدي هذا اليوناني الذي انحدر من الاساطير الاغريقية ...

برز القمر و اضاء وجهها وسمعت اليوناني يهمس
في اذنها :
- انا سيدك . انا امتلكك روحا وجسما . ستأتين الي . ستكونين امرأتي . و سنكون سعيدين الى الابد .
وستسحرك جزيرتي يا تارا . جزيرتي بلا طرق و هذا يعني بلا ضجة .
وعندما تقفين امام الفيلا سترين الجبال والوديان و البحر الازرق الهادئ امامك
وعن يمينك و عن يسارك . ستزين الزهور شعرك و المجوهرات عنقك .

انحنى ليعانقها فرفعت وجهها اليه و عانقته ، وبعدها رجته كي يدعها تذهب و اعطته وعدا بانها ستكون زوجته ...

أتى الصباح و أتى معه الاحساس بالعار و مرارة الحقيقة . ارادت ان تبكي ندما على ضياع براءة نفسها ... ارادت ان تطلب العفو باكية لأنها فقدت قدسية قلبها التي كانت تسحر خطيبها ديفد و هو يناديها " يا طفلتي العزيزة " .
لم تعد تلك الفتاة الخجولة ...

خدرها اليوناني بألاعيب حبه الماكرة و لكنها ما زالت تكرهه كرها عميقا . لماذا القى بها القدر بين مخالب هذا الغريب ؟ لعنت تلك الساعة التي قذفت فيها القدر باليوناني الى حياتها ، بعد ان كانت تحيا حياة هدوء و براءة ، وبعد حب ناعم لا اثارة فيه لكنه مع ذلك زمالة كله عطف وحنو و رقة .

اتى هذا اليوناني بحب هائج كالعاصفة لا حدود لقدرته في اثارة العواطف و نبضات القلب . حب اكتسح كل شيئ امامه وحرمها من كل شيئ الا من لذة الساعة .
و بالرغم من كل ذلك حاولت تارا ان تبعد اليوناني عن ذهنها . و لتنجح في ذلك طلبت من ديفد ان يأتي اليها كل مساء ليصطحبها معه و يعيدها الى شقتها في المستشفى حيث كان ينتظر الى ما بعد دخولها .

اتصل بها ليون واتفقا على موعد للقاء في أحد فنادق المدينة و لكنها لم تذهب . و كانت قد طلبت من عاملة الهاتف الا توصله بها و ان تقول له انها في العمل او في الخارج او اي شيئ آخر ... لأنه كما قالت لها يضايقها كثيرا .

واقترب يوم عرسها دون ان تقابله و لا مرة واحدة .
وشعرت بالأمان و الاطمئنان و مضى بعض الوقت قبل ان يخبروها بوصول التاكسي .
افاقت تارا من هذه الذكريات على صوت سو .
وتناولت باقة القرنفل الابيض والزهري .
و من تقاليد الزفاف ان يصطحب العروس من البيت الى مكان عقد القران والدها او صديق للعائلة . و كان سيرافق تارا صديق يسلمها الى عريسها عند المدخل .
دخلت تارا التاكسي و اخذت مكانها بجانبه وكان يبتسم لها .
وعندما نظر اليها جايك هتف باعجاب :
- ما شاء الله ! جميلة ! ... ان ديفد محظوظ ! و لكن لماذا لم اسبقه و احظى بك ؟
قال ذلك مازحا وضجك كلاهما . و كانت سعيدة . فقد ابعدت ليون عن تفكيرها و تطلعت الى هذا اليوم الجميل و الى شهر العسل بعد حفلة الاستقبال في فندق غولدن لايون .
و اثناء الطريق لاحظت تارا ان التاكسي كان يتمهل في سيره و لفتت نظر جايك الى ذلك . فقال ان السائق ذكر له ان في المحرك بعض الخلل .
و لكنه طمأنها الى انهما سيكونان هناك في الموعد المحدد .
ولكن بينما هم في الطريق اهتزت السيارة مرتين او ثلاثا ثم توقفت . قلق كل من تارا و جايك لهذا الطارئ . و اتى السائق و فتح الباب بعد ان تفحص المحرك وقال معتذرا ان فيه عطلا و سيفحصه ثانية .
تفرست تارا في وجه الرجل و قد لفتت طريقة لفظه انتباهها .
لغته الانكليزية ممتازة ولكن فيها لكنة غير انكليزية تماما .
شعره اسود كعينيه وجسمه برونزي اللون .
من اي بلد هو ؟ ان بريطانيا تعج بالاجانب و من الصعب معرفة اصلهم
- لا تقلقي . اذا لم ينجح في اصلاح العطل فنستطيع ان ناخذ سيارة اخرى .
قال جايك ذلك ليطمئنها .
و بالفعل اسرع سائق السيارة بتأمين تاكسي آخر . و اسرعت تارا في الانتقال من التاكسي الاول الى الثاني لأنها لا تريد ان تتأخر عن الوصول الى المعبد عند الوقت المحدد تماما .
لم يتحرك سائق السيارة الثانية من مكانه .
فأسرع سائق السيارة الاولى بفتح الباب لتارا تدخل وتحتل مكانها .
و فيما هي تنحني لتدخل دفعها السائق الى الداخل و اغلق الباب بسرعة .
و اندفعت السيارة بها كا البرق الخاطف .
مضى بعض الوقت قبل ان تعتدل في جلستها وترتب ثوبها و تنتبه الى ان جايك لم يكن معها في السيارة .

نبهت السائق و قالت له :
- نسيت السيد الذي في رفقتي ...
- اجلسي و استريحي يا تارا . الطريق امامنا طويل .

كان صوت السائق هادئا ، بطيئا جعل قلب تارا يخفق بسرعة خشيت معها ان يقفز من صدرها . واحست بدوار في رأسها .
-قف ، قف حالا . انزلني الآن . انزلني !

نزع بتريدس القبعة عن رأسه ومسح شعره بيده ،
ثم قال :
-قلت استريحي . سأسرع كثيرا وعليك الا تفتحي الباب .
-سأفتحه . سأفتح النافذة و اصرخ .

كانت السيارة تسير بسرعة ستين ميلا في الساعة .
و اخذ دماغ تارا يعمل بسرعة علها تجد وسيلة تخرجها من هذا المأزق .
عرفت الآن انها أكثر حماقة مما تصورت .
فقد اطمأنت الى انها تحايلت على هذا اليوناني وتخلصت منه اخيرا و لم يخطر ببالها أنه سيلجأ الى هذه الوسيلة الجهنمية .
- لن تفلت من هذا ابدا لأنهم يكونون قد اتصلوا بالشرطة الآن و من المؤكد ان شريكك موقوف .
أجابها ليون :
- يا عزيزتي ، انت لا تعبرين الا عن أمنية . ان الرجل الذي ساعدني كان موظفا عندي و ارسلت في طلبه منذ بضعة ايام ليساعدني على اختطافك بعد ان تأكد لي انك تراجعت عن وعدك بالزواج مني .
والآن ساصطحبك الى بلدي اليونان . و يكون مساعدي قد اختفى عن الانظار قبل ان يفطن صديقك الى المؤامرة وسيكون في انتظارنا على زورقي في بريدبورت .
- زورق ؟ أنت تأخذني الآن الى زورق ؟

لم تتأكد أنها سمعت صوتها . نظرت الى باقة الزهور التي في يدها و لم تتمالك من البكاء .
توسلت اليه ان يدعها و شأنها :
- ارجوك ارجعني . ماذا تتوقع من اختطافي ؟ لا ادري ما الذي ستربحه !
سيلقى القبض عليك و سترسل الى السجن . ألست خائفا ؟
- هل يبدو علي الخوف ؟

سألها ساخرا ، ثم وجه اليها سؤالا كان هو الجواب :
- تسألينني ماذا سأربح . زوجة ، اسمها تارا ، تلك الفتاة التي وعدت و التي تراجعت عن وعدها .

صوته ناعم ، لطيف يخفي وراءه غيظا شديدا و غريزيا . سرت قشعريرة برد في جسمها .
- لن اتزوجك ابدا ، ابدا . ولن تمنعني اية قوة من زواجي بديفد .
كانت غاضبة و خائفة . و هذا الاجنبي ؟
كان هادئا و واثق من نفسه غير عابئ بالجريمة التي ارتكبها ... وكان صمته يثير حقدها عليه .
- انت مجنون ! لا تستطيع اخذي الى اليونان بدون ارادتي ! كيف ستأخذني الى هناك ؟ لا توجد اية وسيلة .

قالت ذلك في محاولة يائسة لتعطي نفسها بعض الثقة . وكانت تشك بذلك منذ البداية .

- قلت اننا سنستقل زورقا . و آمل ان تعودي الى رشدك و انت على الزورق .
و الا سأسجنك في غرفتك و اقفل عليك بالمفتاح و لن تخرجي منها الا في نهاية الرحلة .
زاد من سرعة السيارة الى ثمانين ميلا ، و اضاف :
- القدر جمعنا و القدر لا يحارب يا تارا .
لأن ذلك كان مكتوبا قبل ولادتنا .
- تتكلم كالأحمق !
- و انت تتكلمين بدون تحفظ . أحذرك من ذلك لأني لا أقبل ان يكلمني احد بدون احترام .

صرفت اسنانها و انساها غضبها كل شعور بالخوف . فقالت :
- اذا اعتقدت اني سأحترمك فانك احمق ... ابله ! من يحترم مجرما ... مختطفا ؟
- امرأتي ستحترمني كما يحترمني كل من له علاقة بي .
سألته بفضول :
- و من عساك تكون ؟
- زوجك ... و سيدك .

ودت لو تضربه لو ان ذلك لا يعرض حياتها للخطر . فأخذت تفكر في طريقة للخلاص ... آه ، وجدت الحل و خفق قلبها لهذه المفاجأة . صرخت بانتصار :
- جواز سفري ! كيف تخرجني بلا جواز سفر ؟

كان النصف الآخر من عبارتها خاليا من الحماس لأنها في الوقت نفسه رأته يخرج شيئا من جيبه و يلوح به في وجهها .
- انت ... سرقته ... و لكن كيف ؟
- مساعدي ، سائق التاكسي ، تسلل الى غرفتك بسهولة كبيرة كما قال .

اعاد ليون جواز السفر الى جيبه وزاد من سرعة السيارة . و رأت الشجر يركض الى الوراء بسرعة شديدة .
وكانا الآن يقتربان من مصيف بريدبورت الجميل .
لكنها ستهرب و أملها ان تجد طريقة ما .
اذ كيف يستطيع ان يحملها على الصعود الى الزورق بالرغم منها امام الناس ؟

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, pagan lover, عبير, عبير القديمة, عسل الصبار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t95118.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 31-08-14 04:19 PM
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 07:46 PM
Untitled document This thread Refback 10-04-10 06:48 AM


الساعة الآن 05:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية